ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الموضوعات المتميزة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا " (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=144227)

فاديا 07-01-2009 07:38 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


من المفروغ منه ، أن الشكّ حين يتملك الإنسان تصبح حياته جحيما وعذابا لا يُطاق .

الإنسان الشكّاك ،
هو ذلك الآدمي الذي يحمل رغبة مكبوتة في عقله الباطن بالنزوع الى المغامرة العاطفية والطيش الجنسي ،
نظرا للكبت الإنفعالي والإجتماعي الذي عاشه طفلا ومراهقا .

وهكذا ينفجر الصراع في نفسه،
بين نزوعه الوهمي للخيانة ، وتعاليم ضميره الصارمة ،
وحتى يوفق بين الاثنين ، تظهر هواجس الشك لتخدم تكيفه المرضي ،
ويكون اتهامه للشخص القريب بما في نفسه ، لكي يجد مخرجا مريحا تستقر اليه وتهنأ به نفسه .


إن عاملا نفسيا واحد يكفي لحدوث الاضطرابات النفسية ، والأسباب النفسية تعمل بعدة طرق ،
وحياة كل فرد مليئة بالحوادث والتجارب الشخصية التي تكوّن شخصيته ،
وبناء الشخصية يكرر درجة المرض النفسي .
هنا ، يجب وضع الأجزاء الأكثر ظلاما في الشخصية تحت الضوء.


إن محور حياة الإنسان ،،، هو علاقاته الشخصية ،، منذ ولادته وحتى الشيخوخة ،
وقد ترى من الناس من ينظر إلى أسرته ومن حوله نظرة الثقة والإطمئنان،
فهو المتفائل المستبشر الذي يعيش في نور الأمل ،
ويرقب الشمس وراء الغيوم ، ويردد الحكمة القائلة : " الجو العاصف لا يمكنه أن يبقى طوال الوقت "

ومنهم من تعكس الحياة على نفسيته ظلا قاتما ،
فلا يثق بأي إنسان ، ولا يرى غير الشكّ والظلم ،
فهو الشكّاك المتشائم الذي يعيش في ظلام اليأس والتردد والشك ،

ومنهم من هو بين بين ، يتخذ لنفسه مركزا وسطا لا ترف فيه ولا مغالاة ،
تدفعه سفينة الحياة كما تشاء ،
فتارة يرجو الخير فينشرح ،
وتارة يرقب فيغتم ويتردد ويشكو .


من أهم عوامل الشك ، فقدان الحماس والولع والطموح ،
وهذا ما يسمى " خمول الروح "

كثيرون هم الذين يداعبون في خيالهم الحصول على أعلى المناصب ، الإرتباط بشخص ما ، أو أي نتيجة تسرهم ،
ولكنهم لا يشعرون تجاهها بذلك الحماس الحار المتحرر المتحرك ،
الذي يدفعهم الى بذل كل ما في حوزتهم من موارد لتحقيقها .


الخمول الروحي ،
قد يكون من أسبابه هزال صحي بدني ، يتم علاجه عضويا .
وقد يدل في الغالب على " عبودية نفسية " أملتها تربية فاسدة ،آلية ، وأوحاها محيط ضيق ،

نبع من الخوف يتدفق في عروقه من حين لآخر ، ليصنع منه قالبا من الجمود النفسي ،
بسبب الإخفاقات المتكررة التي حررت التشاؤم ،
وما يصاحب هذا من مشاعر الرهبة والتحسب،
فهو لا يرى من وراء أعماله إلا العاقبة الوخيمة .
ولا يجد من الحماس المبدع غير " الغرور"

فقد علقت في ذهنه خواطر الفشل والإخفاق المتوالية السابقة ،
لا يفكر الا بالجانب المؤلم الحزين في حياته .

باختصار...

إنه يسير باتجاه الجمود النفسي .




إن المران والإستقرار وبذل الجهد يؤدي مع الزمن إلى نمو الخيال السليم ،
ومرونة الذهن كفيلة بمواجهة الصعوبات بثقة واطمئنان
ويجعل كافة الأمور المستحيلة ... ممكنة !

فاديا 07-01-2009 07:40 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 



رأيي الشخصي ..لا يأتي من الغيب ،
أنا أرى الأمور،،، حسب ما أنا عليه من الشخصية والتجارب وربما ..... المزاج،
وقد أفسّر الأمور تفسيرا مغايرا ، عما فسّرته أنت !
فحاول أن تقتلع جذور سوء الفهم ، وأن تكون منصفا !


كل شخص يرى الدنيا بطريقة تختلف عن غيره ،و بألوان تختلف ،
لأن أحداث وتفاصيل كل حياة ، تكون لها لوحة جدارية بتصاميم معينة وألوان مختلفة ، وظلال متغيرة .


وهذا أمر طبيعي ،
لكل منا لوحته الجدارية ، التي تتدخل برسمها جملة من العوامل والأسباب ،وهذه الأمور تملي على كل شخص موقفه وسلوكه ، في أي حدث ، وتجاه أي شخص .

ولتجنب المنظار السلبي أو الإيجابي في فهم الآخرين ،
نحتاج الى أن نفهم نفسيات الناس ونعرف كوامنهم الذاتية ،
فإن أعرف الناس من عرف الناس وخبر كوامنهم.



وقبل أن أبدأ بدعوة غيري إلى الإعتدال والإنصاف ...
ينبغي أن أعالج هذا المرض بداخلي أولا !

لماذا لا افهم تصرفات من حولي جيدا ....

قد نسيء فهم الآخرين ...عندما ننظر الى الأمور من خلال ما نريده ونتوقعه ، وليس من خلال توقعات الآخرين .

ربما نتسرع في استنتاج تصرفات الآخرين ، مع قلة المعلومات المتوفرة بأيدينا ، لتحليل سلوكهم بشكل منطقي ودقيق .

وقد تكون للنظرة الشخصية تأثير كبير على الحكم على الأشياء والأمور العامة

أو قد يكون الإنعزال وقلة الحوار مع الآخرين.





الآن كيف نعالج أنفسنا ، قبل أن نبدأ في التنظير على غيرنا ......

**بدل أن نحصر رؤيتنا فيما نريده نحن ، لنضع أقدامنا في أحذية الآخرين ، ثم ننظر إلى الأمور ..

**الحوار الصحي الخالي من الضغينة والغيظ ، كفيل بأن يوضح الكثير من المواقف ويطرح سوء الفهم خارجا .

**أن نسعى لنفهم ما يريده الآخرون .

توصلنا هنا ، الى الوعي التام بسبب تصرف الآخرين ،
واعتمادا على بيئة كل شخص وقناعاته ، قد فهمنا أخيرا سبب ما أقدموا عليه من قول او فعل ..
وهي نتيجة أولية ، لقد وصلنا الى إجلاء الموقف وتفسيره تفسيرا صحيحا، وهذا بحد ذاته يكفي .

تاتي هنا المرحلة اللاحقة والتي قد تفرضها أحداث معينة وهي ...........لكي نتفاهم معهم ،

فلنحاول أن ننظر الى الامور من منظارهم ، فقد نتمكن من أن نشاركهم آراءهم تلقائيا ،
وبالتالي نتجنب التسرع في الحكم على الأمور أو ، الجزم بالآراء ،


إن أصعب شيء في معاملة الآخرين ، هو دفعهم الى تغيير تصرفاتهم السيئة ،
والأصعب ، هو تحويلها الى تصرفات إيجابية ،
وهنا ، تكون قد حولت الهزيمة الى نصر ، والتراجع الى تقدم ،
وحولت الأواصر المفككة الى مجموعة معتدلة الروابط ، يراعي فيها الآخرون أحدهم الآخر ....

حقيقة :

إن إدارة الناس ...من أروع الأعمال وأكثرها متعة .


فاديا 07-01-2009 08:51 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


إن دماغ الإنسان يعمل باستمرار...
وكذلك عقله ، لا يفتأ يبحث عن مسألة ليحلها ، أو قضية يعالجها ،،لأنه دائم الحركة،
فإذا لم نوجه حركته ، يخضع خضوعا أعمى لمخيلة ..لا ضابط لها.


إن المزاج السلبي من أهم الأسباب التي تؤدي الى الخمول العقلي ، بسبب تهربه من كل عمل عقلي يتطلب مجهودا ،
وإذا ما اتفق وجوده في كائن ذي مزاج حساس أيضا ، كانت العواقب وخيمة .

نحن لا نعني المزاج السلبي العارض الذي لا يسلم منه بشر ،
وانما نعني ذا المزاج الخامل الذي يكره العمل ويتهرب منه ،
واذا عمل فهو بدافع حاجة أو مكرها .

هذا الخمول يجر الى البطالة بمختلف أشكالها ، فهو يشل الجسم والعقل والارادة ،
ان الشخص الخامل ينبغي أن يعتمد على بعضا من ( الحساسية ) لديه ، لتعينه في النضال ضد طبيعته السلبية بلا هوادة .

نحن نعيش أياما صعبة ،
قيمة المال آخذة بالتدني ، واسعار المواد ترتفع ،
ووصلنا الى نقطة لا مفر منها لأي انسان من الانتاج ليؤمن كفافه ،
ومن يتهرب منه يتدهور اجتماعيا ويصبح عالة على المجتمع .

الايحاء الذاتي ، هو علاجا نافعا فعالا للخاملين ،
ويكون الايحاء الذاتي هنا مستمدا من " صور العواقب الوخيمة " ، لا من " أفكار متبناة "
ان الخوف من العواقب ينبغي أن يكون مهمازا يدفع الى الانتاج والعمل ،
والذعر من سوء العاقبة ، يدفع الى الجري ،
والخوف يدفع الى العمل ، ليتقي شر العوز الذي يقف بالباب .


وقد يندفع الخامل ذو المزاج السلبي ، بدافع من مخيلته في عالم الأحلام ،
هادرا الوقت دون انجاز

ان الاستسلام لأحلام اليقظة ، والاسترسال فيها
أشد خطرا على العقل البشري من المخدرات ،
فهي تبتعد بالحالم عن واقعه ، وتتدرج به في عالم الخيال ،
فتتعاقب في رأسه الأفكار والصور دون وجود رابط بينها ،
هذا التشويش وهذه الفوضى تجعل الحالم عرضة لتجاوزات كثيرة .

إن أحلام اليقظة ، تغري الحالم بالبقاء في جوها ،
فإذا ابتعد عنها قليلا ، يبدو في المجتمع وكأنه عنصر غريب ،
لا يستطيع التفاهم مع الناس ، ولا هم يطمئنون اليه !

إن الخاملين الحالمين يضمون في صفوفهم ، اعتى المجرمين والسفاحين
والكتّاب الذين يتحدون بآرائهم المتطرفة المجتمع
وذوي الأخلاق الغريبة ومرتكبي المخالفات والجرائم والتصرفات الشائنة ، من مكر وكيد وتجسس وغيبة .

ذلك أن الأحلام تفقد المرء السيطرة على نشاطه العقلي وتجعله عدوا للمنطق والأصول .

احلام اليقظة التي يخلقها الفراغ العقلي والخمول ... نزعة خطيرة عن السلوك السوي،

ان التحرر من نزعة أحلام اليقظة ، يكون بإيجاد عمل يتم التركيز في كل خطوة فيه، وتجنب الشعور بالسأم الذي يدفع بالانسان الى الخروج بأحلامه عن دائرة نشاطه وتحمله على الانكماش من المجتمع .
وكذلك ، اللجوء الى الإيحاء الذاتي وتبني أفكارا سوية والسعي الى تحقيقها ،
أو حتى تصور العواقب الوخيمة ،

فأنت أولا وأخيرا تعيش على أرض وكوكب ، له أصول وقوانين،
ولا مكان لأحلامك على سطحنا
ولا مكان لك في عالم الأحلام الوهمي
فنحن بشر... لا مكان لنا الا كوكب الأرض !
فإما نعيش على سطحه
أو نُدفن في باطنه !!


فاديا 18-01-2009 07:17 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


لماذا لا أحب أن أكتب عن الأحداث المؤلمة التي تواجه أهلنا في كل مكان ؟

لأنني في كل مرة سأجد نفسي مضطرة الى التوقف والإضافة حسب ما أشعر بتطوره وتغيره ضمن الوضع الجاري ، ولسنا صحفيين لننقل الأحداث على مدار الساعة ، ولكننا نكتب ما نشعر به حيال هذه الأحداث ،

ولست ممن يحبون إعادة النظر في مواضيعهم كثيرا لذا أجد نفسي أكتب في كل منتدى تحت نفس الموضوع بنفس العنوان وربما بعنوان جديد ،،،، الموضوع نفسه بأفكار جديدة إضافية ،

وأجد نفسي عند موضوع الخطاب العربي البائس مضطرة الى التوقف وإعادة صقل الأفكار التي تشعلها الأخبار التي يتداولها الناس اعتمادا طبعا على الإعلام ، ولطالما كان الإعلام سلاح ذو حدين !


نحن واتجاهات تفكيرنا " حصيلة ومنتجات أخبار الإعلام " ، هذا ما يجب ان نتذكره ونثق به دوما .
ويعشعش الإعلام في العقول في أيام الحرب ويفعل فيها ما يعجز عنه السحر ... نعم هذه حقيقة مؤكدة ، وإلا لما كان هذا الاهتمام اللامتناهي والتهافت الى جمع الأخبار .


ولما لذلك من آثار إيجابية ، له أيضا آثاره السلبية .
وأنا لست هنا الآن للتحدث عن أضرار ومنافع الإعلام ، فهذا موضوع آخر ،
وإنما للحديث عن أمر الفتن النائمة التي لا يكترث لها الكثيرون ، بعد مشاركة في موضوع آخر لأختي الفاضلة ملاك النور، تجد فيه من المهم والمنصف التركيز على هذه الفكرة بشكل منفصل .


وأعود للتساؤل :
ماذا قدم قلمنا للجرح الإسلامي !!
سوى الشعارات والقاء التهم والوصف بالعمالة والخيانة والمؤامرة، وبالتالي الفرقة والانقسام....


الخطاب السياسي العربي البائس الذي تتعدد صوره وأشكاله عبر عصور الهزيمة العربية .
في جميع الأزمات والحروب التي عاشتها الامة الإسلامية في هذا العصر ....
نجد الخطاب واحدا يتجه باتجاه واحد،
يفتش فيه الآخ العربي عن الأخ العربي كي يلقي عليه باقة من التهم .
خطاب موحد الصيغة دوما ، يهاجم الذات العربية وينعتها بالخيانة والعمالة ،
وان ماحدث هو بسبب تلك الذات المرتمية في أحضان العدو ،
تلك الذات التي قادت الأمة الى الويلات..


الخطاب الذي يرتد نحو ذاته ويهاجمها ويلقي عليها التهم تلو التهم ،
ليؤجج مشاعر الحقد والكراهية تجاه الجسد العربي .
وبدلا من أن يضع يده على الجرح ، ويعمل لتعزيز قواه ،
ووضع الحد لمسلسل خيباته المتقنة وتخاذله المستمر ،
نجده دوما في نفس الصورة ، :
يقف متناقضا ومتهما لذاته المنكسرة ...
بينما يعتقد اصحابها - انهم دافعوا فيها عن شرف الامة - من الوريد الى الوريد،
ناسين ومتناسين كيف وقعت فلسطين أصلا في يد المحتل ؟
وكأنما " زعيق العويل و التخوين" قد اصبح منفسا للتعبير عن" العجز التام " الذي يحيط بنا من الماء الى الماء ..


لا بد من تعديل مسارنا ،
قبل أن نتحول كليا الى مجرد ( ظاهرة صوتية ) متمثلة ( بزعيق وتخوين واتهامات )... سيئة ومسيئة لأنفسنا وسمعتنا ومصداقيتنا وصورة أمتنا .
ينبغي أن نعدّل اتجاه تفكيرنا ليصبح ايجابيا
لتذكير الناس بأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وتعريفهم بأنه أمانة في أعناقهم،
وتوجيههم الى العدو الحقيقي...
فهي اضعف الايمان بالنسبة الى بعض الشباب المسلم اليوم الذي يقف محتارا ،
يريد ان ينصر إخوانه في كل مكان، خاصة في فلسطين،
فيجد من العراقيل والسدود ما يجد،
ولا يدري ماذا يفعل أمام هذه الفتن التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "فتن كقطع الليل المظلم".


نشهد على الساحات العربية حروباً كلامية وتقاذفاً بحمم الاتهامات وتراشقاً بالكلمات الجارحة والخطابات النارية التي تصب الزيت على النار الحامية لتحرق مشاعرنا أولاً ثم آمالنا بمستقبل آمن وسلام واستقرار نطمئن فيه على مصير أولادنا وأحفادنا قبل أن تتسع دائرة الخطر لتحرق قلوبنا وديارنا وأوطاننا وحاضر أمتنا ومستقبلنا،


خطابات مجنونة.. تجعل العربي البائس يتمنى بداخله أن يصدر قرار حاسم بإخراجه من الوطن العربي، ويتم نفيه الى بلاد " الواق واق " حيث لن يجد مثل هذه الخطابات والكلمات والتي ليست كالكلمات! ،


حروب ضارية بين ألسنة عربية فصيحة لهي أشد قوة من أسلحة الدمار الشامل ،
نجحت بخدمة العدو بإسلوب غير مباشر ، لتنفيذ أغراضهم وأهدافهم الخبيثة ، بأيدينا وألسنتنا وممارساتنا الهوجاء واللامسؤولة.


فتن نائمة تبشر بالخراب والدمار وتعطي الأعداء وقوداً وأملاً بالمضي في أحقادهم ومخططاتهم ومؤامراتهم ضد العرب


الكلمة قنبلة ، ان لم تستخدم بدقة انفجرت ....
فلنكف عن ضجيج خطابات جوفاء، العربي يوجه فيها سخطه للعربي ، ويحمله المسؤولية ، ويدينه أمام العالم كله ،
بينما العدو يرتكب المجزرة تلو المجزرة بلا رحمة ولا ذمة ، متسترا بدخان نار الخطابات العربية التي توجه الإتهام لبعضها البعض .


ان توجيه الإدانة الى العربي ... لن يخرجه عن كونه عربيا
ان شتم العربي ... لن يفصله عن عروبته ، ولن يحرمه من ميراث العروبة ،
مثلا : عندما اشتم عربي آخر
سأكون انا :
عربية ساخطة... أو ،
عربية ربما بطائفة عنصرية أخرى ....
نحن عرب غارقون في حرب الكلمات!


فقدنا توجيه بوصلتنا الصحيح الى العدو الصحيح،
وانشغلنا بتصفية حساباتنا أمام الكرة الأرضية .



فاديا 28-01-2009 12:51 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 



من الناس من يقول ..أن الجراح لا تبرأ‏..‏ ومنها ما تساوي مرارته مرارة الموت
فتسقط هنا مقولة ان الزمان كفيل بمداواة الجروح ، لأن لا شيء يُنسى ،
أن الجرح يبقى موجودا لأنه قد يتكرر خلال تجربة مشابهة أو حدث مماثل ، فيكون دوما نفاذه أعمق وألمه أكبر ،

وهناك من يقول .... أن الذكريات أسوأ من الحدث ذاته‏.‏ ففي الذكريات اجترار‏.‏ وتفكير وتجميع لبعض الصور الناقصة وتتمة لبعض الكلمات المتقاطعة ،

ان الذكريات تشبه الى حد بعيد عملية تظهير الصور بعد التقاطها في لحظة ،
تنتبه أحيانا الى بعض الأخطاء العميقة التي كانت غائبة عنك خلال التقاط الصورة ، وقد تُفاجئ بوجودها أحيانا ، أو تستغرب أنك لم تفكر فيها سابقا .....
إن الذكريات قد تعلن بعض الحقائق الحاضرة....ولكن معظم الحقائق تدعو لليأس‏، لأنها سترتبط بشكل موثق بأحداث مؤلمة قديمة وستكون أكثر ايلاما .

تحاول النسيان ولا أمل في النسيان ،
فليس أمامك من وسيلة الا اسدال ستارة اوهن من خيوط العنكبوت حتى لا ترى ما تشير اليه الحقائق السابقة ، أو تتظاهر بأنك لا تراه ‏,‏ ستارة رقيقة شفافة ضعيفة ، لا تخفي شيئا
ولكنها تمنع الرؤية الواضحة ، وما لا تراه واضحا ، فأنت لا تراه ،
وهنا هو المحور

قد نحاول ألا نرى ما نعلم بوجوده ومحتواه ، ونحمل اثقالا نعرفها ولكننا لا نراها..
وربما هو أحد الفروق بين الانسان والجمل ، رغم ان البعض يميل الى تشبيه ( حمّال الصعاب ) بالجمل .
فالجمل مثقلا بحمل ان رآه فهو لا يعرفه ولا يفهم محتواه.
أما الانسان فهو يبذل جهدا مضاعفا حتى لا يرى ما هو مرغم على حمله ، وما يعرف محتواه، بسبب خبرات سابقة .
لأن أحمال النفس ، أشد ثقلا من أحمال البدن ، فلا بدّ للإنسان ان يخفف على نفسه ، حتى يستمر في السير
وليس له خيار الا السير واكمال رحلة الحياة الحتمية .

تغليف رديء لعملية الصراع الأزلي ما بين العقل والقلب.....
العقل يبني أحكاما مبنية على حقائق كاملة واضحة، اختبرها قبل ذلك ،
يأتي بعدها القلب والهوى ليفسد كل شيء،
ويسدل ستارة واهية على الحقائق السابقة ، حتى يشد العقل بعيدا عن وضع الاحكام الثابتة حاليا و المبنية على خبرات سابقة .
ثم تبدأ رحلة المصالحة مع النفس وايجاد التوازن بين العقل والقلب ، والحكمة والهوى ...

ونحن نحتاج الى التسامح ..التسامح مع أنفسنا ،
بحكم أن الإنسان خلق ضعيفا وقد يخطئ ، نفس الخطأ أكثر من مرة ....


وان لم نتوصل الى التسامح والتوازن بين الأفكار المتناقضة ، والذي هو راحة للعقل والقلب
فلنبعد السموم جانبا ونكمل المسيرة‏، ‏ ولندفعها بعيدا عن منطقة التذكر المباشر‏,‏ ونحبسها في الغرفة المظلمة من مستودع الذكريات‏,‏ ونغلفها حتي وإن كان التغليف رديئا ولكنه علي الأقل سيعوق الرؤية المباشرة والواضحة‏، سيعوق الاجترار الملح‏ ، ‏سيعوق استدعاء الافكار الماضية ودمجها مع الحاضر .

إنه مسكن مؤقت للآلام ....حجب مؤقت للحقيقة
ولكنه يعطي مجالا للجهاز العصبي أن يجهز طريقة دفاعية لمقاومة الانهيار ، أمام بعض الحقائق الدامغة.
تتناسب مع الظروف النفسية الأخرى التي تخص كل فرد ،

ينبغي أن نعطي الفرصة لجهازنا العصبي ان يمارس عمله ويجس حلقات القوة الموجود داخلنا حتى يستند اليها فترات الأزمة..

التغليف الرديء لبعض الحقائق ، هو من الحيل الدفاعية التي تحمي الجهاز العصبي من الصدمة والانهيار عند تعرضه لبعض الخبرات المريرة ،
فتكون الصدمة أخف وطأة عند وقوعها حقيقة ،
أو قد يتخذ الجهاز العصبي موقفا متبلدا حيال مع ما يحدث حقيقة ، لكي يحمي صاحبه من السقوط .

ومن الحيل الدفاعية الأخرى للجهاز العصبي ، ما هو العكس تماما ...
هو التعامل مع ما لم يحدث
مثلا ... تخشى فقدان عزيز بموت او هجرة او ما الى ذلك، بسبب خبرة سابقة حدثت معك بنفس الظروف .
تخشى من فقدان وظيفتك بسبب ما حدث معك في عملك السابق ..
تخشى من الفشل لأنك تعرضت اليه مرارا .

فبدلا من احتباس هذه الفكرة المقلقة المضنية ، اطلق لخيالك العنان لتخيل الأحداث وكأنها وقعت حقيقة .
بل وتخيل نفسك جالسا في مأتم من تخشى فقدانه ، تخيل أنك فقدت وظيفتك حقا .... تخيل أنك فشلت ثانية او عاشرة .......احزن كما تشاء ، اختبر كل المشاعر التي يمكن ان تشعر بها،
واعد التفكير بما يجب عليك فعله او تحمله بعد ذلك.
وبعد ممارسة هذه الرياضة الفكرية عدة مرات، ستجد ان الفكرة المقلقة تضاءل حجمها ولم تعد مصدر قلق.


ان حاجتنا الى التسامح أكبر من حاجتنا الى التعلم من خبرات سابقة ...
لأننا لا نكتشف عادة اننا وقعنا في نفس مصيدة الخطأ الا بعد ان تُحكِم علينا شباكها !
نحن لسنا بحاجة الى تذكر الآلام التي وقعنا بها ولسنا بحاجة الى أن نستحضر الجراح دوما..فننصبها كصنم نبكي عليه.
ولا نحن بحاجة إلى أن نعزي أنفسنا بأننا تعلمنا درسا ....حتى لا نعذب أنفسنا بالتوبيخ ان وقعنا مرة ثانية في نفس الحفرة.

التجارب المريرة لا تقدم لنا الهدايا في النهاية ..بل تعطينا الحزن والمزيد من الحزن والألم والندم.
وكل ما علينا تعلمه ..هو كيف نتعامل مع هذه المشاعر ... وكيف نخفف من أحمالنا ، وكيف نستمر ونواصل الطريق.

إننا بحاجة الى التسامح ، الى التناسي ... الى التغليف .


الحياة ليست بحاجة الى حقائق ثابتة نبتكرها نحن ،
الحياة بحاجة الى ان نتعايش معها ، ومع كل ما يحدث فيها .



فاديا 15-03-2009 08:06 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
الحب والكراهية ، وجهان لعملة واحدة ،
فإذا احببنا أحدهم لصفات معينة ، فمن المنطقي ان نكرهه لنقيضها ،
ومن يحب لسبب فإنه يكره لضده .

معقول اذن ، أن يتحول الحب الى كراهية عميقة ، اذا لم تتم معالجة أسباب النفور والبغض واجتثاثها اولا بأول .

وقد تكون الكراهية لأسباب ظاهرة أو كامنة ،
وهي معول هدام ينال كيان الأسرة المسلمة بشكل خاص ،
وأسباب ذلك كثيرة ومتنوعة لدى الطرفين، وعند المرأة غالبا ما تكون مشاعر الغيرة والشك واليأس التي تقود الزوجات إلى الجنون الذي قد يقود إلى القتل،،
ففي لحظة غضب أو غيرة أو شك أو جنون قد تقدم الزوجة على التخلص من زوجها ، دون تفكير في مصيرها ومصير اطفالها .

المصطلح النفسي ( طبخة الأرنب ) ، مأخوذ من قصة انهيار علاقة بين زوجين ، وهجر الزوج لزوجته التي بدأت تفكر في كيفية الانتقام منه، فتسللت الى بيته والتقطت أرنب العائلة ووضعته في وعاء على النار ليغلي حتى الموت ، فاختار علماء النفس هذه القصة نموذجا لتحليل الطرق التي تنتقم بها المرأة من شريكها اذا فكر بتجاهلها وهجرها .

والرغبة في الانتقام .. نوع من الجنون.
لكل إمرأة مجنونة.... تتأثر بانهيار علاقة زوجية وتشعر وكأنها فقدت عقلها ،
وتعتبر الرغبة في الإنتقام شعوراً طبيعياً ،،، حافظي على أعصابك ودعي عقلك يقود تصرفاتك.
لا تفعلي شيئاً ربما ينقلب عليك ويزيدك ألماً
عليك التروي ودراسة خطواتك حتى لا تخسري على المدى الطويل.


الانتقام ينبع من احساس داخلي بإحلال العدل وبفكرة وجوب معاقبة الذي أساء إلينا.
والمرأة التي تنتقم هي المرأة المتألمة وبالتالي التي تحب .
بالنسبة لها فهي تعتقد بوجوب ان يشعر الرجل بالألم نفسه الذي يعذبها،
والوسيلة الوحيدة لكي يتألم هي اللجوء للإنتقام..

لكن في معظم الأحيان لا يريح الإنتقام فاعله بل على العكس يزيده ألما ًعلى ألم.
عوضاً ان تخفف من وجعها وتنقل جزءاً منه للرجل ...تزيده حدة بداخلها.
لأن الزوج الذي يؤذي المرأة وينهي العلاقة غالباً ما يشعر بعدها بالندم ويفكر بالعودة إليها و يحاول الإعتذار كونه يقدر مدى حبه لها عندما يبعد عنها ويشعر أنه فقدها.
أما إذا كانت هي في هذا الوقت قامت بعملٍ مؤذ، سوف تمنع شعوره بالندم، وتقوي عزيمته على الإنفصال وتثبت له ان قراره كان صائباً.


واذا كانت المرأة لا تستطيع ازالة فكرة الانتقام ،،،،،، فلتعلم إذن أن اللامبالاة هي السلاح الأقوى لذلك ،
عندما يشعر ان حياتك لم تتأثر بخروجه منها بل على العكس يراك تتابعين طريقك بكل ثقة سوف تتحرك فيه الغيرة ويغضب ويظن انه لم يكن فعلاً الركيزة الأساسية لاتزانك.

فاديا 05-04-2009 09:38 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


الصدفة ، مفهوم اُبْتكر في اللغة ليعلّلَّ الإنسان بعضا من الامور الغائبة عنه والتي لا يفهمها ،
ونحن نفهمها ، على انها موعد غير محدد ، وغير معلن ولا ننتظره ، ويحدث لنا على غير سابق ترتيب ، وإذا لم يحدث ، لا نستطيع أن نعلم أنه لم يحدث ..

وقد جرت مصالحة ( الصدفة ) بهذا المفهوم ، مع الإسلام ، وأُلبس لبوسا دينيا ، وأُعتبر مرادفا للقسمة والنصيب ، فأصبح غير منكرا شرعا ، على اعتبار ان ليس المقصود به العشوائية ، لأنه ليس في منطق الإسلام شيء اسمه الصدفة او العشوائية او العبث في الخلق، بل كل شيء يجري وفق ميزان معلوم (والسماء رفعها ووضع الميزان) (الرحمن: 7)، وكل شيء قد وضع في مكانه المناسب (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر: 49)،

وقد يكون الهدف من بعض المسميات ، المساس بالمفاهيم الدينية الأصيلة
فقد تم توظيف نظرية الصدفة في الفلسفة الغربية ( المغرضة ) لتكون البديل عن التفسير خلق هذا الكون العظيم...
وكون هؤلاء الفلاسفة الغربيين ملحدين ... ومنكرين لوجود الخالق عز وجل في علاه ...
فإنهم يريدون توظيف مصطلح "الصدفة " فلسفيا ليبرهنوا إن الكون نشأ صدفة ..
وإنه تطور من حالة أولية تسودها الفوضى .. إلى حالة منظمة كما نراها اليوم ...
دون الحاجة إلى منظم لهذا التطور ومهيمن عليه ..


وقد ساهم مخيالنا الشعبي ، في ميراث الكثير من الإرتباك في استخدام هذا المفهوم ، وأعطاه قوة تأثيرية خاصة ، مع اقترانه بمفهوم الحظ ، ربما ليبرّر اخفاقاته المتوالية ....فأضحت الصدفة هي أم الاختراع .. ( نكاية ) بمقولة ( الحاجة أم الاختراع ) التي ( لا غبار عليها ! ) ، رغم أنني أتساءل عن صحة المقولة الأخيرة ... أمام احتياجاتنا العميقة المتعددة والتي تزداد يوما بعد يوم ولا نجد لها اختراعا !

وصدّقنا ( بما لا يقبل الشكّ ) ، أن ( الصدفة ) هي السبب في تفسير قانون الجاذبية الأرضية ..كان نيوتن جالسا تحت شجرة تفاح صدفة ، وتابع سقوط التفاحة ، فانطلق مهللا بقانون الجاذبية ....
وأرخميدس ، ربما كان ينظر الى حوضه الذي يهتم به كثيرا عندما شاهد قطعة خشب تطفو على سطح الماء ، فنطق لسانه بقانون الجسم الطافي والجسم المغمور..

لا يمكن حتى للعقل البشري العادي أن يصدّق بأن كل هذا يحدث ، دون ان يكون عقل كلّ من أرخميدس او نيوتن محتفظا بخلفية كبيرة ودراسة عميقة أتاحت له الفرصة لتفسير ما يُشاهد ، أي أن كليهما توفّرت لديه ( جاهزية العقل ) بناءا على دراستهما وجهدهما المكثفين ، ليتمكنا من الأخذ بأمور قد لا تثير انتباه غيرهما ،

وهذا يثبت أنّ هناك قوانين كونية وسنن الهية ، التي من وُفّق للأخذ بها فقد فاز وكان النجاح حليفه ولو كان كافرا ، ومن تخلف عنها فقد هوى وإن كان مؤمناً تقياً ،
كما يثبت ، أنّ أخذ مفهوم الصدف بهذا المعنى ومعان أخرى كثيرة ، ليس له أساس علمي ولا فلسفي ولا منطقي، كما ليس له أصلا أساس ديني .

يصادف يوم .... يوم الثورة العربية
يصادف يوم .... يوم سقوط بغداد
يصادف يوم ..... موعد اعلان نتائج مسابقة الشطرنج
يصادف يوم .... يوم مذبحة الأقصى
يصادف يوم.....موعد امتحانات الثانوية العامة

هذا ما تعجّ به الصحف والأنباء التلفزيونية ، في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا ،
لقد أعلنا عن الموعد اذن .... ثم ربطنا هذا بالصدفة ، وناقضنا حتى مفهمومنا البسيط المتواضع عن مفهوم الصدفة ، كبشر عاجزين عن العلم بالغيب ولا نستطيع تفسير الظواهر التي تحدث بغير فهم منا.

إذن يوم ..... لا يصادف تاريخ مولدي...
بل ( من المحتم ) أنني وُلدت بهذا التاريخ !!!!

فاديا 05-04-2009 11:44 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


كنت في زيارة لصديقتي التي تعمل في مكتبة عامة للأطفال ، وجاءت طفلة مسرعة وهي خائفة وتمسك في يدها كتابا ،وبينما كانت صديقتي تتحدث في الهاتف اهتممت لأمر الطفلة وقرأت ما بيدها ،

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة .. . . لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء ,
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف
وذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب ! ! . .
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة . . .فأسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر ،
فنظر الطفل إلى أمه , و قال :
"ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!!!"


حكايا .. لتصوير مبدأ القناعة وترسيخه في أذهان الأطفال ، ولكنني لم أفهم ما الداعي لمثل هذه القصص ، وهل هي حقا لتعليم الأطفال درسا ... ام لتثير لديهم مشاعر القلق والشفقة ؟ وخاصة عندما يكتشف الاطفال ( أنها وهمية ) في مراحل الطفولة الأخيرة ؟

حاولت أن أتحدث مع الأفكار التي في عقل هذه الطفلة عن هذه القصة ...
ماذا سأفعل ان اضطررت لخلع الباب ؟ ،
كيف سأعيش في بيت بلا سقف ؟
كيف سيكفي الباب المخلوع لحمايتنا من المطر ؟
وماذا سيحدث لكتبي .....؟

لا اعتقد ان مبدأ هذه القصص المثيرة للقلق ، جيدة لتُتّخذ اسلوبا .. لزرع ( الفضائل ) عند الأطفال ، لأنها ، لن تزرع الا الخوف والألم والحزن في قلوبهم.



فكرت في قصصنا ( عن القناعة ) - أيام زمان - ورغم انني أذكرها دوما بنوع من الرثاء ، إلاّ أنها كانت أقل رعبا من هذه القصص.....

كانت قصصنا ( يدوية ) ،،
تجريبية مخبرية .. نخرج منها مصقولي الفضائل والأخلاق .... بالتجربة والبرهان .. والممارسة .


كان لا يعجبني الحذاء الذي يشتريه أبي لي ، واظهر امتعاضي ...موديل قديم ..
فيضحك أبي بسخرية ويقول بتهكم ..( بنت بيرو ) !
لم أكن أحب طبق ( الفول ) ، إلا أن أمي كانت ترمقني بحدة وهي تقول ..( بنت بيرو )!

لم أكن أفهم من هذا التعبير إلا أن بيرو هذا رجل غني لا يمكن أن يأكل الفول ،
و أنني لا يمكن أن أشتري حذاءا -على مزاجي- لأني لست إبنة المدعو بيرو .

كنا دوما نجتمع لنسمع قصة ( منغو ) الذي كان من كبار أغنياء البلد ، وأوصى بعد موته أن تُخرج يداه من التابوت للإشارة أنه ... لم يأخذ من أمواله معه شيئا ...

لم تكن هذه العبرة تؤثر فيّ كثيرا أيضا ، لأنني ما كنت أريد أن آخذ معي شيئا !


فاديا 06-04-2009 10:28 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
ما بال أحلام المدينة أصبحت
أشلاء أجساد ، زحفت الى الطاعون؟

الصبح المضيء استحال رمادا
والنهار سواد دامس وغيوم

لا زهرة بيضاء تشرق ها هنا
لا نهر ، لا طير على الغصون

و مساء ، يسكب الدمع رثاءا
على قلوب ، فارقتها النجوم

يتربص الليل بوحشته بنا
وصقيع الظلام يقتحم السكون

والماضي البعيد يطل بحزنه
ألا أيها الليل ، أما مضت السنون؟

أرملة فرح تنسج ثوب عرس
في ظلمة ليال مزقتها الظنون


أبناء آوى وكلاب صيد تعوي
وأناس، إلى الحظيرة مسرعون


تترنّح الأنفاس بشظايا قلوب
ومخالب سوداء ترسمها العيون


جثث الأماني تطفو ومن تحتها
بركان ألم ، أحفاده يزمجرون


تنهار أطياف حلم وادع وخلفها
تنتحب قلوب،،،، خنقتها الهموم


هي ذي بواخر الحزن تنوء بحملها
فهل في المآقي غير الدموع يكون ؟


إذا ما النفس الحزينة أجهضت آمالها
فأي شيء.....بل كل شيء يهون

فاديا 11-04-2009 11:47 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 



حدث في الشركة التي كنت اعمل بها ان دمجا حصل بينها وبين شركة أخرى، فازداد عدد الموظفين الى أضعاف ، كما تتضاعف عدد رؤساء الأقسام.

وحصلت ( مُناقرة ) بين اثنين منهما يشغلان لقب ( مدير شؤون الموظفين )، لم يكن من الممكن ان يكون ( للمركب ريّسان ) ، ولم يقبل أحدهما بأن يكون مساعدا للآخر.

وأراد احدهما أن ( يكيد ) للآخر و ( ينتف ) ريشه ، فما كان منه إلا ان راجع كافة قيوده ، وكشف ان عددا كبيرا من الموظفين كان يُقتطع من رواتبهم شهريا ، تحت غرض ( الضمان الاجتماعي الإجباري ) ولكنه كان يضع الاقتطاعات في جيبه، دون ان يكون لهؤلاء الموظفين أي ضمان اجتماعي ( ولا فردي ولا اقليمي ) ، ولم تكن الوزارة المسؤولة لتحاسب مثل هذه الشركة على ( بعض ) من التقصير والتأخير نظرا لضخامتها وضخامة عدد موظفيها، فبقي الأمر مخفيا لعدة سنوات ، الى ان كشفه الفارس المغوار ، الذي لم يكتفِ ببطولة إبادة منافسه ، وتنظيف المحيط منه ، بل استمر في تقديم خدماته الجليلة لحل المعضلة امام الوزارة ، وانقاذ الشركة من الاحراج ،وحفظ خسارتها من الاموال المسروقة والتي هي مضطرة الى تغطيتها وتسديدها عن كافة السنوات السابقة ، فتكفل بمهمة تبرير غياب 355 موظفا ، لم يُدفع ضمانهم الاجتماعي الشهري على مدى ثلاث عشرة سنة ، وابتكر رسالة رسمية بما معناه ..... وان اعذرونا ان بعض الموظفين سقطوا سهوا من لائحة الضمان الاجتماعي المقدمة لكم.



سقط سهوا ....

متقاعد عسكري ينتظر راتبه الشهري على احر من الجمر، جالس بلا معيل ولا معاش ،و بعد ظهور قائمة الرواتب ، لا يجد اسمه بين الاسماء ، وبعد سلسلة من المطاردات والمتابعات والمراجعات ، التي تثبت ان لا خطأ في اوراقه ، يقابله الموظف المسؤول بابتسامة صفراء ، أنت من المحالين على المعاش هذا العام ، ولكن اسمك سقط سهوا !





سقط سهوا ...

عبارة نجدها تتردد بكثرة في أروقة الدوائر الحكومية التي تكتظ بالبشر الذين يتابعون مصالحهم وامورهم
ويبدو ان نظام الحاسوب الذي ادخلوه قسرا الى مبانيهم لم يعلم موظفيهم الا عبارة ...سقط سهوا .





سقط سهوا ...

موظف ينتظر علاوته السنوية كل يوم وفي نهاية العام لا يجد ان راتبه تغير عليه شيء ، فيكتشف ان اسمه سقط سهوا ، وان لا مجال لتعديل البيانات الحاسوبية ، وعليه ان يعمل عاما آخر على امل ان لا يسقط سهوا مرة ثانية .





سقط سهوا ..

نظرية سياسية ، لتغطية بعض المعلومات ، بعض الارقام ، بعض الحوادث





سقط سهوا ..

مركّب اعلامي للدعم التسويقي لأحدهم فبعد نشر بعض المعلومات الوهمية عنه ...ثم مع الاعتذار ، وسقط سهوا .





سقط سهوا ...

عبارة نستعملها نحن لتبرير قصورنا وتقصيرنا ولا مبالاتنا تجاه واجباتنا الرسمية او الاحتماعية او او،
ونجد الآخرين يتقبلونها بصدر رحب وتسامح عجيب .





سقط سهوا ...

هل سنوات عمرنا حقا ,,, سقطت منا سهوا ؟
هل نستطيع تبرير اخطائنا وتقصيرنا ولا مبالاتنا في ديننا بعبارة سقط سهوا ؟




الأجدر ان نقول .....

سقط لهوا ...
سقط وهما .....





الساعة الآن : 05:12 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 41.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.36 كيلو بايت... تم توفير 0.51 كيلو بايت...بمعدل (1.22%)]