رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ...) ♦ الآية: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (20). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ... الآية ﴾ هذا جواب لقولهم: ﴿ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ ﴾ الآية [الفرقان: 7]؛ أخبَرَ الله سبحانه أن كل من خلا من الرسل كان بهذه الصفة، ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ﴾ الصحيح للمريض، والغني للفقير، فيقول الفقير: لو شاء الله لأَغْناني كما أغنى فلانًا، ويقول المريض: لو شاء الله لعافاني كما عافى فلانًا، وكذلك كلُّ الناس مبتلًى بعضهم ببعض، فقال الله تعالى: ﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾ على البلاء؟ فقد عرفتم ما وُعِد الصابرون، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ بمن يصبر وبمن يجزع. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ يا محمد، ﴿ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾ روى الضحاك عن ابن عباسٍ قال: لما عيَّر المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ أنزل الله عز وجل هذه الآية. يعني ما أنا إلا رسولٌ، وما كنت بدعًا من الرسل، وهم كانوا بشرًا يأكُلون الطعام، ويمشون في الأسواق. وقيل: معناه وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا قيل لهم مثل هذا؛ أنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، كما قال في موضعٍ آخر: ﴿ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [فصلت: 43]، ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ﴾؛ أي بليةً، فالغنيُّ فتنة للفقير، يقول الفقير: ما لي لم أكن مثله؟! والصحيح فتنة للمريض، والشريف فتنة للوضيع. وقال ابن عباسٍ: أي جعلت بعضكم بلاءً لبعضٍ؛ لتصبروا على ما تسمعون منهم وترون من خلافهم، وتتبعوا الهدى. وقيل: نزلت في ابتلاء الشريف بالوضيع؛ وذلك أن الشريف إذا أراد أن يُسلِمَ فرأى الوضيع قد أسلَمَ قبله، أَنِفَ وقال: أُسلِمُ بعده فيكون له عليَّ السابقة والفضل؟! فيقيم على كفره ويمتنع من الإسلام، فذلك افتتان بعضهم ببعضٍ، وهذا قول الكلبي. وقال مقاتلٌ: نزلت في أبي جهلٍ، والوليد بن عقبة، والعاص بن وائلٍ، والنضر بن الحارث؛ وذلك أنهم لما رأوا أبا ذرٍّ وابن مسعودٍ وعمارًا وبلالًا وصهيبًا وعامر بن فهيرة وذويهم، قالوا: نُسلِمُ فنكون مثل هؤلاء؟! وقال مقاتل: نزلت في ابتلاء فقراء المؤمنين بالمستهزئين من قريشٍ، كانوا يقولون: انظروا إلى هؤلاء الذين اتبَعوا محمدًا من موالينا وأراذلنا، فقال الله تعالى لهؤلاء المؤمنين: ﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾؛ يعني على هذه الحال من الفقر والشدة والأذى، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ بمن صبر وبمن جزع. أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو العباس الأصم، ثنا زكريا بن يحيى المروزي، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والجسم، فلينظر إلى من هو دونه في المال والجسم)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
|
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا) ♦ الآية: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (22). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ﴾ يعني: أن ذلك اليوم الذي يرَوْنَ فيه الملائكةَ هو يوم القيامة، وأن الله سبحانه حرَمَهم البُشرى في ذلك اليوم، وتقول لهم الملائكة: ﴿ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾؛ أي: حرامًا محرَّمًا عليهم البُشرى. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ﴾ عند الموت، وقيل: في القيامة، ﴿ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ للكافرين؛ وذلك أن الملائكة يبشِّرون المؤمنين يوم القيامة، ويقولون للكفار: لا بُشرى لكم؛ هكذا قال عطية، وقال بعضهم: معناه أنه لا بشرى يوم القيامة للمجرمين؛ أي: لا بشارة لهم بالجنة كما يُبشَّر المؤمنون، ﴿ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ قال عطاء عن ابن عباس: تقول الملائكة: حرامًا محرَّمًا أن يدخل الجنة إلا من قال: لا إله إلا الله، وقال مقاتل: إذا خرج الكفار من قبورهم قالت لهم الملائكة: حرامًا محرَّمًا عليكم أن تكون لكم البُشرى، وقال بعضهم: هذا قول الكفار للملائكة، قال ابن جريج: كانت العرب إذا نزَلتْ بهم شِدَّةٌ ورأَوْا ما يكرهون، قالوا: حجرًا محجورًا، فهم يقولونه إذا عايَنوا الملائكة، قال مجاهد: يعني عَوذًا مُعاذًا، يستعيذون به من الملائكة. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) ♦ الآية: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (23). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَدِمْنَا ﴾ وقصَدْنا، ﴿ إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ﴾ مما كانوا يقصدون به التقرُّبَ إلى الله سبحانه، ﴿ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ باطلًا لا ثواب له؛ لأنهم عَمِلوه للشيطان، والهَباء: دُقَاقُ الترابِ، والمنثور: المتفرِّق. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَدِمْنَا ﴾ وعمدنا، ﴿ إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾؛ أي: باطلًا لا ثوابَ له؛ لأنهم لم يَعمَلوه لله عز وجل. واختلفوا في الهباء؛ قال علي: هو ما يُرى في الكَوَّةِ إذا وقع ضوءُ الشمس فيها كالغبار فلا يُمَسُّ بالأيدي، ولا يُرى في الظل، وهو قول الحسن وعكرمة ومجاهد، والمنثور: المتفرِّق، وقال ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير: هو ما تَسْفِيهِ الرياحُ وتَذْرِيهِ من التراب وحطام الشجر، وقال مقاتل: هو ما يسطع من حوافر الدوابِّ عند السير، وقيل: الهباء المنثور: ما يُرى في الكَوَّة، والهباء المُنْبَثُّ: هو ما تطيره الرياح من سنابك الخيل. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) ♦ الآية: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (24). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا ﴾ موضع قرار، ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ موضع قيلولة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا ﴾؛ أي: من هؤلاء المشركين المستكبرين، ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ موضع قائلة؛ يعني أن أهل الجنة لا يمرُّ بهم يوم القيامة إلا قدرَ النهار من أوله إلى وقت القائلة حتى يسكُنوا مساكنهم في الجنة، قال ابن مسعود: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يَقيل أهلُ الجنة في الجنة، وأهلُ النار في النار، وقرأ «ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم» هكذا كان يقرأ. وقال ابن عباس في هذه الآية: الحساب ذلك اليوم في أوله. وقال القوم: حين قالوا في منازلهم في الجنة. قال الأزهري: القيلولة والمقيل: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن مع ذلك نوم؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾، والجنةُ لا نوم فيها. ويُروى أن يوم القيامة يقصُر على المؤمنين حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا) ♦ الآية: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (25). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ ﴾ عن الغَمام، وهو السحاب الأبيض الرقيق، ﴿ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ لإكرام المؤمنين.♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ ﴾؛ أي: عن الغمام، الباء و(عن) يتعاقبان؛ كما يقال: رميت عن القوس وبالقوس، وتَشقَّقُ بمعنى تَتَشقَّق، أدغَموا إحدى التاءين في الأخرى، وقرأ أبو عمرو وأهل الكوفة بتخفيف الشين هاهنا، وفي سورة «ق» [44] بحذف إحدى التاءين، وقرأ الآخرون بالتشديد؛ أي: تتشق بالغمام، وهو غمام أبيضُ رقيق مثل الضبابة، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تِيهِهم. ﴿ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ قرأ ابن كثير: «ونُنْزِلُ» بنونين خفيف ورفع اللام، «الملائكةَ» نصبٌ. قال ابن عباس: تشقق السماءُ الدنيا فينزل أهلُها، وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس، ثم تشقق السماءُ الثانية فينزل أهلُها، وهم أكثر ممن في السماء الدنيا ومن الجن والإنس، ثم كذلك حتى تشقق السماء السابعة، وأهلُ كل سماء يزيدون على أهل السماء التي قبلها، ثم ينزل الكَرُوبيُّون، ثم حمَلةُ العرش. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا) ♦ الآية: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (26). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾؛ أي: المُلْكُ الذي هو المُلْك حقًّا مُلْكُ الرحمنِ يومئذٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ﴾؛ أي: المُلْكُ الذي هو المُلْك الحقُّ حقًّا مُلْكُ الرحمن يوم القيامة، قال ابن عباس: يريد أن يوم القيامة لا مَلِكَ يَقضى غيرُه. ﴿ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾ شديدًا، فهذا الخطاب يدل على أنه لا يكون على المؤمنين عسيرًا، وجاء في الحديث: ((أنه يهُونُ يوم القيامة على المؤمنين، حتى يكون عليهم أخَفَّ من صلاة مكتوبة صَلَّوْها في الدنيا)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلًا) ♦ الآية: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (27). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ ﴾ الكافرُ؛ يعني: عُقبة بن أبي مُعَيْط، كان قد آمَنَ ثم ارتدَّ لرضا أُبَيِّ بن خلف، ﴿ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ ندمًا وتحسُّرًا، ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ طريقًا إلى الجنة بالإسلام. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ أراد بالظالم عُقبةَ بن أبي مُعَيط؛ وذلك أن عُقبة كان لا يَقدَمُ من سفر إلا صنع طعامًا فدعا إليه أشرافَ قومه، وكان يُكثِر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقَدِمَ ذات يوم من سفر فصنع طعامًا فدعا الناس على عادته، ودعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرَّب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنا بآكلٍ طعامَك حتى تَشهَدَ أنْ لا إله إلا الله، وأني رسول الله))، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأكَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه، وكان عقبة صديقًا لأُبَيِّ بن خلف، فلما أُخبِر أُبيُّ بن خلف قال له: يا عقبةُ، صبَأتَ؟! قال: لا والله ما صبأتُ، ولكن دخل عليَّ رجلٌ فأبى أن يأكل طعامي إلا أنْ أشهد له أنه رسول الله، فاستحييتُ أن يخرُج من بيتي ولم يَطعَمْ، فشَهِدتُ له فطَعِمَ، فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك أبدًا إلا أن تأتيَه فتبزق في وجهه، ففعل ذلك عقبةُ، فقال عليه السلام: ((لا ألقاك خارجًا من مكة إلا علوتُ رأسك بالسيف))، فقُتِل عقبة يوم بدر صَبْرًا، وأما أُبَيُّ بن خلف فقتَلَه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ بيده. وقال الضحاك: لما بزق عقبةُ في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد بزاقه في وجهه فاحترق خدَّاه، وكان أثر ذلك فيه حتى الموت. وقال الشعبي: كان عقبة بن أبي معيط خليلَ أُميَّةَ بن خلف، فأسلَمَ عقبةُ، فقال أميَّةُ: وجهي من وجهك حرام أنْ بايعتَ محمدًا، فكفَر وارتدَّ، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ ﴾؛ يعني عقبة بن أبي معيط بن عبدشمس بن مناف، ﴿ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ ندمًا وأسفًا على ما فرَّط في جنب الله، وأَوْبَقَ نفسه بالمعصية والكفر بالله، بطاعة خليله الذي صدَّه عن سبيل ربه. قال عطاء: يأكل يديه حتى تبلغ مرفقيه، ثم تنبُتانِ، ثم يأكلهما، هكذا كلما نبتت يداه أكَلَهما تحسُّرًا على ما فعل. ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ ﴾ في الدنيا، ﴿ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ ليتني اتبعتُ محمدًا صلى الله عليه وسلم، واتخذتُ معه سبيلًا إلى الهدى، قرأ أبو عمرو: «يا ليتنيَ اتخذت» بفتح الياء، والآخرون بإسكانها. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) ♦ الآية: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (29). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ﴾ القرآنِ، ﴿ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ عند البلاء؛ يعني: أن قَبولَه قولَ أُبَيِّ بن خلف في الكفر كان من عمل الشيطان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ﴾ عن الإيمان والقرآن، ﴿ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ يعني الذِّكر مع الرسول، ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ ﴾ وهو كل متمرِّدٍ عاتٍ من الإنس والجن، وكلُّ من صدَّ عن سبيل الله فهو شيطان، ﴿ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ أي: تاركًا يتركه ويَتبرَّأُ منه عند نزول البلاء والعذاب. وحُكمُ هذه الآيات عامٌّ في حق كل متحابَّينِ اجتمعا على معصية الله عز وجل. أخبرنا عبدالواحد المليحي، أنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا محمد بن العلاء، أنا أبو أسامة، عن بُرَيْد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلُ الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخِ الكِيرِ، فحامل المسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تَبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما تجد منه ريحًا خبيثة)). أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي، أنا عبدالله بن محمود، أنا إبراهيم بن عبدالله الخلال، ثنا عبدالله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني سالم بن غيلان، أن الوليد بن قيس التجيبي أخبره، أنه سمع أبا سعيد الخدري - قال سالم: أو عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تُصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ)). أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أشكاب النيسابوري، أنا أبو العباس الأصم، ثنا حميد بن عياش الرملي، أنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا زهير بن محمد الخراساني، ثنا موسى بن وردان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله؛ فلْينظُرْ أحدكم من يُخالِل)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) ♦ الآية: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (30). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ ﴾ في ذلك اليوم: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ متروكًا أعرَضوا عنه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ ﴾ يعني: ويقول الرسول في ذلك اليوم: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ يعني متروكًا فأعرَضوا عنه، ولم يؤمِنوا به، ولم يعمَلوا بما فيه. وقيل: جعلوه بمنزلة الهُجْر، وهو الهذيان، والقول السيئ، فزعَموا أنه شِعر وسِحر، وهو قول النخعي ومجاهد. وقيل: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ ﴾ يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم يشكو قومَه إلى الله: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا) ♦ الآية: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (31). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ وكما جعلنا لك أعداءً من المشركين، ﴿ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾ يهديك وينصرك؛ فلا تُبالِ بمن يعاديك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا ﴾ يعني كما جعلنا لك أعداءً من مشركي قومك، كذلك جعلنا ﴿ لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ يعني المشركين. قال مقاتل: يقول لا يكبُرَنَّ عليك؛ فإن الأنبياء قبلك قد لَقُوا هذا من قومهم، فاصبِرْ لأمري كما صبَروا؛ فإني ناصرُك وهاديك، ﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة...) ♦ الآية: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (32). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ﴾ أي: لمَ نزَل عليه متفرِّقًا؟ وهلا كان دَفعةً واحدة كالتوراة والإنجيل؟ قال الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ فرَّقنا تنزيله؛ {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}؛ لنقوِّيَ به قلبك، وذلك أنه كلما نزل عليه وحي جديد ازداد هو قوة قلب، ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ بينَّاه تبيينًا في تثبُّت ومهلة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ﴾ كما أُنزلت التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والزَّبور على داود، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ فعَلْنا؛ ﴿ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ يعني أنزلناه مفرَّقًا ليَقْوى به قلبك فتعيه وتحفظه؛ فإن الكتب أُنزلت على الأنبياء يكتبون ويقرؤون، وأنزل الله القرآن على نبيٍّ أُمِّيٍّ لا يكتُب ولا يقرأ، ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ، ومنه ما هو جواب إن سأل عن أمور، ففرَّقناه ليكون أوعى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيسر على العامل به، ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ قال ابن عباس: بيَّنَّاه بيانًا، والترتيل التبيين في ترتل وتثبُّت. وقال السدي: فصَّلناه تفصيلًا. وقال مجاهد: بعضه في إثر بعض. وقال النخعي والحسن وقتادة: فرَّقناه تفريقًا آيةً بعد آية. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
|
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا) ♦ الآية: ﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (34). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ الَّذِينَ ﴾؛ أي: هم الذين ﴿ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ﴾ يُمشيهم الله عليها، فهم يُساقُون على وجوههم ﴿ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ من كل أحدٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الَّذِينَ ﴾؛ أي: هم الذين، ﴿ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ﴾ فيُساقُون ويُجَرُّون ﴿ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا ﴾؛ أي: مكانةً ومنزلةً، ويقال: منزلًا ومصيرًا، ﴿ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ أخطأ طريقًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا) ♦ الآية: ﴿ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (36). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾ وهم القبط، فكذَّبوهما؛ ﴿ فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴾ أَهْلَكْناهم إهلاكًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾ يعني القبط، ﴿ فَدَمَّرْنَاهُمْ ﴾ فيه إضمار؛ أي: فكذَّبوهما فدمَّرْناهم ﴿ تَدْمِيرًا ﴾؛ أي: أهلَكْناهم إهلاكًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما) ♦ الآية: ﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (37). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ ﴾ مَن كذَّب نبيًّا فقد كذَّب الرسُلَ كلَّهم؛ لأنهم لا يفرقون بينهم في الإيمان بهم، ﴿ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ﴾ عِبرةً، ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ ﴾ في الآخرة ﴿ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾، سوى ما ينزل بهم من عاجل العذاب. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ ﴾؛ أي: الرسول، ومَن كذَّب رسولًا واحدًا فقد كذَّب جميع الرسل؛ فلذلك ذُكِر بلفظ الجَمْع، ﴿ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ﴾؛ أي: لمن بعدهم عِبرة، ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ ﴾ في الآخرة ﴿ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾، سوى ما حلَّ بهم من عاجل العذاب. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا) ♦ الآية: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ﴾ [الفرقان: 38]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (38). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ ﴾ كانوا أهل بئرٍ قعود عليها، وأصحاب مواشٍ، يعبُدون الأصنام، فأُهلِكوا بتكذيب نبيِّهم، ﴿ وَقُرُونًا ﴾ وجماعاتٍ ﴿ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾ الذين ذكَرْناهم ﴿ كَثِيرًا ﴾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ ﴾؛ أي: وأهلَكْنا عادًا وثمود، ﴿ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ ﴾ اختلَفوا فيهم؛ قال وهب بن منبه: كانوا أهل بئر قعودًا عليها، وأصحاب مواشٍ، يعبدون الأصنام، فوجَّهَ الله إليهم شعيبًا يدعوهم إلى الإسلام، فتمادَوْا في طغيانهم وانكبابهم على عبادة الأوثان، وفي أذى شعيب عليه السلام، فبينما هم حوالَيِ البئر في منازلهم فانهارت بهم البئر، فخسَفَ الله بهم وبديارهم ورباعهم، فهلَكوا جميعًا، والرَّسُّ: البئر، وكلُّ رَكِيَّةٍ لم تُطْوَ بالحجارة والآجُرِّ فهو رَسٌّ. وقال قتادة والكلبي: الرس: بئر بأرض اليمامة، قتَلوا نبيَّهم فأهلَكَهم الله عز وجل. وقال بعضهم: هم بقية ثمود وقوم صالح، وهم أصحاب البئر التي ذكر الله تعالى في قوله: ﴿ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴾ [الحج: 45]. وقال سعيد بن جبير: كان لهم نبيٌّ يقال له: حنظلة بن صفوان، فقتَلوه فأهلَكَهم الله تعالى. وقال كعب ومقاتل والسدي: الرَّسُّ: اسم بئر بأنطاكية، قتَلوا فيها حبيبًا النجار، وهم الذين ذكَرَهم الله في سورة يس. وقيل: هم أصحاب الأخدود، والرس هو الأخدود الذي حفَروه وأَوقدوا فيه نارًا، وكانوا يُلقُونَ فيه مَن آمَنَ بالله. وقال عكرمة: هم قوم رَسُّوا نبيَّهم في بئر فمات، فأهلَكَهم الله. وقيل: الرس: المعدن، وجمعه رساس. ﴿ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ﴾؛ أي: وأهلَكْنا قرونًا كثيرًا بين عادٍ وأصحاب الرَّسِّ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا) ♦ الآية: ﴿ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (39). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ﴾ بيَّنَّا لهم الأشباه في إقامة الحُجَّة عليهم، ﴿ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴾ أهلَكْنا إهلاكًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ﴾ أي: الأشباه في إقامة الحُجة عليهم، فلم نُهلِكْهم إلا بعد الإنذار، ﴿ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴾ أي: أهلَكْنا إهلاكًا. وقال الأخفش: كسَّرْنا تكسيرًا. قال الزجاج: كلُّ شيء كسَّرتَه وفتَّتَّه فقد تَبَّرْتَه. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا) ♦ الآية: ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 40]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (40). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا ﴾ يعني: مشركي مكة ﴿ عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ﴾ يعني: الحجارة، وهي قرية قوم لوط، ﴿ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ﴾ إذا مَرُّوا بها مسافرين فيعتبروا، ﴿ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴾ لا يخافون بعثًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ﴾ يعني الحجارة، وهي قريات قوم لوط، وكانت خمس قرًى، فأهلَكَ الله أربعًا منها، ونَجَتْ واحدةٌ، وهي أصغرها، وكان أهلها لا يعملون العملَ الخبيث، ﴿ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ﴾ إذا مرُّوا بهم في أسفارهم فيعتبروا ويتفكروا؛ لأن مدائن قوم لوط كانت على طريقهم عند ممرِّهم إلى الشام، ﴿ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ ﴾ لا يخافون، ﴿ نُشُورًا ﴾ بعثًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا) ♦ الآية: ﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (41). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا ﴾ مايتَّخذونك إلاَّ مهزوءاً به، ويقولون: ﴿ أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ﴾ إلينا؟ ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ ﴾ يعني: ما يتخذونك، ﴿ إِلَّا هُزُوًا ﴾ يعني مهزوءًا به، نزَلتْ في أبي جهل، كان إذا مرَّ بأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مستهزئًا: ﴿ أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ﴾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا) ♦ الآية: ﴿ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (42). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنْ كَادَ ﴾ إنه كاد ﴿ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا ﴾ فيصُدُّنا عن عبادتها، ﴿ لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ﴾ لَصَرَفَنا عنها. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا ﴾ يعني قد قارَبَ أن يُضِلَّنا، ﴿ عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ﴾ يعني لو لم نصبر عليها لَصَرَفَنا عنها، ﴿ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ مَن أخطأُ طريقًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) ♦ الآية: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (43). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ وهو أنهم كانوا يعبدون شيئًا حجرًا أو ما كان، فإذا رأوا حجرًا أحسن، طرَحوا الأول وعبدوا الأحسن، فهم يعبدون ما تهواه أنفسُهم، ﴿ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ حفيظًا حتى تردَّه إلى الإيمان؛ أي: ليس عليك إلا التبليغ، وقيل: إن هذا مما نسَختْه آيةُ السيف. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾، وذلك أن الرجل من المشركين كان يعبُد الحجر، فإذا رأى حجرًا أحسن منه، طرح الأول وأخذ الآخَر، فعبده. وقال ابن عباسٍ: أرأيت من ترك عبادة الله وخالقِه، ثم هَوِيَ حجرًا فعبده، ما حاله عندي؟ ﴿ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ يعني حافظًا، يقول: أفأنت عليه كفيلٌ تمنعه من اتِّباع هواه، وعبادة ما يهوى من دون الله؟! أي: لستَ كذلك. قال الكلبي: نسَختْها آيةُ القتال. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) ♦ الآية: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (44). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ ﴾ سماعَ تفهيم، ﴿ أَوْ يَعْقِلُونَ ﴾ بقلوبهم ما تقول لهم، ﴿ إِنْ هُمْ ﴾ ما هم ﴿ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ﴾ في جهل الآيات وما جعل لهم من الدليل، {بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}؛ لأن النِّعم تنقاد لمن يتعهده، وهم لا يطيعون مولاهم الذي أنعم عليهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ ﴾ ما تقول سماع طالب الإفهام، ﴿ أَوْ يَعْقِلُونَ ﴾ ما يعاينون من الحُجَج والإعلام، ﴿ إِنْ هُمْ ﴾ ما هم ﴿ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾؛ لأن البهائم تهتدي لمراعيها ومشاربها، وتنقاد لأربابها الذين يتعهدونها، وهؤلاء الكفار لا يَعرِفون طريق الحق، ولا يُطيعون ربَّهم الذي خلَقَهم ورزَقَهم، ولأن الأنعام تسجد وتسبِّح لله، وهؤلاء الكفار لا يفعلون شيئًا من ذلك، بل يُؤثِرون السجود إلى ما ينحتونه من الأحجار، على السجود لله الواحد القهار. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) ♦ الآية: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴾.♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (45). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ ألم تعلم ﴿ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ﴾ وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس، ﴿ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ ﴾ لجعل الظلَّ، ﴿ سَاكِنًا ﴾ ثابتًا دائمًا، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴾؛ لأن بالشمس يُعرَف الظل. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ﴾ معناه: ألم تر إلى مدِّ ربِّك الظلَّ، وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، جعله ممدودًا؛ لأنه ظل لا شمس معه، كما قال في ظل الجنة: ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 30]، لم يكن معه شمسٌ، ﴿ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ﴾؛ أي: دائمًا ثابتًا لا يزول ولا تذهبه الشمس. قال أبو عبيدة: الظل: ما نسَختْه الشمس، وهو بالغداة، والفيء ما نسخ الشمس، وهو بعد الزوال، سمي فيئًا؛ لأنه فاء من جانب المشرق إلى جانب المغرب، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴾ يعني على الظل، ومعنى دلالتها عليه أنه لو لم تكن الشمس لَما عُرِف الظل، ولولا النور لَما عُرِفت الظُّلمة، والأشياء تُعرَف بأضدادها. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) ♦ الآية: ﴿ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (46). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ ﴾ قبَضْنا الظِّلَّ إلينا بارتفاع الشَّمس، ﴿ قَبْضًا يَسِيرًا ﴾ قيل: خفيًّا، وقيل: سهلًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ ﴾ يعني الظلَّ، ﴿ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴾ بالشمس التي تأتي عليه، والقبض: جمعُ المنبسط من الشيء، معناه: أن الظلَّ يعُمُّ جميع الأرض قبل طلوع الشمس، فإذا طلَعَتِ الشمس قبَضَ الله الظلَّ جزءًا فجزءًا، ﴿ قَبْضًا يَسِيرًا ﴾؛ أي: خفيًّا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا) ♦ الآية: ï´؟ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا. ï´¾ ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (47). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا ï´¾ يستُرُكم، ï´؟ وَالنَّوْمَ سُبَاتًا ï´¾ راحةً لأبدانكم، ï´؟ وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ï´¾ حياة تنتشرون فيه من النوم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا ï´¾ أي: سترًا تستترون به، يريد أن ظُلْمتَه تغشى كل شيء، كاللِّباس الذي يشتمل على لابسه، ï´؟ وَالنَّوْمَ سُبَاتًا ï´¾ راحةً لأبدانكم، وقطعًا لعملكم، وأصل السَّبْتِ القَطْعُ، والنائم مَسْبوتٌ؛ لأنه انقطع عمله وحركته، ï´؟ وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ï´¾ أي: يقظةً وزمانًا تنتشرون فيه لابتغاء الرزق، وتنشرون لأشغالكم. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا) ♦ الآية: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (48). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ طَهُورًا ﴾ هو الطاهر المطهِّر. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾ يعني المطر، ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ والطَّهور: هو الطاهر في نفسه المطهِّرُ لغيره، فهو اسمٌ لما يُتطهَّر به؛ كالسَّحور اسمٌ لما يُتسحَّر به، والفَطور اسمٌ لما يُفطَر به. والدليل عليه: ما روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في البحر: ((هو الطَّهورُ ماؤه، الحِلُّ مَيتتُه))، وأراد به المطهِّر، فالماء مطهِّرٌ؛ لأنه يطهِّر الإنسان من الحدَث والنجاسة، كما قال في آيةٍ أخرى: ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ﴾ [الأنفال: 11]، فثبت به أن التطهير يختصُّ بالماء. وذهب أصحاب الرأي إلى أن الطَّهور هو الطاهر، حتى جوَّزوا إزالة النجاسة بالمائعات الطاهرة؛ كالخلِّ وماء الورد والمرق ونحوها، ولو جاز إزالة النجاسة بها، لجازَ إزالة الحدث بها. وذهب بعضهم إلى أن الطَّهور ما يتكرر منه التطهير؛ كالصبور اسمٌ لمن يتكرر منه الصبر، والشكور اسمٌ لمن يتكرر منه الشكر، وهو قول مالكٍ، حتى جوَّز الوضوء بالماء الذي توضأ به مرةً. وإنْ وقع في الماء شيءٌ غيَّر طعمه أو لونه أو ريحه، هل تزول طهوريته أم لا؟ نظر: إنْ كان الواقع شيئًا لا يمكن صونُ الماء عنه؛ كالطين والتراب وأوراق الأشجار، لا تزول، فيجوز الطهارة به، كما لو تغيَّر لطول المكث في قراره، وكذلك لو وقع فيه ما لا يخالطه؛ كالدهن يصب فيه فيتروح الماء برائحته، يجوز الطهارة به؛ لأن تغيُّره للمجاورة لا للمخالطة. وإن كان شيئًا يمكن صونُ الماء منه ويخالطه؛ كالخل والزعفران ونحوهما، يزول طهوريته، ولا يجوز الوضوء به. وإن لم يتغير أحد أوصافه، نظر: إنْ كان الواقع فيه شيئًا طاهرًا، لا يزول طهوريته، فتجوز الطهارة به، سواءٌ كان الماء قليلًا أو كثيرًا، وإن كان الواقع فيه شيئًا نجسًا، نظر فيه؛ فإن كان الماء قليلًا أقلَّ من القلتين، ينجس الماء، وإن كان قدر قلتين فأكثر ولا تغير به، فهو طاهرٌ يجوز الوضوء به، والقلتان خمس قرب، ووزنها خمسمائة رطلٍ. والدليل عليه: ما أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسن الحيري، أنا حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا عبدالرحيم بن المنيب، أنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيدالله بن عبدالله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الماء يكون في الفلاة من الأرض وما ينوبه من الدواب والسباع، فقال: ((إذا كان الماء قلَّتين، لم يَحمِلِ الخَبَثَ)). وهذا قول الشافعي وأحمد وإسحاق وجماعةٍ من أهل الحديث؛ أن الماء إذا بلغ هذا الحدَّ فلا ينجس بوقوع النجاسة فيه، ما لم يتغيَّر أحدُ أوصافه الثلاثة. وذهب جماعةٌ إلى أن الماء القليل لا ينجس بوقوع النجاسة فيه، ما لم يتغير طعمه أو لونه أو ريحه، وهو قول الحسن وعطاءٍ والنخعي والزهري، وبه قال مالك، واحتجوا بما: أخبرنا أبو القاسم عبدالله بن محمدٍ الحنيفي، أنا أبو الحارث طاهر بن محمد الطاهري، ثنا أبو محمد الحسين بن محمد بن حليم، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرٍو بن الموجه، ثنا صدقة بن الفضل، أنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثيرٍ، عن محمد بن كعبٍ القرظي، عن عبيدالله بن عبدالرحمن بن رافع بن خديجٍ، عن أبي سعيدٍ الخدري قال: قيل: يا رسول الله، أنتوضأ من بئر بُضاعةَ؟ وهي بئرٌ يُلقى فيها الحِيَضُ ولحوم الكلاب والنَّتْنُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الماء طهورٌ لا ينجسه شيء)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا) ♦ الآية: ﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (49). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ ﴾ بالماء الذي أنزَلْناه من السماء ﴿ بَلْدَةً مَيْتًا ﴾ بالجدوبة، ﴿ وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾ جمع إنسيٍّ، وهم الذين سقَيْناهم المطر. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ ﴾؛ أي: بالمطر، ﴿ بَلْدَةً مَيْتًا ﴾ ولم يقل: ميتةً؛ لأنه رجَعَ به إلى الموضع والمكان، ﴿ وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا ﴾ أي: نُسقي من ذلك الماء أنعامًا، ﴿ وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾ أي: بشرًا كثيرًا، والأناسيُّ جمع أنسيٍّ، وقيل: جمع إنسانٍ، وأصله: أناسين؛ مثل بستانٍ وبساتينٍ، فجعل الياء عوضًا عن النون. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا) ♦ الآية: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (50). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ ﴾ أي: المطر، ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾ بأنواعه وابلًا وطَشًّا ورِهامًا ورَذاذًا؛ ﴿ لِيَذَّكَّرُوا ﴾ لِيتذكَّروا به نعمةَ الله تعالى، ﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ جحودًا، حين قالوا: سُقينا بنَوْءِ كذا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ﴾ يعني المطر، مرةً ببلدةٍ، ومرةً ببلدٍ آخرَ. قال ابن عباسٍ: ما من عامٍ بأمطرَ من عامٍ، ولكنَّ الله يُصرِّفه في الأرض، وقرأ هذه الآية. وهذا كما رُوي مرفوعًا: ((ما من ساعةٍ من ليلٍ أو نهار إلا والسماء تُمطِر فيها، يصرِّفه الله حيث يشاء)). وذكر ابن إسحاق وابن جريج ومقاتل وبلَغوا به، وابن مسعودٍ يرفعه، قال: ((ليس من سنةٍ بأمطرَ من أخرى، ولكنَّ الله قسَّم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا، في هذا القطر ينزل منه كلَّ سنةٍ بكيلٍ معلومٍ ووزنٍ معلومٍ، وإذا عمل قومٌ بالمعاصي حوَّل الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصَوْا جميعًا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار)). وقيل: المراد من تصريف المطر تصريفُه وابلًا وطَلًّا ورَذاذًا ونحوها. وقيل: التصريف راجعٌ إلى الريح. ﴿ لِيَذَّكَّرُوا ﴾ أي لِيتذكَّروا ويتفكروا في قدرة الله تعالى، ﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ جحودًا، وكُفرانُهم هو أنهم إذا مُطِروا قالوا: مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا، معتقدين أن النَّوْءَ هو الفَعَّال. أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أنا زاهر بن أحمد، أنا إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعبٍ، عن مالك بن أنسٍ، عن صالح بن كيسان، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعودٍ، عن زيد بن خالدٍ الجهني أنه قال: صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبح بالحُدَيْبيةِ في أثر سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرَفَ أقبَلَ على الناس فقال: ((هل تَدْرونَ ماذا قال ربُّكم؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمنٌ بي، وكافرٌ بالكواكب، وأما من قال: مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي، مؤمن بالكواكب)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) ♦ الآية: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (51). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ﴾ لِنُخفِّفَ عليك أعباءَ النبوة، ولكن لم نفعل ذلك؛ لِيعظُمَ أجرُك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ﴾ رسولًا يُنذِرُهم، ولكن بعثناك إلى القُرى كلِّها، وحمَّلْناك ثِقَلَ النِّذارة جميعِها؛ لتستوجب بصبرك عليه ما أعددنا لك من الكرامة والدرجة الرفيعة. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ ♦ الآية: ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (52). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ﴾ في هواهم ولا تُداهِنْهم، ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ﴾ وجاهِدْ بالقرآن، ﴿ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾لا يخالطه فتورٌ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ﴾ فيما يدعونك إليه من موافقتهم ومداهنتهم، ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ﴾؛ أي: بالقرآن، ﴿ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾؛ أي: شديدًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات....) ♦ الآية: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (53). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ خلَطَهما، ﴿ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ﴾ شديد العذوبة، ﴿ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾ شديد الملوحة، ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا ﴾ بين العذب والمالح ﴿ بَرْزَخًا ﴾ حاجزًا من قدرته؛ حتى لا يختلط أحدهما بالآخر، ﴿ وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ حرامًا محرَّمًا أن يغلب أحدهما صاحبه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ﴾؛ أي: خلَطَهما وأفاض أحدهما في الآخر، وقيل: أرسَلَهما في مجاريهما وخلَّاهما كما يرسل الخيل في المرج، وأصل المرج الخلط والإرسال؛ يقال: مرجت الدابة وأمرجتها: إذا أرسلتَها في المرعى وخلَّيتَها تذهب حيث تشاء، ﴿ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ﴾ شديد العذوبة، والفرات أعذبُ المياه، ﴿ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾ شديد الملوحة، وقيل: أجاجٌ أي مرٌّ، ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ﴾؛ أي: حاجزًا بقدرته؛ لئلا يختلط العذب بالملح، ولا الملح بالعذب، ﴿ وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾؛ أي: سترًا ممنوعًا فلا يبغيان، فلا يفسد الملح العذب. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) ♦ الآية: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (54). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ ﴾ النُّطفةِ ﴿ بَشَرًا ﴾ آدميًّا، ﴿ فَجَعَلَهُ نَسَبًا ﴾ لا يحلُّ تزوُّجُه، ﴿ وَصِهْرًا ﴾ يحلُّ تزوُّجُه؛ كابنة العم والخال وابنهما، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ قادرًا على ما يشاء. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ ﴾ من النُّطفة، ﴿ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ﴾؛ أي: جعله ذا نسب وذا صِهر. قيل: النَّسب ما لا يحلُّ نكاحُه، والصِّهرُ ما يحلُّ نكاحُه، فالنسب ما يوجب الحُرمة، والصهر ما لا يوجبها. وقيل: هو الصحيح النَّسب من القرابة، والصهر الخلطة التي تشبه القرابة، وهو السبب المحرم للنكاح، وقد ذكرنا أن الله تعالى حرَّم بالنَّسب سبعًا، وبالسبب سبعًا، في قوله: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ... ﴾ [النساء: 23]. ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا) ♦ الآية: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (55). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴾ مُعِينًا للشيطان على معصية الله سبحانه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ يعني هؤلاء المشركين، ﴿ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ ﴾ إنْ عبَدوه، ﴿ وَلَا يَضُرُّهُمْ ﴾ إنْ ترَكوه، ﴿ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴾؛ أي: مُعينًا للشيطان على ربِّه بالمعاصي. وقال الزجاج: أي يُعاوِنُ الشيطانَ على معصية الله؛ لأن عبادتهم الأصنامَ معاونةٌ للشيطان. وقيل: معناه ﴿ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴾ أي هيِّنًا ذليلًا، كما يقول الرجل: جعلني بظهر؛ أي: جعلني هينًا. ويقال: ظهر به؛ إذا جعله خلف ظهره فلم يَلتفِتْ إليه. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) ♦ الآية: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (57). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ على تبليغ الرسالة والوحيِ، ﴿ مِنْ أَجْرٍ ﴾ فيقولون: إنه يطلُب أموالنا، ﴿ إِلَّا مَنْ شَاءَ ﴾ لكنْ مَن شاء ﴿ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ بإنفاق مالِه.♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾؛ أي: على تبليغ الوحي، ﴿ مِنْ أَجْرٍ ﴾ فتقولوا: إنما يطلُبُ محمدٌ أموالَنا بما يدعونا إليه، فلا نَتَّبِعُه، ﴿ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ هذا من الاستثناء المنقطع، مجازه: لكن من شاء أن يتخذ إلى ربِّه سبيلًا بإنفاق ماله في سبيله فعَلَ ذلك، والمعنى: لا أسألُكم لنفسي أجرًا، ولكن لا أَمنَعُ مِن إنفاق المال في طلب مرضاة الله، واتخاذِ السبيل إلى جنته. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا) ♦ الآية: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (58). ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾؛ أي: صَلِّ له شكرًا على نعمه. وقيل: قل: سبحان الله والحمد لله، ﴿ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾ عالمًا بصغيرها وكبيرها فيُجازيهم بها. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام...) ♦ الآية: ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (59). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ فاسأل أيها الإنسانُ الذي لا تَعلَمُ صِفتَه خبيرًا يُخبِرك بصفاتِه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾؛ أي: الرحمن. قال الكلبي: يقول: فاسأل الخبيرَ بذلك؛ يعني بما ذكرنا من خلق السموات والأرض، والاستواء على العرش. وقيل: الخطاب للرسول والمراد منه غيره؛ لأنه كان مصدِّقًا به، والمعنى: أيها الإنسان لا تَرجِعْ في طلب العلم بهذا إلى غيري. وقيل: الباء بمعنى (عن)؛ أي: فاسأل عنه خبيرًا، وهو الله عز وجل. وقيل: جبريل عليه السلام. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا) ♦ الآية: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (60). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ﴾ لهؤلاء المشركين: ﴿ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ ﴾، وهو اسم الله سبحانه، كانوا لا يَعرِفونه؛ لذلك قالوا: ﴿ وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا ﴾ أنت يا محمدُ، ﴿ وَزَادَهُمْ ﴾ قولُ القائل لهم: اسجُدوا للرحمن، ﴿ نُفُورًا ﴾ عن الإيمان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ ﴾؛ أي ما نَعرِف الرحمن إلا رحمنَ اليمامة، يعنون مُسيلمةَ الكذَّاب، كانوا يسمُّونه رحمن اليمامة، ﴿ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا ﴾ قرأ حمزة والكسائي: «يأمرنا» بالياء؛ أي لما يأمرنا محمدٌ بالسجود له، وقرأ الآخرون بالتاء؛ أي: لما تأمرنا أنت يا محمدُ، ﴿ وَزَادَهُمْ ﴾ يعني زادهم قولُ القائل لهم: اسجُدوا للرحمن، ﴿ نُفُورًا ﴾ عن الدِّين والإيمان. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) ♦ الآية: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾ [الفرقان: 61]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (61). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا ﴾؛ أي: منازل الكواكب السبعة ﴿وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا ﴾ وهو الشمس. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا ﴾ قال الحسن ومجاهدٌ وقتادة: البروج هي النجوم الكِبار، سمِّيت بروجًا لظهورها. وقال عطية العَوْفي: بروجًا: أي قصورًا فيها الحرس، كما قال: ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 78]، وقال عطاءٌ عن ابن عباسٍ: هي البروج الاثنا عشر التي هي منازل الكواكب السبعة السيارة، وهي الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت؛ فالحمل والعقرب بيتا المريخ، والثور والميزان بيتا الزهرة، والجوزاء والسنبلة بيتا عطارد، والسرطان بيت القمر، والأسد بيت الشمس، والقوس والحوت بيتا المشتري، والجدي والدلو بيتا زحل. وهذه البروج مقسومةٌ على الطبائع الأربع، فيكون نصيب كل واحدٍ منها ثلاثةَ بروجٍ تُسمَّى المثلثات؛ فالحمل والأسد والقوس مثلثةٌ ناريةٌ، والثور والسنبلة والجدي مثلثة ترابية، والجوزاء والميزان والدلو مثلثةٌ هوائيةٌ، والسرطان والعقرب والحوت مثلثةٌ مائيةٌ. ﴿وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا ﴾ يعني الشمس، كما قال: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 16]، وقرأ حمزة والكسائي: «سرجًا» بالجمع يعني النجوم. ﴿وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾ والقمر قد دخل في السرج على قراءة من قرأ بالجمع، غير أنه خصَّه بالذِّكر لنوع فضيلةٍ، كما قال: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ [الرحمن: 68]، خصَّ النخل والرمان بالذِّكر مع دخولهما في الفاكهة؛ لنوعِ شرف. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) ♦ الآية: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (62). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ﴾ إذا ذهَبَ هذا أتى هذا، فأحدُهما يخلُفُ الآخر، فمن فاتَهُ عملٌ بالليل فله مستدركٌ بالنهار، وهو قوله: ﴿ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ ﴾ يذكُرُ الله بصلاةٍ وتسبيحٍ وقراءةٍ، ﴿ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ شكرًا لنعمته وطاعته. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ﴾ اختلَفوا فيه؛ قال ابن عباسٍ والحسن وقتادة: يعني خلفًا وعوضًا يقوم أحدهما مقام صاحبه، فمن فاته عملُه في أحدهما قضاه في الآخر. قال شقيقٌ: جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب، فقال: فاتتْني الصلاةُ الليلة، فقال: أدرِكْ ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله عز وجل جعل الليل والنهار خِلْفةً لمن أراد أن يذكَّر. قال مجاهدٌ: يعني جعل كلَّ واحدٍ منهما مخالفًا لصاحبه، فجعل هذا أسود وهذا أبيض، وقال ابن زيدٍ وغيره: يعني يخلف أحدهما صاحبه؛ إذا ذهَبَ أحدهما جاء الآخر، فهما يتعاقبان في الضياء والظلام، والزيادة والنقصان. ﴿ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ ﴾ قرأ حمزة بتخفيف الذال والكاف وضمِّها من الذِّكر، وقرأ الآخرون بتشديدهما؛ أي: يتذكر ويتعظ. ﴿ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ قال مجاهدٌ: أي شكر نعمة ربِّه عليه فيهما. تفسير القرآن الكريم |
الساعة الآن : 11:03 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour