رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل) ♦ الآية: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (54). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ ﴾ الكافر ﴿ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ قيل: هو أُبيُّ بن خلف، وقيل: النَّضر بن الحارث. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا ﴾ بَيَّنَّا ﴿ فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ﴾؛ أي: ليتذكروا ويتَّعِظوا ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ خصومة في الباطل؛ قال ابن عباس: أراد النضر بن الحارث وجداله في القرآن. قال الكلبي: أراد به أُبيَّ بن خلف الجمحي، وقيل: المراد من الآية الكفار؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ ﴾ [الكهف: 56]، وقيل: هي على العموم، وهذا أصَحُّ. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، أنبأنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزُّهْري، أنبأنا علي بن الحسين، أن الحسين بن علي أخبره: أن عليًّا أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرَقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقال: ((ألا تُصلِّيان؟)) قلت: يا رسول الله، إن أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك، ولم يُرْجِع إليَّ شيئًا، ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه وهو يقول: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى) ♦ الآية: ï´؟ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (55). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ ï´¾ أهل مكَّة ï´؟ أَنْ يُؤْمِنُوا ï´¾ الإِيمان ï´؟ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى ï´¾ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم والقرآن ï´؟ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ï´¾ العذاب؛ يعني: إنَّ الله تعالى قدَّر عليهم العذاب، فذلك الذي منعهم من الإيمان ï´؟ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ï´¾ عيانًا؛ يعني: القتل يوم بدر. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ï´؟ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى ï´¾ القرآن، والإسلام، والبيان من الله عز وجل، وقيل: إنه الرسول صلى الله عليه وسلم ï´؟ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ï´¾ يعني: سنَّتنا في إهلاكهم إن لم يؤمنوا، وقيل: إلا طَلَبُ أن تأتيهم سنة الأولين من معاينة العذاب كما قالوا: ï´؟ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ï´¾ [الأنفال: 32]. ï´؟ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ï´¾ قال ابن عباس: أي: عيانًا من المقابلة، وقال مجاهد: فجأة، وقرأ أبو جعفر وأهل الكوفة: {قبلا} بضم القاف والباء، جمع قبيل؛ أي: أصناف العذاب نوعًا نوعًا. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) ♦ الآية: ï´؟ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (56). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ ويجادل الذين كفروا بالباطل ï´¾ يريد المستهزئين والمقتسمين جادلوا في القرآن ï´؟ لِيُدْحِضُوا ï´¾ ليبطلوا ï´؟ بِهِ ï´¾ بجدالهم ï´؟ الْحَقَّ ï´¾ القرآن ï´؟ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي ï´¾القرآن ï´؟ وَمَا أُنْذِرُوا ï´¾ به من النَّار ï´؟ هُزُوًا ï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ ï´¾ ومجادلتهم قولهم: ï´؟ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ï´¾ [الإسراء: 94] ï´؟ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ï´¾ [الزخرف: 31]، وما أشبهه ï´؟ لِيُدْحِضُوا ï´¾ ليبطلوا ï´؟ بِهِ الْحَقَّ ï´¾ وأصل الدحض الزلق يريد ليزيلوا به الحق ï´؟ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ï´¾ فيه إضمار؛ يعني: وما أنذروا به وهو القرآن هزوًا؛ أي: استهزاء. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه) ♦ الآية: ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (57). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ ï´¾ وُعظ ï´؟ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ï´¾ فتهاون بها ï´؟ وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ï´¾ ما سلف من ذنوبه، وباقي الآية سبق تفسيره. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ ï´¾ وعظ ï´؟ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ï´¾ تولَّى عنها، وتركها ولم يؤمن بها ï´؟ وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ï´¾؛ أي: ما عمل من المعاصي من قبل ï´؟ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ï´¾ أغطية ï´؟ أَنْ يَفْقَهُوهُ ï´¾؛ أي: يفهموه يريد: لئلا يفهموه ï´؟ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ï´¾؛ أي صممًا وثقلًا ï´؟ وَإِنْ تَدْعُهُمْ ï´¾ يا محمد ï´؟ إِلَى الْهُدَى ï´¾ إلى الدين ï´؟ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ï´¾، وهذا في أقوام علم الله منهم أنهم لا يؤمنون. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب) ♦ الآية: ï´؟وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًاï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (58). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ ï´¾ يعني: البعث والحساب ï´؟ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ï´¾ مَلجأً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ï´¾: ذو النعمة، ï´؟ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ ï´¾: يعاقب الكفار بما كسبوا من الذنوب، ï´؟ لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ï´¾ في الدنيا، ï´؟ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ ï´¾، يعني: البعث والحساب، ï´؟ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ï´¾: ملجأً. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) ♦ الآية: ï´؟ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (59). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَتِلْكَ الْقُرَى ï´¾ يريد: القرى التي أهلكها بالعذاب ï´؟ أَهْلَكْنَاهُمْ ï´¾ أهلكنا أهلها ï´؟ لَمَّا ظَلَمُوا ï´¾ أشرَكوا وكذَّبوا الرُّسل ï´؟ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ ï´¾ لإِهلاكهم ï´؟ مَوْعِدًا ï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ ï´¾، يعني: قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم، ï´؟ لَمَّا ظَلَمُوا ï´¾: كفروا، ï´؟ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ï´¾؛ أي: أجلًا، قرأ أبو بكر لمهلكهم بفتح الميم واللام، وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام، وكذلك في النمل «مهلك»؛ أي: وقت هلاكهم، وقرأ الآخرون بضم الميم وفتح اللام أي: لإهلاكهم. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) ♦ الآية: ï´؟ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (60). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَإِذْ قَالَ مُوسَى ï´¾ واذكر إذ قال موسى لما في قصَّته من العبرة ï´؟ لِفَتَاهُ ï´¾ يوشع بن نون: ï´؟ لَا أَبْرَحُ ï´¾: لا أزال أسير ï´؟ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ï´¾؛ حيث يلتقي بحر الروم وبحر فارس ï´؟ أَوْ أَمْضِيَ ï´¾ إلى أن أمضي ï´؟ حُقُبًا ï´¾ دهرًا طويلًا، وذلك أنَّ رجلًا أتى إلى موسى عليه السَّلام، فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ فقال: لا فأوحى الله تعالى إليه: بلى عبدنا خضر، فسأل موسى عليه السَّلام السبيل إلى لُقيه، فجعل الله تعالى له الحوت آيةً وقيل له: إذا فقدت الحوت، فارجع فإنَّك ستلقاه، فانطلق هو وفتاه حتى أتيا الصَّخرة التي عند مجمع البحرين، فقال لفتاه: امكث حتى آتيك وانطلق موسى لحاجته، فجرى الحوت حتى وقع فِي البحر، فقال فتاه: إذا جاء نبيُّ الله حدَّثته فأنساه الشَّيطان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ï´؟ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ï´¾، عامة أهل العلم قالوا: إنه موسى بن عمران، وقال بعضهم: هو موسى بن ميشا من أولاد يوسف، والأول أصح، أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن لي عبدًا بمجمع البحرين، هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتًا فتجعله في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فهو ثمة، فأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، ï´؟ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ï´¾ [الكهف: 61] وأمسك الله تعالى عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد، فلما جاوزا قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به، وقال له فتاه: ï´؟ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ï´¾ [الكهف: 63]، قال: فكان للحوت سربًا ولموسى ولفتاه عجبًا، وقال موسى: (ذلك ما كنا نبغ نطلبه، فارتدا على آثارهما قصصًا)، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجًى بثوب فسلم عليه موسى، فقال الخضر عليه السلام وأنى بأرضك السلام، فقال له: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا، قال: إنك لن تستطيع معي صبرًا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: ï´؟ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ï´¾ [الكهف: 69]، فقال له الخضر: ï´؟ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ï´¾ [الكهف: 70]، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، حتى إذا ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم قد حملونا بغير نول، عمَدت إلى سفينتهم فخرقتها؛ لتُغرق أهلها ï´؟ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ï´¾، قال: ï´؟ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ï´¾ [الكهف: 72]؟ قال: ï´؟ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ï´¾ [الكهف: 73]، قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فكانت الأولى من موسى نسيانًا والوسطى شرطًا والثالثة عمدًا»، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرةً فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلامًا يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه، فاقتلعه بيده وقتلَه، فقال له موسى: ï´؟ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ï´¾، قال: ï´؟ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ï´¾؟ قال: وهذه أشد من الأولى، قال: ï´؟ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ï´¾ [الكهف: 76]، ï´؟ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ï´¾ [الكهف: 77]، قال: كان مائلًا، فقال الخضر بيده فأقامه، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا ï´؟ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ï´¾ [الكهف: 77]، قال: ï´؟ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ï´¾ [الكهف: 78]، إلى قوله: ï´؟ ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا ï´¾ [الكهف: 78]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص علينا من خبر هما» قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا» وكان يقرأ «وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين»، وعن سعيد بن جبير في رواية أخرى عن ابن عباس عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قام موسى رسول الله، فذكر الناس يومًا حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب، ولَّى فأدركه رجل، فقال: أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إلى الله، فأوحى الله إليه أن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: يا رب وأين بمجمع البحرين، قال خذ حوتًا ميتًا؛ حيث ينفخ فيه الروح، وفي رواية قيل له: تزود حوتًا مالحًا؛ فإنه حيث تفقد الحوت، فأخذ حوتًا فجعله في مكتل»، رجعنا إلى التفسير قوله: وإذ قال موسى لفتاه، يوشع بن نون، ï´؟ لَا أَبْرَحُ ï´¾ [الكهف: 60]؛ أي: لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين، قال قتادة: بحر فارس وبحر الروم، مما يلي المشرق، وقال محمد بن كعب: طنجة، وقال أبي بن كعب: إفريقية، ï´؟ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ï´¾؛ أي دهرًا طويلًا وزمانًا، وجمعه أحقاب، والحقب: جمع الحقب، قال عبدالله بن عمر: والحقب ثمانون سنةً، فحملا خبزًا وسمكةً مالحةً حتى انتهيا إلى الصخرة التي عند مجمع البحرين ليلًا وعندها عين تسمى ماء الحياة لا يصيب ذلك الماء شيئًا إلا حَيِيَ، فلما أصاب السمكة روح الماء وبردُه، اضطربت في المكتل وعاشت ودخَلت البحر. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) ♦ الآية: ï´؟ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (61). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ï´¾ أراد: نسي أحدهما: وهو يوشع ابن نون ï´؟ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ï´¾ اتَّخذ الحوت سبيله ï´؟ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ï´¾ ذهابًا والمعنى: سرب سريا والآية على التقديم والتَّأخير؛ لأنَّ ذهاب الحوت كان قد تقدَّم على النِّسيان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ فَلَمَّا بَلَغَا ï´¾، يعني موسى وفتاه، ï´؟ جْمَعَ بَيْنِهِمَا ï´¾، أي: بين البحرين ï´؟ نَسِيَا ï´¾، تركا، ï´؟ حُوتَهُمَا ï´¾، وإنما كان الحوت مع يوشع بن نون، وهو الذي نسيه وأضاف النسيان إليهما؛ لأنهما جميعًا تزوداه لسفرهما، كما يقال: خرج القوم إلى موضع كذا وحملوا من الزاد كذا، وإنما حمله واحد منهم، ï´؟ فَاتَّخَذَ ï´¾، أي الحوت، ï´؟ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ï´¾، أي مسلكًا، وروي عن ابن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «انجاب الماء عن مسلك الحوت، فصار كوةً لم يلتئم، فدخل موسى الكوة على أثر الحوت فإذا هو بالخضر»، قال ابن عباس: جعل الحوت لا يمس شيئًا من البحر إلا يبس حتى صار صخرةً، وقال الكلبي: توضأ يوشع بن نون من عين الحياة، فانتضح على الحوت المالح في المكتل من ذلك الماء، فعاش ثم وثب في ذلك الماء، فجعل لا يضرب بذنبه فلا يضرب بذنبه شيئًا من الماء وهو ذاهب إلا يبس، وقد روينا أنهما لما انتهيا إلى الصخرة، وضعا رؤوسهما فناما واضطرب الحوت، فخرج وسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ موسى نسِي صاحبه أن يُخبره، فانطلقا حتى إذا كان من الغد. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) ♦ الآية: ï´؟ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (62). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فَلَمَّا جَاوَزَا ï´¾ ذلك المكان الذي ذهب الحوت عنه، ï´؟ قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا ï´¾ ما نأكله بالغداة ï´؟ لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ï´¾ عناءً وتعبًا ولم يجد النَّصب في جميع سفره حتى جاوز الموضع الذي يريده. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ï´؟ فَلَمَّا جَاوَزَا ï´¾، يعني ذلك الموضع وهو مجمع البحرين، قال موسى لفتاه: ï´؟ آتِنَا غَدَاءَنَا ï´¾؛ أي: طعامنا، والغداء ما يعد للأكل غدوةً، والعشاء ما يعد للأكل عشيةً، ï´؟ لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ï´¾، أي تعبًا وشدةً، وذلك أنه ألقي على موسى الجوعُ بعد مجاوزة الصخرة، ليتذكر الحوت ويرجع إلى مطلبه. تفسير القرآن الكريم |
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (63). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: قال الفتى: ï´؟ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ï´¾ يعني: حيث نزلا، ï´؟ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ï´¾ نسيت قصَّة الحوت أن أُحدِّثكها ثمَّ اعتذر بإنساء الشَّيطان إيَّاه؛ لأنَّه لو ذكر ذلك لموسى عليه السَّلام ما جاوز ذلك الموضع وما ناله النَّصب، ثمَّ ذكر قصَّته، فقال: ï´؟ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ï´¾ أَي: أعجب عجبًا أخبر عن تعجُّبه من ذلك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قال له فتاه وتذكر ï´؟ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ï´¾، وهي صخرة كانت بالموضع الموعود، قال هِقْل بن زياد: هي الصخرة التي دون نهر الزيت، ï´؟ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ï´¾، أي تركته وفقدته، وذلك أن يوشع حين رأى ذلك من الحوت قام ليدرك موسى فيخبره، فنسي أن يخبره، فمكثا يومهما حتى صلَّيَا الظهر من الغد، قيل في الآية إضمار معناه: نسيت أن أذكر لك أمرَ الحوت، ثم قال: وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، أي وما أنساني أن أذكر لك أمر الحوت إلا الشيطان، وقرأ حفص: أنسانيه، وفي الفتح عليه الله بضم الهاء، وقيل: معناه أنسانيه لئلا أذكره، ï´؟ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ï´¾، قيل هذا من قول يوشع، يقول: طفَر الحوت إلى البحر، فاتَّخذ فيه مسلكًا، فعجبت من ذلك عجبًا، وروينا في الخبر: كان للحوت سربًا ولموسى وفتاه عجبًا، وقيل: هذا من قول موسى لما قال له يوشع: ï´؟ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ï´¾ [الكهف: 61]، قال له موسى: عجبًا، كأنه قال: أعجب عجبًا، قال ابن زيد: أي شيء أعجب من حوت يؤكل منه دهرًا، ثم صار حيًّا بعد ما أكل بعضه. تفسير القرآن الكريم |
الساعة الآن : 07:31 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour