ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=194121)

ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:18 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(176)


- باب جامع ما جاء في القرآن [1]

جاءت السنة ببيان كيفية مجيء الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والحالات التي يأتيه بها؛ فأحياناً مثل صلصلة الجرس وهو أشده على رسول الله، وأحياناً كان يأتي في مثل صورة رجل فيلقيه إليه. لذلك كان عليه الصلاة والسلام يتعجل قراءته خوفاً من نسيانه؛ فنهاه الله عن ذلك.
جامع ما جاء في القرآن

شرح حديث عائشة في صور نزول الوحي على النبي

قال المصنف رحمه الله تعالى: [جامع ما جاء في القرآن.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: (سأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ قال: في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت عنه، وهو أشده علي، وأحياناً يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي)].يقول النسائي رحمه الله: باب جامع ما جاء في القرآن.لما ذكر النسائي رحمه الله التراجم المختلفة المتعلقة بقراءة الفاتحة، ثم يذكر بعد هذه الترجمة ما يتعلق بقراءة السور في الصلوات بعد الفاتحة، ذكر ما يتعلق بالقرآن من حيث بعض الأحكام المتعلقة فيه؛ مثل كيفية نزول الوحي، ونزوله على سبعة أحرف، ثم المحافظة عليه من النسيان، فهي أحكام متعلقة بالقرآن، ذُكرت هنا بمناسبة القراءة في الصلاة بعد قراءة الفاتحة وما يتعلق بها، وقبل قراءة السور مع الفاتحة التي تقرأ في الصلوات المختلفة، هذا هو المراد من هذه الترجمة.يعني: أن الشيء بالشيء يذكر، لما كان الكلام في القراءة في الصلاة، جاء الكلام عن القرآن من حيث كيفية نزوله، ومن حيث كونه نزل على سبعة أحرف، ومن حيث المحافظة عليه، وعدم نسيانه لمن وفقه الله لحفظه. وقد أورد النسائي رحمه الله في أول ما أورد حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: يأتيني مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي بصورة فتى فينبذه إليه)، يعني: يلقيه إليه، أي: الوحي الذي أوحاه الله عز وجل إليه.وهذا الحديث أعم من الترجمة؛ لأن الترجمة تتعلق بالقرآن، وهذا الحديث يتعلق بالوحي، والوحي يكون قرآناً وغير قرآن.قوله: [ سأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ ] الحارث بن هشام، مخزومي، من مسلمة الفتح، وهو أخو أبي جهل ، وقد من الله عليه بالإسلام فأسلم عام الفتح، وأما أبو جهل فبقي على كفره حتى مات كافراً والعياذ بالله، والحارث بن هشام هنا ليس من رواة الحديث، بل الحديث عن عائشة رضي الله عنها، ولكن الحارث بن هشام له ذكر؛ يعني: جاء ذكره في الصحيحين، وهنا في النسائي، وحديثه عند ابن ماجه فقط، لكن ليس له رواية في هذا الحديث الذي معنا؛ لأنه من مسند عائشة، وليس من مسند الحارث بن هشام، ولهذا الحافظ ابن حجر في ترجمته قال: له ذكر في الصحيحين في السؤال عن كيفية مجيء الوحي، الذي هو هذا الحديث في صحيح مسلم، والحديث الذي يأتي في صحيح البخاري.
الصور التي ينزل بها الوحي
ولما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن كيفية مجيء الوحي إليه؟ قال: [ أحياناً يأتيه مثل صلصلة الجرس]، يعني: أنه صوت متدارك متتابع لا يفهم من أول وهلة، وقال: [وهذا أشده علي]، وهذا يدل على أن الوحي، أو أن مجيئه إليه فيه عليه شدة، ولكن بعضه أشد من بعض، وهذا أشده؛ يأتيه بمثل صلصلة الجرس، يعني: أنه صوت متتابع لا يُفهم ولا يعقل من أول وهلة، بل يحتاج إلى شدة، وإلى الحصول عليه، وفهمه ليس بالشيء الهين.وأحياناً يتمثل له الملك - الذي هو جبريل - على صورة فتى، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على صورة دحية بن خليفة الكلبي، وكان رجلاً وسيماً، من أجمل أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأحياناً: كان يأتي إليه على صورة رجل غير معروف، كما جاء في حديث جبريل المشهور أول حديث في كتاب الإيمان؛ أول حديث في صحيح مسلم؛ وهو: السؤال عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، حيث قال فيه عمر رضي الله عنه: (بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ دخل علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد)، يعني: صورة رجل مجهول غير معروف، فهو يأتي على صورة رجل، ويتمثل بصورة رجل، والملائكة تتمثل بصورة الرجال، وجبريل كان يتمثل بصورة بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم المعروفين كـدحية، وأحياناً يكون يأتي على صورة رجل غير معروف للصحابة، كما جاء في حديث جبريل.وقد جاء جبريل إلى مريم، على صورة بشر كما جاء قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا [مريم:16-17]، جاء على صورة بشر سوي، ثم أيضاً الملائكة الذين جاءوا إلى إبراهيم، وإلى لوط، جاءوا على صورة بشر، ولهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أعد لهم الضيافة، وطبخ لهم عجلاً، وقدمه إليهم وقال: أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ [الذاريات:27-28]، وعلم أنهم ملائكة، فجاءوا على صورة بشر، وكذلك جاءوا إلى لوط على صورة البشر، فالملائكة يتمثلون على صور البشر، ويأتون على صور البشر، والحديث الذي معنا فيه أنه يأتيه على صورة فتى فينبذه إليه، يعني: يلقي الوحي عليه.إذاً: الحديث اشتمل على بيان صورتين من صور مجيء الوحي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ إحداها: أنه يأتي مثل صلصلة الجرس، يعني أنه صوت متتابع متدارك لا يفهم لأول وهلة، والثاني: أنه يأتي على صورة رجل ويلقي عليه القرآن، ويلقي عليه الوحي، فيأخذه منه وهو على صورة بشر.وللوحي صفات أخرى يأتي بها؛ مثل كونه يسمع عنده دوي كدوي النحل، وكونه ينفث في روعه، وكونه يأتيه في المنام، ورؤيا الأنبياء وحي وحق، فما يحصل لهم في المنام فهو وحي.والحديث اشتمل على ذكر هاتين الصورتين من صور مجيء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم مما يذكر عند هذا الحديث أن الوحي محمود، بل إن الوحي به حياة القلوب، والجرس مذموم، وقد جاء ذمه، وأن الملائكة لا تتبع الرفقة الذين معهم جرس، والدواب التي علقت عليها الأجراس، فهو مذموم، وهنا جاء تشبيه ذلك الشيء المحمود بذلك الشيء المذموم، فكيف يكون التشبيه بما هو محمود لما هو مذموم؟وقد أجيب عن هذا: بأن التشبيه لا يكون من جميع الوجوه، وإنما يكون من بعض الوجوه التي فيها التتابع؛ وهو تتابع الصوت والتدارك، وهو شيء معهود عند الناس، فمثل لهم بشيء يعهدونه، ومحل الشاهد أو المقصود من التمثيل: هو التتابع الذي يكون في الصوت، يعني: صوت متدارك متتابع لا يفهم منه الشيء من أول وهلة، قالوا هذا في الجواب عن هذا الإستشكال الذي هو تشبيه ما هو محمود بما هو مذموم.
تراجم رجال إسناد حديث عائشة في صور نزول الوحي على النبي
قوله: [ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].إسحاق بن إبراهيم هو: ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، المحدث، الفقيه، الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو أحد الأفراد القلائل الذين ظفروا بهذا اللقب، وبهذا الوصف؛ وهو أنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً، وكلمة: (راهويه) وما شابهها، هذه من الألفاظ التي ختمت بالواو والياء والهاء، والمحدثون ينطقون بها بالواو الساكنة المضموم ما قبلها، وبعدها ياء مفتوحة وآخرها هاء، وأما أهل اللغة فينطقونها مفتوحة الواو والياء ساكنة، وهي المختومة بـ(ويه)، المحدثون يقولون: راهويّه، وأهل اللغة يقولون: راهوْيَه.[أنبأنا سفيان].سفيان هو ابن عيينة، جاء مسمىً في الإسناد في صحيح مسلم؛ لأن مسلماً رحمه الله روى هذا الحديث في صحيحه، وفيه تسمية سفيان، بأنه ابن عيينة وتعيينه، وقد عرفنا أن الاسم المهمل الذي لم ينسب، والذي هو يشترك مع غيره، طريقة تمييز المهمل: أن ينظر في الأسانيد الأخرى للحديث نفسه، فقد يكون في بعض الأسانيد تسمية، أو نسبة ذلك الرجل المهمل كما هنا، فإنه نسب في الإسناد في صحيح مسلم، نفس الإسناد والحديث جاء في صحيح مسلم وفيه تسميته بأنه ابن عيينة.ومن الطرق التي ذكرتها فيما مضى: معرفة الشيوخ والتلاميذ، وإذا كان الشيوخ فيهم من يسمى سفيان، أو التلاميذ فيهم من يسمى سفيان، ينظر لمن يكون لأحدهما به اختصاص؛ من كونه مكثراً من الرواية عنه، وملازماً له، وكونه من أهل بلده، وما إلى ذلك من الأمور التي يكون بها تمييز المهمل.الحاصل: أن سفيان الذي معنا يحتمل ابن عيينة، ويحتمل الثوري، جاء الإسناد في صحيح مسلم معيناً أنه ابن عيينة، وعلى هذا: فقد ميز ذلك المهمل بأنه ابن عيينة وليس الثوري، وسفيان بن عيينة ثقة، حجة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن هشام بن عروة].هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أبيه]هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو من فقهاء التابعين، بل هو أحد الفقهاء السبعة في المدينة، المشهورين في عصر التابعين، وعروة بن الزبير منهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن عائشة أم المؤمنين]. هي خالته؛ لأن عروة هو ابن أسماء بنت أبي بكر، وأسماء أخت عائشة، فهو يروي عن خالته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، وهي الصحابية الوحيدة التي روت الحديث الكثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ترو امرأة من الحديث مثل ما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

يتبع

ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:18 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح حديث عائشة في صور نزول الوحي على النبي من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له عن ابن القاسم أنه قال: حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً)].هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهو بمعنى الحديث الذي قبله، والسائل هو نفس السائل؛ الحارث بن هشام: [كيف يأتيك الوحي؟ قال: أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت ما قال]، (يفصم) يعني: ينتهي وينقطع وقد وعى؛ أي: بعد ما ينتهي من الوحي يكون قد وعى ما قال، [وأحياناً يأتيه على صورة رجل، فيكلمه فيعي ما يقول]، فهو مثل الذي قبله تماماً، ويدل الحديث على أن السائل إذا سئل عن شيء يحتمل التفصيل فإنه يجيب بالتفصيل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن كيفية نزول الوحي، والكيفية لها صور متعددة، ولها تفصيل، ذكر أهم هذه الصور التي هي حالة كونها كصلصلة الجرس، وكونه يأتيه على صورة بشر.وقالت عائشة رضي الله عنها: (ولقد رأيته في اليوم الشديد البرد وإن جبينه ليتفصد عرقاً). يعني: أنه يلاقي شدة، ففي اليوم الشاتي الشديد البرودة يحصل له العرق، الذي عادة إنما يأتي في الصيف، وفي وقت شدة الحر، فهو يأتيه في وقت شدة البرد، وذلك لما يعانيه من المشقة عند نزول الوحي، فكان في اليوم الشاتي الشديد البرد يتفصد جبينه عرقاً؛ يعني: يصب العرق منه كما يصب الدم من الشخص الذي فصد، فيخرج الدم من عرقه بغزارة وبكثرة، فكذلك العرق يتصبب منه بغزارة وبكثرة، وذلك لما يلاقيه من الشدة عند نزول الوحي عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.فهذا هو معنى كلام عائشة الذي تصف ما يلاقيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من شدة عند نزول الوحي.
تراجم رجال إسناد حديث عائشة في صور نزول الوحي على النبي من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].محمد بن سلمة هو: المرادي المصري، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه ، هؤلاء خرجوا حديث محمد بن سلمة المرادي المصري، وهناك شخص آخر يروي عنه النسائي بواسطة، اسمه محمد بن سلمة، وهو الحراني الباهلي، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي بواسطة فهو الباهلي الحراني، وإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي مباشرة فهو المرادي المصري، والنسائي يروي عن هذا وهذا، إلا أن هذا من طبقة شيوخه الذي هو المصري المرادي، والثاني من طبقة شيوخ شيوخه وهو محمد بن سلمة الباهلي الحراني.[والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له].الحارث بن مسكين، يعني يروي عنه النسائي، والحارث بن مسكين أيضاً مصري، وهو ثقة، فقيه، خرج حديثه أبو داود والنسائي.قوله: (قراءة عليه وأنا أسمع)، يعني: أنه تحمل عنه عن طريق العرض؛ الذي هو القراءة على الشيخ، وليس هو القارئ، بل القارئ غيره وهو يسمع، وقوله: (واللفظ له)، يعني: أن اللفظ المثبت لفظ الحارث بن مسكين، وليس لفظ محمد بن سلمة ؛ لأن لكل واحد منهما لفظ، فإذا روى عنهما مجتمعين عين من له اللفظ وقال: واللفظ له، أي: الحارث بن مسكين، أي: اللفظ الموجود -الذي هو المتن- هو لفظ الحارث بن مسكين، ليس لفظ محمد بن سلمة المرادي ، وإنما ذاك بالمعنى؛ يعني: هو بالمعنى، وأما باللفظ فهو لفظ الحارث بن مسكين.[عن ابن القاسم].ابن القاسم هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، وهو ثقة، فقيه، وهو صاحب الإمام مالك، الذي يروي عنه المسائل في الفقه، ويروي عنه في الحديث كما هنا، وهو ثقة، فقيه، خرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.[حدثنا مالك].مالك هو: مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ].هشام بن عروة، وأبوه، وعائشة قد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
شرح حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في قوله عز وجل: ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة:16-17]، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه، قال الله عز وجل: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة:16-17]، قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة:18]، قال: فاستمع له وأنصت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق قرأه كما أقرأه)].هنا أورد النسائي حديث ابن عباس، أو أثر ابن عباس في تفسير قوله الله عز وجل: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [القيامة:16]، فقال رضي الله عنه: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة]، يعني: أنه يعاني عند نزول الوحي عليه شدة، وكان يحرص على متابعة الملك فيحرك لسانه به؛ حتى يحفظه فلا يفوته منه شيء، فأمره الله عز وجل أن لا يحرك لسانه، وإنما يستمع عند قراءة جبريل له، والله تعالى يمكنه من حفظه، ويمكنه من قراءته، فلا يحرك لسانه عند سماعه من جبريل استعجالاً إلى حفظه، وإنما يستمع فقط، والله تعالى تكفل بحفظه إياه، بحيث يعيه، ولا يفوته منه شيء، فكان يستمع، وإذا انطلق جبريل قرأه كما أقرأه إياه جبريل، وحصل ما وعده الله عز وجل به؛ في أن جمعه وقرآنه في صدرك، وقرآنه أي: تقرأه؛ لأن هنا القرآن بمعنى القراءة، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة:17]، يعني: قراءته، بمعنى أنك تقرأه على الناس؛ قراءتك إياه على الناس، فتتمكن من ذلك وتحفظه وتقرأه على الناس.قوله: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة].يعني: يحصل له عناء ومشقة من نزول الوحي عليه، ويوضح ذلك ما جاء في حديث عائشة المتقدم: (كان في اليوم الشديد البرد يتفصد جبينه عرقاً). مع أن العرق إنما يكون في وقت الصيف، وفي وقت الحر، أما في وقت البرد فلا يكون فيه العرق إلا مع شدة ومعاناة.قال: [وكان يحرك شفتيه].فكان يحرك شفتيه ليحفظ، ولئلا يفوته شيء.قال له: [ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ [القيامة:16] ]، وذكر الحكمة في هذا التحريك؛ وهي أن يحفظه. وأن يستعجل بحفظه لئلا يفوته منه شيء، وعده وأكد ذلك بقوله: إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة:17]، يعني: إن علينا جمعه في صدرك، وقراءتك إياه على الناس، قرآنه يعني: قراءته، فالقرآن بمعنى القراءة، والقرآن يأتي بمعنى القراءة، ويأتي بمعنى القرآن الذي هو كلام الله عز وجل. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ [القيامة:18]، يعني: قرأه جبريل عليك، وهنا ذكر إسناد الضمير إليه، مع أن الذي يقرأه إنما هو جبريل، وهو يسمع من جبريل ولا يسمع من الله، (فإذا قرأناه)، يعني قرأه جبريل، وهذا من جنس قول الله عز وجل: يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ [هود:74]، وهو يجادل الملائكة الذين جاءوا إليه، وهذا من هذا القبيل، يعني: أنه إذا قرأناه، يعني: قرأه عليك الملك الذي أرسله الله عز وجل بالوحي من عنده فاتبع قرآنه؛ يعني: استمع له وتابعه في الاستماع، فكان بعدما أمر وأرشد إلى هذا لا يحرك لسانه، وإنما يسمع، فإذا فرغ جبريل من إلقاء الوحي عليه وانطلق، قرأه على الناس كما أقرأه إياه جبريل، لا يفوته منه شيء؛ لأن الله تعالى تكفل بحفظه، ووعده بأن عليه جمعه وقرآنه.
تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به)
قوله: [أخبرنا قتيبة].قتيبة هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهي من بلاد خراسان، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[حدثنا أبو عوانة].أبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن موسى بن أبي عائشة].موسى بن أبي عائشة ثقة، حديثه أيضاً عند أصحاب الكتب الستة.[عن سعيد بن جبير].سعيد بن جبير ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن ابن عباس].هو عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.
الأسئلة

ما معنى (سعديك) الواردة في الحديث النبوي
السؤال: لبيك وسعديك، (وسعديك) ما معناها؟الجواب: قال العلماء: لبيك: إجابة بعد إجابة، وسعديك: إسعاد بعد إسعاد، وبالنسبة لله عز وجل إذا أريد به أنه ردٌ أو أنه إجابة فحسن، فيستقيم هذا المعنى، يعني: من حيث أنه رد جميل، يعني: إسعاد بعد إسعاد، يعني: رد جميل، وجاء في مقدمة فتح الباري: لبيك وسعديك: ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة، هذا هو الذي رأيته فيما يتعلق بمعنى لبيك وسعديك؛ أي: كلمة (سعديك) التي لا تأتي إلا تابعة للبيك، يعني: ما يقال: سعديك وحدها عندما ينادي مناد فيقال: سعديك، لا، يقال: لبيك وسعديك، أو لبيك فقط، لبيك تأتي وحدها، وتأتي معطوفاً عليها سعديك، لكن كون سعديك تأتي وحدها هكذا بدون أن تسبقها لبيك، لا، وإنما تأتي معطوفة على لبيك.
ما يلزم من أفطر في رمضان لعذر
السؤال: من اشترك في الجهاد لدفع المستعمر، وكان يفطر في رمضان لمدة خمس سنوات، وبعد انتهاء الجهاد هل يقضي عن الأيام التي أفطرها، وهل القضاء عليه واجب؟الجواب: نعم، الإنسان إذا أفطر أياماً من رمضان، أو أشهراً، فإن عليه أن يقضيها؛ لأن صيام رمضان واجب، وإذا أفطر لعذر فعليه عدة من أيام أخر، وعليه أن يقضي، والقضاء عليه واجب؛ لأن الأصل عليه واجب، ولم يؤده في وقته، ومن لم يؤده في وقته فعدة من أيام أخر، فعليه أن يصوم تلك الأشهر التي عليه، ولو مضى عليه سنون طويلة، فهو دين في ذمته عليه أن يقضيه.


ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:19 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(177)


- باب جامع ما جاء في القرآن [2]

أنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين بأفصح لغات العرب، مراعياً فيه التيسير على الناس؛ حيث إنه أنزله على سبعة أحرف، وجمعه عثمان على حرف واحد سداً للذريعة، والقراءات المتنوعة ليست هي الأحرف السبعة، إنما هي مندرجة في ذلك الحرف.
جامع ما جاء في القرآن

شرح حديث: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب جامع ما جاء في القرآن.أخبرنا نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن ابن مخرمة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، قلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: كذبت، ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت بيده أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! إنك أقرأتني سورة الفرقان، وإني سمعت هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا هشام، فقرأ كما كان يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت فقال: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)].الترجمة هي باب جامع ما جاء في القرآن، وهو باب يشتمل على موضوعات مختلفة، سبق أن مر في الدرس الماضي منها؛ ما يتعلق بكيفية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يعاني الشدة عند نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم.وفي هذه الأحاديث التي سمعنا أولها ما يتعلق بالأحرف السبعة، ونزول القرآن على سبعة أحرف، وأول هذه الأحاديث حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على حروف لم يقرئه إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال له: (من أقرأك هذا؟ قال: أقرأني ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال له: كذبت، لقد أقرأنيها رسول الله عليه الصلاة والسلام وليس فيها شيء مما قلت)، ومراد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه بهذا أنه كان على معرفة تامة، وملازمة تامة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن سمع منه هذه الأحرف، ومن أجل هذا قال: كذبت، وذلك لطول عهده، وسبق إسلامه، وملازمته، ومعرفته للقرآن الذي يسمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس فيه شيء من هذا الذي سمعه من هشام بن حكيم بن حزام.وقوله: (كذبت)، يحتمل أمرين:إما أن يكون هو ضد التصديق، ويكون ذلك بناءً على غالب الظن، والذي دفعه إلى هذا كون عمر متقدم الإسلام، ولم يسمع هذا الشيء، وكون هشام بن حكيم متأخر الإسلام.وإما أن المراد بـ(كذبت) أخطأت؛ لأن (كذب) تأتي بمعنى أخطأ، فيكون من هذا القبيل، يعني: كذبت بمعنى أخطأت، وقد مر بنا في صحيح البخاري، ولعله في هذه السنن أمثلة من ذلك التي فيها ذكر التكذيب، ويراد بها التخطئة، وليس التكذيب الذي هو ضد التصديق، فيحتمل هذا، ويحتمل هذا.[قال له: كذبت، ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم].قوله: (ما هكذا أقرأك)، يعني: بناءً على غالب ظنه، وأن الذي قرأه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فغلب على ظنه أنه كان مخطئاً، وأن هذا ليس ما أقرأه إياه رسول الله عليه الصلاة والسلام.قال: [(فأخذت بيده أقوده..)].فذهب به إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخبره بأنه سمعه يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأه إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي فعله عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم، يدل على شدته رضي الله عنه وصلابته وقوته في الأمر بالمعروف رضي الله تعالى عنه وأرضاه، حيث بادر وذهب به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه رآه أخطأ خطأً بيناً على حسب ظنه، إذ قرأ هذه السورة على خلاف ما كان يقرؤها عمر، والتي أقرأه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو دال على قوته، وعلى شدته رضي الله عنه، وصلابته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.فلما وصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخبره بالذي جاء من أجله، قال لـهشام: (اقرأ، فقرأ سورة الفرقان على النحو الذي سمعه منه عمر، فقال: هكذا أنزلت، ثم قال لـعمر: اقرأ، فقرأ سورة الفرقان، فقال عليه الصلاة والسلام: هكذا أنزلت، ثم قال عليه الصلاة والسلام: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف).والأحرف السبعة اختلف فيها على أقوال كثيرة، فمن العلماء من توقف وقال: إنها من المتشابه الذي لا يعرف حقيقته، وممن توقف السيوطي، حيث ذكر أن الأقوال بلغت ثلاثين قولاً، وأن الذي اختاره منها هو التوقف، وأن ذلك من المتشابه.ومن العلماء من فسرها، وتكلم في المراد منها، ورجح ما رجح من الأقوال، وأشهر ما قيل في الأحرف السبعة: أنها سبع لغات من اللغات الفصحى في لغة العرب، من أفصح اللغات في لغة العرب، فالأحرف السبعة إنما هي سبع لغات، وليس المراد من ذلك أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات، ولا أن كل جملة تقرأ كذلك، وإنما هذا هو الحد الأقصى؛ أن أقصى ما يبلغ في الكلمة الواحدة أن يكون سبع لغات، فقد يكون في الكلمة الواحدة لغتان، وفي بعض الكلمات ثلاث، وفي بعضها أربع، هذا هو المقصود.وهذه الأحرف السبعة كانت موجودة ومعروفة بين الصحابة، ولكن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما جمع القرآن جمعه على حرف واحد، فصارت الأحرف الآن غير موجودة، والمصحف مشتمل على حرف واحد من الأحرف السبعة، والقراءات الموجودة في المصحف ليست هي الأحرف السبعة، وإنما الأحرف السبعة هي سبع لغات، والموجود في المصحف إنما هو حرف واحد مشتمل على عدة قراءات.وابن القيم رحمه الله في (إعلام الموقعين) ذكر أدلة كثيرة في سد الذرائع، وأوصلها إلى تسعة وتسعين دليلاً، وختمها بجمع عثمان رضي الله عنه المصحف، وقصره على حرف واحد؛ حتى لا يحصل الاختلاف بين الناس في قراءته، وقال: إن هذا كان، أي: -نزوله على- سبعة أحرف في الوقت الذي كان هناك حاجة إليه، ولكن لما التقى العرب على الإسلام، والتقى بعضهم ببعض، وتذللت ألسنتهم، وعرف بعضهم ما عند بعضهم من اللغات، وكان ذلك رخصة -أي: نزول القرآن على سبعة أحرف رخصة تيسيراً وتسهيلاً- جمع عثمان رضي الله عنه المصحف على حرف واحد.وفعل عثمان رضي الله عنه من سد الذرائع التي هي الاختلاف الذي يكون بين الناس بسبب تعدد اللغات، مع أن الأمر كان رخصة، ولم يكن الأمر يحتاج إلى الاستمرار، فحصل الاقتصار على حرف واحد من الأحرف السبعة.فهذا هو أشهر ما قيل: إنها لغات، ومن العلماء من توقف وقال: إنه من المتشابه الذي لم يثبت، ويأتي دليل يدل على بيان المراد منه.
تراجم رجال إسناد حديث: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)
قوله: [أخبرنا نصر بن علي].هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، واسمه واسم أبيه يوافق اسم جده وجد أبيه؛ لأنه نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، مثل خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط، فهما اسمان؛ اسم الابن والأب متفقان مع الجد وجد الأب، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[أخبرنا عبد الأعلى].هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا معمر].معمر بن راشد، وهو البصري، وهو ثقة، حديثه أيضاً عند أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري].وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، ينتهي نسبه إلى جده زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، إمام، جليل، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار التابعين، أدرك أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره من صغار الصحابة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عروة].وهو عروة بن الزبير بن العوام، المحدث، الفقيه، من الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن ابن مخرمة].وهو المسور بن مخرمة، الصحابي ابن الصحابي رضي الله تعالى عنها وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه].هو أمير المؤمنين، أبو حفص الفاروق، ذو المناقب الجمة، والصفات الحميدة، الذي جاء عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الأحاديث الكثيرة الدالة على فضله ونبله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر، وعمر)، وقال عليه الصلاة والسلام لـعمر: (ما سلكت فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً غير فجك)، وقد رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في منامه قصراً في الجنة، فأراد أن يدخله، فقال: (لمن هذا؟ قالوا: لـعمر بن الخطاب، قال: فذكرت غيرتك فلم أدخله، فقال: أعليك أغار يا رسول الله، وبكى عمر رضي الله عنه وأرضاه)، ومناقبه كثيرة رضي الله تعالى عنه، وهو ثاني الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، الذين قال فيهم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)، وخلافته خلافة نبوة، وقد جاء عن سفينة مولاه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء).وكان رضي الله تعالى عنه وأرضاه مكث في الخلافة عشر سنوات وأشهراً، حصل فيها الخير الكثير، وفتحت الفتوحات، وقضي على الدولتين العظميين في ذلك الزمان، وهما دولة فارس، والروم، وتحقق بذلك الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أنه رأى أنه على بئر ينزح منها دلواً، فنزح منها ما شاء أن ينزح، ثم أخذها أبو بكر فنزح ذنوباً أو ذنوبين، ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت غرباً، فلم أر عبقرياً يفري فريه، وهذا إشارة إلى ولايته وطولها، وما حصل فيها من الفتوح، وما حصل فيها من انتشار الإسلام، وقوة الإسلام، وعزة الإسلام وأهله، رضي الله تعالى عن عمر وعن الصحابة أجمعين.والحديث من رواية صحابي عن صحابي؛ لأن المسور بن مخرمة صحابي، وهو يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.قال: [سمعت هشام بن حكيم يقرأ].وهشام بن حكيم ليس من رواة الإسناد، وإنما الحديث من مسند عمر، وكان سبب الذي حصل من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما حصل بينه وبين هشام بن حكيم الذي سمعه يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأه إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكان ذلك سبباً في الذهاب هو وإياه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإخبار عمر للرسول صلى الله عليه وسلم بما حصل، وأن هشاماً قرأ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هكذا أنزلت)، وقرأ عمر وقال: (هكذا أنزلت، ثم قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)، فهو ليس من رجال الإسناد، بل هو صحابي من أصحاب رسول الله، ومن مسلمة الفتح، وله رواية في بعض الكتب الستة، ولكن ليس هو من رجال الإسناد الذي معنا.

يتبع

ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:19 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
حديث: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، واللفظ له عن ابن القاسم قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال لي: اقرأ، فقرأت، فقال: هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه)].وهذا أورد النسائي حديث عمر بن الخطاب من طريق أخرى، وهو بمعنى الرواية السابقة المتقدمة قبل هذا مما جرى بينه وبين هشام بن حكيم، وترافعهما إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقراءة كل منهما ما أقرأه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقوله: إنه هكذا أنزل لكل منهما، ثم قال: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه).قوله: [ أخبرنا محمد بن سلمة].وهو المرادي المصري، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهو -كما ذكرت- محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو شيخ النسائي، وأما محمد بن سلمة الباهلي فهذا من طبقة شيوخ شيوخه، فأحياناً يأتي محمد بن سلمة، يروي عنه بواسطة، والمراد به الباهلي، والذي يروي عنه مباشرة هو المرادي المصري.[والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع].يعني: أيضاً يروي عنه النسائي قراءة عليه، والنسائي يسمع.والحارث بن مسكين ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود والنسائي.[واللفظ له].يعني: أن اللفظ للشيخ الثاني الذي هو الحارث بن مسكين.[عن ابن القاسم].وهو عبد الرحمن بن القاسم، صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، حديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.[قال: حدثني مالك].وهو ابن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن ابن شهاب].وهو الزهري، وقد تقدم.[عن عروة بن الزبير].وقد تقدم أيضاً.[عن عبد الرحمن بن عبد القاري].عبد الرحمن بن عبد القاري، يعني: بدون إضافة، والقاري نسبة إلى قبيلة من العرب يقال لهم: القارة أو بني قارة، فهي نسبة نسب، وقيل: إنه ولد في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وهو من كبار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه].وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
حديث: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يونس بن عبد الأعلى سمعت ابن وهب أخبرني يونس، عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)].وهنا كذلك أورد النسائي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو بمعنى الطريقين السابقتين، وهو مشتمل على المحاورة التي جرت بينه وبين هشام بن حكيم، وترافعهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإخبار الرسول عليه الصلاة والسلام لهما بعد أن سمع قراءتهما أن كلاً منهما قرأ وفقاً لما أنزل عليه عليه الصلاة والسلام، ثم قال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه).إذاً: مؤدى هذه الروايات الثلاث من حديث عمر رضي الله عنه واحد.قوله: [أخبرنا يونس بن عبد الأعلى].وهو الصدفي المصري، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه، ثلاثة خرجوا لـيونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري.[سمعت ابن وهب].وهو عبد الله بن وهب المصري، الذي تكرر ذكره كثيراً، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[أخبرني يونس].يونس بن يزيد الأيلي وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة أيضاً.[عن ابن شهاب].ابن شهاب، وقد مر ذكره قريباً.[أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة...].هؤلاء مر ذكرهم، عروة بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعمر بن الخطاب، مر ذكرهم في الإسنادين الماضيين.
شرح حديث: (إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر غندر حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، قال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا). قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث خولف فيه الحكم، خالفه منصور بن المعتمر، رواه عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلاً].وهنا أورد النسائي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أضاة بني غفار وأضاة بني غفار مستنقع في المدينة، بمعنى الغدير، فجاءه وهو هناك، وقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، أي: كان في أول الأمر العرب لغاتهم مختلفة، وكان الشيء له لفظ يؤدي المعنى عند هؤلاء، وغيرهم له لفظ آخر يؤدي معناه، فنزل عليه وقال: (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين)، ثم فعل في الثالثة كذلك، ثم في الرابعة قال: (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأي حرف منه قرءوا فقد أصابوا).والمقصود أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وفي الحديث هنا دليل على أن العدد مقصود، وأنه ليس المقصود منه التكثير، كما يأتي ذكر السبعة، للتكثير في الآحاد، والسبعين في العشرات، والسبعمائة في المئات، فإن هذا الحديث يدل على أن العدد مقصود، وأنه ليس للتكثير؛ لأنه قال: حرف، ثم قال: حرفين، ثم قال: ثلاثة، ثم بعد ذلك قال: سبعة، فدل على أن العدد مقصود، وكما ذكرت: أنه ليس كل كلمة تكون على سبعة أحرف، بل المقصود أن الحد الأعلى الذي يبلغه التكرار الذي عليه الحروف هو سبعة، وقد تكون الكلمة فيها حرفان، وفي بعضها ثلاثة أحرف، وفي بعضها أربعة أحرف، وإنما المقصود الغاية النهائية التي تصل اللغات أو الألفاظ لأداء المعنى الواحد أنه يصل إلى سبع، فالحديث يدل على هذا المعنى الذي أشرت إليه، وهو دال على ما دل عليه حديث عمر المتقدم من أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
تراجم رجال إسناد حديث: (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف...)
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].وهو الملقب بندار، وهو ثقة، من شيوخ أصحاب الكتب الستة، من صغار شيوخ أصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من شيوخهم فهم رووا عنه.[عن محمد بن جعفر غندر].هنا ذكر النسب واللقب، محمد بن جعفر غندر، وغندر لقب لـمحمد بن جعفر، فأحياناً يذكر باسمه دون لقبه، وأحياناً بلقبه دون اسمه، وأحياناً باسمه ولقبه كما هنا: محمد بن جعفر غندر، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن شعبة].شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن الحكم].وهو ابن عتيبة الكندي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، ربما دلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن مجاهد].مجاهد بن جبر المكي، ثقة، عالم بالتفسير، وكذلك في العلم الذي هو غير التفسير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن أبي ليلى].وهو عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي بن كعب].صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو سيد القراء رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. قال بعد ذلك قال أبو عبد الرحمن: [هذا الحديث خولف فيه الحكم، خالفه منصور بن المعتمر، فرواه عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلاً]، وهذا الاختلاف لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طريقين؛ لأن مجاهد يرويهما من طريقين: من طريق موصولة، ومن طريق مرسلة، فلا تؤثر إحدى الطريقين على الأخرى؛ أن مجاهد رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى متصلة، ورواه من طريق عبيد بن عمير مرسلاً، فيكون رواه على الوجهين: سمعه من هذا هكذا، وسمعه من هذا هكذا، فلا تعل إحداهما بالأخرى، بل الطريق المتصلة معتمدة ومعتبرة، والطريق المرسلة تؤيدها الطريق الموصولة التي هي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، فهذا الخلاف لا يؤثر على صحة الحديث، وعلى ثبوت الحديث.ومنصور بن المعتمر هو الكوفي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.وعبيد بن عمير بن قتادة الليثي، ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من كبار التابعين، متفق على ثقته وعدالته.
الأسئلة

درجة حديث علي في دعاء الاستفتاح
السؤال: ما درجة صحة حديث علي في دعاء الاستفتاح؟الجواب: لا أدري ما المقصود بالدعاء هذا.
ترجمة أبي حامد الغزالي وعقيدته
السؤال: من هو أبو حامد الغزالي ؟ وما عقيدته؟الجواب: أبو حامد الغزالي هو صاحب كتاب: (إحياء علوم الدين)، وهو من الأشاعرة، ومن المتمكنين في علم الكلام، ولكنه ذكر في كتابه الإحياء ما يدل على ذم علم الكلام، وكذلك غيره من الذين اشتغلوا بعلم الكلام ذمه جماعة منهم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية، وكذلك شارح الطحاوية، ذكرا عدداً من المتكلمين، آل الأمر ببعضهم إلى الحيرة، وبعضهم أظهر الندم، وبعضهم رجع إلى ما كان عليه أهل الحديث والسنة، وأبو حامد الغزالي، ذكر في كتاب الإحياء كلاماً نفيساً في ذم علم الكلام، وقال: إن ما فيه من فائدة ففي الكتاب والسنة ما يغني عنه، وهذه الفائدة على قلتها وضآلتها وعَّر المتكلمون الوصول إليها، فلا يوصل إليها إلا بمشقة، وقال: إنه كلحم جمل غث، على رأس جبل وعر، ليس الجبل سهلاً فيرتقى، ولا الجمل سميناً فينتقى، فعندما يتعب ويوصل إلى رأس الجبل يوجد لحم غث ليس بالسمين، ثم قال: وأنت لو سمعت هذا الكلام من محدث ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا؛ لأن المحدثين ليسوا من أهل علم الكلام، ولا يشتغلون به، فإذا ذموه وتكلموا فيه قد يقال: إنهم جهلوا علم الكلام، قال: أنت لو سمعت هذا الكلام من محدث ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا، ولكن خذ هذا الكلام ممن خبر علم الكلام، وتوغل فيه إلى نهاية درجة المتكلمين، وتوصل إلى أن تحصيل الهدى من هذا الطريق مسدود، أو من هذا الباب مسدود، يعني: أنه ما يحصل الهدى من هذا الطريق، هذا كلامه في إحياء علوم الدين، وهو موجود فيه، ونقله شارح الطحاوية في كتابه شرح الطحاوية، وفي كتاب الإحياء أمور حسنة، وفيه أمور سيئة، وبعض الكتاب المعاصرين كتبوا عنه، وأبدوا ما فيه وما اشتمل عليه.وهو من أئمة علم الكلام، أقول: من الأئمة في علم الكلام، وعلم الكلام مذموم.
درجة الأحاديث في النسائي
السؤال: لماذا لا تبين لنا درجة الحديث الذي تشرحه لنا من سنن النسائي برجاله؟الجواب: أنا ذكرت مراراً وتكراراً أن الأحاديث في سنن النسائي الضعيفة قليلة جداً، وأكثره صحيح، وأنا إذا جاء الحديث ضعيفاً أشير إليه، وإذا كان ليس فيه ضعف أسكت، فالأحاديث غالبها، وكثرتها الكاثرة صحيحة، وسنن النسائي هو من أقل الكتب الأربعة حديثاً ضعيفاً، والأحاديث التي مررنا بها اليوم كلها صحيحة، وكذلك التي نمر بها، والضعيف أنا سأشير إليه وأنبه عليه، ولكنه قليل، فقد يمر بنا أيام لن يمر بنا حديث ضعيف، وكما قلت في مثال مضى: الكتاب الذي قبل كتاب الاستفتاح -وهو كتاب الإمامة- فيه مائة حديث، تسعة وتسعون صحيحاً وواحد ضعيف.
حكم حلق الشعر الذي بين اللحية والشارب
السؤال: ما حكم حلق الشعر الذي بين اللحية والشارب؟ أو ما هو الأفضل في ذلك؟الجواب: الإنسان لا يأخذ من شعر وجهه إلا الشارب والباقي يتركه.

ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:21 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(178)



- باب جامع ما جاء في القرآن [3]

جاءت السنة ببيان أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده إذ لم يقصرهم على حرف واحد. والرسم العثماني في المصحف يحتمل هذه الأوجه في القراءات، ولا ينبغي للرجل أن يقول: نسيت آية كذا، بل يقول: أنسيت آية كذا.
تابع جامع ما جاء في القرآن

شرح حديث أبي بن كعب في نزول القرآن على سبعة أحرف
قال المصنف رحمه الله تعالى: [جامع ما جاء في القرآن. أخبرني عمرو بن منصور حدثني أبو جعفر بن نفيل قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة، فبينا أنا في المسجد جالس، إذ سمعت رجلاً يقرؤها يخالف قراءتي، فقلت له: من علمك هذه السورة؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا تفارقني حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فقلت: يا رسول الله! إن هذا خالف قراءتي في السورة التي علمتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا أبي! فقرأتها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسنت، ثم قال للرجل: اقرأ، فقرأ فخالف قراءتي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسنت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبي! إنه أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلهن شاف كاف). قال أبو عبد الرحمن: معقل بن عبيد الله ليس بذلك القوي].لا زلنا في الترجمة: جامع ما جاء في القرآن، وقد مضى منها أحاديث متعلقة بكيفية الوحي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وبعض الأحاديث المتعلقة بإنزال القرآن على سبعة أحرف، وبقي بعض تلك الأحاديث الدالة على إنزال القرآن على سبعة أحرف، وكذلك الأحاديث التي فيها المحافظة على حفظ القرآن وتعاهده؛ حتى لا يضيع حفظه ممن حفظه.وهذا الحديث الذي معنا -حديث أبي بن كعب رضي الله عنه- هو من الأحاديث الدالة على إنزال القرآن على سبعة أحرف، وقد أخبر أبي بن كعب رضي الله عنه أنه حصل له -مثلما سبق في الأحاديث الماضية، أنه حصل لـعمر- ( أنه سمع رجلاً يقرأ سورة من القرآن على خلاف ما كان أقرأه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: من علمك هذا؟ -أي: هذه القراءة من الذي علمك إياها؟- فقال الرجل: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم، أقرأني إياها على خلاف ما قرأت، ولكن لا تفارقني حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم )، يعني: أنهما يذهبان إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويعرضان عليه ما حصل لهما، من أن كلاً منهما أخذ القراءة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي تخالف قراءة الرجل الآخر.وهذا يدلنا على ما كان عليه أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام من المبادرة إلى معرفة الحق، والوقوف عليه؛ لأن أبياً رضي الله عنه قال: (لا تفارقني حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم).فلما وصل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما جرى، قال الرسول عليه الصلاة والسلام لـأبي: بـ( اقرأ، فقرأ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أحسنت، ثم قال للرجل: اقرأ، فقرأ على وفق ما كان قرأه -مما خالف فيه قراءة أبي بن كعب- قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أحسنت، ثم قال: يا أبي، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلهن كاف شاف )، يعني: أي واحد منهما قرئ به، فإنه حصل به المقصود، وحصل قراءة القرآن على وفق ما أنزل الله عز وجل؛ لأن هذه القراءة التي أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم إياها أبياً هي من الأحرف التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك القراءة التي قرأها ذلك الرجل -وقد علمه النبي صلى الله عليه وسلم إياها- هي من الأحرف التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم.وقد عرفنا أن إنزال القرآن على سبعة أحرف في أول الأمر كان من أجل دفع المشقة، وأنه بعدما حصل اختلاط الناس، والتقاؤهم بسبب الإسلام، ومعرفة بعضهم ما عند بعض، ومعرفة هؤلاء لغة هؤلاء، عند ذلك تذللت الألسنة، وقام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وأرضاه على كتابة المصاحف على حرف واحد من الأحرف السبعة؛ لأن إنزاله على سبعة أحرف إنما كان رخصة، ولما زالت الحاجة، أو حصل قيام العرب بعضهم مع بعض في معرفة كل ما عند الآخر، وتذللت الألسن وسهلت، وعرف هؤلاء لغة هؤلاء، وخاف أيضاً عثمان رضي الله عنه وقوع الاختلاف بين الناس جمع الناس على حرف واحد.وقد ذكرت سابقاً أن الإمام ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين ذكر تسعة وتسعين دليلاً على سد الذرائع، أو وجهاً من أوجه سد الذرائع، وأن الشريعة جاءت بسد الذرائع، فأورد تسعة وتسعين وقال: إن هذا العدد يطابق أسماء الله الحسنى التي جاء الحديث فيها: (إن الله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة)، وقد ختم ابن القيم الأوجه التسعة والتسعين بهذا الوجه، فهذا الوجه هو التاسع والتسعون؛ وهو كون عثمان بن عفان قصر الناس على حرف واحد حتى لا يحصل الاختلاف بينهم؛ يعني: أنه فعل ذلك درءاً لهذه المضرة؛ التي هي حصول الاختلاف بين الناس، وكان في أول الأمر رخصة، وقد حصل للناس أن تذللت ألسنتهم، وعرف بعضهم ما عند بعض، فعند ذلك قصرهم على حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ولم تكن القراءة بالأحرف السبعة واجبة ومتحتمة؛ لأنها نزلت رخصة، ولما لم يكن هناك حاجة إلى تلك الرخصة -لكون المقصود قد حصل بمعرفة بعض العرب ما عند البعض الآخر- جمعهم على حرف واحد، وهذا الحرف مشتمل على القراءات، لا يقال: إن الأحرف السبعة هي القراءات السبع؛ لأن القراءات السبع موجودة، ولهذا رسم المصحف يتحمل القراءات. ولا يجوز أن يكتب بالإملاء، أو بطرق الإملاء الحديثة، بل رسم المصحف يبقى على ما هو عليه؛ لأن رسمه من أجل أن يتحمل، وأن يتسع للقراءات المختلفة، ولهذا نجد أن الرسم يحتمل القراءتين والأكثر، فمثلاً: قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ [الزخرف:24]، في قراءة: (قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم)، لو كان الرسم قاف وألف ولام، هذا الرسم لا يحتمل (قل)، وإنما يحتمل (قال) فقط، لكن جاء الرسم القاف متصلة باللام، فعند قراءة (قال) تكون القاف مفتوحة وفيه ألف قصيرة بعد الفتحة، يعني: إشارة إلى أنها (قال)، كما هي القراءة الموجودة في المصحف في رواية حفص عن عاصم الموجود في أيدينا، والقراءة الثانية: (قل أولو جئتكم)، فكلمة (قل) إذا كانت القاف مشبوكة باللام، اتسعت لقال ولقل، لكن لو جاءت بحروف الإملاء الحديثة التي عندنا -أن الألف متصلة بالقاف- ما تتحمل (قل). وكذلك: قراءة في آخر سورة التحريم: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا [التحريم:12] (وكتابه)، وهي قراءة الجمهور. أما (وكتبه)، الموجودة في المصحف عندنا فهي قراءة حفص، وقراءة الجمهور: كتابه، ورسم (كتبه) التاء متصلة بالباء، ما فيه ألف بعد التاء؛ لأنه لو كان فيه ألف ما احتملت (كتبه)، لكن لما جاءت كتب يعني: الكاف والتاء والباء متصل بعضها ببعض، عند قراءة (كتابه) تكون التاء مفتوحة وفيه ألف صغيرة بعدها، وعند قراءة (كتبه) ما فيه ألف ولكن فيه ضمة على التاء، فالأحرف السبعة هي لغات على ما هو مشهور؛ يعني: عند هؤلاء ينطقون بهذه الكلمة، وهؤلاء بهذه الكلمة، وهؤلاء بهذه الكلمة، والجمع للقرآن، كان على حرف واحد مشتمل على القراءات، ورسم المصحف يحتملها.وهذا الحديث قال بعده النسائي: والحديث ثابت صحيح، وقال النسائي في أحد رواته -وهو معقل بن عبيد الله-: ليس بذاك القوي، وقال عنه في التقريب: إنه صدوق يخطئ، لكن الحديث -كما هو معلوم- له شواهد، وحديث عمر بن الخطاب هو بمعناه تماماً، وحديث أبي أيضاً -الذي فيه الاستزادة حتى بلغ سبعة أحرف- يشهد له.فإذاً: هذا الحديث يعتبر ثابتاً، ولو كان معقل بن عبيد الله فيه كلام، وهو ليس بذاك القوي كما يقول النسائي، إلا أن حديث أبي نفسه يعتبر شاهد له أو متابع، وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المتقدم في قصته مع هشام بن حكيم بن حزام هو بمعناه، ويدل على ما دل عليه.
تراجم رجال إسناد حديث أبي بن كعب في نزول القرآن على سبعة أحرف
قوله: [أخبرنا عمرو بن منصور].عمرو بن منصور هو: النسائي، وعمرو بن منصور النسائي هو من بلد النسائي، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند النسائي وحده.[أخبرني أبو جعفر بن نفيل].أبو جعفر بن نفيل هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، ثقة، حافظ، خرج له البخاري وأصحاب السنن الأربعة.[قرأت على معقل بن عبيد الله].معقل بن عبيد الله قال عنه الحافظ: إنه صدوق يخطئ، وأخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.[عن عكرمة بن خالد].عكرمة بن خالد ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً. [عن سعيد بن جبير].هو سعيد بن جبير، المحدث، الفقيه، المفسر، المشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن عباس].هو عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبر الأمة، وترجمان القرآن، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة؛ وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.[عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه].هو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أقرأ الصحابة، وهو سيد القراء، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.والحديث من رواية صحابي عن صحابي؛ ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنهما.
شرح حديث أبي بن كعب في نزول القرآن على سبعة أحرف من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني يعقوب بن إبراهيم حدثني يحيى عن حميد عن أنس رضي الله عنه عن أبي رضي الله عنه قال: (ما حاك في صدري منذ أسلمت إلا أني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا نبي الله! أقرأتني آية كذا وكذا، قال: نعم، وقال الآخر: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: نعم، إن جبريل وميكائيل عليهما السلام أتياني، فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل عليه السلام: اقرأ القرآن على حرف، قال ميكائيل: استزده استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شاف كاف)].هنا أورد النسائي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو بمعنى الذي قبله، إلا أن هذا قال فيه: أنه بعد أن قال: إنك أقرأتني آية كذا وكذا، على كذا وكذا، وغيري قرأها على كذا وكذا، وقد أقرأتها إياه، فقرأ كل منهما، وقال: ( إن جبريل وميكائيل أتياني، وجلس جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، وقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، وقال ميكائيل: استزده استزده، حتى بلغ سبعة أحرف ).وهو دال على ما دل عليه المتقدم، والمقصود من ذلك: أنه يستزيده، يعني: يطلب من الله عز وجل أن يزيده؛ لأن جبريل إنما ينزل بأمر الله، وبوحي الله، وإنما ذلك لكونه يطلب من الله عز وجل أن يزيده على الحرف الأول، ثم الحرف الثاني، حتى بلغ سبعاً، وميكائيل يقول: استزده، يعني: اطلب منه الزيادة، أي: أنه يطلب من جبريل، وجبريل يطلب من الله عز وجل، والأمر انتهى عند سبعة، أي: واحد منها كاف شاف.والحديث الأول -الذي مضى- فيه أنه يقال للذي أجاد الشيء وأتى به، يقال: أحسنت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل منهما: أحسنت، يعني: أنك أتيت بما أُعطيت، وبما ألقي إليك على ما هو عليه، وقد أحسنت فيما صنعت، وكذلك الثاني قال له: أحسنت، وهذا فيه دليل على أنه يقال للذي وفق، أو أتى بالشيء على وجهه، يقال له: أحسنت، وهي كلمة فيها إجابة حسنة، ورد حسن على من حصل منه الإحسان في الإتيان بالشيء الذي طلب منه أن يأتي به، وجاء به على وجه حسن، وعلى الوجه المطلوب، فإنه يقال له: أحسنت، وقد جاء هذا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة غير هذا الحديث.
تراجم رجال إسناد حديث أبي بن كعب في نزول القرآن على سبعة أحرف من طريق أخرى
قوله: [أخبرني يعقوب بن إبراهيم].هو يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كلهم رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري؛ لأنه مات قبل البخاري بأربع سنوات، حيث كانت وفاته سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهي نفس السنة التي مات فيها محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وهؤلاء الثلاثة شيوخ لأصحاب الكتب الستة؛ يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى الملقب الزمن وكنيته أبو موسى. [حدثني يحيى]. يحيى هو ابن سعيد القطان، المحدث، الناقد، المتكلم في الرجال، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن حميد].حميد هو: ابن أبي حميد الطويل، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أنس].هو أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.[عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه].قد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا. وهذا الحديث إسناده خماسي، لكن يقال عنه: إنه في حكم الرباعي؛ لأن أنساً وأبياً صحابة، وهما في طبقة واحدة من حيث الصحبة، كلهم يأخذون عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وكلهم يتلقون عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فما كان من هذا النوع يقال له: إنه خماسي في حكم الرباعي.وهؤلاء حديثهم جميعاً عند أصحاب الكتب الستة، وهؤلاء الخمسة: اثنين من الصحابة، والثلاثة بعدهم.

يتبع


ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:21 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح حديث: (مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إذا عاهد عليها أمسكها...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إذا عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت)].هنا أورد النسائي هذا الحديث -والحديث الذي بعده- فيما يتعلق بالمحافظة على حفظ القرآن وتعاهده؛ لئلا يضيع، ولئلا يتفلت من الإنسان. وقد ضرب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام صاحب القرآن بصاحب الإبل المعقلة، التي ربطها بالعقل حتى لا تنفلت، فالعقال يعقل به البعير مع يده، ويشد عليه العقال؛ حتى لا يتمكن من القيام والانفلات، فعندما يريد مثلاً أن ينام الإنسان، إذا كانت الإبل في فلاة يمكن أن تنفلت، بخلاف ما إذا كانت في مكان محوط، لا يمكن أن تخرج منه، فهذا أمره واضح، لكن إذا كانت على وجه يمكن أن تنفلت؛ كأن تكون في خلاء أو في فلاة، فإن حفظها والمحافظة عليها بكون الإنسان يعقلها بالحبال التي يشد بها على يديها، فكذلك صاحب القرآن الذي يحفظه، إذا لم يعاهده بالحفظ، والمذاكرة، والاستذكار، وكثرة التكرار، فإنه ينفلت، كالذي لا يحافظ على أن يعقل الإبل، فإنها تنفلت، وإذا حافظ على عقلها فإنه يبقي عليها، ويأمن من انفلاتها، وكذلك الذي يتعاهد القرآن، ويكثر من تلاوته واستذكاره وقراءته، فإن هذا يبقى القرآن في صدره، ويبقى معه القرآن ولا يتفلت، بخلاف ما إذا أهمله أو غفل عنه فإنه يتفلت منه شيئاً فشيئاً، كشأن صاحب الإبل عندما يتهاون في كونه يعقلها، ويتركها بدون أن يعقلها في بعض الأحيان، فإنها تتفلت منه، وتذهب منه.وهذا مثل ضربه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، والأمثال فيها تقريب للأشياء، وكون الإنسان يقيس هذا الشيء بهذا الشيء، ويجعل الشيء المعقول يقاس بالمحسوس؛ لأنه يقربه، ويجعل الإنسان على استذكار له، وعلى تصور تام له.
تراجم رجل إسناد حديث: (مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إذا عاهد عليها أمسكها...)
قوله: [أخبرنا قتيبة].قتيبة هو: ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن مالك بن أنس].إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن نافع].هو نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر].ابن عمر هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهما، أحد العبادلة الأربعة في الصحابة، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.وهذا الإسناد رباعي من أعلى الأسانيد عند النسائي، وأعلى الأسانيد عند النسائي الرباعيات، يعني: ليس عنده ثلاثيات، وإنما عنده رباعيات، وهذا من أمثلتها. وقد ذكرت فيما مضى: أن أصحاب الكتب الستة ثلاثة منهم عندهم ثلاثيات، وثلاثة منهم أعلى ما عندهم الرباعيات، فالذين عندهم الثلاثيات: البخاري عنده اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية كلها بإسناد واحد، وأما الثلاثة الباقون وهم مسلم، وأبو داود، والنسائي، فهؤلاء ليس عندهم ثلاثيات، وإنما أعلى ما عندهم الرباعيات، وهذا الإسناد الذي معنا هو من أمثلة الأسانيد العالية عند النسائي، التي هي أعلى ما يكون عنده؛ وهي الرباعيات.ثم هذا الإسناد الذي فيه: مالك عن نافع عن ابن عمر، هذا يعتبر أصح الأسانيد عند الإمام البخاري، فأصح الأسانيد على الإطلاق عند البخاري: مالك عن نافع عن ابن عمر، وهذا الإسناد الذي معنا هو من أمثلة هذه السلسلة التي يقال عنها: السلسلة الذهبية، والتي هي أصح الأسانيد عند الإمام البخاري رحمة الله عليه.وهؤلاء الأربعة أيضاً حديثهم عند أصحاب الكتب الستة.
شرح حديث: (... استذكروا القرآن فإنه أسرع تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقله)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمران بن موسى حدثنا يزيد بن زريع حدثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بئسما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي، استذكروا القرآن فإنه أسرع تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقله)].هنا أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، الذي يروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بئسما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)، يعني يقول: نُسِّيت، ولا يقول: نَسِيت.وقيل في وجه ذم كونه يقول: نَسِيت، وأن الأولى له أن يقول: نُسِّيت: أن نسبة النسيان إليه؛ يعني: قد يكون ذلك لكونه مبنياً على إهماله، أو على تفريطه، فيكون بذلك قال: نَسيت، وأطلق على نفسه أنه قد نسي، وكان المتسبب في ذلك بإهماله وتفريطه.وقيل: إن المقصود من ذلك: أنه كان في أول الأمر في زمنه عليه الصلاة والسلام عندما تنسخ الآية، إما أن يؤتى ببدل منها، أو ينسيها الله عز وجل وتذهب، ولا تأتي على بال الإنسان، فقيل: إن المقصود بالذم في ذلك: هو لما فيه من مشابهة الذين يحصل منهم النسيان؛ لأن المحافظة عليه في غاية الأهمية، فيكون التعبير ليس حسناً، وهو من حيث إطلاق اللفظ، وأن الأولى أن يقال: نُسِّيت، وأن يضاف الفعل إلى غيره وليس إليه، وأنه لا يكون مفرطاً، وإنما حصل منه مع اجتهاده، ومع عدم تفريطه، هذا مما قيل في وجه التعليل، وتوجيه أن يقول: نُسِّيت، ولا يقول: نَسِيت.ثم أيضاً ما جاء في آخره، وهذا هو محل الشاهد المطابق لما تقدم في الحديث الذي قبل هذا، وليس هو في الحقيقة بشاهد؛ لأن الباب واسع؛ وهو جامع ما جاء في القرآن، فلا يقال: إن هذا يطابق الترجمة، فالترجمة واسعة؛ لأنه يدخل فيها لا أقول: نَسِيت، ويدخل فيها المحافظة على القرآن، وأنه أشد تفلتاً من صدور الرجال من تفلت النعم من عقلها.قال: (بئسما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي، استذكروا القرآن فإنه أسرع تفصياً من صدور الرجال).استذكروا القرآن، يعني: أكثروا مذاكرته ومراجعته وتلاوته، فإنه إذا لم يحصل ذلك، فإن ذلك يؤدي إلى انفلاته، وإلى خروجه من الصدور، فإنه أسرع تفصياً، أي: خروجاً من صدور الرجال، من النعم من عقلها عندما لم تتعاهد العقل؛ لأن الدابة إذا عقلت بحركتها شيئاً فشيئاً يرتخي العقال، فقد ينطلق وتقوم، لكن إذا كان يتعاهدها ويأتي لينظر العقال هل حصل فيه استرخاء، فيشده أو يعيد شده، فيكون في ذلك محافظة عليها، وأما إذا لم يتعاهد العقل أصلاً، أو بمعاهدة العقال، وأنه لم يحصل فيه استرخاء، ويحصل معه الانطلاق بالبعير، فشبه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم خروجه وتفلته من صدور الرجال بتفلته من الإبل من عقلها، إذا لم تتعاهد، بل إن ذلك يكون أشد، كما جاء ذلك في كلام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الذي معنا.
تراجم رجال إسناد حديث: (... استذكروا القرآن فإنه أسرع تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقله)
قوله: [أخبرنا عمران بن موسى].عمران بن موسى صدوق، أخرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.[حدثنا يزيد بن زريع].يزيد بن زريع ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[حدثنا شعبة].شعبة هو: ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن منصور].منصور هو: ابن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة أيضاً.[عن أبي وائل].أبو وائل هو: شقيق بن سلمة، مشهور بكنيته، ويأتي ذكره بالكنية أحياناً -كما هنا- ويأتي أحياناً ذكره بالاسم، وقد ذكرت فيما مضى: أن معرفة كنى المحدثين أنها لها أهمية؛ لئلا يظن الشخص الواحد شخصين؛ فيما إذا ذكر باسمه مرة وذكر بكنيته مرة أخرى، فإن من لا يعرف يظن أن هذا غير هذا، لكن إذا عرف أن هذه الكنية لفلان، عرف أنه شخص واحد، ذكر في بعض الأحيان باسمه، وفي بعضها بكنيته، وأبو وائل شقيق بن سلمة مخضرم، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله].هو: عبد الله بن مسعود الهذلي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، من المهاجرين ومن فقهاء الصحابة وعلمائهم، وقال بعض العلماء: إنه أحد العبادلة الأربعة، لكن الصحيح أن العبادلة الأربعة هم صغار الصحابة، وهم في سن متقارب، وقد عاشوا بعد ابن مسعود، وأدركهم الكثير من التابعين الذين لم يدركوا ابن مسعود، ورووا عنهم، وأما ابن مسعود فهو متقدم الوفاة، وبين وفاته ووفاتهم ما يقرب من ثلاثين سنة تقريباً، قد تزيد وقد تنقص، ووفاة ابن مسعود سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
الأسئلة

حكم بيع التقسيط
السؤال: ما هو الراجح في بيع التقسيط، هل هو جائز أم حرام؟الجواب: بيع التقسيط لا بأس به؛ لأن البيع إلى أجل سائغ، ويجوز بالثمن المساوي لبيع النقد، ويجوز بأكثر من ذلك، وليس هناك دليل يدل على منعه، بل هو سائغ وجائز، وجمهور العلماء قد قالوا بذلك، والشوكاني في كتابه (نيل الأوطار)، عند الكلام على حديث بيعتين في بيعة، من باع بيعتين فقد أتى باباً من أبواب الربا، قال: إن البيع لأجل وبالتقسيط ليس من هذا القبيل، وقال: إن العلماء على ذلك، وإنني لا أعلم أحداً قال بخلافه إلا فلان وفلان، ذكر اسماً أو اسمين، وأن العلماء على القول بالجواز، قال: وقد ألفت في ذلك رسالة سميتها: (شفاء العليل فيما جاء في جواز زيادة الثمن من أجل التأجيل)، ذكر هذا في كتابه نيل الأوطار عند شرحه لحديث البيعتين في بيعة.
حكم الدخول على زوجة الأخ
السؤال: هل يجوز للرجل أن يدخل على أمه وزوجة أخيه؟الجواب: يعني كونهما معاً في مكان واحد، إذا كان المقصود أنهما مجتمعتان فيجوز إذا كان هناك حاجة، مع كون زوجة أخيه متسترة، ومحتجبة عنه، لكن كونه يدخل على زوجة أخيه على حدة هذا لا يجوز؛ لأن هذه خلوة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الحمو الموت).
المقصود بالسبعة الأحرف في القرآن
السؤال: ما المقصود بالسبعة الأحرف، هل هي القرآن الموجودة الآن؟الجواب: أنا أجبت على هذا السؤال وقلت: إن القرآن والمصحف الموجود هو بالرسم العثماني، وهو محتمل للقراءات، وهو حرف واحد من الأحرف السبعة، فالموجود في المصحف بأيدي الناس حرف واحد، والأحرف السبعة كانت رخصة، وليست حتماً ولازمة، وعثمان رضي الله عنه كتب المصحف على حرف واحد، لكنه مشتمل على القراءات المختلفة.
حد الخلوة
السؤال: إذا كان الرجل في غرفة، وتكون زوجة أخيه في غرفة أخرى من نفس الشقة، فهل هذه خلوة؟الجواب: لا، ليست خلوة، يعني: إذا كان مثلاً البيت مكون من مكان جلوس خاص بالرجال، وأهل البيت مكانهم منعزل، وهذا موجود في غرفة المجلس الذي قريب من باب الخروج، وأولئك في المحل الخاص بسكنهم، هذه ليست خلوة، الخلوة فيما إذا كان هي وإياهم في مكان واحد.
سبب ظهور القراءات السبع
السؤال: ما سبب ظهور القراءات السبع المعروفة الآن رغم أن عثمان جمعهم على رواية واحدة؟الجواب: جمعهم على حرف واحد، والقراءات السبع موجودة في الرسم، والرسم يتحملها.
حكم دخول أعمام وأخوال الزوج على زوجته
السؤال: عندنا في بلادنا عادة محتمة؛ وهي: أنه إذا تزوج الرجل يأتي أعمامه وأخواله بعد الزفاف بأيام حتى يروا العروسة، فهل يجوز لهم أن يروها بحضرة الزوج؟الجواب: لا يجوز لهم أن يروها، وهذه عادة سيئة، العروسة للعريس فقط.
مدى اعتبار سكوت الصحابة على ابن عمر عندما أخذ من لحيته إجماعاً سكوتياً
السؤال: ما مدى صحة قول القائل: إن ابن عمر رضي الله عنه قد أخذ من لحيته بعدما فرغ من النسك، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة، فأصبح عمله هذا إجماعاً سكوتياً؟الجواب: ليس هذا إجماعاً سكوتياً، والرسول صلى الله عليه وسلم ثابت عنه أنه ما كان يتعرض للحيته، وكون ابن عمر رضي الله عنه فعل هذا عندما فرغ من النسك فأولاً: كونه لم ينكر عليه هذا، ما أدري هو أنكر عليه وإلا ما أنكر عليه، لكن سواءً أنكر عليه أو لم ينكر عليه الحجة ليست في فعل ابن عمر، وإنما في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدون ما فعلوا شيئاً مما فعل ابن عمر رضي الله تعالى عنه.والعبرة والعمدة على ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ابن عمر رضي الله عنه فالذي حصل منه حصل منه باجتهاد منه، ولا يقال: إنه حجة يعول عليها، لكن حتى هؤلاء الذين يقولون: إنهم يأخذون بقول ابن عمر، ما اقتصروا على الأخذ من اللحية بعد النسك، وأيضاً ما اقتصروا على أخذ ما زاد على القبضة.

ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:23 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(179)

- (باب القراءة في ركعتي الفجر) إلى (باب القراءة في الصبح بالروم)

بيّن الشرع الحكيم أن ركعتي سنة الفجر فيها التخفيف، وثبت عن النبي أنه كان يقرأ فيها بـ(قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو الله أحد)، وكذا جاء أنه كان يقرأ: بـ(قولوا آمنا بالله)، و(آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)، وهذ هو السنة ومن قرأ بغيرها صح.
القراءة في ركعتي الفجر

شرح حديث ابن عباس في القراءة في ركعتي الفجر
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القراءة في ركعتي الفجرأخبرني عمران بن يزيد حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا عثمان بن حكيم أخبرني سعيد بن يسار: أن ابن عباس رضي الله عنه أخبره: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما الآية التي في البقرة: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] إلى آخر الآية، وفي الأخرى: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:52])].يقول النسائي رحمه الله: باب: القراءة في ركعتي الفجر، أي: ما الذي يسن للمصلي أن يقرأ به في الركعتين اللتين تسبقان صلاة الفجر، وهما ركعتا الفجر الراتبة التي هي آكد الرواتب هي والوتر، كما جاء ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنه كان لا يحافظ على شيء في الحضر والسفر كمحافظته على ركعتي الفجر، والوتر، ومعنى ذلك: أنه كان يلازمهما في حضره وسفره، فهما آكد النوافل، وآكد الرواتب، وهي السنن التي تتعلق بالصلوات الخمس، فإن آكد تلك السنن المتعلقة بالصلوات الخمس هي ركعتا الفجر. وأورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في الركعتين، أو ركعتي الفجر، أي: بعد الفاتحة، بالآية التي في سورة البقرة: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، وفي الركعة الثانية: الآية التي في سورة آل عمران: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:52]، فهذا الحديث يدل على قراءة هاتين الآيتين في ركعتي الفجر، وهو يدل على أنه يجوز أن يقرأ في الركعة الواحدة آية واحدة؛ لأن هذا الحديث يدل على قراءة آية مع الفاتحة في الركعة الأولى، وعلى قراءة آيتين مع الركعة الثانية بعد الفاتحة، فهو دليل على جواز قراءة آية واحدة في الركعة.ثم أيضاً فيه دليل على جواز القراءة من أوساط السور؛ لأن هاتين الآيتين في الآية الأولى في وسط سورة البقرة، والثانية في وسط سورة آل عمران، فهو دال على جواز الاقتصار على آية واحدة، وعلى جواز القراءة من أوساط السور، آية، أو آيات. يدل عليه هذا الحديث الذي جاء عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد جاء هذا الحديث في صحيح مسلم بمثل ما هنا، أي: أنه يقرأ في الآيات: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:52]، وقد جاء عن ابن عباس نفسه، وبنفس الإسناد عن عثمان بن حكيم الأنصاري عن سعيد بن يسار عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وفيه أنه يقرأ في الثانية: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ [آل عمران:64]، الآية، فحديث ابن عباس هنا يدل على أن الآية الثانية التي تُقرأ في الركعة الثانية الآية التي فيها: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:52]، وهي: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ [آل عمران:52]، الآية، وجاء من طريق أخرى عن ابن عباس في صحيح مسلم أنه يقرأ في الثانية: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، الآية.إنما شرع الإتيان بهاتين الآيتين لما فيهما من الاعتراف بالإيمان لله وحده، والتصديق به سبحانه وتعالى، والإيمان به سبحانه وتعالى؛ لأن كلاً من الآيتين اشتملتا على الإيمان، اشتملتا على الإقرار بالله عز وجل والإيمان به، وبما أنزل على رسله، قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ [البقرة:136]، فإن هذه الآية، وكذلك الآية الثانية أيضاً فيها ذكر الإيمان بالله عز وجل، فلعل هذا هو الوجه في اختيار هاتين الآيتين، وكذلك الآية الثانية التي هي: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ [آل عمران:64]، فإن في آخرها: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64].
تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في القراءة في ركعتي الفجر
قوله: [أخبرني عمران بن يزيد].قوله: أخبرني، ولم يقل: أخبرنا، الفرق بين (أخبرني) و(أخبرنا)، وحدثني وحدثنا، أن أخبرني يؤتى بها فيما إذا كان التلميذ سمع من الشيخ وحده ليس معه غيره، وأما إذا كان أخذ عنه هو وغيره، فإنه يعبر عن ذلك بأخبرنا، فهذا هو الفرق بين أخبرني وأخبرنا، وحدثني وحدثنا، أن ضمير الإفراد أخبرني وحدثني فيما إذا كان أخذ التلميذ عن الشيخ وحده ليس معه أحد، وأخبرنا وحدثنا فيما إذا كان أخذ التلميذ عن الشيخ ليس وحده، وإنما معه غيره.وعمران بن يزيد هو: عمران بن خالد، ينسب إلى جده كما هنا، وهو: عمران بن خالد بن يزيد الطائي الدمشقي، فهو صدوق، خرج حديثه النسائي.[عن مروان بن معاوية الفزاري].ومروان بن معاوية الفزاري، ثقة، حافظ، كان يدلس أسماء الشيوخ، وتدليس أسماء الشيوخ هذا نوع من أنواع التدليس؛ لأن التدليس قسمان: تدليس إسناد، وتدليس متن، فتدليس الإسناد: هو أن يروي عن شيخه ما لم يسمع منه، يروي عن شيخه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم للسماع، كعن، أو قال، هذا هو تدليس الإسناد.وأما تدليس الشيوخ: فهو أن يذكر شيخه من غير ما هو مشهور به، فيكون في ذلك تعمية، ويعني: إخفاء لشيخه بما حصل من تدليسه، وذلك بكونه يذكره بما هو فيه حقيقة، ولكنه ليس مشتهراً بذلك، كأن يذكره بكنيته، يعني: باسمه وبكنيته، أو بكنية أبيه، أو يأتي بجد من أجداده، ويحذف ما هو مشهور به من نسبه، هذا هو الذي يقولون عنه: تدليس الشيوخ.وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة مروان بن معاوية الفزاري: كان يدلس أسماء الشيوخ، يعني: شيوخه، أي أنه يذكر شيوخه بغير ما اشتهروا به، هذا هو معنى تدليس الشيوخ، ويترتب على ذلك التعمية، والإخفاء للشيخ، وأنه يصعب معرفته، وأنه يحتاج إلى بحث، وتحقق من معرفة الشيخ، وقد ينسب أحياناً مثل هذا إلى أنه مجهول، يعني: بأنه ما وجد له ترجمة، مع أنه شخص معروف، ولكنه ذكر بغير ما اشتهر به، فأحياناً عندما لا يعرف، وهو مدلس يقال: أنه لم يوقف له على ترجمة، وهو ذكر بغير ما هو مشتهر به، وممن عرف بتدليس الشيوخ الخطيب البغدادي، أنه ذكر عنه أنه كان يدلس أسماء الشيوخ، الخطيب البغدادي يدلس أسماء شيوخه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، الذي هو مروان بن معاوية الفزاري.[حدثنا عثمان بن حكيم].هو عثمان بن حكيم الأنصاري المدني، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[أخبرني سعيد بن يسار].وسعيد بن يسار، هو المدني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[أن ابن عباس أخبره].هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار الصحابة، وهو أحد العبادلة الأربعة في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا قيل: العبادلة الأربعة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهم، وهو أيضاً أحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام.
القراءة في ركعتي الفجر بـ(قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو الله أحد)

شرح حديث: (أن رسول الله قرأ في ركعتي الفجر (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد))
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القراءة في ركعتي الفجر بـ(قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو الله أحد).أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حدثنا مروان حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر (قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو الله أحد))].أورد النسائي هذه الترجمة، وهي باب القراءة في ركعتي الفجر بـ(قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو الله أحد)، أي: بعد الفاتحة، المقصود من ذلك أن هذا هو ما يقرأ به بعد الفاتحة، كالذي تقدم في الحديث الذي قبل هذا، قراءة الآيتين، أي: بعد الفاتحة، وهنا قراءة السورتين، سورتي الإخلاص، أي: بعد الفاتحة، وقد أورد النسائي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بركعتي الفجر بـ(قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو الله أحد)؛ وذلك لما اشتملتا عليه من إخلاص العبادة لله عز وجل، وإثبات أسمائه، وصفاته، وتنزيهه عن مشابهة خلقه، وأنه الذي غني عن كل من سواه، وغيره فقير إليه لا يستغني عنه طرفة عين، فالآية الأولى وهي (قل يا أيها الكافرون)، فيها إثبات توحيد العبادة لله عز وجل، والثانية وهي سورة (قل هو الله أحد)، فيها إثبات توحيد الأسماء والصفات؛ لأن (قل هو الله أحد، الله الصمد) فيها إثبات هذه الأسماء لله عز وجل، ونفي الأشباه والنظراء، نفي الأصول، والفروع، والأشباه، والنظراء، (لم يلد ولم يولد)، يعني: ليس له أصول، ولا فروع، (ولم يكن له كفواً أحد)، ليس له مشابه، وليس له نظير، فلما اشتملت عليه هاتان السورتان من إخلاص العبادة لله عز وجل، وإخلاص العمل له سبحانه وتعالى، وإثبات أسمائه وصفاته، ونفي الأصول والفروع، والأشباه، والنظراء عنه، كان عليه الصلاة والسلام يقرأ في هاتين الركعتين، أي: ركعتي الفجر بهاتين السورتين العظيمتين اللتين يقال لهما: سورة الإخلاص.
تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله قرأ في ركعتي الفجر (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد))
قوله: [أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم].دحيم هو لقب له، وهذا فيه جمع بين الاسم واللقب، مثل ما مر بنا قريباً محمد بن جعفر غندر، جمع بين الاسم واللقب، وهنا جمع بين الاسم واللقب، عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، دحيم لقب له، وهو مأخوذ من عبد الرحمن، وأحياناً تكون الألقاب مختصرة، أو منحوتة من الأسماء، مثل هنا دحيم مأخوذ من عبد الرحمن، وكذلك عبد الله بن عثمان المروزي لقبه عبدان، مأخوذة من عبد الله، يكون اللقب أحياناً منحوت، أو مشتق من الاسم، وأحياناً يكون بعيداً عنه، لا ارتباط بين اللقب والاسم، وهنا دحيم لقبه مأخوذ من اسمه، وهو عبد الرحمن، وهو ثقة، خرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه .[حدثنا مروان].وهو مروان بن معاوية الفزاري الذي تقدم ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.[حدثنا يزيد بن كيسان].وهو صدوق يخطئ، خرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبي حازم].وهو سلمان الأشجعي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، مشهور بكنيته أبو حازم.[عن أبي هريرة].هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، والسبعة الذين هم عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة، والمكثرون في قول السيوطي في الألفية:والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمر وأنس والبحر كـالخدريوجابر وزوجة النبيِّفـأبو هريرة هو أكثر هؤلاء السبعة الذين هم أكثر الصحابة حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تخفيف ركعتي الفجر

شرح حديث عائشة: (إن كنت لأرى رسول الله يصلي ركعتي الفجر فيخففهما ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [تخفيف ركعتي الفجر.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن كنت لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر فيخففهما حتى أقول: أقرأ فيهما بأم الكتاب؟)].أورد النسائي تخفيف ركعتي الفجر، المقصود من ذلك أن الركعتين للفجر تخففان، وذلك أنه كما هو معلوم يقرأ فيهما بآيتين، أو بسورتين قصيرتين، بآيتين كما مر بنا في الباب الأول من هذه الأبواب، أو بسورتين قصيرتين، وهما سورة الإخلاص كما مر في الباب الذي قبل هذا، فالمقصود من الترجمة تخفيفهما.وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها: قالت: (إن كنت لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر فيخففهما حتى أقول: أقرأ فيهما بأم الكتاب؟!).أي: لخفة الركعتين، وليس ذلك شك، وأنه قرأ بالفاتحة، أو ما قرأ، وإنما المقصود من ذلك التخفيف، وأنها من أخف صلواته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فهو إشارة إلى المبالغة في تخفيفها، وليس المقصود من ذلك الشك هل قرأ فيها بالفاتحة؟ لأن الفاتحة كما هو معلوم لا أقل منها، كما جاء في الحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وإنما المقصود من ذلك المبالغة في التخفيف، والإشارة إلى تخفيفها جداً بحيث تصف هذه الخفة بأن تقول: أقرأ فيها بأم الكتاب؟، وكما هو معلوم كان يقرأ الفاتحة، ويقرأ معها آيتين، أو سورتين قصيرتين كما جاء في البابين المتقدمين قبل هذه الترجمة.والمقصود من الحديث هو المبالغة في التخفيف، وأنه يبالغ في تخفيفهما، بحيث تكون أخف صلواته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

يتبع


ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:23 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (إن كنت لأرى رسول الله يصلي ركعتي الفجر فيخففهما ...)
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].وهو ابن مخلد المعروف بـابن راهويه، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل، والتوثيق، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً، أخبرنا.[أخبرنا جرير بن عبد الحميد].وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن يحيى].هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن محمد بن عبد الرحمن].هو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري الذي اشتهر بكنية أبو الرجال، وهي لقب له، وكنيته أبو عبد الرحمن، لكنه اشتهر بهذه الكنية التي هي لقب، حيث يقال له: أبو الرجال، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه.[عن عمرة].وهي أمه، يروي عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، هي: أم محمد بن عبد الرحمن بن حارثة، وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية، هي ثقة، أكثرت من الرواية عن عائشة، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة، ورواية محمد بن عبد الرحمن عن أمه من رواية الأبناء عن الأمهات.[عن عائشة].أم المؤمنين رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، التي هي أكثر الصحابيات على الإطلاق حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنها وأرضاها.
القراءة في الصبح بالروم

شرح حديث: (عن النبي أنه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [القراءة في الصبح بالروم.أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم، فالتبس عليه، فلما صلى قال: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور، فإنما يلبس علينا القرآن أولئك)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي: القراءة في الصبح بالروم. أي: بسورة الروم في صلاة الصبح، وقد أورد النسائي فيه حديث رجل من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام غير مسمى، ومن المعلوم أن الجهالة في الصحابة لا تؤثر، فيكفي أن يوصف الرجل من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وإن لم يعرف اسمه، فيكفي أن يقال: عن رجل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الجهالة في الصحابة لا تؤثر؛ لأنهم عدول بتعديل الله لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا الرجل من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام، صلى الصبح فقرأ بالروم فالتبست عليه القراءة، فلما صلى قال: (ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور، إنما يلبس علينا القرآن أولئك).أي: هؤلاء الذين لا يحسنون الطهور، والمقصود من الترجمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ بالروم في صلاة الصبح، وفي هذا الحديث أنه لما فرغ الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: (ما بال أناس يصلون معنا لا يحسنون الطهور، إنما يلبس علينا القرآن أولئك)، أي: الذين يصلون معنا وهم لا يحسنون الطهور.والحديث ذكره الألباني في ضعيف سنن النسائي، وأشار إلى أن سبب تضعيفه كون عبد الملك بن عمير، وهو من رواته أنه تغير، فتكلم بالحديث، أو عن الحديث بسببه، أو من أجله، من أجل عبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن عمير هو من رجال الكتب الستة، لكن كونه جاء أو انفرد برواية هذا الحديث الذي فيه القراءة بالروم في صلاة الصبح، وأنه حصل عليه التباس في القراءة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن سبب ذلك كون أناس يصلون معه لا يحسنون الطهور، أن هذا هو سبب ذلك، أي: ليس له شواهد؛ لأنه أولاً ذكر القراءة بالروم، وليس له ما يشهد له، وأيضاً ما جاء في آخره من التباس القراءة، وأن سبب ذلك كون أناس لا يحسنون الطهور، فأورد الحديث في ضعيف سنن النسائي، وأحال إلى المشكاة، أو التعليق على المشكاة، وذكر في تعليقه على المشكاة أن الكلام هو من أجل عبد الملك بن عمير مما وصف به من أنه تغير حفظه.
تراجم رجال إسناد حديث: (عن النبي أنه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم...)
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].محمد بن بشار، وهو ملقب بندار، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه جميعاً مباشرة، وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري، فإنه توفي قبل البخاري بأربع سنوات، أي: أن وفاة البخاري سنة ست وخمسين ومائتين، ووفاة محمد بن بشار سنة اثنتين وخمسين ومائتين.[حدثنا عبد الرحمن].وهو ابن مهدي، المحدث، الناقد، والخبير بالرجال والعلل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا سفيان].هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، الثقة، الإمام، الحجة، الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الملك بن عمير].وهو ثقة، تغير حفظه، وقال عنه الحافظ ابن حجر: ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن شبيب أبي روح].هو شبيب بن نعيم أبي روح، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، قال عنه الحافظ ابن حجر: وأخطأ من عده في الصحابة، وهذا المثال لما مر بنا في الدرس الماضي في المصطلح أن من التابعين من عُدَّ في الصحابة خطأً، ومن الصحابة من عد في التابعين خطأً، ومن الأتباع من عد في أتباع الأتباع، وهذا مثال من أمثلة عد تابعي بأنه صحابي، وذلك على سبيل الخطأ، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في التقريب: ثقة، أخطأ من عده في الصحابة.[عن رجل من أصحاب النبي].عن رجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام غير مسمى، وقد ذكرنا أن الجهالة في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام لا تؤثر، وإنما تؤثر في من دون الصحابة، كما ذكر ذلك الخطيب البغدادي في الكفاية، وقال: إنهم أجمعوا، أو اتفقوا، أو أن العمل على أن أي واحد لا بد من معرفة حاله إلا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فإنه لا يحتاج إلى معرفة أسمائهم ولا أحوالهم؛ لأنهم جميعاً عدول بتعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله عليه الصلاة والسلام، فهم لا يحتاجون مع ذلك إلى تعديل المعدلين وتوثيق الموثقين بعد تعديل رب العالمين، وتعديل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
الأسئلة

الفتوى بالرأي
السؤال: فضيلة الشيخ، ورد في التقريب في ترجمة ربيعة بن أبي عبد الرحمن: أنهم كانوا يستفتونه من موضع الرأي، فما معنى هذا؟الجواب: الرأي معروف, وهو يعني: الكلام في الرأي، ولكتاب الرأي، وأهل الرأي، وهم الذين يعولون على الرأي، وهذا مما يعاب عليه الإنسان، مثل ما قالوا في ترجمة عثمان البتي: عابوا عليه للإفتاء بالرأي، في ترجمته في التقريب، عيب عليه الإفتاء بالرأي.
المراجع في معرفة من رمي بالتشيع من المحدثين
السؤال: ما هي المراجع في معرفة من رمي بالتشيع من المحدثين؟الجواب: المراجع طبعاً هي تراجم الرجال مثل التقريب وغيره، فالإنسان عندما يستعرض، هذه التراجم يجد فيها التنصيف على أنه رمي بتشيع، أو رمي بالإرجاء، أو رمي برأي الخوارج، أو رمي بالقدر، أو رمي بكذا، أو رمي بالنصب، أو رمي بأي بدعة من البدع، والحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح حصر الذين تكلم فيهم ببدعة، فذكر كل الذين تكلم فيهم ثم أفرد، أو أفرد إجمالاً الذين تكلم فيهم ببدعة، فمقدمة الفتح اشتملت على المتكلم فيهم ببدعة في صحيح البخاري، والتقريب مشتمل في تلك التراجم على الإشارة إلى رمي الشخص بأنه متشيع، أو أنه رمي بالقدر، أو رمي بالإرجاء، أو رمي برأي أو ما إلى ذلك.وتقديم علي على عثمان من التشيع الذي لا يؤثر؛ لأنهم جماعة وصفوا بالتشيع، ولكن تشيعهم أنهم كانوا يقدمون علياً على عثمان في الفضل، لا في الخلافة.ما أعرف حصر في مكان واحد، ولكن يوجد في التراجم، في ترجمة مثلاً عبد الرحمن بن أبي حاتم، وترجمة عبد الرزاق، وترجمة الأعمش، وترجمة ابن جرير، يعني: هؤلاء كلهم جاء عنهم أنهم كانوا يقدمون علياً على عثمان، وقد ذكر بعضهم الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الرحمن بن أبي حاتم.
تبديع من فضل علياً على عثمان
السؤال: هل ثبت عن الإمام أحمد تبديع من فضل علياً على عثمان رضي الله عنهم؟الجواب: لا أدري، لكن المعروف عند أهل السنة أنه لا يبدع بتفضيل علي على عثمان، وإنما يبدع القائل بأنه أحق منه بالخلافة؛ لأن هذا يصادم الأدلة وما هو معلوم عند أهل العلم من أهل السنة في ذلك.
حاجة الأمة إلى الفقه في الدين
السؤال: ما رأيكم فيمن قال: إن العالم الإسلامي اليوم لا يحتاج إلى العلم والتفقه فيه، بل يحتاج إلى الحركة والعمل، وقال: إن التفقه في الدين يعتبر تضييع للمسلمين ولا يبالى بهم؟الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من يريد الله به خيراً يفقه في الدين)، فالتفقه في دين الله عز وجل هو علامة إرادة الله خيراً للعبد، وأي عمل لم يكن مبنياً على الفقه في الدين، ومبنياً على المنهج القويم، فإن صاحبه لا يحصل من ورائه إلا الخسار، ولا يحصل من روائه فائدة، فالناس أحوج ما يكونون إلى الفقه في الدين، وعبادة الله عز وجل، والتزام شرعه، والاهتداء بهدي رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا يكون بالفقه في الدين، بل إن العبادة لا بد أن تكون مبنية على علم، وإذا كانت مبنية على جهل صار ذلك ضلال، وقد قال بعض السلف: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى، فإذا لم يوجد الفقه في الدين وجد الجهل، ووجدت العبادة على جهل وضلال، فالناس بحاجة إلى العلم، وبحاجة إلى معرفة أحكام الشرع، وبحاجة إلى تدبر القرآن، وكذلك معرفة سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، والتفقه في دين الله عز وجل، والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين).
استعمال طريقة تقلل من استهلاك الكهرباء
السؤال: الحكومة في بلادنا تفرض ضرائب على المؤسسات الخاصة، وعلى التجار إلى آخره، وبعض أصحاب هذه المؤسسات يستعمل طريقة تقنية في حصر الكهرباء، حتى لا يحسب عليه كل ما استهلكه من الكهرباء، وإنما يحصر عليه الشيء القليل، ويستدرك بهذه الطريقة بعض ما تأخذه الدولة منه، فما حكم هذا العمل؟الجواب: ليس للإنسان أن يعمل هذا، يؤدي الذي عليه ويسأل الله الذي له، هذا هو الذي على الإنسان، (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك).
الكذب من أجل تخفيض الضرائب
السؤال: يقول: إن الضرائب تختلف باختلاف رأس المال، فإذا كان رأس المال كبير كانت الضريبة كبيرة، وهكذا، هل يجوز للرجل أن يكذب وأن يخبر الدولة بأن رأس ماله كذا حتى تكون الضريبة...؟الجواب: إذا كان الإخبار عن طريق تورية، يوري بذلك فالمعاريض فيها مندوحة عن الكذب، أي: التورية فيها معاريض، والمعاريض هي مندوحة عن الكذب.
قراءة القرآن في الصلاة على ترتيب المصحف
السؤال: ما حكم القراءة في الصلاة على ترتيب المصحف؟ كأن يقرأ في الأولى بعبس، وفي الثانية بالنبأ مع الليل؟الجواب: الأولى أن تكون القراءة على وفق الترتيب، بحيث تكون القراءة في الركعة الأولى في سورة متقدمة في المصحف، وتكون في الركعة الثانية في سورة بعدها في المصحف، وإن قدم وحصل العكس فإن ذلك جائز، والدليل على هذا ما جاء في الحديث: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران )، ثم أيضاً جاء في الحديث الذي سبق أن مر بنا، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قيل له عن رجل يختم بـ(قل هو الله أحد)، أي: يأتي يقرأ ما يقرأ ثم يقرأ معها قل هو الله أحد، فإن قل هو الله أحد ليس بعدها في المصحف إلا سورتان، سورة الفلق، والناس، والباقي كله قبلها، ومن المعلوم أنه إذا قرأها وقرأ معها شيء، معناه: أنه لا بد أن يكون قبلها؛ لأنه ليس بعدها في المصحف إلا سورتان، فهذا هو الدليل على جواز القراءة، بأن تقرأ سورة متقدمة في المصحف بعد سورة متأخرة عنها، ولكن الأولى هو أن يكون وفقاً لترتيب المصحف.
لبس النظارات المطلية بالذهب للرجال
السؤال: ما الحكم في لبس النظارات المطلية بالذهب للرجال؟الجواب: استعمال الذهب لا يجوز للرجال، لا في نظارات، ولا في خواتم، ولا في غيرها إلا في ما هو ضرورة مثل الأسنان، إذا كان المقصود من ذلك تعويضاً ليس تجميلاً -بأن يلبس من أجل الجمال-، هذا لا يجوز، فإن كان بدلاً عن سن انقلع، أو اختل وأصلحه بالذهب فلا بأس بذلك، أما أن يكون الباعث على ذلك التجمل، وليس الإصلاح، فإن ذلك لا يجوز.

ذكر من خرج لمروان بن معاوية

السؤال: من خرج لـمـروان بن معاوية؟الجواب: مروان بن معاوية خرج له أصحاب الكتب الستة.
العقيقة والتسمية للجنين إن سقط أو مات عقب ولادته
السؤال: إذا سقط الجنين ميتاً أو مات بعد ولادته بدم يسيل هل يسمى ويعق عنه أم لا؟الجواب: إذا سقط ميتاً لا يسمى، لكن يسمى في أول الأمر، يسمى في أول يوم ولد فيه، والرسول صلى الله عليه وسلم سمى ابنه إبراهيم، يعني: في اليوم الذي ولد فيه، قال عليه الصلاة والسلام: (ولد الليلة لي غلام وسميته باسم أبي إبراهيم )، فإذا سماه عند ولادته فتسمية سائغة، ولا يلزم أن تكون أنها تؤخر إلى يوم سابع، بل يمكن أن تكون، لكن إذا كان مات وانتهى، فلا حاجة إلى التسمية.
حكم العقيقة والتسمية للجنين الميت بعد ولادته بزمن يسير
السؤال: من مات بعد ولادته بزمن يسير، هل يسمى ويعق عنه أم لا؟الجواب: أنا قلت: أن التسمية أنه لا يسمى ما دام مات ولم يسم، لكن التسمية كما قلت: أنها جاءت السنة بأنها تكون في أول يوم كما في الحديث الذي أشرت إليه: (ولد الليلة لي غلام وسميته باسم أبي إبراهيم )، وأما بالنسبة للعقيقة فالذي يبدو أنه يعق عنه.
الجنين قبل أربعة اشهر لا يصلى عليه
السؤال: إذا فقد الجنين قبل أربعة أشهر، هل يصلى عليه أم لا؟الجواب: لا، إذا كان لم يخلق فلا يصلى عليه، وليس له حكم المولود.


ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:24 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(180)


- (باب القراءة في الصبح بالستين إلى المائة) إلى (باب القراءة في الصبح بـ(إذا الشمس كورت) )

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يطيل القراءة في صلاة الفجر؛ حيث ورد عنه أنه كان يقرأ بالستين إلى المائة آية، وربما قرأ أحياناً بقصار السور كسورة التكوير.
القراءة بالصبح بالستين إلى المئة

شرح حديث: (أن رسول الله كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المائة)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [القراءة بالصبح بالستين إلى المئة.أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم حدثنا يزيد أخبرنا سليمان التيمي عن سيار يعني: ابن سلامة عن أبي برزة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المائة)].يقول النسائي رحمه الله: القراءة في الصبح بالستين إلى المئة، أي: بالستين آية إلى المئة آية، والفجر أو صلاة الفجر تطال فيها القراءة، وهي أطول الصلوات قراءة، وقد جاء تنصيص على قراءة الفجر في قول الله عز وجل: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء:78]، والمراد بذلك القراءة في الصلاة، ولهذا فإنها تطول فيها القراءة، وهي أقل الصلوات ركعات، وهي أطولهن في القراءة، وهذا الحديث حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالغداة بالستين إلى المئة، في صلاة الغداة أي: صلاة الفجر؛ لأن صلاة الفجر يقال لها: صلاة الصبح، وصلاة الفجر، وصلاة الغداة، كلها أسماء لهذه الصلاة التي هي أول صلاة النهار بعد طلوع الفجر، فهذه الصلاة تسمى بهذه الأسماء: الفجر، والصبح، والغداة، وكان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المئة، أي: بالستين آية إلى المائة آية، والمقصود من ذلك الآيات المتوسطة؛ لأن من الآيات ما هي قصيرة، ومنها ما هي طويلة، ومنها ما هي متوسطة، وهي بالستين إلى المائة، أي: بالنسبة للآيات المتوسطة، ومن المعلوم أن بعض سور القرآن تتفق عدد آياتها، ولكنها تتفاوت من حيث مقدارها، وذلك بالتفاوت بالنسبة للآيات، فمثلاً سورة الصافات هذه من سور القرآن التي آياتها كثيرة، ولكن مقدارها ليس بالكبير، ولكنها من حيث الآيات كثيرة، وهناك بعض السور تكون آياتها طويلة، ويكون مقدارها كبيراً وعدد آياتها قليلاً.
تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المائة)
قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].وهو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، أبوه مشهور بـابن علية، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.وأما أبوه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بابن علية، ولـمحمد بن إسماعيل هذا أخ اسمه إبراهيم بن إسماعيل، وهو والعياذ بالله من الضُلال؛ لأنه أورده الذهبي في كتابه الميزان، وقال عنه: جهمي هالك، وهو أخو محمد هذا، وهو أيضاً معروف بالمسائل الشاذة في الفقه، فإنه يأتي في بعض مسائل الفقه مسائل شاذة تنسب إلى ابن علية، والأصم، وابن علية المراد به إبراهيم الذي هو ابن إسماعيل، والأصم هو ابن كيسان من المعتزلة.ومن أشهر المسائل الشاذة التي نسب القول فيها إلى ابن علية، أي: إبراهيم، مسألة الإجارة، يقول: الإجارة لا تجوز حرام. ومعلوم أن الإجارة لا يستغني الناس عنها؛ لأنه ليس بإمكان كل أحد أن يكون عارفاً بكل مهنة، ولا يلزم كل أحد أن يبذل ما يعرف بالمجان، فإذاً هناك شيء وسط بين هذا، وبين هذا، وهو الإجارة، وهذا الرجل -الذي هو إبراهيم بن إسماعيل بن علية- قال: بأنها لا تجوز، ومثله الأصم، فإنه يأتي ذكرهما في مسائل متعددة شذوذاً، أي: بأقوال شاذة، الحاصل أن إسماعيل بن إبراهيم إمام من أئمة أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وابنه محمد بن إسماعيل، هذا ثقة، خرج حديثه النسائي، وابنه إبراهيم هذا قال عنه الذهبي: إنه جهمي هالك، ويأتي ذكره في المسائل الفقهية التي يحصل فيها شذوذ، وينسب الشذوذ فيها إليه، إذا قيل: ابن علية فهو المقصود، وهو المعني.[حدثنا يزيد].وهو يزيد بن زريع، وهو ثقة، ثبت، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[أخبرنا سليمان التيمي].وهو سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن سيار يعني: ابن سلامة].وهو ابن سلامة، وسيار بن سلامة الرياحي، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقوله: (يعني)، الذي قال هذا هو الذي دون تلميذه، وليس تلميذه، وتلميذه هو سليمان بن طرخان، والذي دونه يزيد بن زريع، ومحمد بن إسماعيل، والنسائي، فمن دون التلميذ هو الذي قال: (يعني). إذاً فكلمة (يعني) لها قائل ولها فاعل، الفاعل ضمير مستتر يرجع إلى سليمان بن طرخان، بقوله: [سيار يعني: ابن سلامة]، فـ(يعني) هي فعل مضارع فيه فاعله ضمير مستتر يرجع إلى سليمان بن طرخان، وقائلها هو من دون سليمان بن طرخان؛ لأن سيار يطلق على أشخاص، فهنا ميزه -أي: الذي دون تلميذه- وقال: يعني: ابن سلامة، وهو سيار بن سلامة الرياحي، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.وفي طبقته سيار أبو الحكم، فهذا في طبقته من التابعين، وهذا سيار بن سلامة الرياحي.[عن أبي برزة].أبو برزة الأسلمي، وهو نضله بن عبيد، هو نضله اسمه نضله بن عبيد، وهو صحابي مشهور بكنيته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
القراءة في الصبح بـ(ق)

شرح حديث أم هشام بنت حارثة: (ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا من وراء رسول الله كان يصلي بها في الصبح)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [القراءة في الصبح بـ ق.أخبرنا عمران بن يزيد حدثنا ابن أبي الرجال عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان أنها قالت: (ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا من وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كان يصلي بها في الصبح)].هنا أورد النسائي القراءة في الصبح بـ(ق)، أي: بسورة ق، وقد أورد فيها حديث أم هشام بنت حارثة الأنصارية، وأنها قالت: ما أخذت ق إلا من في رسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في الصبح.وقد جاء هذا الحديث من طرق مختلفة عند الإمام مسلم، وغيره، وأنها أخذت ذلك منه وهو يخطب يوم الجمعة؛ لأنه جاء من طرق عند مسلم، وغيره، وعند النسائي أيضاً، ولكن ذلك في خطبة الجمعة، قالت: ما أخذت سورة ق إلا من في رسول صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب يوم الجمعة، فذكر هنا أن ذلك بالقراءة بالصبح، وأكثر الروايات التي جاءت عنها هي أنها في خطبة الجمعة، والشيخ الألباني قال: إن هذا يكون شاذاً، والمحفوظ أنه بخطبة الجمعة، كما جاء عند مسلم، وعند غيره؛ لأن الرواة الذين رووا هذا الحديث لا يذكرون ذلك إلا في خطبة الجمعة؛ وأنها ما أخذت سورة ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب يوم الجمعة، وقد جاء عند النسائي أن ذلك في قراءة الصبح، أو في صلاة الصبح، فالشيخ الألباني قال: إن هذا من قبيل الشاذ، يعني: مما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه، وذلك أن الثقات الذي رووا هذا الحديث عن أم هشام -وهي مقلة من الحديث، فليست أحاديثها كثيرة، وهذا الحديث مما جاء عنها- كلهم رووا أن ذلك في خطبة الجمعة.
تراجم رجال إسناد حديث أم هشام بنت حارثة: (ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا من وراء رسول الله كان يصلي بها في الصبح)
قوله: [أخبرنا عمران بن يزيد].وهو عمران بن خالد بن يزيد، ينسب إلى جده كما هنا؛ لأن يزيد جده، وأبوه خالد، فهو عمران بن خالد بن يزيد الطائي الدمشقي، وهو صدوق، خرج حديثه النسائي وحده.[حدثنا ابن أبي الرجال].وهو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن، وأبوه مشهور بـأبي الرجال، وقد مر ذكره قريباً، وهو محمد بن عبد الرحمن الذي يروي عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، وهنا عبد الرحمن بن محمد.[عن يحيى بن سعيد].هو يحيى بن سعيد الأنصاري، يروي عن جدته عمرة؛ لأن محمد بن عبد الرحمن أمه عمرة، وهنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن جدته عمرة بنت عبد الرحمن، وابن أبي الرجال هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن، فـمحمد بن عبد الرحمن هو أبو الرجال الذي مر ذكره قريباً، وهذا ابنه عبد الرحمن، وهو صدوق ربما أخطأ، وحديثه أخرجه أصحاب السنن الأربعة.ويحيى هو الأنصاري؛ لأن يحيى بن سعيد الأنصاري من صغار التابعين، يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عمرة].هي عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، وهي ثقة، حديثها عند أصحاب الكتب الستة، وقد أكثرت من الرواية عن عائشة، وهنا تروي عن أم هشام، وقيل: إن أم هشام هي أخت عمرة لأمها.[عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان].وهي بنت حارثة بن النعمان الأنصارية وهي صحابية، خرج حديثها البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

يتبع

ابوالوليد المسلم 06-07-2021 08:24 AM

رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
 
شرح حديث قطبة بن مالك في قراءة النبي بـ(ق) في صلاة الصبح
[أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى واللفظ له، حدثنا خالد عن شعبة عن زياد بن علاقة سمعت عمي يقول: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فقرأ في إحدى الركعتين: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ [ق:10]، قال شعبة: فلقيته في السوق في الزحام فقال: ق]. وهنا أورد النسائي هذا الحديث الدال على قراءة ق بصلاة الصبح، وهو حديث عن زياد بن علاقة، وهو قطبة بن مالك الثعلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بالصبح: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ[ق:10]]، يعني: السورة التي فيها هذه الآية، وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ[ق:10]، [قال شعبة: فلقيته بالسوق في الزحام فقال: ق]، يعني: لقي زياد بن علاقة، فقال: (ق)، أي: بدل: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ[ق:10]، أي: قرأ سورة (ق) في الصبح، والحديث دال على قراءة هذه السورة في صلاة الصبح، وهو مطابق، أو شاهد للترجمة التي عقدها النسائي، وهي القراءة بالصبح بـ(ق).
تراجم رجال إسناد حديث قطبة بن مالك في قراءة النبي بـ(ق) في صلاة الصبح
قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود]. وهو أبو مسعود البصري، ثقة، خرج حديثه النسائي وحده، وقد وافقت كنيته اسم أبيه؛ لأنه إسماعيل بن مسعود أبو مسعود، وقد ذكرتُ مراراً أن فائدة معرفة هذا النوع -وهو موافقة معرفة موافقة كنيته اسم أبيه- هو دفع توهم التصحيف فيما لو ذكر بالكنية أحياناً مع اسمه، فإن من لا يعرف يظن أن فيه تصحيفاً بدل ابن أبو، ولكن من يعرف أن أباه مسعود، وكنيته أبو مسعود فسواءً قيل: إسماعيل أبو مسعود، أو إسماعيل بن مسعود النتيجة واحدة، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.[ومحمد بن عبد الأعلى].هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.[حدثنا خالد].وهو ابن الحارث، خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن شعبة].وهو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن زياد بن علاقة].هو زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [سمعت عمي].يروي عن عمه، وهو قطبة بن مالك، وزياد أبوه علاقة، وعمه قطبة، وقطبة هو ابن مالك الثعلبي، خرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، أي: خرج له أصحاب الكتب الستة إلا البخاري فإنه ما خرج له في الصحيح، وإنما خرج له في خلق أفعال العباد.ولكن أبو داود في ظني أنه موجود في نسخة التقريب، ولكن الفيصل في هذا هو تهذيب الكمال؛ لأنه هو الذي ينص على الأسماء.
القراءة في الصبح بـ (إذا الشمس كورت)

شرح حديث عمرو بن حريث: (سمعت النبي يقرأ في الفجر: (إذا الشمس كورت))
قال المصنف رحمه الله تعالى: [القراءة في الصبح بـ (إذا الشمس كورت).أخبرنا محمد بن أبان البلخي حدثنا وكيع بن الجراح عن مسعر والمسعودي عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: إذا الشمس كورت].وهنا أورد النسائي هذه الترجمة وهي القراءة بالصبح بـ(إذا الشمس كورت)، وقد أورد فيه حديث عمرو بن حريث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالصبح بـإذا الشمس كورت، وهو دال على القراءة بهذه السورة؛ إذا الشمس كورت، ولعل ذلك في إحدى الركعتين، ويمكن أن يكون بهما جميعاً، وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي، أو يقرأ فيها أحياناً ببعض السور القصار، وفي بعضها بالسور الطوال، وكثيراً ما كان يقرأ: من الستين إلى المائة آية، كما سبق أن مر قريباً.
تراجم رجال إسناد حديث عمرو بن حريث: (سمعت النبي يقرأ في الفجر: (إذا الشمس كورت))
قوله: [أخبرنا محمد بن أبان البلخي].وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، وهو مستملي وكيع، والمستملي: هو الذي يساعد المحدث بأن يبلغ صوته، بأن يبلغ صوته إذا كثر الجمع، فإنه يتخذ معه من يساعده في إبلاغ الصوت، وقد جاء في حديث وفد عبد القيس عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي أنه قال: ألا أجعل لك من مالي حتى تبلغ عني؟ فكان يجلس معه على سريره، ويبلغ الناس، أي: معه، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، قال: وهو حجة في اتخاذ المحدث المستملي؛ لأن ابن عباس رضي الله عنه اتخذ نصر بن عمران الضبعي الذي كنيته أبو جمرة ليبلغ عنه، قال: وهو حجة في اتخاذ المحدث المستملي الذي يبلغ الناس ويساعده على إبلاغ صوته عندما يكثر الجمع، ومحمد بن أبان هذا يقال له: المستملي، وهو مستملي وكيع، الذي يروي عنه في الإسناد الذي معنا، وهو يروي عن وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، حافظ، مصنف صاحب المصنف، وغيره، ومصنفه الزهد، والتفسير؛ لأنه كثيراً ما ينقل عنه في الفتح، وفي تفسير ابن كثير، فهما يعزوان إلى تفسير وكيع بن الجراح، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن مسعر].هو ابن كدام، وهو ثقة، ثبت، فاضل، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[والمسعودي].هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، يقال له: المسعودي، وهو صدوق تغير حفظه قبل موته، قال الحافظ والحد الفاصل في هذا أن من سمع منه ببغداد فحديثه بعد الاختلاط، والمختلط ما سمع منه قبل الاختلاط حجة، وما سمع منه بعد الاختلاط لا يعول عليه، وإنما يحتاج إلى ما يساعده ويؤيده، والحديث الذي معنا عن المسعودي وهو ليس منفرداً، بل معه مسعر الذي هو ثقة، ثبت، إمام، فوجود المسعودي وعدم وجوده لا يؤثر على الحديث.وخرج حديثه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة.[عن الوليد بن سريع].وهو صدوق خرج حديثه مسلم، والنسائي.[عن عمرو بن حريث].صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو صحابي صغير، وهنا يقول: [سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقرأ في الصبح بـإذا الشمس كورت].ومعلوم أن صغار الصحابة مراسيلهم حجة، ولكن ما صرح فيه بالسماع عرف بأنه ليس من المراسيل، بل أخذه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهنا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقرأ بالصبح بـإذا الشمس كورت].وعمرو بن حريث خرج له أصحاب الكتب الستة.
الأسئلة

حكم صلاة المأمومين خلف إمام قرأ بغير القرآن بعد الفاتحة

السؤال: قد حدث وأن قدم جماعة شيخاً كبيراً ليؤمهم إحساناً بالظن به، وتوقيراً له، وهم لا يعرفونه، فلما أمهم قرأ في الركعة الأولى بالفاتحة، ثم قال بعدها: طلع البدر علينا، فهل صلاتهم باطلة بذلك؟الجواب: أقول: مثل هذا لا يصلى ورائه؛ لكونه يأتي بشيء غير القرآن، لا سيما يأتي بالشعر بدل القرآن، فهذا جاهل لا تصح صلاته ولا صلاة من يصلي ورائه.
المقصود بالنسخة المصرية تقريب التهذيب
السؤال: تذكر دائماً عند ذكر التقريب تقول: النسخة المصرية، فما المراد بذلك؟الجواب: أقول: النسخة المكونة من مجلدين والتي طبعها النمنكاني، وهي طبعة قديمة بتعليق عبد الوهاب عبد اللطيف، هذه هي المصرية، التي كانت موجودة من زمان، وهي التي تستعمل كثيراً.
وضع اليد على عاتق المعزى عند التعزية
السؤال: بعض الناس عند التعزية يضع صفحة كفه على عاتق المعزى، فما حكم ذلك؟الجواب: هذا العمل ليس من السنة، وإنما السنة أن الإنسان إذا جاء يعزي يصافح ويدعو، وأما وضع اليد على الصدر فهو من محدثات الأمور.
حكم بيع الهدية
السؤال: هل يجوز بيع الهدية؟الجواب: إذا أهدي للإنسان هدية ملكها، فله أن يتصرف فيها كيف يشاء؛ يبيعها أو يهديها، يعمل فيها ما يريد.
الواجب على من أفطرت في شهر رمضان جاهلة بوجوب الصيام عليها
السؤال: امرأة علمت أن عليها صيام سنة لم تصمه، وذلك بأنها بلغت وهي جاهلة، لا تعلم أنه بالبلوغ يجب عليها الصوم، ولم تصم ذلك الشهر، وهي قد علمت أنه قد كان عليها صيام شهر، فماذا يجب عليها؟الجواب: تقضي ذلك الشهر الذي عليها ما دام أنها قد بلغت قبل أن يدخل الشهر، فالشهر فرض عليها، وعليها أن تقضيه وتطعم عن كل يوم مسكيناً؛ لأنه ما دام قد مضى عليه سنين فتطعم عن كل يوم مسكيناً.
صيغة التأدية لمن سمع المستملي ولم يسمع الشيخ
السؤال: نحن نعرف دقة المحدثين في الراوية، فهل من يسمع المستملي يقول: حدثنا المستملي عن الشيخ أم يقول: حدثنا الشيخ؟الجواب: ليس مهمته أن يعطي الناس ويأخذون عنه، وإنما هو يبلغ، أي: إذا وجدت مثلاً كلمة لم تتضح أو نحو ذلك فهو يبلغها، والمحدث هو الذي يحدث، ولكن هذا يساعده بأن يبلغ صوته، فأحياناً، أي: في الشيء الذي يخفى فهذا هو المقصود منه، وإذا كان ما سمع إلا من المستملي، وما سمع صوتاً المحدث فلا يقل: حدثنا فلان أي: المستملي يبلغه المستملي، بمجرد أن ذاك قال هذا الكلام، وإنما الأصل أن التحديث هو من المحدث، إلا أن المستملي يساعد في تبيين شيء، أو إيضاح كلمة خفيت.
الجمع بين قوله تعالى: (قالوا ما أنزل الله...) وقوله: (قالوا نؤمن بما أنزل...)
السؤال: ما وجه الجمع بين آية: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:91]، الآية، وآية: نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ [البقرة:91]، الآية، فكيف في الآية الأولى قالوا: مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:91]، وفي الثانية: قالوا: نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا [البقرة:91]، فكيف الجمع بين الآيتين؟الجواب: هذا يحتاج إلى معرفة الذين قالوا هذا، والذين قالوا هذا، يعني: هم جماعة واحدة أو متعددة، لا أستطيع أن أذكر الآن شيئاً.
الكلام على مسعر الوارد في سند حديث عمرو بن حريث في قراءة النبي: (إذا الشمس كورت) في الفجر
السؤال: جاء في إسناد حديث عمرو بن حريث في قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير:1]، في الفجر عن مسعر ؟الجواب: لأنه جاء مسعود المسعودي، وليس هناك في رجال الكتب الستة مسعود المسعودي، وإنما في تحفة الأشراف لما هذا قال: عن وكيع عن مسعر والمسعودي كلاهما عنه، أي: زياد بن علاقة، هو نص على ذلك في تحفة الأشراف، ثم أيضاً مسعر، والمسعودي رووا عن زياد بن علاقة، وكل منهما روى عنه وكيع، فالذي فصل هذا وأوضحه صاحب تحفة الأشراف، حيث قال: عن مسعر والمسعودي كلاهما، عن زياد بن علاقة، فهو الذي بين أن الذي حصلت عنه الرواية عن الوليد بن سريع، هو: مسعر والمسعودي، مسعر بن كدام، والمسعودي الذي هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
صحة حديث: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)
السؤال: ما صحة حديث: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)؟الجواب: الحديث ضعيف.
المقصود بحديث الرسول: (من كان يؤمن بالله فلا يدخل حليلته الحمام)
السؤال: ما المقصود بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام)؟الجواب: الحمام -كما هو معلوم- الأماكن التي كانت تخصص للاستحمام، ويكون فيها شيء من التكشف وما إلى ذلك، والكلام في دخول الحمام كثير، والأحاديث التي وردت فيه متعددة، فهذا هو المقصود بإدخاله الحمام.
قبول الحديث الموصوف بالحسن الغريب
السؤال: الحسن الغريب هل يقبل؟الجواب: إذا كان المقصود بالغرابة كونه جاء من طريق واحد فإن ذلك لا يؤثر إذا كان الرجال رجال الحسن الذين يصدق عليهم أن حديثهم حسن، بل قد يقال عن الحديث الصحيح: إنه غريب؛ لأنه جاء من طريق واحد، ويقال عنه: صحيح، يعني: الترمذي يقول عن الحديث: إنه حديث حسن صحيح غريب، مثل آخر حديث في البخاري: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن)، رواه البخاري، ومسلم، وقال عنه الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، يعني: غريب لأنه جاء من طريق واحد، وأما رجاله فهم ثقات، فقد خرج لهم أصحاب الصحيح، البخاري، ومسلم، فإذا كان المقصود بالغرابة مجيئة من طريق واحد، والرجال ممن حديثهم حسن فإن ذلك لا يؤثر على الحديث شيئاً.
قبول الحديث المنكر الصحيح السند
السؤال: المنكر الصحيح السند هل يقبل؟الجواب: المنكر لا يكون صحيح السند، بل المنكر ضعيف السند؛ لأن المنكر ما يرويه الضعيف مخالفاً الثقة، وإنما صحيح السند هو الشاذ، فالشاذ هو الذي يكون صحيح السند، ولكن الضعف فيه من جهة مخالفة الثقات، الذين هم أوثق منه، فالشاذ هو الذي يكون الإسناد فيه صحيح، ورجاله ثقات، ولكن يصير فيه غلط، ويكون فيه وهم.وأما المنكر فمخالفة الضعيف للثقة، ولكن من العلماء من يطلق على الأحاديث المفردة أنها مناكير، وهذا اصطلاح آخر غير الاصطلاح المشهور، فهو اصطلاح خاص لبعض العلماء، وهذا ذكرته في الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى عن البرديجي أنه يطلق المناكير على هذا، وكذلك الإمام أحمد كما ذكره عنه الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح عند ترجمة بريد بن عبد الله بن أبي بردة، وقال: إنه يأتي بأحاديث مناكير، وقال: منهم الإمام أحمد فاصطلاحه: إن المناكير أفراد، ولا يكون تضعيفاً، ولا يكون قدحاً في الراوي، ولكن المشهور أن المنكر يقابل المعروف، والشاذ يقابل المحفوظ؛ لأنه عندنا محفوظ، وشاذ، ومعروف، ومنكر، فالمعروف ما خالف فيه الثقة الضعيف، والمنكر ما خالف فيه الضعيف الثقة، عكسه.
التسبيح في الصلاة عند سماع آية تسبيح
السؤال: إذا سمع القارئ يقرأ: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [الحشر:1]، فهل المصلي يسبح في الصلاة؟الجواب: الإنسان في صلاة الفرض لا يذكر شيئاً، ولا يحصل منه شيء إلا التأمين وراء الإمام، فإذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم، يقول: آمين، وأما بالنسبة للنوافل فالرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا مرت به آية رحمة سأل، وإذا مر به آية عذاب تعوذ بالله من النار، أو استعاذ، فبالنسبة للنفل يعني: الإنسان عندما يسمع: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [الحشر:1]، لا يقل شيئاً، ولكن إذا مرت به آية فيها رحمة سأل، وإذا مر في آية إعاذة استعاذ بالله.



الساعة الآن : 07:59 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 260.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 260.22 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.19%)]