59 , 60 :
59 - الأجر أكبر ولكن ... : أنا أقول دوما للناس بأن من علامات عظمة الواحد منا أن : 1- يفعلَ الخيرَ فيمن لم يفعلْ معه هو أيَّ خير . 2- يفعل الخيرَ مع من لا يستحق منه أيَّ خير . 3- يفعلَ الخيرَ مع من فعل معه هو شرا . وأغلبية من أنصحُهم بهذا أقولُ لهم بأنني غالبا أعطي المثال من نفسي في العمل بهذه النصائح قبل أن أنصح بها غيري. أنا ملتزمٌ بالعمل بها مع من يحيط بي من الناس في كل مكان وزمان وظرف , أنا ملتزم بالعمل بها في أغلبية الأحيان ولا أزعم أنني أغلبُ نفسي دوما . وفي الكثير من الأحيان عندما أنصحُ الغيرَ بهذه النصائح يُقال لي " قدرتَ أنتَ أما نحن فإننا لا نقدرُ " و " نعم ما تطلبهُ منا جميلٌ جدا وفيه عند الله من الأجرِ ما فيه , لكن ..." . فأقول : ا-" ما أكثر ما نخلطُ بين : لا نقدرُ , ولا نريدُ " . إن الحقيقةَ تقولُ بأنكم لا تريدون العمل بهذه النصائح , لا أنكم لا تقدرون . إنكم لو أردتم لوفقكم الله بإذن الله لما أردتم , ولكنكم لا تريدون في حقيقة الأمر , والأفضل أن تكونوا صرحاء مع أنفسكم . ب- إذا سلَّمتُم بأن هذه النصائح جميلةٌ وأن العملَ بها فيه من الأجر ما فيه , فلا يجوز لكم أن تقولوا بعدها " لكن ...". ما دام هذا العملُ مصدرَ أجر من اللهِ فلا جوابَ لنا عليه إلا " سمعا وطاعة " . وحتى إن ضعُفنا يجب أن نعترفَ بأننا ضعُفنا ولا نغطي على ضُعفنا , كما لا نُحوِّل الضعفَ إلى قوة . ومنه إن قلنا " لكن ..." يجب أن نعترفَ بأن " لكن..." هنا كلمة ضعيف لا كلمة قوي . نسأل الله أن يُـغلبنا جميعا على أنفسنا وعلى الشيطان آمين . والله وحده أعلم بالصواب . 60 -يربط بعض الناس كل مشكلة بالرقية : يبالغُ الناس في ربط كل شيء بالرقية الشرعية التي بها يُعالج الإنسانُ من السحر أو العين أو الجن.وعلى سبيل المثال جاءني شاب في يوم من الأيام من أجل أخذ موعد لرقية شرعية لأخيه . قلت له : ما بال أخيك ؟ قال : أولا هو ينام متأخرا أي يسهر كثيرا,ثم يصبح نائما فيُضيِّعُ عمله إن كان له عمل وهو غالبا لا يعمل! قلت :على أخيك أن يُعوِّد نفسه على النوم مبكرا,يجدْ نفسه تلقائيا وقد تعوَّد على الاستيقاظ المبكر.وقد يتطلب هذا الأمر بضعَة أيام أو أكثر قليلا,لكنه لا يحتاج في كل الأحوال إلى رقية شرعية. قال :ثانيا هو عصبي فوق اللزوم ويدخن كثيرا. قلت :هو عصبي من صغره؟ قال :نعم. قلت :إذن هذه هي عادته وهذا هو مزاجه,والمسألة مسألة تربية لا مسألة رقية شرعية.تربية تتم منه مع نفسه وكذا من محيطه معه هو,وقد تُفلح وقد لا تُفلح.وكونه يُدخن كثيرا يُعرفنا أكثر بسبب عصبية أخيك الزائدة,وكما يقال:"إذا عُرفَ السببُ بَطُل العجب". قال :ثالثا هو قلقٌ. قلت :القلق البسيط مرضٌ من أمراض العصر المعقد وغير المنضبط بضوابط الدين.وإذا كان القلق زائدا فهناك احتمال كبير في أن يكون القلقُ بسبب أن الأخ غالبا عاطلٌ عن العمل.إذن هو لا يحتاج إلى رقية. قال :رابعا هو لا يريد أن يتزوج. قلت :هناك فرقٌ بين أن تتوفر له كل الإمكانيات -المادية على الخصوص-ثم لا يريد أن يتزوج لأنه لا رغبة له في الزواج ولا في النساء,فهذا يمكن جدا أن يكون مسحورا أو به عين أو جن,وهو في أشد الحاجة إلى رقية شرعية من أجل تخليصه مما به.أما أخوك فإنه لا يقدرُ على الزواج (وفرق بين"لا يقدر" و"لا يريد") لأنه عاطلٌ عن العمل. قال لي :لكن ربما به شيءٌ من السحر أو العين أو الجن. قلتُ:لكن لماذا الميل إلى التفسيرات الغيبية وسبب كل ما ذكرتَ واضحٌ ؟ثم لماذا الله أعطانا عقولا وفضلنا بها على الحيوان؟!أليس من أجل أن نُحكِّمها ؟! قال :لقد عرضناه على "طالب"(أي مشعوذ) ف…فقاطعتُه قائلا:فقال لكم"الطالب":إنه مسحور أو مصاب بعين أو بجن! قال :نعم,لكن كيف عرفتَ ؟ قلت :خذني أنا عند أي"طالب"سيقول لك بأن رميتة عبد الحميد مسحور أو معيون أو مصاب بجن!إن عمل"الطالب"كله مبني على الكذب من أجل أكل أموال الناس بالباطل,فحتى تعطيَه أنتَ المالَ لا بد أن يقول لك"بك كذا". قال :وفي النهاية أليس هناك أمل في رقية لأخي؟! قلتُ:أنا لا أحب أن أكذبَ عليك.أنت ما ذكرتَ لي دليلا أو شبه دليل على أن أخاك يحتاج إلى رقية .انتهى الحوار. أنا ألوم من يُنكر العلاجَ بالقرآن وأعتبره جاهلا حتى ولو كان طبيبا أو دكتورا,لكنني في نفس الوقت ألوم أكثر من يميلُ إلى إلصاق كل مشاكل الدنيا الطبيعية وكل الأمراض العضوية والنفسية و… في السحر أو العين أو الجن.و"خير الأمور أوسطُها". يتبع مع : 61 – " الباب اللي يَجِّيـكْ مَنُّـو الرِّيحْ سَـدُّو واسْـتَرِيـحْ ": 62 - بعض قادة الدعوة يمسَخون جميع عقولَ أتباعهم : .... |
61 , 62 :
61 – " الباب اللي يَجِّيـكْ مَنُّـو الريحْ سَـدُّو واسْـتَرِيـح ": أي " المنفذ الذي يمكن أن يأتيك شرٌّ عن طريقه , ما عليك إلا أن تُغلقَه لتستريح ". في السنة الأولى من دراستي في الجامعة ( عام 1975 – 1976 م ) لم أجد في البداية غرفة أسكن فيها بالحي الجامعي . ومنه فقد اضطررتُ للبحثِ عن سكن آخر مهما كان نوعه ولكن بتكلفة أقل , لأن عائلتي كانت فقيرة ( كنتُ من بين أفقر زملائي في الإبتدائي أو المتوسط أو الثانوية أو الجامعة ) . سكنتُ في البداية ولبضعة أسابيع في حمام عمومي وفي ظروف صعبة جدا لأنه لم يكن نظيفا ولأن الضجيج كان يسوده في الكثير من الأحيان ولأنه كان مفتوحا لي فقط لأبيتَ فيه في الليل , وأما في النهار فهو لغيري ممن يريد أن يستحم فيه . وكنتُ لذلك أدخلُ إليه في الليل بعد العِشاء وأخرجُ منه في الصباحِ قبل الساعة الثامنة , ثم لا يُسمحُ لي بعد ذلك أن أدخلَ إليه من جديد إلا بعدَ العِشاء .
ثم انتقلتُ إلى مكان آخر ظنا مني بأنني انتقلتُ إلى مكان إقامة أفضل , ولكنني عرفتُ فيما بعدُ بأنني كنتُ في ذلك كالمستجير بالرمضاء من النارِ , لأنني هربتُ من شرّ فوقـعـتُ في شرّ أكبر منه . 62 - بعض قادة الدعوة (ولم أقل الكثير أو الأكثر) يمسَخون جميع عقولَ أتباعهم : لتُحاكي عقلَ الواحد منهم . إذا خالفتَه في جزء من مائة جزء (1 / 100 ) فأنت منحرف وضال . إذا سار يمينا فأنت يجبُ أن تكون معه , وإن سار شمالا فعليك أن تتبعه , تماما مثل القرود تقلِّد ولا تفكِّر . إذا انهزم فهزيمتهُ نصرٌ , وإياك أن تقول بأنه انهزم . وإذا كذب فاعلم أنه فعل ذلك لمصلحة الدعوة ! , وإذا ادعى شيئا فهو الواحد الأوحد -والعياذ بالله- . قد يرى القارئ أن في هذا بعضَ المبالغة لكنني أؤكد أنه واقع عشتُ جزءا منه في السنوات 85/86/87 م حين نصحتُ ثم نصحتُ من الداخل (حيث الاعتبار للولاء قبل الكفاءة ) فقيل لي بلسان الحال لا المقال : " نافِق أو فارِق ". فلما فارقتُ اتُّهِمْتُ بالفسق والفجور والانحراف والضلالة و... وبأنني...و...مما لا يطاوعني لساني أن أتلفظ به ولا قلمي أن أكتبه , وهُدِّدتُ بالضرب وبما هو أشد من الضرب و...هذا بعد أن كنتُ- بشهادتهم- وأنا ساكتٌ بالداخل مِن أقدم وأهم وأعلمِ القياديين في الجماعة , وسبحان مغير الأحوال !. يتبع مع : 63 – أسوأ قصة أو رواية قرأتُها في حياتي: 64 – عن غض بصري مع التلميذات: ... |
63 , ..65 :
63 – أسوأ قصة أو رواية قرأتُها في حياتي:
قراءة الكلام البذيء الفاحش من خلال قصة أو رواية أو ترجمة أو سيرة أو ...هو أمر حرام وهو غير جائز , سواء كانت نيتنا من وراء ذلك حسنة أم سيئة . وأذكرُ الآن - وبكل أسف - أنني قرأتُ عندما كنتُ تلميذا بالثانوية - بين 1972 و 1975 م - ( كنا 4 تلاميذ فقط نصلي بالثانوية , وكان زملائي ينادونني " الشيخ" لأنني أعرفهم بالإسلام , مع أنني لا أعرف من الإسلام في ذلك الوقت إلا أقل جدا من القليل ) رواية بالفرنسية - فيها حوالي 300 صفحة من الحجم الصغير , وسمعتُ فيما بعد أن القصة حُولت إلى فيلم من الأفلام الساقطة والهابطة المشهورة اليوم في عالم الفن المائع والمنحل , أو ما يسمى بقصص الحب ( !!! ) . ولأنني كنتُ شابا غلبتني نفسي فإنني انجذبتُ إلى القصة وقرأتُها بشغف خلال يومين أو ثلاثة . وأنا الآن أجزمُ للقراء أنني عندما انتهيتُ من قراءة الرواية كدتُ أتقيءُ - أكرمكم الله - من سوئها وفسادها وقبحها وسقاطتها وخبثها و... وعزمتُ منذ ذلك الوقتِ على أن لا أقرأ - بعد ذلك - ما فيه كلامٌ فاحش ولا أقرأ خبيثا ولا أقرأ إلا طيبا . ومنه انتقلتُ بعد ذلك إلى قراءة مئات الروايات الإسلامية خلال سنوات قليلة جدا , من ضمنها روايات نجيب الكيلاني وعبد الحميد جودة السحار والكثير مما كتبَ مصطفى صادق الرافعي و....الخ... وفي ذلك الوقت عرفتُ من ضمن ما عرفتُ من ديني : 1- أن الهوى عندما يغطي على العقل يصبحُ الشخصُ كالمجنون . 2- أن المعصية لذيذة ولكن لذتها تزول ولا يبقى إلا عقوبتُها . وعلى الضد من ذلك , فإن الطاعة مُـتعبة ولكن تعبَـها يزولُ ولا يبقى إلا ثوابُـها . 3- أن لذةَ جهاد النفس من أجل إلزامها بالطاعة أعظمُ بكثير من لذة موافقة النفس واتباع هواها والوقوع في معصية الله . 4- أن هناك فرقا واضحا جدا بين قراءة الكفر ( الجائز بشروط ) وقراءة الكلام البذيء الفاحش ( الحرام في كل الأحوال ) . 5- وأنه لا يوجد أبدا أمرٌ جميلٌ وحرامٌ في نفس الوقت : إما أن يكون جميلا بحق , فهو حلال . وأما إن كان حراما , فهو قبيحٌ بكل تأكيد ولا يمكن أن يكون حسنا . 6- وعرفتُ كذلك لماذا توبةُ الشاب أحبُّ عند الله من توبة الشيخ ؟ . والله ورسوله أعلم . 64 – عن غض بصري مع التلميذات: صحيحٌ أنني كنتُ متشددا في أمرِ غض البصر في الثانوية في السنوات الأولى من التعليم , ثم تساهلتُ مع نفسي قليلا في هذا الأمرِ . تساهلتُ مع نفسي لسببين أساسيين (سواء كانا كافيين كعذرين شرعيين أم لم يكونا كافيين ) : الأول : أنني كنتُ غيرَ متزوج من قبل , ثم تزوجتُ بعد ذلك , والفرق واضحٌ جدا بين كوني متزوج أو غير متزوج , ولا يحتاج الأمرُ هنا إلى زيادة بيان أو توضيح . الثاني : أنني من فرط مجاهدتي لنفسي ولهواي وللشيطان من جهة , ومن فرط محبتي الكبيرة لتلاميذي – ذكورا وإناثا – التي تفوقُ بكثير محبتَهم هم ليَ أنا , من جهة أخرى . قلتُ : لهذا السبب وذاك أصبحتُ مع الوقتِ أنظرُ ربما في 95 % من الأحيان تقريبا , أنظر إلى التلميذة – خاصة وهي في الثانوية – وكأنها ابنتي بالفعل , ومنه فأنا وإن رفعتُ بصري للنظر إلى وجهها , فأنا أفعلُ ذلك معها بنية حسنة وكأنها إحدى محارمي . ومع ذلك يبقى مطلوبا من الرجل ( أي رجل ) دوما أن يجاهد نفسه من أجل غض البصر – مع النساء الأجنبيات - ما استطاع إلى ذلك سبيلا . والله أعلمُ بالصواب وهو وحده المعينُ على النفس والهوى الشيطان , ولا حول ولا قوة إلا بالله . 65 – " نريده أن يُدرِّسَنا ولا نريده أن يحرسَنا " : لا تتركْ أيها الأستاذ لأي كان أن يضغطَ عليك بماله أو بجاهه أو.. , بالترغيب أوبالترهيب أو.. حتى تسمحَ له أو لغيره أن يغًشَّ . عليك أيها المربي أن لا تأخذك في الحق لومة لائم , وليرض من شاء بعد ذلك وليسخط من شاء . وعليك أن تبدأ بنفسك أنت أولا , فتمنع نفسَك من الغش ما حييتَ في مجال التدريس أو في غيره ولو مع أولادك وبناتك , وتربي أولادك على ذلك . وإلا فلا خير فيك وفيما تنصح به غيرَك , بل قد يكون علمُك عندئذ حجة عليك -والعياذ بالله - عوض أن يكون حجة لك . إن الإدارة من زمان , على مستوى المؤسسات التعليمية , وفي كثير من الأحيان : هي ترسلني لأحرس التلاميذ في الأقسام التي يجد فيها المراقبون صعوبة في منع التلاميذ من الغش . وبعض التلاميذ يقولون باستمرار معي أو مع غيري " نريد أن يُدرِّسَنا الأستاذُ رميته , ولكننا لا نحبُّ أن يحرسَنا في الامتحانات" . وهذا شيءٌ أنا أعتز به كل الاعتزاز : كونُ التلميذ يحبُّ أن يدرسَ عندي , وكونُ التلميذ الذي يريدُ أن يغشَّ لا يريدني أن أحرسَه في الامتحان . ثم أنا دوما أقول للأساتذة والإداريين و..." من يسمح لابني أو ابنتي أن يكتبَ ولو كلمة - في امتحان ما - عن طريق الغش , فإن الذي سمح له بالغشِّ غاشٌّ قبل أن يكون ابني ( أو ابنتي ) غاشا . وأولادي منهم المتوسطُ في دراسته ومنهم فوقُ المتوسط ومنهم الحسنُ ومنهم الجيدُ , ولكن ليس منهم أحدٌ يَغشُّ في الامتحانات , والحمد لله رب العالمين . كانت لدي – منذ سنوات - بنتٌ تدرسُ في الثانوية التي أدرِّسُ بها , وكان مستواها فوق المتوسط . وفي نهاية السنة الدراسية وقبل صبِّ علاماتِ التلاميذ في كشوفِ النقاط وقبل مجالسِ الأقسام , استشارت أستاذةٌ أستاذة أخرى ( الأستاذتان تُدرسان ابنتي ) " هيا يا فلانة نضيفُ بضعَ نقاط لابنة الأستاذ "رميته" كمساعدة لها لأنها مجتهدةٌ ولأن سلوكها جيدُ , ولكن معدلَـها لا ندري إن كان سيسمحُ لها بالانتقالِ للمستوى الأعلى أم لا ؟ ( ولكنها انتقلتْ بعد ذلك بمعدلها الحقيقي وبدون أية " معونة " , وبمعدل أكبر من 11 / 20 والحمد لله ) . أجابتْها الأستاذةُ الأخرى " لا نفعلُ شيئا حتى نستشيرَ الأستاذ رميته , لعله هو لا يقبلُ , ويمكن أن يعتبرَ " المعونة " غشا , وهو دوما يعلنُ بأنه ضدَّ الغش من أي كان " . جاءت الأستاذتان واستشارتاني في الأمر فقلتُ لهما " والله ثم والله إن أضفتما لابنتي ولو نصف نقطة فإنني أعتبركما غاشَّتين قبل أن تكون ابنتي غاشة ". وأنا متأكدٌ من أن موقفا مثلَ هذا يرفع قيمةَ صاحبه عند البشر , وبإذن الله هو يرفعُ أكثرَ وأكثر من قيمة صاحبه عند الله تعالى . يتبع مع : 66 – توضأ بالماء كما يتوضأ كلُّ الناس ! : 67 – عن الغش في الامتحانات من جديد: 68 – زيارةُ الناس لي في المستشفى :... |
66,... 68 :
66 – توضأ بالماء كما يتوضأ كلُّ الناس ! : أذكرُ أن امرأة في يوم من الأيام رقيتُها وفي نهاية الرقية قرأتُ لها في زيت زيتون وقلتُ لها : " استعمليه كالآتي :
في كل يوم وقبل النوم - وحتى ينتهي الزيت - : 1- توضئي الوضوء الأصغر , وإن لم تكوني طاهرة . 2- ثم اقرئي المعوذتين والفاتحة والإخلاص وآية الكرسي . 3- ثم ادهني بالزيت كذا وكذا من أجزاء جسدك . ثم ... وقبل الفطور عليك بشرب 3 ملاعق صغيرة من الزيت على الريق ". وطلبتُ منها أن تخبرني بحالتها بعد أيام , أي عندما تنتهي من استعمال الزيت . وفي أمسية ذلك اليوم وفي ساعة متأخرة اتصلتْ بي تلك المرأة عن طريق الهاتف , وسألتني " يا شيخ هل أتوضأ قبل النوم بالزيت ؟ ! ". قلتُ لها " سبحان الله ! وهل هناك أحدٌ في الدنيا يتوضأ بالزيت ؟!". وشر البلية ما يضحكُ كما يقولون !!!. ومن ذلك الوقت أصبحتُ غالبا أقول للمريض في نهاية الرقية الجملة الآتية , وأؤكد عليها خوفا من أن لا يفهمَ ويتوضأ في المساء بالزيت عوض أن يتوضأ بالماء , أصبحتُ أقول له " توضأ بالماء كما يتوضأ كل الناس", وأعيدها مرتين أو ثلاثة . والله أعلم بالصواب . 67 – عن الغش في الامتحانات من جديد: قلتُ وما زلتُ أقول وسأبقى أقولُ بأن الغشَ في الامتحانات حرامٌ شرعا وممنوع قانونا , حتى وإن أصبح – عرفا- مقبولا ومستساغا , وحتى وإن أصبح – عادة – المانعُ للغش شاذا وأصبح الغاش طبيعيا !. والمعلمُ أو الأستاذ بقدر ما يجبُ أن يتشددَ مع نفسه من أجل أن يقدمَ للتلاميذ أكبرَ نفع ممكن – مادي ونفسي ومعـنـوي و..- من خلال تدريسهم , بقدر ما يجبُ عليه أن يتشددَ مع نفسه من أجل منع التلاميذ من الغش في الامتحانات , سواء رضي التلاميذ أم سخطوا . ومما يتعلق بذكرياتي مع التلاميذ ومحاولة الغش في الامتحانات أذكر ما يلي : 1-تلميذة – في امتحان ما – ضبطتها بعد 10 دقائق من بدء الامتحان وهي تريد أن تنقل من ورقة صغيرة مكتوب فيها مجموعة من الدروس في مادة من المواد . الدروس مكتوبة بخط صغير جدا , والتلميذة أتت بها معها من البيت . أخذتُ ورقة الإجابة من التلميذة وكذا مجموعة الأوراق التي كانت تريد أن تنقل منها , وقلت لها " تفضلي . اخرجي " !. أجابتني التلميذة " والله يا أستاذ هذا حرام عليك "!. قلت لها " غريب أمركِ يا هذه ! تغشين , ثم تقولين لمن يريد أن يمنعكِ من الغش : حرامٌ عليك . إنك بهذا ترتكبين ذنبين في آن واحد ". 