رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصلاة (كتاب قيام الليل وتطوع النهار) (301) - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - (باب الأمر بالوتر) إلى (باب وقت الوتر) صلاة الوتر من السنن المؤكدة، وقد حث الشارع على فعلها قبل النوم لمن لا يثق بقيامه آخر الليل، ونهى عن فعل وترين في ليلة واحدة، والليل كله وقت للوتر غير أن آخره أفضل. الأمر بالوتر شرح حديث: (يا أهل القرآن أوتروا ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الأمر بالوتر. أخبرنا هناد بن السري عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عاصم وهو ابن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: (أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا أهل القرآن! أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر)]. يقول النسائي رحمه الله: باب الأمر بالوتر، المقصود من هذه الترجمة: بيان أن الوتر أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر أمر ندب واستحباب، والوتر من آكد السنن، بل جاء عن بعض أهل العلم كالإمام أحمد رحمة الله عليه أنه قال: (إن الذي لا يصلي الوتر رجل سوء) والنبي عليه الصلاة والسلام ما ترك الوتر لا في حضر، ولا في سفر، ولا في جميع أحواله عليه الصلاة والسلام، وهذا يدلنا على تأكده، وعلى أن المسلم لابد أن يحرص عليه كما يحرص على الرواتب بصورة خاصة، وعلى النوافل الأخرى التي هي دونها. وقد أورد النسائي حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه [(أن النبي عليه الصلاة والسلام أوتر وقال: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر)]، فكان يوتر عليه الصلاة والسلام، والمراد من الوتر ما بعد صلاة الليل التي هي: موضع القراءة، والتي فيها المجال لقراءة القرآن، وختامها الوتر الذي هو: ركعة يوتر بها ما مضى كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى). وقوله عليه الصلاة والسلام: [(أوتروا يا أهل القرآن)] خص أهل القرآن؛ لاشتغالهم بالقرآن، ولحرصهم على تلاوة القرآن، فإن صلاة الليل فيها مجال واسع لقراءة القرآن، وتدبر القرآن، والتأمل في القرآن، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (فإن الله وتر يحب الوتر)، فمن أسمائه الوتر، ويحب الوتر، وهذا الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من الإيتار في الصلاة، وأمره أهل القرآن أن يوتروا، هذا مما يحبه الله عز وجل؛ لأن هذا من الأعمال الصالحة التي يحبها الله، بل إن هذا من آكد النوافل وأهمها كما أشرت. وقوله: [(إن الله وتر)] هو: من أسمائه سبحانه وتعالى، فالوتر هو: الواحد بذاته، وبصفاته، وبأفعاله سبحانه وتعالى، والله عز وجل يحب مقتضى أسمائه، ولهذا جاء في متون كثيرة فيها ذكر أسماء الله عز وجل وفيها محبته لمقتضى أسمائه مثل: (إن الله جميل يحب الجمال)، إن الله محسن يحب الإحسان، إن الله رفيق يحب الرفق، وهنا (إن الله وتر يحب الوتر)، فمقتضى أسمائه سبحانه وتعالى مثل ما جاء في هذه الأسماء التي فيها ذكر اسم الله، ثم تعقيبه بكون الله عز وجل يحب مقتضى ذلك الاسم وهذا من هذا القبيل (فإن الله وتر يحب الوتر). تراجم رجال إسناد حديث: (يا أهل القرآن أوتروا ...) قوله: [أخبرنا هناد بن السري]. هو أبو السري الكوفي ،وكنيته توافق اسم أبيه، فـأبوه السري وكنيته أبو السري، وهذا نوع من أنواع علوم الحديث، معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة معرفة هذا النوع أن لا يظن التصحيف، فيما لو كان معروفاً عند البعض بنسبه دون كنيته، فإذا وجده مكنى بدل النسبة بأن كان يعرف أنه هناد بن السري، فوجده هناد أبو السري فيظن أن (أبو) مصحفة عن (ابن)، لكن إذا عرف أن الاسم وافق الكنية، أو أن الكنية توافق الاسم، فإنه لا يلتبس عليه الأمر، سواء جاء هناد بن السري أو جاء هناد أبو السري؛ لأن كل ذلك صواب، وكل ذلك حق. وهناد بن السري الكوفي ثقة، أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو من المعمّرين توفي سنة 238هـ وعمره إحدى وتسعون سنة، وهو في الطبقة العاشرة، ويروي عن أبي بكر بن عياش، وهو في الطبقة السابعة، ومن هاهنا يأتي اختصار الطبقات، وكون الشخص يروي عن طبقة متقدمة عنه بطبقتين لكونه معمراً؛ لأنه توفي سنة 238هـ وعمره عند وفاته إحدى وتسعون سنة، فقد أدرك المتقدمين لأنه عاش طويلاً، وهذا مثل قتيبة بن سعيد الذي مر بنا ذكره وأنه توفي 240هـ وولد سنة 150هـ فأدرك المتقدمين، ومن هنا يكون اختصار الطبقات وكون الإنسان يروي لطبقة ثم يروي عن طبقة متقدمة، مثل هذا في العاشرة يروي عن شخص في الطبقة السابعة، وسبب ذلك كون الإنسان عمر وأدرك المتقدمين. [عن أبي بكر بن عياش]. هو الكوفي وهو ثقة، تغير أخيراً، وكتابه صحيح، وقد أخرج له مسلم في مقدمة الصحيح، والبخاري، وأصحاب السنن الأربعة. ثم إن رواية مسلم في المقدمة عنه لا يعني كونه فيه شيء عند مسلم؛ فكم من راوٍ لم يخرج له مسلم، أو خرج له في المقدمة، مع أنه من الثقات الأثبات، ومن هؤلاء عبد الله بن الزبير المكي، شيخ البخاري الذي روى عنه أول حديث في صحيحه: (إنما الأعمال بالنيات) قال: حدثنا عبد الله بن الزبير، فـعبد الله بن الزبير هذا خرج له مسلم في المقدمة وما خرج له في الصحيح، فلا يعني أنه ضعيف عنده، وإنما لعله هكذا اتفق له أن روى عنه شيئاً في المقدمة، ولا يعني أنه إذا لم يرو عنه في الصحيح يكون فيه شيء. وهناك أئمة ثقات أثبات ما خرج لهم في الصحيحين، ومنهم: أبو عبيد القاسم بن سلام، فإن هذا ما خرج له في الصحيحين، وهو إمام جليل، وعالم كبير، وذلك أن صاحبي الصحيح لم يلتزما إخراج كل صحيح، ولم يلتزما الرواية عن كل ثقة، أو الإخراج عن كل ثقة، فكم من حديث صحيح لا يوجد في الصحيحين، وكمن ثقة لا يوجد له رواية في الصحيحين. [عن أبي إسحاق]. هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي نسبة خاصة، والهمداني نسبة عامة، ينسب إلى قبيلة في اليمن، وسبيع بطن من همدان، ولهذا اشتهر بالنسبة إلى هذه النسبة الخاصة، وهو: مشهور بـأبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عاصم]. هو عاصم بن ضمرة، وهو الكوفي، وهو صدوق، أخرج له أصحاب السنن الأربعة. [عن علي]. هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، وأبو السبطين الحسن، والحسين رضي الله تعالى عنه وعنهما وعن الصحابة أجمعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (الوتر ليس بحتم ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي نعيم عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: (الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم).أورد النسائي حديث علي رضي الله عنه أنه قال: (الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وهذا يبين أن الأمر في قوله: (أوتروا) في حديث علي المتقدم، أنه ليس للوجوب وليس للفرض والحتم، وإنما هو للندب والاستحباب المؤكد؛ لأن تعقيب ذلك الحديث لهذا الحديث هو قوله: (إن الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة) هذا يفيد أن الأمر بقوله: (أوتروا) ليس للوجوب وللحتم، وكلام علي رضي الله عنه يبين هذا حيث قال: (إن الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة، ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم) فهو من سنة النبي عليه الصلاة والسلام بل من السنن المؤكدة التي جاء الحث عليها، والترغيب فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه ليس من الأمور التي أوجبها الله عز وجل كالصلوات الخمس؛ فإن الذي أوجبه الله في اليوم والليلة خمس صلوات، ولم يوجب سواها، ولكن الوتر متأكد ومن آكد السنن. ومن المعلوم أن السنن سياج للفرائض، ومن تهاون بالسنن تهاون بالفرائض، والسنن يكمل بها الفرض، إذا حصل فيها نقص، وخلل فإنه يكمل من النوافل، وقد سبق أن مر بنا الحديث: (إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن أحسن فيها وإلا يقول الله عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به) والحديث في سنن النسائي، فهي وقاية وسياج للفرائض؛ حيث إنه من يحافظ عليها فهو محافظ على الفرائض من باب أولى، ومن تهاون بها فإنه قد يتهاون في الفرائض، ثم أيضاً تكمل بها الفرائض كما جاءت بذلك السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. قوله: [(سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم)] معلوم أن سنة النبي عليه الصلاة والسلام يدخل تحتها كل ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهي: تأتي بمعنى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والحديث كل ذلك يقال له سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لما بلغه أن جماعة من أصحابه تكلموا في صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتقالوها، وقال واحد منهم: أنا أصوم الدهر أبداً فلا أفطر، وقال الثاني: أنا أقوم الليل فلا أنام، وقال الآخر: أنا لا أتزوج النساء، فقال عليه الصلاة والسلام: (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم، وأفطر، وأصلي، وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، المراد بالسنة الطريقة، وطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم هي كل ما جاء به القرآن والسنة، فالسنة تطلق إطلاقاً عاماً يشمل الكتاب والسنة، ومنه ما جاء في هذا الحديث في قوله: (وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي، فليس مني) أي: من رغب عن طريقتي التي هي: السير على منهاج الكتاب والسنة، فليس منه صلى الله عليه وسلم. وتأتي السنة يراد بها الحديث، كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث فإنه يقال له سنة، ومن أمثلة ذلك ما يأتي في كتب الفقه، والحديث، وفي شروح الحديث، عندما يأتي مثلاً يقول: دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، فإذا جاءت السنة معطوفة على الكتاب الذي هو القرآن، فالمراد بها: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما أضيف إلى النبي عليه الصلاة والسلام من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خلقي أو خلقي، كل هذا يقال له سنة، أي: كل حديث عنه فإنه يطلق عليه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)، يعني: يريد بذلك السنة، ومن المعلوم أن الوحي وحيان: وحي متعبد بتلاوته، ومتعبد بالعمل به، ووحي متعبد بالعمل به، ذاك الذي تعبد بالتلاوة، والعمل القرآن، والذي تعبد بالعمل به هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتأتي السنة في مقابل البدعة، ولهذا يأتي عند أهل السنة كتب عديدة باسم السنة يريدون بها بيان العقيدة، وبيان ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته، والتابعين، في العقيدة، فيطلقون على ذلك سنة، ويريدون بذلك في مقابل البدعة، فالسنة يعني: ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم في باب العقائد هذا يقال له سنة، ولهذا يأتي كتب كثيرة باسم السنة، كالسنة للإمام أحمد، والسنة لـعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة لـابن أبي عاصم، أو السنة لـمحمد بن نصر المروزي، والسنة للطبراني، كلها بلفظ السنة، وكلها في العقيدة. وفي اصطلاح الفقهاء هي: ما يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه، ويطلبه الشارع طلباً غير جازم، معناه: أنه ليس على الحتم وإنما على الاستحباب، هذا يقال له سنة، مثل المستحب والمندوب، يستحب كذا يندب كذا يسن كذا، هذا هو معناه عند الفقهاء. وقوله هنا: (ولكنه سنة سنها رسول الله عليه الصلاة والسلام) هو من السنن التي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه كما جاء في أول الأثر عن علي أنه قال ليس بحتم، ولكنه من السنن التي هي مندوبة، ويرغب فيها وفيها أجر عظيم، بل هي من آكد السنن ومن أهمها التي لم يتركها النبي عليه الصلاة والسلام لا في حضر، ولا في سفر. تراجم رجال إسناد حديث: (الوتر ليس بحتم ...) قوله: [أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي الكوفي البصري، وهو المشهور أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده، ومحمد هذا، وأبوه من الثقات، وأبوه مشهور بـابن علية، واسمه: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، وهناك ابن لـإسماعيل أخ لـمحمد هذا ولكنه من المبتدعة ومن أهل الضلال، وقد قال عنه الذهبي في الميزان: جهمي هالك، وهو: إبراهيم بن إسماعيل، ويأتي ذكره في مسائل الفقه الشاذة، يقولون: قال فيها ابن علية كذا، فالمراد: بـابن علية هنا إبراهيم، وقد ذكره ابن رشد في بداية المجتهد عند الإجارة وذكر أنه خالف فيها ابن علية والأصم وقالوا: أنها لا تجوز الإجارة، وابن علية المراد به هو هذا إبراهيم، وأما الأصم فالمراد به أبو بكر بن كيسان الأصم المعتزلي، وليس أبو العباس الأصم شيخ الحاكم؛ لأن ذاك ثقة، ولكن المقصود أبو بكر بن كيسان الأصم المعتزلي. [عن أبي نعيم]. هو الفضل بن دكين الكوفي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وقد قيل عنه أنه يتشيع، لكن نقل الحافظ ابن حجر عنه في مقدمة الفتح أنه قال كلمة تدل على بعده عن مذهب الشيعة وعن طريقة الشيعة، وهي: قوله رحمة الله عليه: (ما كتبت عليّ الحفظة أنني سببت معاوية)، ومن المعلوم: أن سب معاوية من أسهل الأمور عند الرافضة، بل وعند الشيعة من الزيدية الذين هم أخف من الرافضة كلهم يسبون معاوية ويشتمون معاوية، وهذا الفضل بن دكين أبو نعيم الذي قيل أنه يتشيع، يقول: (ما كتبت عليّ الحفظة أنني سببت معاوية)، وهذا يدل على سلامته، وعلى استقامته، وعلى بعده عن الانحراف في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، والفضل بن دكين أبو نعيم حديثه عند أصحاب الكتب الستة. وقد اشتهر بهذه الكنية شخص متأخر مؤلف من المؤلفين، صاحب الحلية، وصاحب معرفة الصحابة وهو أبو نعيم الأصبهاني المتوفى سنة ثلاثين بعد الأربعمائة، فذاك متأخر وأما هذا متقدم، بل هذا من كبار شيوخ البخاري، ولهذا النسائي لا يروي عنه إلا بواسطة، وأما البخاري فهو يروي عنه مباشرة، وهو من كبار شيوخه الذين ما أدركهم النسائي. [عن سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وأرفعها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي]. وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
الحث على الوتر قبل النوم شرح حديث أبي هريرة: (أوصاني خليلي بثلاث: النوم على وتر ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الحث على الوتر قبل النوم. أخبرنا سليمان بن سلم ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن النضر بن شميل حدثنا شعبة عن أبي شمر عن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: النوم على وتر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الحث على صلاة الوتر قبل النوم، المراد بهذا هو من يعرف من نفسه أنه لا يستيقظ، أو يخاف أن لا يستيقظ في آخر الليل، فإن المستحب في حقه، والذي ينبغي في حقه، أن يوتر قبل أن ينام حتى لا يطلع عليه الفجر وهو لم يوتر، أما إذا علم من نفسه أنه يقوم آخر الليل، فإنه يؤخر الوتر إلى آخر الليل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى)، وهذا يدلنا على أن من وثق بأنه يقوم آخر الليل فإنه يؤخر الوتر إلى آخر الليل، وأما من خشي أن لا يقوم فإنه يوتر قبل أن ينام، وقد جاء في ذلك أحاديث منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا الذي قال فيه: (أوصاني خليلي)، وهذا هو الذي فيه بيان الحث؛ لأن هذا فيه وصية، أي: معناه: أن فيه حث على الوتر قبل النوم، ولكنه يحمل ما على إذا كان الإنسان يخشى أن لا يستيقظ، أما إذا طمع بأن يستيقظ في آخر الليل، فإنه يجعل الوتر في آخر الليل، ولا يجعله في أول الليل. قوله: [(أوصاني خليلي)] هذا كلام أبي هريرة رضي الله عنه، وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً) فهذا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما اتخذ خليلاً، وأبو هريرة يقول: (أوصاني خليلي) ولا تنافي بين الحديثين؛ لأن النفي إنما هو من جانب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ما اتخذ خليلاً من أمته، وأما قوله: [(أوصاني خليلي)] فهذا من جانب أبي هريرة رضي الله عنه، وأنه أطلق على النبي صلى الله عليه وسلم أنه خليله. فإذاً أبو هريرة يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم خليله وقال: (أوصاني خليلي)، والنبي صلى الله عليه وسلم ما اتخذ أبا هريرة، ولا غيره خليلاً، ولو كان متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذ أبا بكر خليلاً كما ثبت في ذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذاً لا تنافي بين ما جاء في هذا الحديث وبين حديث: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً). قوله: [(النوم على وتر)]، يعني: أنه ينام وقد أوتر، وهذا كما قلنا فيما إذا كان يخشى أن لا يستيقظ (النوم على وتر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى). وجاء أيضاً عن أبي الدرداء رضي الله عنه في صحيح مسلم، وحديث أبي هريرة متفق عليه، وأما حديث أبي الدرداء فقد أخرجه مسلم وهو مثل حديث أبي هريرة، ولكنه يقول: (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث) يعني: عبر بحبيبي، وأبو هريرة عبر بخليلي، (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث: ركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل أن أرقد). تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (أوصاني خليلي بثلاث: النوم على وتر ...) قوله: [أخبرنا سليمان بن سلم]. هو سليمان بن سلم البلخي، وهو ثقة أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي. [و محمد بن علي]. هو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وهو ثقة، أخرج له الترمذي، والنسائي. [عن النضر بن شميل]. ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا شعبة]. هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن أبي شمر]. هو أبو شمر الضبعي البصري، وهو مقبول، أخرج له مسلم، والنسائي. [عن أبي عثمان]. هو أبو عثمان النهدي وهو عبد الرحمن بن مل (مَل أو مِل أو مُل) مثلث الميم، وهو ثقة، ثبت، مخضرم، عابد، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هريرة]. هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أكثر السبعة على الإطلاق حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث أبي هريرة: (أوصاني خليلي بثلاث: الوتر أول الليل ...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة ثم ذكر كلمة معناها: عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: الوتر أول الليل، وركعتي الفجر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو: مثل الذي قبله مشتمل على الوصايا الثلاث التي أوصى النبي عليه الصلاة والسلام أبا هريرة بها، والمقصود منه الجملة الأولى وهي: كونه يوتر في أول الليل. قوله: [أخبرنا محمد بن بشار]. هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة. [حدثنا محمد]. وهو غير منسوب يروي عن شعبة والمراد به محمد بن جعفر الملقب غندر، وكلما جاء محمد غير منسوب يروي عن شعبة، ويروي عن محمد بن بشار، أو محمد بن المثنى، فالمراد به محمد بن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا شعبة]. هو ابن الحجاج، وقد مر ذكره. [ثم ذكر كلمة معناها: عن عباس الجريري]. يعني: معناها: أن قوله عن عباس الجريري، أنه ما أتقن الكلمة التي قالها عندما ذكر الاسم أو الصيغة التي هي عنه، ولهذا قال معناها عن عباس الجريري، وعباس هو: عباس بن فروخ الجريري وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [سمعت أبا عثمان عن أبي هريرة]. وقد مر ذكرهما. نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوترين في ليلة شرح حديث: (لا وتران في ليلة) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوترين في ليلة. أخبرنا هناد بن السري عن ملازم بن عمرو حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق قال: (زارنا أبي طلق بن علي رضي الله تعالى عنه في يوم من رمضان فأمسى بنا وقام بنا تلك الليلة، وأوتر بنا ثم انحدر إلى مسجد فصلى بأصحابه حتى بقي الوتر، ثم قدم رجلاً فقال له: أوتر بهم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وتران في ليلة)]. ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوترين في ليلة، والمقصود من هذا: أن الوتر في الليلة الواحدة يكون مرة واحدة ولا يتكرر، وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث الذي أورده هنا طلق بن علي: [(لا وتران في ليلة)]، وكان عليه الصلاة والسلام كما سبق أن مر بنا في حديث عائشة، أنه إذا شغله عن وتره، وصلاته في الليل وجع، أو مرض، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة، يعني: أنه يقضيه، ولكنه يقضيه مشفوعاً لا يقضيه وتراً، فالليلة الواحدة لا يؤتى فيها بالوتر أكثر من مرة واحدة، ومن أوتر أول الليل ثم استيقظ في آخر الليل، فإن له أن يصلي ما أمكنه ولكن لا يوتر مرة أخرى؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا وتران في ليلة). وأورد النسائي حديث طلق بن علي رضي الله تعالى عنه، أنه قال عنه ابنه قيس: أن أباه زارهم وأنه صلى بهم وأوتر بهم، ثم انحدر إلى مسجد فصلى بأصحابه، ولما بقي الوتر قدم واحداً منهم وقال: أوتر بهم فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(لا وتران في ليلة)] هو لا يوتر؛ لأنه قد أوتر قبل ذلك، فهو لا يكرر الوتر، ثم استدل بما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من قوله: (لا وتران في ليلة) أي: أن طلق بن علي رضي الله تعالى عنه أوتر بالجماعة الأولى التي زارهم، ثم لما ذهب إلى ذلك المسجد وصلى بأصحابه ولم يبق إلا الوتر قدم شخصاً ليوتر بهم، ثم بين السبب في كونه، لا يوتر بهم لأنه قد أوتر من قبل، وقال: فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(لا وتران في ليلة)]. والحديث واضح الدلالة على الترجمة، وعلى أنه لا يجوز للإنسان أن يوتر مرتين، وأنه إن كان يثق من نفسه أنه يقوم آخر الليل فليجعل الوتر آخر الليل، وإن كان لا يثق فليوتر أول الليل، لكن إن قام فليصلِ ما شاء لكن لا يوتر مرة أخرى؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(لا وتران في ليلة)] وكلمة: [(لا وتران في ليلة)] الأصل أن يقال: لا وترين في ليلة، لكن قيل هذه على لغة بعض العرب الذين ينصبون المثنى بالألف بدل الياء. تراجم رجال إسناد حديث: (لا وتران في ليلة) قوله: [أخبرنا هناد بن السري]. وقد مر ذكره قريباً ،كوفي، ثقة، أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن ملازم بن عمرو اليمامي]. نسبة إلى اليمامة، صدوق، أخرج له أصحاب السنن الأربعة، وفي نسخة التقريب: اليماني، كما قلت أن كلمة اليمامي واليماني يكون التصحيف فيما بينها، مثل البخاري والنجاري متقاربة يكون التصحيف فيما بينها، وهنا في ترجمة ملازم في نسخة التقريب المصرية قال: اليماني، وهو: اليمامي وليس اليماني، بل هو منسوب لليمامة. [حدثني عبد الله بن بدر]. هو اليمامي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن الأربعة. [عن قيس بن طلق]. هو قيس بن طلق اليمامي أيضاً، وهو صدوق، أخرج له أصحاب السنن الأربعة. [عن طلق بن علي]. صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ممن وفد إلى النبي عليه الصلاة والسلام من الوفود التي وفدت إلى النبي عليه الصلاة والسلام، بل وفد إليه في وقت مبكر، فإنه جاء عنه أنه قال: (جئت وهم يؤسسون المسجد)، يعني: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في أول السنة الأولى من سني الهجرة، فإنه قال: (قدمت وهم يؤسسون المسجد)، وذلك في حديث طلق بن علي مع بسرة بنت صفوان الذي تقول فيه: (من أفضى إلى ذكره فليتوضأ) وحديث طلق بن علي يقول: (وهل هو إلا بضعة منك)، فهو متقدم الوفادة، وحديث بسرة فيه الأمر بالوضوء وذاك متقدم، وطلق بن علي أيضاً جاء عنه أنه ممن روى حديث: (الوضوء من مس الذكر)، وطلق بن علي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج له أصحاب السنن الأربعة، وعلى هذا فهذا الإسناد الذي معنا فيه أربعة من اليمامة، وكل منهم خرج له أصحاب السنن الأربعة، وهم ملازم بن عمرو، وعبد الله بن بدر، وقيس بن طلق، وطلق بن علي، أربعة من اليمامة وكل واحد من هؤلاء الأربعة أخرج له أصحاب السنن الأربعة. شرح حديث: (فإذا كان من السحر أوتر ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب وقت الوتر. حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان ينام أول الليل، ثم يقوم فإذا كان من السحر أوتر، ثم أتى فراشه، فإذا كان له حاجة ألم بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإن كان جنباً أفاض عليه من الماء وإلا توضأ ثم خرج إلى الصلاة)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي: وقت الوتر، ووقت الوتر هو الليل كله، كما جاء في الأحاديث، وهذا الحديث فيه الوتر بآخر الليل، هذا الحديث الذي أورده النسائي ،حديث عائشة الأول أنه أوتر في آخر الليل في السحر، قالت أنه ينام، ثم يستيقظ ويصلي. فإذا جاء السحر أوتر، ثم نام، فإن كان له حاجة من أهله ألم بها -يعني: كناية عن الجماع- ثم إذا جاء الوقت وثب مسرعاً، فإن كان عليه جنابة، اغتسل وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة، والحديث دال على أن الوتر يكون من أوقاته السحر، بل أفضل أوقاته أن يكون في آخر الليل لمن تمكن من القيام آخر الليل. تراجم رجال إسناد حديث: (فإذا كان من السحر أوتر ...) قوله: [حدثنا محمد بن المثنى]. هو العنزي الملقب بالزمن البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة. [حدثنا محمد]. هو ابن جعفر، الملقب غندر وقد مر ذكره قريباً. [حدثنا شعبة]. كذلك مر ذكره. [عن أبي إسحاق]. وقد مر ذكره. [عن الأسود بن يزيد]. هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، فقيه، مخضرم، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عائشة]. هي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله براءتها بآيات تتلى من سورة النور، فمن رماها بالإفك فإنه كافر مكذب بالقرآن، وبما أنزله الله على محمد عليه الصلاة والسلام، من هذه الآيات العشر التي تتلى في سورة النور، وهي: من أوعية السنة، وحفاظها، ولا سيما ما يتعلق بأحكام البيوت التي لا يطلع عليها إلا النساء، فإنها روت الكثير عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك وأم المؤمنين عائشة، ستة رجال وامرأة واحدة. شرح حديث: (أوتر رسول الله من أوله وآخره وأوسطه ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله، وآخره، وأوسطه، وانتهى وتره إلى السحر)].وهذا فيه بيان وقت الوتر، وأن الليل كله وقت للوتر، أول الليل وأوسطه وآخره، والنبي عليه الصلاة والسلام أوتر في أول الليل، وأوتر في وسطه، وأوتر في آخره، فدل هذا على أن الليل كله وقت للوتر، فإنه أوتر في أول الليل وأوسط الليل وأوتر في آخر الليل، وانتهى وتره إلى السحر، أي: أنه كان في آخر أمره عليه الصلاة والسلام أنه كان يوتر في السحر كما دل عليه الحديث المتقدم، الذي جاء عن عائشة أنه كان ينام، ثم يستيقظ، ثم يصلي ويوتر في السحر، ثم ينام بعد ذلك، فالحديث دال على أن الليل كله وقت للوتر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا، وهذا، وهذا. شرح حديث: (من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك)].أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال: (من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك)، وهذا فيه بيان أن الوتر يكون في آخر صلاة الليل، سواء كانت الصلاة في أول الليل أو وسطه أو آخره، فإن صلاة الليل تختم بالوتر، والتفصيل كما ذكرت آنفاً من وثق من نفسه أن يقوم فليوتر آخر الليل، ومن لم يثق فإنه يوتر قبل أن ينام كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بذلك الصحابيين الكريمين أبا هريرة وأبا الدرداء رضي الله تعالى عنهما والله أعلم. تراجم رجال إسناد حديث: (من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً ...) قوله: [أخبرنا قتيبة]. هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا الليث بن سعد المصري]. ثقة، ثبت، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن نافع مولى ابن عمر]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن عمر]. رضي الله تعالى عنهما، وهو صحابي ابن صحابي وأحد العبادلة الأربعة وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي مر ذكرهم قريباً، وهذا الإسناد من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأنه من الرباعيات؛ لأن بين النسائي وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة أشخاص: قتيبة، والليث، ونافع، وابن عمر. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصلاة (كتاب قيام الليل وتطوع النهار) (302) - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - (باب الأمر بالوتر قبل الصبح) إلى (باب كم الوتر؟) الأمر بالوتر قبل الصبح شرح حديث: (أوتروا قبل الصبح) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الأمر بالوتر قبل الصبح. أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أخبرنا محمد وهو ابن المبارك حدثنا معاوية وهو ابن سلام بن أبي سلام عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو نضرة العوقي أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر فقال: أوتروا قبل الصبح)]. يقول النسائي رحمه الله: باب الأمر بالوتر قبل الصبح، أي: أن الوتر آخر وقته طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر فقد انتهى وقته، وقد سبق أن مر في بعض الأحاديث: (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى) (خشي أحدكم) معناه: أنه كاد أن يظهر عليه الصبح فإنه يصلي ركعة قبل أن يظهر الصبح لتوتر له ما مضى. وقد أورد النسائي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن الوتر فقال: [(أوتروا قبل الصبح)] أي: أن نهاية وقته وهو: طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر وظهر الصبح فقد انتهى وقته، فهو يصلى قبل هذا الوقت، ولهذا قال: [(أوتروا قبل الصبح)] أي: قبل أن يطلع الصبح أي: الفجر، هذا هو نهاية وقت الوتر، وقد مر بنا أن النبي عليه الصلاة والسلام أوتر من أول الليل ومن وسطه وآخره وانتهى وتره إلى السحر، ومر في الأحاديث الماضية أنه إذا خشي الصبح فإنه يأتي بركعة توتر ما مضى، وهذا يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: [(أوتروا قبل الصبح)] أي: قبل أن يخرج وقت الوتر الذي هو طلوع الفجر. تراجم رجال إسناد حديث: (أوتروا قبل الصبح) قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم].ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [أخبرنا محمد وهو ابن المبارك]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة: (هو: ابن المبارك) الذي قالها هو النسائي أو من دون النسائي. [حدثنا معاوية وهو ابن سلام بن أبي سلام]. هو معاوية بن سلام بن أبي سلام أبو سلام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقوله: (هو ابن سلام بن أبي سلام) هذه الذي زادها من دون تلميذه محمد بن المبارك، فالذي قالها هو: عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أو من دونه. [عن يحيى بن أبي كثير]. هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، هو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [أخبرني أبو نضرة]. هو أبو نضرة العوقي، وهو المنذر بن مالك البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو مذكور بكنيته أبي نضرة. [أنه سمع أبا سعيد]. هو سعد بن مالك بن سنان الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مذكور بكنيته، ونسبته، بكنيته أبي سعيد وبنسبته الخدري، وهو: بيت من بيوت الأنصار، وهو من السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس وأم المؤمنين عائشة، هؤلاء السبعة عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. شرح حديث: (أوتروا قبل الفجر) من طريق أخرى قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن درست حدثنا أبو إسماعيل القناد حدثنا يحيى وهو: ابن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أوتروا قبل الفجر)].أورد النسائي حديث أبي سعيد من طريق أخرى وهو بلفظ الطريقة السابقة: [(أوتروا قبل الفجر)] أي: قبل خروج الفجر الذي به ينتهي الليل، والذي به يبدأ الصيام في حق من يريد أن يصوم، فنهاية الليل تكون بطلوع الفجر، ولهذا الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فالوتر هو: عند طلوع الفجر ينتهي، وبعد ذلك يُقضى، ولكن يُقضى بعد طلوع الشمس كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. تراجم رجال إسناد حديث (أوتروا قبل الفجر) من طريق أخرى قوله: [أخبرنا يحيى بن درست]. هو يحيى بن درست البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا أبو إسماعيل القناد]. هو إبراهيم بن عبد الملك وهو صدوق في حفظه شيء، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي. [حدثنا يحيى]. هو يحيى بن أبي كثير، وقد مر ذكره. [عن أبي نضرة عن أبي سعيد]. وقد مر ذكرهم. الوتر بعد الأذان شرح حديث ابن مسعود: (هل بعد الوتر أذان؟ قال: نعم وبعد الإقامة) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الوتر بعد الأذان.أخبرنا يحيى بن حكيم حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه: (أنه كان في مسجد عمرو بن شرحبيل فأقيمت الصلاة فجعلوا ينتظرونه فجاء فقال: إني كنت أوتر، قال: وسئل عبد الله هل بعد الأذان وتر؟ قال: نعم وبعد الإقامة، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس ثم صلى)]. أورد النسائي الوتر بعد الأذان يعني: قضاءً، أي: بعد أذان الصبح قضاءً وليس أداءً؛ لأن الأداء إنما هو ينتهي بطلوع الفجر، وهذه الترجمة يراد بها الوتر بعد الأذان قضاءً، وقد أورد النسائي حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، الذي فيه أنه سئل عن الوتر بعد الأذان قال: (نعم وبعد الإقامة)، ثم حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نام عن صلاة الصبح وقام بعد طلوع الشمس وصلى، أي: أنه قضاها بعد طلوع الشمس، أي: بعد خروج وقتها، فكذلك الوتر يُقضى بعد خروج وقته، هذا هو وجه استدلال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على ما استدل به وهو قضاء الوتر بعد الأذان. وقال أيضاً: وبعد الإقامة، وليس المقصود أنه بعد الإقامة يقوم يوتر؛ لأنه جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) ولعل المقصود من ذلك أنه يقضيها بعد الصلاة، وابن مسعود رضي الله عنه ما عنده مستند كما يظهر إلا القياس على قضاء الصلاة بعد خروج وقتها، فقاس الوتر بأنه يُقضى بعد خروج وقته وذلك بعد الأذان، لكن الذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كما مر في حديث عائشة، أنه كان يقضيه ضحى، ولكنه يقضيه مشفوعاً وليس وتراً؛ لأنه كان من عادته أنه يصلي إحدى عشرة ركعة من الليل، فإذا شغله عنها وجع أو غيره فإنه يصلي من الضحى أو من النهار اثنتي عشرة ركعة أي: قضاء، وهذا يدلنا على أنه من فاته الوتر فإنه يقضيه في الضحى مشفوعاً وليس وتراً، عدد الركعات وزيادة ركعة واحدة. وعمرو بن شرحبيل تأخر في الخروج إليهم فقالوا له في ذلك فقال: إنه يوتر، وكان هذا بعد الأذان، ثم أسند إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن الوتر بعد الأذان قال: (نعم وبعد الإقامة)، ثم حدث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه نام عن صلاة الصبح، وقام بعد طلوع الشمس فصلاها أي: قضاءً، فكذلك يقاس على ذلك، أن الوتر يقضى بعد خروج وقته. لكن القضاء ينبغي أن يكون في الوقت الذي كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام، وهو في الضحى، أي: يصلي مقدار ما كان يصليه من الليل ويزيد على ذلك ركعة واحدة تشفع ذلك العدد. تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود: (هل بعد الوتر أذان؟ قال: نعم وبعد الإقامة) قوله: [أخبرنا يحيى بن حكيم]. ثقة، حافظ، عابد، مصنف، وقد أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا ابن أبي عدي]. هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن شعبة]. هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر]. هو إبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. هو محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة أيضاً. [عن عمرو بن شرحبيل]. هو عمرو بن شرحبيل الكوفي الهمداني، ثقة، مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [عن عبد الله بن مسعود]. هو أوتر بعد الأذان، وأخبر بأن ابن مسعود سئل عن الوتر بعد الأذان فقال: نعم وبعد الإقامة، ثم حدث ابن مسعود عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه نام عن صلاة الصبح، ولما قام بعد طلوع الفجر صلاها أي: قضاءً، فيقاس على ذلك قضاء الوتر، ولكن ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من صلاتها من النهار، وأنه يدفعها بحيث يكون المقدار الذي كان يصليه وزيادة ركعة هذا هو الذي يدل عليه فعله الذي هو نص في الموضوع، وأما ابن مسعود رضي الله عنه فاستدلاله إنما هو استنباط وقياس. الوتر على الراحلة شرح حديث: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوتر على الراحلة) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الوتر على الراحلة. أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على الراحلة)]. أورد النسائي الوتر على الراحلة، أي: وهو راكب، ولا يلزم أن ينزل إذا كان يصلي في السفر، وهذا لا يكون إلا في السفر؛ لأن صلاة النافلة إنما تكون في السفر على الراحلة، وكذلك الوتر إذا صلى في الليل على الرواحل فإنه يوتر في نهاية صلاته ولا ينزل لأن يأتي بالوتر، وهذا مما يستدل به على أن الوتر ليس بواجب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يتنفل يوتر على الراحلة، ولا ينزل إلا لأداء الصلوات المفروضة، فإنه ينزل ويصلي على الأرض ولا يصلي وهو راكب على الدابة كشأنه في النوافل، وإنما كان صلاته على الراحلة متنفلاً وليس مفترضاً، وكونه يصلي الوتر على الراحلة يفيد أنه من جملة النوافل، وليس من جملة الأشياء الواجبة، بل من جملة ما هو مندوب، بل هو من المندوبات المتأكدة المستحبة المؤكدة، ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام ينزل إلا للفريضة. وكما قلت: هذا إنما هو في السفر، ليس للإنسان أن يتنفل وهو راكب في الحضر، وإنما التنفل على الراحلة وهو راكب إنما يكون في السفر، هذا هو الذي ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأن النزول للنوافل وإطالة النوافل يفوت معه المقصود من السير، بخلاف الإنسان الذي هو في البلد فإنه ليس مثل المسافر الذي يريد أن يقطع المسافة، فهو لو نزل، وجلس يصلي، وأطال الصلاة يفوت عليه الوقت، لكن الذي في البلد في أي وقت يشاء ينهي هذا الركوب الذي هو عليه ويصلي متنفلاً على الأرض، لكن في حال السفر لا سيما مع طول المسافة، ومع كثرة الصلاة وإطالة الصلاة، فلو نزل ذهب عليه الليل وهو يصلي في الأرض ولم يقطع مسافة، فجاء في السنة بأن الإنسان يتنفل وهو راكب على دابته. تراجم رجال إسناد حديث: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوتر على الراحلة) قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد]. هو السرخسي، وهو ثقة، مأمون، سني، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي. [حدثنا يحيى بن سعيد]. هو يحيى بن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، ناقد، متكلم في الرجال جرحاً، وتعديلاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن عبيد الله بن الأخنس]. هو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن نافع]. هو نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر]. هو عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وقد مر ذكره. شرح حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إبراهيم بن يعقوب أخبرني عبد الله بن محمد بن علي حدثنا زهير عن الحسن بن الحر عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يوتر على بعيره ويذكر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك)].أورد حديث ابن عمر، وأنه كان يوتر على البعير، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، يعني: أنه يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام بفعله هذا، فهو أوتر على بعيره اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام فإنه كان يوتر على البعير، يعني: لا يحتاج إلى أن ينزل فيوتر على الأرض إذا كان يتنفل وهو راكب، فإنه يوتر وهو راكب، ولا ينزل للوتر كما ينزل للفريضة، بل النزول إنما هو للفرائض وليس للنوافل بما فيها الوتر. تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا إبراهيم بن يعقوب]. هو الجوزجاني، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي. [أخبرني عبد الله بن محمد بن علي]. هو النفيلي، وهو ثقة، حافظ، أخرج له البخاري وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا زهير]. هو زهير بن معاوية بن حديج الكوفي، هو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن الحسن بن الحر]. ثقة، فاضل، أخرج حديثه أبو داود في القدر، والنسائي. [عن نافع عن ابن عمر]. وقد مر ذكرهما. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
حديث: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سعيد بن يسار قال لي ابن عمر رضي الله عنهما: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير)].أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وفيه أن النبي صلى عليه وسلم كان يوتر على البعير وهو مثل الذي قبله. قوله: [أخبرنا قتيبة]. هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا مالك بن أنس]. هو إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور أحد أصحاب المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن أبي بكر]. هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود. [عن سعيد بن يسار]. ثقة، متقن، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر]. رضي الله تعالى عنه، وقد مر ذكره. كم الوتر شرح حديث: (الوتر ركعة من آخر الليل) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كم الوتر.أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي مجلز عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الوتر ركعة من آخر الليل)]. أورد النسائي ترجمة: باب كم الوتر، أي: ما هو مقدار الوتر، ومقداره ركعة، يعني: أقله ركعة واحدة يأتي بها في آخر الليل، فلو أنه نام، واستيقظ، وبقي مقدار ركعة قبل الفجر فإنه يأتي بركعة، وكذلك لو أراد أن يوتر بركعة من أول الليل أو من وسطه، أو آخره، فإن هذا هو أقل الوتر، لكن الذي ينبغي للإنسان أن لا يقتصر عليها، وإنما يضيف إليها ركعتين، ويزيد على ذلك ما شاء، وحصول الوتر بركعة واحدة أو أداء الوتر بركعة واحدة سائغ جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه هذا الحديث: [(الوتر ركعة من آخر الليل)] وهذا فيما إذا كان يثق بقيامه، أما إذا كان لا يثق بقيامه، ويخشى أن لا يستيقظ فإنه يوتر قبل أن ينام ،كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أوصى بعض أصحابه بالوتر قبل النوم، وهذا محمول على ما إذا لم يتمكن من القيام، أو يخشى أن لا يقوم. تراجم رجال إسناد حديث: (الوتر ركعة من آخر الليل) قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله]. هو الذهلي النيسابوري، وهو ثقة، حافظ، أخرج له البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا وهب بن جرير]. هو وهب بن جرير بن حازم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا شعبة]. وقد مر ذكره. [عن أبي التياح]. هو يزيد بن حميد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي مجلز]. هو لاحق بن حميد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر]. وقد مر ذكره. حديث: (الوتر ركعة من آخر الليل) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا يحيى ومحمد قالا: حدثنا، ثم ذكر كلمة معناها شعبة عن قتادة عن أبي مجلز عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الوتر ركعة من آخر الليل)].أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله تماماً، وأن الوتر ركعة من آخر الليل، فالمتن هو المتن. قوله: [أخبرنا محمد بن بشار]. هو الملقب بندار البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة. [حدثنا يحيى ومحمد]. هو ابن سعيد القطان، ثقة، ثبت، مر ذكره قريباً، ومحمد هو ابن جعفر الملقب غندر البصري، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [قالا: حدثنا، ثم ذكر كلمة معناها شعبة]. هي كلمة (حدثنا) جاءت قبل ذكر الكلمة التي أشار إلى معناها، وقال بعد ذلك: شعبة عن، فلا أدري ما المقصود من قوله بمعناها إلا أن يكون متردداً، هل ذكر بالاسم الذي هو شعبة، أو ذكر بالكنية، أو ذكر بلفظ آخر، يعني: هل ذكر باسمه، أو بكنيته، أو بلفظ آخر غير هذا، وهو مشهور باسمه شعبة. [عن قتادة]. هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. ومما يذكر أن شعبة إذا روى عن مدلس فتدليسه مأمون؛ لأنه لا يروي عن شيوخ مدلسين إلا ما صرحوا فيه بالسماع، أو ما كان مسموعاً لهم، إلا ما كان مسموعاً لهم، فإذا جاء شعبة يروي عن مدلس، فيحمل على أنه متصل وأن شيخه أُمن تدليسه؛ لأنه لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما هو مسموع لهم. [عن أبي مجلز عن ابن عمر]. وقد مر ذكرهما. شرح حديث: (الوتر ركعة من آخر الليل) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحسن بن محمد عن عفان حدثنا همام حدثنا قتادة عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلاً من أهل البادية سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، قال: مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل)].ثم أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من طريق أخرى، وفيه (أن رجلاً من المسلمين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال: مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل) أي: أن الوتر ركعة واحدة يوتر بها ما مضى أو يؤتى بها وحدها ليس قبلها شيء. تراجم رجال إسناد حديث: (الوتر ركعة من آخر الليل) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا الحسن بن محمد].هو الحسن بن محمد الزعفراني، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن. [حدثنا عفان]. هو عفان بن مسلم الصفار، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، [حدثنا همام بن يحيى البصري]. هو ثقة أيضاً ،حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [حدثنا قتادة]. وقد مر ذكره. [عن عبد الله بن شقيق]. هو العقيلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما]. وقد مر ذكره. الأسئلة أفضل وقت قضاء لسنة الفجر لمن فاتته السؤال: فضيلة الشيخ، إذا فات الإنسان صلاة سنة الفجر فأيهما أفضل أن يصليها بعد الفريضة، أم في الضحى؟ الجواب: نعم، جاءت السنة بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفريضة، وهو إن كان وقت نهيٍ إلا أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الإقرار، حيث أقر رجلاً صلاها بعد صلاة الصبح، فأقره على ذلك، فدل على أن الإتيان بها سائغ، وأنها مستثناة مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا صلاة بعد الفجر حتى طلوع الشمس)، وكذلك إذا صلاها في الضحى فإن ذلك حسن، والأمر فيه الجواز، إن صلاها بعد الفجر فقد جاء في السنة ما يدل عليه، وإن صلاها في الضحى فإن ذلك سائغ. حكم استبدال علبة الحليب بعلبة العصير السؤال: هل يجوز للإنسان أن يستبدل علبة حليب بعلبة عصير من البرتقال بحجمٍ واحد وبسعرٍ واحد؟ الجواب: إذا كان اشترى وكما هو معلوم هذا مبذول يعني: سواء هذا وهذا كله معروض كله للبيع، لكن أن يكون على علم هذا أفضل، حتى يعلم بأنه باعه ثم يجد هذا ناقص، ولا يدري أنه أرجع ذاك وأخذ بدله، فيكون عن إذنه وإلا فإن الأمر في ذلك واضح، الكل معروض للبيع. معنى قول ابن مسعود: (وبعد الإقامة) السؤال: ما معنى قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (وبعد الإقامة) مع أنه إذا أقيمت الصلاة المكتوبة فلا صلاة غيرها؟ الجواب: أنا أجبت على هذا، وقلت: لعل المقصود من ذلك بعد الصلاة؛ لأن بعد الإقامة ليس للإنسان أن يصلي شيئاً من النوافل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)، لكن لعل المقصود من ذلك أنه بعد الصلاة وليس والناس في الصلاة. مدى صحة أن عائشة كانت تصلي الوتر ما بين الأذان والإقامة السؤال: فضيلة الشيخ، ذكر ابن حزم في المحلى أثراً عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت توتر ما بين الأذان والإقامة، فهل يصح هذا الأثر عنها، وهل هذا الأثر يعارض قولها عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته قيام الليل أنه كان يشفع في صلاته إذا قضاها؟ الجواب: لا أدري هل هذا ثابت عنها أو لم يثبت، لا علم لي بهذا، وروايتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يأتي بالوتر إذا لم يتمكن من أدائه في الليل أنه يؤديه في الضحى، ويضيف إلى ذلك ركعة حتى لا يكون أوتر في النهار هذا هو المعتبر وهو المعتمد، وذاك لا أدري هل هو صحيح أو غير صحيح. حكم صلاة الفريضة على المركبات الحديثة وعلاقة ذلك بالطائرة السؤال: فضيلة الشيخ، هل للمسافر أن يصلي فريضة على مركبه كالباصات وغيرها؟ الجواب: ليس للإنسان أن يصلي على السيارة الفريضة وهو راكب، وإنما عليه أن ينزل ويصلي بالأرض، ومن المعلوم أن السيارة تختلف عن الطائرة؛ لأنه إذا خشي فوات الوقت فإنهم ينزلون ويصلون، وأما الطائرة فالنزول ليس متيسر إلا في المطار الذي هي متجهة إليه، فإذا كان سيخرج الوقت عليه لو أخرها حتى النزول فإنه يصليها على حسب حاله في الطائرة؛ لأن الصلاة لا تؤخر عن وقتها. كيفية الركوع والسجود إذا صلى على الدابة أو السيارة السؤال: وهل إذا صلى النافلة في السيارة يركع ويسجد أم يكتفى بالإيماء؟ الشيخ: طبعاً التكبير لا بد منه، وإنما الركوع والسجود يكون بالإيماء، والسجود أخفض من الركوع، هذا على الدابة، وأما على السيارة إذا كان فيه مكان للإنسان أن يركع ويسجد فليركع ويسجد، وأما إذا كان لا يستطيع وإنما جالس في مقعد ما فيه ركوع ولا سجود ما فيه إلا إيماء فإنه يومئ إيماء. حكم صلاة من وجد على ثوبه أثر الاحتلام السؤال: فضيلة الشيخ، لو أن رجلاً استيقظ من نومه وصلى، وبعد الصلاة تبين له أن في ثوبه أثراً ظاهراً من الاحتلام فما الحكم هل يعيد الصلاة أم لا؟ الجواب: إذا كان أنه علم بأنه حصل منه احتلام ووجد الماء فإن عليه الاغتسال، وعلى هذا يكون صلى وهو جنب، إذا كان حصل، أو تذكر في النوم أنه حصل له احتلام، ثم بعد ذلك وجد الماء فإن عليه الاغتسال، يجب عليه أن يغتسل، وصلاته التي صلاها عليه أن يعيدها بعد الاغتسال، مثل ما لو صلى الإنسان وهو على غير وضوء فإن عليه أن يتوضأ ويعيد الصلاة. صلاة الفريضة على الطائرة لمن خشي خروج وقتها السؤال: فضيلة الشيخ، أحسن الله إليك، عندما تكون مسافراً بالطائرة وخشيت فوات وقت الفجر هل تصلي وأنت على المقعد على حالك، أم تنتظر حتى تنزل من الطائرة وتصليها بعد طلوع الشمس؟ رأيت كثيراً من الناس يفعل ذلك أفيدونا. الجواب: أنا أجبت على هذا السؤال، وقلت: إذا كان أن الإنسان سيعلم من حيث الزمن أن الطائرة لا تصل للمطار الذي هو متجه إليه إلا بعد خروج الوقت فإنه لا يؤخر الصلاة عن وقتها بل يؤديها على حسب حاله، فإن كان في الطائرة مكان يركع فيه ويسجد فإنه يصلي في ذلك المكان، وإن كان ما فيه إلا مقعده فإنه يصلي على مقعده بالإيماء على حسب حاله.. فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، وليس له أن يؤخر الصلاة عن وقتها بحجة أنه لا يستطيع أن يركع ويسجد، بل عليه أن يصلي على حسب حاله. حكم الوضوء للطواف السؤال: فضيلة الشيخ، هل يشترط الوضوء للطواف؟ الجواب: نعم، الطواف يشترط فيه الوضوء، الإنسان يكون على طهارة؛ لأن الطواف عبادة وصلاة، إلا أنه حل للناس أن يتكلموا فيه ليس كالصلاة، ثم في ختامه ركعتان ركعتا الطواف. حكم الوتر السؤال: نرجو من سماحتكم أن تعيدوا لنا خلاف أهل العلم في حكم الوتر، هل هو الوجوب أم مستحب؟ الجواب: بعض أهل العلم قال بوجوبه، وجمهور العلماء قالوا: إنه ليس بواجب، وقد مر بنا حديث علي رضي الله عنه أنه قال: (إن الوتر ليس بحتم كهيئة الفريضة ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم) ثم أيضاً ما جاء في الحديث حديث الصلوات الخمس، يعني: كونها كانت خمسين، ثم خففت إلى خمس فقال: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ [ق:29] قال: هن خمس في العمل وخمسون في الأجر، فالذي فرضه الله عز وجل في اليوم والليلة، خمس صلوات ليس أكثر من ذلك، والوتر على قول الجمهور أنه سنة مؤكدة، بل هو من آكد السنن، والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتركه لا في حضر، ولا السفر هو وركعتا الفجر، وبعض أهل العلم قال بوجوبه، والصحيح أنه ليس بواجب، ولكنه مؤكد، يعني: سنة مؤكدة من آكد السنن، ومن العلماء من قال: (إن الذي لا يصلي الوتر رجل سوء) وهو الإمام أحمد رحمة الله عليه. المفاضلة بين البقاء بعد الفجر في المسجد لصلاة الضحى أو الذهاب مع الجنازة السؤال: فضيلة الشيخ، أيهما أفضل الجلوس بعد صلاة الفجر لصلاة ركعتي الضحى أم الذهاب مع الجنازة؟ الجواب: على كل كلها خير، وكلها فيها أجر عظيم، والأمر في ذلك واسع. تأخير الوتر إلى ما بعد طلوع الشمس إذا أذن الفجر والشخص لم يوتر السؤال: فضيلة الشيخ، إذا شخص سمع أذان الفجر هل يوتر بعده أم ينتظر حتى تطلع الشمس؟ الجواب: لا، إذا وجد الأذان وهو لم يأت بركعة الوتر فإنه يؤخر ذلك إلى ما بعد طلوع الشمس. حكم صلاة النافلة على الراحلة جماعة السؤال: فضيلة الشيخ، هل يجوز صلاة النافلة على الراحلة جماعة مثل قيام الليل؟ الجواب: صلاة النافلة على الرواحل كما هو معلوم لا تتأتى جماعة، وإنما كل يصلي على حدة. هل مني الإنسان طاهر أم نجس؟ السؤال: فضيلة الشيخ، هل مني الإنسان طاهر أم نجس؟ الجواب: مني الإنسان طاهر، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يصيبه في ثوبه فيفركه إذا احتاج الأمر إلى ذلك. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصلاة (كتاب قيام الليل وتطوع النهار) (303) - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب كيف الوتر بواحدة - باب كيف الوتر بثلاث صلاة الليل مثنى مثنى، فإن خشي الإنسان الصبح أوتر بواحدة، ويجوز له أن يصلي ثلاث ركعات مسرودة بتسليمة واحدة، ويجوز أن يسلم بعد ركعتين ويصلي واحدة ويسلم، وهذا كله فعله النبي صلى الله عليه وسلم. كيف الوتر بواحدة شرح حديث: (... فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بواحدة.أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا حجاج بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، حدثه عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)]. يقول النسائي رحمه الله: كيف الوتر بواحدة، أي: كيف يكون الوتر بواحدة، ومن المعلوم أن الوتر يكون بركعة، ويكون أكثر من ذلك، وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما صليت)، وهذا فيه بيان أن الركعة التي يكون بها الوتر، والتي تختم بها صلاة الليل، تكون واحدة، أي: أنها بعدما يسلم من الركعتين اللتين قبلها، يقوم فيصليها ثم يسلم، فتكون تلك الركعة مستقلة عما قبلها، أي: ركعة منفردة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى)، أي: اثنتين اثنتين، فإذا أردت أن تنصرف، يعني: تنتهي من صلاة الليل، تأتي بركعة توتر لك ما قد صليت، يكون ما صليته بعد أن كان شفعاً يكون وتراً بهذه الركعة الواحدة التي أوترت بها ما مضى، أو جعلت بها ما مضى من الشفع وتراً. وقد جاء أيضاً بيان ذلك من فعله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس الذي تقدم، والذي فيه مبيته عند خالته ميمونة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وأنه لما قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل، وقام وصلى معه، قال: فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، حتى عد ست مرات ركعتين، ثم قال: ثم صلى ركعة. إذاً: الوتر بركعة واحدة مستقلة قبله سلام، وفي نهايتها سلام، جاء من فعله، ومن قوله، من فعله عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث ابن عباس عندما بات عند خالته ميمونة، ومن قوله في هذا الحديث الذي هو حديث عبد الله بن عمر: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما قد صليت). تراجم رجال إسناد حديث: (... فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت) قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان ].هو ابن عبد الجبار المرادي المصري، صاحب الإمام الشافعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. وهذا هو ربيع بن سليمان المرادي، وهو ابن عبد الجبار، وهو المصري، ويتفق معه في الاسم واسم الأب، ربيع بن سليمان بن داود، وهو أيضاً مصري من أهل بلده، وهو من شيوخ النسائي أيضاً، لكن الذي يبدو أنه عند الإطلاق يريد المرادي صاحب الإمام الشافعي، ابن عبد الجبار، بدليل أنه أحياناً عندما يذكر الأول يذكر جده فيقول: الربيع بن سليمان بن داود، كما سيأتي في بعض الأسانيد. [حدثنا حجاج بن إبراهيم]. ثقة، فاضل، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [حدثنا ابن وهب]. هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عمرو بن الحارث]. هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، فقيه أيضاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الرحمن بن القاسم]. هو عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [يروي عن أبيه]. هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين، هو أحد الستة الذين متفق على عدهم في الفقهاء السبعة؛ لأن السابع فيهم فيه ثلاثة أقوال، ومنهم القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والفقهاء السبعة هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد، هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أنه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. [عن ابن عمر ]. رضي الله تعالى عنهما هو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس وأم المؤمنين عائشة، هؤلاء سبعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، تميزوا عن غيرهم من الصحابة بكثرة الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. شرح حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة، حدثنا خالد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة)].أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من طريق أخرى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [(صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة)]، يعني: في آخر صلاة الليل، مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة يأتي بها الإنسان مضمومة إلى ما قبلها، ويكون ذلك العدد وتراً، ويجوز أن يوتر بركعة واحدة ليس قبلها شيء، لكن لا ينبغي للإنسان أن يقتصر على ركعة واحدة، مع أنه سائغ، لكن الأولى الزيادة عليها. تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا قتيبة]. هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا خالد بن زياد ]. هو خالد بن زياد الأزدي الترمذي، وهو صدوق، أخرج له الترمذي، والنسائي، وقد بلغ عمره مائة سنة، وهو من المعمّرين، وقتيبة أيضاً مثله من المعمرين بلغ عمره تسعين سنة، ولهذا فالإسناد رباعي، بين النسائي فيه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة أشخاص. [عن نافع]. و نافع هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [ عن ابن عمر ]. مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا. وهذا الحديث هو من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأن النسائي ليس عنده ثلاثيات، أعلى ما عنده الرباعيات، فالرباعيات كثيرة عند النسائي وهذا الإسناد رباعي، قتيبة يروي عن خالد بن زياد، وخالد يروي عن نافع، ونافع يروي عن ابن عمر. وأصحاب الكتب الستة ثلاثة منهم عندهم ثلاثيات، وثلاثة أعلى ما عندهم الرباعيات، فالذين عندهم ثلاثيات البخاري عنده في صحيحه اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية، ولكنها كلها بإسناد واحد وهو ضعيف. أما مسلم، وأبو داود، والنسائي، فأعلى ما عندهم الرباعيات، وليس عندهم شيء من الثلاثيات. شرح حديث: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم، حدثني مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)].أورد حديث ابن عمر رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر له ما قد صلى)، أي: يكون العدد وتراً بعد أن كان شفعاً. تراجم رجال إسناد حديث: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ...) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين]. محمد بن سلمة، هو المرادي المصري، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهناك محمد بن سلمة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وهو يروي عنه بواسطة، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه مباشرة فهو المصري، وإذا جاء يروي عنه بواسطة فهو الباهلي، وقد توفي سنة مائتين وأربع، أي: أنه لا يروي عنه إلا بواسطة. والحارث بن مسكين المصري، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له]. وكثيراً ما يأتي النسائي في روايته عن الحارث بن مسكين أن يقول: قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، فسماعه أو روايته أو أخذه عن الحارث بن مسكين وهو يسمع القارئ يقرأ عليه، ثم أيضاً يجعل اللفظ له، عندما يروي عنه وعن غيره يقول: واللفظ له، أي: للحارث بن مسكين، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن ابن القاسم]. هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، وهو ثقة، فقيه، حديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي. [حدثني مالك]. هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن نافع]. هو مولى عبد الله بن عمر، وقد مر ذكره. [وعبد الله بن دينار]. هو عبد الله بن دينار العدوي مولى عبد الله بن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وعندكم (وعبدُ الله)، وهي: خطأ، بل هي (عبدِ الله) يعني: معطوف على نافع، يعني: أن مالكاً يروي عن شخصين هما: نافع، وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، أي: شيخ مالك فيه شخصان، وكل منهما يروي عن ابن عمر، نافع وعبد الله بن دينار، وهي: مذكورة (عبد الله) بالضم، أي: معناه كأنه معطوف على مالك، وأن عبد الرحمن بن القاسم يروي عنه، وليس الأمر كذلك، بل مالك يروي عن نافع وعبد الله، فتكون (عبد الله) مجرورة وليست مرفوعة، معطوفة على نافع. والحديث في البخاري، مالك عن نافع، وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر. [عن عبد الله بن عمر]. وقد مر ذكره. شرح حديث: (صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة) من طريق رابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، حدثنا محمد يعني: ابن المبارك، حدثنا معاوية وهو ابن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ونافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: (صلاة الليل ركعتين ركعتين، فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة)].ثم أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو نفس الذي قبله، (صلاة الليل ركعتين ركعتين)، وهو بمعنى: (مثنى مثنى)، تصلي ثنتين ثم ثنتين ثم ثنتين، وإذا أرد أن ينتهي أو خشي الصبح، فإنه يوتر بركعة واحدة، سواء أراد أن ينتهي كما مر في الحديث الذي يقول: فإذا أردت أن تنصرف، أو خشي الصبح، فإنه يأتي بركعة يضيفها إلى ما مضى، فيكون العدد وتراً بعد أن كان شفعاً. تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة) من طريق رابعة قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ]. هو النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن محمد يعني: ابن المبارك]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة (يعني: ابن المبارك) هذه قالها من دون عبيد الله، وهو النسائي أو من دون النسائي؛ لأن كلمة (يعني) فعل مضارع فاعله ضمير مستتر يرجع إلى تلميذ ذلك الرجل، وهو هنا عبيد الله، أما قائلها فهو النسائي أو من دونه، وهو يريد أن يبين أن محمداً الذي ذكره عبيد الله غير منسوب، أن المراد به محمد بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن معاوية وهو ابن سلام]. أيضاً محمد بن المبارك قال (عن معاوية) فقط، وما زاد عليها (ابن سلام) فهي ممن دونه، أي: من دون محمد بن المبارك إما عبيد الله أو من دونه هو الذي قال: هو، فهذا الإسناد فيه العبارتان اللتان يؤتى بهما للتوضيح، وهما: كلمة (يعني)، وكلمة (هو ابن فلان)؛ لأنهم يأتون بهاتين العبارتين، إما بكلمة (يعني)، أو بكلمة (هو ابن فلان)، إذا أرادوا أن يوضحوا اسم شخص، ويزيدوا على كلام التلميذ، أتوا بكلمة (يعني)، أو كلمة (هو)، فإذاً الإسناد الواحد هذا جمع فيه بين اللفظين اللذين هما: (يعني)، و(هو ابن فلان). ومعاوية بن سلام بن أبي سلام أبو سلام، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [ عن يحيى بن أبي كثير اليمامي ]. وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [حدثني أبو سلمة]. هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، فقيه، ومن فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال في السابع كما أشرت آنفاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [و نافع عن ابن عمر ]. قد مر ذكرهما. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح حديث: (كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)].أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: [(أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)]. أي: يصلي ركعة واحدة في آخرها يوتر بها ما مضى، (ثم يضطجع على شقه الأيمن)، محل الشاهد منه قوله: (ثم يوتر منها بركعة واحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)، وكيفية هذه الإحدى عشرة ركعة جاء بيانها في حديث ابن عباس: ركعتين ثم ركعتين. ثم ركعتين، وجاء في حديث عائشة الذي سيأتي: (يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً)، إلا أنه هنا قال: أنه يوتر منها بواحدة، أي: مستقلة منفردة، بعدما يسلم من الركعتين قبلها، يقوم فيصلي ركعة واحدة ثم يسلم منها، فيكون العدد بهذه الركعة مضمومة إلى ما سبق، يكون وتراً بعد أن كان شفعاً. وقوله: [(ثم يضطجع على شقه الأيمن)]، قال الشيخ الألباني: إن هذه الزيادة شاذة، وأن المحفوظ أنها بعد صلاة الصبح، بعد ركعتي الصبح، أنه كان يضطجع، لكن إذا كان المقصود بالاضطجاع هو ما جاء في حديث عائشة الذي جاء في حديث مضى قريباً، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام ينام ثم يقوم فيصلي، ويوتر ثم يضطجع، فإن كان له حاجة لأهله ألم بها، ثم إذا جاء الصبح وثب، فإن كان عليه جنابة اغتسل، وإلا توضأ وخرج للصلاة، فإن كان المقصود من ذلك النوم الذي يكون منه بعد الصلاة، وأنه يضطجع بعد ما ينتهي من صلاة الليل، وبعد ما ينتهي من الوتر، فهو على بابه، وهو متفق مع الرواية الأخرى، وأما قضية الاضطجاع فهو مشهور في الروايات بعد صلاة الصبح، ويحتمل أن يكون شاذاً إذا كان يراد به أنه خطأ عن صلاة الصبح، وإذا كان المقصود منه النوم الذي يكون بعد الوتر كما جاء مبيناً في الأحاديث، فلا يكون شاذاً. تراجم رجال إسناد حديث: (كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة) قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].هو الكوسج المروزي، لقبه الكوسج، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود. وفي رجال الكتب الستة شخص آخر اسمه إسحاق بن منصور السلولي، ولكنه متقدم عن هذا بطبقة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، فهذا من جنس محمد بن سلمة المرادي، والباهلي، يعني: إسحاق بن منصور الكوسج والسلولي، والكوسج من شيوخه، والسلولي من شيوخ شيوخه. [أخبرنا عبد الرحمن]. هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، ثقة ثبت، عارف بالرجال والعلل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [حدثنا مالك]. وهو مالك بن أنس، وقد مر ذكره قريباً. [عن الزهري]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبيد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينسب إلى جده زهرة بن كلاب، وينسب إلى جده شهاب، فيقال: ابن شهاب، ويقال: الزهري، وهو ثقة، فقيه، مكثر من رواية رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن عروة]. هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين الذين ذكرتهم قريباً، وأشرت إليهم قريباً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن عائشة ]. هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة رجال وامرأة واحدة وهي عائشة، وقد مر ذكرهم قريباً. كيف الوتر بثلاث شرح حديث: (... ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بثلاث.أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم، حدثني مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره، أنه سأل عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها: (كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنام ولا ينام قلبي)]. أورد النسائي رحمه الله كيف الوتر بثلاث؟ لما ذكر كيف الوتر بواحدة، وأنه يؤتى بها مستقلة، بعدما يسلم من الركعتين قبلها، يدخل في تلك الركعة، ثم يسلم منها، فالوتر بواحدة يكون بأن يصليها مفردة، ثم بعد ذلك قال: كيف الوتر بثلاث، والمقصود أنه يصلي ثلاثاً متصلة لا يسلم بينها، ولا يجلس بينها، ليس كهيئة المغرب، وإنما ثلاث مسرودة متوالية على نسق لا يجلس إلا في آخرهن ثم يسلم. وقد أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أنها (سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالـت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً)، ومحل الشاهد قوله: (ثم يصلي ثلاثاً)، فيحتمل أن تكون مسرودة، وهذا هو الذي عقد النسائي له الترجمة، ويحتمل أن تكون اثنتين على حدة، ثم واحدة على حدة، ومثل ذلك أيضاً قولها: (يصلي أربعاً ثم يصلي أربعاً)، فمعناه: أن الأربع الأولى متماثلة، ثم الأربع الثانية متماثلة، ولا ينفي أنه كان يسلم بينهن؛ لأنها ذكرت أربعاً في تشابهها وتماثلها، ثم أربعاً في تشابهها وتماثلها، ثم ثلاثاً، لكن على أحد الاحتمالين أن الثلاث مسرودة، هذا هو مراد النسائي بالترجمة، (كيف الوتر بثلاث؟) ولأنه جاء حديث في النهي عن أن تشبه الصلاة بصلاة المغرب، يعني: بحيث أنه يصلي ركعتين ثم يجلس للتشهد، ثم يقوم للركعة الثالثة، فتكون الهيئة كهيئة المغرب، لكن إذا أتى بها الثلاث متصلة، فهذا هو الذي عناه النسائي، وأراده النسائي بقوله: كيف الوتر بثلاث. مع أن فيه احتمالاً آخر كما أشرت، في الثلاث أن يسلم من ركعتين، ثم يقوم للركعة الثالثة، وإنما ذكر الثلاث لتشابهها، والأربع التي قبلها لتشابهها، والأربع التي قبلها لتشابهها، ويحتمل أن تكون الأربع مسرودة مع بعض، وأن يكون فيه سلام بين كل ركعتين، وكذلك الأربع الثانية يحتمل أن تكون مسرودة، وأن يكون سلام بعد الركعتين الأوليين. وقول عائشة رضي الله عنها: [(ما كان يزيد في رمضان ولا غيره)]، هذا يدل على أن هذا الذي كان يفعله عليه الصلاة والسلام في رمضان وغيره، وأنه لا يزيد على إحدى عشرة ركعة، وجاء أنها ثلاث عشرة ركعة، وجاء أنه لم ينقص عن سبع ركعات عليه الصلاة والسلام، لكن هذا الحديث لا يدل على عدم جواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة، بل قوله عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى)، فإن هذا يدل على جواز الزيادة؛ لأنه يدل على أن الإنسان يصلي ما شاء من الليل، ركعتين ركعتين وهكذا، فإذا خشي الصبح أتى بركعة، فمعنى هذا أنه يمكن أن يزيد على إحدى عشرة ركعة، وعلى هذا فإن الإنسان في رمضان عندما يصلي الإمام أكثر من إحدى عشرة ركعة، فإن الذي ينبغي له أن يستمر معه حتى ينتهي، سواء صلى عشرين أو ثلاثين أو أقل أو أكثر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة)، فهذا هو الذي ينبغي للإنسان، أن يتابع الأئمة عندما يصلون أكثر من إحدى عشرة ركعة؛ لأن الزيادة على إحدى عشرة ركعة سائغة وجائزة؛ لهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح)، ولا شك أن الأولى هو ما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام، لكن إذا فعل أمراً فإنه جائز ولا مانع منه، فإن الأولى للإنسان أن يتابع الإمام حتى يحصل الأجر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة). تراجم رجال إسناد حديث: (... ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ...) قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين]. قد مر ذكرهما قريباً. [عن ابن القاسم]. قد مر ذكره أيضاً. [حدثني مالك]. كذلك مر ذكره. [عن سعيد بن أبي سعيد]. هو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سلمة]. هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقد مر ذكره قريباً. [أنه سأل عائشة]. وقد مر ذكرها قريباً. شرح حديث: (كان عليه الصلاة والسلام لا يسلم في ركعتي الوتر) وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، أن عائشة رضي الله تعالى عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر].أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها: [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر]، أي: حتى يضم إليها الثالثة، يعني: إذا أوتر بثلاث، فإنه لا يسلم بعد الركعتين حتى يضم الثالثة، فيصلي ثلاثاً مسرودة، ويسلم بعد الثالثة، فيكون الوتر بثلاث، وهذا هو وجه إيراد الحديث في هذه الترجمة، كان لا يسلم من ركعتي الوتر، بل يضيف إليها الثالثة ويسلم بعد الثالثة؛ لأنه لو سلم بعد ركعتي الوتر، فإنه يكون بذلك قد أوتر بواحدة، والمقصود من الترجمة هو الإيتار بثلاث، وهذا في بعض الأحوال، فلا ينافي ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه يصلي واحدة، وأنه يصلي ركعتين ثم يسلم ثم واحدة ثم يسلم، كما جاء في حديث ابن عباس لما بات عند خالته ميمونة، وأنه صلى ثنتين ثم ثنتين ثم واحدة، المقصود من هذا أنه إذا أوتر بثلاث لا يسلم بعد الركعتين، وإنما يسلم بعد الثالثة، أما إذا أوتر بواحدة، فإنه يكون قد سلم من ركعتين قبلها، ثم صلى الركعة الأخيرة التي هي الوتر مستقلة. والشيخ الألباني قال: إن هذا الحديث شاذ، وقال: ليس المقصود منه ركعتي الوتر، أي: الركعتين اللتين قبل الوتر، وإنما المقصود من ذلك الركعتان الأوليان كما جاء مبيناً في بعض الروايات، وأنه كان يواصل الثمان، يعني: ثمان ركعات بتسليم واحد، ثم يجلس في الركعة الأخيرة، يعني: بعد الثامنة، ثم يأتي بالركعة الأخيرة التي هي التاسعة التي يكون بها الوتر. ومن المعلوم أن قوله في الحديث: (لا يسلم بعد الاثنتين)، هو من جنس قوله: (ثم ثلاثاً)، التي هي قبلها، وعلى هذا فلا يكون من قبيل ما هو شاذ، بل هو مثل الرواية السابقة التي قبل هذه الرواية، والإيتار بواحدة جاءت به السنة، والإيتار بثلاث مسرودة جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فبعض أحواله أنه يصلي واحدة، وهو الغالب، وبعض أحواله أنه يصلي ثلاثاً. تراجم رجال إسناد حديث: (كان عليه الصلاة والسلام لا يسلم في ركعتي الوتر) قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود]. هو إسماعيل بن مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي. [حدثنا بشر بن المفضل]. وهو ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا سعيد]. هو ابن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو من أثبت الناس في قتادة. [عن قتادة ]. هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن زرارة]. هو زرارة بن أوفى البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي توفي وهو يصلي بالناس الصبح، وقد قال عنه ابن حجر: مات فجأة في الصلاة، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره، عند قول الله عز وجل: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، قال: إن زرارة بن أوفى كان أميراً على البصرة، وكان يصلي بالناس الصبح، وعندما جاء عند هذه الآية: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ [المدثر:8]، شهق، ثم وقع مغشياً عليه فمات رحمة الله عليه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن سعد بن هشام]. هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أن عائشة]. قد مر ذكرها. الاسئلة أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى ومعانيه السؤال: فضيلة الشيخ، ما هو الإلحاد في أسماء الله تعالى وما أنواعه؟ الجواب: الإلحاد في أسماء الله عز وجل يكون بصرفها عما تدل عليه إلى ما لا تدل عليه، الذي هو تأويلها، وتأويل معانيها، وصرفها عما تدل عليه إلى معان لا تدل عليها، ويكون أيضاً بتسمية أو اشتقاق أسماء للآلهة منها، مثل اللات من الإله، والعزى من العزيز، فإن هذه من الإلحاد في أسماء الله عز وجل، وهناك أيضاً أنواع أخرى فسر بها الإلحاد في أسماء الله عز وجل ما أتذكرها، لكن أذكر منها هذين الاثنين. معنى اسم الجبار المسمى به الله تعالى السؤال: هل الجبار اسم من أسماء الله تعالى، وما معنى هذا الاسم؟ الجواب: الجبار جاء في القرآن: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [الحشر:23]، فهو من أسماء الله عز وجل، والجبار هو الذي عظم وقصم المتجبرين الذين يتطاولون على مقامه سبحانه وتعالى وعلى صفاته. معنى حديث: (لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره) السؤال: حديث: (لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره)، هل المعنى أنه لا يمنعه من إلصاق جداره بجداره؟ أرجو بيان صورة المعنى. الجواب: لا، ليس المعنى أنه لا يلصق جداره بجداره، وإنما المقصود أن الجار الذي بنى من قبل، واحتاج جاره إلى أن يضع الخشبة على جدار جاره، أنه لا يمنعه من أن يضع خشبه عليه، أما إذا بنى هذا جداراً، وهذا بنى جداراً، فأي مانع يمنع؛ فكونه يبني بجواره، ليس هناك إلا البناء بجواره إذا بنى، لكن إذا لم يبن فالحديث يدل على أنه إذا ما بنى، وأراد أن يغرز الخشب في جداره، أن له ذلك، لكن هذا يحمل على ما إذا كان الجدار يتحمل، أما إذا كان الجدار لا يتحمل، فلا يغرز الخشب به، ويترتب على ذلك سقوط الجدار وانهدامه، فإذا كان الجدار يتحمل ويطيق أن يوضع عليه خشب الجار، فهذا هو معنى الحديث. والنهي هنا للتحريم، المنع طبعاً هو نهي للإنسان، ولهذا أبو هريرة جاء عنه التأكيد في ذلك والتشديد في ذلك، قال: ما لي أراكم عنها معرضين. قيمة الدية بالإبل وتقديره بالعملة العصرية السؤال: الإبل التي تكون ديات للجروح والقتل، كيف تقدر بالفلوس؟ وكم قيمة الواحد من الإبل في هذا الوقت؟ الجواب: ما أدري كيف يقدرونها، هذا يرجع إلى أهل الخبرة، وإلى أهل الاختصاص، أنا ما أدري كيف تقوم، وكيف تقدر، وما قوامها. الفرق بين الحمر الأهلية والحمر الوحشية السؤال: ما الفرق بين الحمر الأهلية والحمر الوحشية؟ وهناك حمير تعيش في الجبال، ما إن ترى الإنسان حتى تفر منه. الجواب: الحمر الأهلية كما هو معلوم هي الإنسية التي يعرفها الناس، وأما الوحشية فهي التي من صيد البر، يعني: نوع من الصيد يكون في الجبال، ويكون في غيرها، لكن إذا كانت الحمر الأهلية صارت في الجبال، وتوحشت ما يقال: إنها حمر وحشية، وإنما المقصود تلك الحمر التي لا تألف الناس، ولا تعيش مع الناس. كيفية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه السؤال: فضيلة الشيخ، ما الكيفية الصحيحة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه؟الجواب: يقف عند القبر الشريف مستقبل القبر مستدبر القبلة، فيسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وإن أضاف إلى ذلك قوله: صلى الله وسلم وبارك عليك، وجزاك أفضل ما جزى نبياً عن أمته، فإن ذلك سائغ؛ لأن المزور يدعى له ولا يدعى، والسلام دعاء، والصلاة دعاء. فإن قال قائل: وهل يشرع تكرار زيارته صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب: لا تشرع؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، يعني: المقصود من هذا أنها لا تكرر الزيارة؛ لأن ذلك من اتخاذه عيداً، ثم أيضاً هناك شيء يغني عن تكرار الزيارة، وهو أن الإنسان يصلي ويسلم عليه في أي مكان، والملائكة تبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم السلام كما جاء في هذا الحديث. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصلاة (كتاب قيام الليل وتطوع النهار) (304) كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب ذكر الاختلاف في خبر أبي بن كعب في الوتر - باب ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث ابن عباس في الوتر حض الشارع على المحافظة على النوافل، ورتب الأجور العظيمة عليها، ومن أعظمها وآكدها الوتر، وقد داوم الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، فلم يتركه في سفر أو حضر، وقد ورد فصل الوتر ووصله مع ما قبله. ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب رضي الله عنه في الوتر شرح حديث: (أن رسول الله كان يوتر بثلاث ركعات كان يقرأ في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب رضي الله عنه في الوتر.أخبرنا علي بن ميمون حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات كان يقرأ في الأولى بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ(قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات يطيل في آخرهن]. يقول النسائي رحمه الله: ذكر اختلاف الناقلين لحديث أبي بن كعب في الوتر، وهو تابع للباب المتعلق بالإيتار بثلاث، وقد مر الوتر بواحدة، ثم بثلاث، وسيأتي فيما هو أكثر من ذلك، والمقصود من الثلاث التي يؤتى بها مسرودة، أو يؤتى بها مفصولة، اثنتين وبعدهما تشهد وسلام، ثم بعد ذلك الركعة الثالثة المفردة المستقلة، وقد جاء في بعض الروايات للحديث: أنه لا يسلم إلا في آخرهن، أي: في آخر الثلاث، فعلى هذا يكون من قبيل الإيتار بثلاث مسرودة، متصل بعضها ببعض يكون السلام في آخرها. وأورد النسائي حديث أبي بن كعب من طرق، أولها هذه الطريق التي فيها أنه كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى: بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، ويقنت قبل الركوع، يعني: في الوتر، والقنوت يكون قبل الركوع، ويكون بعده، وكان بعد فراغه من الوتر يقول: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات ويطيل في آخرهن، أي: المرة الأخيرة من الثلاث يمدها، ويطيل فيها فيقول: سبحان الملك القدوس، يعني: يطيل فيها عن الأولى والثانية. تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يوتر بثلاث ركعات كان يقرأ في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى) قوله: [أخبرنا علي بن ميمون]. هو الرقي، وهو ثقة، أخرج له النسائي، وابن ماجه. [حدثنا مخلد بن يزيد]. صدوق له أوهام، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [عن سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن زبيد ]. هو ابن الحارث اليامي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، عابد، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سعيد بن عبد الرحمن]. هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. هو عبد الرحمن بن أبزى، وهو صحابي صغير، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي بن كعب]. صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، والحديث من رواية صحابي عن صحابي، صحابي صغير هو عبد الرحمن بن أبزى، وصحابي كبير مشهور هو أبي بن كعب، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (كان رسول الله يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ(سبح اسم ربك الأعلى) من طريق ثانية وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ(قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]].أورد النسائي حديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبلها من حيث أنه يقرأ في الأولى بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ)قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وهو: مختصر عن الذي قبله؛ لأن الذي قبله في ذكر القنوت، وفي ذكر: سبحان الملك القدوس بعد السلام والفراغ من الوتر، وفيه أيضاً: أنه يطيل في آخرهن، أي: آخر التسبيحات الثلاث، وهذا مختصر ليس فيه إلا ذكر ما يقرأ في الركعة الأولى، والثانية، والثالثة. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ(سبح اسم ربك الأعلى) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه المروزي، ثقة، ثبت، حجة إمام فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً. [حدثنا عيسى بن يونس]. هو عيسى بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن سعيد بن أبي عروبة]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن قتادة]. هو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب]. وقد مر ذكرهم. شرح حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر: سبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثالثة وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن موسى أخبرنا عبد العزيز بن خالد حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الركعة الثانية: بـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، ولا يسلم إلا في آخرهن ويقول يعني: بعد التسليم: سبحان الملك القدوس ثلاثاً].أورد النسائي حديث أبي بن كعب من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله من حيث القراءة في الأولى بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وفيه أنه لا يسلم إلا في آخرهن، أي: أنها ثلاث مسرودة، وفيه أنه يقول بعد الفراغ من الصلاة: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر: سبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا يحيى بن موسى]. هو يحيى بن موسى البلخي، وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. [أخبرنا عبد العزيز بن خالد]. هو عبد العزيز بن خالد بن زياد الترمذي، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي، وأبوه مر ذكره في الإسناد الرباعي الذي فيه قتيبة يروي عن خالد بن زياد الترمذي، فذاك ثقة، وهذا مقبول. [حدثنا سعيد بن أبي عروبة]. وقد مر ذكره. [عن قتادة]. وقد مر ذكره. [عن عزرة]. هو عزرة بن تميم البصري، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب]. وقد مر ذكرهم. وفي الإسناد مقبولان أحدهما: عبد العزيز بن خالد بن زياد، والثاني: عزرة بن تميم البصري، وقد عرفنا أن المقبول هو الذي يعتمد حديثه عند المتابعة، وإذا لم يتابع فإنه لا يعتمد حديثه، ومن المعلوم أنه مر طريقان هما مثل هذه الطريق، من حيث ما اشتملت عليه، فالحديث له ما يعضده، أو هذا الإسناد له ما يعضده من الأسانيد الأخرى التي جاءت للحديث نفسه، وهو: حديث أبي بن كعب من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى. ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث سعيد بن جبير يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث يقرأ في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى) ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث سعيد بن جبير.أخبرنا الحسين بن عيسى حدثنا أبو أسامة حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ في الأولى بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]. أوقفه زهير]. أورد النسائي اختلاف الناقدين، أو ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الوتر، أي: الوتر بثلاث، ومن المعلوم أن الثلاث في هذا الحديث وفي الذي قبله، أنها تابعة لركعات قبلها، مثل ما جاء في حديث عائشة المتقدم: لما سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً. هذه الثلاث التي هي آخر الصلاة هي التي يحصل الإيتار بها، إن كانت مسرودة، أو كانت مفرقة اثنتين ثم سلام ثم واحدة، فتكون الواحدة هي التي توتر ما مضى. وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه، مثل حديث أبي بن كعب المتقدم، من حيث أنه يقرأ في الأولى بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]. ثم أشار إلى أن زهيراً وقفه على ابن عباس، وذكر الطريق التي فيها كون زهير أوقفه، وهي الطريق التي تليها، فإنه ذكر الإسناد وفيه زهير، وفيه أن ذلك من فعل ابن عباس، أنه هو الذي أوتر بثلاث، والأول موصول إلى رسول الله ومرفوع إلى رسول الله، هذه الطريقة التي معنا مرفوع فيها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، والطريقة الثانية موقوفة. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث يقرأ في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى) ...) قوله: [أخبرنا الحسين بن عيسى]. صدوق، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. [حدثنا أبي أسامة]. هو حماد بن أسامة، أبو أسامة حماد بن أسامة، مشهور بكنيته، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وقد مر بنا جملة من الأسماء، أو من الرواة الذين توافق كنيتهم أسماء آبائهم، ومنهم: هناد بن السري، ومنهم: الأوزاعي، ومنهم: إسماعيل بن مسعود، أشخاص كثيرون توافق كناهم أسماء آبائهم، وفائدة معرفة هذا النوع أن لا يظن التصحيف فيما إذا أتي بـ(أبي) بدل (ابن)، فإن من لا يفهم يظن أن (أبا) قد صحفت عن (ابن). وحماد بن أسامة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا زكريا بن أبي زائدة]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي إسحاق]. هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، همدان نسبة عامة، وسبيع نسبة خاصة؛ لأن سبيع جزء من همدان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن سعيد بن جبير]. هو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عباس]. هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وهو: أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعبادلة الأربعة هم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، فهم يطلق عليهم لقب العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذين يسمون بعبد الله من أصحابه كثيرون، ولكن الذين اشتهروا بلقب العبادلة هؤلاء الأربعة، وهم من صغار الصحابة، وإلا فإن الذين يسمون بعبد الله كثيرون، منهم: عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن أبي بكر، وعبد الله أبو بكر عبد الله بن عثمان، وعبد الله بن زيد بن عاصم، وعبد الله بن زيد بن عبد ربه، وقد كانوا في سن واحد متقارب، وأدركهم من لم يدرك كبار الصحابة الذين تقدمت وفاتهم. شرح أثر ابن عباس: (أنه كان يوتر بثلاث ...) وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه كان يوتر بثلاث: بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1] و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]].ثم أورد النسائي الأثر عن ابن عباس، وأن ابن عباس كان يوتر بثلاث، يقرأ في الأولى: بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وفي الثانية: بـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1] وفي الثالثة: بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1] والطريقة الأولى فيها رفعه من ابن عباس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وطريق فيها وقفه على ابن عباس، والذي أوقفه زهير يروي عن أبي إسحاق، والذي وصله زكريا بن أبي زائدة يروي عن أبي إسحاق، والرفع ثابت كما في هذا الحديث نفسه، وكما في حديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، فإنه مثل حديث ابن عباس المرفوع. تراجم رجال إسناد أثر ابن عباس: (أنه كان يوتر بثلاث ...) قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا أبو نعيم]. هو أبو نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ومشهور بكنيته أبو نعيم، واسمه: الفضل بن دكين، ووصف بأنه يتشيع، ولكن جاء عنه عبارة تدل على سلامته من ذلك المذهب الذي هو التشيع، وهي قوله: (ما كتبت عليَّ الحفظة أني سببت معاوية)، وهذا يدلنا على سلامته مما نسب إليه من البدعة التي هي التشيع؛ لأن من يقول هذا الكلام بعيد غاية البعد أن ينسب إلى هذا المذهب؛ لأن لعن معاوية، وسب معاوية، وشتم معاوية من أسهل الأشياء عند أولئك القوم الذين ضلوا عن سواء السبيل، بل إن الزيدية الذين هم أخص الشيعة، وأسهل الشيعة، يسبون معاوية، ويشتمون معاوية، فسب معاوية، وشتم معاوية من أسهل الأشياء، وأبو نعيم يقول: (ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية). [حدثنا زهير]. هو ابن معاوية بن حديج الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي إسحاق]. هو أبو إسحاق السبيعي، وقد مر ذكره. [عن سعيد بن جبير عن ابن عباس]. وقد مر ذكرهما. الأسئلة كيفية السلام في الوتر بثلاث السؤال: فضيلة الشيخ، هل السلام في ثلاث ركعات من الوتر بسلام واحد، في وسطها قعدة؟ الجواب: لا، ما فيه، متصلة، لا تشبه بالمغرب، ورد حديث على أنها لا تشبه بالمغرب، والمغرب فيه تشهد بين الثنتين والثالثة. مدى أفضلية الطهارة لدراسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال: فضيلة الشيخ، هل يشترط لدراسة حديث النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء أم هو أفضل؟ الجواب: ما يشترط، لكن لا شك أن الإنسان إذا كان على طهارة لا شك أنه أحسن، وأكمل، وأفضل. معنى حديث عائشة: (أتنام قبل أن توتر) السؤال: فضيلة الشيخ، في حديث عائشة: (ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: فقلت يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟) الحديث. السؤال: ما معنى قول عائشة: ثم يصلي ثلاثاً، ثم سؤالها: أتنام قبل أن توتر؟ الجواب: قوله: يصلي ثلاثاً التي هي الوتر، يعني: إما مسرودة، أو أنها مفرقة ثنتين وواحدة، إلا أنها خفيفة ليست مثل الأربع الأولى والأربع الثانية التي يحصل بها الإيتار ويقرأ فيها بـhttps://majles.alukah.net/imgcache/2021/07/52.jpgسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى https://majles.alukah.net/imgcache/2021/07/53.jpg[الأعلى:1]، وhttps://majles.alukah.net/imgcache/2021/07/52.jpgقُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ https://majles.alukah.net/imgcache/2021/07/53.jpg[الكافرون:1] وhttps://majles.alukah.net/imgcache/2021/07/52.jpgقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ https://majles.alukah.net/imgcache/2021/07/53.jpg[الإخلاص:1]. أما إن كان سؤالها: أتنام قبل أن توتر؟ تقصد بهذا كونه ينام أول بعد صلاة العشاء، ثم يقوم ويصلي، قالت: (أتنام قبل أن توتر؟ قال: إن عيني تنام ولا ينام قلبي)؛ لأنه مر في بعض الأحاديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العشاء ثم ينام، ثم يقوم. معنى قول عائشة: (لا يسلم في ركعتي الوتر) السؤال: ما معنى حديث عائشة في قولها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر، فهل في ركعتي الوتر سلام؟ الجواب: المقصود الركعتين اللتين بعدهما الثالثة، والمقصود من ذلك أنها تكون مسرودة الثلاث، لا يسلم إلا في آخرهن، لكن هذا في بعض الأحوال، وبعض الأحوال أنه كان يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي واحدة، كما جاء عن ابن عباس في قوله: أنه صلى اثنتين ثم اثنتين ثم اثنتين ثم واحدة. معنى: (إن عيني تنام وقلبي لا ينام) السؤال: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إن عيني تنام ولا ينام قلبي)؟ الجواب: أنه ليس كغيره، هذه من خصائصه عليه الصلاة والسلام، أنه عندما تنام عيناه لا ينام قلبه، ومعنى ذلك أنه لا يحصل منه الحدث في حال النوم مثلما يحصل من غيره؛ لأنه عنده إحساس، وهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام. حكم دعاء (سبحان الملك القدوس) بعد الوتر السؤال: دعاء (سبحان الملك القدوس) بعد الوتر مستحب؟ الجواب: نعم هو مستحب، وهو ذكر ليس دعاء؛ لأن الدعاء طلب وسؤال، وهذا ما فيه طلب ولا سؤال، وإنما هو ثناء وذكر لله عز وجل. كيفية صلاة الأربع في قيام الليل في حديث عائشة السؤال: هل معنى قول عائشة رضي الله عنها: (كان يصلي أربعاً لا تسأل عن حسنهن وطولهن) أنها متصلة؟ الجواب: يحتمل أن تكون الأربع مسرودة، ويحتمل أن تكون ثنتين ثنتين، ولكن هذه الأربع متماثلة، وأنها تختلف عن الأربع التي بعدها، يعني: فالوصل والفصل، الوصل ثابت من فعله عليه الصلاة والسلام، والفصل ثابت من قوله وفعله، والفصل أولى من الوصل، ثنتين ثنتين ثنتين ثم واحدة، هذا هو الأولى؛ لأنه الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إليه، وأما الوصل فقد فعله وما أرشد إليه، وكل ذلك سائغ إلا أن الفصل أولى من الوصل. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصلاة (كتاب قيام الليل وتطوع النهار) (305) باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس في الوتر - باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي الليل سبعاً، وتسعاً، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وكان غالب أحواله إحدى عشرة، ولما أسن صار يصلي سبعاً. ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الوتر شرح حديث: (أنه صلى الله عليه وسلم قام من الليل فاستن ... ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين ..) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الوتر.أخبرنا محمد بن رافع حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه قام من الليل فاستن ثم صلى ركعتين، ثم نام ثم قام فاستن ثم توضأ فصلى ركعتين، حتى صلى ستاً، ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين)]. ثم ذكر النسائي اختلاف الناقلين على حبيب بن أبي ثابت، في حديث ابن عباس في الوتر، وأورد فيه حديث ابن عباس من طرق، أولها هذه الطريق الذي فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من نومه فاستن، أي: استاك وصلى ركعتين، ثم نام ثم قام، واستن، وتوضأ وصلى ركعتين حتى صلى ستاً، ثم صلى ثلاثاً، وصلى ركعتين، وفيه ذكر أنه صلى ثلاثاً التي أوتر بها. تراجم رجال إسناد حديث: (أنه صلى الله عليه وسلم قام من الليل فاستن ... ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين ...) قوله: [أخبرنا محمد بن رافع]. هو محمد بن رافع النيسابوري القشيري شيخ الإمام مسلم، وقد أكثر مسلم من الرواية عنه، وهو من بلده ومن قبيلته؛ لأن مسلم قشيري، ونيسابوري، ومحمد بن رافع نيسابوري قشيري، فهو من أهل بلد الإمام مسلم، ومن قبيلة الإمام مسلم التي هي: قشير، ولهذا عندما يذكرون الإمام مسلم ونسبته إلى قبيلته فيقولون: القشيري من أنفسهم، يعني: أن نسبته إلى قشير نسبة أصل ونسب، بخلاف البخاري، فإنهم إذا قالوا: الجعفي قالوا: مولاهم، ليست نسبته نسبة نسب، ولكنها نسبة ولاء؛ لأن أحد أجداد البخاري أسلم على يدي أحد الجعفيين، فقيل له: الجعفي، أي: جده، نسبة إلى ذلك الشخص الذي أسلم على يديه، فكان ينسب إليهم، فهو ونسله يقال لهم: الجعفيين ولاء، فإذا ذكروا نسبة البخاري إلى الجعفيين قالوا: مولاهم، يعني نسبته نسبة ولاء، والولاء يكون بالحلف، ويكون بالإسلام، ويكون بالعتق، فيقال: مولى للمولى بالحلف، والمولى بالإسلام، ومنه نسبة البخاري إلى الجعفيين، فإنها ولاء بالإسلام، ونسبة إلى العتق، رقيق يعتق فينسب إلى من أعتقه ولاء، فيقال: مولاه أو مولى آل فلان. وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [حدثنا معاوية بن هشام]. صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا سفيان]. هو الثوري، وقد مر ذكره. [عن حبيب بن أبي ثابت]. ثقة يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن محمد بن علي]. هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن أبيه]. هو علي بن عبد الله بن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن أبيه عبد الله بن عباس]. وقد مر ذكره. شرح حديث: (... فقام فتوضأ واستاك ... وصلى ركعتين وأوتر بثلاث) من طريق ثانية وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا حسين عن زائدة عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام فتوضأ واستاك وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190]، ثم صلى ركعتين، ثم عاد فنام حتى سمعت نفخه، ثم قام فتوضأ واستاك، ثم صلى ركعتين، ثم نام، ثم قام فتوضأ واستاك، وصلى ركعتين وأوتر بثلاث].أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وهي مثل الذي قبلها، يعني: صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم صلى ثلاثاً، والطريق الأولى أنه صلى ركعتين يعني: بعد الوتر بثلاث، صلى ركعتين، وفيه أنه نام بعد الركعتين، ثم نام مرة أخرى بعد الركعتين، ثم نام، ثم أوتر بثلاث. تراجم رجال إسناد حديث: (... فقام فتوضأ واستاك ... وصلى ركعتين وأوتر بثلاث) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. هو الرهاوي، ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده، وقد مر ذكره آنفاً. [حدثنا حسين]. هو حسين بن علي الجعفي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن زائدة]. هو زائدة بن قدامة البصري، وهو ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن حصين ]. هو حصين بن عبد الرحمن الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن حبيب عن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس]. وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا. طريق ثالثة لحديث: (استيقظ رسول الله صلى الله فاستن) وتراجم رجال إسنادها وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن جبلة حدثنا معمر بن مخلد ثقة حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن. وساق الحديث].أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وفيه الإحالة على الطريق التي قبلها: أنه استيقظ واستن، ثم ساق الحديث الذي هو كونه قام، واستاك، وتلا الآيات من آخر سورة آل عمران، وصلى ركعتين ثم نام، ثم صلى ركعتين ثم نام، ثم صلى ركعتين ثم نام، ثم قام وصلى ثلاثاً، يعني: هذا الحديث الطريق الأخرى: أنه قام واستن، وساق الحديث، أي: كالرواية التي قبله. قوله: [أخبرنا محمد بن جبلة]. صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا معمر بن مخلد]. ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا عبيد الله بن عمرو]. هو الرقي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن زيد]. هو زيد بن أبي أنيسة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن ابن عباس]. وقد مر ذكرهم. شرح حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بثلاث ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الوتر.أخبرنا هارون بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر النهشلي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن الجزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي ركعتين قبل صلاة الفجر). خالفه عمرو بن مرة فرواه عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم]. فهذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي ثمان، ثم يوتر بثلاث، ثم يصلي ركعتين قبل صلاة الصبح. فيه أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي إحدى عشرة ركعة، يصلي ثمانياً ثم يصلي ثلاثاً، فيكون مجموع صلاته في الليل إحدى عشرة ركعة، ثمان منها، إما متصلة، وإما مفصولة، وثلاث منها إما متصلة بحيث لا يسلم إلا في آخرها، وإما أنه يسلم بعد الاثنتين، ثم يأتي بالركعة على حدة، وكل ذلك جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يأتي بثلاث لا يسلم إلا في آخرها، وليس هناك تشهد بين الثانية والثالثة، وإنما هي ثلاث مسرودة، وكذلك يأتي باثنتين يتشهد ويسلم، ثم يأتي بركعة مستقلة، فهذا من هديه عليه الصلاة والسلام، وعمله في قيام الليل، والوتر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بثلاث) قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله]. هو البغدادي الحمال، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأصحاب السنن الأربعة. [يروي عن يحيى بن آدم]. هو ابن سليمان الكوفي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي بكر النهشلي]. هو عبد الله بن قطاف أبو بكر النهشلي، وهو صدوق، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، لم يخرج له البخاري، ولا أبو داود. [عن حبيب بن أبي ثابت]. هو حبيب بن أبي ثابت الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو يرسل ويدلس. [عن يحيى الجزار]. وصدوق، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن ابن عباس]. هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، هؤلاء هم العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأبو سعيد، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عن الجميع. شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع). خالفه عمارة بن عمير فرواه عن يحيى بن الجزار عن عائشة رضي الله تعالى عنها].وهذا أيضاً حديث عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، أي: جملة صلاة الليل التي نهايتها الوتر، ويطلق الوتر على الثلاث، وعلى الركعة الأخيرة، وعلى صلاة الليل كلها؛ لأنها وتر وليست بشفع؛ لأنها قد ختمت بوتر، فتقول أم سلمة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع)، وقوله: [(ثلاثة عشرة ركعة)] مع أن المعروف، أو الكثير في الروايات أنه يصلي إحدى عشرة ركعة، وقيل: إن التوفيق بين الروايتين أن المراد بهاتين الثنتين التي هي مكملة للثلاث عشرة ركعة بعد الحادية عشرة، هي ركعتان خفيفتان يبدأ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل، وقيل غير ذلك، والثلاث عشرة ركعة هي أكثر ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يفعله، فأكثر ما روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فعله في قيام الليل ثلاث عشرة ركعة، وأقل ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه صلى في الليل سبع ركعات، وهذا عندما كبر صلى تسعاً، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه صلى سبعاً. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة ...) قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب]. هو أحمد بن حرب الموصلي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا أبو معاوية]. هو محمد بن خازم الضرير الكوفي، وهو ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وهو مشهور بكنيته أبو معاوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن الأعمش]. هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن عمرو بن مرة]. هو عمرو بن مرة الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن يحيى الجزار عن أم سلمة]. وقد مر ذكرهما. شرح حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل تسعاً ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا حسين عن زائدة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن يحيى بن الجزار عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسعاً، فلما أسن وثقل صلى سبعاً)].أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وأنه كان يصلي تسعاً، يعني: في بعض أحواله، ويصلي إحدى عشرة، ويصلي ثلاث عشرة، ويصلي سبعاً، في بعض أحواله، فأقل شيء جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه صلى من الليل سبعاً، وأكثر شيء جاء عنه أنه صلى ثلاث عشرة، وأكثر ما ورد عنه أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة، وجاء عنه أنه يصلي تسعاً، كما جاء في هذا الحديث، والمقصود أن هذا في بعض أحواله أنه يصلي تسعاً، ويصلي إحدى عشرة، ويصلي ثلاث عشرة، ولما أسن كان يصلي سبعاً. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل تسعاً ...) قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا حسين]. هو ابن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن زائدة]. هو زائدة بن قدامة، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن سليمان]. هو الأعمش، سليمان بن مهران الكاهلي، يأتي ذكره باسمه كما هنا، ويأتي ذكره باللقب الأعمش، يأتي أحياناً هكذا وأحياناً هكذا، ومعرفة ألقاب المحدثين هي نوع من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفة هذا النوع ألا يظن الشخص الواحد شخصين، فيما إذا ذكر باسمه مرة وبلقبه أخرى، يظن أن هذا شخص وهذا شخص، مثلما هنا جاء ذكر الأعمش في الإسناد الذي قبل هذا، وجاء ذكر سليمان في هذا الإسناد، وسليمان هو: الأعمش، والأعمش هو: سليمان، ذكر باسمه مرة وذكر بلقبه مرة، فمن لا يعرف يظن أن الشخص الواحد شخصين، الأعمش شخص، وسليمان شخص، والذي يعلم بأن الأعمش لقب، وصاحب اللقب هو سليمان بن مهران، يذكر باسمه أحياناً، ويذكر بلقبه أحياناً، لا يلتبس عليه الأمر. [عن عمارة بن عمير]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن يحيى عن عائشة]. وقد مر ذكرهما. ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب رضي الله عنه في الوتر شرح حديث: (الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب رضي الله عنه في الوتر.أخبرنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثني ضبارة بن أبي السليك، حدثني دويد بن نافع، أخبرني ابن شهاب، حدثني عطاء بن يزيد عن أبي أيوب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة)]. أورد النسائي ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر، وقد جاء من طرق متعددة، منها ما هو مرفوع، ومنها ما هو موقوف على أبي أيوب، والطريق الأولى من هذه الطرق هي هذه الطريق التي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة)، وهذا يدلنا على أن أمر الوتر واسع، وأنه يمكن للإنسان أن يوتر بواحدة، وهي أقل شيء، ويمكن أن يوتر بثلاث، ويمكن أن يوتر بخمس، ويمكن أن يوتر بسبع. وقوله: [(الوتر حق)]، استدل بعض أهل العلم بهذا القول على وجوب الوتر، وأما جمهور العلماء، يقولون: أن المقصود بقوله (حق)، أي: أنه مشروع ثابت، وهو من آكد السنن المستحبة، وقد عرفنا في الدروس الماضية جملة من النصوص الدالة على أنه ليس بواجب، وإنما هو مستحب، ومنها: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر على الراحلة، وكان من هديه ألا يصلي الفرائض إلا وهو نازل على الأرض، لا يصلي الفرض وهو راكب على الدابة، بل كان ينزل إذا أراد أن يصلي الفريضة، وأما بالنسبة للنوافل ولصلاة الليل والوتر، فإنه يوتر وهو على دابته وعلى راحلته صلى الله عليه وسلم. وفيه أن الوتر أمره واسع، من شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة، والسبع تكون متصلة، وكذلك الخمس تكون متصلة، والثلاث تكون متصلة، وكلها يقال لها: وتر. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
تراجم رجال إسناد حديث: (الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع ...) قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان]. هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا بقية]. هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثني ضبارة بن أبي السليلك]. قد قال عنه الحافظ في التقريب: إنه مجهول، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [حدثني دويد بن نافع]. مقبول، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي ، وابن ماجه. [أخبرني ابن شهاب]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، تابعي من صغار التابعين، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [حدثني عطاء بن يزيد]. هو عطاء بن يزيد الليثي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي أيوب]. هو أبو أيوب الأنصاري، وهو خالد بن زيد الأنصاري، مشهور بكنيته أبي أيوب، صحابي جليل مشهور، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. والإسناد فيه شخص مجهول، وفيه شخص مقبول، لكن الحديث قد جاء من طرق متعددة، فهو ثابت، يعني: كونه من شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة. شرح حديث (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ...) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثنا عطاء بن يزيد عن أبي أيوب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الوتر حق، فمن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة)].أورد النسائي حديث أبي أيوب من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله إلا أنه ليس فيه ذكر الإيتار بسبع، إنما فيه الإيتار بخمس، والإيتار بثلاث، والإيتار بواحدة، وهو مثل الذي قبله دال على أن الوتر يكون بخمس، ويكون بثلاث، ويكون بواحدة، وهو دال على أن الوتر يكون ركعة واحدة ليس معها شيء، وهذا هو أقل ما يكون من الوتر، يكون واحدة ثم يكون ثلاث، ثم يكون بخمس، ثم يكون بسبع، ثم يكون بتسع، ثم يكون بإحدى عشرة، ثم يكون بثلاثة عشرة، ويكون بأكثر من ذلك. تراجم رجال إسناد حديث (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ...) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد]. صدوق، عابد، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [أخبرني أبي الوليد بن مزيد] ثقة، ثبت، أخرج حدثه أبو داود، والنسائي. [حدثنا الأوزاعي]. هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وكنيته أبو عمرو، فقيه الشام، ومحدثها، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه. [حدثني الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب]. وقد مر ذكرهم. شرح أثر أبي أيوب: (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ..) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الهيثم بن حميد حدثني أبو معيد عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد: أنه سمع أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه يقول: الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل].أورد النسائي هذا الأثر عن أبي أيوب رضي الله عنه، وهو من قوله، وموقوف عليه، ليس مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قال: الوتر حق، فمن شاء أن يوتر بخمس فليفعل، ومن شاء أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن شاء أن يوتر بواحدة فليفعل. تراجم رجال إسناد أثر أبي أيوب: (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ..) قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود]. هو الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وهو غير الربيع بن سليمان بن عبد الجبار، صاحب الشافعي الذي مر ذكره قريباً، والذي يكون عند الإطلاق يراد به صاحب الشافعي؛ ولهذا فإنه هنا ذكر جده الذي هو: الربيع بن سليمان الجيزي فقال: الربيع بن سليمان بن داود ؛ لأن الغالب عليه عندما يطلق الربيع بن سليمان، وكلاهما من شيوخه الجيزي وابن عبد الجبار، ينسب الجيزي كما هنا، حيث ذكر جده داود، الربيع بن سليمان بن داود، وهو الجيزي المصري، ثقة أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [حدثنا عبد الله بن يوسف]. هو عبد الله بن يوسف التنيسي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. [حدثنا الهيثم بن حميد]. صدوق، أخرج له أصحاب السنن الأربعة. [حدثني أبو معيد]. هو حفص بن غيلان، وهو صدوق، أخرج له النسائي، وابن ماجه، وهو مشهور بكنيته أبو معيد. [عن الزهري عن عطاء عن أبي أيوب]. وقد مر ذكرهم. شرح أثر أبي أيوب: (من شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ....) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: من شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة، ومن شاء أومأ إيماء].أورد النسائي هذا الأثر عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وهو مثل الذي قبله، إلا أن الذي قبله من شاء أوتر بخمس، وهنا بسبع وخمس وثلاث وواحدة وإيماء. قال في هذا الأثر: [من شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة، ومن شاء أومأ إيماء]. فهو مثل ما تقدم من كون الإنسان يوتر بما شاء، إما سبعاً، وإما خمساً، وإما ثلاثاً، وإما واحدة. وفي هذا يقول في آخره: [ومن شاء أومأ إيماء]، ولا أدري ما المراد بهذا لأن الوتر سواء يكون سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً أو واحدة إذا كان الإنسان راكباً، فإنه ليس أمامه إلا الإيماء، وليس عنده إلا الإيماء، فلا أدري ما المقصود من قوله: [ومن شاء أومأ إيماء]. فإذا كان المقصود في حالة المرض، فكذلك الفرض يومئ إيماء، وهذا ما يرجع إلى المشيئة، هذا يعني ليس أمام الإنسان إلا هذا. تراجم رجال إسناد أثر أبي أيوب: (من شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ...) قوله: [أخبرنا الحارث بن مسكين]. هو الحارث بن مسكين المصري، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود والنسائي. [عن سفيان]. هو ابن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. يروي عن الزهري، والذي يروي عن الزهري هو: ابن عيينة ؛ لأن سفيان الثوري ليس معروفاً بالرواية عن الزهري، وقد أكثر عنه هو ابن عيينة، وقد قال الحافظ ابن حجر في بعض المواضع في فتح الباري: أن الثوري لا يروي عن الزهري إلا بواسطة. [عن الزهري عن عطاء عن أبي أيوب]. وقد مر ذكرهم. الأسئلة مدى تأثير مخالفة عمرو بن مرة في حديث ابن عباس: (يصلي من الليل ثمان ركعات) السؤال: من قولهم في حديث ابن عباس في السواك خالفه عمرو بن مرة هل الاختلاف عموماً مذموم هنا أم لا؟ الجواب: ليست القضية قضية الاختلاف المذموم، وإنما قضية أن هذا رواه في هذا الطريق، وهذا رواه بهذا الطريق، وهذا الاختلاف لا يؤثر، لأن كل الطرق صحيحة، الطريق التي هي من طريق عمرو بن مرة صحيحة، والطريق التي قبلها صحيحة، وكل الطرق صحيحة ثابتة، وهذا الخلاف لا يؤثر، وإنما بيان أن هذا رواه من هذا الطريق، وهذا رواه من هذا الطريق، فهذا رواه عن الزهري من طريق، وهذا رواه عن الزهري من طريق آخر. ويقول ابن حجر: رمي بالغلو في التشيع، ومن المعلوم أن هذا ليس له علاقة بالبدعة، هذا المروي ليس له علاقة بالتشيع. الكلام حول عزرة بن عبد الرحمن السؤال: يا شيخ بالنسبة لـعزرة؟ الجواب: هو عزرة بن عبد الرحمن، هو الذي روى عن قتادة، وروى عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، أما عزرة بن تميم، فقد روى عنه قتادة، ولم يرو عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، فعلى هذا الذي كتب منكم عن عزرة بن تميم، يبدل بـعزرة بن عبد الرحمن، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. الضابط في ثوب الشهرة السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو الضابط في ثوب الشهرة؟ وهل يعتمد على نية الشخص أم على نوع اللباس، جزاكم الله خيراً؟ الجواب: ما أعرف هذا إلا أن يكون شيئاً اشتهر وتميز وصار له ميزة على غيره؛ لأن هذا هو معنى الشهرة. أكثر وأقل ما ورد عن رسول الله في صلاة الوتر السؤال: ما أقل الوتر الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بثلاث عشرة ركعة؟ الجواب: نعم أنا قلت: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه سبع، وجاء عنه تسع، وجاء عنه إحدى عشرة، وجاء ثلاث عشرة، أقل شيء جاء عنه سبع، وأكثر شيء جاء عنه ثلاث عشرة، هذا هو الذي ثبت من فعله، وأما الذي ثبت من قوله: فهو واحدة، أقل شيء واحدة؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (من شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة)، فأقل شيء جاء من قوله: واحدة، وأقل شيء في فعله سبع. معنى قولهم: فلان أثبت الناس في فلان والمراد بالسفيانين السؤال: ما معنى قولهم: فلان أثبت الناس في فلان؟ وهل يوجد سفيانان أقران غير الثوري وابن عيينة يحصل بينهما التباس؟ الجواب: ما أعرف، المعروف أنه إذا قيل: السفيانان، أو روى عنه السفيانان، هما: الثوري، وابن عيينة، أيضاً يقال: الحمادان، والسفيانان، كثيراً ما يأتي ذكرهما في التلاميذ والشيوخ: روى عن السفيانين وعن الحمادين، أو: روى عنه السفيانان، والحمادان، سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، هذان هما اللذان يأتي ذكرهما مثنيان في التلاميذ والشيوخ، عندما يأتي في تراجم بعض الرجال. وأما قولهم: فلان أثبت الناس في فلان فمعناه أن روايته لحديث فلان متقن، وهو أثبت الناس في حديثه، وأحفظ الناس لحديثه. حكم الجلوس على مشط القدم (الإقعاء) السؤال: هل يجوز الجلوس على مشط القدم في الصلاة؟ وهل في ذلك سنة؟ الجواب: الجلوس على مشط القدم، ما المقصود بمشط القدم؟ إذا قصد الإقعاء الذي يكون بين السجدتين، بحيث يجلس على عقبيه، يعني: يضع أصابعه على الأرض موجهة إلى القبلة، والقدمان منصوبتان وإليته عليهما، فهذا نوع من الإقعاء، وقد جاء في بعض الأحاديث: أن الجلوس بين السجدتين يكون بهذه الكيفية. تخصيص الاستسقاء بيوم الإثنين والخميس السؤال: هل هناك شيء في تخصيص الاستسقاء في الاثنين والخميس؟ الجواب: ما أعلم شيئاً يخصص الاستسقاء بيوم الاثنين ويوم الخميس، بل كل الأيام هي أوقات للاستسقاء. أنواع العلل التي يعل بها الحديث السؤال: كيف يمكن بالطرق معرفة علة الحديث إذا كان صحيح السند، فهل تكون العلة في المتن أو ماذا؟ الجواب: العلة كما هو معلوم هي علة عامة وعلة خاصة، العلة العامة كل أنواع الضعف يقال له: علة، ولهذا يأتي في بعض الأحيان: أعل بالإرسال أعل بالوقف أعل بالانقطاع، أعل بكذا أعل بكذا، هذه علة عامة، وهناك علة خاصة، وهي: التي يكون الحديث معها غير ثابت مع ظهور قوة الإسناد واتصاله وسلامته في الظاهر، وهي التي تأتي في تعريف الصحيح، ما روي بنقل عدل تام الضبط، متصل الإسناد، غير معلل ولا شاذ، يعني: علة خفية يطلع عليها بعض الجهابذة النقاد، بأن يكون فيه وهم أو خطأ، مع أن ظاهر الإسناد السلامة، لكن يكون في نفس السند علة خفية، وكذلك الشذوذ أيضاً فإنه يكون مع سلامة الإسناد فيه شذوذ، وهذا يكون في المتن؛ لأن رواية تخالف رواية؛ فرواية تحكي شيئاً معيناً، ثم تأتي رواية ثقة مخالفة لرواية ثقات، فيكون الإسناد ظاهره الصحة، ولكنه من حيث المتن شاذ غير محفوظ، وهذا مثل قصة صلاة الكسوف، فإنها جاءت من طرق ثقات: أن كل ركعة فيها ركوعان، وجاء من طريق بعض الثقات أن كل ركعة فيها ثلاثة ركوعات، مع أن الكل يحكي صلاة واحدة معينة، صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه إبراهيم، فالإسناد الذي فيه الثلاث صحيح من حيث الرجال، لكن فيه وهم، وفيه خطأ، وهو ذكر الثلاثة الركوعات، فالمحفوظ الركوعان، والشاذ الثلاثة الركوعات. ومثل حديث: السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فإن أكثر الطرق فيها: (ولا يسترقون)، وفي طريق عند مسلم: (لا يرقون)، فرواية (يرقون) هذه شاذة، والمحفوظة رواية: (يسترقون)، ومما يوضح عدم صحتها، بالإضافة إلى أن فيه ثقة خالف ثقات، يعني: ثقات رووها: يسترقون، وثقة رواها: يرقون، يضاف إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم رقي عليه الصلاة والسلام، فقوله: (لا يرقون)، الرسول صلى الله عليه وسلم قد رقي. ذم التعصب للشيوخ السؤال: ما رأيكم فيمن يتعصب لشيخه؟ الجواب: التعصب مذموم، فلا يتعصب لأحد من الناس، وإنما الذي يعول على كلامه، ويؤخذ بكلامه، ويعظ على كلامه بالنواجذ، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، والذي هو معصوم فيما يبلغه عن الله عز وجل، أما غيره من الناس، فإنه يخطئ ويصيب، لكنه لا يعدم الأجر أو الأجرين، إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، فالتعصب لشيخ أو لإمام أو لأحد من الناس مذموم، وصاحبه مذموم. ضابط النوم الذي ينقض الوضوء السؤال: رجل أغمض عينيه ولكنه يشعر بنفسه وهو مستلقي، فهل ينتقض وضوءه؟ الجواب: إذا كان شعر بأنه قد نام وهو مضطجع فوضوءه انتقض. حكم تلقيح الخنزير للبقرة السؤال: إذا حصل تلقيح بين البقرة والخنزير -وهذا موجود في بعض الدول- فما حكم أكل لحمها وشرب لبنها وغير ذلك من المنافع منها، وقد ظهر هذا في بعض البلاد؟ الجواب: اللقاح من الخنزير للبقرة، أو من الثور إلى الخنزير ما ندري عنه. قتل الحشرات المؤذية بالمبيدات السؤال: هل على قتل الحشرات بفليت أو غيره جناح أم لا؟ الجواب: أبداً، ليس فيه شيء، التي تؤذي لا مانع من قتلها بهذه المبيدات التي تبيد، وليس فيه بأس. سبب النكارة أو الشذوذ في متن الحديث مع صحة الإسناد السؤال: ما السبب في نكارة متن أو شذوذه مع صحة الإسناد؟ الجواب: السبب هو الخطأ، يعني: كونه غير محفوظ فحصل فيه وهم وخطأ، هذا هو سببه، يعني: كونه ثقة خالف ثقات، أو ضعيف خالف ثقة؛ لأن المنكر مخالفة الضعيف للثقة، والشاذ مخالفة الثقة للأوثق. |
الساعة الآن : 02:05 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour