رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (11) محمد خير رمضان يوسف • إذا هُديتَ فاتَّقِ، وإذا أطعتَ فداوم، وإذا عصيتَ فتُب، وإذا تعلَّمتَ فعلِّم، وإذا رُزقتَ فاشكر، وإذا سرتَ فتوكَّل، وإذا دخلتَ فسلِّم، وإذا ظننتَ فتحقَّق، وإذا حكمتَ فاعدل، وإذا أُصبتَ فلا تيأس. • إذا عملتَ معروفًا فانسَه، ولا تحدِّثْ به نفسك، حتى لا تكبِّرَهُ وتظنَّ أنك فعلتَ عظيمًا، فقد عرفَهُ اللهُ وكفَى، وخزنَهُ لك، ولكنْ فكِّرْ في معروفٍ ثانٍ وثالث.. إذا كنتَ حقًّا صاحبَ خيراتٍ وقضاءِ حاجات. • يتنقَّلُ البشرُ بين القوةِ والضعفِ في حياتهم، ليعلَموا أن فوقهم قوةً قاهرةً تستطيعُ أن تقوِّيهم وأن تُضعِفَهم، والمؤمنُ إذا ضعفَ استكانَ إلى ربِّهِ وطلبَ منه الشفاءَ والعافية، وإذا قويَ دعا اللهَ أن يجعلَ ما أعطاهُ من صحةٍ قوةً له على طاعتهِ وتقواه. • إذا أعجبكَ حُسنُ امرأة فلا تقفْ عنده، فإنه ليس دليلَ عفَّةٍ أو علمٍ أو أدبٍ أو رجاحةِ عقل، فإن الذي رأيتَ شكلٌ فقط، وقد بقيَ المضمون، وهو الأهم. • لو نطقتِ المكتبةُ لقالت: حبَّذا لو وجدتُ مكانًا في قلبِ من يقدِّرني حقًّا، فينظرُ بين أغلفتي وفي أوراقي بين فينةٍ وأخرى ولا يهملني، ويعملُ بما تعلَّمَهُ مني ولا يضيِّعني، فإنني أشكو الإهمالَ من الناس، وأشكو قراءةً وعلمًا مع قليلٍ من العمل. |
رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (12) محمد خير رمضان يوسف • يا بني، إذا كانت الحسنةُ عند الله بعشرٍ فإنها عند الناسِ بواحدة، وإذا كانتِ السيئةُ عند الله بواحدةٍ فإنها عند الناسِ بعشرة، فإذا أخطأتَ فقد وقعتَ في مشكلة! وإذا عثرتَ فلن يُقيلكَ أكثرُ الناس، بل ينقدونكَ ويسردون عثراتِكَ الأخرى، ولا يتذكرون إحسانك! نعم، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}، وإنه لكنودٌ للناسِ أيضًا. • يا بني، الهيبةُ عند العلماءِ من الإيمانِ والعلمِ والعصاميةِ وإيثارِ الباقي على الفاني، فإذا كلَّلها الخشوعُ والتقوى فقد استوتْ على سُوقها، واكتملَ شأنها. • يا بني، إذا كثرَ مالُكَ كثرَ همُّك، وزادَ شغلك، وتضاعفَ كلامك، وتعدَّدتْ مشاويرك، وقلَّتْ بالآخرةِ صلتك، وزادَ عند الله حسابك. • يا بني، إذا تكلمتَ فإن الناسَ ينظرون إلى سابقِ عهدِكَ ليراقبوا ما تقول، فإذا كنتَ ذا ماضٍ نظيفٍ قالوا نعم، وإذا لم تكنْ كذلك قالوا: رأينا مثلكَ الكثير، فلا مرحبًا بك. • المؤمنُ لا يملُّ من الذكرِ لأنه غذاءُ الروح، ولا يملُّ من العلمِ لأنه غذاءُ العقل، ولا يملُّ من الطاعةِ لأنها حياةُ القلب. |
رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (13) محمد خير رمضان يوسف
وقلْ كما في الحديثِ الشريف: "يا حيُّ يا قيُّوم، برحمتِكَ أستغيث، أصلحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَين".
والجمالُ لا يعني الاقتصارَ على المظهرِ الحسنِ والنعومةِ والدلال، بل ينبغي أن يُصقَلَ هذا الجمالُ ليتبيَّنَ ما وراءَه، وإنَّ جمالَ يوسفَ عليه السلامُ لم يمنعْ من أن يَبتليَهُ ربُّهُ بأنواعِ البلاء، منذ طفولتهِ وحتى رجولته، فالابتلاءُ سنَّةُ الحياة، للصغيرِ والكبير، وللحسنِ والسيء، وللمسلمِ والكافر، وللمتعلِّمِ والجاهل، وللمريضِ والصحيح، وللغنيِّ والفقير، وللمرأةِ والرجل، وللجميلِ وغيرِ الجميل، وهذه الابتلاءاتُ تأتي فجأةً أو بعد مقدِّمات، وتأتي في أزمانٍ متباعدةٍ أو متقاربة، وقد تطولُ أو تقصر، وتكونُ خفيفةً أو شديدة، فالله هو المقدِّر، وهو العليمُ القادرُ الحكيم، الذي {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} الأنبياء: 23. نسألُ الله أن يعافيَنا، وأن يثبِّتنا إذا ابتلانا.
لضحكَ منك، فإذا حدَّثتَهُ عن أغوارِ النفس، ومواطنِ النورِ والظلمةِ فيها، وأمراضها التي لا تُحصَى، وعلاجاتٍ وُصِفتْ لها، وعياداتٍ فُتحتْ لأجلها، وقفَ مشدوهًا وكأنه لا يعرفُ نفسه!
فإذا لم يُعاقَبْ انتشرَ الظلمُ والفسادُ في المجتمع، ولكنْ كيف بمن يتقصَّدُ خلخلةَ مخِّهِ وإزالةَ عقله، ليتصرَّفَ كما يتصرَّفُ المجانين، ويعيثَ فسادًا، ويصيرَ مجرمًا أو عالةً على أهلهِ ومجتمعه؟ إنهم الذين يشربون الخمر، ويتعاطَون أنواعَ المخدِّرات.
أو مسحه، أو تجليدهِ على ذوقِ صاحبه، أو ضمِّهِ إلى صدره، أو كتابةٍ على طرَّته، أو تركهِ مدَّةً على الطاولة، أو أخذهِ معه إلى الحديقة.. أو تزيينِ مكتبتهِ بنوادرِ الكتبِ والخطوطِ والبرديات، بحيث تشرحُ الصدرَ وتملأُ النفسَ بهجة، ولا أدري كيف يكونُ هذا مع الكتابِ الإلكتروني، وكيف يكونُ التلذذُ باقتنائه؟ |
رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (14) محمد خير رمضان يوسف • هناك من يستشهدُ في كلامهِ بأمثالٍ كثيرة، فلا يكادُ ينطقُ بجملتين أو ثلاثٍ حتى يقول: كما يقولُ المثل، حتى يملَّ جليسه، ومنهم من يستشهدُ بالشعرِ بكثرةٍ أيضًا، ويطربُ لذلك، ويهزُّ رأسَهُ وكتفيهِ وجناحيه، ويظنُّ أن المستمعين يشاركونَهُ حالتَهُ النفسية، وإن كانت مكرَّرةً ومملَّة، مثلَ أبياتٍ لقيسِ ليلى قديمًا، ولأبي القاسم الشابي حديثًا. وآخرون يستشهدون بآياتٍ من القرآنِ الكريم، وأحاديثَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وآثارٍ لحكماءِ هذه الأمة، في كلامٍ يناسبُ المجتمعَ الإسلامي، والصحبةَ الطيبة، فهؤلاءِ الذين أصابوا، ولا يُنكَرُ على من استعملَ المثلَ الهادفَ وشعرَ الحكمةِ في كلامه، وما هو مباحٌ منهما ومن غيرهما من أساليبِ الكلام، إذا لم يُكثرْ منها. • الكلامُ مثلُ الطعام، فيه ما هو طيِّب، وما هو خبيث، وإنَّ النفسَ لتَطِيبُ بالطيِّبِ منه، فتتفتَّحُ وتنشرحُ وتنبسط، كما تشتهي النفسُ الطعامَ الطيِّب، وتَهنأُ به وتَسعَد. • كتابُ "الحيوان" للجاحظ، ومثلهُ "حياة الحيوان الكبرى" للدَّميري، يستفيدُ منهما العلماءُ والأدباءُ والأطباء، وهذا هو العلمُ الناجح، الذي يجمعُ بين العلمِ والدينِ والأدب، فيكونُ مفيدًا ومشوِّقًا للبحثِ والقراءة، لفئاتٍ متنوعةٍ من المجتمع، بتخصصاتها المختلفة. • قولهُ سبحانهُ وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} [سورة الأحزاب: 57] أي: إنَّ الذين يؤذون الله، بالكفرِ به، أو الشِّركِ وما إليه، ويؤذون رسولَه، بتكذيبه، والاستهزاءِ به، أورميهِ بالكهانةِ وغيرِها ممّا يمَسُّ نبوَّتَه، لعنَهمُ اللهُ وأبعدَهم من رحمتِه، في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرة، وهيَّأ لهم عذابًا مُذِلاًّ ومُهينًا في الآخرة. (الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف) |
رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (18) محمد خير رمضان يوسف • يا بني، إذا كان والدُكَ يَنشرُ علمًا ويُستشار، وأنت تمضي وتلهو مع أصحابك، فاعلمْ أنها بدايةٌ مشؤومةٌ منك، وتصرُّفٌ سيِّءٌ غلبَ عليك، واتجاهٌ غيرُ محمود، لا يبشِّرُ بمستقبلٍ طيِّبٍ لك، فالزمْ طريقَ العلم، وبرَّ والدكَ بالجلوسِ إليه والأخذِ منه قبلَ الناس. • يا بني، الكتبُ الصغيرةُ لعلماءَ ودعاةٍ فيها خيرٌ وفير، فاجمعْ منها الكثير، واملأ منها جيوبكَ ومحفظتكَ ومركبتك، أو لا تخلونَّ منها، واقرأ منها ما شئت، واهدِ منها لزملائكَ في مناسباتٍ وغيرِ مناسبات، وسترَى بعد مدَّةٍ أنكَ جمعتَ منها ثقافةً إسلامية جادَّةً ومتنوعة، وتعرَّفتَ منها على أهلِ العلمِ والثقافةِ في بلدِكَ خاصة، وعلى موضوعاتٍ وفروعٍ دقيقةٍ في العلم، إضافةً إلى إلمامِكَ بما يُطرَحُ ويُناقَشُ في الساحةِ الثقافيةِ والواقعِ المعاش. • يا بني، ضعْ نواةَ مكتبةٍ لكَ منذُ صغرك، حتى إذا كبرتَ كبرتْ معك، وسترَى فيها بعدَ عمرٍ ما لا يوجدُ في المكتبات، كما ترَى فيها علمًا جمًّا، وأُنسًا وصداقةً قديمةً مع تلك الكتب، تحنُّ إليها، وتبادرُ إلى الجلوسِ معها والاستفادةِ منها بين كلِّ مدَّةٍ وأخرى، وأجملُ ما في المكتبةِ أنها تربطُكَ بالعلمِ والعلماء، وتعطيكَ خيرَ زادٍ في الدنيا. • يا بني، كنْ صاحبَ أفكارٍ ومبادراتٍ بين أصدقائك، لتنشرَ بينهم حبَّ العملِ وخدمةَ المجتمعِ والتعاونَ على الخير، وإذا اقترحَ بعضهم أمرًا فيه نفعٌ وفائدة، فبادرْ إلى الموافقةِ عليه وانسَ ما اقترحتَهُ أنت، تشجيعًا له، وتثبيتًا لأمرهِ على الخير. • يا بني، الحياةُ معقَّدةٌ من حولك، فكنْ بصيرًا بظاهرها، متبصِّرًا بحقيقتها، وألقِ الضوءَ عليها من كتابِ ربِّكَ ليُنيرَ دربكَ فيها، لتتعافَى منها، وتغادرها بسلامٍ وأمان. |
رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (19) محمد خير رمضان يوسف • على قادةِ الرأي والتربيةِ الإسلاميةِ في بلادنا، أن يضعوا خطَّةً لمعالجةِ صدماتِ الإحباطِ التي تحيطُ بالناس، في مجالِ عملهم وتعليمهم وتحسينِ أحوالهم، وحتى في نشاطهم الخيري، لكي يتفاءلَ الشبابُ خاصَّةً ويستشعروا أن لهم مستقبلاً آخر، في جوٍّ غيرِ الذي يرونَهُ ملتبسًا بالظلمِ والتعسُّفِ والقهر، فإن النفوسَ إذا أظلمتْ فسدت، وانطلقتْ من رؤًى مكفهرَّة. • من تحدَّى عقوبةَ الله جاءتهُ قريبةً عاجلة، أو بعد حين. وإن أكبرَ عقوبةٍ للمرءِ أن يَطبعَ الله على قلبهِ بالكفرِ فلا يجدَ طريقًا إلى الإيمان؛ ليذوقَ وبالَ عنادهِ وتحدِّيه، وبقائهِ على باطله. • الذي يُفيقُ من الباطلِ كأنه يولَدُ من جديد، ويتعجَّبُ من نفسهِ كيف بقيَ هذه المدَّةَ في ثقافةٍ مظلمةٍ وأفكارٍ مغلوطة، لكن متى تكونُ هذه الإفاقة، ومن هو الجريءُ البطلُ الذي يراجعُ أفكارَهُ بجدِّيةٍ ويتركُ الباطلَ منها، ويعودُ إلى الحقِّ والفطرة؟ إنها النيةُ الصادقة، والعزمُ الأكيد، والله من وراءِ القصد. • كلٌّ يحنُّ إلى القديم، من عهدِ الطفولةِ والشبابِ خاصة، ويتمنَّى لو حقَّقَ آمالاً ما زالت عالقةً بذهنه، والمؤمنُ يرضَى بما قسمَ الله له، ويعتقدُ أنه هو الخير، فدعْ أمنياتِكَ لخيالاتك، واقنعْ بما قُسِمَ لكَ في حياتك. • تستطيعُ أن تستفيدَ من أحلامِكَ وخيالاتِكَ إذا صنَّفتها، ففرزتَ المستحيلَ منها عمّا يمكنُ تحقيقه، والمفيدَ عمَّا يضرّ. مع الإشارةِ إلى أن هناك رؤًى صحيحةً تقعُ بشكلٍ أو آخر، والخيالُ استفادَ منه الأدباءُ وعلماءُ التقنية، فصارَ هناكَ أدبُ الخيال، والخيالُ العلمي. |
رد: خواطرفي سبيل الله
خواطرفي سبيل الله (20) محمد خير رمضان يوسف • المواقفُ الصلبةُ في العقيدةِ تُربِكُ الأعداء، والإصرارُ على المبدأ يُخيفُ المناوئين، ويَعلَمون بذلك درجةَ مواقفِ الطرفِ الآخر، ومقياسَ حزمهم، فإذا رأوهم لا شيء، يعني لا ثباتَ عندهم، اطمأنوا، وغزوهم فكريًّا، ثم فتكوا بهم عسكريًّا، ولغيرهم يحسبون الحساب، ويخطِّطون لزمن، ويقدِّمون الأرواح. • لا تنسَ من أحسنَ إليك، وخاصَّةً في توجيهكَ إلى طاعةِ ربِّ العالمين، والكفِّ عن أذَى الناس، والآدابِ الإسلاميةِ عامة، وإن الدعاءَ له في ظهرِ الغيبِ أقلُّ ما يُرتجَى منكَ تجاهه. • يتمنَّى الأبُ أن يتذكّرَ أولادهُ مراحلَ طفولتهم وشبابهم ودراستهم، ويعرفوا كم تعبَ معهم والدهم وأنفقَ عليهم، وهم يعتبرونَهُ أمرًا (طبيعيًّا)، وعندما يكبرون ويصيرُ عندهم أولادٌ ويتعبون معهم، يتذكَّرون ويعترفون، ولكن بعد وفاةِ والدهم! • الانقباضُ عن الناسِ طبيعةٌ عند بعضهم، فلا يريدون الاجتماعَ بهم ولا الحديثَ معهم، لأنهم لا يعرفونهم، ويجهلون مواقفهم، فلا يريدون "إزعاجًا"، بينما حياتهم مع آخرين يعرفونهم عاديةٌ جدًّا، فليس "الانقباضُ" الإيجابيُّ مرضًا نفسيًّا أبدًا، ولا يُحكَمُ من خلالِ طبعهم على عقيدتهم أو درجةِ التزامهم، فهذا شيءٌ آخر. • كلٌّ يفضِّلُ الأُنسَ بشيء: بالسبحة، أو الجوال، أو الكرة، أو الفيس بوك، أو التويتر، أو القنوات الفضائية، أو الكتاب، أو المجالسِ والقهوة.. ومن كان أكثرُ أُنسهِ بكتابِ الله تعالى، ثم كتبِ العلم، فقد أفلح. |
الساعة الآن : 12:12 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour