ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=194121)

ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:05 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
تراجم رجال إسناد حديث: (... إن شئت صمت وإن شئت أفطرت)

قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].هو القشيري النيسابوري، هو شيخ لـمسلم أكثر من الرواية عنه، ويتفق معه في القبيلة والبلد، يعني: هو مثل مسلم في النسب، ومثله في البلد، فهو نيسابوري وتلميذه مسلم نيسابوري، وهو قشيري وتلميذه مسلم قشيري، فهو محمد بن رافع القشيري النيسابوري، القشيري نسبة نسب، والنيسابوري نسبة بلد، فهو ومسلم متفقان في النسب، وفي البلد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب إلا ابن ماجه، ومسلم أكثر عنه، وروى عنه الشيء الكثير.
[حدثنا أزهر بن القاسم].
صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن هشام].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سليمان بن يسار].
ثقة، فقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، والفقهاء السبعة اشتهروا بهذا اللقب، وهم في المدينة وفي عصر التابعين، إذا قيل في مسألة: قال بها الفقهاء السبعة، فيراد بها هؤلاء السبعة الذين منهم: سليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: السابع: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: السابع: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: السابع: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقد ذكرهم ابن القيم في أول إعلام الموقعين؛ لأن إعلام الموقعين كتاب موضوعه كلام المفتين الذين يبلغون عن الله، والذين يبينون الأحكام، ويفتون بشرع الله، إعلام الموقعين عن رب العالمين، يعني: يبينون الشرع، ويفتون في الأحكام، فهو إعلام إخبار، وقد ذكر في أول الكتاب جماعة من المفتين من الصحابة ومن التابعين، ومن بعدهم في البلاد المختلفة، فيأتي إلى البلد فيقول: الكوفة فيها في عصر الصحابة فلان وفلان، وفي التابعين فلان وفلان، ولما جاء عند المدينة وجاء عند عصر التابعين قال: ومنهم الفقهاء السبعة، وقد ذكرهم وجعل السابع منهم: أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ثم ذكر بيتين من الشعر ثانيه ما يشتمل على أسماء الفقهاء السبعة، فقال:
إذا قيل: من في العلم سبعة أبحر روايتهم ليست عن العلم خارجة
فقل: هم عبيد الله عروة قاسم سعيد أبو بكر سليمان خارجة
سليمان الذي معنا في الإسناد، سليمان بن يسار، خارجة، خارجة بن زيد بن ثابت، وهذا من الجناس؛ لأن البيت الأول آخره خارجة، وهي المقصود بها أن فتاواهم ليست خارجة عن العلم، بل هي من صميم العلم، وفي الآخر خارجة اسم رجل، روايتهم ليست عن العلم خارجة، وفي آخره اسم خارجة الذي هو خارجة بن زيد بن ثابت.
[عن حمزة بن عمرو الأسلمي].
رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

طريق ثانية لحديث: (... إن شئت صمت وإن شئت أفطرت) وتراجم رجال إسنادها

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار: أن حمزة بن عمرو رضي الله عنه قال: (يا رسول الله،)، مثله مرسل].قال: أورد الحديث مرسلاً، أرسله سليمان بن يسار؛ لأنه قال: أن حمزة قال: (يا رسول الله)، فليس فيه عن حمزة، وإنما يحكي أن حمزة هو سليمان بن يسار، هو تابعي، فالمتن هو مرسل؛ لأنه يحكي الشيء الذي جرى، وما قال: عن فلان، لكن كما هو معلوم جاء من طرق كثيرة مسند يروي عن حمزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه، فهو مرسل وثابت، وإن كان صورته صورة المرسل؛ لأنه جاء من طرق متصلة ومرفوعة، وفيه ذكر حمزة، وأنه هو الذي يخبر عن المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مثله مرسل، وكلمة مثله، معناه أن المتن مثل المتن.
قوله: [أخبرنا قتيبة].
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، هو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الليث].
هو ابن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن بكير].
هو ابن عبد الله بن الأشج المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سليمان].
وقد مر ذكره.

حديث: (إن شئت أن تصوم فصم وإن شئت أن تفطر فأفطر) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله عن عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار عن حمزة رضي الله عنه أنه قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الصوم في السفر؟ قال: إن شئت أن تصوم فصم، وإن شئت أن تفطر فأفطر)].أورد النسائي حديث ابن عمرو الأسلمي رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، تأخير له بين أن يصوم ويفطر، (إن شئت أن تصوم فصم، وإن شئت أن تفطر فأفطر).
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عبد الله].
هو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبد الحميد بن جعفر].
صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمران بن أبي أنس].
ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، ومسلم.
[عن سليمان بن يسار عن حمزة].
وقد مر ذكرهما.


حديث: (إن شئت أن تصوم فصم وإن شئت أن تفطر فأفطر) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الصوم في السفر؟ فقال: إن شئت أن تصوم فصم، وإن شئت أن تفطر فأفطر)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري، مات قبل البخاري بأربع سنوات، أي: سنة اثنتين وخمسين ومائتين، ومثله في ذلك: محمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء الثلاثة من شيوخ أصحاب الكتب الستة. وهم من صغار شيوخ البخاري، وماتوا في سنة واحدة، وهي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
[حدثنا أبو بكر].
هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو]
وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة.

حديث: (إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث والليث فذكر آخر عن بكير عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! إني أجد قوةً على الصيام في السفر، قال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد النسائي حديث حمزة الأسلمي رضي الله عنه من طريق أخرى، وفيه أنه قال في سؤاله: (إني أجد قوةً على الصيام في السفر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)، فهو مثل ما تقدم، تخيير بين الصيام والإفطار فللمسافر أن يصوم، وله أن يفطر.
قوله: [الربيع بن سليمان].
الربيع بن سليمان، وهو يحتمل أن يكون المرادي، وأن يكون الجيزي، وكل منهما ثقة. فـالمرادي أخرج له أصحاب الكتب الستة، وأما الجيزي فأخرج له أصحاب السنن فقط، وكليهما يرويان عن ابن وهب.
[حدثنا ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني عمرو بن الحارث].
هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب.
[والليث].
هو الليث بن سعد، وقد مر ذكره، والذي روى عنهم عبد الله بن وهب، يعني عبد الله بن وهب ذكر ثلاثة أشخاص، والنسائي ذكر اثنين وترك الثالث، أشار إليه، فقال: فذكر آخر، يعني: أنه معهما في الإسناد يروي عنهما عبد الله بن وهب في هذا الإسناد شخص ثالث، وما سماه هنا، وهو عبد الله بن لهيعة، نعم. إنما قال: فذكر آخر، يعني محافظةً على أن الإسناد جاء فيه ذكر الثلاثة، فهو ما أراد أن يذكر اثنين ويترك الثالث دون أن يشير إليه، بل أشار إليه، وأبهمه دون أن يسميه، ومن المعلوم أن الإبهام هنا لا يؤثر؛ لأن الإسناد ما بني على شخص مبهم، بل هناك إمامان كبيران محدثان فقيهان وهما: عمرو بن الحارث المصري، والليث بن سعد المصري، وعبد الله بن لهيعة أيضاً مصري، وعبد الله بن وهب الذي روى عنه المصري.
[عن بكير].
هو بكير بن عبد الله بن الأشج، وهو أيضاً مصري.
[عن سليمان بن يسار عن حمزة].
وقد مر ذكرهما.

حديث: (إن شئت أن تصوم فصم وإن شئت أن تفطر فأفطر) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن بكر حدثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن حمزة بن عمرو رضي الله عنه أنه: (سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الصوم في السفر؟ قال: إن شئت أن تصوم فصم، وإن شئت أن تفطر فأفطر)].أورد النسائي حديث حمزة الأسلمي رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرني هارون بن عبد الله].
هو هارون بن عبد الله الحمال البغدادي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا محمد بن بكر].
صدوق يخطئ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس].
وقد مر ذكرهما.
[عن أبي سلمة].
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في الثالث كما أشرت إلى ذلك آنفاً.
[عن حمزة بن عمرو].
وقد مر ذكره.

حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق سابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمران بن بكار حدثنا أحمد بن خالد حدثنا محمد عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار، وحنظلة بن علي قال: حدثاني جميعاً عن حمزة بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: (كنت أسرد الصيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول الله! إني أسرد الصيام في السفر؟ فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].وهذا أيضاً حديث حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه، وفيه أنه في السؤال قال: (إني أسرد الصيام في السفر؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)، وهو يفيد بأنه يتطوع، وأنه يتنفل.
قوله: [أخبرنا عمران بن بكار].
ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا أحمد بن خالد].
صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا محمد].
هو محمد بن إسحاق المدني، وهو صدوق يدلس، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار].
وقد مر ذكرهما.
[عن حنظلة بن علي].
ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. ما خرج له البخاري في الصحيح ولا الترمذي.
[عن حمزة بن عمرو].
وقد مر ذكره.

حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي عن حمزة رضي الله عنه أنه قال: (قلت: يا نبي الله! إني رجل أسرد الصيام أفأصوم في السفر؟ قال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد حديث حمزة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم].
ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن عمه].
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي].
هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وهذا من رواية من روى عن أبيه عن جده؛ لأن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم يروي عن عمه عن جده، عمه أخو أبيه، فهو من رواية الأقارب بعضهم عن بعض، رواية رجل عن عمه، والعم يروي عن الجد.
[عن ابن إسحاق].
هو محمد الذي مر في الإسناد الذي قبل هذا، هناك ذكره باسمه، وهنا ذكره بنسبه، فـمحمد هو ابن إسحاق هذا؛ لأنه قال هنا: ابن إسحاق، ومحمد، وهناك قال: محمد وابن إسحاق، وقد مر ذكره.
[عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي عن حمزة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ...) من طريق تاسعة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عمران بن أبي أنس: أن سليمان بن يسار حدثه: أن أبا مراوح حدثه: أن حمزة بن عمرو رضي الله عنه حدثه: (أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رجلاً يصوم في السفر؟ فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد النسائي حديث حمزة الأسلمي من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعد عن عمه عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.
[عن ابن إسحاق].
وكذلك مر ذكره.
[حدثني عمران بن أبي أنس].
وقد مر ذكره أيضاً.
[عن سليمان بن يسار].
وقد مر ذكره.
[عن أبي مراوح].
هو أبو مراوح الغفاري، وهو ثقة، أخرج له البخاري، والنسائي، وابن ماجه.
[عن حمزة].
وقد مر ذكره.


ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:06 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(381)

- (باب ذكر الاختلاف على عروة في خبر الصيام في السفر) إلى (باب ذكر الاختلاف على أبي نضرة في خبر الصيام في السفر)

من رحمة الله سبحانه وتعالى أن رخص للصائم الإفطار في السفر، وقد كان الصحابة يسافرون منهم الصائم ومنهم المفطر، فلا يعيب أحدهم على الآخر.

ذكر الاختلاف على عروة في حديث حمزة في خبر الصيام في السفر


‏ شرح حديث: (... هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه) من طريق عاشرة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على عروة في حديث حمزة فيه. أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو وذكر آخر عن أبي الأسود عن عروة عن أبي مراوح عن حمزة بن عمرو رضي الله عنه أنه: (قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أجد فيّ قوةً على الصيام في السفر، فهل علي جناح؟ قال: هي رخصة من الله عز وجل، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه)].
أورد النسائي حديث حمزة الأسلمي؛ وهو أنه قال: [أجد في قوةً على الصيام في السفر، فهل علي جناح؟ قال: هي رخصة من الله عز وجل، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح].
ومن المعلوم أن مثل هذا الترخيص هو في الفرض، والنفل من باب أولى، أي: إذا كان الفرض قد رخص الله للإنسان أن يفطر فيه، فالنفل من باب أولى.

تراجم رجال إسناد حديث: (... هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه) من طريق عاشرة


قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان عن ابن وهب عن عمرو وذكر آخر].قد مر ذكر هؤلاء، والآخر الذي أشير إليه هنا مع عمرو هو: ابن لهيعة.
[عن أبي الأسود].
هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي الملقب يتيم عروة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب.
[عن عروة].
هو عروة بن الزبير بن العوام المدني ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي مراوح عن حمزة].
قد مر ذكرهما.


ذكر الاختلاف على هشام بن عروة في خبر الصيام في السفر



‏ حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق حادية عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على هشام بن عروة فيه.أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن بشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه (سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أصوم في السفر؟ قال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].
أورد النسائي حديث حمزة بن عمرو الأسلمي من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، أي: التخيير بين الصيام والإفطار في السفر.
قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المشهور أبوه بـابن علية؛ لأن إسماعيل بن إبراهيم مشهور بـابن علية نسبة إلى أمه، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن محمد بن بشر].
هو محمد بن بشر العبدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن هشام بن عروة].
هو هشام بن عروة بن الزبير، وهو ثقة، ربما وهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه عن حمزة بن عمرو].
قد مر ذكرهما.


حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق ثانية عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن الحسن اللاني بالكوفة، حدثنا عبد الرحيم الرازي عن هشام عن عروة عن عائشة عن حمزة بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: (يا رسول الله! إني رجل أصوم، أفأصوم في السفر؟ قال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد النسائي حديث حمزة من طريق أخرى، وهو مثل الذي تقدم.
قوله: [أخبرنا علي بن الحسن اللاني].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا عبد الرحيم الرازي].
هو عبد الرحيم بن سليمان الرازي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن هشام عن عروة].
قد مر ذكرهما.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، معروفة بكثرة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[عن حمزة].
قد مر ذكره.

حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق ثالثة عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة أخبرنا ابن القاسم حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن حمزة رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله! أصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد النسائي الحديث حديث حمزة من طريق عائشة رضي الله عنها، وهو صورته صورة المرسل؛ لأنه ما فيه رواية عنه، وإنما قالت: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم تحكي، ومن المعلوم أن مراسيل الصحابة حجة، ويأتي في بعض الروايات أنها تروي عنه، وفي بعضها أنها تخبر عن سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].
هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[أخبرنا ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[حدثنا مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة].
قد مر ذكرهم.

حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق رابعة عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني عمرو بن هشام حدثنا محمد بن سلمة عن ابن عجلان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن حمزة رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله! أصوم في السفر؟ فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد الحديث من طريق أخرى وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرني عمرو بن هشام].
هو عمرو بن هشام الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا محمد بن سلمة].
هو محمد بن سلمة الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو غير محمد بن سلمة الذي في الإسناد السابق؛ لأن هذا من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وأما ذاك من طبقة شيوخ النسائي، هذا يروي عنه بواسطة، وذاك يروي عنه مباشرة، فإذا جاء في الإسناد محمد بن سلمة يروي عنه النسائي بواسطة فهو هذا الحراني، وإذا جاء يروي عنه مباشرة فهو المصري المرادي.
[عن ابن عجلان].
هو محمد بن عجلان المدني، صدوق اختلط عليه أحاديث أبي هريرة، وقد أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، ومحمد بن عجلان ذكروا في ترجمته أن أمه حملت به ثلاث سنين.
[عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة].
قد مر ذكرهم.

حديث: (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) من طريق خامسة عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: (أن حمزة الأسلمي رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الصوم في السفر، وكان رجلاً يسرد الصيام؟ فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[أخبرنا عبدة بن سليمان].

هو عبدة بن سليمان الكلابي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة].
قد مر ذكرهم.


ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة في خبر الصيام في السفر


‏ شرح حديث: (كنا نسافر في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة فيه.أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا حماد عن سعيد الجريري عن أبي نضرة حدثنا أبو سعيد رضي الله عنه أنه قال: (كنا نسافر في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر، لا يعيب الصائم على المفطر، ولا يعيب المفطر على الصائم)].
أورد النسائي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصيام في السفر، وأنهم كانوا يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيهم الصائم وفيهم المفطر، فلا يعيب المفطر على الصائم صيامه، ولا الصائم على المفطر إفطاره، بل الأمر في ذلك واسع، من شاء أن يصوم صام، ومن شاء أن يفطر أفطر، كما جاء في حديث حمزة الأسلمي الذي مر: (إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)، قال: كنا نسافر، وجاء في الطرق التي بعدها ليس فيه مع النبي صلى الله عليه وسلم، والتي بعدها يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مثله لا شك، القيد الذي بعده هو لهذا أيضاً، كانوا يسافرون مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم الصائم والمفطر، فلا يعيب أحد على أحد، لا الصائم على المفطر، والمفطر على الصائم، وهو دال على الصيام في السفر، وعلى الإفطار في السفر، والترجمة التي عقدها النسائي هي: الصيام في السفر؛ لأنهم كانوا يسافرون مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيهم الصائم وفيهم المفطر.

تراجم رجال إسناد حديث: (كنا نسافر في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر ...)


قوله: [أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي].ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا حماد].
هو حماد بن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.


حديث: (كنا نسافر مع النبي فمنا الصائم ومنا المفطر ..) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا خالد وهو: ابن عبد الله الواسطي عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه قال: (كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمنا الصائم ومنا المفطر، ولا يعيب الصائم على المفطر، ولا يعيب المفطر على الصائم)].أورد النسائي حديث أبي سعيد من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا سعيد بن يعقوب الطالقاني].
ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا خالد وهو ابن عبد الله الواسطي].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وكلمة (هو ابن عبد الله الواسطي)، هذه الذي زادها هو من دون التلميذ النسائي أو من دون النسائي.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة عبد الرحمن بن عوف، وقد مر ذكره.
[عن أبي نضرة عن أبي سعيد].
قد مر ذكرهما.

يتبع


ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:07 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
حديث: (سافرنا مع رسول الله فصام بعضنا وأفطر بعضنا) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو بكر بن علي حدثنا القواريري حدثنا بشر بن منصور عن عاصم الأحول عن أبي نضرة عن جابر رضي الله عنه أنه قال: (سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فصام بعضنا وأفطر بعضنا)].أورد النسائي حديث جابر رضي الله عنه، وهو مثل ما جاء في حديث أبي سعيد: سافروا مع النبي صلى الله عليه وسلم فصام بعضهم، وأفطر بعضهم، والرسول أقرهم على ما هم عليه، وهذا دليل على أن الصيام سائغ، وأن الإفطار سائغ، وأن الإنسان له أن يصوم، وله أن يفطر، والأمر في ذلك واسع بحمد الله، لكن أيها أولى؟ فيه التفصيل الذي أشرت إليه من قبل.

تراجم رجال إسناد حديث: (سافرنا مع رسول الله فصام بعضنا وأفطر بعضنا) من طريق ثالثة

قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي].هو أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا القواريري].
هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا بشر بن منصور].
هو بشر بن منصور السليمي، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن عاصم الأحول].
هو عاصم بن سليمان الأحول، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي نضرة].
قد مر ذكره.
[عن جابر].
هو ابن عبد الله الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حديث: (فيصوم الصائم ويفطر المفطر ...) من طريق رابعة تراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أيوب بن محمد حدثنا مروان حدثنا عاصم عن أبي نضرة المنذر عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم أنهما: (سافرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيصوم الصائم ويفطر المفطر، ولا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم)].أورد النسائي حديث أبي سعيد، وجابر معاً، وأنهما كانا يسافران مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم الصائم والمفطر، ولا يعيب المفطر على الصائم، ولا الصائم على المفطر.
قوله: [أخبرنا أيوب بن محمد].
هو أيوب بن محمد الوزان، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا مروان].
هو ابن معاوية الفزاري، وهو ثقة، يدلس أسماء الشيوخ، والتدليس هو تدليس إسناد وتدليس أسماء الشيوخ، والمراد بتدليس أسماء الشيوخ أنه يذكر الشيخ بغير ما يشتهر به، يعني ينسبه إلى جد أو يأتي بكنيته مع نسبته، فيحتاج البحث عنه إلى جهد، فهذا يسمى تدليس الشيوخ، ومروان بن معاوية الفزاري معروف بهذا التدليس، الذي هو تدليس أسماء الشيوخ، وهو غير تدليس الإسناد الذي يروي عن شيخه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم السماع، بل هذا يذكر شيخه بغير ما اشتهر به، بأن يقول: ابن أبي فلان يذكر كنية أبيه، أو ينسبه إلى جده، أو يأتي بكنيته مع نسبته إلى جده، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عاصم عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر].
قد مر ذكرهم.


الأسئلة



منهجية التخريج عند اتفاق المعنى في الحديث واختلاف الألفاظ


السؤال: أورد النسائي حديث حمزة بن عمرو رضي الله عنه بعدة ألفاظ، ثم إن المحقق عزا كل الألفاظ إلى تخريج واحد، مع أن في بعض الألفاظ اختلافاً عن بعض.

الجواب: أي نعم، الألفاظ طبعاً تختلف؛ لأن الصحابي واحد، والحديث يعتبر واحداً بالصحابي، وكما هو معلوم قد يكون الحديث مطولاً، وقد يكون مختصراً، لكن قوله: (تقدم)، معناه أنه ذكر من خرجه، لكن لا شك أن الألفاظ تختلف، وفيه الذي فيه اختصار، وفيه الذي فيه طول، وهذا هو شأن التخريج؛ يعني ما هي القضية أنه لا بد أن تكون الألفاظ متفقة، بل إذا قيل: (متفق عليه)، لا يعني أن الألفاظ متساوية، بل الألفاظ مختلفة ولو كان متفق عليه، لكن المعنى ثابت ومتفق عليه، ولهذا عندما يقول: متفق عليه واللفظ لفلان، يأتي أحياناً متفق عليه واللفظ للبخاري، متفق عليه واللفظ لـمسلم، معناه أن الألفاظ تختلف، ليس معناه أنها لازم تتفق، مع قوله: متفق عليه يقول: اللفظ لفلان، معناه الثاني الذي ما ذكر،
ليس هذا لفظه، وإنما هو متفق معه في المعنى، وفيه اختلاف في الألفاظ، وكذلك الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي لما جمع الأحاديث المتفق عليها، من المعلوم أن مسلماً يورد الحديث في مكان واحد، فيرده أولاً كاملاً، ثم بعد ذلك يحيل عليه، والطرق كلها تأتي في مكان واحد، أما البخاري فيأتي بالحديث في مواضع يستدل به على تراجم، ثم في كل موضع فيه زيادة وفيه نقصان، الحديث متفق عليه، لكن لا يعني (متفق عليه) أن الألفاظ متساوية عند البخاري وعند مسلم، بل عند البخاري نفسه في مواضع غير مختلفة، وليست على حد سواء، ولهذا لما جمع الأحاديث المتفق عليها في كتابه: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، أتى بلفظ البخاري الذي هو أقرب إلى لفظ مسلم، وأتى به على ترتيب مسلم، فالكتاب على ترتيب مسلم، وليس على ترتيب البخاري، لكنه يثبت لفظ البخاري من المواضع المتعددة الذي يتفق مع لفظ مسلم، أو الذي يتفق أو هو أقرب ما يكون إلى لفظ مسلم، ليس بلازم أن يكون متفقاً، فقضية الاتفاق هذا ليس بوارد، بل الاختلاف موجود، بل نفس المحدث الواحد يكون عنده من طرق وتختلف الألفاظ، فضلاً عن المخرجين المتعددين.


كيفية أخذ الحقوق المستحقة للعمال

السؤال: جئت عاملاً إلى هذا البلد ولم آخذ حقي، فهل لي أن آخذ الحق بالمعروف حتى آكل وأعيش، أو أنتظر إلى أن يعطيني حقي؟

الجواب: الواجب على المستأجرين أن يؤدوا الحقوق إلى من استأجروه من العمال، والإنسان إذا لم يعط حقه، فإنه يتقدم إلى الجهات المسئولة للمطالبة بحقه.

الاقتراض من البنك الربوي للحاجة إلى الزواج

السؤال: هل لي أن أقترض من البنك الربوي حتى أتزوج، علماً بأنني بحاجة إلى الزواج؟

الجواب: من المعلوم أن البنك الربوي لا يقرض إلا بالفائدة المحرمة، والربا لا يجوز، فلا يجوز للإنسان أن يقدم عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه)، فكل من له عون عليه فإنه آثم، فلا يجوز للإنسان أن يقترض، لا من بنك ربوي ولا غيره، ما دام أن فيه فائدة محرمة.


بيان معنى سرد الصيام في حديث حمزة

السؤال: هل في حديث حمزة دليل على جواز السرد؟ وما هو السرد المذكور في الحديث؟

الجواب: السرد: هو المتابعة، أي: كون الإنسان يتابع، يعني يكثر من الصيام، لكن لا يعني ذلك أنه يصوم الدهر؛ لأن الإنسان لا يجوز له أن يصوم الدهر، لكن له أن يواصل الصيام ويتابعه ويكثر منه.

تقييم كلام ابن كثير في عدم تأثر الرواية بجهالة كبار التابعين


السؤال: ذكر ابن كثير حديثاً في سنده مولى تابعي كبير لـابن عباس، وقال: لا تضر جهالة كبار التابعين، فهل هذا القول مسلم؟

الجواب: هذا القول ليس بمسلم؛ لأن المجهول مجهول، سواءً كان من كبار التابعين، أو ليس من كبار التابعين؛ لأن الجهالة التي لا تؤثر هي جهالة الصحابة فقط، وأما في غيرهم فإنها تؤثر؛ ولهذا قال الخطيب في الكفاية: أنه ما من راو من رواة الحديث إلا ويسأل عنه إلا الصحابة، فإن المجهول فيهم في حكم المعلوم، فالجهالة فيهم لا تؤثر، وأما الجهالة في غير الصحابة فهي مؤثرة، لكن لعل ابن كثير يقصد أن له طرقاً، وأنه يتقوى بها، وإلا لو كان ما جاء إلا من طريق واحدة، وفيها شخص مجهول، فإن الجهالة تضر وتؤثر، إلا في الصحابة، فإنها لا تؤثر فيهم.

مدى صحة حديث في سنده صدوق يخطئ

السؤال: إذا جاء حديث في سنده رجل يقال فيه: صدوق يخطئ، فهل هذا الحديث ضعيف؟

الجواب: لا يكون ضعيفاً، بل يعني إذا كان هذا الذي يخطئ أخطاؤه محدودة ومحصورة، والحديث ليس منها؛ لأن بعض الذين يوصفون بالخطأ، تحصر أحاديثهم الذي أخطأوا فيها، فيقولون: أخطأ في كذا وفي كذا، يعدونها، فإذا كان الحديث ليس من هذه الأشياء المحصورة، فيكون مثل غيره ممن لا يخطئ.

سبب إطلاق الإرسال على حديث حمزة

السؤال: كيف قلنا: إن حديث حمزة الثاني بأنه مرسل، مع أنه أسنده للنبي صلى الله عليه وسلم؟ ومن المعلوم أن المرسل هو رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الجواب: هناك مرسل صحابي ومرسل تابعي، الصحابي إذا أضاف شيئاً هو يرويه بالمباشرة، مثل: ما جاء عن عائشة كانت تروي عن حمزة، ثم بعد ذلك بعض الروايات قالت: أنه كذا وكذا، فهذا صورة المرسل، لكن يمكن ألا يكون مرسلاً، وأن يكون قد حضرت السؤال، فهي تروي وهو أيضاً يروي، لكن يبعد أنها حضرت السؤال ثم تروي عنه؛ لأنه تسند ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت قد حضرت السؤال، وأما إذا كانت روت عن حمزة فهي قد ترسل، وإرسال الصحابي لا يؤثر.


معنى قول: أخرجه البخاري في جزء القراءة


السؤال: ما معنى أخرجه البخاري في القراءة؟
الجواب: البخاري له كتاب يقال له: جزء القراءة خلف الإمام، أي: جزء من الأجزاء الحديثية جمع فيه البخاري الأحاديث المتعلقة بقراءة المأموم وراء الإمام، هذا هو المقصود بجزء القراءة.


معنى قول: أخرجه أصحاب الكتب الستة


السؤال: ما معنى قولكم: أخرج له أصحاب الكتب الستة؟ هل يعني حديثاً بعينه، أم أنه من رجالهم؟

الجواب: لا، يعني: هو من رجالهم، إذا قيل: أخرج له، معناه أنه موجود في هذه الكتب، لكن ليس معناه أنه يكون في كل حديث بعينه، يكونون موجودين فيه، لا.


درجة صحة حديث دعاء السوق

السؤال: ما صحة حديث دعاء السوق؟

الجواب: دعاء السوق صححه بعض أهل العلم، وتكلم فيه بعضهم.


مدى ثبوت حديث في فتح أزارير الصدر

السؤال: هل هناك حديث صحيح ورد في فتح أزارير الصدر؟

الجواب: نعم، ورد فيه حديث، لكن ليس المقصود منه أنه يسن للإنسان أن يفتح أزاريره، وتكون أزاريره مفتوحة دائماً وأبداً، وإلا لماذا تصنع الأزارير؟ ولماذا توضع الأزارير ما دام أنها لا تزر، وإنما الذي ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يحدث بحديث معين، في تلك الحال كان الإزار مفتوحاً.


ما يجب على الكافر إذا أسلم والمجنون إذا أفاق أثناء نهار رمضان

السؤال: أحسن الله إليك، هل يلحق بالحائض والمسافر الكافر إذا أسلم والمجنون إذا أفاق، والصبي إذا بلغ؟

الجواب: لا شك، كل هؤلاء يلحقون، كل من وجب عليه الصيام، فإن عليه أن يمسك بقية اليوم.


ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:08 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(382)

- (باب الرخصة للمسافر أن يصوم بعضاً ويفطر بعضاً) إلى (باب وضع الصيام عن الحائض)

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص بالإفطار في رمضان لأصناف متعددة ممن وجب عليهم، منهم: المسافر وهو مخير بين الصيام والإفطار أو صوم بعض وإفطار بعض، وهو بحسب الحال، ومنهم: المرضع والحامل فلهما الإفطار إن كانت هناك حاجة، وهناك صنف يلزمهم الإفطار كالحائض، وكل هؤلاء يجب عليهم القضاء في وقت آخر.
الرخصة للمسافر أن يصوم بعضاً ويفطر بعضاً

شرح حديث: (خرج رسول الله عام الفتح صائماً في رمضان حتى إذا كان بالكديد أفطر)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الرخصة للمسافر أن يصوم بعضاً ويفطر بعضاً.أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفتح صائماً في رمضان، حتى إذا كان بالكديد أفطر)].
أورد النسائي باب وهو: الرخصة في أن يصوم بعضاً ويفطر بعضاً، فبعدما ذكر الإفطار، وذكر الصيام، وأن للإنسان أن يصوم مطلقاً، وله أن يفطر مطلقاً، ذكر هذه الترجمة وهي أن له أن يصوم ويفطر، أي: له أن يجمع بين هذا وهذا، أي أن له أن يفطر الشهر كله ما دام مسافراً، وله أن يصوم الشهر كله ما دام مسافراً، وله أن يفطر بعضه ويصوم بعضه.
وأورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنها، (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح صائماً).
أي: أنه خرج عام الفتح صائماً في رمضان، ولما كانوا في الكديد، وهو موضع قريب من عسفان أو قريباً من قديد، قالوا: إنه بين عسفان وقديد.
أفطر واستمر مفطراً حتى دخل مكة، وفيه الدلالة على الترجمة؛ لأنه صام وأفطر، أي صام بعض الشهر، وأفطر بعضه، وللإنسان أن يفطر الشهر كله ما دام مسافراً، وله أن يصومه كله، وله أن يصوم بعضه ويفطر بعضه، والحديث دال على ما ترجم له المصنف.

تراجم رجال إسناد حديث: (خرج رسول الله عام الفتح صائماً في رمضان حتى إذا كان بالكديد أفطر)

قوله: [أخبرنا قتيبة].قتيبة، وقد مر ذكره.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن عيينة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، ويروي عن الزهري، والمعروف بالرواية عن الزهري هو: ابن عيينة وليس الثوري، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ينسب إلى جده شهاب، وينسب إلى جده زهرة بن كلاب، وهو ثقة فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عبيد الله بن عبد الله].
هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


الرخصة في الإفطار لمن حضر شهر رمضان فصام ثم سافر

شرح حديث: (صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [الرخصة في الإفطار لمن حضر شهر رمضان فصام ثم سافر.أخبرنا محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مفضل عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (سافر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فشرب نهاراً ليراه الناس، ثم أفطر حتى دخل مكة فافتتح مكة في رمضان، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السفر وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر)].
أورد النسائي رحمه الله ترجمة: الرخصة في الإفطار لمن حضر شهر رمضان فصام ثم سافر.
وهذه الرخصة له بأن يفطر إذا دخل عليه الشهر وصام ثم خرج، بل له أن يفطر في أثناء النهار؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعد العصر نهاراً حيث يراه الناس، ثم استمر مفطراً حتى وصل مكة عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك عام الفتح؛ ولهذا قال ابن عباس: الرسول صلى الله عليه وسلم صام، وأفطر، فمن شاء أن يصوم صام، ومن شاء أن يفطر أفطر، اقتداءً برسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].وقد مر ذكره.
[حدثنا يحيى بن آدم].
هو يحيى بن آدم الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا مفضل].
هو ابن مهلهل السعدي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه.
[عن منصور].
هو ابن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن مجاهد].
هو مجاهد بن جبر المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن طاوس].
هو طاوس بن كيسان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
ابن عباس، وقد مر ذكره.


وضع الصيام عن الحبلى والمرضع


شرح حديث: (... وضع للمسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [وضع الصيام عن الحبلى والمرضع.أخبرنا عمرو بن منصور حدثنا مسلم بن إبراهيم عن وهيب بن خالد حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه رجل منهم: (أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة وهو يتغدى، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلم إلى الغداء، فقال: إني صائم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل وضع للمسافر الصوم، وشطر الصلاة، وعن الحبلى، والمرضع)].
يقول النسائي رحمه الله: وضع الصيام عن الحبلى والمرضع. سبق أن مر الحديث الذي أورده النسائي هنا فيما يتعلق بوضع الصيام عن المسافر، وهنا أورده بالاستدلال به على وضع الصيام عن الحبلى والمرضع.
وقد عرفنا أن الوضع المراد به هو: عدم الإلزام به في الوقت، وليس المقصود أنه يوضع إلى غير بدل، وأنه لا يؤتى به، بل يوضع عنها في الوقت الذي تكون بحاجة إلى وضعه، فهي غير ملزمة، ولكن عليها القضاء، فهو وضع إلى بدل، وقد سبق أن المسافر أيضاً يوضع عنه نصف الصلاة، أي: الرباعية، فهو وضع إلى غير بدل.
وأما بالنسبة للحامل والمرضع فالذي يتعلق بهما ويخصهما هو الصيام، فإنه يوضع عنهما، وأما نصف الصلاة فلا توضع عن الحامل والمرضع؛ لأن وضع الصيام عنهما من أجل مراعاة مصلحتهما أو مصلحة الجنين الذي في البطن، والذي هو بحاجة إلى تغذية، وكذلك الطفل الذي يرضع، وهو بحاجة إلى تغذية، وغذاؤه من غذاء أمه، فإذا تغذت، وأكلت حصل لجنينها التغذي تبعاً لها، أما بالنسبة للصلاة فإنه لا علاقة لهما -أي: الحامل والمرضع- بالوضع؛ لأن الوضع إنما هو للمسافر الذي وضع عنه الصيام، وشطر الصلاة، وأما الحامل والمرضع، فالوضع خاص بالصيام، وهو وضع إلى بدل، وأما الصلاة فإنها لا توضع إلا عن المسافر، وأما الحامل والمرضع وغيرهما فلا، بل من هو أشد، وأعظم حاجةً منهما، وهو المريض الذي أتاه المرض، فإنه لا تقصر الصلاة في حقه، ولا يجوز له أن يقصرها، فالمريض الذي أنهكه المرض يصلي أربعاً، ولا يصلي اثنتين.
فإذاً الحامل والمرضع من باب أولى ألا يكون لها، فالوضع الذي يتعلق بهما، والذي هو خاص بهما هو وضع الصيام، وأما الصلاة فلا علاقة للوضع فيها؛ لأنه كما ذكرت المريض الذي أنهكه المرض، وأتعبه المرض، يصلي أربعاً، وعلى هذا فإن هذه الشريعة جاءت بالتخفيف والتيسير، وأن الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو خافتا على ولديهما، فإن لهما أن يفطرا، ولكن عليهما أن يقضيا.


تراجم رجال إسناد حديث: (... وضع للمسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع)


قوله: [أخبرنا عمرو بن منصور].هو عمرو بن منصور النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا مسلم بن إبراهيم].
هو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن وهيب بن خالد].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري].
ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبيه].
سوادة بن حنظلة القشيري، وهو صدوق، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن أنس بن مالك رجل منهم].
أي: رجل من بني قشير، فالكعبي رجل من بني قشير، وليس أنس بن مالك الأنصاري خادم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد مر بنا ذكر هذا الحديث من طرق عديدة عن أنس بن مالك القشيري الكعبي، وليس له إلا هذا الحديث الواحد، أما أنس بن مالك الأنصاري خادم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فله الكثير من الحديث، بل هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


تأويل قول الله عز وجل: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)

شرح حديث سلمة بن الأكوع: (لما نزلت هذه الآية: (وعلى الذين يطيقونه فدية ..) كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [تأويل قول الله عز وجل: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184].أخبرنا قتيبة أخبرنا بكر وهو ابن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال: (لما نزلت هذه الآية: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها)].
أورد النسائي [تأويل قول الله عز وجل: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]]. المقصود بالتأويل هو التفسير، أي المراد بذلك؟ وقد جاء تحت هذه الترجمة حديثان: أحدهما عن سلمة بن الأكوع، والثاني عن ابن عباس، وكل منهما يشتمل على تأويل هذه الآية وتفسيرها، أما الذي جاء في حديث سلمة بن الأكوع فهو أن الصوم لما فرض، فرضه الله عز وجل، وخير فيه بين الصيام، وبين الإفطار والفدية والإطعام الذي هو إطعام مسكين عن كل يوم؛ لأنه لما فرض لم يفرض إلزاماً لكل أحد، بحيث يكون الإنسان عليه أن يصوم الشهر، بل خير الناس بين أن يصوموا، وبين أن يفطروا أو يعطوا فدية عن كل يوم إطعام مسكين، https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، يعني إذا أتى بشيء زائد على اللازم فهو خير له، ولكنهم رغبوا في الصيام، مع كونهم مخيرين رغبوا في الصيام، قال: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، هم مخيرون بين الصوم والإفطار، ولكن الإفطار معه فدية، ولكن صيامهم أولى، وهو خير لهم، يعني: خير من الإفطار والإطعام، وعلى هذا فإن هذه الآية التي هي الأولى منسوخة بالآية التي بعدها، https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، أي: الذين يطيقونه ولا يريدون أن يصوموا عليهم أن يأتوا بفدية، ثم نسختها الآية التي بعدها، وهي: الإلزام بالصيام، https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:185]، ليس هناك تخيير، التخيير كان أولاً، ثم نسخ بالإلزام بالشهر، وأنه لا تخيير بين صيام وفدية، وليس هناك إلا الصيام؛ ولهذا قال: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، يعني: عدة الأيام التي أفطرتم (من أيام أخر)، سواءً أفطرتم الشهر كله أو بعضه.
وقوله: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184] يدل على أن الإنسان يقضي بعدد الشهر، فلو كان الشهر تسعاً وعشرين، والناس صاموا تسعةً وعشرين، فهو لا يصوم عند القضاء إلا تسعة وعشرين، وإذا كان الشهر ثلاثين يصوم ثلاثين؛ لأن الله تعالى يقول: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، يعني: عدة الأيام التي أفطرتم ورخص لكم في الإفطار بها عليكم أن تقضوها، سواءً أفطروا الشهر كله أو بعضه، من أفطر شيئاً من رمضان أو كله فعليه القضاء عدة أيام الصيام، ولو كان الشهر تسعةً وعشرين ولم يكن ثلاثين، الذي يقضي يقضي تسعة وعشرين ولا يقضي ثلاثين؛ لأن القضاء يماثل الأداء، والأداء هو تسعة وعشرين، فالقضاء تسعة وعشرون، لا يصوم الإنسان ثلاثين والناس قد صاموا تسعةً وعشرين، https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184].
إذاً: الآية الثانية نسخت الآية الأولى، الآية الأولى التي فيها التخيير بين الصيام، وبين الإفطار مع الفدية، وقد رغبوا في الصيام، وأنه أولى لهم من الإفطار، نسخت بالآية التي بعدها وهي قوله: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، ما فيه إلا الصيام، ومن أفطر فعليه العدة، ومن أفطر لمرض أو سفر أو أمر يقتضي ذلك، فعليه عدة ما أفطره من أيام أخر يقضيها قضاءً على نحو الأداء، العدد الذي أفطره يجب عليه أن يقضيه، هذا هو مقتضى حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، الذي فسرت الآية بأنه كان تخييراً في أول الأمر بين الصيام والإفطار مع الفدية.


تراجم رجال إسناد حديث سلمة بن الأكوع: (لما نزلت هذه الآية: (وعلى الذين يطيقونه فدية..) كان من أراد أن يفطر ويفتدي ...)


قوله: [أخبرنا قتيبة].هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا بكر وهو ابن مضر].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة هو: ابن مضر الذي زادها من دون قتيبة، النسائي أو من دون النسائي.
أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن عمرو بن الحارث].
هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن بكير].
هو بكير بن عبد الله بن الأشج المصري أيضاً، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع].
هو يزيد بن أبي عبيد، وهو مولى سلمة بن الأكوع، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سلمة].
هو سلمة بن عمرو بن الأكوع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

يتبع


ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:08 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح حديث: (في قوله عز وجل: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) ...) من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم حدثنا يزيد أخبرنا ورقاء عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: (في قوله عز وجل: https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، يطيقونه: يكلفونه، فدية: طعام مسكين واحد، https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، أي زاد طعام مسكين آخر https://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ https://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184]، لا يرخص في هذا إلا للذي لا يطيق الصيام، أو مريضٌ لا يشفى)].أورد النسائي الأثر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في تفسير هذه الآية، وأن الآية ليست بمنسوخة، بل هي باقية، ولكن المراد بها الذي لا يطيق الصيام لكبره، وهرمه، أو لمرضه الذي لا يرجى برؤه، فإما هذين عليهما الفدية، وهما لا يستطيعان أن يقضيا؛ لأنه لا قضاء عليهما لعدم استطاعتهما، وهما لا يستطيعان في الصيام الأداء ولا يستطيعان القضاء، إما لهرم وكبر وعدم قدرة دائمة، أو مرض لا يرجى برؤه، فإن الحكم في هذين أنهما يفطران ويفديان، وهذا هو اللازم والواجب، وإذا حصل زيادة تطوع فأطعم عن كل يوم أكثر من مسكين فذلك خير، ولكن الذي يلزم ويتعين هو إطعام مسكين لكل يوم.
وقوله: (يطيقونه) معناه: يكلفونه، يعني: يشق عليهم، ولا يقدرون عليه إما لهرم وتقدم سن، أو مرض دائم مستمر لا يرجى برؤه، فهؤلاء الفرض في حقهم هو الفدية عن كل يوم مسكيناً، وهذا التفسير على أساس أن الآية على غير التفسير الذي مر، وكل منهما صحيح، فالأول الذي جاء في حديث سلمة كان هذا في أول الأمر، وابن عباس فسر ذلك بهذا التفسير في حق هذين الصنفين من الناس، وهما المريض الذي لا يرجى برؤه من المرض، والذي لا يستطيع لهرمه أو كبره، فإن هذا عليه الفدية؛ لأنه لا يستطيع الأداء، ولا يستطيع القضاء، بل هو عاجز باستمرار غير قادر على الصيام؛ لأن الذي يقدر من يكون معذوراً لمرض يرجى برؤه، أو مسافراً فهذا يفطر، ولكن يقضي عدة من أيام آخر، أما الذي لا يستطيع أن يصوم القضاء، فلا يستطيع الأداء، ولا يستطيع القضاء، هذا يكون عليه الفدية.

تراجم رجال إسناد حديث: (في قوله عز وجل: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) ...) من طريق أخرى


قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].المشهور أبوه بـابن علية، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أبوه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم مشهور بنسبته إلى أمه علية، يقال له: ابن علية، ومحمد بن إسماعيل هذا ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا يزيد].
هو يزيد بن هارون، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[أخبرنا ورقاء].
هو ورقاء بن عمر اليشكري، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء بن أبي رباح].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.


وضع الصيام عن الحائض

شرح حديث عائشة: (... كنا نحيض على عهد رسول الله ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصوم ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [وضع الصيام عن الحائض.أخبرنا علي بن حجر أخبرنا علي يعني: ابن مسهر عن سعيد عن قتادة عن معاذة العدوية: (أن امرأةً سألت عائشة رضي الله عنها: أتقضي الحائض الصلاة إذا طهرت؟ قالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم نطهر، فيأمرنا بقضاء الصوم، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: وضع الصيام عن الحائض، أي: عدم الإلزام به وأنه لا يجوز فعله في حال الحيض، هو وضع عنها، ولا يجوز لها أداؤه ولو كانت قادرةً عليه، بل يجب عليها الإفطار، ولا يجوز لها أن تصوم في حال حيضها، وقد وضع عنها، أي: وضع عنها الإتيان به في الوقت، بل ألزمت بعدم الإتيان به في الوقت، ولكن عليها القضاء، وعليها أن تقضي إذا طهرت، وفي حال الحيض لا صيام ولا صلاة، والصلاة إلى غير بدل، والصيام إلى بدل.
والحكمة في التفريق بين الصيام، والصلاة؛ لأن الصيام إلى بدل، والصلاة إلى غير بدل، أن الصلاة تتكرر في اليوم، والليلة خمس مرات، والصيام لا يأتي في السنة إلا شهراً واحداً، فالله عز وجل أوجب على الحائض ألا تصوم ولا تصلي، ولكنها تقضي الصوم في أيام أخر؛ وذلك لأنه لا يأتي في السنة إلا مرةً واحدة ولا يتكرر، والصلاة لكونها تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والله تعالى أسقطها إلى غير بدل، لا تقضي المرأة الصلاة، ولكنها تقضي الصيام، ثم أيضاً الصلاة تكون صلوات كثيرة، مع كونها تتكرر هي كثيرة تتجمع عليها أيام، وكل يوم فيه خمس مرات، فجاءت الشريعة بعدم الإتيان بالصلاة، وعدم الإتيان بالصوم في حال الحيض، ولكن الصلاة تسقط إلى غير بدل، والصوم يوضع ولكن إلى بدل، وهو القضاء.
وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وقد سألتها معاذة العدوية، وهنا جاء في السؤال عن معاذة: أن امرأةً سألت عائشة، وهي السائلة كما جاء في بعض الروايات الصحيحة، قالت معاذة لـعائشة: (ما بال الحائض تقضي، الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: أحرورية أنت؟)، فقولها: أن امرأةً سألتها هي المرأة ولكنها أبهمت نفسها، ويأتي في بعض الأحاديث أن الرجل يبهم نفسه، أو المرأة تبهم نفسها كما هنا، والواقع هي امرأة، وهي صادقة في قولها: امرأة سألت عائشة هي امرأة، أو يقول الرجل بدل ما يقول: سألت أو يقول: إن رجلاً سأله وهو رجل سأل وكلامه صحيح، فهو يبهم نفسه، والمرأة تبهم نفسها أحياناً، وهذا مثال من إبهام المرأة نفسها، يعني: بدل ما تقول: قلت، قالت: أن امرأة سألت عائشة، فهذا إبهام الراوي نفسه، أو إبهام السائل نفسه، فسألتها عن قضاء الحائض الصوم؟ قالت: (أحرورية أنت؟)، والمقصود بالحرورية نسبة إلى حروراء وهو بلد كان فيه الخوارج الذين اجتمعوا في ذلك المكان، وكان عندهم تشدد وتنطع، فهي لما قالت هذه المقالة، قالت لها: (أحرورية أنت؟)، يعني: الشيء الذي هم عليه.
والذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر النساء بقضاء الصوم، ولا تؤمر بقضاء الصلاة، والعبرة هو اتباع ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وفي بعض الروايات: (ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟)، ما بالها؟ فالجواب هو: أننا نؤمر بكذا، والواجب هو الاتباع، والتقيد بما جاءت به الشريعة، سواءً عرفت الحكمة أو لم تعرف، لكن إذا بحث عن الحكمة وعرفت، يكون ذلك زيادة إيمان وبصيرة، وإن لم تعرف الحكمة، فإن الواجب هو التمسك بالسنة والأخذ بها، ولو لم تعرف الحكمة، بل الواجب هو العمل بالنص، ولو لم تعرف الحكمة، ولهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لما جاء وقبل الحجر الأسود، قال: (أما إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك). فهو يقبل اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولو لم يقبل النبي عليه الصلاة والسلام ما قبله. ونحن نقبل اتباعاً، ولو لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم لم يحصل منا التقبيل للحجر الأسود.

تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (... كنا نحيض على عهد رسول الله ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصوم ...)


قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[أخبرنا علي يعني ابن مسهر].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة (يعني) هذه مثل كلمة (هو) التي يزيدها من دون التلميذ، يأتي بكلام يوضح، ويأتي بكلمة (هو) أو بكلمة (يعني)، كلمة (هو) مثل الذي مر هو ابن مضر في الإسناد السابق، وهنا أتى بكلمة (يعني) بدل (هو)، وكلمة (يعني) هذه فعل مضارع لها قائل، ولها فاعل، ففاعلها ضمير مستتر يرجع إلى التلميذ، وهو علي بن حجر، وقائلها هو من دون التلميذ، النسائي أو من دون النسائي، فالذي قال كلمة يعني هو من دون التلميذ، من دون علي بن حجر، النسائي أو من دون النسائي، والفاعل في كلمة (يعني) وهي فعل مضارع ضميره مستتر يرجع إلى التلميذ الذي هو علي بن حجر، يعني: أن النسائي ومن دونه قال: يعني تلميذ علي بن مسهر، وهو علي بن حجر، أنه يعني ابن مسهر؛ لأنه قال: علي فقط، وهو، أي: التلميذ، يعني ابن مسهر، إذاً: كلمة يعني فعل مضارع له قائل، وله فاعل، فقائله من دون التلميذ، وفاعله ضمير يرجع إلى التلميذ.
[عن سعيد].
هو ابن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. عن..
[معاذة].
هي معاذة العدوية، وهي ثقة، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
هي أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها، التي حفظت الكثير من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا سيما ما يتعلق بأمور البيت، وما يقع بين الرجل وأهله، فإنها حفظت الشيء الكثير من السنة، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ستة رجال، وامرأةً واحدة، الستة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، هؤلاء ستة رجال، والمرأة الواحدة هي عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

شرح حديث عائشة: (إن كان ليكون عليّ الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا يحيى بن سعيد سمعت أبا سلمة يحدث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن كان ليكون عليّ الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان)].أورد النسائي هذا الحديث الذي فيه أن المرأة تقضي الصيام، قالت: (إن كان يكون عليّ القضاء من رمضان فما أقضيه حتى يجيء). فما أقضيه حتى يأتي شعبان، لمكانها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه الدلالة على الترجمة، أي: كون المرأة لا تصوم في حال حيضها، ولكنها تقضي، فيكون عليها القضاء من رمضان، فما تقضيه إلا في شعبان.

تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (إن كان ليكون عليّ الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت أبا سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وقد عرفنا مراراً وتكراراً أن السابع من الفقهاء السبعة فيه ثلاثة أقوال، قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف والذي هو هذا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن عائشة رضي الله عنها].
وقد مر ذكرها.
سبق أن مر بنا الحديث وذكرنا أنه لعل ذلك كان قبل أن يشرع، يعني: تلك الأيام التي شرع صيامها، كصيام ست من شوال.
[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء بن أبي رباح].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

وضع الصيام عن الحائض

شرح حديث عائشة: (... كنا نحيض على عهد رسول الله ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصوم ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وضع الصيام عن الحائض.أخبرنا علي بن حجر أخبرنا علي يعني: ابن مسهر عن سعيد عن قتادة عن معاذة العدوية: (أن امرأةً سألت عائشة رضي الله عنها: أتقضي الحائض الصلاة إذا طهرت؟ قالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم نطهر، فيأمرنا بقضاء الصوم، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: وضع الصيام عن الحائض، أي: عدم الإلزام به وأنه لا يجوز فعله في حال الحيض، هو وضع عنها، ولا يجوز لها أداؤه ولو كانت قادرةً عليه، بل يجب عليها الإفطار، ولا يجوز لها أن تصوم في حال حيضها، وقد وضع عنها، أي: وضع عنها الإتيان به في الوقت، بل ألزمت بعدم الإتيان به في الوقت، ولكن عليها القضاء، وعليها أن تقضي إذا طهرت، وفي حال الحيض لا صيام ولا صلاة، والصلاة إلى غير بدل، والصيام إلى بدل.
والحكمة في التفريق بين الصيام، والصلاة؛ لأن الصيام إلى بدل، والصلاة إلى غير بدل، أن الصلاة تتكرر في اليوم، والليلة خمس مرات، والصيام لا يأتي في السنة إلا شهراً واحداً، فالله عز وجل أوجب على الحائض ألا تصوم ولا تصلي، ولكنها تقضي الصوم في أيام أخر؛ وذلك لأنه لا يأتي في السنة إلا مرةً واحدة ولا يتكرر، والصلاة لكونها تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والله تعالى أسقطها إلى غير بدل، لا تقضي المرأة الصلاة، ولكنها تقضي الصيام، ثم أيضاً الصلاة تكون صلوات كثيرة، مع كونها تتكرر هي كثيرة تتجمع عليها أيام، وكل يوم فيه خمس مرات، فجاءت الشريعة بعدم الإتيان بالصلاة، وعدم الإتيان بالصوم في حال الحيض، ولكن الصلاة تسقط إلى غير بدل، والصوم يوضع ولكن إلى بدل، وهو القضاء.
وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وقد سألتها معاذة العدوية، وهنا جاء في السؤال عن معاذة: أن امرأةً سألت عائشة، وهي السائلة كما جاء في بعض الروايات الصحيحة، قالت معاذة لـعائشة: (ما بال الحائض تقضي، الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: أحرورية أنت؟)، فقولها: أن امرأةً سألتها هي المرأة ولكنها أبهمت نفسها، ويأتي في بعض الأحاديث أن الرجل يبهم نفسه، أو المرأة تبهم نفسها كما هنا، والواقع هي امرأة، وهي صادقة في قولها: امرأة سألت عائشة هي امرأة، أو يقول الرجل بدل ما يقول: سألت أو يقول: إن رجلاً سأله وهو رجل سأل وكلامه صحيح، فهو يبهم نفسه، والمرأة تبهم نفسها أحياناً، وهذا مثال من إبهام المرأة نفسها، يعني: بدل ما تقول: قلت، قالت: أن امرأة سألت عائشة، فهذا إبهام الراوي نفسه، أو إبهام السائل نفسه، فسألتها عن قضاء الحائض الصوم؟ قالت: (أحرورية أنت؟)، والمقصود بالحرورية نسبة إلى حروراء وهو بلد كان فيه الخوارج الذين اجتمعوا في ذلك المكان، وكان عندهم تشدد وتنطع، فهي لما قالت هذه المقالة، قالت لها: (أحرورية أنت؟)، يعني: الشيء الذي هم عليه.
والذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر النساء بقضاء الصوم، ولا تؤمر بقضاء الصلاة، والعبرة هو اتباع ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وفي بعض الروايات: (ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟)، ما بالها؟ فالجواب هو: أننا نؤمر بكذا، والواجب هو الاتباع، والتقيد بما جاءت به الشريعة، سواءً عرفت الحكمة أو لم تعرف، لكن إذا بحث عن الحكمة وعرفت، يكون ذلك زيادة إيمان وبصيرة، وإن لم تعرف الحكمة، فإن الواجب هو التمسك بالسنة والأخذ بها، ولو لم تعرف الحكمة، بل الواجب هو العمل بالنص، ولو لم تعرف الحكمة، ولهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لما جاء وقبل الحجر الأسود، قال: (أما إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك). فهو يقبل اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولو لم يقبل النبي عليه الصلاة والسلام ما قبله. ونحن نقبل اتباعاً، ولو لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم لم يحصل منا التقبيل للحجر الأسود.

تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (... كنا نحيض على عهد رسول الله ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصوم ...)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[أخبرنا علي يعني ابن مسهر].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة (يعني) هذه مثل كلمة (هو) التي يزيدها من دون التلميذ، يأتي بكلام يوضح، ويأتي بكلمة (هو) أو بكلمة (يعني)، كلمة (هو) مثل الذي مر هو ابن مضر في الإسناد السابق، وهنا أتى بكلمة (يعني) بدل (هو)، وكلمة (يعني) هذه فعل مضارع لها قائل، ولها فاعل، ففاعلها ضمير مستتر يرجع إلى التلميذ، وهو علي بن حجر، وقائلها هو من دون التلميذ، النسائي أو من دون النسائي، فالذي قال كلمة يعني هو من دون التلميذ، من دون علي بن حجر، النسائي أو من دون النسائي، والفاعل في كلمة (يعني) وهي فعل مضارع ضميره مستتر يرجع إلى التلميذ الذي هو علي بن حجر، يعني: أن النسائي ومن دونه قال: يعني تلميذ علي بن مسهر، وهو علي بن حجر، أنه يعني ابن مسهر؛ لأنه قال: علي فقط، وهو، أي: التلميذ، يعني ابن مسهر، إذاً: كلمة يعني فعل مضارع له قائل، وله فاعل، فقائله من دون التلميذ، وفاعله ضمير يرجع إلى التلميذ.
[عن سعيد].
هو ابن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. عن..
[معاذة].
هي معاذة العدوية، وهي ثقة، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
هي أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها، التي حفظت الكثير من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا سيما ما يتعلق بأمور البيت، وما يقع بين الرجل وأهله، فإنها حفظت الشيء الكثير من السنة، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ستة رجال، وامرأةً واحدة، الستة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، هؤلاء ستة رجال، والمرأة الواحدة هي عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

شرح حديث عائشة: (إن كان ليكون عليّ الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا يحيى بن سعيد سمعت أبا سلمة يحدث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن كان ليكون عليّ الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان)].أورد النسائي هذا الحديث الذي فيه أن المرأة تقضي الصيام، قالت: (إن كان يكون عليّ القضاء من رمضان فما أقضيه حتى يجيء). فما أقضيه حتى يأتي شعبان، لمكانها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه الدلالة على الترجمة، أي: كون المرأة لا تصوم في حال حيضها، ولكنها تقضي، فيكون عليها القضاء من رمضان، فما تقضيه إلا في شعبان.

تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (إن كان ليكون عليّ الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت أبا سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وقد عرفنا مراراً وتكراراً أن السابع من الفقهاء السبعة فيه ثلاثة أقوال، قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف والذي هو هذا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن عائشة رضي الله عنها].
وقد مر ذكرها.
سبق أن مر بنا الحديث وذكرنا أنه لعل ذلك كان قبل أن يشرع، يعني: تلك الأيام التي شرع صيامها، كصيام ست من شوال.

ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:09 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(383)

- (باب إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان هل يصوم بقية يومه) إلى (باب النية في الصيام)

من المعلوم من الدين بالضرورة فرضية صيام رمضان، فكل من أدرك رمضان فعليه الصيام، حتى من كانت له رخصة في الإفطار وارتفعت هذه الرخصة أثناء النهار فعليه أن يمسك بقية يومه. ومن أركان الصيام وشروط صحته تبييت النية من الليل، إلا أنه لا تشترط النية للنافلة من الليل، بل تجوز من النهار.
إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان هل يصوم بقية يومه؟

شرح حديث: (أمنكم أحد أكل اليوم ... فأتموا بقية يومكم ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان هل يصوم بقية يومه؟أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس أبو حصين، حدثنا عبثر، حدثنا حصين، عن الشعبي، عن محمد بن صيفي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء: (أمنكم أحد أكل اليوم؟ فقالوا: منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم)].
أورد النسائي رحمه الله هذه الترجمة: إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان، فهل يصوم بقية يومه؟
المقصود من هذه الترجمة: أن المسافر رخص له في الإفطار لسفره، والحائض يلزمها أن تفطر، وألا تصوم لحيضها، لكن إذا طهرت الحائض في أثناء النهار في رمضان، واغتسلت، والمسافر قدم من سفر، وانتهى السفر، وجاء إلى أهله في أثناء النهار، فهل يمسك بقية يومه؟ عليه أن يمسك بقية يومه، وليس له أن يأكل؛ لأن الترخيص انتهى، والرخصة كانت للسفر وقد انتهت، فلا يأكل عند أهله وهم صائمون؛ لأنه صار حاضراً، وانتهى من السفر، فالإمساك بقية اليوم متعين؛ لأن الترخيص صار لسبب، ولو كان ذلك الإمساك لا يفيده شيئاً من حيث أن ذلك اليوم هو ملزم بقضائه، لكن حرمة الشهر، وحرمة الزمن والوقت، والسبب الذي من أجله حصل الترخيص قد انتهى، فإذاً عليه أن يكون ممسكاً.
ومثل ذلك لو كان خبر دخول الشهر ما ظهر إلا في أثناء النهار، أي: علم بأن الهلال رؤي البارحة، ولكن ما علموا إلا بعد طلوع الفجر، فإنه يلزمهم أن يمسكوا بقية اليوم، وعليهم القضاء، فالحائض إذا طهرت في أثناء النهار، والمسافر إذا قدم في أثناء النهار، وانتهى سفره، ومثل ذلك خبر الشهر إذا جاء بعد دخول النهار، فإن الواجب هو الإمساك، وعدم الأكل في نهار رمضان، والإنسان حاضر مقيم، هذا هو المقصود من هذه الترجمة.
[عن محمد بن صيفي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء: (أمنكم أحدٌ أكل اليوم؟ فقالوا: منا من صام ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم)].
أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم عاشوراء: (أمنكم أحدٌ صائم؟ قالوا: منا الصائم، ومنا المفطر، فأمرهم أن يتموا بقية يومهم)، الصائمين، وغير الصائمين، ومحل الشاهد هو الكلام في غير الصائمين، الذين كانوا مفطرين، أمروا بأن يتموا بقية يومهم، وفسر هذا على أساس أن صيام عاشوراء مستحب، وأنه تطوع مؤكد، وإذا كان في حق التطوع فالواجب من باب أولى، وفسر أيضاً بأنه كان في أول الأمر قد فرض صيام عاشوراء، ثم بعد ذلك نسخ، وفرض صيام رمضان، ولكنه مخير فيه بين الصيام وبين الإفطار والإطعام كما عرفنا آنفاً، ثم ألزم بالصيام، ونسخ التخيير بين الصيام. والإفطار مع الإطعام، وعلى هذا فيكون على أساس أنه فرض وأنه واجب، وعلى كل حال سواءً كان فرضاً، وأن هذا في أول الأمر، أو كان تطوعاً والرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الإمساك، فإن كان فرضاً فالأمر واضح، وإن كان تطوعاً وقد أمر بالإتمام، فإن الفرض يكون من باب أولى، معناه أنه يمسك بقية يومه، وعلى هذا استدل النسائي على أن الحائض والمسافر مثل هؤلاء يمسكون بقية يومهم، بما جاء في هذا الحديث من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتمام الصيام في حق من كان فإنه يواصل، ومن كان مفطراً فإنه يمسك بقية يومه.

تراجم رجال إسناد حديث: (أمنكم أحد أكل اليوم؟ ... فأتموا بقية يومكم ..)

قوله: [أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس أبو حصين].ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي. وهنا كما رأينا النسائي ذكر شيخه وأطال في نسبه، أي: أن التلميذ له أن يذكر شيخه كما يريد، يطيل في نسبه أو يختصر نسبه، له ذلك، وإنما الذي ليس له ذلك هو من كان دونه، وإذا أراد أن يأتي بشيء يوضح فإنه يأتي بكلمة (هو) أو بكلمة (يعني)، وهنا نرى أن النسائي أطال في ذكر نسب شيخه، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عبثر].
هو عبثر بن القاسم، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حصين].
هو حصين بن عبد الرحمن السلمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الشعبي].
هو عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن صيفي].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه النسائي، وابن ماجه.


إذا لم يجمع من الليل، هل يصوم ذلك اليوم من التطوع؟

شرح حديث: (... من كان أكل فليتم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [إذا لم يجمع من الليل، هل يصوم ذلك اليوم من التطوع؟أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن يزيد أنه حدثنا سلمة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل: (أذن يوم عاشوراء: من كان أكل فليتم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم)].
أورد النسائي رحمه الله هذه الترجمة: إذا لم ويجمع من الليل، يعني: إذا لم يعزم النية، ويعقد النية، يجمع العزم على الصيام من الليل، فهل يصوم ذلك اليوم من التطوع؟، وهنا قال النسائي: من التطوع، وأورد حديث عاشوراء الذي سبق أن مر، وهذا فيه أن النسائي بناه على أنه تطوع، ومن المعلوم أنه إذا كان هذا في التطوع، فإن الفرض يكون من باب أولى، وعلى القول الآخر الذي ذكرت، وهو أن صوم عاشوراء كان أولاً واجباً، وأنه فرض ثم نسخ إلى صيام رمضان مع التخيير، ثم نسخ بالإلزام بصيام الشهر بدون تخيير، وهنا الترجمة على أن صيام عاشوراء أنه تطوع، والمقصود أن الإنسان إذا لم يجمع النية من الليل، فإن له أن يمسك، وله أن يعقد النية في أثناء النهار، ما دام أنه لم يأكل فينوي، وتنعطف النية، وترجع إلى ما كان من قبل، لكن إذا كان الإنسان قد أكل، فإنه يعتبر مفطراً، ولكن الحديث أمر بالإمساك في حق من كان مفطراً، أما إذا كان في صيام التطوع، أكل بعد طلوع الفجر فليس بإمكانه أن يصوم؛ لأنه أكل في النهار، ومن أصبح غير آكل، فإن له أن ينوي من أثناء النهار، ويكون ما مضى داخلاً في الصيام، وتنعطف النية على ما مضى، يعني الذي سبق الشروع في الصيام، فيكون الذي مضى، والذي يأتي كله داخلاً في النية، وهذا في النفل دون الفرض، أما الفرض فلا بد من نية من الليل كما سيأتي في الأحاديث، ولهذا لو لم يأت الخبر في شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر، ولو كان الإنسان لم يأكل شيئاً، فيجب عليه أن يمسك، وعليه القضاء.
ولا تكفي النية في أثناء النهار للفرض؛ لأنه لا بد أن تكون جميع أوقات النهار داخلة في النية، والنية متقدمة، وليست متأخرة، والنية المتأخرة تنفع في النفل، ولا تنفع في الفرض، فالفرض لا بد من نية من الليل، لأن صيام التطوع يكون بنية من الليل، وبنية من النهار، لكن بشرط ألا يكون قد أكل، أما إذا كان قد أكل بعد الفجر، فلا سبيل إلى صيامه، ولا إلى تطوعه؛ لأنه لا يعتبر صائماً النهار من أوله إلى آخره.
[عن سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: (أذن يوم عاشوراء: من كان أكل فليتم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم)].
[من أكل فليتم بقية يومه]، معناه: أنه يمسك، [ومن لم يأكل فليصم]، يعني: إذا لم يأكل فليصم، وتنعطف النية، وهذا هو المقصود، يعني إذا لم يجمع النية من الليل، فإنه في التطوع يأتي بالنية في أثناء النهار، ويدخل فيها ما مضى قبل النية وبعد النية، والمقصود بـ [أذن]، أي: أعلم الناس وأخبرهم، وقد مر في الحديث الذي قبل هذا.
[فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم]، معنى أهل العروض: أهل أطراف المدينة ونواحيها، والتي تتبعها، يعني يبلغون هذا الذي بلغ به أهل المدينة، حتى يعملوا كما عملوا.

تراجم رجال إسناد حديث: (... من كان أكل فليتم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم)


قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].هو أبو موسى العنزي الملقب بـالزمن، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن يزيد].
هو يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع، وقد مر ذكره، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب.
[حدثنا سلمة].
قد مر ذكره.

يتبع



ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:09 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
النية في الصيام والاختلاف على طلحة بن يحيى بن طلحة في خبر عائشة رضي الله عنها فيه

شرح حديث: (... أما إني قد أصبحت وأنا صائم فأكل منه ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [النية في الصيام والاختلاف على طلحة بن يحيى بن طلحة في خبر عائشة رضي الله عنها فيه.أخبرنا عمرو بن منصور، حدثنا عاصم بن يوسف، حدثنا أبو الأحوص، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال: هل عندكم شيء؟ فقلت: لا، قال: فإني صائم، ثم مر بي بعد ذلك اليوم وقد أهدي إليّ حيسٌ، فخبأت له منه، وكان يحب الحيس، قلت: يا رسول الله، إنه أهدي لنا حيسٌ فخبأت لك منه، قال: أدنيه، أما إني قد أصبحت وأنا صائم فأكل منه، ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها)].
أورد النسائي رحمه الله: النية في الصيام، والاختلاف على طلحة، يعني المراد بالنية هنا: النية المتعلقة بصيام النفل، وهي إما أن تكون في أثناء النهار كما سبقت الإشارة إليه، وأما بالنسبة للفرض فإنها لا تكون في أثناء النهار، بل لا بد أن تكون من الليل، بحيث تكون النية سابقة لجميع الوقت، ونية الصيام قد سبقته قبيل طلوع الفجر، أي: بحيث يكون من أول الصيام، والنية موجودة، أما إذا طلع الفجر، ولم توجد النية، فإنها لا تنفع، أو لا ينفع صيام الفرض والحالة هذه؛ لأنها ما وجدت النية في جميع أجزاء النهار من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، يعني مضى جزء من الوقت ليس فيه نية، والنية لا بد أن تتقدم في صيام الفرض، ولا يلزم أن تتقدم في صيام النفل، والأحاديث التي أوردها بعد هذه الترجمة مباشرة تتعلق بالنفل.
فـعائشة رضي الله عنها تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليهم في النهار ولم يكن قد أكل شيئاً من الليل بعد طلوع الفجر، فقال: هل هناك أكل فقالوا: لا، قال: [إني صائم]، يعني: عزم على الصيام أو نوى الصيام، ولكنه سأل إذا كان هناك شيء فسيأكل، ولكنه لم يجد شيئاً فنوى أنه صائم، فانعطفت النية فشملت المستقبل وانعطفت إلى الماضي من الزمن، قال: [إني صائم]، ومعنى هذا أن النية ما وجدت في التطوع إلا في أثناء النهار.
ثم لما جاءها وقد أهدي لهم حيس فخبأت، والحيس: هو طعام مؤلف من تمر وسمن وأشياء أخرى كالإقط، لكن فيه التمر والسمن، ومعه شيء آخر يضاف إليه، هذا يقال له: الحيس، ويضرب المثل بشدة الاختلاط، فيقال: اختلط الناس اختلاط الحيس، يعني مثل ما يختلط السمن مع التمر مع غيره إذا عجن ودخل بعضه في بعض، فهذا هو الحيس.
قوله: [ثم أهدي إليّ حيس، وخبأت للنبي صلى الله عليه وسلم].
[وخبأت]، معناه: أنني أخذت قطعةً منه أو جزءاً منه، ووضعته في مكان لا يصل إليه أحد؛ مخبأ، ما هو أمام الناس، ولا أمام الأنظار، فجاء إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قوله: [وكان يحب الحيس، قلت: يا رسول الله، إنه أهدي لنا حيسٌ فخبأت لك منه، قال: ادنيه، أما إني قد أصبحت، وأنا صائم، فأكل منه].
يعني أصبح وهو صائم، وكان قد نوى الصيام، ثم إنه أكل منه، وهذا يدل على الجواز، الإنسان إذا أصبح صائماً وهو متطوع، وأراد أن يفطر فله ذلك، ولكن الأولى كما هو معلوم أن الإنسان يتم صومه، لكن إن أراد أن يفطر، فإن له ذلك كما جاء ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، والمقصود هو ما يتعلق بالجملة الأولى التي فيها أنه أصبح وهو لم يأكل شيئاً، وبعد ذلك سأل: هل عندهم شيء يأكله، فقالوا: لا، فنوى الصيام، فوجدت النية للتطوع في أثناء النهار، وانعطفت على الماضي، فصار الصيام بهذه النية التي في أثناء النهار شملت ما بعد النية وما قبل النية.
قوله: [ثم قال: إنما مثل الصوم].
أي: إنما مثل صوم التطوع مثل الإنسان الذي اقتطع قطعةً من ماله ليتصدق بها، فإن أمضاها أمضاها، وإن حبسها حبسها؛ لأنها ما دام أنها لم تصل إلى من يستحقها، فإن الأمر يرجع إليه، ولكن الإمضاء خير من الإمساك، كما أن الصيام، ومواصلة الصيام خير من الإفطار.

تراجم رجال إسناد حديث: (... أما إني قد أصبحت وأنا صائم فأكل منه ...)


قوله: [أخبرنا عمرو بن منصور].هو عمرو بن منصور النسائي، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا عاصم بن يوسف].
ثقة، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا أبي الأحوص].
هو أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، وهو ثقة متقن، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة بن يحيى بن طلحة].
هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، يعني جده أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو صدوق يخطئ، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن مجاهد].
هو مجاهد بن جبر المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
قد مر ذكرها.

شرح حديث عائشة: (... قلت: يا رسول الله دخلت علي وأنت صائم ثم أكلت حيساً ...) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو داود، حدثنا يزيد، أخبرنا شريك، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (دار عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دورة، قال: أعندك شيء؟ قلت: ليس عندي شيء، قال: فأنا صائم، قالت: ثم دار عليّ الثانية وقد أهدي لنا حيس، فجئت به فأكل، فعجبت منه، فقلت: يا رسول الله، دخلت عليّ وأنت صائم، ثم أكلت حيساً؟ قال: نعم يا عائشة، إنما منزلة من صام في غير رمضان أو غير قضاء رمضان أو في التطوع، بمنزلة رجلٍ أخرج صدقة ماله فجاد منها بما شاء فأمضاه، وبخل منها بما بقي فأمسكه)].أورد النسائي رحمه الله الحديث من طريق أخرى، وهو مثل الطريق السابقة، لكن هنا إنما مثل في غير رمضان.
فقال: (إنما منزلة من صام في غير رمضان أو غير قضاء رمضان أو في التطوع، بمنزلة رجلٍ أخرج صدقة ماله فجاد منها بما شاء فأمضاه، وبخل منها بما بقي فأمسكه).
هذا بالنسبة للتطوع ففيه الاستمرار أو الإفطار، وأما في رمضان، وقضاء رمضان فليس له أن يفطر، والعبارة غير واضحة في السياق؛ لأنه في غير رمضان أو التطوع؛ لأن التطوع هو غير صيام رمضان، وغير القضاء، يعني ما عدا ذلك يقال له: تطوع، إلا شيء ألزم الإنسان نفسه به، فهذا يلزمه بإلزامه، وما عدا ذلك فإنه تطوع، وهذا هو الذي ضرب له المثل، في أنه مثل صاحب الصدقة، إن شاء أن يمضيها أمضاها أو يمضي بعضها، وإن شاء أن يمسك أمسك، ما دام أنها لم تصل إلى من يستحقها، وهي في حوزته، فإن ذلك إمكان الإمضاء، وإمكان عدمه.


تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (... قلت: يا رسول الله دخلت علي وأنت صائم ثم أكلت حيساً ...) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا أبو داود].هو سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا يزيد].
هو يزيد بن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا شريك].
هو شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة.
[عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن مجاهد عن عائشة].
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

حديث: (... أما إني قد أصبحت أريد الصوم فأكل) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الله بن الهيثم، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجيء ويقول: هل عندكم غداء؟ فنقول: لا، فيقول: إني صائم، فأتانا يوماً وقد أهدي لنا حيس، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: نعم، أهدي لنا حيس، قال: أما إني قد أصبحت أريد الصوم فأكل)، خالفه قاسم بن يزيد].أورد النسائي رحمه الله الحديث من طريق أخرى، وهي مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الله بن الهيثم].
هو العبدي، وهو لا بأس به، أخرج حديثه النسائي وحده. و(لا بأس به) تعادل (صدوق)، وهي مثل صدوق إلا عند يحيى بن معين فهي تعادل ثقة، وغير يحيى بن معين فهي دون الثقة، وهي تعادل صدوق.
[حدثنا أبي بكر الحنفي].
هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، فقيه، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة].
وقد مر ذكرهم.

ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:10 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(384)

- تابع باب النية في الصيام - باب اختلاف الناقلين لخبر حفصة في النية في الصيام


النية أساس العمل؛ فالعمل الذي لا نية فيه لا أجر فيه، والنية تجب في الصيام إذا كان فرضاً، فمن لم ينو وجب عليه الإمساك وقضاء ذلك اليوم، أما النفل فلا يجب فيه تبييت النية.
النية في الصيام

شرح حديث: (أتانا رسول الله يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس قد جعلنا لك منه نصيباً فقال: إني صائم فأفطر)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [النية في الصيام. أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا قاسم حدثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس، قد جعلنا لك منه نصيباً، فقال: إني صائم فأفطر)].
قد سبق للنسائي رحمه الله أن ذكر: حديث عائشة من طرق، وفيها ما هو أتم من هذه الطريق؛ لأنه هنا ذكره مختصراً، وسبق أن مر ذكره لأطول من هذا، وذكر فيه: أنه سأل عن شيء في مرة من المرات، فقالوا: إنه ليس عندهم شيء، فقال: إنه صائم، يعني: أراد أن يصوم، فصارت النية تشمل ما بعد العزم على الصيام، وما بين قبل ذلك، وهذا إنما هو في النفل؛ لأنه يجوز بنية من النهار، ولا يلزم أن يكون بنية من الليل، وهنا ذكر شقاً أو طرفاً منه وهو المتعلق بكونه جاء في مرة أخرى، وكان قد أهدي له حيس، وخبئوا للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء، وكان صائماً فأكل عليه الصلاة والسلام.
والحيس هو: خليط من التمر، والسمن، والأقط، وقد يضاف إلى ذلك شيء آخر غير هؤلاء الثلاثة، لكنه يعتمد ويقوم على هذه الأمور الثلاثة: التمر، والسمن، والأقط، هذا هو الحيس، فعندما تجمع هذه الأصناف الثلاثة، وتمزج ويخلط بعضها ببعض، يصبح حيساً، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري وذكره غيره، وأنا قد ذكرت هذه الفائدة ضمن الفوائد المنتقاة من فتح الباري، وهي الفائدة رقم ستمائة واثنين، فإن فيها بيان الحيس، وأنه يشتمل على هذه الأصناف الثلاثة التي هي: التمر: والسمن، والأقط.
الحاصل: أن الحديث من طرقه المتعددة يدل على أن صيام النفل يجوز بنية من النهار، وأنه لا يلزم أن تبيت فيه النية من الليل، بل لو أصبح غير آكل شيئاً، ثم أراد أن يصوم، فله أن يصوم، ويمكنه ذلك، ولو لم توجد النية قبل طلوع الفجر؛ لهذا الحديث الذي جاء من طرق عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: أنه عزم على الصيام في أثناء النهار.

تراجم رجال إسناد حديث: (أتانا رسول الله يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس قد جعلنا لك منه نصيباً فقال: إني صائم فأفطر)


قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].هو أحمد بن حرب المروزي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن القاسم].
هو القاسم بن يزيد، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، هو ثقة، ثبت، حجة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة بن يحيى].
هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، جده أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ وهو طلحة بن عبيد الله وطلحة هذا صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عائشة بنت طلحة].
هي عمته أخت يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أبوها أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي ثقة، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ستة رجال، وامرأة واحدة، الرجال هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، والمرأة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

شرح حديث: (... أصبح عندكم شيء تطعمينه؟ فقالت: لا، فيقول: إني صائم...) من طريقة ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا طلحة بن يحيى حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيها وهو صائم، فقال: أصبح عندكم شيءٌ تطعمينيه؟ فقالت: لا، فيقول: إني صائم، ثم جاءها بعد ذلك فقالت: أهديت لنا هدية، فقال: ما هي؟ قالت: حيس، قال: قد أصبحت صائماً فأكل)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهي تشتمل على الحالتين: الحالة التي سأل ولم يكن هناك شيء، وقد نوى الصيام، والحالة التي أخبر فيها أن عندهم شيئاً، وأنه كان أصبح صائماً، فأكل عليه الصلاة والسلام، والحديث من هذه الطريق مشتملة على الحالتين.

تراجم رجال إسناد حديث: (... أصبح عندكم شيء تطعمينيه؟ فقالت: لا، فيقول: إني صائم...) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى].
هو ابن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة].
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

حديث: (... هل عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني صائم) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني صائم)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى مختصرة، وفيها النية في أثناء النهار.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.
[عن وكيع].
هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة].
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

حديث: (... هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم...) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو بكر بن علي حدثنا نصر بن علي أخبرني أبي عن القاسم بن معن عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة ومجاهد عن عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاها فقال: هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم، ثم جاء يوماً آخر فقالت عائشة: يا رسول الله، إنا قد أهدي لنا حيس، فدعا به فقال: أما إني قد أصبحت صائماً فأكل)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي].
هو أحمد بن علي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن نصر بن علي].
هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو علي بن نصر الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن القاسم بن معن].
ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن طلحة بن يحيى عن عائشة ومجاهد عن عائشة].
طلحة بن يحيى عن عائشة، ومجاهد عن عائشة، يعني: عائشة عمته ومعها مجاهد بن جبر المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

طريق خامسة لحديث: (... هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم...) وتراجم رجال إسنادها


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني عمرو بن يحيى بن الحارث حدثنا المعافى بن سليمان حدثنا القاسم عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها، فقال: هل عندكم طعام؟ نحوه)، قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب، قال: حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة].ثم أورد النسائي: حديث مجاهد، وأم كلثوم مرسلاً، يعني: ليس فيه رواية عن عائشة، لكن سبق أن مر أن كلاً منهما يروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فذلك الإرسال لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طرق كثيرة متصلة، وهنا ذكره عن مجاهد، وأم كلثوم: أن عائشة قالت كذا وكذا، فهو يعتبر مرسل؛ لأنهم ما حضروا هذا، ولا يعرفون ذلك إلا بالواسطة؛ لأنهم من التابعين.
قوله: [أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث].
هو عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن المعافى بن سليمان].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن القاسم].
هو القاسم بن معن، وقد مر ذكره.
[عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم].
طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم، وقد مر ذكرهم إلا أم كلثوم، وأم كلثوم هي بنت أبي بكر الصديق، توفي أبو بكر وهي حمل فولدت بعد وفاته، وهي ثقة، أخرج لها البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. أم كلثوم بنت أبي بكر تابعية.
قال في آخره: نحوه، يعني: نحو ما تقدم في الروايات السابقة، وقد عرفنا كلمة (نحوه) أنه يراد بها: الاتفاق في المعنى مع الاختلاف في اللفظ، بخلاف كلمة (مثله)، فإنه يراد بها: المماثلة في اللفظ والمعنى، أو الاتفاق في اللفظ والمعنى.
[قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة].
ثم قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب عن رجل عن عائشة، ثم ذكر الإسناد الذي فيه رواية سماك بن حرب عن رجل عن عائشة بعد هذا.

حديث: (... هل عندكم من طعام؟ قلت: لا، قال: إذاً أصوم ...) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني صفوان بن عمرو حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال: هل عندكم من طعام؟ قلت: لا. قال: إذاً أصوم، قالت: ودخل على مرةً أخرى فقلت: يا رسول الله، قد أهدي لنا حيس، فقال: إذاً أفطر اليوم وقد فرضت الصوم)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم مشتمل على الحالتين: حالة كونه صام، وكان قد بحث عن الطعام، ونوى الصيام من أثناء النهار، والحالة الثانية: أنه كان نوى الصوم، ولكنه أفطر في أثناء النهار.
قوله: [أخبرنا صفوان بن عمرو].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أحمد بن خالد].
هو أحمد بن خالد الوهبي، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة وفي الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن إسرائيل].
هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سماك بن حرب].
هو سماك بن حرب، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، عن رجل وهو مبهم، وقد ذكر ابن حجر في آخر التقريب عند ذكر المبهمات: سماك عن رجل عن عائشة بنت طلحة، قال: يقال: إنه طلحة بن يحيى بن طلحة، أي: الذي مر ذكره في الأسانيد السابقة، فالرجل المبهم قيل: إنه طلحة أيضاً الذي جاء ذكره مراراً في الروايات السابقة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.


ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة رضي الله عنها في النية في الصيام


شرح حديث: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة رضي الله عنها في ذلك.أخبرني القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا سعيد بن شرحبيل: أخبرنا الليث عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله عنهم وأرضاهم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)].
ثم أورد النسائي: حديث حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له)، معناه: أنه لا بد من نية من الليل، وتكون قبل طلوع الفجر، حتى تكون النية مع جميع أجزاء الصيام موجودة، لكن هذا يحمل على الفرض، وأما النفل فقد عرفنا في الأحاديث السابقة: أنه يمكن أن تكون النية من أثناء النهار، وأنها تنعطف على ما مضى، وأما بالنسبة للفرض، وكذلك القضاء، فإنه لا بد من تبييت النية، بحيث تكون النية موجودة مع جميع أجزاء الصيام، ووقت الصيام، جميع أجزاء الوقت من أوله إلى آخره، ولا يصلح أن تأتي النية في أثناء النهار، فالفرض لا بد فيه من تبييت النية، ولهذا في أول يوم من رمضان، لو لم يأتِ خبر الهلال لبعض الناس إلا في أثناء النهار، فإنه يجب عليهم الإمساك، وعليهم أن يقضوا مكان ذلك اليوم، ولو كان الإنسان أصبح غير آكل شيئاً؛ لأنه ما علم بثبوت الشهر قبل طلوع الفجر، فيكون مضى جزء من النهار بدون نية، والمطلوب في الفرض أن تكون النية مع جميع أجزاء الوقت.
فالحديث يقول: (لا صيام لمن لم يبيت النية قبل الفجر)، وهذا كما هو معلوم يحمل على الفرض، وأما النفل فقد مر فيه الحديث المتقدم، والنسائي فيما تقدم ذكر النية في الصيام وأطلقها، ثم أورد الأحاديث التي فيها أن النية تكون من أثناء النهار، ثم أتى بالحديث الذي جاء من طرق أن النية تكون في الليل، وأنها لا تكون بعد طلوع الفجر، ولكن هذا كما قلت: يحمل على الفرض لا على النفل؛ لأن النفل جاء ما يدل على أنها يمكن أن تكون من أثناء النهار.

تراجم رجال إسناد حديث: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)


قوله: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار].ثقة، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن سعيد بن شرحبيل].
صدوق، أخرج له البخاري، والنسائي، وابن ماجه.
[عن الليث].
هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن أيوب].
هو يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو صدوق يخطئ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن أبي بكر].
هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سالم بن عبد الله].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
[عن عبد الله بن عمر].
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[عن حفصة].
حفصة، هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.

حديث: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله عن حفصة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الملك بن شعيب].
هو عبد الملك بن شعيب بن الليث، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن أبيه شعيب].
ثقة أيضاً، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن جده].
هو الليث بن سعد، وقد مر ذكره، وهذا الحديث من رواية الأبناء عن الآباء عن الأجداد، من رواية من روى عن أبيه عن جده، ثم بعد ذلك يحيى بن أيوب.
[عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب].
عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب، وهنا فيه ذكر ابن شهاب بين عبد الله بن أبي بكر، وبين سالم.
وابن شهاب محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، هو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سالم عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم في الإسناد السابق.

يتبع


ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:10 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
حديث: (من لم يجمع الصيام قبل طلوع الفجر فلا يصوم) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أشهب أخبرني يحيى بن أيوب وذكر آخر: أن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حدثهما عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من لم يجمع الصيام قبل طلوع الفجر فلا يصوم)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو بلفظ: (من لم يجمع الصيام)، يعني: يعقد العزم والنية، (قبل طلوع الفجر فلا يصوم)، والمقصود بذلك كما عرفنا إنما هو في الفرض كما هو واضح.
قوله: [أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم].
ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أشهب].
هو أشهب بن عبد العزيز، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن يحيى بن أيوب وذكر آخر].
وقد مر ذكره، وذكر آخر، وهو ابن لهيعة، وهذه طريقة النسائي؛ لأنه إذا كان الإسناد فيه ابن لهيعة ومعه غيره، فإنه يعتمد على رواية الغير ويبهم ابن لهيعة، فيقول: وذكر آخر، وهو عند غير النسائي مصرحاً به مع يحيى بن أيوب، لكن النسائي عندما يأتي ذكره مع غيره، هو لا يروي عنه، ولكنه إذا جاء ذكره مع غيره، فإنه يبهمه ويقول: وذكر آخر، يعني: شخصاً آخر.
[عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن الأزهر حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له)].ثم أورد الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا أحمد بن الأزهر].
صدوق، أخرج له النسائي، وابن ماجه.
[عن عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (من لم يجمع الصيام من الليل فلا يصوم) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده


سقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر سمعت عبيد الله عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله عن حفصة رضي الله عنهما: (أنها كانت تقول: من لم يجمع الصيام من الليل فلا يصوم)].أورد النسائي من طريق أخرى، ولكنه موقوف على حفصة من كلامها، يعني: قالت: (من لم يجمع الصيام من الليل فلا يصوم)، فهنا موقوف عليها، وما مر مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريقها.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].
هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن معتمر].
هو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبيد الله].
هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب الذي يقال له: العمري المصغر؛ تمييزاً له عن أخيه عبد الله بن عمر المكبر، وهذا ثقة، وذاك ضعيف، المصغر الذي معنا عبيد الله ثقة، وعبد الله بن عمر المكبر ضعيف، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.


حديث: (لا صيام لمن لم يجمع قبل الفجر) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب: أنه قال: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه: أنه قال: قالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا صيام لمن لم يجمع قبل الفجر)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، ولكنه موقوف أيضاً على حفصة رضي الله عنها، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].
الربيع بن سليمان، وهو يحتمل أنه المرادي، وأنه الجيزي، وكل منهما ثقة، وكل منهما روى عنه النسائي، وكل منهما يروي عن ابن وهب.
[عن ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي ثم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
مر ذكره.
[عن حمزة بن عبد الله بن عمر].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو شقيق سالم.
[عن أبيه عن حفصة].
وقد مر ذكرهما.

حديث: (لا صيام لمن لم يجمع قبل الفجر) من طريق سابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا الحسن بن عيسى أخبرنا ابن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله عنهم أنها قالت: (لا صيام لمن لم يجمع قبل الفجر)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى موقوف على حفصة، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن الحسن بن عيسى].
ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن ابن المبارك].
هو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي، البصري، ثم اليماني، شيخ عبد الرزاق بن همام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر) من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن حاتم أخبرنا حبان أخبرنا عبد الله عن سفيان بن عيينة ومعمر عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن حفصة رضي الله عنهم أنها قالت: (لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى موقوف على حفصة، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم].
هو ابن نعيم المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن حبان].
هو حبان بن موسى، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن المبارك، وقد مر ذكره.
[عن سفيان بن عيينة].
هو سفيان بن عيينة المكي الهلالي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ومعمر].
مر ذكره.
[عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن حفصة].
وقد مر ذكر الأربعة.

حديث: (لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر) من طريق تاسعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا سفيان عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت: (لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر)].ثم هذا مثل ما تقدم، وهو موقوف عليها.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وقد ذكره.
[عن سفيان].
هو سفيان بن عيينة، وقد مر ذكره.
[عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر) من طريق عاشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن حرب أخبرنا سفيان عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت: (لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر)، أرسله مالك بن أنس].أورد النسائي الحديث عن حفصة من طريق أخرى.
قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].
هو أحمد بن حرب المروزي، صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن سفيان عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
قال في آخره: [أرسله مالك بن أنس].
ثم قال: أرسله مالك بن أنس، وأورد الحديث بعد ذلك، أورد الإسناد الذي فيه ذكر مالك في الإسناد الذي بعده مباشرة.

حديث: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر) من طريق حادية عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم حدثني مالك عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة رضي الله عنهما مثله: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)]. قوله: [قال الحارث] في أوله، أورده عن عائشة، وحفصة، وأنهما يقولان: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع].
وقد جاءت صيغة أخرى، وهي: أخبرني، وفي بعضها يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، وذلك أن النسائي له مع الحارث بن مسكين حالتان: حالة كان راضياً عنه، وكان بينهما صفاء، فكان يأتي ويحضر ويسمع، وقد أذن له بالأخذ عنه، فكان يقول: أخبرني قراءة عليه وأنا أسمع، وفي بعض الأحوال جرى بينهما شيء، فكان لا يأذن له أن يأتي في حلقته، فكان يجلس من وراء الستار ويسمع ويروي، ولكنه لا يقول: أخبرني في هذه الصورة، بل يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع؛ لأن كلمة أخبرني فيها أذن له أنه تحمل منه أو حمله، وهو يخبر بالواقع؛ لأنه ما كان أذن له في تلك الحال، وكان يفرق بين ما أذن له فيه يقول: أخبرني الحارث بن مسكين، وبين ما لم يؤذن فيه يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، هذا هو التفريق بين أخبرني الحارث بن مسكين، وبين قال الحارث بن مسكين، وهو في الحالتين اللتين حصلت للنسائي معه، والحارث بن مسكين هو المصري، ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[حدثني مالك].
هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وقد قال عنه الحافظ ابن حجر قال: رأس المتقنين، معناه: أنه متمكن في الإتقان، ومتقدم فيه على غيره، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
وقد مر ذكره.
[عن عائشة وحفصة].
عن عائشة وحفصة، أنها قالت: من قولهما، وقوله في السابق: [أرسله مالك بن أنس] معناه: أنه من رواية الزهري عن أنس عن عائشة به واسطة.
وهذا الإرسال، على الطريقة الأخرى التي هي أعم من كون التابعي يضيفه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بل رواية الراوي عمن لم يلقه أو لم يدرك عصره، فهذا إرسال، ولهذا يأتي يرسل ويدلس لأناس متأخرين، يرسل ويدلس، والإرسال يكون ظاهراً، ويكون خفياً، فالإرسال الظاهر هو: كون الإنسان يروي عمن لم يدرك عصره، بينه وبينه سنين، يعني مات هذا قبل أن يولد هذا، ويروي عنه، فهذا يقال له: إرسال، ويكون إرسالاً خفياً فيما إذا عاصره ولم يسمع منه؛ لأن هذا فيه احتمال السماع؛ لأنه مدرك عصره؛ ولهذا يقال له: إرسالاً خفي، والإرسال الجلي هو: كونه ما أدرك عصره، أمره واضح فيه انقطاع، وقد مر أن هشيم بن بشير الواسطي كان كثير التدليس والإرسال الخفي، والإرسال الخفي هو رواية الراوي عمن أدرك عصره ولم يلقه، فالإرسال له معنيان: معنىً خاص، وهو كون التابعي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنىً أعم، وهو كون الراوي يروي عمن لم يدرك عصره، أو عمن لم يلقه، وقد أدرك عصره.

حديث: (إذا لم يجمع الرجل الصوم من الليل فلا يصم) من طريق ثانية عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر: سمعت عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إذا لم يجمع الرجل الصوم من الليل فلا يصم)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، ولكنه موقوف على عبد الله بن عمر، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].
وقد مر ذكره.
[عن المعتمر].
هو المعتمر بن سليمان، وقد مر ذكره.
[عن عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر، وقد مر ذكره.
[عن نافع].
هو نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.

حديث: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر) من طريق ثالثة عشرة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)].أورد الحديث من طريق أخرى عن ابن عمر، وهو موقوف عليه، وهو مثل ما تقدم، [قال الحارث بن مسكين]، يعني: أنه مما سمعه منه أو حضره في حال منعه إياه أن يحضر حلقته، وأن يحضر مجلسه، فكان يعبر عن ذلك بغير أخبرني؛ لأنه ما أخبره، وما أراده يتحمل عنه في ذلك الوقت، ولكنه تحمل، وذلك سائغ عند المحدثين، ولكن النسائي كان يعبر بهذه العبارة، وهو يدل على دقته، وعلى احتياطه وتحرزه، فكان لا يعبر بأخبرني في مثل هذه الصورة؛ لأنه ما أراد إخباره وتحديثه.
قوله: [عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك].
وقد مر ذكرهم.
[عن نافع عن ابن عمر].
نافع عن ابن عمر ، وقد مر ذكر الجميع.
الاسئلة

الفرق بين نية الفرض ونية النفل في الصوم

السؤال: الألفاظ جاءت عامة: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا يصم)، فكيف نفرق بين إذا كان فرضاً أو إذا كان نفلاً؟


الجواب: لأنه جاء في النفل ما يدل على أنه يمكن أن يكون من أثناء النهار، يعني: النصوص الأخرى قيدت هذا النص الذي ظاهره الإطلاق له.


مراجعة الزوجة بعد الطلاق

السؤال: ما هي الرجعة؟ وكيف يراجع الرجل زوجته؟ وهل يلزم الإشهاد؟ وكيف يكون؟ وما هو أحسن كتاب في هذا الموضوع؟

الجواب: ما أعلم كتاباً خاصاً في الرجعة، ولكن كل كتب الفقه مشتملة على باب الرجعة وما يتعلق بالرجعة، وكلام العلماء في الرجعة، والأحاديث التي وردت في الرجعة، وكذلك كتب الحديث أيضاً تشتمل على ذلك، والرجعة طبعاً تكون بالقول، وتكون أيضاً بالفعل؛ لأن المرأة الرجعية هي في عصمة الزوج وهي زوجة، ولو مات أحد الزوجين وهي في العدة، فإنهما يتوارثان؛ لأنها في عصمته، وما خرجت من كونها زوجة، وتبقى عنده في بيته، ويبيت معها، ولو جامعها فمجامعته إياها رجعة، أو إرجاع لها، لكن كما أن الطلاق يظهر ويتبين، فكذلك أيضاً يتبين ما يقابله الذي هو الرجعة، وهي تحصل بالجماع فلو جامعها، فإنه يعتبر مراجعاً لها، لكنه يخبر بذلك، ويشهد على ذلك؛ حتى يتبين أن الطلاق قد فسخ، وأنه نسخ وانتهى منه، وصارت الرجعة، وتعتبر طلقة مضت وراجعها، فتبقى على بقية الطلقات التي بقيت له وعليه أن يشهد.

كيفية خروج الشمس من مغربها


السؤال: هل خروج الشمس من مغربها كخروجها من مشرقها، بحيث تطلع على بلد قبل بلد، ثم تظهر على البلد الآخر؟

الجواب: يبدو أن خروجها من مغربها لا يعني أنها تدور، وأنه يحصل لها مثل ما كان يحصل من قبل، فإذا حصل شيء من هذا فعند ذلك تقوم الساعة، لكن كونها تدور على العالم، ويحصل بعد ذلك وقت، ما نعلم منه شيئاً، لكن المهم أنه حصل فيها شيء يخالف ما هو معروف عنها.



ابوالوليد المسلم 05-07-2022 10:11 PM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(385)

- باب صوم نبي الله داود - باب صوم النبي بأبي هو وأمي


بيّن الشرع كيفية صوم داود عليه السلام، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتقرب إلى الله بجميع النوافل، ومنها الصيام، فقد كان يصوم أكثر شعبان.
صوم نبي الله داود عليه السلام

شرح حديث: (أحب الصيام إلى الله عز وجل صيام داود عليه السلام...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم نبي الله داود عليه السلامأخبرنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الصيام إلى الله عز وجل صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه)].
يقول النسائي رحمه الله: صوم نبي الله داود، أي: بيان صفته، وقد أورد فيه النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه).
هذا الحديث يدل على بيان كيفية صيام داود عليه الصلاة والسلام، وهو أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً، وهذا هو الصيام المستحب في حق من أراد أن يكثر الصيام، فإنه يكون على هذا الوصف الذي هو أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً؛ كما كان يفعل ذلك داود عليه السلام، وكما بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن ذلك أحب الصيام إلى الله، صيام يوم وإفطار يوم.
قوله: [(وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود)]، يعني: صلاة الليل، وقيام الليل، (كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه)، وهذا من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، هذا هو المراد بالليل هنا بما يتعلق بالنسبة لصلاة الليل، فقيل: إن الليل من الفراغ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، فينام نصف هذه المدة، أي: بعد صلاة العشاء، ثم يقوم الثلث، ثم بعد ذلك ينام السدس؛ فيكون أخذ نصيبه من النوم في أول الليل، وقام في ثلثه على نشاط، ثم إذا بقي سدس ينام ليستريح من التعب الذي حصل له في الصلاة وليتهيأ لصلاة الفجر.
أما بالنسبة لصلاة داود والصلوات المفروضة على داود لا نعرف كيفيتها، لكن الصلاة بهذه الطريقة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها أحب الصلاة إلى الله، فيها نوم نصف الليل أولاً للراحة، وأخذ نصيبه من النوم، ثم الصلاة ثلث الليل، ثم السدس الأخير من الليل يكون نائماً، لتحصل له الراحة بعد قيامه ثلث الليل الذي بعد النصف وقبل السدس، والمسلم أيضاً يتهيأ لصلاة الفجر بنومه السدس الأخير، ويكون قد ارتاح، ويقوم للصلاة بنشاط وبقوة، هذا هو معنى هذا الحديث، وفيه أن الله تعالى يحب، وأن من صفاته المحبة، وأن الأعمال بعضها أحب إليه من بعض.

تراجم رجال إسناد حديث: (أحب الصيام إلى الله عز وجل صيام داود عليه السلام...)


قوله: [أخبرنا قتيبة].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن دينار].
هو المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن أوس].
تابعي كبير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عمرو].
هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين. ويقال: إن عبد الله بن عمرو ولد وعمر أبيه ثلاث عشرة سنة، أي: أن أباه تزوج مبكراً، وولد له عبد الله مبكراً وعمره ثلاث عشرة سنة، فأبوه أكبر منه بثلاث عشرة سنة.


صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك

شرح حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك.أخبرنا القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: صوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، وكلمة (بأبي هو وأمي) المقصود بها التفدية، وليس الحلف بالأب والأم، أي: هو مفدي بأبي وأمي، فداؤه أبي وأمي، هذا هو المقصود من هذه الجملة، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، يعني: مفدي هو بأبي وأمي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وهذه الترجمة تتعلق ببيان صيامه، أي: صيام التطوع، كيف كان يصوم؟ فهذا هو المقصود من هذه الترجمة؛ لأنها تتعلق بأفعاله المتعلقة بالصيام، أي: صيام التطوع، كيف كان يصوم التطوع عليه الصلاة والسلام؟ هذا هو المقصود من هذه الترجمة، وسيأتي أحاديث مكررة سبق أن مرت، ولكنها جاءت في موضوع آخر، مثل: صيام شعبان وغيره؛ جاءت هناك لأنها تتعلق بصوم شعبان، وجاءت هنا لأنها تتعلق بصيام النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يفطر أيام البيض في حضرٍ ولا في سفر)، أي: أنه كان يداوم عليها، وهي ثلاثة أيام من الشهر، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الحث على صيام أيام البيض، والتأكيد على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وجاء عنه التنصيص أيضاً على صيام أيام البيض، وأيام البيض ثلاث، فإذا صامها الإنسان من كل شهر يكون صام أيام البيض، وفي نفس الوقت قد صام ثلاثة أيام من كل شهر والمراد بأيام البيض هي: اليوم الثالث عشر، واليوم الرابع عشر، واليوم الخامس عشر، هذه الأيام البيض، وقيل لها: بيض؛ لأن لياليها بيض؛ ولأن القمر يكون موجوداً فيها، فهي ليالي مضيئة بضوء القمر، فقيل لها: الأيام البيض، فيكون الليل والنهار مضيئان؛ في النهار إضاءة الشمس، وفي الليل تأتي إضاءة القمر، والبياض إنما هو لليالي؛ لأن الأيام كلها سواء، وأما الليالي فليست كلها سواء؛ الأيام كلها سواء بطلوع الشمس، والليالي ليست كلها سواء، فالثلاث الليالي هذه يكون القمر موجوداً فيها، وتكون الإضاءة فيها، فوصفت بأنها ليالي بيض، وقيل لأيام تلك الليالي: الأيام البيض.
والحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وهو دال على الصوم في السفر؛ لأن قوله: (لا يتركها لا في حضر ولا في سفر)، معناه: أنه يصوم تطوع في السفر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض...)

قوله: [أخبرنا القاسم بن زكريا].هو القاسم بن زكريا بن دينار، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن موسى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يعقوب].
هو يعقوب بن عبد الله القمي، وهو صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن.
[عن جعفر].
هو جعفر بن أبي المغيرة القمي، وهو صدوق يهم، الأول صدوق يهم، وهذا صدوق يهم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في التفسير، فلم يخرج له البخاري في الصحيح، ولا مسلم في الصحيح، ولا ابن ماجه في السنن بل في التفسير.
[عن سعيد].
هو سعيد بن جبير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم، وما صام شهراً متتابعاً غير رمضان منذ قدم المدينة)].أورد النسائي: حديث ابن عباس المتعلق بصيام النبي صلى الله عليه وسلم التطوع، وأنه كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، معناه: أنه يستمر في الصيام، وكان يفطر حتى نقول: لا يريد أن يصوم، وما كان شهراً كاملاً غير رمضان، يعني: ولم يكن يستكمل شهراً منذ قدم المدينة غير رمضان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فهو يصوم أحياناً فيكثر، وأحياناً يفطر حتى يقولوا: إنه لا يصوم، ولن يستكمل شهراً كاملاً غير رمضان، فهذا مما جاء في هديه في الصيام صيام التطوع صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر...)


قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].هو محمد بن بشار بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد].
هو محمد بن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو أبو الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي بشر].
هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن جبير عن ابن عباس].
وقد مر ذكرهما.


حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: ما يريد أن يفطر...) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن النضر بن مساور المروزي حدثنا حماد عن مروان أبي لبابة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول: ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم)].أورد حديث عائشة رضي الله عنها، وهو يتعلق بجزء من حديث عبد الله المتقدم: (كان يصوم حتى يقولوا: لا يريد أن يفطر، وكان يفطر حتى يقولوا: لا يريد أن يصوم).
قوله: [أخبرنا محمد بن النضر بن مساور].
صدوق، أخرج له أبو داود والنسائي.
[حدثنا حماد].
هو حماد بن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن مروان أبي لبابة].
ثقة، أخرج له الترمذي، والنسائي.
[عن عائشة رضي الله عنها].
هي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ستة رجال وامرأة واحدة، والمرأة هي عائشة رضي الله عنها وأرضاها.


شرح حديث: (... ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن خالد حدثنا سعيد حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (لا أعلم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ القرآن كله في ليلة، ولا قام ليلةً حتى الصباح، ولا صام شهراً قط كاملاً غير رمضان)].أورد النسائي حديث عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قرأ القرآن في ليلة، وما قام ليلةً حتى الصباح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان)، وهذا محل الشاهد بالنسبة للصيام، ما استكمل شهراً إلا رمضان، وإنما يصوم من الأشهر فيكثر ويقل، ولكنه لا يستكمل إلا رمضان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (... ولا صام شهراً قط كاملاً غير رمضان)


قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سعيد].
هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة بن أوفى].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعد بن هشام].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.

شرح حديث: (وما صام رسول الله شهراً كاملاً... إلا رمضان) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن عبد الله بن شقيق أنه قال: (سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، وما صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا رمضان)].أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم (كان يصوم حتى نقول: قد صام)، يعني: يواصل الصيام وأكمل الشهر، يعني: يصوم الشهر حتى يقولوا: خلاص يكمله، ولا يكمله، وكان لا يصوم من الشهر حتى يقولوا: لا يصوم، معناه: يفطر، وما كان يستكمل شهراً إلا رمضان.


تراجم رجال إسناد حديث: (وما صام رسول الله شهراً كاملاً ... إلا رمضان) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا قتيبة].مر ذكره.
[حدثنا حماد].
هو حماد بن زيد، وقد مر ذكره.
[عن أيوب].
هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن شقيق العقيلي، وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
وقد مر ذكرها.

حديث: (كان أحب الشهور إلى رسول الله أن يصومه شعبان...) وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثنا معاوية بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول: (كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصومه شعبان، بل كان يصله برمضان)].أورد النسائي حديث عائشة، وفيه أن أحب الشهور إلى الله -يعني من حيث الصيام التطوع- صيام شعبان، وكان يكثر منه، وكان يصله برمضان؛ لأنه يكثر صيامه من هذا الشهر، وما كان يصوم شهراً مثل ما يصوم في شعبان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].
الربيع بن سليمان يحتمل المرادي، والجيزي، وكل منهما ثقة.
في الترجمة الأخرى قال: الربيع بن سليمان المؤذن المرادي إذا كان نص عليه في تحفة الأشراف فالمراد به: الربيع بن سليمان المرادي، صاحب الإمام الشافعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معاوية بن صالح].
هو معاوية بن صالح بن حدير، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[أن عبد الله بن أبي قيس].
عبد الله بن أبي قيس، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[أنه سمع عائشة رضي الله عنها].
عائشة، وقد مر ذكرها.

يتبع



الساعة الآن : 09:43 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 190.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 189.54 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.26%)]