ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   خواطرفي سبيل الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=318204)

ابوالوليد المسلم 15-09-2025 06:09 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 


خواطرفي سبيل الله (24)


محمد خير رمضان يوسف

• يا بني،
لو أعطيتُكَ مبلغًا من المالِ ماذا كنتَ تفعلُ به؟
إنك لو أنفقتَهُ على أصدقائكَ الطيبين فأنتَ كريم،
ولو اشتريتَ به كتبًا فأنتَ عليم،
ولو أعطيتَهُ للفقراءِ فأنتَ رحيم،
ولو استشرتني فيه فأنتَ حكيم.

• يا بني،
إذا صعدتَ سلَّمَ المكتبةِ فكنْ على حذر!
فلكَ أن تتأكدَ من الكتابِ الذي تريدهُ وأنت على السلَّم،
أما القراءةُ وأنت واقفٌ عليه ففيه خطورة،
فقد يَشردُ المرءُ أو يَدوخُ فيقع،
ولكنْ أنزلِ الكتابَ وأشِرْ إلى مكانه.

• الطفلُ الصغيرُ لا يعرفُ مصلحةَ الآخرين،
ولذلك فهو يَحسبُ أن كلَّ وقتِ أمِّهِ له،
كما يحسبُ أن كلَّ شيءٍ حولَهُ هو له،
يتصرَّفُ فيه كما يشاء،
ولذلك فهو يعبثُ كما يشاءُ ويَرمي ويكسرُ ما يريد،
وكلما كبرَ عرفَ كم هو قليلٌ ما يملك،
وعندما يخرجُ من الدنيا يعرفُ أنه فقدَ كلَّ شيءٍ كان يملكه!

• فنونُ الرسمِ والتلوينِ لا تَخرجُ عن صبغةِ الحياة،
والإبداعُ كلهُ لا يَخرجُ عن صيغةِ الحياة،
وإذا تطابقَ الرسمُ مع الواقعِ تمامًا،
تعجَّبَ الناسُ من الرسّامِ وقالوا: إنه مبدع،
والحقُّ أنه مقلِّد!

• دعاءٌ جميلٌ كان يدعو به عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه إذا أصبح،
قال: اللهم اجعلني من أعظمِ عبادِكَ عندكَ نصيبًا في كلِّ خيرٍ تَقسِمهُ الغَداة،
ونورٍ تَهدي به،
ورحمةٍ تَنشُرها ،
ورزقٍ تَبسُطه،
وضُرٍّ تَكشِفه،
وبلاءٍ ترفعه،
وفتنةٍ تَصرفُها.




ابوالوليد المسلم 15-09-2025 06:16 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (25)


محمد خير رمضان يوسف

• يا بني،
استفدْ من أجوبةِ العلماءِ في فتاويهم وتوجيهاتهم للشبابِ خاصة،
فإنهم يوجِّهونكَ بتوجيهاتِ الإسلام،
وغيرهم يتحدَّثُ من نفسه،
ومِن نظرياتِ الغربيين ومَن لا دينَ لهم.

• المهمُّ هو الموعظة،
والكلمةُ الطيبة،
والبلاغُ المبين،
وعندما تعظُ جماعةً فقلوبهم ليست كلُّها سواء،
فمنهم من يرقّ،
ومنهم من يخزنُ الكلامَ ويفكِّر،
ومنهم من يشردُ ولا يعرفُ ما قلت،
ومنهم من يأبَى من أوله.
فلسانُكَ لهم،
وقلوبهم عند الله،
فهو أعلم بمن يصلحُ للهدايةِ ومن لا يصلحُ لها.

• إذا رأيتَ المالَ وافرًا أمامكَ فلا تحسبَهُ خيرًا لك،
فقد يكونُ استدراجًا وفتنةً تُفتَنُ به،
مثلما كان السمكُ يكثرُ يومَ السبتِ لبني إسرائيلَ دون غيرهِ من الأيام،
وكان ممنوعًا صيدهم فيه،
ففُتنوا بهذه الكثرة،
وتحايلوا عليها حتى وقعوا في المحظور،
وعوقبوا على ذلك.

• الأبُ لا يبتعدُ عن أولادهِ إلا عند الضرورة،
فالتربيةُ والرقابةُ من جانبهِ لا بدَّ منها في الأسرة،
ووجودُ الأمِّ لا يكفي؛
لأن الأولادَ لا يخافون منها كما يخافون من الأب،
وقلبها لا يطاوعها على عقوبتهم العقوبةَ الرادعة.

• من أبرزِ أسبابِ التشبُّثِ بالضلال:
التقليد،
والعناد.
فقد وجدوا آباءَهم هكذا يفعلون ففعلوا مثلهم،
ولم يسألوا عن قيمةِ ما يفعلون ومنفعته،
أو صدقهِ أو كذبه،
أو حقِّهِ أو باطله!
فهو (تقليدٌ) وكفى!
وإذا جوبهوا بالحجَّةِ والدليلِ تمسَّكوا بباطلهم وعاندوا بدون دليل!
أو لجُّوا في الخصومةِ وجادلوا ليدفعوا به الحقّ!




ابوالوليد المسلم 15-09-2025 06:23 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (26)


محمد خير رمضان يوسف



• من الأدعيةِ الجامعة،
كما في صحيحِ مسلمٍ وغيره:
"اللهمَّ أَصلِحْ لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري،
وأصلِحْ لي دنيايَ التي فيها معاشي،
وأصلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادي،
واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ،
واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ".

• من اشتاقَ إلى الجنةِ لاحتْ على وجههِ علاماتُ الإيمان،
واتَّسمَ بالوداعةِ والهدوء،
وغابَ عن أعينِ الناسِ أوقاتًا يَعبدُ ربَّهُ ويناجيه،
ويبكي شوقًا.

• لو أن أهلَ العلمِ من محبِّي الكتب،
عرَّفَ كلٌّ بما لديهِ من كتب،
مما يكونُ له ميزةٌ وذكرى عنده،
كأنْ يكونَ سببَ هدايته،
أو أثَّرَ في نفسهِ ولم يغادره،
أو هو الوحيدُ في بابه،
أو أنه يحتوي على فقراتٍ في موضوعاتٍ معينةٍ مهمَّة،
ووضعَ المستفادَ منها في موقعه،
أو في صفحةِ التواصلِ عنده،
لأفادوا جميعًا وأثَّروا،
وأثمرَ صنيعُهم،
وأحدثوا ثقافةً جديرةً بالاهتمام.

• يا بني،
إذا قرعتَ بابَ دارٍ فقفْ على طرف،
حتى إذا فُتحَ لا تطَّلعُ على عوراتها.
فإذا دخلتَ فلا تحملقْ بعينيكَ هنا وهناك،
ولكن انظرْ أمامكَ وحيثُ يدلُّكَ عليه المضيف.

• من أعجبِ ما أرى في سياسةِ دولٍ ما،
أنها تثقُ بالعدوِّ وتشكُّ في الأخِ والصديق،
وتمارسُ سياستها على هذا الأساس!
فتصادقُ العدو،
وتعادي الصديق،
ويحدثُ هذا عندما تختلُّ الموازين.




ابوالوليد المسلم 15-09-2025 06:31 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (27)


محمد خير رمضان يوسف






• أكبرُ نعمةٍ على الإنسِ عامةً هو أعظمُ كتابٍ على وجهِ الأرض،
إنه القرآنُ الكريم،
كتابُ ربِّ العالمين،
فيه دعوتُهم إلى الحق،
وتحذيرهم من الباطل،
فيه بيانُ طريقِ الجنة،
والتحذيرُ من طرائقِ الشيطانِ وما يؤدِّي إلى النار،
من عملَ به استقامَ وفاز،
ومن أعرضَ عنه غوَى وكُتبَ عليه الخسران.

• العلمُ أغلَى من المال،
ومع ذلك يوزِّعهُ كثيرٌ من العلماءِ بلا مقابل،
لكن كثيرًا من الناسِ لا يريدونه،
أو لا يأبهون به،
أما إذا وزِّعَ المال،
فحدِّثْ عن المقبلين عليه ولا حرج!

• أمرُ الأُنسِ في نفسِ الإنسانِ عجيب!
إنه يستوحشُ إذا كان وحدَهُ في غرفةٍ ولو في وسطِ البلد!
ويستوحشُ الطريقَ إذا لم يجدْ أحدًا،
فإذا رأي طيرًا استأنسَ به،
بل هو يستأنسُ حتى بفراشة!
إنها الحياةُ التي تجري في عروقه،
فهو يستأنسُ بما هو حيّ!

• أصلُ الخوفِ عند الإنسانِ هو من حرصهِ على حياته،
وخشيةَ أن يُصابَ بأذى،
فإذا عرفَ أنه لا يُصابُ لم يَخف،
والشعورُ المفاجئُ عندهُ بالخوف،
هو انفعالٌ نفسيٌّ نتيجةَ الصدمةِ التي لم يَحسبْ فيها حسابَهُ ليكونَ مهيَّئًا للدفاعِ عن نفسه.

• إذا جوبهتَ فتشجَّعْ وتقدَّم،
وإذا حاربتَ فصوِّبْ وكبِّر،
وإذا انتصرتَ فاشكرْ وتواضع،
وإذا تكلَّمتَ فأفصحْ وأوجز،
وإذا علِمتَ فادعُ وعلِّم،
وإذا كتبتَ فاضبطْ وبيِّن،
وإذا استغنيتَ فجُدْ وتصدَّق،
وإذا مرضتَ فاصبرْ وادعُ،
وإذا أذنبتَ فتبْ واستغفر.




ابوالوليد المسلم 16-09-2025 08:00 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (28)


محمد خير رمضان يوسف





• دعا إبراهيمُ خليلُ الرحمنِ دعاءً عظيمًا يليقُ بمكانتهِ كأبٍ للأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلام، فقال:
{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} سورةُ الشعراء: 84
أي: واجعلْ لي ذِكرًا جميلاً،
وثناءً حسنًا،
وقَبولاً عامًّا في الأُممِ التي تَجيءُ بعدي.
وقد استجابَ الله دعاءه،
فالدياناتُ السماويةُ تذكرهُ بإجلال،
وحتى الفِرق،
وتواريخُ البشر.

• لا تخلو النفوسُ من أحقادٍ ودخائلَ وضغائن،
فليدْعُ المسلمُ وليقل،
كما في الحديثِ الصحيح،
الذي رواهُ مسلمٌ وغيره:
"اللهمَّ آتِ نفسي تقواها،
وزكِّها،
أنتَ خيرُ مَن زكَّاها،
أنتَ وليُّها ومَولاها".

• يا بني،
بين الغداةِ والعشيِّ ساعاتٌ طويلة،
لا تدري كم خطوةً حسنةً خطَوتَها أمامك،
وكم جريرةً جرَرتها خلفك،
فلا تَنمْ قبلَ أن تستغفرَ الله وتتوبَ إليه،
وتدعوَهُ أن يتقبَّلَ منكَ صالحَ العمل،
إنه يقبلُ التوبةَ والأعمالَ الحسنةَ من عبادهِ المؤمنين.

• لا بدَّ للأبِ أن يتثقَّف،
وأن يأخذَ حظًّا لا بأسَ به من العلم،
فإن أسئلةَ الأولادِ تنهمرِ عليه وهم ما زالوا في سنِّ الطفولة،
وهم يثقون بأبيهم أكثرَ من كلِّ شخص،
وهذه الأسئلةُ هي من أعظمِ فرصِ التربيةِ والتوجيهِ والتعليمِ لهم،
فإذا كان الأبُ متعلِّمًا مثقَّفًا استطاعَ أن يربِّيَ أولادَهُ بذلك تربيةً حسنة،
وإذا لم يكنْ متسلِّحًا بذلك لم يقدرْ عليها،
ويبقَى الأولادُ في مهبِّ رياحِ الثقافاتِ الخارجية،
إلا إذا تربَّوا في حلقاتِ العلمِ والقرآن.

• الدورانُ حولَ الدينارِ والدرهمِ يدوِّخ،
فلا بدَّ من الراحةِ للتفكًّرِ الجادّ،
ومعرفةِ الهدفِ من الحياة،
والغايةِ من الخَلق،
ليستقيمَ العقل،
ويستيقظَ الضمير،
وتستريحَ النفس،
ويطمئنَّ القلب.



ابوالوليد المسلم 16-09-2025 08:05 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (29)


محمد خير رمضان يوسف





• من أسماءِ الله الحسنَى: الظاهر، والباطن.
أي: هو الظَّاهِرُ في وجودهِ بالدَّلائلِ القطعيَّة،
فليسَ فوقَ ظُهورهِ شيء،
لدلالةِ الآياتِ الباهرةِ عليه.
وهو الباطِنُ فليسَ دونَهُ شيء،
فلا أحدَ يُدرِكُ كُنهَهُ سبحانه،
لا عقلاً ولا حسًّا.

• هناك أخلاقٌ غيرُ مرغوبةٍ لدَى البعض،
مغروسةٌ في النفس،
والذي يخفِّفُ منها إيمانٌ صادقٌ وعملٌ صالح،
وتشبُّهٌ وتحلُّمٌ وتصبُّر.

• إذا اغتربتَ عن ديارِكَ اشتقتَ إلى الأهلِ في أولِ عهدك،
فإذا طالَ الأمدُ نسيت،
واندمجتَ مع الواقع،
وصرتَ من أهلِ البلد،
وربما تخلَّقتَ بأخلاقهم،
واستحسنتَ عاداتهم،
فكيف تكونُ حالُ أحفادِكَ من الطبقةِ الثانيةِ والثالثةِ والسادسةِ بعدك؟
وهكذا كان الذين { أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة الحديد: 16].
فاحذروا أيها المغتربون من طولِ العهد،
وحافظوا على قلوبكم من الضلال،
وعلى نفوسِكم ونفوسِ أولادكم من الانحراف.

• تمتدُّ بكَ الهمومُ ما لم تُفق،
وما لم تذكرِ الله،
فإن بعضها ينفخُ فيها الشيطانُ فتكبر،
وما هي سوى هواجسَ وزفراتٍ كالبخار،
تعلو وتطيرُ ثم تغيب،
فليستْ بشيء،
وهكذا قد تكونُ نصفُ همومك!

• إذا أنذرتَ شخصًا غافلاً بأن أمامَهُ حفرة،
ولكنهُ لم يأبَهْ بكلامك،
فوقعَ في الحفرة،
فمن يلوم؟
كذلك إذا أنذرتَ الناس،
وقلتَ إن حفرًا عميقةً من النيرانِ تنتظرُ من يؤثِرُ معصيةَ الله على طاعته،
فاستهزأَ بعضُهم بكلامِك،
ومضَى مطاوعًا نفسَهُ وهواه،
فلا يلومنَّ سوَى نفسهِ يومَ القيامة.




ابوالوليد المسلم 16-09-2025 08:12 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (30)


محمد خير رمضان يوسف

• يا بني،
إذا شغلتكَ آلامُكَ أو آلامُ مجتمعِكَ حتى قعدَتْ بكَ فأحبطتْكَ فقد خسرت،
لكنْ ينبغي أن تكونَ ذا عزمٍ وإرادةٍ وأعصابٍ قويَّة،
فتدفعُكَ همَّتُكَ إلى التخلُّصِ من تلك الآلام،
أو تُسهِمُ في الخلاصِ منها على الأقلّ.

• يا بني،
هناك في كلِّ طريقٍ رئيسٍ ما يتفرَّعُ منها،
تسمَّى بُنَيَّاتُ الطريق،
فإذا سلكتَ الطريقَ وانحرفتَ إلى تلك الفروعِ تأخَّرت،
أو انحرفت،
أو لم تصل،
فإيّاكَ وإيّاك.

• بشَّرَ الله تعالَ نبيَّهُ إبراهيمَ عليه السلامُ بيعقوبَ أيضًا،
مع أنه ابنُ ابنهِ إسحاق؛
وهذا لأن الأجدادَ يفرحون بأحفادهم ويأنسون بهم كثيرًا،
وتبتهجُ قلوبُهم برؤيتهم،
وكأنهم يرون فيهم تجديدًا لحياتهم،
أو استمرارًا لها،
وكان معها بشرَى أخرى عظيمة،
هي إخبارُ إبراهيمَ بأن يعقوبَ سيكونُ نبيًّا أيضًا،
مثلَهُ ومثلَ إسحاق،
عليهمُ الصلاةُ والسلام،
فاكتملتِ الفرحةُ بفضلِ الله وبرحمته!

• تذكيرٌ بقولهِ تعالَى:
{إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى}
{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى}
سورةُ طه: 74 -75.
والمجرم: المشرك، أو الكافر.

