ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   قسم الأبحاث العلمية والحوارات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=95)
-   -   كافة موضوعات الباحث ( بهاء الدين شلبي ) الإطلاع للمتخصصين فقط (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=7269)

جند الله 24-04-2006 10:10 PM

فضائح القبوريون وكذب خرافاتهم:
وما نراه من بناء المساجد على القبور، وما يدور حولها من موالد، ليعد من المخالفات الشرعية، هذا خلاف ما يتم من مخالطة الرجال للنساء وانتشار الفسوق بكل أنواعه، وبيع الأحجبة والتمائم والذبح للمشايخ من دون الله.

فقد زعم الشعراني: (أن شخصًا أنكر حضور مولد (البدوي) فسلب الإيمان فاستغاث بسيدي (أحمد) فقال: بشرط ألا تعود، قال: نعم. فرد عليه ثوب إيمانه ثم قال له: وماذا تنكر علينا؟ قال: اختلاط الرجال بالنساء. فقال له سيدي (أحمد): ذلك واقع في الطواف، ثم قال: وعزة ربى ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته. وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار وأجمعهم بعضهم ببعض، أيعجزني ربى عن حماية من يحضر مولدي). وبالمثل في باقي الموالد، نجد أنواعًا من المهرجانات يجتمع فيها مالا يحصى من النساء، والفساق، فتقام لهم الخيام حيث يحتسون الخمر، ويرتكبون مختلف أنواع المنكرات، وقد عثر مرة صبيحة مولد الشيخ (الإمبابى) على أكثر من مائة وخمسين جرة خمر متناثرة في المزارع، هذا بخلاف ما كان في تلك الليلة من الفساد والزنى، واللواط والتجاهر بذلك…ويصف الجبرتي مولد العفيفي: (يجتمع العَالَمُ الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعب والغوازي والبغايا.. حيث يزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلا ونهارًا، ويجتمع لذلك الفقهاء، ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار، بل يعتقدون أن ذلك قربة وعبادة، ولو لم يكن ذلك، لأنكره العلماء، فضلاً عن كونهم يفعلونه.. فالله يتولى هدانا أجمعين).( )

وما ذكر يعد بمثابة صورة مصغرة للدجل والخرافات التي تنتشر حول الأضرحة والمساجد المنشأة عليها، والنتائج واضحة وهى استفحال الخرافات حول الأولياء والمبالغة في كراماتهم ومخاريقهم حتى وصل الأمر إلى الندية مع الله عز وجل، وكل ذلك يحدث تحت سمع وبصر من يسمون زورًا بالفقهاء والعلماء من علماء السوء حتى ظن الجهال أن الرذيلة عبادة وأن الذنوب يغفرها صاحب المقام والضريح، فما الفارق بين ذلك و بين فكرة (المخلص) عند اليهود والنصارى.

يقول ابن القيم: ومنها حكايات لهم عن تلك القبور: أن فلانا استغاث بالقبر الفولاني في شدة فخلص منها، وفلانا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت له، وفلان نزل به ضر فاسترجي صاحب القبر فكشف ضره وعند السدنة والمقابرية من ذلك شيء كثير يطول ذكره.

وهم من أكذب خلق الله تعالى: عن الأحياء والأموات، والنفوس مولعة بقضاء حوائجها، وإزالة ضروراتها ويسمع بأن قبر فلان ترياق مجرب، والشيطان له تلطف في الدعوة فيدعوهم أولا إلى الدعاء عنده فيدعو العبد عنده بحرقة وإنكار وذلة، فيجيب الله دعوته لما قام بقلبه، لا لأجل القبر، فإن لو دعاه كذلك في الحانة والخمارة والحمام والسوق أجابه، فيظن أن للقبر تأثيرًا في إجابة تلك الدعوة، والله سبحانه، يجيب دعوة المضطر، ولو كان كافرًا، وقد قال تعالى: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلآءِ وَهَؤُلآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ، وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء: 20]، وقد قال الخليل: (وَارزُق أَهلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَن ءَامَنَ مِنهُم بِاللهِ وَاليَومِ الأخِرِ) [البقرة: 126]، فقال سبحانه وتعالى: (وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ، وَبِئسَ المَصِيِر) [البقرة: 126].( )

ونقل ابن القيم عن شيخ الإسلام قال: قال شيخنا قدس الله روحه: وهذه الأمور المبتدعة عند القبور مراتب أبعدها عن الشرع، أن يسأل الميت حاجته. ويستغيث به فيها كما يفلعه كثير من الناس، قال: وهؤلاء من جنس عباد الأصنام، ولهذا قد يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثل لعباد الأصنام، وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب، يدعو أحدهم من يعظمه فيتمثل له الشيطان أحيانا، وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة، وكذلك السجود للقبر، والتمسح به وتقبيله. المرتبة الثانية: أن يسأل الله عز وجل به، وهذا يفعله كثير من المتأخرين، وهو بدعة باتفاق المسلمين. والثالثة: أن يسأله نفسه. الرابعة: أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد فيقصد زيارته والصلاة عنده لأجل طلب حوائجه، فهذا أيضًا من المنكرات المبتدعة باتفاق المسلمين، وهى محرمة، ما علمت في ذلك نزاعًا بين أئمة الدين وإن كان كثر من المتأخرين يفعل ذلك. ويقول بعضهم: قبرفلان ترياق مجرب. والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبى حنيفة من الكذب الظاهر. اهـ( )

(وكان الأتقياء من اليهود يقومون بزيارة هذه القبور في الفترات التي كانوا يواجهون فيها أي نوع من الأزمات، وحينما كان القبر قريبا من الأماكن التي يقيم فيها اليهود فإنهم كانوا يقومون بزيارته مرة أسبوعيًا، ولكن حينما كانت هذه المقابر تقع على مسافة بعيدة من أماكن إقامتهم فإنهم كانوا يعتبرون رحلتهم إلى هذه المقابر جزءًا من عملية الاستعداد الروحاني للالتقاء (بالصديق).

وكانت زيارات القبور تعد بمنزلة فرصة الالتقاء بأفراد العائلة، وكان زوار القبور يضعون بجوار قبور (الصديقين) في أحيان كثيرة زجاجات تحتوى على مياه أو زيت بغرض أن تحل عليهم بركة (الصديق)، وكان من بين عادات يهود المغرب قصي شعر الطفل للمرة الأولى بجوار قبره وإيمانا بأن ذلك سيكتب للطفل النجاح في المستقبل، وكان من بين عاداتهم بيع الشموع وبأسعار باهظة بجوار هذه القبور، وكان اليهود عادة ينشدون القصائد ويرقصون عند إشعال الشموع بجوار قبر (الصديق).

وتفيد بعض الوثائق أن مثل هذه العادات سادت في أوساط مسلمي المغرب بدءا من القرن الحادي عشرة ولكنها شاعت بشكل ضخم في أوساطهم بدءًا من القرن السادس عشر، ويعتقد دارسوا تاريخ المجتمع اليهودي في تونس أن ظاهرة تقديس الأولياء لم تنتشر لدى يهود تونس إلا في القرن التاسع عشر.

وكانت ظاهرة عبادة (الصديقين) في المغرب محدودة للغاية حتى الفترة التي أصبحت فيها المغرب محمية فرنسية، ولكنها شاعت في المغرب إبان الثلاثينيات أو الأربعينيات من القرن العشرين وكان من بين العوامل التي ساهمت في شيوع هذه الظاهرة أنه قد أسست مبان حديثه شجعت الزوار على الإقامة بجوار الأماكن التي توجد بها القبور، أضف إلى هذا أن تشييد الطرق الحديثة ساعد اليهود وشجعهم على الانتقال بسهولة من أماكنهم لزيادة قبور (الصديقين).

وكان من بين هذه العوامل أنه تأسست في عام 1947م لجنة للإشراف على حماية هذه المقابر، وكانت هذه اللجنة تتولى أيضا مهمة جمع التبرعات. وكانت هذه الظاهرة على قدر كبير من الأهمية إذ أنها ساهمت في توثيق العلاقات بين اليهود والمسلمين الذين كانوا يقومون بزيارة قبور بعض الأولياء اليهود. وشاعت ظاهرة زيارة قبور (الصديقين) والأولياء في المغرب أكثر من شيوعها في أي مكان آخر، ونلاحظ هنا أن هذه الظاهرة كانت تتزايد قوة في جنوب المغرب عن شمالها.

ومن المرجح أن سبب شيوع هذه الظاهرة في الجنوب يتمثل في أنه كانت لليهود علاقات وثيقة بالبربر الذين أقاموا في جنوب المغرب والذين شاعت في أوساطهم ظاهرة زيارة قبور القديسين، بالإضافة إلى هذا أن قوة ظروف المعيشة في الجنوب ساهمت أيضًا في شيوع ظاهرة الذهاب إلى قبور الأولياء و(الصديقين).

أما تونس فقد، نظر حاخاماتها بعين الاستحسان إلى هذه الظاهرة، كما يبدو فقد رحب معظم حاخامات بلدان المغرب بهذه الظاهرة، فشارك بعض الحاخامات في الصلوات التي كانت تقام بالقرب من القبور، وفيما يتعلق بالجزائر فقد تحولت قبور اليهود التي يرجع تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر إلى أماكن مقدسة، وكان من أشهر هذه المقابر، مقام الحاخام إسحاق برششت، والحاخام شمعون بن تسيمح دوران، والحاخام افرايم انقاوه، لأن التراث الشعبي أولى لمقابر هؤلاء الحاخامات القدرة على الإتيان بالمعجزات.

أما في مصر فقد أصبح قبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة الذي دفن في محافظة دمنهور في مصر في عام 1880م مزار ليهود مصر. وانتشرت في إسرائيل ظاهرة زيارة أضرحة الأولياء، فيتوجه بعض اليهود في إسرائيل إلى صفد لزيارة قبر الحاخام داود موشيه، ويقوم يهود إسرائيل الذين من أصول مغربية بزيارة قبر الحاخام يوحنان بن زكَّاي في منطقة يغنه، وتتوجه أعداد كبيرة، ليس فقط من يهود المغرب وإنما من يهود العالم، إلى قبر الحاخام التونسي حاييم حوري الواقع في منطقة بئر سبع). اهـ( )

وإن ظاهرة عبادة الأموات من الأولياء سابقة على الفترة الزمنية السابق ذكرها فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وما سبق ذكره عن النشاط القبوري لدى اليهود هو في حقيقته من قبيل الغزو الثقافي والديني لتحقيق مخططاتهم الرامية إلى نشر السحر والدجل والخرافات، وقد نجح مخططهم إلى حد كبير حيث نجد من بين المسلمين من يتزاحمون حول قبر أبو حصيرة في مصر ويعتبروه من أولياء الله الصالحين، بل إن نفس المعتقدات والطقوس انتقلت إلينا بل وزدنا عليها بدعاً حتى صرنا من أهل الهوس الخرافي والاسطورى، إذًا فلاعجب أن يتلاعب بنا أحقر خدام إبليس وأعوانه وأن نصاب بالمس والصرع وتلاعب الشياطين.
حكم اتخاذ القبور مساجد: من الآيات التي تنهى عن إتخاذ القبور مساجد قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُواْ مَعَ اللهِ أَحَداً) [الجن: 18]. وقد ورد غير ما حديث في النهى عن اتخاذ القبور مساجد.
- عن عائشة رضى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لما يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشى أن يتخذ مسجدًا).( )

- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).( )

- عن عائشة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة جعل يلقى على وجهه طرف خميصة له، فإذا اغتم كشفها عن وجهه وهو يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. تقول عائشة: يحزر مثل الذي صنعوا). ( )

- عن عائشة رضى الله عنها قالت: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة، فذكرن من حسنها وتصاويرها قالت: [فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه] فقال: (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، ثم صوروا تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله [يوم القيامة]).( )

- عن جندب بن عبد الله البجلي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (قد كان فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل، وإن الله عز وجل قد اتخذني خليلا ألا [وإن] من كان قبلكم [كانوا] يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك).( )

(لقد تبين من الأحاديث السابقة خطر اتخاذ القبور مساجد، وما على من فعل ذلك من الوعيد الشديد عند الله عز وجل فعلينا أن نفقه معنى الاتخاذ المذكور حتى نحذره، فأقول: الذي يمكن أن يفهم من هذا الاتخاذ، إنما هو ثلاث معان: الأول: الصلاة على القبور؛ بمعنى السجود عليها. الثاني: السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء. الثالث: بناء المساجد عليها وقصر الصلاة فيها).( )

(إن كل من يتأمل في تلك الأحاديث الكريمة يظهر له بصورة لاشك فيها أن الاتخاذ المذكور حرام، بل كبيرة من الكبائر، لأن اللعن الوارد فيها، ووصف المخالفين بأنهم شرار الخلق عند الله تبارك وتعالى، لا يمكن أن يكون في حق من يرتكب ما ليس كبيرة كما لا يخفى.( )

الرد على شبهة وجود قبر النبى صلى الله عليه وسلم في مسجده:
أما أقوال أصحاب المذاهب فمذهب الشافعية أنه كبيرة، ومذهب الحنفية الكراهة التحريمية، ومذهب المالكية التحريم. ومذهب الحنابلة التحريم.( )

قد يقول قائل إذا كان بناء المساجد على القبور والصلاة فيها حرام، فكيف كان الشيخ محمد متولي الشعراوي يلقى دروسه في (مسجد الحسين)؟ وكيف أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده الشريف؟ إن الشيخ الشعراوي ليس حجه على الإسلام والمسلمين، بل إن الشرع حجة على المسلمين جمعيًا، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم يرد قول وفعل كل من خالفهما، وإن انتشار الأضرحة وبناء المساجد عليها لم يكن نهج سلف الأمة، بل هو نهج أهل الكتاب والحضارات الوثنية، أما في دولة الإسلام فكان ذلك في عهد الدولة (الفاطمية الشيعية)، (وكانت الخلافة العباسية في هذا الوقت في أشد مراحل ضعفها حيث تكالب عليها التتار والصليبيون في وقت واحد وكان التصوف الذي يتسترون به ليس إلا تشيعًا حيث (لا خلاف في أن الدولة العبيدية (الفاطمية) كانت تستغل الزهد والتصوف في نشر عقائدها الباطنية، وأنهم لعبوا بالوجدان الروحي للمصريين، ومن الأدلة على ذلك: إنشاؤهم مقبرة للحسين بن على، رضى الله عنه، بالقاهرة، وزعمهم أنها تضم رأس (الحسين)، والحقيقة كما روى (البخاري) أن رأس (الحسين) دفنت بالبقيع في (المدينة المنورة) عام (12هـ)، وفوق هذا فإن مدينة (القاهرة) لم تبن إلا عام (358هـ) على يد الفاطميين، وقبر (الحسين) شيد فيها عام (558هـ)، أي بعد مقتل (الحسين) بمئات السنين، وهكذا برع الفاطميون في استغلال التصوف لنشر أفكارهم المنحرفة).( )

أما بخصوص وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في داخل مسجده، رغم ما ذكر من حرمانية ذلك وما ورد من أدله تنهى عن ذلك.

(والجواب: أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم، فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضى الله عنهم. فإنهم لما مات صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته التي كانت بجانب مسجده، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب، كان صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد، وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء، ولا خلاف في ذلك بينهم، والصحابة رضى الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة، إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدًا، كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره، ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم! ذلك أن الوليد بن عبد الملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة، فصار القبر بذلك في المسجد ولم يكن في المدينة المنورة أحد من الصحابة حينذاك خلافًا لما توهم بعضهم..). ( )

ويوصى شيخنا الراحل [محمد ناصر الدين الألباني] رحمه الله تعالى في كتابه (تحذير الساجد ص 68) فيقول: (فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق، وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط، يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي مخالفة لا ترضى مؤسسة صلى الله عليه وسلم ).


.

جند الله 24-04-2006 11:17 PM

الثقافة وإحياء الخرافات:
قد يثير دهشتنا تلك الممارسات الدجلية وتفشى السحر والكهانة في الأمة الإسلامية، برغم التحريم الواضح لها، وغزارة النصوص الصحيحة الواضحة في حكم تلك الممارسات، ومع عدم إغفال ذلك الفاصل الزمني الكبير بين العصر الجاهلي ما قبل الإسلام وبين عصرنا الحالي، سنجد وقد ظهر على السطح بعض الموروثات الوثنية التي تعود إلى تلك الحقب التي كان يعبد فيها الأوثان برغم صلتها الواضحة بالشيطان وكوسيلة من وسائل عبادته، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد بعض الأعلام لدول إسلامية وقد توسطها صورة طائر برغم تحريم التصوير، ونجد بعض الشركات قد جعلت من بعض صور آلهة الفراعنة شعارات ورموز لها، وشيوع ذلك الاتجاه في الفن والأدب.

إنه مما لا يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي شيوع تلك المخالفات الواضحة لأبسط أمور التوحيد، ولا يصح ربط دولة مسلمة موحدة بمخلفات الحضارات الوثنية المتفشية في تلك الممارسات الشعبية، مع أنه من المفترض تنقية وتجديد معتقدات الأمة من تلك المتعلقات والرواسب التي تشوه صفاء التوحيد.

(الحقيقة أن العرب في عصر الإسلام قد دخلوا عصر المفاهيم الأصلية الصادقة بعد أن قدم لهم القرآن صورة كاملة وصحيحة عن تاريخ ما قبل الإسلام فلم يعودوا في حاجة إلى تلك الأساطير والخرافات والأكاذيب والأوهام التي حاول الرواة إذاعتها وترويجها ولكن دعاة التغريب كانوا يهدفون شيئا خطيرًا، هو إثارة أتباعهم للبحث عن هذه الأساطير وإعادة كتابتها من جديد ونشرها وإذاعتها حتى تفسد المفهوم الإسلامي الأصيل القائم على الصدق والإيمان والتوحيد وهى واحدة من عدة خطط استهدفت ابتعاث كل صور الفكر البشرى القديم سواء فيما يتصل بالتاريخ أو الأدب وغيرها. من هذا أنشأت الشعوبية هذا العمل الخطير الذي أطلق عليه اسم الفولكلور لضرب الإسلام وفكره الأصيل وأدبه الواضح الصريح والإدالة منه ومن هذا كان تكريم طه حسين لقصته عن أهل الكهف والإشادة بها). ( )

طه حسين يقول في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر): (وأنا من أجل ذلك مؤمن بأن مصر الجديدة لن تبتكر إبتكارًا، ولن تخترع اختراعًا، ولن تقوم إلا على مصر القديمة الخالدة (الفرعونية).. ومن أجل هذا لا أحب أن نفكر في مستقبل الثقافة في مصر إلا على ضوء ماضيها البعيد (الفرعوني) وحاضرها القريب (الاقتداء بأوروبا) وخلاصة هذا في سطرين: أن على مصر أن تخلع ثوبها الإسلامي وتقبل على حضارة أوروبا بلا تردد. وأن تحيى ماضيها الفرعوني. فالإسلام فيها جسم غريب لم تتأثر هي به طوال 14 قرنًا من الزمان؟! ألف طه حسين هذا الكتاب عام 1938م بعد 14 عاما من مصادرة كتابه في الشعر الجاهلي الذي أعلن فيه براءته من دينه. فكان هذا الكتاب تعويضا عن ذاك وفكر طه حسين استشراقي تبشيري في لحمته وسداه، وهو أحد أسباب الانحلال والتمرد على القيم الإسلامية الذي طم وعم في عصرنا الحاضر).( )

أوردت (الفتح) وقائع النيابة وتحقيقها مع طه حسين: هذا التحقيق الذي انتهى إلى الحفظ وعلق على ذلك الشيخ يوسف الدجوي فقال: (ينكر طه حسين وجود إبراهيم وإسماعيل ويطعن في القرآن والتوراة طعنًا مرًا يقدم للقضاء بل تحفظ قضيته أمام النيابة في مصر التي دينها الإسلام، وينكر رجل في بولونيا وجود الشيطان فيعاقب بالسجن ثمانين يوما وبالغرامة.. ).( )

وأخيرًا وليس آخرًا حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل عن قصته [أولاد حارتنا] بما تحمله من مخالفات عقائدية، ومثل ما يقدمه أنيس منصور من كتابات في أمور غيبية، أقحم فيها قلمه وعقله مثل (القوى الخفية - أرواح وأشباح - الذين عادوا إلى السماء - الذين هبطوا من السماء) وكلها مؤلفات تثير الخيال، وتغرى عقول السفهاء من الناس ليلوكوا تلك الغيبيات بألسنتهم، وينشغلوا بالخرافات والخزعبلات، التي لا تقوم على ثوابت الدين أو حتى حقائق علمية، وليته عالجها في ضوء الكتاب والسنة!

ومن الجدير بالذكر أنه قد انضم لأندية الروتارى( )...( وقد ظل عشر سنوات يدور في هذه الدوائر الضيقة: حفلات وطعام دون جدوى، ثم صرخ بعد هذه السنوات صرخة مدوية، صرخة شاهد عيان تساءل فيها عن جدوى هذه الأندية ونشر صرخته في (مواقف) بأخبار اليوم 20/5/1973م وفيها يقول: (اشتركت على سبيل العلم بالشيء، في إحدى جماعات الروتاري منذ أكثر من عشر سنوات، وكان اشتراكي نتيجة لضغط شديد، من الأصدقاء قالوا لي: تعال، تفرج، لكي تزداد معلوماتك ومعارفك.. بدلا من أن تدفن رأسك وحياتك كلها في الكتب.. يا أخي أنت تدور حول الأرض شرقًا وغربًا وسوف يأتي العالم كله إليك.. تعال اشترك. ثم يعلق الكاتب عن هذه الأندية وجدواها بعد عشرة سنوات فيقول (أنا حقيقة لا أدرى لها فائدة، ولم أسمع من أحد أن لها فائدة).( )

الروتاري:
هي منظمة من رجال الأعمال والمهنيين، أنشئت لتوسيع نطاق الخدمة من أجل الأخرين، وقد أسس أول نادى روتاري محام يدعى بول ب. هاريس في شباط (فبراير 1905) في مدينة شيكاغو، وتعقد اجتماعات متعاقبة فكانت سببا في التسمية (النادي الروتاري) ثم أنشئت نزاد مماثلة في مدن أخرى بالولايات المتحدة، ثم في بريطانيا وأيرلاندا. (الجندي؛ أنور [الروتارى] دار الأنصار _ القاهرة). صفحة (5). نقلاً عن (الموسوعة البريطانية) ص 569 من الجزء التاسع عشر المطبوع 1962).

وهو أحد محافل الماسونية وخلاياها النشيطة، ويذكر البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون (والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض، أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجرى فيها، وبعضهم يغشاها أيضًا لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل.

والأمميون يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان ونحن نوزعها جزافًا بلا تحفظ، ولهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم، لكي نوجه لخدمة مصالحنا كل من تتملكهم مشاعر الغرور، ومن يتشربون أفكارنا عن غفلة واثقين بصدق عصمتهم الشخصية، وبأنهم وحدهم أصحاب الآراء، وأنهم غير خاضعين فيما يرون لتأثير الآخرين. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الأمميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة بإثارة غروره وإعجابه بنفسه، وكيف يسهل، من ناحية أخرى، أن نثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة، ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك ندفعه إلى حالة خضوع ذليل كذل العبد، إذ تعده عن الأمل في نجاح جديد، وبمقدار ما يحتقر شعبنا النجاح، ويقصر تطلعه على رؤية خططه متحققة، يحب الأمميون النجاح، ويكونون مستعدين للتضحية بكل خططهم من أجله). انظر: [بروتوكولات حكماء صهيون] ـ مرجع سابق. صفحة (237).

فأي فكر يقدمه لنا رجل يدفن رأسه وحياته كلها في الكتب، ولم يقرأ عن الماسونية وأندية الروتاري ولو كلمة واحدة تمنعه من الاشتراك فيها، برغم مرور عشر سنوات عل اشتراكه فيها كما يدعى؟! كل هذه الثقافات والموروثات إن كان يقصد أصحابها النهوض بالأمة فكيف تقوم أمة على الخرافات بينما أعدائها متمسكون بالعلم والأسباب الكونية؟! عندما ارتبطت الأمة بالإسلام والتوحيد والعلم ارتقت وعلت، وعندما تخلت عن دينها وسمحت للفساد العقائدي أن يتسلل إليها بدون رقابة، خسرت العلم والدين والدنيا والآخرة وصارت في أعقاب أعدائها.

نشر الدجل في الثقافة والتربية والإعلام:
لقد تمرس اليهود على استغلال مثلث الثقافة والتربية والإعلام، وأجادوا تسخيرهم لخدمة أهدافهم وتنفيذ مخططاتهم، وإن فساد المادة الإعلامية له دوره الخطير في تدمير البنية الفكرية والعقائدية بل والأخلاقية لأي مجتمع ما، وبخاصة إذا أدركنا أن الإحصائيات تثبت أن ( الأولاد ما بين سن ستة عشر سنة يقضون ما بين 500 إلى 1000 ساعة في العام أمام التلفاز، وأن هذا الوقت يكاد يعادل الوقت الذي يقضيه الطلاب في عام دراسي، مما يظهر لنا حجم التدمير الذي يمكن أن يحدث لأبنائنا عبر الإعلام المرئي المسموم وغيره). ( )

ويشتد الأمر سوءًا من خلال القنوات الفضائية أو (السماء المفتوحة) وانتشار الوسائل الحديثة من أفلام الفيديو وشبكة الإنترنت التي تيسر الاتصال والتعرف على مختلف أنواع الثقافات على مستوى العالم كله في لحظات معدودة، ناهيك عن ما يقدمه الإعلام من مواد فنية وفلكلورية في شكل أعمال درامية تتزامن مع أوقات العبادات، خاصة في شهر رمضان وساعات قيام الليل، مما يصرف أصحاب الهمم الضعيفة عن انتهاز تلك المنح والنفحات الربانية، فيزداد ضعف الأمة ووهنها من خلال ترويج الأساطير والخرافات وإحياء السحر، والثمرة سريان تلك السموم في أنفسها وعقولها، وذلك سبب هام من أسباب انتشار السحر والدجل بين فئات المثقفين والمتعلمين فضلاً عن العوام.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد الإعلام يقدم سنويًا في شهر رمضان المسلسل الشهير (ألف ليله وليلة)، وما على شاكلته من أعمال درامية تعج بذكر الجن والعفاريت والأشباح وإحياء السحر وطقوسه وتحضير الجن، و أسطورة (مغارة على بابا) التي تفتح بالطلسم سحري (افتح يا سمسم) لينفتح باب المغارة من توه، بينما يجرب آخرون طلاسم مختلفة فلا ينفتح لهم باب المغارة، ولو جربنا الاسترسال في ذكر ما يقدم فلن نستطيع حصر ذلك الكم الرهيب من الغيبيات والدجل والسحر الذي يقدم للناس، خاصة البعيدين عن الحصانة الدينية والعقائدية، ثم يخرج لنا من يدعى أنه يحارب الدجل بينما يغضون الطرف عن ذكر الحق وبيان المعالجين بالقرآن على صورتهم الحقيقية، ذلك بإظهار الدجالين وتسليط الأضواء عليهم، وتنحية المعالجين الحقيقيين عن دائرة الضوء.

(حاولت حركات التبشير والتغريب التي رافقت النفوذ الغربي والاستعمار أن تجعل من كتاب ألف ليلة وليلة (وثيقة) لدراسة صورة المجتمع الإسلامي ولذلك فقد ترجم إلى مختلف اللغات وأثيرت حوله اهتمامات كبرى . . . وإنما هو مجموعة من القصص الخيالية التي جمعت ورويت في ظل اضطراب المجتمع الإسلامي وضعفه، وقد تولى ترجمته المستشرق الفرنسي غالان عام 1704… وعرف بالتأكيد عن طريق البحث العلمي النزيه أن (ألف ليلة وليلة)، لم تكن إلا مجرد صورة خيالية تمثل الأساطير والأحلام والأوهام التي تعيش في خيالات القصاص وهى في مجموعها مستمدة من تراث الأساطير الشرقية والغربية القديمة).( )

وقد حكى المؤرخ الكبير المسعودى المتوفى سنة 956هـ. القرن الثالث الهجري في كتابه (مروج الذهب) عن وجود كتاب قديم بالفارسية أو بالبهلولية يحكى عن ملك وعن بنت وزيره (شهر زاد) وخادمتها دين زاد).( )

إن من يتشدقون باسم مصر والعروبة، ويدعون أنها (أم الدنيا) كما يقال لم يكونوا يومًا الأبناء البررة بها عندما أنكروا وجود الجن، ونفوا حدوث المس والسحر، وساهموا في نفس ذات الوقت في إحياء السحر والتراث الفلكلوري والأسطوري والوثني، مستغلين في سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة في نشر هذا الفساد، حتى سقط المجتمع المسلم في ظلمات المس والسحر يكتوي بنارهما، وعندما قام بعض المخلصين من المعالجين بالتصدي بالدعوة والدعاء رموهم بالدجل، بينما رعاة السحر والشعوذة فتحت لهم صفحات الجرائد، وخصصت لهم البرامج الإعلامية لينشروا سمومهم بين الناس، ولم يتحرك أحد من هؤلاء المتشدقين ليتصدى لهذا السم الزعاف الذي تتجرعه الأمة يوميًا، بينما مئات بل آلاف الحالات تقع صرعى المس الشيطاني والسحر، ليس على مستوى مصر فقط، بل لمصر أن تفخر بالمخلصين من أبنائها الملتزمين بدينهم، لدرجة أن الناس يأتون من خارج مصر بأموالهم الطائلة ليعالجوا على أيدي أبنائها البررة الموحدين، ذلك ليصلحوا ما أفسده الإعلام من نشر السحر والدجل.

كتب السحر:
ومن الواضح أن هذه النوعية من الكتب تعد القاهرة مركزًا هام لانتشارها في أرجاء العالم العربي مما يساعد على انتشار السحر على نطاق واسع، يذكر الدكتور قتيبة الشهابي في كتابه (أسواق دمشق القديمة)، صفحة ( 119). أسماء الكتب وأنواعها التي تباع في سوق الكتب فيقول: (ومن الغريب أن بعضها كان يحمل عناوين أورد على سبيل الطرفة: (الكباريت في إخراج العفاريت - اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان - سحر بارنوخ - الجواهر اللماعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة - سحر الكهان في حضور الجان) وغير ذلك كثير، وتبين لي أنها جميعًا مطبوعة في القاهرة ..) اهـ. (الشهباني؛ د. قتيبة [أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية]/ (منشورات وزارة الثقافة – دمشق). صفحة (119). وسوف نتكلم مفصلا عن كتب السحر في موضعه بإذن الله تعالى.

لم يكن هؤلاء بالأمناء عندما أخفوا الحقيقة عن الناس، بل عمدوا إلى توسيع دائرة الدجل والخرافة ببث الدراما الأسطورية على النحو الذي ذكرناه، ولا تكاد تخلو جريده من الطالع والعرافة والكهانة باسم [حظك اليوم] و[الأبراج] بل تجد في نفس الصفحة خبر القبض على دجال! بخلاف انتشار كتب الخرافات باسم الدين والعلم، وانتشار كتب السحر التي تعلم قراءة الفنجان والكوتشينة والكف والتنويم المغناطيسي وتحضير الأرواح، وعلى رأس كل ذلك كتب السحر بقسميه الأبيض والأسود كما يقسمه السحرة( )، حيث يقسم السحرة أعمال السحر إلى قسمين، سحر علوي يقصر التعامل فيه مع الأرواح العلوية الخير ويستخدم هذا النوع من السحر في أعمال الخير كتزويج الفتيات وتأليف القلوب وفى علاج المرضى وكشف الطالع وفتح المندل وما شابه، أما القسم الثاني فيسمى سحر سفلي يتعاملون فيه مع الشياطين والأبالسة السفليين، ويستخدمون فيه النجاسات مثل دماء الحيض والسائل المنوي الناتج عن الزنى خاصة بالمحارم ويمتهنون كتاب الله بقراءته منكسًا وكتابته منكسًا بالمداد النجس بغية إرضاء الشيطان، ويدعون أنهم يستخدمون هذا النوع من السحر في الشرور والتفريق بين الأزواج والتعذيب والأمراض والقتل إلى آخر ما هنالك من شرور.

وفى أوربا (كان هناك نفر من السحرة المثقفين والمتنورين كأرباب الأعمال أو المال أو الأساتذة فكانوا خوفًا من الجزاء الصارم يسترون سحرهم بحجج باطلة واهية إذ كانوا يدعون أن سحرهم موجه للأعمال الخيرية والإفادة مثل شفاء المرضى أو الإصلاح بين العائلات أو الأزواج أو الكشف عن أسرار الكنوز والعلوم المخبأة التي تنفع المدنية ويستفيد منها الناس ولذا كانوا يطلقون على عملهم هذا: السحر الأبيض White Magic تفرقة له من السحر الأسود Black Magic المقصود به الضرر. انظر: [السحر]- مصدر سابق. صفحة (27).

الحقيقة أنهم يخدعون السذج بذلك، فأي كان صفة السحر علوي أو سفلي فهو في الأصل سحر، سواء استخدم فيه أرواح علوية أو شياطين سفلية، فهي كائنات غير مرئية للعيان يجهل جرمها وعدالتها وما ورد في كتاب الله عز وجل يرد عليهم تقسيمهم ذلك، حيث أثبت أن الشياطين يعلمون الناس السحر ومن جهة أخرى فالسحر سواء كان للخير أو للشر كما يدعون، فإنه يتم رغما عن إرادة المسحور له، هذا بخلاف أنه يصاب بالمس نتيجة تسلط الجن [خادم السحر] لينفذ أمر التكليف، فالسحر كله واحد، ومن الموبقات كما ورد في الحديث، وطالما توافرت له أركانه وشروطه.

والحقيقة أن كله سحر سواء كان أبيض أو أسود، ومن المؤسف حقًا انتشار تلك الكتب( ) بغزارة ملحوظة في كثير من المكتبات، بل وتعرض للبيع على الأرصفة وفى الميادين العامة، بل وأمام قلعة الإسلام في مصر الجامع الأزهر، فقبل محاربة الدجالين أين الرقابة على هذه السموم؟ ولماذا لا تستأصل من المجتمع المسلم الذي تروج فيه مثل تلك المصنفات المسمومة؟ وكيف لنا أن ندعى محاربة السحر والدجل واعتقاد الناس في بعض الرجال ذوى القدرات الخرافية، في حين تستبدل دراسة سلف الأمة العظماء بدراسة حياة الدجالين؟

وهذا ليس ادعاء أو اتهام باطل، ولكن (هذا نموذج من تجاوزات كتاب الصف الأول الثانوي تأليف د. عبد المنعم النمر وآخرين طبعة 88/1989م وما بعدها والكتاب السابق طبعة 87/1988م وكان تأليف د.عبد الله شحاته وآخرين ومن الذي ألغي منه ما يلي: حذف الشخصيات الإسلامية (عائشة- أبو حنيفة- محمد عبده) وتقرر بدلا منها (الحسن البصري، الشيخ شلتوت، الشيخ عبد الحليم محمود، السيد البدوي) لماذا هذا الحذف وهل في الجدد أحد أفضل من عائشة رضى الله عنها؟ ولماذا السيد البدوي بالذات ولماذا كتب عنه ما يلي بالكتاب الجديد طبعة 89/1990م. قال: (في بغداد أرواح آل البيت – رضوان الله عليهم – وأرواح أولياء الله على اختلاف درجاتهم. فهذا ضريح معروف الكرخى، وضريح…) هل هذا هو التطوير. ماذا يفعل الطلاب بالأرواح في بغداد؟ هل يسافر إلى بغداد ليلتقي بالأرواح ويزور الأضرحة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إقامتها فضلاً عن زيارتها).( )


مختصرات منقولة من مخطوط (الدخان الأسود) للكاتب: بهاء الدين شلبي


.

جند الله 24-04-2006 11:27 PM

(الرقص) طقوس عبادة جنسية !!!
 

(الرقص) طقوس عبادة جنسية !!!




من الشائع بيننا اليوم في المناسبات السعيدة والأفراح [الرقص] ما يمارسنه الفتيات والنساء فضلا عن الرجال في أحيان كثيرة جدًا، ولا مانع مطلقًا أن ترى تبادل الرقص مع الرجال والنساء، هذا فضلا عن استئجار الراقصات المشهورات وأخذ الصور التذكارية معهن، وصار الناس يتفاخرون فيما بينهم بإحياء الراقصات شائعات الصيت لاحتفالاتهم، ويتباهون بالمبالغ الباهظة التي يدفعونها إلى هؤلاء الراقصات، خاصة اللاتي يمارسن ما يعرف بالرقص الشرقي والمنتشر في الملاهي الليلية، حيث تستعرض الراقصة مفاتن جسدها بحركات إغرائية مثيرة للغرائز، ولا خلاف بين الرقص الشرقي ولا الشعبي ولا ما يعرف بفن (البالية) فكله عرى و استعراض لمفاتن الجسد، سواء كان بغرض الفن و الإبداع أو إثارة الغرائز، فالأصل في الرقص أنه طقس من الطقوس السحرية والوثنية، بخلاف أن العرى فيه إهانة لخصوصيات الجسد، وابتذال لمفاتنه، وعامل مؤثر من عوامل إلهاب السعار الجنسي وإشعال جذوته، وهذا يعد إهانة صريحة لكرامة الجسد البشرى وحسنه في مقابل إهانة الجسد الشيطاني ومسخه وكأن إبليس يهزأ ببني آدم قال تعالى: (يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ) [الأعراف: 27].

فإن الرقص الطقوسي:
(هو الرقص الذي يؤدى وفقا لشعائر أو مبادئ معينة وتصاحبه أعمال وأدوات تقليدية، ومنه الرقص الديني، والجنائزي... وفى الرقص الطقوسي يتدخل العامل الديني أو السحري ويستخدم كعامل أساسي في الرقص لمحاربة قوة خفية والانتصار عليها). ()

وهنا يجب أن نتنبه إلى شيء هام قد يوضح لنا الفارق بين مجرد العادات بوجه عام وبين العادات السحرية بوجه خاص، من حيث مخالفتها للفطرة السليمة والذوق العام، فهي تشكل ممارسات شاذة لا تقبلها الفطرة السليمة طالما انحرفت عن ذلك المسلك القويم، وبتتبع منشأ الرقص يتبين ارتباطه بالكفر والوثنية، مما يكشف فساد الرقص والراقصون واستحلالهم لهذه الممارسات الشاذة ذات الأصل الوثني.

بدأ الرقص في نشأته الأولى كطقوس سحرية كان يقصد منها جذب الحيوانات المرغوب فيها، (من ذلك أننا نجد أن بعض الرقصات إنما هي محاكاة أو تقليد لحركات حيوانات بعينها، وأنها سبب أن تؤدى كشيء مرغوب فيه من وجهة نظر الصياد البدائي بغية اجتذاب هذه الحيوانات أو اقتناصها بطريقة سهلة).. فهم كانوا يتعبدون الشياطين كي تساعدهم في اقتناص الصيد، فكان الرقص يعد طقسا تعبديا رجاء عونهم على الصيد، واستمر الرقص كطقوس سحرية إلى مرحلة الزراعة أملاً في نمو النبات والخصوبة، (أما رقصات الحرب، والرقصات الشعائرية (الطقوس Ritu) فقد ظهرت متأخرة عندما بدأ الإنسان يذهب إلى الحرب ويعبد الأرباب، ويليها رقص الحلقات الجماعية، الذي كان تعبيرًا انفعاليًا عن أفراح الإنسان وأحزانه).()

(في العبادة القديمة لدى الإغريق للإله ديونيسوس (الذي يعرف أيضًا باسم باخوس) كان ذلك الإله الخامل، إله الخمول والرخاوة، يعبد من خلال الرقص الانتشائي العنيف المدفوع الذي يعين على استمراره المضغ لأوراق اللبلاب ولنباتات الفطر. كانت تلك الطقوس _ التي كانت تتم في حماية مجموعة من النساء يطلق عليهن اسم الـ Bakkai تحدث على الجبال في الشتاء وتنتهي بالقتل الرمزي لديونيسوس الذي كان يتمثل على هيئة عنز (Teagos) يتم قتلها وتقطيع أوصالها وأكلها نيئة. هكذا يصبح المحتفلون متعصبين دينيين مفعمين بالحماسة Rnthusi(stikos (يحملون الله بداخلهم) فيما بعد. كانت دويلات عدة تقيم احتفالاتها بديونيسوس، وقد انتقلت هذه الاحتفالات إلى الربيع بدلا من الشتاء، وكانت دائما مفعمة بالابتهاج والسرور الخاص بالترجوياداى Tragoidiy أو أغاني الماعز Goat Songs. ومع نهاية القرن السادس قيل الميلاد أصبح الاحتفال بدنيسوس مكرسًا على نحو خاص لتقديم المسرحيات التي نطلق عليها الآن اسم المسرحيات التراجيدية).()


http://www.dailytribune.com/images/050110/6688_512.jpg
رقص سحرة الفوودوو voodoo


وفي جزر (هايتي) و(البرازيل) ينتشر نوع من السحر يسمى (الفودو Voodoo)، وفيه يستخدم السحرة الرقص كوسيلة لاستحواذ شياطين الجن على أجسادهم لتحقيق أهدافهم الشريرة. (ويجتمع القائمون بهذا الأمر في احتفال راقص، ويزعمون أن الروح تستولي على جسد امرأة، فتقوم تلك المرأة برقصة، وهذه الرقصة جزء من هذه الشعوذة التي يضحك فيها الشيطان على عقول البشر. ويستخدم في (الفودو) الدمى ومشية الموت ليجلبوا المرض والموت إلى الشخص الذي يريدون أذيته، وخلال الترانيم السحرية يستخدمون الدم والمنى والنباتات السامة وبقايا الجثث الآدمية. ويلاحظ أن ممارسي هذا النوع من السحر يصابون بنوع من الصرع، يتبعه دخول روح (أزرويل) في الشخص الذي يقوم بالرقص، ويزعمون أن المرأة التي تدخل الروح جسدها لا تشعر بجسدها، ولكنها تشعر بوجود قوة تتجه لتفجير رأسها، وتبقى على هذه الحال لمدة ثلاث أو أربع ساعات إلى أن يحدث السحر. ومن الضلال الذي يصاحب هذه الديانة الكفرية أن المرأة التي تقوم بهذه الرقصات يسمح لها بالزواج من عدد من الرجال بقدر عدد الخواتم التي كانت تلبسها، كما أنه يجوز لها أن تقيم علاقات أخرى مع الرجال من غير زواج بالقدر الذي تراه. وعند الانتهاء من الرقص تطلب الروح المرطبات أو المشروبات الكحولية، وتطلب نقلها على كرسي لتنام ثم تفارق بعد ذلك جسد المرأة).()

والآن وقد صار الرقص يمارس من باب المرح والتسلية والوجاهة والفخر، حيث لا تكاد تخلو منه مناسبة اجتماعية أو قومية أو حتى دينية إلا وجدت ذلك الرقص الفردي أو الجماعي، حيث يتشارك فيه الرجال مع النساء في هز أجسادهم والتمايل، وللأسف أن فاتورة هؤلاء الراقصين تدفع من رصيد الأمة، وعلى حساب الفقراء والمرضى الذين لا يستطيعون الرقص ولا التحرك بالمرة. حيث يقدم هذه الاستعراضات ما يعرف بالفرق الاستعراضية والفنون الشعبية، والتي كثيرًا ما استغلها القوادين والديايثة ستارًا لترويج الدعارة والتسويق لسلعته الرديئة، والإيقاع بالساذجات والساقطات، حيث نجد في الجرائد الرسمية إعلانات تطلب [فتاة ذات مظهر حسن]، و[مواهب جديدة للانضمام في فرق الفنون الشعبية]، ومثل هذه الفرق لا تمارس نشاطها المشبوه داخل البلاد فقط، بل تنتقل إلى الدول المحيطة لنشر فجورها في خارج البلاد، وهكذا تنتقل الدعارة باسم الرقص والفن إلى الخارج، بينما نحن نشجع هذه الفرق ونصفق لها وندفع لها من قوت المساكين الذين هم أولى بهذه الأموال، وليمارس البغاء سرًا تحت مسمى الرقص والفن، بعد أن كان يمارس جهارًا في منطقة ((الأزبكية) وما يتفرع عنها من مناطق (ككلوت بك) و(وش البركة) و(الوَسَعَة) حيث كانت خلال النصف الأول من القرن العشرين تمثل حي البغاء في القاهرة حتى صدور قرار الحكومة (1949) بإلغاء البغاء الرسمي في مصر).() وكان وراء إلغاء قانون البغاء في مصر، البرلماني الثائر الأستاذ (سيد جلال) (1901_ 1984).

(قد أشار تقرير عصبة الأمم 1927م: إلى أن هناك طائفة من الفتيات يجد سماسرة الأعراض بينهن موردًا عظيمًا لا ينضب، وهذه الطائفة من الممثلات و(الراقصات) وفتيات المسارح والحانات وأمثالهن، ومما يدعو إلى الأسف أن كثيرًا من مديري تلك المسارح والحانات، يشترطون في الفتيات اللاتي يستخدموهن، أن لا يرفضون بيع أعراضهن إذا طلب منهن ذلك، هذه هي الصورة الغربية التي يجب أن تكون أمام المرأة المسلمة، وهى تقرر موقفها من هذه الحركة الضالة التي تقودها القوى الأجنبية في بلادنا، ولقد كانت حركة تحرير المرأة في أوائل هذا القرن مؤامرة خطيرة استهدفت، كما وصفها الأستاذ محمد فريد وجدي، تدهورًا مروعًا في الآداب العامة وانتشار مفزعًا لمبدأ العزوبية وأصبحت جلسات المحاكم غاصة بقضايا هتك الأعراض وهرب الشابات.. إلخ). ()

ومن الجدير بالذكر أن أصحاب فرق الرقص الشعبي يقومون باقتباس تصميم حركات الرقص من الزار والحضرات والطرق الصوفية، وإدخالها في الرقصات ليعطوا إيحاءً زائفًا للمتلقي بالجو الإسلامي، مما يشوه صورة الإسلام، بوجه خاص في تلك الرقصات الدينية في ذكرى مولد الرسول الكريم r، وفي ذكرى الهجرة، فنجد المباخر والأوشحة الخضراء والضرب بالدفوف والتمايل والتفقير، وكل ذلك في جملته يعد طقوس وثنية يتعمدون إلصاقها بالإسلام وأتباعه، في حين أن الله ورسوله والمسلمين أبرياء من فعلهم.

فما نراه مشاهدًا اليوم من رقص في حلقات [الزار] ما هو إلا طقوس يتعبد بها الشيطان والجن، ذلك ما يطلقون عليه [التفقير] وهو تلك الحركات العنيفة والمتنوعة التي تقوم بها الملبوسات حيث يقمن بهز جميع أعضاء جسدهن لتنتهي بالصرع والإغماء، فلكل جن رقصة خاصة به، ويتضح لنا من ذلك أن الرقص كحركات إيقاعية سواء مرتبطة بالموسيقى والغناء أو بالنشوة والمرح فهو ذو ارتباط وثيق بالوثنية وعبادة الشيطان من خلال عبادة الأوثان على اختلاف أنواعها، حيث يهز المتعبدون الصدور والأرداف والأيادي خيلاء، يستعرضون فيها مفاتن أجسادهم أمام الشيطان أملا في نيل رضاه والحظوة عنده، أما اليوم فيمارس لإرضاء شياطين الإنس فضلا عن إرضاء شياطين الجن، هذا برغم أن الشرع يأمرنا بستر العورات وصيانة الجسد عن كل نقيصة ورذيلة قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27] ولقد حذرنا عز وجل من تلصص الجن ونظرهم إلى عورات بنى آدم فقال تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) [الإسراء: 37].

قال أبو الوفاء ابن عقيل: (قد نص القرآن على النهى عن الرقص، فقال عز وجل: (وَلا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحًا) [لقمان: 18] وذم المختل، فقال تعالى: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18]، والرقص أشد المرح والنظر أولسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟ وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص؟ فكيف إذا كان شيبة ترقص وتصفق على وقاع الألحان والقضبان خصوصًا إذا كانت أصوات نسوان ومردان، وهل يحسن بمن يبن يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة ، والله لقد رأيت مشايخ في عصري ما بان لهم سن في تبسم فضلا عن ضحك مع إدمان مخالطتي لهم، كالشيخ أبي القاسم بن زيدان، و عبد الملك بن بشران، و أبي طاهر بن العلاف، والجنيد، والدينوري). ()


.

جند الله 24-04-2006 11:34 PM

الرقص عبادة جنسية:
(ونجد أن العرى لم يكن بالظاهرة المثيرة عند المصريين القدماء، فلقد كانت الفتيات يرقصن وهن عرايا، أو مرتديات عباءات مفتوحة من أمام _ حول القارب المقدس _ أثناء إجراء المراسم الدينية، وبمصاحبة الموسيقى، وكن يعملن بعريهن التام أو الجزئي على طرد الأرواح الشريرة… وكان الملك أو من ينوب عنه مضطرًا إلى ممارسة الرقص في أعياد الحصاد إكرامًا للمعبود (مين) إله الخصب).()

(والواقع أن دور الغوازي في مجتمعات القرون الماضية إن هو إلا امتداد للدور الذي كانت تقوم به كاهنات المعابد المصرية القديمة، وبالطبع لم يكن لهؤلاء الكاهنات وجود في ظل الديانة الإسلامية، إلا أنه يبدو أن فئة الغوازي استطاعت أن تحتل مكانة الكاهنات القديمة في نفوس النساء فكن يطفن بالأهالي ويرشدن ربات البيوت إلى حل بعض مشكلاتهن وإلى الذوق في الملبس وطرق تصفيف الشعر وطريقة الكلام والحركة ويعلمن الزوجات كيف يعاملن أزواجهن ونوع الحديث ويرشدنهن إلى خير طريقة لاستعمال الكحل والعطور ولبس الحلي وغير ذلك من مشكلات تدخل في صميم ذوق المرأة) أضف إلى ذلك قيامهن بقراءة الكف والرمل والودع، وقيامهن ببعض الأعمال السحرية وصناعة الأحجبة ودق الوشم). ()

يقول أستاذ الأنثروبولوجيا (برنسلاو مالينوفسكى) لقد اعتبر الجنس على وجه الخصوص في كثير من الأحيان من بعض المؤلفين القدماء حتى مدرسة التحليل النفس، المصدر الرئيسي للدين. رغم هذا، في الواقع، يلعب دورًا غير مهم، بدرجة تثير الدهشة في الدين بالنظر إلى قوته وتغلغله في الحياة الإنسانية عمومًا. بالإضافة إلى سحر الحب واستخدام الجنس في ممارسات سحرية معينة وهى ظواهر لا تنتمي إلى مملكة الدين. يبقى أن نشير هنا فقط إلى الأعمال الإباحية في احتفالات الحصاد أو التجمعات العامة الأخرى، حقائق الدعارة المقدسة (في المعبد) وعند مستوى البربرية والحضارة الدنيا، عبادة الآلهة الفالوسية (للعضو الجنسي). على العكس مما قد يتوقع المرء في المرحلة الهمجيه Savagery تلعب عبادات الجنس دورًا غير مهم، يجب أن نتذكر أيضًا أن أعمال الإباحة الاحتفالية ليست مجرد تساهل، بل إنها تعبر عن نزعة التبجيل نحو قوى الخلق والخصوبة في الإنسان والطبيعة، قوى يعتمد عليها صميم وجود المجتمع والثقافة. لقد كان على الدين، المصدر الدائم للسيطرة الأخلاقية، الذي يغير حدوثه لكنه يظل يقظا أبديا، أن يوجه انتباهه إلى هذه القوى، في البداية يجذبها فقط إلى مجاله، فيما بعد يخضعها للكبت، أخيرًا يقيم مثال العفة وتكريس الرهبانية).

وإن كنا لا نتفق مع ما انتهى إليه من الكبت والرهبنة، ولا نتفق مع ما ذهبت إليه مدرسة التحليل النفسي من القول بأن الجنس هو المصدر الأساسي للدين، كوجهين متضادين وشاذين، فقد جاء الإسلام لينظم تلك الغريزة، فوضع الضوابط الشرعية لحفظها وصيانتها عن الممارسات الشاذة التي قد تؤدى إلى تدمير النظام الديني والاجتماعي والأخلاقي. ولهذا جاء السحر الذي هو دين الشيطان ليضاد توجهات دين الفطرة فنجد عبادة العضو الذكرى، وزنا المحارم، واستخدام المنى ودماء الحيض وعموم النجاسات [خاصة المرتبطة بعموم إفرازات الأعضاء التناسلية] كمداد نجس يكتب به [كلام الله] عز جاره وجل ثنائه، في تعبير صارخ ينم عن محاربة صريحة لله عز وجل، وازدراء للدين تقربا للشيطان.

( وهناك نشاط آخر تشيع ممارسته بين الكهنة -السحرة ويتمثل في طرد الشياطين أو الأرواح الشريرة التي سيطرت على شخص ما أو امتلكته، ويتم هذا من خلال تكرار الضرب للمريض أو تغطيسه في ماء بارد أو إلقاء بعض النصائح أو التحذيرات اللفظية له، وتسمى هذه الممارسات بالرقى أو التعويذ Exorcism. تعتبر طقوس الكهنة - السحرة من الأمور الأساسية بالنسبة لتشكيلة متنوعة من فنون الأداء. فالسحر والشعوذة، والخدع الإدراكية، والكلام من البطن، والأكروبات، وأفعال المهرجين، وأكل النار، وتحريك الدمى (أو العرائس) والتنويم المغناطيسي على خشبة المسرح، والحفلات التنكرية، وفنون المكياج، يبدو أنها كلها مشتقة من الأفعال الغريبة للكاهن الساحر، ويعتقد بعض المؤرخين أن الرقص والغناء والتمثيل قد نشأت أيضًا، وإلى حد ماأيضا، من المصدر نفسه).()

وإن كان الرقص لا يؤدى اليوم بقصد ممارسة طقوس سحرية مباشرة يتعبد بها الشيطان ويتقرب بها إليه، إلا أن الرقص لازال مظهرًا شاذًا وخدش للحياء، حيث استمرأ الرقص رغم ما يسوده من العرى وإثارة الغرائز وإشعال جذوة السعار الجنسي، وتحريض على الفسوق والفجور، سواء سموه الرقص الإيقاعي، أو التوقيعي، أو البالية، أو الشرقي، أو البلدي، أو الشعبي، أو فردى، أو ثنائي، أوجماعى،...إلخ، فهو لا يخلو من فساد بين لا يخفى ويتعارض مع الدين والمروءة والحياء والفطرة السليمة، والعبرة ببطلان الأصل والمنشأ كعبادة وثنية تبطل عموم الرقص، فالرقص لا يقف عند حد المرح وإثارة الغرائز فقط، بل هو في الأصل إحدى الطقوس الوثنية التي يتقرب بها إلى الشيطان، لأن الرقص في حقيقته هو إحدى صور ممارسة طقوس (الدعارة المقدسة) الذي يأثم فاعله ضد (الزواج الشرعي) الذي يثاب فاعله، مما يعد مواجهة صريحة بين (السنة الشيطانية) في مواجهة (السنة الربانية)، وبين عبادة الله وعبادة الشيطان من خلال السحر الذي هو في حقيقته دين إبليس عليه اللعنة، عن طريق الرقص وعبادة الذكر كرمز للعضو المنتج في الإنسان الرجل.

الرقص الشرقى عبادة وثنية فرعونية:
الرقص المقدس في كثير من المناسبات: في الأعياد (عيد السد Sad، وذكرى إقامة عمود الجد، وعيد أوبت Opat، وموكب السفن)… وفى أثناء الاحتفالات بطقوس صحور الدينية، وأمامها كان الفرعون: (يأتي ليرقص، ويأتي ليغنى، انظري أيتها الملكة، كيف يرقص، انظري يا زوجة حورس، كيف يقفز)... من الصعب أن نتخيل الرقصة كلها برؤية الحركات المصورة في لحظة معينة واحدة. وقد درس الأستاذ السويسري (هنري فيلد)، المتخصص في الآثار المصرية، جميع مناظر الرقص هذه فتعرف على هذه الأوضاع والخطوات: تبقى القدمان ساكنتين بينما تقوم الذراعان والأرداف بحركات عنيفة (طليعة بعيدة لرقصة العوالم المصريات الحديثة).()

إذًا فمنشأ الرقص الشرقي كان في مصر، حيث كان يتعبد به الأوثان ومن ورائها الشيطان، فالرقص في الأصل يعد طقس من الطقوس السحرية الوثنية لاسترضاء ال**هة والشيطان، ولكنه يثبت كعبادة بنص فرعوني في تعاليم الحكيم آني (الغناء والرقص والبخور هي وجبات الإله، وتقبل العبادة، هي من حقوقه).()

( ومن الخطأ الظن بأن هذه الممارسات أعنى ارتباط السحر بالرقص، كانت مقصورة على الإنسان البدائي، لأنها ظلت مستمرة حتى مرحلة الزراعة، ومثل هذه الممارسات التي كان يقصد منها اجتذاب الحيوان المرغوب فيه، يمكن أن تتحول لكي تؤدى إلى نمو المحاصيل الزراعية... وفى بعض الأحيان يكون الغرض من الرقص هو إبعاد القوى الشريرة فحسب، وذلك يفسر لنا وجود رقصات السيف عند الزواج، وفى الجنازات، فبعض الرقصات الجنائزية يكون القصد منها هو أن تحمى الميت من عقاب خصمه في الحياة. هذا ولقد مارست المجتمعات البدائية رقصات الحرب، سواء قبل زحف الجيوش، أو بواسطة النساء أثناء المعركة، لما لها في اعتقادهم، من خصائص سحرية كاملة. هذا وسوف نجد أن رقصات الحرب قد تطورت وأصبح غرضها الأول هو إثارة القتال لدى المحاربين).()


.

جند الله 24-04-2006 11:41 PM

الرقص الدينى:

فإذا كان الرقص في عصرنا الحالي قد اتخذ كتعبير عن الفرح والحزن والمرح، إلا أنه في أصل اتخذ كعبادة وثنية وطقوسًا سحرية بغية النمو والخصب ودفع الأرواح الشرير، وإبعادها وهناك رقصات مخصوصة في كل ذلك فهناك رقصات الخصب والرقص الجنائزي ورقص الضحية ورقصات النصر ورقصات الحرب والرقص الديني على مختلف الديانات وبالتالي يسقط القول باستحلال الرقص الديني عند الصوفية.


(وعلى الرغم من أن سائر أنواع الرقص التي تحدث عنها تتخذ لها وضعًا في بعض أشكال الطقوس الدينية على الرغم من ذلك، فإننا نجد أن هنالك نمطًا من هذه الأنماط الذي غايته رغبة العابد في أن يبلغ حالة (الاتصال) الإلهي عن طريق (الوجد) الفكري الذي يؤدى به إلى الشعور بأنه بلغ درجة من السمو. تصل به إلى حد الحديث من فوق حدود النفس، أو خارج الجسد).()


ونجد أن الرقص قد ارتبط أيضا بين طقوس الطرق الصوفية، ويظهر في الموالد بوجه خاص، وأبرز هذه الطرق التي ارتبطت بالرقص الطقوسي الطريقة (المولوية).()


http://www.arny.nl/istanbul/derwisj/derwisj148.jpg
رقص الدراويش الدوارين (المولوية)

المولوية Mawlawiya:
طريقة للدراويش يسمون عند الأوروبيين بالدراويش الدوارين Whirling Derwishes. تستمد الطريقة اسمها من كلمة (مولانا) وهو لقب تشريفي لجلال الدين الرومي أعطاه له والده، ثم تبنى أتباعه اسم (مولوي)، ولو أن بعض المصادر التي زارت قونية تؤكد أنهم كانوا يعرفون (بالجلالية) Djalaliya. وجلال الدين الرومي (1207-1273) دفن في قونية (672هـ) صوفي فارسي وشاعر… في 1231م بدأ في تعليم أفكاره الصوفية، وفى 1244 أصبح خاضعًا لتأثير شمس التبريزي الصوفي المتجول. ومجموعته الشعرية تحتوى على حكايات وخرافات تتناول بالشرح مطلب الروح الاتحاد مع الله. أما الاسم عند الأوربيين فقد أخذ من شعيره (الذكر) التي يدور فيها الدراويش حول أنفسهم مستخدمين القدم اليمنى محورًا، ويقال أن جلال الدين هو الذي أنعش وهذب هذا الطقس. انتشرت الطريقة المولوية خارج (قونية) مقر جلال الدين بفضل نشاط ابنه (سلطان بهاء الدين ولد)، انتعشت المولوية لدرجة كبيرة في عهد السلاطين المصلحين في القرن التاسع عشر لمقابلة النفوذ الكبير للطريقة (البكتاشية) التي كانت تساعد الإنكشارية. ثم ضد العلماء الذين كانوا يساندون معاملة المجتمع الإسلامي كمجتمع متميز عن أهل الذمة. وقد كان السلطان عبد العزيز والسلطان محمد رشاد عضوين في المولوية. تكونت ملابس الطريقة المولوية من غطاء رأس يسمى (سكة)، وتنورة دون أكمام تسمى (تنوره)، وجاكته ذات أكمام تسمى (دستجول) ونطاق يسمى (ألف لامند)، ومعطف فضفاض ذي أكمام يسمى (فرقة) يلقى على الأكتاف. والألات المستخدمة في العزف للرقصة المولوية هي الفلوت المزماري، القانون، ربابة، طبلة، دف، وصبخ، تسمى (هليلة). وتذكر بعض المصادر أن هذا الرقص كان يقام في قونية مرتين في الشهر بعد الصلاة الجمعة، أما في القسطنطينية فقد كان يقام مرات كثيرة نظرًا لوجود تكايا عديدة، لتمكين أعضاء التكايا المختلفة من المشاركة.

شروق الاجزجي 24-04-2006 11:44 PM

السلام عليكم
اخي جند الله
جزاك الله خيرا على المعلومات
ولكن
عندي استفسار او طلب
اريد معرفة اسم المرجع الذي استعنت به لاني احتاجه في اعداد بحث عن نفس الموضوع في دراستي
وان كنت تعرف اسماء مراجع او روابط اخرى في نفس السياق برجاء ان تذكرها
جزاك الله خيرا
عافانا الله واياكم

جند الله 24-04-2006 11:45 PM

(مارس الرقص والخلاعة في الموالد والمناسبات في مصر شبان كانوا يسمون (خولات)، يقومون بدور النساء فيرقصون رقصهن، ويستعملون الصنوج، لكنهم مع هذا يدفعون فكرة كونهم من النساء، فيرتدون ما يناسب حرفتهم الطبيعية، فيلبسون سترة ضيقة وحزامًا وجبة، لكن الأنوثة تغلب على هيئتهم العامة، فهم يرسلون شعورهم ويضفرونها، وينتفون شعر الوجه، ويتكحلون ويتخضبون، وفى الأحيان يتنقبون عندما يسيرون في الشوراع في غير وقت الرقص تقليدًا للنساء، وكانوا يفضلون على الغوازي فيستخدمون للرقص في الحفلات الخاصة وكثيرًا ما كانوا يرقصون في الحفلات العامة، ويطلق على الفرد من تلك الطبقة (غايش). وكانت توجد طبقة أخرى من الراقصين الذكور، يشبهون أولاء (الخولات) في الرقص والملبس والهيئة العامة، وتميزهم تسمية مختلفة (جنك).

http://www.a360.org/3img/dervish.jpg
درويش يرقص ويطيل شعره تشبها (بالخولات) يقوم بالتشبه بدور النساء

والجنك تحمل أكثر من معنى فهي **ة ذات أوتار تستخدم في العزف عند الفرس، أما عند الجبرتى وأحمد الدمرداس فهي تحمل معنى ممارسة نوع من أنواع التسلية والرقص. ففي الجبرتي (1/255)، (وزفت العروس في موكب عظيم شقوا به من وسط المدينة بأنواع الملاعيب والبهلونات والجنك والطبول) وفى (4/218) (وببعض الأماكن والحانات ملاه وأغان وسماعات وقيان وجنك رقاصات). وفى الدمرداش (43): (وأتى أبو اليسر الجنكي ديوان الفوري بمماليك وجنك اليهود في ديوان قايتباى)، (44): (فكان أول يوم يوم قاضى عسكر بقضاة المحاكم والجنك في ديوان الفوري)، (45) (وأعطى خازندار إبراهيم بك أبو شنب عشرين عثماني وإلى كل مملوك خمسة ذهب طرة وأرضى الجنك وأرباب الملاهي). وفى التركية الجنك تعنى الفجر. وكانت فرقة الجنكية في مصر من اليهود والأرمن والأروام والأتراك. ()

http://www.1000and1.de/picture/showt...05bedten_6.jpg

http://www.1000and1.de/picture/showt...05bedten_7.jpg
الرقص بالجونلة (مصر) تحول من طقوسي إلى احترافي


(أجريت دراسات علمية على الراقصين و الراقصات حول وجود الجنسية المثلية عندهم ( فقد استدلت هذه الدراسات على وجود الجنسية المثلية فقط من بعض مقاييس الشخصية الخاصة بالذكورة _ الأنوثة Frminity _ Masculimty، و هي مقاييس تقيس، في حقيقة الأمر، الخشونة في مقابل الحساسية أو الرقة الانفعالية. وبهذا المعنى، وجد أن راقصي الباليه هم الأكثر أنوثة في شخصيتهم مقارنة بغيرهم من المجموعات الضابطة أو الأنماط الأخرى من المؤدين . إن الراقصين، كمجموعة، يبدون رقيقي الحساسية و معتمدين على غيرهم، وحساسين انفعاليا مقارنة بغير الراقصين من النوع نفسه (ذكر أنثى )، ويتم التعرف على هذه السمات عادة على أنها سمات أنثوية).()


.

جند الله 24-04-2006 11:49 PM

(فإذا تمكن الطرب من الصوفية في حال رقصهم جذب أحدهم بعض الجلوس ليقوم معه، ولا يجوز على مذهبهم للمجذوب أن يعقد، فإذا قام قام الباقون تبعًا له. فإذا كشف أحدهم رأسه كشف الباقون رؤوسهم موافقة له، ولا يخفى على عاقل أن كشف الرأس مستقبح وفيه إسقاط مروءة وترك أدب. وإنما يقع في المناسك تعبدًا لله وذلا له).()


http://davidzimmerly.com/images/Suda...shCrop0502.jpg
درويش صوفي يرقص (السودان)


(إن حالة (الوجد) هذه التي تحدثنا عنها تعنى بالنسبة للعابد، قديمًا وحديثًا، أن الإله قد دنا منه، إنه ليس في حضرة الإله فحسب، بل إن الإله قد حل في بدنه فعلا، إنه قد صار متحدًا مع الإله، إننا نجد المثال الواضح لهذا القول في (باكستان)، حيث نرى أ، تمايل الرأس يعتبر جزءا من الشعائر المشتركة عند الدراويش. وعندما يتم بلوغ حالة الوجد الضرورية نجد أن الدرويش يعلن عن هذه الحالة قائلاً: (أنا الله). لا شيء في الفردوس غير الله).()


أنـا من أهـوى ـــــ ومن أهوى أنا

نحن روحـــان ـــــ حللنـا بــدنا

فإذا أبصرتنــى ـــــ أبصـــرتــه

وإذا أبـــصرتــه ـــ أبــصرتـنـــا


قال الطرسوسي: (وقد سئل عن قوم في مكان يقرؤون شيئا من القرآن، ثم ينشد لهم منشد شيئا من الشعر، فيرقصون ويطربون: إن هذا بطالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما الرقص والتواجد، فإن أول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار، فأتوا يرقصون حوله ويتواجدون، فالرقص دين الكفار وعباد العجل، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسون معه، كأن على رؤوسهم الطير من الوقار، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يحضر مع هؤلاء، ولا أن يعينهم على باطلهم).()


http://www.dogon-lobi.ch/khar05.jpg
رقص دراويش الصوفية في السودان

http://www.forteantimes.com/gallery/images/knives.jpg
الفوائق والسحر جزء من ملحقات الرقص الطقوسي عند الصوفية


.

شروق الاجزجي 24-04-2006 11:53 PM

تكرار:
اخي الكريم
عندي استفسار او طلب
اريد معرفة اسم المرجع الذي استعنت به لاني احتاجه جدا في اعداد بحث عن نفس الموضوع في دراستي
وان كنت تعرف اسماء مراجع او روابط اخرى في نفس السياق برجاء ان تذكرها
جزاك الله خيرا

جند الله 24-04-2006 11:53 PM

وعقيدة اليهود في الرقص على حسب التلمود:

(يحب الشيطان الرقص بين قرون ثور خارج من المياه وهو مغرم أيضا بالرقص بين النسوة اللاتي يرجعن من دفن ميت!) () هذا حسب معتقدات اليهود الذين يتبعون السحر فالرقص عندهم قربه للشيطان، بل ويتطاولون فيقولون وأمهات الشياطين المشهورات أربعة استخدمهن سليمان الحكيم بما كان له عليهن من السلطة وكان يجامعهن!!.. ونبي الله سليمان عليه السلام براء من إفكهم. ويقولون أيضا: (أنه توجد شيطانة من الأربعة المذكورات دأبها الرقص بدون أن تستريح وهى تصحب معها مائة وتسعة وسبعين روحًا شريرة).()

ولا عجب أن بلغت بهم الوقاحة سب الأنبياء عليهم السلام، هذا إذا علمنا أنهم قاتلهم الله أنى يؤفكون، وتعالى عما يصفون علوا كبيرا قالوا: (ولم يلعب الله مع الحوت بعد هدم الهيكل!، ومن ذلك الوقت لم يمل إلى الرقص مع حواء بعد أن زينها بملابسها!، ونسق لها شعرها.!!).()

(ومن أقدم رقصات التعبير المدونة، الرقص حول العجل الذهبي [الخروج: 32]. وعندما سمع موسى يوشع الصياح، ظن يوشع أن الصوت هو صيحات القتال، غير أن موسى بدا واضحًا أن ثمة إيقاع، وأنها ليست ضوضاء مختلطة: (ليس صوت صياح النصرة، ولا صوت صياح الكسرة). [الخروج: 18،32]. عندئذ رأى موسى العجل والرقص، وكذلك رأى موسى أن القوم عراة)، لأن هارون قد عرى الشعب للهزء بين مقاوميه ( ..وقد شرح هارون لموسى سبب ذلك، وهو أن القوم أضاعوا ثيابهم، ولذلك فهم يرقصون عراة. وعلى الرغم من أن المصادر لم تذكر صراحة أن الراقصين كانوا جميعًا من الرجال فإن ذلك يستدل منها بوضوح).()

ونقلا عن الموسوعة اليهودية نجد الكاتب يقول:
الرقص والرقصـات اليهودية Jewish Dance and Dances
عبارة «الرقص اليهودي» أو حتى «الرقصات اليهودية» تفترض وجود أساليب في الرقص ورقصات بعينها مقصورة على أعضاء الجماعات اليهودية، وهو الأمر الذي لم ينجح أحد في إثباته، ولذا فنحن نُسقط مثل هذه العبارات لأن مقدرتها التفسيرية والتصنيفية ضعيفة بل ومنعدمة، ونفضل أن نستخدم بدلاً من ذلك عبارة «رقصات الجماعات اليهودية».

رقصـــات الجماعــــات اليهوديــــة Dances of the Jewish Communities
يُعتبَر الرقص واحداً من أقدم الفنون على الإطلاق. عرفته جميع الأقوام والشعوب على مر العصور كجزء من طقوسها الدينية أو احتفالاتها الاجتماعية. ويوضح لنا كلٌّ من العهد القديم والتلمود ارتباط كثير من الرقصات باحتفالات وطقوس العبرانيين في التاريخ القديم، وهي رقصات لم تختلف كثيراً في شكلها أو حركاتها أو أسلوب أدائها عن الرقصات السائدة بين الشعوب المحيطة بهم في تلك العصور. وبالنسبة إلى الجماعات اليهودية، فإننا نجد أن هناك أهمية خاصة للرقص في حياتها سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الاجتماعية، كما نجد أن أشكال الرقصات التي انتشرت بينهم وأسلوب أدائها تختلف من جماعة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر وأنها اعتمدت بالدرجة الأولى على تقاليد المجتمعات التي عاش أعضاء الجماعات اليهودية بينها وعلى التراث الفني الثقافي لهذه المجتمعات.

وعرف اليهود القدامى الرقص كجزء من طقوسهم وشعائرهم الدينية وللاحتفال بالمناسبات العديدة، مثل الانتصارات العسكرية والزواج ومواسم الحصاد. ويضم العهد القديم أحد عشر جذراً من جذور الأفعال التي تُستخدَم لوصف الرقصات والحركات الخاصة بها وأسلوب أدائها مثل الوثب والركض والدوران وغيرها. وقد استُخدمت الأفعال المأخوذة من هذه الجذور في وصف المواكب والرقصات التي كانت تتم أمام تابوت العهد. كما كانت هناك رقصات تتم في شكل حلقات، ويُرجَّح أنها كانت خاصة بالنساء. وكما أن كلمة «الرقص» كانت تحمل عند الآشوريين معنى الابتهاج، كذلك ارتبطت كلمة «حاج» العبرية التي تعني أيضاً «الابتهاج أو الاحتفال» بثلاثة أعياد يشكل الرقص فيها جزءاً أساسياً من مراسم الاحتفال، وهي: عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد الحصاد.

والرقص، مثل الغناء، كان يُستخدَم لتمجيد الرب أو الإله، فكان داود يدعو شعبه لتمجيد الرب « بالدفوف والرقص ». كما أن كثيراً من أنبياء جماعة يسرائيل كانوا يقومون بالدعوة إلى الإله وهم يضربون الدفوف ويرقصون رقصات تتميَّز بالحركات الدائرية التي تزداد سرعة واندفاعاً إلى أن يصل الراقصون إلى حالة من النشوة والابتهاج الغامر. وكان الأنبياء يعتقدون أن هذا الرقص يعمل على إنعاش الروح الربانية التي تتحدث نيابةً عنهم، وهم في هذا يشبهون الدراويش.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك الرقصات الخاصة بالانتصارات العسكرية التي كانت تقوم بأدائها النساء على أنغام الدفوف والآلات الموسيقية. ومثل سائر الشعوب البدائية، كانت تُقام رقصات احتفالاً بمواسم الحصاد، فكانت تُقام في عيد المظال مواكب يومية حول المذبح (داخل المعبد) بعد تقديم القرابين، وفي ثاني أيام العيد كانت تُقام رقصة بالمشاعل يصاحبها مواكب من النساء يحملن أغصان النخيل والصفصاف. كما كانت جميع حقول الكروم تضم أماكن للرقص مخصصة للنساء فقط، ويبدو أن كثيراً من هذه الرقصات كانت من أصل كنعاني (ومن احتفالات بالإله بعل).

ولابد أن العبرانيين قد تأثروا بالمحيط الحضاري البابلي والآشوري حينما دخلوا في نطاق هذه الحضارة، كما تأثروا بالمحيط الفارسي من بعد ذلك (ولكننا لا نملك الدليل التاريخي على ذلك). أما في العصر الهيليني، فنحن نعرف أنه رغم معارضة الحاخامات للرقص، فإن كثيراً من أعضاء الجماعات اليهودية داخل وخارج فلسطين كانوا يتبنون كثيراً من رقصات اليونانيين والرومانيين ذات الطابع الوثني، والتي كان يقوم بأدائها رجال ونساء دُربوا خصيصاً لهذا الغرض، وهذا يدل على تجذُّر العادات الهيلينية بين يهود حوض البحر الأبيض المتوسط في تلك الفترة. وقد ظهرت بين أعضاء الجماعات اليهودية رقصة ذات طابع وثني واضح كانت تُؤدَّى أمام كبار الشخصيات (ولعلها كانت تشمل حركات تعبِّر عن السجود وتدل على انعدام الذات أمام الشخصية المتألهة).

وتشير المشناه إلى وجود مراسم واحتفالات خاصة بانتقاء العرائس كانت تتم في أيام الخامس عشر من آب، وفي يوم الغفران عندما تخرج الفتيات للرقص في حقول الكروم. أما بالنسبة لاحتفالات الزفاف نفسها، فإن العهد القديم يضم إشارة واحدة فقط لإحدى الرقصات المصاحبة لهذه الاحتفالات، ويُعتَقد أن هذه الرقصة كانت تقوم بها العروس وهي تحمل في يدها سيفاً (رمزاً لرفضها أي رجل سوى عريسها الذي اختارته). أما التلمود، فيضم وصفاً أكثر تفصيلاً لمراسم ومواكب الزواج.

وكان الرقص على شرف العروس يُعَدُّ عملاً من أعمال التقوى الدينية يتنافس عليه الحاخامات، كما كان يتم أحياناً إحضار الراقصين المحترفين للمشاركة في احتفلات الزواج، فكانوا يقدمون رقصات تجمع بين حركات الأيدي والأرجل والوسط. واندثرت أغلب هذه الرقصات واختفت تماماً مع انتهاء الوجود العبراني في فلسطين كتجمُّع بشري ديني حضاري، لكن بعض هذه الرقصات بقيت لتؤدَّى بشكل شديد الاختصار داخل المعابد أو البيوت اليهودية. واتخذت الجماعات اليهودية التي استقرت ونشأت في مختلف أنحاء العالم أشكالاً جديدة من فنون الرقص نبعت من التراث الثقافي والفني السائد في التشكيلات الحضارية التي انتموا إليها والتي تشكلت تقاليدهم الحضارية في إطارها.

وقبل أن نستمر في العرض التاريخي، يمكننا أن ننظر إلى الرقص من منظور التحريم. لقد كانت العقيدة اليهودية تمنع الرقص المُختلَط بين الرجال والنساء، ووضع الحاخامات خلال العصور الوسطى في أوربا قواعد صارمة بالنسبة للرقص المُختلَط بحيث أصبح يُسمَح به فقط بين الرجل وزوجته وبين الأخ وأخته وبين الأب وابنته، وأدَّى ذلك إلى تصميم رقصات مُعقَّدة يتم فيها الاختلاط بين الجنسين ولكن مع مراعاة القاعدة التي وضعها الحاخامات.

وفي أحيان أخرى، كان يتم تجاهُل هذه القواعد كليةً. ومع تصاعُد معدلات العلمنة داخل المجتمعات الغربية، ومن ثم بين أعضاء الجماعات اليهودية، بدأ التراخي في تطبيق التحريمات الدينية يتزايد بما في ذلك التحريمات المتصلة بالرقص المُختلَط. وحاول الحاخامات الحد من ذلك بفرض الغرامات على المخالفين ولكن دون جدوى، خصوصاً أن الرقص المُختلَط بدأ يكتسب قبولاً وشعبية كبيرة بين الجماهير اليهودية، وذلك (دون شك) تحت تأثير البيئة المحيطة بهم.

وفي العصور الوسطى اكتسب الرقص في أوربا شعبية بين أعضاء الجماعات اليهودية كنشاط اجتماعي وترفيهي شأنها في هذا شأن أعضاء مجتمع الأغلبية. وأُقيمت في كثير من الجيتوات اليهودية في فرنسا وألمانيا وبولندا دور للمناسبات تُقام فيها الحفلات الراقصة والغنائية في أيام الأعياد وأيام السبت وللاحتفال بالزواج. ويبدو أن هذه الدور أقيمت أساساً للاحتفال بالزواج وتحوَّلت تدريجياً إلى أماكن للترفيه. وكانت الرقصات التي اشتُهرت في هذه الدور رقصات شبيهة أو مماثلة للرقصات المنتشرة بين الشعوب الأوربية آنذاك. وإن كان يُرجَّح أن أصولها ترجع إلى رقصات الشعوب الأوربية المحيطة. وقد كان لكل دار من هذه الدور قائد للرقص يتميَّز بتفوُّقه في الرقص والغناء والقدرة على الارتجال، وكان يقوم بإدارة الرقصات كما كان معنياً بإدخال التنويعات الجديدة عليها.

أما الجماعات اليهودية في إسبانيا والعالم العربي الإسلامي فلم تنشأ بينهم مثل هذه الدور. وعلى عكس يهود أوربا الذين عاشوا في الجيتوات الضيقة، كانت بيوت يهود الشرق من السعة بحيث تسمح بإقامة جميع الاحتفالات بداخلها.
وتنوعت واختلفت أشكال وأنواع الرقصات التي تقام احتفالاً بالأعياد الدينية والمناسبات الاجتماعية من جماعة إلى أخرى. فقد ارتبط بعيد النصيب نوع من الرقصات انتشرت بين كثير من الجماعات اليهودية وإن تنوعت تفاصيلها ومظاهرها من جماعة إلى أخرى، وهي رقصة تتضمن حرق تمثال يرمز إلى هامان والقفز فوق النار والغناء.

وهذه الأنواع من الرقصات تعود جذورها إلى الطقوس السائدة بين الشعوب البدائية التي كانت ترمز إلى حرق الشيطان في النار. ويشير التلمود إلى أن هذا التقليد كان سائداً بين يهود بابل، كما يبدو أن هذه الرقصات كانت موجودة بين يهود مدينة بيزنطة وكذلك بين يهود إيطاليا خلال القرنين الثاني عشر والرابع عشر، وكذلك بين يهود بولندا خلال القرن الثامن عشر حيث كان عيد النصيب شبيهاً بالكرنفال. ويُقال إن هذا التقليد كان موجوداً أيضاً بين الجماعات اليهودية في القوقاز والجزيرة العربية وشرق الهند.

وكانت هناك رقصات عديدة مخصصة للاحتفال بالزواج، ففي العصور الوسطى في أوربا ظهرت رقصات كانت أقرب إلى الطقوس السرية أو الصوفية، وفي أحيان كثيرة كان الموت يُتَخذ موضوعاً لها، وفي بعض الأحيان يسقط أحد الحاضرين في حفل الزواج على الأرض كأنه ميت ويرقص من حوله الرجال والنساء وهم يغنون، ثم يقوم الرجل (من مماته) وينضم إلى الآخرين في رقصة مرح وابتهاج. وهي رقصة ترمز إلى البعث. وانتشرت مثل هذه الرقصات والأغاني بين شعوب أوربا في تلك الآونة، ومن أهمها أغنية الأطفال « رينج أروند روزيز Ring around rosies» أي «فلتلتفوا» والتي تنتهي بغناء جماعي للأطفال حيث يقولون بالإنجليزية: « آشز آشز، وي أول فول داون ashes, ashes, we all fall down » وتعني « رماد في رماد، كلنا سنَسقُط ». وهناك رقصة أخرى تُسمَّى «رقصة الموت» ظهرت في أعقاب اجتياح الأوبئة لأوربا والتي هلك فيها الملايين حيث كان يتم زواج الأيتام الفقراء في حفل يُقام في المقابر بحضور أعضاء الجماعة اليهودية.

ومن الرقصات التي ارتبطت بشكل خاص بحفلات الزواج، رقصات الوصايا (متزفاه)، وهي رقصة جماعية يقوم فيها الرجال بالرقص مع العريس والنساء مع العروس، وذلك احتراماً للقواعد الدينية الخاصة بعدم اختلاط الجنسين في الرقص. ولكن، مع تآكل احترام هذه القيود، أصبح الرجال يرقصون مع العروس ولكن مع تغطية أيديهم بشيء رمزاً للانفصال.

ومع أوائل القرن التاسع عشر، أصبح التقليد المتبع هو أن يرقص الرجال مع العروس ويفصلهما منديل تمسك العروس بأحد أطرافه والرجل بطرفه الآخر. وفي بعض الأحيان، كان يُدعَى إلى حفلات الزواج المتسولون من اليهود، وكان يُسمَح لهم بالرقص مع العروس وكذلك أداء بعض الرقصات الخاصة بهم التي عُرفَت باسم «رقصة المتسولين».

أما في الأفراح الحسيدية، فكان أحد التقاليد المتبعة هو الرقص بملابس الفلاحين أو بارتداء جلد الحيوان أو زي جنود القوزاق.كما كانت الفتيات يرقصن حول العروس،والفتيان يرقصون حول العريس.

أما بالنسبة للجماعات اليهودية في العالم العربي والإسلامي، فإننا نجد أنهم كانوا يحيون حفلات الزفاف بإحضار راقصات ومغنيات محترفات (عوالم) يرقصن على أنغام الطبول. وفي اليمن، كانت النساء من الضيوف يقمن بالرقص بالمزهرة أو الصحن الذي يحوي صبغة الحنة التي سيتم صبغ أيدي العروس بها. وفي مصر، كان سلوك المدعوين يتنوع بتنوُّع الخطاب الحضاري السائد. فحتى نهاية القرن التاسع عشر، قبل أن يتم تغريب أعضاء الجماعات اليهودية، كانت السيدات يقمن بالرقص مع العروس رقصات شرقية، كما كانت العروس ترقص معهن. ومع تزايُد معدلات التغريب والعلمنة، بدأت أفراح أعضاء الجماعات اليهودية تصبح غربية تماماً، فيختلط الجنسان ويرقصان التانجو أو غيرها من الرقصات الغربية الذائعة.

وهناك رقصات خاصة أيضاً بيوم السبت. وقد اعتاد الحسيديون الرقـص، مـع انتهاء نهار السـبت، حول مائدة الحاخام. وفي شرق أوربا، اعتاد الشباب اليهودي في المجر ومورافيا ورومانيا على الرقص في أيام السبت خارج المعبد على مرأى من النساء. وكانت رقصاتهم من الرقصات المنتشرة في المجتمع المحيط، مثل رقصة الحوراhora ذات الأصل الروماني (والتي أصبحت فيما بعد الرقصة الشعبية الأولى في إسرائيل)، وكان الحاخامات ينظرون باستياء لمثل هذه الرقصات. أما بين يهود اليمن فإن الراقصين كانوا يقومون بالرقص في يوم السبت على أطراف أصابعهم مع هز الكاحل ومفصل الركبة إلى أن يصل الراقص إلى حالة من النشوة والانجذاب الديني.

كما كانت تُقام رقصات احتفالاً بعملية الختان، وخصوصاً بين الجماعات اليهودية في العالم العربي والإسلامي. وأحياناً، كانت هذه الرقصات تهدف إلى إبعاد الأرواح الشريرة عن الأم والطفل، ففي صفد كانت الراقصات يرقصن مساء كل يوم عقب الولادة وحتى يوم الختان. وفي المغرب، كانت النساء يرقصن بالسيوف، وكان الرقص يجري (أحياناً) حول فراش الأم طوال الأسبوع الذي يسبق عملية الختان. أما في إيران، فكان الأب يقوم بإحضار راقصات محترفات لإحياء الليلة التي تسبق عملية الختان. وفي المغرب العربي، كان يتم إحضار صينية إلياهو التي تُستخدَم في عملية الختان في موكب من الشموع يتخلله الغناء والرقص. وفي سوريا ولبنان، يقوم سبعة من الضيوف بالرقص بالصينية كلٌّ في دوره.

وفي عدن، كان الضيوف يقومون بالرقص مع كرسي إلياهو كأنهم يرقصون مع النبي إلياهو نفسه. وفي جميع الحالات، سيُلاحَظ أن الرقصات وطريقة أدائها ينبع من التقاليد الثقافية للمجتمع الذي يعيش أعضاء الجماعة اليهودية في كنفه.

وهناك رقصات تذكارية تُقام إحياءً لذكرى أحد الأنبياء أو الحاخامات، فقد جرت العادة على إحياء ذكرى وفاة الحاخام سيمون بن يوحان الذي يُعتبر أبا القبَّالاه، وإليه ينسب كتابة الزوهار، حيث يجتمع الحجاج عند مقبرته في صفد للرقص والغناء. أما الحاخام الحسيدي نحمان البرتسلافي، فأمر أتباعه بإحياء ذكراه عند وفاته عن طريق دراسة المشناه والرقص عند مقبرته. وقام أتباعه لأجيال متعاقبة بتلبية رغبته وإقامة احتفال راقـص إحيـاءً لذكراه في مـقابر أومـان في أوكرانيا.

أما يهود جبال كروستاف في شمال العراق، فيُقال إنهم يحتفلون بعيد الأسابيع بإحياء ذكرى النبي ناحوم والاجتماع عند مقبرته والطواف حول ضريحه والغناء، في حين تقوم النساء بالرقص. وفي ثاني أيام العيد، يصعد الرجال إلى قمة أحد التلال القريبة لقراءة التوراة ثم ينزلون التل في موكب شبيه بالمواكب العسكرية حاملين السلاح ويقومون بتمثيل المعركة الكبرى التي ستؤذن بقدوم الماشيَّح، أما النساء فيستقبلن الرجال بالرقص والغناء على نغمات الدفوف.

وقبل الانتقال إلى الرقص بين أعضاء الجماعات اليهودية في العصر الحديث، قد يكون من المفيد الإشارة إلى أن الحركات الحلولية المشيحانية ساعدت على انتشار الرقص بينهم. وساهمت في هذا الاتجاه حركة شبتاي تسفي بشكل خاص، ثم الحركة الفرانكية، إذ أن النزعة الترخيصية شجعت على إسقاط الحدود، بما في ذلك الحدود الخاصة بالرقص. بل إن الشعائر السرية ذات الطبيعة الجنسية لهذه الجماعات كانت تتضمن دائماً الرقص المحموم.

واكتسب الرقص، مع ظهور الحركة الحسيدية في القرن الثامن عشر، أهمية كبيرة بالنسبة إلى الجماعات اليهودية في شرق أوربا، وأصبح يشكل جزءاً من حياتهم اليومية. فقد اعتبر بعل شيم طوف، مؤسس الحسيدية، الرقص شكلاً من أشكال الصلاة والعبادة أمام الرب وأداة للوصول إلى حالة من النشوة الدينية والالتصاق بالرب والتوحد به (ديفيقوت).

وهذا يتفق تماماً مع النزوع الحلولي نحو التجسد (مقابل النزوع التوحيدي نحو التبليغ) الذي يتضح أيضاً في مفاهيم مثل الخلاص بالجسد (عفودا بجاشيموت). وبالتالي، أصبح الرقص الحسيدي نوعاً من الطقس الديني يصل من خلاله الراقص إلى حالة من النشوة والابتهاج الديني. والرقص الحسيدي كان يتم في شكل دائري، أو في حلقات، رمزاً للفلسفة الحسيدية الحلولية القائلة بأن « الكل متساو والكل عبارة عن حلقات في سلسة، والدائرة ليس لها جهة أمامية أو خلفية وليس لها بداية أو نهاية » (والنسق الحلولي العضوي في رأينا يأخذ دائماً شكل دائرة مغلقة).



مختصرات منقولة من مخطوط (عبادات بائدة وعادات سائدة) للكاتب: بهاء الدين شلبي



.


الساعة الآن : 09:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 118.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 117.68 كيلو بايت... تم توفير 0.44 كيلو بايت...بمعدل (0.37%)]