رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg (بناء البيت السعيد) الحلقة (88) : د. إلهام بدر الجابري بسم الله الرحمن الرحيم أحكام الحضانة إذا حصلت الفرقة2-7 شروط الحضانة(1) : بعضها متفق عليه وهي الآتي: - الحرية فلا حضانة لمن فيه رق، ولو قل لأن الحضانة ولاية، والرقيق ليس من أهل الولاية، ولأنه مشغول بخدمة سيده، ومنافعه مملوكة لسيده. - العقل، فلا حضانة للمجنون والمعتوه؛ لأنهما أيضاً في حاجة إلى من يرعى شؤونهما. - البلوغ، فلا حضانة للصغير ولو كان مميزاً؛ لأنه عاجز عن رعاية شؤون نفسه. - القدرة على تربية المحضون: وهي الاستطاعة على صون الصغير في خلقه وصحته، فلا حضانة للعاجز لكبر سن أو مرض أو شغل. فالمرأة المحترفة أو العاملة إن كان عملها يمنعها من تربية الصغير والعناية بأمره، لا تكون أهلاً للحضانة. وإن كان عملها لا يحول دون رعاية الصغير وتدبير شؤونه، لا يسقط حقها في الحضانة.(2) - الأمانة على الأخلاق: فلا حضانة لغير أمين على تربية الولد وتقويم أخلاقه، كالفاسق رجلاً أو امرأة؛ لأنه لا يوثق به فيها، وفي بقاء المحضون عنده ضرر عليه؛ لأنه يسيء تربيته، وينشئه على طريقته. - عدم كون الأنثى متزوجة بأجنبي عن الصغير، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لوالدة الطفل: (أنت أحق به ما لم تنكحي)، ولأن الزوج يملك منافعها، ويستحق منعها من الحضانة، وقالوا أيضاً: لأَنَّ زوجَ الأُمِّ إذَا كان أَجنبيًّا يُعْطِيهِ نَزْرًا وَيَنْظُرُ إلَيْهِ شزراً، فَلَا نَظَرَ له، وَالنَّزْرُ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ والشزر نَظَرُ الْبُغْضِ. والمراد بالأجنبي هنا من ليس من عصبات المحضون، فلو تزوجت بقريب محضونها؛ لم تسقط حضانتها.(3) يتبع شروط الحضانة المختلف فيها (1) انظر : البحر الرائق 4/183 ، الفواكه الدواني 3/1075 ، الشرح الكبير 2/528 ، مواهب الجليل لشرح مختصر خليل 5/593 ، إعانة الطالبين 4/101 ، المجموع شرح المهذب 18/321 ، المبدع شرح المقنع 8/200 ، المغني 9/298 ، زاد المعاد 5/459 ، الفقه الإسلامي وأدلته 10/49 وما بعده ، الملخص الفقهي 2/439 . (2) وقد جرى العمل في مصر على أن الطبيبات والمعلمات ونحوهن، لا يسقط حقهن في الحضانة؛ لأن الواحدة منهن تستطيع إدارة أمر الطفل بنفسها وبالتعاون مع قريبتها أو النائبة عنها. وقد نصت المادة (137) من القانون السوري على الشروط السابقة: يشترط لأهلية الحضانة البلوغ والعقل والقدرة على صيانة الولد صحة وخلقاً. ونص القانون السوري (م 2/139) على أنه: لا يسقط حق الحاضنة بحضانة أولادها بسبب عملها إذا كانت تؤمن رعايتهم والعناية بهم بطريقة مقبولة. (3)نصت المادة (138) من القانون السوري على ذلك: زواج الحاضنة بغير قريب محرم من المحضون يسقط حضانتها. http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg (بناء البيت السعيد) الحلقة (89) : د. إلهام بدر الجابري بسم الله الرحمن الرحيم أحكام الحضانــة إذا حصلت الفرقة(3-7) شروط الحضانة المختلف فيها هي الآتي (1) : - الرشد واشترطه المالكية، فلا حضانة لسفيه مبذر، لئلا يتلف مال المحضون أو ينفق عليه منه ما لا يليق. - عدم المرض المنفر كالجذام والبرص، فلا حضانة لمن به شيء من المنفرات. واشترطه المالكية والشافعية والحنابلة . - الإسلام شرط عند الشافعية والحنابلة: فلا حضانة لكافر على مسلم؛ إذ لا ولاية له عليه ، ولأنه ربما فتنه عن دينه. ولم يشترط الحنفية والمالكية إسلام الحاضنة، فيصح كون الحاضنة كتابية أو غير كتابية، سواء أكانت أماً أم غيرها؛ لأنه صلّى الله عليه وسلم خيَّر غلاماً بين أبيه المسلم وأمه المشركة، فمال إلى الأم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم اهده، فعدل إلى أبيه)(2) ولأن مناط الحضانة الشفقة وهي لا تختلف باختلاف الدين. لكن اختلف هؤلاء في مدة بقاء المحضون عند الحاضنة غير المسلمة: فقال الحنفية: إنه يبقى عندها إلى أن يعقل الأديان، ببلوغه سن السابعة، أو يتضح أن في بقائه معها خطراً على دينه، بأن بدأت تعلمه أمور دينها أو تذهب به إلى معابدها، أو تعودِّه على شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير. وقال المالكية: إنه يبقى مع الحاضنة إلى انتهاء مدة الحضانة شرعاً، ولكنها تمنع من تغذيته بالخمر ولحم الخنزير، فإن خشينا أن تفعل الحرام أعطي حق الرقابة إلى أحد المسلمين، ليحفظ الولد من الفساد. واختلفوا أيضاً في إسلام الحاضن: رأي الحنفية: أنه يشترط إسلام الحاضن واتحاد الدين، بخلاف الحاضنة؛ لأن الحضانة نوع من الولاية على النفس، ولا ولاية مع اختلاف الدين، ولأن حق الحضانة عندهم مبني على الميراث، ولا ميراث بالتعصيب للرجال مع اختلاف الدين، فلو كان الطفل مسيحياً أو يهودياً، وله أخوان، أحدهما مسلم والآخر غير مسلم، كان حق الحضانة لغير المسلم. ورأي المالكية: أنه لا يشترط إسلام الحاضن أيضاً كالحاضنة؛ لأن حق الحضانة للرجل لا يثبت عندهم إلا إذا كان عنده من النساء من يصلح للحضانة كزوجة أو أم أو خالة أو عمة، فالحضانة في الحقيقة حق للمرأة. والراجح(3) والله أعلم اشتراط الإسلام فلا حضانة لكافر على مسلم لثلاثة أمور: الأول: أن الحاضن حريصٌ على تربيةِ الطفل على دينه، وأن ينشأَ عليه، ويتربَّى عليه، فيصعبُ بعد كِبره وعقله انتقاله عنه، وقد يُغيره عن فطرة الله التي فطر عليها عبادَه، فلا يُراجعها أبداً، كما قال النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ مَوْلُود يولَدُ عَلى الفِطرَةِ فَأَبَواه يَهَوِّدَانِهِ أو يُنَصِّرَانِهِ، أو يُمَجِّسَانِه)(4) فلا يُؤمن تهويدُ الحاضن وتنصيرُه للطفل المسلم. فإن قيل: الحديثُ إنما جاء في الأبوين خاصة. قيل:الحديث خرجَ مخرج الغالِب إذ الغالب المعتادُ نشوء الطفل بين أبويه، فإن فُقِدَ الأبوانِ أو أحدُهما قامَ ولي الطفل مِن أقاربه مقامهما. الثاني:أن اللهَ سبحانه قطعَ الموالاة بين المسلمين والكفار، وجعلَ المسلمين بعضهم أولياءَ بعض، والكفارَ بعضَهم مِن بعض، والحضانةُ مِن أقوى أسباب الموالاة التي قطعها الله بين الفريقين. الثالث: إن القول باشتراط الإسلام أولى من القول بالعدالة وأنه لا حضانةَ للفاسقِ، إذ أيَّ فِسق أكبر مِن الكفر؟ وأينَ الضّررُ المتوقع من الفاسق بنشوء الطفل على طريقته إلى الضرر المتوقَّع من الكافر. ويجاب عن الحديث بعدة أجوبة منها: أولاً: الحديث لا يصح ولا يثبته أهل النقل فهو مِن رواية عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري الأوسي، وقد ضعفه إمامُ العلل يحيى بن سعيد القطان، وكان سفيان الثوري يَحمِلُ عليه، وضعف ابنُ المنذر الحديث، وضعفه غيرُه، وقد اضطرب في القصة، فروَى أن المخيَّر كان بنتاً، وروَى أنه كان ابناً. ثانياً: إن الحديث قد يحتج به على صحة مذهب من اشترط الإِسلام، فإن الغلام لما مال إلى أمه دعا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بالهداية، فمال إلى أبيه، وهذا يدل على أن كونَه مع الكافر خلافُ هُدى الله الذي أرادهُ مِن عبادِه، ولو استنكر جعله مع أمه، لكان فيه حجة، بل أبطله الله سبحانه بدعوة رسوله. ثالثاً: قيل أنه محمول على أنه صلّى الله عليه وسلم عرف أنه يستجاب دعاؤه، وأنه يختار الأب المسلم. وقصده بتخييره استمالة قلب أمه. يتبع تتمة شروط الحضانة المختلف فيها (1) انظر : البحر الرائق 4/182 وما بعدها ، الفواكه الدواني 3/1073و1075 ، الشرح الكبير 2/528 ، مواهب الجليل 5/598 ، إعانة الطالبين 4/101 ، المجموع شرح المهذب 18/320 ، المبدع شرح المقنع 8/202 ، المغني 9/298 ، الفقه الإسلامي وأدلته 10/49 وما بعده ، الملخص الفقهي 2/439 . (2) أخرجه النسائي باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد ح3495-6/185 وصححه الألباني وفي السنن الكبرى ح6386-4/83 ، وابن ماجه باب تخيير الصبي بين أبويه ح2352-2/788 وصححه الألباني ، وأحمد ح23810-5/447 وقال الأرناؤوط : صحيح . وأخرجه أبو داود باب إذا أسلم أحد الأبوين ...ح2246-2/240 عن رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ فَأَتَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتِ ابْنَتِى وَهِىَ فَطِيمٌ أَوْ شِبْهُهُ وَقَالَ رَافِعٌ ابْنَتِى. فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ –صلى الله عليه وسلم « اقْعُدْ نَاحِيَةً ». وَقَالَ لَهَا « اقْعُدِى نَاحِيَةً ». قَالَ وَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ « ادْعُوَاهَا ». فَمَالَتِ الصَّبِيَّةُ إِلَى أُمِّهَا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « اللَّهُمَّ اهْدِهَا ». فَمَالَتِ الصَّبِيَّةُ إِلَى أَبِيهَا فَأَخَذَهَا. وصححه أيضاً الألباني . (3)انظر زاد المعاد بتصرف 5/460 ،461 . (4) أخرجه البخاري باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ح1292-1/456 ، ومسلم باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ح6926-8/52 . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg (بناء البيت السعيد) الحلقة (90) : د. إلهام بدر الجابري بسم الله الرحمن الرحيم أحكام الحضانــة إذا حصلت الفرقة(4-7) تابع شروط الحضانة المختلف فيها: - أن يكون عند الحاضن من أب أو غيره من يصلح للحضانة من النساء كزوجة أو أم أو خالة أو عمة؛ إذ لا قدرة ولا صبر للرجال على أحوال الأطفال كما للنساء. فإن لم يكن عند الرجل من يحضن من النساء فلا حق له في الحضانة. وهذا شرط عند المالكية. - أن تكون ذات رحم محرم من الصغير كأمه وأخته وجدته ؛ فلا حضانة لبنات العم أو العمة، ولا لبنات الخال أو الخالة بالنسبة إلى الصبي، لعدم المحرمية، ولهن عند الحنفية الحق في حضانة الأنثى. - ألا تكون قد امتنعت من حضانته مجاناً والأب معسر لا يستطيع دفع أجرة الحضانة. فإن كان الأب معسراً وقبلت قريبة أخرى تربيته مجاناً، سقط حق الأولى في الحضانة. وهذا شرط عند الحنفية والشافعية. - أن يكون مَحْرماً للمحضون إذا كان أنثى مشتهاة وهي بنت سبع سنين عند الحنابلة والحنفية حذراً من الخلوة بها، لانتفاء المحرمية بينهما، وإن لم تبلغ حد الشهوة أعطيت له بالاتفاق؛ لأنه لا فتنة. فلا يكون لابن العم حضانة ابنة عمه المشتهاة. وأجاز الحنفية إذا لم يكن للبنت عصبة غير ابن عمها إبقاءها عنده بأمر القاضي إذا كان مأموناً عليها، ولا يخشى عليها الفتنة منه. وكذلك أجاز الحنفية والحنابلة تسليمها لغير محرم ثقة إذا تعذر غيره. وأجاز الشافعية تسليمها لغير محرم إن رافقته بنته أو نحوها كأخته الثقة، وتسلم لها لا له. - واشترط المالكية والحنابلة أيضاً ألا يسافر عن المحضون ولي المحضون أو تسافر الحاضنة سفر نُقْلة، مسافة طويلة ، فإن أراد الولي أو الحاضنة السفر المذكور، كان له أخذ المحضون من حاضنته إلا أن تسافر معه، بشرط كون السفر لموضع مأمون وأمن الطريق، لأنه هو الذي يقوم بتأديب ولده والمحافظة عليه، فإذا كان بعيدًا عنه؛ لم يتمكن من ذلك، وضاع الولد. وإن كان السفر إلى بلد قريب دون مسافة القصر لغرض السكنى فيه؛ فالحضانة للأم، سواء كانت هي المسافرة أو المقيمة؛ لأنها أتم شفقة على المحضون، ولأنه يمكن لأبيه الإشراف عليه في تلك الحالة. أما إذا كان السفر لحاجة، ثم يرجع، أو كان الطريق أو البلد المسافر إليه مخوفين؛ فإن الحضانة تكون للمقيم منهما؛ لأن في السفر بالمحضون إضرارًا في هاتين الحالتين. يتبع مدة الحضانة http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg (بناء البيت السعيد) الحلقة (91) : د. إلهام بدر الجابري بسم الله الرحمن الرحيم أحكام الحضانــة إذا حصلت الفرقة(5-7) مــــدة الحضانة: اتفق الفقهاء على أن الحضانة تبدأ منذ ولادة الطفل إلى سن التمييز، وهو السن التي يستغني فيها الولد ذكراً أو أنثى عن خدمة النساء، ويستقل بنفسه في الأكل والشرب واللبس والاستنجاء، وقدِّر زمن استقلاله بسبع سنين؛ لأنه الغالب، لقوله صلّى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع)(1) والأمر بها لا يكون إلا بعد القدرة على الطهارة. واختلفوا في بقاء الحضانة بعد سن التمييز وتخيير الولد. القول الأول: اتفق الشافعية والحنابلة على أن الحضانة إلى سن التمييز ثم اختلفوا؛ فقال الشافعية قال الحنفية(2): الحاضنة أماً أو غيرها أحق بالغلام حتى التمييز وعندئذ يرجع إلى الأب؛ لأنه إذا استغنى يحتاج إلى تأديب والتَّخَلّق بآداب الرجال وأخلاقهم والأب أقدر على التأديب والتعنيف . والأم والجدة أحق بالفتاة الصغيرة حتى تبلغ بالحيض أو الشهوة أو السن؛ لأنها بعد الاستغناء تحتاج إلى معرفة آداب النساء كالغزل والطبخ وغسل الثياب ونحوها، والمرأة على ذلك أقدر، وأما بعد البلوغ فتحتاج إلى التحصين والحفظ، والأب فيه أقوى وأهدى. وقال المالكية(3): تستمر الحضانة في الغلام إلى البلوغ، على المشهور من مذهبهم، ولو مجنوناً أو مريضاً، وفي الأنثى إلى الزواج ودخول الزوج بها، ولو كانت الأم كافرة. وهذا في الأم المطلقة أو من مات زوجها. وأما من في عصمة زوجها فهي حق للزوجين جميعاً. ولا يخيّر الولد في رأي الحنفية والمالكية؛ لأنه لا قول له، ولا يعرف حظه، ولقصور عقله قد يختار من عنده الدّعة والراحة لتخليته بينه وبين اللعب فلا يتحقق النظر(4). والمراد بعدم تخييره أنه إذا بلغ السن الذي ينزع من الأم يأخذه الأب ولا خيار للصغير . وقال الشافعية(5) والحنابلة(6) : إن الحضانة إلى التمييز، واتّفقوا على أن الزوجين إذا افترقا ولهما ولد مميز ذكر، وله سبع أو ثمان سنين، وصلح الزوجان للحضانة، حتى لو فضل أحدهما الآخر ديناً أو مالاً أو محبة، وتنازعا في الحضانة، خُيِّر بينهما، وكان عند من اختار منهما؛ لأنه صلّى الله عليه وسلم «خيَّر غلاماً بين أبيه وأمه»(7) . فإن اختار الأب سُلِّم إليه وإن اختار الأم سُلم إليها، فإن اختارهما معا أُقرع بينهما وسُلّم لمن خرجت قرعته منهما، وله بعد اختيار أحدهما اختيار الآخر؛ لأنه قد يظهر له الأمر على خلاف ما ظنّه كأن يظن أن في الأب خيراً فيظهر له أن فيه شراً، أو يتغيّر حال مَن اختاره أولاً فيُحوّل إلى من اختاره ثانياً وهكذا حتى إذا تكرر منه ذلك نقل إلى من اختاره ما لم يظهر أن ذلك لقلة تمييزه وإلا ترك عند من كان عنده قبل التمييز. فإن عُلِم أنه يختار أحدهما ليُمكّنه من فساد ويكره الآخر للأدب لم يعمل بمقتضى شهوته . ولو اختار الولد أحد الأبوين، فامتنع من كفالته، كفله الآخر، فإن رجع الممتنع أعيد التخيير. فإن اختار أباه كان عنده ليلاً ونهاراً ولا يمنع من زيارة أمه ، وإن مرض كانت أحق بتمريضه في بيتها ، وإن اختار أمه كان عندها ليلاً وعند أبيه نهاراً ليعلمه الصناعة والكتابة ويؤدبه . وكما يقع التخيير بين الأبوين يقع أيضاً عند فقد أحدهما بين الذي لم يفقد من الأبوين وبين غيره ممن له الحضانة ، فإذا كان المفقود الأب يقع التخيير بين الأم والجد إن وجد ، فإن لم يوجد وقع التخيير بينها وبين من على حاشية النسب كأخ وعم ، وإذا فقدت الأم وقع التخيير بين الأب والأخت لغير أب فقط بأن كانت شقيقة أو لأم أو بين الأب والخالة إن لم توجد الأخت ، وعند فقدهما معاً ، أو امتناعهما عن حضانته ، يقع التخيير بين الأخت أو الخالة وبقية العصبة . وإن صلح أحد الأبوين للحضانة دون الآخر بسبب جنون أو كفر أو رق أو فسق، أو زواج الأنثى أجنبياً، فالحق للآخر فقط، ولا تخيير لوجود المانع. فإن عاد صلاح الآخر عاد التخيير. واستدل الشافعية والحنابلة على تخيير الغلام بما يأتي : - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي وَقَدْ سَقَانِي مِنْ بِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ وَقَدْ نَفَعَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « اسْتَهِمَا عَلَيْهِ ». فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِى وَلَدِي ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « هَذَا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ ». فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ فَانْطَلَقَتْ بِهِ(8) - ولأنه إجماع الصحابة فروي عن عمر أنه خيّر غلاماً بين أبيه وأمه(9)، وروي عن عُمَارَةَ الْجَرْمِىِّ قَالَ: خَيَّرَنِي عَلِىٌّ رضي الله عنه بَيْنَ أُمِّي وَعَمِّي، ثُمَّ قَالَ لأَخٍ لِي أَصْغَرَ مِنِّي وَهَذَا أَيْضًا لَوْ قَدْ بَلَغَ مَبْلَغَ هَذَا لَخَيَّرْتُهُ(10). وروي نحو ذلك عن أبي هريرة. وهذه قصص في مظنة الشهرة ولم تُنكر فكانت إجماعاً . - ولأن التقديم في الحضانة لحق الولد، فيتقدم من هو أشفق؛ لأن حظ الولد عنده أكثر ، فإذا بلغ الغلام حداً يُعرب عن نفسه ويُميّز بين الإكرام وضده فمال إلى أحد الأبوين دلَّ على أنه أرفق به وأشفق عليه فقُدّم بذلك ، وقيّدناه بالسبع لأنها أول حال أمر الشرع فيها بمخاطبته بالأمر بالصلاة، ولأن الأم قُدّمت في حال الصغر لحاجته إلى حمله ومباشرة خدمته ، لأنها أعرف بذلك وأقوم به، فإذا استغنى عن ذلك تساوى والداه لقربهما منه فرجح باختياره . وإنما يخير الغلام بشرطين: أحدهما ـ أن يكون الأبوان وغيرهما من أهل الحضانة: فإن كان أحدهما من غير أهل الحضانة، كان كالمعدوم، ويتعيّن الآخر. الثاني ـ ألا يكون الغلام معتوهاً: فإن كان معتوهاً كان عند الأم، ولم يخير؛ لأن المعتوه بمنزلة الطفل، وإن كان كبيراً، لذا كانت الأم أحق بكفالة ولدها المعتوه بعد بلوغه. أما الفتاة إذا بلغت سبع سنين، فالأب أحق بها عند الحنابلة، ولا تخير عندهم خلافاً للشافعية؛ لأن غرض الحضانة الحظ والمصلحة، والحظ للفتاة بعد السبع في الوجود عند أبيها؛ لأنها تحتاج إلى حفظ، والأب أولى به، فإن الأم تحتاج إلى من يحفظها ويصونها . لكن إذا كانت البنت عند الأم أو عند الأب، فإنها تكون عنده ليلاً ونهاراً؛ لأن تأديبها في جوف البيت، كتعليمها الغزل والطبخ وغيرهما. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله::[وأحمد وأصحابه إنما يقدمون الأب إذا لم يكن عليها في ذلك ضرر، فلو قُدّر أنه عاجز عن حفظها وصيانتها، ويهملها لاشتغاله عنها، أو لقلة دينه ، والأم قائمة بحفظها وصيانتها؛ فإنه تُقدّم الأم في هذه الحال، فكل من قدمناه من الأبوين إنما نقدمه إذا حصل به مصلحتها واندفعت به مفسدتها، فأما مع وجود فساد أمرها مع أحدهما فالآخر أولى به بلا ريب، حتى الصغير إذا اختار أحد أبويه وقدّمناه إنما نُقدِّمه بشرط حصول مصلحته وزوال مفسدته . وقال رحمه الله: "وإذا قدر أن الأب تزوج بضرة، وهو يتركها عند ضرة أمها، لا تعلم مصلحتها، بل تؤذيها وتقصر في مصلحتها، وأمها تعمل مصلحتها ولا تؤذيها؛ فالحضانة هنا للأم قطع ](11) يتبع حكم الولد إذا بلغ واستغنى هل ينفرد بالسكنى أو يستمر عند الأب ؟ (1) سبق تخريجه . (2) انظر : البحر الرائق 4/184 وما بعدها ، العناية شرح الهداية 6/186 . موقف القانون: قرر القانون المصري رقم (25) لسنة (1929) أن حق الحضانة ينتهي عند بلوغ الصغير سبع سنين، وبلوغ الصغيرة تسعاً. وكان هذا هو المقرر في القانون السوري، ثم عدل الحكم سنة (1975)، فنصت المادة (146) على أنه: تنتهي مدة الحضانة بإكمال الغلام التاسعة من عمره، والبنت الحادية عشرة. (3)انظر : الشرح الكبير للدردير 2/526 ، مواهب الجليل 5/594 . (4) انظر : البحر الرائق 4/186 . (5)انظر : إعانة الطالبين 4/101 ، المجموع شرح المهذب 18/324 ، مغني المحتاج 3/456 . (6) انظر : الإقناع في فقه الإمام أحمد 4/160 ، المغني 9/301 . (7)سيأتي الحديث بتمامه أخرجه أبو داود باب من أحق بالولد ح2279-2/251 وصححه الألباني ، والنسائي باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد ح3496-6/185 ، والدارمي باب في تخيير الصبي بين أبويه ح2293-2/223 وصححه حسين سليم أسد ، والحاكم ك الأحكام ح7039-4/108 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (8)أخرجه أبو داود باب من أحق بالولد ح2279-2/251 وصححه الألباني ، والنسائي باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد ح3496-6/185 ، والدارمي باب في تخيير الصبي بين أبويه ح2293-2/223 وصححه حسين سليم أسد ، والحاكم ك الأحكام ح7039-4/108 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (9)انظر السنن الكبرى للبيهقي باب الأبوين إذا افترقا 8/4 . (10) أخرجه الشافعي في المسند ح1378-1/288 ، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى باب الأبوين إذا افترقا ح16179-8/4 . (11) المستدرك على مجموع الفتاوى 5/83 و85 . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg (بناء البيت السعيد) الحلقة (92) : د. إلهام بدر الجابري بسم الله الرحمن الرحيم أحكام الحضانــة إذا حصلت الفرقة(6-7) حكم الولد إذا بلغ واستغنى هل ينفرد بالسكنى أو يستمر عند الأب ؟ الغلام إذا عقل واستغنى عن الأب ليس للأب أن يضمه إلى نفسه إلا إذا لم يكن مأموناً على نفسه كان له أن يضمه إلى نفسه وليس عليه نفقته إلا أن يتبرع . ومتى كانت الجارية بكراً يضمها إلى نفسه وإن كان لا يخاف عليها الفساد إذا كانت حديثة السن، أما إذا دخلت في السن واجتمع لها رأي وعقل فليس للأولياء حق الضم ولها أن تنزل حيث أحبت حيث لا يتخوف عليها ، وإن كانت ثيباً مخوفاً عليها وليس لها أب ولا جد ولكن لها أخ أو عم ليس له ولاية الضم إلى نفسه بخلاف الأب والجد . والفرق أن الأب والجد كان لهما ولاية الضم في الابتداء فجاز أن يعيداها إلى حجرهما إذا لم تكن مأمونة أما غير الأب والجد فلم يكن له ولاية الضم في الابتداء فلا يكون له ولاية الإعادة أيضاً. وإن لم يكن لها أب ولا جد ولا عصبة أو كان لها عصبة مفسد فللقاضي أن ينظر في حالها فإن كانت مأمونة خلاها تنفرد بالسكنى سواء كانت بكراً أو ثيباً، وإلا وضعها عند امرأة أمينة ثقة تقدر على الحفظ لأنه جعل ناظراً للمسلمين . يتبع أجرة الحضانة http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (7) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم الصّيام مدرسة الأخلاق العفّة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخلتُ مع علقمة والأسود على عبد الله فقال عبد الله:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)(1). حينما تهبُّ نسائم الإيمان في شهر البرِّ و الإحسان، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، تلفح المؤمنين نفحات التقوى و الصلاح، والجود و العطاء، ويتألَّق ميدان السباق إلى الخيرات و الظفر بأكبر رصيد من الحسنات، وترى المشمِّرين لباب الريّان في الجنة فرحين بما أفاء الله عليهم من بركات هذا الشهر الفضيل، و رحمات رب العالمين، حيث تُغفر خطايا المذنبين، ويتوب الرحمن على التائبين النادمين، و تتضاعف أجور المحسنين. في هذا الشهر الكريم... تنادي ملائكة الرحمن.. يا باغي الخير أقبل.. هلمّ إلى ركاب الفائزين، اغتنم هذا الموسم العظيم بالتقرب لرب العالمين، فمن حرم فيه الخير فهو المحروم المخذول المحسور. و في هذه الأيام المعدودة تغشى المؤمنين سحائب الرحمة و أنوار الهداية.. فتلقى المسرفين المقصّرين في عبادة الله تعالى في شوق إلى طاعته، و ندم على معصيته، قد صاموا مع الصائمين، و صلّوا في المساجد مع الراكعين الساجدين. فواعجباً لتأثير هذه العبادة العظيمة على جوارحهم و سجاياهم في صلاحها و استقامتها. إن سرّ التأثير يكمن في أن الصيام عبادة قيّمة، و ركن عظيم، يهذِّب الطِّباع و يربّي النفس على العفّة و الصّيانة، وإن كانت في صورته الامتناع عن الأكل و الشرب، فإن حقيقته في الكفّ عما نهى الله تعالى عنه من الأقوال و الأفعال و الأخلاق. كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني منه (الصيام), وخوف الله, والحذر كذلك الحـبُّ لا إتيان معـصيةٍ لا خير في لذّةٍ من بعدها سقـر(2) و يؤكد هذا المعنى العظيم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للشباب الذين رآهم في مرحلة القوة و الفتوة و الحاجة إلى النكاح: (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج) حيث يكون النكاح محصِّنا للفرج من الشهوات المحرمة، ثم أردف ذلك بعبارة أخرى يخاطب بها أولئك الشباب الذين ضاقت بهم الحالة المادية فعجزوا عن النكاح بقوله: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). وهنا يلفت النبي - صلى الله عليه وسلم - انتباهنا ؛ حيث جعل الصوم بديلا صالحاً عن النكاح (لمن قُدِر عليه رزقه) لتحقيق العفّة، و التأكيد على الصيانة، و قطع الشهوة المحرمة، كما كان الوجاء وهو رض الخصيتين قاطعا لشهوة النكاح و مانعاً منهاً. و لم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: فعليه بالجوع، الذي يعتبر أحد مظاهر الصيام ؛ لأن مجرد الامتناع عن المباحات لا يكفي لتهذيب النفس و إصلاحها، ما لم تكن النية مَعْقودة و الأركان مَقُودة للتخلّي عن المحرمات و التحلّي بالطاعات تقرباً لرب البريّات.(3) (1) متفق عليه، صحيح البخاري ج5/ص1950، صحيح مسلم ج2/ص1019. (2) اقتباس من قصيدة أبي عبد الله الواسطى. (3) ينظر شرح الحديث في: فتح الباري ج9/ص110، النووي على صحيح مسلم ج9/ص173. http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (8) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم العـفـة العفة هي النزاهة عن الرذائل والقبائح من الأعمال والأقوال(1)، وهي تُقصد في العِرض، والمال. والنوع الأول هو المقصود بالعفة عند الإطلاق. وإن أردت أن ترى روعة هذا الخلق الجميل ماثلاً في مجتمع ما؛ فتأمّل ذلك المجتمع الذي رباه النبي - صلى الله عليه وسلم -، المجتمع الذي ينطف بالطهر والعفاف ابتداءً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بذلك الصحابي الجليل الذي أحرقته نار المعصية لما زلّت به القدم فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (طهرني)(2) وتلك الصحابية الجليلة التي أغواها الشيطان فزلت بها القدم فجعلت تتردد على النبي - صلى الله عليه وسلم - تصيح من حرّ المعصية (طهرني طهرني)(3) فيمهلها حتى تضع حملها ثم تتم رضاع طفلها، ثم تفطمه؛ فتأتيه وبيد طفلها قطعة خبز حتى لا يردها. ذلكم العفاف والطهر الذي جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الموت دونه شهادة والدفاع عنه جهاد، قال - صلى الله عليه وسلم - (من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد)(4). وكان الحفاظ على الأعراض والمنع من الاعتداء عليها وصية المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في أخريات أيام حياته، فقال في خطبة الوداع (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)(5). ومن أجله شرع الإسلام أموراً كثيرة، وحرم أموراً أخرى، وسوف نستعرض تلك التشريعات في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى. (1) انظر مدارج السالكين 3/73 و النهاية3/264. (2) قصة الصحابي ماعز بن مالك -رضي الله عنه- أخرجها مسلم باب من اعترف على نفسه بالزنا ح 1695-3/1321. (3) قصة المرأة الغامدية رضي الله عنها أصلها في صحيح مسلم وهي بتمامها عند أحمد ح 22999-5/348 قال شعيب الأرناؤوط: صحيح. (4) أخرجه أبو داود باب في قتال اللصوص ح 4772 -4/246، والترمذي باب فيمن قتل دون ماله فهو شهيد ح 1421- 4/30 وقال حسن صحيح، والنسائي باب من قاتل دون أهله ح 4094-7/ 126، وأحمد ح1652-1/190 قال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي. (5) متفق عليه أخرجه البخاري باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - رب مبلغ أوعى من سامع ح67-1/37، ومسلم باب في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ح 1218-2/886. http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (16) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم فقه الأخلاق – الخلق مع الله تعالى (1-9) نبتدئ في هذا الشهر وما يليه بذكر فقه الأخلاق، وأولى من ينبغي التأدب معه هو الله سبحانه وتعالى. الخلق مع الله تعالى إن تعلم فقه الأدب مع الله تعالى أوجب الواجبات على العبد، إذ هو مناط سعادته في الدارين، وهذا يتمثل في الإيمان به سبحانه وحده، الإيمان الذي يتعدى مجرد الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى، فهذا الإيمان تتفق فيه جميع الكائنات، أما الإيمان الذي به يسعد العبد وبدونه يشقى فهو: قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية(1). شرح التعريف: قول باللسان: أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذه الكلمة تشتمل على توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. فالإله هو الذي يُعرف ويًُعبد(2) وسنفرد ذكر كل واحدة منها في الورقات الآتية. قول القلب : هو اعتقاده وتصديقه، وأما عمله فهو عبارة عن تحركه وإرادته ؛ مثل الإخلاص في العمل، وكذلك التوكل والرجاء والخوف. عمل بالجوارح : ويشمل ذلك العبادات والمأمورات والمنهيات كلها، قال عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضعة وسبعون شعبة ؛ أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)(3)، فالإيمان إذاً قول وعمل، والاقتصار على القول دون العمل إلغاء للشريعة التي جاءت بكثير من التشريعات. والإيمان في القلب يدفع صاحبه إلى العمل بمقتضى هذا الإيمان ؛ قال الله عز وجل: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ)(4). قال العلامة السعدي في تفسيره لهذه الآية(5): [يقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً) هي شهادة أن لا إله إلا الله وفروعها، (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) هي النخلة، (أَصْلُهَا ثَابِتٌ) في الأرض، (وَفَرْعُهَا) منتشر (فِي السَّمَاءِ)، وهي كثيرة النفع دائماَ (تُؤْتِي أُكُلَهَا) أي ثمرتها، (كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) فكذلك شجرة الإيمان أصلها ثابت في قلب المؤمن علماً واعتقاداً، وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية والآداب الحسنة في السماء دائماً يصعد إلى الله منه … (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) المأكل والمطعم وهي شجرة الحنظل ونحوها، (اجْتُثَّتْ) هذه الشجرة (مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) أي ثبوت فلا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة فهي ثمرة خبيثة. كذلك كلمة الكفر والمعاصي ليس لها ثبوت نافع في القلب، ولا تتثمر إلا كل قول خبيث وعمل خبيث يؤذي صاحبه ولا يصعد إلى الله منه عمل صالح، ولا ينفع نفسه، ولا ينتفع به غيره]. كيف أحافظ على شجرة الإيمان قوية يانعة ؟ بأمرين يتبينان بقولنا (يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان) وبيانه ما يلي الأول : بتعاهد هذه الشجرة بالسقي في كل وقت بالعلم النافع، والعمل الصالح، والتذكر والتفكر. الثاني : بتنقية هذه الشجرة من عوالق الذنوب والمعاصي والغفلة عن الآخرة بالإقلاع عن الذنب والتوبة والاستغفار وإتباعه بالأعمال الصالحة الماحية وكثرة ذكر الله تعالى يدل على زيادة الإيمان ونقصه قوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)(7). (1) انظر شرح الواسطية2/230، وأعلام السنة المنشورة ص45. (2) انظر مجموع الفتاوى 2/6. (3) سبق تخريجه رقم 106. (4) سورة إبراهيم 24،25. (5) 4/138. (6) سورة التوبة آية 124،125. http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (17) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم الخلق مع الله تعالى ( 2-9) أولاً : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله وحده رب كل شيء وخالقه ومليكه ، وأنه وحده المحيي المميت ، الرزاق ، المدبر ... الخ ، ويمكن تعريفه بأنه : توحيد الله تعالى بأفعاله . ومما يدل على توحيد الربوبية ما يلي : 1- الفطرة : فالله عز وجل فطر خلقه على الإقرار بربوبيته ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا )(1) ، فمهما عاند الإنسان واستكبر وأنكر ربوبية الله ، إذا أصابته ضائقة أو شدة دعا إلها واحداً سبحانه وتعالى ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )(2) . وقال عليه الصلاة والسلام ( كل مولود يولد على الفطرة )(3) . 2- دلالة الخلق على الخالق :فإن هذه المخلوقات وما فيها من بديع صنع وحكمة تدل على أن لها خالقاً متصفاً بصفات الكمال(4) . وقد ذكر سبحانه هذا الدليل القاطع في وقوله سبحانه ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ )(5) ، ولما سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه -قبل إسلامه- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآية قال : كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي(6) . هل الإقرار بتوحيد الربوبية وحده يكفي ؟ وهذا التوحيد أقره كفار قريش كما حكاه الله تعالى عنهم في قوله ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّا يُؤْفَكُونَ )(7) . لكن أشركوا مع الله عز وجل الأصنام وصرفوا لها بعض أنواع العبادة مع إقرارهم بتوحيد الربوبية فلم ينفعهم ذلك . وإنكار وجود الله لا يقوى عليه أحد لمخالفته للفطرة السوية والعقل السليم ، إلا ما وقع من الملاحدة الذين يدعون أن الكون وُجد صدفة ، لكن تُوجد طوائف أخرى أشركت في توحيد الربوبية من وجه آخر حين اعتقدت أن هناك من ينفع أو يضر غير الله تعالى من ولي أو قبر أو ملك أو جان أو حجر ونحوه ، فصرفت له أنواعاً من العبادة من ذبح ودعاء وتوسل وطواف ونحو ذلك . أو اعتقدت أن أحداً غير الله يعلم الغيب من كاهن أو عرّاف أو منجم ونحوهم . وبالجملة فإن كل من أشرك مع الله تعالى شيئاً في أفعاله من خلق أو ملك أو تدبير أو علم أو قدرة أو نفع أو ضر أو إحياء أو إماتة ونحو ذلك ، فهو مشرك في ربوبية الله ، فإن تقرب إلى ذلك الشيء بأي نوع من أنواع العبادة فقد أشرك أيضاً في توحيد الألوهية . (1) سورة الروم 30 . (2) سورة العنكبوت آية 65 . (3) أخرجه البخاري ح1358-3/219 فتح الباري ، ومسلم ح2658-4/4047 . (4) ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل ص147 وما بعدها عجائب مخلوقات الله تعالى تشهد أن لهذا الكون خالقاً متصفاً بصفات الكمال . (5) سورة الطور آية 35 . (6) أخرجه البخاري ك التفسير 6/49 . (7) سورة العنكبوت آية 61 . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (18) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم الخلق مع الله تعالى ( 3-9) ثانياً : توحيد الأسماء والصفات هو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه ، أو وصفه به رسوله ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل . قال سبحانه ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (1) وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )(2)، وقال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )(3). وفي الآية الثانية إثبات ونفي ؛ نفى سبحانه عن نفسه المثل ، وأثبت لنفسه سمعاً وبصراً ، وهذا منهج السلف الصالح ؛ فهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه ، وينفون عنه ما نفى عن نفسه . ومثاله قوله تعالى ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ... ) فأثبت سبحانه لنفسه الحياة والقيمومة ، ونفى عن نفسه السِّنة والنوم . ومعنى قولنا ( من غير تحريف ) التحريف صرف الكلام عن معناه المتبادر منه إلى معنى آخر لا يدل عليه اللفظ إلا باحتمال مرجوح . فنؤمن بصفاته وأسمائه بمعانيها من غير تحريف . ومعنى قولنا ( ولا تعطيل ) التعطيل هو نفي الصفات الإلهية ، بمعنى تعطيل الأسماء عن معانيها ، كأن يقال سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . ومعنى قولنا ( من غير تكييف ) أي من غير أن يُعتقد أن صفاته تعالى على كيفية كذا ، أو يسأل عنها بكيف ، فلا يعلم الكيفية إلا الله تعالى . ومعنى قولنا ( ولا تمثيل ) أي من غير اعتقاد أنها مثل صفات المخلوقين . أركان الإيمان بالأسماء والصفات : 1) الإيمان بالاسم . 2) الإيمان بما دلّ عليه الاسم من معنى 3) الإيمان بما يتعلق به من الآثار . فمثلاً نؤمن بأن الله تعالى رحيم ذو رحمة وسعت كل شيء ، ويرحم عباده ، قدير ذو قدرة ، ويقدر على كل شيء . دلالة الأسماء الحسنى : 1) دلالة مطابقة إذا فسرنا الاسم بجميع مدلوله 2) دلالة التزام : إذا استدللنا به على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها . مثال ذلك الخالق يدل على ذات الله وعلى صفة الخلق بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن ، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام ، وذلك لأن الخالق لا يمكن أن يخلق إلا وهو قادر ، وكذلك لا يمكن أن يخلق إلا وهو عالم . والرحمن دلالته على الرحمة والذات دلالة مطابقة ، وعلى أحدهما دلالة تضمن ، ودلالته على الأسماء التي لا توجد الرحمة إلا بثبوتها كالحياة والعلم والإرادة والقدرة ونحوها دلالة التزام(4) (1) الدعاء ثلاثة أقسام 1) أن تسأل الله بأسمائه وصفاته ، 2) أن تسأله بحاجتك وفقرك وذُلّك فتقول : أنا العبد الفقير المسكين الذليل المستجير ونحو ذلك ، 3) أن تسأل الله حاجتك ولا تذكر واحداً من الأمرين ، والأكمل جمع الأمور الثلاثة ، وهذه عامة أدعية النبي صلى الله عليه وسلم انظر شرح أسماء الله الحسنى للقحطاني ص49 . (2) سورة الأعراف آية 180 . (3) سورة الشورى آية 11 . (4) انظر شرح أسماء الله تعالى في كتاب معارج القبول 1/78 وما بعدها . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (19) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم الخلق مع الله تعالى ( 4-9) ثالثاً : توحيد الألوهية : وهو إفراد الله تعالى بالعبادة ، بألا تكون عبداً لغير الله ، فلا تعبد غير الله تعالى ، لا ملكاً ولا نبياً ولا شيخاً ولا أماً ولا أباً ولا غير ذلك ، ولا تكون عبداً لغير الله . والعبادة تطلق على أمرين ؛ على الفعل والمفعول ، فأما المفعول فهو المتعبد به ، وبهذا المعنى عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة (1). ولا تُقبل العبادة إلا بشرطين هما : الأول : أن يكون خالصاً لله تعالى . الثاني : أن يكون صواباً ؛ أي موافقة شرع الله تعالى ومتابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم . والدليل عليهما قوله تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )(2) ، وقال عليه الصلاة والسلام ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )(3) . قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً )(4) أخلصه وأصوبه. قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل؛ حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة(5) . وإطلاق العبادة على الفعل ، يعني التعبد وتعرّف العبادة بناء عليه بأنها : التذلل لله عز وجل حباً وتعظيماً ؛ بفعل أوامره واجتناب نواهيه(6) . والعبودية تعني الخضوع لله بالطاعة ، والتذلل له بالاستكانة(7) ، وكل مَن ذلّ لله عزّ بالله ، إذ هو عبد لمن بيده ملكوت السموات والأرض ، عبد لمن إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون ، عبد لمن إذا دخل في عبوديته أمن من كل ما يخاف ونال كل ما يريد ؛ وشتّان بين هذه العبودية وبين عبودية الأهواء والشهوات ، أو عبودية مَن لا حول له ولا قوة ؛ فهي خوف من مفارقة المعبود أو نقصانه أو فواته ، وهمٌ وشقاء في تحصيله ، قال سبحانه ( ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون )(8) وقال عليه الصلاة والسلام ( تعس عبد الدينار ، وعبد الدرهم ، وعبد الخميصة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش )(9) ومعنى العبودية لهذه الأشياء الشغف والولوع بها ، والاشتغال بجمعها وحفظها ، والاغتمام لفواتها أو قصورها ، وكأنه خادمها وعبدها ، ومَن كان كذلك لم يصدق في حقه إياك نعبد(10). وكمال العبودية لله تعالى بكمال الذل له والانقياد والطاعة ؛ لأنه يعلم أن ما قدره عليه ربه وقضاه ، أو أمره ونهاه فلأن لله تعالى الخلق والأمر .. وهو سبحانه حكيم في أمره وتدبيره ، وهو سبحانه لا يُسئل عما يفعل وهم يسئلون ، قال ابن القيم رحمه الله :[ إن مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد ، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلاً لله وانقياداً وطاعة ، ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل ، فهو ذليل لقهره ، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه ، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه ](11) . وكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته(12) . وقد نعت الله سبحانه بالعبودية كل من اصطفى من خلقه فقال ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )(13) وقال ( سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ..) (14)، وقال ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً )(15) . وبهذا يتضح أن للعبودية ركيزتين لا تتحقق إلا بهما هما ؛ الأولى : المحبة ، والثانية : الخضوع والتعظيم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :[ ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له ، ولو أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له ، كما قد يحب الرجل ولده وصديقه ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى ، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء ، بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله ، وكل ما أحب لغير الله فمحبته فاسدة ، وما عظم بغير أمر الله فتعظيمه باطل ](16) . سنتكلم عنهما بإذن الله في الحلقة القادمة (1) شرح العبودية ص6 . (2) سورة البينة آية 5 . (3) أخرجه البخاري ك الصلح باب إذا اصطلحوا على صلح جور ... ، ومسلم ك الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة (4) سورة الملك آية 2 . (5) شرح العبودية ص59 . (6) شرح الواسطية 1/25 . (7) تفسير ابن جرير 1/155 . (8) سورة الزمر آية 29 . (9) أخرجه البخاري باب الحراسة في الغزو في سبيل الله ح2730-3/1057 . (10) انظر فتح الباري 11/254 . ومعنى القطيفة: الثوب الذي له خمل ، الخميصة: الكساء المربع ، وأما قوله ( وإذا شيك فلا انتقش ) إذا أصابته شوكة فلا وجد مَن يخرجها منه بالمنقاش انظر الفتح 6/82 . (11) مفتاح دار السعادة 1/500 . (12) انظر شرح العبودية ص63 . (13) سورة ص آية 45 . (14) سورة الإسراء آية 1 . (15) سورة الفرقان آية 63 . (16) العبودية مع شرحها ص18 . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (20) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم الخلق مع الله تعالى ( 5-9) الركيزة الأولى : محبة الله تعالى من لوازم العبودية محبة الله تعالى لأنه سبحانه الخالق البارئ المنعم بالنعم التي لا تعد ولا تحصى ؛ وإليه سبحانه الملتجأ ، ولا حول ولا قوة للعبد إلا به سبحانه . علامات محبة العبد لله تعالى : 1-محبته أعظم من كل ما سواه ، قال الله عز وجل ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )(1) وقال عز وجل ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)(2) . 2. دوام ذكر الله وشكره ، يقول سبحانه في وصف المؤمنين بأنسهم بذكره سبحانه ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )(3) ، ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ... )(4) . 3. لزوم طاعته واجتناب معصيته ، فلما ادعى أقوام حب الله تعالى أنزل الله عز وجل آية تمتحن صدق حبهم لله تعالى وقد سماها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك بالممتحنة قال سبحانه ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )(5) . 4. الرجاء ؛ فإذا أحببت الله عز وجل رجوت ما عنده ، ورغبت فيما يُقرّب إليه سبحانه قال الله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم )(6)، والمؤمن يلتمس في كل أعماله رضا الله سبحانه ويرجو ثوابه ، وإذا وقع في الذنب ثم ندم وأقلع عنه واستغفر وتاب رجا مغفرة الله وعفوه الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، يقول سبحانه في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )(7) ، قال ابن حجر رحمه الله :[قال القرطبي في المفهم: قيل معنى ( ظن عبدي بي ) ظن الإجابة عند الدعاء ، وظن القبول عند التوبة ، وظن المغفرة عند الاستغفار ، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكً بصادق وعده ، ويؤيده قوله في الحديث الآخر ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ؛ فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر … وأما ظن المغفرة مع الإصرار فذلك محض الجهل والغرة وهو يجر إلى مذهب المرجئة ](8) . 5. وإذا أحببت الله جعلت حياتك ومماتك له ، قال سبحانه ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) يقول الحسن رحمه الله :[ ما ضربت ببصري ، ولا نطقت بلساني ، ولا بطشت بيدي ، ولا نهضت على قدمي ، حتى أنظر أ على طاعة أو على معصية ؟ فإن كانت على طاعة تقدمت ، وإن كانت على معصية تأخرت ](9) ، وكان بعض السلف يقول : إني لأحتسب نومي كما أحتسب قومتي . بمعنى أنه يرجو ثواب الله على نومه لأنه نام ليتقوى بهذا النوم على ما يرضي الله كما يرجو ثوابه على صلاته بالليل . محبة الله سبحانه وتعالى للعبد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ويُوضع له القبول في الأرض )(10). كيف نفوز بمحبة الله تعالى ؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال : مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي من آداء ما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ....)(11). الولي هو العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته ، وإذا أدى العبد الفرائض ودام على إتيان النوافل من صلاة وصيام وغيرهما أفضى به ذلك إلى محبة الله تعالى ، وقوله ( كنت سمعه ... ) أي توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء ، وتيسير المحبة له فيها ، بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء إلى اللهو بسمعه ، ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره ، ومن البطش فيما لا يحل له بيده ، ومن السعي إلى الباطل برجله ، ولئن سأل الله شيئاً ليعطينه ما سأل ، ولئن استعاذ به أعاذه(12) . (1) سورة البقرة آية 165 . (2) سورة البقرة آية 165 . (3) سورة الرعد آية 28 . (4) سورة آل عمران آية 191 . (5) سورة آل عمران آية 31 . (6) سورة البقرة آية 218 . (7) أخرجه البخاري باب قول الله تعالى ( ويحذركم الله نفسه) ح6970-6/2694 ، ومسلم باب الحث على ذكر الله تعالى ح 2675-4/2061 . (8) فتح الباري 13/386 . (9) جامع العلوم والحكم 1/155 . (10) أخرجه البخاري ك بدء الخلق باب ذكر الملائكة ح3209-6/303 فتح الباري . (11) أخرجه البخاري ك الرقاق باب التواضع ح6502-11/340 فتح الباري . (12) انظر فتح الباري 11/342-345 . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (24) الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر بسم الله الرحمن الرحيم الخلق مع الله تعالى ( 9-9 ) الشرك الأصغر : وهذا له أنواع كثيرة يمكن حصرها بما يأتي : أولاً قولي : أي ما كان باللسان ، ويدخل فيه ما يأتي : 1- الحلف بغير الله ، قال عليه الصلاة والسلام ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد )(1) ، وقال ( من حلف بالأمانة فليس منا )(2) . 2- قول ( ما شاء الله وشئت ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )(3)، ومثله قول لولا الله وفلان ، أو متوكل على الله وفلان ، أو هذا من بركات الله وبركاتك ....الخ . [ ولعل الضابط في هذا أن يكون الشيء مما يختص بالله جل وعلا ، فيعطف عليه غيره سبحانه لا على سبيل المشاركة ، وإنما بمجرد التسوية في اللفظ ، وأما إن كان يعتقد المشاركة فهذا يدخل تحت الشرك الأكبر ](4). 3- التعبيد لغير الله تعالى ، كعبد النبي وعبد الرسول ( إذا لم يقصد به حقيقة العبودية ) . 4- إسناد بعض الحوادث إلى غير الله تعالى ، مثل أن يقول : لولا وجود فلان لحصل كذا ، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص ، أو ي قول : لولا الله وفلان ، أو يقول مطرنا بنوء كذا وكذا ، قال عليه الصلاة والسلام ( قال الله تعالى : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ؛ فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب )(5). لأنه أنكر نعمة الله تعالى ونسبها إلى سبب لم يجعله الله تعالى سبباً(6) . ثانياً فعلي : وهو ما كان بأعمال الجوارح ، ويدخل فيه ما يلي : 1- الرقى المشتملة على الشرك ، وتعليق التمائم والتولة ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن الرقى والتمائم والتَّولة شرك ) (7) ، فإن اعتقد أنها سبب فقد أشرك شركاً أصغر ، وإن اعتقد أن لها تأثير لذاتها فقد أشرك شركاً أكبر . والضابط في الأشياء كلها مما تتخذ أسباباً لجلب نفع أو دفع ضر ؛ هو أنها إذا لم يكن لها تأثير بمقتضى الشرع أو العادة أو التجربة فإن اتخاذها لذلك شرك أصغر(8). 2- إتيان الكهان والعرّافين(9)، وسؤالهم دون تصديق لقوله عليه الصلاة والسلام ( مَن أتى عرّافاً فسأله ، لم تقبل له صلاة أربعينيوماً )(10)،وذلك لأنه وسيلة إلى الشرك ؛ إذ لو وقع مما أخبر به شيء ، اعتقده الناس عالماً بالغيب فصار شركاً أكبر(11). 3- التنجيم أي تعلم علم النجوم أو اعتقاد تأثير النجوم ؛ ويكون شركاً أصغر إذا اعتقد أنها سبباً لحدوث الخير والشر ، فإذا وقع شيء نسبه إلى النجوم ، أي بعد الوقوع ، أما إذا جعلها سبباً يدعي به علم الغيب كسعادة فلان أو شقاوته ونحوه لأنه وُلد في النجم الفلاني فهذا شرك أكبر إذ لا يعلم الغيب إلا الله تعالى(12). ثالثاً قلبي : وهو الرياء ، وهو قصد المدح والثناء أو شيئاً من الدنيا ومن أمثلته ما يلي : 1- أن يكون الرياء بالأعمال ، كمن يطيل صلاته لنظر الناس إليه ، أو يظهر صومه وصدقته ... طلباً لثناء الناس ومديحهم ، أو يتعلم العلم الشرعي لينال منصباً ، أو يواظب على الصلاة في المسجد لأجل وظيفة أو نكاح أو مسكن ... ، ونحو ذلك . 2- أن يكون الرياء من جهة القول ؛ كالرياء بالوعظ والتذكير ، أو تلاوة القرآن ... ونحو ذلك طلباً للسمعة والثناء . حكم الشرك الأصغر : أنه محرم ، بل هو أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر ، لكنه لا يخرج من ارتكبه عن ملة الإسلام . (1)- أخرجه أبو داود ك الأيمان والنذور باب كراهية الحلف بالآباء ح3248-3/219 ، وصححه السيوطي والألباني انظر صحيح الجامع الصغير ح7126-6/137 . (2) - أخرجه أبو داود ك الأيمان والنذور باب كراهية الحلف بالأمانة ح3253- 3/220 ، وأحمد 5/352 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح94-1/149 . (3) - أخرجه أبو داود ك الأدب باب لا يقال خبثت نفسي ح4980-4/297 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح137-1/214 . (4) - الشرك في القديم والحديث 1/170 . (5) -أخرجه البخاري ك الاستسقاء باب قول الله ( وتجعلون رزقكم ..) ح1038-2/522 مع الفتح ، ومسلم ك الإيمان باب كفر من قال مطرنا بالنوء 2/59 مع شرح النووي . (6) - انظر القول المفيد ص392 ، والشرك في القديم والحديث 1/170 . (7) - أخرجه أبو داود ك الطب باب في تعليق التمائم ح3883-4/9، وابن ماجه ك الطب باب تعليق التمائم ح3530-2/1166 ، وأحمد 1/381 ، والحاكم ك الطب 4/217 ، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ، ورمز لصحته السيوطي في الجامع الصغير ، وكذا صححه الألباني انظر صحيح الجامع الصغير ح1628-1/67 ، والرُّقية هي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة ، والمقصود بها هنا الرقى التي اشتملت على الشرك ، التمائم هي العوذ التي تعلق على الإنسان وغيره لدفع الآفات عنه من أي شيء كان ، سواء كان خيطاً أو خرزاً أو حلقة ونحو ذلك مما يلبس أو يعلق . انظر أحكام الرقى والتمائم ص27 و210 ، والقول المفيد ص112، وأعلام السنة المنشورة ص192 ، والتولة شيء يعلقونه على الزوج ، يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها والزوج إلى امرأته . انظر القول المفيد ص113 . (8) -انظر القول المفيد بتصرف ص106 . (9) - الكاهن هو من يخبر عن المغيبات في المستقبل ، والعراف هو من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ، انظر القول المفيد ص356 . (10) -أخرجه مسلم ك السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكاهن 14/227. (11) -هذا إذا لم يكن ما أخبروا به مما يستند إلى أمور حسية ، فإن كان كذلك فليس هو من علم الغيب . مثل أحوال الطقس ، وأوقات الخسوف . انظر القول المفيد ص344 . (12) - القول المفيد ص377 باختصار . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (26) الدكتورة إلهام بدر الجابرى بسم الله الرحمن الرحيم فقه الخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم (1-3) إن الأدب مع الرسول - صلى الله عليه وسلم- لا يجب فقط على الصحابة -رضوان الله عليهم- الذين عاشوا معه وصحبوه وإنما يجب الأدب على كل مسلم تجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة ويتمثل ذلك في عدة أمور هي ما يلي : الأول: الإيمـان بالنـبي -صلى الله عليه وسلم-: والإيمان به واجب قال –سبحانه-: ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا )(1) ، والإيمان به يقتضي أربعة أمور هي : تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله تعالى إلا بما شرع . 1-تصديقه في كل ما أخبر من أمر الماضي أو الحاضر أو المستقبل قال –سبحانه-: ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )(2). ولقد ضرب أبو بكر في ذلك أروع الأمثلة حتى لُقَّب بالصديق ، تقول عائشة -رضي الله عنها-: ( لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى ، أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتدّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه ، وسعوا بذلك إلى أبي بكر ، فقالوا : هل لك إلى صاحبك ، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أوَ قال ذلك ؟ قالوا : نعم ! قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أوَ تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟! قال : نعم ! إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي الصديق )(3). وكان النبي -صلى الله عليه وسلم - يدرك صدق إيمان أبي بكر وعمر به ويشيد بهما فقد قال يوماً لأصحابه ( بينما راعٍ في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها ، فالتفت إليه الذئب ، فقال له : مَن لها يوم السبع ليس لها راعٍ غيري ؟! وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ، فالتفتت إليه فكلمته فقالت : إني لم أُخلق لهذا ، ولكني خُلقت للحرث ، فقال الناس : سبحان الله ! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فإني أُومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب )(4). 2-طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وهذه الطاعة واجبة بأمر الله – تعالى- قال – سبحانه-: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم )(5) وجعل –سبحانه- طاعة نبيه طاعة له فقال: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )(6) وتوعّد من يعصه ويعص رسوله فقال: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً )(7)وقال –سبحانه-: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )(8)،بل إن التسليم التام لأمره وارتفاع الحرج عن الصدر هو حقيقة الإيمان قال –سبحانه-: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )(9). 3-ألا يُعبد الله إلا بما شرعه -صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )(10)، وقال -صلى الله عليه وسلم- ( مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )(11). قال ابن رجب رحمه الله تعالى :[ فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب ؛ فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله ، وكل مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء ](12)، وقال - عليه الصلاة والسلام-:(...فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)(13) . والبدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله –سبحانه- (14) . (1) - سورة التغابن آية 8 . (2) - سورة النجم آية 3 . (3) - أخرجه الحاكم باب أبو بكر بن أبي قحافة t ح4407- 3/65 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وصححه الألباني لشواهده في السلسلة الصحيحة ح 306. (4) - أخرجه البخاري باب استعمال البقر للحراثة ح2199-2/818 . (5) -سورة محمد آية 33 . (6) - سورة النساء آية 80 . (7) - سورة الجن آية 23 . (8) -سورة الحشر آية 7 . (9) - سورة النساء آية 65 . (10) - سورة آل عمران آية 31. (11) - أخرجه مسلم 2/1342 ح1718. (12) -جامع العلوم والحكم 1/176 . (13) - أخرجه أبو داود ك السنة باب في لزوم السنة ح6407-4/200 ، والترمذي ك العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة ح2676-5/44 ، وأحمد 4/126 ، والحاكم ح1/95 وقال صحيح ليس له علة ووافقه الذهبي . (14) - الاعتصام للشاطبي المختصر ص7 . http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/270.jpg السلسلة الثانية (أخلاق البيت السعيد) الحلقة (27) الدكتورة إلهام بدر الجابرى بسم الله الرحمن الرحيم فقه الخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم(2-3) الثاني/ محبتــه صلى الله عليه وسلم: ومحبته صلى الله عليه وسلم واجبة قال سبحانه ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )(1). قال القاضي عياض رحمه الله بعد أن أورد هذه الآية :[ فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ، ووجوب فرضها ، وعظم خطرها ، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله ، وتوعدهم بقوله تعالى ( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) ثم فسّقهم بتمام الآية ، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله ](2)، وقال عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )(3). وقد بلغ حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم مبلغاً عظيماً فلما سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ، ومن الماء البارد على الظمأ (4). واشتهرت مواقف وأقوال كثيرة للصحابة في حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل قائل يقول : لا عجب فهم رضي الله عنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وصحبوه فحق لهم أن يحبوه ، أما نحن فأنى لنا أن نبلغ مبلغهم في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟! وأترك الإجابة عن هذا التساؤل لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( مِن أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )(5). بواعث محبة النبي صلى الله عليه وسلم : 1- حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم نابع من حبنا لله تعالى قال ابن القيم رحمه الله تعالى :[ وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً لمحبة الله وتعظيمه ، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه ؛ فإن أمته يحبونه لمحبة الله له ، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له ، فهي محبة لله من موجبات محبة الله ، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ](6). 2- حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته كما قال سبحانه ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )(7). وقد ظهر هذا الحرص في صور عدة منها ؛ حرصه على تبليغ الدعوة وهداية أمته قال سبحانه ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً )(8). وحينما جاءه جبريل عليه السلام يبلغه بأن ملك الجبال يستأمره بما يصنع بكفار قريش وقد كذبوه وآذوه حتى بلغ به الأذى ما بلغ ( يا محمد إن الله قد سمع ول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليه الأخشبين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً )(9). ومنها حرصه على تخفيف التكاليف الشرعية عن أمته ولعل من أقرب الأمثلة على ذلك تخفيف الصلاة المفروضة من خمسين صلاة إلى خمس صلوات مع بقاء أجر الخمسين ، ولولا خشية الإطالة لسردنا الكثير من الأمثلة التي تظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التخفيف والتيسير وحسبنا قول الله تعالى ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم )(10). ومنها أنه بعث عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين قال سبحانه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )(11)، وقال سبحانه أيضاً ( بالمؤمنين رءوف رحيم )(12)، فكان مبعثه رحمة وحياته رحمة قال سبحانه ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )(13). وبه أخرج الله الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهدى. ومنها ادخاره دعوته لأمته فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها وإني اختبيء دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة )(14) . ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة ففي الحديث ( يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم _ إلى قوله – فيأتونني فانطلق حتى استأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله، ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حداً ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي – مثله – ثم أشفع ، فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ، ثم أعود الرابعة فأقول ما بقي في النار إلا مَن حبسه القرآن ووجب عليه الخلود ... )(15). 3- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة التي امتدحه بها الله سبحانه وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم )(16)، هذا الخلق الذي نالنا منه نصيب وافر ونحن لم نلقه ولم نره ؛ كدعائه صلى الله عليه وسلم لعامة أمته من لقيهم ومن لم يلقهم ، والشفاعة لكل من استحقها من أمته وإن لم يلقه ، وكذا أضحيته عمن لم يضح من أمته ، ورحمته بأمته التي ندركها في كثير من التكاليف الشرعية ، ووصيته بالنساء والضعفاء ونحوهم ، وكل من يقرأ في سيرته عليه الصلاة والسلام يتملكه الإعجاب به ومحبته بل إن معرفة كريم خلقه صلى الله عليه وسلم دفع الكثيرين إلى الدخول في الإسلام . 4- أن محبته صلى الله عليه وسلم من أجلّ القرب وأفضل الطاعات ، عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال ( يا أيها الناس ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ) قال : أُبي : فقلت يا رسول الله ، إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : ( ما شئت ) قلت : الربع ؟ قال : ( ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ) قلت : فالنصف ؟ قال : ( ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ) قلت : فالثلثين ؟ قال : ( ما شئت فإن زدت فهو خير لك ) قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : ( إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك )(17) . علامات صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم : 1- تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأوامره على من سواه وهذا معنى محبته أكثر من الولد والوالد والناس أجمعين ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )(18)، وقال سبحانه ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )(19). 2- الاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم والاستنان بسنته ، وقد عُرف هذا منذ القدم في الدلالة على المحبة فمازال الناس يتتبعون سنن مَن يحبون ويحاكونهم في عاداتهم وسلوكياتهم وهيئاتهم وإن لم يكونوا أهلاً للحب والاقتداء ، والناظر للمجتمع يرى من ذلك عجباً. ومما يساعد على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم مطالعة سيرته وإلا بأي شيء سيستن! 3- الصلاة والسلام عليه قال سبحانه ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )(20)، وقال صلى الله عليه وسلم ( البخيل مَن ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ )(21). 4- محبة حديثه وأهل بيته وصحابته ، فإن محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة أصحابه من محبته صلى الله عليه وسلم لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم . (1) - سورة التوبة آية 24 . (2) - الشفا بتعريف أحوال المصطفى 2/18 . (3) - أخرجه البخاري باب حب الرسول من الإيمان ح 15-1/14 ، ومسلم باب وجوب محبة النبي r أكثر من الأهل والولد والوالد ح44-1/67 . (4) - شرح الشفا ملا علي القاري 2/40 . (5) - أخرجه مسلم باب فيمن يود رؤية النبي r بأهله وماله ح 2832-4/2178 . (6) - جلاء الأفهام ص297 . (7) - سورة الأنبياء آية 107 . (8) - سورة الكهف آية 6 . (9) - أخرجه البخاري باب ما لقي النبي r من أذى المشركين ح3059-3/1180 . (10) - سورة الأعراف آية 157 . (11) - سورة الأنبياء آية 107 . (12) - سورة التوبة آية 128 . (13) - سورة الأنفال آية 33 . (14) - أخرجه البخاري باب لكل نبي دعوة مستجابة ح945-5/2323 ، ومسلم باب اختباء النبي r دعوة الشفاعة لأمته ح199-1/189. (15) - أخرجه البخاري باب قول الله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ح 4206-4/1624 ، ومسلم باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ح 193-1/180 . (16) - سورة القلم آية 4 . (17) - أخرجه الترمذي وحسنه ح2587 ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي ح1999 وفي الصحيحة ح954 . (18) - قال ابن حجر في الفتح 13/289 : أخرجه الحسن بن سفيان وغيره ورجاله ثقات وقد صححه النووي في آخر الأربعين . (19) - سورة الأحزاب آية 36 . (20) - سورة الأحزاب آية 56 . (21) - أخرجه الترمذي باب قول النبي r رغم أنف الرجل ح 3546- 5/551 وقال :حسن صحيح غريب ، وابن حبان ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي r ح 909-3/189 ، والنسائي في السنن الكبرى باب من البخيل ح 9883-6/19 ، وأحمد ح 1736- 1/201 http://majles.alukah.net/imgcache/2018/01/272.jpg |
الساعة الآن : 03:41 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour