ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى حراس الفضيلة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=103)
-   -   زوجي الحبيب، زوجتي الحبيبة معا نحو أحلى حياة حلول عملية مع يوميات تطبيقية، قصة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=152095)

oummati2025 17-03-2013 03:49 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة التاسعة عشرة...
في الحلقة الماضية: على حين غرة، وقعت ميساء أرضا....وهيثم يشتاط غضبا .......

في هذه الحلقة بعون الله
وقعت ميساء أرضا، بعدما لكزها أحد الفتيان الأربعة.....كان يركض هربا من هيثم....

ارتعش قلبه خوفا من تسليمه للشرطة أو ملجأ من الملاجئ.....لكن لما اصطدم بميساء.....تلكأ لحظات فكانت فرصة هيثم ليلحق به .....وهو غاضب ومشفق عليه في نفس الوقت....كيف لا وهو سمير ابن جاره، بلا أم وأب قاس عليه....أمسكه وهو يقاوم دمعة تصر على الخروج ....رفقا بحال الفتى التي يرثى لها.....ثياب رثة.....رائحة لا تطاق....عقل مغيب بمادة مخدرة.....يدان احترفتا السرقة وقطع الطريق...
وقفت ميساء وهي تخفي غضبها من المسؤولين عن هذا الوضع....ومشفقة على الفتى.....يشغلها أمره وتتحرق فضولا للسؤال عنه والسعي لتكون سببا في إسعاده......
ذهب الثلاثة نحو سيارة هيثم، حيث تنتظر منى ملازمة رفيقها الجميل، الاستغفار وداعية بتيسير الأمور وتسهيلها....وباسل وصديقه والفتيان الثلاثة ينتظرون هيثم غير بعيد للاتفاق على الخطوة التالية.....دلفت ميساء إلى السيارة وهي تفكر في حل حاسم للأمر يجمع بين الرحمة وبين التغيير المطلوب نحو سعادة الفتيان وحياة أفضل لهم....
احتار هيثم والرجلين في أمر الفتيان، هل يأخذوهم إلى الشرطة؟ أم يبحثون في أمرهم؟
اقترح صديق باسل دار الرعاية الاجتماعية، فيم قال باسل أنه من الأفضل المساهمة في بناء حياة جديدة لهم، أما هيثم فكان يفكر في سمير بالذات، هل يعيده إلى بيت والده أم ماذا؟
والفتيان يقفون لا يفهمون شيئا، محاولين الهرب ولكن الشباب كانوا يحكمون قبضتهم.....
اتصل باسل بعلي رفيقه الذي يقطن معه في الشقة.....وطلب منه أن يرافق ثلاث أصدقاء.....
وصل علي فرافقه هيثم ورضا ومعهما فتيان في سيارته .....
ورافق باسل صديقين وفتيان.....
أما ميساء فقد تولت قيادة سيارة هيثم وذهبت ومنى إلى البيت.....
وانطلق الرجال إلى مصحة الدكتور يوسف صديق باسل....
وصلت ميساء إلى البيت وهي تحس بالعجز، لأنها لم تدلي برأيها....لكنها لم تستسلم، صلت استخارة ثم أرسلت بريدا إلكترونيا تفصيليا بالحلول لهيثم....ثم أرسلت له رسالة قصيرة في الجوال تخبره بذلك.....
وبينما كانت تتهيأ للذهاب إلى بيتهم.....رن جرس الباب......

يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 26-03-2013 06:35 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الواحدة والعشرون......
في الحلقة الماضية:ابتسمت ميساء رغم أسفها على أزمة الفهم التي يغرق فيها الكثيرون.....ثم تهيأت للإجابة....

في هذه الحلقة بعون الله
اعتدلت ميساء مصطبرة على الحلم....واستشفت من خلال كلام هدى أنها من النوع الذي يفكر بالمنطق....ثم قالت مبتسمة:
بل الدين هو الحل الأمثل لمشاكلنا.... لكن في غمرة المادية التي غرقنا فيها وحب الدنيا....نسينا أن الله هو الذي خلقنا....وشرع لنا تشريعا كاملا صالحا لكل زمان ومكان.....أليس هو خالق الزمان والمكان؟....تشريعا أمثل لكل مشاكلنا.....ولنتفق معا على ثوابت لننطلق منها نحو حلول جذرية لكل مشاكلك....ولكن قبل ذلك سأسألك سؤالين وأرجو أن تجيبيني عليهما.....
أومأت هدى موافقة....فقالت ميساء:
كيف كانت علاقتك بوالديك قبل الزواج؟
هدى مندهشة: عادية ....
ميساء: ما مدى عفتك قبل زواجك....؟
هدى وقد غضبت: وما علاقة عفتي بمشاكلي.....
فهمت هدى من خلال ردات الفعل وحركة هدى ما تريد....
ثم هدأتها قائلة: آسفة أختي لم أقصد الخوض في عرضك ولكن لسؤالي علاقة بنقاشنا.....
لم تسألها هدى عن السبب خشية أن تخوض في أمور أخرى....فقد بدأت تفهم أنها تتعامل مع شخص غير عادي....وخفق قلبها مترقبا....
أما عن الثوابت....فنحن مسلمون.....وديننا هو عقيدة أولا....بمعنى أننا نوحد الله تعالى ولا نشرك به شيئا وهذا يقتضي منا أن نمتثل لأوامره ونجتنب ما نهى عنه وهنا يأتي التشريع ولكل شيء في حياتنا علاقة بالله .....فنحن في أرضه....وهنا بأمره....لنعبده كما يريد لا كما نريد....ونعمر الأرض بالخير ونحارب الفساد....ربما تقولين ....أعلم هذا....نعم أكيد تعلمين وعلاقة هذا بكلامنا هو أن العقيدة والتشريع إن لم يتحولا إلى منهج حياة تحكم كل أمر من أمورنا ضعنا وغرقنا وعشنا حياة ضنكا....ودعينا نعود لأصلنا....أبونا آدم ....وأظنك من محبي المنطق والدليل أيضا....انظري معي هذه الآية:
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) سورة البقرة
ومعادلة السعادة واضحة: إيمان حقيقي بالله+ عمل صالح = سعادة
والدليل:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
وفي حال الإعراض عن تقوى الله:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) سورة طه
ربما تقولين لي.....لم الله يعاملنا بهذه القسوة؟ إذا عبدته سعدت وإذا أعرضت عنه تعست
أقول لك: حاشاه سبحانه أن يكون ظالما....هو خلقك وأنعم عليك كل النعم....أعطني ميزة واحدة تملكينها أنت دون تدخل منه؟ أليس من حق من أنعم أن يطاع؟ أليس من حق من يملك كل شيء أن يتحكم في ملكه؟ إذا أردت ذلك فاتركي ملكه واخرجي منه....وقبل ذلك اتركيك في ملكه لأنه هو من خلقك....وانظري ما تبقى لك....
وبعيدا عن هذا كله.....قلت آنفا أنك جربت الاستغفار ولم يفعل لك شيئا.....كم لازمته؟
هدى: يومين....
ميساء مبتسمة: لنفرض أن إنسانا لم يغتسل مدة سنة كيف سيكون جسمه؟
هدى: أكيد رائحته لا تطاق والأوساخ ملتصقة به....
ميساء: وكم يحتاج ليعود نظيفا دون أثر للأوساخ؟
هدى: أكيد استحمام لعدة مرات.....
ميساء: والاستغفار صابون الذنوب.....والذنوب هي أساس كل المشاكل.....فكم نحتاج من توبة على ما تقدم من عمرنا.....ألم يقل الله جل في علاه...
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) سورة الشورى
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) سورة الأعراف
ومن جهة أخرى.....يبدو أنك تجترين الذكريات والأحزان كثيرا....ولهذا فمهما استغفرت فلن يجدي، لسبب واحد فقط سأوضحه بمثال.....لو فرضنا أن لدينا برميلا فيه ثقوب في قعره....إن وضعنا فيه ماء....فإن هذا الماء سيخرج من الثقوب ولن يمتلأ أبدا.....ولنعتبر هذا البرميل قلبك.....تدخلين له الاستغفار ليطهره ويجليه من الذنوب والهموم والأحزان....ثم تدخلين معه أحزانا متجددة ....فهل ستحسي بفعله....أكيد لا....لهذا أخيتي مشاكلك كلها بلا استثناء....لها مواطن خلل وهي العلاقة مع الله....الثقة بالله....التعامل بما يرضي الله....وحلها في: القرب من الله...الاستغفار والتوبة والمداومة عليهما....وتصحيح العقيدة وبالتالي التعامل بما يرضي الله....
وزوجك لابد أن يعالج نفسيا وروحيا أيضا وهذا سنستعين فيه بالله ثم هيثم وأصحابه....
وابنك لابد أن تتعلمي كيف تربيه وتتعاملي معه بطريقة سوية....والدعاء دوما بصلاحه....وصلاحك وأبوه من أسباب صلاحه....
أما ابن زوجك فلابد أن تعامليه بما يرضي الله وتتقي فيه الله....لابد أن يعود إلى حضن أبيه....ما ذنب أبيه إن كان ابن زنا؟ وما ذنب الابن إن ماتت أمه؟ فالموت أجل بيد الله....
اتق الله وستجدي ثمار ذلك يوما بعد يوم في حياتك....وأنا سأتابع معك....من خلال الهاتف والنت وأيضا التواصل المباشر إلى أن تصلي إلى الحياة التي تتمنين بعون الله تعالى....
رقص قلب هدى فرحا وقالت: رحم الله والديك وجزاك عني كل خير....
وبينما هن كذلك....رن جرس الباب....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

زارع المحبة 26-03-2013 06:53 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
موضوع في غاية الأهمية , يتطلب المتابعة والفهم .

oummati2025 26-03-2013 06:55 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة (المشاركة 1366250)
موضوع في غاية الأهمية , يتطلب المتابعة والفهم .

هذه الرواية هي التطبيق العملي للسلسلة التي كتبت سابقا عن الحياة الزوجية

بارك الله فيك أخي الكريم ورضي عنك

زارع المحبة 26-03-2013 07:17 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
ولأني متزوج , وزارع محبة ... فإني أرغب في متابعة كل ما يتعلق بالحياة الزوجية والأسرة عموما .

زارع المحبة 26-03-2013 07:20 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
أجمل إبتسامة هي عندمَا تبتسَم لشخص ليس ﻣ̉وجودا ﻣ̉ن ﺣولك , ۆلكنه خطر ﻋلى ﺑالك!

oummati2025 27-03-2013 12:07 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة (المشاركة 1366253)
ولأني متزوج , وزارع محبة ... فإني أرغب في متابعة كل ما يتعلق بالحياة الزوجية والأسرة عموما .

أهلا بك طبعا أخي الكريم وبارك الله في أسرتك وثبتكم على طاعته ورضاه

oummati2025 30-03-2013 11:13 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثانية والعشرون......
في الحلقة الماضية:رقص قلب هدى فرحا ودعت لميساء بخير....

وخلال الحوار بين هدى ومنى وميساء....رن جرس الباب....
في هذه الحلقة بعون الله
فتحت منى الباب.....إنه هيثم ومعه صديقه باسل.....دلفا إلى غرفة الجلوس.....حيث أن صالة الضيوف ليست شاغرة.....استأذنت هدى وذهبت إلى بيتها....
أما هيثم فقد طلب من منى تحضير العشاء....وأخبر ميساء أنه قرأ رسالتها واطلع على الحلول في مصحة الدكتور يوسف....وقد راقت للجميع بفضل الله....
صلى الجميع المغرب وقد أمهم باسل....وبعد صلاة المغرب، ذهبتا منى وميساء لتحضير الطعام....أما الرجلان فقد استكملا نقاشهما ورسم الخطة حسب كل المقترحات المطروحة والحلول المصاغة....
اقترح باسل أن يتم إخبار أسامة بأن ابنه في مصحة نفسية وإقناعه بزيارته....ومن تم يتم التعامل معه وعلاجه بعون الله....
طرق الرجلان باب الجار....وهاهي هدى تفتح الباب....سألوا عن زوجها على استحياء....خرج أسامة أخيرا....أخبره هيثم أن سمير بخير وشرح له وضعه باختصار....وسأله هل يود زيارته....هذا الأخير الذي اهتزت مشاعره وارتبكت....أيفرح بإيجاد ابنه....أم يحزن لحالهما....أخيرا قرر زيارته....ولو أنه يستحي أن ينظر إليه أو يكلمه....لم يعرف قيمته في حياته حتى فقده....
رافق باسل أسامة إلى المصحة ....ودخل هيثم أخيرا ليرتاح من عناء اليوم....
دخل إلى المطبخ....يرحب بأخته التي تبيت لأول مرة عندهم.....
أخيرا تناول الثلاثة طعام العشاء.... ثم صلوا العشاء....وخلد هيثم إلى نوم عميق....أما منى وميساء فقد بدأت سهرتهما معا....وتحليل مفصل لأحداث اليوم....
بدأتا بالرؤية الشرعية....منى كانت مراقبة جيدة للمشهد....أخبرت ميساء بكل ما رأته....لأن هذه الأخيرة لم تر الرجل جيدا ولكنها حللت شخصيته....إنه شخصية تهتم بالمظاهر....لديه مفاهيم خاطئة كثيرة....يبدو أنه معجب بشكله كثيرا وهذا ينم عن قلة ثقة بالنفس وتناقض داخلي....وشخصية سطحية .....محدودة الأفق....
أكدت منى تحليل ميساء....ولكن قالت لها....أرى أنك تستطيعين تغييره....فكل منا له مميزات وعيوب....أرجو أن تفكري مليا في الأمر....
فهمت ميساء ما ترمي إليه منى....فرصة لا تعوض وميساء ليست صغيرة في السن لكي تدقق كثيرا في من يتقدم لها....وهذا أول من يطرق بابها ....فكيف ترفضه؟
ابتسمت كعادتها....واعتدلت في جلستها....لترد على نظرية منى
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 03-04-2013 07:18 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة والعشرون......
في الحلقة الماضية:اعتدلت ميساء في جلستها....لترد على نظرية منى بخصوص الاختيار والزواج....


في هذه الحلقة بعون الله
ابتسمت ميساء وقالت بهدوء وثقة: الزواج يا حبيبتي ليس هدفا وإنما وسيلة لبناء أسرة مسلمة كما يحب الله ورسوله....وذلك ينبني على اختيار سليم....ومواصفات الزوج الذي أريده، ليست مستحيلة....فهو رجل يتقي الله عز وجل ويتحرى رضاه في كل أموره وأخلاقه عالية وهذا بديهي ما دام توحيده لله عمليا وليس قوليا فقط...
ومتقاربان فكريا وفي اهتماماتنا وأهدافنا...
فهل ترضين لي أن أتزوج رجلا ماديا يفكر في الدنيا فقط بينما أنا أعي تماما بفضل الله أني أحمل أمانة الاستخلاف في الأرض مثلي مثل أي إنسان، وأسعى لأدائها من خلال أدواري التي يسرني الله لها؟
وهل هي بالوسامة يا منى أو بالمال؟ فأما الوسامة والجمال فكلنا لنا جمالنا الخلقي، أليس الله من خلقنا؟ إذن يقينا أبدع في خلقنا سبحانه البديع الخالق الرحيم، أما عن السن فالزواج ليس هنا فقط في الدنيا ولكنه امتداد للجنة، وأفكارنا عن كبر السن والعنوسة وعن قلة فرص الإنجاب... هراء....كيف نركز على سن ونحن رزاقنا هو الله وخالقنا هو الله وواهبنا الذرية الله؟
لم أتزوج إلى الآن يا منى لأن الله أخر زواجي لحكمة يقينا فيها خير كثير....وليس لجمال ولا لأي شيء آخر....

منى صامتة لم تقو على الرد....
أكملت ميساء....أما عن تغييره....فما يدريني أنه هو من يأخذني إلى عالمه....وأتحول إلى إنسانة تهتم بأمرين اثنين في حياتها كلها: الأشياء والأشخاص....الشراء والتنزه وفلان فعل لم لا أفعل مثله وفلانة فعلت وفلان اشترى....
بينما بفكري الحالي وعقليتي الحالية....أحيا حياتي كما أريد وأتحرى فيها رضا الله تعالى....لا كما تريد جارتي....لأنها اشترت فستانا جديدا ولابد أن أشتري مثلها أو أفضل منها....
التفاضل ليس في أن أتزوج....أو ألبس أفخر الثياب....ولكن التفاضل الحقيقي هو النجاح في الاختبار....هو تحقيق الهدف من خلقنا....هو إتقان الأسباب في بناء الأسرة كما يريد الله، فالأسرة هي مربط العزة أو المهانة للأمة....
والوصول إلى الفردوس الأعلى دون حساب ليس كلاما فقط وأمان يزدحم بها القلب....والحياة في الدنيا في سعادة ورضا من العلي الوهاب...لابد لها من اختيار سليم وفهم عميق وعمل دؤوب....

استمر النقاش مع منى....لتصحيح المفاهيم.....
بينما وصلا باسل وأسامة إلى المصحة....وما إن رأى هذا الأخير ابنه حتى حضنه بقوة....كأنه يستمد منه حنانا وقوة على ضعف يعتري أوصاله.....
تركهما باسل وحدهما وانصرف إلى مكتب الدكتور يوسف.....ليتفقا على الخطوة القادمة بعون الله...
وبعد لحظات مفعمة بالحنان والحب .... سقط أسامة أرضا وقد أغمي عليه....فصرخ سمير من الألم وقلبه الصغير يتساءل: لم يارب لماذا نحن بالذات؟ أليس هناك غيرنا؟.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح





oummati2025 08-04-2013 01:27 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الرابعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:سقط أسامة أرضا وقد أغمي عليه....فصرخ سمير من الألم وقلبه الصغير يتساءل: لم يارب لماذا نحن بالذات؟ أليس هناك غيرنا؟.....

في هذه الحلقة بعون الله
هرول سمير إلى مكتب الدكتور يوسف..... وأخبرهم عن أبيه....فهب الجميع لإنقاذه.....
إنه انهيار عصبي....يبدو أنه يعاني من اكتئاب حاد وإرهاق بدني....هكذا قال الدكتور يوسف بعد أن شخص حالته....
أما الفتيان فقد بدأوا جلسات الحوار مع الدكتور رضا والدكتور إياد بإشراف الدكتور يوسف....حوار يشخصون من خلاله أسباب الإدمان والخروج إلى الشارع وما آلت إليه حياة هؤلاء الفتيان....لينتقلوا إلى علاجهم والسعي إلى أن يكونوا سببا في سعادتهم في الدنيا والآخرة....
انصرف الدكتور يوسف والدكتور باسل إلى بيتيهما....أما الدكتور إياد فقد وصل لتوه لممارسة عمله الليلي في تناوب مع الدكتور رضا.....
مر الليل وكل واحد يشعر به بطريقته....
ثم أسفر صبح يوم جديد....وكل واحد يحمل في قلبه أحلاما وأماني....
وفي اليوم التالي اتصل وسيم بهيثم....سائلا عن رد ميساء على طلبه....فأخبره أنها تعتذر عن الزواج به....وتدعو له بالزوجة الصالحة المصلحة التي تعينه على دينه ودنياه....
احمر وجهه غضبا....كيف يرفض وهو ذو المال والجاه والجمال....وقال في لحظة غضب....سأتزوج من هي أفضل منها بكثير، من تظن نفسها....هدأه هيثم وقال له بنبرة حازمة: كل واحد حر في اختياراته....
دعت ميساء الله أن يعوضها خيرا...وأن يكرمها بزوج تقي عفيف عميق الفكر واسع الثقافة راسخ العقيدة.....
وصل هيثم مساء بعد يوم عمل مرهق....وما إن صلى المغرب....حتى رن هاتفه.....إنه باسل يطلب منه مقابلته الليلة لأمر هام....
وافق هيثم رغم أنه مرهق....ويشتاق إلى الراحة.....ولكنه يحب باسل ويحترمه....فلم يستطع الرفض....
وصل هذا الأخير بعد صلاة العشاء....ورحب به هيثم بقوة وهو يتوقع أن الموضوع يخص أسامة وأسرته....
وبعد السلام والاطمئنان على الأحوال....أخبره باسل عن حال أسامة وسمير ومن معه....بينما طمأنه هيثم أن زوجة أسامة وابنه بخير وأن منى وميساء يتواصلان معها وكل شيء على ما يرام....
ثم نظر باسل إلى هيثم وقال على استحياء: في الحقيقة جئت الليلة لأمر آخر....ولا أعلم من أين أبدأ الكلام....
ضحك هيثم وقال: ابدأ بأي كلام المهم أن تقول ما لديك....
حسم باسل أمره ونظر إلى هيثم وقال: أود الزواج من كريمتكم...
هيثم مازحا: ما أعلمه أني ليس لدي ابنة....ولي الشرف أن أزوجك إياها رغم فارق السن الكبير....
لكزه باسل بمزح وتوتر: أقصد أختكم الكريمة....
هيثم مهدئا إياه: أعلم يا حبيبي أنا فقط أمزح معك....والله يا دكتور لي الشرف وتعلم كم أحبك....لكن الرأي رأي ميساء.....ولو أني لا أعلم سبب قرارك المفاجئ....وأنت لا تعرفها جيدا....
فقال باسل بحياء: سأخبرك إن وافقتم على طلبي إن شاء الله....
وبعد نصف ساعة....استأذن باسل وانصرف إلى بيته....أما هيثم فقد جلس قليلا مع منى....التي كانت تنتظره بعد أيام من البعد وقلة التواصل.....تناولا العشاء، مرت لحظات رائعة جعلت الزوجين في انسجام وسعادة....
أما ميساء فكانت قلقة قليلا بشأن رأي الدكتور المشرف على رسالة الماجستير......شرعت في الاستغفار والتهليل والحوقلة....فجأة رن هاتفها....وكان أخوها هيثم الذي أخبرها بطلب باسل....اضطرب قلبها.....وانشغل فكرها بالخبر.....قامت فصلت ركعتي استخارة....ودعت ربها أن يختار لها الخير...ويرضيها به....ويبارك لها فيه....
ثم نامت وهي تذكر ربها وكلها أمل في رحمته ويقين في إجابته وثقة به....
ومع الساعة الثانية بعد منتصف الليل.....رن جوالها.....فإذا هي رسالة من وسيم.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 11-04-2013 04:32 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الخامسة والعشرون......
في الحلقة الماضية:نامت ميساء وهي تذكر ربها وكلها أمل في رحمته ويقين في إجابته وثقة به....ومع الساعة الثانية بعد منتصف الليل.....رن جوالها.....فإذا هي رسالة من وسيم.....

في هذه الحلقة بعون الله
كتب وسيم رسالة إلى ميساء وقد استخدم كل علمه بدواخل النساء في الضغط عليها.....أختي الكريمة ميساء حياك الرحمن وجزاك الجنان، صدقا قد تمكن حبك من قلبي، فأنت المرأة الوحيدة التي اقتحمت قلبي بقوة وبدون استئذان، سيدتي أرجو أن تقبلي تتويجك ملكة على قلبي وسيدة لبيتي وتاجا على رأسي، لا تحرميني من هذا الشرف والسعادة، من كل قلبي وأنا في كامل قواي العقلية أقول وبقوة: أحبك....أحبك....أحبك....
فتحت ميساء عيناها الناعستين....ماهذه الرسالة المفعمة بالغزل والحب والغرام....لم توضع في هذا الموقف يوما.....أتسعد بها ككل أنثى....أم تغضب لجرأة هذا الرجل.....كلام تنتظره على أحر من الجمر....ولكن في حلال الله.....فكيف تقبله في حرامه....
مسحت الرسالة واستغفرت الله....وأرسلت رسالة إلى هيثم....تخبره أنها موافقة على الدكتور باسل.....
ثم أخبرته باقتضاب عن رسالة وسيم وسألته من أين عرف رقمها....ثم قرأت آية الكرسي واستغفرت ربها حتى نامت....فالاستغفار قوة للقلب وعون على الفتن...
وبعد سويعات ....أطلقت الشمس أشعتها الذهبية، وبدأ يوم جديد....
ولما أفطر هيثم وهم بالخروج....شغل هاتفه المحمول....وبعد لحظات وصلته رسالة.....فإذا هي من ميساء.....فغر فاه دهشة....من أين عرفت باسل وكيف وافقت بهذه السرعة ومن أين أتى وسيم برقمها....أصابته الحيرة....لكنه خرج مسرعا إلى العمل مرجئا كل شيء إلى وقت لاحق....
أما منى فبدأت يومها كالعادة بالاستغفار وبأداء واجباتها تجاه زوجها وبيتها....واستأذنته أن تخرج مع رفيقاتها للتنزه وتجديد الهمة....
أما ميساء فقد أخبرت والدتها بطلب باسل....هاته الأخيرة التي بكت فرحا بابنتها، فدعت لها من كل قلبها بتمام النعمة والسعادة في الدارين....
مر اليوم وكل منشغل بما يهمه، هيثم في عمله ومنى مع رفيقاتها بين تنزه ومرح ولعب بين أحضان الطبيعة الخلابة....يوم جميل أيقظ الطفولة داخلها....
وميساء في الجامعة تضع اللمسات الأخيرة لرسالتها التي ستناقش بعد أسبوع...
وباسل في عمله وقلبه يرقص فرحا بعد أن أخبره هيثم في رسالة بموافقة ميساء وسأله بحيرة عما يجري....ووسيم الذي انتظر رد ميساء على أحر من الجمر....فلما لم ترد على رسالته....بعث لها رسائل أخرى أقوى بكثير من الأولى دون يأس أو كلل ....إلى أن وصلته رسالة إلكترونية بعد العصر من هيثم.....يخبره فيها أن باسل طلبها للزواج وقد وافقت، وسأله من أين له برقمها، وعاتبه على فعله غير اللائق....
مما أشعل النار في صدره.....فقام من مكانه وانطلق مسرعا إلى عيادة الدكتور باسل....ليلقنه درسا....
وما إن وصل إلى هناك....حتى وجد مفاجأة تنتظره.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

زارع المحبة 11-04-2013 11:01 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
الاستغفار قوة للقلب وعون على الفتن...

أحسنت .

oummati2025 11-04-2013 01:09 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة (المشاركة 1369492)
الاستغفار قوة للقلب وعون على الفتن...

أحسنت .

أحسن الله إليكم ورضي عنكم

oummati2025 14-04-2013 04:04 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السادسة والعشرون......
في الحلقة الماضية:انطلق وسيم مسرعا إلى عيادة الدكتور باسل....ليلقنه درسا....وما إن وصل إلى هناك....حتى وجد مفاجأة تنتظره.....

في هذه الحلقة بعون الله
وصل وسيم إلى عيادة الدكتور باسل لجراحة المخ والأعصاب، وطلب من الممرضة مقابلة الدكتور بسرعة، وما إن دخلت هاته الأخيرة لتخبر الدكتور، حتى سمع صوتا وراءه يقول بحرقة: حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، لك الله يا ابنتي اهدئي، لك الله.....
التفت بفضول .....فتجمد مكانه وأسقط في يده....خرج مسرعا وكأنه يهرب من ماضيه الذي فاحت منه بعض الآثام....أو لعله يهرب من المسؤولية.....
انتهى الدكتور باسل من فحص المريض وأدخلت الممرضة سيدة وابنتها.....جلست الأم الغاضبة بجوار ابنتها التي ترتعش خوفا وألما.....فسألها باسل عما بها....بكت الأم حرقة وغضبا....وقالت: حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب....
قال باسل برفق وقد رق لحال البنت: ما بها ترتعش ؟....
قالت السيدة بحزن: ترتعش من خوفها وألمها ووجعها....لما رأت سبب عذابها ومرضها....قبل قليل....
استفهم باسل عن الأمر فحكت له السيدة الموضوع بالتفصيل، بدأت القصة قبل سنة، حين رأى وسيم ابنتها وهي ذاهبة إلى الجامعة، فأعجبته وحاول إيقاعها بكل الطرق في حبه، وطلب منها أن تربط معه علاقة لكنها رفضت، وأمام رفضها المتكرر، خطبها من أهلها وكانوا في قمة السعادة، مال وجمال ومنصب.....وبعد أشهر من الخروج معا بحجة الخطبة وبتدرج محكم وذكي وخطوات محسوبة ودقيقة....انتهك عفتها....ولم تقل شيئا لأهلها ظنا منها أنه سيفي بوعده، وبعد شهرين تركها وكأنه لم ينو الزواج بها يوما، وحين أخبرها بقراره أغمي عليها ففقدت النطق وشل النصف الأيمن، وقال الأطباء أنها أصيبت بجلطة دماغية.....
ولما سمعوا عن الدكتور باسل وأنه كان سببا في شفاء الكثيرين بفضل الله، تجدد أملهم في الشفاء.....
أخبر باسل السيدة أن مرض ابنتها نفسي قبل أن يكون عضويا، وأن الأمر يحتاج إلى بعض الأسباب والأهم تفويض الأمر لله واليقين في رحمته وشفائه، وأوصاها بأمرين أساسيين: المداومة على الاستغفار، والتصدق كثيرا وذلك لأن الله عز وجل جعل الاستغفار تطهير للذنوب وتفريج للكربات، والصدقة تزكية للنفس وإرضاء للرب، ثم أرسلها عند طبيبة نفسية يثق بها مع رسالة، لتقيم الوضع وتساعده على العلاج العضوي للمرض....
أما وسيم فقد ذهب إلى مكتبه مستاء.....ورد على البريد الالكتروني لهيثم وأخبره أن لديه أصدقاء في شركات الاتصالات وفي المخابرات....مما جعله يعرف كل شيء عنهم بالتفصيل.....وعاتبه بشدة عن قبول باسل ورفضه وهدده أن ميساء ستدفع ثمن عنجهيتها ورفضها له....
وصل هيثم إلى البيت مساء واستقبلته منى بسعادة رغم تعبها من الجري واللعب خلال النزهة مع رفيقاتها.....وتناولا العشاء معا.....
اتصل باسل بهيثم وحدد معه موعدا في الغد.....بعد صلاة العشاء..... ليشرح له تفاصيل معرفته بميساء وكيف قرر الزواج بها....واستأذنه أن تكون موجودة للتفاهم على التفاصيل....
أما ميساء فكانت سعيدة ومستبشرة خيرا .....
وفي الغد وبينما هي آتية من الجامعة....هرولت فجأة وكأنها تهرب من خطر محدق.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 18-04-2013 09:52 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السابعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:بينما ميساء كانت في الطريق إلى البيت....هرولت فجأة وكأنها تهرب من خطر محدق.....

في هذه الحلقة بعون الله
مرت ميساء من طريق مختصر.....ذاهبة إلى البيت، حاملة معها آخر نسخة من رسالة الماجستير لمناقشتها بعد أيام بعون الله.....
وبينما هي في الطريق.....فجأة رأت وسيم في السيارة غير بعيد....برفقة شاب في مقتبل العمر....وماهي إلا لحظات حتى جرى الشاب نحوها.....فهرولت وهي تدعو وتستغفر ويرتجف قلبها مناجاة لله وطلبا لعونه.....وقف أمامها شاهرا سكينه.....أسقط في يدها....أمرها أن ترافقه بهدوء إلى السيارة....فقالت بقوة وصرخت وهي تنظر إليه بتحد ويقين قوي في الله: اللهم اكفيه بما شئت
اللهم اكفيه بما شئت
اللهم اكفيه بما شئت
زلزل الرجل من قوة اليقين وتجمد مكانه.....فهرولت وصرخت.....رآها جارهم وهو يمر من هناك....والناس تطل من النوافذ....والكل يتساءل ماذا هناك...... رافقها الجار إلى البيت.....بينما وقف الشاب مكانه.....والسكين في يده......وكأن فوق رأسه الطير.....
شكرت الجار وفتحت الباب وهي تشكر الله وتحمده أن نجاها من ظالم لا يتقي الله.....وجدت والداها خارج البيت..... فلقد دعتهما أختها فاطمة للغداء....
واتصلت بصديقة لها تعمل في المحاماة....وطلبت منها أن تقدم شكوى لدى الشرطة بما جرى.....ثم صلت ركعتين ودعت الله وحمدته على نجاتها.....
فيم كان هيثم في عمله.....وقد أرهقه الوقوف تحت الشمس فتولى إلى الظل قليلا، مراقبا العمل عن بعد.....أحس بشوق لزوجته.....فاتصل بها واطمأن عليها....هاته الأخيرة التي تأكدت أن ثمار الاستغفار والدعاء بدأت تؤتي أكلها بفضل الله وبتوفيقه....وأخبرته أن لديها خبرا سارا....ستخبره به بعد عودته من العمل.....ألح عليها أن تخبره....لكنها أصرت على موقفها....
أما باسل فكان يفكر في لقائه الليلة مع هيثم وميساء.....وابتسم فرحة بأنه بعد سنتين من الحب الصامت....أخيرا سيتزوج بمن يحب بعون الله.....
وبعد ساعات عاد هيثم إلى منزله....فاستقبلته منى في أبهى حلة مبتسمة ومرحبة وداعية له بالصحة والعافية....
صلى المغرب وارتاح قليلا.....وذهبت هي لتكمل تحضير العشاء....فاليوم يوم مميز....سعادتين في الطريق بإذن الله....
ناداها هيثم .....متلهفا لمعرفة الخبر.....فنظرت إليه بود ووجهها ينطق سعادة وشكرا لله.....وقبلت رأسه.....ثم قالت: أنا حامل يا زوجي الحبيب ....
تفاجأ هيثم بالخبر....وسعد جدا وحمد الله تعالى.....وقبل يديها ودعا لها بالصحة وللجنين بالصحة والصلاح.....مرت لحظات رائعة.....وقبل صلاة العشاء بقليل....فاجأته ميساء بالتهنئة....فلقد فضلت أن تتركهما لوحدهما ليكون للخبر وقع مميز.....
صلى الثلاثة العشاء......وميساء مترقبة.....وهيثم ينظر لها بين الفينة والأخرى ويدعو الله داخله أن يسعد الله أخته الحبيبة التقية العفيفة التي حباها الله برجاحة العقل ونور البصيرة....وحمد الله على فضله.....
أما وسيم فلم يفهم شيئا....ولام الشاب الذي استأجره لخطف ميساء ليلقنها درسا ويعلمها أن من ترفضه لم تولد بعد.....انتقاما منها وسخرية من استعفافها !!!! ثم انطلق إلى بيته وقلبه يغلي حقدا وغضبا.....
شرب الخمر حتى الثمالة.....أصيب بالغثيان ......ذهب إلى الحمام ليتقيأ......وبعد لحظات قبض الله روحه، فسقط في المغسلة.....ولم يدر أحد بأمره.....فهو يعيش وحده في شقة يقيم فيها الليالي الحمراء.....بكل ألوان الإثم والعصيان.....
وصل باسل أخيرا.....بعد صلاة العشاء....ورن الجرس على استحياء.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 25-04-2013 04:41 AM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثامنة والعشرون......
في الحلقة الماضية:وصل باسل أخيرا.....بعد صلاة العشاء....ورن الجرس على استحياء.....

في هذه الحلقة بعون الله
رحب هيثم بالدكتور باسل بقوة وأدخله إلى صالة الضيوف.....وهو يمزح ويحاول تخفيف التوتر الجلي في الأجواء....قدمت منى العصير والحلويات وجلس الجميع يتجاذبون أطراف الحديث، باسل وميساء مندمجان في النقاش دون أن يجرأ أحدهما أن ينظر إلى الآخر.....وفجأة قال هيثم وهو ينظر إلى باسل: نبدأ موضوعنا الأساسي؟ فأشار له باسل بالإيجاب.....فقال هيثم: هل يمكنني مبدئيا معرفة كيف عرفتما بعضكما؟
ابتسم باسل بحياء وقال: ببساطة وبدون تعقيدات، ما سأقوله الآن سيفسر لك أيضا ما حدث في مصحة الدكتور يوسف وكيف كانت خطة إدماج الفتيان وأسامة أيضا مرتبة والمهام مقسمة بيننا.....منذ خمس سنوات أنشأ الدكتور يوسف جمعية للإدماج النفسي والاستشارات الأسرية والاجتماعية بتمويل من المصحة التي يملكها، وعرض علي أخونا الدكتور رضا العمل معهم بالكشف المجاني على حالات ترسلها لي إدارة الجمعية وكانت الخطة هو العمل على عشر أسر تعاني من مشاكل حقيقية لمدة شهرين،.....يتم العمل المتكامل على أن نكون سببا في سعادة الأسرة بإذن الله، تأطير أسري واجتماعي والمكلف به أختكم الكريمة، التي تطوعت معنا منذ أربع سنوات، وتأطير نفسي والمكلف به الدكتور رضا والدكتور إياد، وتأطير مادي ودعم مشاريع صغرى تنهي بطالة أفراد الأسرة وتوفر لها بفضل الله دخلا جيدا لحياة كريمة، وهذا يكون من جمع زكاة السنة لمجموعة كبيرة من الأطباء والمهندسين من أصدقائنا وغيرهم والمكلف به الدكتور معاذ وابنه الخبير في المحاسبة الأستاذ سعد ....وتأطير شرعي وترسيخ العقيدة والمكلف به الدكتور عبد الكريم وزوجته الدكتورة آية......
والقيم على التنسيق والعلاقات الخارجية الدكتور يوسف ومعنا بفضل الله شباب يؤدون مهاما أخرى مختلفة....من متخصصين في الحاسوب وأساتذة للدعم المدرسي، ودكاترة في تخصصات مختلفة،......
هناك تواصلت مباشرة مع أختكم الكريمة، في إطار يحكمنا جميعا وهي ضوابط ديننا الرائع والتعامل للضرورة وفي العمل فقط لا غير.....وبما أن لي مواصفات معينة فيمن أرجو من الله أن يرزقني إياها، فقد اخترت كريمتكم لتكون شريكة حياتي في الدنيا ورفيقتي في الجنة بإذن الله وأسأل الله ألا ترفضوا طلبي....
استمر الحديث ومنى تدعو في سرها بالتوفيق، وميساء لا تنبس ببنت شفة.....تنظر إلى الأرض وتنتظر رأي هيثم.....
وأخيرا قال هيثم: وبما أنني سألت والداي وميساء أيضا ووافقوا جميعا، وبما أنني أعرفك جيدا منذ درسنا سويا في المرحلة الثانوية....أقول لكم مبارك....أتم الله لكم بكل خير.....أما التفاصيل، أفضل أن نتفق عليها بحضور أهلي وأهلك، ولكن هناك أمر لابد من حسمه بيننا.....وهو الصداق.....
قال باسل بلا تردد: اطلب وأنا أجيب بعون الله....
هيثم: تقوى الله.....وحفظ عشرة أحزاب من القرآن الكريم....
تنهد باسل بعد احتباس أنفاس وقال: وأما القرآن فالحمد لله أحفظ ثلاثين حزبا، ولو أني أؤمن أن القرآن ليس حفظا فقط ولكنه تدبر وعمل....
وأما التقوى حسب معرفتي المتواضعة فهي أن أرضي الله وأن أمتثل لأوامره وأتجنب نواهيه.....وما أروعه من صداق، وأنا أوافق على هذا الصداق وأسأل الله أن يعينني عليها وأن نكون عونا لبعضنا على طاعة الله وإرضائه والتنافس نحو الفردوس الأعلى، وأضيف ألف دولار حبا وكرامة ولو أن الزوجة الصالحة لا تقدر بمال.....
رفرفت القلوب فرحا وحمدت الله تعالى على نعمه....
بحثت الشرطة عن وسيم وذهبوا إلى بيت أهله بحثا عنه.....بتهمة محاولة الخطف والاعتداء على ميساء.....لكن والدته أكدت لهم أنه لا يعيش معها وأن لديه شقة مستقلة لا تعرف عنوانها، لأنه لا يزورها إلا نادرا.....
مرت ثلاثة أيام وقد عمت الرائحة الكريهة المكان.....وسكان العمارة يبحثون عن مصدر الرائحة فوجدوا أنها تنبعث من شقة وسيم.....وأبلغوا الشرطة.....وحين فتحت الشقة، وجدوا جثته متعفنة في الحمام وجسمه ملقى في المغسلة والذباب يجتمع عليه كوجبة دسمة لا تتكرر كثيرا.....
وصل الخبر أهله، فلم يبكه أحد سوى أمه، رغم قسوته وغروره وعقوقه لهم.....
وبينما هدى تذكر الله في مطبخها.....وهي تجهز وجبة العشاء لها ولطفلها.....إذ رن جرس الباب....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 01-05-2013 09:41 PM

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
 
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة التاسعة والعشرون......
في الحلقة الماضية: وبينما هدى تذكر الله في مطبخها.....وهي تجهز وجبة العشاء لها ولطفلها.....إذ رن جرس الباب....

في هذه الحلقة بعون الله
فتحت هدى الباب وإذا بها منى تدعوها إلى العشاء معهم.....فاعتذرت بشدة لكن إصرار منى كان أشد.....
تناولوا العشاء معا....منى وهدى وميساء في غرفة الجلوس وهيثم وباسل و ابن هدى في صالة الضيوف.....
غمرت السعادة قلوب الجميع....وكانت لحظات رائعة.....
مرت الأيام ومنى تلازم الاستغفار وقيام الليل....وتطور نفسها بالقراءة ومشاهدة البرامج المفيدة والمطورة للشخصية.....وهي تنتظر الوحم وأعراضه كما تسمع من النساء، غثيان وفقد الشهية وألم ومشاكل.....لا شيء من هذا يحدث لها.....
خشيت أن يكون قد حدث مكروه للجنين.....فاستأذنت من هيثم ورافقت ميساء إلى الطبيبة، فطمأنتها أن الجنين على ما يرام ونموه طبيعي الحمد لله.....
احتارت منى في سر راحتها.....وطالت حيرتها أسبوعا كاملا....ورغم أنها تستغفر الله وتقرأ القرآن وتحاول تطبيق ما قرأت والاطلاع على التفسير والتدبر في آيات الله.....وبينما هي تقرأ آية في سورة هود: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)
اكتشفت سر قوتها الإيمانية والنفسية والجسدية وتيسير الأمور الذي يعم كل أمور حياتها.....
مر شهر والجميع يتغير نحو الأفضل، يسير في طريق السعادة محققا أركانها ومستعينا بالله ثم بالصحبة والمحيط الإيجابي، وتم بفضل الله خطبة ميساء وترقية هيثم في عمله بفضل الله ثم بفضل جهده وزوجته التي صابرت ولازمت واستعصمت بالله تعالى ليسعدها وزوجها وأسرتها ومقتنعة تماما أن محاولة تغيير الزوج بداية الحسرة والندامة والانشغال بالبشر عن من بيده قلوب البشر.....
أما الفتيان فقد تعافوا بفضل الله وعاد سمير إلى حضن أسرته واستغرق أسامة شهرين آخرين ليتزن نفسيا ويتعمق فكره وتتصحح عقيدته، أما هدى فالحمد لله تغيرت كثيرا، بفضل الله ثم بمساعدة منى وميساء.....ولازال التغير قائما والتطور والتعلم جاريا، والسعادة قرار طالما أن الإنسان قرر ذلك، فالله عز وجل لا يغير ما بنا إلا إذا غيرنا نحن ما بأنفسنا واجتهدنا ودعونا الله وجمعنا بين الإيمان القلبي والعملي وجعلنا الدين عقيدة وتشريعا ومنهج حياة....
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) سورة الأنعام
تمت بفضل الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

oummati2025 07-06-2013 10:36 PM

رد: زوجي الحبيب، زوجتي الحبيبة ...معا نحو أحلى حياة
 
هيا بنا... زوجي الحبيب...نحو أحلى حياة



سلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة السادسة وقبل الأولى من رواية يوميات منى وهيثم...حين تكون السعادة قرارا...


في الحلقة الماضية: تطرقت ميساء لأسباب المشاعر السلبية وطرق التخلص منها...
في هذه الحلقة بعون الله تعالى...
ميساء: هناك مفاتيح تحقق لنا السعادة والحياة الطيبة الهنية... فقط نغير فكرنا وقناعاتنا... ونفهم بعمق كيف نتعامل مع حياتنا...
منى: فعلا صدقت ميساء... اللهم أعنا...
ميساء: يارب آمين...
منى بلهفة: وماهي الوصفة السحرية التي ستجعلني إنسانا آخر...
ضحكت ميساء ثم قالت: نعم هي وصفة رائعة ولكنها تحتاج لتطبيق أمر مهم قبلها...
لن أقولها لك اليوم.... لكن إن أحببت سننتقل معا إلى مرحلة التطبيق العملي المتدرج... لتكون النتائج مرضية جدا بعون الله
منى بحماس: وأنا مستعدة حبيبتي...
ميساء: إذن على بركة الله...
أوصي نفسي وإياك بشيء واحد فقط مبدئيا... الاستغفاااااااااااااااااااااااار
مفتاح الأقفال وراحة البال ونور القلب وبركة الحياة...
منى: بإذن الله تعالى
................................................
ملحوظة هامة: هذه حلقة أخيرة في السلسلة تمهيدية للتطبيق العملي خطوة خطوة من خلال رواية بعنوان: يوميات هيثم ومنى... حين تكون السعادة قرار...


بقلم: نزهة الفلاح


الساعة الآن : 07:53 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 70.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.90 كيلو بايت... تم توفير 0.99 كيلو بايت...بمعدل (1.39%)]