رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) ♦ الآية: ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (100). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي ﴾ خزائن الرِّزق ﴿ إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ ﴾ لبخلتم ﴿ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ﴾ أن تنفقوا فتفتقروا ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾ بخيلًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي ﴾ أي: نعمة ربي، وقيل: رزق ربي ﴿ إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ ﴾ لبخلتم وحبستم ﴿ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ﴾؛ أي: خشية الفاقة، قاله قتادة. وقيل: خشية النفاد؛ يقال: أنفق الرجل؛ أي: أملق، وذهب مالُه، ونفق الشيء؛ أي: ذهب. وقيل: لأمسكتم عن الإنفاق خشية الفقر، ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾؛ أي: بخيلًا ممسكًا عن الإنفاق. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) ♦ الآية: ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (101). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ï´¾ وهي: العصا، واليد، وفلق البحر، والطمسة، وهي قوله: ï´؟ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ï´¾ [يونس: 88]، والطُّوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدَّم ï´؟ فَاسْأَلْ ï´¾ يا محمد ï´؟ بَنِي إِسْرَائِيلَ ï´¾ المؤمنين من قريظة والنَّضير ï´؟ إِذْ جَاءَهُمْ ï´¾ يعني: جاء آباءَهم، وهذا سؤال استشهاد ليعرف اليهود صحَّة ما يقول محمَّد عليه السَّلام بقول علمائهم ï´؟ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ï´¾ ساحرًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ï´¾؛ أي: دلالات واضحات فهي الآيات التسع؛ قال ابن عباس والضحاك: هي العصا، واليد البيضاء، والعقدة التي كانت بلسانه فحلَّها، وفلق البحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم. وقال عكرمة وقتادة ومجاهد وعطاء: هي الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، واليد، والسنون، ونقص الثمرات. وذكر محمد بن كعب القرظي: الطمس والبحر بدل السنين، ونقص من الثمرات، قال: فكان الرجل منهم مع أهله في فراشه، وقد صار حجرين، والمرأة منهم قائمة تخبز وقد صارت حجرًا. وقال بعضهم: هن آيات الكتاب. أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرني الحسن بن محمد الثقفي، أخبرنا هارون بن محمد بن هارون العطار، أنبأنا يوسف بن عبدالله بن ماهان، حدثنا الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبدالله بن مسلمة، عن صفوان بن عسال المرادي، أن يهوديًّا قال لصاحبه: تعال حتى نسأل هذا النبي، فقال الآخر: لا تقل نبي؛ فإنه لو سمِع صارت أربعة أعين، فأتياه فسألاه عن هذه الآية: ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ï´¾ فقال: لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تأكلوا الربا، ولا تسحروا، ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله، ولا تسرفوا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تفِرُّوا من الزحف، وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت، فقبَّلا يده، وقالا: نشهد أنك نبي، قال: ((فما يمنعكم أن تتبعوني؟))، قالا: إن داود دعا ربَّه ألَّا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن تبعناك أن يقتلنا اليهود. ï´؟ فَاسْأَلْ ï´¾ يا محمد ï´؟ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ ï´¾ موسى، يجوز أن يكون الخطاب معه، والمراد غيره، ويجوز أن يكون خاطبه عليه السلام، وأمره بالسؤال؛ ليتبين كذبهم مع قومهم ï´؟ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ï´¾؛ أي: مطبوبًا سحروك، قاله الكلبي. وقال ابن عباس: مخدوعًا، وقيل: مصروفًا عن الحق، وقال الفراء وأبو عبيدة: ساحرًا، فوضع المفعول موضع الفاعل، وقال محمد بن جرير: معطى علم السحر، فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (102). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ ï´¾ الآيات ï´؟ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ ï´¾ عبرًا ودلائل ï´؟ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ ï´¾ لأعلمك ï´؟ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ï´¾ ملعونًا مطرودًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قَالَ ï´¾ موسى ï´؟ لَقَدْ عَلِمْتَ ï´¾ قرأ العامة بفتح التاء خطابًا لفرعون، وقرأ الكسائي بضمِّ التاء، ويُرْوَى ذلك عن علي، وقال: لم يعلم الخبيثُ أن موسى على الحق، ولو عَلِم لآمن؛ ولكن موسى هو الذي علم، قال ابن عباس: علمه فرعون ولكنه عاند؛ قال الله تعالى: ï´؟ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ï´¾ [النمل: 14]. وهذه القراءة - وهي نصب التاء - أصحُّ في المعنى، وعليه أكثر القراء؛ لأن موسى لا يحتج عليه بعلم نفسه، ولا يثبت عن علي رفع التاء؛ لأنه رُوي عن رجل من مراد عن علي، وذلك أن الرجل مجهول، ولم يتمسك بها أحد من القراء غير الكسائي، ï´؟ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ ï´¾ هذه الآيات التسع ï´؟ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ ï´¾ جمع بصيرة؛ أي: يبصر بها. ï´؟ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ï´¾ قال ابن عباس: ملعونًا، وقال مجاهد: هالكًا، وقال قتادة: مهلكًا، وقال الفراء: أي: مصروفًا ممنوعًا عن الخير؛ يُقال: ما ثبرك عن هذا الأمر؛ أي: ما منعك وصرفك عنه. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا) ♦ الآية: ï´؟ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (103). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فَأَرَادَ ï´¾ فرعون ï´؟ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ ï´¾ يخرجهم؛ يعني: موسى وقومه ï´؟ مِنَ الْأَرْضِ ï´¾ أرض مصر. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل":ï´؟ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ ï´¾؛ أي: أراد فرعون أن يستفزَّ موسى وبني إسرائيل؛ أي: يخرجهم ï´؟ مِنَ الْأَرْضِ ï´¾؛ يعني: أرض مصر ï´؟ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا ï´¾ ونجَّينا موسى وقومه. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض) ♦ الآية: ï´؟ وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (104). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ï´¾ يريد: يوم القيامة ï´؟ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ï´¾ مُجتمعين مُختلطين. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ ï´¾؛ أي: من بعد هلاك فرعون ï´؟ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ï´¾؛ يعني: أرض مصر والشام ï´؟ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ï´¾؛ يعني: يوم القيامة ï´؟ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ï´¾؛ أي: جميعًا إلى موقف القيامة، واللفيف: الجمع الكثير إذا كانوا مختلطين من كل نوع؛ يُقال: لفت الجيوش: إذا اختلطوا، وجَمْع القيامة كذلك، فيهم المؤمن والكافر والبَرُّ والفاجر، وقال الكلبي: ï´؟ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ï´¾؛ يعني: مجيء عيسى من السماء ï´؟ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ï´¾؛ أي: النُّزَّاع من كل قوم من ها هنا، ومن ها هنا لفوا جميعًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا) ♦ الآية: ï´؟ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (105). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ ï´¾؛ أَيْ: أنزلنا القرآن بالدِّين القائم والأمر الثَّابت ï´؟ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ï´¾ وبمحمَّد نزل القرآن؛ أَيْ: عليه نزل، كما تقول: نزلتُ بزيدٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ï´¾؛ يعني: القرآن ï´؟ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا ï´¾ للمطيعين ï´؟ وَنَذِيرًا ï´¾ للعاصين. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) ♦ الآية: ï´؟ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (106). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ ï´¾ قطعناه آيةً آيةً، وسورةً سورةً في عشرين سنة ï´؟ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ï´¾ تؤدة وَتَرسُّلٍ ليفهموه ï´؟ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ï´¾ نجومًا بعد نجومٍ وشيئًا بعد شيءٍ ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل":ï´؟ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ ï´¾ قيل: معناه: أنزلناه نجومًا، لم ينزل مرة واحدة بدليل قراءة ابن عباس: ï´؟ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ ï´¾ بالتشديد، وقراءة العامة بالتخفيف؛ أي: فصَّلناه، وقيل: بيَّنَّاه، وقال الحسن: معناه: فرقنا به بين الحق والباطل ï´؟ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ï´¾؛ أي: على تؤدة وترتيل وترسل في ثلاث وعشرين سنة ï´؟ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا) ♦ الآية: ï´؟ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (107). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قُلْ ï´¾ لأهل مكَّة: ï´؟ آمِنُوا ï´¾ بالقرآن ï´؟ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ï´¾ به، وهذا تهديد؛ أَيْ: فقد أنذر الله وبلَّغ رسوله ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ ï´¾ من قبل القرآن؛ يعني: ناسًا من أهل الكتاب حين سمِعوا ما أُنْزِل على النبي صلى الله عليه وسلم خرُّوا سُجَّدًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ï´¾ هذا على طريق الوعيد والتهديد ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ ï´¾ قيل: هم مؤمنو أهل الكتاب؛ وهم الذين كانوا يطلبون الدين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلموا بعد مبعثه؛ مثل: زيد بن عمر بن نفيل، وسلمان الفارسي، وأبي ذر، وغيرهم. ï´؟ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ï´¾ يعني: القرآن ï´؟ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ ï´¾؛ أي: يسقطون على الأذقان؛ قال ابن عباس: أراد بها الوجوه ï´؟ سُجَّدًا ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) ♦ الآية: ï´؟ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (108). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ï´¾؛ أي: وعده بإنزال القرآن وبعث محمِّد عليه السَّلام لمفعولًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ï´¾؛ أي: كائنًا واقعًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) ♦ الآية: ï´؟ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (109). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ ï´¾ كرَّر القول لتكرُّر الفعل منهم ï´؟ وَيَزِيدُهُمْ ï´¾ القرآن ï´؟خُشُوعًاï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ ï´¾؛ أي: يقعون على الوجوه يبكون، البكاء مستحب عند قراءة القرآن ï´؟ وَيَزِيدُهُمْ ï´¾ نزول القرآن ï´؟ خُشُوعًا ï´¾ خضوعا لربهم، نظيره قوله تعالى: ï´؟ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ï´¾ [مريم: 58]. أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو عمرو بن بكر بن محمد المزني، حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله الجنيد، حدثنا الحسن بن الفضل البجلي، أخبرنا عاصم، عن علي بن عاصم، حدثنا المسعودي - هو عبدالرحمن بن عبدالله- عن محمد بن عبدالرحمن - مولى أبي طلحة - عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَلِجُ النارَ مَنْ بكى من خشيةِ الله حتى يعودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودُخان جهنم في مَنْخِرَي مسلمٍ أبدًا)). أخبرنا أبو القاسم بن عبدالكريم بن هوازن القشيري، أخبرنا أبو القاسم عبدالخالق بن علي بن عبدالخالق المؤذن، أخبرنا أحمد بن بكر بن محمد بن حمدان، حدثنا محمد بن يونس الكُدَيْمِي، أنبأنا عبدالله بن محمد الباهلي، حدثنا أبو حبيب الغنوي، حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حُرِّمَتْ النارُ على ثلاثِ أعينٍ: عين بَكَتْ من خشية الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين غضَّتْ عن محارم الله)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) ♦ الآية: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (110). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ... ﴾ الآية، كان رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلم يقول: يا الله، يا رحمان، فسمِع ذلك أبو جهل، فقال: إنَّ محمدًا ينهانا أن نعبُدَ إلهين، وهو يدعو إلهًا آخر مع الله، يُقال له: الرَّحمن؛ فأنزل الله سبحانه: ﴿ قُلِ ﴾ يا محمد ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ ﴾ يا معشر المؤمنين ﴿ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ إن شئتم قولوا: يا الله، وإن شئتم قولوا: يا رحمان ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا ﴾ أَيَّ أسماءِ اللَّهِ تَدْعُوا ﴿ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾ بقراءتك فيسمعها المشركون فيسبُّوا القرآن ﴿ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ ولا تُخفِها عن أصحابك فلا تُسمِعهم ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ اسلك طريقًا بين الجهر والمخافتة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ قال ابن عباس: سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات ليلة، فجعل يبكي ويقول في سجوده: يا الله يا رحمن، فقال أبو جهل: إن محمدًا ينهانا عن آلهتنا، وهو يدعو إلهين! فأنزل الله تعالى هذه الآية، ومعناه: أنهما اسمان لواحد. ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا ﴾ "ما": صلة، معناه: أيًّا ما تدعوا من هذين الاسمين، ومن جميع أسمائه ﴿ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختفٍ بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمِعه المشركون سبُّوا القرآن، ومَنْ أنزله، ومَنْ جاء به؛ فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾؛ أي: بقراءتك فيسمع المشركون، فيسبُّوا القرآن، ولا تخافت بها عن أصحابك، فلا تُسمِعهم: ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾. وبهذا الإسناد عن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا مسدد، عن هشيم، عن أبي بشر بإسناده مثله وزاد ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ أسمعهم، ولا تجهر؛ حتى يأخذوا عنك القرآن. وقال قوم: الآية في الدعاء وهو قول عائشة رضي الله عنها، والنخعي، ومجاهد، ومكحول: أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا طلق بن غنام، حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، في قوله: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾، قالت: "أُنْزِل ذلك في الدعاء". وقال عبدالله بن شداد: كان أعراب من بني تميم إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: "اللهم ارزقنا مالًا وولدًا، فيجهرون بذلك، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾؛ أي: لا ترفع صوتك بقراءتك، أو بدعائك ﴿ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾. والمخافتة: خفض الصوت والسكوت ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾؛ أي: بين الجهر والإخفاء. أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي، أخبرنا أبو محمد عبدالجبار بن محمد الخزاعي، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبدالله بن أبي رباح الأنصاري، عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأبي بكر: ((مررت بك وأنت تقرأ، وأنت تخفض من صوتك))، فقال: إني أسمعتُ مَنْ ناجَيْتُ، فقال: ((ارفع قليلًا))، وقال لعمر: ((مررت بك وأنت تقرأ، وأنت ترفع صوتك)) فقال: إني أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان، فقال: ((اخفض قليلًا)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) ♦ الآية: ï´؟ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (111). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ï´¾ لم يكن له وليٌّ ينصره ممَّن استذلَّه من البشر ï´؟ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ï´¾ عظمه عظمةً تامَّةً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ï´¾ أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يحمده على وحدانيته، ومعنى الحمد لله هو: الثناء عليه بما هو أهله؛ قال الحسين بن الفضل: يعني: الحمد لله الذي عرفني أنه لم يتخذ ولدًا. ï´؟ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ï´¾ قال مجاهد: لم يذل فيحتاج إلى وليٍّ يتعزَّز به ï´؟ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ï´¾؛ أي: وعظِّمْه عن أن يكون له شريك أو ولي. أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا نضر بن حماد أبو الحارث الوراق، حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمِعتُ سعيد بن جبير يُحدِّث عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول من يُدْعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء)). أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي، أنبأنا عبدالرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، أن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحمد لله رأس الشكر، ما شكر الله عبدٌ لا يحمده)). أخبرنا أبو الفضل بن زياد بن محمد الحنفي، أخبرنا أبو محمد عبدالرحمن بن أحمد الأنصاري، أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا يحيى بن خالد بن أيوب المخزومي، حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشر الخزامي الأنصاري، عن طلحة بن خراش، عن جابر بن عبدالله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أفضل الدعاء الحمد لله، وأفضل الذكر لا إله إلا الله)). أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا عبدالرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي، حدثنا علي بن الجَعْد، حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن هلال بن بشار، عن الربيع بن عميلة، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، لا يضرك بأيهنَّ بدأت)). تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير سورة : الكهف تفسير: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) ♦ الآية: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (1). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ï´¾ اختلافًا والتباسًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ï´¾ أثنى الله على نفسه بإنعامه على خلقه، وخصَّ رسولَه صلى الله عليه وسلم بالذِّكْر؛ لأن إنزال القرآن عليه كان نِعْمةً عليه على الخصوص، وعلى سائر الناس على العموم ï´؟ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين) ♦ الآية: ï´؟ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (2). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قَيِّمًا ï´¾ مستقيمًا؛ يريد: أنزل على عبده الكتاب قيِّمًا ولم يجعل له عوجا ï´؟ لِيُنْذِرَ ï´¾ الكافرين ï´؟ بَأْسًا ï´¾ عذابًا ï´؟ شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ ï´¾ من قِبَلِه، وقوله: ï´؟ أَجْرًا حَسَنًا ï´¾؛ يعني: الجنة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قَيِّمًا ï´¾ فيه تقديم وتأخير، معناه: أنزل على عبده الكتاب قيمًا، ولم يجعل له عوجًا ï´؟ قَيِّمًا ï´¾؛ أي: مستقيمًا، قال ابن عباس: عدلًا، وقال الفراء: قَيِّمًا على الكتب كلها؛ أي: مُصدِّقًا لها، ناسخًا لشرائعها. وقال قتادة: ليس على التقديم والتأخير؛ بل معناه: أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجًا، ولكن جعله قَيِّمًا، ولم يكن مختلف على ما قال الله تعالى: ï´؟ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ï´¾ [النساء: 82]، وقيل: معناه: لم يجعله مخلوقًا، ورُوي عن ابن عباس في قوله: ï´؟ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ï´¾ [الزمر: 28]؛ أي: غير مخلوق. ï´؟ لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا ï´¾؛ أي: لينذر ببأس شديد ï´؟ مِنْ لَدُنْهُ ï´¾؛ أي: من عنده ï´؟ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ï´¾؛ أي: الجنة. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم) ♦ الآية: ï´؟ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (5). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ مَا لَهُمْ بِهِ ï´¾ بذلك القول ï´؟ مِنْ عِلْمٍ ï´¾؛ لأنَّهم قالوه جهلًا وافتراءً على الله ï´؟ وَلَا لِآبَائِهِمْ ï´¾ الذين قالوا ذلك ï´؟ كَبُرَتْ كَلِمَةً ï´¾ مقالتهم تلك كلمة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ï´¾؛ أي: قالوه عن جهل، لا عن علم ï´؟ كَبُرَتْ ï´¾؛ أي: عظمت ï´؟ كَلِمَةً ï´¾ نصب على التمييز، يُقال تقديره: كَبُرَتْ الكلمةُ كلمةً، وقيل: من كلمة فحذف "من" فانتصب ï´؟ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ï´¾؛ أي: تظهر من أفواههم ï´؟ إِنْ يَقُولُونَ ï´¾ ما يقولون ï´؟ إِلَّا كَذِبًا ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) ♦ الآية: ï´؟ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (6). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ï´¾ قاتلها ï´؟ عَلَى آثَارِهِمْ ï´¾ على أثر تولِّيهم وإعراضهم عنك؛ لشدَّة حرصك على إيمانهم ï´؟ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ ï´¾؛ يعني: القرآن ï´؟ أَسَفًا ï´¾ غيظًا وحزنًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ ï´¾ من بعدهم ï´؟ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ ï´¾؛ أي: القرآن ï´؟ أَسَفًا ï´¾؛ أي: حزنًا، وقيل: غضبًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) ♦ الآية: ï´؟ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (7). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ ï´¾؛ يعني: ما خلق في الدُّنيا من الأشجار والنبات والماء وكل ذي رُوح على الأرض ï´؟ زِينَةً لَهَا ï´¾ زيَّناها بما خلقنا فيها ï´؟ لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ï´¾ أزهد فيها، وأترك لها. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا ï´¾ فإن قيل: أي زينة في الحيات والعقارب والشياطين؟ قيل: فيها زينة على معنى أنها تدل على وحدانية الله تعالى. وقال مجاهد: أراد به الرجال خاصة، وهم زينة الأرض، وقيل: أراد بهم العلماء والصلحاء، وقيل: الزينة بالنبات والأشجار والأنهار؛ كما قال: ï´؟ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ï´¾ [يونس: 24]. ï´؟ لِنَبْلُوَهُمْ ï´¾ لنختبرهم ï´؟ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ï´¾؛ أي: أصلح عملًا، وقيل: أيهم أترك للدنيا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) ♦ الآية: ï´؟ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (8). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ï´¾ بلاقع ليس فيها نبات. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ï´¾ فالصعيد: وجه الأرض، وقيل: هو التراب ï´؟ جُرُزًا ï´¾ يابسًا أملس، لا ينبت شيئًا، يُقال: جرزت الأرض إذا أُكِل نباتها. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) ♦ الآية: ï´؟ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (9). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أَمْ حَسِبْتَ ï´¾ بل أحسبت ï´؟ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ ï´¾ وهو المغارة في الجبل ï´؟ وَالرَّقِيمِ ï´¾ وهو اللَّوح الذي كُتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم ï´؟ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ï´¾؛ أَيْ: لم يكونوا بأعجب آياتنا، ولم يكونوا العجب من آياتنا فقط، فإنَّ آياتنا كلَّها عجب، وكانت قريش سألوا محمدًا صلى الله عليه وسلم عن خبر فتيةٍ فُقِدوا في الزمان الأوَّل بتلقين اليهود قريشًا ذلك، فأنزل الله سبحانه على نبيِّه عليه السَّلام خَبَرَهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ï´؟ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ï´¾؛ يعني: أظننْتَ يا محمدُ أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبًا؛ أي: هم عجب من آياتنا، وقيل: معناه: إنهم ليسوا بأعجب من آياتنا، فإن ما خلقت من السموات والأرض وما فيهن من العجائب، أعجبُ منهم، و"الكهف": هو الغار في الجبل، واختلفوا في "الرقيم": قال سعيد بن جبير: هو لوح كُتِبَ فيه أسماء أصحاب الكهف وقصصهم - وهذا أظهر الأقاويل- ثم وضعوه على باب الكهف، وكان اللوح من رصاص، وقيل: من حجارة؛ فعلى هذا يكون الرقيم بمعنى: المرقوم؛ أي: المكتوب، والرَّقْم: الكتابة. وحُكِي عن ابن عباس أنه اسم للوادي الذي فيه أصحاب الكهف؛ وعلى هذا هو من رقمة الوادي، وهو جانبه، وقال كعب الأحبار: هو اسم للقرية التي خرج منها أصحاب الكهف. وقيل: اسم للجبل الذي فيه الكهف. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة) ♦ الآية: ï´؟ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (10). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إِذْ أَوَى ï´¾ اذكر ï´؟ الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ï´¾ هربوا إليه ممَّن يطلبهم، فاشتغلوا بالدُّعاء والتَّضرُّع ï´؟ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ï´¾ أعطنا من عندك مغفرةً ورزقًا ï´؟ وَهَيِّئْ ï´¾ أصلح ï´؟ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ï´¾؛ أَيْ: أرشدنا إلى ما يُقرِّب منك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ï´¾؛ أي: صاروا إليه، واختلفوا في سبب مصيرهم إلى الكهف، فقال محمد بن إسحاق بن يسار: مرج أهل الإنجيل، وعظمت فيهم الخطايا، وطغت فيهم الملوك حتى عبدوا الأصنام، وذبحوا للطواغيت، وفيهم بقايا على دين المسيح، متمسكين بعبادة الله وتوحيده، فكان ممن فعل ذلك من ملوكهم ملكٌ من الروم، يُقال له "دقيانوس"، عبد الأصنام، وذبح للطواغيت، وقتل من خالفه، وكان ينزل قرى الروم، ولا يترك في قرية نزلها أحدًا إلا فتنه، حتى يعبد الأصنام، ويذبح للطواغيت أو قتله، حتى نزل مدينة أصحاب الكهف وهي "أفسوس"، فلما نزلها كبر على أهل الإيمان فاستخفَوا منه، وهربوا في كل وجه، وكان "دقيانوس" حين قدمها أمر أن يتبع أهل الإيمان فيُجمَعُوا له، واتخذ شرطًا من الكفار من أهلها، يتبعون أهل الإيمان في أماكنهم فيخرجونهم إلى "دقيانوس"، فيخيرهم بين القتل وبين عبادة الأوثان والذبح للطواغيت، فمنهم من يرغب في الحياة، ومنهم من يأبى أن يعبد غير الله فيقتل. فلما رأى ذلك أهل الشدة في الإيمان بالله، جعلوا يسلمون أنفسهم للعذاب والقتل، فيقتلون ويقطعون، ثم يربط ما قطع من أجسادهم على سور المدينة من نواحيها، وعلى كل باب من أبوابها حتى عظمت الفتنة، فلما رأى ذلك الفتيةُ حزنوا حزنًا شديدًا، فقاموا واشتغلوا بالصلاة والصيام والصدقة والتسبيح والدعاء، وكانوا من أشراف الروم، وكانوا ثمانية نفر، بكوا وتضرَّعُوا إلى الله، وجعلوا يقولون: ï´؟ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ï´¾ [الكهف: 14] إن عبدنا غيره، اكشف عن عبادك المؤمنين هذه الفتنة، وارفع عنهم هذا البلاء؛ حتى يعلنوا عبادتك، فبينما هم على مثل ذلك، وقد دخلوا في مصلًى لهم، أدركهم الشرط، فوجدوهم وهم سجود على وجوههم، يبكون ويتضرَّعُون إلى الله، فقالوا لهم: ما خلَّفكم عن أمر الملك، انطلِقوا إليه، ثم خرجوا فرفعوا أمرهم إلى "دقيانوس"، فقالوا: تجمع الناس للذبح لآلهتك، وهؤلاء الفتية من أهل بيتك يستهزئون بك، ويعصون أمرك! فلما سمِعَ بذلك بعث إليهم، فأتى بهم تفيض أعينهم من الدمع معفَّرةً وجوههم بالتراب، فقال لهم: ما منعكم أن تشهدوا الذبح لآلهتنا التي تعبد في الأرض، وتجعلوا أنفسكم أسوةً لسادات أهل مدينتكم؟ فاختاروا؛ إما أن تذبحوا لآلهتنا، وإما أن أقتلكم، فقال "مكسلمينا" وهو أكبرهم سنًّا: إن لنا إلهًا ملأ السموات والأرض عظمةً، لن ندعوَ من دونه إلهًا أبدًا، له الحمد والتكبير والتسبيح من أنفسنا خالصًا أبدًا، إيَّاه نعبد، وإيَّاه نسأل النجاةَ والخيرَ، فأما الطواغيت فلن نعبدها أبدًا، فاصنع بنا ما بدا لك، وقال أصحاب "مكسلمينا" لـــ"دقيانوس" مثل ما قال "مكسلمينا"، فلما قالوا ذلك، أمر فنزع عنهم لبوسًا كانت عليهم من لبوس عظمائهم، ثم قال: سأفرغ لكم فأنجز لكم ما أوعدتكم من العقوبة، وما يمنعني أن أُعجِّل ذلك لكم إلا أني أراكم شبَّانًا حديثةً أسنانكم، فلا أحبُّ أن أهلككم حتى أجعل لكم أجلًا تذكرون فيه وتراجعون عقولكم، ثم أمر بحلية كانت عليهم من ذهب وفضة فنُزِعَتْ عنهم، ثم أمرهم فأُخْرِجوا من عنده. وانطلق "دقيانوس" إلى مدينة سوى مدينتهم قريبًا منهم لبعض أموره، فلما رأى الفتية خروجه بادروا قدومه، وخافوا إذا قدم مدينتهم أن يذكرهم وأن يعذِّبهم، فأتمروا بينهم أن يأخذ كل منهم نفقةً من بيت أبيه، فيتصدَّقُوا منها، ويتزوَّدوا بما بقي، ثم ينطلقوا إلى كهف قريب من المدينة في جبل يُقال له "بخلوس"، فيمكثون فيه، ويعبدون الله حتى إذا جاء "دقيانوس" أتوه، فقاموا بين يديه فيصنع بهم ما شاء، فلما قال ذلك بعضهم لبعض، عمد كل فتًى منهم إلى بيت أبيه، فأخذ نفقةً فتصدق منها، ثم انطلقوا بما بقي معهم، واتَّبعَهم كلبٌ كان لهم حتى أتوا ذلك الكهف، فلبثوا فيه. قال كعب الأحبار: مرُّوا بكلب فتبعهم فطردوه، فعاد ففعلوا ذلك مرارًا، فقال لهم الكلب: يا قوم ما تريدون مني، لا تخشوا جانبي؛ أنا أحِبُّ أحباب الله، فناموا حتى أحرسكم. وقال ابن عباس: هربوا ليلًا من "دقيانوس"، وكانوا سبعةً، فمرُّوا براعٍ معه كلبٌ، فتبِعهم على دينهم، وتبِعه كلبُه، فخرجوا من البلد إلى الكهف وهو قريب من البلد. قال ابن إسحاق: فلبثوا فيه ليس لهم عمل إلا الصلاة والصيام والتسبيح والتكبير والتحميد؛ ابتغاء وجه الله، وجعلوا نفقتهم إلى فتًى منهم يُقال له: "يمليخا"، فكان يبتاع لهم أرزاقهم من المدينة سرًّا، وكان من أحملهم وأجلدهم، وكان إذا دخل المدينة يضع ثيابًا كانت عليه حسانًا، ويأخذ ثيابًا كثياب المساكين الذين يستطعمون فيها، ثم يأخذ ورقه فينطلق إلى المدينة فيشتري لهم طعامًا وشرابًا، ويتجسس لهم الخبر؛ هل ذكر هو وأصحابه بشيء، ثم يرجع إلى أصحابه، فلبثوا بذلك ما لبثوا. ثم قدم "دقيانوس" المدينة فأمر عظماء أهلها، فذبحوا للطواغيت، ففزع من ذلك أهل الإيمان، وكان "يمليخا" بالمدينة يشتري لأصحابه طعامهم، فرجع إلى أصحابه وهو يبكي، ومعه طعام قليل، وأخبرهم أن الجبار قد دخل المدينة، وأنهم قد ذكروا والتمسوا مع عظماء المدينة، ففزعوا ووقعوا سجودًا، يدعون الله ويتضرَّعُون إليه ويتعوذون من الفتنة. ثم إن "يمليخا" قال لهم: يا إخوتاه، ارفعوا رؤوسكم واطعموا وتوكَّلوا على ربِّكم، فرفعوا رؤوسهم وأعينهم تفيض من الدمع، فطعموا، وذلك مع غروب الشمس، ثم جلسوا يتحدَّثون ويتدارسون ويذكر بعضُهم بعضًا، فبينما هم على ذلك إذ ضرب الله على آذانهم النوم في الكهف، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف، فأصابه ما أصابهم، وهم مؤمنون موقنون، ونفقتهم عند رؤوسهم. فلما كان من الغد فقدهم "دقيانوس" فالتمسهم فلم يجدهم، فقال لبعضهم: لقد ساءني شأن هؤلاء الفتية الذين ذهبوا، لقد كانوا ظنُّوا أن بي غضبًا عليهم؛ لجهلهم ما جهلوا من أمري، ما كنت لأحمل عليهم إن هم تابوا وعبدوا آلهتي، فقال عظماء المدينة: ما أنت بحقيق أن ترحم قومًا فجَرةً مَرَدةً عُصاةً؛ قد كنت أجَّلت لهم أجلًا، ولو شاؤوا لرجعوا في ذلك الأجل، ولكنهم لم يتوبُوا، فلما قالوا ذلك غضب غضبًا شديدًا، ثم أرسل إلى آبائهم، فأتى بهم، فسألهم عنهم، فقال: أخبروني عن أبنائكم المردة الذين عصوني وتوعَّدهم بالقتل، فقالوا له: أما نحن فلم نَعْصِكَ؛ فلِمَ تقتلنا بقوم مردة؟! قد ذهبوا بأموالنا، فأهلكوها في أسواق المدينة، ثم انطلقوا، وارتقوا إلى جبل يُدعى "بخلوس"؟! فلما قالوا له ذلك، خلَّى سبيلهم، وجعل لا يدري ما يصنع بالفتية، فألقى الله في نفسه أن يأمر بالكهف فيسد عليهم، وأراد الله أن يكرمهم، ويجعلهم آيةً لأمة تستخلف من بعدهم، وأن يُبيِّنَ لهم أن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، فأمر "دقيانوس" بالكهف أن يُسَدَّ عليهم، وقال: دعوهم كما هم في الكهف يموتون جوعًا وعطشًا، ويكون كهفُهم الذي اختاروه قبرًا لهم، وهو يظن أنهم أيقاظ يعلمون ما يُصنَع بهم، وقد توفَّى الله أرواحهم وفاة النوم، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف، قد غشيه ما غشيهم، يتقلَّبُون ذات اليمين وذات الشمال، ثم إن رجلين مؤمنين في بيت الملك "دقيانوس" يكتمان إيمانهما، اسم أحدهما "يندروس"، واسم الآخر "روناس"، ائتمرا أن يكتبا شأن الفتية وأنسابهم وأسماءهم وخبرهم في لوحين من رصاص، ويجعلاهما في تابوت من نحاس، ويجعلا التابوت في البنيان، وقالا: لعلَّ الله أن يظهر على هؤلاء الفتية قومًا مؤمنين قبل يوم القيامة، فيعلم من فتح عليهم حين يقرأ هذا الكتاب خبرهم، ففعلا وبنيا عليه، فبقي "دقيانوس" ما بقي، ثم مات هو وقومه وقرون بعده كثيرة، وخلفت الملوك بعد الملوك. وقال عبيد بن عمير: كان أصحاب الكهف فتيانًا مطوقين، مسورين، ذوي ذوائب، وكان معهم كلب صيدهم، فخرجوا في عيد لهم في زي عظيم وموكب، وأخرجوا معهم آلهتهم التي يعبدونها، وقد قذف الله في قلوب الفتية الإيمان، وكان أحدهم وزير الملك فآمنوا، وأخفى كل واحد منهم إيمانه، فقالوا في أنفسهم: نخرج من بين أظهر هؤلاء القوم، لا يصيبنا عقاب بجرمهم، فخرج شابٌّ منهم حتى انتهى إلى ظل شجرة، فجلس فيه، ثم خرج آخر فرآه جالسًا وحده، فرجا أن يكون على مثل أمره من غير أن يظهر ذلك، ثم خرج الآخر فاجتمعوا، فقال بعضهم لبعض: ما جمعكم؟ وكل واحد يكتم صاحبه إيمانه مخافةً على نفسه، ثم قالوا: ليخرج كل فتى فيخلو بصاحبه، ثم يفشي واحد منكم سِرَّه إلى صاحبه، ففعلوا فإذا هم جميعًا على الإيمان، وإذا كهف في الجبل قريب منهم، فقال بعضهم لبعض: ï´؟ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ï´¾ [الكهف: 16]، فدخلوا الكهف ومعهم كلب صيدهم، فناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، وفقدهم قومُهم فطلبوهم، فعمى الله عليهم آثارهم وكهفهم؛ فكتبوا أسماءهم وأنسابهم في لوح: فلان وفلان وفلان أبناء ملوكنا، فقدناهم في شهر كذا، في سنة كذا، في مملكة فلان ابن فلان، ووضعوا اللوح في خزانة الملك، وقالوا: ليكونن لهذا شأن، ومات ذلك الملك، وجاء قرن بعد قرن. وقال وهب بن منبه: جاء حواري عيسى عليه السلام إلى مدينة أصحاب الكهف، فأراد أن يدخلها فقيل له: إن على بابها صَنَمًا لا يدخلها أحدٌ إلَّا سجد له، فكَرِهَ أن يدخلها، فأتى حمامًا قريبًا من المدينة، فكان يؤاجر نفسه من الحمامي، ويعمل فيه، ورأى صاحب الحمام في حمامه البركة، وعَلِقَه فتية من أهل المدينة، فجعل يخبرهم خبر السماء والأرض وخبر الآخرة حتى آمنوا وصدَّقُوه، وكان شرط على صاحب الحمام أنَّ الليل لي، لا يحول بيني وبينه، ولا بين الصلاة أحد. وكان على ذلك حتى أتى ابنُ الملك بامرأة، فدخل بها الحمام، فعيره الحواري، وقال: أنت ابن الملك وتدخل مع هذه؟!، فاستحيا وذهب، فرجع مرةً أخرى، فقال له مثل ذلك فسبَّه وانتهره، ولم يلتفت إلى مقالته حتى دخلا معًا، فماتا في الحمام، وأتى الملك، فقيل له: قتل صاحِبُ الحمام ابنَكَ، فالتمس فلم يقدر عليه وهرب، فقال: من كان يصحبه، فسموا الفتية، فالتمسوا فخرجوا من المدينة، فمرُّوا بصاحب لهم على مثل إيمانهم، فانطلق معهم ومعه كلب حتى آواهم الليل إلى الكهف فدخلوه، وقالوا: نلبث ها هنا إلى الليل، ثم نصبح إن شاء الله تعالى، فترون رأيكم، فضرب الله على آذانهم، فخرج الملك في أصحابه يبتغونهم حتى وجدوهم، فدخلوا الكهف، فلما أراد رجل منهم دخوله أرعب؛ فلم يطق أحد أن يدخله؛ فقال قائل منهم: أليس لو قدرت عليهم قتلتهم؟ قال: بلى، قال: فابْنِ عليهم باب الكهف، واتركهم فيه يموتون جوعًا وعطشًا، ففعل. قال وهب: فعبر زمان بعد زمان بعدما سدوا عليهم باب الكهف، ثم إن راعيًا أدركه المطر عند الكهف، فقال: لو فتحت باب هذا الكهف، وأدخلت غنمي فيه من المطر لكان حسنًا، فلم يزل يعالجه حتى فُتِح، وردَّ الله عليهم أرواحَهم من الغد حين أصبحوا. وقال محمد بن إسحاق: ثم ملك أهل تلك البلاد رجلٌ صالحٌ، يُقال له "بيدروس"، فلما ملك بقي في ملكه ثمانيًا وستين سنةً، فتحزب الناس في ملكه فكانوا أحزابًا: منهم من يؤمن بالله، ويعلم أن الساعة حق، ومنهم من يكذب بها، فكبر ذلك على الملك الصالح فبكى وتضرَّع إلى الله، وحزن حزنًا شديدًا لما رأى أهل الباطل يزيدون ويظهرون على أهل الحق، ويقولون: لا حياة إلا حياة الدنيا؛ وإنما تُبعَث الأرواح، ولا تُبعَث الأجساد، فجعل "بيدروس" يرسل إلى من يظن فيهم خيرًا، وأنهم أئمة في الخلق، فجعلوا يكذبون بالساعة حتى كادوا أن يحوِّلوا الناس عن الحق وملة الحواريِّين، فلما رأى ذلك الملك الصالح دخل بيته وأغلقه عليه، ولبس مسحًا وجعل تحته رمادًا، فجلس عليه، فدأب ليله ونهاره زمانًا يتضرَّع إلى الله تعالى ويبكي، ويقول: أي رب، قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث إليهم آيةً تُبيِّن لهم بُطلان ما هم عليه، ثم إن الرحمن الرحيم الذي يكره هلكة العباد أراد أن يظهر الفتية أصحاب الكهف، ويُبيِّن للناس شأنهم، ويجعلهم آيةً وحجَّةً عليهم؛ ليعلموا أن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، ويستجيب لعبده الصالح "بيدروس"، ويتم نعمته عليه، وأن يجمع من كان تبدَّد من المؤمنين، فألقى الله في نفس رجل من أهل تلك البلد التي فيها الكهف، وكان اسم ذلك الرجل "أولياس" أن يهدم ذلك البنيان الذي على فم الكهف، فيبني به حظيرةً لغنمه، فاستأجر غلامين، فجعلا ينزعان تلك الحجارة ويبنيان تلك الحظيرة حتى نزعا ما على فم الكهف، وفتحا باب الكهف، وحجبهم الله عن الناس بالرعب، فلما فتحا باب الكهف أذن الله ذو القدرة والسلطان محيي الموتى للفتية أن يجلسوا بين ظهراني الكهف، فجلسوا فرحين مسفرةً وجوههم، طيبةً أنفسهم، فسلم بعضُهم على بعض، كأنما استيقظوا من ساعتهم التي كانوا يستيقظون فيها إذا أصبحوا من ليلتهم، ثم قاموا إلى الصلاة، فصلوا كالذي كانوا يفعلون، لا يُرى في وجوههم ولا ألوانهم شيءٌ ينكرونه كهيئتهم حين رقدوا، وهم يرون أن "دقيانوس" في طلبهم، فلما قضوا صلاتهم قالوا لـــ"يمليخا" صاحب نفقاتهم: أنبئنا ما الذي قال الناس في شأننا عشية أمس عند هذا الجبَّار؟ وهم يظنون أنهم رقدوا كبعض ما كانوا يرقدون، وقد تخيَّل لهم أنهم قد ناموا أطول ممَّا كانوا ينامون، حتى تساءلوا بينهم، فقال بعضهم لبعض: كم لبثتم نيامًا؟ ï´؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ï´¾ [الكهف: 19]، ثم ï´؟ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ï´¾ [الكهف: 19]، وكل ذلك في أنفسكم يسير، فقال لهم "يمليخا": التُمِسْتُم في المدينة فلم توجدوا، وهو يريد أن يؤتى بكم اليوم، فتذبحون للطواغيت أو يقتلكم، فما شاء الله بعد ذلك فعل، فقال لهم "مكسلمينا": يا إخوتاه، اعلموا أنكم ملاقو الله، فلا تكفروا بعد إيمانكم إذا دعاكم عدو الله، ثم قالوا لــــ"يمليخا": انطلِقْ إلى المدينة فتَسَمَّعْ ما يُقال علينا بها، وما الذي يذكر عند "دقيانوس" وتلطَّف ولا تُشعِرنَّ بك أحدًا، وابْتَعْ لنا طعامًا، فائتنا به، وزدنا على الطعام الذي جئتنا به، فقد أصبحنا جياعًا، ففعل "يمليخا" كما كان يفعل ووضع ثيابه، وأخذ الثياب التي كان يتنكَّر فيها، وأخذ وَرِقًا من نفقتهم التي كانت معهم والتي ضربت بطابع "دقيانوس"، فكانت كخفاف الربع، فانطلق "يمليخا" خارجًا، فلما مرَّ بباب الكهف رأى الحجارة منزوعةً عن باب الكهف؛ فعجب منها، ثم مرَّ ولم يُبالِ بها حتى أتى باب المدينة مستخفيًا، يصدُّ عن الطريق تخوُّفًا أن يراه أحد من أهلها فيعرفه، ولا يشعر أن "دقيانوس" وأهله قد هلكوا قبل ذلك بثلاثمائة سنة. فلما أتى "يمليخا" باب المدينة رفع بصره، فرأى فوق ظهر الباب علامةً تكون لأهل الإيمان إذا كان أمر الإيمان ظاهرًا فيها، فلما رآها عجب، وجعل ينظر إليها مستخفيًا، وجعل ينظر يمينًا وشمالًا، ثم ترك ذلك الباب فتحوَّل إلى باب آخر من أبوابها، فرأى مثل ذلك، فجعل يُخيَّل إليه أن المدينة ليست بالتي كان يعرف، ورأى ناسًا كثيرًا محدثين، لم يكن يراهم قبل ذلك، فجعل يمشي ويتعجَّب ويخيل إليه أنه حيران، ثم رجع إلى الباب الذي أتى منه، فجعل يتعجَّب بينه وبين نفسه، ويقول: يا ليت شعري، ما هذا؟! أما عشية أمس، فكان المسلمون يُخبِّئون هذه العلامة، ويستخفون بها، وأما اليوم فإنها ظاهرة، لعلِّي نائم؟ ثم يرى أنه ليس بنائم، فأخذ كساءه فجعله على رأسه، ثم دخل المدينة فجعل يمشي بين ظَهْراني سوقها، فيسمع ناسًا يحلفون باسم عيسى ابن مريم، فزاده ذلك فَرَقًا، ورأى أنه حيران، فقام مسندًا ظهره إلى جدار من جدر المدينة، وقال في نفسه: والله ما أدري ما هذا؟! أما عشية أمس، فليس على ظهر الأرض إنسان يذكر عيسى ابن مريم إلا قُتِل، وأما الغداة فأسمعهم وكل إنسان يذكر اسم عيسى ولا يخاف أحدًا، ثم قال في نفسه: لعل هذه ليست بالمدينة التي أعرف، والله ما أعرف مدينة قرب مدينتنا، فقام كالحيران، ثم لقي فتًى، فقال له: ما اسم هذه المدينة يا فتى؟ قال: اسمها "أفسوس"، فقال في نفسه: لعل بي مسًّا أو أمرًا أذهب عقلي، والله يحقُّ لي أن أسرع الخروج منها قبل أن أخزى فيها أو يُصيبني شَرٌّ فأهلك، ثم إنه أفاق، فقال: والله لو عجلت الخروج من المدينة قبل أن يفطن بي، لكان أيسر، فدنا من الذين يبيعون الطعام فأخرج الوَرِقَ التي كانت معه فأعطاها رجلًا منهم، فقال: بعني بهذه الوَرِق طعامًا، فأخذها الرجل، فنظر إلى ضرب الوَرِق ونقشها، فعجب منه، ثم طرحها إلى رجل آخر من أصحابه، فنظر إليها، فجعلوا يتطارحونها بينهم من رجل إلى رجل، ويتعجبون منها، ثم جعلوا يتشاورون بينهم، ويقول بعضهم لبعض: إن هذا أصاب كنزًا خبيئًا في الأرض منذ زمان ودهر طويل، فلما رآهم "يمليخا" يتشاورون من أجله فرق فَرَقًا شديدًا، وجعل يرتعد ويظن أنهم قد فطنوا به وعرفوه، وأنهم إنما يريدون أن يذهبوا به إلى ملكهم "دقيانوس"، وجعل أناس آخرون يأتونه فيتعرَّفُونه فلا يعرفونه، فقال لهم وهو شديد الفَرَق منهم: افضلوا عليَّ، قد أخذتم ورقي فأمسكوها، وأما طعامكم فلا حاجة لي به، فقالوا له: من أنت يا فتى؟ وما شأنك؟ والله لقد وجدت كنزًا من كنوز الأولين، وأنت تريد أن تخفيه منا، فانطلق معنا وأرِنا وشاركنا فيه، نُخْفِ عليك ما وجدت، فإنك إن لم تفعل نأتِ بك إلى السلطان فنسلمك إليه فيقتلك، فلما سمِع قولهم، قال في نفسه: قد وقعت في كل شيء كنت أحذر منه، فقالوا: يا فتى، إنك والله لا تستطيع أن تكتم ما وجدت، فجعل "يمليخا" لا يدري ما يقول لهم وما يرجع إليهم، وفرق حتى ما وجد ما يخبر إليهم شيئًا، فلما رأوه لا يتكلم أخذوا كساءه فطرحوه في عنقه، ثم جعلوا يقودونه في سكك المدينة صغيرهم وكبيرهم حتى سمِع به من فيها، فسألوه: ما الخبر؟ فقيل: هذا رجل عنده كنز، فاجتمع إليه أهل المدينة صغيرهم وكبيرهم، فجعلوا ينظرون إليه، ويقولون: والله ما هذا الفتى من أهل هذه المدينة، وما رأيناه فينا قط وما نعرفه قط، فجعل "يمليخا" لا يدري ما يقول لهم، فلما اجتمع عليه أهل المدينة فرق فسكت، فلم يتكلم، وكان مستيقنًا أن أباه وإخوته بالمدينة وأن حسبه ونسبه من أهل المدينة من عظماء أهلها، وأنهم سيأتونه إذا سمِعُوا به، فبينا هو قائم كالحيران ينتظر متى يأتيه بعض أهله فيخلصه من أيديهم إذا اختطفوه وانطلقوا به إلى رئيس المدينة ومُدبِّرها اللذين يدبران أمرها، وهما رجلان صالحان اسم أحدهما "أريوس" واسم الآخر "طنطيوس"، فلما انطلق به إليهما ظن "يمليخا" أنه ينطلق به إلى "دقيانوس" الجبار، فجعل يلتفت يمينًا وشمالًا، وجعل الناس يسخرون منه كما يسخر من المجنون، وجعل "يمليخا" يبكي ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال في نفسه: اللهم إله السماء وإله الأرض، أفرغ اليوم عليَّ صبرًا، وأولج معي رُوحًا منك تُؤيِّدني به عند هذا الجبَّار، وجعل يبكي ويقول في نفسه: فرق بيني وبين إخوتي، يا ليتهم يعلمون ما لقيت، يا ليتهم يأتوني فنقوم جميعًا بين يدي هذا الجبار، فإنا كنا تواثقنا لنكوننَّ معًا، لا نكفر بالله، ولا نشرك به شيئًا، فرق بيني وبينهم، فلن يروني ولن أراهم أبدًا، وكنا تواثقنا ألَّا نفترق في حياة ولا موت أبدًا، يحدث به نفسه "يمليخا" فيما يخبر أصحابه حين يرجع إليهم، حتى انتهوا إلى الرجلين الصالحين "أريوس" و"طنطيوس"، فلما رأى "يمليخا" أنه لا يذهب به إلى "دقيانوس" أفاق، وذهب عنه البكاء فأخذ "أريوس" و"طنطيوس" الوَرِق، فنظرا إليها، وعجبا منها، ثم قال له أحدهما: أين الكنز الذي وجدت يا فتى؟ فقال "يمليخا": ما وجدت كنزًا؛ ولكن هذا وَرِق آبائي، ونقش هذه المدينة وضربها، ولكن والله ما أدري ما شأني، وما أقول لكم، فقال أحدهما: فمن أنت؟ فقال "يمليخا": أما أنا فكنت أرى أني من أهل هذه المدينة، فقالوا: ومن أبوك؟ ومن يعرفك فيها؟ فأنبأهم باسم أبيه، فلم يجدوا أحدًا يعرفه ولا أباه، فقال له أحدهما: أنت رجل كذاب، لا تنبئنا بالحق، فلم يدر "يمليخا" ما يقول لهم غير أنه نكس بصره إلى الأرض، فقال بعض من حوله: هذا رجل مجنون، وقال بعضهم: ليس بمجنون، ولكنه يحمق نفسه عمدًا؛ لكي ينفلت منكم، فقال له أحدهما، وقد نظر إليه نظرًا شديدًا: أتظنُّ يا هذا أنا نرسلك ونُصدِّقك بأن هذا مال أبيك، ونقش هذا الوَرِق وضربها أكثر من ثلاثمائة سنة، وإنما أنت غلام شاب، أتظن أنك تأفكنا وتسخر بنا ونحن شمط كما ترى، وحولك سراة أهل المدينة وولاة أمرها، وخزائن هذه البلدة بأيدينا، وليس عندنا من هذا الضرب درهم ولا دينار، وإني لأظنني سآمُر بك فتُعذَّب عذابًا شديدًا، ثم أوثقك حتى تعترف بهذا الكنز الذي وجدته، فلما قال ذلك، قال لهم "يمليخا": أنبئوني عن شيء أسألكم عنه، فإن فعلتم صدقتكم عما عندي، قالوا: سل، لا نكتمك شيئًا، قال لهم: ما فعل الملك "دقيانوس"؟ قالوا: لا نعرف اليوم على وجه الأرض ملكًا يُسمَّى "دقيانوس"، ولم يكن إلا ملك هلك منذ زمان ودهر طويل، وهلكت بعده قرون كثيرة، فقال "يمليخا": إني إذًا لحيران، وما يصدقني أحد من الناس بما أقول، لقد كنا فتية على دين واحد وهو الإسلام، وإن الملك أكرهنا على عبادة الأوثان والذبح للطواغيت، فهربنا منه عشية أمس فنمنا، فلما انتبهنا خرجت لأشتري لهم طعامًا، وأتجسَّس الأخبار، فإذا أنا كما ترون، فانطلقوا معي إلى الكهف الذي بجبل "بنجلوس" أريكم أصحابي، فلما سمِعَ "أريوس" ما يقول "يمليخا"، قال: يا قوم، لعلَّ هذه آية من آيات الله، جعلها الله لكم على يدي هذا الفتى، فانطلقوا بنا معه يرنا أصحابه، فانطلق معه "أريوس" و"طنطيوس"، وانطلق معهم أهل المدينة كبيرهم وصغيرهم نحو أصحاب الكهف لينظروا إليهم. ولما رأى الفتية أصحاب الكهف "يمليخا" قد احتبس عنهم بطعامهم وشرابهم عن القدر الذي كان يأتي به ظنُّوا أنه قد أُخِذَ، فذهب به إلى ملكهم "دقيانوس"، فبينما هم يظنُّون ذلك ويتخوَّفُونه إذ سمِعُوا الأصوات وجلب الخيل مصعدةً نحوهم، فظنُّوا أنهم رسل الجبار "دقيانوس" بعث إليهم ليُؤتى بهم، فقاموا إلى الصلاة، وسلَّم بعضهم على بعض، وأوصى بعضُهم بعضًا، وقالوا: انطلقوا بنا نأت أخانا "يمليخا"، فإنه الآن بين يدي الجبار ينتظر متى نأتيه، فبينما هم يقولون ذلك وهم جلوس بين ظهراني الكهف، لم يروا إلا "أريوس" وأصحابه وقوفًا على باب الكهف. وسبقهم "يمليخا" فدخل عليهم وهو يبكي، فلما رأوه يبكي بكوا معه، ثم سألوه عن شأنه فأخبرهم، وقصَّ عليهم القصة والنبأ كله، فعرفوا عند ذلك أنهم كانوا نيامًا بأمر الله ذلك الزمان كله بأمر الله، وإنما أُوقِظُوا ليكونوا آيةً للناس وتصديقًا للبعث، وليعلموا أن الساعة آتية لا ريب فيها. ثم دخل على أثر "يمليخا" "أريوس" فرأى تابوتًا من نحاس مختومًا بخاتم من فضة، فقام بباب الكهف ثم دعا رجالًا من عظماء أهل المدينة، ففتح التابوت عندهم، فوجدوا فيه لوحين من رصاص مكتوبًا فيهما أن "مكسلمينا" و"مخشلمينا" و"يمليخا" و"مرطونس" و"كشطونس" و"يبرونس" و"ديموس" و"بطيوس" و"حالوش" والكلب اسمه "قطمير"، كانوا فتيةً هربوا من ملكهم "دقيانوس" الجبار؛ مخافة أن يفتنهم عن دينهم، فدخلوا هذا الكهف، فلما أخبر بمكانهم أمر بالكهف، فسُدَّ عليهم بالحجارة، وإنا كتبنا شأنهم وخبرهم ليعلمه من بعدهم، إن عثر عليهم، فلما قرؤوه عجبوا، وحمدوا الله الذي أراهم آية البعث فيهم، ثم رفعُوا أصواتهم بحمد الله وتسبيحه، ثم دخلوا على الفتية إلى الكهف، فوجدوهم جلوسًا بين ظهرانيهم، مشرقةً وجوههم، لم تبل ثيابهم، فخرَّ "أريوس" وأصحابه سجودًا، وحمدوا الله الذي أراهم آيةً من آياته، ثم كلم بعضهم بعضًا، وأنبأهم الفتية عن الذي لقوا من ملكهم "دقيانوس" من إكراههم على عبادة الأوثان والذبح للطواغيت، وإخفاء إيمانهم منه، وهربهم إلى الكهف، ثم إن "أريوس" وأصحابه بعثوا بريدًا إلى ملكهم الصالح "بيدروس" أن عجل لعلك تنظر إلى آية من آيات الله جعلها الله في ملكك، وجعلها آيةً للعالمين؛ لتكون لهم نورًا وضياءً وتصديقًا للبعث، فاعجل إلى فتية بعثهم الله عز وجل، وقد كان توفَّاهم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة، فلما أتى الملك الخبر، رجع إليه عقلُه، وذهب عنه همُّه، فقال: أحمدك الله رب السموات والأرض، وأعبدك وأُسبِّح لك، تطوَّلت عليَّ ورحمتني، فلم تطفئ النور الذي كنت جعلته لآبائي وللعبد الصالح "بيدروس" الملك، فلما نبَّأ به أهل المدينة، ركبوا إليه وساروا معه حتى أتوا مدينة "أفسوس" فتلقاهم أهل المدينة وساروا معه حتى صعدوا نحو الكهف، فلما رأى الفتية "بيدروس" فرحوا به وخرجوا سُجَّدًا على وجوههم، وقام "بيدروس" فاعتنقهم وبكى وهم جلوس بين يديه على الأرض، يسبحون الله ويحمدون، ثم قال الفتية لــــ"بيدروس": نستودعك الله إيمانك وخواتيم أعمالك والسلام عليك ورحمة الله، حفظك الله وحفظ ملكك، ونعيذك بالله من شرِّ الإنس والجن، فبينما الملك قائم إذ رجعوا إلى مضاجعهم، فناموا وتوفَّى الله تعالى أنفسهم. وقام الملك إليهم فجعل ثيابهم عليهم، وأمر أن يجعل كل رجل منهم في تابوت من ذهب، فلما أمسى ونام أتوه في المنام، فقالوا له: إننا لم نُخْلَقْ من ذهبٍ ولا من فضةٍ، ولكنا خُلِقْنا من تراب وإلى التراب نصير، فاتركنا كما كنا في الكهف على التراب حتى يبعثنا الله منه؛ فأمر الملك حينئذٍ بتابوت من ساج، فجُعِلُوا فيه وحجبهم الله حين خرجوا من عندهم بالرعب، فلم يقدر أحد على أن يدخل عليهم، فأمر الملك فجعل على باب الكهف مسجدًا يُصلَّى فيه، وجعل لهم عيدًا عظيمًا، وأمر أن يؤتى كل سنة. وقيل: إن "يمليخا" لما حمل إلى الملك الصالح، قال له الملك: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل هذه المدينة، وذكر أنه خرج أمس أو منذ أيام، وذكر منزله وأقوامًا لم يعرفهم أحد، وكان الملك قد سمِع أن فتية فُقِدُوا في الزمن الأول، وأن أسماءهم مكتوبةٌ على اللوح بالخزانة، فدعا باللوح، وقد نظر في أسمائهم، فإذا هو من أولئك القوم، وذكر أسماء الآخرين، فقال "يمليخا" هم أصحابي، فلما سمِع الملك ذلك ركب ومن معه من القوم، فلما أتوا باب الكهف، قال "يمليخا": دعوني حتى أدخل على أصحابي فأُبِشِّرهم؛ فإنهم إن رأوكم معي أرعبتموهم، فدخل فبشَّرهم، فقبض الله أرواحهم وأعمى عليهم أثرهم، فلم يهتدوا إليهم مرة ثانية، وذلك قوله عز وجل: ï´؟ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ï´¾؛ أي: صاروا إلى الكهف؛ يُقال: أوى فلان إلى موضع كذا؛ أي: اتخذه منزلًا إلى الكهف، وهو غار في جبل "بنجلوس"، واسم الكهف "خيرم". ï´؟ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ï´¾ ومعنى الرحمة: الهداية في الدين، وقيل: الرزق. ï´؟ وَهَيِّئْ لَنَا ï´¾ يسِّر لنا ï´؟ مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ï´¾؛ أي: ما نلتمس من خير رضاك، وما فيه رشدنا، وقال ابن عباس: رشدًا؛ أي: مخرجًا من الغار في سلامة. تفسير القرآن الكريم |
Pharmacy24online LesAgits
Coذ،ذ‚ذ²ذ‚رڑذ*ذ†ذ’آ»t De Priligy buy viagra cialis online Doxycycline Hyclate 100mg Cap <a href=https://apcialisle.com/#>is there generic cialis</a> Viagra Ricetta Ripetibile
|
Extra Super Cialis LesAgits
Fast Quick Delivered Viagra buy cialis 5mg online Lady Era <a href=https://apcialisle.com/#>cialis generic best price</a> Foto Levitra In Farmacia
|
Cephalexin Prgnancy LesAgits
Where To Order Macrobid Furadantin Bacterial Infections Cialis Order Generic Tadalis Sx Soft <a href=https://apcialisle.com/#>buy cialis online usa</a> Priligy Interacciones
|
Cialis Viagra Belgique LesAgits
Levitra Without A Rx buying cialis online usa Tonsils Infection Amoxicillin <a href=https://apcialisle.com/#>cialis online reddit</a> Amoxicillin Dosage Treatment Course For Pneumonia
|
Comprar Cialis Pago Contra Reembolso LesAgits
Vigra On Line when will cialis go generic How To Last Longer Men <a href=https://apcialisle.com/#>Cialis</a> Zithromax Free Antibiotics
|
Cialis Economico LesAgits
Propecia Overuse cialis online ordering Viagra Pills For Sale Uk <a href=https://apcialisle.com/#>Cialis</a> Levitra Generique Arnaque
|
Buy Avodart For Hair Loss Online LesAgits
Cephalexin For Pet Cialis Cialis Generico Receta <a href=https://buyciallisonline.com/#>cheap cialis</a> Isotretinoin find
|
Cialis Acheter En Ligne LesAgits
What Do Amoxicillin Capsules Look Like cialis generic name Azithromycin Vs Zithromax <a href=https://buyciallisonline.com/#>cialis without prescription</a> Baclofene Vente Ligne
|
Aciclovir Cheap LesAgits
Levaquin Can I Purchase No Physician Approval Aberdeenshire buy generic cialis Kamagra 200mg Oral Jelly Australia <a href=https://buyciallisonline.com/#>comprare cialis online</a> Quality Rx
|
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) ♦ الآية: ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (11). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ ﴾ سددنا آذانهم بالنَّوْم ﴿ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ معدودةً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ ﴾ أي: أنَمْناهم، وألقينا عليهم النوم، وقيل: معناه: منعنا نفوذ الأصوات إلى مسامعهم، فإن النائم إذا سمِع الصوت ينتبه ﴿ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾؛ أي: أنَمْناهم سنين معدودة، وذكر العدد على سبيل التأكيد، وقيل: ذكره يدلُّ على الكَثْرة؛ فإن القليل لا يُعَدُّ في العادة. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) ♦ الآية: ï´؟ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (12). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ ï´¾ أيْقَظْناهم من نومهم ï´؟ لِنَعْلَمَ ï´¾ لنرى ï´؟ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ ï´¾ من المؤمنين والكافرين ï´؟ أَحْصَى ï´¾ أعدُّ ï´؟ لِمَا لَبِثُوا ï´¾ للبثهم في الكهف نائمين ï´؟ أَمَدًا ï´¾ غايةً، وكان وقع اختلافٌ بين فريقين من المؤمنين والكافرين في قدر مدَّة فقدهم، ومنذ كم فقدوهم فبعثهم الله سبحانه من نومهم ليتبَيَّن ذلك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ ï´¾ يعني: من نومهم ï´؟ لِنَعْلَمَ ï´¾؛ أي: علم المشاهدة ï´؟ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ ï´¾؛ أي: الطائفتين ï´؟ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ï´¾ وذلك أن أهل القرية تَنازَعُوا في مدة لبثهم في الكهف، واختلفوا في قوله: ï´؟ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا ï´¾ أحفظ لما مكثوا في كهفهم نيامًا أمَدًا؛ أي: غاية، وقال مجاهد: عددًا، ونصبه على التفسير. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ♦ الآية: ï´؟ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (13). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ ï´¾ خبرهم ï´؟ بِالْحَقِّ ï´¾ بالصِّدْق ï´؟ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ï´¾ شُبَّانٌ وأحداثٌ ï´؟ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ï´¾ ثبَّتناهم على ذلك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ ï´¾ نقرأ عليك ï´؟ نَبَأَهُمْ ï´¾ خَبَرَ أصحابِ الكَهْف ï´؟ بِالْحَقِّ ï´¾ بِالصِّدْقِ ï´؟ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ï´¾ شُبَّانٌ ï´؟ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ï´¾ إيمانًا وبَصِيرةً. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وربطنا على قلوبهم) ♦ الآية: ï´؟ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (14). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ï´¾ ثبَّتناها بالصَّبر واليقين ï´؟ إِذْ قَامُوا ï´¾ بين يدي ملكهم الذي كان يفتن أهل الأديان عن دينهم ï´؟ فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ï´¾ كذبًا وجورًا إنْ دعونا غيره. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَرَبَطْنَا ï´¾ شددنا ï´؟ عَلَى قُلُوبِهِمْ ï´¾ بالصبر والتثبيت وقوَّيناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من العز وخصب العيش، وفرُّوا بدينهم إلى الكهف ï´؟ إِذْ قَامُوا ï´¾ بين يدي "دقيانوس" حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم ï´؟ فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا ï´¾ قالوا ذلك؛ لأن قومهم كانوا يعبدون الأوثان ï´؟ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ï´¾؛ يعني: إن دعونا غير الله لقد قلنا إذًا شططًا، قال ابن عباس: جورًا، وقال قتادة: كذبًا، وأصل الشطط والإشطاط: مجاوزة القدر والإفراط. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة) ♦ الآية: ï´؟ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (15). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ï´¾ يعنون: الذين عبدوا الأصنام في زمانهم ï´؟ لَوْلَا ï´¾ هلَّا ï´؟ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ ï´¾ على عبادتهم ï´؟ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ï´¾ بحجَّةٍ بيِّنةٍ ï´؟ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ï´¾ فزعم أنَّ معه إلهًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا ï´¾ يعني: أهل بلدهم ï´؟ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ ï´¾؛ أي: من دون الله ï´؟ آلِهَةً ï´¾ يعني: الأصنام يعبدونها ï´؟ لَوْلَا ï´¾ أي: هلَّا ï´؟ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ ï´¾؛ أي: على عبادتهم ï´؟ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ï´¾ بحجة واضحة تُبيِّن وتُوضِّح أن الأصنام لا تستحقُّ العبادة من دون الله ï´؟ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ï´¾ وزعم أن له شريكًا وولدًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف) ♦ الآية: ï´؟ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (16). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ï´¾ فارقتموهم ï´؟ وَمَا يَعْبُدُونَ ï´¾ من الأصنام ï´؟ إِلَّا اللَّهَ ï´¾ فإنكم لن تتركوا عبادته ï´؟ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ï´¾ صيروا إليه ï´؟ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ï´¾ يبسطها عليكم ï´؟ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ï´¾ يُسهَّل لكم غذاءً تأكلونه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قال الفتية بعضهم لبعض: ï´؟ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ï´¾؛ يعني: قومهم ï´؟ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ï´¾ قرأ ابن مسعود "وما يعبدون من دون الله"، وأما القراءة المعروفة فمعناها: أنهم كانوا يعبدون الله، ويعبدون معه الأوثان، يقولون وإذ اعتزلتموهم وجميع ما يعبدون إلا الله، فإنكم لم تعتزلوا عبادته ï´؟ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ï´¾ فالجؤوا إليه ï´؟ يَنْشُرْ لَكُمْ ï´¾ يبسط لكم ï´؟ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ ï´¾ يُسهِّل لكم ï´؟ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ï´¾؛ أي: ما يعود إليه يسركم ورفقكم، قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر "مَرْفِقا" بفتح الميم وكسر الفاء، وقرأ الآخرون بكسر الميم وفتح الفاء، ومعناهما واحد، وهو ما يرتفق به الإنسان. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم) ♦ الآية: ï´؟ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (17). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ ï´¾ تميل عن كهفهم ï´؟ ذَاتَ الْيَمِينِ ï´¾ في ناحية اليمين ï´؟ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ï´¾ تتركهم وتتجاوز عنهم ï´؟ ذَاتَ الشِّمَالِ ï´¾ في ناحية الشِّمال، فلا تصيبهم الشَّمس البتة؛ لأنَّها تميل عنهم طالعةً غاربةً فتكون صورهم محفوظة ï´؟ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ï´¾ مُتَّسع من الكهف، ينالهم برد الرِّيح ونسيم الهواء ï´؟ ذَلِكَ ï´¾ التزاور والقرض ï´؟ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ï´¾ دلائل قدرته ولطفه بأصحاب الكهف ï´؟ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ï´¾ أشار إلى أنَّه هو الذي تولَّى هدايتهم، ولولا ذلك لم يهتدوا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ï´؟ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ ï´¾ قرأ ابن عامر ويعقوب "تَزْوَرُّ" بسكون الزاي وتشديد الراء على وزن تَحْمَرُّ، وقرأ أهل الكوفة: بفتح الزاي خفيفة وألف بعدها، وقرأ الآخرون بتشديد الزاي، وكلها بمعنًى واحدٍ؛ أي: تميل وتعدل ï´؟ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ï´¾؛ أي: جانب اليمين ï´؟ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ï´¾؛ أي: تتركهم وتعدل عنهم ï´؟ ذَاتَ الشِّمَالِ ï´¾ أصل القرض القطع ï´؟ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ï´¾؛ أي: مُتَّسع من الكهف، وجمعها فجوات، قال ابن قتيبة: كان كهفهم مستقبل بنات نعش، لا تقع فيه الشمس عند الطلوع، ولا عند الغروب، ولا فيما بين ذلك، قال: اختار الله لهم مضجعًا في مقناة، لا تدخل عليهم الشمس فتؤذيهم بحَرِّها وتُغيِّر ألوانهم، وهم في مُتَّسع، ينالهم برد الريح ونسيمها، ويدفع عنهم كرب الغار وغمومه. وقال بعضهم: هذا القول خطأ، وهو أن الكهف كان مستقبل بنات نعش، فكانت الشمس لا تقع عليهم، ولكن الله صرف الشمس عنهم بقُدْرته، وحال بينها وبينهم، ألا ترى أنه قال: ï´؟ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ï´¾ من عجائب صنع الله ودلالات قُدْرته التي يعتبر بها ï´؟ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ ï´¾؛ أي: من يضلله الله ولم يرشده ï´؟ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا ï´¾ مُعينًا ï´؟ مُرْشِدًا ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) ♦ الآية: ï´؟ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (18). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا ï´¾؛ لأنَّ أعينهم مُفتَّحة ï´؟ وَهُمْ رُقُودٌ ï´¾ نيامٌ ï´؟ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ï´¾؛ لئلا تأكل الأرض لحومهم ï´؟ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ ï´¾ يديه ï´؟ بِالْوَصِيدِ ï´¾ بفناء الكهف ï´؟ لَوِ اطَّلَعْتَ ï´¾ أشرفت ï´؟ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ ï´¾ أعرضت ï´؟ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ï´¾ خوفًا وذلك أن الله تعالى منعهم بالرُّعب؛ لئلا يراهم أحد. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ï´؟ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا ï´¾؛ أي: منتبهين، جمع يَقِظ ويَقُظ ï´؟ وَهُمْ رُقُودٌ ï´¾ نيام جمع راقد؛ مثل: قاعد وقعود، وإنما اشتبه حالهم؛ لأنهم كانوا مفتَّحي الأعين، يتنفَّسُون ولا يتكلمون ï´؟ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ï´¾ مرة للجنب الأيمن، ومرة للجنب الأيسر؛ قال ابن عباس: كانوا يقلبون في السنة مرة من جانب إلى جانب؛ لئلا تأكُل الأرض لحومهم، وقيل: كان يوم عاشوراء يوم تقلبهم، وقال أبو هريرة: كان لهم في كل سنة تقلُّبان. ï´؟ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ï´¾ أكثر أهل التفسير على أنه كان من جنس الكلاب، ورُوي عن ابن جريج: أنه كان أسدًا، وسُمِّي الأسد كلبًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي لهب، فقال: ((اللهم سلِّط عليه كلبًا من كلابك))، فافترسه أسد، والأول أصح. قال ابن عباس: كان كلبًا أغر، ويُروى عنه: فوق القلطي ودون الكردي [والقلطي: كلب صيني]. وقال مقاتل: كان أصفر، وقال القرظي: كان شدة صُفْرته تضرب إلى الحمرة، وقال الكلبي: لونه كالخلنج، وقيل: لون الحجر. قال ابن عباس: كان اسمه قطمير، وعن علي: اسمه ريان، وقال الأوزاعي: بتور. وقال السدي: تور وقال كعب: صهيلة. قال خالد بن معدان: ليس في الجنة شيء من الدوابِّ سوى كلب أصحاب الكهف وحمار بلعام. قوله ï´؟ بِالْوَصِيدِ ï´¾ قال مجاهد والضحاك: "والوصيد": فناء الكهف، وقال عطاء: "الوصيد" عتبة الباب، وقال السدي: "الوصيد": الباب، وهو رواية عكرمة عن ابن عباس. فإن قيل: لم يكن للكهف باب ولا عتبة؟ قيل: معناه موضع الباب والعتبة، كان الكلب قد بسط ذراعيه، وجعل وجهه عليهم. قال السدي: كان أصحاب الكهف إذا انقلبوا انقلب الكلب معهم، وإذا انقلبوا إلى اليمين كسر الكلب أذنه اليمنى ورقد عليها، وإذا انقلبوا إلى الشمال كسر أذنه اليسرى ورقد عليها ï´؟ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ ï´¾ يا محمد ï´؟ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا ï´¾ لما ألبسهم الله من الهيبة حتى لا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله، فيوقظهم الله تعالى من رقدتهم ï´؟ وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ï´¾ خوفًا، قرأ أهل الحجاز بتشديد اللام والآخرون بتخفيفها. واختلفوا في أن الرعب كان لماذا؟ قيل: من وحشة المكان، وقال الكلبي: لأن أعينهم كانت مُفتَّحة كالمستيقظ الذي يُريد أن يتكلَّم وهم نيام، وقيل: لكثرة شعورهم، وطول أظفارهم، ولتقلُّبهم من غير حِسٍّ ولا إشعار، وقيل: إن الله تعالى منعهم بالرُّعب؛ لئلا يراهم أحد. ورُوي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: غزونا مع معاوية نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف، فقال معاوية: لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال ابن عباس رضي الله عنهم: لقد منع ذلك من هو خير منك، فقال: ï´؟ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا ï´¾، فبعث معاوية ناسًا، فقال: اذهبوا فانظروا، فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحًا فأخرجتهم. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم) ♦ الآية: ï´؟ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (19). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَكَذَلِكَ ï´¾ وكما فعلنا بهم هذه الأشياء ï´؟ بَعَثْنَاهُمْ ï´¾ أيقظناهم من تلك النَّومة التي تشبه الموت ï´؟ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ï´¾ ليكون بينهم تساؤلٌ عن مدَّة لبثهم ï´؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ï´¾ كم مرَّ علينا منذ دخلنا الكهف؟ ï´؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ï´¾ وذلك أنَّهم دخلوا الكهف غدوةً، وبعثهم الله في آخر النَّهار؛ لذلك قالوا: يومًا، فلمَّا رأوا الشمس قالوا: أو بعض يوم، وكان قد بقيت من النَّهار بقيةٌ، فقال تمليخا: ï´؟ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ï´¾ ردَّ عِلْمَ ذلك إلى الله سبحانه ï´؟ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ ï´¾ بدراهمكم ï´؟ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا ï´¾ أَيُّ أهلها ï´؟ أَزْكَى طَعَامًا ï´¾ أحلُّ من جهةِ أنَّه ذبيحةُ مؤمنٍ أو من جهة أنَّه غير مغصوب، وقوله: ï´؟ وَلْيَتَلَطَّفْ ï´¾ في دخوله المدينة وشراء الطَّعام حتى لا يَطَّلِع عليه أحدٌ ï´؟ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ ï´¾ ولا يُخبرنَّ بكم ولا بمكانكم ï´؟ أَحَدًا ï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ï´؟ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ ï´¾؛ أي: كما أنمناهم في الكهف وحفظنا أجسادهم من البلى على طول الزمان فكذلك بعثناهم من النومة التي تشبه الموت ï´؟ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ï´¾ ليسأل بعضهم بعضًا، واللام فيه لام العاقبة؛ لأنهم لم يبعثوا للسؤال. ï´؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ ï´¾ وهو رئيسهم "مكسلمينا" ï´؟ كَمْ لَبِثْتُمْ ï´¾ في نومكم؟ وذلك أنهم استنكروا طول نومهم، ويقال: إنهم راعهم ما فاتهم من الصلاة، فقالوا ذلك. ï´؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا ï´¾ وذلك أنهم دخلوا الكهف غدوة، فقالوا فانتبهوا حين انتبهوا عشية، فقالوا: لبثنا يومًا، ثم نظروا وقد بقيت من الشمس بقية، فقالوا: ï´؟ أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ï´¾ فلما نظروا إلى طول شعورهم وأظفارهم علموا أنهم لبثوا أكثر من يوم. ï´؟ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ï´¾ وقيل: إن رئيسهم "مكسلمينا" لما سمِع الاختلاف بينهم، قال: دعوا الاختلاف؛ ربكم أعلم بما لبثتم ï´؟ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ ï´¾ يعني يمليخا. قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر: "بورْقكم" ساكنة الراء، والباقون بكسرهما، ومعناهما واحد، وهي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة{إِلَى الْمَدِينَةِ} قيل: هي طرسوس، وكان اسمها في الجاهلية أفسوس، فسمَّوها في الإسلام طرسوس ï´؟ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ï´¾؛ أي: أحلُّ طعامًا حتى لا يكون من غصْب أو سبب حرام، وقيل: أمروه أن يطلب ذبيحة مؤمن، ولا يكون من ذبيحة مَنْ يذبح لغير الله، وكان فيهم مؤمنون يخفون إيمانهم، وقال الضحاك: أطيب طعامًا، وقال مقاتل بن حيان: أجود طعامًا، وقال عكرمة: أكثر، وأصل الزكاة الزيادة، وقيل: أرخص طعامًا. ï´؟ فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ï´¾؛ أي: قوت وطعام تأكلونه ï´؟ وَلْيَتَلَطَّفْ ï´¾ وليترفق في الطريق، وفي المدينة، وليكن في ستر وكتمان ï´؟ وَلَا يُشْعِرَنَّ ï´¾ ولا يعلمن ï´؟ بِكُمْ أَحَدًا ï´¾ من الناس. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم) ♦ الآية: ï´؟ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (20). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ï´¾ يطَّلعوا ويُشرفوا عليكم ï´؟ يَرْجُمُوكُمْ ï´¾ يقتلوكم ï´؟ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ï´¾ يردُّوكم إلى دينهم ï´؟ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ï´¾ لن تسعدوا في الدُّنيا ولا في الآخرة إن رجعتم إلى دينهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ï´¾؛ أي: يعلموا بمكانكم ï´؟ يَرْجُمُوكُمْ ï´¾ قال ابن جريج: يشتمونكم ويؤذونكم بالقول، وقيل: يقتلوكم، وقيل: كان من عاداتهم القتل بالحجارة، وهو أخبث القتل، وقيل: يضربوكم ï´؟ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ï´¾ أي: إلى الكفر ï´؟ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ï´¾ إنْ عدتُم إليه. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها) ♦ الآية: ﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (21). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ وكما بعثناهم وأنمناهم ﴿ أَعْثَرْنَا ﴾ أطلعنا ﴿ عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا ﴾ ليعلم القوم الذين كانوا في ذلك الوقت ﴿ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ بالثَّواب والعقاب ﴿ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ ﴾ القيامة ﴿ لَا رَيْبَ فِيهَا ﴾ لا شكَّ فيها؛ وذلك أنَّهم يستدلُّون بقصَّتهم على صحَّة أمر البعث ﴿ إِذْ يَتَنَازَعُونَ ﴾؛ أي: اذكر يا محمد إذ يتنازع أهلُ ذلك الزَّمان أمرَ أصحاب الكهف ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾ وذلك أنَّهم كانوا يختلفون في مدَّة مكثهم وفي عددهم، وقيل: تنازعوا، فقال المؤمنون: نبني عندهم مسجدًا، وقال الكافرون: نُحوِّط عليهم حائطًا، يدلُّ على هذا قوله: ﴿ ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ﴾ استروهم عن النَّاس ببناءٍ حولهم، وقوله: ﴿ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ﴾ يدلُّ على أنَّه وقع تنازعٌ في عدَّتهم ﴿ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ ﴾ وهم المؤمنون، وكانوا غالبين في ذلك الوقت ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ فذكر في القصَّة أنَّه جُعِل على باب الكهف مسجد يُصلَّى فيه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا ﴾؛ أي: أطلعنا ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾ يُقال: عَثَرْتُ على الشيء: إذا اطَّلعت عليه، وأعثرت غيري؛ أي: أطلعته ﴿ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ يعني: قوم "بيدروس" الذين أنكروا البعث ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ﴾ قال ابن عباس: يتنازعون في البنيان؛ فقال المسلمون: نبني عليهم مسجدًا يُصلِّي فيه الناس؛ لأنهم على ديننا، وقال المشركون: نبني عليهم بنيانًا؛ لأنهم من أهل نسبنا. وقال عكرمة: تنازعوا في البعث؛ فقال المسلمون: البعث للأجساد والأرواح معًا، وقال قوم: للأرواح دون الأجساد؛ فبعثهم الله تعالى وأراهم أن البعث للأجساد والأرواح، وقيل: تنازعوا في مدة لبثهم، وقيل: في عددهم. ﴿ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ ﴾ "بيدروس" الملك وأصحابه: ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾. تفسير القرآن الكريم |
الساعة الآن : 08:17 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour