رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
حديث: (ما رأيت رسول الله في شهر أكثر صياماً منه في شعبان) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود حدثنا ابن وهب أخبرني مالك وعمرو بن الحارث، وذكر آخر قبلهما: أن أبا النضر حدثهم عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول: ما يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهرٍ أكثر صياماً منه في شعبان)].ثم أورد حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم في كثرة صيامه أحياناً، وقلة صيامه أحياناً، وما كان أكثر صياماً منه في شهر غير شعبان، فإنه كان يكثر منه ما لا يكثر من غيره الصيام. قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان]. هو الربيع بن سليمان بن داود، وهو الجيزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [حدثنا ابن وهب]. ابن وهب، وقد مر ذكره. [أخبرني مالك]. هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة. [وعمرو بن الحارث وذكر آخر]. هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وذكر آخر قبلهما وهو ابن لهيعة. [أن أبا النضر حدثهم]. هو سالم بن أبي أمية، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سلمة]. هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عائشة]. عائشة، وقد مر ذكرها. شرح حديث: (أن رسول الله كان لا يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن منصور أنه قال: سمعت سالم بن أبي الجعد عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان)].أورد النسائي حديث أم سلمة: (كان لا يصوم شهرين متتابعين إلا رمضان)، المقصود من ذلك: الإكثار من شعبان، وإلا فإنه لا يكمله، وإنما يصوم أكثره وأغلبه وعامته، وذكر الشهر المقصود منه الأغلبية، يعني كما جاء مبيناً في الروايات الأخرى: (أنه ما كان يصوم شهراً إلا رمضان). تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان لا يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) قوله: [أخبرنا محمود بن غيلان].هو محمود بن غيلان المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود. [حدثنا أبي داود]. هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [أخبرنا شعبة]. وقد مر ذكره. [عن منصور]. هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [سمعت سالم بن أبي الجعد]. ثقة، يرسل كثيراً، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سلمة]. وقد مر ذكره. [عن أم سلمة]. هي أم المؤمنين، هند بنت أبي أمية، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (أنه لم يكن يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان...) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن الوليد حدثنا محمد حدثنا شعبة عن توبة عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنه لم يكن يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان، ويصل به رمضان)].أورد حديث أم سلمة من طريق أخرى: (أنه لم يكن يصوم شهراً تاماً إلا شعبان، ويصل به رمضان)، وهو مثل ما تقدم كان يصوم شهرين متتابعين، والكلام فيه مثل الكلام الذي في قبله. تراجم رجال إسناد حديث: (أنه لم يكن يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان...) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا محمد بن الوليد].هو محمد بن الوليد بن عبد الحميد القرشي، وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا محمد]. هو محمد بن جعفر الملقب غندر. [حدثنا شعبة]. وقد مر ذكره. [عن توبة]. هو توبة العنبري، وهو ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. [عن محمد بن إبراهيم]. هو محمد بن إبراهيم التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سلمة عن أم سلمة]. وقد مر ذكرهما. شرح حديث: (لم يكن رسول الله لشهر أكثر صياماً منه لشعبان...) من طريق رابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لشهرٍ أكثر صياماً منه لشعبان، كان يصومه أو عامته)].أورد النسائي حديث عائشة المتعلق بإكثاره من الصيام في شعبان، كان يصوم كله أو عامته، معناه: أنه يصوم أغلبه، وقد جاء عنها نفسها أنها قالت: لم يصم شهراً كاملاً إلا رمضان، ومعنى ذلك أنه غالبيته العظمى، بحيث لا يترك منه إلا القليل النادر اليسير. تراجم رجال إسناد حديث: (لم يكن رسول الله لشهر أكثر صياماً منه لشعبان...) من طريق رابعة قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم].هو عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. [حدثنا عمي]. هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا أبي]. هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً. [عن ابن إسحاق]. هو محمد بن إسحاق المدني، إمام في المغازي، وهو صدوق يدلس، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة]. وقد مر ذكرهم. حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عمرو بن هشام حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً)].أورد النسائي: حديث عائشة في صيام شعبان، وأنه كان يصومه إلا قليلاً، أي: شعبان. قوله: [حدثنا عمرو بن هشام]. هو عمرو بن هشام الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا محمد بن سلمة]. هو محمد بن سلمة الحراني أيضاً، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن ابن إسحاق]. هو محمد بن إسحاق، وقد مر ذكره. [عن يحيى بن سعيد]. هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سلمة عن عائشة]. وقد مر ذكرهما. شرح حديث: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية حدثنا بحير عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير أن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم شعبان كله)].أورد النسائي حديث عائشة: (أنه كان يصوم شعبان كله)، والمقصود من ذلك عامته؛ لأنه جاء عنها روايات كثيرة تقول: (ما كان يصوم شهراً كاملاً إلا رمضان منذ أن قدم المدينة)، فعلى هذا المقصود بالكلية هنا العموم أو العامة الغالب، وليس الكل، بحيث يكون مثل رمضان. تراجم رجال إسناد حديث: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].هو عمرو بن عثمان الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه. [حدثنا بقية]. هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا بحير]. هو بحير بن سعد، وهو ثقة، ثبت، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة. [عن خالد بن معدان]. ثقة يرسل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن جبير بن نفير]. ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن عائشة رضي الله عنها]. وقد مر ذكرها. شرح حديث: (... ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة حدثني أبو سعيد المقبري حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: قلت: (يا رسول الله! لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)].ثم أورد النسائي: حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه المتعلق بصيام شعبان، وأنه سأله أنه لم يره يصوم مثل ما كان يصوم في شعبان، فقال: (إنه شهرٌ يغفل الناس عنه، وهو ترفع فيه الأعمال، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، وهذا فيه بيان الحكمة في إكثاره من الصيام في شهر شعبان (يرفع عملي وأنا صائم). فهذا فيه بيان الإكثار، وسبب الإكثار، أو الحكمة من الإكثار، وأنها ترفع فيه الأعمال، أي: في نهاية الشهر. تراجم رجال إسناد حديث: (...ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان...) قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو عمرو بن علي الفلاس البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة. [عن عبد الرحمن]. هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة]. صدوق يهم، أخرج حديثه البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة، وأبو داود، والنسائي. [حدثني أبي سعيد المقبري]. اسمه كيسان، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثني أسامة بن زيد]. صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حبه وابن حبه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين...) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة حدثني أبو سعيد المقبري حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: قلت: (يا رسول الله! إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما، قال: أي يومين؟ قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس، قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)].ثم أيضاً أورد النسائي حديث أسامة بن زيد من طريق أخرى، وفيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وأن هناك يومين إن دخل في صيامه وإلا صامهما، وهما الإثنين والخميس، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنهما يومان تعرض فيهما أعمال العباد، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)، وهو يتعلق بصيام التطوع، وأنه كان يكثر من الصيام في الشهر ويقل، وكان يتحرى الإثنين والخميس، والحكمة في ذلك أنه ترفع فيهما الأعمال، فيحب عليه الصلاة والسلام أن يرفع عمله وهو صائم صلى الله عليه وسلم، والإسناد هو نفس الإسناد: عمرو بن علي. حديث: (كان يسرد الصوم فيقال: لا يفطر...) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا زيد بن الحباب أخبرني ثابت بن قيس الغفاري حدثني أبو سعيد المقبري حدثني أبو هريرة عن أسامة بن زيد رضي الله عنهم: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يسرد الصوم فيقال: لا يفطر، ويفطر فيقال: لا يصوم)].أورد النسائي حديث أسامة من طريق أخرى، وهو أنه (كان يسرد الصوم حتى يقولوا: لا يفطر، وكان يفطر حتى يقولوا: لا يصوم)، وقد مر ذلك مراراً في بيان هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك. قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن زيد بن الحباب]. صدوق يخطئ في حديث الثوري، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن ثابت بن قيس عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن أسامة]. وقد مر ذكرهم إلا أبا هريرة يروي عن أسامة، فـ أبو هريرة ، هو: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وهو أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، وهو رواية صحابي عن صحابي. شرح حديث: (كان يتحرى صيام الإثنين والخميس) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن عثمان عن بقية حدثنا بحير عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير أن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس)].أورد النسائي حديث عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس)، وقد مر في حديث أسامة أنه كان الحكمة في ذلك أنه تعرض فيهما الأعمال، فيحب أن يرى الله عمله وهو صائم صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم رجال الإسناد. حديث: (كان رسول الله يتحرى يوم الإثنين والخميس) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن داود أخبرني ثور عن خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى يوم الإثنين والخميس)].أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم. قوله: [حدثنا عبد الله بن داود]. هو عبد الله بن داود الخريبي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [أخبرني ثور]. هو ثور بن يزيد، وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأصحاب السنن. [عن خالد بن معدان]. وقد مر ذكره. [عن ربيعة الجرشي]. هو ربيعة بن عمرو الجرشي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن الأربعة. [عن عائشة]. وقد مر ذكرها. حديث: (كان رسول الله يتحرى الإثنين والخميس) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبيد الله بن سعيد الأموي حدثنا سفيان عن ثور عن خالد بن معدان عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى الإثنين والخميس)].أورد النسائي: حديث عائشة من طريق أخرى، وهي مثل ما تقدم. قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم]. هو إسحاق بن إبراهيم المروزي، وقد مر ذكره. [أخبرنا عبيد الله بن سعيد الأموي]. هو عبيد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والنسائي، وابن ماجه. وهو ليس السرخسي، إنما هو عبيد الله بن سعيد بن أبان الأموي غير السرخسي؛ ذاك اليشكري السرخسي. [حدثنا سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، مر ذكره. [عن ثور]. مر ذكره أيضاً. [عن خالد بن معدان عن عائشة رضي الله عنه]. وقد مر ذكرهما. حديث: (كان رسول الله يتحرى يوم الإثنين والخميس) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا أبو داود عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى يوم الإثنين والخميس)].أورد النسائي: حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى الإثنين والخميس، وهو مثل ما تقدم. قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. وقد مر ذكره. [حدثنا أبي داود]. هو عمر بن سعد الحفري الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن. [عن سفيان]. هو سفيان الثوري، وقد مر ذكره. [عن منصور]. هو منصور بن المعتمر ، كوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن خالد بن سعد]. ثقة، أخرج له البخاري والنسائي وابن ماجه. [عن عائشة]. وقد مر ذكرها. الأسئلة الفرق بين (حدثنا) و(أخبرنا) في الأسانيد السؤال: في بعض الأحيان يكون في بداية السند قال: حدثنا، والمعتاد أنه أخبرنا، فهل هناك سبب؟ الجواب: حدثنا وأخبرنا هما بمعنى واحد عند كثير من العلماء، وبعض العلماء يفرق بين أخبرنا وحدثنا بأن حدثنا فيما سمع من الشيخ، وأخبرنا فيما قرئ على الشيخ، أخبرنا، لكن أكثر استعمال النسائي أخبرنا، وهذا ليس خاصاً في العرض، بل هو في العرض والسماع، فلا فرق بينهما عند كثير من المحدثين؛ يطلقون الإخبار والسماع على ما سمع من لفظ الشيخ، وعلى ما قرئ على الشيخ. سبب قول النسائي: بأبي هو وأمي لرسول الله عليه الصلاة والسلام السؤال: لماذا قال النسائي: بأبي هو أمي على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقل على نبي الله داود، هل هي خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: هذا هو الذي كان السلف يستعملونه مع النبي صلى الله عليه وسلم، والسبب في هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام يجب أن يكون أحب إلى كل مسلم من والده وولده والناس أجمعين؛ لأن الله تعالى ساق للمسلمين على يديه نعمة هي أعظم النعم، وهي نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم، نعمة الخروج من الظلمات إلى النور، فهي أجل النعم، فصارت محبته يجب أن تكون أعظم من محبة الوالدين، ولهذا يأتي كثيراً في كلام العلماء تفديته بالأب والأم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا شيء ألف واستعمل، يعني: قد يكون الأب والأم ميتان لكنه جرى على الألسنة، وهو تعظيم لقدره صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيم لشأنه عليه الصلاة والسلام، والإشارة في ذلك إلى ما جاء من كون محبته يجب أن تكون في النفوس أعظم من محبة الوالدين والأولاد والناس أجمعين. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (386) - تابع صوم النبي بأبي هو وأمي - باب ذكر الاختلاف على عطاء في خبر صوم النبي بيّن الشرع الحكيم كيف كان صوم النبي عليه الصلاة والسلام وهو صيام الإثنين والخميس، أو ثلاثة أيام من كل شهر، ونهى عن صيام الدهر أو صيام الأبد. تابع صوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو وأمي شرح حديث: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم الإثنين والخميس) من طريق خامسة قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو وأميأخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم الإثنين والخميس)]. فهذا الحديث -حديث عائشة- فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين والخميس، وقد مرت جملة من الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس، وهذا من جملة الأحاديث، وهو دال على فضل صيام هذين اليومين، وقد مر في بعض الأحاديث أن الأعمال ترفع فيهما، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إنه يحب أن يعرض عمله وهو صائم) صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. تراجم رجال إسناد حديث: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم الإثنين والخميس) من طريق خامسة قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد].إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا يحيى بن اليمان]. صدوق يخطئ كثيراً، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، فقيه، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عاصم]. هو عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود، وهو صدوق، له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن المسيب بن رافع]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن سواء الخزاعي]. سواء الخزاعي، أخرج حديثه أبو داود والنسائي. [عن عائشة]. أم المؤمنين رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. شرح حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس...) من طريق سادسة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني أبو بكر بن علي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن سواء عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الإثنين والخميس من هذه الجمعة، والإثنين من المقبلة)].أورد النسائي حديث أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: الإثنين والخميس من هذه الجمعة، والإثنين من الجمعة المقبلة. والمراد بالجمعة: الأسبوع، الإثنين والخميس من الجمعة أي: من الأسبوع، ثم الأسبوع الثاني يصوم منه الإثنين، ويطلق على الأسبوع جمعة، كما يطلق عليه سبت، وكما جاء في الحديث: (فما رأينا الشمس سبتاً)، أي: أسبوعاً، وهنا الجمعة يراد بها الأسبوع، فكان عليه الصلاة والسلام يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وكان يتحرى الإثنين والخميس، فيصوم الإثنين والخميس من جمعة الأسبوع، ومن الأسبوع الثاني يصوم الاثنين منه، وهو دال على فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، والحسنة بعشرة أمثالها، وهو مثل صيام الدهر؛ لأن اليوم عن عشرة أيام، فإذا صام من كل شهر ثلاثة أيام فيكون كأنه صام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وهو أيضاً دال على استحباب صيام الإثنين والخميس، وتحري الإثنين والخميس، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى من صيامه هذين اليومين. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس) من طريق سادسة قوله: [أخبرني أبو بكر بن علي].هو أحمد بن علي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا أبي نصر التمار]. هو عبد الملك بن عبد العزيز، اسمه واسم أبيه مثل ابن جريج، وهذا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم والنسائي. [حدثنا حماد بن سلمة]. هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن عاصم عن سواء]. وقد مر ذكرهما. [عن أم سلمة]. هي أم المؤمنين، هند بنت أبي أمية، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (كان رسول الله يصوم من كل شهر يوم الخميس ويوم الإثنين...) من طريق سابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق أنبأنا النضر أنبأنا حماد عن عاصم بن أبي النجود عن سواء عن حفصة رضي الله عنها، أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم من كل شهرٍ يوم الخميس ويوم الإثنين، ومن الجمعة الثانية يوم الإثنين)].أورد النسائي حديث حفصة، وهو مثل حديث أم سلمة: [(كان يصوم من كل شهر الخميس والإثنين، ومن الجمعة الثانية الإثنين)]، أي: أسبوع يصوم منه إثنين وخميس، وأسبوع يصوم منه إثنين، فيصوم من أسبوع إثنين وخميس ثم من الأسبوع الثاني الذي يليه يصوم الإثنين، وهو مثل حديث أم سلمة المتقدم. تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يصوم من كل شهر يوم الخميس ويوم الإثنين...) من طريق سابعة قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا إسحاق]. هو ابن إبراهيم الحنظلي بن راهويه، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [أنبأنا النضر]. هو النضر بن شميل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أنبأنا حماد عن عاصم]. حماد، هو ابن سلمة، عن عاصم، وهو ابن أبي النجود. [عن سواء عن حفصة]. سواء مر ذكره وحفصة وهي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (كان رسول الله إذا أخذ مضجعه... وكان يصوم الإثنين والخميس ...) من طريق ثامنة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا حسين عن زائدة عن عاصم عن المسيب عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخذ مضجعه جعل كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وكان يصوم الإثنين والخميس)].أورد النسائي حديث حفصة، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا اضطجع وضع كفه اليمنى تحت خده، أي: ينام على جنبه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت خده عليه الصلاة والسلام، وكان يصوم الإثنين والخميس، وهذا المقصود من إيراد الحديث، كونه يصوم الإثنين والخميس، هذا من هديه عليه الصلاة والسلام، أنه يصوم الإثنين والخميس. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا أخذ مضجعه... وكان يصوم الإثنين والخميس...) من طريق ثامنة قوله: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار].ثقة، أخرج حديثه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه. [حدثنا حسين]. هو حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن زائدة]. هو زائدة بن قدامة الثقفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عاصم عن المسيب عن حفصة]. وقد مر ذكرهم. شرح حديث: (كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال أبي: أخبرنا أبو حمزة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر، وقلما يفطر يوم الجمعة)].أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر)]، أي: من أوائل الشهر، [(وقلما كان يفطر يوم الجمعة)]، ولعل المقصود من ذلك: أنه كان يصومه مع غيره؛ لأنه جاء عنه عليه الصلاة والسلام النهي عن إفراده بالصوم، وأنه يصام معه يوم قبله ويوم بعده، كما جاء في ذلك أحاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها حديث جويرية أم المؤمنين في صحيح البخاري: (أن النبي عليه الصلاة والسلام دخل عليها وهي صائمةٌ يوم الجمعة فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غداً؟ قالت: لا، قال: فأفطري)، فدل هذا على أن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لا يفرد الجمعة بالصوم، وأنه يصام ومعه غيره، وما جاء في هذا الحديث أنه قلما كان يفطر يوم الجمعة، أي: أنه كان يصوم معه غيره، أي: الخميس أو السبت، وغالباً ما يكون الخميس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الخميس. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر...) قوله: [أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق].ثقة، أخرج حديثه الترمذي والنسائي، يروي عن أبيه، وأبوه ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أخبرنا أبو حمزة]. هو محمد بن ميمون السكري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. أبو حمزة محمد بن ميمون السكري. [عن عاصم]. هو ابن أبي النجود، وقد مر. [عن زر]. هو ابن حبيش، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن مسعود الهذلي]. صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد الفقهاء المعروفين في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (أمرني رسول الله ... وصيام ثلاثة أيام من الشهر) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة عن رجل عن الأسود بن هلال عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بركعتي الضحى، وأن لا أنام إلا على وتر، وصيام ثلاثة أيام من الشهر)].أورد النسائي حديث أبي هريرة المتعلق بقول أبي هريرة: [(أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أنام على وتر)]، وهذا الحديث هو من قوله صلى الله عليه وآله وسلم وليس من فعله، والترجمة تتعلق بفضل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا يتعلق بأمره، وقد مر أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فهو يفعل ذلك، ويأمر بذلك، ويرشد إلى ذلك، وجاء هذا الحديث في الصحيحين عن أبي هريرة يقول: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)، وجاء من حديث أبي الدرداء في صحيح مسلم: (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث: ركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل أن أرقد)، فصيام ثلاثة أيام من كل شهر جاء من قوله ومن فعله ومن حثه وترغيبه؛ لأنه أوصى أبا هريرة أبا الدرداء بأن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر، واجتمع فيه أمره وقوله، وكما قلت: الترجمة هي في صوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي ليس فيها التنصيص على صوم الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنما فيها التوصية، ولكن الأحاديث التي مرت فيها أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. تراجم رجال إسناد حديث: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وصيام ثلاثة أيام من كل شهر) قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة أخرج له النسائي وحده. [حدثنا أبو كامل]. هو فضيل بن حسين الجحدري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. [حدثنا أبو عوانة]. هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عاصم بن بهدلة عن رجل عن الأسود بن هلال]. عاصم بن بهدلة عن رجل، والرجل هذا غير مسمى.. مبهم، لكن الحديث ورد في الصحيحين عن أبي هريرة وفيه هذه الأمور الثلاثة، فالحديث صحيح، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة وهو مشتمل على هذه الأمور الثلاثة. والأسود بن هلال، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. [عن أبي هريرة]. هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح حديث ابن عباس: (ما علمت النبي صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، أي شهر رمضان ويوم عاشوراء) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان عن عبيد الله: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما: (وسئل عن صيام عاشوراء؟ قال: ما علمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، أي: شهر رمضان، ويوم عاشوراء)].أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: (ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم صام يوماً يتحرى صيامه لفضله إلا شهر رمضان، وعاشوراء)، أي: هذا اليوم الذي هو عاشوراء، ورمضان فرض، وعاشوراء من آكد صيام التطوع. تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس: (ما علمت النبي صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، أي شهر رمضان ويوم عاشوراء) قوله: [أخبرنا قتيبة].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا سفيان]. هو ابن عيينة المكي، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبيد الله]. هو عبيد الله بن أبي يزيد المكي، وهو ثقة، كثير الحديث، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [أنه سمع ابن عباس]. ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا الإسناد من رباعيات النسائي؛ لأنه من أعلى الأسانيد عنده؛ لأن بين النسائي وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام، أربعة أشخاص: قتيبة، وسفيان بن عيينة، وعبيد الله بن أبي يزيد، وابن عباس، أربعة أشخاص، وهذا من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأنه ليس عنده ثلاثيات، وما عنده إلا الرباعيات، وهذا منها. شرح حديث معاوية: (سمعت رسول الله يقول في هذا اليوم: إني صائم فمن شاء أن يصوم فليصم) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة عن سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: سمعت معاوية رضي الله عنه يوم عاشوراء وهو على المنبر يقول: (يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في هذا اليوم: إني صائم، فمن شاء أن يصوم فليصم)].أورد النسائي حديث معاوية رضي الله عنه المتعلق بيوم عاشوراء، وأنه قال: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم يقول: (إني صائم، فمن شاء أن يصوم فليصم)، أي: هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إني صائم، فمن شاء أن يصوم فليصم)، وهذا يدل على فضل صيام هذا اليوم الذي هو يوم عاشوراء، وقول معاوية رضي الله عنه: (أين علماؤكم؟)، لأنه قد بلغه أن فيهم من يتكلم في صيام هذا اليوم إما بكراهة أو بإيجاب، فأراد أن يبين السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أنه أراد (أين علماؤكم؟)، أي: لا يعلمونكم السنن، ولا يبينون لكم ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم. تراجم رجال إسناد حديث معاوية: (سمعت رسول الله يقول في هذا اليوم: إني صائم فمن شاء أن يصوم فليصم) قوله: [أخبرنا قتيبة].وقد مر ذكره. [عن سفيان]. هو ابن عيينة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الزهري]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن حميد بن عبد الرحمن]. هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أن قال: سمعت معاوية]. هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (أن النبي كان يصوم يوم عاشوراء...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني زكريا بن يحيى حدثنا شيبان حدثنا أبو عوانة عن الحر بن صياح عن هنيدة بن خالد عن امرأته أنها قالت: حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم عاشوراء، وتسعاً من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر، أول إثنين من الشهر وخميسين)].أورد النسائي حديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في بعض الطرق أنها أم سلمة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم عاشوراء، وتسعاً من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر، أول إثنين من الشهر وخميسين)، (أول إثنين)، أي من الشهر، (وخميسين)، وهذا يفيد بأنه في بعض الأحيان يفعل هذا، ويفعل ما تقدم إثنين وخميس وإثنين، وهنا إثنين وخميسين، وقد تقدم أنه كان يصوم إثنين وخميس، ثم من الجمعة الثانية يوم الإثنين، فهذا يفيد أنه أحياناً يفعل كذا، وأحياناً يفعل كذا، وفيه صيام تسعة ذي الحجة، وهي التسع الأولى التي لها شأن عظيم وفضل؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)، والحديث في صحيح البخاري، وهنا فيه أن من الأعمال التي تعمل في تلك العشر أن تصام التسع التي آخرها يوم عرفة، وكذلك فيه صيام عاشوراء وقد مر في بعض الأحاديث. تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يصوم يوم عاشوراء...) قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].زكريا بن يحيى السجزي، مر ذكره. [حدثنا شيبان]. هو شيبان بن فروخ، وهو صدوق يهم، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي، وهو من شيوخ مسلم. [حدثنا أبي عوانة]. هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، مر ذكره. [عن الحر بن صياح]. ثقة، أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي. [عن هنيدة بن خالد]. معدود في الصحابة، وحديثه أخرجه أبو داود والنسائي. [عن امرأته]. لا يعرف اسمها كما قال الحافظ ابن حجر، وهي صحابية، أخرج حديثها أبو داود، والنسائي، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في بعض الروايات: أنها أم سلمة، وقد مر ذكرها. وعلى هذا فالحديث من رواية ثلاثة من الصحابة: هنيدة، وزوجته، وأم المؤمنين أم سلمة. ذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه شرح حديث: (من صام الأبد فلا صام) قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه.أخبرني حاجب بن سليمان حدثنا الحارث بن عطية حدثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام الأبد فلا صام)]. أورد النسائي ذكر الاختلاف على عطاء فيه، ومعلوم أن مثل هذا يصلح إذا كان في الباب أو تابع للباب الذي قبله، والباب الذي قبله لا علاقة له في هذا الأحاديث التي ستأتي؛ لأن الباب الأول فيه صيام الرسول صلى الله عليه وسلم، والأحاديث التي ستأتي في صيام الأبد، فيبدو أن الترجمة ساقط منها شيء، وهي مثل الترجمة التي بعدها: النهي عن صيام الأبد، وذكر الاختلاف على عطاء فيه، والضمير فيه يرجع إلى صيام الأبد إلى هذا المحذوف، فالترجمة مثل الترجمة التي بعدها: النهي عن صيام الدهر وذكر الاختلاف على فلان فيه، وهنا النهي عن صيام الأبد. والأبد هو الدهر، لكن النسائي جعل البابين من أجل وجود اللفظين، وهذه طريقة النسائي أحياناً يعقد الباب من أجل اللفظ الذي جاء فيه وإن كان الكل يدخل تحت الدهر، والكل يدخل تحت الأبد لا الأحاديث التي تحت الدهر، لكنه رحمة الله عليه طريقته أنه إذا كان اللفظ فيه اختلاف فإنه يبوب للفظ الذي جاء مخالفاً، وعلى هذا فالترجمة فيها نقص، ولا يصلح أن تكون تابعة للباب الذي قبلها؛ لأن الباب الذي قبلها باب صوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا لا علاقة له بصوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هو بصوم الأبد، كل الأحاديث الذي فيه صيام الأبد، ثم جاء بعده النهي عن صيام الدهر، والأحاديث الذي فيها ذكر الدهر، وعلى هذا فالترجمة يبدو أنها: النهي عن صيام الأبد وذكر الاختلاف على عطاء فيه، أي: في صيام الأبد، ومرجع الضمير ليس موجوداً، ولو كان أنه يتعلق بالباب الأول كان يرجع إلى صوم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا علاقة لهذه الترجمة بصوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي تتعلق بصوم الأبد، وهي مثل الترجمة التي بعدها تماماً، ولهذا أقول: يمكن أن هذه الترجمة مثل ترجمة: النهي عن صوم الأبد، وذكر الاختلاف على عطاء فيه، أي: في صوم الأبد؛ لأن الضمير في: (فيه) يرجع إلى هذا، فكما أن الباب الذي بعده على هذه الطريقة، فهذا يكون على هذه الطريقة. [عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام الأبد فلا صام)]. أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من صام الأبد فلا صام)]، أي: ما صام الصوم المشروع، ولم يصم صوم السنة الذي هو السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن جماعةً من أصحابه تقالوا أعمالهم وقالوا: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أحدهم: أما أنا فأصوم فلا أفطر، وأما الثاني قال: أنا أقوم الليل فلا أنام، والثالث قال: لا أتزوج النساء، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أما إني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، فالذي يصوم الدهر فيه مخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يترتب على صومه الدهر إضعاف نفسه، وعدم قيامه بالأمور الأخرى التي يتطلب الأمر قيامها، والشأن قيامه بها؛ لأنه صومه بصفة دائمة باستمرار، يعني يصوم الشهور المتتالية، لا بد وأن يناله شيء من الضعف، فيصيبه شيء من العجز عن أمور أخرى يحتاج إليها وهي مطلوبة. وعلى هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [(لا صام)]، أي: إما أن يكون معناه أنه ما وجد منه الصيام المشروع، أو أنه دعاء عليه، وهو دال على النهي عن صيام الأبد الذي هو الدهر. تراجم رجال إسناد حديث: (من صام الأبد فلا صام) قوله: [أخبرني حاجب بن سليمان].صدوق يهم، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا الحارث بن عطية]. هو مثله صدوق يهم، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا الأوزاعي]. هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عطاء بن أبي رباح]. هو عطاء بن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن عمر]. هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. شرح حديث: (من صام الأبد فلا صام) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عيسى بن مساور عن الوليد حدثنا الأوزاعي أخبرني عطاء عن عبد الله (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله حدثني الوليد عن الأوزاعي حدثني عطاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام الأبد فلا صام ولا أفطر)].أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، (من صام الأبد فلا صام ولا أفطر)، لا صام، أي: ما صام الصيام المشروع، (ولا أفطر)، لأنه تحمل العناء، ووجد منه النقص والضرر بنفسه، فلا يعتبر صام الصوم المشروع المستحب الذي أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لما سأله عبد الله بن عمر ما زاد على أن قال: صيام داود يصوم يوماً ويفطر يوماً، وما زاد على أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، فصيام الدهر فيه ما فيه، ولهذا قال: (لا صام ولا أفطر)، (ما صام)، أي: ما صام الصوم الشرعي الذي يجمع فيه بين الأجر وبين القيام بالأمور الأخرى، (ولا أفطر)، أي: ما حصل منه الصيام، بل تحمل العطش والعناء والمشقة والتعب، فهو لا هذا ولا هذا، لا أفطر ولا صام. تراجم رجال إسناد حديث: (من صام الأبد فلا صام) من طريق ثانية قوله: [حدثنا عيسى بن مساور].صدوق، أخرج له النسائي وحده. [عن الوليد]. هو ابن مسلم، وهو ثقة، كثير التدليس والتسوية، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا الأوزاعي]. مر ذكره. [أخبرني عطاء عن عبد الله]. عطاء عن عبد الله بن عمر، وقد مر ذكرهم. [(ح)]. ثم قال: (ح) تحويل من إسناد إلى إسناد. [أخبرنا محمد بن عبد الله]. هو ابن المبارك المخرمي البغدادي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي. [حدثني الوليد عن الأوزاعي حدثني عطاء عن عبد الله]. وقد مر ذكرهم جميعاً. حديث: (من صام الأبد فلا صام) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا العباس بن الوليد حدثنا أبي وعقبة عن الأوزاعي حدثني عطاء حدثني من سمع ابن عمر يقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام الأبد فلا صام)].أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وفيها: (من صام الأبد فلا صام)، وهو مثل الطريق الأولى السابقة، وكل هذه الأحاديث بلفظ الأبد؛ لما يشعر بأن الترجمة هي تتعلق بالأبد. قوله: [أخبرنا العباس بن الوليد]. هو العباس بن الوليد بن مزيد، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود والنسائي. [حدثنا أبي]. هو الوليد بن مزيد، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود والنسائي. [وعقبة]. هو عقبة بن علقمة، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه. [عن الأوزاعي حدثني عطاء حدثني من سمع ابن عمر]. عطاء عمن سمع ابن عمر، أي فيه واسطة، وسبق أن مر في الطرق المتقدمة عن عطاء أنه يروي عن عبد الله بن عمر، فلا أدري من هي هذه الواسطة؟ حديث: (من صام الأبد فلا صام) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن يعقوب حدثنا محمد بن موسى حدثنا أبي عن الأوزاعي عن عطاء حدثني من سمع ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (من صام الأبد فلا صام)]. أورد النسائي حديث ابن عمر، وهو مثل ما تقدم، (من صام الأبد فلا صام). قوله: [أخبرنا إسماعيل بن يعقوب]. هو إسماعيل بن يعقوب الصبيحي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا محمد بن موسى]. هو محمد بن موسى بن أعين، وهو صدوق، أخرج له البخاري والنسائي. [حدثنا أبي]. هو موسى بن أعين، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [عن الأوزاعي عن عطاء حدثني من سمع ابن عمر]. وقد مر في الإسناد السابق. حديث: (من صام الأبد فلا صام) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد حدثنا ابن عائذ حدثنا يحيى عن الأوزاعي عن عطاء أنه حدثه، قال: حدثني من سمع عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام الأبد فلا صام ولا أفطر)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو مثل حديث ابن عمر المتقدم في بعض طرقه (من صام الأبد فلا صام ولا أفطر)، والطرق السابقة عن ابن عمر، وهذه الطريق التي بعدها عن عبد الله بن عمرو. قوله: [أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد]. صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا ابن عائذ]. هو محمد بن عائذ، وهو صدوق، أخرج له أبو داود والنسائي. [حدثنا يحيى]. هو يحيى بن حمزة، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن الأوزاعي عن عطاء أنه حدثه، قال: حدثني من سمع عبد الله بن عمرو]. الأوزاعي عن عطاء عمن سمع عبد الله بن عمرو، الذي سمع هو جاء في الإسناد الذي بعده، يعني: الواسطة بين عطاء وبين عبد الله بن عمرو هو أبو العباس الشاعر في الإسناد الذي بعده، فالرجل المبهم هنا قد سمي في الإسناد الذي بعده، وهو السائب بن فروخ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. هذا هو المبهم، وجاء مسمى في الإسناد الذي يليه. [عن عبد الله بن عمرو بن العاص]. صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنه وعن أبيه وعن الصحابة أجمعين. حديث: (لا صام من صام الأبد) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج بن محمد قال ابن جريج: سمعت عطاء أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: (بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أني أصوم أسرد الصوم)، وساق الحديث، قال: قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد: (لا صام من صام الأبد)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، وكان سببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أنه يسرد الصوم، وأنه قال: (لا صام من صام الأبد)، لا أدري كيف قال في صيام الأبد، (لا صام من صام الأبد)، أي كأن فيه تردد في شيء، وقد مر في الطريق السابقة التصريح بأنه قال: (لا صام من صام الأبد). قوله: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن]. هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود والنسائي. [حدثنا حجاج بن محمد]. هو المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [قال ابن جريج]. هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، يدلس ويرسل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [سمعت عطاء أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص]. وقد مر ذكرهم. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (387) - باب النهي عن صيام الدهر - باب ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير في خبر النهي عن صيام الدهر جاءت أحاديث كثيرة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من طرق مختلفة توضح لنا حرمة صيام الدهر؛ لمشقته على النفس، وتفويته مصالح كثيرة أوصى الشرع الحنيف بالاهتمام بها. النهي عن صيام الدهر، وذكر الاختلاف على مطرف بن عبد الله في الخبر فيه شرح حديث: (يا رسول الله! إن فلاناً لا يفطر نهاراً الدهر قال: لا صام ولا أفطر) قال المصنف رحمه الله تعالى: [النهي عن صيام الدهر، وذكر الاختلاف على مطرف بن عبد الله في الخبر فيه.حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل عن الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أخيه مطرف عن عمران رضي الله عنه أنه قال: قيل: (يا رسول الله، إن فلاناً لا يفطر نهاراً الدهر، قال: لا صام ولا أفطر)]. يقول النسائي رحمه الله: النهي عن صوم الدهر. هذه الترجمة سبق أن هناك ترجمة تشبهها وهي: النهي عن صوم الأبد، والعنوان الذي جاء وهو ذكر الاختلاف على خبر عطاء فيه. قلت: العنوان لا علاقة له بالباب الذي قبله، وعلى هذا فالعنوان فيه نقص، وهو النهي عن صوم الأبد، وذكر الاختلاف على عطاء بن أبي رباح فيه، وقلت: إن الترجمة لعلها مثل الترجمة التي تليها، وإنما حصل الفرق بينهما من أجل كلمة الأبد، وكلمة الدهر، وهذا احتمال، وهناك احتمال آخر، وقد رأيته لما اطلعت على السنن الكبرى للنسائي، وإذا فيها أن الباب الذي هو النهي عن صوم الدهر مقدم، ثم الفصل الذي هو ذكر الاختلاف على عطاء فيه مؤخر، وعلى هذا فيكون فيه تقديم وتأخير، وإذا كانت الأحاديث المتعلقة بالأبد متأخرة عن هذا الباب، فما يبقى إشكال، بل يبقى الوضع على ما هو عليه، والضمير يرجع إلى الدهر الذي سبق أن تقدم في الباب، فهما احتمالان: احتمال أن يكون هناك تقديم وتأخير، ويوضح هذا ما جاء في السنن الكبرى للنسائي، فإن باب النهي عن صيام الدهر مقدم على الفصل الذي هو ذكر الاختلاف على عطاء فيه، وذكر الاختلاف على عطاء جاء بعد ذلك، وعلى هذا يكون الترتيب مستقيماً، والاحتمال الثاني: أن يكون فيه النهي عن صوم الأبد، والاحتمال الذي يتفق مع ما جاء في السنن الكبرى هو الأقرب؛ لأن الصغرى التي هي سنن النسائي يقال لها: المجتبى وهي منتقاة أو مختصرة من الكبرى، وإن كانت في الصغرى أشياء ليست في الكبرى ولكنها قليلة، لكن في الغالب أو في كثير من المواضع أن الأبواب تتفق، والترتيب يتفق، ولكنه يحصل اختلاف في الترتيب، ومن ذلك ما جاء فيما يتعلق بالدهر والأبد، فإن الباب الذي نبدأ به الآن مقدم على الباب أو الفصل الذي قرأناه بالأمس، باب النهي عن صيام الدهر، ثم يأتي بعد ذلك ذكر الاختلاف على خبر عطاء فيه، فيكون فيه الضمير يرجع إلى الدهر الذي مر في الباب. والمقصود بالنهي عن صيام الدهر كما عرفنا من قبل، أي: ذمه، وأنه مذموم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه ما يدل على ذمه، وعرفنا السبب في ذلك، وهو ما يترتب عليه من إضعاف النفس وإنهاكها، وعدم قيام الإنسان بما هو مطلوب منه، وبما ينبغي له أن يقوم به، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم، في بعض الأحاديث المتعلقة بهذا ستأتي: (إن لعينك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن كذا..)، ومن المعلوم أنه إذا حصل صوم الدهر بصفة دائمة، وقيام الليل بصفة دائمة فإن العين تتأثر، وكذلك الأهل لهم حق، ولا يحصل لهم ذلك مع الصيام، وكذلك الضيوف وما إلى ذلك، فالإنسان لا ينشط لاستقبالهم، ولإكرامهم، وللأكل معهم وما إلى ذلك، فيكون فيه محاذير، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه ما يدل على عدم صيام الدهر، بل جاء عنه ما يدل على أن الإنسان إذا عمل أعمالاً هي قليلة، ولكن الإنسان يداوم عليها، تكون بمثابة صيام الدهر، ومن ذلك الصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فإن فيها صيام الدهر؛ لأن اليوم بعشرة أيام، والحسنة بعشر أمثالها، فيكون كصيام الدهر، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ما يدل على ذلك، وأن هذا كصيام الدهر، ثم جاء: (من صام رمضان وأتبعه ستة من شوال، فكأنما صام الدهر)، فيكون الإنسان يصوم الدهر مرتين، إذا صام رمضان وأتبعه ستة من شوال، وصام ثلاثة أيام من كل شهر، يكون حصل منه أمور تؤدي المطلوب من صيام الدهر، وذلك بحصول الأجر؛ لأن الحسنة تكون بعشر أمثالها، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، اليوم عن عشرة أيام، فيكون الإنسان كأنه صام الدهر، كما جاء ذلك مبيناً في بعض الأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (يا رسول الله، إن فلاناً لا يفطر نهاراً الدهر)، أي: دائماً صائم، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا صام ولا أفطر)، وقد عرفنا أن معناه: أنه ما صام الصيام المشروع، ولا أفطر الإفطار الذي يحصل به ترويح للنفس، وتمكينها من أداء الحقوق المترتبة عليها، أو أنه دعاء عليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاحتمالان يدلان على ذم صيام الدهر، وقد مر ذكر صيام الأبد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عمن صام الأبد: (لا صام ولا أفطر)، والأبد هو: الدهر، والكلام هنا كالكلام الذي مر، وهذا هو حاصله. تراجم رجال إسناد حديث: (يا رسول الله! إن فلاناً لا يفطر نهاراً الدهر قال: لا صام ولا أفطر) قوله: [أخبرنا علي بن حجر].هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي. [عن إسماعيل]. هو ابن علية، إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، إسماعيل مشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الجريري]. هو سعيد بن إياس الجريري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن يزيد بن عبد الله بن الشخير]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أخيه مطرف]. هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عمران]. هو عمران بن حصين أبو نجيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صحابي مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (ذكر عنده رجل يصوم الدهر، قال: لا صام ولا أفطر) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن هشام حدثنا مخلد عن الأوزاعي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أخبرني أبي: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر: (عنده رجل يصوم الدهر، قال: لا صام ولا أفطر)].أورد النسائي حديث عبد الله بن الشخير رضي الله تعالى عنه، وهو مثل حديث عمران بن حصين المتقدم، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما بلغه عن رجل يصوم الدهر قال: (لا صام ولا أفطر)، والكلام هنا كالكلام الذي قبله. قوله: [أخبرنا عمرو بن هشام]. هو الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن مخلد]. هو مخلد بن يزيد الحراني، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [عن الأوزاعي]. هو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن قتادة]. هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن مطرف]. وقد مر ذكره. [عن أبيه]. هو عبد الله بن الشخير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح حديث: (قال في صوم الدهر: لا صام ولا أفطر) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن قتادة سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن أبيه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (في صوم الدهر: لا صام ولا أفطر)].أورد النسائي حديث عبد الله بن الشخير من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم. قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى]. هو العنزي الملقب بـالزمن، وكنيته أبو موسى، مشهور بكنيته ومشهور باسمه ونسبته، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كلهم رووا عنه مباشرة وبدون واسطة. [أبي داود]. هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن شعبة]. هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن قتادة عن مطرف عن أبيه]. وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة. ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه حديث: (يا نبي الله! هذا لا يفطر منذ كذا وكذا، قال: لا صام ولا أفطر) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه.أخبرني هارون بن عبد الله حدثنا الحسن بن موسى حدثنا أبو هلال حدثنا غيلان وهو: ابن جرير حدثنا عبد الله وهو: ابن معبد الزماني عن أبي قتادة عن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمررنا برجل فقالوا: يا نبي الله، هذا لا يفطر منذ كذا، وكذا، قال: لا صام ولا أفطر)]. أورد النسائي حديث عمر رضي الله عنه من طريق أبي قتادة رضي الله عنه، وهو أنهم مروا برجل فقالوا: إنه ما أفطر منذ كذا وكذا، فقال: (لا صام ولا أفطر)، وهو مثل ما تقدم، يعني يدل على ذم صيام الدهر. قوله: [أخبرني هارون بن عبد الله]. هو هارون بن عبد الله البغدادي الحمال، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن الحسن بن موسى]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هلال]. هو محمد بن سليم الراسبي، وهو صدوق فيه لين، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة. [عن غيلان]. هو ابن جرير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة (هو ابن جرير) الذي أتى بها من دون تلميذه كما عرفنا ذلك. [عن عبد الله وهو ابن معبد الزماني]. ثقة، أخرج حديثه مسلم وأصحاب السنن الأربعة. وكلمة (ابن معبد)، قالها من دون تلميذه. [عن أبي قتادة]. هو أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشهور بكنيته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عمر بن الخطاب]. وهو أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين، ذو المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (... وسئل عمن صام الدهر فقال: لا صام ولا أفطر...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن غيلان: أنه سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سئل عن صومه فغضب، فقال عمر رضي الله عنه: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً، وسئل عمن صام الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر)].أورد النسائي حديث أبي قتادة رضي الله عنه، المتعلق بذكر صوم الدهر وذمه، وفي أوله: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عن صيامه، أي: صيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فغضب من هذا السؤال، واختلف في السبب في هذا الغضب، فقيل: لعله خشي أن يعرف الإنسان ذلك، فيعجز عن القيام به، أو أنه ما أراد أن يظهر الشيء الذي أخفاه من عمله عليه الصلاة والسلام؛ حتى لا يحصل مشقة على أمته، مثل ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام، في بعض الأحاديث أنه قال: (لولا أن أشق على المسلمين ما تخلفت عن غزوة)، معناه أنه كان يحب أن يغزو في كل غزوة، وأن يخرج في كل غزوة، ولكن منعه من ذلك خشية أن يشق على المسلمين، كما جاء ذلك في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي منعه من أن يخرج في الجهاد مع كل غزوة؛ حتى لا يشق على المسلمين بأن يقتدوا به، ويكلفوا أنفسهم الاقتداء به عليه الصلاة والسلام، فلعله غضب من أجل هذا. فقال عمر رضي الله عنه، عند ذلك لما رأى غضبه: [(رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً)]، وهذه هي أصول الدين، هي الأصول الثلاثة التي ينبني عليها الدين، وهي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه، وهي الأصول التي ألف فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الرسالة القيمة المختصرة: الأصول الثلاثة وأدلتها، التي هي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه، وإننا (رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً)، عليه الصلاة والسلام. [(وسئل عن صوم الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر)]، أي: أنه قال: لا، أو قال: ما، فيه شك بينها هل قال: لا أو قال: ما، وهو مثل ما تقدم، ذم لصوم الدهر، أو دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم على من حصل منه ذلك؛ لما يترتب على صومه من الأمور المحظورة التي أرشد إليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، والتي سيأتي ذكرها في بعض الأحاديث، كقوله: (إن لعينك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولضيفك عليك حقاً). تراجم رجال إسناد حديث: (... وسئل عمن صام الدهر، فقال: لا صام ولا أفطر...) قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة. [عن محمد]. هو ابن جعفر الملقب غندر، ويأتي غير منسوب، إذا روى عنه محمد بن بشار أو محمد بن المثنى، وهو يروي عن شعبة، فكل ما جاء محمد بن بشار أو محمد بن المثنى يروي عن محمد غير منسوب، أو جاء محمد يروي عن شعبة وهو غير منسوب، فالمراد به محمد بن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن شعبة]. وقد مر ذكره. [عن غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة]. وقد مر ذكرهم. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (388) - (باب سرد الصيام) إلى (باب صوم يوم وإفطار يوم) يشرع الإكثار من الصيام، ولكن الأفضل صيام داود، وهو صوم يوم وإفطار يوم، وما زاد عليه كان فيه مشقة على النفس، وتفويتاً لمصالح دينية ودنيوية. سرد الصيام شرح حديث: (يا رسول الله! إني رجل أسرد الصوم...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [سرد الصيام.أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا حماد عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: (أن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم في السفر؟ قال: صم إن شئت، أو أفطر إن شئت)]. عقد الترجمة لقوله: سرد الصيام، وكان مقصوده منها؛ لأنه جاء في نفس الحديث: (إنني أسرد الصيام)، والمقصود: أنه يكثر منه، ويوالي صيامه، لكنه لا يدل على أنه يصوم الدهر، لكنه يدل على أنه يكثر من الصيام وأنه يواليه، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الصيام في السفر؟ فقال: (إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر). فقد مر حديث حمزة بن عمرو الأسلمي من طرق عديدة فيما يتعلق بالصيام في السفر، وهنا أورده من أجل السرد؛ لأن له علاقة بصوم الدهر من جهة أن فيه ذكر السرد، لكنه ليس كصيام الدهر، ولا يدل على صيام الدهر، وإنما يدل على الإكثار من الصيام، وليس فيه صيام الدهر. فالرسول قال: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر)، أي: الإنسان في السفر له أن يصوم، وله أن يفطر، وقد عرفنا فيما مضى أن الصيام في السفر وعدم الصيام، يكون هذا أولى في بعض الأحوال، وهذا أولى في بعض الأحوال. تراجم رجال إسناد حديث: (يا رسول الله! إني رجل أسرد الصوم...) قوله: [أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي].هو يحيى بن حبيب بن عربي البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا حماد]. هو حماد بن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وإذا جاء يحيى يروي عن حماد غير منسوب فالمراد به حماد بن زيد كما عرفنا ذلك من قبل. [عن هشام]. هو هشام بن عروة بن الزبير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عائشة]. هي أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها. [أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم]. إذاً هو من مسند عائشة، لكنه سبق أن جاء أنه من مسند حمزة بن عمرو الأسلمي، وأن حمزة هو الذي يخبر عن نفسه، وهنا عائشة تخبر أنه حصل من حمزة كذا وكذا، وهنا ليس من رجال الإسناد، لكن فيما تقدم هو من رجال الإسناد، وهو الذي ينتهي الحديث إليه، ويخبر عن سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إياه، وقد جاء ذلك من طرق عديدة، وحمزة أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. صوم ثلثي الدهر، وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك شرح حديث: (قيل للنبي: رجل يصوم الدهر... قالوا: فثلثيه؟ قال: أكثر...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم ثلثي الدهر، وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك.أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: رجل يصوم الدهر، قال: وددت أنه لم يطعم الدهر، قالوا: فثلثيه، قال: أكثر، قالوا: فنصفه، قال: أكثر، ثم قال: ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر: صوم ثلاثة أيام من كل شهر)]. أورد النسائي صوم ثلثي الدهر، لما ذكر ترجمة الدهر ذكر ترجمة ثلثي الدهر، والمقصود من ذلك: عدم الإقرار على ذلك، وعدم شرع ذلك، وأن الذي ينبغي للإنسان أن يصوم ما هو أقل من ذلك بكثير، فهو ليس المقصود ما ورد في صوم ثلثي الدهر، وإنما الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى ما هو أقل من ذلك بكثير، هذا هو المقصود من هذه الترجمة، لكنه عقد الترجمة؛ لأنه جاء في الحديث ذكر ثلثي الدهر، فأتى بالترجمة بثلثي الدهر، وأن الإنسان لا يصومه، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرشد إلى صيام ما هو أقل من ذلك بكثير، ثم أورد النسائي حديثاً عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: [(قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: رجلٌ يصوم الدهر؟ قال: وددت أنه لم يطعم الدهر)]. أي: ما أكل ليلاً، ولا نهاراً، حتى يموت جوعاً، وأن هذا عمل مذموم، وأن الإنسان يفوت على نفسه مصالح كثيرة، يعني فهذا دليل على ذم صيام الدهر، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يقدم عليه، لما يترتب عليه من المفاسد، وهذا من ذم الرسول صلى الله عليه وسلم لصيام الدهر، (وددت أنه لم يطعم الدهر). قوله: [(قالوا: فثلثيه)]، أي: إذا ما كان كذلك، من أن يصوم الدهر، إذاً ثلثيه قال: (أكثر)، أي هذا أكثر من الحد الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان، وهو ليس المقصود من ذلك أنه أكثر وراء ذلك؛ لأن فيه تنزل الدهر، ثم الثلثين، ثم النصف، وهكذا نزول، وليس المقصود الأكثرية الذي وراء يكون أكثر، وإنما المقصود أن هذا أكثر من الذي ينبغي، أي: هذا المقدار أكثر من المقدار الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان، هذا المقصود بأكثر هنا، وليس المقصود أنه ينتقل إلى ما وراءه، وأنه ينتقل إلى ما هو أكثر، بل كل ما وراء أقل، لكن كل واحد يقال: أكثر فيه، يعني أكثر من المقدار أو الحد الذي ينبغي أن يصومه الإنسان، والذي يستحب للإنسان أن يصومه، هذا أكثر من الحد، والنسائي أورد الترجمة هنا من أجل ذكر ثلثي الدهر. قوله: [(قالوا: فنصفه؟ قال: أكثر)]، أي: هذا أكثر من الحد الذي ينبغي للإنسان. قوله: [(ثم قال: ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر؟ قالوا: بلى، قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر)]، فوحر الصدر فسر بأنه: غشه ووساوسه، وفسر بأنه الغيظ، والحقد، وفسر بغير ذلك، والمقصود أن الإنسان إذا صام من الشهر ثلاثة أيام، معناه: أنه صام الصيام الذي ينفعه، ولا يضره، بحيث يكون الإنسان على صلة بالعبادة، لا يغفل عنها، فيصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فإذا صام ثلاثة أيام من كل شهر حصل أجر الدهر، وفي نفس الوقت ما غفل عن العبادة، بل كان على صلة بالعبادة، إذ يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فهذا فيه بيان الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان في الصيام، وهو أن يحرص على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وقد أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث أبي هريرة وحديث أبي الدرداء: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل أن أنام، وركعتي الضحى)، وحديث أبي هريرة المتفق عليه، وحديث أبي الدرداء في صحيح مسلم، وكلها تدل على صيام ثلاثة أيام من كل شهر. تراجم رجال إسناد حديث: (قيل للنبي: رجل يصوم الدهر... قالوا: فثلثيه؟ قال: أكثر...) قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].مر ذكره. [حدثنا عبد الرحمن]. هو ابن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن الأعمش]. هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والأعمش لقب اشتهر به. [عن أبي عمار]. هو عريب بن حميد أبو عمار الدهني، وهو ثقة، أخرج له النسائي، وابن ماجه. [عن عمرو بن شرحبيل]. هو عمرو بن شرحبيل الهمداني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. وهو مثل أبي عمار همداني. [عن رجل]. عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عرفنا أن المجهول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكم المعلوم؛ لأنهم عدول بتعديل الله عز وجل، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم، فلا يحتاجون إلى تعديل المعدلين، وتوثيق الموثقين، بل يكفي الواحد منهم أن يقال عنه: إنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى خصهم، وأثنى عليهم في كتابه العظيم بخصائص، ووعدهم الحسنى بقوله: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحديد:10]، فمناقبهم عظيمة، والمجهول منهم في حكم المعلوم، وأما غير أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد من معرفة الشخص، ومعرفة حاله، حتى يعول على روايته أو لا يعول، أما الصحابة فيكفي أن يكون الشخص منسوباً إلى صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. صوم ثلاثة أيام من كل شهر وعلاقتها بالتوالي أو التقوى مداخلة: أحسن الله إليك، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر)، هل هي متتالية أو مفرقة؟الشيخ: لا، ليست متتالية، يمكن أن تكون مفرقة، ويمكن أن تكون متتالية، يمكن أن تكون البيض الثالث عشر والرابع عشر، والخامس عشر، ويمكن أن تكون متفرقة، مثل ما جاء في الحديث: (صوم الإثنين والخميس من جمعة، والإثنين من جمعة أخرى)، أو إثنين وخميسين، وهذا سبق أن مر في بعض الأحاديث ذكر أن الصيام يكون هكذا ويكون هكذا، فلا يشترط التوالي، بل يمكن أن تتوالى، ويمكن أن تتفرق، يمكن أن تتوالى إذا صام الإنسان أيام البيض ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر كما سيأتي في بعض الأحاديث، وكما سبق أن مر، وكذلك يمكن أن تتفرق بأن يصوم الإنسان الإثنين والخميس، الإثنين من أسبوعين وخميس، أو الإثنين من أسبوع وخميسين من أسبوع. ويمكن أن يصوم الثلاثاء والأربعاء، وكونه يصوم أيام البيض أو يصوم إثنين وخميس أولى، وإن صام ثلاثة متوالية من أي مكان من الشهر تدخل تحت قوله: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر). شرح حديث: (قيل للنبي: رجل يصوم الدهر... قالوا: فثلثيه؟ قال: أكثر...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل أنه قال: (أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل صام الدهر كله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وددت أنه لم يطعم الدهر شيئاً، قال: فثلثيه؟ قال: أكثر، قال: فنصفه؟ قال: أكثر، قال: أفلا أخبركم بما يذهب وحر الصدر؟ قالوا: بلى، قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر)].ثم أورد النسائي حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مثل ما تقدم، في سياقه وفقراته. قوله: [أخبرنا محمد بن العلاء]. هو محمد بن العلاء أبو كريب، وهو مشهور بكنيته ومشهور باسمه، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا أبي معاوية]. هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل]. وقد مر ذكرهم. الحديث في صورته مرسل؛ لأن عمرو بن شرحبيل هو من التابعين مخضرم، فإضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو مرسل، لكنه كما عرفنا جاء في الحديث السابق، كونه أسنده إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هذا المرسل في حكم المعلوم أنه هناك صحابي، أن الذي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه صحابي، والمرسل إذا عرف الواسطة فيه، وأنه صحابي، ليس فيه إشكال؛ لأن المحظور في المرسل احتمال أن يكون الساقط تابعي، وأما إذا كان الساقط الصحابي فلا يؤثر؛ لأن الصحابة كلهم عدول. شرح حديث: (قال: يا رسول الله كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: أو يطيق ذلك أحد؟ ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا حماد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: قال عمر رضي الله عنه: (يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر، أو لم يصم، ولم يفطر، قال: يا رسول الله، كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: أو يطيق ذلك أحد؟ قال: فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يوماً؟ قال: ذلك صوم داود عليه السلام، قال: فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين؟ قال: وددت أني أطيق ذلك، قال: ثم قال: ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، هذا صيام الدهر كله)].ثم أورد النسائي حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن عمر رضي الله عنه، قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. قوله: [(قال: كيف من يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر)]، فهنا دعاء عليه، وأنه ما حصل منه الصيام الذي يحصل من ورائه الأجر الكامل، بل فيه خلل وفيه نقص، وما أفطر الإفطار الذي يجعله يتمكن من القيام بالأمور المترتبة عليه، والتي يتطلبها إفطاره، وتأدية الحقوق إلى أهله من الزوجة، والأهل، والضيوف، وغير ذلك كما جاء مبيناً في بعض الروايات التي ستأتي. ثم قال: (يصوم يومين ويفطر يوماً)، أي: ثلثي الدهر؛ لأنه إذا صام يومين، وأفطر يوماً، معناه صام الثلثين، فقال: (أو يطيق ذلك أحد؟)، أي: هذا بالنسبة لغالب الناس، وإلا فإنه قد يطيقه بعض الناس، لكن يترتب عليه مضرة، لكن في الغالب أنه لا يطاق، ومن أطاقه فإنه أيضاً يحصل به شيء من المشقة، أو شيء من الأضرار التي تترتب على ذلك، وفي ذلك إشارة إلى عدم صيامه، أي: صيام يومين، وإفطار يوم الذي هو ثلثي الدهر، ثم (قال: من يصوم يوماً ويفطر يوماً؟ قال: ذلك صيام داود عليه الصلاة والسلام)، وهو سائغ لمن يفعل ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد عبد الله بن عمرو بن العاص إلى صوم يوم، وإفطار يوم، وقال: (إنه يطيق أكثر من ذلك، فقال: لا أفضل من ذلك)، وقال: (إن هذا صيام داود)، وجاء في بعض الروايات كما تقدم: (أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً). وقوله: [(فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين؟ قال عليه الصلاة والسلام: وددت أني أطيق ذلك)]. من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يطيق ذلك، وأنه كان يصوم وكان يواصل، وقد قال له أصحابه: (إنك تواصل) قال: (إنني لست كهيئتكم، إنني أطعم، وأسقى)، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى حقوق الأهل، وحقوق من له علاقة به، معناه: أن عنده زوجات ولهن حقوق، والصيام لا يحصل به تأدية الحقوق كما ينبغي، ثم أيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم يريد ألا يشق على أمته في تكلف الصيام الذي يلحقهم به ضرر ومشقة، وهو عليه الصلاة والسلام كان يصوم، ويفطر، كما عرفنا في صومه صلى الله عليه وسلم (كان يصوم من الدهر حتى يقولوا: لا يفطر، وكان يفطر حتى يقولوا: لا يصوم)، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قوله: [(ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، هذا صوم الدهر كله)]؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، واليوم عن عشرة أيام، فإذا صام الإنسان من كل شهر ثلاثة أيام، ورمضان يصومه فرضاً، فذلك صيام الدهر، بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
تراجم رجال إسناد حديث: (قال: يا رسول الله كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: أو يطيق ذلك أحد؟ ...) قوله: [أخبرنا قتيبة].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا حماد]. هو ابن زيد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة]. وقد مر ذكرهم. صوم يوم وإفطار يوم، وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين في ذلك لخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيه شرح حديث: (أفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم يوم وإفطار يوم، وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين في ذلك لخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيه.قال وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا حصين ومغيرة عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصيام صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً)]. ثم أورد النسائي صيام يوم وإفطار يوم، وأورد فيه: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام صيام داود، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً)، يعني فهذا يدل على أن صيام يوم، وإفطار يوم جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأنه (أحب الصيام إلى الله صيام داود)، وكما أرشد إلى ذلك عبد الله بن عمرو بن العاص. تراجم رجال إسناد حديث: (أفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) قوله: [وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع].أي أنهم أخذوا منه وهو يقرأ من كتاب، أي: يحدثهم من كتابه، ولهذا قال: فيما قرأ علينا أحمد بن منيع، وأحمد بن منيع، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا هشيم]. هو هشيم بن بشير الواسطي، وهو ثقة، كثير التدليس، والإرسال الخفي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [أخبرنا حصين]. هو حصين بن عبد الرحمن السلمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ومغيرة]. هو مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وذكروا عنه أنه احتلم، وبلغ وعمره اثنا عشر سنة، وكذلك عمرو بن العاص احتلم وهو صغير، وتزوج وهو صغير، وولد له ابنه عبد الله فقالوا: إن بينه وبينه اثنا عشر أو ثلاث عشرة سنة، ومغيرة بن مقسم حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن مجاهد]. هو مجاهد بن جبر المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن عمرو]. هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الصحابة الذين يكتبون لأنفسهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (... صم أفضل الصيام صيام داود عليه السلام صوم يوم وفطر يوم) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن معمر حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن مجاهد أنه قال: قال لي عبد الله بن عمرو: (أنكحني أبي امرأةً ذات حسب، فكان يأتيها فيسألها عن بعلها، فقالت: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشاً، ولم يفتش لنا كنفاً منذ أتيناه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ائتني به، فأتيته معه، فقال: كيف تصوم؟ قلت: كل يوم، قال: صم من كل جمعة ثلاثة أيام، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: صم يومين وأفطر يوماً، قال: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: صم أفضل الصيام صيام داود عليه السلام، صوم يوم وفطر يوم)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأنه زوجه امرأة ذات حسب، فكان عمرو رضي الله عنه يأتي إليها ويسألها عن بعلها، يعني: يسألها عن عبد الله بن عمرو، فكانت تقول: (نعم الرجل منذ أتيناه ما..). شرح حديث: (... صم يوماً وأفطر يوماً...) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا عبثر حدثنا حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: (زوجني أبي امرأة، فجاء يزورها فقال: كيف ترين بعلك؟ فقالت: نعم الرجل من رجل، لا ينام الليل، ولا يفطر النهار، فوقع بي، وقال: زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها، قال: فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما أرى عندي من القوة، والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لكني أنا أقوم، وأنام، وأصوم، وأفطر، فقم، ونم، وصم، وأفطر، قال: صم من كل شهر ثلاثة أيام، فقلت: أنا أقوى من ذلك، قال: صم صوم داود عليه السلام، صم يوماً وأفطر يوماً، قلت: أنا أقوى من ذلك، قال: اقرأ القرآن في كل شهر، ثم انتهى إلى خمس عشرة، وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك)].ثم أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، وهو يتعلق بقصة تزويج والده له من امرأة، وأنه كان مشغول بالصيام، والقيام، فجاء عمرو يسأل زوجته عنه، فقالت: نعم الرجل يصوم النهار، ويقوم الليل، معناه: أنه ما يؤديها حقها الذي تريده المرأة من الرجل، فوقع به، يعني: لامه، وشدد عليه، ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وأرشده إلى أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فقال: إنه يطيق أكثر من ذلك، فقال له: (صم يوماً، وأفطر يوماً)، الذي هو صيام داود، ولم يزده على ذلك، ولم يوافقه على أن يصوم أكثر من ذلك. (اقرأ القرآن في كل شهر)، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فكان يزيده أو ينقص من الأيام حتى وصل إلى خمسة عشر، يعني: في نصف الشهر، يقرأ القرآن، فبدل ما يقرأ في كل شهر، يقرأه في نصف شهر، ومعنى أنه يقرأ وهو يصلي في الليل، فأرشده إلى أن يصوم يوماً، ويفطر يوماً، وأن يقرأ القرآن في خمسة عشر يوما لقوله: [(ثم انتهى إلى خمس عشرة وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك)]. تراجم رجال إسناد حديث: (... صم يوماً وأفطر يوماً...) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس].ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي. [حدثنا عبثر]. هو عبثر بن القاسم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكرهم. شرح حديث: (... قلت: وما كان صوم داود؟ قال: نصف الدهر) من طريق رابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن درست حدثنا أبو إسماعيل حدثنا يحيى بن أبي كثير: أن أبا سلمة حدثه: أن عبد الله رضي الله عنه قال: (دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجرتي فقال: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قال: بلى، قال: فلا تفعلن، نم، وقم، وصم، وأفطر، فإن لعينك عليك حقاً، وإن لجسدك عليك، حقاً، وإن لزوجتك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لصديقك عليك حقاً، وإنه عسى أن يطول بك عمر، وإنه حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثاً، فذلك صيام الدهر كله، والحسنة بعشر أمثالها. قلت: إني أجد قوة، فشددت فشدد علي، قال: صم من كل جمعة ثلاثة أيام. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فشددت فشدد علي، قال: صم صوم نبي الله داود عليه السلام. قلت: وما كان صوم داود؟ قال: نصف الدهر)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، في صيامه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه إلى داره، وقال: (ألم أخبر أنك تصوم، وتقوم الليل)، فقلت: بلى يا رسول الله، فقال: (قم، ونم، وصم وأفطر فإن لعينك عليك حقاً، وإن لجسدك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لصديقك عليك حقاً)، ومن المعلوم أن هذه الحقوق لا تتأتى مع صيام الدهر، ومع مواصلة الصيام، فإنه يحصل الإخلال بها، وعدم القيام بها كما ينبغي، لا من حيث إجهاد العين بالسهر، وعدم النوم، ولا من حيث الجوع الذي يحصل للإنسان بصفة دائمة، ولا يعني من حيث الجسد، يعني: كونه يصيبه النحول، والتأثر بسبب كثرة الصيام، وكذلك بالنسبة للزوجة وما تتطلب من الحقوق، وكذلك الضيف، وكذلك الصديق، وغير هؤلاء ممن للإنسان بهم علاقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى بيان الأمور التي تترتب على مواصلة صيام الدهر، وأن تحصل هذه المحاذير التي يخشى منها، والتي تترتب على صيام الدهر، فقال: (صم ثلاثة أيام من كل شهر، فذلك صيام الدهر، والحسنة بعشر أمثالها، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم صيام داود، قال: وما صيام داود؟ قال: يصوم يوماً ويفطر يوماً). قوله: [(وإنه عسى أن يطول بك عمر)]، يعني: فتعجز عن الشيء الذي التزمته، والشيء الذي اجتهدت فيه، فتعجز عن ذلك؛ لأن الإنسان إذا عمل عملاً يواصله، ويستمر عليه، وينبغي للإنسان أن يدوم على العمل الصالح، ولا ينقطع عنه، والإنسان إذا التزم شيئاً فقد يعجز عنه في المستقبل، لكن صيام ثلاثة أيام من كل شهر هي سهلة على الإنسان إذا التزمها يداوم عليها كبيراً، وصغيراً. ثم قال: (وإنه حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة، فذلك صيام الدهر كله، والحسنة بعشر أمثالها، قلت: إني أجد قوة، فشددت فشدد علي). (أنك تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، والحسنة بعشر أمثالها، وذلك كصيام الدهر)، الإنسان يصوم الدهر بصيام ثلاثة أيام، الحسنة بعشر أمثالها، واليوم بعشرة أيام، قال: (فشددت فشدد علي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال صم من كل جمعة ثلاثة أيام. قال: إني أطيق أكثر من ذلك، فشددت فشدد علي. قال: صم صوم نبي الله داود عليه السلام. قلت: وما كان صوم داود؟ قال: نصف الدهر). انتهى إلى صيام يوم، وإفطار يوم، وأنه يعادل نصف الدهر، وقوله: [(شددت فشدد علي)]، يحكي ما حصل له في آخر الأمر من كونه كبر، وصار لا يقدر على أن يحقق هذا الشيء الذي كان عزم عليه وأراده. تراجم رجال إسناد حديث: (... قلت: وما كان صوم داود؟ قال: نصف الدهر) من طريق رابعة قوله: [أخبرنا يحيى بن درست].هو البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا أبي إسماعيل]. هو أبو إسماعيل القناد، وهو إبراهيم بن عبد الملك، وهو صدوق في حفظه شيء، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي. [حدثنا يحيى بن أبي كثير]. هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [أن أبا سلمة]. هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، هو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [حدثه: أن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكره. صوم يوم وإفطار يوم شرح حديث: (فصم يوماً وأفطر يوماً وذلك صيام داود...) من طريق خامسة قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم يوم وإفطار يوم. أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقول: (لأقومن الليل، ولأصومن النهار ما عشت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الذي تقول ذلك؟ فقلت له: قد قلته يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم، وأفطر، ونم، وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر. قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال: صم يوماً، وأفطر يومين، فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، قال: فصم يوماً، وأفطر يوماً وذلك صيام داود، وهو أعدل الصيام، قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أفضل من ذلك. قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحب إلى من أهلي ومالي)]. يقول النسائي رحمه الله تحت ترجمة: صوم يوم وإفطار يوم، أورد حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق، وقد مر بعض الطرق التي جاء منها الحديث، أي: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أورده من طريق أخرى بعد الطرق المتقدمة، والمتعلقة بصيامه، واستمراره في الصيام، وقد بلغ النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تقول ذلك: قال: نعم. قال: فإنك لا تستطيع، صم، وأفطر، وقم، ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، وذلك كصيام الدهر)؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، واليوم عن عشرة أيام، فيكون الإنسان كأنه صام الدهر، فقال: (إنه يستطيع أفضل من ذلك، قال: صم يوماً وأفطر يومين)، يعني معناه: أنه يصوم عشرة أيام، ويفطر عشرين يوماً، يعني: يصوم ثلث الشهر، ويفطر ثلثيه، يعني: فيصوم يوماً ويفطر يومين، عشرة أيام من ثلاثين يوماً، فيكون عشرة صائم، وعشرين مفطراً، فقال: (إنه يستطيع أفضل من ذلك، قال له: صم يوماً وأفطر يوماً)، يعني: يكون نصف الشهر خمسة عشر يوماً من ثلاث إلى عشر إلى خمسة عشر التي هي نصف الشهر، قال: (وذلك أعدل الصيام)، صيام داود كان أعدل الصيام، (قال: إني أستطيع أفضل من ذلك، قال: لا أفضل من ذلك). ثم إن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، لما كبر، وشق عليه الصيام، وكان قد ألزم نفسه أو التزم الشيء الذي راجعه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى إلى هذا المقدار، ندم على ذلك وقال: (لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام أحب إلي من أهلي ومالي)، إشارة إلى ما حصل له بعد تقدم سنه من الضعف وعدم القدرة، وتمنى أن يكون قبل ما أرشده إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. الحاصل أن الحديث يدل على صيام يوم وإفطار يوم، وهو ما ترجم له المصنف. تراجم رجال إسناد حديث: (فصم يوماً وأفطر يوماً وذلك صيام داود...) من طريق خامسة قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].الربيع بن سليمان يحتمل أنه المرادي، ويحتمل أنه الجيزي، وكل منهما ثقة، وكل منهما روى عنه النسائي، وهما يرويان جميعاً عن عبد الله بن وهب. [حدثناعبد الله بن وهب]. هو عبد الله بن وهب المصري، ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [أخبرني يونس] هو يونس بن يزيد الأيلي ثم المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن شهاب]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أخبرني سعيد بن المسيب]. أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [وأبو سلمة]. هو ابن عبد الرحمن بن عوف، هو ثقة، فقيه من فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم؛ لأن سعيد بن المسيب لا خلاف في عده في الفقهاء السبعة، وأما أبو سلمة فالسابع منهم فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة هذا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وحديث أبي سلمة أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن عمرو]. هو عبد الله بن عمرو بن العاص، صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (... فصم صيام داود عليه السلام فإنه أعدل الصيام عند الله يوماً صائماً ويوماً مفطراً...) من طريق سادسة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني أحمد بن بكار حدثنا محمد وهو ابن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: (دخلت على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قلت: أي عم! حدثني عما قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: يا بن أخي! إني قد كنت أجمعت على أن أجتهد اجتهاداً شديداً حتى قلت: لأصومن الدهر، ولأقرأن القرآن في كل يوم وليلة، فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاني حتى دخل عليّ في داري، فقال: بلغني أنك قلت: لأصومن الدهر، ولأقرأن القرآن، فقلت: قد قلت ذلك يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صم من كل شهر ثلاثة أيام، قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، قال: فصم من الجمعة يومين: الاثنين والخميس، قلت: فإني أقوى على أكثر من ذلك، قال: فصم صيام داود عليه السلام، فإنه أعدل الصيام عند الله: يوماً صائماً، ويوماً مفطراً، وإنه كان إذا وعد لم يخلف، وإذا لاقى لم يفر)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، إلا أن فيه أنه يصوم من الجمعة يومين: الاثنين، والخميس، يعني يصوم من السبعة الأيام يومين، ثم إنه قال: يقوى على أكثر من ذلك، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم، إلى صيام داود، كان يوماً صائماً، ويوماً مفطراً. و(كان إذا وعد لم يخلف، وإذا لاقى لم يفر)، قوله: (إذا لاقى لم يفر)، إشارة إلى أن ذلك الصيام الذي هو صيام يوم، وإفطار يوم لا يضعفه، وهذا بالنسبة لبعض الناس، وإلا فإنه قد يحصل الضعف في صيام يوم، وإفطار يوم، لكن نبي الله داود عليه الصلاة والسلام، كان لا يفر إذا لاقى، أي: ولم يؤثر الصيام عليه وعلى جسده، فكان لم يؤثر ذلك فكان لا يفر إذا لاقى، مع أنه يصوم يوماً، ويفطر يوماً. تراجم رجال إسناد حديث: (... فصم صيام داود عليه السلام فإنه أعدل الصيام عند الله يوماً صائماً ويوماً مفطراً...) من طريق سادسة قوله: [أخبرني أحمد بن بكار].هو الحراني، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا محمد]. هو ابن سلمة الحراني، وهو ثقة، أخرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. وكلمة هو الحراني، هذه قالها من دون أحمد بن بكار، إما النسائي أو من دون النسائي. [عن ابن إسحاق]. هو ابن إسحاق محمد بن إسحاق المدني، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه البخاري تعليقا، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن محمد بن إبراهيم]. هو محمد بن إبراهيم التيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكرهما. وفي أول الحديث يقول أبو سلمة بن عبد الرحمن لـعبد الله بن عمرو: أي عم! حدثني عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشأن صيامه، فقوله: يا عم، هذه يقولها الصغير للكبير من باب الأدب، وإن لم يكن عماً من النسب أو من جهة القرابة، وإنما هذا من الأدب الذي يخاطب به الصغير الكبير، ولو كان ليس قريباً له، وهذا شيء معروف في كلام الصحابة، وكلام التابعين؛ لأن أبا سلمة بن عبد الرحمن من التابعين، وأما الصحابة فقد جاء في الحديث في معركة بدر، وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فيها، شابان من الأنصار أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فكان أن غمزه من كان على يمينه وقال: أي عم، أتعرف أبا جهل ؟ قال: نعم وماذا تريد منه؟ قال: إنه يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا موتاً، أي: حتى يموت من أجله قريب، إما أنا، وإما هو، ثم غمزه الآخر، وقال مثلما قال. فالحاصل أن هذين الصحابيين الشابين، وكانا قد شهدا بدراً، قال كل واحد منهما لـعبد الرحمن بن عوف: أي عم، وعبد الرحمن من المهاجرين، وهؤلاء من الأنصار، ما في قرابة بينهم، وإنما هذا من باب الأدب؛ لأن الصغير يتأدب مع الكبير فيقول له: يا عم، عندما يخاطبه، وإن لم يكن من قرابته. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (389) - باب ذكر الزيادة في الصيام والنقصان - باب صوم عشرة أيام من كل شهر ورد في الأحاديث بيان فضل صيام داود عليه الصلاة والسلام، وفضل صوم عشرة أيام، أو خمسة، أو أربعة، أو ثلاثة من كل شهر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر. ذكر الزيادة في الصيام، والنقصان، وذكر اختلاف الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فيه شرح حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر ما بقي...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الزيادة في الصيام والنقصان، وذكر اختلاف الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فيه. أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد حدثنا شعبة عن زياد بن فياض سمعت أبا عياض يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (صم يوما ولك أجر ما بقى. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم يومين، ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أربعة أيام، ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام: كان يصوم يوما، ويفطر يوما)]. أورد النسائي الزيادة، والنقصان في الصيام، وأورد فيه حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، وقد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: [ (صم يوما، ولك أجر ما بقي، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال له: صم يومين ولك أجر ما بقي، قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال له: صم ثلاثا ولك أجر ما بقي، ثم قال له: صم أربعا ولك أجر ما بقي، ثم قال: صم صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما) ]، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ (صم ولك أجر ما بقي) ]، أي: أنه يؤجر ويثاب، فإما أنه يؤجر الشهر، كما جاء في بعض الروايات إذا صام يوما منه، أو إنه إذا صام يوما فيؤجر أجر عشرة أيام؛ لأنه جاء أنه يصوم يوما، وله أجر التسعة الباقية، وجاء في بعض الروايات: أنه يصوم يوما، وله أجر الشهر، يعني صم من الشهر يوما، ولك أجر ما بقي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عليه مقدارا، وهو يطلب المزيد، حتى جاء عند الأربعة فطلب الزيادة، فأرشده إلى صيام داود الذي هو صيام يوم وإفطار يوم. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر ما بقي...) قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].هو الملقب بـالزمن البصري العنزي، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة. [عن محمد]. هو ابن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن شعبة]. هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن زياد بن فياض]. ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي. [عن أبي عياض] هو عمرو بن الأسود العنسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكره. شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة ...) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه حدثنا أبو العلاء عن مطرف عن ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: (ذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الصوم، فقال: صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة. فقلت: إني أقوى من ذلك. قال: صم من كل تسعة أيام يوماً، ولك أجر تلك الثمانية. قلت: إني أقوى من ذلك. قال: فصم من كل ثمانية أيام يوماً، ولك أجر تلك السبعة. قلت: إني أقوى من ذلك. قال: فلم يزل حتى قال: صم يوما وأفطر يوما)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وفيه أنه قال: (صم يوما، ولك أجر التسعة، ثم قال: من كل تسعة يوما، ولك أجر الثمانية، ثم قال: صم من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر السبعة)، ثم بعد ذلك انتهى إلى أن أرشده إلى صيام داود، وهو صيام يوم وإفطار يوم، وفيما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه يصوم يوماً وله أجر التسعة، يعني: فيه زيادة الأجر بهذا المقدار الذي هو يوم، والحسنة بعشرة أمثالها، ولهذا قال: (صم من كل تسعة يوما ولك أجر الثمانية)، يعني: ذاك الذي قبلها أفضل؛ لأن هناك واحد عن عشرة، وهنا واحد عن تسعة، يعني: هذا واحد وله أجر التسعة الباقية، وهذا له واحد من التسعة وله أجر الثمانية، فمعناه: أن ما أرشده إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، يوم واحد من عشرة أيام، والحسنة بعشر أمثالها، وذلك أهون عليه، وأخف عليه، وأرفق به، وهو الذي تمناه، وهو الذي جاء إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم إليه كثيراً وهو صيام ثلاثة أيام، وأنها كصيام الدهر، وكون الإنسان يمكن أن يداوم عليها، ولا يناله بذلك مشقة، ويذهب وحر الصدر، ويهذب النفس، ويكون الإنسان على صلة بالصيام باستمرار، لا يغفل عنه، ولا ينساه، ولكن مع ذلك لا يضره؛ لأنها ثلاثة أيام، تنفع ولا تضر، ثم كأنه صام الدهر. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة...) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [عن المعتمر]. هو المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. هو سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. ولم يكن من التيميين ولكنه نزل فيهم فنسب إليهم، فهي نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن. [عن أبي العلاء]. هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن مطرف]. هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن أبي ربيعة]. لم ينسبه، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في التقريب، بل قال: (إنه هو الذي يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وإلا فهو مجهول)، وفي تهذيب التهذيب قال: (يحتمل أن يكون الذي يروي عن حفصة)، وهو الذي تقدم ذكره قبل ذلك، أي في تهذيب التهذيب. [الحارث بن عبد الله المخزومي]. صدوق، أخرج له مسلم، وأبو داود في المراسيل، والنسائي. قال في التقريب: إذا لم يكن هذا فهو مجهول، لكن من المعلوم إنه جاءت الروايات الكثيرة في حديث عبد الله بن عمرو وثبوتها في إرشاده إلى الصيام. [عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكره. شرح حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر عشرة...) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم حدثنا يزيد حدثنا حماد (ح) وأخبرني زكريا بن يحيى حدثنا عبد الأعلى حدثنا حماد عن ثابت عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صم يوماً ولك أجر عشرة، فقلت: زدني. قال: صم يومين ولك أجر تسعة، قلت: زدني قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ثمانية). قال ثابت: فذكرت ذلك لـمطرف فقال: ما أراه إلا يزداد في العمل وينقص من الأجر، واللفظ لـمحمد].أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو يتعلق بإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يصوم يوماً وله أجر عشرة. ثم قال: (صم يومين ولك أجر تسعة). ثم قال: (صم ثلاثة أيام ولك أجر ثمانية). قال ثابت: فذكرت ذلك لـمطرف فقال: ما أراه إلا يزيد في العمل، وينقص في الأجر؛ لأنه قبل يوم واحد له أجر عشرة أيام، ومع ذلك يصوم يومين وله أجر تسعة، يعني فما أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إليه مما هو أرفق أولى من أن يزيد على ذلك زيادة تشق عليه، وقد يتمنى أنه لم يفعل، بل قد تمنى بالفعل حيث مر قوله رضي الله عنه: (لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام أحب إلي من أهلي ومالي). تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر عشرة...) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].هو المشهور أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن يزيد]. هو ابن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن حماد]. هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقا، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [ح]. ثم أتى بـ (ح) التحويل الدالة على التحول من إسناد إلى إسناد، فروى عن شيخه أو شيخ آخر له وهو [زكريا بن يحيى السجزي]، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن عبد الأعلى]. هو عبد الأعلى بن حماد، وهو لا بأس به، وهي تعادل صدوق، وقد أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. فالمشهور أن (لا بأس به) تعادل (صدوق)، لكن عند يحيى بن معين لا بأس به تعادل ثقة، ولهذا يقولون: لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق، فإذا قال عن شخص: أنه لا بأس به، فهو يعني بذلك أنه ثقة، ولهذا ينقل عنه في بعض الأشخاص الكبار أن يقول: لا بأس به، فمن لا يعرف اصطلاحه يظن أن هذا فيه تقليل من شأن من هو في القمة، ومن هو معروف، لكن إذا عرف أنه يريد بقوله: لا بأس به ثقة، وأن لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق، فإنه يزول منه ذلك الذي بدا له، وظهر، ولهذا يقولون: إذا ظهر السبب بطل العجب؛ لأن الإنسان يعجب من كون شخص في القمة، ويقال: لا بأس به، لكن إذا عرف أن لا بأس به تعادل ثقة، وأن السبب في ذلك أنه يطلق هذا اللفظ على ثقة، ولا يقصد ما يقصد غيره من أنه أقل من ثقة، فإنه يزول الإشكال والظن الذي يظن أن فيه تقصير في حق الشخص. [عن حماد]. حماد بن سلمة، وقد مر. [عن ثابت]. هو ابن أسلم البناني البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن شعيب بن عبد الله بن عمرو]. منسوب إلى جده هنا؛ لأنه ينسب إلى أبيه فيقال: شعيب بن محمد بن عبد الله، ويقال: شعيب بن عبد الله كما هنا منسوباً إلى جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو الذي يأتي كثيراً في الصحيفة المعروفة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، هذا هو والد عمرو صاحب الصحيفة المشهورة التي هي صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، والتي فيها خلاف بين أهل العلم في قبولها، أو الكلام فيها، أو عدم قبولها، وعمرو يرويها عن أبيه شعيب، وشعيب يرويها عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، وعلى هذا يكون متصلاً، أما إذا فهم بأنه يرويها عن شعيب عن جده محمد يكون منقطعاً؛ لأن محمداً لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يصير من قبيل المرسل، لكن على أن شعيباً سمع جده عبد الله يكون متصلاً؛ لأنه رواية ابن عن أب، والأب يروي عن الجد، وهنا معنا في الإسناد ليس في عمرو ولكن في شعيب الذي هو والد عمرو، وهو منسوب إلى جده، وقد ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو، فعلى هذا يكون متصلاً، فهو يروي عن عبد الله ؛ لأنه ثبت سماعه منه، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وفي جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة. [عن عبد الله]. هنا أبوه عن جده لأنه أبوه، ولهذا الحديث يقول: قال لي، ولا يمكن أن أباه يقول: قال لي؛ لأنه ما أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي هو محمد، فقوله: قال لي، هذا كلام عبد الله، وأبوه الذي هو جده، والجد أب، ويطلق عليه أب، وهو أبو الأب وإن على، كما أن أبا الأم أيضا أب وهو جد ويقال له: أب، ولهذا يطلق على الأولاد من جهة الأب والأم كلهم أولاد، وكلهم أبناء، كما جاء في حق عيسى، وأنه من أبناء إبراهيم؛ لأنه من جهة أمه يعني: الأبوة، فسواء كان من جهة أبيه أو أمه، يقال له: أب، كما أن ابن الابن أو بنت البنت يقال له أو لها: ابن. قال: [واللفظ لـمحمد]. أي: شيخه الأول؛ لأن له شيخين في الإسناد: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وزكريا بن يحيى، يعني هذا اللفظ للشيخ الأول ليس للشيخ الثاني الذي هو: زكريا، فسياق لفظ الشيخ الأول محمد، أي: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وليس لفظ الشيخ الثاني الذي هو زكريا بن يحيى السجزي. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
صوم عشرة أيام من الشهر، واختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... قال: فصم عشراً. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك ...) من طريق رابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم عشرة أيام من الشهر، واختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه. أخبرنا محمد بن عبيد عن أسباط عن مطرف عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه بلغني أنك تقوم الليل، وتصوم النهار، قلت: يا رسول الله، ما أردت بذلك إلا الخير. قال: لا صام من صام الأبد، ولكن أدلك على صوم الدهر: ثلاثة أيام من الشهر. قلت: يا رسول الله، إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم خمسة أيام. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك, قال: فصم عشرا. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم صوم داود عليه السلام: كان يصوم يوما، ويفطر يوما)]. ثم ذكر صوم عشرة أيام، وأورد فيه حديث عبد الله بن عمرو؛ لأنه جاء فيه ذكر العشرة الأيام، فالترجمة يعني أنه ورد ذكرها، هذا هو المقصود من الترجمة في العشرة الأيام؛ لأن صيامها هو المستحب أو أنه هو الأولى؛ لأنه جاء فيه ذكر العشرة، كما سيأتي أنه يترجم عدة تراجم فيها ذكر غير هذا الرقم، لكن لكونه ورد ذكر العشرة أورده. فلما بلغه أنه يقوم الليل، ويصوم الدهر، قال: (لا صام من صام الدهر، لكن أدلك على ما هو أفضل من ذلك؟). وقوله: (على صوم الدهر)، أي: أن الحسنة بعشر أمثالها، صم ثلاثة أيام، أدلك على صوم الدهر تحصل أجر صيام الدهر، ولا تحصل مضرة، بخلاف كونه يصوم الدهر فيناله مضرة، ومشقة، وإذا صام ثلاثة أيام حصل ما يريد؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، (أدلك على صوم الدهر: صم ثلاثا)، يعني: وذلك صيام الدهر؛ لأن اليوم عن عشرة أيام، والحسنة بعشر أمثالها، فقال: (إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم خمسة)، زاده يومين من الشهر، يعني خمس أيام من الشهر، (قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم عشرة)، وهذا هو الذي أورده من أجله، (قال: أطيق أكثر من ذلك، قال: صم يوما، وأفطر يوما)، وانتهى عند هذا الحد، كل الروايات تنتهي إلى أنه ما يزيد عن صيام يوم وإفطار يوم الذي هو نصف الدهر. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... قال: فصم عشراً. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك...) من طريق رابعة قوله: [أخبرنا محمد بن عبيد].هو محمد بن عبيد المحاربي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي. [أسباط]. هو أسباط بن محمد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن مطرف]. هو مطرف بن طريف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن حبيب بن أبي ثابت]. ثقة، كثير التدليس والإرسال، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي العباس]. هو السائب بن فروخ الشاعر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله]. وقد مر ذكره. طريق خامسة لحديث عبد الله بن عمرو: (... قال: فصم عشراً. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك...) وتراجم رجال إسنادها قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن الحسين حدثنا أمية عن شعبة عن حبيب حدثني أبو العباس وكان رجلا من أهل الشام، وكان شاعراً، وكان صدوقا، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وساق الحديث].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وأشار إلى أوله، ولم يذكر بقيته، وأشار إلى بقيته بقوله: وساق الحديث. قوله: [أخبرنا علي بن الحسين]. هو الدرهمي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي. [أمية]. هو أمية بن خالد، وهو صدوق، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. [عن حبيب عن أبي العباس]. قال في صفته: وكان رجلا من أهل الشام، وكان شاعرا، وكان صدوقا. [عن شعبة عن حبيب عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة. وأما هذه جملة اعتراضية فيها ذكر بيان حال أبو العباس الشاعر، وهي من كلام تلميذه، والغالب أن التلميذ هو الذي يقول هذا الكلام. شرح حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سادسة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة أخبرني حبيب بن أبي ثابت سمعت أبا العباس هو الشاعر، يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عبد الله بن عمرو، إنك تصوم الدهر، وتقوم الليل، وإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين، ونفهت له النفس، لا صام من صام الأبد، صوم الدهر ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر كله. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم صوم داود كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وفيه ما في الذي قبله، إلا أنه ليس فيه ذكر العشرة، مع أن الترجمة للعشرة، الترجمة هي في صوم العشرة، ولعله يعني الحديث أنه فيه اختصار أو أنه اختصره، وإلا فإن الترجمة لذكر العشرة ولا ذكر للعشرة في هذه الرواية، (إذا فعلت ذلك هجمت العين). وقوله: (إذا فعلت ذلك)، يعني الذي هو صيام الدهر، (هجمت العين)، أي: أنها غارت بسبب الضعف والهزال، لأن العين تغور في مكانها بأن تبعد، وتتلاشى، وتضمحل؛ بسبب الهزال الذي حصل للإنسان، ومعنى تغور: تغوص، (ونفهت النفس)، يعني: تعبت وكلت بسبب كثرة الصيام ومواصلة الصيام، ولكن يدله على الصيام الذي يناسب، الذي ينفع ولا يضر، الذي يفيد ويحصل الأجر، ولا يحصل معه مشقة. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سادسة قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].وقد مر ذكره. [عن خالد]. هو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن شعبة]. وقد مر ذكره. [عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكرهم. شرح حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم أزل أطلب إليه حتى قال: في خمسة أيام، وقال: صم ثلاثة أيام من الشهر، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم أزل أطلب إليه حتى قال: صم أحب الصيام إلى الله عز وجل صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما)].أورد النسائي الحديث من طريق آخر، وهو يتعلق بالقراءة قراءة القرآن، وقد جاء في بعض الروايات: أنه يقرأ القرآن في يوم وليلة، ويصوم الدهر، فقال: (اقرأ القرآن في شهر، قال: إني أستطيع أكثر من ذلك، فلم يزل يطلب منه أنه يخبره بأنه يطيق حتى قال له: خمسة)، يعني خمسة أيام، أي يقرأ القرآن في خمسة أيام، ثم كذلك بالنسبة للصيام قال: (صم ثلاثة أيام، قال: فلم أزل أستزيده حتى قال: صم صيام داود)، والحديث الذي قبله ليس فيه (فلم أزل أستزيده)، وإنما قال: (إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم صوم داود). قال: لم أزل أستزيد قل كذا ثم قل كذا، فتدخل العشرة في الاستزادة التي تكررت، يعني: أنها كالروايات السابقة فيها ذكر الخمسة وذكر العشرة استزادة فيكون فيه دخول العشرة، وأن الحديث فيه اختصار. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سابعة قوله: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن].هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي. [أخبرنا محمد بن بشار]. هو الملقب بندار، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة. [عن محمد]. هو ابن جعفر الملقب غندر، وقد مر ذكره. [عن شعبة]. وقد مر ذكره. [عن عمرو بن دينار]. وهو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو]. وقد مر ذكرهما. شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... وصم من كل عشرة أيام ذلك أجر تسعة...) من طريق ثامنة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج قال ابن جريج: سمعت عطاء يقول: (أن أبا العباس الشاعر أخبره: أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أني أصوم وأسرد الصوم، وأصلي الليل، فأرسل إليه، ولما لقيه قال: ألم أخبر أنك تصوم، ولا تفطر، وتصلي الليل فلا تفعل، فإن لعينك حظا، ولنفسك حظا، ولأهلك حظا، وصم، وأفطر، وصل، ونم، وصم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تسعة، قال: إني أقوى لذلك يا رسول الله، قال: صم صيام داود إذا، قال: وكيف كان صيام داود يا نبي الله؟ قال: كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى. قال: ومن لي بهذا يا نبي الله؟)]. أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، يعني بلغه أنه يصوم الدهر، ويقوم الليل، فقال له عليه الصلاة والسلام: (ألم أخبر عنك أنك تقول كذا وكذا)، وهذا فيه دليل على أن الإنسان إذا بلغه شيء، ما يبني الحكم على هذا الكلام حتى يتثبت ويتحقق، ولهذا قال: (ألم أخبر عنك أنك تقول كذا وكذا؟ فقال: بلى نعم)، يعني: فبنى عليه الكلام، ما قال مباشرة أنه الأمر كذا وكذا، وإنما قال: (ألم أخبر عنك أنك كذا وكذا؟ قال: نعم)، فأقر بالشيء الذي بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك قال له: (فلا تفعل، فإن لعينك حظا، ولنفسك..). قال: (فلا تفعل)، يعني: صيام الدهر، (فإن لعينك حظا)، يعني: نصيب من الحق الذي ينبغي أن يكون لها، بحيث لا تجهد ولا تتعب بصيام النهار، وقيام الليل، وإنما يكون فيه صوم، وإفطار، ونوم، وصلاة، يعني لا تكون صلاةً باستمرار، وصوماً باستمرار، ولا تركاً باستمرار، وإنما يصلي، وينام، ويصوم، ويفطر، (إن لنفسك عليك حظا)، أي: لها حق، (ولأهلك حظا). قوله: (صم من كل عشرة أيام يوماً ولك أجر تسعة)، معناه: يصوم ثلاثة أيام، وذلك كصيام الدهر، يعني: يصوم يوماً، وهو عن تسعة، فله أجر الباقي الذي هو تسعة، فيكون صام العشرة، وإذا صام ثلاثة أيام من الشهر صام الثلاثين يوماً، أو الشهر كله، فيكون صام الدهر، وهذا هو الذي كثر إيصاء الرسول عليه، ورغب فيه، وحث عليه؛ لأن فيه فائدة وليس فيه مضرة. قوله: [(إني أقوى لذلك، قال: صم صيام داود إذا، قال: وكيف كان صيام داود؟)]. أي: نعم، وهذا فيه ذكر العشرة، يعني أنه إذا صام يوما فيكون له أجر العشرة، لكن ليس فيه ذكر العشرة، ففيه اختصار. (ومن لي بهذا يا نبي الله؟)، يعني: كونه يصوم صيام داود. وفيه أنه (لا يفر إذا لاقى)، أي: أنه يكون عنده هذا، وهذا. فالإشارة عائدة إليهما؛ لأنه هو يريد أكثر من صيام يوم، وإفطار يوم، لكن الجمع بينهن هذا هو الذي ورد. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... وصم من كل عشرة أيام ولك أجر تسعة ...) من طريق ثامنة قوله: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن].هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن حجاج]. هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن جريج]. هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، هو ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عطاء]. هو عطاء بن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي العباس الشاعر عن عبد الله] وقد مر ذكرهما. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (390) - (باب صيام خمسة أيام من الشهر) إلى (باب صوم ثلاثة أيام من الشهر) بيّن الشرع فضيلة المداومة على صيام النوافل، وأن أفضلها وأعدلها صيام داود عليه السلام، وهو صوم يوم وإفطار يوم، وأنها كصيام الدهر، وكره الشرع الزيادة على ذلك؛ لأن فيه مشقة على النفس، وتفويتاً لمصالح كثيرة. صيام خمسة أيام من الشهر شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... أما يكفيك من كل شهر ... خمساً ...) من طريق تاسعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [صيام خمسة أيام من الشهر.أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد، عن خالد وهو الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح قال: (دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، فحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر له صومي، فدخل عليّ فألقيت له وسادة آدم ربعة حشوها ليف، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة فيما بيني وبينه، قال: أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام؟ قلت: يا رسول الله، قال: خمساً؟ قلت: يا رسول الله، قال: سبعاً؟ قلت: يا رسول الله، قال: تسعاً؟ قلت: يا رسول الله، قال: إحدى عشرة؟ قلت: يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر: صيام يوم، وفطر يوم)]. ذكر الترجمة، وهي: صيام خمسة أيام، والمقصود منها مثل ما جاء في العشرة، يعني: كونه ورد ذكر الخمسة، يعني: وغيرها، لكن الترجمة من أجل أنه جاء ذكر الخمسة، وإلا فإن الحديث يأتي فيه ذكر الخمسة، وفيه العشرة وفيه صيام يوم، وإفطار يوم، وهو يأتي لكل ترجمة الحديث من طريق أخرى، وقد أتى به في الترجمة الأخرى بلفظ آخر، فيكون المقصود من الترجمة أن لفظ الخمسة، وأن الإرشاد إلى صيام خمسة ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... أما يكفيك من كل شهر ... خمساً ...) من طريق تاسعة قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].هو زكريا بن يحيى السجزي، وقد مر قريبا. [حدثنا وهب بن بقية]. ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي. [حدثنا خالد]. هو خالد بن عبد الله الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن خالد، وهو الحذاء]. هو خالد بن مهران الحذاء، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وقيل له: الحذاء؛ لأنه كان يجالس الحذائين، فهي نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن، لم يكن حذاء ولا بائعاً للأحذية، وإنما كان يجلس عند الحذائين فنسب إليهم، مثل ما مر في التيمي ، نزل في بني تيم فنسب إليهم، وقيل: إنه كان يقول للحذاء: احذ على كذا، يعني يعطيه مقاس، ويقول: احذ عليه، فقيل له: الحذاء من أجل قوله: احذ، وهي أيضا نسبة إلى ما غير ما يسبق إلى الذهن، سواء كان يجالسهم أو يقول: احذ؛ لأن المتبادر إلى الذهن أنه يصنع الأحذية، أو يبيع الأحذية، والأقرب الذي يصنع الأحذية يقال له: حذاء. [عن أبي قلابة]. هو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي المليح]. هو ابن أسامة بن عمرو الهذلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [على عبد الله]. هو عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد مر ذكره وهو يخاطب أبا قلابة؛ ولهذا يقول: دخلت مع أبيك زيد، يعني: عبد الله بن زيد الذي هو أبو قلابة. صيام أربعة أيام من الشهر شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي...) من طريق عاشرة قال المصنف رحمه الله تعالى: [صيام أربعة أيام من الشهر. أخبرنا إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج بن محمد حدثني شعبة عن زياد بن فياض سمعت أبا عياض قال: قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صم من الشهر يوماً ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم يومين ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم ثلاثة أيام، ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم أربعة أيام، ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الصوم صوم داود، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً)]. أورد النسائي هذه الترجمة، وهي صيام أربعة أيام، يعني: أنه ورد فيه التنصيص على أربعة، مثل ما مر التنصيص على خمسة وعلى عشرة، هذا هو المقصود من الترجمة، والحديث سبق أن مر يعني: إسناداً، ومتناً، أما الإسناد فقد مر رجاله كلهم في الحديث السابق. صوم ثلاثة أيام من الشهر شرح حديث أبي ذر: (أوصاني حبيبي بثلاثة... وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر) قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم ثلاثة أيام من الشهر.أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل حدثنا محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة لا أدعهن إن شاء الله تعالى أبدا: أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر)]. أورد النسائي هذه الترجمة، وهي صيام ثلاثة أيام من كل شهر. وأورد فيها حديث أبي ذر، وهذه الثلاثة هي الذي كثر ذكرها في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يعني يوصي بها ابتداء، ويوصي بها عبد الله بن عمرو في أكثر الروايات، ويرشد إلى أن فيها صيام الدهر، فصيام ثلاثة أيام هي التي جاءت عن عدد كبير من الصحابة، يعني: وفيها وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بأن يصوموا ثلاثة أيام من الشهر؛ لأنه بذلك يكونون قد صاموا الدهر، فأورد حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه أوصاه بصيام ثلاثة أيام، لا يدعهن ما عاش، يعني: أنه عازم على الاستمرار عليهن حتى يموت، (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)، وفي صحيح مسلم: (أن أوتر قبل أن أرقد)، الحديث في صحيح مسلم أيضاً، وهو بلفظ: (أن أوتر قبل أن أرقد)، فالحديث مشتمل على الترجمة، وهي صيام ثلاثة أيام، بل فيه الوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. تراجم رجال إسناد حديث أبي ذر: (أوصاني حبيبي بثلاثة ... وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر) قوله: [أخبرنا علي بن حجر].هو ابن إياس المروزي السعدي، ثقة، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي. [حدثنا إسماعيل]. وهو ابن جعفر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا محمد بن أبي حرملة]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [عن عطاء بن يسار]. هو عطاء بن يسار مولى ميمونة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي ذر]. هو جندب بن جنادة مشهور بكنيته أبي ذر، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث أبي هريرة: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث... وصوم ثلاثة أيام من كل شهر) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن علي بن الحسن سمعت أبي أخبرنا أبو حمزة عن عاصم عن الأسود بن هلال عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث: بنوم على وتر، والغسل يوم الجمعة، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه إيصاؤه بثلاث أو توصيته بثلاث، وهي: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وغسل الجمعة، وأن ينام على وتر)، وهذه الرواية فيها ذكر غسل الجمعة، لكن الرواية التي في الصحيحين وفي غيرهما عن أبي هريرة، فيها ذكر ركعتي الضحى بدل غسل الجمعة، ولهذا قال الألباني: إنه منكر بذكر الغسل؛ لأن الأحاديث التي جاءت في الصحيحين، وفي غيرهما عن أبي هريرة فيها التنصيص على صلاة ركعتي الضحى بدل غسل الجمعة، وقد مر أيضا حديث أبي هريرة بهذا اللفظ الذي هو لفظ الشيخين؛ البخاري ومسلم: (صيام ثلاثة أيام، وصلاة الضحى، وأن يوتر قبل أن ينام). تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث... وصوم ثلاثة أيام من كل شهر) قوله: [أخبرنا محمد بن علي بن الحسن].هو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي. [سمعت أبي]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [أخبرنا أبي حمزة]. هو محمد بن ميمون المروزي السكري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عاصم]. هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، صدوق له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الأسود بن هلال]. ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. [عن أبي هريرة]. هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه. يتبع |
الساعة الآن : 02:40 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour