رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك) ♦ الآية: ï´؟ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (12). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فلعلك تاركٌ ï´¾ الآية قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنا بكتابٍ ليس فيه سبُّ آلهتنا حتى نتَّبعك وقال بعضهم: هلاَّ اُنزل عليك مَلَكٌ يشهد لك بالنُّبوَّة والصِّدق أو تُعطى كنزاً تستغني به أنت وأتباعك فهمَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يدع سبَّ آلهتهم فأنزل الله تعالى: ï´؟ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ï´¾ أَيْ: لعظيم ما يرد على قابك من تخليطهم تتوهَّم أنَّهم يُزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربِّك ï´؟ وَضَائِقٌ به صدرك أن يقولوا ï´¾ أَيْ: ضائق صدرك بأن يقولوا ï´؟ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ ï´¾ عليك أن تنذرهم وليس أن تأتيهم بما يقترحون ï´؟ والله على كل شيء وكيل ï´¾ حافظٌ لكلِّ شيءٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ فَلَعَلَّكَ ï´¾، يَا مُحَمَّدُ، ï´؟ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ ï´¾، فُلَا تُبَلِّغُهُ إِيَّاهُمْ. وَذَلِكَ أَنَّ كُفَّارَ مَكَّةَ لَمَّا قَالُوا: ï´؟ ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا ï´¾ [يُونُسَ: 15]، لَيْسَ فِيهِ سَبُّ آلِهَتِنَا هَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدَعَ آلِهَتُهُمْ ظَاهِرًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ، يَعْنِي: سَبَّ الْآلِهَةِ، ï´؟ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ï´¾، أَيْ: فَلَعَلَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ ï´؟ أَنْ يَقُولُوا ï´¾، أَيْ: لِأَنْ يَقُولُوا، ï´؟ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ يُنْفِقُهُ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ï´¾، يُصَدِّقُهُ، قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيُّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ï´؟ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ï´¾، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ، ï´؟ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ï´¾، حافظ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) ♦ الآية: ï´؟ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (13). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أم يقولون ï´¾ بل أيقولون ï´؟ افتراه ï´¾ افترى القرآن وأتى به من قبل نفسه ï´؟ قل فأتوا بعشر سورٍ مثله ï´¾ مثل القرآن في البلاغة ï´؟ مُفترياتٍ ï´¾ بزعمكم ï´؟ وادعوا من استطعتم من دون الله ï´¾ إلى المعاونة على المعارضة ï´؟ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ï´¾ أنه افتراء. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ï´¾، بَلْ يَقُولُونَ اخْتَلَقَهُ، ï´؟ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ï´¾، فَإِنْ قِيلَ: قَدْ قَالَ فِي سُورَةِ يُونُسَ: ï´؟ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ï´¾ [يونس: 38]، وَقَدْ عَجَزُوا عَنْهُ فَكَيْفَ قَالَ: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ، فَهُوَ كَرَجُلٍ يَقُولُ لِآخَرَ: أَعْطِنِي دِرْهَمًا فَيَعْجَزُ، فيقول: أَعْطِنِي دِرْهَمًا فَيَعْجَزُ، فَيَقُولُ: أَعْطِنِي عشرة دراهم؟ الجواب: قد قيل نزلت سورة هود أَوَّلًا. وَأَنْكَرَ الْمُبَرِّدُ هَذَا، وَقَالَ: بَلْ نَزَلَتْ سُورَةُ يُونُسَ أَوَّلًا، وَقَالَ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي سُورَةِ يونس: ï´؟ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ï´¾ [يونس: 38]، أَيْ: مِثْلِهُ فِي الْخَبَرِ عَنِ الْغَيْبِ وَالْأَحْكَامِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، فَعَجَزُوا فَقَالَ لَهُمْ فِي سُورَةِ هُودٍ: إن عجزتم على الإتيان بسورة مِثْلِهُ فِي الْأَخْبَارِ وَالْأَحْكَامِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ خَبَرٍ وَلَا وَعْدٍ وَلَا وَعِيدٍ، وَإِنَّمَا هِيَ مُجَرَّدُ الْبَلَاغَةِ، ï´؟ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ ï´¾، وَاسْتَعِينُوا بِمَنِ اسْتَطَعْتُمْ، ï´؟ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون) ♦ الآية: ï´؟ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (14). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فإلم يستجيبوا لكم ï´¾ فإن لم يستجب لكم مَنْ تدعونهم إلى المعاونة ولم يتهيَّأ لكم المعارضة فقد قامت عليكم الحجَّة ï´؟ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بعلم الله ï´¾ أَيْ: أُنزل والله عالمٌ بإنزاله وعالمٌ أنَّه من عنده ï´؟ فهل أنتم مسلمون ï´¾ استفهامٌ معناه الأمر كقوله: ï´؟ فهل أنتم منتهون ï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا ï´¾، يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ. وَقِيلَ: لَفْظُهُ جَمْعٌ وَالْمُرَادُ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ. فَاعْلَمُوا، قِيلَ: هَذَا خِطَابٌ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ. وَقِيلَ: مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ï´؟ أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ ï´¾، يَعْنِي: الْقُرْآنَ. وَقِيلَ: أَنْزَلَهُ وَفِيهِ عِلْمُهُ، ï´؟ وَأَنْ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ï´¾، أَيْ: فَاعْلَمُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، ï´؟ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ï´¾، لَفْظُهُ اسْتِفْهَامٌ وَمَعْنَاهُ أَمْرٌ، أَيْ: أَسْلِمُوا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) ♦ الآية: ï´؟ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (15). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ من كان يريد الحياة الدنيا ï´¾ أَيْ: مَنْ كان يريدها من الكفَّار ولا يؤمن بالبعث ولا بالثَّواب والعقاب ï´؟ نوف إليهم أعمالهم ï´¾ جزاء أعمالهم في الدُّنيا يعني: إنَّ مَنْ أتى من الكافرين فِعلاً حسناً من إطعام جائعٍ وكسوة عارٍ ونصرة مظلومٍ من المسلمين عُجِّل له ثواب ذلك في دنياه بالزِّيادة في ماله ï´؟ وهم فيها ï´¾ في الدُّنيا ï´؟ لا يُبخسون ï´¾ لا يُنقصون ثواب ما يستحقُّون فإذا وردوا الآخرة وردوا على عاجل الحسرة إذ لا حسنة لهم هناك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا ï´¾، أَيْ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِعَمَلِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، ï´؟ وَزِينَتَها ï´¾، نَزَلَتْ فِي كُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا يُرِيدُ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ï´؟ نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها ï´¾، أَيْ: نُوفِّ لَهُمْ أُجُورَ أَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِسَعَةِ الرِّزْقِ وَدَفْعِ الْمَكَارِهِ وَمَا أَشْبَهَهَا. ï´؟ وَهُمْ فِيها لَا يُبْخَسُونَ ï´¾، أَيْ: فِي الدُّنْيَا لا ينقص حظّهم. وهو قوله تعالى: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النار ï´¾ الآية تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) ♦ الآية: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (16). ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيها ï´¾، أَيْ: فِي الدُّنْيَا، ï´؟ وَبَطَلَ ï´¾، وما حقّ، ï´؟ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾، اخْتَلَفُوا فِي المعنى بهذه الآية، فقال مُجَاهِدٌ: هُمْ أَهْلُ الرِّيَاءِ. وَرُوِّينَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكَ الْأَصْغَرَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشِّرْكُ الأصغر؟ قال: «الرياء». وقيل: هَذَا فِي الْكُفَّارِ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيُرِيدُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ وَإِرَادَتُهُ الْآخِرَةَ غَالِبَةٌ، فَيُجَازَى بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا وَيُثَابُ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ. وَرُوِّينَا عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً، يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطَعِّمُ بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا» . تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) ♦ الآية:ï´؟ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (17). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أفمن كان ï´¾ يعني: النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ï´؟ على بينة من ربه ï´¾ بيانٍ من ربِّه وهو القرآن ï´؟ ويتلوه شاهد ï´¾ وهو جبريل عليه السَّلام ï´؟ منه ï´¾ من الله عز وجل يريد أنَّه يتَّبعه ويؤيِّده ويشهده ï´؟ ومن قبله ï´¾ ومن قبل القرآن ï´؟ كتاب موسى ï´¾ التَّوراة يتلوه أيضاً في التَّصديق لأنّ موسى عليه السلام بشر في التوراة فالتوراة تتلو النبي صلى الله عليه وسلم في التصديق وقوله: ï´؟ إماماً ورحمة ï´¾ يعني أنَّ كتاب موسى كان إماماً لقومه ورحمة وتقدير الآية: أفمَنْ كان بهذه الصِّفة كمَنْ ليس يشهد بهذه الصِّفة؟ فترك ذكر المضادِّ له ï´؟ أولئك يؤمنون به ï´¾ يعني: من آمن به من أهل الكتاب ï´؟ ومن يكفر به من الأحزاب ï´¾ أصنافِ الكفَّار ï´؟ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ï´¾ من هذا الوعد ï´؟ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يؤمنون ï´¾ يعني: أهل مكَّة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ ï´¾ بَيَانٍ، ï´؟ مِنْ رَبِّهِ ï´¾، قِيلَ: فِي الْآيَةِ حَذَفٌ وَمَعْنَاهُ: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا أَوْ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ هُوَ فِي الضَّلَالَةِ وَالْجَهَالَةِ، وَالْمُرَادُ بِالَّذِي هُوَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،ï´؟ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ï´¾، أي: ومعه من يشهد له بِصِدْقِهِ. وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا الشَّاهِدِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَلْقَمَةُ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالضَّحَّاكُ وَأَكْثَرُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ: إِنَّهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: هُوَ لِسَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: هُوَ مَلَكٌ يَحْفَظُهُ وَيُسَدِّدُهُ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ: هُوَ الْقُرْآنُ وَنَظْمُهُ وَإِعْجَازُهُ. وَقِيلَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ عَلِيٌّ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ نَزَلَتْ فِيهِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَأَنْتَ أَيُّ شَيْءٍ نَزَلَ فِيكَ؟ قَالَ: وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ. وَقِيلَ: شَاهِدٌ مِنْهُ: هُوَ الْإِنْجِيلُ. ï´؟ وَمِنْ قَبْلِهِ ï´¾، أَيْ: وَمِنْ قَبْلِ مَجِيءِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيلَ: مِنْ قَبْلِ نُزُولِ الْقُرْآنِ. ï´؟ كِتابُ مُوسى ï´¾، أَيْ: كَانَ كِتَابُ مُوسَى، ï´؟ إِماماً وَرَحْمَةً ï´¾، لِمَنِ اتَّبَعَهَا، يَعْنِي التَّوْرَاةَ وَهِيَ مُصَدِّقَةٌ لِلْقُرْآنِ شَاهِدَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ï´؟ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ï´¾، يَعْنِي أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيلَ: أَرَادَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ï´؟ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ï´¾، أَيْ: بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيلَ: بِالْقُرْآنِ، ï´؟ مِنَ الْأَحْزابِ ï´¾، مِنَ الْكُفَّارِ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ كُلِّهَا، ï´؟ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ï´¾. أَخْبَرَنَا حَسَّانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَنِيعِيُّ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ï´¾، أَيْ: فِي شَكٍّ مِنْهُ، ï´؟ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء) ♦ الآية: ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (18). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ï´¾ فزعم أنَّ له ولداً وشريكاً ï´؟ أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ على ربهم ï´¾ يوم القيامة ï´؟ ويقول الأشهاد ï´¾ وهم الأنبياء والملائكة والمؤمنون ï´؟ هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم ألا لعنةُ اللَّهِ ï´¾ إبعاده من رحمته ï´؟ على الظالمين ï´¾ المشركين. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ï´¾، فَزَعَمَ أَنَّ لَهُ وَلَدًا أَوْ شَرِيكًا، أَيْ: لَا أحد أظلم منه أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ يَعْنِي الْقُرْآنَ، ï´؟ أُولئِكَ ï´¾، يَعْنِي: الْكَاذِبِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ، ï´؟ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ ï´¾، فَيَسْأَلُهُمْ عَنْ أَعْمَالِهِمْ، ï´؟ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ ï´¾، يَعْنِي: الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْفَظُونَ أَعْمَالَهُمْ، قَالَهُ مُجَاهِدٌ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَهُوَ قَوْلُ الضَّحَّاكِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ. وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنّ الله يدني المؤمن يوم القيامة فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، قَالَ: فَإِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ». وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادِي بِهِمْ على رؤوس الْخَلَائِقِ ï´؟ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب) ♦ الآية: ï´؟ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ï´¾.♦ السورة ورقم الآية: هود (20). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض ï´¾ أَيْ: سابقين فائتين لم يعجزونا أن نعذِّبهم في الدُّنيا ولكن أخَّرْنا عقوبتهم ï´؟ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أولياء ï´¾ يمنعونهم من عذاب الله ï´؟ يضاعف لهم العذاب ï´¾ لإِضلالهم الأتباع ï´؟ ما كانوا يستطيعون السمع ï´¾ لأني حُلْتُ بينهم وبين الإِيمان فكانوا صُمَّاً عن الحقِّ فلا يسمعونه وعمياً عنه فلا يبصرونه ولا يهتدون.♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ ï´¾، قال ابن عباس: سابقين. وقال قَتَادَةُ: هَارِبِينَ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: فَائِتِينَ. ï´؟ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ï´¾، يَعْنِي: أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا يَحْفَظُونَهُمْ مِنْ عَذَابِنَا، ï´؟ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ï´¾، أَيْ: يزاد لهم في عذابهم. قيل: تضعيف الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ لِإِضْلَالِهِمُ الْغَيْرَ وَاقْتِدَاءِ الأتباع بهم. قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ ويعقوب: «يضعّف» مشددة العين بغير ألف. وقرأ الباقون: يُضاعَفُ بالألف مخفّفة العين. ï´؟ مَا كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ ï´¾، الهدى. قَالَ قَتَادَةُ: صُمٌّ عَنْ سَمَاعِ الْحَقِّ فَلَا يَسْمَعُونَهُ، وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ الْهُدَى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ حَالَ بَيْنَ أَهْلِ الشِّرْكِ وَبَيْنَ طَاعَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَمَّا فِي الدُّنْيَا قَالَ: مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَهُوَ طَاعَتُهُ، وَفِي الْآخِرَةِ قَالَ: فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون) ♦ الآية: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (21). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أولئك الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ï´¾ بأن صاروا إلى النَّار ï´؟ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ï´¾ بطل افتراؤهم في الدنيا فلم ينفعهم شيئاً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ï´¾، غَبَنُوا أَنْفُسِهِمْ، ï´؟ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كانُوا يَفْتَرُونَ ï´¾، يَزْعُمُونَ مِنْ شَفَاعَةِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَصْنَامِ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) ♦ الآية: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (23). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى ربهم ï´¾ اطمأنُّوا وسكنوا وقيل: تابوا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا ï´¾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَافُوا. قَالَ قتادة: أنابوا. قال مجاهد: اطمأنّوا. وقيل: خشعوا. ï´؟ إِلى رَبِّهِمْ ï´¾، أَيْ: لِرَبِّهِمْ، ï´؟ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون) ♦ الآية: ï´؟ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (24). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ مثل الفريقين ï´¾ فريق الكافرين وفريق المسلمين ï´؟ كالأعمى والأصم ï´¾ وهو الكافر ï´؟ والبصيرِ والسميع ï´¾ وهو المؤمن ï´؟ هل يستويان مثلاً ï´¾ أَيْ: في المَثل أَيْ: هل يتشابهان؟ ï´؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ï´¾ أفلا تتعظون يا أهل مكَّة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ ï´¾، الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، ï´؟ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا ï´¾، قَالَ الْفَرَّاءُ: لَمْ يَقُلْ: يَسْتَوُونَ، لِأَنَّ الْأَعْمَى وَالْأَصَمَّ فِي حَيِّزٍ كَأَنَّهُمَا وَاحِدٌ لِأَنَّهُمَا مِنْ وَصْفِ الْكَافِرِ، وَالْبَصِيرَ وَالسَّمِيعَ فِي حَيِّزٍ كَأَنَّهُمَا وَاحِدٌ لِأَنَّهُمَا مِنْ وَصْفِ الْمُؤْمِنِ، ï´؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ï´¾، أَيْ: تَتَّعِظُونَ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم) ♦ الآية: ï´؟ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (26). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أن لا تعبدوا إلاَّ الله ï´¾ أَيْ: أُنذركم لِتُوحِّدوا الله وتتركوا عبادة غيره ï´؟ إني أخاف عليكم ï´¾ بكفركم ï´؟ عذاب يومٍ أليم ï´¾ مؤلمٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ï´¾، أَيْ: مُؤْلِمٍ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بُعِثَ نُوحٌ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَبِثَ يَدْعُو قَوْمَهُ تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَعَاشَ بعد الطوفان ستين سنة، فكان عُمْرُهُ أَلْفًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةً. وَقِيلَ: بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً. وَقِيلَ: بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَكَثَ يَدْعُو قَوْمَهُ تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَكَانَ عُمْرُهُ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ï´؟ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ï´¾ [الْعَنْكَبُوتِ: 40]، أَيْ: فَلَبِثَ فيهم داعيا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا) ♦ الآية: ï´؟ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (27). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فقال الملأ الذين كفروا من قومه ï´¾ وهم الأشراف والرُّؤساء: ï´؟ ما نراك إلاَّ بشراً مثلنا ï´¾ إنساناً مثلنا لا فضل لك علينا ï´؟ وَمَا نراك اتبعك إلاَّ الذين هم أراذلنا ï´¾ أخسَّاؤنا يعنون: مَنْ لا شرفَ لهم ولا مال ï´؟ بادي الرأي ï´¾ اتَّبعوك في ظاهر الرَّأي وباطنهم على خلاف ذلك ï´؟ وما نرى لكم ï´¾ يعنون لنوحٍ وقومه ï´؟ علينا من فضل ï´¾ وهذا تكذيبٌ منهم لأنَّ الفضل كلَّه في النُّبوَّة ï´؟ بل نظنُّكم كاذبين ï´¾ ليس ما أتيتنا به من الله. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ï´¾، وَالْمَلَأُ هُمُ الْأَشْرَافُ وَالرُّؤَسَاءُ، ï´؟ وَما نَراكَ ï´¾، يَا نُوحُ، ï´؟ إِلَّا بَشَراً ï´¾، آدَمِيًّا، ï´؟ مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا ï´¾، سَفَلَتُنَا، وَالرَّذْلُ: الدُّونُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ: أَرْذُلٌ، ثُمَّ يُجْمَعُ عَلَى أَرَاذِلَ، مِثْلَ كَلْبٍ وَأَكْلُبٍ وَأَكَالِبَ، وَقَالَ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ: ï´؟ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ï´¾ [الشعراء: 111]، يَعْنِي: السَّفَلَةَ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الْحَاكَةُ وَالْأَسَاكِفَةُ، ï´؟ بادِيَ الرَّأْيِ ï´¾، قَرَأَ أَبُو عمرو بادِيَ بِالْهَمْزِ أَيْ: أَوَّلَ الرَّأْيِ يُرِيدُونَ أَنَّهُمُ اتَّبَعُوكَ فِي أَوَّلِ الرَّأْيِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَتَفَكُّرٍ، وَلَوْ تَفَكَّرُوا لَمْ يَتَّبِعُوكَ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَيْ ظَاهِرَ الرَّأْيِ مِنْ قَوْلِهِمْ: بَدَا الشَّيْءُ إِذَا ظَهَرَ مَعْنَاهُ اتَّبَعُوكَ ظَاهِرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَدَبَّرُوا وَيَتَفَكَّرُوا بَاطِنًا. قَالَ مُجَاهِدٌ: رَأْيَ الْعَيْنِ، ï´؟ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (28). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قال يا قوم أرأيتم ï´¾ أَيْ: أعلمتم ï´؟ إنْ كنت على بينة من ربي ï´¾ يقينٍ وبرهانٍ ï´؟ وآتاني رحمة من عنده ï´¾ نُبوَّةً ï´؟ فعميت عليكم ï´¾ فخفيت عليكم لأنَّ الله تعالى سلبكم علمها ومنعكم معرفتها لعنادكم الحقَّ ï´؟ أنلزمكموها ï´¾ أَنُلزمكم قبولها ونضطركم إلى معرفتها إذا كرهتم؟ ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قالَ ï´¾ نُوحٌ: ï´؟ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ ï´¾، بَيَانٍ، ï´؟ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً ï´¾، أَيْ: هُدًى وَمَعْرِفَةً، ï´؟ مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ï´¾، أَيْ: خَفِيَتْ وَالْتَبَسَتْ عَلَيْكُمْ. وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ: فَعُمِّيَتْ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، أَيْ: شُبِّهَتْ وَلُبِّسَتْ عَلَيْكُمْ، ï´؟ أَنُلْزِمُكُمُوها ï´¾، أَيْ: أَنُلْزِمُكُمُ الْبَيِّنَةَ وَالرَّحْمَةَ، ï´؟ وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ ï´¾، لَا تُرِيدُونَهَا. قَالَ قَتَادَةُ: لَوْ قَدَرَ الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ والسّلام أن يلزموا قومهم لألزموا، وَلَكِنْ لَمْ يَقْدِرُوا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم) ♦ الآية: ï´؟ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (29). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ï´¾ على تبليغ الرِّسالة ï´؟ مَالا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وما أنا بطارد الذين آمنوا ï´¾ سألوه طرد المؤمنين عنه ليؤمنوا به أنفةً من أن يكونوا معهم على سواء فقال: لا يجوز لي طردهم إذ كانوا يلقون الله فيجزيهم بإيمانهم ويأخذ لهم ممَّن ظلمهم وصغَّر شؤونهم وهو قوله: ï´؟ إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوماً تجهلون ï´¾ أنَّ هؤلاء خيرٌ منكم لإِيمانهم وكفركم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ: ï´؟ وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ï´¾، أَيْ: عَلَى الْوَحْيِ وَتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ، كِنَايَةً عَنْ غَيْرِ مَذْكُورٍ، ï´؟ إِنْ أَجرِيَ ï´¾، مَا ثَوَابِي، ï´؟ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ï´¾، هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ طَلَبُوا مِنْهُ طَرْدَ المؤمنين، ï´؟ إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ï´¾، أَيْ: صَائِرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ فِي الْمَعَادِ فَيَجْزِي مَنْ طَرَدَهُمْ، ï´؟ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون) ♦ الآية: ï´؟ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (30). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ ï´¾ مَنْ يمنعني من عذاب الله ï´؟ إن طردتهم ï´¾؟. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ ï´¾، مَنْ يَمْنَعُنِي مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، ï´؟ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ï´¾، تَتَّعِظُونَ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم) ♦ الآية: ï´؟ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (31). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ ولا أقول لكم عندي خزائن الله ï´¾ يعني: مفاتيح الغيب وهذا جوابٌ لقولهم: اتَّبعوك في ظاهرِ ما نرى منهم وهم في الباطن على خلافك فقال مجيباً لهم: ï´؟ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ الله ï´¾ غيوب الله ï´؟ ولا أعلم الغيب ï´¾ ما يغيب عني ممَّا يسترونه في نفوسهم فسبيلي قبول ما ظهر منهم ï´؟ ولا أقول إني مَلَك ï´¾ جوابٌ لقولهم: ï´؟ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا ï´¾ ï´؟ ولا أقول للذين تزدري ï´¾ تستصغر وتستحقر ï´؟ أعينكم ï´¾ يعني: المؤمنين: ï´؟ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا في أنفسهم ï´¾ أَيْ: بضمائرهم وليس عليَّ أن أطَّلع على ما في نفوسهم ï´؟ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾ إن طردتهم تكذيباً لهم بعد ما ظهر لي منهم الإيمان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ ï´¾، فَآتِي مِنْهَا مَا تَطْلُبُونَ، ï´؟ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ï´¾، فَأُخْبِرُكُمْ بِمَا تُرِيدُونَ. وَقِيلَ: إِنَّهُمْ لَمَّا قَالُوا لنوح إن الذين اتّبعوك إنما آمنوا بك فِي ظَاهِرِ مَا تَرَى مِنْهُمْ، قال نوح عليه الصلاة والسلام مجيبا لَهُمْ: لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ غُيُوبِ اللَّهِ الَّتِي يَعْلَمُ منها ما يضمره النَّاسُ، وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ فَأَعْلَمَ ما يسرونه فِي نُفُوسِهِمْ، فَسَبِيلِي قَبُولُ مَا ظَهَرَ مِنْ إِيمَانِهِمْ، ï´؟ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ï´¾، هَذَا جَوَابُ قَوْلِهِمْ: مَا نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا. ï´؟ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ ï´¾، أي: تحتقروه وتستصغروه في أَعْيُنُكُمْ، يَعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا: هُمْ أَرَاذِلُنَا، ï´؟ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً ï´¾، أَيْ: تَوْفِيقًا وَإِيمَانًا وَأَجْرًا، ï´؟ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ ï´¾، مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ مِنِّي، ï´؟ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾، لَوْ قُلْتُ هَذَا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) ♦ الآية: ï´؟ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (34). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إن كان الله يريد أن يغويكم ï´¾ أَيْ: يُضِلَّكم ويوقع الغيَّ في قلوبكم لما سبق لكم من الشَّقاء ï´؟ هو ربكم ï´¾ خالقكم وسيِّدكم وله أن يتصرَّف فيكم كما يشاء. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي ï´¾، أَيْ: نَصِيحَتِي، ï´؟ إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ï´¾، يُضِلَّكُمْ، ï´؟ هُوَ رَبُّكُمْ ï´¾، لَهُ الْحُكْمُ وَالْأَمْرُ ï´؟ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ï´¾، فَيَجْزِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون) ♦ الآية: ï´؟ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (35). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ أم يقولون ï´¾ بل يقولون ï´؟ افتراه ï´¾ اختلف ما أتى به من الوحي ï´؟ قل إن افتريته فعليَّ إجرامي ï´¾ عقوبة جرمي ï´؟ وأنا بريء مما تجرمون ï´¾ من الكفر والتكذيب. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ï´¾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنه: يَعْنِي نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ï´؟ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي ï´¾، أَيْ: إِثْمِي وَوَبَالُ جرمي على نفسي. والإجرام: كسب الذنب. ï´؟ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ï´¾، لَا أُؤَاخِذُ بِذُنُوبِكُمْ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) ♦ الآية: ï´؟ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (36). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فلا تبتئس ï´¾ أَيْ: لا تحزن ولا تغتم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ï´¾. رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانُوا يَضْرِبُونَ نُوحًا حَتَّى يَسْقُطَ فَيُلْقُونَهُ فِي لَبَدٍ وَيُلْقُونَهُ فِي قَعْرِ بَيْتٍ يَظُنُّونَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فيخرج عليهم فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الله عزّ وجلّ. وروي أَنَّ شَيْخًا مِنْهُمْ جَاءَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَا وَمَعَهُ ابْنُهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَا يَغُرَّنَّكَ هَذَا الشَّيْخُ الْمَجْنُونُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أبت أمكني من العصى فأخذ العصى مِنْ أَبِيهِ فَضَرَبَ نُوحًا حَتَّى شَجَّهُ شَجَّةً مُنْكَرَةً، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ، ï´؟ فَلا تَبْتَئِسْ ï´¾، فَلَا تَحْزَنْ، ï´؟ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ ï´¾، فَإِنِّي مُهْلِكُهُمْ وَمُنْقِذُكَ مِنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ دَعَا نُوحٌ عَلَيْهِمْ: ï´؟ وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ï´¾ [نُوحٍ: 26]. وَحَكَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ: أنهم كان يَبْطِشُونَ بِهِ فَيَخْنُقُونَهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، حَتَّى إِذَا تَمَادَوْا فِي الْمَعْصِيَةِ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ مِنْهُمُ الْبَلَاءُ، وَانْتَظَرَ الْجِيلَ بَعْدَ الْجِيلِ فَلَا يَأْتِي قَرْنٌ إِلَّا كَانَ أَخْبَثَ مِنَ الَّذِي قَبِلَهُ حَتَّى إِنْ كَانَ الْآخَرُ مِنْهُمْ لَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَذَا مَعَ آبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا هَكَذَا مَجْنُونًا لَا يَقْبَلُونَ مِنْهُ شَيْئًا، فَشَكَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ: ï´؟ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً ï´¾ [نوح: 5]، إِلَى أَنْ قَالَ: ï´؟ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ï´¾ [نوح: 26]، فأوحى الله تعالى إليه: ï´؟ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ... ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) ♦ الآية: ï´؟ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (37). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ واصنع الفلك بأعيننا ï´¾ بمرأى منا وتأويله: بحفظنا إيَّاك حفظ مَنْ يراك ويملك دفع السُّوء عنك ï´؟ ووحينا ï´¾ وذلك أنَّه لم يعلم صنعة الفلك حتى أوحى الله إليه كيف يصنعها ï´؟ ولا تخاطبني ï´¾ لا تراجعني ولا تحاورني ï´؟ في الذين ظلموا ï´¾ في إمهالهم وتأخير العذاب عنهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا ï´¾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِمَرْأًى مِنَّا. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: بعلمنا. وقيل: بحفظنا. ï´؟ وَوَحْيِنا ï´¾، أي: بِأَمْرِنَا، ï´؟ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ï´¾، أي: ولا تُخَاطِبْنِي فِي إِمْهَالِ الْكَفَّارِ، فَإِنِّي حكمت في غيبي بِإِغْرَاقِهِمْ. وَقِيلَ: لَا تُخَاطِبْنِي فِي ابْنِكَ كَنْعَانَ وَامْرَأَتِكَ وَاعِلَةَ فَإِنَّهُمَا هَالِكَانِ مَعَ الْقَوْمِ. وَفِي الْقِصَّةِ: أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصْنَعَ الْفُلْكَ، فقال: كَيْفَ أَصْنَعُ وَلَسْتُ بِنَجَّارٍ؟ فَقَالَ: إِنْ رَبَّكَ يَقُولُ اصْنَعْ فَإِنَّكَ بِعَيْنِي، فَأَخَذَ الْقُدُومَ وَجَعَلَ يَصْنَعُ ولا يخطئ. وَقِيلَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يصنعها مثل جؤجؤ الطائر. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) ♦ الآية: ï´؟ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (38). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إن تسخروا منا ï´¾ أَيْ: لما يرون من صنعه الفلك ï´؟ فإنا نسخر منكم ï´¾ ونعجب من غفلتكم عمَّا قد أظلَّكم من العذاب. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ï´¾، فَلَمَّا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَصْنَعَ الْفُلْكَ أَقْبَلَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى عَمَلِ الْفُلْكِ وَلَهَا عَنْ قَوْمِهِ، وَجَعَلَ يَقْطَعُ الْخَشَبَ وَيَضْرِبُ الْحَدِيدَ وَيُهَيِّئُ عِدَّةَ الْفُلْكِ مِنَ الْقَارِ وَغَيْرِهِ، وَجَعَلَ قَوْمُهُ يَمُرُّونَ بِهِ وَهُوَ فِي عَمَلِهِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ قَدْ صِرْتَ نَجَّارًا بَعْدَ النُّبُوَّةِ؟ وَأَعْقَمَ اللَّهُ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ فَلَا يُولَدُ لَهُمْ وَلَدٌ. وَزَعَمَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ أَنْ يَصْنَعَ الْفُلْكَ مِنْ خَشَبِ السَّاجِ، وَأَنْ يَصْنَعَهُ مِنْ أَزْوَرَ وَأَنْ يَطْلِيَهُ بِالْقَارِ مِنْ دَاخِلِهِ وَخَارِجِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَ طُولَهُ ثَمَانِينَ ذِرَاعًا وَعَرْضَهُ خَمْسِينَ ذِرَاعًا، وَطُولَهُ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا، وَالذِّرَاعُ إِلَى الْمَنْكِبِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ ثَلَاثَةَ أَطْبَاقٍ سُفْلَى وَوُسْطَى وَعُلْيَا وَيَجْعَلَ فِيهِ كُوًى، ففعله نوح كما أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اتَّخَذَ نُوحٌ السَّفِينَةَ فِي سَنَتَيْنِ وَكَانَ طُولَ السَّفِينَةِ ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسون ذِرَاعًا وَطُولَهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَكَانَتْ مِنْ خَشَبِ السَّاجِ وجعل لها ثلاثة بطون، فجعل فِي الْبَطْنِ الْأَسْفَلِ الْوُحُوشَ وَالسِّبَاعَ والهوام، وجعل في الْبَطْنِ الْأَوْسَطِ الدَّوَابَّ وَالْأَنْعَامَ، وَرَكِبَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْبَطْنِ الْأَعْلَى مَعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ من الزاد. قال قَتَادَةُ: كَانَ بَابُهَا فِي عَرْضِهَا. وَرُوِيَ عَنْ الْحَسَنِ: كَانَ طُولُهَا ألفا ومائتي ذراع وعرضها ست مائة ذراع. والمعروف هو الْأَوَّلُ أَنَّ طُولَهَا ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ. وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: مَكَثَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِائَةَ سَنَةٍ يَغْرِسُ الْأَشْجَارَ وَيَقْطَعُهَا، وَمِائَةَ سَنَةٍ يَعْمَلُ الْفُلْكَ. وَقِيلَ: غَرَسَ الشَّجَرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَجَفَّفَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَعَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّ نُوحًا عَمِلَ السَّفِينَةَ فِي ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَرُوِيَ أَنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثُ طَبَقَاتٍ، الطَّبَقَةُ السُّفْلَى لِلدَّوَابِّ وَالْوُحُوشِ، وَالطَّبَقَةُ الْوُسْطَى فِيهَا الْإِنْسُ، وَالطَّبَقَةُ الْعُلْيَا فِيهَا الطَّيْرُ، فَلَمَّا كَثُرَتْ أرواث الدواب شكا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فأوحى اللَّهُ إِلَى نُوحٍ أَنِ اغْمِزْ ذَنَبَ الْفِيلِ فَغَمَزَهُ فَوَقَعَ مِنْهُ خِنْزِيرٌ وَخِنْزِيرَةٌ، فَأَقْبَلَا عَلَى الرَّوَثِ فأكلاه، فَلَمَّا وَقَعَ الْفَأْرُ بِجَوْفِ السَّفِينَةِ فجعل يقرضها ويقرض حبالها، أوحى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنِ اضْرِبْ بَيْنَ عَيْنَيِ الْأَسَدِ فَضَرَبَ فَخَرَجَ مِنْ مَنْخَرِهِ سِنَّوْرٌ وَسِنَّوْرَةٌ، فَأَقْبَلَا على الفار فأكلاه. قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ï´¾، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَدْ صَارَ نَجَّارًا. وَرُوِيَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: يَا نُوحُ مَاذَا تَصْنَعُ؟ فَيَقُولُ: أَصْنَعُ بَيْتًا يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ، فَيَضْحَكُونَ مِنْهُ، ï´؟ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ ï´¾، إِذَا عَايَنْتُمْ عَذَابَ اللَّهِ، ï´؟ كَما تَسْخَرُونَ ï´¾، فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ تَجُوزُ السُّخْرِيَةُ مِنَ النَّبِيِّ؟ قِيلَ: هَذَا عَلَى ازْدِوَاجِ الْكَلَامِ، يَعْنِي: إِنْ تَسْتَجْهِلُونِي فَإِنِّي أَسْتَجْهِلُكُمْ إِذَا نَزَلَ الْعَذَابُ بِكُمْ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَسَتَرَوْنَ عاقبة سخريتكم. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول) ♦ الآية: ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (40). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ حتى إذا جاء أمرنا ï´¾ بعذابهم وهلاكهم ï´؟ وفار التنور ï´¾ بالماء يعني: تنُّور الخابز وكان ذلك علامةً لنوح عليه السَّلام فركب السَّفينة ï´؟ قلنا احمل فيها ï´¾ في الفلك ï´؟ من كلّ زوجين ï´¾ من كلِّ شيءٍ له زوج ï´؟ اثنين ï´¾ ذكراً وأنثى ï´؟ وأهلك ï´¾ واحمل أهلك يعني: ولده وعياله ï´؟ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القول ï´¾ يعني: مَنْ كان في علم الله أنَّه يغرق بكفره وهو امرأته واغلة وابنه كنعان ï´؟ وَمَنْ آمَنَ ï´¾ واحمل مَنْ صدَّقك ï´؟ وما آمن معه إلاَّ قليل ï´¾ ثمانون إنساناً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا ï´¾، عَذَابُنَا،ï´؟ وَفارَ التَّنُّورُ ï´¾، اخْتَلَفُوا فِي التَّنُّورِ، قَالَ عِكْرِمَةُ وَالزُّهْرِيُّ: هُوَ وَجْهُ الْأَرْضِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قِيلَ لِنُوحٍ: إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ فَارَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَارْكَبِ السَّفِينَةَ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: فَارَ التَّنُّورُ أَيْ: طَلَعَ الْفَجْرُ وَنُورُ الصُّبْحِ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَالشَّعْبِيُّ: إِنَّهُ التَّنُّورُ الَّذِي يُخْبَزُ فِيهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ. وَرِوَايَةُ عَطِيَّةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْحَسَنُ: كَانَ تَنُّورًا مِنْ حِجَارَةٍ، كَانَتْ حَوَّاءُ تَخْبِزُ فِيهِ فَصَارَ إِلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقِيلَ لِنُوحٍ: إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ يَفُورُ مِنَ التَّنُّورِ فَارْكَبْ السفينة أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ. وَاخْتَلَفُوا فِي مَوْضِعِهِ، قَالَ مُجَاهِدٌ وَالشَّعْبِيُّ: كَانَ فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ. وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَحْلِفُ: مَا فَارَ التَّنُّورُ إِلَّا مِنْ ناحية الْكُوفَةِ. وَقَالَ: اتَّخَذَ نُوحٌ السَّفِينَةَ فِي جَوْفِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ. وَكَانَ التَّنُّورُ عَلَى يَمِينِ الدَّاخِلِ مِمَّا يلي باب بني كِنْدَةَ، وَكَانَ فَوَرَانُ الْمَاءِ مِنْهُ عَلَمًا لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: كَانَ ذَلِكَ تَنُّورُ آدَمَ وَكَانَ بِالشَّامِ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ عَيْنُ وَرْدَةٍ. وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ بِالْهِنْدِ. وَالْفَوَرَانُ: الْغَلَيَانُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ قُلْنَا احْمِلْ فِيها ï´¾، أَيْ: فِي السَّفِينَةِ، ï´؟ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ï´¾، الزَّوْجَانِ: كُلُّ اثْنَيْنِ لَا يَسْتَغْنِي أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَرِ، يُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ، يُقَالُ: زَوْجُ خُفٍّ وَزَوْجُ نَعْلٍ، وَالْمُرَادُ بِالزَّوْجَيْنِ هَاهُنَا: الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى. قَرَأَ حَفْصٌ هَاهُنَا وَفِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ: مِنْ كُلٍّ بِالتَّنْوِينِ، أَيْ: مِنْ كُلِّ صِنْفٍ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ، ذَكَرَهُ تَأْكِيدًا. وَفِي الْقِصَّةِ: أَنَّ نُوحًا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَحْمِلُ من زوجين اثنين، ولا أعرف الذكر من الأنثى؟ فحشر الله إليه الوحوش والسباع والهوام والطير، فجعل يضرب بيديه فِي كُلِّ جِنْسٍ فَيَقَعُ الذَّكَرُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى وَالْأُنْثَى فِي يده اليسرى، فيحمله فِي السَّفِينَةِ، ï´؟ وَأَهْلَكَ ï´¾، أَيْ: وَاحْمِلْ أَهْلَكَ، أَيْ: وَلَدَكَ وَعِيَالَكَ، ï´؟ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ï´¾، بِالْهَلَاكِ يَعْنِي امْرَأَتَهُ وَاعِلَةَ وَابْنَهُ كَنْعَانَ، ï´؟ وَمَنْ آمَنَ ï´¾، يَعْنِي: وَاحْمِلْ مَنْ آمن بك، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ï´؟ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ï´¾، وَاخْتَلَفُوا فِي عَدَدِهِمْ، قَالَ قَتَادَةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي السَّفِينَةِ إِلَّا ثَمَانِيَةُ، نُوحٌ وَامْرَأَتُهُ وَثَلَاثَةُ بَنِينَ لَهُ سام وحام يافث، وَنِسَاؤُهُمْ. وَقَالَ الْأَعْمَشُ: كَانُوا سَبْعَةً نُوحٌ وَثَلَاثَةُ بَنِينَ لَهُ وَثَلَاثُ كنائن. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانُوا عَشَرَةً سِوَى نِسَائِهِمْ، نُوحٌ وَبَنُوهُ سَامٌ وَحَامٌ ويافثُ وَسِتَّةُ أُنَاسٍ مِمَّنْ كَانَ آمَنَ بِهِ وَأَزْوَاجُهُمْ جَمِيعًا. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: كَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ نفرا نوحا وامرأته وبنيه الثلاثة ونسائهم، فَجَمِيعُهُمْ ثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُونَ نِصْفُهُمْ رِجَالٌ وَنِصْفُهُمْ نِسَاءٌ. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ فِي سَفِينَةِ نُوحٍ ثَمَانُونَ رَجُلًا أَحَدُهُمْ جُرْهُمُ. قَالَ مُقَاتِلٌ: حَمَلَ نُوحٌ مَعَهُ جَسَدَ آدَمَ فَجَعَلَهُ مُعْتَرِضًا بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَقَصَدَ نُوحًا جَمِيعُ الدَّوَابِّ وَالطُّيُورِ لِيَحْمِلَهَا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَوَّلُ مَا حَمَلَ نُوحٌ الدُّرَّةَ وَآخَرُ مَا حَمَلَ الْحِمَارُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحِمَارُ وَدَخَلَ صَدْرُهُ تَعَلَّقَ إِبْلِيسُ بِذَنَبِهِ، فَلَمْ يَسْتَقِلَّ رِجْلَاهُ فَجَعَلَ نُوحٌ يَقُولُ: وَيْحَكَ ادْخُلْ فَنَهَضَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، حَتَّى قَالَ نُوحٌ: وَيَحَكَ ادْخُلْ وَإِنَّ كان الشَّيْطَانَ مَعَكَ كَلِمَةٌ زَلَّتْ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمَّا قَالَهَا نُوحٌ خَلَّى الشَّيْطَانُ سَبِيلَهُ فَدَخَلَ وَدَخَلَ الشَّيْطَانُ معه، فَقَالَ لَهُ نُوحٌ: مَا أَدْخَلَكَ عَلَيَّ يَا عَدُوَّ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَمْ تَقُلِ ادْخُلْ وَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ مَعَكَ، قَالَ: اخْرُجْ عَنِّي يا عدوّ الله، فقال: ما لك بُدٌّ مِنْ أَنْ تَحْمِلَنِي مَعَكَ، فَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ فِي ظَهْرِ الْفُلْكِ. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ أَتَيَا نُوحًا فَقَالَتَا: احْمِلْنَا، فَقَالَ: إِنَّكُمَا سَبَبُ الضُّرِّ وَالْبَلَاءِ، فَلَا أَحْمِلُكُمَا، فَقَالَتَا لَهُ: احْمِلْنَا وَنَحْنُ نَضْمَنُ لَكَ أَنْ لَا نَضُرَّ أَحَدًا ذَكَرَكَ فَمَنْ قرأ حين خاف مضرّتهما سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ مَا ضَرَّتَاهُ. قَالَ الْحَسَنُ: لَمْ يَحْمِلْ نُوحٌ فِي السَّفِينَةِ إِلَّا مَا يَلِدُ وَيَبِيضُ، فَأَمَّا مَا يَتَوَلَّدُ مِنَ الطِّينِ مِنْ حَشَرَاتِ الأرض كالبق والبعوض والذباب فلم يحمل منها شيئا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) ♦ الآية: ï´؟ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (41). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَقَالَ ï´¾ نوحٌ لقومه الذين أُمر بحملهم: {ارْكَبُواï´؟ ï´¾يعني: الماء ï´؟ فيها ï´¾ في الفلك ï´؟ بسم الله مجريها ومرساها ï´¾ يريد: تجري باسم الله وترسي باسم الله فكان إذا أراد أن تجري السفينة قال: بسم الله فجرت وإذا أراد أن ترسي قال: بسم الله فَرَسَتْ أَيْ: ثبتت ï´؟ إن ربي لغفور ï´¾ لأصحاب السَّفينة ï´؟ رحيم ï´¾ بهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَقالَ ارْكَبُوا فِيها ï´¾، أي: قال لهم نوح اركبوا فِي السَّفِينَةِ، ï´؟ بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها ï´¾، قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ: مَجْراها بفتح الميم وَمُرْساها بِضَمِّهَا، وَقَرَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَيْصِنٍ «مَجْرِيهَا وَمَرْسَاهَا» بِفَتْحِ الْمِيمَيْنِ مِنْ جَرَتْ وَرَسَتْ، أَيْ: بِسْمِ اللَّهِ جَرْيُهَا وَرُسُوُّهَا، وَهُمَا مَصْدَرَانِ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ: مَجْراها وَمُرْساها بِضَمِّ الْمِيمَيْنِ مِنْ أُجْرِيَتْ وَأُرْسِيَتْ، أَيْ: بِسْمِ اللَّهِ إِجْرَاؤُهَا وَإِرْسَاؤُهَا وَهُمَا أَيْضًا مَصْدَرَانِ كَقَوْلِهِ: ï´؟ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً ï´¾ [المؤمنون: 29]، ï´؟ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ï´¾ [الإسراء: 80]، والمراد منه الْإِنْزَالُ وَالْإِدْخَالُ وَالْإِخْرَاجُ. ï´؟ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾، قَالَ الضَّحَّاكُ: كَانَ نُوحٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ تَجْرِيَ السفينة قال: بسم الله، جرت. وإذا أراد أن يرسو قال: بسم الله رست. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) ♦ الآية: ï´؟ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (42). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وهي تجري بهم في موج ï´¾ جمع موجةٍ وهي ما يرتفع من الماء ï´؟ كالجبال ï´¾ في العِظَم ï´؟ ونادى نوح ابنه ï´¾ كنعان وكان كافراً ï´؟ وكان في معزل ï´¾ من السَّفينة أَيْ: في ناحيةٍ بعيدة عنها. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ ï´¾، وَالْمَوْجُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْمَاءِ إِذَا اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ الرِّيحُ، شَبَّهَهُ بِالْجِبَالِ فِي عِظَمِهِ وَارْتِفَاعِهِ عَلَى الْمَاءِ. ï´؟ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ ï´¾، كَنْعَانَ، وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: سَامٌ وَكَانَ كَافِرًا، ï´؟ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ ï´¾، عنه لم يركب السَّفِينَةِ، ï´؟ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا ï´¾، قرأ نافع وابن عامر وحمزة والبزي عن ابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عاصم ويعقوب: ارْكَبْ، بِإِظْهَارِ الْبَاءِ وَالْآخَرُونَ يُدْغِمُونَهَا فِي الْمِيمِ، ï´؟ وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ ï´¾، فَتَهْلَكَ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (43). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قال سآوي إلى جبل ï´¾ أنضمُّ إلى جبلٍ ï´؟ يعصمني ï´¾ يمنعني ï´؟ من الماء ï´¾ فلا أغرق ï´؟ قال ï´¾ نوح: ï´؟ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ï´¾ لا مانع اليوم من عذاب الله ï´؟ إِلا من رحم ï´¾ لكن من رحم الله فإنَّه معصوم ï´؟ وحال بينهما ï´¾ بين ابن نوحٍ وبين الجبل ï´؟ الموج ï´¾ ما ارتفع من الماء. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قالَ ï´¾ لَهُ ابْنُهُ: ï´؟ سَآوِي ï´¾، سَأَصِيرُ وَأَلْتَجِئُ، ï´؟ إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ ï´¾، يَمْنَعُنِي مِنَ الْغَرَقِ، ï´؟ قالَ ï´¾ لَهُ نُوحٌ: ï´؟ لَا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ï´¾، أي: مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، ï´؟ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ï´¾، قِيلَ: مِنَ فِي مَحَلِّ رفع، أَيْ: لَا مَانِعَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ إِلَّا اللَّهُ الرَّاحِمُ. وَقِيلَ: مِنَ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ، مَعْنَاهُ: لَا مَعْصُومَ إِلَّا مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ كَقَوْلِهِ:ï´؟ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ï´¾ [الْحَاقَّةِ: 21]، أَيْ: مَرْضِيَّةٍ، ï´؟ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ ï´¾، فَصَارَ، ï´؟ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ï´¾. ويروى: أن الماء علا على رؤوس الْجِبَالِ قَدْرَ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَقِيلَ: خمسة عشر ذراعا. ويروى: أَنَّهُ لَمَّا كَثُرَ الْمَاءُ فِي السِّكَكِ خَشِيَتْ أَمٌ لِصَبِيٍّ عَلَيْهِ وَكَانَتْ تُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا فَخَرَجَتْ إِلَى الْجَبَلِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَهُ، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ ارْتَفَعَتْ حَتَّى بلغت ثلثيه، فلما بلغها الماء ذَهَبَتْ حَتَّى اسْتَوَتْ عَلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ رَقَبَتَهَا رَفَعَتِ الصَّبِيَّ بِيَدَيْهَا حَتَّى ذَهَبَ بِهَا الْمَاءُ، فَلَوْ رَحِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أحدا لرحم أم الصبيّ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) ♦ الآية: ï´؟ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (44). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ï´¾ اشربي ماءك ï´؟ ويا سماء أقلعي ï´¾ أمسكي عن إنزال الماء ï´؟ وغيض الماء ï´¾ نقص ï´؟ وَقُضِيَ الأَمْرُ ï´¾ أُهلك قوم نوحٍ وفُرِغ من ذلك ï´؟ واستوت ï´¾ السَّفينة ï´؟ على الجودي ï´¾ وهو جبل بالجزيرة ï´؟ وقيل بعداً ï´¾ من رحمة الله ï´؟ للقوم الظالمين ï´¾ المتَّخذين من دون الله إلهاً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَقِيلَ ï´¾، بعد ما تَنَاهَى أَمْرُ الطُّوفَانِ: ï´؟ يَا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ï´¾، اشربي، ماءَكِ ï´؟ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي ï´¾، أَمْسِكِي، ï´؟ وَغِيضَ الْماءُ ï´¾، نَقَصَ وَنَضَبَ، يُقَالُ: غَاضَ الْمَاءُ يَغِيضُ غَيْضًا إِذَا نَقَصَ، وَغَاضَهُ اللَّهُ أَيْ أَنْقَصَهُ، وَقُضِيَ الْأَمْرُ، فُرِغَ مِنَ الْأَمْرِ وَهُوَ هَلَاكُ الْقَوْمِ ï´؟ وَاسْتَوَتْ ï´¾، يَعْنِي: السفينة استقرّت ï´؟ عَلَى الْجُودِيِّ ï´¾، وهو جبل بأرض الجزيرة بِقُرْبِ الْمَوْصِلِ، ï´؟ وَقِيلَ بُعْداً ï´¾، هَلَاكًا ï´؟ لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ï´¾. وَرُوِيَ أَنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَ الْغُرَابَ لِيَأْتِيَهُ بِخَبَرِ الْأَرْضِ فَوَقَعَ عَلَى جِيفَةٍ فَلَمْ يَرْجِعْ فَبَعَثَ الْحَمَامَةَ فَجَاءَتْ بِوَرَقِ زَيْتُونٍ فِي مِنْقَارِهَا وَلَطَّخَتْ رِجْلَيْهَا بِالطِّينِ، فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمَاءَ قَدْ نَضَبَ، فَقِيلَ: إِنَّهُ دَعَا عَلَى الْغُرَابِ بِالْخَوْفِ فَلِذَلِكَ لَا يَأْلَفُ الْبُيُوتَ، وَطَوَّقَ الْحَمَامَةَ الْخُضْرَةَ الَّتِي فِي عُنُقِهَا وَدَعَا لها بالأمان، فمن ثم تألف البيوت. وروي: أن نوحا رَكِبَ السَّفِينَةَ لِعَشْرٍ مَضَتْ مِنْ رجب وجرت بهم السفينة لعشر مضت من محرم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَمَرَّتْ بِالْبَيْتِ فَطَافَتْ بِهِ سَبْعًا وَقَدْ رَفَعَهُ اللَّهُ مِنَ الْغَرَقِ وَبَقِيَ مَوْضِعُهُ، وَهَبَطُوا يوم عاشوراء فصام نوح ذلك اليوم وَأَمَرَ جَمِيعَ مَنْ مَعَهُ بِالصَّوْمِ شُكْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقِيلَ: مَا نَجَا مِنَ الْكُفَّارِ مِنَ الْغَرَقِ غَيْرَ عُوجِ بْنِ عُنُقٍ كَانَ الْمَاءُ إِلَى حُجْزَتِهُ، وَكَانَ سَبَبُ نَجَاتِهِ أَنَّ نُوحًا احْتَاجَ إلى خشب الساج لِلسَّفِينَةِ فَلَمْ يُمْكِنْهُ نَقْلُهُ فَحَمَلَهُ عُوجٌ إِلَيْهِ مِنَ الشَّامِ، فَنَجَّاهُ الله تعالى من الغرق. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) ♦ الآية: ï´؟ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (45). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي ï´¾ كنعان ï´؟ من أهلي وإنَّ وعدك الحق ï´¾ وعدتني أن تنجيني وأهلي أَيْ: فأنجه من الغرق ï´؟ وأنت أحكم الحاكمين ï´¾ أعدل العادلين. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ï´¾، وَقَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ تُنْجِيَنِي وَأَهْلِي؟ ï´؟ وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ï´¾، لَا خُلْفَ فِيهِ، ï´؟ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ï´¾، حَكَمْتَ عَلَى قَوْمٍ بِالنَّجَاةِ وَعَلَى قَوْمٍ بِالْهَلَاكِ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (46). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ï´¾ الذين وعدتك أن أُنجيهم ï´؟ إنه عمل غير صالح ï´¾ أيْ: سؤالك إيَّاي أن أنجي كافراً عملٌ غير صالح وقيل: معناه: إنَّ ابنك ذو عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ {فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لك به علم} وذلك أنَّ نوحاً لم يعلم أنَّ سؤاله ربَّه نجاةَ ولدِه محظورٌ عليه مع إصراره على الكفر حتى أعلمه الله سبحانه ذلك والمعنى: فلا تسألني ما ليس لك به علمٌ بجواز مسألته ï´؟ إِنِّي أَعِظُكَ ï´¾ أنهاك ï´؟ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ï´¾ من الآثمين. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ï´؟ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ï´¾، قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ: عَمَلٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ، غَيْرُ بِنَصْبِ الرَّاءِ عَلَى الْفِعْلِ، أَيْ: عَمِلَ الشِّرْكَ وَالتَّكْذِيبَ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بفتح الميم ورفع اللام تنوينه، غَيْرُ بِرَفْعِ الرَّاءِ مَعْنَاهُ: أَنَّ سُؤَالَكَ إِيَّايَ أَنْ أُنْجِيَهُ عَمَلٌ غير صالح، ï´؟ فَلا تَسْأَلْنِ ï´¾، يَا نُوحُ، ï´؟ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ï´¾، قَرَأَ أَهْلُ الْحِجَازِ والشام فَلا تَسْئَلْنِي بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَيَكْسِرُونَ النُّونَ غَيْرَ ابْنِ كَثِيرٍ فَإِنَّهُ يَفْتَحُهَا. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِجَزْمِ اللَّامِ وَكَسْرِ النُّونِ خَفِيفَةً، وَيُثْبِتُ أَبُو جعفر وأبو عمرو وورش الياء في الوصل دون الوقف، وأثبتها يعقوب في الحالين، ï´؟ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ï´¾، وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا الِابْنِ، قَالَ مُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ: كَانَ وَلَدَ حدث مِنْ غَيْرِ نُوحٍ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ نُوحٌ، وَلِذَلِكَ قَالَ: مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ: ï´؟ فَخانَتاهُما ï´¾ [التَّحْرِيمِ: 10]، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: كَانَ ابْنَ امْرَأَتِهِ وَكَانَ يَعْلَمُهُ نُوحٌ وَلِذَلِكَ قَالَ: مِنْ أَهْلِي، وَلَمْ يَقُلْ مِنِّي. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكُ وَالْأَكْثَرُونَ: إِنَّهُ كَانَ ابْنَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ صُلْبِهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بَغَتِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ. وَقَوْلُهُ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ، أي: من أهل الدين. وقوله: ï´؟ فَخانَتاهُما ï´¾ [التحريم: 10]، أي: في الدين والعمل لَا فِي الْفِرَاشِ. وَقَوْلُهُ: إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ، يعني: تَدْعُوَ بِهَلَاكِ الْكُفَّارِ ثُمَّ تَسْأَلَ نجاة كافر. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم) ♦ الآية: ï´؟ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (48). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قيل يا نوح اهبط ï´¾ من السَّفينة إلى الأرض ï´؟ بسلامٍ ï´¾ بسلامةٍ وقيل: بتحيَّةٍ ï´؟ منا وبركات عليك ï´¾ وذلك أنَّه صار أبا البشر لأنَّ جميع مَن بقي كانوا من نسله ï´؟ وعلى أمم ممن معك ï´¾ أَيْ: من أولادهم وذرايتهم وهم المؤمنون وأهل السَّعادة إلى يوم القيامة ï´؟ وأمم سنمتعهم ï´¾ في الدُّنيا يعني: الأمم الكافرة من ذريَّته إلى يوم القيامة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ ï´¾ انْزِلْ مِنَ السَّفِينَةِ، ï´؟ بِسَلامٍ مِنَّا ï´¾، أَيْ: بِأَمْنٍ وَسَلَامَةٍ مِنَّا، ï´؟ وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ ï´¾، الْبَرَكَةُ هِيَ ثُبُوتُ الْخَيْرِ وَمِنْهُ بُرُوكُ الْبَعِيرِ. وَقِيلَ: الْبَرَكَةُ هَاهُنَا هِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ ذُرِّيَّتَهُ، هُمُ الْبَاقِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ï´؟ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ï´¾، أَيْ: عَلَى ذُرِّيَّةِ أُمَمٍ مِمَّنْ كَانَ مَعَكَ فِي السفينة، يعني: وعلى قرون تجيء بَعْدِكَ مِنْ ذُرِّيَّةِ مَنْ مَعَكَ في السفينة، يعني: مِنْ وَلَدِكَ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: دَخَلَ فيه كل مؤمن إلى يوم القيامة، ï´؟ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ï´¾، هَذَا ابْتِدَاءٌ، أَيْ: أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ فِي الدُّنْيَا، ï´؟ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ ï´¾، وَهُمُ الْكَافِرُونَ وَأَهْلُ الشَّقَاوَةِ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين) ♦ الآية: ï´؟ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (49). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ تلك ï´¾ القصَّة التي أخبرتك بها ï´؟ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ ï´¾ أخبار ما غاب عنك وعن قومك ï´؟ فاصبر ï´¾ كما صبر نوح على أذى قومه ï´؟ إِنَّ العاقبة للمتقين ï´¾ آخر الأمر بالظَّفر لك ولقومك كما كان لمؤمني قوم نوحٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ ï´¾، من أَخْبَارِ الْغَيْبِ، ï´؟ نُوحِيها إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ï´¾، مِنْ قَبْلِ نُزُولِ الْقُرْآنِ، ï´؟ فَاصْبِرْ ï´¾ عَلَى الْقِيَامِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وَمَا تَلْقَى مِنْ أَذَى الْكُفَّارِ كَمَا صَبَرَ نُوحٌ، ï´؟ إِنَّ الْعاقِبَةَ ï´¾ آخِرَ الأمر بالسعادة والنصرة ï´؟ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾، لأهل التقوى. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون) ♦ الآية: ï´؟ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (50). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إن أنتم إلاَّ مفترون ï´¾ ما أنتم إلاَّ كاذبون في إشراككم الأوثان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَإِلى عادٍ ï´¾، أَيْ: وَأَرْسَلْنَا إِلَى عَادٍ، ï´؟ أَخاهُمْ هُوداً ï´¾، فِي النَّسَبِ لَا فِي الدِّينِ، ï´؟ قالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ï´¾، وَحِّدُوا اللَّهَ ï´؟ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ï´¾، مَا أَنْتُمْ فِي إِشْرَاكِكُمْ إلّا كاذبون. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) ♦ الآية: ï´؟ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (52). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ يرسل السماء عليكم مدراراً ï´¾ كثير الدَّرِّ يعني: المطر ï´؟ ويزدكم قوة إلى قوتكم ï´¾ يعني: المال والولد وكان الله سبحانه قد حبس عنهم المطر ثلاث سنين وأعقم أرحام نسائهم فقال لهم هود: إن آمنتم أحيا الله سبحانه بلادكم ورزقكم المال والولد. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ï´¾، أَيْ: آمِنُوا بِهِ، وَالِاسْتِغْفَارُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْإِيمَانِ، ï´؟ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ï´¾، من عبادة غيره من سَالِفِ ذُنُوبِكُمْ، ï´؟ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ï´¾، أي: يرسل المطر مُتَتَابِعًا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فِي أَوْقَاتِ الْحَاجَةِ، ï´؟ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ ï´¾، أَيْ: شِدَّةً مَعَ شِدَّتِكُمْ. وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَبَسَ عَنْهُمُ الْقَطْرَ ثَلَاثَ سِنِينَ وَأَعْقَمَ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ فَلَمْ يَلِدْنَ، فَقَالَ لَهُمْ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إن آمنتم بالله وحده وصدقتموني أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْمَطَرَ فَتَزْدَادُونَ مَالًا وَيُعِيدُ أَرْحَامَ الْأُمَّهَاتِ إِلَى مَا كَانَتْ، فَيَلِدْنَ فَتَزْدَادُونَ قُوَّةً بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ. وَقِيلَ: تَزْدَادُونَ قُوَّةً في الدين إلى قوة في الْبَدَنِ. ï´؟ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ï´¾، أَيْ: لَا تُدْبِرُوا مُشْرِكِينَ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين) ♦ الآية: ï´؟ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (53). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قالوا ï´¾ مُنكرين لنبوَّته: ï´؟ يا هود ما جئتنا ببينة ï´¾ بحجَّةٍ واضحةٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ ï´¾، أَيْ: بِبُرْهَانٍ وَحُجَّةٍ وَاضِحَةٍ عَلَى مَا تَقُولُ، ï´؟ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ ï´¾، أَيْ: بِقَوْلِكَ، ï´؟ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ï´¾، بِمُصَدِّقِينَ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون) ♦ الآية: ï´؟ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (54). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ اعتراك ï´¾ أصابك ومسَّك ï´؟ بعض آلهتنا بسوء ï´¾ بجنونٍ فأفسد عقلك فالذي يظهر مِنْ عيبها لما لحق عقلك من التَّغيير ï´؟ قال ï´¾ نبيُّ الله عليه السَّلام عند ذلك: ï´؟ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تشركون ï´¾ أَيْ: إن كانت عندكم الأصنام أنَّها عاقبتني لطعني عليها فإني أزيد الآن في الطَّعن عليها. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ ï´¾، يَعْنِي: لَسْتَ تَتَعَاطَى مَا نَتَعَاطَاهُ مِنْ مُخَالَفَتِنَا وَسَبِّ آلِهَتِنَا إِلَّا أَنَّ بَعْضَ آلِهَتِنَا اعْتَرَاكَ، أَيْ: أَصَابَكَ بِسُوءٍ بِخَبَلٍ وَجُنُونٍ، وَذَلِكَ أَنَّكَ سَبَبْتَ آلِهَتَنَا فَانْتَقَمُوا مِنْكَ بِالتَّخْبِيلِ لَا نَحْمِلُ أَمْرَكَ إِلَّا عَلَى هَذَا، ï´؟ قالَ ï´¾ لَهُمْ هُودٌ: ï´؟ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ ï´¾، عَلَى نَفْسِي، ï´؟ وَاشْهَدُوا يَا قَوْمِ أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ï´¾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) ♦ الآية: ï´؟ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (55). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فكيدوني جميعاً ï´¾ احتالوا أنتم وأوثانكم في عداوتي ï´؟ ثم لا تنظرون ï´¾ لا تؤجلون. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ مِنْ دُونِهِ ï´¾، يَعْنِي: الأوثان، ï´؟ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ï´¾، فاحاتلوا في مكري وَضُرِّي أَنْتُمْ وَأَوْثَانُكُمْ، ï´؟ ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ï´¾، لَا تُؤَخِّرُونَ وَلَا تُمْهِلُونَ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) ♦ الآية: ï´؟ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (56). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ï´¾ أَيْ: هي في قبضته وتنالها بما شاء قدرته ï´؟ إنَّ ربي على صراط مستقيم ï´¾ أَيْ: إنَّ الذي بعثني الله به دينٌ مستقيمٌ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ إِنِّي تَوَكَّلْتُ ï´¾ أَيِ: اعْتَمَدْتُ، ï´؟ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ï´¾، قَالَ الضَّحَّاكُ: يُحْيِيهَا وَيُمِيتُهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَالِكُهَا وَالْقَادِرُ عَلَيْهَا. وَقَالَ بعض العلماء: آخذ بناصيتها لا تتوجّه إلّا حيث يلهمها. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يَقْهَرُهَا، لِأَنَّ مَنْ أَخَذْتَ بِنَاصِيَتِهِ فَقَدْ قَهَرْتَهُ. وَقِيلَ: إِنَّمَا خَصَّ النَّاصِيَةَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَسْتَعْمِلُ ذَلِكَ إِذَا وَصَفَتْ إِنْسَانًا بِالذِّلَّةِ، فَتَقُولُ: نَاصِيَةُ فُلَانٍ بِيَدِ فُلَانٍ، وَكَانُوا إِذَا أَسَرُوا إِنْسَانًا وَأَرَادُوا إِطْلَاقَهُ وَالْمَنَّ عَلَيْهِ جَزُّوا نَاصِيَتَهُ لِيَعْتَدُّوا بِذَلِكَ فَخْرًا عَلَيْهِ، فَخَاطَبَهُمُ اللَّهُ بِمَا يَعْرِفُونَ. ï´؟ إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ï´¾، يَعْنِي: إِنَّ ربِّيَ وَإِنْ كَانَ قَادِرًا عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُ لَا يَظْلِمُهُمْ وَلَا يَعْمَلُ إِلَّا بِالْإِحْسَانِ وَالْعَدْلِ، فَيُجَازِي الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيءَ بِعِصْيَانِهِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ دِينَ رَبِّي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَقِيلَ: فِيهِ إِضْمَارٌ، أَيْ: إِنَّ رَبِّي يُحِثُّكُمْ وَيَحْمِلُكُمْ على صراط مستقيم. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ) ♦ الآية: ï´؟ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (57). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فإن تولوا ï´¾ تتولَّوا بمعنى: تُعرضوا عمَّا دعوتكم إليه من الإِيمان ï´؟ فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ï´¾ فقد ثبتت الحُجَّة عليكم بإبلاغي ï´؟ ويستخلف ربي قوماً غيركم ï´¾ أَيْ: ويخلف بعدكم مَنْ هو أطوعُ له منكم ï´؟ ولا تضرونه ï´¾ بإعراضكم ï´؟ شيئاً ï´¾ إنَّما تضرُّون أنفسكم ï´؟ إنَّ ربي على كل شيء ï´¾ من أعمال العباد ï´؟ حَفِيظٌ ï´¾ حتى يجازيهم عليها. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ فَإِنْ تَوَلَّوْا ï´¾، أَيْ: تَتَوَلَّوْا، يَعْنِي: تُعْرِضُوا عَمَّا دَعَوْتُكُمْ إِلَيْهِ، ï´؟ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ ï´¾، أَيْ: إِنْ أَعْرَضْتُمْ يُهْلِكْكُمُ اللَّهُ عَزَّ وجلّ ويستبدل قَوْمًا غَيْرَكُمْ أَطْوَعَ مِنْكُمْ يُوَحِّدُونَهُ وَيَعْبُدُونَهُ، ï´؟ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً ï´¾، بِتَوَلِّيكُمْ وَإِعْرَاضِكُمْ إِنَّمَا تَضُرُّونَ أَنْفُسَكُمْ. وَقِيلَ: لَا تُنْقِصُونَهُ شَيْئًا إِذَا أَهْلَكَكُمْ لِأَنَّ وُجُودَكُمْ وَعَدَمَكُمْ عِنْدَهُ سَوَاءٌ، ï´؟ إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ï´¾، أي: لكل شيء حَافِظٌ، يَحْفَظُنِي مِنْ أَنْ تَنَالُونِي بِسُوءٍ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ) ♦ الآية: ï´؟ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (58). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ ولما جاء أمرنا ï´¾ بهلاك عادٍ ï´؟ نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ برحمةٍ منا ï´¾ حيث هديناهم إلى الإِيمان وعصمناهم من الكفر ï´؟ ونجيناهم من عذاب غليظ ï´¾ يعني: ما عُذِّب به الذين كفروا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا ï´¾، عَذَابُنَا، ï´؟ نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ï´¾، وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ. ï´؟ بِرَحْمَةٍ ï´¾، بِنِعْمَةٍ ï´؟ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ ï´¾، وَهُوَ الرِّيحُ الَّتِي أَهْلَكَ بِهَا عَادًا، وَقِيلَ: الْعَذَابُ الْغَلِيظُ: عَذَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَيْ: كَمَا نَجَّيْنَاهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْعَذَابِ كَذَلِكَ نَجَّيْنَاهُمْ فِي الْآخِرَةِ. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد) ♦ الآية: ï´؟ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (59). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَتِلْكَ عَادٌ ï´¾ يعني: القبيلة ï´؟ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ï´¾ كذَّبوها فلم يُقِرّوا بها ï´؟ وعصوا رسله ï´¾ يعني: هوداً عليه السَّلام لأنَّ مَنْ كذَّب رسولاً واحداً فقد كفر بجميع الرُّسل ï´؟ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ï´¾ واتَّبع السَّفلةُ الرُّؤساءَ والعنيد: المعارضُ لك بالخلاف. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَتِلْكَ عادٌ ï´¾، رَدَّهُ إِلَى الْقَبِيلَةِ، ï´؟ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ ï´¾، يعني: هودا وحده، وذكره بِلَفْظِ الْجَمْعِ لِأَنَّ مَنْ كَذَّبَ رسولا واحدا كَانَ كَمَنْ كَذَّبَ جَمِيعَ الرُّسُلِ، ï´؟ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ï´¾، أي: اتّبع السَّفَلَةُ وَالسُّقَّاطُ أَهْلَ التَّكَبُّرِ وَالْعِنَادِ. وَالْجَبَّارُ: الْمُتَكَبِّرُ، وَالْعَنِيدُ: الَّذِي لَا يَقْبَلُ الْحَقَّ، يُقَالُ: عَنَدَ الرَّجُلُ يَعْنِدُ عُنُودًا إِذَا أَبَى أَنْ يقبل الشيء وإن عرفه. وقال أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَنِيدُ وَالْعَانِدُ وَالْعَنُودُ والمعاند المعارض لك بالخلاف. تفسير القرآن الكريم |
الساعة الآن : 11:16 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour