ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى النحو وأصوله (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=122)
-   -   كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=260295)

ابوالوليد المسلم 01-07-2022 03:52 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 441)
من صــ 235الى صـ 247




[سورة القصص (28) : آية 16]
قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية عاطفة (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (له) متعلّق ب (غفر) ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابها ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي ظلمت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ظلمت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اغفر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت مذنبا بهذا فاغفر.
وجملة: «غفر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّه هو الغفور ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
وجملة: «هو الغفور ... » في محلّ رفع خبر إنّ ...

[سورة القصص (28) : آية 17]
قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (17)

الإعراب:
(قال ربّ) مثل السابقة «2» ، (الباء) سببيّة (ما) حرف مصدريّ «3» ، (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) .
والمصدر المؤوّل (ما أنعمت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف تقديره اعصمني ... وفيه حذف مضاف أي بحقّ إنعامك عليّ بالمغفرة اعصمني ...
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (للمجرمين) متعلّق ب (ظهيرا) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول «4» .
وجملة: (اعصمني) بما أنعمت ... لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لن أكون ظهيرا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تعصمني فلن أكون ...

[سورة القصص (28) : الآيات 18 الى 19]
فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في المدينة) متعلّق بالخبر (خائفا) ، واسم أصبح ضمير مستتر يعود على موسى (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (بالأمس) متعلّق ب (استنصره) ، (له) متعلّق ب (قال) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «أصبح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يترقّب ... » في محلّ نصب خبر ثان ل (أصبح) «5» .
وجملة: «الذي استنصره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبح.
وجملة: «استنصره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يستصرخه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .
وجملة: «قال له موسى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّك لغويّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
(19) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال: (أن) حرف مصدريّ ونصب (بالذي) متعلّق ب (يبطش) ، (لهما) متعلّق بنعت لعدوّ «6» ...
والمصدر المؤوّل (أن يبطش) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد.
وفاعل (قال) ضمير مستتر يعود على الذي من شيعته «7» ، (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أن تقتلني) مثل أن يبطش (ما) حرف مصدريّ (بالأمس) متعلّق ب (قتلت) .
والمصدر المؤوّل (أن تقتلني ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تريد ...
والمصدر المؤوّل (ما قتلت ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تقتلني.
(إن) نافية (إلّا) أداة حصر (أن تكون) مثل أن يبطش (في الأرض) متعلّق ب (جبّارا) الخبر.
والمصدر المؤوّل (أن تكون ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تريد، وكذلك المصدر المؤوّل (أن تكون من المصلحين) مفعول تريد الثاني، و (ما) نافية ...
وجملة: «أراد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يبطش ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هو عدوّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة النداء وجواب ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تريد» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تقتلني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «قتلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إن تريد» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تكون جبارا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
وجملة: «ما تريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تريد ...
الصرف:
(غويّ) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ غوى يغوي باب ضرب، وزنه فعيل أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة وهي الياء.
الفوائد
- زيادة «أن» :
تطرد زيادة «أن» بعد «لمّا» الحينية، وقبل «لو» مسبوقة بقسم، كقول الشاعر:
فأقسم أن لو التقينا وأنتم ... لكان لكم يوم من الشر مظلم
ومثل ذلك قوله سبحانه: «فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ» . ووجود «أن» يشير إلى الإبطاء وعدم التسرّع.
[سورة القصص (28) : الآيات 20 الى 21]
وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من أقصى) متعلّق ب (جاء) ، (بك) متعلّق ب (يأتمرون) ، (اللام) للتعليل (يقتلوك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ...
والمصدر المؤوّل (أن يقتلوك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يأتمرون) .
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لك) متعلّق بالناصحين (من الناصحين) متعلّق بخبر إنّ.
جملة: «جاء رجل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسعى ... » في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: «يا موسى إنّ الملأ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ الملأ ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يأتمرون ... » في محلّ رفع خبر إنّ ...
وجملة: «يقتلوك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «اخرج ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت السلامة فاخرج.
وجملة: «إنّي لك من الناصحين ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
(21) (الفاء) عاطفة (منها) متعلّق ب (خرج) ، (خائفا) حال منصوبة من فاعل خرج (قال ربّ) مرّ إعرابها «8» .
و (النون) في (نجّني) للوقاية (من القوم) متعلّق ب (نجّني) ...
وجملة: «خرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «يترقّب ... » في محلّ نصب حال ثانية «9» .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «نجّني ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(أقصى) ، اسم تفضيل من الثلاثي قصا يقصو باب نصر، وزنه أفعل وفيه إعلال بالقلب لمجيء ما قبل الواو مفتوحا.

[سورة القصص (28) : الآيات 22 الى 25]
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (تلقاء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (توجّه) ، (مدين) مضاف إليه مجرور ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (عسى) فعل ماض ناقص- ناسخ- (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (يهديني) للوقاية (سواء) مفعول به ثان منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يهديني ... ) في محلّ نصب خبر عسى.
جملة الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: «توجّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «عسى ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يهديني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
(23) (الواو) عاطفة (لمّا ورد.. وجد) مثل لمّا توجّه ... قال (عليه) متعلّق ب (وجد) ، (من الناس) متعلّق بنعت لأمة (من دونهم) متعلّق ب (وجد) «10» ، (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ خبره (خطبكما) (لا) نافية (حتّى) حرف غاية وجرّ (يصدر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الواو) عاطفة ...
والمصدر المؤوّل (أن يصدر) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نسقي) .
وجملة: «ورد ماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يسقون ... » في محلّ نصب نعت لأمة «11» .
وجملة: «وجد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد (الأولى) .
وجملة: «تذودان ... » في محلّ نصب نعت لامرأتين.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما خطبكما ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالتا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا نسقي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يصدر الرعاء» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أبونا شيخ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا نسقي.
(24) (الفاء) عاطفة (لهما) متعلّق ب (سقى) ، (ثمّ) حرف عطف (إلى الظلّ) متعلّق ب (تولّى) ، (الفاء) عاطفة (قال ربّ) مرّ إعرابها «12» ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بفقير بتضمينه معنى محتاج، والعائد محذوف (إليّ) متعلّق ب (أنزلت) ، (من خير) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي أنزلته من خير «13» ، (فقير) خبر إنّ.
وجملة: «سقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالتا ...
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سقى ...
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى.
وجملة النداء: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «إنّي ... فقير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(25) (الفاء) عاطفة (على استحياء) حال من فاعل تمشي (اللام) لام التعليل (يجزيك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) حرف مصدريّ (لنا) متعلّق ب (سقيت) ...
والمصدر المؤوّل (أن يجزيك) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعوك) .
والمصدر المؤوّل (ما سقيت ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الفاء) عاطفة (لمّا جاءه ... قال) مثل لمّا توجّه ... قال (عليه) متعلّق ب (قصّ) ، (لا) ناهية جازمة (من القوم) متعلّق ب (نجوت) ...
وجملة: «جاءته إحداهما ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فرجعتا فأخبرتا أباهما ... فقال لإحداهما ادعيه ...
فجاءته ...
وجملة: «تمش ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاءته.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ أبي يدعوك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يدعوك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يجزيك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «سقيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قصّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نجوت ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
الصرف:
(23) يسقون: فيه إعلال بالحذف أصله يسقيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى القاف- إعلال بالتسكين- والتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء فأصبح يسقون، وزنه يفعون.
(الرعاء) ، جمع راع اسم فاعل من الثلاثيّ رعى، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة التنوين- التقاء الساكنين- وزنه فاع، وفي رعاء إبدال الياء همزة أصله الرعاي، فلمّا جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، ووزن الرعاء فعال بكسر الفاء «14» .
(25) استحياء: مصدر قياسيّ لفعل استحيى السداسيّ، وزنه استفعال ... وفيه إبدال لام المصدر- وهي الياء- همزة لمجيئه متطرفا بعد ألف ساكنة، أصله استحياي.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ:
فقد أرادتا أن تقولا له: إننا امرأتان ضعيفتان مستورتان، لا نقدر على مزاحمة الرجال، ومالنا رجل يقوم بذلك، وأبونا شيخ طاعن في السن، قد أضعفه الكبر وأعياه، فلا بد لنا من تأخير السقي إلى أن يقضي الناس أوطارهم من الماء.
الاشارة: في قوله تعالى عَلَى اسْتِحْياءٍ:
فقد أشار بلمح خاطف، يشبه لمح الطرف، وبلغة هي لغة النظر، إلى وصف جمالها الرائع الفتان، باستحياء لأن الخفر من صفات الحسان، ولأن التهادي في المشي من أبرز سماتهن.
الفوائد
1- إحدى:
العدد الواحد والاثنان يوافقان المعدود، فيذكران مع المذكر، ويؤنثان مع المؤنث، ولكن ثمة فارق بين العددين، فالواحد تأنيثه بوجود الألف المقصورة «احدى» ، وتذكيره بحذف هذه الألف المرسومة ياء. «أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً» . أمّا «الاثنان» فتأنيثها بإلحاق التاء «اثنتان» وتذكيرها بحذف التاء «اثنان» ومثل الأولى في حالة التأنيث «ثنتان» بحذف الألف من أولها.
2- لفظة «خير» :
ترد «خير» اسما صريحا يطلق على كل شيء حسن، وهو نقيض «الشر» ، كما هو في هذه الآية «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» . كما ترد «اسم تفضيل» كما في كلامه تعالى على لسان إبليس: «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ» أي أفضل منه.
[سورة القصص (28) : آية 26]
قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)

الإعراب:
(أبت) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، ونقلت الكسرة- كسرة المناسبة- إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم ... و (التاء) عوض من ياء المتكلّم المحذوفة و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف أي استأجرته (الأمين) خبر ثان ل (إن) .
جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا أبت استأجره ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «استأجره ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ خير ... » لا محلّ لها تعليليّة..
وجملة: «استأجرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
البلاغة
الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.
كلام حكيم جامع لا يزاد عليه، لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان، أعني القوة والأمانة، في القائم بأمرك فقد فرغ بالك وتم مرادك، وقد استغني بإرسال هذا الكلام الذي سياقه سياق المثل، والحكمة أن تقول استأجره لقوته وأمانته.
__________
(1) أو هو توكيد للضمير المتّصل في (إنّه) ، في محلّ نصب على سبيل الاستعارة.
(2) في الآية (16) .
(3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي: أنعمته عليّ.
(4) يجوز أن تكون الجملة الندائيّة اعتراضيّة للدعاء لا محلّ لها، وجملة (اعصمني) بما أنعمت ... مقول القول.
(5) يجوز أن تكون حالا من الضمير المستتر في (خائفا) ، ويجوز أن تكون بدلا من (خائفا) .
(6) أو متعلّق ب (عدو) معنى معاد.
(7) قال بعض المعربين إنّ الضمير يعود على القبطيّ توهّما منه أنّه قاتل الرجل بالأمس.
(8) في الآية (16) من هذه السورة.
(9) وانظر الآية (18) من هذه السورة.
(10) وهو متعدّ لواحد في كلا الموضعين بمعنى لقي.
(11) أو حال من أمّة لأنه وصف.
(12) في الآية (16) من هذه السورة.
(13) أو هو تمييز للموصول (ما) . [.....]
(14) الزمخشري جعل هذا الجمع قياسيّا مثل صيام وقيام، وقال بعضهم إنّه جمع على غير القياس، فقياس جمع المنقوص المعتلّ اللام هو فعلة كقضاة ورماة، بضمّ الأول وفتحتين.

ابوالوليد المسلم 01-07-2022 03:53 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 442)
من صــ 217الى صـ 259


[سورة القصص (28) : آية 27]
قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)

الإعراب:
(أن) حرف مصدريّ ونصب (أنكحك) مضارع منصوب (إحدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة (هاتين) عطف بيان على ابنتيّ مبنيّ على الياء في محلّ جرّ «1» ، (أن) مثل الأول (ثماني) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الفتحة متعلّق ب (تأجرني) ، ومفعول تأجرني محذوف أي: تأجرني نفسك ...
والمصدر المؤوّل (أن أنكحك ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد.
والمصدر المؤوّل (أن تأجرني ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بحال من فاعل أنكحك أو من مفعوله أي مستأجرا- بكسر الجيم- أو مستأجرا- بفتحها-.
(الفاء) عاطفة (أتممت) ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (عشرا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتممت) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من عندك) خبر لمبتدأ مقدّر أي: التمام من عندك (الواو) عاطفة (ما) نافية (أن أشقّ) مثل أن أنكحك (عليك) متعلّق ب (أشقّ) ...
والمصدر المؤوّل (أن أشقّ ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد.
(السين) حرف استقبال، و (النون) في (تجدني) للوقاية (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجدني ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّي أريد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أريد ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنكحك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تأجرني ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «أتممت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: « (التمام) من عندك ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما أريد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أتممت.
وجملة: «أشقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
وجملة: «ستجدني ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «إن شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(حجج) ، جمع حجّة، اسم للعام، وزنه فعلة بكسر فسكون.
[سورة القصص (28) : آية 28]
قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (28)

الإعراب:
(بيني) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ ذلك «3» ، (بينك) مثل بيني ومعطوف عليه (أيّما) اسم شرط جازم مفعول به مقدّم منصوب ... وما زائدة (قضيت) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (عدوان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليّ) متعلّق بمحذوف خبر لا (ما) حرف مصدريّ «4» ...
والمصدر المؤوّل (ما نقول ... ) في محلّ جرّ متعلّق بالخبر وكيل.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ذلك بيني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قضيت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «لا عدوان عليّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله ... وكيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قضيت.
وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الفوائد
1- أيّما الأجلين:
ترد «أي» هذه على خمسة أوجه:
أ- أن تكون شرطا نحو «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» و «ما» المتصلة بها زائدة للتوكيد.
ب- أن تكون استفهامية: «أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً» .
ج- أن تكون موصولة: «مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ» .
د- أن تكون دالة على معنى الكمال، وتكون صفة للنكرة، نحو «عليّ رجل أيّ رجل» أي كامل صفات الرجال كما تكون حالا بعد المعرفة نحو «مررت بعبد الله أيّ رجل» .
هـ- تكون وصلة لنداء ما فيه «أل» : نحو «يا أيّها الرجل» .
[سورة القصص (28) : آية 29]
فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب آنس (بأهله) متعلّق ب (سار) و (الباء) للمصاحبة (من جانب) متعلّق بحال من (نارا) «5» ، (لأهله) متعلّق ب (قال) ، (آتيكم) خبر لعلّ مرفوع «6» ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (منها) متعلّق ب (آتيكم) «7» ، بخبر) متعلّق ب (آتيكم) ، (جذوة) معطوف على خبر بحرف العطف أو مجرور (من النار) متعلّق بنعت لجذوة ...
وجملة: «سار ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قضى ...
وجملة: «آنس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «امكثوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي آنست ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «آنست ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لعليّ آتيكم ... » لا محلّ لها استئناف بياني «8» .
وجملة: «لعلّكم تصطلون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «تصطلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ ...
الصرف:
(سار) فيه إعلال بالقلب أصله سير تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل.
(خبر) ، اسم لما ينقل من حديث وغيره، وزنه فعل بفتحتين.
(جذوة) ، اسم للعود الذي في رأسه نار أو للعود مطلقا، وزنه فعلة بفتح فسكون- مثلّث الفاء-.
[سورة القصص (28) : الآيات 30 الى 32]
فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (32)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (لمّا أتاها) مثل لمّا قضى ... «9» ،
(من شاطئ) متعلّق ب (نودي) وكذلك (في البقعة) (من الشجرة) بدل من الشاطئ بدل اشتمال بإعادة الجارّ (أن) حرف تفسير، (موسى) منادى مفرد علم مبني على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «10» ، (ربّ) نعت للفظ الجلالة مرفوع.
جملة: «أتاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نودي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يا موسى ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «إنّي أنا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنا الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(31) (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (لمّا رآها ... ) مثل لمّا قضى «11» ، (مدبرا) حال منصوبة (الواو) عاطفة في الموضعين (يا موسى) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (من الآمنين) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «ألق ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «رآها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تهتزّ ... » في محلّ نصب حال من مفعول رآها.
وجملة: «كأنّها جانّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ.
وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يعقّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة النداء الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أقبل ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا تخف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقبل.
وجملة: «إنّك من الآمنين ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
(32) (في جيبك) متعلّق ب (اسلك) ، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة من فاعل تخرج، (من غير ... ) متعلّق بحال من الضمير في بيضاء (إليك) متعلّق ب (اضمم) ، (من الرهب) متعلّق ب (اضمم) أي من أجله (الفاء) استئنافيّة (ذانك) اسم إشارة مبنيّ على الألف في محلّ رفع مبتدأ خبره برهانان (من ربّك) متعلّق بنعت للخبر (إلى فرعون) متعلّق بفعل محذوف تقديره اذهب «12» ...
وجملة: «اسلك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «13» .
وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تسلك يدك تخرج ...
وجملة: «اضمم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اسلك.
وجملة: «ذانك برهانان ... » لا محلّ لها استئناف في معرض النداء.
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانوا قوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(شاطئ) اسم للبر الملاصق للبحر على وزن فاعل وأصله الوادي.
(الأيمن) : صفة مشتقّة على وزن أفعل، وهو الجانب مما يلي اليمين من الإنسان، وقد يكون من اليمن أي البركة، ولم يقصد به التفضيل.
(البقعة) ، اسم للجزء من الأرض، مما يكون فيه الإنسان واقفا، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(32) (ذانك) ، اسم إشارة للمثنى وهو مبني على الألف على الأرجح- وبعضهم يجعله معربا بالحروف.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ كرر المعنى الواحد لاختلاف الغرضين، وذلك أن الغرض في أحدهما خروج اليد بيضاء، وفي الثاني إخفاء الرعب.
الكناية: في قوله تعالى وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ.
ضم الجناح كناية عن التجلد والضبط، وهو مأخوذ من فعل الطائر عند الأمن بعد الخوف، وهو في الأصل مستعار من فعل الطائر عند هذه الحالة، ثم كثر استعماله في التجلد وضبط النفس، حتى صار مثلا فيه وكناية عنه.
ونضيف إلى ما تقدم ما أورده الإمام الزمخشري بأسلوبه الساحر وهذا نصه:
«فإن قلت قد جعل الجناح وهو اليد في أحد الموضعين مضموما وفي الآخر مضموما إليه وذلك قوله: «وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ» وفي طه «وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ» فما التوفيق بينهما؟ قلت: المراد الجناح المضموم وهو اليد اليمنى والمضموم إليه هو اليد اليسرى وكل واحدة في يمنى اليدين ويسراهما جناح» .
[سورة القصص (28) : الآيات 33 الى 34]
قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)

الإعراب:
(قال ربّ) مرّ إعرابها «14» ، (منهم) متعلّق بحال من (نفسا) ، (الفاء) عاطفة (أن) حرف مصدريّ و (النون) في (يقتلون) نون الوقاية وردت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآي، وهي مفعول به.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «إنّي قتلت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قتلت» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أخاف» في محلّ رفع معطوفة على جملة قتلت «15» .
وجملة: «يقتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يقتلون ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل الخوف.
(34) (الواو) عاطفة (هارون) عطف بيان على أخي مرفوع (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره أفصح (منّي) متعلّق بأفصح (لسانا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (معي) ظرف منصوب متعلّق بفعل أرسله (ردءا) حال منصوبة من مفعول أرسله، و (النون) في (يصدّقني) للوقاية (أن يكذّبون) مثل أن يقتلون.
والمصدر المؤوّل (أن يكذّبون) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
الصرف:
(أفصح) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ فصح، وزنه أفعل.
(ردءا) ، مصدر ردأته بمعنى أعنته، وهو بمعنى المفعول، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى رِدْءاً يُصَدِّقُنِي.
ليس الغرض بتصديقه أن يقول له: صدقت، أو يقول الناس صدق موسى، وإنما هو أن يلخص الحق بلسانه، ويبسط القول فيه، ويجادل به الكفار، فذلك جار مجرى التصديق المفيد، فأسند التصديق إلى هارون، لأنه السبب فيه، إسنادا مجازيا ومعنى الاسناد المجازي: أن التصديق حقيقة في المصدق فإسناده إليه حقيقة، وليس في السبب تصديق، ولكن أستعير له الإسناد لأنه لا بس التصديق بالتسبب، كما لا بسه الفاعل بالمباشرة. والدليل على هذا الوجه قوله: إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ
الفوائد
1- أخاف أن يقتلون:
هذه النون في «يقتلون» للوقاية، وأما نون الرفع فهي محذوفة، وحذفت أيضا ياء المتكلم للوقف على الآية، ولكمال النظم القرآني الذي تحدثنا عنه مرارا.
2- فقه اللغة:
اتفق علماء اللغة وفقهاؤها على أن الحرفين «العين والضاد» إذا وقعا فاء وعينا للفعل دلّا على القوة والصلابة. رغم أنها ليست كثيرة في عالم الأفعال أو الأسماء.
من ذلك «العضل، والعضد، وعضّ، وعضد، وعضب، وعضل. كل هذه الزمرة من الأفعال إنما تتضمن معنى القوة والصلابة. وهذا سرّ آخر من اسرار لغتنا العجيبة ذات الخصائص والأسرار.

[سورة القصص (28) : آية 35]
قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (35)

الإعراب:
(بأخيك) متعلّق ب (نشدّ) ، وعلامة الجرّ الياء (لكما) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إليكما) متعلّق ب (يصلون) ، (بآياتنا) متعلّق بمحذوف تقديره اذهب «16» ، (أنتما) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على الضمير المنفصل بالواو (الغالبون) خبر.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سنشدّ..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نجعل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «لا يصلون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: « (اذهب) بآياتنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «أنتما ... الغالبون ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «اتّبعكما ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ.
شبه حال موسى عليه السّلام، في تقويته بأخيه، بحال اليد في تقويتها بعضد شديد، ويجوز أن يكون هناك مجاز مرسل، من باب اطلاق السبب على المسبب بمرتبتين، بأن يكون الأصل سنقويك به ثم نؤيّدك ثم سنشد عضدك به.
[سورة القصص (28) : الآيات 36 الى 37]
فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا جاءهم موسى) مثل لمّا قضى موسى «17» ، (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى (بيّنات) حال منصوبة من آياتنا (ما) نافية مهملة (إلّا) أداة حصر (سحر) خبر المبتدأ هذا (ما) مثل الأولى (بهذا) متعلّق ب (سمعنا) ، (في آبائنا) متعلّق بحال من هذا بحذف مضاف أي: في أيام آبائنا الأولين.
جملة: «جاءهم موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ما هذا إلّا سحر..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما سمعنا..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(37) (الواو) عاطفة (بمن) متعلّق بأعلم (بالهدى) متعلّق بحال من فاعل جاء (من عنده) متعلّق ب (جاء) ، (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول من (له) متعلّق بخبر تكون «1» ، الهاء في (إنّه) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية ...
وجملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «جاء بالهدى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «تكون له عاقبة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «إنّه لا يفلح الظالمون» لا محلّ لها استئناف، إمّا في حيّز القول أو من قول الله تعالى.
وجملة: «لا يفلح الظالمون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) ثمّة خلاف بين المعربين حول بناء اسم الإشارة المثنّى وإعرابه، والرأي الغالب أنّه مبنيّ.
(2) والتمييز محذوف دلّ عليه ما قبله أي عشر حجج.
(3) أي ذلك الشرط قائم بيني وبينك.
(4) أو اسم موصول في محلّ جرّ ... والعائد محذوف أي نقوله.
(5) متعلق ب (آنس) .
(6) قد يكون اسم فاعل من أتى، أو مضارع (آتي) .
(7) يجوز أن يكون متعلقا بحال من خبر.
(8) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من فاعل آنست أي راجيا المجيء بخبر ...
هذا إذا صحّ مجيء الحال في الجملة الإنشائيّة.
(9، 11) في الآية السابقة (29) .
(10) أو توكيد للضمير المتصل في (إني) ، وأستعير لمحلّ النصب.
(12) أو بمحذوف نعت ثان ل (برهانان) تقديره مرسلان.
(13) أو بدل من جملة أقبل.
(14) في الآية (16) من هذه السورة. [.....]
(15) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
(16) وقد صرح بالفعل في آية أخرى ... ويجوز تعليقه ب (نجعل) أو ب (يصلون) ، أو بحال من ضمير الخطاب ...
(17) في الآية (29) من هذه السورة.

ابوالوليد المسلم 24-07-2022 05:42 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 443)
من صــ 259الى صـ 271



[سورة القصص (28) : الآيات 38 الى 42]
وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الملأ) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا (ما) نافية (لكم) متعلّق بحال من إله «1» (إله) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله علمت (غيري) نعت لإله «2» تبعه في الجرّ لفظا وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (لي) متعلّق ب (أوقد) ، (هامان) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (على الطين) متعلّق ب (أوقد) وعلى بمعنى في (الفاء) عاطفة (لي) متعلّق بمفعول به ثان عامله اجعل (إلى إله) متعلّق ب (أطّلع) (الواو) اعتراضيّة- أو عاطفة- (اللام) المزحلقة للتوكيد (من الكاذبين) متعلّق بمفعول به ثان عامله أظنّه.
جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما علمت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أوقد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: «يا هامان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوقد ...
وجملة: «لعلّي أطّلع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-وجملة: «أطّلع ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: «إنّي لأظنّه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أظنّه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(39) (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل استكبر (جنوده) معطوف على الضمير المستتر فاعل استكبر (في الأرض) متعلّق ب (استكبر) ، (بغير) متعلّق بحال من الفاعل وما عطف عليه (إلينا) متعلّق ب (يرجعون) المنفي، و (الواو) في (يرجعون) نائب الفاعل.
وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال فرعون.
وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر.
وجملة: «لا يرجعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّهم إلينا لا يرجعون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.
(40) (الفاء) عاطفة (جنوده) معطوف على ضمير الغائب المفعول في (أخذناه) ، (في اليمّ) متعلّق ب (نبذناهم) (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان ...
وجملة: «أخذناه ... » لا محل لها معطوفة على جملة ظنّوا ...
وجملة: «نبذناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذناه.
وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به عامله فعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف.
(41) (الواو) عاطفة (أئمة) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم (إلى النار) متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (ينصرون) المنفي، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناهم.
وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب نعت لأئمة.
وجملة: «لا ينصرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يدعون.
(42) (الواو) عاطفة (في هذه) متعلّق بحال من لعنة، وهو المفعول الثاني (الواو) عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق بالمقبوحين «3» ، (من المقبوحين) متعلّق بمحذوف خبر هم.
وجملة: «أتبعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم ...
وجملة: «هم من المقبوحين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعناهم ...
الصرف:
(هامان) ، اسم علم لوزير فرعون لفظ أعجميّ، وزنه فاعال إن كان من أصل عربي.
(المقبوحين) ، جمع المقبوح، اسم مفعول من (قبح) الثلاثيّ باب كرم، ضدّ حسن بمعنى طرد ونبذ، وزنه مفعول.
البلاغة
الإطناب: في قوله تعالى فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ.
لم يقل: اطبخ لي الآجر واتخذه، وذلك ليتفادى ذكر كلمة الآجر، لأن تركيبها- على سهولة لفظه- ليس فصيحا، وذلك أمر يقرره الذوق وحده، فهذه العبارة أحسن طباقا لفصاحة القرآن، وعلوّ طبقته، وأشبه بكلام الجبابرة.

[سورة القصص (28) : آية 43]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان عامله آتينا (من بعد) متعلّق ب (آتينا) ، (ما) حرف مصدريّ (بصائر) حال منصوبة من الكتاب بحذف مضاف أي ذا بصائر «4» .
والمصدر المؤوّل (ما أهلكنا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(للناس) متعلّق ببصائر «5» ، (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على بصائر منصوبان.
جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لعلّهم يتذكّرون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يتذكّرون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ ...

[سورة القصص (28) : الآيات 44 الى 48]
وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ (48)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (بجانب) متعلّق بخبر كنت (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر كنت (إلى موسى) متعلّق ب (قضينا) بتضمينه معنى أوحينا (ما) مثل الأولى (من الشاهدين) خبر كنت.
جملة: «ما كنت بجانب..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قضينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما كنت من الشاهدين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(45) (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) (عليهم) متعلّق ب (تطاول) ، (ما) مثل الأولى (في أهل) متعلّق ب (ثاويا) (عليهم) متعلّق ب (تتلو) ...
وجملة: «لكنّا أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أنشأنا ... » في محلّ رفع خبر لكنّا.
وجملة: «تطاول ... العمر» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأنا.
وجملة: «ما كنت ثاويا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لكنّا ...
وجملة: «تتلو ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (ثاويا) «6» .
وجملة: «لكنّا كنّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكنّا أنشأنا.
وجملة: «كنّا مرسلين» في محلّ رفع خبر لكنّا ...
(46) (الواو) عاطفة (ما كنت ... نادينا) مثل ما كنت ... قضينا (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (رحمة) مفعول لأجله لفعل محذوف تقديره أرسلناك (من ربّك) متعلّق بنعت لرحمة (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) نافية (نذير) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل أتى (من قبلك) متعلّق ب (أتاهم) .
والمصدر المؤوّل (أن تنذر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر أرسلناك.
وجملة: «ما كنت بجانب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت ثاويا.
وجملة: «نادينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: « (أرسلناك) رحمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت ...
وجملة: «تنذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما أتاهم» في محلّ نصب نعت ل (قوما) .
وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّهم.
(47) (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ ونصب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء- للسببيّة- متعلّق ب (تصيبهم) ، (الفاء) عاطفة (يقولوا) منصوب معطوف على (تصيبهم) ، وعلامة النصب حذف النون.
والمصدر المؤوّل (أن تصيبهم) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود.
(ربّنا) منادى مضاف منصوب (لولا) حرف تحضيض (إلينا) متعلّق ب (أرسلت) ، (الفاء) فاء السببيّة (نتّبع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل نحن (نكون) ناقص منصوب معطوف على (نتّبع) بالواو (من المؤمنين) خبر نكون.
والمصدر المؤوّل (أن نتّبع) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من التحضيض السابق أي: هلّا ثمة إرسال فاتّباع الآيات ...
وجملة: «لولا (الإصابة) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنت ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما أرسلنا رسلا إليهم «7» .
وجملة: «تصيبهم مصيبة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «قدّمت أيديهم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد مقدّر.
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبهم مصيبة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لولا أرسلت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نكون من المؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة نتّبع.
(48) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (من عندنا) متعلّق ب (جاءهم) ، (لولا) مثل الأخير، ونائب الفاعل لفعل (أوتي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على محمد صلّى الله عليه وسلّم (مثل) مفعول به- وهو المفعول الثاني في الأصل- (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه والعائد محذوف أي أوتيه (موسى) نائب الفاعل لفعل (أوتي) الثاني، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يكفروا) ، والعائد محذوف (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أوتي) ، (سحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما «8» ، (الواو) عاطفة (إنّا) مشبّه بالفعل واسمه (بكلّ) متعلّق بالخبر (كافرين) .
وجملة: «جاءهم الحقّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... والشرط وفعله وجوابه معطوفة على الاستئناف السابق.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لولا أوتي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أوتي موسى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لم يكفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أصدقوا ولم يكفروا ...
وجملة: «أوتي موسى ... (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (هما) سحران» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تظاهرا ... » في محلّ رفع نعت ل (سحران) .
وجملة: «قالوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا (الأولى) .
وجملة: «إنّا بكلّ كافرون» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(45) ثانيا: اسم فاعل من الثلاثيّ ثوى، وزنه فاعل.
البلاغة
جناس التحريف: في قوله تعالى وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ.
وجناس التحريف: الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما.
الفوائد
- انتقاء الألفاظ.
رأينا أن نشير إشارة عابرة إلى مكانة انتقاء الألفاظ في البلاغة والأدب. والحق الذي لامراء فيه أن اختيار اللفظة ووضعها في موضعها حسب المقام ومقتضى الحال تلك موهبة لا تنال بالمراس وحده وملكة لا يؤتاها ألا القليل من الناس. لا سيما وأنت أمام لغة كثرت مفرداتها المترادفة ولكل منها مقام يحدده الذوق وملكة أدبية لا تخضع لقياس. ولا توزن بميزان ولعل كثرة الاطلاع وتعهد النماذج الأدبية الرفيعة بالقراءة وكثرة المداولة مما ينمي هذه الملكة ويهذبها حتى تكتمل أو تدنو من الكمال.
وهي في القرآن الكريم في أعلى مرتبة من حسن الانتقاء وملكة الاختيار.
[سورة القصص (28) : الآيات 49 الى 50]
قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بكتاب) متعلّق ب (ائتوا) ، وكذلك (من عند) ، (منهما) متعلّق بأهدى (أتّبعه) مضارع مجزوم جواب الطلب (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ائتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تقولون فأتوا ... وجملة الشرط المقدّر مقول القول.
وجملة: «هو أهدى ... » في محلّ جرّ نعت لكتاب.
وجملة: «أتّبعه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها تفسيريّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
(50) (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط (يستجيبوا) مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون (لك) متعلّق ب (يستجيبوا) ، (أنّما)كافّة ومكفوفة (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره (أضل) (ممّن) متعلّق بأضلّ (بغير) حال من فاعل اتّبع (من الله) متعلّق بنعت لهدى (لا) نافية ...
وجملة: «لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: «اعلم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يتّبعون ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق «9» .
وجملة: «من أضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إنّ الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا يهدي» في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد
- اسم التفضيل:
رغم أننا تعرضنا لهذه الصيغة من قبل، وإنما نؤثر العودة إليها لبيان بعض الخصائص الهامة فيها:
أ- لاسم التفضيل وزن واحد، وهو «أفعل» ، ومؤنثه «فعلى» ، نحو أفضل وفضلي. وقد حذفت همزة «أفعل» في ثلاث كلمات، وهي «خير وشر وحبّ» كقول الشاعر:
منعت شيئا فأكثرت الولوع به ... وحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا
وأصل هذه الثلاثة: أخير وأشرّ وأحبّ، وحذفت همزتها لكثرة استعمالها.
ب- شروط صياغته:
لا يصاغ اسم التفضيل إلا من الفعل الثلاثي المثبت، المتصرف، المبني للمعلوم، التام، القابل للتفضيل، على أن لا يكون دالا على لون أو عيب أو حلية.
ج- إذا أردنا صياغة اسم التفضيل من فعل لم يستوف الشروط، أتينا بمصدره منصوبا بعد «أشدّ أو أكثر أو نحوها» نحو فلان أكثر سوادا من فلان.
د- حالات وروده:
يرد اسم التفضيل على حالات أربع:
1- مجردا من «أل والاضافة» .
2- معرفا ب «ال» .
3- مضافا إلى معرفة.
4- مضافا إلى نكره.
ملاحظة قد يرد اسم التفضيل مجردا من معنى المفاضلة، نحو:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأفضل
أي عزيزة طويلة وحول اسم التفضيل استثناءات وملاحظات وتفصيلات تجاوزناها لتعود إليها في المطولات.
__________
(1) هذا إذا كان الفعل علمت متعدّيا إلى واحد، وإذا كان متعدّيا إلى اثنين فالجارّ متعلّق بمفعول به ثان.
(2) أو هو مفعول به ثان إذا تعدّى فعل علمت إلى اثنين، ولكم حال.
(3) النحويّون لا يقرّون هذا التعليق بدعوى أنّ (ال) الموصولة لا يعمل ما بعدها في ما قبلها، فيعلّقون الجار بمحذوف، يفسّره قوله: (من المقبوحين) أي قبحوا يوم القيامة ... ولكن الشواهد القرآنية بجواز التعليق كثيرة ... ويجوز عطفه على موضع (في هذه) بحذف مضاف أي ولعنة يوم القيامة.
(4) أو هو مفعول لأجله.
(5) أو بنعت لبصائر.
(6) أو في محلّ نصب خبر ثان ل (كان) .
(7) أي لولا قولهم، بإصابتهم مصيبة، هلّا أرسلت رسولا ما أرسلنا رسولا.
(8) أي التوراة والقرآن.
(9) أو نقول: المصدر المؤوّل أَنَّما يَتَّبِعُونَ ... في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم. ولا عبرة ب (ما) الكافة إذ يبقى (أنّ) على مصدريته ... وانظر الآية (52) من سورة إبراهيم.


ابوالوليد المسلم 24-07-2022 05:54 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 444)
من صــ 271الى صـ 283



[سورة القصص (28) : آية 51]
وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لهم) متعلّق ب (وصّلنا) ...
جملة: «قد وجملة القسم وصّلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

[سورة القصص (28) : الآيات 52 الى 55]
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (55)

الإعراب:
(الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (من قبله) متعلّق ب (آتيناهم) ، (هم) ضمير منفصل مبتدأ ثان في محل رفع (به) متعلّق ب (يؤمنون) وهي خبرهم.
جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «هم به يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(53) (الواو) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (يتلى) ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (عليهم) متعلّق ب (يتلى) (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (من ربنّا) متعلّق بمحذوف خبر ثان ل (إنّ) «1» ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من قبله) متعلّق بالخبر مسلمين.
وجملة: «يتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «آمنّا به ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه الحقّ من ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-.
وجملة: «كنّا من قبله مسلمين» في محلّ رفع خبر إنّ.
(54) والواو في (يؤتون) نائب الفاعل (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر، وعلامة النصب الياء (ما) حرف مصدريّ، والباء سببيّة ...
والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤتون) .
(بالحسنة) متعلّق ب (يدرءون) ، (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) ،- (ما) حرف مصدريّ، أو اسم موصول والعائد محذوف-.
وجملة: «أولئك يؤتون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤتون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يدرءون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤتون.
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «ينفقون» في محلّ رفع معطوف على جملة يؤتون.
(55) (الواو) عاطفة (عنه) متعلّق ب (أعرضوا) ، (لنا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أعمالنا) ومثله (لكم) خبر المبتدأ أعمالكم (سلام) مبتدأ مرفوع «2» خبره الجارّ (عليكم) ، (لا) نافية ...
وجملة: «سمعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «لنا أعمالنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لكم أعمالكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «سلام عليكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيزّ القول.
وجملة: «لا نبتغي ... » لا محلّ لها تعليليّة.

[سورة القصص (28) : آية 56]
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)

الإعراب:
(لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بالمهتدين) متعلّق بأعلم بمعنى عالم.
جملة: «إنّك لا تهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أحببت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لكنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي «3» .
الفوائد
- إنك لا تهدي من أحببت.
يبدو أن ثمة إجماعا من المسلمين، على أن هذه الآية نزلت ب «أبي طالب ... »
عند ما حضرته الوفاة،
فقد قال له رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاجّ بها لك عند الله. فقال: يا ابن أخي، قد علمت إنك لصادق، ولكن أكره أن يقال: جزع عند الموت، ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لقلتها وأقررت بها عينك عند الفراق، لما أرى من شدّة وجدك ونصيحتك، وأنشد:
لولا الملامة أو حذار مسبة ... لو جدتني سمحا بذاك مبينا
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
ولكني سوف أموت على ملة الأشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف.
ولقد جرت هذه الآية مجرى المثل، يتداولها الناس في كل موقف مشابه، كما جرى الكثير من الآيات مجرى المثل. فتأمّل ...

[سورة القصص (28) : آية 57]
وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (57)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (نتّبع) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (معك) ظرف منصوب متعلّق ب (نتبع) ، (من أرضنا) متعلّق ب (نتخطّف) المبني للمجهول (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (نمكّن) ، (إليه) متعلّق ب (يجبى) ، (ثمرات) نائب الفاعل لفعل يجبى (رزقا) حال منصوبة «4» من ثمرات وهو بمعنى المرزوق به (من لدنّا) متعلق بمحذوف نعت ل (رزقا) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية ...
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن نتّبع ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نتخطّف ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «لم نمكّن ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أتركناهم ولم نمكّن لهم ...
وجملة: «يجبى إليه ثمرات ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (حرما) «5» .
وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
الصرف:
(حرما) ، إمّا مصدر سماعيّ لفعل حرم يحرم باب فرح بمعنى امتنع عليهم، أو اسم لما يدافع عنه وما لا يحل انتهاكه ... وزنه فعل بفتحتين، وقصد به مكّة وحرمها.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً.
لأن الآمن حقيقة ساكنوه. ومثله «وكم أهلكنا من قرية ... » المراد أهلها.

[سورة القصص (28) : الآيات 58 الى 59]
وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (58) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (59)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة، كناية عن العدد مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قرية) تمييز كم (معيشتها) مفعول به منصوب عامله بطرت بتضمينه معنى خسرت «6» ، (الفاء) عاطفة (مساكنهم) خبر المبتدأ تلك مرفوع (من بعدهم) متعلّق ب (تسكن) المنفيّ (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء «7» (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نا ...
جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بطرت ... » في محلّ جرّ نعت لقرية.
وجملة: «تلك مساكنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا.
وجملة: «لم تسكن من بعدهم ... » في محلّ نصب حال من مساكنهم، والعامل فيها الإشارة «8» .
وجملة: «كنّا ... الوارثين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم تسكن بتقدير الرابط أي الوارثين لها منهم- أو في محلّ رفع، أو لا محلّ لها- (59) (الواو) عاطفة (ما) نافية (يبعث) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (في أمّها) متعلّق ب (يبعث) (عليهم) متعلّق ب (يتلو) ...
والمصدر المؤوّل (أن يبعث ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق باسم الفاعل مهلك.
(الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (إلّا) أداة استثناء (الواو) واو الحال.
وجملة: «ما كان ربّك مهلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «يبعث ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ل (رسولا) .
وجملة: «ما كنّا مهلكي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان ربّك..
وجملة: «أهلها ظالمون ... » في محلّ نصب حال وهو مستثنى من أعمّ الأحوال.
أي ما كنّا مهلكي القرى في كلّ حال من الأحوال إلّا في حال كونهم ظالمين.
الفوائد
- الاسم المقصور والاسم المنقوص:
أ- إعرابهما:
تقدر الحركات الثلاث على الألف في الاسم المقصور، ويقال «للتعذر ... » أي يتعذر إظهارها. وتقدر الضمة والكسرة على ياء المنقوص، وتظهر الفتحة.
ب- إذا نوّن المقصور، يلفظ التنوين على آخره، وتحذف الألف المقصورة لفظا وتبقى رسما. وإذا نوّن المنقوص حذفت ياؤه لفظا ورسما في حالتي الرفع والجر. وتظهر عليها الحركة والتنوين في حالة النصب معا، ويزاد في آخره ألف توطنه للتنوين.
ج- يختم المنقوص بياء ساكنة باستطراد. ويختم المقصور بألف ساكنة تكتب ألفا إذا كان أصلها واو، أو ترسم ياء ساكنة إذا كانت منقلبة عن ياء، أي أن أصل فعلها ياتي.
د- ولمعرفة أصل الفعل الذي أخذ منه الاسم المقصور أو المنقوص، هل هو واوي أم يائي، نلجأ إلى الحالات التالية:
أولا: نصل الفعل الماضي بتاء الفاعل المتحركة، نحو: غزا، غزوت.
ثانيا: نأخذ منه مضارعه، نحو رمى يرمي.
ثالثا: نشتق منه المصدر، نحو سعى سعيا.
رابعا: نثنيه أو نجمعه، نحو: عصا عصوان إلخ.

[سورة القصص (28) : آية 60]
وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم، و (التاء) في (أوتيتم) نائب الفاعل، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) تمييز ما (الفاء) رابطة لجواب الشرط (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (زينتها) معطوف على متاع بالواو مرفوع مثله (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره خير (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «أوتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متاع الحياة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما عند الله خير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فلا تعقلون.
الفوائد
عند:
ظرف للمكان وظرف للزمان. تقول: عند الحائط وعند الصباح. وهو ملازم للنصب على الظرفية. ويجر بمن فيقال: من عنده. وقول العامة ذهبت إلى عنده لحن. و «عند ... » تلزم الإضافة فلا تستعمل مفردا أي بلا إضافة.

[سورة القصص (28) : الآيات 61 الى 62]
أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (وعدا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة (كمن) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ من (متاع) مفعول مطلق منصوب (ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالمحضرين (من المحضرين) خبر المبتدأ هو.
جملة: «من وعدناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وعدناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «هو لاقيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «متّعناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «هو ... من المحضرين.» لا محلّ لها معطوفة على جملة متّعناه.
(62) (الواو) عاطفة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، وفاعل (يناديهم) ضمير تقديره هو أي الله، (الفاء) عاطفة (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (شركائي) (الذين) اسم موصول في محلّ رفع نعت لشركائي، ومفعولا (تزعمون) محذوفان دلّ عليهما الكلام المتقدّم أي تزعمونهم شركاء.
وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يناديهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يناديهم.
وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تزعمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تزعمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(61) لاقيه: اسم فاعل من (لقي) الثلاثيّ، وزنه فاعل.
الفوائد
- أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ.
تزعمون: الفعل (زعم) ينصب مفعولين ولكنهما حذفا لمعرفتهما من سياق الكلام، أي تزعمونهم أربابا. ويطرّد جواز حذف المفعولين لسائر الأفعال التي تنصب مفعولين إذا تحقق هذا الشرط، وهو معرفتهما من سياق الكلام.
قال الكميت يمدح آل البيت:
بأي كتاب أم بأية سنة ... ترى حبهم عارا عليّ وتحسب
أي تحسب حبهم عارا عليّ ... وقد دلّ عليهما ما سبقهما من كلام.

[سورة القصص (28) : آية 63]
قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (63)

الإعراب:
(عليهم) متعلّق ب (حقّ) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب (الذين) موصول في محلّ رفع نعت للإشارة هؤلاء «9» ، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما غوينا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (أغويناهم) .
(إليك) متعلّق ب (تبرّأنا) بتضمينه معنى لجأنا (ما) نافية (إيّانا) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حقّ عليهم القول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ربّنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هؤلاء الذين ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أغوينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أغويناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) .
وجملة: «غوينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تبرأنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ما كانوا ... يعبدون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعبدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
__________
(1) أو متعلّق بحال من الحقّ، والعامل فيه معنى التوكيد في الحرف المشبّه بالفعل. [.....]
(2) جاء المبتدأ نكرة لأنه دلّ على عموم في المدح.
(3) أو في محلّ نصب حال من فاعل يهدي بعد واو الحال.
(4) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر- وهو مصدر- حيث يلتقي مع فعله في المعنى، ف (يجبى) بمعنى يرزقون فيه رزقا، أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي يرزقون رزقا ... أو مفعول لأجله لفعل مقدّر أي نسوقه رزقا وفيه ضعف.
(5) أو حال من (حرما) لأنه وصف.
(6) يجوز أن ينتصب على الظرف بحذف مضاف أي بطرت أيّام معيشتها أو منصوب على نزع الخافض أي بطرت في معيشتها.
(7) المستثنى منه مقدّر، فقد يكون زمانا وقد يكون مكانا وقد يكون مصدرا، و (قليلا) نائب عن الزمان أو المكان أو المصدر المستثنى أي لم تسكن إلّا مدّة أو مكانا أو سكانا إلّا زمانا أو مكانا أو سكنا قليلا.
(8) أو هي خبر ثان للإشارة تلك ... أو هي استئناف بيانيّ فلا محلّ لها.
(9) وجعله أبو عليّ الفارسيّ خبرا للمبتدأ هؤلاء، وجملة أغويناهم استئنافيّة، والتوجيه الأول اختيار الزمخشريّ وتبعه أبو حيّان في البحر.


ابوالوليد المسلم 24-07-2022 06:08 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 445)
من صــ 283الى صـ 294



[سورة القصص (28) : آية 64]
وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ (64)

الإعراب:
(الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) في الموضعين (لهم) متعلّق ب (يستجيبوا) ، (لو) حرف شرط غير جازم.
والمصدر المؤوّل (أنّهم كانوا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين «1» .
وجملة: «ادعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «2» .
وجملة: «دعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قيل.
وجملة: «لم يستجيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دعوهم.
وجملة: «رأوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يستجيبوا.
وجملة: « (ثبت) اهتداؤهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما رأوا العذاب في الآخرة.
وجملة: «كانوا يهتدون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يهتدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.

[سورة القصص (28) : الآيات 65 الى 66]
وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (66)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم يناديهم فيقول) مرّ إعرابها «3» ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب على نزع الخافض عامله أجبتم «4» .
جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يناديهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يناديهم.
وجملة: «أجبتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
(66) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (عميت) بتضمينه معنى خفيت (يومئذ) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل عميت، والتنوين فيه عوض من محذوف (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
وجملة: «عميت عليهم الأنباء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (اذكر) يوم.
وجملة: «هم لا يتساءلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عميت.
وجملة: «لا يتساءلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
البلاغة
الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ.
أصله فعموا عن الأنباء، أي لم يهتدوا إليها، حيث أستعير العمى لعدم الاهتداء، ثم قلب للمبالغة، فجعل الأنباء لا تهتدي إليهم، وضمن العمى معنى الخفاء، فعدي بعلى، ولولاه لتعدى بعن. ولم يتعلق بالأنباء، لأنها مسموعة لا مبصرة وفي هذا القلب دلالة على أن ما يحضر الذهن يفيض عليه ويصل إليه من الخارج. ويجوز أن يكون في الكلام استعارة مكنية تخيلية، أي فصارت الأنباء كالعمى عليهم لا تهتدي إليهم.
[سورة القصص (28) : آية 67]
فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «5» ، (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب أمّا (عسى) فعل ماض تام للتوقّع أو للتحقيق (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن يكون) في محلّ رفع فاعل عسى.
(من المفلحين) متعلّق بمحذوف خبر يكون.
جملة: «من تاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

[سورة القصص (28) : الآيات 68 الى 70]
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به و (ما) الثانية نافية (لهم) متعلّق بخبر كان (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (ما) الثالثة مصدريّة «6» .
والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق ب (تعالى) .
جملة: «ربّك يخلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخلق ما يشاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّك) .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يختار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق.
وجملة: «ما كان لهم الخيرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (نسبّح) .
وجملة: «يشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) ...
(69) (الواو) عاطفة (ربّك يعلم ما تكن صدورهم) مثل ربّك يخلق ما يشاء (ما يعلنون) معطوفة على (ما تكنّ ... )
وجملة: «ربّك يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّك يخلق.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّك) .
وجملة: «تكنّ صدورهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «يعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
(70) (الواو) عاطفة (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف (له) متعلّق بخبر المبتدأ المؤخّر الحمد (في الأولى) متعلّق بالحمد (الواو) عاطفة (له الحكم) مثل له الحمد (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّك يعلم.
وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) «6» .
وجملة: «له الحمد ... » في محلّ رفع خبر ثالث.
وجملة: «له الحكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحمد.
وجملة: «ترجعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحمد.
الصرف:
(68) الخيرة: اسم مصدر لفعل تخيّر فهو بمعنى التخيّر أو لفعل اختار على معنى الاختيار ... وفي المصباح: الخيرة بفتح الياء بمعنى الخيار، والخيار هو الاختيار، ويقال هي اسم من تخيّرت مثل الطيرة من تطيّرت، وزنه فعلة بكسر ففتح.
البلاغة
الإدماج: في قوله تعالى لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ.
وهذا الفن هو أن يدمج المتكلم إما غرضا في غرض، أو بديعا في بديع، بحيث لا يظهر في الكلام إلا أحد الغرضين، أو أحد البديعين، والآخر مدمج في الغرض الذي هو موجود في الكلام، فإن هذه الآية أدمجت فيها المبالغة في المطابقة، لأن انفراده سبحانه بالحمد في الآخرة، وهي الوقت الذي لا يحمد فيه سواه، مبالغة في وصف ذاته بالانفراد والحمد. وهذه وإن خرج الكلام فيهما مخرج المبالغة في الظاهر، فالأمر فيها حقيقة في الباطن، لأنه أولى بالحمد في الدارين، ورب الحمد والشكر والثناء الحسن في المحلين حقيقة، وغيره من جميع خلقه إنما يحمد في الدنيا مجازا، وحقيقة حمده راجعة إلى ولي الحمد سبحانه.

[سورة القصص (28) : الآيات 71 الى 72]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام، ومفعول (رأيتم) الأول ضمير مستتر تقديره هو يعود على الليل «8» ، (جعل) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (عليكم) متعلّق ب (جعل) ، (سرمدا) مفعول به ثان عامله جعل «9» (إلى يوم) متعلّق ب (سرمدا) «10» ، (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره إله (غير) نعت لإله (بضياء) متعلّق ب (يأتيكم) (الهمزة) الثانية للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن جعل ... » لا محلّ لها أوجملة: «إن جعل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف يفسّره جملة الاستفهام المذكورة.
وجملة: «من إله ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله رأيتم.
وجملة: «يأتيكم ... » في محلّ رفع نعت ثان لإله «11» .
وجملة: «لا تسمعون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أصممتم آذانكم فلا تسمعون.
(72) (قل أرأيتم ... أفلا تبصرون) مثل الآية السابقة مفردات وجملا ...
وجملة: «تسكنون ... » في محلّ جرّ نعت لليل..
الصرف:
(سرمدا) :، اسم بمعنى دائم، وزنه فعلل- وليس فعمل على زيادة الميم كما ذكر بعضهم-

[سورة القصص (28) : آية 73]
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من رحمته) متعلّق ب (جعل) ، ومن سببيّة (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومثله (لتبتغوا) ، (فيه) متعلّق ب (تسكنوا) ، (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا ... ) .
والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) .
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) فهو معطوف على الأول.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «لعلّكم تشكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون.
وجملة: «تشكرون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة القصص (28) : الآيات 74 الى 75]
وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (75)

الإعراب:
(ويوم يناديهم ... تزعمون) مرّ إعرابها «12» مفردات وجملا.
(75) (الواو) عاطفة (من كلّ) متعلّق ب (نزعنا) بمعنى أخرجنا (الفاء) عاطفة في الموضعين (هاتوا) فعل أمر جامد مبنيّ على حذف النون قياسا على نظائره ... (لله) متعلّق بخبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الحقّ لله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علموا.
(عنهم) متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل ضلّ، والعائد محذوف أي يفترونه.
وجملة: «نزعنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يناديهم.
وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نزعنا.
وجملة: «هاتوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «علموا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا ...
وجملة: «ضلّ عنهم ما ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة علموا.
وجملة: «كانوا يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يفترون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(شهيدا) ، بمعنى الشاهد، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شهد، وزنه فعيل.
البلاغة
اللف والنشر: في قوله تعالى وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ.
في هذه الآية طريقة اللف، في تكرير التوبيخ باتخاذ الشركاء: إيذان بأن لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك به، كما لا شيء أدخل في مرضاته من توحيده.
اللهم فكما أدخلتنا في أهل توحيدك، فأدخلنا في الناجين من وعيدك.
الفوائد
- الفعل الجامد:قلنا فيما سبق: إذا تعلق الفعل بزمان، كان داعيا لاختلاف صوره، وهو الفعل المتصرف وإذا لم يتعلق بزمان، كان هذا موجبا لجموده والتزامه بصورة واحدة.
ويهمنا في هذه الآية أن نتعرف على الفعل الجامد «هات ... » فإنه من الأفعال الجامدة التي اختصت بفعل الأمر، فلا يأتي منها الماضي أو المضارع. وقد اختلف في بنائه على الكسر وجموده على حالة واحدة أم أن بناءه يختلف باختلاف الضمائر المتصلة به. وإليك مثال ذلك: «قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ ... » .
[سورة القصص (28) : الآيات 76 الى 77]
إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)

الإعراب:
(من قوم) متعلّق بخبر كان (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (بغى) ، (من الكنوز) متعلّق بحال من ضمير المفعول (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله آتيناه (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالعصبة) متعلّق ب (تنوء) و (الباء) للتعدية «13» ، (أولي) نعت للعصبة مجرور وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكّر (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (له) متعلّق ب (قال) ، (لا) ناهية جازمة والثانية نافية.
جملة: «إنّ قارون كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان من قوم موسى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «بغى عليهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان.
وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان.
وجملة: «إنّ مفاتحه لتنوء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تنوء بالعصبة ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
وجملة: « (اذكر) إذ قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال له قومه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تفرح ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يحبّ الفرحين ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
(77) (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ- أو موصول والعائد محذوف- والمصدر المؤوّل (ما آتاك ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (ابتغ) ، و (في) للسببيّة.
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (من الدنيا) متعلّق بنصيب (ما) حرف مصدريّ (إليك) متعلّق ب (أحسن) .
والمصدر المؤوّل (ما أحسن ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أحسن (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق بالفساد (لا) نافية.
وجملة: «ابتغ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أتاك الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسمي.
وجملة: «لا تنس ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أحسن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أحسن الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لا تبغ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يحبّ المفسدين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(قارون) اسم علم لعمّ موسى عليه السلام أو ابن عمّه..
وهو علم أعجميّ منع من الصرف، ووزنه على الصيغة العربيّة فاعول.
البلاغة
المبالغة: في قوله تعالى ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ.
بولغ في وصف كنوز قارون، حيث ذكرها جمعا، وجمع المفاتح أيضا، وذكر النوء والعصبة وأولي القوة. قيل كانت تحمل مفاتيح خزائنه ستون بغلا، لكل خزانة مفتاح. وهذه المبالغة في القرآن من أحسن المبالغات وأغربها عند الحذاق، وهي أن يتقصى جميع ما يدل على الكثرة وتعدد ما يتعلق بما يملكه.
التتميم: في قوله تعالى وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا.
تتميم لا بد منه لأنه إذا لم يغتنمها ليعمل للآخرة لم يكن له نصيب في الآخرة.
__________
(1) في الآية السابقة (63) .
(2) هي في الأصل مقول القول.
(3) في الآية (62) من هذه السورة.
(4) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة أجبتم صلة الموصول، وجملة ماذا في محلّ نصب مقول القول والعائد محذوف أي أجبتم المرسلين به.
(5) أعرب (من) اسم موصول حتّى لا تجتمع أداتان من أدوات الشرط معا.
(6) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف. [.....]
(7) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وكذلك له الحمد.
(8) في الكلام تنازع بين الفعلين رأيتم، جعل.
(9) بمعنى صيّر، وإذا كان بمعنى خلق وأنشأ فهو حال من الليل.
(10) أو متعلّق بنعت ل (سرمدا) .
(11) أو في محلّ نصب حال من إله لأنه وصف.
(12) في الآية (62) من هذه السورة.
(13) أو على قاعدة القلب أي لتنوء بها العصبة أولو القوّة.


ابوالوليد المسلم 24-07-2022 06:19 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 446)
من صــ 295الى صـ 306





[سورة القصص (28) : الآيات 78 الى 82]
قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (82)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة، وضمير الرفع في (أوتيته) نائب الفاعل (على علم) متعلّق بحال من نائب الفاعل (عندي) ظرف منصوب متعلّق بنعت لعلم (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة (من قبله) متعلّق ب (أهلك) (من القرون) متعلّق بحال من الموصول من «1» .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله قد أهلك..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله أهلك (منه) متعلّق بأشدّ (قوة) تمييز منصوب وكذلك (جمعا) (الواو) اعتراضيّة (عن ذنوبهم) متعلّق ب (يسأل) ، (المجرمون) نائب الفاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتيته ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أجهل ولم يعلم.. أو: أعلم ما ادعاه ولم يعلم ...
وجملة: «قد أهلك ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «هو أشدّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لا يسأل ... المجرمون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين.
(79) (الفاء) عاطفة (على قومه) متعلّق ب (خرج) ، (في زينته) حال من فاعل خرج أي متزيّنا (يا) أداة تنبيه (لنا) متعلّق بمحذوف خبر ليت، و (مثل) اسم ليت منصوب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه والعائد محذوف أي أوتيه (قارون) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أوتي (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «خرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ليت لنا مثل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أوتي قارون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّه لذو ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(80) (الواو) عاطفة (ويلكم) مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل (لمن) متعلّق بالخبر خير (الواو) اعتراضيّة (لا) نافية (إلّا) أداة حصر (الصابرون) نائب الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قال الذين أوتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين يريدون.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «ويلكم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «ثواب الله خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: «لا يلقّاها إلّا الصابرون..» لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين «2» .
(81) (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (خسفنا) ، وكذلك (بداره) فهو معطوف على الأول (الفاء) تعليليّة (ما) نافية (له) متعلّق بخبر كان (فئة) مجرور لفظا مرفوع محلا اسم كان (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصرونه (ما كان) مثل الأول (من المنتصرين) متعلّق بخبر كان.
وجملة: «خسفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر يقتضيه مجرى القصّة.
وجملة: «ما كان له من فئة..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ينصرونه ... » في محلّ جرّ (أو رفع) نعت لفئة «3» .
وجملة: «ما كان من المنتصرين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
(82) (الواو) عاطفة (مكانه) مفعول به منصوب بحذف مضاف أي مثل مكانه (بالأمس) متعلّق ب (تمنّوا) ، (وي) اسم فعل مضارع بمعنى أعجب (كأنّ) حرف مشبّه بالفعل «4» ، (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر «5» أي يشاء رزقه (لولا) حرف شرط غير جازم (علينا) متعلّق ب (منّ) ، (اللام) واقعة في جواب لو (بنا) متعلّق ب (خسف) .
والمصدر المؤوّل (أن منّ الله ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي موجود.
(ويكأنّه) مثل الأول (لا) نافية ... و (الهاء) في (ويكأنه) هو ضمير الشأن اسم كأنّ.
وجملة: «أصبح الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خسفنا ...
وجملة: «تمنّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر أصبح.
وجملة: «ويكأنّ الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يبسط الرزق ... » في محلّ رفع خبر كأنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقدر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لولا أن منّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «منّ الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «خسف بنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ويكأنّه لا يفلح ... » لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول.
وجملة: «لا يفلح الكافرون ... » في محلّ رفع خبر كأنّ.
الصرف:
(ويكأنّ) ، جاء في حاشية الجمل ما يلي: «ويكأنّ فيه مذاهب: أحدها أنّ وي كلمة برأسها وهي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا، و (الكاف) للتعليل، وأنّ وما في حيّزها مجرورة بها أي: أعجب لأن الله يبسط الرزق ... إلخ، الثاني: قال بعضهم كأنّ هنا للتشبيه إلّا أنّه ذهب منه معناه وصار للخبر واليقين «6» . الثالث أن ويك كلمة برأسها، و (الكاف) فيها حرف خطاب، و (أن) معمولة لمحذوف أي: اعلم أنّ الله يبسط ... إلخ قاله الأخفش، الرابع أن أصلها ويلك فحذفت اللام ...
والخامس أن (ويكأنّ) كلّها مستقلّة بسيطة ومعناها ألم تر، وربّما نقل ذلك عن ابن عبّاس، ونقل عن الفرّاء والكسائيّ- من الكوفيين- أنها بمعنى أما ترى إلى صنع الله، وحكى ابن قتيبة أنّها بمعنى رحمة لك في لغة حمير.. ولم يرسم في القرآن إلّا ويكأنّ وويكأنّه متّصلة في الموضعين..» أهـ.
الفوائد
1- قصة قارون:
إنها قصة مثيرة للنفوس، غذاء للأقلام، وإنها تدور حول نموذج من الناس لا يخلو منه عصر أو مصر. لذلك تحمل من العبرة ما هو حريّ أن يكون درسا للأقوياء، والضعفاء، والأغنياء، والفقراء، على حد سواء.
قيل: كان ابن عم موسى بن عمران، وقيل: كان ابن خالته. وهو ممن يضرب بهم المثل في كثرة المال، وكان من أحسن الناس وجها وقراءة للتوراة، وقيل: إنه كان من السبعين الذين اختارهم موسى من قومه.
وقد قيل: إنه خرج راكبا بغلة شهباء، ومعه سبعمائة وصيفة على بغال شهب عليهن الحلي والحلل، وكامل الزينة، فكاد يفتن بني إسرائيل. ثم بغى وطغى، وتكبر وتجبر، حتى أهلكه الله. وسبب هلاكه أن موسى جعل الحبورة وهي الإمامة لهارون فحسده قارون وقال لموسى: ألك الرسالة ولهارون الحبورة، وأنا لست في شيء، لا أستطيع أن أصبر على هذا. فأخبره موسى أن ذلك كان بأمر الله. فقال قارون: والله لا أصدقك أبدا حتى تأتيني بآية، فأمر موسى زعماء بني إسرائيل بأن يأتي كل منهم بعصاه، فجاءوا بها، فألقاها موسى في قبة له بأمر الله، ودعا موسى الله أن يريهم بيان ذلك، فاهتزت عصا هارون واخضرت وأورقت. فقال موسى لقارون: أما ترى صنع الله تعالى لهارون. فقال قارون: والله ما هذا بأعجب ما تصنع من السحر، ثم اعتزل بمن معه من بني إسرائيل، وكان كثير المال والأتباع، فدعا عليه موسى فهلك.
وقيل: إنه لما نزلت آية الزكاة على موسى، واستعظم قارون ما يحق عليه من المال، جمع كبار بني إسرائيل وأخبرهم بأن موسى سينكبهم بمالهم، فقالوا له: أنت كبير وأمرنا نطع أمرك.
فدعا قارون بغيا كانت بين القوم، وجعل لها جعلا على أن تقذف موسى بنفسها. ثم دعا القوم للاجتماع، وطلب إلى موسى أن يعظهم، فراح موسى يعدد حدود الله، حتى قال: ومن زنى نجلده، وإن كان محصنا نرجمه، فقال له قارون: فإذا كنت أنت، فإن هذه المرأة تزعم أنك فجرت بها. فسألها موسى على ملإ من الناس فاعترفت أن قارون طلب إليها أن ترمي موسى بالزنا، فسجد موسى لله، ودعا على قارون، فسخر الله الأرض لموسى. فقال: يا أرض خذيه، فراحت تبتلعه وموسى يقول:
خذيه، وقارون يستغيث، وموسى يقول: خذيه، حتى غاب في باطن الأرض. وراح القوم الذين كانوا يكبرونه بالأمس يحقرونه ويحمدون الله الذي نجاهم من قارون وغروره وإفساده قلوب الناس.
2- وي.
حول «وي ... » هذه آراء نورد أهمها:
أ- وي: اسم فعل مضارع بمعنى أعجب أو أتعجب، وبعد انقضاء التعجب يأتي التشبيه «كأنه لا يصلح الظالمون ... » . وذهب المفسرون والنحاة أنه ليس المقصود التشبيه وإنما هو التقرير.
ب- وثمة رأي آخر: حيث ألحقت الكاف ب «وي ... » فأصبحت «ويك ... » ، وهذه كاف الخطاب اتصلت باسم الفعل، ثم بديء الكلام ب «أنه لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ... » .
ويقوّي هذا الرأي قول عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم
ج- وثمة قول ثالث: فحواه أن أصل الكلمة «ويلك ... » ، وحذفت اللام لكثرة الاستعمال، فأصبحت «ويك» . ولم يقتصر النحاة والمفسرون على هذه الآراء الثلاثة بل توسعوا في الاجتهاد حتى أوردوا أقوالا ضعيفة نحن بغنى عن ذكرها.

[سورة القصص (28) : آية 83]
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)

الإعراب:
(الدار) بدل من تلك- أو نعت- (للذين) متعلّق ب (نجعلها) «7» ، (لا) نافية (في الأرض) متعلّق ب (علوا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (فسادا) معطوف على (علوا) منصوب مثله (للمتّقين) متعلّق بخبر المبتدأ العاقبة.
جملة: «تلك الدار ... نجعلها.» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نجعلها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) .
وجملة: «لا يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «العاقبة للمتّقين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
الفوائد
- تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ:
القاعدة العامة تقول:
كلّ اسم معرّف ب «أل ... » بعد اسم إشارة فعطف بيان أو بدل.
وقد مرّ معنا استعراض كامل لأسماء الاشارة، لذلك لا نرى حاجة للعودة لذكرها.
وإنما نقول في «تلك ... » بأنها تنحلّ إلى ثلاث كلمات: «ت» اسم اشارة للمفرد المؤنث، و «اللام» يشير إلى أن المشار إليه بعيد، و «الكاف» للخطاب. وقد يتصل بها ما يدل على نوعية المخاطب، مذكرا أم مؤنثا مفردا، أم مثنى أم جمعا، فنقول: تلك، وتلكما، وتلكم، وتلكن.

[سورة القصص (28) : آية 84]
مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (84)

الإعراب:
(من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة جاء (بالحسنة) متعلّق بحال من فاعل جاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خير (منها) متعلّق بخير (من جاء بالسيّئة) مثل من جاء بالحسنة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) حرف مصدريّ «8» .
والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله يجزى، وفيه حذف مضاف أي جزاء عملهم.
جملة: «من جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاء بالحسنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الأول.
وجملة: «له خير منها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من جاء (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاء (الأولى) .
وجملة: «جاء بالسيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «لا يجزى الذين ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي فله مثلها لأنه لا يجزى الذين ...
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ...

[سورة القصص (28) : آية 85]
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (85)

الإعراب:
(عليك) متعلّق ب (فرض) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى معاد) متعلّق بالخبر رادّك (أعلم) خبر المبتدأ ربي، وهو بمعنى عالم وقد نصب المفعول به (من) ، (بالهدى) متعلّق بحال من فاعل جاء (الواو) عاطفة و (من) الثاني مثل الأول ومعطوف عليه (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ هو.
جملة: «إنّ الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة بين المتعاطفين.
وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «هو في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
الصرف:
(معاد) ، اسم مكان من (عاد) الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب، أصله معود- بسكون العين وفتح الواو- استثقلت الحركة على الواو فسكّنت ثمّ نقلت الحركة إلى العين، فلمّا تحرّك ما قبل الواو قلبت ألفا.
البلاغة
سرّ التنكير: في قوله تعالى إِلى مَعادٍ:
وجه تنكير المعاد أنها كانت في ذلك اليوم معادا له شأن، ومرجعا له اعتداد، لغلبة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على مكة وقهره لأهلها، ولظهور عز الإسلام وأهله وذل الشرك وحزبه.

[سورة القصص (28) : الآيات 86 الى 88]
وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (86) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (ما) نافية (أن) حرف مصدريّ، وعلامة النصب في (يلقى) الفتحة المقدّرة على الألف (إليك) متعلّق ب (يلقى) ، (الكتاب) نائب الفاعل للمجهول يلقى (إلّا) أداة بمعنى لكن، والاستثناء منقطع، (رحمة) مفعول لأجله لعامل مقدّر منصوب (من ربّك) متعلّق برحمة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكونّن) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (للكافرين) متعلّق بخبر تكوننّ (ظهيرا) .
جملة: «ما كنت ترجو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
وجملة: «ترجو ... » في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: «يلقى إليك الكتاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يلقى ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله ترجو.
وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا ألقي إليك الكتاب فلا تكونن ظهيرا ...
(87) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يصدّنّك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (النون) المذكورة للتوكيد و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين، فاعل، و (الكاف) مفعول به (عن آيات) متعلّق (يصدّنّك) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يصدّنّك) ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل لفعل (أنزلت) المجهول ضمير مستتر تقديره هي يعود على الآيات (إليك) متعلّق ب (أنزلت) ، (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ادع) ، (لا تكوننّ) مثل الأولى (من المشركين) متعلّق بخبر تكونّن.
وجملة: «لا يصدّنّك ... » معطوفة على جملة لا تكونّن.
وجملة: «أنزلت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ادع ... » معطوفة على جملة لا يصدّنك ...
وجملة: «لا تكونن (الثانية) ... » معطوفة على جملة لا يصدّنك (88) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من (إلها) ، (إلّا) أداة استثناء في الموضعين (هو) في محلّ رفع بدل من الضمير الموجود في خبر لا المحذوف (وجهه) مستثنى منصوب (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الحكم (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق بالمبني للمجهول (ترجعون) ، و (الواو) نائب الفاعل.
وجملة: «لا تدع ... » معطوفة على جملة لا تكوننّ (الثانية) .
وجملة: «لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «كلّ شيء هالك ... » لا محلّ لها تعليل للنواهي السابقة.
وجملة: «له الحكم ... » لا محلّ لها تعليل ثان.
وجملة: «إليه ترجعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ:
الوجه بمعنى الذات، مجاز مرسل. وهو مجاز شائع. وقد يختص بما شرف من الذوات، وقد يعتبر ذلك هنا، ويجعل نكتة للعدول عن إلا إياه، إلى ما في النظم الجليل.
انتهت سورة القصص بعون الله تعالى
__________
(1) و (من) بيانيّة ... أو متعلّق بفعل أهلك و (من) تبعيضيّة.
(2) أو في محلّ نصب حال.
(3) يجوز أن تكون الجملة خبرا ل (كان) في محلّ نصب، (وله) حال من فئة.
(4) في لفظ (ويكأنه) كثير من التخريجات آثرنا منها الأسهل والأبسط والأكثر موافقة للمعنى.
(5) أو تمييز للموصول (من) .
(6) هذا الوجه هو الذي آثرناه في الإعراب أعلاه.
(7) هذا إذا كان الفعل مضمّنا معنى فعل متعدّ إلى واحد أي نهيّئها.. وإذا كان بمعنى التصيير فالجار متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ... [.....]
(8) أو اسم موصول في محلّ نصب مفعول يجزى بحذف مضاف، والعائد محذوف أي: جزاء الذي كانوا يعملونه.
(9) أو معطوفة على جملة: «إنّ الذي فرض ... » في الآية السابقة (85) .


ابوالوليد المسلم 24-07-2022 06:33 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 447)
من صــ 306الى صـ 317





سورة العنكبوت
من الآية 1- إلى الآية 45

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (أن) حرف مصدريّ ونصب، و (الواو) في (يتركوا) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يتركوا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
والمصدر المؤوّل (أن يقولوا ... ) في محلّ جرّ باللام محذوفة متعلّق ب (يتركوا) «1» ، (الواو) حاليّة (لا) نافيّة، و (الواو) في (يفتنون) نائب الفاعل.
جملة: «حسب الناس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يتركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هم لا يفتنون.» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يفتنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(3) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في الموضعين (يعلمنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (الذين) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب.
وجملة: «فتنّا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة.
وجملة: «يعلمنّ (الأولى) » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة: «القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى.
وجملة: «يعلمنّ ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلمنّ الأولى «2» .
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ.
الالتفات إلى الاسم الجليل لإدخال الروعة وتربية المهابة وتكرير الجواب، لزيادة التأكيد والتقرير، أي فو الله ليتعلقن علمه بالامتحان، تعلقا حاليا، يتميز به الذين صدقوا في الايمان الذي أظهروه، والذين هم كاذبون فيه، مستمرون على الكذب، ويترتب عليه أجزيتهم من الثواب والعقاب.
التعبير بالصيغة الفعلية والصيغة الاسمية: في قوله تعالى «فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ» مخالفة بين الصيغة الفعلية وهي «صدقوا» والصيغة الاسمية في قوله «الكاذبين» . والنكتة في هذه المخالفة، أن اسم الفاعل يدل على ثبوت المصدر في الفاعل، ورسوخه فيه. والفعل الماضي لا يدل عليه، لأن وقت نزول الآية كانت حكاية عن قوم قريبي عهد بالإسلام، وعن قوم مستمرين على الكفر، فعبر في حق الأولين بلفظ الفعل، وفي حق الآخرين بالصيغة الدالة على الثبات.
الفوائد
- أفعال القلوب.
تقسم أفعال القلوب إلى ثلاثة أقسام:
أ- مالا يتعدّى بنفسه، ولا بدله من جارّ يتعدى بواسطته، نحو: فكر في الأمر.
ب- ما يتعدى لمفعول واحد وبنفسه، نحو: عرف الحق، وفهم المسألة.
ج- وما يتعدّى لمفعولين بنفسه، وأصلهما مبتدأ وخبر، يقول زفر بن الحارث الكلابي:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... عشية لاقينا جذام وحميرا
أي كان يظنهم شجعانا فتبينوا بخلاف ذلك.
وبعد نرجو أن يكون قد اتضح معنى الآية، أي أحسب الذين سارعوا إلى النطق بالشهادة استسهلوها وتعالوا بها على الآخرين، إنهم سيتركون دون اختبار، بل يمتحنهم الله بضروب من الابتلاء والمحن. فليس الايمان كلمات تردد على الألسنة دون أن تؤيد بالأقوال وتمازج العقول والقلوب.
[سورة العنكبوت (29) : آية 4]
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (4)

الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة أي للإضراب الانتقاليّ والتوبيخ (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن يسبقونا) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
(ساء) فعل ماض لإنشاء الذّم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) تمييز الفاعل «3» ، والمخصوص بالذّمّ محذوف تقديره حكمهم.
وجملة: «حسب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يسبقونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ساء ما يحكمون.» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحكمون» في محلّ نصب نعت ل (ما) .

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 5 الى 7]
مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (7)

الاعراب
(كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) المزحلقة للتوكيد (آت) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة (الواو) استئنافيّة (العليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان يرجو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّ أجل الله ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: فليستعدّ له لأن أجل الله آت.
وجملة: «هو السميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(6) (الواو) عاطفة (من جاهد) مثل من كان.. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يجاهد) (اللام) المزحلقة للتوكيد (عن العالمين) متعلّق بغنيّ.
وجملة: «من جاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان.
وجملة: «جاهد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّما يجاهد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله لغنيّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(7) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نكفّرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع والفاعل نحن للتعظيم (عنهم) متعلّق ب (نكفّرنّ) ، (لنجزينّهم) مثل (لنكفرنّ) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاهد.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «نكفّرنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «4» .
وجملة: «نجزينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني..
وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع معطوفة على جملة القسم الأولى.
وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ...

[سورة العنكبوت (29) : آية 8]
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا) ، (حسنا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته على حذف مضاف أي إيصاء ذا حسن «5» ، (الواو) عاطفة (جاهداك) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) لام التعليل (تشرك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بي) متعلّق ب (تشرك) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «6» ، (لك) متعلّق بخبر ليس محذوفا، (به) متعلّق بحال من (علم) «7» وهو اسم ليس مؤخر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة.
والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جاهداك) .
(إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعكم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ ... «8» .
والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم) .
جملة: «وصينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن جاهداك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تشرك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.
وجملة: ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لا تطعهما ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إليّ مرجعكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنبّئكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.
وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الفوائد
-
قيل: إن سعد بن أبي وقاص، وهو من السابقين إلى الإسلام، قالت له أمه، وهي حمنة بنت أبي سفيان: يا سعد، بلغني أنك قد صبأت، فو الله لا يظلني سقف بيت من الضحّ والريح، وإن الطعام والشراب علي حرام حتى تكفر بمحمد. وكان أحب ولدها إليها. فأبى سعد، وبقيت ثلاثة أيام كذلك.
فجاء سعد إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وشكا إليه، فنزلت هذه الآية والتي في لقمان، والتي في الأحقاف. فأمره رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن يداريها ويترضاها بالإحسان إلخ. وفي رواية، أن سعدا قال لها: والله لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما كفرت بمحمد، فإن شئت فكليّ، وإن شئت فلا تأكلي. فلما رأت ذلك أكلت.
وقيل: إنها نزلت بأناس آخرين. ولا فرق بين هذه الآراء، فالغاية واحدة، وهي برّ الوالدين وطاعتهما، وهي واجبة في الإسلام ما لم يأمرا بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

[سورة العنكبوت (29) : آية 9]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الذين آمنوا ... لندخلنّهم) مثل الذين آمنوا ... لنكفّرنّ «9» مفردات وجملا (في الصالحين) متعلّق ب (ندخلنّهم) .
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 10 الى 13]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (11) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من الناس) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) «10» ، (بالله) متعلّق ب (آمنّا) ، (الفاء) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (أوذي) ضمير مستتر تقديره هو (في الله) متعلّق ب (أوذي) بحذف مضاف أي في سبيل الله «11» ، (كعذاب) متعلّق بمفعول به ثان عامله جعل (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة لقسم (إن) حرف شرط جازم (جاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من ربّك) متعلّق بنعت لنصر «12» ، (اللام) الثانية لام القسم (يقولن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين، فاعل، و (النون) نون التوكيد (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر كنّا (الهمزة) للاستفهام (الواو) استئنافيّة (أعلم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بأعلم (في صدور) متعلّق بمحذوف صلة ما.
جملة: «من الناس من يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أوذي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إن جاء نصر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا ... معكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أو ليس الله بأعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة.
(11) (الواو) عاطفة (ليعلمنّ الله المنافقين) مرّ إعراب نظيرها «13» مفردات وجملا.
(12) (الواو) عاطفة (للذين) متعلّق ب (قال) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (الواو) الثانية اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (حاملين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (من خطاياهم) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل حاملين (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لنحمل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «ما هم بحاملين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إنّهم لكاذبون ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ (13) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يحملنّ) مثل يقولنّ «14» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بنعت لأثقال (يسألنّ) مثل يقولنّ «15» ، و (الواو) المحذوفة فيه نائب الفاعل (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يسألنّ) ، (عما) متعلّق ب (يسألنّ) «16» ...
وجملة: «يحملنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين ...
وجملة: «يسألنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «كانوا يفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
وجملة: «يفترون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(حاملين) جمع حامل اسم فاعل من الثلاثي حمل، وزنه فاعل والجمع فاعلين.
الفوائد
- يقلّ دخول لام الأمر ولا الناهية على المتكلم المفرد المعلوم، فإن كان المتكلم أكثر من واحد، فيكون دخولهما عليه أيسر، كقول الشاعر:
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد ... لها أبدا ما دام فيها الجراضم
وكما ورد في الآية المذكورة «وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» .
__________
(1) أو في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق بحال من نائب الفاعل أي متمسّكين بقولهم آمنا.
(2) أو هي جواب القسم المقدّر، وجملة القسم معطوفة على جملة القسم الأول.
(3) يجوز أن يكون (ما) موصولا فاعلا، وجملة يحكمون صلته، والعائد محذوف أي يحكمون به.
(4) أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه.
(5) أو مفعول مطلق لفعل محذوف نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق أي:
أحسن إليهما حسنا.
(6) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها.
(7) أو متعلّق بالخبر المحذوف.
(8) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي كنتم تعملونه.
(9) في الآية (7) من هذه السورة.
(10) أو هو نعت لمبتدأ مقدّر، والخبر (من يقول) أي: بعض من الناس من يقول ...
(11) أو (في) سببيّة.
(12) أو متعلّق ب (جاء) ومن لابتداء الغاية. [.....]
(13) في الآية (3) من هذه السورة.
(14، 15) في الآية (10) من هذه السورة.
(16) (ما) حرف مصدريّ أو اسم موصول والعائد محذوف.


ابوالوليد المسلم 25-07-2022 03:57 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 448)
من صــ 317الى صـ 329


[سورة العنكبوت (29) : الآيات 14 الى 15]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (15)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) (الفاء) عاطفة في الموضعين (فيهم) متعلّق ب (لبث) ، (ألف) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبث) ، (سنة) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (خمسين) منصوب على الاستثناء وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (عاما) تمييز منصوب (الواو) واو الحال.
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «أخذهم الطوفان ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فكذّبوه فأخذهم..
وجملة: «هم ظالمون ... » في محلّ نصب حال.
(15) (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) في الموضعين- أو واو الحال في الثانية- (أصحاب) معطوف على الضمير المفعول في (أنجيناه) ، (آية) مفعول به ثان عامله جعلناها (للعالمين) متعلّق بنعت لآية.
وجملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذهم الطوفان.
وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه «1» .
البلاغة
نكتة العدد: في قوله تعالى فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً.
فإن لقائل أن يقول: هلا قيل: تسعمائة وخمسين سنة؟ الجواب: ما أورده الله أحكم، لأنه لو قيل: تسعمائة وخمسين سنة، لجاز أن يتوهم إطلاق هذا العدد على أكثره، وهذا التوهم زائل مع مجيئه كذلك، وكأنه قيل: تسعمائة وخمسين سنة كاملة وافية العدد، إلا أن ذلك أخصر وأعذب لفظا وأملأ بالفائدة، وفيه نكتة أخرى:
وهي أن القصة مسوقة لذكر ما ابتلي به نوح عليه السلام من أمّته، وما كابده من طول المصابرة، تسلية لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فكان ذكر رأس العدد أوقع وأوصل إلى الغرض من استطالة السامع مدة صبره.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 16 الى 18]
وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (إبراهيم) معطوف على (نوحا) «2» منصوب (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (أرسلنا) «3» ، (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (لكم) متعلّق بخير (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط.
وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اعبدوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اعبدوا ...
وجملة: «ذلكم خير لكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
(17) (إنّما) كافّة ومكفوفة (من دون) متعلّق بحال من (أوثانا) ، والثاني متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تعبدونه من دون الله (لا) نافية (لكم) متعلّق بحال من (رزقا) ، وهو مفعول به عامله يملكون «4» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (ابتغوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (له) متعلّق ب (اشكروا) ، (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها تعليل ثان «5» .
وجملة: «تخلقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تعبدون.
وجملة: «إنّ الذين تعبدون ... » لا محلّ لها تعليل للتعليل.
وجملة: «تعبدون (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ابتغوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن احتجتم إلى شيء فابتغوا.
وجملة: «اعبدوه ... » معطوفة على جملة ابتغوا ...
وجملة: «اشكروا له ... » معطوفة على جملة ابتغوا..
وجملة: «ترجعون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(18) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (من قبلكم) متعلّق بنعت لأمم «6» (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (على الرسول) متعلّق بخبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
وجملة: «إن تكذّبوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «7» .
وجملة: «قد كذّب أمم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تكذّبوا فلا يضرّني تكذيبكم لأنه قد كذّب أمم ...
وجملة: «ما على الرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قد كذّب ...
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً:
نكر الرزق ثم عرفه، لأنه أراد لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئا من الرزق، فابتغوا عند الله الرزق، فإنه هو الرزاق وحده، لا يرزق غيره.
[سورة العنكبوت (29) : آية 19]
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (كيف)اسم استفهام في محلّ نصب حال عاملها يبدئ (ثم) حرف استئناف «8» ، (على الله) متعلّق بيسير.
جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا ولم يروا ...
وجملة: «يبدئ الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية وقد علّق بالاستفهام كيف.
وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ ذلك ... يسير ... » لا محلّ لها تعليليّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 20]
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

الإعراب:
(في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (كيف بدأ ... ) مثل كيف يبدئ «9» ، (ثمّ) حرف استئناف (النشأة) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق، منصوب (على كلّ) متعلّق بقدير.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: «بدأ الخلق ... » في محلّ نصب مفعول به، وقد علّق فعل النظر بالاستفهام كيف.
وجملة: «الله ينشئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينشئ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (لله) .
وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(النشأة) ، اسم مصدر للرباعيّ أنشأ، أو هو مصدر الثلاثيّ نشأ باب فتح أو نشؤ باب كرم.. وثمّة مصادر أخرى للثلاثيّ هي: نشأ- بفتح فسكون- ونشوء- بضمّ النون- ونشاء ونشاءة- بفتح النون- ووزن النشأة فعلة بفتح فسكون، ويلاحظ أنّه على وزن مصدر المرّة.
البلاغة
الإضمار والإظهار: في قوله تعالى فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ» فإن لقائل أن يقول: ما معنى الإفصاح باسمه مع إيقاعه مبتدأ في قوله «ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ» بعد إضماره في قوله «كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» وكان القياس أن يقال: كيف بدأ الله الخلق ثم ينشئ النشأة الآخرة. الجواب: أنه لما كانت الإعادة عندهم من الأمور العظيمة، وكان صدر الكلام واقعا معهم في الإبداء، وقرر لهم أن ذلك من الله، احتج عليهم بأن الاعادة إنشاء مثل الإبداء، وإذا كان الله الذي لا يعجزه شيء هو الذي لم يعجزه الإبداء، فهو الذي وجب أن لا تعجزه الإعادة، فكأنه قال: ثم ذاك الذي أنشأ النشأة الأولى هو الذي ينشئ النشأة الآخرة، فللدلالة والتنبيه على هذا المعنى أبرز اسمه وأوقعه مبتدأ.
[سورة العنكبوت (29) : آية 21]
يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (تقلبون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «يرحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب.
وجملة: «يشاء (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «تقلبون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب.

[سورة العنكبوت (29) : آية 22]
وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (22)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما أنتم بمعجزين) مثل ما هم بحاملين «11» ، (في الأرض) متعلّق بحال من الضمير في معجزين (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (من دون) متعلّق بحال من (وليّ) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ مرفوع محلا مجرور لفظا.
جملة: «ما أنتم بمعجزين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما لكم ... من وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 23]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (23)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (بآيات) متعلّق ب (كفروا) ، (أولئك) اسم إشارة مبتدأ ثان في محلّ رفع (من رحمتي) متعلّق ب (يئسوا) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب ...
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنتم بمعجزين «12» .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك يئسوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يئسوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «أولئك لهم عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة أولئك يئسوا.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني.

[سورة العنكبوت (29) : آية 24]
فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة «1» ، (ما) نافية) (جواب) خبر كان (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان المؤخّر.
(أو) حرف عطف وكذلك (الفاء) (من النار) متعلّق ب (أنجاه) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
جملة: «كان جواب قومه..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «اقتلوه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «حرّقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أنجاه الله» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فقذفوه فأنجاه.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم..

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 25 الى 27]
وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة «14» ، (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مودّة) مفعول لأجله منصوب (بينكم) مضاف إليه مجرور، وقد توسّع في الظرف (في الحياة) متعلّق ب (اتّخذتم) «15» ، (ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكفر) ، وكذلك (ببعض) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما لكم من ناصرين) مثل ما لكم.. من وليّ «16» .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّخذتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكفر بعضكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذتم.
وجملة: «يلعن بعضكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اتخذتم.
وجملة: «مأواكم النار» في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذتم.
وجملة: «ما لكم من ناصرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذتم.
(26) (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (آمن) ، (إلى ربّي) متعلّق بمهاجر، وياء المتكلّم تعود إلى إبراهيم «17» ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، خبره (العزيز) ، (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «آمن له لوط..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال..
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: «إنّي مهاجر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه هو العزيز..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(27) (الواو) عاطفة (له) متعلّق ب (وهبنا) «18» ، (في ذريّته) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (في الدنيا) متعلّق ب (آتيناه) ، (في الآخرة) متعلّق بالصالحين (من الصالحين) متعلّق بخبر إنّ، و (اللام) المزحلقة.
وجملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «وجعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا.
وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا.
وجملة: «إنّه ... من الصالحين» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه.
الفوائد
- قوله تعالى إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ قال أبو البقاء: تعرب «ما» على ثلاثة أوجه:
أ- إنها بمعنى الذي، والعائد محذوف، أي اتخذتموه. «وأوثانا» مفعول ثان أو حال و «مودة» خبر على قراءة من رفع.
ب- هي كافة، وأوثانا مفعول، ومودة مفعول له في حالة النصب، وبالرفع على إضمار مبتدأ.
ج- أن تكون «ما» مصدرية، ومودة خبر في حالة الرفع والتقدير: إنّ سبب اتخاذكم مودة.
__________

(1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(2) في الآية (14) من هذه السورة، أو معطوف على ضمير المفعول في (أنجيناه) - الآية 15- أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر، والعطف يغدو من عطف الجمل.
(3) أو متعلّق ب (أنجينا) ... أو هو بدل اشتمال من إبراهيم إذا كان منصوبا ب (اذكر) .
(4) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه يلاقي الفعل في المعنى أي يرزقونكم رزقا.
(5) أو استئناف آخر في حيّز القول.
(6) أو متعلّق ب (كذّب) .
(7) قيل إن هذا الكلام إلى قوله: «عذاب أليم» - الآية 23- هو من قول محمد عليه السلام معترض في قصة إبراهيم.
(8) قال الأستاذ عبّاس حسن في كتابه (النحو الوافي: «لا يجوز أن يكون (ثمّ) هنا حرف عطف، لأن إعادة الخلق لم تقع، فكيف يقرّون برؤيتها؟. ويؤكّد كونها للاستئناف قوله بعد ذلك: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق، ثمّ الله ينشئ النشأة الآخرة. فمن المستحيل أن يسيروا فينظروا بدء الخلق ثمّ إنشاء النشأة الآخرة ... «اه ملخّصا ... » هذا وللمعربين تأويلات غير مقنعة لإثبات العطف، ورأي الأستاذ عباس حسن يوافق رأي ابن هشام في المغني.
(9) في الآية السابقة (19) .
(10) يمكن أن تكون خبرا ثانيا للمبتدأ لفظ الجلالة في الآية السابقة.
(11) في الآية (12) من هذه السورة. [.....]
(12) في الآية السابقة (22) .
(13) رجوع إلى قصّة إبراهيم عليه السّلام.. أو الفاء عاطفة وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض.
(14) جعل بعض المعربين (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل (ما اتّخذتم) في محلّ نصب اسم إنّ، والخبر محذوف أي: إنّ اتّخاذكم أوثانا مودة بينكم لا ينفعكم.
(15) أو متعلّق بمودّة.
(16) في الآية (22) من السورة.
(17) هذا رأي الجمهور، وبعض المفسّرين يقول إنّها تعود على لوط عليه السّلام.
(18) وهب المال فلانا ولفلان.


ابوالوليد المسلم 25-07-2022 04:13 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 


كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 449)
من صــ 329الى صـ 342





[سورة العنكبوت (29) : الآيات 28 الى 29]
وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (لوطا) معطوف على إبراهيم- أو نوح- منصوب «1» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر أرسلنا «2» ، (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (بها) متعلّق بحال من ضمير المفعول أي متلبّسين بها (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل سبقكم (من العالمين) متعلّق بنعت لأحد.
جملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّكم لتأتون ... » في محلّ نصب مقول القول «3» .
وجملة: «تأتون الفاحشة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما سبقكم بها من أحد ... » في محلّ نصب حال من الفاحشة أو من الفاعل.
(29) (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (إنّكم لتأتون الرجال) مثل إنّكم لتأتون الفاحشة (الواو) عاطفة في الموضعين (الفاء) استئنافيّة (في ناديكم) متعلّق بحال من المنكر «4» ، (ما كان ... قالوا) مثل الأولى المتقدّمة «5» ، (بعذاب) متعلّق ب (ائتنا) (كنت) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت.
وجملة: «إنّكم لتأتون ... (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة إنّكم لتأتون الفاحشة.
وجملة: «تأتون الرجال ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تقطعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تأتون الرجال.
وجملة: «تأتون ... المنكر» في محلّ رفع معطوفة على جملة تأتون الرجال.
وجملة: «ما كان جواب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان المؤخّر.
وجملة: «ائتنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت من الصادقين» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الفوائد
- الجملة التي في محل جر:
هي ثلاثة أنواع:
أ- الجملة الواقعة بعد ظرف: فهي في محلّ جر بالاضافة، نحو الجملة التي نحن حيالها، وهي: ولوطا إذ قال لقومه، فقد أضيف الظرف «إذ» إلى جملة «قال» .
ب- الجملة الواقعة صفة لاسم مجرور، نحو اقرأ في كتاب خطّه واضح، فجملة «خطه واضح» من المبتدأ والخبر في محل جر صفة للكتاب.
ج- الجملة التابعة لجملة في محلّ جرّ، سواء أكانت معطوفة أم بدلية، أم توكيدية، نحو «الأستاذ إذا نصح الطلاب وحذرهم فهو مخلص لهم» فجملة وحذرهم معطوفة على جملة نصح التي هي في محلّ جرّ، فهي مجرورة أيضا.
- ما ينوب عن الفاعل أربعة:
أ- المفعول به: وهو الأساس والرأس، نحو قضي الأمر.
ب- المجرور بالحرف، نحو «لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» .
ج- الظرف المتصرف، وهو ما يصح الاسناد إليه، مثل: يوم وليلة وشهر وسنة وعام ودهر إلخ ... نحو: صيم رمضان، ومشي يوم، وقعد ليلة.
د- المصدر المتصرف المختص، نحو: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ.
[سورة العنكبوت (29) : آية 30]
قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره ... و (الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (على القوم) متعلّق ب (انصرني) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «انصرني ... » لا محلّ لها جواب النداء.

[سورة العنكبوت (29) : آية 31]
وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (31)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (بالبشرى) متعلّق بحال من فاعل جاءت أو من مفعوله (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (القرية) بدل من هذه- أو عطف بيان-.
جملة: «جاءت رسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا مهلكو ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ أهلها كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانوا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة العنكبوت (29) : آية 32]
قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (32)

الإعراب:
(فيها) متعلّق بخبر إنّ (بمن) متعلّق بأعلم (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ننجّينّه) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (أهله) معطوف على ضمير المفعول (في ننجّينّه) ، منصوب (إلّا) أداة استثناء (امرأته) منصوب على الاستثناء (من الغابرين) متعلّق بخبر كانت.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ فيها لوطا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نحن أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ننجّينّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «كانت من الغابرين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
البلاغة
فن الاشارة: في قوله تعالى إِنَّ فِيها لُوطاً.
ليس المراد إخبارا لهم بكونه فيها، وإنما هو جدال في شأنه، لأنهم لما عللوا إهلاك أهلها بظلمهم، اعترض عليهم بأن فيها من هو بريء من الظلم، وأراد بالجدل: إظهار الشفقة عليهم، وما يجب للمؤمن من التحزن لأخيه، والتشمر في نصرته وحياطته، والخوف من أن يمسه أذى أو يلحقه ضرر، هذا من بليغ الاشارة وخفيها.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 33 الى 35]
وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لمّا ... لوطا) مثل لمّا ...
إبراهيم «6» ، (أن) زائدة، ونائب الفاعل لفعل (سيء) ضمير مستتر تقديره هو أي لوط «7» ، (بهم) متعلّق ب (سيء) والباء سببيّة (بهم) الثاني متعلّق ب (ضاق) (ذرعا) تمييز منصوب محوّل من فاعل أي ضاق ذرعه بهم (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (إنّا منجّوك) مثل إنّا مهلكو ... ، (أهلك) مفعول به لفعل محذوف تقديره ننجّي «8» ، (إلّا ... الغابرين) مثل إلّا امرأته كانت من الغابرين «9» .
جملة: «جاءت رسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سيء بهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ضاق بهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيء بهم.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيء بهم.
وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تحزن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إنّا منجّوك ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانت من الغابرين» لا محلّ لها استئناف بياني.
(34) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (على أهل) متعلّق ب (منزلون) ، (جزاء) مفعول به لاسم الفاعل منزلون (من السماء) متعلّق بنعت ل (رجزا) ، (ما) حرف مصدريّ ...
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق باسم الفاعل منزلون، والباء سببيّة.
وجملة: «إنّا منزلون ... » لا محلّ لها تعليليّة للإنجاء.
وجملة: «كانوا يفسقون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(35) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (منها) متعلّق ب (تركنا) ، (لقوم) متعلّق ببيّنة «10» .
وجملة: «تركنا» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(سيء) ، في الظاهر قلبت الألف ياء لمناسبة البناء للمجهول، أصله ساء. ولكنّ القلب وقع على الواو، مضارعه يسوء،فأصل اللفظ في البناء للمجهول سوئ بضمّ السين وكسر الواو، ثمّ سكّنت الواو لثقل الكسرة ونقلت الكسرة إلى السين، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبح سيء، وهذا شأن الأجوف الواويّ.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 36 الى 37]
وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (37)

الإعراب:
(الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (إلى مدين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أرسلنا (شعيبا) عطف بيان- أو بدل- منصوب (الفاء) عاطفة (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة (في الأرض) متعلّق بفعل تعثوا (مفسدين) حال مؤكّدة منصوبة، وعلامة النصب الياء.
وجملة: « (أرسلنا) ... شعيبا» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة «11» .
وجملة: «قال» لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ارجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(37) (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (في دارهم) متعلّق ب (جاثمين) خبر أصبحوا.
وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «أخذتهم الرجفة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه.
وجملة: «أصبحوا ... جاثمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الرجفة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 38]
وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (عادا) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أهلكنا) ، وفاعل (تبيّن) ضمير مستتر يعود على الإهلاك المفهوم من سياق الآية (لكم) متعلّق ب (تبيّن) ، (من مساكنهم) متعلّق ب (تبيّن) ، (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (ضدّهم) ، (الواو) حاليّة.
جملة: « (أهلكنا) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبيّن ... (إهلاكهم) » لا محلّ لها اعتراضيّة «12» .
وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال تقديره (قد) «13» .
وجملة: «صدّهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة زيّن لهم الشيطان.
وجملة: «كانوا مستبصرين» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
الصرف:
(مستبصرين) ، جمع مستبصر، اسم فاعل من السداسيّ استبصر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

[سورة العنكبوت (29) : آية 39]
وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (39)

الإعراب:
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (قارون) معطوفة على (عادا) «14» ، (الواو) استئنافيّة (لقد جاءهم موسى) مثل لقد تركنا «15» ، (بالبيّنات) متعلّق بحال من موسى (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) (الواو) عاطفة (ما) نافية.
جملة: «جاءهم موسى ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: «ما كانوا سابقين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
[سورة العنكبوت (29) : آية 40]
فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (كلّا) مفعول به مقدّم منصوب (بذنبه) متعلّق ب (أخذنا) ، والباء سببيّة (الفاء) عاطفة تفريعية (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من أرسلنا) «16» ، (عليه) متعلّق ب (أرسلنا) ، وكذلك تعرب الجمل اللاحقة الشبيهة (به) متعلّق ب (خسفنا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) عاطفة (أنفسهم) مفعول به مقدّم.
والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «منهم من أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «منهم من أخذته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: «أخذته الصيحة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «منهم من خسفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: «خسفنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «منهم من أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: «أغرقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.
وجملة: «ما كان الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يظلمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «كانوا ... يظلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان الله ليظلمهم.
وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد
- كلا مفعول به مقدم للفعل «أخذنا ... » وقد سبق لنا وتحدثنا عن كل وبعض فيما تقدم.
- وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ: فهذه اللام هي لام الجحود، وحدّها أن تسبق بكون منفي وقد جرى الحديث عنها.

[سورة العنكبوت (29) : آية 41]
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41)

الإعراب:
(من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (كمثل) متعلّق بخبر المبتدأ مثل (الواو) حاليّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.
جملة: «مثل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اتّخذت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «17» .
وجملة: «إنّ أوهن البيوت ... » في محلّ نصب حال «18» .
وجملة: «لو كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما عبدوا الأصنام.
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(العنكبوت) ، اسم جنس للحيوان المعروف وزنه فعللوت، فالواو والتاء مزيدتان، جمعه عناكب وعناكيب «19» يذكّر ويؤنّث، وقد يقع عنكبوت على المفرد والجمع.
(أوهن) ، اسم تفضيل من (وهن) الثلاثيّ وزنه أفعل.
البلاغة
التشبيه المركب: في قوله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ.
المعنى مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء، فيما اتخذوه معتمدا ومتكلا في دينهم، وتولوه من دون الله تعالى، كمثل العنكبوت فيما نسجته واتخذته بيتا، والغرض تقرير وهو أمر دينهم، وأنه بلغ الغاية التي لا غاية بعدها ومدار قطب التشبيه أن أولياءهم بمنزلة منسوج العنكبوت ضعف حال وعدم صلوح اعتماد عليه، وعلى هذا يكون قوله تعالى «إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ ... » تذييلا يقرر الغرض من التشبيه.
ويجوز أن يكون المعنى والغرض من التشبيه ما سمعت، إلا أنه يجعل التذييل استعارة تمثيلية، ويكون ما تقدم كالتوطئة لها.
الفوائد
- عودا إلى المثل والتمثيل في القرآن الكريم: رغم أننا نوّهنا بهذا الفن الكريم مرارا. ومن علماء البلاغة من اعتبره من الاستعارة التمثيلية القائمة على التشبيه التمثيلي: قال عبد القاهر الجرجاني: وهل تشك في أن التمثيل يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين، حتى يختصر بعد ما بين المشرق والمغرب، وهو يريك المعاني الممثلة في الأشخاص الماثلة، وينطق لك الأخرس، ويعطيك البيان من الأعجم، ويريك الحياة في الجماد، ويريك التئام عين الاضداد، ويجعل الشيء قريبا بعيدا معا.
وهكذا فقد أدرك نفر من القدامى، ما للتمثيل في القرآن الكريم، من مزية.
__________

(1) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره (اذكر) ، والعطف من عطف الجمل.
(2) أو هو بدل اشتمال من (لوطا) إذا كان معمولا ل (اذكر) .
(3) أو استئنافيّة في حيّز القول لا محلّ لها.
(4) أو متعلّق ب (تأتون) .
(5) في الآية (24) من هذه السورة.
(6) في الآية (31) من هذه السورة.
(7) يجوز أن يعود الضمير إلى مصدر الفعل بمعنى جاءته المساءة. [.....]
(8) هذا على رأي سيبويه، ويجيز الأخفش عطف الاسم على محلّ الكاف في (منّجوك) لأنّ محلّها الجرّ والنصب.
(9) في الآية (32) من هذه السورة.
(10) يجوز تعليقه ب (تركنا) ، أو بآية.
(11) في الآية السابقة (35) ، أو هي استئنافيّة.
(12) أو في محلّ نصب حال.
(13) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(14) في الآية السابقة (38) .
(15) في الآية (35) من هذه السورة.
(16) يجوز أن يكون صفة لمبتدأ محذوف تقديره بعض منهم ... فالخبر حينئذ هو الموصول.
(17) أو حال من العنكبوت عند من يجيز مجيء الحال من المضاف إليه بتقدير (قد) .
(18) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
(19) وأضاف بعضهم عكاب وعكبة وأعكب.


ابوالوليد المسلم 25-07-2022 04:24 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 450)
من صــ 342الى صـ 350


[سورة العنكبوت (29) : آية 42]
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)

الإعراب:
(ما) نافية «1» ، (من دونه) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله يدعون (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع ...
وجملة: «إنّ الله يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما يدعون ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله يعلم.

[سورة العنكبوت (29) : آية 43]
وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (43)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (الأمثال) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مرفوع (للناس) متعلّق ب (نضربها) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (العالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: «تلك الأمثال نضربها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مثل الذين «2» .
وجملة: «نضربها للناس ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) .
وجملة: «ما يعقلها إلّا العالمون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نضربها.

[سورة العنكبوت (29) : آية 44]
خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44)

الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق بحال من لفظ الجلالة، والباء للملابسة (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (للمؤمنين) متعلّق بنعت لآية.
جملة: «خلق الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.

[سورة العنكبوت (29) : آية 45]
اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (45)

الإعراب:
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (أوحي) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (أوحي) ، (من الكتاب) متعلّق ب (أوحي) «3» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (عن الفحشاء) متعلّق ب (تنهى) ، (اللام) لام الابتداء للتوكيد (ما) حرف مصدريّ «4» ...
جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوحي إليك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أقم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّ الصلاة تنهى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تنهى عن الفحشاء ... » في محلّ لها رفع خبر إنّ.
وجملة: «ذكر الله أكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «يعلم ما تصنعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «تصنعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما تصنعون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم.
الصرف:
(أقم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أقيم- بفتح الهمزة- جاءت الياء ساكنة مع الميم فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح أقم وزنه أفل، وهذا شأن المعتلّ الأجوف في الأمر، والياء عين الكلمة منقلبة عن واو.
(تنهى) ، فيه إعلال بالقلب أصله تنهي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وقد رسمت بالياء غير المنقوطة لأنها رابعة.
[سورة العنكبوت (29) : آية 46]
وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (إلّا) للحصر (بالتي) متعلّق ب (تجادلوا) ، أي بالمجادلة التي، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (منهم) متعلّق بحال من فاعل ظلموا (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (بالذي) متعلّق ب (آمنّا) ، ونائب الفاعل لفعل (أنزل) ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد، (إلينا) متعلّق ب (أنزل) ، وكذلك (إليكم) متعلّق بالثاني (له) متعلّق ب (مسلمون) .
جملة: «لا تجادلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «آمنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل إلينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أنزل إليكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل إلينا.
وجملة: «إلهنا وإلهكم واحد ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: «نحن له مسلمون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 47 الى 49]
وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (47) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلنا (إليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة.
(الكتاب) مفعول به ثان منصوب (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (الواو) عاطفة (من هؤلاء) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «5» للمبتدأ المؤخّر الموصول (من) (به) متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (ما) نافية (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد) ، (إلّا) للحصر.
جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يؤمنون به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «من هؤلاء من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم ...
وجملة: «يؤمن به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يجحد ... الكافرون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- (48) (الواو) عاطفة (ما) نافية (من قبله) متعلّق ب (تتلو) «6» ، (كتاب) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (الواو) عاطفة (لا) نافية (بيمينك) متعلّق ب (تخطّه) ، (إذا) - بالتنوين- حرف جواب «7» ، (اللام) رابطة لجواب شرط مقدّر هو لو «8» .
وجملة: «ما كنت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: «تتلو ... » في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: «لا تخطّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تتلو.
وجملة: «ارتاب المبطلون ... » لا محلّ لها جواب الشرط المقدّر (لو) .
(49) (بل) للاضراب الانتقاليّ (في صدور) متعلّق بنعت لبيّنات، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل (الواو) عاطفة (ما يجحد ... الظالمون) مثل المتقدّمة.
وجملة: «هو آيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما يجحد ... إلّا الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو آيات ...
البلاغة
الإطناب: في قوله تعالى وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ.
إطناب لا بد منه، فذكر اليمين، وهي الجارحة التي يزاول بها الخط: زيادة تصوير لما نفي عنه من كونه كاتبا. ألا ترى أنك إذا قلت في الإثبات، رأيت الأمير يخط هذا الكتاب بيمينه، كان أشد لإثباتك أنه تولى كتابته، ومثله قولهم: رأيته بعيني، وقبضته بيدي، في تحقيق الحقيقة وتأكيدها، حتى لا يبقى للمجاز مجال، وهذا يقال في كل شيء يعظم مناله، ويعز الوصول إليه. وهو كثير في القرآن الكريم.
الفوائد
تدوين القرآن:
قال الخطابي: إنما لم يجمع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) القرآن في المصحف، لما كان يترقبه لورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته، ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء بعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر.
وقال السيوطي: كان القرآن كتب كله في عهد الرسول، لكنه غير مجموع في.
موضع واحد، ولا مرتّب السور. وعن زيد بن ثابت أنه قال: أرسل إلى أبو بكر، عقب مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده. قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، فقال زيد لعمر: كيف تفعل ما لم يفعله رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ؟ قال عمر: هذا والله خير ...
فلم يزل يراجعني، حتى شرح الله صدري لذلك. قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللّخاف «9» وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره وهي لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين، إلى آخر براءة ولما كان عهد عثمان جدّ من المناسبات ما دعا إلى إعادة النظر في أمر هذه الصحف التي كتبها زيد بن ثابت.
روى البخاري عن أنس، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا، فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر ابن الخطاب وزوج رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن أرسلي إلينا هذه الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة. وأرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

[سورة العنكبوت (29) : آية 50]
وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض- أو تقريع- (عليه) متعلّق ب (أنزل) ، (آيات) نائب الفاعل (من ربه) متعلّق ب (أنزل) «10» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر للآيات (الواو) عاطفة (مبين) نعت لنذير مرفوع.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لولا أنزل.. آيات ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّما الآيات عند الله. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّما أنا نذير ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
__________
(1) أو اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله يدعون و (من شيء) تمييز ما.
(2) في الآية (41) من هذه السورة. [.....]
(3) أو متعلّق بحال من الضمير المستتر في (أوحي) .
(4) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف أي تصنعونه.
(5) أو هو نعت لمبتدأ محذوف خبره (من يؤمن به) ، والتقدير: بعض من هؤلاء من يؤمن به، والإشارة إلى أهل مكّة.
(6) أو متعلّق بحال من كتاب.
(7) المراد بكونها جوابا أنّها حرف تصحب الجواب وإن لم تكن رابطة له بالشرط.
(8) قال الفرّاء: حيث جاءت (إذا) - بالتنوين- قبل اللام فقبلها لو مقدّرة إن لم تكن ظاهرة.
(9) العسب: جمع عسيب، وهي جريدة من النخل كشط خوصها وكانت تستعمل للكتابة عليها اللخاف: حجارة بيض رقاق وكانت تستعمل- أيضا- للكتابة عليها-
(10) أو متعلّق بنعت لآيات.


ابوالوليد المسلم 25-07-2022 04:42 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة العنكبوت
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 451)
من صــ 5الى صـ 17


الجزء الحادي والعشرون
بقية سورة العنكبوت
من الآية 51 إلى الآية 69 سورة الرّوم آياتها 60 آية سورة لقمان آياتها 34 آية سورة السّجدة آياتها 30 آية سورة الأحزاب من الآية 1 إلى الآية 30

[سورة العنكبوت (29) : آية 51]
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (أنا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (عليهم) متعلّق ب (يتلى) ، (في ذلك) خبر مقدّم (اللام) للتأكيد (رحمة) اسم إنّ منصوب مؤخّر (لقوم) متعلّق بذكرى..
والمصدر المؤوّل (أنّا أنزلنا ... ) في محلّ رفع فاعل يكفهم.
جملة: «لم يكفهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أقصّرت الآية المنزلة ولم يكفهم إنزالها متلوّة «1» .
وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يتلى ... » في محلّ نصب حال من الكتاب.
وجملة: «إنّ في ذلك لرحمة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون..» في محلّ جرّ نعت لقوم.
الفوائد
- أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ:
نؤكّد أن علامات جزم الفعل المضارع ثلاث: السكون للفعل الصحيح وحذف النون للافعال الخمسة، وحذف حرف العلة للفعل المعتل الآخر.
ومن المفيد جدا أن نتقدم للقارئ بقاعدة بناء فعل الأمر، والتي تقول: يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه.
وبما أنّ علامات جزم المضارع ثلاث، فيقابلها ثلاث حالات لبناء فعل الأمر:
أ- إذا كان صحيح الآخر: يبنى على السكون لأن مضارعه يجزم بالسكون..
ب- إذا كان من الأفعال الخمسة، أي إذا اتصلت به ألف التثنية أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة: يبنى على حذف النون لأن مضارعه يجزم بحذف النون.
ج- إذا كان معتل الآخر: يبنى على حذف حرف العلة من آخره، لأن مضارعه يجزم بحذف حرف العلة من آخره.
مثال الأول اكتب ومثال الثاني «اقرءا، اكتبوا، العبي» ومثال الثالث «اتل، ارم، اغز» .
فتبصّر هديت إلى الصواب.

[سورة العنكبوت (29) : آية 52]
قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (52)

الإعراب:
(الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (بينكم) مثل بيني فهو معطوف عليه (شهيدا) تمييز منصوب «2» ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بالباطل) متعلّق ب (آمنوا) ، (بالله) متعلّق ب (كفروا) ، (أولئك) مبتدأ ثان في محلّ رفع «3» ، (هم) ضمير فصل «4» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفى بالله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ نصب حال «5» .
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أولئك ... الخاسرون.» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
البلاغة
الاستعارة التخييلية: في قوله تعالى «أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» :
في الخسران استعارة تخييلية هي قرينتها، لأن الخسران متعارف في التجارات، وهذا الكلام ورد مورد الإنصاف، حيث لم يصرح بأنهم المؤمنون بالباطل، الكافرون بالله عز وجل، بل أبرزه في معرض العموم، ليهجم به التأمل على المطلوب، فهو كقوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ»

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 53 الى 55]
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)

الإعراب:
(الواو) استئنافية (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك) ، (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أجل) مبتدأ محذوف الخبر (اللام) واقعة في جواب لولا، والثانية لام القسم لقسم مقدّر (يأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل هو، و (هم) ضمير مفعول به (بغتة) مصدر في موضع الحال «7» ، (الواو) واو الحال (لا) نافية.
جملة: «يستعجلونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لولا أجل (موجود ... ) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «جاءهم العذاب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يأتينّهم..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة- وجملة: «هم لا يشعرون..» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(54) (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالكافرين) متعلّق بمحيطة.
وجملة: «يستعجلونك (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الجملة الأولى.
وجملة: «إنّ جهنّم لمحيطة ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحيطة (من فوقهم) متعلّق ب (يغشاهم) وكذلك (من تحت) معطوف على من فوقهم، وفاعل (يقول) محذوف يعود على الموكّل بالعذاب المفهوم من السياق (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي: جزاء ما كنتم..
والعائد محذوف أي تعملونه.
وجملة: «يغشاهم ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ جر معطوفة على جملة يغشاهم.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تعملون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تعملون.» في محلّ نصب خبر كنتم.
البلاغة
خص سبحانه وتعالى نار جهنم بالجانبين الأعلى والأسفل، ولم يذكر اليمين ولا الشمال، ولا الخلف ولا الأمام لإظهار الفرق بينهما وبين نار الدنيا التي تحيط بجميع الجوانب فنار جهنم لا تطفأ بالدوس عليها، ولكنها تنزل من فوق.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 56 الى 57]
يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57)

الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي (الفاء) الأولى رابطة لجواب شرط مقدّر، (الفاء) الثانية زائدة للتزيين (إياي) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (النون) في (اعبدون) للوقاية قبل الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة.
جملة النداء: «يا عبادي» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّ أرضي واسعة..» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: « (اعبدوا) المقدّرة..» في محل جزم جواب الشرط المقدّر أي إن ضاقت عليكم أرضكم فاعبدوني في أيّ أرض تهاجرون إليها غير أرضكم.
وجملة: «اعبدون..» لا محلّ لها تفسيريّة.
(56) (ثمّ) حرف عطف (إلينا) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «كلّ نفس ذائقة..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الفوائد
- يا عِبادِيَ
:
نقرر للمرة الثانية أن المنادي خمسة أقسام: اثنان منهما مبنيان على الضم في محلّ نصب، وهما المفرد العلم، نحو يا محمد، ويا سميح، والنكرة المقصودة، نحو: يا رجل، ويا تلميذ.
وثلاثة منصوبة وهي: النكرة غير المقصودة، نحو: يا رجلا، ويا تلميذا والمضاف نحو: يا صاحب المنزل، ويا أستاذ الدرس والشبيه بالمضاف، نحو: يا طالعا جبلا، ويا ساكنا في الدار.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 58 الى 59]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نبوّئنّهم) مثل يأتينّهم «8» ، (من الجنّة) متعلّق بحال من (غرفا) هو مفعول به ثان منصوب (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «9» ، (خالدين) حال من ضمير المفعول في (نبوّئنّهم) ، منصوبة «10» ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الجنّة أو هذا الأجر.
جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «نبوّئنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «11» .
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت ل (غرفا) .
وجملة: «نعم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- (59) (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للعاملين «12» ، (على ربّهم) متعلّق ب (يتوكّلون) .
وجملة: «صبروا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يتوكّلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(غرفا) ، جمع غرفة ... وانظر الآية (75) من سورة الفرقان.

[سورة العنكبوت (29) : آية 60]
وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (من دابّة) تمييز (لا) نافية (الواو) الأولى عاطفة، والثانية استئنافيّة (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير المتّصل في (يرزقها) ، (العليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «كأيّن من دابة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تحمل..» في محلّ جرّ نعت لدابّة..
وجملة: «الله يرزقها..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) .
وجملة: «يرزقها..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «هو السميع..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
- «كأي» أو «كأين» حسب رسم المصحف: وهي اسم مركب من «كاف» التشبيه و «أي» المنونة، وجاز الوقف عليها بالنون. وهي بمعنى «كم» وتوافقها في خمسة أمور:
«الإبهام والافتقار إلى التمييز والبناء، ولزوم التصدير. وإفادة التكثير» وهو الغالب نحو «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ» .
وتخالفها في خمسة أمور:
الأول: أن «كأين» مركبة وكم بسيطة.
الثاني: أن مميزها مجرور ب «من» غالبا، كما مرّ آنفا.
الثالث: أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور.
الرابع: أنها لا تقع مجرورة.
الخامس: أن خبرها لا يقع مفردا بل جملة، كما مرّ في الآيات السابقة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 61]
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (سألتهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يقولن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي: الله فعل ذلك (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (يؤفكون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من خلق ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام من بتقدير حرف الجرّ أي عمّن خلق....
وجملة: «خلق....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلق ...
وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «الله (فعل..) ..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يؤفكون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي: إن صرفهم الهوى فأنّى يؤفكون.. وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 62]
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)

الإعراب:
(لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر «13» ، (له) متعلّق (يقدر) (بكلّ) متعلّق بعليم.
جملة: «الله يبسط ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقدر له ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.
وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 63]
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (لئن.. نزّل) مثل لئن.. خلق «14» ، (من السماء) متعلّق ب (نزل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أحيا) ، (من بعد) متعلّق ب (أحيا) ، (ليقولنّ الله) مثل السابقة «15» (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقالي (لا) نافية.
جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «16» .
وجملة: «من نزّل ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام من.
وجملة: «نزّل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أحيا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نزّل.
وجملة: «يقولنّ..» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «الله (فعل ذلك) » . في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أكثرهم لا يعقلون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يعقلون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) .

[سورة العنكبوت (29) : آية 64]
وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (الحياة) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (إلّا) للحصر (لهو) خبر المبتدأ هذه (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.
جملة: «ما هذه.. إلّا لهو» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الدار ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هي الحيوان..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: ما آثروا الحياة الدنيا..
وجملة: «يعلمون..» في محلّ نصب خبر كانوا..
الصرف:
(الحيوان) ، اسم لكلّ ما فيه حياة ناطقا كان أم غير ناطق، وقد جاء في الآية بمعنى الحياة الدائمة التي لا موت فيها..
و (الواو) فيه منقلبة عن ياء- عند سيبويه- شذوذا كيلا يلتبس مع التثنية، ولم تقلب ألفا كيلا تحذف إحدى الألفين.. أمّا عند غير سيبويه فالواو أصلية ولا قلب.
__________
(1) يجوز أن تكون استئنافيّة.
(2) أو حال.
(3) أو بدل من الموصول (الذين) .
(4) أو ضمير منفصل مبتدأ ثالث خبره الخاسرون، والجملة خبر المبتدأ (أولئك) .
(5) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(6) أو معطوفة على جملة مقول القول في محلّ نصب. [.....]
(7) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه يلاقي الفعل في المعنى أي ليبغتهم بغتة.
(8) في الآية (53) من هذه السورة.
(9) أو بمحذوف حال من الأنهار.
(10) أو من الجنّة، أو من (غرفا) .
(11) أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه.
(12) أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا على المدح تقديره هم، والجملة مستأنفة.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.
(13) أي من يشاء رزقه من عباده.. ويجوز أن يكون تمييزا للموصول من.
(14) في الآية (61) من هذه السورة.
(15) في الآية (61) من هذه السورة.
(16) أو معطوفة على جملة إن سألتهم في الآية (61) ، وما بينهما اعتراض.

ابوالوليد المسلم 25-07-2022 05:01 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الروم
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 452)
من صــ 17 الى صـ 30



[سورة العنكبوت (29) : الآيات 65 الى 66]
فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الفلك) متعلّق ب (ركبوا) ، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (الواو) فاعل (مخلصين) حال من فاعل دعوا (له) متعلّق بمخلصين «1» ، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم) (إذا) فجائيّة..
جملة: «ركبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نجّاهم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم يشركون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يشركون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(66) (اللام) لام العاقبة (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومثله (ليتمتّعوا) ، (بما) متعلّق ب (يكفروا) ، (الفاء) استئنافيّة (سوف)حرف استقبال والمصدر المؤوّل (أن يكفروا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون) .
والمصدر المؤوّل (أن يتمتّعوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون) فهو معطوف على المصدر الأول.
وجملة: «يكفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «آتيناهم....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» .
وجملة: «يتمتّعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: «سوف يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» .
فإن قلت: كيف جاز أن يأمر الله تعالى بالكفر، وبأن يعمل العصاة ما شاءوا، وهو ناه عن ذلك ومتوعد عليه؟ الجواب: هو مجاز عن الخذلان والتخلي، وأن ذلك الأمر متسخط للغاية. ومثاله: أن ترى الرجل قد عزم على أمر، وعندك أنّ ذلك الأمر خطأ، وأنه يؤدي إلى ضرر عظيم، فتبالغ في نصحه واستنزاله عن رأيه، فإذا لم تر منه إلا الإباء والتصميم، غضبت عليه وقلت: أنت وشأنك وافعل ما شئت، فلا تريد بهذا حقيقة الأمر.
الفوائد
1- النماذج الانسانية في كتاب الله كثيرة، نحو:
- إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً.
- وخلق الإنسان جزوعا.
- وخلق الإنسان عجولا.
- وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً.
وفي هذه الآية، التي نحن بصددها، يصوّر لنا القرآن الكريم الإنسان كيف يلجأ إلى الله، وقت الحاجة، ووقت الضيق، حتى إذا زال عنه ما هو فيه، نسي الله ونأى بجانبه، وتنكر لنعمائه وألطافه..
2- أحصى الخليل بن أحمد عدد اللامات، فبلغت إحدى وأربعين لاما؟ نعدها عدا وهي: لام القسم، لام جواب القسم، لام الأمر، لام جواب الأمر، لام الوعد، لام الوعيد، لام التوكيد، لام العماد، لام الجحد، لام كي، لام إن الخفيفة، لام الغاية، لام الترجي، لام التمني، لام التحذير، لام المدح، لام الذم، لام كما، لام المنقول، لام الجزاء، لام الشفاعة، لام الاستغاثة، لام الجرّ، لام الصفة، لام الأصل، لام المعرفة، لام التكثير، لام الابتداء، لام التفضيل، لام ليس، لام النفي، لام غير، لام التبرئة، لام الصلة، لام النهي، لام الدعاء، لام الاستحقاق، لام الإلحاق، لام الفصاحة. وهذه اللامات تقسم إلى ثلاثة أقسام:
عاملة للجر، عاملة للجزم، وغير عاملة.

[سورة العنكبوت (29) : الآيات 67 الى 68]
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (68)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حرما) مفعول به ثان.. والمفعول الأول محذوف أي بلدهم أو مكّة (الواو) واو الحال (الناس) نائب الفاعل مرفوع (من حولهم) متعلّق ب (يتخطّف) ، (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (بالباطل) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بنعمة) متعلّق ب (يكفرون) .
جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا ...
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّا جعلنا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
وجملة: «يتخطّف الناس ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يؤمنون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يروا.
وجملة: «يكفرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنون.
(68) (الواو) عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (أظلم) ، (ممّن) متعلّق بأظلم (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «5» ، (بالحقّ) متعلّق ب (كذّب) ، (لمّا جاءه) مثل لمّا نجّاهم «2» (الهمزة) للاستفهام التقريريّ لأنها دخلت على نفي وإن كان فيها معنى الإنكار في الأصل (في جهنّم) متعلّق بخبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (للكافرين) متعلّق بنعت لمثوى ...
وجملة: «من أظلم....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف أغفلوا..
وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «ليس في جهنّم مثوى..» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة العنكبوت (29) : آية 69]
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (فينا) متعلّق ب (جاهدوا) بحذف مضاف أي في سبيلنا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نهدينهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل نحن للتعظيم، و (هم) ضمير مفعول به (سبلنا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ.
جملة: «الذين جاهدوا.....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «نهدينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» .
وجملة: «إنّ الله لمع المحسنين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
البلاغة
الإيجاز بالحذف: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا» فقد أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول، ليتناول كل ما يجب مجاهدته من النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين.
«انتهت سورة العنكبوت»
سورة الرّوم
آياتها 60 آية
[سورة الروم (30) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)

الإعراب:
(في أدنى) متعلّق ب (غلبت) ، (الواو) عاطفة (من بعد) متعلّق ب (سيغلبون) .
جملة: «غلبت الروم..» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «هم ... سيغلبون..» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
(4- 5) (في بضع) متعلّق ب (سيغلبون) بحذف مضاف أي: في مدى بضع سنين (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الأمر (قبل) ظرف زمان مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (من بعد) مثل من قبل فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (يومئذ) ظرف زمان منصوب، مضاف متعلّق ب (يفرح) ، والتنوين في آخره عوض من جملة محذوفة (بنصر) متعلّق ب (يفرح) ، وفاعل (ينصر) ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة (الواو) عاطفة.
وجملة: «لله الأمر..» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «يفرح المؤمنون..» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «ينصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصر.
الصرف:
(الروم) ، اسم جنس وهو اسم لقوم سمّوا على اسم أبيهم روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم كما قيل.
(غلبهم) ، مصدر الثلاثيّ غلب باب ضرب، وزنه فعل بفتحتين، ثمّة مصادر أخرى هي: غلب بفتح فسكون، وغلبة بفتحتين، ومغلب بفتح الميم واللام، وغلبّ بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة وبكسرتين، وغلبّة بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة، وغلابية بفتح الغين وكسر الباء وفتح الياء.
الفوائد
- الفرس والروم:
أطلق العرب كلمة الروم على دولة بيزنطة، وعاصمتها القسطنطينة، والروم اليوم هم المسيحيون الشرقيون من «كاثوليك وأرثوذكس» .
احتربت الفرس والروم في موقعة بين بصرى وأذرعات، وانتصر الفرس، وبلغ ذلك قريشا، ففرحت لانتصار الشرك على أهل الكتاب، واعتبروا ذلك نصرا لهم. وقد تلاحى أمية بن خلف وأبو بكر، وتناحبا على مائة قلوص، إلى تسع سنين، يدفعها أبو بكر إلى أمية إذا لم تنتصر الروم في هذه المدة، ويدفعها أمية إلى أبي بكر إذا انتصرت ولما خاف أمية أن يخرج أبو بكر من مكة طلب إليه كفيلا، فكفله ابنه عبد الله ولما خرج أمية إلى أحد ومات عقب الموقعة، نتيجة طعنة في حربة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وقد انتصرت الروم على فارس يوم الحديبية، فطلب أبو بكر المائة من القلوص، فدفعت له، فأتى أبو بكر بها رسول الله، فقال له: تصدق بها، وهكذا يتضح لدينا أسباب نزول الآية، والبضع: ما بين الثلاث إلى التسع. وقد انتصرت الروم على الفرس بعد سبع من موقعة جنوب حوران التي انتصر بها الفرس على الروم.
صدق الله العظيم ... «غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ»

[سورة الروم (30) : الآيات 6 الى 7]
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7)

الإعراب:
(وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة قبله منصوب (لا) نافية في الموضعين (الواو) عاطفة.
جملة: « (وعدهم) الله وعدا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يخلف الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «6» .
وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخلف الله.
وجملة: «لا يعلمون..» في محلّ رفع خبر لكنّ.
(7) (من الحياة) متعلّق ب (ظاهرا) ، (الواو) حاليّة (عن الآخرة) متعلّق بالخبر (غافلون) ، و (هم) الثاني توكيد للأول.
وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «هم ... غافلون..» في محلّ نصب حال.
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى «يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا» :
فائدة تنكير الظاهر تقليل معلومهم، وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه، وروي عن الحسن أنه قال في تلاوته هذه الآية: بلغ من صدق أحدهم في ظاهر الحياة الدنيا أنه ينقر الدينار بأصبعه، فيعلم أجيد هو أم رديء، وفائدته أيضا: أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر.
التعطف: في قوله تعالى «وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ» .
فن التعطف هو إعادة اللفظة بعينها في الجملة في الكلام أو البيت من الشعر فقد ردد «هم» للمبالغة في تأكيد غفلتهم عن الآخرة.

[سورة الروم (30) : آية 8]
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (في أنفسهم) متعلّق ب (يتفكّروا) ، (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات ب (الواو) (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلق أو مفعوله، وعلامة الجرّ في (مسمّى) الكسرة المقدّرة (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (بلقاء) متعلّق ب (كافرون) خبر إنّ و (اللام) المزحلقة.
جملة: «لم يتفكّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهلوا ولم يتفكّروا.
وجملة: «ما خلق الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي «7» .
وجملة: «إنّ كثيرا.. لكافرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الروم (30) : الآيات 9 الى 10]
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10)

الإعراب:
(أولم يسيروا) ومثل أولم يتفكّروا «8» ، (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ، (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب، والضمير الفاعل في (أثاروا، عمروها) يعود على الأقدمين (أكثر) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والضمير في (عمروها) الثاني يعود على أهل مكّة (بالبيّنات) متعلّق بحال من الرسل (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (اللام) لام الجحود (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود.
والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
(الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (أنفسهم) مفعول به مقدّم منصوب.
جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أقعدوا ولم يسيروا.
وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا المنفية.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر بمعنى (التفكّر) المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: «كانوا أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أثاروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا «9» .
وجملة: «عمروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أثاروا ...
وجملة: «عمروها (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ «10» .
وجملة: «جاءتهم رسلهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة عمروها (الأولى) «11» .
وجملة: «ما كان الله ليظلمهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يظلمهم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)المضمر.
وجملة: «كانوا ... يظلمون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان..
وجملة: «يظلمون..» في محلّ نصب خبر كانوا.
(10) (ثمّ) حرف عطف (عاقبة) خبر كان منصوب مقدم (السوءى) اسم كان مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف «12» ، (أن) حرف مصدريّ (بآيات) متعلّق ب (كذّبوا) ، (بها) متعلّق ب (يستهزئون) .
والمصدر المؤول: (أن كذّبوا) في محلّ جر بحرف جرّ محذوف هو اللام أو الباء متعلّق بعاقبة «13» .
وجملة: «كان عاقبة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان الله ليظلمهم.
وجملة: «أساؤوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كذّبوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا..
وجملة: «يستهزئون..» في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(السوءى) ، مؤنّث الأسوأ، اسم تفضيل من ساء الثلاثيّ، وزنه فعلى بضمّ فسكون.
الفوائد
كيف- اسم استفهام يستفهم به عن حالة الشيء مبني على الفتح. إذا وقعت كيف قبل اسم أو فعل ناقص كانت خبرا مقدما. مثل: كيف أخوك.
وإذا وقعت قبل الباء التي هي حرف جر فتكون هذه الباء زائدة. مثل: كيف بزيد. وإذا وقع بعدها فعل تام كانت في محلّ نصب على الحال. وقد تكون كيف شرطا فتقتضي فعليه متفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين. مثل: كيف تصنع أصنع. وتجزم عند بعضهم.
__________
(1) أو متعلّق بحال من الدين.
(2) والعائد محذوف تقديره إيّاه، وهو المفعول الثاني.
(3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، والمفعول محذوف.
(4) في الآية (65) من هذه السورة. [.....]
(5) أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه.
(6) أجازوا أن تكون في محلّ نصب حال من المصدر (وعد) ، والمعنى وعد الله غير مخلف ...
(7) أجاز العكبري أن تكون استئنافيّة والكلام قبلها تام.
(8) في الآية السابقة (8) .
(9) يجوز أن تكون الواو قبلها حالية، والجملة في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
(10) والمصدر المؤوّل (ما عمروها) في محلّ جرّ بمن متعلّق بأكثر.
(11) يجوز أن تكون الواو قبلها حاليّة، والجملة في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(12) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا عامله أساؤوا.. أو مفعولا به عامله أساؤوا بحذف موصوف أي أساؤوا الفعلة السوءى
(13) يجوز أن يكون بدلا من السوءى إذا كان اسما للناقص فيكون المصدر في محلّ رفع..


ابوالوليد المسلم 25-07-2022 05:12 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الروم
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 453)
من صــ 30 الى صـ 41



[سورة الروم (30) : الآيات 11 الى 14]
اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)

الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف في الموضعين (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «الله يبدأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يبدأ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يعيده..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
وجملة: «ترجعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
(12) (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق (يبلس) .
وجملة: «تقوم الساعة..» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: «يبلس المجرمون..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(13) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر يكن (من شركائهم) متعلّق بحال من (شعفاء) وهو اسم يكن (بشركائهم) متعلّق بالخبر (كافرين) .
وجملة: «لم يكن لهم شفعاء» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.
وجملة: «كانوا ... كافرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.
(14) (الواو) عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق ب (يتفرّقون) ، (يومئذ) تأكيد للظرف السابق، والتنوين عوض من جملة محذوفة.
وجملة: «تقوم الساعة..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يتفرّقون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس المجرمون..

[سورة الروم (30) : الآيات 15 الى 16]
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16)

الإعراب:
((الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا (في روضة) متعلّق بخبر المبتدأ هم «1» ، و (الواو) في (يحبرون) نائب الفاعل.
جملة: «الذين آمنوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هم في روضة..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يحبرون..» في محلّ رفع خبر ثان.
(16) (الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا ... ) مثل أمّا الذين آمنوا (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا،) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في العذاب) متعلّق ب (محضرون) خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا ...
وجملة: «كفروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أولئك.. محضرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
الصرف:
(روضة) ، اسم للحديقة أو الجنة وزنه فعلة بفتح فسكون.
الفوائد
- الغناء في الجنة:
روي عن علي رضي الله عنه قال: رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن في الجنة لمجتمعا للحور العين، يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نيأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له..

[سورة الروم (30) : الآيات 17 الى 19]
فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حين) ظرف منصوب متعلّق بالمصدر سبحان في المواضع الثلاثة، والفعلان (تمسون، تصبحون) تامّان أي تدخلون في المساء وفي الصباح، (الواو) اعتراضية (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (الحمد) (في السموات) متعلّق بالحمد «2» ، (عشيّا) ، ظرف منصوب متعلّق بسبحان، فهو معطوف على حين (من الميّت) متعلّق ب (يخرج) الأول (من الحيّ) متعلّق ب (يخرج) الثاني (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، (الواو) عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تخرجون «3» ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: « (سبّحوا) سبحان..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تمسون..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تصبحون..» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: «له الحمد..» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «تظهرون..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يخرج..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخرج (الثانية..) ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج (الأولى) .
وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج (الثانية) .
وجملة: «تخرجون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
الفوائد
1- معاني «أصبح وأمسى وأضحى» ثلاثة:
أ- أن يقترن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة بها، وهي الصباح والمساء والضحى.
ب- أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وفي هذا الحالة تكون تامة، تكتفي بمرفوعها.
قال حميد الأرقط:
فأصبحوا والنوى عالى معرسّهم ... وليس كل النوى تلقي المساكين
ج- أن تكون بمعنى صار، كقولنا أصبح عليّ فارسا، وأمسى خالد كريما.
2- اختلاف الألوان والألسنة:
حقا إذا فكر الإنسان، كيف اختص كل فرد من أفراد الانسانية بلون وسمات فارقه عمّن سواه، وكيف انبثقت هذه اللغات، واختلفت هذه الألسنة بين شعوب الأرض، وكيف اتفقت كل مجموعة من الناس على لغة خاصة بهم يتقنونها دونما سواها من اللغات، حقا إن ذلك يملأ النفس عجبا، والعقل إكبارا، والقلوب إجلالا لخالق الكون ومدبر أموره وباثا في أرجائه آياته. ولكن أين العقول التي تدرك، والنفوس التي تنصف، والقلوب التي تعي ... ؟
[سورة الروم (30) : الآيات 20 الى 27]
وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (22) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (من آياته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل.. وكذلك الأمر في المواضع الخمسة الآتية (أن) حرف مصدريّ (من تراب) متعلّق ب (خلقكم) ، (ثمّ) حرف عطف (إذا) فجائيّة.
والمصدر المؤوّل (أن خلقكم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: «من آياته أن خلقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الحيّ....
وجملة: «خلقكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أنتم بشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّة.
وجملة: «تنتشرون ... » في محلّ رفع نعت لبشر «4» .
(21) (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (خلق) ، (من أنفسكم) متعلّق ب (خلق) «5» ، (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (إليها) متعلّق ب (تسكنوا) ..
والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) .
(بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل «6» ، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة.. وكذلك الحالات المشابهة في ما يلي (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
وجملة: «من آياته أن خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «خلق....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق لكم.
وجملة: «إنّ في ذلك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو معترضة.
وجملة: «يتفكّرون..» في محلّ جرّ نعت لقوم.
(22) (خلق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اختلاف) معطوف على المبتدأ خلق مرفوع.
وجملة: «من آياته خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- (23) (منامكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بالليل) متعلّق بالمصدر منامكم (من فضله) متعلّق بالمصدر (ابتغاؤكم) .
وجملة: «من آياته منامكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- (24) (الواو) عاطفة (يريكم) مضارع مرفوع- والحرف المصدريّ مقدّر قبله قياسا على ما تقدّم من أفعال- «7» .
(خوفا) مفعول لأجله منصوب (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يحيي) ، و (الباء) سببيّة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) .
وجملة: «من آياته (إراءتكم ... ) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «يريكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- وجملة: «يعقلون..» في محلّ جرّ نعت لقوم.
(25) (الواو) عاطفة (بأمره) متعلّق بحال من السماء والأرض (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (دعوة) مفعول مطلق منصوب (من الأرض) متعلّق ب (دعاكم) ، (إذا) فجائيّة- وجملة: «من آياته أن تقوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «تقوم السماء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «دعاكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنتم تخرجون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تخرجون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
(26) (الواو) عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (من) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) مبتدأ مرفوع- والتنوين فيه عوض من محذوف أي كلّ مخلوق- (له) متعلّق بالخبر (قانتون) .
وجملة: «له من في السموات..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن تقوم.
وجملة: «كلّ له قانتون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(27) (الواو) عاطفة (هو الذي ... يعيده) مرّ إعراب نظيرها «8» ، (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- والضمير (هو) يعود على الخلق أو الإعادة أو الرجوع المفهوم من السياق (عليه) متعلّق ب (أهون) ، (الواو) عاطفة (له المثل) مثل له من.... (في السموات) متعلّق بحال من الضمير في الأعلى (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة له من في السموات.
وجملة: «يبدأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هو أهون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- وجملة: «له المثل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....
الصرف:
(أهون) ، اسم تفضيل قصد به الوصف لا التفضيل، وزنه أفعل من (هان) الثلاثيّ.
البلاغة
فن اللف: في قوله تعالى «وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ» هذا من باب اللف، وترتيبه: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين القرينتين الأخيرتين، لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء واحد، مع إعانة اللفّ على الاتحاد ويجوز أن يراد منامكم في الزمانين، وابتغاؤكم فيهما، والظاهر هو الأول، لتكرره في القرآن، وأسدّ المعاني ما دل عليه القرآن، يسمعونه بالآذان الواعية.
الفوائد
1- قد تحذف أن وينزل الفعل منزلة المصدر ومن ذلك المثل المشهور:
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
وأول من نطق به المنذر بن ماء السماء.
وقد أعجب بأخبار المعيدي، فلما مثل أمامه ورأى دمامته قال المثل المذكور.
والتقدير: أن تسمع بالمعيدي إلخ.
2- يشترط اتحاد الفاعل في الفعل وما يأتي بعده مفعولا لأجله. ولهذا السبب أجاب ابن مالك في شرح التسهيل أن معنى يريكم أي يجعلكم ترون وبذلك يتحّد فاعل الفعل «يريكم» وفاعل الخوف والطمع فتأمل ... !

[سورة الروم (30) : آية 28]
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)

الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (ضرب) «9» (من أنفسكم) متعلّق بنعت ل (مثلا) ، (هل) حرف استفهام للإنكار (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ شركاء (ممّا) متعلّق بحال من شركاء (شركاء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (في ما) متعلّق بشركاء (الفاء) عاطفة (فيه) متعلّق بالخبر سواء (كخيفتكم) متعلّق بمفعول مطلق (أنفسكم) مفعول به للمصدر خيفتكم (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل (لقوم) متعلّق ب (نفصّل) .
جملة: «ضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هل لكم ممّا ملكت..» في محلّ نصب بدل من (مثلا) .
وجملة: «ملكت أيمانكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «10» .
وجملة: «أنتم فيه سواء..» لا محلّ لها معطوفة على جملة هل لكم ممّا ...
وجملة: «تخافونهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أنتم) .
وجملة: «نفصّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعقلون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.

[سورة الروم (30) : آية 29]
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (29)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (بغير) متعلّق بحال من الموصول الذين، و (أهواءهم) مفعول اتّبع منصوب (الفاء) عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من) الثاني اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يهدي، والعائد محذوف أي أضلّه- أو أضلّهم- (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ناصرين) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «اتّبع الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «من يهدي..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يهدي..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أضلّ الله....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ما لهم من ناصرين..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «11» .
__________
(1) أو متعلّق ب (يحبرون) ، وجملة يحبرون خبر المبتدأ (هم) .
(2) علّقه العكبريّ بحال من الحمد، ولكن العامل فيه ضعيف.
(3) أي تخرجون إخراجا من القبور كذلك الإخراج المتقدّم.
(4) أو هي خبر ثان للمبتدأ أنتم.
(5) أو متعلّق بحال من (أزواجا) . [.....]
(6) أو متعلّق ب (جعل) على أنّه بمعنى خلق أو أوجد.
(7) يجوز أن يكون (من آياته) حالا من (البرق) ، والجملة حينئذ فعلية معطوفة على الجملة الاسميّة (من آياته أن خلقكم) .
(8) في الآية (11) من هذه السورة.
(9) أو بمحذوف مفعول به ثان بتضمين (ضرب) معنى جعل.
(10) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، فالجملة في محلّ جرّ نعت لها.

(11) يجوز أن تكون الجملة حالا من العائد المحذوف أي: من أضلّه الله حال كونه غير منصور.

ابوالوليد المسلم 25-07-2022 07:24 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الروم
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 454)
من صــ 42 الى صـ 53



[سورة الروم (30) : الآيات 30 الى 32]
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والفاعل في (أقم) يعود على الرسول عليه السلام (للدين) متعلّق ب (أقم) ، (حنيفا) حال منصوبة من الفاعل أو المفعول أو الدين (فطرة) مفعول به لفعل محذوف على الإغراء أي: الزموا فطرة الله (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لفطرة (عليها) متعلّق ب (فطر) ، (لا) نافية للجنس (لخلق) متعلّق بخبر لا (الدين) خبر المبتدأ (ذلك) مرفوع «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «أقم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن ضلّ بعض الناس فأقم وجهك للدين..
جملة: « (الزموا..) فطرة الله..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فطر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «لا تبديل لخلق الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ذلك الدين القيّم ... » لا محل لها تعليل ثان.
وجملة: «لكنّ أكثر الناس....» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين ...
وجملة: «لا يعلمون..» في محلّ رفع خبر لكنّ.
(منيبين) حال منصوبة من فاعل (الزموا) ، وعلامة النصب الياء (إليه) متعلّق بمنيبين (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة (من المشركين) متعلّق بخبر تكونوا..
جملة: «اتّقوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة ...
وجملة: «أقيموا.....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة ...
وجملة: «لا تكونوا من المشركين..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة....
(32) (من الذين) بدل من المشركين بإعادة الجارّ (بما) متعلّق بالخبر (فرحون) ، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما.
وجملة: «فرّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا شيعا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «كلّ حزب ... فرحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(30) فطرة: رسمت التاء في هذا الموضع من المصحف مفتوحة، ولا يوجد في القرآن غير هذا الموضع وهو لفظ جاء على وزن مصدر الهيئة من الثلاثيّ فطر، وهو اسم بمعنى قابليّة الدين الحقّ، أو بمعنى دين الإسلام، وجاء في المعجم: الفطرة هو الصفة التي يتّصف بها كلّ موجود في أوّل زمان خلقته، صفة الإنسان الطبيعيّة، الدين، السنّة، ... إلخ.
الفوائد
- فِطْرَتَ اللَّهِ:
انقسم الفلاسفة المؤلهين، سواء أكانوا من الإسلام، أو غير الإسلام، إلى قسمين:
قسم اتخذ من الأدلة العلمية المركبة برهانا على وجود الله، وأكثر هذه الأدلة دورانا على ألسنتهم «الدور والتسلسل» واستحالتها، وبرهان الوجوب، وبرهان الوجود.
وشرح هذه البراهين موجود في كتب المنطق ومؤلفات الفلاسفة وعلماء الكلام لمن أراد الاستزادة من الاطلاع.
وقسم لجأ إلى الأفكار الفطرية لدى الإنسان، والتي تفرض نفسها على كثير من المفكرين، وهي أسهل، وعلى حد قولهم، أقوى دلالة على وجود الله، وقد لجأ إليها الكثير من فلاسفة الغرب، وأكثر من الكثير من متصوفة المسلمين وعلمائهم. وهذه الفطرة، التي تبعث فينا الشعور بوجود الخالق العظيم، تدفعنا بنفس الوقت للتأمل في نظام هذا الكون البديع، بدءا من أنفسنا ونظام أجسامنا، وانتهاء بنظام النبات والحياة الذي لا يدرك أسراره إلا العلماء. وفوق كل ذي علم عليم.
ولا أخفيك أيها القارئ، أن الزهرة التي تنبثق من التراب، وتتخذ أشكالها وألوانها الساحرة، والثمرة التي تخرج من المصانع القابعة في باطن الأرض، مختلفة الحجوم والطعوم، لهي أكثر دلالة على خالق الكون وبارئ الإنسان من أبي الهول والأهرامات، ومن السدود العظمى أو ناطحات السحاب ... !

[سورة الروم (30) : الآيات 33 الى 34]
وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ضرّ) فاعل مسّ مؤخّر مرفوع (إليه) متعلّق بمنيبين (منه) متعلّق بحال من رحمة (إذا) فجائية (منهم) متعلّق بنعت لفريق (بربّهم) متعلّق ب (يشركون) .
جملة: «مسّ ... ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أذاقهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فريق منهم ... يشركون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يشركون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (فريق) .
(34) (اللام) لام العاقبة «1» ،، (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بما) متعلّق ب (يكفروا) ، والمفعول الثاني محذوف تقديره إيّاه، وهو العائد ...
والمصدر المؤوّل (أن يكفروا ... ) في محلّ جر باللام متعلّق ب (يشركون) .
(الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية تعليليّة (سوف) حرف استقبال، ومفعول (تعلمون) محذوف أي عاقبة تمتّعكم.
وجملة: «يكفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سوف تعلمون» لا محلّ لها تعليليّة.

[سورة الروم (30) : الآيات 35 الى 36]
أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)

الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار (عليهم) معلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة (بما) متعلّق ب (يتكلّم) ، (به) متعلّق ب (يشركون) .
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو يتكلّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: «يتكلّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «كانوا به يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يشركون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(36) (الواو) عاطفة (بها) متعلّق ب (فرحوا) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (إذا) فجائيّة ...
وجملة: «أذقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فرحوا بها» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تصبهم سيّئة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه، المعطوفة بدورها على جملة أنزلنا ...
وجملة: «هم يقنطون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة ب (إذا) الفجائية.
وجملة: «هم يقنطون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً» .
التفات من الخطاب إلى الغيبة، إيذانا بالإعراض عنهم، وتعديدا لجناياتهم لغيرهم.
المجاز: في قوله تعالى «فَهُوَ يَتَكَلَّمُ» .
فهو يدل على أن التكلم مجاز عن الدلالة، كما تقول: كتاب ناطق بكذا، وهذا مما نطق به القرآن، ومعناه الدلالة والشهادة، كأنه قال: فهو يشهد بشركهم وبصحته.
الفوائد
- تحدثنا قليلا فيما سبق عن النماذج الإنسانية المبثوثة في آيات القرآن الكريم.
ونسوق أمثلة أخرى من خلال هذه الآيات:
أ- في الآية الأولى يعرض علينا الله سبحانه صورة للإنسان الذي يلجأ إلى ربه ساعة الضيق، وينصرف عن ذكره ساعة الفرج.
وهذا يذكرني بالمثل الشعبي الشائع «ما زلت صلي حتى حصّلي فإذا حصّلي بطّلت صلي» .
ب- وهذا نموذج آخر، يكاد يكون عكس النموذج الأول، وهو يصوّر لنا الإنسان عند ما يفرح بما يؤتيه الله من فضله، وكيف يقنط ويضيق صدره عند ما يصاب بأي ضرّاء تصيبه، فإذا هو قانط كفور.
وهذا يذكرنا بصبر الأنبياء، الذي يغاير ما عليه الناس من الحرج وضيق الصدر، فقد أنعم الله على أيوب حقبة من الدهر، ثم ابتلاه بالأنفس والثمرات والصحة حقبة أخرى، فكانت زوجه تطلب إليه أن يسأل الله العافية والنجاة من البلاء، فكان يقول لها، أستحي من الله أن أسأله العافية من البلاء، إذ لا تساوي مدة البلاء أيام السعادة والهناء التي حبانا الله إياها، فلنصبر ولنشكر، حتى ضرب المثل بصبر أيوب.
[سورة الروم (30) : الآيات 37 الى 38]
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (لمن) متعلّق ب (يبسط..) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبسط..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا ولم يروا ...
وجملة: «يبسط....» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقدر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جر نعت لقوم.
(38) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (حقّه) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (للذين) متعلّق ب (خبر) ، (هم) ضمير فصل «3» .
وجملة: «آت ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الرزق بيد الله فآت ...
وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك ... المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك خير «4» .

[سورة الروم (30) : آية 39]
وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (آتيتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من ربا) متعلّق بحال من ما «5» ، (اللام) للتعليل (يربو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في أموال) متعلّق ب (يربو) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يربو) .
والمصدر المؤوّل (أن يربو ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (آتيتم) .
(الواو) عاطفة (ما.... من زكاة) مثل ما.. من ربا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم المضعفون) مثل هم المفلحون «6» .
جملة: «آتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يربو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «لا يربو ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ... والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «آتيتم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيتم (الأولى) .
وجملة: «تريدون ... » في محلّ نصب حال من فاعل آتيتم «7» .
وجملة: «أولئك ... المضعفون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء، وفي الكلام التفات.
الصرف:
(المضعفون) ، جمع المضعف، اسم فاعل من الرباعيّ أضعف، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين.
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ» .
الالتفات عن الخطاب، حيث قيل: فأولئك دون «فأنتم» للتعظيم، كأنه سبحانه خاطب بذلك الملائكة عليهم السلام وخواص الخلق، تعريفا لحالهم، ويجوز أن يكون التعبير بما ذكر للتعميم، بأن يقصد بأولئك هؤلاء وغيرهم.

[سورة الروم (30) : آية 40]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)

الإعراب:
(الذي) اسم موصول خبر في محلّ رفع «8» ، (ثمّ) حرف عطف للتراخي في المواضع الثلاثة (هل) حرف استفهام للإنكار (من شركائكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) ، (من ذلكم) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله يفعل (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (عمّا) متعلّق ب (تعالى) والعائد محذوف أي يشركونه.
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «رزقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يميتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقكم.
وجملة: «يحييكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: «هل من شركائكم من يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يفعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: « (نسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها استئنافيّة سيقت للدعاء.
وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة.
وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

[سورة الروم (30) : آية 41]
ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)

الإعراب:
(في البرّ) متعلّق ب (ظهر) ، (ما) حرف مصدري «9» ، (اللام) للتعليل (يذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على الله، والمفهوم من السياق.
وجملة: «ظهر الفساد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كسبت أيدي الناس» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كسبت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ظهر) .
والمصدر المؤوّل (أن يذيقهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ظهر) .
وجملة: «يذيقهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لعلّهم يرجعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يرجعون ... » في محل رفع خبر لعلّهم.

[سورة الروم (30) : الآيات 42 الى 43]
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)

الإعراب:
(في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «كان أكثرهم مشركين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(43) (فأقم ... للدين) مرّ اعرابها «10» ، (من قبل) متعلّق ب (أقم) ، (أن) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(لا) نافية للجنس (له) متعلّق بخبر لا (من الله) متعلّق بمحذوف يدلّ عليه مردّ- لا يصحّ تعليقه بمردّ إذ ينبغي أن ينوّن- «11» ، (يومئذ) ظرف منصوب «12» متعلّق ب (يصّدّعون) .
وجملة: «أقم وجهك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أشرك بعض الناس فأقم وجهك للدين.
وجملة: «يأتي يوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لا مردّ له» في محلّ رفع نعت ليوم.
وجملة: «يصّدّعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(يصّدّعون) ، فيه إبدال تاء التفعّل صادا لمجيئها قبل الصاد أصله يتصدّعون وزنه يتفعلون.
__________

(1) أو هو بدل من اسم الإشارة و (القيّم) هو الخبر، وقيل: (القيم) نعت للدين، والخبر محذوف تقديره توحيد الله.
(2) أو هي لام الأمر، وتفيد التهديد، فالمضارع مجزوم ... ومثله بمعنى التهديد:
تمتّعوا..
(3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسمية خبر المبتدأ أولئك.
(4) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل يريدون.
(5) أو هو تمييز له.
(6) في الآية (38) السابقة.
(7) أو في محلّ جرّ نعت لزكاة، والرابط محذوف أي تريدون وجه الله بها.
(8) يجوز أن يكون نعتا للفظ الجلالة، والخبر هو جملة هل من شركائكم من يفعل ... والرابط هو (من ذلكم) والإشارة إلى أفعاله تعالى.. [.....]
(9) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي كسبته أيدي الناس.
(10) في الآية (30) من هذه السورة.
(11) أجاز الجمل تعليقه بفعل يأتي المتقدّم أي يأتي من الله يوم لا مردّ له.
(12) أو مبني على الفتح لإضافته لظرف مبنيّ هو (إذ) ، والتنوين فيه هو تنوين عوض.


ابوالوليد المسلم 27-07-2022 08:41 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الروم
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 455)
من صــ 54 الى صـ 67





[سورة الروم (30) : الآيات 44 الى 45]
مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45)

الإعراب:
«من» اسم شرط جازم مبتدأ «كفر» في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) خبر مقدم للمبتدأ (كفره) (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لأنفسهم) متعلّق ب (يمهدون) .
جملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «يمهدون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط.
(45) (اللام) للتعليل (يجزي) منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على الله، وهو مفهوم من السياق.
والمصدر المؤوّل (أن يجزي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يمهدون) «1» .
(من فضله) متعلّق ب (يجزي) ، (لا) نافية..
وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: «إنّه لا يحبّ الكافرين» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي يجزي الكافرين إنّه لا يحبّهم.
وجملة: «لا يحبّ الكافرين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد
- المسؤولية والجزاء:
قال الفيلسوف الأوربي «برغسون» : إن من يتأمل في أعمال الناس، يرى أناسا يعملون الخير، ولا ينالهم سوى الشر وآخرون يعلمون الشر ولا ينالهم سوى الخير.
وهذا مخالف لسنن هذا الكون القائم على النظام والعدل.
إذن لا بد لهذا الكون من إله عادل، يكافئ على الخير خيرا، وعلى الشر شرا وبما أن الكثير من الناس لا ينالهم العدل في هذه الدنيا، فلا بد أن يكون للإنسان حياة غير هذه الحياة، يقام فيها العدل، ويستوفي فيها كل إنسان أجر ما عمل في هذه الحياة، وهذا يتوافق مع سنن هذا الكون الكامل، والذي لا بد له من خالق عادل قادر مريد، وهو الله.
[سورة الروم (30) : آية 46]
وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من آياته أن يرسل..) مثل من آياته أن خلقكم «2» ، (مبشّرات) حال منصوبة من الرياح، وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل في المواضع الثلاثة (يذيقكم) مثل يجزي «3» ، (من رحمته) متعلّق ب (يذيقكم) ، (تجري) مثل يجزي «4» ،، (بأمره) متعلّق ب (تجري) ، (تبتغوا) مثل يجزي «5» . (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا) ، (الواو) عاطفة ...
والمصدر المؤوّل (أن يرسل ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
والمصدر المؤوّل (أن يذيقكم ... ) في محلّ جر باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها «6» .
والمصدر المؤوّل (أن تجري..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
وجملة: « (أن (تبتغوا) » في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.
جملة: «من آياته (إرسال) الرياح» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرسل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يذيقكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: «تجري الفلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: «تبتغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فعل ذلك لعلّكم تفلحون ولعلّكم تشكرون.
وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(مبشّرات) ، جمع مبشّرة مؤنّث مبشّر اسم فاعل من الرباعي بشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
الاستعارة والمجاز: في قوله تعالى «وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ» .
الاستعارة في قوله تعالى «لِيُذِيقَكُمْ» ، وقد تقدمت كثيرا، وهي استعارة مكنية.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «مِنْ رَحْمَتِهِ» وهو مجاز مرسل، علاقته الحالية، لأن الرحمة تحل في الخصب والمطر، فأطلق الحال وأريد المحل، وفسر بعضهم الرحمة «أي من نعمته من المياه العذبة والأشجار الرطبة وصحة الأبدان وما يتبع ذلك من أمور لا يحصيها إلا الله» .

[سورة الروم (30) : آية 47]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلك) متعلّق بحال من رسلا- أو متعلّق ب (أرسلنا) ، (إلى قومهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاءوهم (الفاء) عاطفة (من الذين) متعلّق ب (انتقمنا) ، (الواو) عاطفة (حقا) خبر كان منصوب (علينا) متعلّق بالخبر (حقا) .
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة وجوابه وما عطف عليه استئناف اعتراضيّ.
وجملة: «جاءوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: «انتقمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءوهم.
وجملة: «كان حقا ... نصر» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.

[سورة الروم (30) : الآيات 48 الى 49]
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (في السماء) متعلّق ب (يبسطه) ، (كيف) اسم شرط غير جازم في محلّ نصب حال عامله يشاء «7» ، (كسفا) مفعول به ثان منصوب (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (به) متعلّق ب (أصاب) والباء سببيّة (من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف «8» أي يشاء إصابته من عباده (إذا) فجائيّة.
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تثير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يبسطه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير.
وجملة: «يشاء» في محلّ نصب حال من فاعل يبسط.
وجملة: «يجعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبسطه.
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعله.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق.
وجملة الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها معطوفة على ترى.
وجملة: «أصاب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم يستبشرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(49) (الواو) حاليّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة (من قبل) متعلّق بالخبر مبلسين (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن ينزّل) في محلّ جرّ مضاف إليه.
ونائب الفاعل لفعل (ينزّل) ضمير مستتر تقديره هو يعود على الودق (عليهم) متعلّق ب (ينزّل) ، (من قبله) تأكيد لما قبله (اللام) هي الفارقة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الفوائد
1- كيف الشرطية:
جاء في المغني: تستعمل كيف على وجهين، أحدهما كونها شرطية، ومنه قوله تعالى: «ينفق كيف يشاء، يصوركم في الأرحام كيف يشاء، فيبسطه في السماء كيف يشاء» فكيف، في الأمثلة الثلاثة شرطية وشرطها محذوف لدلالة ما قبلها عليه.
2- كيف يشاء: نورد هذا النص الذي ذكره صاحب المغنى، لما نرى فيه من الفائدة، فقد قال:
وتستعمل «كيف» على وجهين: أحدهما أن تكون شرطا، فيقتضي فعلين، متّفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين، نحو «كيف تصنع أصنع» . ولا يجوز «كيف تجلس أذهب» باتفاق، ولا «كيف تجلس أجلس» بالجزم عند البصريين إلا قطربا، لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ. وقيل: يجوز مطلقا، وإليه ذهب قطرب والكوفيون، وقيل: يجوز، بشرط اقترانها ب «ما» . قالوا: ومن ورودها شرطا «يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ» و «يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ» «فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ» وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبلها، وهذا يشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشروطها وفي ذلك تعليقات وردود تجاوزنا، ذكرها بغية الاختصار.

[سورة الروم (30) : آية 50]
فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى آثار) متعلّق ب (انظر) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله يحيي (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي) ، والإشارة في (ذلك) إلى محيي الأرض وهو الله، (اللام) المزحلقة (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر قدير.
جملة: «انظر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسل الله الرياح فانظر إلى آثار ...
وجملة: «يحيي الأرض ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «9» .
وجملة: «إنّ ذلك لمحيي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ذلك لمحيي....
الصرف:
(محيي) ، اسم فاعل من الرباعيّ أحيا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

[سورة الروم (30) : الآيات 51 الى 53]
وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (أرسلنا) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) عاطفة (رأوه) في محلّ جزم أيضا معطوفة على (أرسلنا) (اللام) الثانية لام القسم دلّ عليه اللام الأولى الموطّئة (من بعده) متعلّق ب (يكفرون) .
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «رأوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ظلوا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «يكفرون ... » في محلّ نصب خبر ظلوا.
(52) (الفاء) تعليليّة (لا) نافية في الموضعين، والمفعول الثاني ل (تسمع) الأول ضمير يعود على المفعول الثاني ل (تسمع) الثاني على سبيل التنازع (ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (مدبرين) حال مؤكّدة للعامل منصوب..
وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تحزن عليهم فإنّهم صمّ كالموتى.
وجملة: «لا تسمع الموتى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا تسمع الصمّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله «10» .
(53) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة رسما مراعاة لقراءة الوصل (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف «11» ، (إن) نافية (إلّا) للحصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) عاطفة..
وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لا تسمع ...
وجملة: «إن تسمع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن.
الصرف:
(51) مصفرّا: اسم فاعل من الخماسيّ اصفرّ، وقد يكون اسم مفعول فالوزن واحد بسبب تضعيف الراء، فإذا فكّ الإدغام ظهر الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول في اللفظ، وزنه مفعلّ بضمّ الفاء وتشديد اللام ...
[سورة الروم (30) : آية 54]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)

الإعراب:
(من ضعف) متعلّق ب (خلقكم) ، (من بعد) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (القدير) خبر ثان مرفوع.
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: «جعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى) .
وجملة: «يخلق ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الله) «12» .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «هو العليم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق(13)» .
الصرف:
(شيبة) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ شاب وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي شيب بفتح فسكون، ومشيب بفتح الميم وكسر العين.

[سورة الروم (30) : الآيات 55 الى 57]
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقسم) ، (ما) نافية (غير) ظرف منصوب متعلّق ب (لبثوا) ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفكون) ، الواو فيه نائب الفاعل.
جملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقسم المجرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما لبثوا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤفكون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(56) (الواو) عاطفة، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في كتاب) متعلّق ب (لبثتم) بحذف مضاف أي في تقدير كتاب الله (إلى يوم) متعلّق ب (لبثتم) ، (الفاء) عاطفة «14» (الواو) عاطفة (لا) نافية ...
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قد لبثتم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّر في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «لكنّكم كنتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «كنتم لا تعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّكم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(57) (الفاء) عاطفة (يومئذ) ظرف منصوب «15» متعلّق ب (ينفع) المنفي (لا) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به مقدّم (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى، والواو في (يستعتبون) نائب الفاعل.
وجملة: «لا ينفع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا هم يستعتبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا ينفع ...
وجملة: «يستعتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(معذرة) ، مصدر سماعيّ لفعل عذر باب ضرب أي رفع عنه اللوم أو الذنب، وزنه مفعلة بكسر العين.
الفوائد
- «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ» .
هذه الصورة البلاغية ضرب من الجناس. وهو إيراد اللفظة الواحدة بمعنيين، أو معان متعددة. وقد ورد هذا الفن البلاغي في الشعر الجاهلي، وفي القرآن الكريم بصورة معتدلة ومستحسنة وجدّ مقبولة، ولكن ما لبث الشعراء في العصور المتأخرة أن عضوا عليه بالنواجذ، وراحوا يتبارون في الإكثار منه، تكلفا وتمحلا، حتى أصبح ضربا من التصنّع، بعد أن كان نوعا من الصنعة، وحتى أصبح ممجوجا وممقوتا لدى الشعراء في عصر الانحطاط.
ومن طريف الأمور، أن الشعراء الشعبين، سمعوه لدى الشعراء المثقفين، فبهرهم شكله، وحسبوا أنه ذروة من ذرى البلاغة، فبنوا عليه بعض الفنون من الأدب الشعبي، مثل «العتابا» ، وهي من الشعر المزدوج. وقد التزموا في أشطره الثلاثة الأولى بالجناس التام، وأطلقوا عليه اسم «المرصود» ، ولم يتسامحوا في تجاوز هذه القاعدة.
وهكذا آلت كثير من المحسنات اللفظية والمعنوية إلى فنون مستقلة لدى الشعراء الشعبين، ولولا الإطالة لأثبتنا الكثير من هذه الفنون، وأوردنا الأمثلة الموضحة لهذا الاتجاه.
__________
(1) أو ب (يصّدّعون) في الآية (43) ، والمعنى يتفرقّون ليجزي المؤمنين من فضله والكافرين بعد له.
(2) في الآية (20) من هذه السورة.
( 3، 4 ,5) في الآية (45) السابقة.
(6) أو متعلّق بما تعلّق به ما عطف عليه مقدّر أي يرسل الرياح مبشّرات بالمطر لتشربوا منه وليذيقكم ...
(7) وجوابه محذوف دلّ عليه ما قبله أي كيف يشاء يبسطه في السماء.
(8) أو هو تمييز الموصول (من) .
(9) وأصل المعنى: انظر إلى آثار رحمة الله بكيفيّة إحياء الأرض، فاسم الاستفهام كيف كما يبدو منصوب على نزع الخافض، ولكن صحّ الإعراب أعلاه بالتقدير.
(10) يجوز تجريده من معنى الشرط، وحينئذ يتعلّق ب (تسمع) المتقدّم.
(11) انظر الآية (81) من سورة النمل.
(12) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. [.....]
(13) يجوز أن تكون حالا من فاعل يخلق.
(14) جعلها البيضاويّ رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث أي فقد تبيّن بطلان إنكاركم.
(15) أو مبني لإضافته إلى (إذ) المبني.


ابوالوليد المسلم 27-07-2022 08:54 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة لقمان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 456)
من صــ 67 الى صـ 79



[سورة الروم (30) : الآيات 58 الى 60]
وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لقد ضربنا) مثل لقد لبثتم «1» ، (الناس) متعلّق ب (ضربنا) ، (في هذا) متعلّق ب (ضربنا) ، (من كلّ) متعلّق ب (ضربنا) «2» ، (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (جئتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (بآية) متعلّق بحال من فاعل جئت (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ...
و (النون) للتوكيد (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر.
جملة: «قد ضربنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة.
وجملة: «جئتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.
وجملة: «يقولنّ الذين ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إن أنتم إلّا مبطلون» في محلّ نصب مقول القول.
(59) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يطبع (على قلوب) متعلّق ب (يطبع) ، (لا) نافية.
وجملة: «يطبع الله» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة-.
وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
(60) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يستخفّنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم ... و (النون) للتوكيد، و (الكاف) مفعول به (لا) نافية.
وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قال الكافرون ذلك فاصبر ...
وجملة: «إنّ وعد الله حقّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا يستخفّنك الذين ... » معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «لا يوقنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
... ...
انتهت سورة «الروم» ويليها سورة «لقمان»
سورة لقمان
آياتها 34 آية
[سورة لقمان (31) : الآيات 1 الى 7]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7)

الإعراب:
جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
(3- 4) (هدى) حال منصوبة من الكتاب، والعامل فيها الإشارة (للمحسنين) متعلّق ب (رحمة) ، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمحسنين «3» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (بالآخرة) متعلّق بالخبر (يوقنون) ، (هم) الثاني توكيد للأول..
وجملة: «يقيمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هم ... يوقنون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يوقنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(5) (على هدى) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ أولئك (من ربّهم) متعلّق بنعت لهدى (الواو) عاطفة (هم) مبتدأ ثان في محلّ رفع خبره (المفلحون) «4» .
وجملة: «أولئك على هدى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أولئك هم المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى.
وجملة: «هم المفلحون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني.
(الواو) عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) «5» ، (اللام) للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على من (عن سبيل) متعلّق ب (يضل) ، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يشتري. (هزوا) مفعول به ثان عامله يتّخذها (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشتري) .
وجملة: «من الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى.
وجملة: «يشتري ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يتّخذها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «أولئك لهم عذاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
(7) (الواو) عاطفة (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى) ، (مستكبرا) حال منصوبة من فاعل ولّى (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف يعود على من يشتري (في أذنيه) متعلّق بخبر كأنّ المشدّدة (وقرا) اسم كأنّ منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّره) .
وجملة: «تتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كأن لم يسمعها ... » في محلّ نصب حال ثانية من فاعل ولّى.
وجملة: «لم يسمعها ... » في محلّ رفع خبر (كأن) المخفّفة.
وجملة: «كأنّ في أذنيه وقرا ... » في محلّ نصب بدل من كأن لم يسمعها «6» .
وجملة: «بشره ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك فبشّره ... «7» .
الصرف:
(7) مستكبرا: اسم فاعل من السداسيّ استكبر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «الْكِتابِ الْحَكِيمِ» .
وصف الكتاب بالحكيم مجاز، لأن الوصف بذلك للتملك، هو لا يملك الحكمة، بل يشتمل عليها ويتضمنها، فلأجل ذلك وصف بالحكيم بمعنى ذي الحكمة.
ويجوز أن يكون هناك استعارة بالكناية، أي الناطق بالحكمة كالحي ويجوز أن يكون الحكيم في صفاته عز وجل، ووصف الكتاب به من باب الإسناد المجازي.
الفوائد
1- الاضافة بمعنى «من» :
«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ» فإضافة اللهو إلى الحديث الغاية منها التبيين وضابطها أن يكون الاسم الثاني «من المضاف والمضاف إليه» صالح للإخبار به عن الأول، نحو «خاتم فضة» أي خاتم كائن من فضة.
2- النضر بن الحارث:ذكر المفسرون والمؤرخون، أن النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة بقصد التجارة، ثم يشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم، فيأتي مكة ويحدث أهلها بما فيها، ويقول: إن محمدا يحدثكم بأخبار عاد وثمود، وأنا أحدثكم بأحاديث فارس والروم، فيستحسنون ذلك، وينصرفون عن سماع القرآن، فنزلت بهم هذه الآية. ومن المعلوم أن أسباب النزول، تكون خاصة، ثم تسري أحكامها فيما بعد على العموم.

[سورة لقمان (31) : الآيات 8 الى 9]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)

الإعراب:
(لهم جنّات) مثل لهم عذاب «8» .
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم جنات ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(9) (خالدين) حال مقدّرة منصوبة (فيها) متعلّق بخالدين (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حقا) مفعول مطلق مؤكّد لمضمون الجملة منصوب (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: « (وعد) الله وعدا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة لقمان (31) : آية 10]
خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)

الإعراب:
(بغير) متعلّق بحال من السموات (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ألقى) ، (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن تميد ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تميد «9» .
(بكم) متعلّق ب (تميد) ، (فيها) متعلّق ب (بثّ) (من كلّ) متعلّق ب (بثّ) ومن تبعيضيّة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) ، (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (أنبتنا) ، (من كلّ) متعلّق ب (أنبتنا) ومن تبعيضيّة.
جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ترونها ... » في محلّ جرّ نعت لعمد.
وجملة: «ألقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «تميد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «بثّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
الفوائد
- الزوجية في البنات كما هي في الأحياء:
من عظيم خلق الله، أن الزوجية، وهي الذكورة والأنوثة، موجودة في النبات، كما هي موجودة في الأحياء، وهي سنة من سنن الله، وناموس مما أودعه الله في سائر مخلوقاته، ولئن ذهب بعضهم، في تعليلات غير مقبولة لوجود الازدواجية في الأحياء، وزعم أنها وليدة المصادفة أو التطور أو غير ذلك، فإنه سيقف مبهوتا أمام هذه الازدواجية في النبات الذي لا حياة فيه ولا عقل، ومع ذلك فقد زوّده الله بهذه الثنائية التي تضمن له توالده وتكاثره واستمرار نوعيته. فتبصر هديت إلى الرشد والسداد.

[سورة لقمان (31) : آية 11]
هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلق «10» ، (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (بل) للإضراب الانتقاليّ (في ضلال) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الظالمون.
جملة: «هذا خلق الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أروني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في دعواكم عبادة غير الله فأروني..
وجملة: «خلق الذين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام ماذا.
وجملة: «الظالمون في ضلال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة لقمان (31) : آية 12]
وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وامتنع (لقمان) عن التنوين للعلميّة والعجمة (أن) حرف تفسير «11» ، (لله) متعلّق ب (اشكر) ، (الواو) استئنافيّة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر) ، (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اشكر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «من يشكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشكر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «12» .
وجملة: «إنّما يشكر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يشكر.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «إنّ الله غنيّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «13» .
الصرف:
(لقمان) قيل هو اسم علم أعجميّ، وقيل هو عربيّ منع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف ونون، والأول أظهر ... قيل هو ابن أخي إبراهيم، وقيل هو ابن أخت أيّوب أو ابن خالته.

[سورة لقمان (31) : آية 13]
وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي مفعول به لفعل مقدر تقديره اذكر (لابنه) متعلّق ب (قال) ، (الواو) حاليّة (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم..
(الياء) الثانية مضافة إليه (لا) ناهية جازمة (بالله) متعلّق ب (تشرك) (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد.
جملة: « (اذكر) إذ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال لقمان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هو يعظه ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يعظه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تشرك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ الشرك لظلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الشرك) ، مصدر الثلاثيّ شرك استعمل اسما، فعله من باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
الفوائد
- لقمان الحكيم:
في اسمه قولان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية.
وثانيهما: أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى.
وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا ...
وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها:
أ- قال قتادة: خيّره الله بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال: لو أرسل الله إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة.
ب- قال سعيد بن المسيب:
كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء وقيل: كان خياطا وقيل: راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال: ألست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال:
وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال: وما أصنع؟ قال: غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال:
قدر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني.
ج-
وقال أنس: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال الله تعالى: «وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ» .
د- قال الثعالبي المفسّر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ ...
هـ- قال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل: ابن خالته. وكان في زمنه، وكان داود يقول له: طوبى لك، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقوله: انظروا إلى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة.
وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في مقالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق، فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة، وإن تخيرني أختر العافية، وإنه من يبيع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا. ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحب إلي من أن أعيش قويا عزيزا. وقيل: كان عبدا نجارا، فقال له سيده: اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين، فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بمثل ذلك أن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان. فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
ووقال أبو إسحاق الثعالبي:
كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر، فجاءوه وما معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها، فاسقني وإياهم ماء حميما، ثم أرسلنا لنعود، ففعل فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماء، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وقيل: إنه دخل على داود وهو يسرد الدرع، فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت! فقال: الصمت حكمة، وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما..!
__________
(1) في الآية (56) من هذه السورة
(2) اختلف الجارّ لفظا ومعنى فصحّ التعليق بالفعل نفسه.
(3) أو عطف بيان عليه ... ويجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة أولئك على هدى..
(4) أو هو ضمير فصل لا عمل له.
(5) يجوز أن يكون نعتا لمبتدأ مقدّر، والخبر من يشتري ... أي: بعض الناس من يشتري.
(6) أو حال ثالثة ... أو حال من فاعل يسمعها. هذا وجوّز الزمخشري جعل الجملتين التشبيهيّتين مستأنفتين.
(7) يجوز جعل الجملة معطوفة على ما قبلها برابط السببيّة، والفاء هي الفصيحة.
(8) في الآية (6) من هذه السورة.
(9) يجوز جرّ المصدر المؤوّل بحرف جرّ محذوف بتقدير (لا) نافية قبل الفعل أي:
لئلّا تميد بكم.. والجار متعلّق ب (ألقى) .
(10) أو (ما) مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر، والجملة مفعول ثان ل (أروني) .
(11) تقدّمه فعل فيه معنى القول: آتينا. [.....]
(12) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(13) أو هي تعليل للجواب المقدّر أي استغنى الله عنه فإن الله غنيّ ...


ابوالوليد المسلم 27-07-2022 09:09 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة لقمان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 457)
من صــ 79 الى صـ 92



[سورة لقمان (31) : الآيات 14 الى 15]
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا) ، وعلامة الجرّ الياء (وهنا) مصدر في موضع الحال «1» من أمّه (على وهن) متعلّق بنعت ل (وهنا) ، (الواو) عاطفة (في عاملين) متعلّق بخبر المبتدأ فصاله (أن اشكر لي) مثل أن اشكر لله «2» ، لوالديك متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المصير.
جملة: «وصّينا ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ بين كلام لقمان.
وجملة: «حملته أمّه» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «فصاله في عامين» لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته أمّه.
وجملة: «اشكر لي» لا محلّ لها تفسيريّة لمفهوم التوصية.
وجملة: «إليّ المصير» لا محلّ لها تعليليّة.
(15) (الواو) عاطفة (جاهداك) في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الألف) فاعل، و (الكاف) مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (بي) متعلّق ب (تشرك) ،(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق بخبر ليس (به) حال من علم.
والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (جاهداك) .
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (في الدنيا) متعلّق ب (صاحبهما) ، (معروفا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» أي صحابا معروفا (الواو) عاطفة (إليّ) متعلّق ب (أناب) (ثمّ) حرف عطف (إليّ) الثاني متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرجعكم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدري «4» .
والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم) .
وجملة: «جاهداك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وصّينا ...
وجملة: «تشرك....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ليس لك به علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لا تطعهما ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «صاحبهما....» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اتّبع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «أناب....» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إليّ مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي:
فإنّكم ميّتون ثمّ إليّ مرجعكم ...
وجملة: «أنبئّكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.
وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(وهنا) ، مصدر وهن باب وعد ووثق أي ضعف، ووهنه غيره متعدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
فن عكس الظاهر، أو نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» .
أي لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، وعبّر بنفي العلم عن نفي المعلوم.
الفوائد
الجملة المعترضة:
وهي من الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب، وهي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا وقد وقعت في مواضع، أهمها:
1- بين الفعل ومرفوعه، كقول جويرية بنت زيد:
وقد أدركتني والحوادث جمة ... أسنّه قوم لا ضعاف ولا عزل
2- بين الفعل ومفعوله، كقول أبي النجم العجلي:
وبدلت- والدهر ذو تبدل- ... هيفا دبورا بالصّبا والشّمأل
3- بين المبتدأ وخبره: كقول: معن بن أوس المزني:وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يملكنه ونوائح.
4- بين الشرط وجوابه: كقول النابغة الذبياني:
لعمري- وما عمري عليّ بهيّن ... لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع
الأقارع: بنو قريع بن عوف.
6- بين الموصوف وصفته: كقوله تعالى فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ- لَوْ تَعْلَمُونَ- عَظِيمٌ.
7- بين سوف والفعل، كقول زهير بن أبي سلمى:
وما أدري وسوف- إخال- أدري ... أقوم آل حصن أم نساء
8- بين جملتين مستقلتين: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ- حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ، وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ- أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ.
9- بين الموصول وصلته، كقول جرير:
ذاك الذي- وأبيك- يعرف مالكا ... والحق يدفع ترّهات الباطل
10- بين ما أصله مبتدأ وخبر، كقول محمد بن بشير الخارجي:
لعلك- والموعود حق لقاؤه- ... بدا لك في تلك القلوص بداء
قال البيت في رجل وعده بقلوص ثم مطله والقلوص من النوق الشابة، وجمعها قلص وقلائص، وجمع القلص قلاص.

[سورة لقمان (31) : الآيات 16 الى 19]
يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)

الإعراب:
(يا بنيّ) مرّ إعرابها «5» ، (تك) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر يعود على الخصلة السيئة التي كنّى عنها بالضمير إنّها (من خردل) متعلّق بنعت لحبّة (الفاء) عاطفة (في صخرة) متعلّق بخبر تكن «6» ، (في السموات) مثل في صخرة وكذلك (في الأرض) (بها) متعلّق ب (يأت) ، (خبير) خبر ثان مرفوع.
جملة: «يا بنيّ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول لقمان.
وجملة: «إنّها إن تك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن تك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تكن في صخرة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة إن تك ...
وجملة: «يأت بها الله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله لطيف ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(17) (يا بنيّ) مثل الأولى (بالمعروف) متعلّق ب (اومر) ، (عن المنكر) متعلّق ب (انه) ، (على ما) متعلّق ب (اصبر) ، (من عزم) متعلّق بخبر إنّ....
وجملة: «يا بنيّ (الثانية) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «أقم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اومر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: «انه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: «أصابك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّ ذلك من عزم الأمور» لا محلّ لها تعليليّة.
(18) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (للناس) متعلّق ب (تصعّر) (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق ب (تمش) (مرحا) مصدر في موضع الحال «7» ، (لا) نافية (فخور) نعت لمختال مجرور مثله.
وجملة: «لا تصعّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «لا تمش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّ الله لا يحبّ» لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(19) (الواو) عاطفة (في مشيك) متعلّق ب (اقصد) ، (من صوتك) متعلّق ب (اغضض) «8» ، (اللام) المزحلقة.
وجملة: «اقصد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «اغضض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّ أنكر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(16) صخرة: اسم جامد ذات، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(19) مشيك: مصدر سماعيّ لفعل مشى باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(صوتك) ، الاسم من (صات، يصوت) باب نصر، (ويصات) باب فتح، وهو المصدر أيضا، وزنه فعل بفتح فسكون.
(أنكر) على وزن اسم التفضيل من (نكر) الثلاثيّ باب فرح، وزنه أفعل.
البلاغة
التتميم: في قوله تعالى «إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ..»
والمعنى أنه تمم خفاء الهنة أو الخطيئة في نفسها، بخفاء مكانها من الصخرة، والأخفى من الصخرة، كأن تكون في صخرة مستقرة في أغوار الأرض السحيقة، أو في الأعالي من أجواز الفضاء، ومنه في الشعر قول الخنساء:
وإن صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
فقولها «في رأسه نار» تتميم جميل لا بد منه لتجسيد الظهور والشهرة للسارين والغادين.
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» .
حيث أخلي الكلام من لفظ التشبيه، وأخرج مخرج الاستعارة، فجعلوا حميرا، وجعل صوتهم نهاقا، مبالغة في الذم والتهجين وإفراطا في النهي عن رفع الصوت والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة الموجعة، وكذلك نهاقه.

[سورة لقمان (31) : الآيات 20 الى 21]
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (21)

الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (سخّر) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، وكذلك (في الأرض) صلة ما الثاني.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله سخّر ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ تروا.
(الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (أسبغ) ، (ظاهرة) حال من نعمه منصوبة و (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر من (في الله) متعلّق ب (يجادل) بحذف مضاف أي في توحيده أو صفاته (بغير) حال من فاعل يجادل (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى، كتاب) معطوفان على علم مجروران.
جملة: «تروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «أسبغ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّر.
وجملة: «من الناس من يجادل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها صلة الموصول من.
(21) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (بل) للإضراب الانتقالي (عليه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وجدنا (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلى عذاب) متعلّق ب (يدعوهم) .
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «9» .
وجملة: «أنزل الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نتّبع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي: لا نتّبع ما أنزل الله بل نتّبع ...
وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «كان الشيطان يدعوهم» في محلّ نصب حال من الآباء ...
وجواب لو محذوف يفسّره ما قبله.
وجملة: «يدعوهم ... » في محلّ نصب خبر كان.
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً» .
والمراد بالنعم الظاهرة كل ما يعلم بالمشاهدة، والباطنة ما لا يعلم إلا بدليل.

[سورة لقمان (31) : الآيات 22 الى 25]
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إلى الله) متعلّق ب (يسلم) ، (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بالعروة) متعلّق ب (استمسك) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر عاقبة.
جملة: «من يسلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «10» .
وجملة: «هو محسن ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «استمسك ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إلى الله عاقبة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(23) (الواو) عاطفة (كفر) مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (إلينا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعهم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدري «11» ، (بذات) متعلّق بعليم.
والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ننبّئهم) .
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يسلم.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «12» .
وجملة: «لا يحزنك كفره ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إلينا مرجعهم» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ننبّئهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(24) (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «13» ، (ثمّ) حرف عطف (إلى عذاب) متعلّق ب (نضطرهم) بتضمينه معنى نردّهم.
وجملة: «نمتّعهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نضطرّهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة نمتّعهم.
(25) (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (سألتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) مبتدأ خبره محذوف أي خالقها (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية.
وجملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من كفر.
وجملة: «من خلق ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «الله (خالقها) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) .
البلاغة
التشبيه التمثيلي المركب: في قوله تعالى «فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى» .
حيث شبه حال المتوكل على الله عز وجل، المفوض إليه أموره كلها، المحسن في أعماله، بمن ترقى في جبل شاهق أو تدلى منه، فتمسك بأوثق عروة من حبل متين، مأمون انقطاعه ويجوز أن يكون هناك استعارة في المفرد وهو العروة الوثقى، بأن يشبه التوكل النافع المحمود عاقبته بها، فتستعار له.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ» .
فقد شبه إلزامهم التعذيب وإرهاقهم إياه، باضطرار المضطّر إلى الشيء الذي لا يقدر على الانفكاك منه. والغلظ مستعار من الأجرام الغليظة. والمراد الشدة والثقل على المعذب.
__________
(1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والجملة المقدّرة حال من أمّه.
(2) في الآية (12) من هذه السورة.. وفي قوله (وصّينا) معنى القول دون حروفه، ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (وصّينا) ، وما بين المتعلّقين اعتراض.
(3) يجوز نصبه على نزع الخافض أي: بالمعروف.
(4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي تعملونه ... والجملة صلة أو نعت.
(5) في الآية (13) من السورة.
(6) يجوز أن يكون الفعل تاما فيتعلق الجار بالفعل التام.
(7) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه.
(8) غضّ صوته وغضّ من صوته.
(9) هي في الأصل جملة مقول القول.
(10) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط الجواب معا.
(11) أو اسم موصول- أو نكرة موصوفة- في محلّ جرّ، والعائد محذوف، أي عملوه ... والجملة صلة أو نعت.
(12) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]
(13) أو مفعول فيه نائب عن الظرف متعلّق ب (نمتّعهم) .


ابوالوليد المسلم 01-08-2022 08:31 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة لقمان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 458)
من صــ 92 الى صـ 101





[سورة لقمان (31) : الآيات 26 الى 27]
لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)

الإعراب:
(لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (هو) ضمير فصل «1» ، (الحميد) خبر ثان مرفوع للحرف المشبّه بالفعل.
جملة: «لله ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.
(27) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم «2» ، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (من شجرة) حال من ضمير الوجود «3» ، (أقلام) خبر أنّ مرفوع (الواو) حاليّة (من بعده) متعلّق بحال من سبعة أبحر «4» ، (ما) نافية.
والمصدر المؤوّل (أنّ ما في الأرض ... أقلام) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت..
وجملة: « (ثبت) وجود الأقلام ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «البحر يمدّه ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يمدّه ... سبعة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (البحر) .
وجملة: «ما نفدت كلمات ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
(27) بعض أحكام (لو) :
1- هي خاصة بالفعل، وقد يليها اسم مرفوع معمول لمحذوف يفسره ما بعده:
كقول عمر رضي الله عنه: «لو غيرك قالها يا أبا عبيدة» أو يليها اسم منصوب كذلك، كقولنا: «لو زيدا رأيته أكرمته» ، أو خبر لكان محذوفة، نحو: «التمس ولو خاتما من حديد» .
2- تقع «أنّ» بعدها كثيرا، كقوله تعالى وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وموضع (أن واسمها وخبرها) أي المصدر المؤول عنه- عند جميع النحاة- الرفع، فقال سيبويه: في محلّ رفع مبتدأ ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه، واختصت من بين سائر ما يؤول بالاسم بالوقوع بعد لو وقيل: في محلّ رفع مبتدأ والخبر محذوف، ثم قيل: يقدر الخبر مقدما أي لو ثابت إيمانهم، وقال ابن عصفور: بل يقدر هنا مؤخرا.
وذهب المبرد والزجاج والكوفيون إلى أن المصدر المؤول في محلّ رفع على الفاعلية، والفعل مقدر بعدها، أي (ولو ثبت أنهم آمنوا) . وهذا هو القول الراجح، لأن (لو) تختص بالدخول على الأفعال.
قال الزمخشري: ويجب كون «أنّ» فعلا ليكون عوضا من الفعل المحذوف، ورده ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ
وقالوا: إنما ذاك في الخبر المشتق لا الجامد كالذي في الآية. وقد وجدت آية في التنزيل وقع فيها الخبر مشتقا، ولم ينتبه لها الزمخشري، كما لم ينتبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب وإلا لما منع من ذلك، ولا ابن مالك، وإلا لما استدل بالشعر، وهي قوله تعالى وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ. ونحن نعترض على ابن هشام في وجه الاستشهاد بهذه الآية لأن «لو» في الآية الكريمة هي حرف مصدري وليست لو الشرطية.
3- يغلب دخول «لو» على الماضي، لذا فهي لم تجزم، ولو أريد بها معنى «إن» الشرطية.
4- جواب: «لو» فعل ماض مثبت أو منفي بما، والغالب على المثبت دخول اللام عليه، كقوله تعالى لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً ومن تجرده منها لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً والغالب على المنفي تجرده منها، كقوله تعالى وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ، أو مضارع منفي بلم كقول عمر «لو لم يخف الله لم يعصه» .
5- خداع وغرور:
قال المفسرون: لما نزلت بمكة وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود وقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا أتعنينا أم قومك؟
فقال عليه الصلاة والسلام: كلّا قد عنيت. قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا أوتينا التوراة فيها علم كل شيء. فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- هي في علم الله قليل، وقد أتاكم الله بما إن عملتم به انتفعتم. قالوا: كيف تزعم هذا وأنت تقول (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) فكيف يجتمع علم قليل مع خير كثير فأنزل الله هذه الآية. وقيل إن المشركين قالوا: إن القرآن وما يأتي به محمد يوشك أن ينفد فينقطع، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
[سورة لقمان (31) : آية 28]
ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)

الإعراب:
(ما) نافية (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (إلّا) للحصر (كنفس) متعلّق بخبر المبتدأ خلقكم بحذف مضاف أي كخلق نفس..
جملة: «ما خلقكم ... إلّا كنفس» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله سميع ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.

[سورة لقمان (31) : الآيات 29 الى 30]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)

الإعراب:
(ألم تر أنّ الله يولج) مثل نظيرها «5» ، (في النهار) متعلّق ب (يولج) الأول، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني (كلّ) مبتدأ، والتنوين عوض من المضاف إليه المحذوف (إلى أجل) متعلّق ب (يجري) ...
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يولج) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
(ما) حرف مصدريّ «6» .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... خبير) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله يولج) .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يولج الليل ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يولج النهار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.
وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.
وجملة: «كلّ يجري ... » في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.
وجملة: «يجري ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كل) .
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
(30) (ذلك) مبتدأ (هو) ضمير فصل «7» في الموضعين.. (من دونه) حال من العائد المحذوف.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .
والمصدر المؤوّل (أنّ ما ... الباطل) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها تعليل لما تقدّم.
البلاغة
المخالفة في الصيغة: في قوله تعالى «وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ» .
عطف قوله سبحانه «سخر» على قوله تعالى «يولج» ، والاختلاف بينهما صيغة، لما أن إيلاج أحدهما في الآخر متجدد في كل حين، وأما التسخير فأمر لا تعدد فيه ولا تجدد، وإنما التعدد والتجدد في آثاره.

[سورة لقمان (31) : الآيات 31 الى 32]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)

الإعراب:
(ألم تر أنّ الفلك تجري) مثل نظيرها «8» ، (في البحر) متعلّق ب (تجري) ، (بنعمة) متعلّق بفعل تجري «9» ، (اللام) للتعليل (يريكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من آياته) متعلّق ب (يريكم) ..
والمصدر المؤوّل (أن يريكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تجري) .
(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات «10» ، (شكور) نعت لصبّار مجرور مثله.
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تجري ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(32) (الواو) عاطفة (كالظلل) متعلق بنعت لموج (له) متعلّق بحال من (لدين) وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مقتصد) «11» ، (الواو) استئنافيّة (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد) ، (إلّا) للحصر بعد النفي (كلّ) فاعل يجحد مرفوع (كفور) نعت لختّار مجرور.
وجملة: «غشيهم موج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على الشرط الأول وفعله وجوابه.
وجملة: «نجّاهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «منهم مقتصد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ما يجحد ... إلّا كلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ختّار) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ ختر باب ضرب أي غدّار وخدّاع، وزنه فعّال.
[سورة لقمان (31) : الآيات 33 الى 34]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (يوما) مفعول به منصوب (عن ولده) متعلّق ب (يجزي) ، (لا) زائدة لتأكيد النفي (مولود) معطوف على والد مرفوع مثله «12» ، (هو) مبتدأ خبره (جاز) وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة (عن والده) متعلّق بجاز (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله جاز (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تغرنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لا يغرّنكم) مثل لا تغرّنكم (بالله) متعلّق ب (يغرّنكم) جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اخشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «لا يجزي والد ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) والرابط مقدّر.
وجملة: «هو جاز ... » في محلّ رفع نعت لمولود.
وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: «لا تغرّنكم الحياة» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
إن عرفتم هذه الأحكام فلا تغرّنكم ...
وجملة: «لا يغرّنكم ... الغرور» معطوفة على جملة لا تغرّنكم الحياة ...
(34) (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ علم (في الأرحام) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) نافية (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (تكسب) ، (ما تدري) مثل الأولى (بأيّ) متعلّق ب (تموت) ، (خبير) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «إنّ الله عنده ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عنده علم الساعة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينزّل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «يعلم ما في الأرحام ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «ما تدري نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تكسب غدا ... » في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «ما تدري (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تدري الأولى.
وجملة: «تموت ... » في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «إنّ الله عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(جاز) ، اسم فاعل من (جزى) الثلاثيّ، وزنه فاع، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين فهو اسم منقوص.
(الغرور) ، اسم لما يسبب الانخداع، وجاء في التفسير أنه الشيطان ... وزنه فعول بفتح الفاء.
(الغيث) ، اسم لماء السماء وفعله غاث يغيث، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
للضمائر شأن كبير في الفصاحة والبلاغة، ولها تأثير في قوة الكلام وضعفه، أو توكيده وعدم توكيده، ومن ذلك قوله «وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً» ، فقد ورد الضمير بعد مولود، ولم يرد بعد والد في قوله «لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ» وذلك لسر يتجاوز الإعراب.
انتهت سورة «لقمان» وتليها سورة «السجدة»
__________
(1) أو هو مبتدأ خبره الغنيّ.. والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(2) لا يصحّ هنا تسميتها (حرف امتناع لامتناع) حتّى لا يلزم نفاد الكلمات مع عدم كون كلّ ما في الأرض من شجرة أقلام وهذا باطل ذلك لأن كلّ شيء امتنع ثبت نقيضه، فاذا امتنع (ما نفدت) ثبت نفدت.
(3) أو هو تمييز (ما) .
(4) نعت تقدّم على المنعوت.
(5) في الآية (20) من هذه السورة.
(6) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.
(7) أو هو مبتدأ خبره الحقّ في الأول والعليّ في الثاني، والجملة الاسميّة لكلّ منهما خبر أنّ.
(8) في الآية (20) من هذه السورة مفردات ومصدرا.
(9) والباء للمصاحبة أو السببيّة، أو متعلّق بحال من الفاعل.
(10) أو متعلّق بنعت لآيات.
(11) وفي الآية حذف أي: ومنهم باق على كفره- أو كافر-.
(12) أو هو مبتدأ خبره جملة هو جاز، وقد سوّغ الابتداء بالنكرة اعتمادها على النفي.


ابوالوليد المسلم 01-08-2022 08:42 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة السجدة
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 459)
من صــ 102 الى صـ 112





سورة السّجدة
آياتها 30 آية
[سورة السجده (32) : الآيات 1 الى 2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)

الإعراب:
(تنزيل) مبتدأ مرفوع «1» خبره (من ربّ) ، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ في محلّ نصب، (فيه) متعلّق بخبر لا (من رب) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل «2» .
جملة: «تنزيل الكتاب ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «لا ريب فيه..» لا محلّ لها اعتراضيّة «3» .

[سورة السجده (32) : آية 3]
أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)

الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (بل) للإضراب الإبطاليّ لقولهم افتراه (من ربّك) متعلّق بالحقّ- أو بحال منه- (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والمفعول الثاني تقديره العقاب.
والمصدر المؤوّل (أن تنذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أنزلناه.
(ما) نافية (نذير) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أتاهم (من قبلك) متعلّق ب (أتاهم) «4» .
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «افتراه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تنذر قوما..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «ما أتاهم من نذير..» في محلّ نصب نعت ل (قوما) .
وجملة: «لعلّهم يهتدون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يهتدون..» في محلّ رفع خبر لعلّ.

[سورة السجده (32) : الآيات 4 الى 9]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِ
يمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8)
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (9)
الإعراب:
(الذي) اسم موصول خبر المبتدأ الله في محلّ رفع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق) ، (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (لا) زائدة لتأكيد النفي (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية..
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «ما لكم من دونه..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «5» .
وجملة: «تتذكّرون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تتذكّرون ...
(5) (من السماء) متعلّق ب (يدبّر) بتضمينه معنى ينقل (إلى الأرض) متعلّق ب (يدبّر) ، (إليه) متعلّق ب (يعرج) وفاعل يعرج ضمير يعود على الأمر (في يوم) متعلّق ب (يعرج) ، (ممّا) متعلّق بنعت لألف سنة.
وجملة: «يدبّر..» في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (الله) .
وجملة: «يعرج..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يدبّر.
وجملة: «كان مقداره ألف ... » في محلّ جر نعت ليوم.
وجملة: «تعدّون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(6) (ذلك) مبتدأ خبره عالم (العزيز) خبر ثان مرفوع (الرحيم) خبر ثالث مرفوع.
وجملة: «ذلك عالم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(7) (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ ذلك «6» ، (من طين) متعلّق ب (بدأ) .
وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «بدأ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسن.
وجملة: «خلقه ... » في محلّ نصب نعت لكلّ.. أو في محلّ جرّ نعت لشيء.
(8) (من سلالة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (من ماء) متعلّق بنعت لسلالة.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدأ.
(9) (فيه) متعلّق ب (نفخ) ، (من روحه) متعلّق ب (نفخ) ، وإضافة الروح إليه تعالى تشريف (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله تشكرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.
وجملة: «سوّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.
وجملة: «نفخ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.
وجملة: «جعل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.
وجملة: «تشكرون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مهين) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ مهن باب كرم أي حقر وضعف، وزنه فعيل.
البلاغة
في قوله تعالى «فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» أي في برهة متطاولة من الزمان، فليس المراد حقيقة العدد، وعبّر عن المدة المتطاولة بالألف لأنها منتهى المراتب، وأقصى الغايات، وليس مرتبة فوقها، إلا ما يتفرع منها من أعداد مراتبها.
[سورة السجده (32) : آية 10]
وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (10)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (ضللنا) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه (اللام) المزحلقة (في خلق) متعلّق بخبر إنّ (بل) للإضراب الانتقاليّ (بلقاء) متعلّق بالخبر (كافرون) .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ضللنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه مقول القول.
وجملة: «إنّا لفي خلق جديد..» لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط المقدّر أي: نبعث أو نخرج «7» .
وجملة: «هم ... كافرون..» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة السجده (32) : الآيات 11 الى 14]
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14)

الإعراب:
نائب الفاعل لفعل (وكل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بكم) متعلّق ب (وكّل) ، (إلى ربّكم) متعلّق ب (ترجعون) ، والواو نائب الفاعل.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتوفّاكم ملك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «وكّل بكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ترجعون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
(12) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ومفعول (ترى) البصرية محذوف دلّ عليه المبتدأ بعده أي: المجرمون (إذ) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى) «8» (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (ناكسو) ،(ربّنا) منادى مضاف منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول به منصوب «9» ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه..
وجملة: «لو ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل..
وجواب لو محذوف أي: لرأيت أمرا عجبا.
وجملة: «المجرمون ناكسو..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة النداء وجوابه: في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال أي: «يقولون ربّنا ... » .
وجملة: «أبصرنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «سمعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «ارجعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «نعمل ... » جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترجعنا نعمل، فالجملة لا محلّ لها.
وجملة: «إنّا موقنون..» لا محلّ لها تعليليّة.
(13) (الواو) عاطفة (اللام) رابطة لجواب لو (هداها) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (منّي) متعلّق بحال من القول (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من الجنّة) متعلّق ب (أملأن) ، (أجمعين) حال منصوبة من الجنّة والناس ...
وجملة: «لو شئنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لو ترى ...
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «حقّ القول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة شئنا.
وجملة: «أملأنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر «10» .
(14) (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ، ومفعول ذوقوا محذوف أي:
ذوقوا العذاب «11» ، (هذا) اسم إشارة في محلّ بدل من يومكم.
والمصدر المؤوّل (ما نسيتم..) في محلّ جرّ ب (الباء) - وهي للسببيّة- متعلّق ب (ذوقوا) .
(ما كنتم) مثل ما نسيتم.. والمصدر المؤوّل مثل الأول، والجارّ والمجرور متعلّق ب (ذوقوا) الثاني.
وجملة: «ذوقوا ... » معطوفة على مقول مقدّر لقول مقدّر أي: قيل لهم: تركتم الإيمان فذوقوا....
وجملة: «إنّا نسيناكم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «نسيناكم....» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ذوقوا (الثانية) » معطوفة على جملة ذوقوا (الأولى) .
وجملتا: «نسيتم، كنتم ... » لا محلّ لهما صلتا الموصولين الحرفيّين (ما) .
وجملة: «تعملون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(12) ناكسو: جمع ناكس، اسم فاعل من الثلاثيّ نكس، وزنه فاعل.
(14) الخلد: مصدر الثلاثيّ خلد باب نصر، وهو الاسم منه بمعنى البقاء والدوام، وزنه فعل بضمّ فسكون.
البلاغة
العدول عن الفعلية إلى الاسمية: في قوله تعالى «ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤسهم ... إلى قوله تعالى إنا موقنون» .
عدول عن الجملة الفعلية إلى الجملة الاسمية المؤكدة، إظهارا لثباتهم على الإيقان وكمال رغبتهم فيه، وكل ذلك للجد في الاستدعاء، طمعا في الإجابة إلى ما سألوه من الرجعة وأنى لهم ذلك.
الفوائد
(1) - المجرّد والمزيد من الأفعال:
1- الفعل المجرد: هو ما كانت جميع حروفه أصلية لا يمكن الاستغناء عن واحد منها وهو ثلاثي، مثل: كتب- عدّ ورباعي مثل: دحرج- عسكر.
2- المزيد: هو الفعل الذي طرأ على حروفه الأصلية زيادة حرف أو حرفين أو ثلاثة:
آ- مزيد الثلاثي: يزاد الثلاثي بحرف أو حرفين أو ثلاثة حروف:
1- المزيد بحرف، وله ثلاثة أوزان:
آ- أفعل: مثل: أكرم- أحسن- أعلم..
ب- فعّل: قدّم- نظّم- سوّى.
ج- فاعل: شارك- نازل- سامح.
2- المزيد بحرفين وله ستة أوزان:
آ- افتعل: اجتمع- انتصر- افتتح.
ب- انفعل: انكسر- انقلب- اندفع.
ج- تفاعل: تشارك- تمارض- تلاعب.
د- تفعّل: تقدّم- تنظّم- تعوّد.
هـ- افعلّ: احمرّ- اخضرّ.
وافعالّ: اصفارّ- احمارّ.
3- المزيد بثلاثة حروف وله وزنان:آ- استفعل: استخرج- استعمل- استخدم.
ب- افعوعل: اخشوشن- اعشوشب- اخضوضر.
ب- مزيد الرباعي.
1- يزاد الرباعي بحرف، وله وزن واحد:
تفعلل: تدحرج- تبعثر 2- ويزاد بحرفين، وله وزنان:
آ- افعللّ: اقشعرّ- اطمأنّ- ادلهمّ.
ب- افعنلل: احرنجم (بمعنى اجتمع) افرنقع.
ملاحظة:
1- أحرف الزيادة مجموعة في كلمة (سألتمونيها) 2- عند الحكم على فعل بالزيادة أو التجريد، فإننا نرده إلى الماضي ثم نحكم عليه.
3- أحرف المضارعة أو الضمائر المتصلة أو نون التوكيد أو تاء التأنيث التي تلحق الفعل، لا علاقة لها بالزيادة أو النقصان، فهي تطرح من الحساب.
4- ليست الزيادة بإضافة حرف فقط، بل تكون أيضا بتشديد الحرف: (فهم) تصبح (فهّم) وهذه الزيادة تسمى «التضعيف» . أو نقول: الفعل مزيد بالتضعيف.
(2) - التوكيد بأجمعين:
تختص (أجمعون) من بين ألفاظ التوكيد المعنوي، وتفترق عن أخواتها، بأنها لا تحتاج إلى ضمير يتصل بها ويعود إلى المؤكد، كما ورد في الآية التي نحن بصددها وهي قوله تعالى وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ أما إذا سبقت «أجمعون» بتوكيد، فإنها تعتبر توكيدا مقوّيا للتوكيد الأول، كما في قوله تعالى فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. أما كله فتتبع بأجمع، مثل: (جاء الفريق كله أجمع) . وكلها بجمعاء، مثل (اشتركت العشير كلّها جمعاء) وكلهن بجمع، مثل: عملت النسوة كلهن جمع. أما «جميعا» فتأتي حالا، ولا تعرب توكيدا.
__________
(1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي القرآن.. وكذلك جملة: «لا ريب فيه» ، والجار والمجرور (من ربّ العالمين) ، فهي جمل ثلاث مستقلّة. [.....]
(2) أو هو خبر بعد خبر.. ويجوز أن يتعلّق بحال من الضمير في (فيه)
(3) أو هي في محلّ نصب حال من الكتاب.
(4) أو متعلّق بنعت لنذير.
(5) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الله) ، والموصول (الذي) حينئذ هو نعت للفظ الجلالة أو بدل.
(6) أو هو نعت للرحيم.
(7) لم يجز تعليق (إذا) بجديد- أي لم يصحّ أن تكون جملة إنّا لفي.. هي الجواب- لأن بعد إنّ لا يعمل بما قبلها.
(8) وهو توجيه أبي البقاء.. أو لتحقّق وقوع الرؤية استعمل ظرف المضيّ (إذ) .
(9) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.
(10) يجوز أن يكون القسم هو قوله: حقّ القول منّي أي أقسم لأملأن.
(11) يجوز أن يكون المفعول الإشارة (هذا) أي هذا العذاب.


ابوالوليد المسلم 01-08-2022 08:54 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة السجدة
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 460)
من صــ 1113 الى صـ 124





[سورة السجده (32) : الآيات 15 الى 18]
إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (بآياتنا) متعلق ب (يؤمن) ، (بها) متعلّق ب (ذكّروا) ، (بحمد) متعلّق بحال من الفاعل سبّحوا (الواو) حاليّة (لا) نافية.
جملة: «إنّما يؤمن بآياتنا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «خرّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «سبّحوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «هم لا يستكبرون..» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يستكبرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(16) (عن المضاجع) متعلّق ب (تتجافى) ، (خوفا) مفعول لأجله «1» (مما) متعلّق ب (ينفقون) ، والعائد محذوف.
وجملة: «تتجافى جنوبهم..» في محلّ نصب حال من فاعل سبّحوا «2» .
وجملة: «يدعون..» في محلّ نصب حال من الضمير في جنوبهم «3» .
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ينفقون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون «4» .
(17) (الفاء) عاطفة (لا) نافية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «5» ، ونائب الفاعل لفعل (أخفي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لهم) متعلّق ب (أخفي) ، (من قرّة) متعلّق بحال من ضمير نائب الفاعل (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله أخفي «6» ، (ما) حرف مصدريّ «7» .
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء- التي هي للسببيّة- متعلّق بجزاء.
وجملة: «لا تعلم نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يؤمن ...
وجملة: «أخفي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) .
وجملة: «يعملون..» في محلّ نصب خبر كانوا.
(18) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كمن) متعلّق بخبر المبتدأ من (لا) نافية.
وجملة: «من كان مؤمنا..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «كان فاسقا..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «لا يستوون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(تتجافى) فيه إعلال بالقلب أصله تتجافي بياء في آخره، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا والألف أصلها واو في الثلاثي.
الفوائد
- الكاف المفردة:
وهي الجارة، وتنقسم إلى حرف واسم. أما الحرف، فله خمسة معان:
1- التشبيه نحو «زيد كالأسد» وقوله تعالى أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً.
2- التعليل: أثبته قوم ونفاه الأكثرون، ومثالها قوله تعالى وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ أي أعجب لعدم فلاحهم، وقوله تعالى كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا قال الأخفش لأجل إرسالي فيكم رسولا.
3- الاستعلاء: ذكره الأخفش والكوفيون، وأن بعضهم قيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كخير، أي على خير. وقيل المعنى: بخير، وقيل: هي للتشبيه على حذف مضاف، أي كصاحب خير.
4- المبادرة: وذلك إذا اتصلت ب (ما) في نحو (سلم كما تدخل) (وصلّ كما يدخل الوقت) .
5- التوكيد: وهي الزائدة، كقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
وأما الكاف الاسمية الجارّة، فمرادفة مثل، ولا تقع إلا في الضرورة، كقول العجاج:
بيض ثلاث كنعاج جمّ ... يضحكن عن كالبرد المنهمّ
المنهمّ: الذائب، والشاهد قوله: كالبرد، أي مثل البرد. وقال كثير منهم الأخفش والفارسي: يجوز في الاختيار، فجوّزوا في نحو «زيد كالأسد» ، أن تكون الكاف في موضع رفع خبر بمعنى مثل والأسد مضافا إليه.

[سورة السجده (32) : الآيات 19 الى 21]
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)

الإعراب:
(أمّا) حرف شرط وتفصيل (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جنّات (نزلا) حال منصوبة من جنّات (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) - التي للسببيّة- متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر.
جملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: «لهم جنّات ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعملون..» في محلّ نصب خبر كانوا.
(20) (الواو) عاطفة (أمّا ... النار) مثل أما ... جنّات (كلّما) ظرف متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب أعيدوا (أن) حرف مصدريّ ونصب (منها) متعلّق ب (يخرجوا) ، و (الواو) في (أعيدوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (أعيدوا) ، (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (الذي) نعت ل (عذاب) (به) متعلّق ب (تكذّبون) .
والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أرادوا.
وجملة: «الذين فسقوا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «فسقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «مأواهم النار..» في محلّ رفع خبر المبتدأ «الذين» .
وجملة: «أرادوا....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أعيدوا فيها..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قيل لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «8» .
وجملة: «كنتم به تكذّبون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تكذّبون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
(21) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) للتوكيد، و (هم) مفعول به (من العذاب) متعلّق ب (نذيقنّهم) ، (دون) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقنّهم) .
وجملة: «نذيقنّهم..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.: وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لعلّهم يرجعون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يرجعون..» في محلّ رفع خبر لعلّ.

[سورة السجده (32) : آية 22]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره (أظلم) ، (ممّن) متعلّق بأظلم (بآيات) متعلّق ب (ذكّر) ، (عنها) متعلّق ب (أعرض) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من المجرمين) متعلّق ب (منتقمون) .
جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ذكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أعرض عنها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «إنّا ... منتقمون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف
(منتقمون) ، جمع منتقم، اسم فاعل من الخماسيّ انتقم، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
إن لحروف العطف أسرارا، فلا يصح وضع بعضها موضع بعض، للفوارق بينها، وكلمة ثم في قوله تعالى «ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها» للاستبعاد.
والمعنى: أنّ الإعراض عن مثل آيات الله في وضوحها وإنارتها وإرشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد في العقل والعدل، كما تقول لصاحبك: وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعادا لتركه الانتهاز.
[سورة السجده (32) : الآيات 23 الى 25]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (في مرية) متعلّق بخبر تكن (من لقائه) متعلّق بمرية «9» ، وضمير الغائب في (جعلناه) يعود على موسى- أو على الكتاب- (هدى) مفعول به ثان عامله جعلناه (لبني) متعلّق بهدى.
جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تكن في مرية ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تساءلت عنه فلا تكن.. «10» .
وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(24) (الواو) عاطفة في الموضعين (منهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون) (لمّا) ظرف مبنيّ متضمّن معنى الشرط- أو مجرّد من الشرط- متعلّق بمضمون الجواب- أو ب (جعلنا) ، (بآياتنا) متعلّق ب (يوقنون) .
وجملة: «جعلنا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «يهدون ... » في محلّ نصب نعت لأئمة.
وجملة: «صبروا....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كانوا ... يوقنون..» في محلّ جر معطوفة على جملة صبروا..
وجملة: «يوقنون..» في محلّ نصب خبر كانوا.
(25) (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يفصل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يفصل) ، (في ما) متعلّق ب (يفصل) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) .
وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو يفصل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يفصل ... » في محلّ رفع خبر (هو) .
وجملة: «كانوا.. يختلفون.» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يختلفون..» في محلّ نصب خبر كانوا.

[سورة السجده (32) : الآيات 26 الى 27]
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (يهد) بمعنى يتبيّن، والضمير فيه يعود على أهل مكة، وفاعل يهد محذوف دلّ عليه سياق الكلام في قوله أهلكناه، أي: أولم يهد لهم إهلاكنا.. (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) «11» ، (من القرون) تمييزكم (في مساكنهم) متعلّق ب (يمشون) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «لم يهد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا ولم يهد ...
وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئناف بياني- أو تفسير للفاعل- وجملة: «يمشون ... » في محلّ نصب حال من القرون «12» .
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسمعون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أأصابهم الصمم فلا يسمعون.
(أولم يروا) مثل أولم يهد.. (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إلى الأرض) متعلق ب (نسوق) ، (به) متعلّق ب (نخرج) و (الباء) للسببيّة (منه) متعلّق ب (تأكل) ، (أفلا يبصرون) مثل أفلا يسمعون.
والمصدر المؤوّل (أنّا نسوق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا..
وجملة: «لم يروا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يهد.
وجملة: «نسوق ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «نخرج ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نسوق.
وجملة: «تأكل منه أنعامهم..» في محلّ نصب نعت ل (زرعا) .
وجملة: «يبصرون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أأصابهم العمى فلا يبصرون.
الصرف:
(الجرز) ، صفة مشبّهة من جرزت تجرز الأرض- باب فرح- بمعنى لا تنبت أو أكل نباتها، وزنه فعل بضمتين، جمعه أجراز.
البلاغة
فن المناسبة: في قوله تعالى «أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ» الآية.
والمناسبة قسمان: إما مناسبة في المعاني، وإما مناسبة في الألفاظ وما يهمنا في هذه الآية هو القسم الأول وحدّه: أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتمم كلامه بما يناسبه معنى دون لفظ.
فقد قال تعالى في صدر الآية: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ، وهي موعظة سمعية، لكونهم لم ينظروا إلى القرون الهالكة، وإنما سمعوا بها، فناسب أن يأتي بعدها بقوله «أَفَلا يَسْمَعُونَ» أما بعد الموعظة المرئية، وهي قوله بعد هذه الآية «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ» فقد ناسب أن يقول «أَفَلا يُبْصِرُونَ» لأن الزرع مرئي لا مسموع، ليناسب آخر كل كلام أوله.
الفوائد
- إزاحة وهم:
من الوهم في هذه الآية قول ابن عصفور في قوله تعالى في هذه الآية أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا إن (كم) فاعل يهد، فإن قلت: خرجه على لغة حكاها الأخفش، وهي أن بعض العرب لا يلتزم تصدّر (كم) الخبرية، قلت: قد اعترف برداءتها، فتخريج التنزيل عليها بعد ذلك رداءة، والصواب أن الفاعل مستتر راجع إلى الله سبحانه وتعالى، أي أولم يبين الله لهم، أو إلى الهدى، والأول قول أبي البقاء، والثاني قول الزجاج وقال الزمخشري: الفاعل الجملة، وقد مر أن الفاعل لا يكون جملة، و «كم» مفعول به لأهلكنا، والجملة مفعول يهد، وهو معلق عنها «وكم الخبرية تعلق خلافا لأكثرهم» وقد ذكر الامام النسفي أن الفاعل هو الله عز وجل، بدليل قراءة زيد عن يعقوب (أولم تهد لهم) .
[سورة السجده (32) : آية 28]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (28)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الفتح) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متى هذا الفتح ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم صادقين..» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

[سورة السجده (32) : الآيات 29 الى 30]
قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)

الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا ينفع) ، (لا) نافية (الذين) مفعول به، والفاعل (إيمانهم) (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى، ونائب الفاعل في (ينظرون) هو الواو.
جملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا ينفع ... إيمانهم.» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا هم ينظرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا ينفع.
وجملة: «ينظرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(30) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة.
وجملة: «أعرض عنهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
إن أعرضوا عنك فأعرض.
وجملة: «انتظر....» معطوفة على جملة أعرض....
وجملة: «إنّهم منتظرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
انتهت سورة «السجدة» وتليها سورة «الأحزاب»
__________
(1) أو مصدر في موضع الحال.. أو مفعول مطلق لفعل محذوف، ومثله طمعا.
(2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
(3) يجوز أن تكون استئنافيّة، فلا محلّ لها.
(4) أو معطوفة على جملة يدعون تأخذ إعرابها. [.....]
(5) أو اسم استفهام مبتدأ: والجملة بعده خبر، وجملة الاستفهام مفعول تعلم حيث علق الفعل بالاستفهام.
(6) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي: جوزوا جزاء.
(7) أو اسم موصول، في محلّ جرّ والعامل محذوف.
(8) هي في الأصل جملة مقول القول.
(9) في إرجاع الضمير أقوال كثيرة للمفسّرين.
(10) وجملة الشرط وجوابه لا محلّ لها اعتراضيّة.
(11) أو متعلّق بمحذوف حال من القرون.
(12) أو من الضمير في (لهم) .. ويجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.


ابوالوليد المسلم 01-08-2022 09:08 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأحزاب
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 461)
من صــ 124 الى صـ 137





سورة الأحزاب
من الآية 1 إلى الآية 30
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (النبيّ) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين.
جملة النداء: «يأيّها..» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «اتّق ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا تطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّ الله كان عليما ... » لا محلّ لها تعليل للأمر وتأكيد لمضمونه.
وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(2) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب، ونائب الفاعل لفعل (يوحى) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (يوحى) ، (من ربّك) متعلّق ب (يوحى) «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» ...
وجملة: «اتّبع..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «يوحى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّ الله كان..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان.. خبيرا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
(3) (الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (وكيلا) حال منصوبة «3» .
وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «كفى بالله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اتّق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، ومضارعه يتّقي، وزنه افتع «4» .
الفوائد
- لا أمان للكافرين:
نزلت هذه الآية، في أبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور، وعمرو بن سفيان السلمي، وذلك أنهم قدموا المدينة، ونزلوا على عبد الله بن أبيّ بن سلول، رأس المنافقين، بعد قتال أحد، وقد أعطاهم النبي صلّى الله عليه وسلّم الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده عمر بن الخطاب ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، فندعك وربك. فشق ذلك على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي في قتلهم، فقال: إني أعطيتهم الأمان. فقال عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم عمر رضي الله عنه أن يخرجهم من المدينة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 4 الى 5]
ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5)

الإعراب:
(ما) نافية (لرجل) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (قلبين) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (في جوفه) متعلّق بنعت لقلبين (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (اللائي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواج (منهنّ) متعلّق ب (تظاهرون) بتضمينه معنى تتباعدون (أمّهاتكم) مفعول به ثان منصوب عامله جعل، ومثله (أبناءكم) للفعل الثالث (بأفواهكم) متعلّق بحال من قولكم والعامل فيها الإشارة.
جملة: «ما جعل الله لرجل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما جعل أزواجكم» لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: «تظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) .
وجملة: «ما جعل أدعياءكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ذلكم قولكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «الله يقول الحقّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم قولكم.
وجملة: «يقول الحقّ..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «هو يهدي..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يقول.
وجملة: «يهدي السبيل..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
(5) (لآبائهم) متعلّق ب (ادعوهم) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بأقسط (الفاء) عاطفة (تعلموا) مضارع مجزوم فعل الشرط (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (إخوانكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (في الدين) متعلّق بإخوانكم لأنه على معنى المشتقّ أي موافقوكم في الدين (مواليكم) معطوف على إخوانكم ب (الواو) مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق بخبر ليس (في ما) متعلّق بجناح (به) متعلّق ب (أخطأتم) ، (لكن) للاستدراك (ما) موصول معطوف على ما السابق في محلّ جرّ «5» ، (الواو) استئنافيّة (رحيما) خبر ثان منصوب.
وجملة: «ادعوهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو أقسط..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لم تعملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوهم..
وجملة: « (هم) إخوانكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تعلموا ...
وجملة: «أخطأتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «تعمّدت قلوبكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «كان الله غفورا..» لا محلّ لها استئنافيّة..
الصرف:
(جوف) ، اسم جامد لداخل الجسم في الإنسان أو الحيوان أو غيرهما، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(أدعياء) ، جمع دعيّ، صفة مشبّهة وزنه فعيل بمعنى مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله دعيو بكسر العين وسكون الياء، اجتمع الياء والواو في الكلمة والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى ...
وجمعه على أفعلاء غير مقيس لأن فعيل هنا ليس على معنى فاعل كتقيّ وأتقياء، وقياسه أن يكون على وزن فعلى بفتح فسكون كقتيل وقتلى.
الفوائد
هل يكون للرجل قلبان؟
قال المفسرون: نزلت في أبي معمر حميد بن معمر الفهري، وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع، فقالت قريش: ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلا وله قلبان، وكان يقول: إن لي قلبين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد. فلما هزم الله المشركين يوم بدر، انهزم أبو معمر، فلقيه أبو سفيان، وإحدى نعليه في يده، والأخرى في رجله، فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس. فقال: انهزموا، فقال له: فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده،
وعن أبي ظبيان قال: قلنا لابن عباس- رضي الله عنهما-: أرأيت قول الله:
ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ما عنى بذلك؟ قال: قام نبي الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوما يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون أنّ له قلبين: قلبا معكم، وقلبا معهم. فأنزل الله ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن.
أما الحديث عن الظهار، فسيرد مفصلا في سورة المجادلة، إن شاء الله تعالى.
2- إبطال عادة التبنيّ:
أفادت الآية نسخ التبني وإلغاءه، وذلك أن الرجل كان في الجاهلية يتبنى الرجل، فيجعله كالابن المولود، يدعوه إليه الناس، ويرث ميراثه،
وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم أعتق زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي، وتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، فلما تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد بن حارثة، قال المنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله هذه الآية،
ونسخ بها التبني. وسيرد المزيد عن هذه القصة، في آيات لاحقة من هذه السورة، إن شاء الله.
[سورة الأحزاب (33) : آية 6]
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6)

الإعراب:
(بالمؤمنين) متعلّق بأولى (من أنفسهم) متعلّق بأولى (بعضهم) مبتدأ ثان خبره أولى (ببعض) متعلّق بالخبر أولى (في كتاب) متعلّق بأولى «6» ، (من المؤمنين) متعلّق بأولى «7» ، (إلّا) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن تفعلوا ... ) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
(إلى أوليائكم) متعلّق ب (تفعلوا) بتضمينه معنى تقدّموا (في الكتاب) متعلّق ب (مسطورا) .
جملة: «النبيّ أولى..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أزواجه أمّهاتهم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولو الأرحام بعضهم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «بعضهم أولى..» في محلّ رفع خبر (أولو) .
وجملة: «تفعلوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «كان ذلك.. مسطورا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(الأرحام) ، جمع رحم، وهي القرابة، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ» .
تشبيه لهن بالأمهات في بعض الأحكام، وهي: وجوب تعظيمهنّ واحترامهن، وتحريم نكاحهن ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: «لسنا أمهات النساء» تعني أنهنّ إنما كنّ أمهات الرجال، لكونهن محرمات عليهم كتحريم أمّهاتهم، ولهذا كان لا بد من تقدير أداة التشبيه فيه.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 7 الى 8]
وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (8)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم صرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (من النبيين) متعلّق ب (أخذنا) ، وكذلك (منك) و (من نوح) ، (إبراهيم) معطوف على نوح مجرور بالفتحة (ابن) نعت لعيسى أو بدل، أو عطف بيان عليه مجرور (منهم) متعلّق ب (أخذنا) الثاني.
جملة: «أخذنا..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أخذنا (الثانية) » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا (الأولى) .
(8) (اللام) للتعليل (يسأل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على الله (عن صدقهم) متعلّق ب (يسأل) ، (للكافرين) متعلّق ب (أعدّ) .
والمصدر المؤوّل (أن يسأل ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا) «8» .
وجملة: «يسأل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أعدّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا.
البلاغة
عطف الخاص على العام: في قوله تعالى: «وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» .
لأن هؤلاء الخمسة المذكورين هم أصحاب الشرائع والكتب، وأولو العزم من الرسل، فآثرهم بالذكر، للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم، وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع، وأساطين أولي العزم من الرسل. وتقديم نبينا عليه الصلاة والسلام لإبانة خطره الجليل.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً» .
والغلظ: استعارة من وصف الأجرام، والمراد عظم الميثاق وجلالة شأنه.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 9 الى 15]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (13)
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (14) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلاً (15)

الإعراب:
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب «9» (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمنادى- أو بدل منه- (عليكم) متعلّق بنعمة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب بدل من نعمة بدل اشتمال «10» ، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (ما) حرف مصدريّ «11» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (بصيرا) .
جملة النداء: «يا أيّها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «جاءتكم جنود....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءتكم.
وجملة: «لم تروها ... » في محلّ نصب نعت ل (جنودا) .
وجملة: «كان الله ... بصيرا» لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
(10) (إذ) بدل من الأول في محلّ نصب (من فوقكم) متعلّق بحال من فاعل جاؤوكم، وكذلك (من أسفل) فهو معطوف على الأول (منكم) متعلّق بأسفل (إذ) معطوف على إذ السابق (بالله) متعلّق ب (تظنّون) «12» ، و (الألف) في (الظنونا) زائدة.
وجملة: «جاؤوكم....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «زاغت الأبصار» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بلغت القلوب..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت.
وجملة: «تظنّون....» في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت.
(11) (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (ابتلي) ، (زلزالا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «ابتلي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «زلزلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلي.
(12) (إذ) معطوف على إذ السابق (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرض (ما) حرف للنفي (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول به ثان منصوب عامله وعدنا «13» .
وجملة: «يقول المنافقون....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «في قلوبهم مرض» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما وعدنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
(13) (إذ) معطوف على إذ السابق (منهم) متعلّق بنعت من طائفة (لكم) متعلّق بخبر لا النافية للجنس (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) استئنافيّة (منهم) نعت لفريق (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عورة) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر..
وجملة: «قالت طائفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا مقام لكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ارجعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا مقام لكم «14» .
وجملة: «يستأذن فريق ... » لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من فريق.
وجملة: «إنّ بيوتنا عورة..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما هي بعورة..» في محلّ نصب حال «15» .
وجملة: «إن يريدون إلّا فرارا» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ونائب الفاعل لفعل دخلت ضمير مستتر تقديره هي أي المدينة (عليهم) متعلّق ب (دخلت) ، (من أقطارها) متعلّق ب (دخلت) ، و (الواو) في (سئلوا) نائب الفاعل (الفتنة) مفعول به منصوب (اللام) رابطة لجواب لو (ما) نافية (بها) متعلّق ب (تلبّثوا) ، (إلّا) للحصر (يسيرا) ظرف منصوب متعلّق ب (تلبّثوا) - وهو صفة نائبه عن موصوف- أي زمنا يسيرا.
وجملة: «لو دخلت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستأذن.
وجملة: «سئلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلت.
وجملة: «آتوها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم عن الفعلين «16» .
وجملة: «ما تلبّثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
(15) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم مبني على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (عاهدوا) ، (لا) نافية (الأدبار) مفعول به ثان منصوب «17» ، (الواو) استئنافيّة ...
وجملة: «كانوا عاهدوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لو دخلت ...
وجملة: «عاهدوا ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «لا يولّون ... » لا محلّ لها جواب القسم لفعل عاهدوا ...
وجملة: «كان عهد الله مسئولا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

__________
(1) أو بمحذوف حال من الضمير المستتر نائب الفاعل.
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.
(3) أو تمييز منصوب.
(4) وفيه إبدال.. انظر البحث في الآية (24) من سورة البقرة.
(5) يجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي: ما تعمّدته قلوبكم مسئولون عنه..
(6) يجوز تعليقه بحال من الضمير في أولى، وهو العامل. [.....]
(7) يجوز تعليقه بحال من (أولو الأرحام) على سبيل التبيين.
(8) في الكلام التفات عن التكلم إلى الغيبة.
(9) و (ها) للتنبيه لا محلّ لها من الإعراب.
(10) يجوز تعليقه بنعمة.
(11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة صلة.
(12) بمعنى تشكّون.. أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (الظنون) مفعول أوّل.
(13) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو نوعه أي: ألّا وعد الغرور، والمفعول الثاني مقدّر أي النصر ...
(14) رابط السببيّة بين جملتي الخبر والإنشاء يجيز العطف بينهما.
(15) أو هي معطوفة على جملة مقول القول.
(16) أي: لأعطوا المدينة وفعلوا الفتنة.
(17) والمفعول الأول مقدّر أي: يولّون العدو الأدبار.


ابوالوليد المسلم 01-08-2022 09:17 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأحزاب
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 462)
من صــ 137 الى صـ 147


الصرف:
(10) الحناجر: جمع حنجرة- منتهى الحلقوم- اسم جامد، وزنه فعللة بفتح الفاء وسكون العين (10) (الظنونا) ، جمع الظنّ مصدر سماعيّ للثلاثيّ ظنّ باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وقد ثبتت الألف بعد النون في رسم المصحف مراعاة للوصل.
(11) (زلزالا) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ زلزل، وقد جاء المصدر على هذه الصيغة- غير صيغة زلزلة- لأن الفعل من المضاعف الرباعي، وزنه فعلال بكسر فسكون.
(13) يثرب: اسم المدينة المنوّرة، وزنه يفعل بفتح الياء وكسر العين، وقد منع من التنوين للعلميّة والتأنيث، أو وزن الفعل.
(14) أقطار: جمع قطر، اسم بمعنى الناحية والبلد، وزنه فعل
بضمّ فسكون والجمع أفعال.
الفوائد
غزوة الأحزاب (الخندق) :
لم يقر لعظماء بني النضير قرار بعد جلائهم عن ديارهم، وإرث المسلمين لها، بل كان في نفوسهم دائما أن يأخذوا ثأرهم، ويستردوا بلادهم، فذهب جمع منهم إلى مكة، وقابلوا رؤساء قريش، وحرضوهم على حرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنّوهم المساعدة، فوجدوا منهم قبولا لما طلبوه، ثم جاؤوا إلى قبيلة غطفان، وحرضوا رجالها كذلك، وأخبروهم بمبايعة قريش لهم على الحرب، فوجدوا منهم ارتياحا. فتجهزت قريش وأتباعهم، يرأسهم أبو سفيان، ويحمل لواءهم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، وعددهم أربعة آلاف، معهم ثلاثمئة فرس وألف بعير. وتجهزت غطفان يرأسهم عيينة بن حصن، وكان معه ألف فارس وتجهزت بنو مرّة، يرأسهم الحارث بن عوف، ومعهم أربعمائة. وتجهزت بنو أشجع، يرأسهم أبو مسعود بن رخيلة وتجهزت بنو سليم، يرأسهم سفيان بن عبد شمس، وهم سبعمائة وتجهزت بنو أسد، يرأسهم طليحة بن خويلد الأسدي وعدة الجميع عشرة آلاف مقاتل، قائدهم العام أبو سفيان. ولما بلغه عليه الصلاة والسلام أخبار هاته التجهيزات، استشار أصحابه فيما يصنع؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بعمل الخندق، وهو عمل لم تكن العرب تعرفه، فأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين بعمله، وشرعوا في حفره شمالي المدينة، من الحرّة الشرقية إلى الحرة الغربية أما بقية حدود المدينة، فمشتبكة بالبيوت والنخيل، لا يتمكن العدو من الحرب جهتها. وقد قاسى المسلمون صعوبات جسيمة في حفر الخندق، وعمل معهم عليه الصلاة والسلام، فكان ينقل التراب متمثلا بشعر ابن رواحة:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا
فخرج من عنده، وتوجه إلى بني قريظة، فقال: يا بني قريظة، تعرفون ودّي لكم، وخوفي عليكم، وإني محدثكم حديثا فاكتموه عني. قالوا: نعم. فقال: لقد رأيتم ما حل بإخوانكم من بني قينقاع والنضير، وإن قريشا وغطفان ليسوا مثلكم، فإن ظفروا ربحوا، وإن هزموا رجعوا إلى بلادهم. فأرى ألا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم سبعين شريفا رهائن، حتى لا يتركوكم ويرتحلوا عنكم فاستحسنوا رأيه، وأجابوه إلى ذلك. ثم قام من عندهم، وتوجه إلى قريش، فاجتمع برؤسائهم، وقال: إني محدثكم بحديث، فاكتموه عني. قالوا: نفعل، فقال لهم: إن بني قريظة قد ندموا على ما فعلوه مع محمد، وخافوا منكم أن ترجعوا وتتركوهم معه، فقالوا له: أيرضيك أن نأخذ جمعا من أشرافهم، وترد جناحنا الذي كسرت (يريد بني النضير) فرضي بذلك منهم، وها هم مرسلون إليكم فاحذروهم ثم أتى غطفان فأخبرهم بمثل ذلك فأرسل أبو سفيان وفدا لقريظة، يدعوهم للقتال غدا، فأجابوا: إنا لا يمكننا أن نقاتل في السبت، ولم يصبنا ما أصابنا إلا من التعدي فيه، ومع ذلك فلا نقاتل حتى تعطونا رهائن منكم، كي لا تتركونا وتذهبوا إلى بلادكم، فتحققت قريش وغطفان صدق كلام نعيم بن مسعود، وتفرقت القلوب، وخاف بعضهم بعضا، وكان عليه الصلاة والسلام قد ابتهل إلى الله عز وجل الذي لا ملجأ إلا إليه، ودعاه بقوله: (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم) وقد أجاب الله دعاءه عليه الصلاة والسلام، فأرسل إلى الأعداء ريحا باردة في ليلة مظلمة، فخاف المشركون أن تتفق اليهود مع المسلمين ويهجموا عليهم، فأجمعوا أمرهم على الرحيل قبل أن يصبح الصباح. ومع إطلالة الفجر خلت الأرض منهم، وكفى الله المؤمنين القتال.

[سورة الأحزاب (33) : آية 16]
قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16)

الإعراب:
(فررتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من الموت) متعلّق ب (فررتم) ، (الواو) عاطفة (إذا) بالتنوين: حرف جواب (لا) نافية، و (الواو) في (تمتّعون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق «1» نائب عن المصدر فهو صفته أي: تمتّعا قليلا.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لن ينفعكم الفرار ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن فررتم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «لا تمتّعون إلّا قليلا..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا نفعكم ظاهرا لا تمتّعون....

[سورة الأحزاب (33) : آية 17]
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (17)

الإعراب:
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره (ذا) ، (الذي) اسم موصول بدل من ذا في محلّ رفع (من الله) متعلّق ب (يعصمكم) ، (إن أراد) مثل إن فررتم «2» ، (بكم) متعلّق بحال من (سوءا) ، (أو) حرف عطف (أراد بكم رحمة) مثل أراد بكم سوءا (الواو) عاطفة (لا) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يجدون (من دون) متعلّق بحال من (وليّا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من ذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يعصمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أراد (الأولى) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «أراد (الثانية) ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد (الأولى) .
وجملة: «لا يجدون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: سيعذّبون ولا يجدون ...
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 18 الى 20]
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20)

الإعراب:
(قد) حرف تحقيق «31» ، (منكم) متعلّق بحال من المعوّقين (لإخوانهم) متعلّق بالقائلين (هلّمّ) اسم فعل أمر بمعنى أقبلوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (إلينا) متعلّق ب (هلّم) ، (الواو) حاليّة (لا) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (أشحّة) حال منصوبة من فاعل يأتون (عليكم) متعلّق بأشحّة..
جملة: «يعلم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(1) لأن علم الله محقّق في كلّ وقت. [.....]
وجملة: «هلمّ ... » في محلّ نصب مقول القول عامله القائلين.
وجملة: «لا يأتون ... » في محلّ نصب حال.
(الفاء) عاطفة (إليك) متعلّق ب (ينظرون) ، (كالذي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ينظرون أو تدور وهو بحذف مضاف أي كنظر الذي أو كدوران عين الذي.. (عليه) نائب الفاعل لفعل يغشى (من الموت) متعلّق ب (يغشى) ، ومن سببيّة (الفاء) عاطفة (بألسنة) متعلّق ب (سلقوكم) ، (أشحّة) حال منصبة من فاعل سلقوكم (على الخير) متعلّق بأشحّة (الفاء) عاطفة (على الله) متعلّق بالخبر (يسيرا) .
وجملة: «جاء الخوف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «رأيتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) وجملة: «تدور أعينهم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ينظرون.
وجملة: «يغشى عليه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ذهب الخوف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سلقوكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أولئك لم يؤمنوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم يؤمنوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «أحبط الله....» في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يؤمنوا.
وجملة: «كان ذلك.... يسيرا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
(20) (الواو) عاطفة (لو) حرف تمنّ (في الأعراب) متعلّق ب (بادون) ، (عن أنبائكم) متعلّق ب (يسألون) (لو) الثاني حرف شرط غير جازم (فيكم) متعلّق بخبر كانوا (ما) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «4» .
وجملة: «يحسبون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في أعمالهم «5» .
وجملة: «لم يذهبوا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان.
وجملة: «إن يأت الأحزاب ... » معطوفة على جملة يحسبون.
وجملة: «يودّوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
والمصدر المؤوّل (أنّهم بادون ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّوا..
وجملة: «يسألون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (بادون) «6» .
وجملة: «لو كانوا فيكم ... » معطوفة على جملة يحسبون.
وجملة: «ما قاتلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(18) المعوّقين: جمع المعوّق، اسم فاعل من الرباعيّ عوّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين، بمعنى المثبطين.
(19) أشحّة: جمع شحيح صفة مشبّهة من الثلاثيّ شحّ باب ضرب بمعنى بخل، وقد يأتي من باب نصر وباب فتح- وهذا الجمع- وزنه أفعلة- غير قياسيّ، فقياس فعيل الوصف الذي اتّحدت عينه ولامه أن يجمع على أفعلاء مثل خليل وأخلّاء وظنين وأظنّاء، وقد سمع أشحّاء.
(حداد) ، جمع حديد بمعنى القاطع وزنه فعيل، صفة مشبّهة من الثلاثيّ حدّ السيف باب ضرب أي ردّه وأصبح قاطعا، ووزن حداد فعال بكسر الفاء.. وثمّة جمع آخر هو أحدّاء زنة أفعلاء.
(20) بادون: اسم فاعل من الثلاثيّ بدا، وزنه فاعون، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع شأن الاسم المنقوص، أصله باديون، ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال- إعلال بالتسكين- التقى ساكنان فحذفت الياء.. وهو إعلال بالحذف.
البلاغة
1- فن التندير: في قوله تعالى «فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» . وهو فن ألمع إليه صاحب نهاية الأرب، وابن أبي الإصبع. وحدّه: أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة، أو نكتة مستطرفة، وهو يقع في الجد والهزل، فهو لا يدخل في نطاق التهكم، ولا في نطاق فن الهزل الذي يراد به الجد، ويجوز أن يدخل في نطاق باب المبالغة. وذلك واضح في مبالغته تعالى في وصف المنافقين بالخوف والجبن، حيث أخبر عنهم أنهم تدور أعينهم حالة الملاحظة كحالة من يغشى عليه من الموت.
2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ» .
حيث شبه اللسان بالسيف ونحوه، على طريق الاستعارة المكنية، فحذف المشبه به، واستعار شيئا من خصائصه وهو الضرب، وهذه الاستعارة تتأتى على تفسير السلق بالضرب.
الفوائد
- (لو) المصدرية:
من أوجه (لو) أن تأتي حرفا مصدريا ك (أن) إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوعها بعد: ودّ أو يودّ أو ما في معناها، كقوله تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ.
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) نافية، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على الوعد (إلّا) أداة حصر (إيمانا) مفعول به ثان عامله زادهم.
جملة: «رأى المؤمنين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هذا ما وعدنا الله....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صدق الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «7» .
وجملة: «وعدنا الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ما زادهم إلّا إيمانا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.
البلاغة
فن تكرير الظاهر: في قوله تعالى «وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» .
وهذا التكرير والإظهار، مع سبق الذكر، للتعظيم، ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم الله تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة، فقال «وصدقا» . وقد كره النبي ذلك، حين رد على أحد الخطباء، الذين تكلموا بين يديه، إذ قال: ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) له: بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله، قصد إلى تعظيم الله تعالى.
__________
(1) أو مفعول فيه نائب عن ظرف أي زمنا قليلا.
(2) في الآية السابقة (16) .
(3) لأن علم الله محقّق في كلّ وقت. [.....]
(4) أو مفعول فيه نائب عن الظرف متعلّق ب (قاتلوا) .
(5) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(6) يجوز أن تكون الجملة خبرا ثانيا للحرف المشبّه بالفعل إنّ.
(7) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .


ابوالوليد المسلم 01-08-2022 09:29 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأحزاب
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الحادى والعشرون
(الحلقة 463)
من صــ 147 الى صـ 156





[سورة الأحزاب (33) : الآيات 23 الى 24]
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (24)

الإعراب:
(من المؤمنين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (رجال) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليه) متعلّق ب (عاهدوا) ، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ من (الواو) عاطفة (ما) نافية (تبديلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «من المؤمنين رجال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صدقوا..» في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: «عاهدوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «منهم من قضى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «منهم من (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الأولى) .
وجملة: «ينتظر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «ما بدّلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الثانية) «1» .
(24) (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بصدقهم) متعلّق ب (يجزي)والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صدقوا) «2» .
(الواو) عاطفة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يجزي) ، (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (أو) حرف عطف (يتوب) معطوف على (يعذّب) منصوب، (عليهم) متعلّق ب (يتوب) ..
وجملة: «يجزي الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي.
وجملة: «إن شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء تعذيبهم عذّبهم بأن يميتهم على النفاق.
وجملة: «يتوب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب ...
وجملة: «إن الله كان....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان غفورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(نحبه) اسم بمعنى الموت وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد
- من وجوه (من) :
تأتي (من) نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها ربّ، في قول سويد بن أبي كاهل:
ربّ من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنّى لي موتا لم يطع
ووصفت بالنكرة، في نحو قولهم: (مررت بمن معجب لك) وقال حسان رضي الله عنه:فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حبّ النبي محمد إيانا
يروى برفع «غيرنا» فيحتمل أن (من) على حالها، ويحتمل الموصولية. وعليهما فالتقدير (على من هو غيرنا) والجملة صفة أو صلة وقال تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ. فجزم جماعة بأنها موصوفة، وهو بعيد لقلة استعمالها وآخرون بأنها موصولة. وقال الزمخشري: إن قدرت «ال» في «الناس» للعهد فموصولة، كقوله تعالى وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ، أو للجنس فموصوفة، كما في الآية التي نحن بصددها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 25 الى 27]
وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (27)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بغيظهم) متعلّق بحال من الموصول أي متلبّسين بغيظهم (القتال) مفعول به ثان منصوب (كان الله قويّا عزيزا) مثل كان غفورا رحيما «3» .
جملة: «ردّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم ينالوا ... » في محلّ نصب حال ثانية من الموصول.
وجملة: «كفى الله المؤمنين....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كان الله قويا ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضي.
(26) (الواو) عاطفة (من أهل) متعلّق بحال من فاعل ظاهروهم (من صياصيهم) متعلّق ب (أنزل) ، (في قلوبهم) متعلّق ب (قذف) ، (فريقا) مفعول به مقدّم عامله تقتلون ...
وجملة: «أنزل....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ظاهروهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «قذف....» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل «4» .
وجملة: «تقتلون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في قلوبهم..
وجملة: «تأسرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تقتلون..
(27) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة، أما الخامسة فاستئنافيّة (أرضهم) مفعول به ثان منصوب (على كلّ) متعلّق ب (قديرا) .
وجملة: «أورثكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لم تطؤوها ... » في محلّ نصب نعت ل (أرضا) .
وجملة: «كان الله.. قديرا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صياصيهم) ، جمع صيصية أو صيصة، اسم لما يتحصّن به حتّى الشوكة في رجل الديك أو السمك أو قرن الثور..
ووزن صيصية فعلية بكسر الفاء واللام وفتح الياء المخفّفة، ووزن صيصة فعلة بكسر الفاء وفتح اللام ووزن صياصي فعالي بفتح الفاء.
البلاغة
فن المناسبة: في قوله تعالى «وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ» إلخ الآية.
وهذا الفن ضربان: مناسبة في المعاني، ومناسبة في الألفاظ، وما ورد في هذه الآية من الضرب الأول، لأن الكلام لو اقتصر فيه على مادون الفاصلة، لأوهم ذلك بعض الضعفاء أن هذا الإخبار موافق لاعتقاد الكفار في أن الريح التي حدثت كانت سببا في رجوعهم خائبين وكفي المؤمنين قتالهم، والريح إنما حدثت اتفاقا، كما تحدث في بعض وقائعهم وقتال بعضهم لبعض، وظنوا أن ذلك لم يكن من عند الله، فوقع الاحتراس بمجيء الفاصلة، التي أخبر فيها سبحانه أنه قوي عزيز، قادر بقوته على كل شيء ممتنع، وأن حزبه هو الغالب، وأنه لقدرته يجعل النصر للمؤمنين أفانين متنوعه.
الفوائد
- غزوة بني قريظة:
لما أراح الله عز وجل نبيه (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه من الأحزاب، أراد أن يخلع لباس الحرب، فأوحي إليه أن ينهي حسابه مع بني قريظة، فقال لأصحابه: لا يصلينّ أحد منكم العصر إلا في بني قريظة، فساروا مسرعين، وتبعهم عليه الصلاة والسلام، ولواؤه بيد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وخليفته على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف. وقد أدرك جماعة من الأصحاب صلاة العصر في الطريق، فصلاها بعضهم، حاملين الأمر على قصد السرعة، وآخرون لم يصلوها إلا في بني قريظة، بعد مضيّ وقتها، حاملين الأمر على ظاهره، فلم يعنف رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أحدا منهم. فلما بدا جيش المسلمين لبني قريظة، ألقى الله الرعب في قلوبهم، فحاصرهم المسلمون خمسا وعشرين ليلة، فعند ما يئسوا طلبوا من المسلمين أن ينزلوا على ما نزل عليه بنو النضير، من الجلاء بالأموال، وترك السلاح،فلم يقبل الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) ذلك منهم، فطلبوا النجاة بأنفسهم، فلم يرض أيضا، بل قال: لا بد من النزول والرضى بما يحكم عليهم، خيرا كان أو شرا. فعند ما لم يجدوا محيصا عن قبول الحكم قال لهم عليه الصلاة والسلام: أترضون بحكم سعد بن معاذ؟
قالوا: نعم، فأرسل إليه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فاحتمل، لإصابته في أكحله وهو شريان الذراع يوم الخندق، ولما أقبل على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، ففعلوا، فقال له الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) : احكم فيهم يا سعد! فالتفت سعد- رضي الله تعالى عنه- للناحية التي ليس فيها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وقال: عليكم عهد الله وميثاقه أن الحكم كما حكمت، قالوا: نعم، فالتفت إلى الجهة التي فيها الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وقال: وعلى من هنا كذلك؟ وهو غاض طرفه إجلالا لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قالوا:
نعم. قال: فإني أحكم أن تقتلوا الرجال، وتسبوا النساء والذرية. فقال عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات. فجمع صلّى الله عليه وسلّم الغنائم فخمّست مع النخل، بعد أن نفذ الحكم فيهم، وضرب أعناقهم في خندق من خنادق المدينة وكانوا بين السبعمائة والتسعمئة.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 28 الى 29]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)

الإعراب:
(يا أيّها) مرّ إعرابها «5» ،، (النبيّ) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لأزواجك) متعلّق ب (قل) ، (كنتنّ) ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) اسم كان، و (النون) حرف لجمع الإناث (تردن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع و (النون) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تعالين) فعل أمر جامد «6» مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (أمتعكّن) مضارع مجزوم جواب الطلب.. كنّ ضمير مفعول به، ومثله (أسرّحكنّ) ، (سراحا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن كنتنّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تردن الحياة ... » في محلّ نصب خبر كنتنّ.
وجملة: «تعالين ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أمتعكنّ ... » جواب شرط مقدّر غير مقترن بالفاء فلا محلّ لها «7» .
وجملة: «أسرحكنّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتعكنّ.
(29) (الواو) عاطفة (إن كنتن تردن الله) مثل إن كنتن تردن الحياة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (للمحسنات) متعلّق ب (أعدّ) ، (منكنّ) متعلّق بحال من المحسنات..
وجملة: «إن كنتنّ تردن..» في محلّ نصب معطوفة على جملة كنتنّ (الأولى) .
وجملة: «تردن الله ... » في محلّ نصب خبر كنتنّ.
وجملة: «إنّ الله أعد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أعدّ للمحسنات ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(سراحا) ، الاسم من (سرّح) الرباعيّ بمعنى الطلاق أو هو اسم مصدر وزنه فعال بفتح الفاء.
الفوائد
- مناسبة الآيات وحكمها:
عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فوجد الناس جلوسا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) جالسا، وحوله نساؤه، واجما ساكنا، فقال:
لأقولن شيئا أضحك به النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقلت: يا رسول الله، لقد رأيت بنت خارجة:
[أي زوجته] سألتني النفقة، فقمت لها فوجأت عنقها، فضحك النبي «ص» فقال: هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر الى عائشة فوجأ عنقها، وقام عمر الى حفصة فوجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما ليس عنده؟ قلن: والله لا نسأل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، حتى نزلت هذه الآية، فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك.
قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبويّ، بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما مبشرا.
حكم الآية:
اختلف العلماء في حكم هذا الخيار، هل كان هذا تفويض الطلاق إليهن، حتى يقع بنفس الاختيار، أم لا. فذهب الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم، أنه لم يكن تفويض الطلاق، وإنما خيرهن، على أنهن إذا اخترن الدنيا فارقهن لقوله تعالى:
فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ بدليل أنه لم يكن جوابهن على الفور، وأنه قال لعائشة:
لا تعجلي حتى تستشيري أبويك، وفي تفويض الطلاق يكون الجواب على الفور.
أما حكم التخيير، فقال عمر وابن مسعود وابن عباس: إذا خير الرجل امرأته فاختارت زوجها، لا يقع شيء وإن اختارت نفسها، يقع طلقة واحدة. وهذا ما عليه أكثر العلماء.
[سورة الأحزاب (33) : آية 30]
يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)

الإعراب:
(من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلّق بحال من فاعل يأت (بفاحشة) متعلّق ب (يأت) ، (لها) متعلّق ب (يضاعف) ، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (ضعفين) مفعول مطلق منصوب (الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (يسيرا) .
جملة: النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يأت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يأت....» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «8» .
وجملة: «يضاعف لها العذاب ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كان ذلك ... يسيرا..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
انتهى الجزء الحادي والعشرون ويليه الجزء الثاني والعشرون

__________
(1) أو في محلّ نصب حال من فاعل ينتظر.
(2) أو متعلّق بمقدّر مستأنف أي: حصل ما حصل ليجزي الله الصادقين ...
(3) في الآية السابقة (24)
(4) أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
(5) في الآية (9) من هذه السورة.
(6) لا ماض له ولا مضارع.
(7) أي: إن تأتين أمتعكن.
(8) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.


ابوالوليد المسلم 03-08-2022 08:46 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأحزاب
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
(الحلقة 464)
من صــ 157 الى صـ 170



الجزء الثاني والعشرون
بقية سورة الأحزاب
من الآية 31 إلى الآية 73 سورة سبأ آياتها 54 آية سورة فاطر آياتها 45 آية سورة يس من الآية 1 إلى الآية 27

[سورة الأحزاب (33) : آية 31]
وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلق بحال من فاعل يقنت (لله) متعلّق بفعل يقنت (نؤتها) مضارع مجزوم جواب الشرط (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (الواو) عاطفة (لها) متعلّق ب (أعتدنا) ..
جملة: «من يقنت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقنت منكنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «تعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقنت.
وجملة: «نؤتها ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 32 الى 34]
يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34)

الإعراب:
(نساء) منادى مضاف منصوب (كأحد) متعلّق بخبر ليس (من النساء) متعلّق بنعت لأحد (اتقيتنّ) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تخضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (بالقول) متعلّق ب (تخضعن) بتضمينه معنى تغتررن (الفاء) فاء السببيّة (يطمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (في قلبه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرض (قولا) مفعول به منصوب «2» .
جملة: «يا نساء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لستنّ ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن اتقيتنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا تخضعن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يطمع الذي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يطمع) في محلّ رفع معطوف بالفاء على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منكنّ خضوع فطمع ممن في قلبه مرض.
وجملة: «في قلبه مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «قلن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
(33) (الواو) عاطفة (قرن) فعل أمر مبنيّ على السكون ... والنون فاعل (في بيوتكنّ) متعلّق ب (قرن) ، (لا تبرجن) مثل لا تخضعن (تبرّج) مفعول مطلق منصوب (إنّما) كافة ومكفوفة و (اللام) زائدة (يذهب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عنكم) متعلّق ب (يذهب) ، (أهل) منادى مضاف منصوب (تطهيرا) مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يذهب) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
وجملة: «قرن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: «لا تبرّجن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: «أقمن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: «آتين ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: «أطعن ... » في محلّ جزم معطوفة على لا تخضعن أو أقمن.
وجملة: «إنّما يريد الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يذهب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يطهّركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهب.
(34) -: (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (يتلى) ضمير هو العائد (في بيوتكنّ) متعلّق ب (يتلى) ، (من آيات) متعلّق بحال من نائب الفاعل (خبيرا) خبر ثان للناقص.
وجملة: «اذكرن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أطعن.
وجملة: «يتلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «كان لطيفا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(32) لستنّ فيه إعلال كالإعلال في لستم ... (انظر الآية 267 من سورة البقرة) .
(33) قرن: فيه حذف إحدى الراءين تخفيفا، وحقّه أن يقال (اقررن) أي اثبتن، ماضيه قرّ والمضارع يقرّ- بفتح القاف- قيل هو من باب فرح وقيل من باب فتح ... فلمّا بني الأمر على السكون لاتصاله بنون النسوة التقى ساكنان هما الراء المضعّفة، فحذفت الأولى تخفيفا ونقلت حركتها الأصلية وهي الفتحة إلى القاف ثمّ حذفت همزة الوصل لتحرّك القاف فأصبح قرن وزنه فلن.
(تبرجن) ، حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، أصله تتبرجن، وزنه تفعلن.
(تبرّج) ، مصدر قياسي لفعل تبرّج الخماسيّ، وزنه تفعّل، بوزن الماضي وضمّ ما قبل الآخر.
(تطهيرا) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ طهّر، وزنه تفعيل.
البلاغة
التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ» .
فالتشبيه على القلب، والأصل ليس أحد من النساء مثلكن، أما إذا كان المعنى: لستن كأحد من النساء في النزول، فلا قلب في التشبيه.
الفوائد
- الجاهلية الأولى:
قيل: الجاهلية الأولى هو ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقيل هو زمن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، كانت المرأة تلبس قميصا من الدر غير مخيط الجانبين، فيرى خلفها منه وقيل: كان في زمن نمرود الجبار، كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ، فتلبسه وتمشي به وسط الطريق، ليس عليها شيء غيره، وتعرض نفسها على الرجال. وقال ابن عباس: الجاهلية الأولى ما بين نوح وإدريس، وكانت ألف سنة، وقيل: الجاهلية الأولى ما قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى: قوم يفعلون مثل فعلهم في آخر الزمان.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 35 الى 36]
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)

الإعراب:
(فروجهم) مفعول به لاسم الفاعل الحافظين، ومفعول الحافظات محذوف (الله) لفظ الجلالة مفعول به للذاكرين (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، وقد حذف مفعول الذاكرات لدلالة الأول عليه (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ، والضمير فيه مذكّر للتغليب.
جملة: «إنّ المسلمين ... أعدّ الله لهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعدّ الله لهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
36- (الواو) عاطفة (ما) نافية (لمؤمن) متعلّق بمحذوف خبر كان (لا) زائدة لتأكيد النفي (مؤمنة) معطوف على مؤمن بالواو مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (لهم) متعلّق بخبر يكون (من أمرهم) متعلّق بالخيرة «3» .
والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلالا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «ما كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «قضى الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «من يعص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان.
وجملة: «يعص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «قد ضلّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(الصائمين) ، جمع الصائم اسم فاعل من الثلاثي صام وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلة همزة بعد ألف فاعل.

[سورة الأحزاب (33) : آية 37]
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (للذي) متعلّق ب (تقول) ، (عليه) متعلّق ب (أنعم) ، والثاني متعلّق ب (أنعت) ، (عليك) متعلّق ب (أمسك) «4» ، (في نفسك) متعلّق ب (تخفي) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (والله) الواو الحال (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن تخشاه) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أحقّ) ، أي أحقّ بالخشية «5» .
(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (زوّجناكها) ، وهو في محلّ نصب (منها) متعلّق ب (قضى) ، (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (على المؤمنين) متعلّق بخبر يكون (حرج) اسم يكون (في أزواج) متعلّق بنعت لحرج (منهنّ) متعلّق ب (قضوا) ، (الواو) استئنافيّة ...
جملة: « (اذكر) إذ تقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنعم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أمسك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّق الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «تخفي ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تقول.
وجملة: «الله مبديه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تخشى ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تخفي.
وجملة: «الله أحقّ ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «تخشاه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «قضى زيد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «زوّجناكها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لا يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) .
وجملة: «قضوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «كان أمر الله مفعولا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مبديه) ، اسم فاعل من الرباعيّ أبدى، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين.
(زيد) ، اسم علم مذكّر وزنه فعل بفتح فسكون وهو في الأصل مصدر الثلاثي زاد.
(وطرا) ، اسم بمعنى حاجة وليس ثمة فعل مستعمل من هذه المادّة، والجمع أوطار زنة أفعال ووزن وطر فعل بفتحتين.
الفوائد
- إبطال عادة التبنيّ:
من المعلوم
أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) كان قد زوّج مولاه زيد بن حارثة من زينب بنت جحش، فتأفّف أهلها من ذلك، لمكانها في الشرف فإن العرب كانوا يكرهون تزويج بناتهم من الموالي، فلما نزل قوله تعالى في سورة الأحزاب وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً لم ير أهلها بدا من قبول تزويجها من زيد، فلما دخل عليها زيد شمخت عليه، لشرفها ونسبها، فلم يتحمل ذلك، فاشتكاها لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فأمره باحتمالها والصبر عليها إلى أن ضاقت نفسه، فقرر طلاقها. وبعد انقضاء عدتها أمر الله نبيّه (صلّى الله عليه وسلّم) أن يتزوج زينب، حسما لهذا الشقاق، وحفظا لشرفها، ولكن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خشي من لوم اليهود والعرب له في زواج زوجة متبنيه، فقال لزيد: أمسك عليك زوجك، واتق الله وأخفى في نفسه ما أبداه الله
، فبت الله حكمه بإبطال هذه القاعدة، وهي تحريم زوج المتبنيّ بقوله في سورة الأحزاب فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
. ثم إن الله عز وجل حرم التبني على المسلمين، لما فيه من الأضرار، وأنزل فيه من سورة الأحزاب ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ومن هذا الحين صار اسم زيد (زيد بن حارثة) بدل (زيد بن محمد) وقد حاول المشككون أن ينفثوا سمومهم حول هذه القصة، فقالوا: إن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) توجه يوما لزيارة زيد فوقعت عينه على زينب فوقعت في قلبه، فقال: سبحان الله، فلما جاء زوجها ذكرت له ذلك، فرأى من الواجب عليه فراقها فتوجه وأخبر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بذلك فنهاه عن ذلك. ويبدو كذب ذلك من أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعرف زينب من أيام مكة، حيث أسلمت، وهي ابنة عمته، وهو الذي زوجها لزيد، ولو كانت له رغبة فيها لتزوجها هو منذ البداية وعلى كل حال فالمؤمن الحق يعتقد بعصمة سيدنا محمد (صلّى الله عليه وسلّم) ، وطهارة خلقه، ونظافة قلبه، ولا يشك قيد شعرة بذلك أما المشككون، فإنهم لا يقيمون للأنبياء وزنا، ولا يرعون للأديان حرمة، لذا فإنهم يختلقون الأكاذيب، ويفسرون الظواهر حسب نفوسهم المريضة، فهم أحقر من الالتفات إليهم أو الرد عليهم.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 38 الى 39]
ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (39)

الإعراب:
(ما) نافية (على النبيّ) متعلّق بخبر مقدّم (حرج) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر (في ما) متعلّق بنعت لحرج (له) متعلّق ب (فرض) ، (سنّة) اسم وضع موضع المصدر فهو مفعول مطلق منصوب كصنع الله ووعد الله ... إلخ (في الذين) متعلّق بحال من سنّة الله (خلوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعل (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلوا) ، (الواو) عاطفة..
جملة: «ما كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فرض الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: « (سنّ) الله سنّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة-.
وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كان أمر الله قدرا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «6» .
(39) (الذين) موصول بدل من الأول في محلّ جرّ «7» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (الله) مستثنى منصوب «8» (الله) لفظ الجلالة الثاني مجرور لفظا بالباء مرفوع محلّا فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة «9» .
وجملة: «يبلّغون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يخشونه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لا يخشون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «كفى بالله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
الصرف:
(مقدورا) ، اسم مفعول من الثلاثيّ قدر، وزنه مفعول.

[سورة الأحزاب (33) : آية 40]
ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40)

الإعراب:
(ما) نافية (من رجالكم) متعلّق بنعت لأحد (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (رسول) معطوف على (أبا) منصوب مثله «11» ، (خاتم) معطوف على رسول بالواو منصوب (بكلّ) متعلّق ب (عليما) خبر كان.
وجملة: «ما كان محمّد أبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان الله ... عليما» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان محمد.
الصرف:
(خاتم) ، اسم جامد ذات، الآلة التي يختم به الكتاب، استعمل على سبيل التشبيه، وزنه فاعل بفتح الفاء والعين.
البلاغة
فن التفليف: في قوله تعالى «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ» الآية.
وفي محيط المحيط: التفليف عند البلغاء، هو التناسب، وهو عبارة عن إخراج الكلام مخرج التعليم بحكم أو أدب، لم يرد المتكلم ذكره، وإنما قصد ذكر حكم داخل في عموم المذكور الذي صرّح بتعليمه وأوضح من هذا أن يقال: إنه جواب عام، عن نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها كلها، فيعدل المجيب عن الجواب الخاص عما سئل عنه من تبيين ذلك النوع، إلى جواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسئول عنه وعن غيره مما تدعو الحاجة إلى بيانه.
فإن قوله «ما كانَ مُحَمَّدٌ» جواب عن سؤال مقدر، وهو قول قائل: أليس محمدا أبا زيد بن حارثة؟ فأتى الجواب يقول: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، وكان مقتضى الجواب أن يقول: ما كان محمد أبا زيد، وكان يكفي أن يقول ذلك، ولكنه عدل عنه ترشيحا للإخبار بأن محمدا (صلّى الله عليه وسلّم) خاتم النبيين، ولا يتم هذا الترشيح إلا بنفي أبوته لأحد من الرجال، فإنه لا يكون خاتم النبيين إلا بشرط أن لا يكون له ولد قد بلغ، فلا يرد أن له الطاهر والطيب والقاسم، لأنهم لم يبلغوا مبلغ الرجال. ثم احتاط لذلك بقوله: مِنْ رِجالِكُمْ، فأضاف الرجال إليهم لا إليه، فالتف المعنى الخاص في المعنى العام، وأفاد نفي الأبوة الكلية لأحد من رجالهم، وانطوى في ذلك نفي الأبوة لزيد. ثم إن هناك تلفيفا آخر، وهو قوله «وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ» فعدل عن لفظ نبي إلى لفظ رسول، لزيادة المدح، لأن كل رسول نبي ولا عكس، على أحد القولين، فهذا تلفيف بعد تلفيف.
الفوائد
- بعض أحكام لكن:
من المعلوم أن (لكن) المخففة هي حرف استدراك، وأحيانا تأتي عاطفة، وقد اختلف النحاة في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) على أربعة أقوال:
1- ما قاله يونس: إن لكن غير عاطفة، والواو عاطفة مفردا على مفرد.
2- ما قاله ابن مالك: إن (لكن) غير عاطفة، والواو عاطفة لجملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها. قال: فالتقدير في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) ولكن قام عمرو. وفي (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ) ولكن كان رسول الله. وعلة ذلك، أن الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين، فيجوز تخالفهما فيه، نحو: قام زيد ولم يقم عمرو.
3- قال ابن عصفور: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة لازمة.
4- قال ابن كيسان: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة غير لازمة.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو مفعول مطلق منصوب، والمفعول به مقدّر. [.....]
(3) أو بمحذوف حال من الخيرة.
(4) أو بمحذوف حال من زوجك.
(5) يجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر خبره (أحقّ) ، والجملة خبر المبتدأ (الله) أي الله خشيته أحقّ من خشية غيره.
(6) أو على الاستئنافيّة البيانيّة.
(7) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بيانيّ.
(8) على الاستثناء المنقطع أو هو بدل من (أحدا) .
(9) أو تمييز.
(10) أو معطوفة على جملة كان أمر الله..
(11) يجوز أن يكون خبرا لكان مقدّرة هي واسمها، والجملة معطوفة على الاستئنافيّة ما كان محمد ...


ابوالوليد المسلم 03-08-2022 09:00 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأحزاب
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
(الحلقة 465)
من صــ 170 الى صـ 181




[سورة الأحزاب (33) : الآيات 41 الى 44]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (ذكرا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
(42) (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سبّحوه) ..
وجملة: «سبّحوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا.
(43) (عليكم) متعلّق ب (يصلّي) ، (ملائكته) معطوفة على الضمير المستتر فاعل يصلّي مرفوع، ولم يؤكّد بالمنفصل لوجود الفاصل (عليكم) ، (اللام) للتعليل (يخرجكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرجكم) ، وكذلك (إلى النور) .
والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يصلّي) .
(بالمؤمنين) متعلّق بخبر كان (رحيما) .
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يصلّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: «كان ... رحيما» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلّي.
(44) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بتحيّتهم (سلام) مبتدأ ثان خبره محذوف تقديره عليكم «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..
وجملة: «تحيّتهم ... سلام (عليكم) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «سلام (عليكم) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (تحيّتهم) .
وجملة: «أعد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحيّتهم..
البلاغة
1- التخصيص: في قوله تعالى «بُكْرَةً وَأَصِيلًا» .
تخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات، بل لإبانة فضلهما على سائر الأوقات، لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار، وتلتقي فيهما كإفراد التسبيح من بين الأذكار، مع اندراجه فيها، لكونه العمدة بينها.
2- الاستعارة: في قوله تعالى «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ» ..
لما كان من شأن المصلي أن ينعطف في ركوعه وسجوده، أستعير لمن ينعطف على غيره حنوّا عليه وترؤفا. كعائد المريض في انعطافه عليه، والمرأة في حنوّها على ولدها، ثم كثر حتى استعمل في الرحمة والترؤف. ومنه قولهم: صلى الله عليك، أي ترحم عليك وترأف.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 45 الى 48]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48)

الإعراب:
(يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين «2» ، (شاهدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (إلى الله) متعلّق ب (داعيا) (بإذنه) حال من الضمير في (داعيا) ، (سراجا) معطوف على (شاهدا) ، فهو حال في المعنى «3» ، (لهم) متعلّق بخبر أنّ (من الله) متعلّق بحال من (فضلا) اسم أنّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (كفى بالله وكيلا) مثل كفى بالله حسيبا «4» .
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم ... فضلا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بشّر) .
جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا أرسلناك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أرسلناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
راقب الناس وبشّر ... ، والاستئناف في حيّز النداء.
وجملة: «لا تطع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: «دع أذاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: «كفى بالله وكيلا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الأمر فهو مثال واوي وزنه عل بفتح فسكون.

[سورة الأحزاب (33) : آية 49]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (49)

الإعراب:
(يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «5» ، (من قبل) متعلّق ب (طلّقتموهنّ) ، والواو فيه زائدة لإشباع حركة الميم (أن) حرف مصدريّ ونصب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ عدّة وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (عليهنّ) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «6» ..
والمصدر المؤوّل (أن تمسّوهنّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سراحا) مفعول مطلق منصوب.
جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نكحتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «طلّقتموهنّ» في محلّ جرّ معطوف على جملة نكحتم.
وجملة: «تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما لكم ... من عدّة» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تعتدّونها ... » في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لعدّة.
وجملة: «متّعوهنّ ... » جواب شرط مقدّر أي: إن لم تفرضوا لهنّ صداقا فمتّعوهنّ.
وجملة: «سرّحوهنّ» معطوفة على جملة متّعوهنّ.
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ» :
تسمية العقد نكاحا مجاز مرسل، علاقته الملابسة، من حيث أنه طريق إليه، ونظيره تسميتهم الخمر إثما، لأنها سبب في اقتراف الإثم.
2- الكناية: في قوله تعالى «تَمَسُّوهُنَّ» .
من آداب القرآن: الكناية عن الوطء بلفظ: الملامسة، والمماسة، والقربان، والتغشي، والإتيان.
الفوائد
- لا طلاق ولا عدة قبل النكاح:
في الآية دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع، لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق. وهذا قول علي وابن عباس وسعيد بن المسيب وطاووس ومجاهد والشعبي وقتادة وأكثر أهل العلم. وذهب الشافعي وروى عن ابن مسعود، أنه يقع الطلاق وهو قول إبراهيم النخعي وأصحاب الرأي. والقول الأول هو الأرجح، لقول ابن عباس: جعل الله الطلاق بعد النكاح.
ومن جهة أخرى، فقد أجمع العلماء، أنه إذا كان الطلاق قبل المسيس والخلوة فلا عدة. وذهب أحمد إلى أن الخلوة توجب العدة والصداق.
[سورة الأحزاب (33) : آية 50]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (50)

الإعراب:
(يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين «7» ، (لك) متعلّق ب (أحللنا) ، (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواجك (الواو)عاطفة في كلّ المواضع (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أزواجك (ممّا) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: ما ملكتها يمينك (عليك) متعلّق ب (أفاء) ، وألفاظ (بنات) الأربعة معطوفة على أزواجك منصوبة وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لبنات (معك) ظرف منصوب متعلّق ب (هاجرن) (امرأة) معطوفة على أزواجك منصوبة (وهبت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (للنبيّ) متعلّق ب (وهبت) ، (أراد) مثل وهبت (أن) حرف مصدريّ ونصب (خالصة) حال منصوبة «8» (لك) متعلّق بخالصة (من دون) متعلّق بحال من الضمير في خالصة ...
والمصدر المؤوّل (أن يستنكحها) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد ...
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليهم) متعلّق ب (فرضنا) ، (في أزواجهم) متعلّق ب (فرضنا) (ما) الثاني موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم بالواو (اللام) حرف جرّ (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (عليك) متعلّق بخبر يكون.
والمصدر المؤوّل (كي لا يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أحللنا) «9» .
جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا أحللنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أحللنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آتيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) .
وجملة: «ملكت يمينك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أفاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «هاجرن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) .
وجملة: «وهبت ... » في محلّ نصب نعت ثان لامرأة «10» .. وجواب الشرط محذوف أي: فهي حلّ له.
وجملة: «أراد النبيّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب السابق.
وجملة: «يستنكحها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «علمنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «فرضنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «ملكت أيمانهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
وجملة: «يكون عليك حرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) .
وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها» .
حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، للإيذان بأنه مما خص به وأوثر، ومجيئه على لفظ النبي للدلالة على أن الاختصاص تكرمة له لأجل النبوّة، وتكريره تفخيم له وتقرير لاستحقاقه الكرامة لنبوته.
الفوائد
- زواج الهبة:
أفادت هذه الآية أن الله عز وجل قد أحل للنبي (صلّى الله عليه وسلّم) امرأة مؤمنة، وهبت نفسها له بغير صداق أما غير المؤمنة، فلا تحل له في ذلك أما غير النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، من سائر المسلمين، فلا ينعقد نكاحه بلفظ الهبة، بل لا بد من لفظ الإنكاح أو التزويج.
وهذا قول أكثر العلماء ومنهم مالك والشافعي. وقال ابن عباس ومجاهد: لم يكن عند النبي (صلّى الله عليه وسلّم) امرأة وهبت نفسها له، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح أو بملك يمين، والآية على سبيل الفرض والتقدير. وقال آخرون: بل كانت عنده امرأة وهبت نفسها له، فقال الشعبي: هي زينب بنت خزيمة. وقال قتادة: هي ميمونة بنت الحرث. وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل هي: أم شريك بنت جابر.
وقال عروة بن الزبير: هي: خولة بنت حكيم.

[سورة الأحزاب (33) : آية 51]
تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (51)

الإعراب:
(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (منهنّ) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي من تشاء إرجاءه منهن (إليك) متعلّق ب (تؤوي) ، (الواو) عاطفة (من) الثالث في محلّ نصب معطوفة على الموصول من تشاء «11» ، (ممّن) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي: من ابتغيتها ممّن عزلت (الفاء) استئنافيّة (لا) نافية للجنس (عليك) متعلّق بخبر لا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى التخيير، والخبر أدنى (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن تقرّ..) في محلّ جرّ ب (إلى) مقدرا متعلّق بأدنى أي: إلى أن تقرّ أعينهنّ.
(الواو) عاطفة (لا) نافية (يحزنّ) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب معطوف على (تقرّ) ، ومثله (يرضين) . (بما) متعلّق ب (يرضين) ، (كلّهنّ) تأكيد للفاعل في (يرضين) ، (الواو) استئنافيّة (في قلوبكم) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) مثل الأخيرة.
جملة: «ترجي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «تؤوي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترجي.
وجملة: «تشاء (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «ابتغيت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «عزلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.
وجملة: «لا جناح عليك» لا محلّ لها استئنافيّة «12» .
وجملة: «ذلك أدنى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تقرّ أعينهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «لا يحزنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «يرضين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «آتيتهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «كان الله عليما ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
الصرف:
(ترجي) ، مخفّف من ترجئ بمعنى تؤخّر.

[سورة الأحزاب (33) : آية 52]
لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (52)

الإعراب:
(لا) نافية (لك) متعلّق ب (يحلّ) ، (بعد) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (تبدّل) أي تتبدّل، مضارع منصوب (بهنّ) متعلّق ب (تبدّل) ، (أزواج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تبدّل) في محلّ رفع معطوف على النساء، فاعل يحلّ.
(الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلّا) للاستثناء (ما) اسم موصول في محلّ رفع بدل من النساء «13» .
جملة: «لا يحلّ لك النساء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أعجبك حسنهن» في محلّ نصب حال من فاعل تبدّل..
وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبك حسن النساء لا يحلّ لك التبديل.
وجملة: «ملكت يمينك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كان الله ... رقيبا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(تبدّل) ، حذف منه احدى التاءين تخفيفا، أصله تتبدّل.
الفوائد
- تحريم النساء على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) :
أفادت الآية تحريم زواج النساء على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد نسائه التسع، وذلك أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لما خيرهن فاخترن الله ورسوله، شكر الله لهن ذلك، وحرم عليه النساء سواهن، ونهاه عن تطليقهن وعن الاستبدال بهن، ونذكر أزواجه التسع اللواتي توفي عنهن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) للفائدة وهن: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، وصفية بنت حييّ بن أخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث. رضي الله عنهن.
__________
(1) أو هو خبر المبتدأ تحيّتهم
(2) في الآية (41) من هذه السورة.
(3) وقد جاز أن يكون كذلك وهو جامد لأنه قد وصف.
(4) في الآية (39) من هذه السورة.
(5) في الآية (41) من هذه السورة. [.....]
(6) أو متعلّق بحال من عدة.
(7) في الآية (41) من هذه السورة.
(8) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي وهبت نفسها هبة خالصة.
(9) أو متعلّق بخالصة لما فيه من معنى الإحلال وحصوله له..
(10) يجوز أن تكون حالا من (امرأة) لأنها وصفت.
(11) يجوز أن يكون اسم شرط مبتدأ.. خبره جملة ابتغيت، أو مفعول به مقدّم عامله ابتغيت، والفاء رابطة.
(12) أو هي جواب الشرط إذا جعل (من) اسم شرط.. ويجوز أن تكون خبرا إذا جعل (من) اسم موصول مبتدأ. والفاء زائدة لمشابهة الموصول للشرط.
(13) أو في محلّ نصب على الاستثناء من النساء.. وأجاز أبو البقاء أن يكون مستثنى من أزواج.


ابوالوليد المسلم 03-08-2022 09:12 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأحزاب
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
(الحلقة 466)
من صــ 182 الى صـ 193





[سورة الأحزاب (33) : الآيات 53 الى 55]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55)

الإعراب:
(يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «1» ،، (لا) ناهية جازمة (إلّا) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (إلى طعام) متعلّق ب (يؤذن) ، (غير) حال من الضمير في (لكم) ..
والمصدر المؤوّل (أن يؤذن) لكم ... في محلّ نصب مستثنى من عموم الأحوال.
(إناه) مفعول به لاسم الفاعل ناظرين، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (الفاء) رابطة لجواب الشرط والثالثة كذلك، والثانية عاطفة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (مستأنسين) معطوف على (غير ناظرين) مقدّرا، منصوب (لحديث) متعلّق بمستأنسين (منكم) متعلّق ب (يستحيي) (الواو) اعتراضيّة «2» ، (لا) نافية (من الحقّ) متعلّق ب (يستحيي) ، والواو في (سألتموهنّ) هي زائدة إشباع حركة الميم (متاعا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط، ومفعول (اسألوهنّ) الثاني محذوف (من وراء) متعلّق ب (اسألوهنّ) ، (لقلوبكم) متعلّق ب (أطهر) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أن تنكحوا) مثل أن تؤذوا (من بعده) متعلّق ب (تنكحوا) (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنكحوا) المنفي ... (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيما) خبر كان.
والمصدر المؤوّل (أن تؤذوا ... ) في محلّ رفع اسم كان.
والمصدر المؤوّل (أن تنكحوا ... ) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل أن تؤذوا.
جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تدخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يؤذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «دعيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «طعمتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انتشروا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ ذلكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان يؤذي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يؤذي النبي» في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «يستحيي منكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يؤذي.
وجملة: «الله لا يستحيّي من..» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «لا يستحيي من الحقّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «سألتموهنّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اسألوهنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ذلكم أطهر ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
وجملة: «ما كان لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «تؤذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تنكحوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة: «إنّ ذلكم كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان ... عظيما» في محلّ رفع خبر إنّ.
(54) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بكلّ) متعلّق ب (عليما) .
وجملة: «تبدوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تخفوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبدوا.
وجملة: «إنّ الله كان ... » في محلّ جزم جواب الشرط ... أو هي تعليل للجواب المقدّر أي: إن تبدوا شيئا.. فسيحاسبكم عليه لأنه بكلّ شيء عليم.
وجملة: «كان ... عليما» في محلّ رفع خبر إنّ.
(55) (لا) نافية للجنس (عليهنّ) متعلّق بمحذوف خبر لا (في آبائهن) متعلق بالخبر المحذوف بحذف مضاف أي في رؤية آبائهنّ «3» ، (الواو) عاطفة في المواضع الستة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الستة ...
والأسماء بعد ذلك معطوفة على آبائهنّ مجرورة مثله (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (إنّ الله ... شهدا) مثل إنّ الله ... عليما.
وجملة: «لا جناح عليهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ملكت أيمانهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اتّقين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو استئنافيّة-.
وجملة: «إنّ الله ... شهيدا» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان ... شهيدا» في محلّ خبر إنّ.
الصرف:
(إناه) : مصدر سماعي لفعل أنى يأني بمعنى نضج، وزنه فعل بكسر ففتح، وفيه إعلال بالقلب أصله إنيه بكسر ثمّ فتح فسكون، سبق الياء فتح فقلبت ألفا فقيل إناه.
(مستأنسين) ، جمع مستأنس، اسم فاعل من (استأنس) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد
آداب وأحكام:
اشتملت هذه الآية على جملة من الآداب الاجتماعية وبعض الأحكام الفقهية، نوجزها فيما يلي:
1- عدم دخول البيت قبل الإذن، ومن الأفضل أن يكون دخول البيت في غير وقت الطعام، وإذا دعي المرء إلى وليمة من الأفضل أن يستأذن وينصرف عقب الطعام، لأن أهل البيت قد تتعطل بعض أعمالهم. وفي قوله تعالى وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ أدب أدّب به الثقلاء. وقيل: (بحسبك من الثقلاء أن الله لم يسكت عنهم) .
2- حرم النظر إلى نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وأمرهن بالحجاب ومخاطبتهن من وراء حجاب، وبعد هذه الآية لم يجز أن ينظر أحد إلى نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم)
عن أنس وابن عمر، أن عمر رضي الله عنه قال: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزل وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وقلت: يا رسول الله، يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في الغيرة فقلت: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ فنزلت كذلك.
3- حرمة الزواج من نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في حياته وبعد مماته، ونزلت الآية في رجل من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إذا قبض رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فلأنكحن عائشة. فأخبر الله أن ذلك محرم، وذلك من إعلام تعظيم الله لرسوله (صلّى الله عليه وسلّم) وإيجاب حرمته حيّا وميتا.

[سورة الأحزاب (33) : آية 56]
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)

الإعراب:
(على النبيّ) متعلّق ب (يصلّون) ، (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها «4» ، (عليه) ب (صلّوا) ، (تسليما) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّ الله ... يصلّون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصلّون على النبيّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «آمنوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «صلّوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «سلّموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّوا.....
الصرف:
(صلّوا) : فيه إعلال بالحذف حذفت الياء لام الكلمة- المضارع يصلّي- لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة.
الفوائد
- الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) :
اتفق العلماء على وجوب الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، ثم اختلفوا، فقيل: تجب في العمر مرة، وهو القول المعتمد، وقول الأكثرين. وقيل: تجب في كل صلاة، في التشهد الأخير، وهو مذهب الشافعي. وقيل: تجب كلما ذكر. لكن المعتمد أنها مستحبة عند ذكره (صلّى الله عليه وسلّم) . والمقدار الواجب (اللهم صل على محمد) وما زاد سنة. أما الأكمل فهو ما
رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : البخيل الذي إذا ذكرت عنده فلم يصل علي أخرجه الترمذي-
وقال حديث حسن غريب صحيح.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 57 الى 58]
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)

الإعراب:
(في الدنيا) متعلّق ب (لعنهم) ، (لهم) متعلّق ب (أعدّ) .
جملة: «إنّ الذين يؤذون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤذون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لعنهم الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أعد....» في محلّ رفع معطوفة على جملة لعنهم الله.
(58) (الواو) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة احتملوا (بغير) متعلّق بحال من المؤمنين والمؤمنّات (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف أي اكتسبوه (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط..
وجملة: «الذين يؤذون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يؤذون (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «اكتسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «احتملوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .

[سورة الأحزاب (33) : آية 59]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59)

الإعراب:
(لأزواجك) متعلّق ب (قل) ، (يدنين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع «5» ، و (النون) فاعل (عليهنّ) متعلّق ب (يدنين) ، (من جلابيبهنّ) متعلّق ب (يدنين) ، ومن تبعيضيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعرفن) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (النون) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة (لا) نافية (يؤذين) مثل يعرفن، معطوف عليه..
والمصدر المؤوّل (أن يعرفن..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بأدنى أي: إلى أن يعرفن.
جملة النداء.. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل....» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يدنين ... » في محلّ نصب مقول القول «6» .
وجملة: «ذلك أدنى....» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعرفن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لا يؤذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرفن.
وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(جلابيبهنّ) ، جمع جلباب، اسم جامد للملاءة التي تشتمل بها المرأة، وزنه فعلال.
فوائد
- ستر المرأة وصيانتها:
قال المبرّد: الجلباب ما يستر الكل، مثل الملحفة ومعنى (يدنين عليهن من جلابيبهن) يرخينها عليهن، ويغطين بها وجوههن وأعطافهن. و (من) للتبعيض، أي ترخي بعض جلبابها وفضله على وجهها، تتقنع حتى تتميز من الأمة. أو المراد أن يتجلببن ببعض الجلابيب، وألا تكون في درع وخمار، لتخالف بزيها الأمة، كي لا يتعرض لها الفسّاق بسوء. وأمرت الحرائر بلبس الملاحف، وستر الرؤوس والوجوه، حتى لا يطمع فيهن طامع، وذلك قوله تعالى ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 60 الى 62]
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (62)

الإعراب:
(اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (ينته) مضارع مجزوم فعل الشرط لأن (لم) للنفي فقط (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (في المدينة) متعلّق بحال من الضمير في (المرجفون) «7» ، (اللام) لام القسم (نغرينّك) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (بهم) متعلّق ب (نغرينّك) ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يجاورونك) ، (إلّا) للحصر (قليلا)مفعول فيه نائب عن ظرف الزمان الموصوف متعلّق ب (يجاورونك) «8» .
جملة: «لم ينته المنافقون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «نغرينّك ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «لا يجاورونك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لنغرينّك.
(61) (ملعونين) حال من فاعل يجاورونك منصوبة (أينما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بالجواب «9» . و (الواو) في (ثقفوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أخذوا، قتلوا) ، (تقتيلا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «ثقفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
وجملة: «أخذوا....» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «قتّلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذوا ...
(62) (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي سنّ الله ذلك سنّة (في الذين) متعلّق بسنّة (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (خلوا) ، (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجد.
وجملة: « (سنّ) سنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الأخيرة.
الصرف:
(60) المرجفون: جمع المرجف، اسم فاعل من (أرجف) أي نقل الأخبار الكاذبة، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(61) تقتيلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (قتّل) ، وزنه تفعيل، من الماضي بزيادة التاء في أوله وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل الآخر.
فوائد
- رأي واعتراض:
أعرب بعضهم كلمة (ملعونين) في قوله تعالى مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا بأنها حال من معمول ثقفوا أو أخذوا. ويرده أن الشرط له الصدر. والصواب أنه منصوب على الذم، وأما قول أبي البقاء: إنه حال من فاعل (يجاورونك) فمردود، لأن الصحيح أنه لا يستثني بأداة واحدة دون عطف شيئان. هذا ما أورده ابن هشام في المغني.

[سورة الأحزاب (33) : آية 63]
يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (63)

الإعراب:
(عن الساعة) متعلّق ب (يسألك) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (علمها) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره جملة يدريك (قريبا) خبر تكون وهو عوض من موصوف أي شيئا قريبا..
جملة: «يسألك الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّما علمها عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لعلّ الساعة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يدريك «11» .
وجملة: «تكون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
__________
(1) في الآية (41) من هذه السورة.
(2) أو حاليّة والجملة بعدها حال.
(3) وفي الكلام التفات من الخطاب الى الغيبة ... ثمّ عودة إلى الخطاب بقوله:
واتّقين الله ...
(4) في الآية (41) من هذه السورة.
(5) أو في محلّ جزم جواب الطلب قل على حدّ قوله تعالى: قل لعبادي يقيموا الصلاة ... ومقول القول حينئذ محذوف أي: أدنين عليكنّ من جلابيبكنّ يدنين..
(6) أو لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. [.....]
(7) أو متعلّق ب (المرجفون) .
(8) يجوز- على بعد- أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته.
(9) يجوز أن يكون الظرف مجرّدا من الشرط، فهو متعلّق بملعونين.
(10) أو في محلّ جرّ بالإضافة إذا تجرّد (أينما) من الشرط.. وجملة أخذوا حينئذ استئنافيّة.
(11) أو هي استئنافيّة، لا محلّ لها، ومفعول يدريك الثاني مقدّر أي: أمرها.


ابوالوليد المسلم 03-08-2022 09:52 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة سبأ
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
(الحلقة 467)
من صــ 193 الى صـ 205



[سورة الأحزاب (33) : الآيات 64 الى 68]
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66) وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)

الإعراب:
(لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..
جملة: «إنّ الله لعن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعن ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أعدّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لعن.
(65) (خالدين) حال من الضمير في (لهم) منصوبة (فيها) متعلّق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (لا) نافية (الواو) عاطفة (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي..
وجملة: «لا يجدون ... » في محلّ نصب حال ثانية من الضمير في (لهم) .
(66) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقولون) الآتي «1» ، (وجوههم) نائب الفاعل مرفوع (في النار) متعلّق ب (تقلّب) «2» ، (يا) حرف تنبيه، والألف في (الرسولا) زائدة للفاصلة.
وجملة: «تقلّب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يجدون «3» .
وجملة: «ليتنا أطعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطعنا الله ... » في محلّ رفع خبر ليتنا.
وجملة: «أطعنا الرسولا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أطعنا الله.
(67) (الواو) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (السبيلا) مفعول به ثان منصوب والألف فيه زائدة للفاصلة ...
وجملة: «قالوا ... » معطوفة على جملة يقولون تأخذ إعرابها.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّا أطعنا....» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أطعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أضلّونا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أطعنا..
(68) (ضعفين) مفعول به ثان منصوب عامله آتهم (من العذاب) متعلّق بنعت لضعفين (لعنا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة النداء الثانية.. لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «آتهم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «العنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتهم.
الصرف:
(لعنا) ، مصدر سماعيّ للثلاثي لعن باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
التخصيص: في قوله تعالى «يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ» .
تخصيص الوجوه بالذكر، لما أنها أكرم الأعضاء، ففيه مزيد تفظيع للأمر وتهويل للخطب، ويجوز أن تكون عبارة عن كل الجسد.
[سورة الأحزاب (33) : آية 69]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (لا) ناهية جازمة (كالذين) متعلّق بمحذوف خبر تكونوا (آذوا) مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الفاء) عاطفة (ممّا) متعلّق ب (برّأه) ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (وجيها) .
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «آذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «برّأه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كان عند الله وجيها..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(وجيها) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وجه باب كرم أي صار ذا جاه، وزنه فعيل.

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 70 الى 71]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)

الإعراب:
(أيّها) مرّ إعرابها «4» ، (قولا) مفعول به منصوب «5» .
جملة النداء ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «قولوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(71) (يصلح) مضارع مجزوم جواب الطلب (لكم) متعلّق ب (يصلح) ، والثاني متعلّق ب (يغفر) ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يطع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فوزا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «يصلح ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلح.
وجملة: «من يطع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قد فاز ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 72 الى 73]
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73)

الإعراب:
(على السموات) متعلّق ب (عرضنا) ، (الفاء) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحملنها) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (ها) مفعول به (منها) متعلّق ب (أشفقن) ..
والمصدر المؤوّل (أن يحملنها..) في محلّ نصب مفعول به عامله أبين.
وجملة: «إنّا عرضنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عرضنا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أبين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يحملنها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أشفقن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين..
وجملة: «حملها الإنسان» لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.
وجملة: «كان ظلوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(73) (اللام) للتعليل (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام..
والمصدر المؤوّل (أن يعذب) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملها) .. أو ب (عرضنا) .
عاطفة (يتوب) مضارع منصوب معطوف على (يعذّب) ، (على المؤمنين) متعلّق ب (يتوب) ، (الواو) للاستئناف.
وجملة: «يعذّب الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يتوب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب الله.
وجملة: «كان الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة لما سبق.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها» لما بين عظم شأن طاعة الله ورسوله، ببيان عظم شأن ما يوجبها من التكاليف الشرعية، وصعوبة أمرها بطريق التمثيل، من الإيذان بأن ما صدر عنهم من الطاعة وتركها، صدر عنهم بعد القبول والالتزام. وعبر عنها بالأمانة.
الفوائد
- الأمانة:
قال ابن عباس: أراد الله بالأمانة الطاعة والفرائض التي عرضها الله على عباده. عرضها على السموات والأرض والجبال، على أنهم إذا أدوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم. وقال ابن مسعود: الأمانة أداء الصلوات، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وصدق الحديث، وقضاء الدين، والعدل في المكيال والميزان، وأشد من هذا كله الودائع، وقيل: جميع ما أمروا به ونهوا عنه.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.
سورة سبأ
آياتها 54 آية

[سورة سبإ (34) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)

الإعراب:
(لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما في الأرض) مثل ما في السموات معطوف عليه (له الحمد) مثل له ما في السموات (في الآخرة) متعلّق بالحمد (الخبير) خبر ثان مرفوع..
وجملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «له الحمد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هو الحكيم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(2) (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم (في الأرض) متعلّق ب (يلج) ، (ما) الثاني معطوف على ما الأول (منها) متعلّق ب (يخرج) ، (ما) الثالث معطوف على (ما) الأول (من السماء) متعلّق ب (ينزل) ، (ما) الرابع معطوف على (ما) الأول (فيها) متعلّق ب (يعرج) ....
وجملة: «يعلم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يلج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
وجملة: «ينزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الخامس.
وجملة: «يعرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) السادس.
وجملة: «هو الرحيم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم «6» .

[سورة سبإ (34) : الآيات 3 الى 4]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) نافية (بلى) حرف جواب لإثبات المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور ب (الواو) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تأتينّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به (عالم) نعت ل (ربّي) مجرور (لا) نافية (عنه) متعلّق ب (يعزب) ، (في السموات) متعلّق بنعت ل (ذرة) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) مثل في السموات معطوف عليه (الواو) عاطفة (لا) مثل الأخيرة (أصغر) معطوف على مثقال مرفوع «7» ، وكذلك (لا أكبر) ، (إلّا) للحصر (في كتاب) متعلّق بحال من مثقال أو أصغر أو أكبر.
جملة: «قال الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تأتينا الساعة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: « (أقسم) بربيّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تأتينّكم..» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «لا يعزب عنه مثقال..» حالّ مؤكّدة للضمير في عالم «8» .
(4) (اللام) لام التعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام..
والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تأتينّكم) .
(لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مغفرة (رزق) معطوف على مغفرة ...
وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أولئك لهم مغفرة..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .

[سورة سبإ (34) : آية 5]
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (سعوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا (معاجزين) حال منصوبة من فاعل سعوا (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (من رجز) متعلّق بنعت لعذاب.
جملة: «الذين سعوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
الصرف:
(معاجزين) ، جمع معاجز، اسم فاعل من الرباعيّ عاجز، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.

[سورة سبإ (34) : آية 6]
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل (الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية، ونائب الفاعل للفعل (أنزل) ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إليك) متعلّق ب (أنزل) ، وكذلك (من ربّك) ، (هو) ضمير فصل (الحقّ) مفعول به ثان لفعل الرؤية (إلى صراط) متعلّق ب (يهدي) ، (الحميد) نعت مجرور.
جملة: «يرى الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يهدي..» في محلّ نصب معطوف على الحقّ.

[سورة سبإ (34) : الآيات 7 الى 8]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (8)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (هل) حرف استفهام (على رجل) متعلّق ب (ندلّكم) ، (إذا) ظرف متضمن معنى الشرط «9» في محلّ نصب متعلّق بمضمون معنى: في خلق جديد أي تبعثون «10» ، (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر (اللام) المزحلقة للتوكيد (في خلق) متعلّق بخبر إنّ.
جملة: «قال الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «هل ندلّكم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ينبّئكم..» في محلّ جرّ نعت لرجل.
وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «مزّقتم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّكم لفي خلق..» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل ينبّئكم.. أو سدّت مسدّ مفعولي الفعل الثاني والثالث، ولولا اللام في الخبر لفتحت همزة إنّ.
(8) - (الهمزة) للاستفهام، واستغني بها عن همزة الوصل (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «11» ، (أم) حرف عطف (به) متعلّق بخبر مقدّم لمبتدأ جنّة (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) المنفي (في العذاب) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين..
وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «12» .
وجملة: «به جنّة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة افترى..
وجملة: «الذين لا يؤمنون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يؤمنون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
الصرف:
(ممزّق) ، مصدر ميميّ للرباعيّ مزّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ» .
لأن البعيد صفة الضال إذا بعد عن الجادّة، وكلما ازداد عنها بعدا كان أضل.
[سورة سبإ (34) : آية 9]
أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

الإعراب:
(الفاء) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (إلى ما) متعلّق ب (يروا) بمعنى ينظروا (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما خلفهم) معطوف على ما بين ويعرب مثله (من السماء) متعلّق بحال من الموصولين (بهم) متعلّق ب (نخسف) ، (عليهم) متعلّق ب (نسقط) ، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد- هي لام الابتداء- (لكل) متعلّق بآية- أو بنعت لها-.
جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا فلم يروا.
وجملة: «إن نشأ..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نخسف..» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «نسقط..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف.
وجملة: «إنّ في ذلك لآية..» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
__________
(1) يجوز أن يتعلّق ب (يجدون) ، أو ب (نصيرا) .
(2) يجوز تعليقه بحال من الضمير في وجوههم.
(3) أو هي حال من الضمير في (وجوههم) إذا علّق الظرف (يوم) ب (يجدون) أو ب (نصيرا) .. هذا ويجوز قطعها على الاستئناف.
(4) في الآية السابقة (69) .
(5) أو مفعول مطلق منصوب.
(6) أو في محلّ نصب حال من فاعل يعلم.
(7) أو هو مبتدأ خبره إلّا في كتاب والجملة معطوفة على جملة لا يعزب.
(8) أو في محلّ نصب حال من ربّي.
(9) أو مجرّد من الشرط متعلّق بمحذوف تقديره: إنّكم تبعثون وتحشرون ... [.....]
(10) علّق بمحذوف ولم يتعلّق بخلق جديد لأن ما قبل (إنّ) لا يعمل به ما بعدها.
(11) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.
(12) أو هي مستأنفة إن كانت من قول السامعين المجيبين للكافرين.


ابوالوليد المسلم 03-08-2022 10:05 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة سبأ
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
(الحلقة 468)
من صــ 205 الى صـ 218


[سورة سبإ (34) : الآيات 10 الى 11]
وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (منّا) متعلّق بحال من (فضلا) وهو المفعول الثاني (جبال) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الياء في (أوّبي) ، (الواو) واو المعيّة (الطير) مفعول معه منصوب «1» ، (له) متعلّق ب (ألنّا) .
(11) جملة: «أتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: «يا جبال..» في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا.
وجملة: «أوّبي معه ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ألنّا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.
(أن) حرف تفسير «2» ، (في السرد) متعلّق ب (قدّر) ، (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» (ما) حرف مصدري «4» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير.
وجملة: «اعمل ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اعمل.
وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّي.. بصير..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
الصرف:
(سابغات) ، جمع سابغة، مؤنّث سابغ بمعنى واسع، وهو اسم فاعل من الثلاثيّ سبغ، وزنه فاعل.
(السرد) ، مصدر سماعيّ لفعل سرد الثلاثيّ بمعنى نسج الدرع باب نصر وباب ضرب، وثمّة مصدر آخر للفعل هو سراد زنة فعال بكسر الفاء.
الفوائد
- تابع المنادي:
1- إذا كان تابع المنادي بدلا أو معطوفا، عومل معاملة المنادي المستقل، مثل:
(يا أبا خالد سعيد) (يا خالد وسعيد) (يا عبد الله وسعيد) فإن تحلّى المعطوف ب (ال) جاز فيه البناء على الضم اتباعا للفظ المعطوف عليه، والنصب اتباعا للمحل. وذلك كما ورد في الآية التي نحن بصددها يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ يجوز في الطير الضم اتباعا للفظ الجبال، ويجوز فيها النصب اتباعا لمحل الجبال.
2- أما النعت وعطف البيان والتوكيد، فيجب نصبها إذا كانت مضافة خالية من (ال) مثل: (يا أحمد صاحب الدار) (يا عليّ أبا حسن) .
أما إذا كان هذا التابع محلّى ب (ال) ، أو توكيدا غير مضاف، فيجوز فيه النصب مراعاة للمحل، والرفع مراعاة للفظ: (يا أحمد الكريم) (يا سليم سليما أو سليم) .
3- تابع المنادي المنصوب منصوب دائما: (يا عبد الله الكريم) (يا عبد الله والنجار) .
[سورة سبإ (34) : الآيات 12 الى 14]
وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (14)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لسليمان) متعلّق بمحذوف تقديره سخّرنا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (أسلنا) ، (من الجنّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) «5» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعمل) (بإذن) متعلّق بحال من فاعل يعمل (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منهم) متعلّق بحال من فاعل يزغ (عن أمرنا) متعلّق ب (يزغ) ، (من عذاب) متعلّق ب (نذقه) .
جملة: « (سخّرنا) لسليمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «غدوّها شهر ... » في محلّ نصب حال من الريح.
وجملة: «رواحها شهر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: «أسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّرنا.
وجملة: «من الجنّ من ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّرنا.
وجملة: «يعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «من يزغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يزغ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «6» .
وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.
(13) (له) متعلّق ب (يعملون) ، (من محاريب) متعلّق بحال من العائد المقدّر للموصول أي: يشاء عمله (كالجواب) نعت ل (جفان) (آل) منادى مضاف منصوب (شكرا) مفعول مطلق لفعل محذوف «7» منصوب (الواو) استئنافيّة (قليل) خبر مقدّم للمبتدأ (الشكور) ، (من عبادي) متعلّق بنعت لقليل.
وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اعملوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «قليل ... الشكور» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب دلّهم (عليه) متعلّق ب (قضينا) ، (ما) نافية (على موته) متعلّق ب (دلّهم) ، (إلّا) للحصر (دابّة) فاعل دلّ (فلمّا) مثل الأول متعلّق ب (تبيّنت) (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي أنّهم (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية (في العذاب) متعلّق ب (لبثوا) «8» .
وجملة: «قضينا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما دلّهم ... إلّا دابة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تأكل ... » في محلّ نصب حال من دابة الأرض.
وجملة: «خرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تبيّنت الجنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كانوا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر أن.
والمصدر المؤوّل (أن لو كانوا ... ) في محلّ نصب مفعول به.
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «ما لبثوا ... » لا محلّ لها جواب لو.
الصرف:
(غدوّها) مصدر غدا يغدو باب نصر وزنه فعول بضمتين وأدغمت واو فعول مع لام الكلمة.
(رواحها) ، مصدر راح يروح، وزنه فعال بفتح الفاء.
(أسلنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت الألف الساكنة لمجيئها قبل اللام الساكنة.
(13) جفان: جمع جفنة اسم للقدر الكبيرة، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزنه جفان فعال بكسر الفاء.
(الجواب) ، جمع جابية اسم للحوض الكبير يجمع فيه الماء، وزنه فاعله، ووزن جواب فعال بفتح الفاء.
(قدور) جمع قدر، اسم للماعون المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قدور فعول بضمّ الفاء.
(راسيات) ، جمع راسية مؤنّث رأس، اسم فاعل من الثلاثيّ رسا وزنه فاع- أعلّت الكلمة بسبب التقاء الساكنين- وزن راسية فاعلة.
(شكرا) ، مصدر شكر الثلاثيّ، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(14) الأرض: قد يراد بها الأرض المعروفة «9» ، وقد يراد بها مصدر أرض يأرض باب فرح بمعنى أكل من قبل الأرضة وهي حشرات تقرض الخشب، وقد أضيف الدابة إلى المصدر فكأنه قيل دابّة الأكل، ووزن الأرض فعل بفتح فسكون.. والمعنى الأول أولى لأن مصدر الفعل على باب فرح يأتي على فعل بفتحتين ولا يأتي على فعل بفتح فسكون إلّا أن يكون من الباب الأول أو الخامس بمعنى كثر العشب في المكان.
(منسأة) ، اسم آلة على وزن مفعلة من الثلاثيّ نسأ بمعنى طرد وزجر، وهو بمعنى العصا لأنها آلة الزجر.
البلاغة
التشبيه: في قوله تعالى «يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ» .
حيث شبه القصاع الكبار بالحياض العظام في سعتها وصخامتها، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فالمشبه والمشبه به كلاهما محسوس.
الفوائد
- هل الجن يعلمون الغيب؟
ذكر التاريخ أن الجن، في عهد سليمان صلّى الله عليه وسلّم، كانت تخبر الإنس بأنها تعلم الغيب، فدعا سليمان (ص) ربه قائلا: اللهم عمّ على الجن موتي، حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب. وكانت الجن تقول للإنس بأنهم يعلمون ما في غد، ودخل سليمان (ص) المحراب كعادته، وقام يصلي متكئا على عصاه، فمات قائما، وكان للمحراب كوى، فكان الجن يعملون تلك الأعمال الشاقة التي كلفهم بها سليمان (ص) ، وينظرون إليه من الكوى، ويحسبون أنه حي، ولا ينكرون طول احتباسه عن الخروج إلى الناس، لعادته في ذلك، وطول صلاته. فمكثوا بعد موته زمنا طويلا، حتى أكلت الأرضة عصا سليمان، فخرّ ميتا، فعلموا بموته فعند ذلك علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في التعب والشقاء مسخرين لسليمان وهو ميت ويظنونه حيا. ذكر أهل التاريخ أن سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة وبقي في الملك مدة أربعين سنة، وشرع في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من ملكه، وتوفي وهو ابن ثلاث وخمسين.

[سورة سبإ (34) : الآيات 15 الى 18]
لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (18)

الإعراب:
(الام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لسبأ) متعلّق بخبر كان (في مسكنهم) متعلّق بحال من آية (جنتان) بدل من آية مرفوع «10» ، (عن يمين) متعلّق بنعت ل (جنّتان) ، (من رزق) متعلّق ب (كلوا) ، (له) متعلّق ب (اشكروا) ، (بلدة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه- أو هي- وكذلك (ربّ) وتقدير المبتدأ المنعم.
وجملة: «كان لسبأ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «كلوا....» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «اشكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا..
وجملة: « (هذه) بلدة ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: « (المنعم) ربّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
(16) (الفاء) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (بجنّتيهم) متعلّق ب (بدّلناهم) ، (جنّتين) مفعول به ثان عامله بدّلناهم (خمط) نعت لأكل مجرور مثله (أثل) معطوف على أكل بالواو مجرور وكذلك (شيء) ، (من سدر) متعلّق بنعت لشيء، (قليل) نعت لسدر مجرور «11» .
وجملة: «أعرضوا ... » معطوفة على جملة القول المقدّر.
وجملة: «أرسلنا ... » معطوفة على جملة أعرضوا.
وجملة: «بدّلناهم ... » معطوفة على جملة أعرضوا.
(17) (ذلك) اسم إشارة مفعول به ثان عامله جزيناهم (ما) حرف مصدري (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر ...
والمصدر المؤوّل (ما كفروا) في محلّ جرّ متعلّق ب (جزيناهم) .
وجملة: «جزيناهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نجازي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزيناهم.
(18) (الواو) عاطفة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله جعلنا (بين) الثاني معطوف على الأول بحرف العطف (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للقرى (فيها) متعلّق ب (باركنا) ، والثاني متعلّق ب (قدّرنا) ، والثالث متعلّق ب (سيروا) ، (ليالي) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سيروا) ، (آمنين) حال منصوبة على فاعل سيروا.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزيناهم.
وجملة: «باركنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «قدّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.
وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
الصرف:
(15) سبأ: انظر الآية (22) من سورة النمل.
(16) العرم: جمع عرمة زنة كلمة، اسم لما يمسك الماء من بناء وغيره أي السدّ ... أو هو اسم الوادي الذي بني فيه السد، ووزن عرم فعل بفتح فكسر.
(ذواتي) ، مثنّى ذوات، وهو اسم مفرد فيه إعلال لأن أصله ذوية- بفتح الذال والواو والياء- وهو مؤنّث ذو الذي أصله ذوي، فلمّا تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصار ذوات، وقد حذفت الواو تخفيفا فأصبح ذات ... وفي التثنية يصحّ ذاتان- على الحذف- وذواتان على الأصل.
(خمط) ، اسم لكلّ شجر ذي شوك في طعمه مرارة- وقيل هو شجر الأراك- وقد استعمل اللفظ استعمال الصفة فوصف الأكل به، وزنه فعل بفتح فسكون.
(أثل) ، اسم لشجر يشبه الطرفاء لكنّه أعظم منها طولا، فهو اسم جنس، الواحدة أثلة، ووزن أثل فعل بفتح فسكون.
(سدر) ، اسم جنس لنبات النبق، وزنه فعل بكسر فسكون.
(18) السير: مصدر سار يسير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- المشاكلة: في قوله تعالى «جَنَّتَيْنِ» .
وفن المشاكلة: هو ذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته.
فقد سمى البدل جنتين للمشاكلة، وفيه نوع من التهكم بهم.
2- التذييل: في قوله تعالى «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ» الآية.
وفن التذييل: قسمان: الأول: ما جرى مجرى المثل، والثاني: ما لم يخرج مخرج المثل، وهو أن تكون الجملة الثانية متوقفة على الأولى في إفادة المراد، أي وهل يجازي ذلك الجزاء المخصوص، ومضمون الجملة الأولى أن آل سبأ جزاهم الله تعالى بكفرهم، ومضمون الجملة الثانية أن ذلك العقاب المخصوص لا يقع إلا للكفور، وفرق بين قولنا جزيته بسبب كذا، وبين قولنا ولا يجزى ذلك الجزاء إلا من كان بذلك السبب، ولتغايرهما يصح أن يجعل الثاني علة للأول، ولكن اختلاف مفهومها لا ينافي تأكيد أحدهما بالآخر للزوم معنى.
3- التنكير: في قوله تعالى «لَيالِيَ وَأَيَّاماً» .
في تنكير ليالي وأياما إلماع إلى قصر أسفارهم، فقد كانت قصيرة، لأنهم يرتعون في بحبوحة من العيش، ورغد منه، لا يحتاجون إلى مواصلة الكد، وتجشم عناء الأسفار، للحصول على ما يرفه عيشهم.
الفوائد
- سبأ وسيل العرم:
عن فروة المرادي قال: لما أنزل في سبأ ما أنزل قال رجل: يا رسول الله، وما سبأ أأرض أم امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب.
فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة. فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار. فقال رجل:
يا رسول الله، وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة. أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن غريب. وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال ابن عباس ووهب وغيرهما: كان لهم سدّ بنته بلقيس، فأمرت بواديهم فسدّ بالصخر والقار بين الجبلين، وجعلت لهم ثلاثة أبواب، بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة ضخمة، وجعلت فيها اثني عشر مخرجا، على عدة أنهار يفتحونها إذا احتاجوا للماء، فإذا جاء المطر، اجتمع عليهم ماء أودية اليمن، فاحتبس السيل من وراء السد، وكانوا يبدءون بالسقاية من الباب الأعلى، ثم الأوسط، ثم الأدنى، فلا ينفد الماء حتى يمتلئ السد من مطر السنة المقبلة. فلما طغوا وكفروا، غضب الله عليهم، وهيّأ أسبابا أدت إلى انهيار سدهم، ففاض الماء، وخربت أرضهم وجنانهم، وغرقوا ومزقوا كل ممزّق، حتى صاروا مثلا عند العرب، يقولون: (ذهبوا أيدي سبأ، وتفرقوا أيادي سبأ) .
[سورة سبإ (34) : آية 19]
فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (باعد) ، (أحاديث) مفعول به ثان بحذف مضاف أي:
ذوي أحاديث (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات- أو بنعت لها-.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر «12» .
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «باعد ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا «13» .
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلموا.
وجملة: «مزّقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة سبإ (34) : الآيات 20 الى 21]
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (صدّق) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) للاستثناء (فريقا) مستثنى منصوب (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (فريقا) .
جملة: «صدّق عليهم إبليس....» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّبعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّق.
(21) (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (له) متعلّق بخبر كان (عليهم) متعلّق بحال من سلطان (سلطان) اسم كان مجرور لفظا مرفوع محلّا (إلّا) للحصر (لام) للتعليل (نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمن) .
والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بسلطان.
(ممّن) متعلّق ب (نعلم) بتضمينه معنى نميّز (منها) متعلّق بحال من شك (في شك) متعلّق بخبر المبتدأ هو، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق بالخبر حفيظ.
وجملة: «ما كان ... » في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في (اتبعوه) أو من إبليس «14» .
وجملة: «نعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الضمر.
وجملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «هو منها في شك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «ربّك ... حفيظ» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________

(1) يجوز أن يكون معطوفا على (فضلا) بحذف مضاف أي وتسبيح الطير.. كما يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره سخّرنا الطير أو دعونا الطير تسبّح معه.
(2) يفسّر مقدّرا معنى القول دون حروفه أي أمرنا، أن اعمل.. ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (ألنّا) ، أي: ألنّا له الحديد لعمل سابغات.
(3) أو مفعول به منصوب.
(4) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة صلة.
(5) أو متعلّق بمحذوف تقديره: سخّرنا، فيكون (من) مفعولا به للفعل المقدّر ...
أي: سخّرنا له من يعمل من الجنّ.
(6) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(7) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.. أو مصدر في موضع الحال.. أو مفعول لأجله ... أو مفعول به لأن الشكر بمعنى الطاعة على المجاز.
(8) أو حال من فاعل لبثوا
(9) انظر الآية (22) من سورة البقرة.
(10) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
(11) أو نعت لأكل، أو لأثل. [.....]
(12) في الآية السابقة (18)
(13) أو معطوفة على مقدّر أي: فبطروا النعمة وظلموا.. أو هي حال بتقدير قد.
(14) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 05:23 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة سبأ
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
(الحلقة 469)
من صــ 219 الى صـ 231



[سورة سبإ (34) : الآيات 22 الى 23]
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)

الإعراب:
(من دون) متعلّق بنعت للمفعول الثاني المقدّر لفعل زعمتم أي: زعمتموهم آلهة كائنة من دون الله (في السموات) متعلّق ب (يملكون) «2» وكذلك (في الأرض) فهو معطوف على الأول و (لا) زائدة لتأكيد النفي (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (فيهما) متعلّق بحال من شرك «3» ، (شرك) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (ما له منهم من ظهير) مثل ما لهم فيهما من شرك ... والضمير في (له) يعود على الله، وفي (منهم) يعود على الآلهة.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «زعمتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يملكون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- ليست من مقول القول-.
وجملة: «ما لهم ... من شرك» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.
وجملة: «ما له ... من ظهير» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.
(23) (الواو) عاطفة (لا) نافية (عنده) متعلّق ب (تنفع) «3» ، (إلّا) للحصر (لمن) متعلّق بالشفاعة «4» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (حتّى) حرف ابتداء (عن قلوبهم) نائب الفاعل لفعل فزّع (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به لفعل قال «5» ، (الحق) مفعول به لفعل محذوف ... وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف والتقدير: قالوا قال القول الحق (الواو) استئنافيّة (الكبير) خبر ثان للمبتدأ هو.
وجملة: «لا تنفع الشفاعة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.
وجملة: «أذن له ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «فزّع عن قلوبهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قال ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالوا (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (قال) الحقّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو العليّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(شرك) ، اسم بمعنى المشارك أو الشريك من (شركه يشركه) باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.

[سورة سبإ (34) : آية 24]
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)

الإعراب:
(من) اسم استفهام مبتدأ (من السموات) متعلّق ب (يرزقكم) ، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع خبره محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي: الله رازقكم (الواو) عاطفة (أو) حرف عطف للإبهام (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير المتّصل اسم إنّ (اللام) المزحلقة (على هدى) متعلّق بخبر إنّ (في ضلال) مثل على هدى معطوف عليه ب (أو) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يرزقكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يرزقكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «قل (الثانية) ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «الله (رازقكم) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّا ... لعلى هدى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الله (رازقكم) .
البلاغة
1- الاستدراج: في قوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» .
حيث استدرج الخصم، واضطره إلى الإذعان والتسليم، والعزوف عن المكابرة واللجاج فإنه لما ألزمهم الحجة، خاطبهم بالكلام المنصف، الذي يقال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك، ونحوه قول الرجل لصاحبه: قد علم الله تعالى الصادق مني ومنك، وإن أحدنا لكاذب.
2- المخالفة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» في هذه الآية مخالفة بين حرفي الجر، فإنه إنما خولف بينهما في الدخول على الحق والباطل، لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركض به حيث شاء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدري أين يتوجه.
[سورة سبإ (34) : آية 25]
قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)

الإعراب:
(لا) نافية، والواو في (تسألون) نائب الفاعل (عمّا) متعلّق ب (تسألون) ، والثاني متعلّق ب (نسأل) ، ونائب الفاعل لفعل (نسأل) ضمير مستتر تقديره نحن.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تسألون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أجرمنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «نسأل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وهو كالأول.

[سورة سبإ (34) : آية 26]
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)

الإعراب:
(بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (يجمع) ، والثاني متعلّق ب (يفتح) ، (بالحقّ) ب (يفتح) بتضمينه معنى يحكم (الواو) استئنافيّة (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجمع ... ربّنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يفتح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «هو الفتّاح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الفتّاح) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ فتح وزنه فعّال.

[سورة سبإ (34) : آية 27]
قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)

الإعراب:
(به) متعلّق ب (ألحقتم) ، (شركاء) حال من العائد المحذوف أي ألحقتموهم به شركاء «6» ، ممنوع من التنوين لإلحاقه بالاسم الممدود على وزن فعلاء، بضمّ ففتح، (كلّا) حرف حرف ردع وزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (هو) ضمير الجلالة مبتدأ، (الله) خبر مرفوع (العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحكيم) نعت ثان مرفوع.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أروني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ألحقتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «أَرُونِيَ» :
لم يرد من «أروني» حقيقته، لأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يراهم ويعلمهم، فهو مجاز وتمثيل.
[سورة سبإ (34) : آية 28]
وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (كافّة) حال من الناس منصوبة «7» ، (للناس) متعلّق بفعل أرسلناك، واللام بمعنى لأجل «8» ، (بشيرا) حال من ضمير المخاطب منصوبة (الواو) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «ما أرسلناك إلّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
فوائد
- تقدّم الحال وتأخّرها:
مرتبة الحال بعد صاحبها وبعد عاملها، تقول (جاء أخوك ضاحكا) . ويجوز تقدمها على أحدهما، أو عليهما، فتقول: (جاء ضاحكا أخوك) . أو (ضاحكا جاء أخوك. ولهذا الجواز قيود:
1- تتأخر عن صاحبها وجوبا إذا كانت محصورة، كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ كما تقدم هي وجوبا إذا حصر صاحبها، مثل (ما جاء ضاحكا إلا أنت) وإذا كان صاحبها مضافا إليه فإنها تتأخر وجوبا، مثل (أعجبني موقف أخيك معارضا) ، وإذا كان مجرورا- عند الأكثرين- مثل (مررت بها مسرورة) .
2- وتتأخر عن عاملها وجوبا إذا لم يكن فعلا متصرفا، أو كان اسم تفضيل، مثل:
(بئس المرء كاذبا) (أخوك خيركم كريما) ، وكذلك إذا كان عاملها مقترنا بما له الصدارة مثل: لام الابتداء أو لام القسم، مثل (لأنت مصيب موافقا) (لأبقينّ صابرا) ، أو كان صلة ل (ال) أو لحرف مصدري، أو مصدرا مؤولا، مثل: (أنت السيد متواضعا)(يعجبني أن تقف محاميا) (يسوءني انقلابك خائنا) .
والحال المؤكدة لعاملها، والجملة المقترنة بواو الحال، لا تتقدمان على عاملهما مثل: (ولّى مدبرا) (جئت والشمس مشرقة) .
[سورة سبإ (34) : آية 29]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (29)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الوعد) بدل من الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (كنتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها اعتراضيّة بين السؤال والجواب.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي الاستفهام قبله.
[سورة سبإ (34) : آية 30]
قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (30)

الإعراب:
(لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ميعاد (لا) نافية (عنه) متعلّق ب (تستأخرون) ، (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تستأخرون) ، (لا تستقدمون) مثل لا تستأخرون.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكم ميعاد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تستأخرون ... » في محلّ رفع نعت لميعاد- أو في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: «لا تستقدمون» معطوفة على جملة لا تستأخرون.

[سورة سبإ (34) : آية 31]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بهذا) متعلّق ب (نؤمن) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (بالذي) متعلّق ب (نؤمن) معطوف على (بهذا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (إذا) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى) لتحقّق الرؤية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (موقوفون) ، (إلى بعض) متعلّق ب (يرجع) ، والواو في (استضعفوا) نائب الفاعل (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (لولا) حرف شرط غير جازم (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجودون (اللام) رابطة لجواب لولا.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لو ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لرأيت عجبا.. ومفعول ترى محذوف أي ترى حال الظالمين.
وجملة: «الظالمون موقوفون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يرجع بعضهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الظالمون) «10» .
وجملة: «يقول الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «لولا أنتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(موقوفون) ، جمع موقوف اسم مفعول من الثلاثيّ وقف، وزنه مفعول.

[سورة سبإ (34) : آية 32]
قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (عن الهدى) متعلّق ب (صددناكم) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق بفعل صددناكم (بل) للإضراب الانتقاليّ.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «نحن صددناكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صددناكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) .
وجملة: «جاءكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنتم مجرمين» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة سبإ (34) : آية 33]
وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (33)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (قال الذين ... استكبروا) مثل نظيرها المتقدّمة «11» ، (بل) للإضراب (مكر) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره صادّ، «12» (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمكر (أن) حرف مصدري..
والمصدر المؤوّل (أن نكفر ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمروننا.
(بالله) متعلّق ب (نكفر) ، (نجعل) معطوف على (نكفر) منصوب مثله (له) متعلّق بمفعول به ثان (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (رأوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (في أعناق) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، والواو في (يجزون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (ما) حرف مصدريّ «13» ..
والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بما كانوا ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «مكر الليل ... (صدّ) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، ومقول القول محذوف تقديره لم نكن مجرمين بل ...
وجملة: «تأمروننا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكفر.
وجملة: «أسروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين ... «15» .
وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأوا ...
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «هل يجزون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق-.
وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعملون» وفي محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(الندامة) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ ندم باب فرح، وزنه فعالة بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ندم بفتحتين.

[سورة سبإ (34) : الآيات 34 الى 35]
وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (34) وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (في قرية) متعلّق ب (أرسلنا) بتضمينه معنى بعثنا (نذير) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) للحصر (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بما) متعلّق ب (كافرون) ، وضمير المخاطب في (أرسلتم) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (أرسلتم) .
جملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال مترفوها..» في محلّ نصب حال من قرية «16» .
وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أرسلتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(35) (الواو) عاطفة (أموالا) تمييز منصوب (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) اسم ما (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.. وعلامة الجرّ (الياء) .
وجملة: «قالوا....» في محلّ نصب معطوفة على جملة قال مترفوها.
وجملة: «نحن أكثر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما نحن بمعذّبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
__________
(1) أو بمحذوف نعت لمثقال ذرة.
(2) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (لهم) .
(3) أو متعلّق بحال من الشفاعة.
(4) أو هو بدل من المستثنى منه- وإلّا أداة استثناء- بإعادة الجار أي لا تنفع الشفاعة لأحد إلا لمن ... والمستثنى منه المقدّر يجوز أن يكون هو المشفوع له والشافع محذوف يدلّ عليه سياق الكلام أي: لا تنفع الشفاعة لأحد من المشفوع لهم إلّا لمن أذن تعالى للشافعين أن يشفعوا فيه.. ويجوز أن يكون هو الشافع والمشفوع له محذوف أي لا تنفع الشفاعة إلّا لشافع أذن له أن يشفع.
(5) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر والعائد محذوف أي قاله ربّكم والجملة الاسميّة مقول القول.
(6) يجوز أن يكون مفعولا ثالثا لفعل الرؤية، والرؤية علميّة والمفعول الأول ياء المتكلم، والثاني الموصول.
(7) هذا التوجيه ردّه الزمخشري بدعوى عدم جواز مجيء الحال من المجرور المؤخّر عنها ولكنّ بعض النحويين أجازه كابن عطيّة.. وأعربه الزمخشريّ مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته أي: أرسلناك رسالة كافّة للناس أي:
عامّة لهم محيطة بهم ... وأجاز الزجاج أن يكون (كافّة) حالا من الكاف في (أرسلناك) ، والتاء للمبالغة أي جامعا للناس، فهو اسم فاعل من (كفّ) بمعنى جمع.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال على وزن فاعل كالعاقبة، جاء للمبالغة أو بحذف مضاف أي: ذا كافّة.
(8) أو متعلّق بكافّة إذا أعرب حالا من كاف الخطاب..
(9) أو معطوفة على جملة يقولون في الآية (29) من هذه السورة.
(10) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (موقوفون) . [.....]
(11) في الآية السابقة (32) .
(12) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره سبب كفرنا.. ويجوز أن يكون فاعلا لفعل محذوف تقديره صدّنا..
(13) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ المحذوف والعائد محذوف.
(14) أو معطوفة على جملة قال الذين في الآية (32) السابقة.
(15) أو في محلّ نصب حال من الذين استضعفوا واستكبروا.
(16) الذي سوّغ مجيء الحال من النكرة كونها في سياق النفي.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 05:54 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
سورة سيأ
الحلقة (470)
من صــ 231 الى صـ 242






[سورة سبإ (34) : آية 36]
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36)

الإعراب:
(لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) نافية ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ ربّي يبسط ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يبسط..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقدر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: «لكنّ أكثر الناس..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «لا يعلمون..» في محلّ رفع خبر لكن.

[سورة سبإ (34) : آية 37]
وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (37)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفيّ (التي) اسم موصول محله القريب الجرّ ومحلّه البعيد النصب خبر ما (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بحال من (زلفى) وهو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، منصوب (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (صالحا) مفعول مطلق منصوب «1» نائب عن المصدر فهو صفته (الفاء) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جزاء (ما) حرف مصدريّ «2» ، (الواو) عاطفة (في الغرفات) متعلّق ب (آمنون) .
جملة: «ما أموالكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقرّبكم..» لا محلّ لها صلة الموصول التي.
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: «أولئك لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لهم جزاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بجزاء.
وجملة: «هم ... آمنون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الصرف:
(زلفى) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ زلف باب نصر وزنه فعلى بضمّ فسكون بمعنى القربة، وثمّة مصدران آخران هما الزلف بفتح فسكون، والزلف بفتحتين.
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى» .
التفات من الغيبة إلى الخطاب، بكلام مستأنف من جهته عز وجل، خوطب به الناس بطريق التلوين والالتفات، مبالغة في تحقيق الحق وتقرير ما سبق.
[سورة سبإ (34) : الآيات 38 الى 39]
وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (في آياتنا) متعلّق ب (يسعون) بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا (معاجزين) حال منصوبة من فاعل يسعون (في العذاب) متعلّق بالخبر محضرون «3» .
جملة: «الذين يسعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك في العذاب....» في محلّ رفع خبر المبتدأ. الذين.
(قل إنّ ربّي ... يشاء) مرّ إعرابها «4» ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي:من يشاء رزقه من عباده (له) متعلّق ب (يقدر) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أنفقتم) في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) متعلّق بحال من ما «5» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط و (الواو) حاليّة أو عاطفة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ ربّي يبسط» . في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يبسط....» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.
وجملة: «أنفقتم..» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «هو يخلفه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يخلفه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «هو خير ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة هو يخلفه «6» .

[سورة سبإ (34) : آية 40]
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (جميعا) حال منصوبة من ضمير الغائب في (يحشرهم) ، (للملائكة) متعلّق ب (يقول) و (الهمزة) للاستفهام (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (يعبدون) .
جملة: « (اذكر) يوم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحشرهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
وجملة: «هؤلاء ... كانوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كانوا يعبدون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء) .
وجملة: «يعبدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.

[سورة سبإ (34) : الآيات 41 الى 44]
قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (42) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (43) وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44)

الإعراب:
(سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من دونهم) متعلّق بحال من ضمير المتكلّم في وليّنا «7» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (بهم) متعلّق ب (مؤمنون) .
وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (نسبّح) سبحانك..» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «أنت وليّنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كانوا يعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعبدون الجنّ ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
وجملة: «أكثرهم بهم مؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- (42) (الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملك) المنفيّ (لا) نافية (لبعض) متعلّق ب (يملك) بتضمينه معنى يقدّم «8» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (للذين) متعلّق ب (نقول) ، (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للنار (بها) متعلّق ب (تكذّبون) .
وجملة: «لا يملك بعضكم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا ...
وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملك.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم بها تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «تكذّبون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
(43) (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى) ، (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (بيّنات) حال منصوبة من آياتنا (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (رجل) خبر هذا مرفوع (أن) حرف مصدريّ (عمّا) متعلّق ب (يصدّكم) ، واسم (كان) ضمير مستتر وجوبا يعود على (آباؤكم) ، ففي الكلام تنازع.
والمصدر المؤوّل (أن يصدّكم..) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
(ما هذا إلّا إفك) مثل ما هذا إلّا رجل (مفترى) نعت لإفك مرفوع (للحقّ) متعلّق ب (قال) بتضمينه معنى فعل يتعدّى باللام «9» ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (سحر) خبر هذا مرفوع.
وجملة: «تتلى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ما هذا إلّا رجل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: «يصدّكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «كان يعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يعبد آباؤكم ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا:
(الأولى) .
وجملة: «ما هذا إلا إفك..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال الذين....» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف أي لمّا جاء الحقّ قال الذين كفروا ...
وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
(44) (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كتب) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان (ما) مثل الأولى (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا) (نذير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله أرسلنا.
وجملة: «ما آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدرسونها ... » في محلّ جرّ- أو نصب- نعت لكتب.
وجملة: «أرسلنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آتيناهم.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى «وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ» .
ففي تكرير الفعل وهو قولهم، والتصريح بذكر الكفرة، وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه، وما في «لما» من المسارعة إلى البت بهذا القول الباطل، إنكار عظيم له وتعجيب بليغ منه، وذلك للدلالة على مدى السخط عليهم، والزراية بأقدارهم، والتعجب من ارتكاس عقولهم، ونبوها عن الحق، وطمسها لمعالمه.
[سورة سبإ (34) : آية 45]
وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (45)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (الواو) حاليّة (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والمفعول الثاني لفعل آتيناهم محذوف (الفاء) عاطفة في الموضعين (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمراعاة فواصل الآيات ...
جملة: «كذّب الذين من قبلهم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «10» .
وجملة: «ما بلغوا ... » في محلّ نصب حال «11» .
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب الذين ...
وجملة: «كان نكير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي:
لمّا كذّبوا رسلي جاءهم إنكاري بالعقوبة فكيف كان نكير.. أي: كان إنكاري في محلّه.
الصرف:
(معشار) ، اسم بمعنى العشر أو عشر العشر، وقال بعضهم لفظ يعادل عشر العشير- والعشير هو عشر العشر- وزنه مفعال، لم يبق من ألفاظ العدد على هذا الوزن غيره وغير المرباع.

[سورة سبإ (34) : آية 46]
قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (46)

الإعراب:
(بواحدة) متعلّق ب (أعظكم) بتضمينه معنى أوصيكم (أن) حرف مصدريّ ونصب (لله) متعلّق ب (تقوموا) .
والمصدر المؤوّل (أن تقوموا) في محلّ جرّ بدل من واحدة «12» .
(مثنى) حال منصوبة من فاعل تقوموا (تتفكّروا) منصوب معطوف على تقوموا (ما) نافية (بصاحبكم) متعلّق بخبر مقدّم (جنّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (لكم) متعلّق بالخبر نذير «13» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بنذير «14» وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّما أعظكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تقوموا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تتفكّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقوموا..
وجملة: «ما بصاحبكم من جنّة..» في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي.
وجملة: «إن هو إلّا نذير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى «مَثْنى وَفُرادى» .
طباق بديع، أتى به احترازا من القيام جماعة، لأن في الاجتماع تشويشا للخواطر، وعمى للبصائر، دون التأمل والاستغراق في التفكير، أما قيامهم مثنى وفرادى فيتيح لهم أن يفكروا ويعملوا الروية، فإن تبين الحق للاثنين جنح كل فرد إلى إعمال رأيه.

[سورة سبإ (34) : آية 47]
قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)

الإعراب:
(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم ثان (سألتكم) في محلّ جزم فعل الشرط (من أجر) متعلّق بحال من ما «15» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ هو (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (على الله) متعلّق بخبر المبتدأ أجري (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر شهيد.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما سألتكم من أجر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو لكم..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن أجري إلّا على الله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول للبيان.
وجملة: «هو ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
[سورة سبإ (34) : آية 48]
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (48)

الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق ب (يقذف) و (الباء) سببيّة «16» ، (علّام) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يقذف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة سبإ (34) : آية 49]
قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (49)

الإعراب:
(الواو) عاطفة- أو اعتراضيّة- والثانية عاطفة (ما) نافية في الموضعين، وفاعل (يعيد) يعود على الباطل.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاء الحقّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما يبدئ الباطل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاء الحقّ «17» .
وجملة: «ما يعيد..» معطوفة على جملة ما يبدئ، تأخذ إعرابها.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ» .
أي ذهب واضمحل، بحيث لم يبق له أثر، مأخوذ من هلاك الحي، وأنه إذا هلك لم يبق له إبداء- أي فعل ابتداء- ولا إعادة- أي فعله ثانيا- كما يقال: لا يأكل ولا يشرب، أي ميت. فالكلام كناية عما ذكر، أو مجاز متفرع على الكناية.

[سورة سبإ (34) : آية 50]
قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)

الإعراب:
(ضللت) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على نفسي) متعلّق ب (أضلّ) ، (اهتديت) مثل ضللت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ (إليّ) متعلّق ب (يوحي) .
والمصدر المؤوّل (ما يوحي..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره اهتدائي.
جملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن ضللت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّما أضلّ....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن اهتديت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضللت.
وجملة: «يوحي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: « (يوحي) ربّي (اهتدائي) » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّه سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-
__________
(1) أو مفعول به منصوب.
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة صلة الموصول.
(3) يجوز أن يتعلّق بخبر محذوف، ومحضرون خبر ثان.
(4) في الآية (36) من هذه السورة.
(5) أو تمييز له.
(6) أو في محلّ نصب حال من فاعل يخلفه.
(7) المضاف إليه هنا معمول للمضاف فهو مفعوله، فجاز مجيء الحال منه.
(8) أو متعلّق بحال من (نفعا) . [.....]
(9) أو هي بمعنى (في) أي قالوا في الحقّ أي في أمره..
(10) في الآية السابقة (44) .
(11) يجوز أن تكون اعتراضيّة فلا محلّ لها.
(12) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لواحدة.
(13، 14) أو متعلّق بنعت محذوف لنذير.
(15) أو هو تمييز (ما) .
(16) أو متعلّق بحال من مفعول يقذف المقدّر و (الباء) للملابسة.. ويجوز أن تكون (الباء) للاستعانة فيتعلّق ب (يقذف) أي: يقذف الباطل بالحقّ، أو (الباء) زائدة والفعل مضمّن معنى يلقي أو يرسل كقوله ولا تلقوا بأيديكم.. أو يضمّن الفعل معنى يحكم ويقضي..
(17) أو اعتراضيّة إذا لم يكن الكلام من مقول القول، أو اسم موصول والعائد محذوف.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 06:18 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
سورة فاطر
الحلقة (471)
من صــ 242 الى صـ 254






[سورة سبإ (34) : الآيات 51 الى 54]
وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (إذ) ظرف أستعير للمستقبل متعلّق ب (ترى) «1» ، ومفعول ترى محذوف تقديره حالهم (الفاء) تعليليّة (لا) نافية للجنس (فوت) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف أي لا فوت لهم (الواو) عاطفة (من مكان) متعلّق ب (أخذوا ... ) .
جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما..
وجملة: «فزعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا فوت (لهم) ..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «أخذوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا.
(52) (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) اعتراضيّة (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفية- وفيه معنى كيف- متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ التناوش (لهم) متعلّق بحال من التناوش، والعامل فيها الاستقرار.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا..
وجملة: «آمنّا به ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنّى لهم التناوش ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
(53) (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (به) متعلّق ب (كفروا) ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضّمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) عاطفة (بالغيب) متعلّق ب (يقذفون) بتضمينه معنى يرجمون أو يرمون (من مكان) متعلّق ب (يقذفون) .
وجملة: «كفروا ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (به) أو من الفاعل في (قالوا) .
وجملة: «يقذفون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كفروا..
(54) (الواو) عاطفة في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل (حيل) ضمير مستتر يعود على مصدر الفعل أي حيل الحول «2» (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (حيل) ، (بين) الثاني معطوف على الأول (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، (ما) الثاني كذلك (بأشياعهم) متعلّق ب (فعل) ، (كما) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله حيل أي حيل حولا كالذي فعلناه بأشياعهم (من قبل) مثل الأول، متعلّق بنعت لأشياعهم «3» ، (في شكّ) متعلّق بخبر كانوا ...
وجملة: «حيل بينهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا..
وجملة: «يشتهون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «فعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كانوا في شكّ..» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(فوت) ، مصدر سماعيّ لفعل فات يفوت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو فوات زنة فعال بفتح الفاء.
(52) التناوش: مصدر قياسيّ للخماسيّ تناوش، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين.. معناه التناول والتطاعن بالرماح وغيرهما.. وقيل بمعنى الرجعة أو التوبة.
(54) حيل: فيه إعلال بالقلب أصله حول بضمّ الحاء وكسر الواو- الألف في حال أصلها واو- ثمّ نقلت حركة الواو إلى الحرف قبلها لثقلها على الواو- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
(أشياعهم) ، جمع شيع زنة فعل بكسر ففتح، وشيع جمع شيعة..
انظر الآية (65) من سورة الأنعام ووزن أشياع أفعال ...
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» .
والمراد تمثيل حالهم، في الاستخلاص بالايمان، بعد ما فات عنهم وبعد، بحال من يريد أن يتناول الشيء، بعد أن بعد عنه وفات، في الاستحالة.
فوائد
- أوجه مخالفة (لا) النافية للجنس ل (إنّ) :
تخالف (لا) النافية للجنس (إن) في سبعة أوجه هي:
1- لا تعمل (لا) إلا في النكرات، مثل (لا كاذب محبوب) ، بخلاف إن
2- يكون اسمها مبنيا، إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف، كقوله تعالى:
يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ.
3- أن ارتفاع خبرها عند إفراد اسمها نحو: (لا رجل قائم) بما كان مرفوعا به قبل دخولها، لا بها. وهذا القول لسيبويه وخالفه الأخفش والأكثرون، ولا خلاف بين البصريين في أن ارتفاعه بها إذا كان اسما عاملا.
4- أن خبرها لا يتقدم على اسمها قبل مضي الخبر وبعده.
5- أنه يجوز مراعاة محلها مع اسمها، قبل مضي الخبر وبعده، فيجوز رفع النعت والمعطوف عليه، نحو (لا رجل ظريف فيها) و (لا رجل وامرأة فيها) .
6- يجوز إلغاؤها إذا تكررت، نحو (لا حول ولا قوة إلا بالله) . ولك فتح الاسمين ورفعهما والمخالفة بينهما.
7- أنه يكثر حذف خبرها، كما في الآية التي نحن بصددها (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) أي فلا فوت لهم، وكذلك قوله تعالى قالُوا: لا ضَيْرَ أي لا ضير علينا، وتميم لا تذكر الخبر حينئذ.
انتهت سورة «سبأ» ويليها سورة «فاطر»
سورة فاطر
آياتها 45 آية

[سورة فاطر (35) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)

الإعراب:
(لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (جاعل) نعت ثان للفظ الجلالة مجرور (رسلا) مفعول به لاسم الفاعل جاعل «4» ، (أولي) نعت ل (رسلا) منصوب، وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (مثنى) نعت لأجنحة مجرور، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف، ممنوع من الصرف، صفة معدولة، وكذلك (ثلاث، رباع) ، (في الخلق) متعلّق ب (يزيد) «5» ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير) .
جملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يزيد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّ الله.. قدير ... » لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
معنى الزيادة: في قوله تعالى «يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ» :
خير ما قيل في هذه الآية، ما أورده الزمخشري في كشافه: «والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق، من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام في الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأي، وجراءة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأنّ في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف» .
الفوائد
1- مفعل وفعال.
تصاغ من الأعداد من واحد إلى عشرة صيغتان ممنوعتان من الصرف هما:
مفعل وفعال. فنقول: موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث.. إلخ. وسبب المنع أن هذه الأعداد صفات معدولة.
2- قوله تعالى جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ وقوله تعالى في سورة النساء فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ: قال النحاة والمفسرون: (الواو) بمعنى (أو) ، لكن ابن هشام عقّب على قولهم بقوله: لا يعرف ذلك في اللغة، وإنما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين. وأما الآية فقال أبو طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني، في كتابه المسمّى ب «الرسالة المعربة عن شرف الإعراب» : القول فيها بأن الواو بمعنى (أو) عجز عن درك الحق، فاعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، وهو الأصول كقوله تعالى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وقسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، وإنما يراد به الانفراد، لا الاجتماع، وهو الأعداد المعدولة، كآية النساء وآية فاطر الآنفتي الذكر. وقال: أي منهم جماعة ذوو جناحين، وجماعة ذو وثلاثة ثلاثة، وجماعة ذو وأربعة أربعة فكل جنس مفرد بعدد.
[سورة فاطر (35) : آية 2]
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)

الإعراب:
(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفتح) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (للناس) متعلّق ب (يفتح) ، (من رحمة) متعلّق بحال من (ما) «6» (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (لها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (ما يمسك فلا مرسل له) مثل ما يفتح.. فلا ممسك لها (من بعده) متعلّق بالخبر المحذوف «7» ، (الواو) استئنافيّة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «يفتح الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا ممسك لها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يمسك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يفتح.
وجملة: «لا مرسل له ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (تؤفكون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة النداء: «يأيّها..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «هل من خالق غير الله..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يرزقكم..» لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
وجملة: «لا إله إلّا هو..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تؤفكون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا هو الحقّ فأنّى تؤفكون ...
(4) - (الواو) عاطفة (الفاء) لربط الجواب بالشرط (قد) حرف تحقيق (رسل) نائب الفاعل مرفوع (من قبلك) متعلّق بنعت لرسل «9» ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (ترجع) ، (الأمور) نائب الفاعل مرفوع.
وجملة: «يكذّبوك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: «كذّبت رسل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ترجع الأمور..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يكذّبوك.
[سورة فاطر (35) : الآيات 5 الى 7]
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)

الإعراب:
(يأيّها الناس) مرّ إعرابها «10» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تغرّنكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، ومثله (يغرّنكم) ، (بالله) متعلّق ب (يغرنّكم) ، و (الباء) سببيّة بحذف مضاف أي بسبب حلم الله.
جملة: «يأيّها الناس..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ وعد الله حقّ ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا تغرنّكم الحياة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبهوا فلا تغرّنكم ... «11» .
وجملة: «لا يغرّنّكم بالله الغرور..» معطوفة على جملة لا تغرّنّكم الحياة ...
(6) (لكم) متعلّق بحال من عدو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عدوّا) مفعول به ثان منصوب، (من أصحاب) متعلّق بخبر يكونوا.
وجملة: «إنّ الشيطان لكم عدوّ..» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «اتّخذوه..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيتم ذلك فاتّخذوه.. أو إن أردتم النجاة من النار فاتّخذوه..
وجملة: «يدعو....» لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعو) .
(7) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم في الموضعين للمبتدأين عذاب ومغفرة (أجر) معطوف على مغفرة بالواو مرفوع.
وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «كفروا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «لهم عذاب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني.

[سورة فاطر (35) : آية 8]
أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره كمن هداه الله (له) متعلّق ب (زيّن) ، (سوء) نائب الفاعل مرفوع (حسنا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تذهب) ، (حسرات) مصدر في موضع الحال منصوب «12» ، وعلامة النصب الكسرة (ما) حرف مصدريّ «13» .
والمصدر المؤوّل (ما يصنعون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بعليم.
جملة: «من زيّن له سوء..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «زيّن له سوء..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «رآه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن..
وجملة: «إنّ الله يضلّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «يضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «لا تذهب نفسك..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عذّبوا فلا تذهب ...
وجملة: «إنّ الله عليم..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يصنعون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
فن الإيغال: في قوله تعالى «فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ» .
وفن الإيغال، هو الإتيان بكلام يعتبر بمثابة التتمة لكلام سبقه احتياطا، فقد أقسم الله بحياة الرسول أكثر من مرة على أن الذين أعرضوا عنه وخالفوه قد تجاوزوا كل حدّ بإعراضهم، ودللوا على أنهم مفرطون في الغباوة، موغلون في الضلال، كما قال تعالى في أكثر من موضع «لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ» وقوله أيضا «وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»
__________
(1) لتحقّق الوقوع..
(2) أو نائب الفاعل هو الظرف، وحينئذ يكون مبنيّا على الفتح في محلّ رفع.
(3) أو متعلّق ب (فعل) .
(4) يجوز أن يكون حالا إذا فسّر (جاعل) بمعنى خالق.
(5) أو هو في موضع المفعول الثاني.
(6) أو تمييز له. [.....]
(7) لم يعلّق الظرف باسم الفاعل (مرسل) ، لأن اسم (لا) النافية للجنس المبنيّ لا يعمل وهو الرأي الغالب- ولكن يتسامح بالظرف ما لا يتسامح بغيره، فلا مانع من التعليق باسم الفاعل.
(8) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ خالق.
(9) أو متعلّق ب (كذّبت) .
(10) في الآية (3) من هذه السورة.
(11) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الفوز بوعد الله فلا تغرّنّكم الحياة.
(12) أو مفعول لأجله منصوب.
(13) أو اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بعليم، والعائد محذوف.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 06:31 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
سورة فاطر
الحلقة (472)
من صــ 255 الى صـ 266






[سورة فاطر (35) : آية 9]
وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة «1» ، (إلى بلد) متعلّق ب (سقناه) ، (به) متعلّق ب (أحيينا) ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أحيينا) ، وهو للزمان (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور) .
جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرسل..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تثير ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول «2» .
وجملة: «سقناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير.
وجملة: «أحيينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سقناه..
وجملة: «كذلك النشور..» لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق.
البلاغة
1- الالتفات: في قوله تعالى «وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ» .
التفاتان: الأول: حيث أخبر بالفعل المضارع عن الماضي، فقد قال: «فتثير» مضارع، وما قبله وما بعده ماض، ليحكي الحال التي تقع فيها إثارة الرياح السحاب، وتستحضر تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الربانية وهكذا يفعلون بفعل فيه نوع تمييز وخصوصية، بحال تستغرب، أو تهمّ المخاطب، أو غير ذلك.
والالتفات الثاني: في قوله «فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا» .
ولو جرى على نمط الكلام لقال فسقى وأحيا، ولكنه عدل بهما عن لفظ الغيبة إلى لفظ التكلم، وهو أدخل في الاختصاص وأدل عليه. وإنما عبر بالماضيين بعد المضارع للدلالة على التحقق.
2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَذلِكَ النُّشُورُ» .
تشبيه مرسل، لوجود الأداة، أي كمثل إحياء الموات نشور الأموات، في صحة المقدورية، أو في كيفية الإحياء.

[سورة فاطر (35) : آية 10]
مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)

الإعراب:
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ العزّة (جميعا) حال منصوبة من العزّة الثاني أي في الدنيا والآخرة (إليه) متعلّق ب (يصعد) ، (الواو) عاطفة (العمل) مبتدأ مرفوع «3» ، وفاعل (يرفعه) ضمير يعود على لفظ الجلالة «4» ، وضمير الغائب يعود على العمل (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (السيّئات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «5» ، أي يمكرون المكرات السيّئات (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يبور.
جملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان يريد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «لله العزّة ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي:
من كان يريد العزّة فليطلبها من عند الله.
وجملة: «يصعد..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «العمل الصالح يرفعه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصعد «6» .
وجملة: «يرفعه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (العمل) .
وجملة: «الذين يمكرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان..
وجملة: «يمكرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لهم عذاب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «مكر أولئك..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هو يبور..» في محلّ رفع خبر المبتدأ «مكر» .
وجملة: «يبور» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ» .
صعود الكلم إليه تعالى مجاز مرسل عن قبوله بعلاقة اللزوم، أو استعارة بتشبيه القبول بالصعود، ويجوز أن يجعل الكلم مجازا عما كتب فيه بعلاقة الحلول.
[سورة فاطر (35) : الآيات 11 الى 12]
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من تراب) متعلّق ب (خلقكم) ، وكذلك (من نطفة) فهو معطوف على الأول (أزواجا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما) نافية (أنثى) مجرور لفظا ومرفوع محلّا فاعل تحمل (إلّا) للحصر (بعلمه) متعلّق بحال من أنثى أي: إلّا متلبّسة بعلمه أو إلّا معلوما حملها له (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (معمّر) مجرور لفظا مرفوع محلّا نائب الفاعل، ونائب الفاعل لفعل (ينقص) ضمير يعود على معمّر (من عمره) متعلّق ب (ينقص) ، (إلّا في كتاب) مثل إلّا بعلمه، والحال من معمّر أو من عمر (على الله) متعلّق ب (يسير) .
جملة: «الله خلقكم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «جعلكم..» في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: «تحمل من أنثى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تضع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل.
وجملة: «يعمر من معمّر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل أو على الاستئناف.
وجملة: «ينقص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعمّر.
وجملة: «إنّ ذلك.. يسير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة (12) (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (ما) نافية (سائغ) خبر آخر
مرفوع «7» ، (شرابه) فاعل لاسم الفاعل سائغ، (من كلّ) متعلّق ب (تأكلون) ، (فيه) متعلّق بمواخر «8» ، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا) ...
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مواخر) .
وجملة: «ما يستوي البحران ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هذا عذب ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «هذا ملح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا عذب.
وجملة: «تأكلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يستوي.. «9» .
وجملة: «تستخرجون ... » معطوفة على جملة تأكلون تأخذ إعرابها.
وجملة: «تلبسونها..» في محلّ نصب نعت لحلية.
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تبتغوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «لعلّكم تشكرون..» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون..
وجملة: «تشكرون..» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(معمّر) ، اسم مفعول من الرباعيّ عمّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
البلاغة
1- الكلام المتسامح فيه: في قوله تعالى «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ» .
الإنسان إما معمر أي طويل العمر: أو منقوص العمر، أي قصير، فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال، ولذلك صح قوله «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ» ، فهذا من الكلام المتسامح فيه، ثقة في تأويله بأفهام السامعين، واتكالا على تسديدهم معناه بعقولهم، وأنه لا يلتبس عليهم إحالة الطول والقصر في عمر واحد، وعليه كلام الناس المستفيض. يقولون:
لا يثيب الله عبدا ولا يعاقبه إلا بحق. وما تنعمت بلدا ولا اجتويته إلا قل فيه ثوائي، أي: كرهت المقام به.
2- التمثيل: في قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ» .
ويسميه بعضهم الاستعارة التمثيلية، وهو تركيب استعمل في غير موضعه، لعلاقة المشابهة، وليس فيه ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه. وهذا مثال يوضحه، وهو قولهم:
«أنت تضرب في حديد بارد» فقد شبهت حال من يلح في الحصول على شيء يتعذر تحقيقه، بحال من يضرب حديدا باردا، بجامع أن كلّا منهما يكون عملا لا يرجى من ورائه أثر وليس في هذا التركيب ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه، فهو إذن استعارة تمثيلية، لأنه تركيب استعمل في غير ما وضع له، والمشابهة ظاهرة بين المعنيين المجازي والحقيقي. وهذا النوع يكثر في الأمثال السائرة النثرية والشعرية، كقولهم: «إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا» يضرب لمن يتطاول عليك، أو للقوي يقع فيمن هو أقوى منه وأعنف. والمخاطب لم يكن ريحا ولم يلاق إعصارا.

[سورة فاطر (35) : الآيات 13 الى 14]
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)

الإعراب:
(في النهار) متعلّق ب (يولج) ، وكذلك (في الليل) ، وفاعل يولج في الموضعين، وفاعل (سخر) يعود على الله (لأجل) متعلّق ب (يجري) ، والإشارة في (ذلكم) إلى المتّصف بالصفات السابقة، مبتدأ خبره الأول الله، وخبره الثاني ربّكم (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك.. والجملة خبر ثالث (الواو) عاطفة (من دونه) حال من مفعول تدعون المقدّر (ما) نافية (قطمير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.
جملة: «يولج الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يولج النهار ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كلّ يجري..» في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.
وجملة: «يجري..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) «10» .
وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «الذين تدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم الله.
وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما يملكون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
(14) (لا) نافية (يسمعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية (لكم) متعلّق ب (استجابوا) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكفرون) ، وكذلك (بشرككم) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية ...
وجملة: «تدعوهم ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يسمعوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «سمعوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة تدعوهم.
وجملة: «ما استجابوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يكفرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعوهم.
وجملة: «لا ينبّئك مثل خبير..» لا محلّ لها استئنافيّة..
الصرف:
(قطمير) ، اسم لما يغلّف نواة التمر من قشر.. أو هو شقّ النواة- وهو اختيار المبرّد- وزنه فعليل.
فوائد
من أنواع (لو) :
من أنواع (لو) ما لا يعقل فيه بين الجزأين ارتباط مناسب، وهو قسمان:
1- ما يراد فيه تقرير الجواب، وجد الشرط أو فقد، ولكنه مع فقده أولى. وذلك كالأثر عن عمر رضي الله عنه: «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» فإنه يدل على تقرير عدم العصيان على كل حال، وعلى أن انتفاء المعصية مع ثبوت الخوف أولى، وإنما لم تدل على انتفاء الجواب لأمرين:
أحدهما: أن دلالتها على ذلك إنما هو من باب مفهوم المخالفة. وفي هذا الأثر دل مفهوم الموافقة على عدم المعصية، لأنه إذا انتفت المعصية عند عدم الخوف فعند الخوف أولى، وإذا تعارض هذان المفهومان قدم مفهوم الموافقة.
الثاني: لما فقدت المناسبة انتفت العلّيّة، فلم يجعل عدم الخوف علة عدم المعصية، فعلمنا أن عدم المعصية، معلل بأمر آخر، وهو الحياء والإعظام، وذلك مستمر مع الخوف، فيكون عدم المعصية عند عدم الخوف مستندا إلى ذلك السبب وحده، وعند الخوف مستندا إليه فقط، أو إليه وإلى الخوف. وعلى ذلك تتخرج آية لقمان وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ لأن العقل يجزم بأن الكلمات إذا لم تنفد مع كثرة هذه الأمور فلأن لا تنفد مع قلتها أولى. وكذا في الآية التي نحن بصددها وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ لأن عدم الاستجابة عند عدم السماع أولى، وكذا وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا فإن التولي عند عدم الإسماع أولى.
2- أن يكون الجواب مقررا على كل حال، من غير تعرض لأولوية، نحو (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) ، فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة أخرى مستمرة على التقديرين، والمقصود في هذا القسم تحقيق ثبوت الثاني، وأما الامتناع في الأول فإنه وإن كان حاصلا لكنه ليس المقصود.
ويتضح من خلال ذلك فساد قول القائل بأن (لو) حرف امتناع لامتناع، وأن العبارة الجيدة قول سيبويه رحمه الله «حرف لما كان سيقع لوقوع غيره» .

[سورة فاطر (35) : الآيات 15 الى 18]
يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)

الإعراب:
(يا أيها الناس) مرّ إعرابها «11» ، (إلى الله) متعلّق بالفقراء (هو) ضمير فصل (الغنيّ) خبر المبتدأ الله.
جملة: «يا أيها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنتم الفقراء ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «الله.. الغنيّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(16) (بخلق) متعلّق ب (يأت) ..
وجملة: «يشأ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: «يذهبكم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يأت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم.
(17) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (على الله) متعلّق بعزيز (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: «ما ذلك.. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
(18) (الواو) عاطفة (لا) نافية (وازرة) فاعل مرفوع على حذف موصوف أي نفس وازرة (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلى حذف موصوف أي نفس أخرى (مثقلة) فاعل تدع وعلى حذف موصوف أي نفس مثقلة (إلى حملها) متعلّق ب (تدع) ، ومفعول تدع محذوف أي تدع نفس نفسا (لا) نافية (يحمل) مضارع مجزوم جواب الشرط مبنيّ للمجهول (منه) متعلّق ب (يحمل) ، (شيء) نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) ضمير يعود على المدعو المفهوم من سياق الكلام (ذا) خبر كان منصوب «12» ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) حال من المفعول- أو الفاعل- (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (تزكّى) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق بحال من فاعل يتزكّى (الواو) عاطفة (إلى الله) خبر مقدّم....
وجملة: «لا تزر وازرة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
وجملة: «تدع مثقلة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
وجملة: «لا يحمل منه شيء..» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كان ذا قربى ... » في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «إنّما تنذر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخشون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «من تزكّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما تنذر ...
وجملة: «تزكّى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يتزكى ... » في محلّ جزم جواب الشرط..
وجملة: «إلى الله المصير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من تزكّى.
الصرف:
(18) مثقلة: مؤنّث مثقل، اسم مفعول من الرباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(حملها) ، اسم لما يحمل، الجمع أحمال زنة أفعال حمولة زنة فعولة بضمّ الفاء.
البلاغة
1- المبالغة: في قوله تعالى «أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ» .
عرّف الفقراء للمبالغة في فقرهم، كأنهم لكثرة افتقارهم، وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب، وأن افتقار سائر الخلائق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم.
ولذلك قال تعالى «وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً» .
2- جناس الاشتقاق: في قوله تعالى «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» .
فالجناس بين تزر ووازرة ووزر. والوزر كما في المصباح الإثم. والوزر الثقل أيضا ومنه يقال وزر يزر من باب وعد إذا حمل الإثم.
__________
(1) وفي (سقناه) التفات من الغيبة إلى المتكلّم.
(2) والعائد محذوف أي تثير الرياح بإرادته.
(3) أو معطوف على الكلم، وجملة يرفعه حال من العمل، أو استئناف بيانيّ.
(4) أو يعود على العمل، وضمير الغائب يعود على الكلم الطيّب.
(5) وإذا ضمّن الفعل (يمكرون) معنى يكسبون، فالسيّئات مفعول به.
(6) يجوز أن تكون حالا من الكلم.
(7) أو هو خبر مقدّم للمبتدأ (شرابه) والجملة خبر هذا.. [.....]
(8) أو متعلّق ب (ترى) .
(9) أو معطوفة على جملة الحال في محلّ نصب.
(10) جاء (كلّ) مبتدأ على نيّة الإضافة أي كلّ واحد منهما، فالتنوين فيه عوض من كلمة.
(11) في الآية (3) من هذه السورة.
(12) أجاز العكبريّ أن يكون حالا من فاعل كان التامّة.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 06:44 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
سورة فاطر
الحلقة (473)
من صــ 266 الى صـ 278




[سورة فاطر (35) : الآيات 19 الى 23]
وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الخمسة «1» ، (الظلمات، النور الظل، الحرور) ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الأعمى والبصير كلّ بما يقابله (ما) مثل الأولى (الأموات) معطوف على الأحياء (ما) الثالثة نافية عاملة عمل ليس (مسمع) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من.
(إن) نافية (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ أنت.
جملة: «ما يستوي الأعمى..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما يستوي الأحياء..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله يسمع..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسمع من يشاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ما أنت بمسمع..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله يسمع.
وجملة: «إن أنت إلّا نذير..» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-
الصرف:
(الحرور) ، مصدر حرّ يحرّ باب ضرب وباب نصر وهو اشتداد حرّ الشمس وغيره، أو هو اسم للريح الحارة. قال أبو عبيدة:
أخبرنا رؤبة أن الحرور بالنهار والسموم بالليل- واللفظ مؤنّث وزنه فعول بفتح الفاء.
البلاغة
التمثيل والطباق: في قوله تعالى «الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ» .
مثل للمؤمن والكافر والظلمات والنور، مثل للحق والباطل وكذلك الظل والحرور والأحياء والأموات، مثل للذين دخلوا في الإسلام والذين لم يدخلوا فيه وأصروا على الكفر.

[سورة فاطر (35) : الآيات 24 الى 26]
إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26)

الإعراب:
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بالحقّ) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل (بشيرا) حال من المفعول منصوبة (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ- معتمد على نفي- (إلّا) للحصر (فيها) متعلّق ب (خلا) .
جملة: «إنّا أرسلناك..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرسلناك..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إن من أمّة إلّا خلا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «خلا فيها نذير..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّة..) .
(25) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (بالزبر، بالكتاب) متعلّقان بما تعلّق به الجارّ الأول.
وجملة: «يكذّبوك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك.
وجملة: «قد كذّب الذين..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «جاءتهم رسلهم..» في محلّ نصب حال من الموصول.
(26) (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام للتقرير في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه.
وجملة: «أخذت..» في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّب الذين..
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كان نكير..» معطوفة على جملة أخذت الذين.. لأن الاستفهام هنا تقريريّ أي: عاقبت الذين كفروا فكان إنكاريّ في محلّه ...
[سورة فاطر (35) : الآيات 27 الى 28]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل) «2» ، (به) متعلّق ب (أخرجنا) و (الباء) سببيّة (مختلفا) نعت لثمرات منصوب (ألوانها) فاعل لاسم الفاعل (مختلفا) ، (الواو) عاطفة (من الجبال) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جدد (بيض، حمر، مختلف) نعوت لجدد مرفوع مثله (ألوانها) الثانية فاعل لاسم الفاعل مختلف (غرابيب) معطوف على بيض «3» ، (سود) بدل من غرابيب أو عطف بيان على نيّة التأكيد.
جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزل....» في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله أنزل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
وجملة: «أخرجنا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل «4» .
وجملة: «من الجبال جدد ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(28) و (الواو) عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مختلف بحذف موصوف أي صنف مختلف ألوانه.. (ألوانه) فاعل لاسم الفاعل مختلف (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مختلف (إنّما) كافّة ومكفوفة (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم (من عباده) متعلّق بحال من الفاعل المؤخّر العلماء ...
وجملة: «من الناس ... مختلف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يخشى الله ... العلماء..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله عزيز ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.
الصرف:
(جدد) ، جمع جدّة اسم للطريقة، وقال بعضهم هو مفرد بمعنى الطريق الواضحة وقد وضع المفرد موضع الجمع.. ووزن جدّة فعلة بضمّ فسكون، ووزن جدد فعل بضمّ ففتح.
(بيض) ، جمع أبيض زنة أفعل اسم للون المعروف أو صفة له، والأصل في بيض أن يكون على وزن فعل بضمّ فسكون- مفرده أفعل- ثمّ كسرت الباء لمناسبة الياء فقيل بيض.
(حمر) ، جمع أحمر زنة أفعل، ووزن حمر فعل بضمّ فسكون، الجمع القياسيّ للصفة التي على أفعل.
(غرابيب) ، جمع غربيب، اسم بمعنى الأسود الفاحم المتناهي في السواد، وزنه فعليل بكسر الفاء ووزن غرابيب فعاليل.
(سود) ، جمع أسود زنة أفعل، ووزن سود فعل بضمّ فسكون، والجمع قياسيّ شأنه شأن بيض وحمر.
البلاغة
1- الالتفات: في قوله تعالى «فَأَخْرَجْنا بِهِ» .
فقد التفت عن الغيبة إلى التكلم، لإظهار كمال الاعتناء بالفعل، لما فيه من الصنع البديع، المنبئ عن كمال القدرة والحكمة.
2- التدبيج: في قوله تعالى «وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ» .
والتدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوانا، يقصد الكناية بها، والتورية بذكرها، عن أشياء من وصف أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، وقد أراد الله بذلك الكناية عن المشتبه من الطرق، لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا، وهي أوضح الطرق وأبينها، يأمن فيها المتعسف، ولا يخاف اجتيازها الموغل في الاسفار، والممعن في افتراش صعيد المغاور ولهذا قيل: ركب بهم المحجة البيضاء، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء، كأنها في خفائها والتباس معالمها ضد البيضاء في الظهور والوضوح، ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة بينهما، فالطرف الأعلى في الظهور البياض، والطرف الأدنى في الخفاء السواد، والأحمر بينهما، على وضع الألوان والتراكيب، وكانت ألوان الجبال لا تخرج، في الغالب، عن هذه الألوان الثلاثة، أتت الآية الكريمة على هذا التقسيم، فحصل فيها التدبيج، مع صحة التقسيم وهي مسرودة على نمط متعارف، مسوقة للاعتداد بالنعم، على ما هدت إليه من السعي في طلب المصالح والمنافع، وتجنب المعاطب والمهالك الدنيوية والأخرويه.
3- العدول إلى الاسمية: في قوله تعالى «وَمِنَ النَّاسِ» وفي قوله تعالى قبلها «وَمِنَ الْجِبالِ» : إيراد الجملتين اسميتين، مع مشاركتهما لما قبلهما من الجملة الفعلية، في الاستشهاد بمضمونها، على تباين الناس في الأحوال الباطنة، لما أن اختلاف الجبال والناس والدواب والأنعام، فيما ذكر من الألوان أمر مستمر، فعبّر عنه بما يدل على الاستمرار وأما إخراج الثمرات المختلفة، فحيث كان أمرا حادثا، عبر عنه بما يدل على الحدوث.
4- التقديم والتأخير والحصر: في قوله تعالى «إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» لحصر الخشية بالعلماء، كأنه قيل: إن الذين يخشون الله من بين عباده هم العلماء دون غيرهم أما إذا قدمت الفاعل، فإن المعنى ينقلب إلى أنهم لا يخشون إلا الله. وهما معنيان مختلفان كما يبدو للمتأمل.
الفوائد
1- عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل:
اسم الفاعل يدل على صفة مؤقتة في الإنسان، مثل: سابح- لاعب. أما الصفة المشبهة، فتدل على صفة ثابتة، مثل: كريم- شجاع- صلب.. إلخ. وكل من اسم الفاعل واسم المفعول إذا دلا على صفات ثابتة في الإنسان فيعاملان معاملة الصفة المشبهة، فاسم الفاعل في الآية مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ يدل على صفة مشبهة.
أما عمل الصفة المشبهة، فإما أن يرتفع معمولها على الفاعلية، كما في الآية الكريمة مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ألوانه: فاعل للصفة المشبهة مختلف وإما أن يجر بالإضافة، مثل (أخوك حسن الصوت) ، وهو أغلب أحواله وإما أن ينصب على التمييز، إن كان نكرة أو شبه المفعولية، إن كان معرفة، مثل (أخوك حسن صوتا) (أخوك حسن صوته) إذا كانت الصفة المشبهة معرفة ب (ال) فلا بد لمعمولها إذا أضيف إليها أن يعرف ب (ال) أو يضاف إلى المعرف ب (ال) مثل: (أخوك الحسن الصوت) و (أخوك الحسن أداء النشيد) .
2- العلم يصقل الفكر والسلوك:
قال ابن عباس: معنى الآية: (إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني) . ومن ازداد علما ازداد خشية لله عز وجل.
عن عائشة قالت: صنع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم. فبلغ ذلك النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية. وعن أنس قال: خطب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذّذتم بنسائكم على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات (الطرقات) تجأرون (تدعون الله) ، فغطى أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وجوههم ولهم خنين. الخنين: هو البكاء مع عنة وانتشاق الصوت من الأنف.
قال مسروق: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا، وقال مقاتل: أشد الناس خشية لله أعلمهم.
[سورة فاطر (35) : الآيات 29 الى 30]
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)

الإعراب:
(ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه (سرّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «5» فهو نوعه..
جملة: «إنّ الذين ... يرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتلون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يرجون ... » في محلّ رفع خبر إنّ «6» .
وجملة: «لن تبور..» في محلّ نصب نعت لتجارة.
(30) (اللام) للتعليل- أو لام العاقبة- (يوفّيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (يزيدهم) مضارع منصوب معطوف على (يوفّيهم) ، (من فضله) متعلّق ب (يزيدهم) «7» ....
والمصدر المؤوّل (أن يوفّيهم..) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف أي فعلوا ذلك ليوفّيهم.. أو متعلّق ب (يرجون) إذا كانت اللام لام العاقبة.
وجملة: «يوفّيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يزيدهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفّيهم..
وجملة: «إنّه غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة.
[سورة فاطر (35) : الآيات 31 الى 35]
وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (33) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (35)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الذي) اسم موصول مبتدأ خبره الحقّ (إليك) متعلّق ب (أوحينا) ، (من الكتاب) متعلّق بحال من العائد المقدّر «8» ، (هو) ضمير فصل (مصدّقا) حال مؤكّدة منصوبة (لما) متعلّق ب (مصدّقا) «9» ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (بعباده) متعلّق بخبير وبصير (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (بصير) خبر إنّ ثان مرفوع.
جملة: «الذي أوحينا.. الحقّ..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله.. لخبير..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(32) (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل بتضمين الفعل معنى
أعطينا، و (الكتاب) المفعول الثاني (من عبادنا) متعلّق بحال من العائد المقدّر (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم في المواضع الثلاثة للمبتدآت (ظالم، مقتصد، سابق) ، (لنفسه) متعلّق بظالم «10» (بالخيرات) متعلّق بسابق (بإذن) متعلّق بحال من الضمير في سابق «11» ، (ذلك) اسم إشارة مبتدأ «12» ، (هو) ضمير فصل «13» ، (الفضل) خبر المبتدأ ذلك..
وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «اصطفينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «منهم ظالم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا..
وجملة: «منهم مقتصد..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا..
وجملة: «منهم سابق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا..
وجملة: «ذلك.. الفضل..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(33) (جنّات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «14» ، و (الواو) في (يحلّون) نائب الفاعل (فيها) متعلّق بحال من الفاعل (من أساور) متعلّق ب (يحلّون) ، (من ذهب) متعلّق بنعت لأساور (لؤلؤا) مفعول به لفعل محذوف تقديره يحلّون (فيها) متعلّق بحال من حرير- نعت تقدّم على المنعوت-.
وجملة: « (هو) جنّات ... » لا محلّ لها بدل من (ذلك هو الفضل) .
وجملة: «يدخلونها ... » في محلّ رفع نعت لجنّات- أو حال منها-.
وجملة: «يحلّون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدخلونها أو من المفعول «15» .
وجملة: «لباسهم فيها حرير» معطوفة على جملة يحلّون.
(34) (الواو) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (عنّا) متعلّق ب (أذهب) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أذهب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إنّ ربّنا لغفور..» لا محلّ لها اعتراضيّة.
(الذي) بدل من الموصول الأول في محلّ جرّ (من فضله) متعلّق بحال من فاعل أحلّنا (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يمسّنا) «16» ، (لا يمسّنا فيها لغوب) مثل لا يمسّنا فيها نصب.
وجملة: «أحلّنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «لا يمسّنا ... » في محلّ نصب حال من المفعول الأول أو الثاني.
وجملة: «لا يمسّنا (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يمسّنا (الأولى) .
الصرف:
(35) المقامة: مصدر ميميّ من الرباعيّ أقام، وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين، و (التاء) زائدة للمبالغة.
(لغوب) ، مصدر لغب باب نصر بمعنى تعب أو باب فتح أو باب كرم، وقيل من باب فرح ولكنّها لغة ضعيفة، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى من الأبواب الثلاثة الأولى هي لغب بفتح فسكون، ولغوب بفتح اللام، ومن الباب الأخير لغب بفتحتين.
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا» .
استعارة مكنية تبعية، شبّه إعطاء الكتاب إياهم، من غير كد أو تعب في وصوله إليهم، بتوريث الوارث.
فوائد
- أصناف المسلمين:

قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قرأ هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب) إلى قوله (ومنهم سابق بالخيرات) قال: أما السابق بالخيرات، فيدخل الجنة بغير حساب وأما المقتصد، فيحاسب حسابا يسيرا وأما الظالم لنفسه، فيجلس في المقام حتى يدخله الهم ثم يدخل الجنة ثم قرأ هذه الآية الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ.
وقيل: السابق من رجحت حسناته على سيئاته، والمقتصد من استوت حسناته وسيئاته، والظالم من رجحت سيئاته على حسناته، فإن قلت: لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق؟ قال جعفر الصادق: بدأ بالظالمين إخبارا بأنه لا يتقرب إليه إلا بكرمه وأن الظلم لا يؤثر في الاصطفاء، ثم ثنى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحد مكره، وكلهم في الجنة. وقيل: رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس، لأن أحوال العباد ثلاثة: معصية وغفلة ثم توبة، فإذا عصى الرجل دخل في حيز الظالمين، فإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، فإذا صحت توبته وكثرت عبادته ومجاهدته دخل في عداد السابقين.
وقيل قدم الظالم لكثرة الظلم وغلبته، ثم المقتصد قليل بالقياس إلى الظالمين، والسابق أقل من القليل فلهذا أخرهم. والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده وبأسرار كتابه.
__________
(1) قيل الزوائد قبل (النور، الحرور، الأموات) ، وغير زوائد قبل (الظلمات، الظلّ) لأنهما فاعلان لفعلين محذوفين.
(2) أو بمحذوف حال من ماء.
(3) أو على جدد.
(4) وفي الكلام التفات من ضمير الغيبة إلى المتكلّم.
(5) أو مصدر في موضع الحال.
(6) أجاز الزمخشريّ أن يكون الخبر جملة (إنّه غفور) ، والرابط مقدّر أي: غفور لهم.. وجملة يرجون حال من الفاعل في (أنفقوا) .
(7) وهو في موضع المفعول الثاني.
(8) يجوز تعليقه ب (أوحينا) على أنّ (من) للجنس أو تبعيضيّة.
(9) أو اللام زائدة للتقوية و (ما) مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا) . [.....]
(10) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، ف (نفسه) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ظالم.
(11) أو متعلّق بسابق.
(12) والإشارة إلى السبق أو إيراث الكتاب.
(13) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره الفضل والجملة خبر المبتدأ ذلك.
(14) أو هو مبتدأ خبره جملة يدخلونها.. أو هو خبر ثان للمبتدأ ذلك.
(15) أو هي خبر ثان لجنّات إذا أعرب مبتدأ.
(16) أو متعلّق بحال من نصب، أو بحال من ضمير المفعول في (يمسّنا) .


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 07:00 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
سورة فاطر
الحلقة (474)
من صــ 278 الى صـ 289







[سورة فاطر (35) : الآيات 36 الى 37]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ نار (لا) نافية (عليهم) نائب الفاعل للمجهول (يقضى) (الفاء) فاء السببيّة (يموتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لا) مثل الأولى (عنهم) نائب الفاعل للمجهول يخفّف «1» . (من عذابها) متعلّق ب (يخفّف) ..
والمصدر المؤوّل (أن يموتوا ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النفي السابق أي: ليس ثمّة قضاء عليهم فموت آخر.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي..
جملة: «الذين كفروا....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لهم نار ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «لا يقضى عليهم..» في محلّ رفع خبر ثان «2» .
وجملة: «يموتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «لا يخفّف عنهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يقضى..
وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة..
(37) (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (يصطرخون) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب، حذف منه حرف النداء (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» ، (غير) نعت ل (صالحا) «4» ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (ما) نكرة موصوفة بمعنى وقت، متعلّق ب (نعمّركم) ، (فيه) متعلّق بفعل يتذكّر (من) موصول فاعل يتذكّر (الواو) عاطفة- أو حالية- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية تعليليّة (ما) نافية (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم (نصير) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «هم يصطرخون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم.
وجملة: «يصطرخون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة النداء: «ربّنا..» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نعمل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كنّا نعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «نعمل ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «نعمّركم..» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: يقال لهم: ألم نمهلكم ونعمّركم ...
وجملة: «يتذكّر ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) .
وجملة: «تذكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «جاءكم النذير..» في محلّ نصب معطوفة على جملة نعمّركم «5» .
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كفرتم بالنذير فذوقوا.
وجملة: «ما للظالمين من نصير..» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(يصطرخون) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله يصترخون، جاءت التاء بعد الصاد قلبت طاء قلبا قياسيّا وزنه يفتعلون.
الفوائد
- غير:
غير: اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويجوز أن يقطع عنها لفظا إن فهم المعنى وتقدمت عليها كلمة ليس. وقولهم (لا غير) لحن وخطأ. ويقال: (قبضت عشرة ليس غيرها) برفع غير على حذف الخبر، أي مقبوضا، وبنصبها على إضمار الاسم أي (ليس المقبوض غيرها) . و (ليس غير) بالفتح من غير تنوين على إضمار الاسم أيضا وحذف المضاف إليه لفظا ونية ثبوته، و (ليس غير) بالضم من غير تنوين.
ولا تتعرف «غير» بالإضافة، لشدة إبهامها، وتستعمل «غير» المضافة لفظا على وجهين:
أحدهما- وهو الأصل- أن تكون صفة للنكرة، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ، أو لمعرفة قريبة منها كقوله تعالى صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ لأن المعرف الجنسي قريب من النكرة، ولأن غيرا إذا وقعت بين ضدين ضعف إبهامها.
الثاني: أن تكون استثناء، فتعرب بإعراب الاسم الواقع بعد (إلا) وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في غير هذا الموضع فليرجع إليه.
[سورة فاطر (35) : آية 38]
إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (38)

الإعراب:
(بذات) متعلّق بعليم.
جملة: «إنّ الله عالم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنه عليم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة فاطر (35) : آية 39]
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (39)

الإعراب:
(في الأرض) متعلّق بخلائف (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة كفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ كفره (الواو) عاطفة (لا) نافية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يزيد) «6» ، (إلّا) للحصر (مقتا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لا يزيد ... إلّا خسارا) مثل السابقة..
جملة: «هو الذي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا يزيد ... كفرهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يزيد.. كفرهم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(خلائف) ، جمع خليفة اسم لمن يخلف غيره، لفظ مذكّر والتاء للمبالغة، وزنه فعيلة وفعله خلف يخلف باب نصر.
[سورة فاطر (35) : آية 40]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام، والرؤية في الفعل بصريّة (الذين) موصول نعت لشركاء (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تدعونهم من دون الله (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلقوا «7» ، (من الأرض) متعلّق بحال من اسم الاستفهام، (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شرك (في السموات) متعلّق بنعت لشرك (أم) مثل الأولى (كتابا) مفعول به ثان (الفاء) عاطفة (على بيّنة) متعلّق بخبر المبتدأ هم (منه) متعلّق بنعت لبيّنة (بل) للإضراب الانتقاليّ (إن) حرف نفي (بعضهم) بدل من الفاعل مرفوع (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول به ثان «8» منصوب.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أروني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز القول «9» .
وجملة: «خلقوا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «لهم شرك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتيناهم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم على بيّنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناهم.
وجملة: «يعد الظالمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة فاطر (35) : آية 41]
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)

الإعراب:
(أن) حرف مصدريّ ونصب، (تزولا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون وهو تام، (والألف) فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تزولا ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي كراهة أن تزولا «10» .
(الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (زالتا) في محلّ جزم فعل الشرط (إن) نافية (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أمسكهما (من بعده) متعلّق ب (أمسكهما) ، (غفورا) خبر ثان منصوب ل (كان) .
جملة: «إنّ الله يمسك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمسك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تزولا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «زالتا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إن أمسكهما من أحد» لا محلّ لها جواب القسم ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «إنه كان حليما ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
وجملة: «كان حليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة فاطر (35) : الآيات 42 الى 44]
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (42) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (44)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بالله) متعلّق ب (أقسموا) ، والضمير فيه يعود على كفّار مكّة (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه- أو صفته- «11» ، (اللام) موطّئة للقسم (إن جاءهم) مثل إن زالتا «12» ، (اللام) لام القسم (يكوننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسم يكونن و (النون) للتوكيد (أهدى) خبر يكوننّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (من إحدى) متعلّق ب (أهدى) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعن متضمن معنى الشرط متعلّق ب (زادهم) المنفيّ (ما) نافية (إلّا) للحصر (نفورا) مفعول ثان.
جملة: «أقسموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن جاءهم نذير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يكوننّ أهدى ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «جاءهم نذير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما زادهم إلّا نفورا..» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
(43) (استكبارا) مفعول لأجله منصوب «13» ، (في الأرض) متعلّق ب (استكبارا) ، (الواو) عاطفة (مكر) معطوف على (استكبار) - أو على (نفورا) (الواو) واو الحال- أو اعتراضيّة- (لا) نافية (إلّا) للحصر (بأهله) متعلّق ب (يحيق) ، (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام للنفي (إلّا) مثل الأولى (سنّة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عمله تجد (الواو) عاطفة (لن تجد..
تحويلا) مثل السابقة.
جملة: «لا يحيق المكر ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها-.
وجملة: «هل ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه..
وجملة: «لن تجد ... » جواب شرط مقدّر أي مهما تفعل فلن تجد ...
وجملة: «لن تجد (الثانية) » معطوفة على جملة لن تجد (الأولى) .
(44) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة ((في الأرض) ب (يسيروا) «14» ، (الفاء) عاطفة (ينظروا) مجزوم معطوف على (يسيروا) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، (الواو) حاليّة (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (اللام) لام الجحود (يعجزه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يعجزه (في السموات) متعلّق ب (يعجزه) «15» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) متعلّق بما تعلّق به (في السموات) فهو معطوف عليه (قديرا) خبر ثان..
جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أقعدوا في مساكنهم ولم يسيروا.
وجملة: «ينظروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يسيروا.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «كانوا أشدّ ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة: «ما كان الله ليعجزه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعجزه من شيء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يعجزه ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: «إنّه كان عليما» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(استكبارا) ، مصدر قياسيّ للسداسيّ استكبر، وزنه استفعال بكسر الثالث.
البلاغة
ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ» .
فن ائتلاف اللفظ مع المعنى، أي أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضا، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها أو موصوفة بحسن الجوار، بحيث إذا كان المعنى غريبا قحا، كانت ألفاظه غريبة محضة، وبالعكس ولما كان جميع الألفاظ المجاورة للقسم، في هذه الآية، كلها من المستعمل المتداول، لم تأت فيها لفظة غريبة تفتقر إلى مجاورة ما يشاكلها في الغرابة.
الإسناد المجازي: في قوله تعالى «ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً» .
إسناد مجازي، لأنه هو السبب في أن زادوا أنفسهم نفورا عن الحق، وابتعادا عنه، كقوله تعالى «فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ» .
إرسال المثل: في قوله تعالى «وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» .
وهذا من إرسال المثل، ومن أمثال العرب: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا.

[سورة فاطر (35) : آية 45]
وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (45)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) حرف مصدري «16» ، (ما) نافية (على ظهرها) متعلّق بحال من دابة «17» و (الهاء) في ظهرها يعود على الأرض في الآية السابقة ... (دابّة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول.
والمصدر المؤوّل (ما كسبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤاخذ) .
(الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّرهم) ، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (بعباده) متعلّق ب (بصيرا) خبر كان.
جملة: «لو يؤاخذ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «ما ترك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يؤخّرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «جاء أجلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي جازاهم بما هم له أهل..
وجملة: «كان بعباده بصيرا» في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها» .
استعارة مكنية تخييلية، فقد شبه الأرض بالدابة، التي يركب الإنسان عليها، ثم حذف المشبه به وهو الدابة، وأبقى لها شيئا من لوازمها وهو الظهر، والمراد ما ترك عليها.
انتهت سورة «فاطر» ويليها سورة «يس»
__________
(1) يجوز أن يكون نائب الفاعل (من عذابها) ، و (عنهم) متعلّق ب (يخفّف) .
(2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار.
(3) أو مفعول به منصوب.
(4) أو نعت ثان للمحذوف الذي هو مفعول مطلق، أو مفعول به.
(5) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(6) أو متعلّق بحال من (مقتا) .
(7) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة خلقوا ... صلة الموصول. [.....]
(8) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه، ويجوز أن يكون مفعولا لأجله.
(9) أو هي بدل من مقول القول.
(10) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يمسك) ، أي يمسكهما من أن تزولا أي يمنعهما من الزوال (الزّجاج) .
(11) أو هو مصدر في موضع الحال.
(12) في الآية (41) من هذه السورة.
(13) أو مصدر في موضع الحال أي مستكبرين- الأخفش-، أو هو بدل من (نفورا) .
(14) أو بحال من الفاعل..
(15) أو متعلّق بنعت لشيء.
(16) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي كسبوه.
(17) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان (ترك) متعديا لاثنين.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 09:04 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثانى والعشرون
سورة فاطر
الحلقة (475)
من صــ 290 الى صـ
304



سورة يس
من الآية 1 إلى الآية 27
[سورة يس (36) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يس (1)
. حرفان مقطّعان لا محلّ لهما من الإعراب.

[سورة يس (36) : الآيات 2 الى 11]
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (6)
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)

الإعراب:
(الواو) واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.
جملة: « (أقسم) بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
(3- 5) (اللام) لام القسم عوض المزحلقة (من المرسلين) متعلّق بخبر (إنّ) (على صراط) متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، (تنزيل) مفعول مطلق لفعل محذوف (الرحيم) نعت للعزيز مجرور مثله..
وجملة: «إنّك لمن المرسلين» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: « (نزّل) تنزيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(6) (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) نافية «2» ، (آباؤهم) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) عاطفة..
والمصدر المؤوّل (أن تنذر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالمصدر النائب عن فعله تنزيل.
وجملة: «تنذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «ما أنذر آباؤهم» في محلّ نصب نعت ل (قوما) .
وجملة: «هم غافلون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أنذر ...
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر.. (قد) حرف تحقيق (على أكثرهم) متعلّق ب (حقّ) ، (الفاء) تعليليّة (لا) نافية.
وجملة: «قد حقّ القول ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّر استئنافيّة.
وجملة: «هم لا يؤمنون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(8) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (في أعناقهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الفاء) الأولى زائدة لمطلق الربط (إلى الأذقان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هي «3» .. (الفاء) الثانية عاطفة..
وجملة: «إنّا جعلنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هي إلى الأذقان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم مقمحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هي الأذقان.
(9) (الواو) عاطفة (من بين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا، وكذلك (من خلفهم) ف (الواو) لعطف المفعول الأول على الأول والمفعول الثاني على الثاني (الفاء) عاطفة في الموضعين..
وجملة: «جعلنا ... (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الأولى) .
وجملة: «أغشيناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الثانية) .
وجملة: «هم لا يبصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة أغشيناهم.
وجملة: «لا يبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(10) (الواو) عاطفة (سواء) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل (عليهم) متعلّق بسواء (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (لا) نافية..
والمصدر المؤوّل (أأنذرتهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «سواء عليهم (إنذارك) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا جعلنا.
وجملة: «أنذرتهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة) .
وجملة: «لم تنذرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرتهم.
وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(11) (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) متعلّق بحال من الفاعل أو المفعول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بمغفرة) متعلّق ب (بشّره) ..
وجملة: «إنما تنذر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «خشي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع.
وجملة: «بشّره» جواب شرط مقدّر أي من اتّبع الذكر.. فبشره.
الصرف:
(8) مقمحون: جمع مقمح، اسم مفعول من (أقمح) الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
البلاغة
1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا» .
مثّل تصميمهم على الكفر، وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم، بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين، في أنهم لا يلتفتون إلى الحق، ولا يعطفون أعناقهم نحوه، ولا يطأطئون رؤوسهم له، وكالحاصلين بين سدين، لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم: في أن لا تأمل لهم ولا تبصر، وأنهم متعامون عن النظر في آيات الله.
2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا» .
فقد شبههم بمن أحاط بهم سدان هائلان فغطيا أبصارهم، بحيث لا يبصرون قدّامهم ووراءهم، في أنهم محبوسون في هذه الجهالة، ممنوعون من النظر في الآيات والدلائل أو كأنهم، وقد حرموا نعمة التفكير في القرون الخالية، والأمم الماضية، والتأمل في المغاب الآتية، والعواقب المستقبلة، قد أحيطوا بسد من أمامهم، وسد من ورائهم، فهم في ظلمة داكنة، لا تختلج العين من جانبها بقبس، ولا تتوسم بصيصا من أمل.

[سورة يس (36) : آية 12]
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12)

الإعراب:
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «4» ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (آثارهم) معطوف على الموصول بحرف العطف، منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (في إمام) متعلّق ب (أحصيناه) ..
جملة: «إنّا نحن نحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نحن نحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نحيي الموتى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) .
وجملة: «نكتب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي.
وجملة: «قدّموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء..» في محلّ رفع معطوفة على جملة نكتب.
وجملة: «أحصينا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
[سورة يس (36) : الآيات 13 الى 14]
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)
(14)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والخطاب في (اضرب) للرسول عليه السلام (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مثلا) مفعول به أول منصوب (أصحاب) بدل من (مثلا) منصوب مثله «5» ، (إذ) ظرف مبني في محلّ نصب بدل من أصحاب بدل اشتمال.
وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءها المرسلون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
(إذ) الثاني بدل من الأول بدل كلّ (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (بثالث) متعلّق ب (عزّزنا) بحذف مضاف أي برسول ثالث (إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون) .
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كذّبوهما» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: «عزّزنا ... » في محلّ جرّ معطوف على جملة كذبوهما.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة عزّزنا.
وجملة: «إنّا إليكم مرسلون» في محلّ نصب مقول القول.
البلاغة
الحذف: في قوله تعالى «فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ» :
فقد حذف مفعول عززنا، والتقدير فعززناهما بثالث وإنما جنح إلى هذا الحذف لأن الغرض ذكر المعزز به، وهو شمعون، وما لطف فيه من التدبير، حتى عزّ الحق وذلّ الباطل وإذا كان الكلام منصبا إلى غرض من الأغراض، جعل سياقه له وتوجهه إليه، كأن سواه مرفوض مطروح. ونظيره قولك: حكم السلطان اليوم بالحق، الغرض المسوق إليه: قولك بالحق فلذلك رفضت ذكر المحكوم له والمحكوم عليه.
فوائد
- أصحاب القرية قال العلماء بأخبار الأنبياء: بعث عيسى عليه الصلاة والسلام رسولين من الحواريين: (صادقا وصدوقا) فلما قربا من المدينة، رأيا شيخا يرعى غنيمات له، وهو حبيب النجار، فسأل عن حالهما، فقالا: نحن رسولا عيسى، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فقال: أمعكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص، وكان له ابن مريض مدة سنتين، فمسحاه فقام، فآمن حبيب وفشا الخبر، فشفي على أيديهما خلق كثير، فدعاهما الملك وقال لهما: ألنا إله سوى آلهتنا؟ قالا:
نعم، من أوجدك وآلهتك؟ فقال: حتى أنظر في أمركما فتبعهما الناس وضربوهما، وقيل: حبسوهما. ثم بعث عيسى (صلّى الله عليه وسلّم) شمعون، فدخل متنكرا، وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به، ورفعوا خبره إلى الملك، فأنس به، فقال له ذات يوم: بلغني أنك حبست رجلين، فهل سمعت قولهما؟ قال: لا، فدعاهما، فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله الذي خلق كل شيء، ورزق كل حي، وليس له شريك، فقال:صفاه وأوجزا، قالا: يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما يتمنى الملك، فدعا بغلام أكمه، فدعوا الله فأبصر الغلام. فقال له شمعون: أرأيت، لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا، فيكون لك وله الشرف. قال الملك: ليس لي عندك سرّ، إن إلهنا لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع، ثم قال: إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به، فدعوا بغلام مات من سبعة أيام، فقام وقال: إني أدخلت في سبعة أودية من النار بسبب موتي على الشرك، وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا، وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة. قال الملك ومن هم؟ قال:
شمعون وهذان، فتعجب الملك فلما رأى شمعون أن قوله قد أثّر فيه نصحه فآمن، وآمن معه قوم، ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل عليه السلام فهلكوا.
[سورة يس (36) : آية 15]
قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)

الإعراب:
(ما) نافية (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع، (الواو) عاطفة (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إن) حرف نفي (إلّا) مثل الأولى..
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أنتم إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما أنزل الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إن أنتم إلّا تكذبون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-.
وجملة: «تكذبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .

[سورة يس (36) : الآيات 16 الى 17]
قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)

الإعراب:
(إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون) ، و (اللام) المزحلقة جعلت (إنّ) مكسورة.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّنا يعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّنا) .
وجملة: «إنّا إليكم لمرسلون» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم المعلّق بإن مكسورة الهمزة.
(17) (الواو) عاطفة (ما) نافية (علينا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
وجملة: «ما علينا إلّا البلاغ ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
البلاغة
التأكيد: في قوله تعالى «إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ» .
في هذه الآيات يبدو التأكيد بأروع صوره للخبر، فقد قال أولا: «إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما» فأورد الكلام ابتدائي الخبر، ثم قال: «إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ» فأكده بمؤكدين، وهو إن واسمية الجملة، فأورد الكلام طلبيا، ثم قال: «إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ» فترقى في التأكيد بثلاثة، وهي: إن، واللام، واسمية الجملة فأورد الكلام إنكاري الخبر جوابا عن إنكارهم. قيل وفي قوله «رَبُّنا يَعْلَمُ» تأكيد رابع، وهو إجراء الكلام مجرى القسم، في التأكيد به، وفي أنه يجاب بما يجاب به القسم.
وفي هذه الآية ائتلاف الفاصلة مع ما يدل عليه سائر الكلام، فإن ذكر الرسالة مهد لذكر البلاغ والبيان.
[سورة يس (36) : آية 18]
قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18)

الإعراب:
(بكم) متعلّق ب (تطيّرنا) ، (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (تنتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط (اللام) الثانية لام القسم (نرجمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (كم) مفعول به، والفاعل نحن (ليمسّنكم) مثل لنرجمنّكم (منّا) متعلّق ب (يمسنّكم) بتضمينه معنى يأتينّكم «6» .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّا تطيّرنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تطيّرنا بكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إن لم تنتهوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «نرجمنّكم» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «يمسّنّكم منّا عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرجمنّكم.
[سورة يس (36) : آية 19]
قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)

الإعراب:
(معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم) (الهمزة) للاستفهام (ذكّرتم) مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) نائب الفاعل (بل) للإضراب الانتقاليّ.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «طائركم معكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن ذكّرتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ...
وجواب الشرط محذوف تقديره تطيّرتم.
وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
[سورة يس (36) : الآيات 20 الى 25]
وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)
إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من أقصى) متعلّق ب (جاء) ، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه.
جملة: «جاء ... رجل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسعى» في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
وجملة النداء وجوابها ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
(21) (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (أجرا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة- أو حاليّة-.
وجملة: «اتّبعوا ... (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة اتّبعوا (الأولى) .
وجملة: «لا يسألكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم مهتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «8» .
(22) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (لا) نافية (الذي) اسم موصول مفعول به (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: «ما لي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «9» وجملة: «لا أعبد ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «فطرني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إليه ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «10» .
(23) (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى النفي- أو الإنكار- (من دونه) متعلّق
بمحذوف مفعول به ثان عامله أتّخذ، (إن) حرف شرط جازم والنون في (يردن) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة مراعاة لقراءة الوصل (بضرّ) متعلّق بحال من المفعول أي متلبّسا بضرّ (لا) نافية (تغن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (عنّي) متعلّق ب (تغن) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مبيّن لكميّته «11» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينقذون) مضارع مجزوم معطوف على (تغن) ، وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل، و (النون) . المذكورة للوقاية، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات مفعول به.
وجملة: «أتّخذ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يردن الرحمن ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: «لا تغن عنّي شفاعتهم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا ينقذون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تغن ...
(24) (إذا) - بالتنوين- حرف جواب «12» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ ...
وجملة: «إنّي.. لفي ضلال» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
(25) (بربّكم) متعلّق ب (آمنت) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والنون في (اسمعون) للوقاية، والياء المحذوفة بسبب فواصل الآيات مفعول به.
وجملة: «إنّي آمنت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «آمنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اسمعون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
فاسمعون
فوائد
- الفروق بين البدل وعطف البيان:
1- البدل هو المقصود بالحكم، وأتي بالمتبوع قبله تمهيدا لذكر البدل، على حين عطف البيان متبوعه هو المقصود، وإنما أتي بعطف البيان للتوضيح، فهو كالصفة.
مثال للبدل: (حرر القائد صلاح الدين بيت المقدس) فالبدل صلاح الدين هو المقصود بالحكم. مثال عطف البيان (جاء أبو زيد عمران) فأبو زيد هو المقصود بالحكم، لكن (عمران) جاءت أوضح منه.
2- عطف البيان أوضح من متبوعه، ولا يشترط ذلك في البدل.
3- يخصون عطف البيان بالمعارف أو النكرات المختصة (عند بعضهم) ولا يشترط ذلك في البدل.
4- لك في البدل أن تستغني عن التابع أو المتبوع، فقولك: (جاء الشاعر خالد) يبقى سليما إذا أسقطت البدل أو المبدل منه، ولا يصح ذلك دائما في عطف البيان مثل: (يا أيها الرجل) . لا يقال: (يا الرجل) و (يا زيد الفاضل) لا يقال (يا الفاضل) و (جارك ماتت زينب أمه) لا يقال: (جارك ماتت زينب) ، ولذا يكون التابع في هذه الجمل، وفي أمثالها، عطف بيان، لعدم صحة حلوله مكان المبدل منه. وحين تبقى الجملة سليمة بإسقاط التابع أو المتبوع صحّ في التابع أن يكون بدلا أو عطف بيان، لكن الأصح إعرابه عطف بيان إذا كان أوضح أو أشهر من المتبوع.
5- إن عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل، كما في قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ: اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً فجملة اتبعوا الثانية بدل من جملة اتبعوا الأولى، و (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) .
6- البدل يخالف متبوعه في التعريف والتنكير: كقوله تعالى إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ و (بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) . وعطف البيان لا يخالف متبوعه بذلك.
[سورة يس (36) : الآيات 26 الى 27]
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)

الإعراب:
(يا) حرف تنبيه.
جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ادخل الجنّة ... » في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا ليت قومي يعلمون» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ رفع خبر ليت.
(27) (ما) مصدريّ «13» ، (لي) متعلّق ب (غفر) ، (من المكرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (ما غفر ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلمون) .
وجملة: « (غفر) لي ربّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «جعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة غفر لي ربّي.
__________
(1) أو متعلّق باسم الفاعل المرسلين.
(2) أو موصولة أو نكرة موصوفة أو زائدة.
(3) هذا الضمير يعود على الأيدي التي وضعت فيها الأغلال، وهي مفهومة من السياق.
(4) أو توكيد للضمير المتصل (نا) اسم إنّ، وأستعير لمحل النصب. [.....]
(5) بحذف مضاف أي قصّة أصحاب القرية.. ويجوز أن يكون (أصحاب) مفعولا أوّل و (مثلا) مفعولا ثانيا (لهم) متعلّق ب (اضرب) .
(6) أو متعلّق بمحذوف حال من عذاب.
(7) أو في محلّ نصب حال من رجل- وقد وصف- بتقدير قد.
(8) أو في محلّ نصب حال.
(9) أصل الكلام: ما لكم لا تعبدون، ولكنّه صرف الكلام عنهم ليكون أسرع قبولا.
(10) أو معطوفة على جملة ما لي لا أعبد.
(11) يجوز أن يكون مفعولا به بتضمين الفعل معنى تمنع.
(12) أو ظرف شرطي مع تنوين العوض أي إذا عبدت غير الله.. والجواب محذوف دلّ عليه مضمون الخبر.
(13) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 09:21 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثالث والعشرون
سورة فاطر
الحلقة (476)
من صــ 5 الى صـ
16





الجزء الثالث والعشرون
بقية سورة يس
من الآية 28 إلى الآية 83 سورة الصّافات آياتها 182 آية سورة ص آياتها 88 آية سورة الزّمر من الآية 1 إلى 31

[سورة يس (36) : الآيات 28 الى 29]
وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (29)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (على قومه) متعلّق ب (أنزلنا) ، (من بعده) متعلّق ب (أنزلنا) ، (جند) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) «1» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية ...
جملة: «ما أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما كنّا منزلين» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، واسم (كانت) محذوف تقديره العقوبة المفهومة من السياق (الفاء) عاطفة (إذا) حرف فجاءة.
وجملة: «إن كانت إلّا صيحة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم خامدون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانت ...
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فَإِذا هُمْ خامِدُونَ» :
شبهوا بالنار على سبيل الاستعارة المكنية، والخمود تخييل، وفي ذلك رمز إلى الحي كشعلة النار، والميت كالرماد، كما قال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يجور رمادا بعد إذ هو ساطع
ويجوز أن تكون الاستعارة تصريحية تبعية في الخمود، بمعنى البرودة والسكون، لأن الروح لفزعها عند الصيحة تندفع إلى الباطن دفعة واحدة، ثم تنحصر فتنطفئ الحرارة الغريزية لانحصارها، ولعل في العدول عن هامدون إلى «خامدون» رمزا خفيفا إلى البعث بعد الموت.
[سورة يس (36) : آية 30]
يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (30)

الإعراب:
(يا) للنداء والتحسّر (حسرة) منادى شبيه بالمضاف متحسّر به منصوب (على العباد) متعلّق بحسرة (ما) نافية (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي (إلّا) للحصر (به) متعلّق ب (يستهزئون) ..
جملة: «يا حسرة على العباد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما يأتيهم من رسول..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كانوا به يستهزئون..» في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم أو فاعله.
وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ» .
والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلفهون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة، في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه.
[سورة يس (36) : الآيات 31 الى 32]
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (كم) كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدم (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من القرون «2» ، (من القرون) تمييز كم (إليهم) متعلّق ب (يرجعون) المنفي.
جملة: «لم يروا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهلكنا ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يروا المعلّق ب (كم) الخبريّة- وقد تكون استفهاميّة-.
وجملة: «لا يرجعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّهم إليهم لا يرجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أهلكناهم) ، أي: أهلكناهم بأنّهم إليهم لا يرجعون أي: أهلكناهم بالاستئصال «3» .
(الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع «4» ، (لمّا) للحصر بمعنى إلّا (جميع) خبر المبتدأ مرفوع بمعنى مجموعون (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بجميع- أو ب (محضرون) وهو خبر ثان «5» .
وجملة: «إن كلّ لمّا جميع..» في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكنا.
[سورة يس (36) : الآيات 33 الى 35]
وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (آية) خبر مقدّم مرفوع للمبتدأ (الأرض) (لهم) متعلّق بنعت لآية (منها) متعلّق ب (أخرجنا) (الفاء) عاطفة (منه) متعلّق ب (يأكلون) .
جملة: «آية لهم الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أحييناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «6» .
وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أحييناها.
وجملة: «يأكلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا «7» .
(الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول ثان و (جنّات) المفعول الأول (من نخيل) متعلّق بنعت لجنّات (فيها) الثاني متعلّق ب (فجّرنا) ، (من العيون) مثل فيها، ومن تبعيضيّة.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
وجملة: «فجّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا..
(اللام) للتعليل (يأكلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون، و (الواو) فاعل (من ثمره) متعلّق ب (يأكلوا) ، والضمير في ثمره يعود على المذكور من النخيل والأعناب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على ثمره «8» ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ...
والمصدر المؤوّل (أن يأكلوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) ..
وجملة: «يأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «عملته أيديهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لا يشكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيجحدون النعم فلا يشكرون.
[سورة يس (36) : آية 36]
سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)

الإعراب:
(سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (كلّها) توكيد معنوي للأزواج منصوب (ممّا) متعلّق بحال من الأزواج، وكذلك (من أنفسهم، مما ( «الثانية» ) ، (لا) نافية ...
جملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تنبت الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «لا يعلمون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
البلاغة
فن التناسب: في قوله تعالى «سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها» .
وفن التناسب: هو أن يأتي المتكلم في أول كلامه بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه، فإما أن يكون مجملا يحتاج إلى تفصيل، أو موجها يفتقر إلى توجيه، أو محتملا يحتاج المراد منه إلى ترجيح لا يحصل إلا بتفسيره وتبيينه، ووقوع التفسير في الكلام على أنحاء: تارة يأتي بعد الشرط، أو بعد ما فيه معنى الشرط، وطورا بعد الجار والمجرور، وآونة بعد المبتدأ الذي التفسير خبره، وقد أتت صحة التفسير في هذه الآية مقترنة بصحة التقسيم، واندمج فيهما الترتيب والتهذيب، فكان فيها أربعة فنون: فقد قدم سبحانه البنات، وانتقل على طريق البلاغة إلى الأعلى، فثنى بأشرف الحيوان وهو الإنسان ليستلزم ذكره بقية الحيوان، ثم ثلث بقوله «وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ» ، فانتقل من الخصوص إلى العموم، ليندرج تحت العموم.

[سورة يس (36) : الآيات 37 الى 40]
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (آية لهم.. نسلخ) مثل نظيرها «9» ، (منه) متعلّق ب (نسلخ) ، (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية.
جملة: «آية لهم الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نسلخ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «10» .
وجملة: «هم مظلمون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسلخ.
(الواو) عاطفة (الشمس) معطوف على الليل مرفوع «11» ، (لمستقرّ) متعلّق ب (تجري) بتضمينه معنى تنتهي (لها) متعلّق بمستقرّ (ذلك) مبتدأ خبره تقدير (العليم) نعت للعزيز مجرور.
وجملة: «تجري ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «12» .
وجملة: «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(الواو) عاطفة (القمر) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي أنزلنا- أو خلقنا- (منازل) مفعول به ثان منصوب بتضمين قدّرنا معنى صيّرنا، وذلك بحذف مضاف أي ذا منازل «13» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (كالعرجون) متعلّق بحال من فاعل عاد.
والمصدر المؤوّل (أن عاد ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قدّرناه) .
وجملة: « (أنزلنا) القمر ... لا محلّ لها معطوفة على جملة آية لهم الليل.
وجملة: «قدّرناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «عاد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(لا) نافية مهملة (الشمس) مبتدأ مرفوع خبره جملة ينبغي (لها) متعلّق ب (ينبغي) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن تدرك ... ) في محلّ رفع فاعل ينبغي.
(الواو) عاطفة (لا الليل) مثل لا الشمس، والخبر (سابق) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع «14» ، (في فلك) متعلّق ب (يسبحون) .
وجملة: «لا الشمس ينبغي..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ينبغي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشمس) .
وجملة: «تدرك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لا الليل سابق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا الشمس ...
وجملة: «يسبحون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
الصرف:
(37) مظلمون: جمع مظلم أي داخل في الظلام، اسم فاعل من الرباعيّ أظلم، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(39) العرجون: اسم جامد لعود النخلة أو عنقودها، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام وسكون العين بينهما.
البلاغة
1- الاستعارة: في قوله تعالى «نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ» .
وأصل السلخ كشط الجلد عن نحو الشاة، فاستعير لكشف الضوء عن مكان الليل وملقى ظلمته وظله، استعارة تبعية مصرحة، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر، فإنه يترتب ظهور اللحم على كشط الجلد وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، ويجوز أن يكون في النهار استعارة مكنية، وفي السلخ استعارة تخييلية.
2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ» .
فقد مثل الهلال بأصل عذق النخلة، والعذق بكسر العين هو الكباسة والكباسة عنقود النخل، وهو تشبيه بديع للهلال، فإن العرجون إذا قدم دق وانحنى واصفر، وهي وجوه الشبه بين الهلال والعرجون، فهو يشبهه في رأي العين في الدقة لا في المقدار، والاستقواس والاصفرار، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فإن الطرفان وهما القمر والعرجون حسيان.
الفوائد
- حذف حرف الجر:
1- يكثر ذلك ويطرد مع (أنّ) و (أن) كقوله تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا أي بأن ومثله بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ أي بأن هداكم ووَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي أي بأن يغفر لي. وأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ أي (لأن المساجد لله) (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) أي بأنكم.
2- وجاء في غيرهما كما في الآية التي نحن بصددها وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ أي قدرنا له. ويَبْغُونَها عِوَجاً أي يبغون لها إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ أي يخوفكم بأوليائه.
3- وقد يحذف ويبقى الاسم مجرورا كقول القائل- وقد قيل له كيف أصبحت- «خير» أي بخير.
وقولهم (بكم درهم) أي بكم من درهم. ويقال في القسم «الله لأفعلنّ»
[سورة يس (36) : الآيات 41 الى 44]
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (44)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (آية لهم) مرّ إعرابها «15» ، (أنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (في الفلك) متعلّق ب (حملنا) .
والمصدر المؤوّل (أنّا حملنا..) في محلّ لها رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: «آية لهم أنّا حملنا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حملنا» في محلّ رفع خبر أنّ.
(42) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (خلقنا) ، (من مثله) متعلّق بحال من ما- نعت تقدّم على المنعوت- وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة حملنا.
وجملة: «يركبون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(43) - (الواو) عاطفة (الفاء) عاطفة (لا) نافية للجنس (صريخ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر لا (لا) نافية، و (الواو) في (ينقذون) نائب الفاعل.
وجملة: «إن نشأ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «نغرقهم..» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا صريخ لهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «لا هم ينقذون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا صريخ لهم.
وجملة: «ينقذون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(44) - (إلّا) للاستثناء (رحمة) منصوب على الاستثناء المنقطع «16» (منّا) متعلّق برحمة (إلى حين) متعلّق ب (متاعا) .
الصرف:
(43) صريخ: صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى فاعل أي مستغيث، وقد يأتي على معنى المفعول أيضا
البلاغة
سلامة الاختراع: في قوله تعالى «وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ» إلى قوله تعالى «وَمَتاعاً إِلى حِينٍ» وسلامة الاختراع هي: الإتيان بمعنى لم يسبق إليه. فإن نجاتهم من الغرق برحمة منه تعالى هي في حد ذاتها متاع يستمتعون به، ولكنه على كل حال إلى أجل مقدر يموتون فيه لا مندوحة لهم عنه، فهم إن نجوا من الغرق فلن ينجوا مما يشبهه أو يدانيه، والموت لا تفاوت فيه.

[سورة يس (36) : الآيات 45 الى 46]
وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (46)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما خلفكم) مثل ما بين.. فهو معطوف عليه، و (الواو) في (ترحمون) نائب الفاعل.
جملة الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ «17» .
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه قوله تعالى في الآية التالية كانوا عنها معرضين أي أعرضوا.
وجملة: «اتّقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «18» .
وجملة: «لعلّكم ترحمون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ترحمون..» في محل رفع خبر لعلّ.
(46) - (الواو) عاطفة (ما) نافية (آية) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تأتي (من آيات) متعلّق بنعت لآية (إلّا) للحصر (عنها) متعلّق بمعرضين الخبر..
وجملة: «ما تأتيهم من آية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ «19» .
وجملة: «كانوا عنها معرضين..» في محلّ نصب حال من المفعول أو من الفاعل.
__________
(1) أو بمحذوف نعت لجند.
(2) أو متعلّق ب (أهلكنا) .
(3) قاله ابن هشام، وردّ قول سيبويه بأنّه بدل من (كم) ، وذلك للزوم تسلّط (أهلكنا) على هذا المصدر.. أي أهلكنا كثيرا من القرون وأهلكنا عدم رجوعهم وهذا لا يصحّ. والزمخشريّ يجعله بدلا من كم على معنى: ألم يعلموا كثرة إهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم.. وبعضهم يجعل المصدر المؤوّل معمولا لفعل محذوف أي قضينا أو حكمنا أنهم لا يرجعون.
(4) دال على عموم والتنوين بنيّة الإضافة.
(5) أو هو نعت لجميع. [.....]
(6) أو حال من الأرض- أو نعت لها-
(7) يظهر من المعنى أن الجملة نعت ل (حبّا) ، فالفاء زائدة.
(8) أو حرف نفي، والجملة اعتراضيّة.
(9) في الآية (33) من هذه السورة.
(10) انظر إعراب جملة (أحييناها) في الآية 33، فهذه نظير تلك.
(11) يجوز أن يكون مبتدأ.
(12) أو هي خبر المبتدأ (الشمس) .
(13) أو حال من ضمير الغائب في (قدّرنا) بحذف مضاف أي ذا منازل ويجوز أن جملة: «كلّ ... يسبحون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا الشمس..
يكون ظرفا متعلّقا ب (قدّرناه) ، أي قدّرنا سيره في منازل.. وابن هشام يجعل الضمير في (قدّرناه) منصوبا على نزع الخافض، فثمة حرف جرّ محذوف أي قدّرنا له منازل، فمنازل مفعول به.
(14) أفاد العموم، والتنوين فيه على نيّة الإضافة.
(15) في الآية (33) من هذه السورة.
(16) أي هو مستثنى من أعمّ العلل والأسباب أي: لا ينقذون لأي سبب إلّا سبب الرحمة.. هذا ويجوز أن يكون الاستثناء مفرّغا فهو منصوب بنزع الخافض أي برحمة، أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، أو هو مفعول لأجله..
(17، 19) في الآية (43) من هذه السورة.
(18) هي في الأصل جملة مقول القول. [.....]


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 09:38 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثالث والعشرون
سورة يس
الحلقة (477)
من صــ 16 الى صـ
27





[سورة يس (36) : آية 47]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا قيل لهم أنفقوا) مثل إذا قيل لهم اتّقوا «1» ، (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) «2» ، (للذين) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام (من) موصول مفعول به (لو) حرف شرط غير جازم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بمحذوف خبر أنتم..
جملة: الشرط وفعله وجوابه ... لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط السابقة «3» .
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «4» .
وجملة: «رزقكم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) .
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني) .
وجملة: «أنطعم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لو يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أطعمه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) .
وجملة: «إن أنتم إلّا في ضلال ... » لا محلّ لها استئنافيّة، يحتمل أن تكون من كلام المشركين أو من كلام المؤمنين أو هو قول الله للمشركين حين ردّوا بهذا الجواب.
الفوائد
- ذم البخل:
نزلت هذه الآية في كفار قريش، وذلك أن المؤمنين قالوا لهم: أنفقوا على المساكين ما زعمتم أنه لله تعالى من أموالكم، وهو ما جعلوه لله من حرثهم وأنعامهم، فكانوا يجيبونهم: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. قيل كان العاص بن وائل السهمي، إذا سأله المسكين، قال له: اذهب إلى ربك فهو أولى مني بك. ويقول: قد منعه الله أفأطعمه أنا؟، وهذا مما يتمسك به البخلاء، يقولون:
لا نعطي من حرمه الله، وهذا زعم باطل، لأن الله تعالى أغنى بعض الخلق وأفقر بعضهم ابتلاء لهم، فمنع الدنيا من للفقير لا بخلا، وأعطى الدنيا للغني لا استحقاقا، وجعل في مال الغني نصيبا للفقير ليبلو الغني بالفقير، وهكذا اقتضت حكمة الله ومشيئته، فلا اعتراض على أمره، وذلك ليبلونا فيما آتانا.
[سورة يس (36) : آية 48]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر هذا (الوعد) بدل من هذا مرفوع (كنتم) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كنتم صادقين..» لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

[سورة يس (36) : الآيات 49 الى 50]
ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)

الإعراب:
(ما) نافية (إلّا) للحصر (الواو) حاليّة..
جملة: «ما ينظرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تأخذهم..» في محلّ نصب نعت لصيحة «5» وجملة: «هم يخصّمون..» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (تأخذهم) .
وجملة: «يخصّمون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(50) - (الفاء) عاطفة (لا) نافية في الموضعين (الواو) عاطفة (إلى أهلهم) متعلّق ب (يرجعون) .
وجملة: «لا يستطيعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخصّمون «6» .
وجملة: «لا ... يرجعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستطيعون.
الصرف:
(يخصّمون) ، فيه إبدال، أصله يختصمون.. قلبت التاء صادا بعد تسكينها ثمّ أدغمت الصاد مع الصاد وكسرت الخاء تخلّصا من التقاء الساكنين وهما الخاء والصاد الأولى.. وزنه يفتعلون.
(توصية) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ وصّى، وزنه تفعلة بكسر العين المخفّفة..
[سورة يس (36) : آية 51]
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (في الصور) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (من الأجداث) متعلّق ب (ينسلون) . (إلى ربّهم) متعلّق بحال من فاعل ينسلون بحذف مضاف أي حساب ربّهم.
جملة: «نفخ في الصور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ينظرون.
وجملة: «هم ... ينسلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور.
وجملة: «ينسلون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(الأجداث) ، جمع جدث، اسم جامد بمعنى القبر، وزنه فعل بفتحتين، ووزن أجداث أفعال.

[سورة يس (36) : آية 52]
قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)

الإعراب:
(يا) أداة تنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة بعثنا (من مرقدنا) متعلّق ب (بعثنا) ، (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف أي: وعد به. وصدق فيه ...
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ويلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «من بعثنا..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «بعثنا..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هذا ما وعد الرحمن..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «وعد الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «صدق المرسلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(مرقدنا) ، اسم مكان من الثلاثيّ، رقد، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو مضموم العين في المضارع،
البلاغة
الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى «مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا» .
فقد شبه الموت بالرقاد، من حيث عدم ظهور الفعل والاستراحة من الأفعال الاختيارية، وإنما قلنا: إنها أصلية، لأن المرقد مصدر ميمي، أما إذا جعلناه اسم مكان، فتكون الاستعارة تبعية.
الفوائد
- من: وتأتي على أربعة أوجه:
1- شرطية: كقوله تعالى مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ 2- استفهامية: كما في الآية التي نحن بصددها مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟ وقوله تعالى وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ فهي استفهامية أشربت معنى النفي، وإذا قيل: من ذا لقيت؟ فمن: مبتدأ، وذا موصولة بمعنى الذي في محل رفع خبر، ويجوز على قول الكوفيين في زيادة الأسماء كون (ذا) زائدة، ومن مفعولا به مقدما للفعل لقيت.
والذي عليه الأكثرون أن (من ذا) لا نستطيع اعتبارها جزءا واحدا من الإعراب مثل (ماذا) ، خلافا لبعضهم.
3- وموصولة بمعنى الذي كقوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ 4- نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها (رب) في قول الشاعر
ربّ من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنّى لي موتا لم يطع
ووصف بالنكرة في نحو قولهم: (مررت بمن معجب لك) .
وقال حسان رضي الله عنه:
فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حبّ النبي محمد إيّانا

[سورة يس (36) : آية 53]
إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (53)

الإعراب:
(إن كانت.. فإذا هم) مرّ إعرابها «7» ، والضمير في (كانت) يعود على النفخة الثانية (جميع لدينا محضرون) مرّ إعرابها «8» .
جملة: «إن كانت إلّا صيحة..» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة يس (36) : آية 54]
فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تظلم) المنفيّ (نفس) نائب الفاعل (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «9» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية، ونائب الفاعل هو الضمير في (تجزون) ، (إلّا) للحصر (ما) حرف مصدريّ «10» والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بياء محذوفة متعلّق ب (تجزون) أي: تجزون بعملكم.
جملة: «لا تظلم نفس ... » في محل نصب معطوفة على مقول قول مقدّر أي: يقال لهم: اليوم يجري الحساب فلا تظلم نفس ...
وجملة: «لا تجزون إلّا ما ... » معطوفة على جملة لا تظلم نفس.
وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.

[سورة يس (36) : الآيات 55 الى 59]
إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (56) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)

الإعراب:
(اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (فاكهون) ، (في شغل) متعلّق بمحذوف خبر أوّل «11» .
جملة: «إنّ أصحاب ... فاكهون» لا محلّ لها استئنافيّة.
(56) - (أزواجهم) معطوف ب (الواو) على المبتدأ (هم) ، مرفوع (في ظلال) متعلّق بمحذوف خبر أوّل «12» ، (على الأرائك) متعلّق بالخبر الثاني (متّكئون) .
وجملة: «هم ... متّكئون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «13» .
(57) - (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ فاكهة (فيها) متعلّق بحال من فاكهة «14» ، (لهم) الثاني خبر للمبتدأ ما «15» .
وجملة: «لهم فيها فاكهة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «16» .
وجملة: «لهم ما يدّعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم فيها فاكهة.
وجملة: «يدّعون..» لا محلّ لها صلة الموصول «17» .
(58) - (سلام) مبتدأ مرفوع «18» ، خبره محذوف «19» ، (قولا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من ربّ) متعلّق بنعت ل (قولا) «20» .
وجملة: «سلام قولا..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «21» (59) - (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (امتازوا) ، (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب.. (المجرمون) بدل من أيّ- أو نعت-، أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا.
وجملة: «امتازوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «22» وجملة: «أيّها المجرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(55) شغل: اسم من (شغل) باب فتح، أو هو مصدر الفعل، وزنه فعل بضمّتين.
(فاكهون) ، جمع فاكه، اسم فاعل من الثلاثيّ فكه باب فرح من الفكاهة- بفتح الفاء- وهو التلذذ والتنعم، وزن المفرد فاعل.
(57) فاكهة: اسم جمع بمعنى الثمار، أو ما يتنعّم بأكله، جمعه فواكه زنة فواعل، ووزن فاكهة فاعلة.
(يدّعون) ، مضارع ادّعى، فيه إعلال بالحذف، أصله يدّعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركة الياء إلى العين- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت (الياء) لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف-.. وفي الكلمة إبدال، ف (ادّعى) أصله ادتعى زنة افتعل، فلمّا جاءت تاء الافتعال بعد الدال قلبت دالا، ثمّ أدغمت الدالان معا فأصبح ادّعى مضارعه يدّعي.
البلاغة
التنكير والإبهام: في قوله تعالى «فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ» .
التنكير والإبهام للإيذان بارتفاعه عن رتبة البيان، والمراد به ما هم فيه من فنون الملاذ التي تلهيهم عما عداها بالكلية.
[سورة يس (36) : الآيات 60 الى 64]
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعي (إليكم) متعلق ب (أعهد) ، (أن) حرف تفسير «23» ، (لا) ناهية جازمة (لكم) متعلّق بحال من الخبر عدوّ.
جملة: «لم أعهد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا بني آدم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «لا تعبدوا..» لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «إنّه لكم عدو ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(61) - (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى ...
وجملة: «اعبدوني..» لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «هذا صراط ... » لا محلّ لها تعليل لأمر العبادة.
(62) - (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (منكم) متعلّق بحال من (جبلّا) ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة ...
وجملة: «أضلّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لم أعهد ...
وجملة: «لم تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أفقدتم صوابكم فلم تكونوا تعقلون ...
وجملة: «تعقلون» في محلّ نصب خبر تكونوا.
(63) - (جهنّم) خبر المبتدأ هذه «24» ، (التي) في محلّ رفع نعت لجهنّم ...
وجملة: «هذه جهنّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم توعدون..» لا محل لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «توعدون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
(64) - (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اصلوها) ، (ما) حرف مصدريّ «25» ...
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (اصلوها) ، و (الباء) سببيّة.
وجملة: «اصلوها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم تكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تكفرون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(62) جبلّا: اسم جمع بمعنى الطائفة من الخلق، وزنه فعل بكسر الفاء والعين وتشديد اللام.
(64) اصلوها: فيه إعلال بالحذف أصله في المضارع يصلاونها، فلمّا انتقل إلى الأمر حذفت النون وحذفت الألف في المضارع والأمر لالتقاء الساكنين وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة..
وزنه افعوها.
البلاغة
1- تنوين الصراط: في قوله تعالى «هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» .
وفيه تفخيم وإيجاز، يشير إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن، إذ لا صراط أقوم منه.
2- التنكير: في قوله تعالى «صِراطٌ» :
التنكير للمبالغة والتعظيم، أي هذا صراط بليغ في استقامته، جامع لكل ما يجب أن يكون عليه، وأصل لمرتبة يقصر عنها التوصيف والتعريف، ولذا لم يقل هذا الصراط المستقيم، أو هذا هو الصراط المستقيم، وإن كان مفيدا للحصر.
3- تقديم النهي على الأمر: في قوله تعالى «أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» .
وتقديم النهي على الأمر، لما أن حق التخلية التقدم على التحلية.
__________
(1، 3) في الآية (45) من هذه السورة.
(2) يجوز في (ما) أن يكون اسم موصول والعائد محذوف وأن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) .
(4) هي في الأصل جملة مقول القول.
(5) أو في محلّ نصب حال من صيحة، وقد وصف.
(6) وهي على المعنى بدل من جملة يخصّمون، فكأن الفاء زائدة.
(7) في الآية (29) من هذه السورة.
(8) في الآية (32) من هذه السورة.
(9) أو مفعول به منصوب.
(10) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ المحذوف- أو في محلّ نصب على نزع الخافض- والعائد محذوف.
(11) أو متعلّق ب (فاكهون) على رأي العكبريّ.
(12) أو متعلّق بحال من الضمير في (متكئون) .
(13) أو في محلّ رفع خبر ثالث للحرف المشبّه بالفعل.
(14) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (لهم) .
(15) وهو اسم موصول، أو نكرة موصوفة- والعائد محذوف- أو حرف مصدريّ. [.....]
(16) أو في محلّ رفع خبر رابع للحرف المشبّه بالفعل.
(17) الاسميّ أو الحرفيّ، أو هي في محلّ رفع نعت ل (ما) بكونه نكرة موصوفة.
(18) جاز الابتداء بالنكرة لأنه دالّ على عموم وهو المدح.. ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو أي: ما يدّعون، ويجوز أن يكون خبرا ل (ما) يدّعون.. أو هو بدل من (ما) على رأي الزمخشريّ، أو هو صفة ل (ما) النكرة الموصوفة.
(19) هو (عليكم) ، أو جملة يقال قولا.. هذا ويجوز أن يكون الخبر (من ربّ) .
(20) أو نعت لسلام إذا كان خبرا، والجملة بين النعت والمنعوت اعتراضيّة، أو هو خبر سلام.
(21، 22) أو هي مقول القول لقول مقدّر، في محلّ نصب.
(23) أو حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء المقدّرة متعلّق ب (أعهد) .
(24) أو بدل من هذه، والخبر جملة اصلوها.
(25) أو اسم موصول في محلّ جرّ ب (الباء) ، والعائد محذوف.


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 09:52 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثالث والعشرون
سورة يس
الحلقة (478)
من صــ 27 الى صـ
40





[سورة يس (36) : الآيات 65 الى 67]
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67)

الإعراب:
(اليوم) ظرف منصوب متعلّق ب (نختم) ، (على أفواهم) متعلّق ب (نختم) ، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كنتم تكفرون «1» ، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تشهد) .
جملة: «نختم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تكلّمنا أيديهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تشهد أرجلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(66) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) رابطة لجواب لو (على أعينهم) متعلّق ب (طمسنا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (الصراط) منصوب على نزع الخافض أي إلى الصراط «2» ، (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف حال- جاء بمعنى كيف- عامله يبصرون.
وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «طمسنا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «استبقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «يبصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقوا.
(67) (الواو) عاطفة (لو نشاء.. مضيّا) مثل لو نشاء.. الصراط، والجارّ والمجرور متعلّق ب (مسخناهم) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية....
وجملة: «نشاء (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نشاء (الأولى) .
وجملة: «مسخناهم ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «ما استطاعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «لا يرجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما استطاعوا.
الصرف:
(مضيّا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ مضى باب ضرب، وزنه فعول بضمّ الفاء، وفيه إعلال بالقلب لالتقاء الواو مع الياء- مضوي- ومجيء الأولى ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى ثمّ كسرت الضاد لمناسبة الياء، فأصبح مضيّ.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ» :
كناية عن منعهم من التكلم، ولا مانع من أن يكون هناك ختم على أفواههم حقيقة. ويجوز أن يكون الختم مستعارا لمعنى المنع بأن يشبه إحداث حالة في أفواههم مانعة من التكلم بالختم الحقيقي، ثم يستعار له الختم، ويشتق منه نختم، فالاستعارة تبعية، أي اليوم نمنع أفواههم من الكلام منعا شبيها بالختم.
[سورة يس (36) : آية 68]
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (في الخلق) متعلّق ب (ننكسه) ، (الهمزة) للاستفهام..
جملة: «من نعمّره ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نعمّره» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «ننكّسه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يعقلون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أيجهلون فلا يعقلون.

[سورة يس (36) : الآيات 69 الى 70]
وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (70)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية في الموضعين، وفاعل (ينبغي) ضمير يعود على الشعر (له) متعلّق ب (ينبغي) ، (إن) نافية (إلّا) للحصر (ذكر) خبر المبتدأ هو، مرفوع.
جملة: «ما علّمناه الشعر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما ينبغي له..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «4» .
وجملة: «إن هو إلّا ذكر» لا محلّ لها تعليليّة.
(70) (اللام) للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على القرآن (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (يحقّ) مضارع منصوب معطوف على (ينذر) ، (على الكافرين) متعلّق ب (يحقّ) .
والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره (أنزل) .
وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «كان حيّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يحقّ القول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينذر..
الصرف:
(الشعر) ، اسم للكلام الموزون المقفّى، جمعه أشعار، ووزن الشعر فعل بكسر فسكون.
الفوائد
- النبي (صلّى الله عليه وآله) والشعر:
قيل: إن كفار قريش قالوا: إن محمدا شاعر، وما يقوله شعر، فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ أي ما يسهل له ذلك، وما يصلح منه، بحيث لو أراد نظم شعر لم يتأت له ذلك. قال العلماء: ما كان يتزن له بيت شعر، وإن تمثل بيت شعر جرى على لسانه منكسرا، كما
روي عن الحسن أن النبي (صلّى الله عليه وسلم) كان يتمثل بهذا البيت:
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا نبي الله، إنما قال الشاعر: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا. أشهد أنك رسول الله (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) . وسئلت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها هل كان النبي (صلّى الله عليه وسلم) يتمثل الشيء من الشعر؟ قالت: كان الشعر أبغض الحديث إليه، ولم يتمثل إلا ببيت أخي بني قيس طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزودّ
فجعل يقول: ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ليس هكذا يا رسول الله، فقال: إني لست بشاعر ولا ينبغي لي. لكنه قد صح من حديث جندب بن عبد الله، الذي رواه البخاري ومسلم، أن النبي (صلّى الله عليه وسلم) أصابه حجر فدميت أصبعه فقال:هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
وكان يقول في حنين:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
لكن مجيء مثل هذا الكلام على لسانه (صلّى الله عليه وسلم) كان من غير صنعة وتكلف، وقد اتفق له كذلك من غير قصد إليه، وإن جاء موزونا، كما يحدث في كثير من كلام الناس في خطبهم ورسائلهم ومحاوراتهم كلام موزون يدخل في وزن البحور، ومع ذلك فإن الخليل لم يعد المشطور من الرجز شعرا، علما بأن هذا القليل النادر لا يقاس عليه، وجميع أحاديث النبي (صلّى الله عليه وسلم) لم يكن فيها شيء من الشعر.
حكم الشعر في الإسلام:
الإسلام لم يحارب الشعر، وكان (صلّى الله عليه وسلم) يحث حسان رضي الله عنه ويقول له:
(اهجهم وجبريل معك) . وقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن الشعر إنما هو كلام من جملة الكلام، فإن دعا إلى فضيلة أو خلق كريم فهو لا بأس به، وشيء حسن، ولا ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، لأنه عند نزول هذه الآية برأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) كعبا وحسان وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم من انطباق حكمها عليهم.
أما إن تضمن منكرا من القول وزورا، أو سخّر لبعث الأحقاد أو النيل من الأعراض، أو محاربة الحق، فهذا هو الشعر المذموم، والذي ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ والله أعلم.

[سورة يس (36) : الآيات 71 الى 73]
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (71) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لهم) متعلّق ب (خلقنا) ، (ممّا) متعلّق بحال من (أنعاما) ،(الفاء) استئنافيّة (لها) متعلّق ب (مالكون) الخبر.
والمصدر المؤوّل (أنّا خلقنا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
جملة: «لم يروا..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا ولم يروا..
وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «عملت أيدينا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف.
وجملة: «هم لها مالكون» لا محلّ لها استئنافيّة «5» .
(72) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (ذلّلناها) ، (الفاء) تفريعيّة (منها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ركوبهم (منها) الثاني متعلّق ب (يأكلون) .
وجملة: «ذلّلناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا.
وجملة: «منها ركوبهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يأكلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة منها ركوبهم.
(73) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من منافع المبتدأ المؤخّر (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية..
وجملة: «لهم فيها منافع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منها ركوبهم.
وجملة: «لا يشكرون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجحدوا ذلك فلا يشكرون.
الصرف:
(ركوبهم) ، اسم لما يركب من الحيوانات، جمعه ركائب، وزن ركوب فعول بفتح الفاء والجمع فعائل.

[سورة يس (36) : الآيات 74 الى 76]
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (76)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل.
جملة: «اتّخذوا..» لا محلّ لها استئنافيّة «6» .
وجملة: «لعلّهم ينصرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
وجملة: «ينصرون..» في محلّ رفع خبر لعلّ.
(75) (لا) نافية (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من جند، (محضرون) نعت لجند- أو خبر ثان- وجملة: «لا يستطيعون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «هم ... جند..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستطيعون «8» .
(76) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (ما) حرف مصدريّ «9» .
والمصدر المؤوّل (ما يسرّون) في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ما يعلنون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
وجملة: «لا يحزنك قولهم ... » في محلّ جزم شرط مقدّر أي: إن قالوا ما يؤذيك فلا يحزنك قولهم ...
وجملة: «إنّا نعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يسرّون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.

[سورة يس (36) : الآيات 77 الى 78]
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التعجّبيّ (الواو) استئنافيّة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من نطفة) متعلّق ب (خلقناه) ..
والمصدر المؤوّل (أنّا خلقناه ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يرى.
(الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة (مبين) نعت لخصيم مرفوع.
جملة: «لم ير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقناه ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «هو خصيم..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(78) (الواو) عاطفة في الموضعين، وحالية في الثالث (لنا) متعلّق ب (ضرب) «10» ، (من) اسم استفهام مبتدأ..
وجملة: «ضرب....» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو خصيم.
وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب «11» .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «من يحيي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يحيي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هي رميم..» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(رميم) ، صفة مشتقّة بمعنى فاعل أو مفعول، وزنه فعيل، ولم تلحقه التاء إمّا لأنه بمعنى مفعول أو لغلبة الاسميّة عليه إذا كان بمعنى فاعل، وهو من رمّ باب ضرب.
البلاغة
حسن البيان: في قوله تعالى «وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ» :
وحسن البيان هو إخراج المعنى في أحسن الصور الموضحة له، وإيصاله إلى فهم المخاطب بأقرب الطرق وأسهلها، وقد تأتي العبارة عنه من طريق الإيجاز، وقد تأتي من طريق الإطناب، بحسب ما تقضيه الحال، وقد أتى بيان الكتاب العزيز في هذه الآية من الطريقين، فكانت جامعة مانعة في الاحتجاج القاطع للخصم.
الفوائد
- إحياء الموتى:
بينت هذه الآية أن الله عز وجل، الذي خلق الإنسان من نطفة، قادر على أن يحييه مرة أخرى بعد أن يصبح عظاما بالية، والله عز وجل، الذي خلق الإنسان- ولم يكن شيئا مذكورا- قادر على أن يعيده مرة أخرى،
وقد نزلت هذه الآية في أمية بن خلف الجمحي، خاصم النبي (صلّى الله عليه وسلم) في إنكار البعث، وأتاه بعظم قد رمّ وبلي ففتته بيده وقال: أترى يحيي الله هذا بعد ما رمّ، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلم) : نعم، ويبعثك ويدخلك النار. وصدق رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) فقد مات أمية على الكفر يوم بدر، ولم تكتب له الهداية.
[سورة يس (36) : الآيات 79 الى 80]
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)

الإعراب:
(أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له (الواو) عاطفة (بكلّ) متعلّق بعليم.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحييها....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنشأها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «هو ... عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(80) - (الذي) موصول بدل من الموصول الأول فاعل يحييها (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من الشجر) متعلّق بحال من نارا (الفاء) عاطفة (إذا أنتم منه توقدون) مثل إذا هو خصيم مبين «12» ، (منه) متعلّق ب (توقدون) .
وجملة: «جعل....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «أنتم منه توقدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة مربوطة معها برابط السببيّة تابعة لها..
وجملة: «توقدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(الأخضر) ، اسم دال على اللون ويستعمل في مجال الوصف وزنه أفعل.
[سورة يس (36) : الآيات 81 الى 83]
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ الإنكاريّ (الواو) عاطفة (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (أن) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (أن يخلق ... ) في محلّ جرّ متعلّق بقادر.
(بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى هو قادر (الواو) عاطفة (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو.
جملة: «ليس الذي خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أيّ: أليس الذي أنشأ المخلوقات أوّل مرّة، وليس الذي خلق السموات ...
وجملة: «خلق....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هو الخلاق ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي بلى هو قادر على ذلك وهو الخلاق ...
(82) (إنّما) كافّة ومكفوفة (أن) حرف مصدريّ (له) متعلّق ب (يقول) ، (كن) فعل أمر تام وفاعله أنت وكذلك المضارع (يكون) والفاعل هو (الفاء) قبل يكون عاطفة- أو استئنافيّة- والمصدر المؤوّل (أن يقول..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمره) .
وجملة: «أمره.. أن يقول..» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
وجملة: «أراد شيئا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأمره قوله له كن.. والشرط وفعله وجوابه اعتراض.
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «كن..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسميّة لا محلّ لها معطوفة على جملة أمره.. أن يقول «13» .
(83) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر ملكوت (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: « (سبّح) سبحان..» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان أمره كذلك فسبّحه.
وجملة: «بيده ملكوت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
انتهت سورة «يس» ويليها سورة «الصافات»
__________
(1) في الآية السابقة (64) .
(2) يجوز جعله مفعولا به تجاوزا.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(4) يجوز أن تكون اعتراضيّة.
(5) مضمون الجملة وصف للأنعام فلا مانع من جعل الجملة زائدة لمطلق الربط. [.....]
(6) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي: ما شكروا واتّخذوا.
(7) أو في محلّ نصب حال من فاعل اتّخذوا والرابط محذوف أي لعلّهم ينصرون بهم.. أو نعت لآلهة.
(8) أو في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (نصرهم) على أحد الأقوال في تفسير الآية.
(9) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف، في الموضعين.
(10) أو بمحذوف مفعول به ثان بتضمين (ضرب) معنى جعل.
(11) أو في محلّ نصب حال من فاعل ضرب.
(12) في الآية (77) من هذه السورة.
(13) أو هي استئنافيّة..


ابوالوليد المسلم 22-08-2022 10:10 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثالث والعشرون
سورة الصافات
الحلقة (479)
من صــ 41 الى صـ
53





سورة الصّافات
آياتها 182 آية

[سورة الصافات (37) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (4)
الإعراب:
(الواو) واو القسم للجرّ، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (صفّا) مفعول مطلق عامله الصافّات (الفاء) عاطفة في الموضعين (زجرا) مفعول مطلق عامله الزاجرات (ذكرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه «1» ، (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة.
جملة: « (أقسم) بالصافّات..» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «إنّ إلهكم لواحد ... » لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(الصافّات) ، جمع الصّافّة مؤنّث الصافّ، اسم فاعل من فعل صفّ باب نصر وزنه فاعل جاءت عينه ولامه من حرف واحد،جمعة المذكّر صافّون، صافّين.. وجمع المؤنّث صوافّ زنة فواعل «2» (الزاجرات) ، جمع الزاجرة مؤنث الزاجر اسم فاعل من الثلاثي زجر باب نصر، وزنه فاعل، جمعه المذكّر الزاجرون، الزاجرين.. والمؤنّث زواجر.
(زجرا) ، مصدر سماعيّ لفعل زجر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(التاليات) ، جمع التالية مؤنّث التالي، اسم فاعل من الثلاثيّ تلا باب نصر، وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التالو بكسر اللام، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، جمعه المذكّر التالون، التالين وفيهما إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، أصله التاليون، التاليين، استثقلت الضمّة والكسرة على الياء فنقلتا إلى الحرفين قبلهما، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء لام الكلمة، وزنه فاعون، فاعين.
[سورة الصافات (37) : آية 5]
رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (5)

الإعراب:
(ربّ) بدل من واحد مرفوع «4» ، (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ربّ) معطوف على ربّ الأول مرفوع مثله.
[سورة الصافات (37) : الآيات 6 الى 10]
إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (10)

الإعراب:
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بزينة) متعلّق ب (زيّنا) ، (الكواكب) بدل من زينة- أو عطف بيان عليه- مجرور.
جملة: «إنّا زيّنا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «زيّنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(7) (حفظا) مفعول مطلق لفعل محذوف (من كلّ) متعلّق بالفعل المحذوف..
وجملة: « (حفظناها) حفظا» في محلّ رفع معطوفة على جملة زيّنا..
(8) (لا) نافية (إلى الملأ) متعلّق ب (يسّمّعون) بتضمينه معنى يصغون (الواو) عاطفة، و (الواو) في (يقذفون) نائب الفاعل (من كلّ) متعلّق ب (يقذفون) .
وجملة: «لا يسّمّعون..» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «يقذفون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسّمّعون.
(9) (دحورا) ، مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه «5» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب..
وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسّمّعون.
(10) (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يسّمّعون «6» ، (الخطفة) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة.
وجملة: «خطف» .. لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أتبعه شهاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خطف ...
الصرف:
(7) مارد: اسم فاعل من الثلاثيّ مرد باب كرم، وزنه فاعل وهو بمعنى العاتي.
(9) دحورا: مصدر دحر باب فتح، وزنه فعول بضمّتين.
(10) الخطفة: مصدر مرّة من الثلاثيّ خطف باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(ثاقب) ، اسم فاعل من الثلاثيّ ثقب، وزنه فاعل.
الفوائد
قوله تعالى إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ. وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ. لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى. وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ قال ابن هشام، بصدد إعراب جملة (لا يسّمعون) : الذي يتبادر إلى الذهن أنها صفة (لكل شيطان) ، أو حال منه، وكلاهما باطل، إذ لا معنى للحفظ من شيطان لا يسمع، وإنما هي للاستئناف النحوي، ولا يكون استئنافا بيانيا لفساد المعنى، وقيل: يحتمل أن الأصل «لئلا يسمعوا» ثم حذفت اللام كما في قولك «جئتك أن تكرمني» ثم حذفت «أن» فارتفع الفعل كما في قول طرفة:
ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
فيمن رفع أحضر وقد استضعف الزمخشري الجمع بين الحذفين (أي حذف اللام وأن) فإن قلت أجعلها حالا مقدرة، أي وحفظا من كل شيطان مارد مقدرا عدم سماعه، أي بعد الحفظ، قلت: الذي يقدر وجود معنى الحال هو صاحبها،كالمرور به في قولك «مررت به معه صقر صائدا به غدا» أي مقدرا حال المرور به أن يصيد به غدا، والشياطين لا يقدرون عدم السماع ولا يريدونه.
وبعد أن أورد الإمام النسفي كلام ابن هشام قال:
وفي هذا الكلام تعسف يجب صون القرآن عن مثله، فإن كل واحد من الحرفين (أي: اللام وأن) غير مردود على انفراده، ولكن اجتماعهما منكر. ثم ذكر الفرق بين قولنا: سمعت فلانا يتحدث، وسمعت إليه يتحدث، أو سمعت حديثه، وسمعت إلى حديثه، فقال: إن المتعدي بنفسه يفيد الإدراك، والمتعدي بإلى يفيد الإصغاء مع الإدراك.

[سورة الصافات (37) : آية 11]
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام (خلقا) تمييز منصوب (أم) حرف عطف (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الضمير هم (إنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (من طين) متعلّق ب (خلقناهم) ..
جملة: «استفتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهم أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إنّا خلقناهم..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «خلقناهم..» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(استفتهم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يستفتي، وزنه استفعهم.
(لازب) ، اسم فاعل من الثلاثيّ لزب بمعنى لازق باليد، وزنه فاعل.
[سورة الصافات (37) : الآيات 12 الى 17]
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16)
أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) حاليّة قبل يسخرون..
جملة: «عجبت..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسخرون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة الاسميّة حال.
(13- 14) (الواو) عاطفة في المواضع الستّة، و (الواو) في (ذكّروا) نائب الفاعل (لا) نافية..
وجملة: «ذكّروا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يذكرون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يستسخرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(15) (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (سحر) خبر المبتدأ هذا.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
(16) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ في الموضعين (ترابا) خبر كنّا منصوب (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنّا ترابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا.
وجملة: «إنّا لمبعوثون» لا محلّ لها تفسير للجواب المقدّر «7» .
(17) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ، وخبر المبتدأ (آباؤنا) محذوف تقديره مبعوثون ...
وجملة: «آباؤنا ... (مبعوثون) » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لمبعوثون.
[سورة الصافات (37) : آية 18]
قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (18)

الإعراب:
(نعم) حرف جواب (الواو) عاطفة- أو حاليّة- جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنتم داخرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة أي نعم تبعثون وأنتم داخرون «8» .
[سورة الصافات (37) : آية 19]
فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (19)

الإعراب:
(الفاء) تعليليّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (هي) ضمير يعود على مفهوم البعثة أو الساعة أو صرخة الآخرة الظاهرة في السياق، وهو مبتدأ خبره زجرة (الفاء) عاطفة (إذا) فجائيّة ...
جملة: «إنّما هي زجرة ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ لنهي مقدّر أي: لا تستصعبوا ذلك فإنّما هي ...
وجملة: «هم ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هي زجرة.
وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(زجرة) ، مصدر مرّة لفعل زجر الثلاثيّ باب نصر، وزنه فعلة بفتح الفاء.

[سورة الصافات (37) : الآيات 20 الى 21]
وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (20) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (يا) أداة تنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل ...
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هي زجرة «9» .
وجملة: «يا ويلنا..» في محلّ نصب مقول القول- أو اعتراضيّة- وجملة: «هذا يوم الدين....» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قالت الملائكة: هذا يوم الدين «10» .
(21) (الذي) موصول في محلّ رفع نعت ليوم الفصل (به) متعلّق ب (تكذّبون) ..
وجملة: «هذا يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «11» .
وجملة: «كنتم به تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(الفصل) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فصل باب ضرب،وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الصافات (37) : الآيات 22 الى 24]
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (24)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (أزواجهم) معطوف على اسم الموصول منصوب «12» ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على الموصول الذين، والعائد محذوف.
جملة: «احشروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر من الباري تعالى إلى الملائكة.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يعبدون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(23) (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي: يعبدونه من دون الله (الفاء) عاطفة- أو رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى صراط) متعلّق ب (اهدوهم) .
وجملة: «اهدوهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة احشروا «13» .
وجملة: «قفوهم..» في محلّ نصب معطوفة على جملة اهدوهم «14» .
وجملة: «إنّهم مسئولون» لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
الصرف:
(قفوهم) ، فيه إعلال بالحذف، هو معتلّ مثال حذفت فاؤه في الأمر لأن عينه مكسورة في المضارع، وزنه علوهم..
[سورة الصافات (37) : آية 25]
ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (25)

الإعراب:
(ما) اسم استفهام مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ (لا) نافية (تناصرون) مضارع حذفت منه إحدى التاءين.
جملة: «ما لكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقال لهم ذلك توبيخا.
وجملة: «لا تناصرون» في محلّ نصب حال.
[سورة الصافات (37) : آية 26]
بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (اليوم) متعلّق بالخبر (مستسلمون) .
جملة: «هم اليوم مستسلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مستسلمون) ، جمع مستسلم اسم فاعل من السداسيّ استسلم، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة الصافات (37) : آية 27]
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (27)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ...
جملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتساءلون» في محلّ نصب حال من فاعل أقبل.
[سورة الصافات (37) : آية 28]
قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (28)

الإعراب:
(عن اليمين) متعلّق بحال من الفاعل في (تأتوننا) مقسمين..
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّكم كنتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تأتوننا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تأتوننا ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(اليمين) ، اسم للحلف أو للجارحة المعروفة، وزنه فعيل.

[سورة الصافات (37) : الآيات 29 الى 32]
قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (32)

الإعراب:
(بل) للإضراب الإبطاليّ ...
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم تكونوا مؤمنين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. ومقول القول مقدّر أي ما أضللناكم بل لم تكونوا مؤمنين ...
(30) (الواو) عاطفة (ما) نافية (لنا) متعلّق بخبر كان (عليكم) متعلّق بحال من سلطان (بل) مثل الأول ...
وجملة: «ما كان لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تكونوا «15» .
وجملة: «كنتم قوما ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
(31- 32) (الفاء) عاطفة فيها معنى السبب (علينا) متعلّق ب (حقّ) ، (إنّا)حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) للتوكيد.
وجملة: «حقّ علينا قول ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: «إنّا لذائقون» في محلّ نصب مقول القول «16» .
وجملة: «أغويناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّا كنّا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كنّا غاوين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(طاغين) ، جمع طاغ، اسم فاعل من الثلاثيّ طغى، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لأنه اسم منقوص حذفت لامه- وهي الياء- لالتقائها ساكنة مع سكون التنوين، ومثله طاغين زنة فاعين.
الفوائد
- فتح همزة إن وكسرها:
1- تفتح همزة إن وكسرها:
1- تفتح همزة (إن) إذا صح أن تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر، كقوله تعالى قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ والتقدير: استماع نفر من الجن، وقولنا يعجبني أنك مخلص والتقدير: إخلاصك.
2- أما إذا لم يصح أن تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر، فإنها تكسر، ومواضع كسرها في الحالات التالية:
1- في ابتداء الكلام: كقوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، أو في بداية جملة مستأنفة، كقوله تعالى فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ 2- بعد القول: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى قالُوا: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ، وقوله تعالى قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ.
3- بعد القسم: كقوله تعالى وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 4- إذا وقعت في صدر جملة الصلة كقوله تعالى ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ وقولنا (هذا الذي إنه محسن للمساكين) .
5- إذا تصل بخبرها اللام فإنها تكسر بعد أن كان من حقها الفتح مثل:
(علمت أنك صادق) تصبح (علمت إنك لصادق) .
__________
(1) أو هو مفعول به إذا كان الذكر هو القرآن.
(2) انظر الآية (36) من سورة الحجّ.
(3) أو هو خبر ثان للحرف المشبّه بالفعل، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئنافيّة.
(4) لا يصحّ أن تكون الجملة نعتا ل (كلّ شيطان) إذ يوصف بكونه غير مستمع أو غير سامع وهو فاسد، كما لا يصحّ أن تكون حالا، وقد أجازهما العكبريّ.
(5) أو مفعول لأجله، أو مصدر في موضع الحال.
(6) أو في محلّ نصب على الاستثناء. [.....]
(7) هذه الجملة لا يصحّ أن تكون جواب الشرط حتّى لا يتعلّق الظرف بخبر إنّ، إذ لا يعمل ما بعد (إنّ) في ما قبلها فيقدّر المتعلّق تقديرا أي: أإذا متنا ... نبعث، فالجملة المذكورة تفسير لهذا المقدّر.
(8) أو هي حال من فاعل تبعثون المقدّر.
(9) في الآية السابقة (19) .
(10) أو مقول قولهم هم بعد الاعتراض يا ويلنا.
(11) سواء أكان من كلام الكافرين بعضهم لبعض أم من كلام الملائكة.
(12) أو مفعول معه منصوب.. وابن هشام ينفي ورود واو المعيّة في التنزيل البتّة.
(13) أو هي في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تمّ حسابهم فاهدوهم..
وجملة الشرط والجواب اعتراضيّة بين المتعاطفين.
(14) أو معطوفة على جملة احشروا..
(15) أو في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة.



ابوالوليد المسلم 22-08-2022 10:28 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثالث والعشرون
سورة الصافات
الحلقة (480)
من صــ 53 الى صـ
65





[سورة الصافات (37) : الآيات 33 الى 36]
فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (36)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (يومئذ) ظرف منصوب متعلّق بالخبر (مشتركون) ، (في العذاب) متعلّق ب (مشتركون) .
جملة: «إنّهم ... مشتركون» لا محلّ لها استئنافيّة.
(34) - (إنّا) حرف مشبّهة بالفعل واسمه (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل (بالمجرمين) متعلّق ب (نفعل) .
وجملة: «إنّا ... نفعل» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (35) - (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (إلّا) أداة استثناء (الله) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر.
وجملة: «إنّهم كانوا.. يستكبرون» لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «قيل لهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا إله إلّا الله ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قولوا لا إله.. وجملة القول المقدّرة في محلّ رفع نائب الفاعل «1» .
وجملة: «يستكبرون» في محلّ نصب خبر كانوا «2» .
(36) - (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (إنّا) مثل الأول (اللام) المزحلقة للتوكيد (لشاعر) متعلّق ب (تاركو) .
وجملة: «يقولون ... » معطوفة على جملة يستكبرون.
وجملة: «أإنا لتاركو» .. في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(مشتركون) ، جمع مشترك، اسم فاعل من الخماسيّ اشترك، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة الصافات (37) : آية 37]
بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)
الإعراب:
(بل) للإضراب الإبطاليّ (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاء ...
وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
وجملة: «صدّق ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة الصافات (37) : الآيات 38 الى 40]
إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ (38) وَما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)

الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «إنّكم لذائقو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
(39) - (الواو) عاطفة (ما) نافية، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) حرف مصدريّ «5» .
والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تجزون «6» .
وجملة: «ما تجزون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(40) (إلّا) أداة استثناء (عباد) منصوب على الاستثناء المنقطع من ضمير الفاعل في (تعملون) ...
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ» .
فقد التفت من الغيبة إلى الخطاب، لإظهار كمال الغضب عليهم، بمشافهتهم بهذا الوعيد، وعدم الاكتراث بهم. وهو اللائق بالمستكبرين.
[سورة الصافات (37) : الآيات 41 الى 49]
أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (44) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45)
بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)

الإعراب:
(لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر رزق..
جملة: «أولئك لهم رزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «لهم رزق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
(42- 44) - (فواكه) بدل من رزق مرفوع «7» ، (الواو) حاليّة (في جنّات) متعلّق ب (مكرمون) «8» ، (على سرر) متعلّق ب (مكرمون) «9» ، (متقابلين) حال منصوبة من الضمير في (مكرمون) ...
وجملة: «هم مكرمون..» في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) «10» .
(45) (عليهم) نائب الفاعل لفعل يطاف (بكأس) متعلّق ب (يطاف) ، (من معين) متعلّق بنعت لكأس.
وجملة: «يطاف عليهم ... » في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (أولئك) «11» .
(46- 47) (بيضاء) نعت ثان لكأس مجرور وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف (لذّة) نعت ثالث مجرور (للشاربين) متعلّق بلذّة (لا) نافية (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ غول (الواو) عاطفة (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي، والزيادة واجبة (عنها) متعلّق ب (ينزفون) ، و (عن) للسببيّة ...
وجملة: «لا فيها غول ... » في محلّ جرّ نعت لكأس..
وجملة: «هم عنها ينزفون ... » في محلّ جر معطوفة على جملة لا فيها غول.
وجملة: «ينزفون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(48- 49) (الواو) عاطفة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ قاصرات (عين) نعت لقاصرات مرفوع.
وجملة: «عند هم قاصرات ... » معطوفة على جملة يطاف عليهم.
وجملة: «كأنهنّ بيض ... » في محلّ رفع نعت ثان لقاصرات.
الصرف:
(45) كأس: اسم للإناء يشرب به وهو مؤنّث، وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع كؤوس- بضمّ الكاف- وأكؤس- بفتح الهمزة الأولى- وكاسات وكئاس بكسر الكاف-.
(46) (لذّة) ، مؤنّث لذّ زنة فعل بفتح فسكون، صفة مشبّهة من الماضي لذّ باب فتح.. أو هو مصدر الفعل السابق، وإذا كان المصدر يحافظ على التذكير غالبا لذّة اسم بمعنى نقيض الألم، والجمع لذّات.
(47) ، غول: مصدر سماعيّ للثلاثيّ غاله يغوله بمعنى أهلكه، أو غالته الخمر أي ذهبت بعقله أو بصحة بدنه، وقد يكون اسما بمعنى الصداع أو السكر أو المشقّة ... وزنه فعل بفتح فسكون.
(ينزفون) ، فعل يستعمل دائما بالبناء للمجهول وله معنى المعلوم بمعنى ذهب عقله أو سكر، شأنه شأن يهرع ويغمى عليه ويجنّ ... إلخ، ماضيه نزف بضمّ فكسر.
(48) قاصرات: جمع قاصرة مؤنث قاصر، اسم فاعل من الثلاثيّ قصر باب نصر: عن الشيء إذا كفّ عنه أي قاصرات طرفهنّ عن غير أزواجهنّ ... أو على الشيء أي لم يطمح إلى سواه ولم يتجاوز به غيره.
(عين) ، جمع عيناء صفة مشبّهة من عين يعين باب فرح أي عظم سواد عينه في سعة، وزنه فعلاء، ووزن عين فعل بضمّ فسكون وكسرت فاؤه لمناسبة الياء تخفيفا، والمذكّر أعين زنة أفعل.
(49) ، بيض: اسم جنس لما تعطيه الإناث من الحيوانات وغيرها الواحدة بيضة، وزنه فعلة بفتح فسكون ووزن بيض فعل بفتح الفاء.
(مكنون) ، اسم مفعول من (كنّ) الثلاثيّ، وزنه مفعول.
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ» .
والمراد تشبيههن بالبيض الذي كنّه الريش في العش، فلم تمسه الأيدي، ولم يصبه الغبار، بقليل صفرة مع لمعان كما في الدر، والأكثرون على تخصيصه ببيض النعام في الأداحي، لكونه أحسن منظرا من سائر البيض، وأبعد عن مس الأيدي ووصول ما يغير لونه إليه، والعرب تشبه النساء بالبيض، ويقولون لهن بيضات الخدور، ومنه قول امرئ القيس:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل
[سورة الصافات (37) : آية 50]
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (50)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أقبل ... يتساءلون) مرّ إعراب هذه الآية «12» .
[سورة الصافات (37) : الآيات 51 الى 53]
قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53)

الإعراب:
(منهم) متعلّق بنعت لقائل (لي) متعلّق بخبر كان..
جملة: «قال قائل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّي كان لي قرين» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كان لي قرين» في محلّ رفع خبر إنّ.
(52) فاعل (يقول) ضمير يعود على القرين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (من المصدّقين) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع نعت لقرين.
وجملة: «أإنّك لمن المصدّقين» في محلّ نصب مقول القول.
(53) (أإذا متنا.. لمدينون) مرّ إعراب نظيرها «13» ..
[سورة الصافات (37) : آية 54]
قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)

الإعراب:
فاعل (قال) ضمير يعود على القائل المتقدّم (هل) حرف استفهام.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنتم مطّلعون» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(مطّلعون) ، جمع مطّلع، اسم فاعل من الخماسيّ اطّلع، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي اللفظ إبدال، أصله مطتلع أخذا من اطتلع.. جاءت التاء بعد الطاء قلبت طاء وأدغمت مع الطاء الأولى..
[سورة الصافات (37) : آية 55]
فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (55)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة في الموضعين (في سواء) متعلّق ب (رآه) .
جملة: «اطّلع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «14» .
وجملة: «رآه....» لا محلّ لها معطوفة على جملة اطّلع.

[سورة الصافات (37) : الآيات 56 الى 59]
قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)

الإعراب:
(التاء) تاء القسم للجرّ (الله) لفظ الجلالة مجرور ب (التاء) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة زائدة و (النون) في (تردين) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف مفعول به.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «القسم وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كدت لتردين» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «تردين..» في محلّ نصب خبر كدت.
(57) (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (نعمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا (اللام) واقعة في جواب لولا (من المحضرين) متعلّق بخبر كنت..
وجملة: «لولا نعمة ربّي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: «كنت من المحضرين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(58) (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ميّتين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: «ما نحن بميّتين ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول لقول مقدّر أي قال أهل الجنّة: «أنحن مخلّدون فما نحن بميّتين ... »
(59) (إلّا) أداة استثناء (موتتنا) منصوب على الاستثناء المنقطع «15» ، (الواو) عاطفة (ما نحن بمعذّبين) مثل ما نحن بميّتين.
وجملة: «ما نحن بمعذّبين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما نحن بميّتين.
الصرف:
(كدت) ، فيه إعلال بالحذف لأنه أجوف اتّصل به ضمير الرفع، فلمّا بني على السكون والتقى ساكنان الألف والدال حذفت الألف، وزنه فلت بكسر الفاء بابه فرح حيث نقلت حركة العين المحذوفة إلى الفاء، أصله كود يكود مثل خوف يخوف.
(موتتنا) ، مصدر مرّة من مات على وزن فعلة بفتح الفاء.

[سورة الصافات (37) : الآيات 60 الى 61]
إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (61)

الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (لمثل) متعلّق ب (يعمل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر وحرّك الفعل (يعمل) بالكسر لالتقاء الساكنين..
جملة: «إنّ هذا لهو الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو الفوز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ليعمل العاملون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي من أراد الفوز في الآخرة فليعمل له مثل ذلك في الدنيا.
[سورة الصافات (37) : الآيات 62 الى 68]
أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)

الإعراب:
(نزلا) تمييز منصوب (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (شجرة) معطوف على المبتدأ (ذلك) .
جملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(63) - (للظالمين) متعلّق بنعت لفتنة- أو بفتنة- وجملة: «إنّا جعلناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «جعلناها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(64- 65) - (في أصل) متعلّق ب (تخرج) ، بتضمينه معنى تنبت.
وجملة: «إنّها شجرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «تخرج ... » في محلّ رفع نعت لشجرة.
وجملة: «طلعها كأنّه رؤوس ... » في محلّ رفع نعت ثان لشجرة.
وجملة: «كأنّه رؤوس ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ طلعها.
(66) (الفاء) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (منها) متعلّق ب (آكلون) ، والثاني متعلّق ب (مالئون) المعطوف على (آكلون) ب (الفاء) ، (البطون) مفعول به لاسم الفاعل مالئون.
وجملة: «إنّهم لآكلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(67) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (عليها) متعلّق بحال من حميم «16» ، (اللام) للتوكيد (شوبا) اسم إنّ منصوب (من حميم) متعلّق بنعت ل (شوبا) ..
وجملة: «إن لهم.. لشوبا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم لآكلون.
(68) - (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى الجحيم) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «إنّ مرجعهم لإلى الجحيم» لا محلّ لها معطوفة على جملة: إنّ لهم.. لشوبا.
الصرف:
(62) الزقّوم: اسم لثمر شجرة خبيثة مرّة كريهة الطعم، ويقال هي شجرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر، وزنه فعّول بفتح وضمّ العين المشدّدة.
(64) أصل: اسم لأسفل الشيء أو ما يقابل الفرع، أو هو المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون.. من الثلاثيّ من باب كرم.
(66) مالئون: جمع مالئ، اسم فاعل من الثلاثيّ ملأ، وزنه فاعل.
(67) شوبا: مصدر سماعيّ لفعل شابه يشوبه أي خالطه، وقد يقصد به اسم المفعول أي المشوب، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- الاستعارة: في قوله تعالى «طَلْعُها» .
الطلع للنخلة، وأستعير لما طلع من شجرة الزقوم من حملها: إما استعارة لفظية، أو معنوية.
2- التشبيه التخييلي: في قوله تعالى «طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ» .
شبه برؤوس الشياطين دلالة على تناهيه في الكراهية وقبح المنظر، لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس، لاعتقادهم أنه شر محض لا يخالطه خير، فيقولون في القبيح الصورة: كأنه وجه شيطان، كأنه رأس شيطان. وإذا صوّره المصورون: جاؤوا بصورته على أقبح ما يقدر وأهوله، كما أنهم اعتقدوا في الملك أنه خير محض لا شر فيه، فشبهوا به الصورة الحسنة. قال الله تعالى «ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ» .
3- سر العطف ب «ثم» : في قوله تعالى «ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ» سر لطيف المأخذ، دقيق المسلك، فإن في معنى التراخي وجهين: أحدهما، أنهم يملئون البطون من شجر الزقوم، وهو حارّ يحرق بطونهم ويعطشهم، فلا يسقون إلا بعد مليّ تعذيبا بذلك العطش، ثم يسقون ما هو أحرّ وهو الشراب المشوب بالحميم. والثاني: أنه ذكر الطعام بتلك الكراهة والبشاعة، ثم ذكر الشراب بما هو أكره وأبشع، فجاء بثم للدلالة على تراخي حال الشراب عن حال الطعام ومباينة صفته لصفته في الزيادة عليه.
[سورة الصافات (37) : الآيات 69 الى 70]
إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (69) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)

الإعراب:
(ألفوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (ضالّين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «إنّهم ألفوا ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
وجملة: «ألفوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(70) - (الفاء) عاطفة (على آثارهم) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم..
و (الواو) في (يهرعون) فاعل «17» .
وجملة: «هم على آثارهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ألفوا.
وجملة: «يهرعون..» في محلّ رفع خبر ثان «18» .
الصرف:
(ألفوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة و (واو) الجماعة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه أفعوا- بفتح العين-.
__________
(1) لأنها مقول القول في الفعل المبني للمعلوم..
(2) هذا إذا كان الظرف (إذا) مجردا من الشرط، وما بين الفعل وخبره اعتراض ...
وإذا ضمّن الظرف معنى الشرط فجملة يستكبرون جوابه لا محلّ لها، والشرط وفعله وجوابه خبر كانوا.
(3) هي في الحقيقة استئناف في حيّز قول مقدّر أي، قال تعالى: «ليس بشاعر بل جاء بالحقّ» .
(4) وهي في حيّز القول المقدّر السابق في الآية (37) . [.....]
(5) أو اسم موصول مفعول به، والعائد محذوف.
(6) أو في محل حرف جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (تجزون) .
(7) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة نعت.
(8) أو حال من الضمير في (مكرمون) ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للمبتدأ أولئك.
(9) أو متعلّق بمتقابلين.
(10) يجوز أن تكون في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم رزق.
(11) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
(12) انظر الآية (27) من هذه السورة مفردات وجملا.
(13) انظر الآية (16) من هذه السورة مفردات وجملا.
(14) في الآية السابقة (54) .
(15) قيل إنّ (إلّا) للحصر و (موتتنا) مفعول مطلق عامله الصفة المشبّهة (ميّتين) .
(16) نعت تقدّم على المنعوت أي: إنّ لهم لشوبا من حميم مصبوب على ما يأكلون من شجرة الزقّوم.
(17) يلاحظ أنّ هذا الفعل لا يستعمل إلّا بصيغة المفعول في اللغة، فلزم أن يكون الضمير فيه فاعلا لا نائب فاعل.
(18) أو في محل نصب حال من ضمير الاستقرار. [.....]



الساعة الآن : 02:49 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 1,272.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,270.98 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.14%)]