ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=84)
-   -   تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=204178)

ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:45 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده)






















الآية: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾.



السورة ورقم الآية: الأنبياء (104).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ وهو مَلَك يطوي بني آدم، وقيل: السجل: الصحيفة، والمعنى: كطي السجل على ما فيه من المكتوب ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ كما خلقناكم ابتداءً حُفاةً عُراةً غرلًا، كذلك نُعيدهم يوم القيامة ﴿ وَعْدًا عَلَيْنَا ﴾؛ أي: وعدناه وعدًا ﴿ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾؛ يعني: الإعادة والبعث.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ ﴾، قرأ أبو جعفر: "تُطوى السماءُ" بالتاء وضمها وفتح الواو، و"السماءُ"، رفع على المجهول، وقرأ العامة بالنون وفتحها وكسر الواو، و﴿ السَّمَاءَ ﴾ نصب.



﴿ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾، قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: "للكتب" على الجمع، وقرأ الآخرون: "للكتاب" على الواحد، واختلفوا في السجل، فقال السدي: السجل: ملك يكتب أعمال العباد، واللام زائدة؛ أي: كطي السجل الكتب كقوله: ﴿ رَدِفَ لَكُمْ ﴾ [النمل: 72]، اللام فيه زائدة، وقال ابن عباس ومجاهد والأكثرون: السجل: الصحيفة للكتب؛ أي: لأجل ما كتب، معناه: هو كطي الصحيفة على مكتوبها، والسجل: اسم مشتق من المساجلة وهي المكاتبة، والطي: هو الدرج الذي هو ضد النشر.




﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾؛ أي: كما بدأناهم في بطون أمهاتهم حُفاةً عُراةً غرلًا، كذلك نعيدهم يوم القيامة، نظيره قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: 94]، وروي عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنكم محشورون حفاةً عراةً غرلًا))، ثم قرأ: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾؛ يعني: الإعادة والبعث.




تفسير القرآن الكريم





ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:45 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)



♦ الآية: ï´؟ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ï´¾.
♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (105).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ï´¾ قيل: في الكتب المنزلة بعد التوراة، وقيل: أراد بالذكر اللوح المحفوظ ï´؟ أَنَّ الْأَرْضَ ï´¾ يعني: أرض الجنة ï´؟ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ï´¾ وقيل: أرض الدنيا تصير للمؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ï´¾، قال سعيد بن جبير ومجاهد: الزبور جميع الكتب المنزلة، والذكر أم الكتاب الذي عنده، والمعنى: من بعد ما كتب ذكره في اللوح المحفوظ.قال ابن عباس والضحاك: الزبور والتوراة والذكر الكتب المنزلة من بعد التوراة.
وقال الشعبي: الزبور: كتاب داود، والذكر: التوراة، وقيل: الزبور زبور داود، والذكر القرآن، وبعد بمعنى: قبل؛ كقوله تعالى: ï´؟ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ï´¾ [الكهف: 79]؛ أي: أمامهم، ï´؟ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ï´¾ [النازعات: 30]؛ أي: قبله، ï´؟ أَنَّ الْأَرْضَ ï´¾؛ يعني: أرض الجنة، ï´؟ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ï´¾، قال مجاهد: يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم دليله قوله تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ ï´¾ [الزمر: 74]، وقال ابن عباس: أراد أن أراضي الكفار يفتحها المسلمون، وهذا حكم من الله بإظهار الدين وإعزاز المسلمين، وقيل: أراد بالأرض: الأرضَ المقدسة.
تفسير القرآن الكريم





ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:46 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (إن في هذا لبلاغًا لقوم عابدين)















الآية: ﴿ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾.



السورة ورقم الآية: الأنبياء (106).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿إِنَّ فِي هَذَا﴾ القرآن ﴿ لَبَلَاغًا ﴾ لوصولًا إلى البغية ﴿ لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾ مُطيعين لله تعالى.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ فِي هَذَا ﴾؛ أي: في هذا القرآن، ﴿ لَبَلَاغًا ﴾ وصولًا إلى البغية؛ أي: من اتبع القرآن، وعمل به، وصل إلى ما يرجوه من الثواب، وقيل: بلاغًا؛ أي: كفايةً، يقال: في هذا الشيء بلاغ وبُلغة؛ أي: كفاية، والقرآن زادُ الجنة كبلاغ المسافر، ﴿ لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾؛ أي: المؤمنين الذين يعبدون الله عز وجل، وقال ابن عباس: عالمين، وقال كعب الأحبار: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم أهل الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:46 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)















الآية: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾.



السورة ورقم الآية: الأنبياء (107).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ للبَرِّ والفاجر، فمن أطاعه عُجِّلت له الرحمة، ومن عصاه وكذَّبه لم يحلقه العذاب في الدنيا، كما لحق الأمم المكذِّبة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾، قال ابن زيد: يعني رحمةً للمؤمنين خاصةً فهو رحمة لهم، وقال ابن عباس: هو عام في حق من آمن ومن لم يؤمن، فمن آمن فهو رحمة له في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن فهو رحمة له في الدنيا بتأخير العذاب عنهم ورفع المسخ والخسف والاستئصال عنهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما أنا رحمةٌ مهداة)).



تفسير القرآن الكريم





ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:46 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون)



الآية: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 109].
السورة ورقم الآية: الأنبياء (109).

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾ عن الإسلام ﴿ فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ﴾ أعلمتكم بما يوحى إليَّ ﴿ عَلَى سَوَاءٍ ﴾ لتستووا في ذلك؛ يريد: لم أُظهر لبعضكم شيئًا كتمته عن غيره ﴿ وَإِنْ أَدْرِي ﴾ ما أعلم ﴿ أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾؛ يعني: القيامة.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ ﴾؛ أي: أعلمتكم بالحرب وأنْ لا صلح بيننا، ﴿ عَلَى سَوَاءٍ ﴾؛ يعني: إنذارًا بيِّنًا نستوي في علمه، لا أستبد به دونكم؛ لتتأهبوا لما يُراد بكم؛ أي: آذنتكم على وجه نستوي نحن وأنتم في العلم به، وقيل لتستووا في الإيمان به، ﴿ وَإِنْ أَدْرِي ﴾؛ يعني: وما أعلم، ﴿ أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾؛ يعني: القيامة.
تفسير القرآن الكريم




ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:47 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)













الآية: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾.




السورة ورقم الآية: الأنبياء (111).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ ﴾ لعلَّ تأخير العذاب عنكم ﴿ فِتْنَةٌ ﴾ اختبارٌ لكم ﴿ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ إلى حين الموت.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ ﴾؛ يعني: لعل تأخير العذاب عنكم كناية عن غير مذكور، ﴿ فِتْنَةٌ ﴾ اختبار، ﴿ لَكُمْ ﴾ ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم، ﴿ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾؛ يعني: تتمتعون إلى انقضاء آجالكم.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:48 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون)















الآية: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾.



السورة ورقم الآية: الأنبياء (112).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ اقض بيني وبين أهل مكة بالحق، أُمر أن يقول كما قالت الرسل قبله من قولهم: ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 89] ﴿ وَرَبُّنَا ﴾ أي: وقل ربنا ﴿ الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 112] من كذبكم وباطلكم.




تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ قرأ حفص عن عاصم: "قال رب احكم"، وقرأ الآخرون: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ ﴾؛ يعني: افصل بيني وبين من كذبني بالحق، فإن قيل: كيف قال ﴿ احْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾، والله لا يحكم إلا بالحق؟ قيل: الحق ها هنا بمعنى العذاب كأنه استعجل العذاب لقومه، فعذبوا يوم بدر، نظيره قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 89]، قال أهل المعاني: معناه: رب احكم بحكمك الحق، فحذف الحكم، وأقيم الحق مقامه، والله تعالى يحكم بالحق طُلب منه أو لم يُطلب، ومعنى الطلب ظهور الرغبة من الطالب في حكمه الحق. ﴿ الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ من الكذب والباطل.



تفسير القرآن الكريم





ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:48 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
سورة الحج

تفسير: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
















الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (1).




الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ يا أهل مكة ﴿ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ﴾ أطيعوه ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ وهي زلزلة يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ﴾؛ أي: احذروا عقابه بطاعته، ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾، والزلزلة والزلزال: شدة الحركة على الحالة الهائلة، واختلفوا في هذه الزلزلة؛ فقال علقمة والشعبي: هي من أشراط الساعة، وقيل: قيام الساعة، وقال الحسن والسدي: هذه الزلزلة تكون يوم القيامة، وقال ابن عباس: ﴿ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ ﴾ قيامها فتكون معها.



تفسير القرآن الكريم




ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:49 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها)















الآية: ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (2).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا ﴾؛ يعني: الزلزلة ﴿ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ﴾ تترك كل امرأة ترضع ولدها الرضيع اشتغالًا بنفسها وخوفًا ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾ تسقط ولدها من هول ذلك اليوم ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ﴾ من شدة الخوف ﴿ وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾ من الشراب ﴿ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ فهم يخافونه.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا ﴾؛ يعني: الساعة، وقيل: الزلزلة، ﴿ تَذْهَلُ ﴾ قال ابن عباس: تشغل، وقيل: تنسى، يقال: ذهلت عن كذا إذا تركته واشتغلت بغيره عنه.



﴿ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ﴾؛ أي: كل امرأة معها ولد ترضعه؛ يقال: امرأة مرضع بلا هاء إذا أريد به الصفة؛ مثل: حائض وحامل، فإذا أرادوا الفعل أدخلوا الهاء.



﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾؛ أي: تسقط ولدها من هول ذلك اليوم؛ قال الحسن: تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا؛ لأن بعد البعث لا يكون حمل.



ومن قال: تكون في القيامة، قال هذا على وجه تعظيم الأمر؛ لا على حقيقته؛ كقولهم: أصابنا أمرٌ يشيب منه الوليد؛ يريد به: شدته.



﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾، قرأ حمزة والكسائي: "سكرى وما هم بسكرى" بلا ألف، وهما لغتان في جمع السكران؛ مثل كسلى وكسالى، قال الحسن: معناه: ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ﴾ من الخوف ﴿ وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾ من الشراب، وقيل: معناه: وترى الناس كأنهم سكارى، ﴿ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾.



أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله بن عمر بن بكير الكوفي العبسي، أخبرنا وكيع عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، قم فابعث بَعْثَ النار، قال فيقول: لبيك وسعديك والخير كله في يديك، يا رب وما بعث النار؟ قال: فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فحينئذ يشيب المولود ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾))، قال فيقولون: وأينا ذلك الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج، ومنكم واحد))، قال: فقال الناس: الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة))، قال: فكبر الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض)).



وروي عن عمران بن حصين وأبي سعيد الخدري وغيرهما: أن هاتين الآيتين نزلتا في غزوة تبوك وقيل في بني المصطلق ليلًا فنادى مُنادٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحَثُّوا المطيَّ حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها عليهم فلم يُرَ أكثر باكيًا من تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب، ولم يضربوا الخيام ولم يطبخوا قدورًا، والناس ما بين باك أو جالس، حزين متفكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون أي يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من ولدك، قال: فيقول آدم: من كلٍّ كم؟ فيقول الله عز وجل: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة))، قال: فكَبُر ذلك على المسلمين وبَكَوا، وقالوا: فمن ينجو إذًا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا وسددوا وقاربوا؛ فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إلا كثَّرتاه يأجوج ومأجوج، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة؛ فكبروا وحمدوا الله، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبروا وحمدوا الله، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة، وإن أهل الجنة مائة وعشرون صفًّا، ثمانون منها أمتي، وما المسلمون في الكفار إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة؛ بل كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ثم قال: ويدخل من أمتي سبعون ألفًا الجنة بغير حساب))، فقال عمر: سبعون ألفًا؟ قال: ((نعم ومع كل واحد سبعون ألفًا))، فقام عكاشة بن محصن، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت منهم))، أو قال: ((اللهم اجعله منهم))، فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبقك بها عكاشة)).




تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 16-10-2020 09:49 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد)















الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (3).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ نزلت في النضر بن الحارث، وجماعة من قريش كانوا ينكرون البعث، ويقولون: القرآن أساطير الأولين، ويجادلون النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ وَيَتَّبِعُ ﴾ في جداله ذلك ﴿ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾ متمرد عات.




تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ نزلت في النضر بن الحارث، كان كثير الجدل، وكان يقول: الملائكة بنات الله، والقرآن أساطير الأولين، وكان ينكر البعث وإحياء من صار ترابًا.



﴿ وَيَتَّبِعُ ﴾؛ أي: ويتبع في جداله في الله بغير علم، ﴿ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾، والمريد: المتمرد الغالي العاتي، والمستمر في الشر.



تفسير القرآن الكريم





ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:54 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير)



الآية: ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾.
السورة ورقم الآية: سورة الحج (4).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ ﴾ قضي على الشيطان ﴿ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ ﴾ اتبعه ﴿ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾ يدعوه إلى النار بما يزين له من الباطل. تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ ﴾؛ أي: قضي على الشيطان، ﴿ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ ﴾ اتبعه ﴿ فَأَنَّهُ ﴾؛ يعني: الشيطان ﴿ يُضِلُّهُ ﴾؛ أي: يضل من تولاه، ﴿ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾.
تفسير القرآن الكريم

ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:55 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب)



الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾.
السورة ورقم الآية: سورة الحج (5).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾؛ يعني: كفار مكة ﴿ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ ﴾ شك من الإعادة ﴿ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ ﴾ خلقنا أباكم الذي هو أصل البشر ﴿ مِنْ تُرَابٍ﴾ ثم خلقنا ذريته ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾ وهي الدم الجامد ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ﴾ وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ ﴿ مُخَلَّقَةٍ ﴾ مصورة تامة الخلق ﴿ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ وهي ما تمجُّه الأرحام دمًا؛ يعني: السقط ﴿ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم ﴿ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ ﴾ ننزل فيها ما لا يكون سقطًا ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ إلى وقت خروجه ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ ﴾ من بطون الأمهات ﴿ طِفْلًا ﴾ صغارًا ﴿ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾ عقولكم ونهاية قوتكم ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ﴾ يموت قبل بلوغ الأشد ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾ وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل شيئًا وهو قوله: ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ ثم ذكر دلالةً أخرى على البعث، فقال: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ﴾ جافةً ذات تراب ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ ﴾ المطر ﴿ اهْتَزَّتْ ﴾ تحركت بالنبات ﴿ وَرَبَتْ ﴾ زادت ﴿ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ من كل صنف حسن من النبات.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ألزم الحجة منكري البعث فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ﴾؛ يعني: في شك، ﴿ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ ﴾؛ يعني: أباكم آدم الذي هو أصل النسل، ﴿ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ﴾؛ يعني: ذريته، والنطفة هي المني، وأصلها الماء القليل، وجمعها نِطاف، ﴿ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾ وهي الدم الغليظ المتجمد الطري، وجمعها عَلَق؛ وذلك أن النطفة تصير دمًا غليظًا ثم تصير لحمًا، ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ﴾، وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ، ﴿ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾، قال ابن عباس وقتادة: ﴿ مُخَلَّقَةٍ ﴾؛ أي: تامة ﴿ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ غير تامة؛ أي ناقصة الخَلْق. وقال مجاهد: مصورة وغير مصورة؛ يعني: السقط.
وقيل: المخلقة: الولد الذي تأتي به المرأة لوقته، وغير المخلقة: السقط.
وروي عن علقمة عن عبدالله بن مسعود قال: إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها مَلَك بكفِّه وقال: أي رب مخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال: غير مخلقة قذفها الرحم دمًا ولم تكن نسمةً، وإن قال مخلقة، قال الملك: أي رب أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟ ما العمل؟ ما الأجل؟ ما الرزق؟ وبأي أرض يموت؟ فيقال له: اذهب إلى أم الكتاب، فإنك تجد فيها كل ذلك، فيذهب فيجدها في أم الكتاب فينسخها فلا يزال معه حتى يأتي على آخر الصفة.
﴿ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ كمال قدرتنا وحكمتنا في تصريف أطوار خلقكم، ولتستدلوا بقدرته في ابتداء الخلق على قدرته على الإعادة.
وقيل: لنبين لكم ما تأتون وما تذرون، وما تحتاجون إليه في العبادة.
﴿ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ ﴾، فلا تمجُّه ولا تسقطه، ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾، إلى وقت خروجها من الرحم تامة الخلق والمدة.
﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ ﴾ من بطون أمهاتكم ﴿ طِفْلًا ﴾؛ أي: صغارًا ولم يقل: أطفالًا؛ لأن العرب تذكر الجمع باسم الواحد، وقيل: تشبيهًا بالمصدر؛ مثل: عدل وزور.
﴿ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾؛ يعني: الكمال والقوة.
﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ﴾، من قبل بلوغ الكبر، ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾؛ أي: الهرم والخرف، ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾؛ أي: يبلغ من السن ما يتغير عقله فلا يعقل شيئًا، ثم ذكر دليلًا آخر على البعث، فقال: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ﴾؛ أي: يابسةً لا نبات فيها، ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ ﴾ المطر، ﴿ اهْتَزَّتْ ﴾ تحركت بالنبات، وذلك أن الأرض ترتفع بالنبات، فذلك تحركها، ﴿ وَرَبَتْ ﴾؛ أي: ارتفعت وزادت، وقيل: فيه تقديم وتأخير، معناه: ربت واهتزت وربا نباتها، فحذف المضاف، والاهتزاز في النبات أظهر، يقال: اهتز النبات؛ أي: طال؛ وإنما أنث لذكر الأرض.

وقرأ أبو جعفر: (وربأت) بالهمزة، وكذلك في حم السجدة؛ أي: ارتفعت وعلت.
﴿ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾؛ أي: صنف حسن يبهج به من رآه؛ أي: يُسَرُّ، فهذا دليل آخر على البعث.
تفسير القرآن الكريم




ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:55 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيء قدير)



الآية: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
السورة ورقم الآية: سورة الحج (6).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ ﴾ الذي تقدم ذكره من اختلاف أحوال خلق الإنسان وإحياء الأرض بالمطر ﴿ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ﴾ الدائم الثابت الموجود ﴿ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ﴾؛ أي: لتعلموا أن الله هو الحق، ﴿ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
تفسير القرآن الكريم

ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:56 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدًى ولا كتاب منير)















الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (8).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ نزلت في أبي جهل ﴿ وَلَا هُدًى ﴾ ليس معه من ربه رشاد ولا بيان ﴿ وَلَا كِتَابٍ ﴾ له نور.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾؛ يعني: النضر بن الحارث، ﴿ وَلَا هُدًى ﴾ بيان ﴿ وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾.




تفسير القرآن الكريم

ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:57 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)















الآية: ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (9).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ ﴾ لاوي عنقه تكبرًا ﴿ لِيُضِلَّ ﴾ الناس عن طاعة الله سبحانه باتباع محمد عليه السلام ﴿ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾؛ يعني: القتل ببدر.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ ﴾؛ أي: متبخترًا لتكبُّره، وقال مجاهد وقتادة: لاوي عنقه، قال عطية وابن زيد: معرضًا عما يُدعى إليه تكبرًا، وقال ابن جريج: يعرض عن الحق تكبرًا. والعطف: الجانب، وعطفا الرجل: جانباه عن يمين وشمال، وهو الموضع الذي يعطفه الإنسان؛ أي: يلويه ويميله عند الإعراض عن الشيء، نظيره قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا ﴾ [لقمان: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ ﴾ [المنافقون: 5].



﴿ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾، عن دين الله، ﴿ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾ عذاب وهوان هو القتل ببدر، فقتل النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرًا، ﴿ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.




تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:57 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد)















الآية: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (10).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ﴾ هذا العذاب بما كسبت ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ لا يعاقب بغير جرم.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ويقال له: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ فيعذبهم بغير ذنب، وهو جل ذكره على أي وجه شاء تصرف في عبيده، فحكمه عدل وهو غير ظالم.




تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:58 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه)













الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾.







السورة ورقم الآية: سورة الحج (11).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾ على جانب لا يدخل فيه دخول متمكن ﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ﴾ خصب وكثرة مال ﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ ﴾ في الدين بذلك الخصب ﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ﴾ اختبار بجدب وقلة مال ﴿ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ﴾ رجع عن دينه إلى الكفر.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾، الآية نزلت في قوم من الأعراب كانوا يقدمون المدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم المدينة، فصحَّ بها جسمه ونُتِجَتْ فرسه مهرًا حسنًا، وولدت امرأته غلامًا، وكثر ماله، قال: هذا دين حسن، وقد أصبت فيه خيرًا واطمأن إليه، وإن أصابه مرض، وولدت امرأته جاريةً، وأجهضت فرسه، وقل ماله قال: ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين إلا شرًّا، فينقلب عن دينه، وذلك الفتنة، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾، أكثر المفسرين قالوا: على شك، وأصله من حرف الشيء وهو طرفه؛ نحو: حرف الجبل والحائط الذي القائم عليه غير مستقر، فقيل للشاك في الدين: إنه يعبد الله على حرف؛ لأنه على طرف وجانب من الدين لم يدخل فيه على الثبات والتمكن كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر، يعرض أن يقع في أحد جانبي الطرف لضعف قيامه، ولو عبدوا الله في الشكر على السراء، والصبر على الضراء، لم يكونوا على حرف، قال الحسن: هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه ﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ﴾ صحة في جسمه، وسعة في معيشته، ﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ ﴾؛ أي: رضي وسكن إليه، ﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ﴾ بلاء في جسده، وضيق في معيشته، ﴿ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ﴾، ارتد ورجع على عقبه إلى الوجه الذي كان عليه من الكفر، ﴿ خَسِرَ الدُّنْيَا ﴾؛ يعني: هذا الشاك خسر الدنيا بفوات ما كان يؤمله، ﴿ وَالْآخِرَةَ ﴾ بذهاب الدين والخلود في النار.




قرأ يعقوب: "خاسر" بالألف "والآخرة" جر، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾؛ أي: الظاهر.




تفسير القرآن الكريم

ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:58 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد)















الآية: ﴿ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (12).




الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ ﴾ إن عصاه ﴿ لَا يَنْفَعُهُ ﴾ إن أطاعه ﴿ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾ الذهاب عن الحق.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ ﴾ إن عصاه ولم يعبده، ﴿ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ﴾ إن أطاعه وعبده، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾؛ يعني: البعيد عن الحق والرشد.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:59 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير)



الآية: ﴿ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ﴾.

السورة ورقم الآية: سورة الحج (13).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾ ضرره بعبادته أقرب من نفعه، ولا نفع عنده، والعرب تقول لما لا يكون: هو بعيد، والمعنى في هذا: أنه يضرُّ ولا ينفع. ﴿ لَبِئْسَ الْمَوْلَى ﴾ الناصر ﴿ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ﴾ الصاحب والخليط.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾ هذه الآية من مشكلات القرآن، وفيها أسئلة: أولها قالوا: قد قال الله في الآية السابقة: ﴿ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ﴾ [الحج: 12] وقال ها هنا: ﴿ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾ فكيف التوفيق بينهما؟ قيل: قوله في الآية الأولى ﴿ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ ﴾ [الحج: 12]؛ أي: لا يضره ترك عبادته، وهو قوله: ﴿ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾؛ أي: ضر عبادته، فإن قيل: قد قال: ﴿ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾ ولا نفع في عبادة الصنم أصلًا؟ قيل: هذا على عادة العرب؛ فإنهم يقولون لما لا يكون أصلًا: بعيد، كقوله: ﴿ ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ﴾ [ق: 3]؛ أي: لا رجع أصلًا، فلما كان نفع الصنم بعيدًا على معنى: أنه لا نفع فيه أصلًا، قيل: ﴿ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾؛ لأنه كائن، السؤال الثالث: قوله: ﴿ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾، ما وجه هذه اللام؟ اختلفوا فيه: فقال بعضهم: هي صلة، مجازها: «يدعو من ضره أقرب»، وهكذا قرأها ابن مسعود؛ أي: إلى الذي ضره أقرب من نفعه.
وقيل: يدعو بمعنى يقول، والخبر محذوف؛ أي: يقول لمن ضره أقرب من نفعه هو إله.
وقيل: معناه يدعو لمن ضره أقرب من نفعه يدعو، فحذف يدعو الأخيرة اجتزاءً بالأولى، ولو قلت يضرب لمن خيره أكثر من شره يضرب، ثم يحذف الأخيرة جاز.

وقيل: على التوكيد، معناه: يدعو والله لمن ضره أقرب من نفعه، وقيل: "يدعو من" صلة قوله: ﴿ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾ [الحج: 12]، يقول: ذلك هو الضلال البعيد يدعو، ثم استأنف فقال: ﴿ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ﴾، فيكون "من" في محل رفع بالابتداء وخبره، ﴿ لَبِئْسَ الْمَوْلَى ﴾؛ أي: الناصر.
وقيل: المعبود. ﴿ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ﴾؛ أي: الصاحب والمخالط؛ يعني: الوثن، والعرب تسمي الزوج عشيرًا لأجل المخالطة.
تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 19-10-2020 03:59 AM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء)



















الآية: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾.




السورة ورقم الآية: سورة الحج (15).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ ﴾ لن ينصر الله محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى يظهره على الدين كله، فليمت غيظًا وهو تفسير قوله: ﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾؛ أي: فليشدد حبلًا في سقفه ﴿ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ﴾؛ أي: ليمد الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقًا ﴿ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ غيظه.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ ﴾؛ يعني: نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ﴾؛ أي: بحبل ﴿ إِلَى السَّمَاءِ ﴾ أراد بالسماء سقف البيت على قول الأكثرين؛ أي: ليشدد حبلًا في سقف بيته، فليختنق به حتى يموت، ﴿ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ﴾ الحبل بعد الاختناق، وقيل: ﴿ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ﴾؛ أي: ليمد الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقًا، ﴿ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ﴾ صنعه وحيلته، ﴿ مَا يَغِيظُ ﴾ (ما) بمعنى المصدر؛ أي: هل يذهبن كيده وحيلته غيظه؛ معناه: فليختنق غيظًا حتى يموت، وليس هذا على سبيل الحتم أن يفعله؛ لأنه لا يمكنه القطع والنظر بعد الاختناق والموت، ولكنه كما يقال للحاسد: إن لم ترض هذا فاختنق ومت غيظًا، وقال ابن زيد: المراد من السماء: السماء المعروفة.



ومعنى الآية: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ويكيد في أمره ليقطعه عنه، فليقطعه من أصله، فإن أصله من السماء ﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ عن النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي يأتي من السماء، فلينظر هل يقدر على إذهاب غيظه بهذا الفعل.



وروي أن هذه الآية نزلت في قوم من أسد وغطفان دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وكان بينهم وبين اليهود حلف، فقالوا: لا يمكننا أن نسلم؛ لأنا نخاف ألَّا يُنصَر محمد، ولا يظهر أمره فينقطع الحلف بيننا وبين اليهود، فلا يميروننا ولا يؤووننا فنزلت هذه الآية.




وقال مجاهد: النصر بمعنى الرزق والهاء راجعة إلى {من} ومعناه: من كان يظن أن لن يرزقه الله في الدنيا والآخرة نزلت فيمن أساء الظن بالله وخاف ألا يرزقه، ﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ؛ أي: إلى سماء البيت، فلينظر هل يذهبن فعله ذلك ما يغيظ، وهو خيفة ألَّا يرزق.



وقد يأتي النصر بمعنى الرزق، تقول العرب: من ينصرني نصره الله؛ أي: من يعطني أعطاه الله، قال أبو عبيدة: تقول العرب: أرض منصورة؛ أي ممطورة.



قرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر ويعقوب: «ثم ليقطع» «ثم ليقضوا» بكسر اللام، والباقون بجزمها؛ لأن الكل لام الأمر، زاد ابن عامر: ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا﴾ [الحج: 29] بكسر اللام فيهما، ومن كسر في "ثم ليقطع" وفي "ثم ليقضوا" فرق بأن ثم مفصول من الكلام، والواو كأنها من نفس الكلمة كالفاء في قوله: {فلينظر}.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:34 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم)



الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.
السورة ورقم الآية: سورة الحج (17).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾؛ أي: يحكم ويقضي بأن يدخل المؤمنين الجنة وغيرهم من هؤلاء الفرق النار.

﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ يريد: إن الله عالم بما في قلوبهم.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾؛ يعني: عبدة الأوثان، {إن الله يفصل بينهم} يحكم بينهم، ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.
تفسير القرآن الكريم




ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:35 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض)















الآية: {﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (18).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ ﴾ يذلُّ له، وينقاد له ﴿ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾ وذلك أن كل شيء منقاد لله عز وجل على ما خلقه، وعلى ما رزقه، وعلى ما أصحَّه، وعلى ما أسقمه، فالبَرُّ والفاجر، والمؤمن والكافر في هذا سواءٌ ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ ﴾ يذلَّه بالكفر ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ أحدٌ يكرمه ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ يُهين من يشاء بالكفر، ويكرم من يشاء بالإيمان.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ ألم تعلم، وقيل: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ بقلبك ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ﴾، قال مجاهد: سجودها تحول ظلالها. وقال أبو العالية: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا يقع ساجدًا حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له، فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه. وقيل: سجودها بمعنى الطاعة، فإنه ما من جماد إلا وهو مطيع لله، خاشع لله، مسبح له كما أخبر الله تعالى عن السماوات والأرض ﴿ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، وقال في وصف الحجارة ﴿ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 74]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44]، وهذا مذهب حسن موافق لقول أهل السنة.




قوله: ﴿ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾؛ أي: من هذه الأشياء كلها تسبح الله عز وجل ﴿ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾؛ يعني: المسلمين. ﴿ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾ وهم الكفار لكفرهم وتركهم السجود وهم مع كفرهم تسجد ظلالهم لله عز وجل. والواو في قوله: ﴿ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾، واو الاستئناف.



﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ ﴾؛ أي: يهنه الله ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾؛ أي: من يذله الله، فلا يكرمه أحد، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾؛ أي: يكرم ويهين، فالسعادة والشقاوة بإرادته ومشيئته.




تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:35 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (هذان خصمان اختصموا في ربهم)















الآية: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (19).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾؛ يعني: المؤمنين والكافرين ﴿ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ في دينه ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ﴾ يلبسون مقطَّعات النيران ﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ ماء حارٌّ لو سقطت نقطٌ على جبال الدنيا أذابتها.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾؛ أي: جادلوا في دينه وأمره، والخصم: اسم شبيه بالمصدر، فلذلك قال: ﴿ اخْتَصَمُوا ﴾ بلفظ الجمع؛ كقوله: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾ [ص: 21]، واختلفوا في هذين الخصمين:




أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُباد، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسمًا أن هذه الآية: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني أبي ربيعة، والوليد بن عتبة.



وأخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا حجاج بن منهال، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعتُ أبي قال: أخبرنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم نزلت: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾، قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة. قال محمد بن إسحاق خرج – يعني: يوم بدر- عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة: عوف ومعوذ ابنا الحارث، وأمهما عفراء، وعبدالله بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار، فقالوا حين انتسبوا: أكفاء كرام، ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخْرِجْ إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا عبيدة بن الحارث، ويا حمزة بن عبدالمطلب، ويا علي بن أبي طالب، فلما دَنَوا قالوا: من أنتم؟ فذكروا فقالوا: نعم أكفاء كرام، فبارز عبيدةَ، وكان أسن القوم عتبة، وبارز حمزةُ شيبةَ، وبارز عليٌّ الوليدَ بن عتبة، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة، وعلي الوليد بن عتبة، واختلف عبيدةُ وعتبةُ بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه، فكَّر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذفَّفا عليه، واحتملا عبيدةَ إلى أصحابه، وقد قطعت رجله ومخُّها يسيل، فلم أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست شهيدًا يا رسول الله؟ قال: ((بلى))، فقال عبيدة: لو كان أبو طالب حيًّا لعلمَ أنَّا أحق بما قال منه حيث يقول:



ونسلمه حتى نصرع حوله *** ونذهب عن أبنائنا والحلائل



وقال ابن عباس وقتادة: نزلت الآية في المسلمين وأهل الكتاب فقال أهلُ الكتاب: نحن أولى بالله منكم، وأقدمُ منكم كتابًا، ونبيُّنا قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحقُّ بالله آمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبيكم، وبما أنزل الله من كتاب، وأنتم تعرفون نبينا وكتابنا وكفرتم به حسدًا، فهذه خصومتهم في ربهم.



وقال مجاهد، وعطاء بن أبي رباح والكلبي: هم المؤمنون والكافرون كلهم من أي ملة كانوا.



وقال بعضهم: جعل الأديان ستةً في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا... ﴾ [الحج: 17] الآية، فجعل خمسةً للنار وواحدًا للجنة، فقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} ينصرف إليهم فالمؤمنون خصم وسائر الخمسة خصم.



وقال عكرمة: هما الجنة والنار اختصمتا كما أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي، أخبرنا أبو طاهر الزيادي، أخبرنا أبو بكر محمد حسين القطان، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي، أخبرنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحاجَّتِ الجنة والنار، فقالت النار: أُوثرتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنةُ: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم وغرَّتهم؟ قال الله عز وجل للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذِّب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما مِلْؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضعَ الله فيها رجله فتقول: قَطْ قَطْ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقًا))، ثم بين الله عز وجل ما للخصمين، فقال: ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ﴾، قال سعيد بن جبير: ثياب من نحاس مذاب، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حرًّا منه، وسمي باسم الثياب؛ لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب.




وقال بعضهم: يلبس أهل النار مُقطَّعات من النار، ﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ والحميم: هو الماء الحار الذي انتهت حرارته.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:36 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (يصهر به ما في بطونهم والجلود)















الآية: ﴿ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (20).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يُصْهَرُ ﴾ يُذاب ﴿ بِهِ ﴾ بذلك الماء ﴿ مَا فِي بُطُونِهِمْ ﴾ من الأمعاء ﴿ وَالْجُلُودُ ﴾ وتنشوي جلودهم فتسَّاقط.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يُصْهَرُ بِهِ ﴾؛ أي: يذاب بالحميم، ﴿ مَا فِي بُطُونِهِمْ ﴾ من الأمعاء، يُقال: صهرت الإليةَ والشحم بالنار إذا أذبتهما أصهرها صهرًا، معناه يذاب بالحميم الذي يصب من فوق رؤوسهم حتى يسقط ما في بطونهم من الشحوم والأحشاء، ﴿ وَالْجُلُودُ ﴾؛ أي: يشوي حرُّها جلودَهم وما في بطونهم فتتساقط.




أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة، حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، أخبرنا محمد أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي، أخبرنا عبدالله بن محمود، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الخلال، أخبرنا عبدالله بن المبارك، عن سعيد بن زيد، عن أبي السمح، عن أبي حجيرة، واسمه عبدالرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلُصَ إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرقَ من قدميه، وهو الصهر ثم يُعادُ كما كان)).



تفسير القرآن الكريم

ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:36 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ولهم مقامع من حديد)















الآية: ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (21).




الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ ﴾ سياط ﴿ مِنْ حَدِيدٍ ﴾.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ سياط من حديد، واحدتها: مَقْمعة، قال الليث: المقمعة شبه الجرز من الحديد، من قولهم: قمعت رأسه، إذا ضربته ضربًا عنيفًا، وفي الخبر: «لو وضع مقمع من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلُّوه من الأرض».



تفسير القرآن الكريم

ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:37 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق)



الآية: ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (22).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا ﴾ من جهنم ﴿ مِنْ غَمٍّ ﴾ يصيبهم ﴿ أُعِيدُوا فِيهَا ﴾ ردُّوا إليها بالمقامع ﴿ وَ ﴾ تقول لهم الخزنة: ﴿ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ النار.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ ﴾؛ يعني: كلما حاولوا الخروج من النار لما يلحقهم من الغم والكرب الذي يأخذ بأنفسهم ﴿ أُعِيدُوا فِيهَا ﴾؛ يعني: رُدوا إليها بالمقامع.
وفي التفسير: إن جهنم لَتجيشُ بهم، فتلقيهم إلى أعلاها، فيريدون الخروج منها فتضربهم الزبانية بمقامع الحديد، فيهوون فيها سبعين خريفًا.
﴿ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾؛ أي: تقول لهم الملائكة: ذوقوا عذاب الحريق؛ أي: المحرق مثل الأليم والوجيع.
قال الزجاج: هؤلاء أحد الخصمين، وقال في الآخر، وهم المؤمنون.375/731
تفسير القرآن الكريم




ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:37 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار)















الآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (23).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ ﴾ الآية وهي مفسرة في سورة الكهف.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ جمع سوار، ﴿ وَلُؤْلُؤًا ﴾، قرأ أهل المدينة وعاصم (ولؤلؤًا) ها هنا وفي سورة الملائكة [فاطر: 33] بالنصب وافق يعقوب ها هنا على معنى ويحلَّوْن لؤلؤًا، ولأنها مكتوبة في المصاحف بالألف، وقرأ الآخرون بالخفض عطفًا على قوله: ﴿ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ وترك الهمزة الأولى في كل القرآن أبو جعفر وأبو بكر، واختلفوا في وجه إثبات الألف فيه؛ فقال أبو عمرو: أثبتوها فيها كما أثبتوا في: قالوا وكانوا، وقال الكسائي: أثبتوها للهمزة؛ لأن الهمزة حرف من الحروف ﴿ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾؛ أي: أنهم يلبسون في الجنة ثياب الإبريسم، وهو الذي حرم لبسه في الدنيا على الرجال.




أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا عبدالرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم البغوي، أخبرنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن قتادة عن داود السراج، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه الله إياه في الآخرة، فإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو».



تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:38 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)



الآية: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (24).

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَهُدُوا ﴾ أرشدوا في الدنيا ﴿ إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ وهو شهادة أن لا إله إلا الله ﴿ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ دين الله المحمود في أفعاله. تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾، قال ابن عباس: هو شهادة أن لا إله إلا الله، وقال ابن زيد: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، وقال السدي: أي: القرآن، وقيل: هو قول أهل الجنة: {﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾ [الزمر: 74]. ﴿ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ إلى دين الله؛ وهو الإسلام "والحميد" هو الله المحمود في أفعاله وأقواله.
تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:38 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس)















الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (25).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ يمنعون عن طاعة الله تعالى ﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ يمنعون المؤمنين عنه ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ﴾ خلقناه وبنيناه للناس كلهم لم نخص به بعضًا دون بعض ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ سواء في تعظيم حرمته، وقضاء النسك به الحاضر، والذي يأتيه من البلاد، فليس أهل مكة بأحق به من النازع إليه ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: إلحادًا بظلم؛ وهو أن يميل إلى الظلم، ومعناه: صيد حمامه، وقطع شجره، ودخوله غير مُحرمٍ، وجميع المعاصي؛ لأن السيئات تُضاعف بمكة كما تُضاعف الحسنات.








تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ عطف المستقبل على الماضي؛ لأن المراد من لفظ المستقبل الماضي؛ كما قال تعالى في موضع آخر: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 167]، وقيل معناه: إن الذين كفروا فيما تقدم، ويصدون عن سبيل الله في الحال؛ أي: وهم يصدون.







﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾؛ أي: ويصدون عن المسجد الحرام، ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ﴾ قبلةً لصلاتهم ومَنْسكًا ومُتعبدًا كما قال: ﴿ وُضِعَ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 96].







﴿ سَوَاءً ﴾ قرأ حفص عن عاصم ويعقوب: (سواءً) نصبًا بإيقاع الجعل عليه؛ لأن الجعل يتعدى إلى مفعولين، وقيل معناه: مستويًا فيه، ﴿ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء، وما بعده خبر، وتمام الكلام عند قوله: ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ وأراد بالعاكف: المقيم فيه، وبالبادي: الطارئ المنتاب إليه من غيره، واختلفوا في معنى الآية؛ فقال قوم: ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾؛ يعني: في تعظيم حرمته وقضاء النسك فيه، وإليه ذهب مجاهد والحسن وجماعة، وقالوا: المراد منه: نفس المسجد الحرام، ومعنى التسوية: هو التسوية في تعظيم الكعبة في فضل الصلاة في المسجد الحرام والطواف بالبيت، وقال آخرون: المراد منه جميع الحرم، ومعنى التسوية: أن المقيم والبادي سواء في النزول به، ليس أحدهما بأحق بالمنزل يكون فيه من الآخر، غير أنه لا يزعج فيه أحد إذا كان قد سبق إلى منزل، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وابن زيد، قالوا: هما سواء في البيوت والمنازل. وقال عبدالرحمن بن سابط: كان الحُجَّاج إذا قدموا مكة لم يكن أحد من أهل مكة بأحق بمنزله منهم، وكان عمر بن الخطاب ينهى الناس أن يغلقوا أبوابهم في الموسم وعلى هذا القول لا يجوز بيع دور مكة وإجارتها، وعلى القول الأول - وهو الأقرب إلى الصواب – يجوز؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [الحج: 40]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن))، فنسب الديار إليهم نسبة ملك، واشترى عمر دارًا للسجن بمكة بأربعة آلاف درهم، فدل على جواز بيعها، وهذا قول طاووس وعمر بن دينار، وبه قال الشافعي.







قوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: في المسجد الحرام ﴿ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ وهو الميل إلى الظلم، والباء في قوله: ﴿ بِإِلْحَادٍ ﴾ زائدة كقوله: ﴿ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ [المؤمنون: 20]، ومعناه من يرد فيه إلحادًا بظلم، قال الأعشى: "ضمنت برزق عيالنا أرماحُنا"؛ أي: رزق عيالنا، وأنكر المبرد أن تكون الباء زائدةً، وقال: معنى الآية: من تكن إرادته فيه أن يلحد بظلم، واختلفوا في هذا الإلحاد؛ فقال مجاهد وقتادة: هو الشرك وعبادة غير الله، وقال قوم: هو كل شيء كان منهيًا عنه من قول أو فعل حتى شتم الخادم، وقال عطاء: هو دخول الحرم غير محرم أو ارتكاب شيء من محظورات الإحرام؛ من قتل صيد، أو قطع شجر.








وقال ابن عباس: هو أن تقتل فيه من لا يقتلك، أو تظلم من لا يظلمك، وهذا معنى قول الضحاك. وعن مجاهد أنه قال: تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات، وقال حبيب بن أبي ثابت: هو احتكار الطعام بمكة، وقال عبدالله بن مسعود في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، قال: لو أن رجلًا همَّ بخطيئة لم تكتب عليه ما لم يعملها، ولو أن رجلًا همَّ بقتل رجل بمكة وهو بعدن أبين، أو ببلد آخر أذاقه الله من العذاب الأليم، قال السدي: إلا أن يتوب. وروي عن عبدالله بن عمر أنه كان له فسطاطان: أحدهما في الحل، والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فسئل عن ذلك، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: كلا والله، وبلى والله.



تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 23-10-2020 06:39 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا)















الآية: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾.




السورة ورقم الآية: الحج (26).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾ بيَّنا له أين يُبنى ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ ﴾؛ يعني: وأمرناه أن لا تشرك ﴿ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ مفسَّر في سورة البقرة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾؛ أي: وطَّأْنا، وقال ابن عباس: جعلنا. وقيل: بينَّا. قال الزجاج: جعلنا مكان البيت مبوءًا لإبراهيم.



وقال مقاتل بن حيان: هيأنا. وإنما ذكر مكان البيت؛ لأن الكعبة رفعت إلى السماء في زمن الطوفان، ثم لما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء البيت لم يدرِ أين يبني فبعث الله ريحًا خجوجًا فكنَّست له ما حول البيت على الأساس.



وقال الكلبي: بعث الله سحابةً بقدر البيت، فقامت بحيال البيت وفيها رأس يتكلم: يا إبراهيم، ابْنِ على قَدَري فبنى عليه.



قوله تعالى: ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾؛ أي: عهدنا إلى إبراهيم، وقلنا له: لا تشرك بي شيئًا، ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾؛ أي: الذين يطوفون بالبيت من دنس الذنوب، ﴿ وَالْقَائِمِينَ ﴾؛ أي: المقيمين، ﴿ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾؛ أي: المصلين.



تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:17 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)















الآية: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (27).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ ﴾ نادِ فيهم ﴿ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا ﴾ مُشاةً على أرجلهم ﴿ وَ ﴾ ركبانًا ﴿ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ﴾ وهو البعير المهزول ﴿ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ طريق بعيد.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ ﴾؛ أي: أعلمْ ونادِ في الناس، ﴿ بِالْحَجِّ ﴾، فقال إبراهيم: وما يبلغ صوتي؟ فقال: عليك الأذانُ وعلينا البلاغ، فقام إبراهيم على المقام فارتفع به المقامُ حتى صار كأطول الجبال، فأدخل أصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يمينًا وشمالًا وشرقًا وغربًا، وقال: يا أيها الناس، ألا إن ربكم قد بنى لكم بيتًا، وكتب عليكم الحج إلى البيت، فأجيبوا ربكم، فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات: لبيك اللهم لبيك، قال ابن عباس: فأول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجًّا.



وروي أن إبراهيم صعد أبا قبيس ونادى. وقال ابن عباس عني بالناس في هذه الآية أهل القبلة، وزعم الحسن أن قوله: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾ كلام مستأنف، وأن المأمور بهذا التأذين محمد صلى الله عليه وسلم، أُمِرَ أن يفعل ذلك في حجة الوداع.




وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجُّوا)).



قوله تعالى: ﴿ يَأْتُوكَ رِجَالًا ﴾؛ أي: مشاةً على أرجلهم جمع راجل؛ مثل: قائم وقيام، وصائم وصيام، ﴿ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ﴾؛ أي: ركبانًا على كل ضامر، والضامر: البعير المهزول ﴿ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾؛ أي: من كل طريق بعيد؛ وإنما جمع "يأتين" لمكان كل وارد النوق.




تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:17 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)



الآية: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (28).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾ ليحضروا ﴿ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ من أمر الدنيا والآخرة ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: التسمية على ما ينحر في يوم النحر وأيام التشريق ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أمر إباحة، وكان أهل الجاهلية لا يأكلون من نسائكهم، فأمر المسلمون أن يأكلوا ﴿ أَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ الشديد الفقر.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾ ليحضروا، ﴿ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ قال سعيد بن المسيب، ومحمد بن علي الباقر: العفو والمغفرة، وقال سعيد بن جبير: التجارة، وهي رواية ابن زيد عن ابن عباس، قال: الأسواق، وقال مجاهد: التجارة وما يرضى الله به من أمر الدنيا والآخرة.
﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾؛ يعني: عشر ذي الحجة في قول أكثر المفسرين، قيل لها: "معلومات" للحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها. ويروى عن علي رضي الله عنه: أنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وفي رواية عطاء عن ابن عباس: أنها يوم عرفة والنحر وأيام التشريق، وقال مقاتل: المعلومات أيام التشريق.
﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: الهدايا، والضحايا، تكون من النعم، وهي الإبل والبقر والغنم.
واختار الزجاج أن الأيام المعلومات: يوم النحر وأيام التشريق؛ لأن الذكر على بهيمة الأنعام يدل على التسمية على نحرها، ونحر الهدايا يكون في هذه الأيام.
﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أمر إباحة وليس بواجب؛ وإنما قال ذلك؛ لأن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون من لحوم هداياهم شيئًا، واتفق العلماء على أن الهدي إذا كان تطوعًا يجوز للمهدي أن يأكل منه، وكذلك أضحية التطوع لما:
أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الخرقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالله الطيسفوني، أخبرنا عبدالله بن عمر الجوهري، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني، أخبرنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال في قصة حجة الوداع: وقدم علي ببدن من اليمن وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة، فنحر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين بدنةً بيده، ونحر علي ما بقي، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُؤخَذ بَضْعة من كل بدنة، فتجعل في قدر فأكلا من لحمها وحسيا من مرقها.

واختلفوا في الهدي الواجب بالشرع هل يجوز للمهدي أن يأكل منه شيئًا؟ مثل دم التمتع والقِرَان والدم الواجب بإفساد الحج وفواته وجزاء الصيد؟
فذهب قوم إلى أنه لا يجوز أن يأكل منه شيئًا، وبه قال الشافعي، وكذلك ما أوجبه على نفسه بالنذر، وقال ابن عمر: لا يأكل من جزاء الصيد والنذر، ويأكل مما سوى ذلك، وبه قال أحمد وإسحاق، وقال مالك: يأكل من هدي التمتع، ومن كل هدي وجب عليه إلا من فدية الأذى وجزاء الصيد والمنذور، وعند أصحاب الرأي يأكل من دم التمتع والقِرَان، ولا يأكل من واجب سواهما.
قوله عز وجل: ﴿ وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾؛ يعني: الزَّمِن الفقير الذي لا شيء له و"البائس" الذي اشتد بؤسه، والبؤس شدة الفقر.
تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:18 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق)















الآية: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (29).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾؛ يعني: ما يخرجون به من الإحرام؛ وهو أخذ الشارب وتقليم الظُّفر، وحلق العانة، ولبس الثوب ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾؛ يعني: ما نذروه من برٍّ وهدي في أيام الحج ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ القديم، وقيل: المعتق من أن يتسلَّط عليه جبَّار؛ يعني: الكعبة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ التفث: الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظفار والشَّعَث، تقول العرب لمن تستقذره: ما أتفثك؛ أي: أوسخك. والحاج أشعث أغبر؛ أي: لم يحلق شعره، ولم يقلم ظفره، فقضاء التفث: إزالة هذه الأشياء ليقضوا تفثهم؛ أي: ليزيلوا أدرانهم، والمراد منه الخروج عن الإحرام بالحلق، وقص الشارب، ونتف الإبط، والاستحداد، وقلم الأظفار، ولبس الثياب.



قال ابن عمر وابن عباس: "قضاء التفث" مناسك الحج كلها، وقال مجاهد: هو مناسك الحج، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقلم الأظفار. وقيل: التفث ها هنا رمي الجمار.




قال الزجاج: لا نعرف التفث ومعناه إلا من القرآن.



قوله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾، قال مجاهد: أراد نذر الحج والهدي وما ينذر الإنسان من شيء يكون في الحج؛ أي: ليتموها بقضائها، وقيل: المراد منه الوفاء بما نذر على ظاهره، وقيل: أراد به الخروج عما وجب عليه نذر ولم ينذر، والعرب تقول لكل من خرج عن الواجب عليه وفَّى بنذره. وقرأ عاصم برواية أبي بكر «وَلْيوَفُّوا» بنصب الواو وتشديد الفاء.



﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾، أراد به الطواف الواجب عليه؛ وهو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق.



والطواف ثلاثة: طواف القدوم؛ وهو أن من قدم مكة يطوف بالبيت سبعًا، يرمل ثلاثًا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه، ويمشي أربعًا، وهذا الطواف سنة، لا شيء على من تركه.



أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد هو أبو عيسى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل القرشي، أنه سأل عروة بن الزبير، فقال: قد حج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت.



أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الكسائي، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم يسعى ثلاثة أطواف، ويمشي أربعًا، ثم يصلي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة سبعًا».



والطواف الثاني: هو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق، وهو واجب لا يحصل التحلل من الإحرام ما لم يأتِ به.



أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، أخبرنا الأعمش، أخبرنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: حاضت صفية ليلة النفر، فقالت: ما أراني إلا حابستكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عقرى حلقى أطافت يوم النحر؟))، قيل: نعم، قال: ((فانفري))، فثبت بهذا أن من لم يطف يوم النحر طواف الإفاضة لا يجوز له أن ينفر.



والطواف الثالث: هو طواف الوداع، لا رخصة فيه لمن أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر أن يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعًا، فمن تركه فعليه دم إلا المرأة الحائض يجوز لها ترك طواف الوداع.




أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الخطيب، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: «أُمر الناس أن يكون آخرَ عهدهم الطوافُ بالبيت، إلا أنه رُخِّص للمرأة الحائض»، والرَّمَل مختص بطواف القدوم، ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع.



قوله: ﴿ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ اختلفوا في معنى "العتيق"؛ فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، وقال سفيان بن عيينة: سمي عتيقًا؛ لأنه لم يُملك قطُّ، وقال الحسن وابن زيد: سُمي به؛ لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس، يقال: دينار عتيق؛ أي: قديم، وقيل: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من الغرق، فإنه رُفع أيام الطوفان.



تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:18 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)















الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (30).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: الأمر ذلك الذي ذكرت ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾ فرائض الله وسننه ﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ أن تأكلوها ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ في قوله: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة: 3]، ومعنى هذا النهي تحريم ما حرَّمه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة وغير ذلك ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾ يعني: عبادتها ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ يعني: الشرك بالله.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: الأمر ذلك؛ يعني: ما ذكر من أعمال الحج، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾؛ أي: معاصي الله وما نهى الله عنه، وتعظيمها ترك ملابستها؛ قال الليث: حرمات الله: ما لا يحل انتهاكها، وقال الزجاج: الحرمة ما وجب القيام به، وحرم التفريط فيه، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات ها هنا المناسك؛ بدليل ما يتصل بها من الآيات، وقال ابن زيد: الحرمات ها هنا: البيت الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والإحرام.



﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾؛ أي: تعظيم الحرمات، خير له عند الله في الآخرة.



﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ أن تأكلوها إذا ذبحتموها؛ وهي الإبل والبقر والغنم، ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ تحريمه، وهو قوله في سورة المائدة: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ﴾[المائدة: 3] الآية.




﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾؛ أي: عبادتها، يقول: كونوا على جانب منها، فإنها رجس؛ أي: سبب الرجس، وهو العذاب، والرجس: بمعنى الرجز، وقال الزجاج: {من} ها هنا للتجنيس؛ أي: اجتنبوا الأوثان التي هي رجس، ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾؛ يعني: الكذب والبهتان، وقال ابن مسعود: شهادة الزور، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبًا، فقال: ((يا أيها الناس، عدلت شهادة الزور الإشراك بالله))، ثم قرأ هذه الآية، وقيل: هو قول المشركين في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، لبيك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:18 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء)















الآية: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (31).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مسلمين عادلين عن كل دين سواه ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾ سقط [من السماء] فاختطفته الطير من الهواء، أو ألقته الريح في ﴿ مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ بعيد؛ يعني: إن من أشرك فقد هلك وبَعُدَ عن الحق.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مخلصين له، ﴿ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ﴾، قال قتادة: كانوا في الشرك يحجون، ويحرِّمون البنات والأمهات والأخوات، وكانوا يُسمون حنفاء، فنزلت: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾؛ أي: حجاجًا لله مسلمين موحِّدين؛ يعني: من أشرك لا يكون حنيفًا.



﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾؛ أي: سقط، ﴿ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ إلى الأرض، ﴿ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ﴾؛ أي: تستلبه الطير وتذهب به، والخطف والاختطاف: تناول الشيء بسرعة، وقرأ أهل المدينة (فتخَطَّفه) بفتح الخاء وتشديد الطاء؛ أي: يتخطفه، ﴿ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ ﴾؛ أي: تميل به وتذهب به، ﴿ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾؛ أي: بعيد؛ معناه: بُعْد من أشرك بالحق كبعد من سقط من السماء، فذهبت به الطير، أو هوت به الريح، فلا يصل إليه بحال. وقيل: شبَّه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلةً حتى يقع بحيث تُسقطه الريح، فهو هالك لا محالة؛ إما باستلاب الطير لحمه، وإما بسقوطه إلى المكان السحيق، وقال الحسن: شبَّه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل، فلا يقدرون على شيء منها.




تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:19 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)















الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (32).




الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ يستسمن البُدن {فإن ذلك من} علامات التقوى.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ يعني: الذي ذكرت من اجتناب الرجس وقول الزور، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾، قال ابن عباس: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ البُدن والهدي، وأصلها من الإشعار وهو إعلامها ليعرف أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه، ﴿ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾؛ أي: فإن تعظيمها من تقوى القلوب.



تفسير القرآن الكريم



ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:19 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (لكم فيها منافع إلى أجل مسمًى ثم محلها إلى البيت العتيق)



الآية: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (33).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ الركوب والدَّرُّ والنسل ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ وهو أن يُسمِّيها هديًا ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا ﴾ حيث يحلُّ نحرها عند ﴿ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ يعني: الحرم كله.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَكُمْ فِيهَا ﴾؛ أي: في البُدْن قبل تسميتها للهدي، ﴿ مَنَافِعُ ﴾ في درها ونسلها وأصوافها وأوبارها وركوب ظهورها، ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ وهو أن يسميها ويوجبها هديًا، فإذا فعل ذلك لم يكن له شيء من منافعها، هذا قول مجاهد، وقول قتادة والضحاك، ورواه مقسم عن ابن عباس.
وقيل: معناه: لكم في الهدايا منافع بعد إيجابها وتسميتها هديًا بأن تركبوها وتشربوا ألبانها عند الحاجة ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ يعني: إلى أن تنحروها، وهو قول عطاء بن أبي رباح.
واختلف أهل العلم في ركوب الهدي: فقال قوم: يجوز له ركوبها والحمل عليها غير مضرٍّ بها، وهو قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، لما: أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يسوق بدنةً، فقال له «اركبها، فقال يا رسول الله، إنها بدنة، فقال: ((اركبها، ويلك))، في الثانية أو الثالثة» وكذلك قال له: «اشرب لبنها بعدما فضل من رَيِّ ولدها».
وقال أصحاب الرأي: لا يركبها، وقال قوم: لا يركبها إلا أن يضطر إليه، وقال بعضهم: أراد بالشعائر المناسك ومشاهدة مكة، ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ بالتجارة والأسواق ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾، وهو الخروج من مكة، وقيل: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ بالأجر والثواب في قضاء المناسك ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ أي: إلى انقضاء أيام الحج، ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ أي: منحرها عند البيت العتيق؛ يريد: أرض الحرم كلها، كما قال: ﴿ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ﴾ [التوبة: 28]؛ أي: الحرم كله.

وروي عن جابر في قصة حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نحرت ها هنا ومنًى كلها منحر فانحروا في رحالكم».
ومن قال "الشعائر" المناسك قال معنى قوله: ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ أي: محل الناس من إحرامهم إلى البيت العتيق؛ أي: أن يطوفوا به طواف الزيادة يوم النحر.
تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:20 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)















الآية: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (34).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾ جماعة سلفت قبلكم ﴿ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾ ذبحًا للقرابين ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ﴾ عند الذبح ﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: الأنعام ﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾؛ أي: لا تذكروا على ذبائحكم إلَّا الله وحده ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾ أخلصوا العبادة ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ المتواضعين.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قال الله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾؛ يعني: جماعة مؤمنة سلفت قبلكم، ﴿ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾، قرأ حمزة والكسائي بكسر السين ها هنا، وفي آخر السورة، على معنى الاسم مثل المجلس والمطلع؛ يعني: مذبحًا وهو موضع القربان، وقرأ الآخرون بفتح السين على المصدر؛ مثل: المدخل والمخرج؛ يعني: إهراق الدماء وذبح القرابين، ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾، عند نحرها وذبحها وسماها بهيمةً؛ لأنها لا تتكلم، وقال: ﴿ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ وقيدها بالنَّعم؛ لأن من البهائم ما ليس من الأنعام؛ كالخيل والبغال والحمير، لا يجوز ذبحها في القرابين.



﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾؛ أي: سموا على الذبائح اسم الله وحده فإن إلهكم إله واحد، ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾، انقادوا وأطيعوا، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾، قال ابن عباس وقتادة: المتواضعين. وقال مجاهد: المطمئنين إلى الله عز وجل، و"الخبت" المكان المطمئن من الأرض. وقال الأخفش: الخاشعين، وقال النخعي: المخلصين، وقال الكلبي: هم الرقيقة قلوبهم. وقال عمرو بن أوس: هم الذين لا يظلمون وإذا ظُلموا لم ينتصروا.



تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:20 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها)



الآية: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (36).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾ الإبل والبقر ﴿ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ النفع في الدنيا، والأجر في العقبى ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ﴾ وهو أن يقول عند نحرها: الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ﴿ صَوَافَّ ﴾ قائمةً معقولة اليد اليسرى ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ سقطت على الأرض ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ ﴾ الذي يسألك ﴿ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ الذي يتعرض لك ولا يسألك ﴿ كَذَلِكَ ﴾ الذي وصفنا ﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ﴾؛ يعني: البدن ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ لكي تطيعوني.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾ جمع بَدَنة، سميت بدنةً لعظمها وضخامتها، يريد الإبل العظام الصحاح الأجسام، يقال: بَدُنَ الرجل بَدْنًا وبدانةً إذا ضخم، فأما إذا أسَنَّ واسترخى يُقال: بَدَّن تبدينًا.
قال عطاء والسدي: البُدن: الإبل والبقر، أما الغنم فلا تسمى بدنةً.
﴿ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾، من أعلام دينه، سُميت شعائر لأنها تُشعر، وهو أن تُطعن بحديدة في سنامها فيعلم أنها هدي، ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ النفع في الدنيا، والأجر في العقبى، ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾؛ أي: عند نحرها، ﴿ صَوَافَّ ﴾؛ أي: قيامًا على ثلاث قوائم قد صفت رجليها وإحدى يديها، ويدها اليسرى معقولة فينحرها كذلك.
أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبدالله بن مسلمة، أخبرنا يزيد بن زريع، عن يونس، عن زياد بن جبير قال: رأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخَ بَدَنةً ينحرها، قال: ابعثها قيامًا مقيدةً سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد: الصواف إذا عقلت رجلها اليسرى وقامت على ثلاث قوائم.
وقرأ ابن مسعود «صوافن» وهي أن تعقل منها يد وتنحر على ثلاث، وهو مثل صواف، وقرأ أبي والحسن ومجاهد: «صوافي» بالياء؛ أي: صافيةً خالصةً لله لا شريك له فيها.
﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾؛ يعني: سقطت بعد النحر ووقعت جنوبها على الأرض، وأصل الوجوب: الوقوع. يقال: وجبت الشمس: إذا سقطت للمغيب، ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾، أمر إباحة، ﴿ وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾، اختلفوا في معناهما؛ فقال عكرمة وإبراهيم وقتادة: "القانع" الجالس في بيته المتعفف يقنع بما يُعطى ولا يسأل، و"المعتر" الذي يسأل.
وروى العوفي عن ابن عباس: "القانع" الذي لا يتعرض ولا يسأل، و"المعتر" الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل، فعلى هذين التأويلين يكون "القانع": من القناعة، يقال: قنع قناعة إذا رضي بما قُسم له.
وقال سعيد بن جبير والحسن والكلبي: "القانع" الذي يسأل، و"المعتر": الذي يتعرض ولا يسأل، فيكون "القانع" من قنع يقنع قنوعًا إذا سأل.
وقرأ الحسن "والمعتري" وهو مثل المعتر، يقال: عره واعتره وعراه واعتراه إذا أتاه يطلب معروفه، إمَّا سؤالًا أو تعرضًا.
وقال ابن زيد: "القانع": المسكين، و"المعتر": الذي ليس بمسكين، ولا يكون له ذبيحة يجيء إلى القوم فيتعرض لهم لأجل لحمهم.
﴿ كَذَلِكَ ﴾؛ يعني: مثل ما وصفنا من نحرها قيامًا، ﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ﴾ نعمةً منا لتتمكنوا من نحرها، ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾، لكي تشكروا إنعام الله عليكم.



تفسير القرآن الكريم


ابوالوليد المسلم 28-10-2020 09:21 PM

رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
 
تفسير: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)















الآية: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (37).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾ كان المشركون يلطِّخون جدار الكعبة بدماء القرابين، فقال الله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾؛ أي: لن يصل إلى الله لحومها ولا دماؤها ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾؛ أي: النية والإخلاص وما أريد به وجه الله تعالى ﴿ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ إلى معالم دينه ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ الموحِّدين.




تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها قربةً إلى الله، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾ قرأ يعقوب: «تنال وتناله» بالتاء فيهما، وقرأ العامة بالياء، قال مقاتل: «لن يُرفع إلى الله لحومُها ولا دماؤها»، ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾، ولكن تُرفع إليه منكم الطاعة والأعمال الصالحة والتقوى، والإخلاص وما أريد به وجه الله تعالى.



﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ ﴾؛ يعني: البدن، ﴿ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ أرشدكم لمعالم دينه، ومناسك حجه، وهو أن يقول أحدكم: الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أبلانا وأولانا، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾، قال ابن عباس: الموحدين.



تفسير القرآن الكريم




الساعة الآن : 12:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 159.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 158.05 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (1.10%)]