• لا يعجبنَّكَ ثلاثةٌ في ثلاثة:
كسلٌ في علم،
وخدعةٌ في تجارة،
وبطشٌ في انتقام.
يقولُ الله تعالَى في هذا الأخير:
{وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [سورة الشعراء: 130]
أي: وإذا أخذتُم شيئًا،
أو عاقبتُم على أمر،
فضربتُم أو انتَقمتُم،
فعَلتُم ذلكَ بقوَّةٍ وغِلْظة،
وجبَروتٍ وغضَب،
دونَ مراعاةِ أدبٍ أو حسابِ أثَرٍ مكروهٍ له.
(الواضح في التفسير).



ابوالوليد المسلم 16-09-2025 08:27 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (31)


محمد خير رمضان يوسف

• يا بني،
إذا نظرتَ أمامكَ فسترَى خَلقًا كثيرًا،
وإذا نظرتَ خلفكَ فسترى مثلَ ذلك،
وبين هؤلاءِ وهؤلاءِ من هو أعلَى منك،
ومن هو دونك،
فانظرْ نفسكَ في خضمِّ هذه الحياةِ أين تحبُّ أن تكون؟

• الصباحُ يجدِّدُ نشاطك،
والظُّهرُ يُتعبك،
والمساءُ يُريحك،
فأنتَ بين نشاطٍ وتعبٍ وراحة،
حتى يأتيَ عليكَ يومٌ يتغيَّرُ فيه الزمانُ والمكان.

• كيف تجدِّدُ حياتكَ وأنتَ حزينٌ مهموم؟
إن المسلمَ يتغلَّبُ على ذلك بإيمانهِ وصبره،
وهو يعلمُ أن الأمورَ لا تبقَى كما هي،
وما عليه سوى أن يتحرَّكَ ويتوكَّل،
والله يقدِّرُ له الخير،
مادامَ قلبهُ متعلِّقًا به وبقدرته.

• إذا بدتْ صفحتُكَ بيضاءَ للناس،
وهي سوداءُ عندكَ وعند الله،
فلن تلبثَ أن تُكتَشف،
أو جزءٌ منها،
واعلمْ أن سترَ الله عليكَ قد لا يستمرّ،
فقد أعطاكَ مهلةً كافيةً لتنتزعَ منها.

• تكونُ هناك أمورٌ تؤرقني،
عندما أعجزُ عن حلِّها،
وأتحيَّرُ فيها،
فأدَعُها لربِّي ليكشفَها عني،
وقد فوَّضتُ أمري إليه،
ووجَّهتُ وجهي إليه،
فأنساها،
أو أتناساها،
فتُحَلُّ بفضلهِ سبحانه،
بعضها دون أن أشعرَ بها!
وكثيرٌ منها تُحَلُّ بعد العودةِ من المسجد!



ابوالوليد المسلم 19-09-2025 05:53 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (32)


محمد خير رمضان يوسف


• إذا طلبَ الصغيرُ لعبةَ أختهِ ولم تُعطهِ بكى،
فإذا كان الأبُ مبتلًى بالقضاءِ بينهما،
أخذَ اللعبةَ من بين يدَي الطفلةِ وأعطاها للولدِ ليسكت،
ولكنَّ الطفلةَ صارتْ تبكي!
فيصيحُ في وجهِ المسكينة،
أو يقومُ وهو غضبان!
لا يدري كيف يتصرَّفُ معهما!
أما الأمُّ فتعطي لعبةً أخرى مناسبةً للصغيرِ وتحمله،
فإذا أصرَّ أمدَّتهُ بقطعةِ حلاوةٍ بعيدًا عن عينِ أخته،
فيسكتُ ويَضحك،
والطفلةُ تظنُّ أنها المنتصرة؛
لأنها أصرَّت على الاحتفاظِ بلعبتها ونجحتْ في ذلك!
ومع ذلك فإن الرجلَ يقدِّمُ نفسَهُ على أنه صاحبُ النظرياتِ الأقوى في التربية،
وخاصَّةً ما يتعلَّقُ بالصغار،
والأمُّ تسكتُ احترامًا لشعوره،
ولكنها تقدِّمُ عمليًّا أكبرَ برهانٍ على مكانتها وريادتها!

• تبرعت شركةٌ بالدعايةِ لشركةٍ أخرى لتُجمَعَ لها الأموالُ لأنها أفلست،
فلم يُجمعْ لها شيءٌ يُذكر!
فماتت!
وكانت شركةً مثالية،
تدعمُ الأعمالَ الخيريةَ قبلَ كلِّ الشركات،
وحصَّتُها في ذلك أكثرُ من كلِّها!
أما علمتَ ذلك الرجلَ الغنيَّ الذي أُصيبتْ زوجتهُ بسرطانِ الثدي،
وخشيَ عليها من الموت،
فأنفقَ عليها الملايينَ حتى شُفيت،
ثم دعمَ مؤسَّساتِ البحثِ والطبِّ بملايين أخرى لتطويرِ أعمالها في ذلك،
حتى تستفيدَ منها المريضاتُ بسرطانِ الثدي كلُّهنّ،
وقد أفلستْ شركتهُ بعد ذلك،
ربما لدعمهِ العملَ الخيريَّ بسخاءٍ كبير،
وغدا صُفرَ اليدين،
فتركتهُ زوجتهُ لفقره،
وقابلتْ وفاءَهُ بغدرٍ وحرمان،
وبحثَ هو عن دارِ رعايةٍ اجتماعيةٍ ليُمضيَ فيها بقيةَ حياته!



ابوالوليد المسلم 19-09-2025 06:24 PM

رد: خواطرفي سبيل الله
 
خواطرفي سبيل الله (33)


محمد خير رمضان يوسف

• الصبرُ صعب،
ولذلك كان أجرهُ كبيرًا لا يوصَف،
يقولُ ربُّنا سبحانَهُ وتعالَى:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} سورة الزمر: 10.
وكذلك الصومُ صعب،
فهو يحتاجُ إلى صبرٍ على الجوعِ والعطش،
وجزاؤهُ أيضًا كبيرٌ لا يقدَّر،
ومُجزيهِ هو الربُّ ذو الفضائلِ العظيمة،
لا غيره،
يقولُ سبحانهُ وتعالَى في الحديثِ القدسيِّ الصحيح:
"الصومُ لي وأنا أَجزي به".

• إذا مشيتَ حولَ الكرةِ الأرضيَّةِ في خطٍّ مستقيم،
فسترجعُ إلى النقطةِ نفسِها التي انطلقتَ منها،
وستدخلُ إلى البابِ نفسهِ الذي خرجتَ منه،
وكذلك هي الدنيا التي تدورُ حولَها،
ولدتَ فيها وستموتَ فيها،
ولدتَ عاريًا وستموتُ عاريًا،
ولدتَ بلا قوَّةٍ ومُتَّ بلا قوَّة،
ولدتَ بلا مالٍ ودُفنتَ بلا مال..
ولا تنسَ:
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ،
وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ،
وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}.
سورة طه: 55.

• يا بني،
لا صوتَ للكتابِ حتى يناديَكَ مثلَ القنواتِ والإذاعات،
فإنه رزينٌ هادئ،
لا يُثقِلُ على أحدٍ ولا يُزعجه،
ولكنْ بين سطورهِ علمٌ يَثقُل،
وأدبٌ جمٌّ وخُلق،
وتجربةٌ وحِكمة!

• يا بني،
لتكنْ لكَ جولاتٌ بين الكتب،
وأسلوبٌ تحبِّبُها إلى زملائك،
فاسألهم عن معلوماتٍ ومصدرِها،
فإذا لم يعرفوا فاذكرْ لهم عنوانَ الكتابِ الذي يحتوي عليها واسمَ مؤلفه،
وسيكونُ هذا مدخلاً لكَ إلى ثقافةٍ جادَّةٍ تبثُّها في جلساتِكَ مع أصحابك،
وإشغالهم بما ينفع.

• ثلاثةٌ لا تَحضرْ مائدتهم:
البخيل،
والمنّان،
وصاحبُ عملٍ حرام.
فالبخيلُ يعدُّ لُقَمك،
ويقومُ قبلك.
والمنّانُ يمنُّ عليكَ غدًا،
ويذكرُ أفضالَهُ عليكَ ولو بأكلة!
وصاحبُ العملِ الحرامِ يقدِّمُ لكَ طعامًا حرامًا؛
لأنه من كدِّهِ الحرام.




الساعة الآن : 07:20 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 58.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.49 كيلو بايت... تم توفير 0.51 كيلو بايت...بمعدل (0.89%)]