2- تلميذٌ حاول أن يغشَّ في امتحان ما , فما مكنْـتُه من ذلك . حاول ثم حاول , فلما لم يستطع أرجع ورقتَـه بيضاء تقريبا . وفي نهاية الحصة أخبرتني بعض المراقبات بأنهن رأين التلميذَ يمشي في الرواق ( بين الأقسام ) وهو يتحدثُ مع نفسه وبصوت مرتفع حديثَ الغاضبِ والمُنكِر , ويقول " ما بال هذه الأستاذ ( بدون أن يسميني ) , أكيد هو مجنون , إنه مجنون بلا أدنى شك , هذا رجل ما هوشْ في عَقْـلُو (أي ليس له عقل )" !. 3- أثناء حراسة البكالوريا علوم أحرار للعام 06/07 م انزعج تلاميذُ فوج من الأفواج من حراستي لهم في الصباحِ ثم في المساء , ومن تشددي معهم في الحراسة , فذهبَ بعضُهم إلى أمانةِ مركز الحراسة , حيث وجدوا هناك بعضَ الأساتذة فاشتكوني إليهم قائلين لهم " رجاء ثم رجاء لا ترسلوا الأستاذ رميته في الغد ليحرسنا من جديد"!. قال لهم الأساتذةُ " ألم يقم الأستاذُ رميته بواجبه في الحراسة كما ينبغي ؟!" , فطأطأوا رؤوسهم وسكتوا ولم يجيبوا , فأعاد الأساتذةُ عليهم السؤالَ من جديد " هل قصَّر الأستاذُ في أداء مهمة الحراسة ؟!" , فأجابَ التلاميذُ مجتمعين ومبتسمين " نعم قام بمهمته , ولكنه بالغ في ذلك "!!! . وشرُّ البلية ما يُضحك كما يقولون . 68 – زيارةُ الناس لي في المستشفى : أُصِبْـتُ في يوم من الأيام من عام 2006 م بمرض بسيط في إحدى رجلي اضطررتُ من أجله إلى الدخولِ إلى المستشفى والبقاءِ هناك حتى نصف الشفاء بعد حوالي 7 أيام , ثم بقيتُ مع عطلة مرضية في بيتي لمدة 3 أسابيع , حيث شفيتُ تماما والحمد لله رب العالمين . وأثناء بقائي في المستشفى ( لأول مرة في حياتي ) لمدة حوالي أسبوع زارني الكثيرُ من الناس من داخل المستشفى ومن خارجه , من المرضى ومن الأصحاء , من التلاميذ والتلميذات , ومن الأساتذة والإداريين والعمال والمراقبين و ... وأخذتُ من الفترة التي قضيتُـها في المستشفى في ذلك الوقت مجموعة من الدروسِ والعبر أذكر منها : 1-أن الإنسان ضعيفٌ جدا يمكن أن تقتله وبسهولة بعوضةٌ واحدةٌ , ولكنه عندما يبتعدُ عن الله يمكن أن ينفخَ فيه الشيطانُ فيتكبرُ ويتجبر. 2-أن صحةَ الإنسان نعمةٌ عظيمة جدا لا يعرفها في الكثيرِ من الأحيان إلا من فقدها , " نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ". 3-كلُّ واحد منا يحتاج في أعماق نفسه إلى العطف والحنان , ومنه كنتُ أفرح كثيرا عندما يزورني أيُّ شخص - مهما كان - نتيجة الرغبة الداخلية في أعماق نفسي إلى العطف والحنان . 4-فرقٌ كبير بين أن يزوركَ شخصٌ - وأنتَ مريضٌ – ( أو يعودُكَ) طمعا فيك أو خوفا منك , أو يزورَك لوجه الله تعالى . ومنه كانتْ فرحتي عظيمة جدا لزيارة الناس لي , لأنهم لم يزوروني إلا لوجه الله , لا لدنيا يصيبونها . 5-كانت فرصة بقائي في المستشفى مهمةٌ جدا من أجل أن أحاسبَ نفسي – دينيا ودنيويا - . ومنه فأنا أنصحُ نفسي وغيري بأهمية أن يجدَ كلُّ واحد منا وقتا ( كل يوم أو كل أسبوع أو ..) من أجل أن يختليَ بنفسه ليُحاسبها على ما قدمتْ وليُلزمها بما ستُقدمُ في المستقبل . والله وحده الموفق والهادي لما فيه الخير . يتبع مع : 69 - إذا أردتَ أن يحبك اللهُ ثم الناسُ فازهدْ فيما في أيدي الناس : 70– أنا أشربُ القهوةَ ولكن ... : ... |
69 , 70 , 71 :
69 - إذا أردتَ أن يحبك اللهُ ثم الناسُ فازهدْ فيما في أيدي الناس : في مجال الرقية يوجدُ على طول الجزائر – خاصة- وعرضها , يوجد على الأقل مئاتُ الأشخاص يحترفون الرقية وما هم برقاة . إنهم ليسوا برقاة شرعيين لسببين أساسيين : جهلهم الفظيع بالإسلام وبالرقية الشرعية , وكذا اختلاسهم لأموال الناس بالباطل . وبسبب سرقة " أشباه الرقاة " لأموال الناس بالباطل كوَّن هؤلاء الرقاة وفي زمن قياسي جدا ثروات كبيرة وخيالية , اشتروا بواسطتها السيارات الفاخرة وبنوا الفيلات و... ومما يتصل بهذا الأمر أقولُ عن نفسي" ما أكثر ما رقيتُ ناسا خلال سنوات وسنوات , وحاولوا أن يعطوني مالا فرفضتُ , وحاولوا أن يعطوا لزوجتي أو أولادي فرفضتُ , وحاولوا إعطائي مالا باسم الهديةِ فرفضتُ و... وحاولوا كذلك أن يعطوني " مقابلا " للرقية بطريقة غير مباشرة فرفضتُ . ملاحظة : لقد حدث لي مراتٌ ومرات أن رقيتُ أشخاصا ثم حاولَ الواحدُ منهم أن يعطيني مئات الألوفِ من السنتيمات , وأنا في الحقيقة في أشد الحاجة ولو إلى 10 آلاف فقط من السنتيمات ( وهو مبلغٌ زهيد جدا يعرفه فقط الجزائريون ) , ومع ذلك أرفضُ أخذَ المبلغ وأُصرُّ على الرفضِ . ووالله أنا متأكدٌ من أن السكينةَ والطمأنينة التي يُنزلها الله على قلبي والراحةَ التي أحسُّ بها والسعادةَ التي أشعرُ بها وأنا لا آخذ مالا , هي أعظمُ بكثير من التي أحسُّ بها لو أخذتُ مالا , وصدق من قال " اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى " وقال "والباقياتُ الصالحات خيرٌ عند ربك ثوابا وخير أملا ",وقال " وما الحياةُ الدنيا في الآخرة إلا متاعٌ "وقال"ما عندكم ينفذُ وما عند الله باق" . حاول الكثيرُ من الناس ( الذين رقيتهم أو رقيتُ لهم واحدا من أهلهم ) – خاصة منهم أصحابُ السلطة والنفوذ من المسئولين الكبار في البلدية أو الدائرة أو الولاية أو الشرطة أو الدرك أو الجيش , أو أصحابُ المال من الأغنياء – أن يعطيني الواحدُ منهم عنوانَـه أو رقمَ هاتفِـه ويقول لي " إن احتجتَـني في يوم من الأيام لأخدمَـك في أمر ما , فأنا تحت التصرف "!. ولكنني كنتُ دوما أجيبُ الشخصَ وبأدب " أنت مشكورٌ جدا يا هذا . بارك الله فيك , ولكنني لن أحتاجَ بإذن الله , لذلك لا داعي لأن آخذ عنوانَـك أو رقمَ هاتفك ". قد يبدو هذا التصرف مني تشددا لا لزوم له , ولكنني متأكدٌ بأنه يساعدُ على جعل الرقية الشرعية خالصة لوجه الله , ثم هو يساعدُ على رفع قيمة الشخص بإذن الله عند الناس . إن هذا المسئول أو الغني لو أخذتُ منه عنوانَـه أو رقمَ هاتفه وطلبتُـه في يوم ما من أجل خدمة , فإن قيمتي ستسقطُ عنده , ثم إن طلبتُه من أجل خدمة ثانية سقطتْ قيمتي عنده أكثرَ , ثم بعد ذلك يمكن جدا أن تسقطَ قيمتي عنده إلى درجة أن يصبح يُـغيرُ طريقَـهُ كلما رآني ( والعياذ بالله تعالى) . وأما عندما أستغني عن خدماته فإنني متأكدٌ بأن قيمتي سترتفع عندهُ وبأنه يصبح كلما رآني أقبلَ علي مُسلِّـما ومُرحِّـبا و... من فرط محبته لي واحترامه وتقديره لي . هذا عن قيمتك أيها الراقي عند الناس - عندما تزهدُ فيما في أيدي الناس - , وأما ما هو أهم فإن رقيتَـك ستكون أقربَ إلى الإخلاص لوجه الله , وإن أجرَك على الرقية سيكون بإذن الله أكبرَ , وإن بركةَ رقيتك ستكون بإذن الله أعظمَ وأعظمَ . ولا ننسى في النهاية " ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ". والله أعلى وأعلم . 70 – أنا أشربُ القهوةَ ولكن ... : أنا أشربُ القهوةَ من زمان بمعدل واحدة بعد الغذاء وواحدة بعد العشاء , ولكنني أشربها متى شئتُ ولا أشربها متى شئتُ . أشربها ويمكنني أن أمتنعَ عن شربها بكل سهولة , ولا أشربها ولا يحصلُ لي شيءٌ . ومنه فأنا لستُ مدمنا على شربِ القهوة , ولا حرجَ علي إن بقيتُ أشربها باعتدال وتوسط وبدون مبالغـة , ما دام لا يمنعني مانعٌ صحي أو طبي من شربها . وأنا أقول للناس دوما "لا يُقبَل منا أن ندمنَ على شيء إلا أن يكون عبادة من العبادات ( إن صحَّ وصفُ الإدمان هنا ) " . ومنه فأنا إن أدمنتُ على الصلاة في وقتها ( مع تحفظي طبعا على لفظ" الإدمان" هنا ) فإدماني محمودٌ – وهو واجبٌ - , وإن أدمنتُ على أذكار اليوم والليلة فإدماني محمودٌ – وهو مستحبٌّ- . ونفس الشيء يُقال عن صيام رمضان وعن صيام التطوع وعن قيام الليل وعن عيادة المرضى وعن طلب العلم وعن زيارة المقبرة وعن الصدق والوفاء والأمانة و... كلُّ إدمان من هذا النوع محمودٌ ومطلوبٌ وصاحبه مشكورٌ . – وأما الإدمانُ على الـمـبـاحات من شؤون الدنيا فلا بأس به ما لم يترتب ضررٌ على التوقفِ , فإن ترتب ضررٌ على التوقفِ فإنني أرى بأنه يجبُ التوقفُ عن فعل الشيء لأن الشخصَ أصبح مدمنا , والإدمان هنا سيءٌ وقبيحٌ ومذمومٌ . والمثالُ عن ذلك رجلٌ تعود على شربِ القهوةِ من مدة طويلة أو قصيرة بحيثُ أصبحَ عندما لا يشربُـها لمدة 24 ساعة أو أقل أو أكثر يؤلمُهُ رأسُـه . هذا الشخصُ أصبحَ مدمنا على شربِ القهوة , والمطلوبُ منه التوقفُ عن شربها حتى ولو كان شربُها حلالا . وأما إن توقفَ عن شربها لأيام ولم يحصلْ له شيءٌ فإنه لا يعتبرُ مدمنا , ولا بأس عليه عندئذ أن يستمر في شربها إن أراد ذلك . وما قيلَ عن القهوة يُقالُ مـثـلُهُ عن سائر المباحات الدنيوية التي لها صلة بالأكل والشرب والملبس والمسكن والجنس وغير ذلك ... أتمنى أن يكون الأمر واضحا . والله أعلم بالصواب . 71 -الطريق إلى الدولة الإسلامية شاق وصعب وطويل : إن الظروف المحلية وكذا ظروف الجِوار وكذا الظروف الدولية والعالمية ,كل هذه الظروف وغيرها بما فيها حالة الشعب الجزائري الواقف بقلبه مع الإسلام والشعب وبسيفه مع القوة والنظام ,كلها تؤكد بأن الذين خرجوا على النظام في الجزائر ( في 92 م ) كانوا ساذجين للغاية في مجال الدين والسياسة حين كانوا يظنون أن إقامة الدولة الإسلامية أمرٌ سهل وبسيط , وأن المسألة-كما قال البعض منهم , هي مسألة 6 شهور أو عام على الأكثر . وأذكرُ بالمناسبة أنني قلت في محاضرة بمدينة القل ( ولاية سكيكدة ) مع بداية سنة 1991 م أمام جمهرة من الناس بأن الطريق إلى الدولة الإسلامية شاق وصعب وطويل , ( ونُشِرت لي مقالة بهذا العنوان بالذات في جريدة من الجرائد الجزائرية قبل ذلك بسنوات ) فردَّ علي الأخ "... القيادي الكبير في الجبهة إ . للإنقاذ " قائلا :"يبدو أن أخانا عبد الحميد متشائم . أبشروا ! إن الدولة الإسلامية على الأبواب بإذن الله "!!!. وكنتُ- وما زلتُ- أُشفق على الدعوة الإسلامية من هؤلاء الشباب الطيب والمتحمس للدين ولشريعة الله , أشفق عليه من هؤلاء- أمثال ...- بسبب سذاجتهم الزائدة والمبالغ فيها والتي لا يحبون غالبا أن يعترفوا بها , ولا أدري إذا كانت صدمة الواقع الآن بعد " الاتفاق " الذي وقع بينهم وبين السلطة , قد أخرجتهم من هذه السذاجة أم لا . يتبع مع : 72 - السجن أحبُّ إلي : 73 – إياك والظلم : 74 – بين الجهد المبذول والنتائج المترتبة: ... |
وفقك الله في كل خطاك
|
72 :
72 - السجن أحبُّ إلي :إنني أعتقد أن حياة الإنسان في منزله – مع زوجته وأولاده - ذليلا خاضعا لمن أذله أسوأُ وأشقى آلاف المرات من السجن ومتاعبه – ولو بعيد عن الأهل والمال والولد و...- مع احتفاظ الإنسانِ بالاستعلاء على من ظلمه وإشعاره بأنه لا يخشاه ولا يخاف منه , وصدق سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام : ( السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه ) . ولقد مضى عليَّ وقتٌ كنتُ فيه أضحكُ بصوت مرتفع أمام جلادي ( حتى وهو يجلدُني في السجن ) وأُحِسُّ بالعزة وتغمرني الراحةُ العارمة , وهو في المقابل في قمة غضبه ويُحسُّ حتما بالذلة ويخيم على عقله وقلبه ضيقٌ شديدٌ , لأنه على الباطل وأنا على حق , ولأنه ظالمٌ وأنا مظلومٌ , ولأنني سُجنتُ بسبب أنني أدعو إلى الله وأما هو فيعذبني في سبيل الشيطان والعياذ بالله . والسجين
-إذا كان على حق وكان مظلوما وكان يعلم أن ما أصابه هو في سبيل الله وحده - يمكن أن يقولَ لجلاده بكل قوة : "والله أنا في سعادة لو علم بها أقوى شخصٍ في البلاد لقاتلَني عليها بأقوى سلاحٍ عندهُ " . يتبع مع : 73 – إياك والظلم : 74 – بين الجهد المبذول والنتائج المترتبة: 75- تعلق الناس المبالغ فيه براق معين : ... __________________ |
73 – إياك والظلم : قال عبدٌ صالح لحاكمٍ :".. فقد أمكنتك القدرة من ظلم العباد ، فإذا هممت بظلم أحد فاذكر قدرةَ اللهِ عليك . واعلم أنك لا تأتي إلى الناس شيئا إلا كان زائلا عنهم باقيا عليك ، واعلم أن الله عز وجل آخذٌ للمظلومين من الظالمين ". وأذكر بالمناسبة أن جلادا من الجلادين كان يجلدني- مع غيره - في السجن بين سبتمبر 1985 م وجانفي 1986 م ويعذبني بالكهرباء ويضربني ويسبني , ويسب أمي وأبي والعلماء والأنبياء ويقول لي : " قل لربك ينزل ليدافع عنك !!!". كنت أقول له ولكنه لا يفهم للأسف الشديد : -"يا فُلان أنت لا سلطانَ لك إلا على بدني , أما عقلي وقلبي فإنك لن تصل إليهما مهما حاولت وعاونك على ذلك ظلمةُ الدنيا كلهم". -و"يا فُلان أما ظلمك لي فإنه زائل عني بإذن الله طال الزمن أو قَصُر ولا يبقى لي منه إلا الحسنات بإذن الله , ولكنه باقٍ عليك إلى أن تلقى ربك يوم القيامة على شكل سيئات قد تقدر على حملها ويمكن جدا أن لا تقدر". ولكن لا حياة لمن تنادي . وكما قال الله :( فإنها لا تعمى الأبصار, ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) . 74 – بين الجهد المبذول والنتائج المترتبة:ليس مطلوبا من التلميذ أن يكون مستواه الدراسي مثل مستوى أخيه أو أخته أو قريبه أو جاره أو صديقه أو ...هذا خطأ كبير يقع فيه التلميذ عندما يقول " لِمَ لا أكون مثل فلان ؟!" ويقع فيه الأستاذ أو ولي التلميذ أو ... عندما يقول للتلميذ " يجب أن تكون مثل فلان وأن تأخذ المعدلَ الذي أخذه فلانٌ وأن يكون لكَ مستوى فلان أو ...". هذا خطأٌ واضح لأن اللهَ خلق الناسَ وخلقهم مختلفين من حيث إمكانياتهم وقدراتهم . ومنه فإن الصوابَ هو أن يقول التلميذُ " يجب أن أبذلَ الجهدَ الذي يجبُ أن أبذلَـه من أجل الاجتهادِ في دراستي ثم بعد ذلك لا يُهمُّ المستوى الذي أصلُ إليه أو المعدلُ الذي سأتحصلُ عليه " , وكذلك فإن الصواب أن يقولَ المعلمُ والولي و...للتلميذِ " يجب أن تبذلَ الجهدَ الذي تقدرُ على بذله من أجل الاجتهاد في دراستك , ثم بعد ذلك لا يُهمُّ المستوى الذي ستصلُ إليه أو المعدلُ الذي ستتحصلُ عليه". إن التلميذَ الذي بذلَ الجهدَ الذي يقدرُ على بذله ولم يتحصلْ في النهاية في الامتحان –أي امتحان - إلا على 05/20 مثلا ( وهو معدل ضعيف جدا ) , لا يجوز ولا يليقُ أن يلومَهُ أحدٌ , لماذا ؟ , والجوابُ : لأنه فعلَ ما يقدرُ على فعله وكذا فعل ما يجبُ عليه أن يفعلَ. وأما التلميذُ الذي بذل جهدا لكنه أقلُّ مما يقدرُ على بذله ثم حصلَ على معدل كبير هو 18 /20 مثلا , فإنه يُلام ويُعاتب و..., لماذا ؟ , والجوابُ : لأنه تكاسل ولم يبذلْ الجهدَ الذي يقدرُ على بذله . رأيتُ تلميذة جيدة سلوكا واجتهادا , كانت تدرس عندي ( في السنة الثالثة ثانوي ) منذ سنوات , رأيتها تبكي أمام القسم . سألتها " ما الخطبُ ؟! " فأجابتْ وقد ازداد نحيبها " أنا أتحسرُ وأتساءل : لماذا لا أكون مثلَ زميلي فلان , معدلي في نهاية الثلاثي الأول حوالي 16/20 , لماذا لا آخذ أكثر من 17/20 مثلما أخذ زميلي فلان ؟!" , فابتسمتُ وقلتُ لها " يا فلانة أنت مخطئة , أنتِ ما زلتِ حتى الآن لم تعرفي ما هو واجبك ؟. ليس مطلوبا منك شرعا أو منطقا أو عقلا أو تربويا أو تعليميا أو ...أن تحصلي على المعدل الذي حصل عليه فلان , وإنما المطلوبُ منكِ أن تبذلي الجهدَ الذي تقدرين أنتِ – لا زميلكِ – على بذله . فإن فعلتِ ذلك ارتفعَ اللومُ عنك مهما كان معدلُك الذي ستحصلين عليه . وبقيتُ أشرحُ لها هذه النقطة حتى هدأ روعُها وسكنتْ نفسها واطمأن قلبها. 75- تعلق الناس المبالغ فيه براق معين : ألا يبالغ الناس في التعلق براق معين هو الذي يجب أن يرقيهم وإلا فالرقية مرفوضة ؟. والجواب : بلى! إن البعض يبالغ إلى درجة غير معقولة ولا مقبولة ولا مستساغة . يأتيني بعض الناس طلبا لرقية فأقول للواحد منهم : 1-"أنا مشغول بالرقية أكثر بكثير من غيري. 2-كل الرقاة أسباب والشافي هو الله وحده. 3-إذا ألححتَ على أن أكون أنا بالذات الذي أرقيك فإن الله يمكن أن لا يعطي الشفاء على يدي لينبهك إلى أن الشفاء بيده هو يجريه على يد من يشاء هو لا من أشاء أنا أو تشاء أنت. 4-قد أعطيكَ أنا موعدا بعيدا وقد يعطيكَ راق آخر موعدا (من أجل الرقية) أقرب. 5- أنا أدلك على من يرقي مثلي بطريقة شرعية ويستحيل أن أرسلك إلى مشعوذ أو دجال أو راق يرقي بالطرق المنحرفة. 6-إذا ذكرتَ لي أشخاصا شفاهم الله على يدي ولم يشفهم على يدي غيري , فإنني أذكر لك في المقابل كثيرين لم يُشفوا على يدي وشفاهم الله على أيدي غيري. 7- إذا شُفي شخص على يدي فليس شرطا أن يُشفى كل شخص مريض يأتيني لأرقيه,ويستحيل أن تجد في الدنيا كلها اليوم أو بالأمس أو في الغد راقيا أو طبيبا أو .. يُشفى على يده كل من يقصده للعلاج ,وإلا فإنه قد يصاب بالغرور ويدعي أنه إله والعياذ بالله تعالى من الكفر بعد الإيمان". وأظن بعد طول حديث معه بأنني أقنعته لأن كلامي شرعي ومنطقي,لكنني بمجرد الانتهاء من كلامي يرد علي في الغالب قائلا:"ومع ذلك -أي مع كل ما سمعت منك- أرجوك أن ترقيني أو تعطيني موعدا من أجل رقية"!. وأسمع –كمظهر من مظاهر تشبت المريض المبالغ فيه براق معين-كلمات غريبة مثل : 1-"والله لن أذهب عند أحد غيرك حتى ولو كان صديقي أو أخي أو قريبي أو جاري (أو تقول الزوجة :حتى ولو كان زوجي) راقيا. 2-والله لو أخذتُ غيرَك ليرقي زوجتي لكذبتُ عليها وقلتُ لها بأن هذا هو"عبد الحميد رميتة" !!!. 3-والله لن آخذ ابنتي اليوم عند أي راق آخر, ولكنني سأنتظر الموعد الذي تحدده أنت لي من أجل أن ترقيها,حتى ولو ماتت قبل أن ترقيها أنتَ!!!. 4-أنا ذاهب عند الراق الذي ذكرتَه لي,ولكنني أتمنى أن لا أجده حتى أرجع إليك لترقيني أنتَ"!!!. أنا أعلم بأن ثقة المريض في الراقي قد تعين على فعالية الشفاء وعلى سرعته,لكن إذا وصل تعلق المريض بالراقي إلى هذا الحد المبالغ فيه فإنه يصبح شركا أصغر أو أكبر كما يصبح مصيبة كبيرة تجب محاربتها ومجاهدتها بكل الطرق الشرعية الممكنة مهما وجدنا في طريق ذلك من عقبات . يتبع مع : 76- أُجزئ الكلمةَ الفاحشةَ من أجل فهمها : 77 -إذا أردتم أن تكونوا رجالا لا ذكورا فقط : 78- الرقية لجلب الحظ الحسن : ... |
76 , ...78 :
.
76- أُجزئ الكلمةَ الفاحشةَ من أجل فهمها : ملاحظة : أنا منذ كنتُ صغيرا لا يتحدثُ زملائي أمامي بأي كلام بذيء أو فاحش , احتراما لي ( وهو احترامٌ أعتزُّ به كلَّ الاعتزاز ) . ومنه إذا جئـتُـهم من بعيد وكانوا يتحدثون بما لا يجوز من الكلام توقفوا على اعتبار أن " عبد الحميد آت " , وإن كنتُ معهم لم يقولوا كلمة حراما حتى أغادرَ مجلسهم على اعتبار أن " عبد الحميد ما زال معهم". وبهذه المناسبة أقول : منذ حوالي 20 سنة اشتكى لي بعضُ التلاميذ والتلميذات من بعض الأساتذة الذين يتكلمون الكلامَ البذيء الفاحش مع تلاميذهم . فعلوا ذلك معي عوضَ أن يُـبلغوا لمدير المؤسسة لأسباب عدة منها : 1- أنهم خافوا من بطشِ الأستاذ لو بلغوا أمره للمدير مباشرة . 2- أنهم طمعوا في أن أقدمَ النصيحةَ للأستاذ حتى يتوقفَ عن عادته القبيحة . وعندما طلبتُ التفصيلَ حتى أتأكدَ من صحةِ الشكوى وحتى أعرفَ كيف أقدمُ النصيحةَ للأساتذة المعنيين أو للأستاذ المعني , أخبرني التلاميذُ عن طريقِ الكتابةٍ في أوراق ( لأنهم استحيَـوا أن ينطِـقوا – على الأقل أمامي – بما نطق به الأستاذُ في القسم مرات ومرات ) باسم الأستاذ المعني وبكلمة من الكلمات التي كان يرددها كثيرا أمامهم في القسم . ولأن التلاميذ أخبروني كتابة أن الكلمةَ بذيئةٌ وفاحشة , ولأنني من منطقة أخرى غير المنطقة التي كنتُ أُدرسُ فيها , فإنني لم أفهمْ معنى الكلمة الساقطة . احترتُ في البداية " كيف أنصح أستاذا بضرورة التوقف عن الكلام الفاحش – خاصة مع التلاميذ - وأنا بعدُ لم أتأكدْ من صحة التهمة ؟" , لأنني لم أتأكد من أن الكلمةَ بالفعل فاحشةٌ . ولأنني من الصغر لا أنطقُ بالكلام الفاحش أو البذيء ولو كنتُ وحدي في غابة ( فقط مع ماوكلي ) , فإنني اهتديتُ بعد طولِ تفكير إلى الآتي : قَطَّعْتُ الكلمة الفاحشة وجزأتُها إلى حروف , وبلغتُـها للبعض من زملائي الأساتذة مجزأة ( أي مثلا نون وألف وفاء وذال وتاء مربوطة , إن كنتُ أقصدُ نافذة ) ثم سألـتُـهم عن معناها . أخبرني الأساتذةُ عندئذ ( وهم أهل المنطقة ) بالمعنى الساقط والهابط للكلمة , فذهبتُ للأستاذِ المعني ونصحتُـه بما يجبُ عليه من أدب في الحديث سواء فيما بينه وبين نفسه أو في علاقته بتلاميذه وتلميذاته . والله أعلى وأعلم , وهو وحده المُـثَـبِّـت لكل واحد منا على الصراط المستقيم . 77 -إذا أردتم أن تكونوا رجالا لا ذكورا فقط : إنني أقول دوما - باستمرار ومن سنوات - للتلاميذ الذين يدرسون عندي ( في ثانوية مختلطة للأسف الشديد) : "إن الذكورَ كثيرون , ولكن الرجال قليلون ( في هذا الزمان وفي كل زمان تقريبا ) . وإن الواحدَ منكم لن يكون رجلا إلا إذا حرص على أن يدافع عن المرأة –كل امرأة- كأنها أختُـه بالضبط. إذا وجدَ الواحد منكم في يوم ما "رجلا ساقطا" يريدُ أن يعتدي على إحدى زميلاته في الثانوية (أو على أية امرأة أخرى ) , فإن عليه أن يأخذَ عصا أو سكينا أو...ويقول للآخر :"تفضل ! إنك لن تصل إليها بإذن الله إلا على جثتي !". إذا حرصتَ أيها التلميذ ( وأيها الذَّكر بشكل عام ) على شرف المرأة وحيائها وعفتها , كما تحرص على شرف وحياء وعفة أختك , وبالشكل الذي ذكرتُ فعندئذ وعندئذ فقط أنتَ تستحقُّ أن تكون رجلا وممن قال الله فيهم" من المؤمنين رجال.." , وإلا فأنت ذكرٌ ولكنكَ لستَ رجلا للأسف الشديد . 78- الرقية لجلب الحظ الحسن : جاءتني امرأة منذ مدة وطلبت مني رقية , فسألتها : "من أجل ماذا ؟ " قالت : "ما عنديش الزهر ( الحظ) !" , فقلت لها مازحا ومستنكرا في نفس الوقت : " إذا وجدتِ من يرقي الناسَ حتى يصبح حظُّـهم طيبا مباركا فأنا أريد عندئذ أن أرقي نفسي قبلكِ أنتِ"!. إن الرقية الشرعية لا تُشرع من أجل التخلصِ مما يُسمى ب" الحظ السيئ " , وإن قضاء الله لا يسمى حظا سيئا , ولا يقابلُ إلا بالإيمان بالقضاء والقدر وكذا بالرضا والصبر مع احتساب الأجر عند الله تعالى , ثم بالسعي نحو الأفضل في الحياة , ولا يصلح أبدا أن يُعالج بالرقية الشرعية ولو قال بعض الناس الجاهلين خلافَ هذا . يتبع مع : 79 – أنام عريانا ووسط الماء البارد (!) : 80- جهلُ طبيب : 81- خطأٌ في العنوان :... |
79 – أنام عريانا ووسط الماء البارد (!) :لا يعرفُ قيمةَ النعمةِ إلا من فقدها . هذه حقيقةٌ يعرفُها أغلبُ الناسِ من الناحية النظرية , ولكن القليلَ من الناس من يعرفُـها حقيقة وواقعا , ومن يعلمُـها علمَ اليقين وعينَ اليقين . ومما وقعَ لي منذ سنوات وسنوات , مما لهُ صلة بهذه المسألة بعضُ الحرمانِ أو الكثيرُ من الحرمانِ عِشْـتُـه في السجنِ أيام زمان : 1- في المرة الأولى : لمدة 18 شهرا , أي بين نوفمبر 1982 م , وماي 1984 م . 2- وفي المرة الثانية : لمدة 3 أشهر ونصف , أي بين 30 سبتمبر 85 م , و15 جانفي 86 م . ومن أمثلة ذلك : 3 أيام قضيتُها في زنزانة عُريانا كيومِ ولدتني أمي . آكلُ عريانا وأشربُ عُريانا ويُحقَّقُ معي وأنا عريانٌ وأُعَذَّبُ وأنا عُريان و...وأنامُ وأنا عُريانٌ . ولا أنامُ وأنا عريانٌ بفراش أو غطاء , بل أنامُ وأنا عريانٌ ومحرومٌ من أي فراش أو غطاء في ليالي نوفمبر الباردة وفي مدينة ...المعرفة ببرودتها الزائدة في فصل الشتاء . ويا ليتَ الأمر كان كذلك فقط , إذن لهان الأمرُ عليَّ , ولكن المصيبةَ الأكبرَ هي أنني قضيتُ تلكَ الأيام الثلاثة وأنا أنامُ في زنزانة فيها ماءٌ بارد يصلُ إلى ارتفاع حوالي نصف متر . أنامُ في هذه الزنزانة ووسط الماء البارد وأنا عريان وبلا فراش أو غطاء ؟!. نَعم , أنامُ فيها نوما حقيقيا وأنا منكمشٌ على نفسي داخل الزنزانة , وعريانٌ وفي وسطِ الماءِ البارد , ولكنه نومٌ متقطع إلى ( ربما ) أكثر من 100 قطعة , أي أنني أنامُ حوالي 3 دقائق ثم أستيقظُ – بسبب برودة الماء وبرودة العري وبرودة الزنزانة وبرودة الجو السائد في الخارج و... برودة ( أو سخونة ) التعذيبِ في كل وقت من الليل أو من النهار- ثم بعدها بدقيقة أو دقيقتين أنامُ لحوالي 3 دقائق أخرى ثم أستيقظ , وهكذا ... وفي ذلكَ الوقتِ , وفي تلك الأيامِ علمتُ علمَ اليقينِ وعينَ اليقين : 1- أنَّ نعمَ الله علينا بالفعل لا تُعد ولا تُحصى. 2- أن النومَ – مجردَ النوم - نعمةٌ من أعظمِ نعمِ الله علينا . 3- أن الثيابَ - مهما كان نوعُها , المُـهم أنها تسترُ العورةَ - نعمةٌ أخرى عظيمةٌ من نعم الله علينا. 4- أن الفراشَ والغطاء نعمتان كبيرتان من نعم الله على كل عبد حتى ولو كان كافرا . 5-أن الله يدافعُ عن الذين آمنوا , ومنهُ فمع كلِّ هذا البلاءِ المُسلطِ علي كانت معنوياتي مرتفعة جدا , وكنتُ -نفسيا- قويا جدا , وكان إيماني زائدا والحمد لله , وكنتُ باختصار أسعدَ مليون مرة من جلادي , لأنني على الحقِّ وهوَ على الباطلِ , ولأنني مظلومٌ وهو ظالمٌ . نسأل الله الثباتَ وأن يعصمَنا من الظلمِ وأن يجعلًنا صالحين مُصلحين آمين . يتبع :... |
الساعة الآن : 03:45 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour