ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=194124)

ابوالوليد المسلم 15-06-2020 05:22 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (440)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(1) الى الأية(7)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ

" الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير " (1)
الثناء الجمبل والشكر الكامل لله وحده الذي له ملك ما في السموات وما في الأرض, وله الثناء التام في الآخرة, وهو الحكيم في فعله, الخبير بشؤون خلقه.
" يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور "(2)
يعلم كل ما يدخل في الأرض من قطرات الماء, وما يخرج منها من النبات والمعادن والمياه, وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب, وما يصعد إليها من الملائكة وأفعال الخلق.
وهو الرحيم بعباده فلا يعاجل عصاتهم بالعقوبة, الغفور لذنوب التائبين إليه المتوكلين عليه.

" وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين "(3)
وقال الكافرون المنكرون للبعث: لا تأتينا القيامة, قل لهم -يا محمد-: بلى وربي لتأتينكم, ولكن لا يعلم وقت مجيئها أحد سوى الله علام الغيوب, الذي لا يغيب عنه وزن نملة صغيرة في السموات والأرض, ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا هو مسطور في كتاب واضح, وهو اللوح المحفوظ;
" ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم " (4)
ليثيب الذين صدقوا بالله, واتبعوا رسوله, وعملوا الصالحات.
أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم, وهو الجنة.

" والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم "(5)
والذين سعوا في الصد عن سبيل الله وتكذيب رسله وإبطال إياتنا مشاقين الله مغالبين أمره, أولئك لهم أسوأ العذاب وأشده ألما.
" ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد "(6)
ويعلم الذين أعطوا العلم أن القرآن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق, ويرشد إلى طريق الله, العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع, بل قهر كل شيء وغلبه, المحمود في أقواله وأفعاله وشرعه.
" ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد "(6)
ويعلم الذين أعطوا العلم أن القرآن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق, ويرشد إلى طريق الله, العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع, بل قهر كل شيء وغلبه, المحمود في أقواله وأفعاله وشرعه.

ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:40 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (441)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(8) الى الأية(14)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ



" أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد " (8)
هذا الرجل أختلق على الله كذبا أم به جنون, فهو يتكلم بما لا يدري؟ ليس الأمر كما قال الكفار, بل محمد أصدق الصادقين.
والذين لا يصدقون بالبعث ولا يعملون من أجله في العذاب الدائم في الآخرة, والضلال البعيد عن الصواب في الدنيا.

" أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب "(9)
أفلم ير هؤلاء الكفار الذين لا يؤمنون بالآخرة عظيم قدرة الله فيما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض مما يبهر العقول, وأنهما قد أحاطتا بهم؟ إن نشأ نخسف بهم الأرض, كما فعلنا بقارون, أو ننزل عليهم قطعا من العذاب, كما فعلنا بقوم شعيب, فقد أمطرت السماء عليهم نارا فأحرقتهم.
إن في ذلك الذي ذكرنا من قدرتنا لدلالة ظاهرة لكل عبد راجع إلى ربه بالتوبة, ومقر له بتوحيده, ومخلص له في العبادة.

" ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد " (10)
ولقد أتينا داود نبوة, وكتابا وعلما, وقلنا للجبال والطير: سبحي معه, وألنا له الحديد, فكان كالعجين يتصرف فيه كيف يشاء.
" أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير "(11)
أن اعمل دروعا تامات واسعات وقدر المسامير في حلق الدروع, فلا تعمل الحلقة صغيرة فتضعف, فلا تقوى الدروع على الدفاع, ولا تجعلها كبيرة فتثقل على لابسها, واعمل يا داود أنت وأهلك بطاعة الله, إني بما تعملون بصير لا يخفى علي شيء منها.
" ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير "(12)
وسخرنا لسليمان الريح تجري صن أول النهار إلى انتصافه مسيرة شهر, ومن منتصف النهار إلى الليل مسيرة شهر بالسير المعتاد, وأسلنا له النحاس كما يسيل الماء, يعمل به ما يشاء, وسخرنا له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه, ومن يعدل منهم عن أمرنا الذي أمرنا به من طاعة سليمان نذقه من عذاب النار المستعرة.
" يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " (13)
يعمل الجن لسليمان ما يشاء من مساجد للعبادة, وصور من نحاس وزجاج, وقصاع كبيرة كالأحواض التي يجتمع فيها الماء, وقدور ثابتات لا تتحرك من أماكنها لعظمهن, وقلنا يا آل داود: اعملوا شكرا لله على ما أعطاكم, وذلك بطاعته وامتثال أمره, وقليل من عبادي من يشكر الله كثيرا, وكان داود وآله من القليل.
" فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين "(14)
فلما قضينا على سليمان بالموت ما دل الجن على موته إلا الأرضة تأكل عصاه التي كان متكئا عليها, فوقع سليمان على الأرض, عند ذلك علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما أقاموا في العذاب المذل والعمل الشاق لسليمان.
ظنا منهم أنه من الأحياء.
وفي الآية إبطال لاعتقاد بعض الناس أن الجن يعلمون الغيب; إذ لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا وفاة سليمان عليه السلام, ولما أقاموا في العذاب المهين.


ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:41 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (442)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(15) الى الأية(22)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ



" لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور " (15)
لقد كان لقبيلة سبأ بـ(اليمن) في مسكنهم دلالة على قدرتنا: بستانان عن يمين وشمال, كلوا من رزق ربكم, واشكروا له نعمه عليكم; فإن بلدتكم كريمة التربة حسنة الهواء, وربكم غفور لكم.
" فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل " (16)
فاعرضوا عن أمر الله وشكره وكذبوا الرسل, فأرسلنا عليهم السيل الجارف الشديد الذي خرب السد وأغرق البساتين, وبدلناهم بجنتيهم المثمرتين جنتين ذواتي أكل خمط, وهو الثمر المر الكريه الطعم, وأثل وهو شجر شبيه بالطرفاء لا ثمر له, وقليل من شجر النبق كثير الشوك.
" ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور "(17)
ذلك التبديل من خير إلى شر بسبب كفرهم, وعدم شكرهم نعم الله, وما نعاقب بهذا العقاب الشديد إلا الجحود المبالغ في الكفر, يجازي بفعله مثلا بمثل.
" وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين "(18)
وجعلنا بين أهل (سبا) -وهم (باليمن)- والقرى التي باركنا فيها -وهي (الشام)- مدنا متصلة يرى بعضها من بعض, وجعلنا السير فيها سيرا مقدرا من منزل إلى منزل لا مشقة فيه, وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى في أي وقت شئتم من ليل أو نهار, آمنين لا تخافون عدوا, رلا جوعا ولا عطشا.
" فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " (19)
فبطغيانهم ملوا الراحة والأمن ورغد العيش, وقالوا: ربنا اجعل قرانا متباعدة; ليبعد سفرنا بينها, فلا نجد قرى عامرة في طريقنا, وظلموا أنفسهم بكفرهم فأهلكناهم, وجعلناهم عبرا وأحاديث لمن يأتي بعدهم, وفرقناهم كل تفريق وخربت بلادهم, إن فيما حل (بسبأ) لعبرة لكل صبار على المكاره والشدائد, شكور لنعم الله تعالى.
" ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين "(20)
ولقد ظن إبليس ظنا غير يقين أنه سيضل بني آدم, وأنهم سيطيعونه في معصية الله, فصدق ظنه عليهم, فأطاعوه وعصوا ربهم إلا فريقا من المؤمنين بالله, فإنهم ثبتوا على طاعة الله.
" وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ "(21)
وما كان لإبليس على هؤلاء الكفار من قهر على الكفر, ولكن حكمة الله اقتضت تسويله لبني آدم; لنعلم من يصدق بالبعث والثواب والعقاب ممن هو في شك من ذلك.
وربك على كل شيء حفيظ, يحفظه ويجازي عليه.

" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير "(22)
قل -يا محمد- للمشركين: ادعوا الذين زعمتموهم شركاء لله فعبدتموهم من دونه من الأصنام والملائكة والبشر, واقصدوهم في حوائجكم, فإنهم لن يجيبوكم, فهم لا يملكون وزن نملة صغيرة في السموات ولا في الأرض, وليس لهم شركة فيهما, وليس لله من هؤلاء المشركين معين على خلق شيء, بل الله -سبحانه وتعالى- هو المتفرد بالإيجاد, فهو الذي يعبد وحده, ولا يستحق العبادة أحد سواه.

ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:41 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (443)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(23) الى الأية(30)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ



" ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير " (23)
ولا تنفع شفاعة الشافع عند الله تعالى إلا لمن أذن له.
ومن عظيم قدرة الله عز وجل أنه إذا تكلم سبحانه بالوحي فسمع أهل السموات كلامه أرعدوا من الهيبة, حتى يلحقهم مثل الغشي, فإذا زال الفزع عن قلوبهم سأل بعضهم بعضا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: قال الحق, وهو العلي بذاته وقهره وعلو قدره, الكبير على كل شيء.

" قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين "(24)
قل -يا محمد- للمشركين: من يرزقكم من السموات بالمطر, ومن الأرض بالنبات والمعادن وغير ذلك؟ فإنهم لا بد أن يقروا بأنه الله, وإن لم تقروا بذلك فقل لهم: الله هو الرزاق, وإن أحد الفريقين منا ومنكم لعلي هدى متمكن منه, أو في ضلال بين منغمس فيه.
" قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون "(25)
قل: لا تسألون عن ذنوبنا, ولا نسأل عن أعمالكم; لأننا بريئون منكم ومن كفركم.
" قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم "(26)
قل: ربنا يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة, ثم يقضي بيننا بالعدل, وهو الفتاح الحاكم بين خلقه, العليم بما ينبغي أن يقضى به, وبأحوال خلقه, لا تخفى عليه خافية.
" قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم "(27)
قل: أروني بالحجة والدليل الذين ألحقتموهم بالله وجعلتموهم شركاء له في العبادة, هل خلقوا شيئا؟ ليس الأمر كما وصفوا, بل هو المعبود بحق الذي لا شريك له, العزيز في انتقامه ممن أشرك به الحكيم في أقواله وأفعاله وتدبير أمور خلقه.
" وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون "(28)
وما أرسلناك -يا محمد- إلا للناس أجمعين مبشرا بثواب الله, ومنذرا عقابه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق, فهم معرضون عنه.
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " (29)
ويقول هؤلاء المشركون مستهزئين: متى هذا الوعد الذي تعدوننا أن يجمعنا الله فيه, ثم يقضي بيننا, إن كنتم صادقين فيما تعدوننا به؟
" قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون "(30)
قل لهم -يا محمد-: لكم ميعاد هو آتيكم لا محالة, وهو ميعاد يوم القيامة, لا تستأخرون عنه ساعة للتوبة, ولا تستقدمون ساعة قبله للعذاب.
فاحذروا ذلك اليوم, وأعدوا له عدته.


ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:42 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (444)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(31) الى الأية(38)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ



" وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين " (31)
وقال الذين كفروا: لن نصدق بهذا القرآن ولا بالذي تقدمه من التوراة والإنجيل والزبور, فقد كذبوا بجميع كتب الله.
ولو ترى -يا محمد- إذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب, يتراجعون الكلام فيما بينهم, كل يلقي بالعتاب على الآخر, لرأيت شيئا فظيعا, يقول المستضعفون للذين استكبروا -وهم القادة والرؤساء الضالون المضلون-: لولا أنتم أضللتمونا عن الهدى لكنا مؤمنين بالله ورسوله.

" قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين "(32)
قال الرؤساء للذين استضعفوا: أنحن منعناكم من الهدى بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين إذ دخلتم في الكفر بإرادتكم مختارين.
" وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون " (33)
وقال المستضعفون لرؤسائهم في الضلال: بل تدبيركم الشر لنا في الليل والنهار هو الذي أوقعنا في التهلكة, فكنتم تطلبون منا أن نكفر بالله, ونجعل له شركاء في العبادة, وأسر كل من الفريقين الحسرة حين رأوا العذاب الذي أعد لهم, وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا, لا يعاقبون بهذا العقاب إلا بسبب كفرهم بالله وعملهم السيئات في الدنيا.
وفي الآية تحذير شديد من متابعة دعاة الضلال وأئمة الطغبان.

" وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون " (34)
وما أرسلنا في قرية من رسول يدعو الى توحيد الله وإفراده بالعبادة, إلا قال المنغمسون في اللذات والشهوات من أهلها: إنا بالذي جئتم به -أيها الرسل- جاحدون.
" وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين " (35)
وقالوا: نحن أكثر منكم أموالا وأولادا, والله لم يعطنا هذه النعم إلا لرضاه عنا, وما نحن بمعذبين في الدنيا ولا في الآخرة.
" قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون "(36)
قل لهم -يا محمد-: إن ربي يوسع الرزق في الدنيا لمن يشاء من عباده, ويضيق على من يشاء, لا لمحبة ولا لبغض, ولكن يفعل ذلك اختبارا, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك اختبار لعباده; لأنهم لا يتأملون.
" وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون " (37)
وليست أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا قربى, وترفع درجاتكم, لكن من آمن بالله وعمل صالحا فهؤلاء لهم ثواب الضعف من الحسنات, فالحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء الله من الزيادة, وهم في أعالي الجنة آمنون من العذاب والموت والأحزان.
" والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون "(38)
والذين يسعون في إبطال حججنا, ويصدون عن سبيل الله مشاقين مغالبين, هؤلاء في عذاب جهنم يوم القيامة, تحضرهم الزبانية, فلا يخرجون منها.

ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:42 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (445)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(39) الى الأية(46)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ



" قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين "(39)
قل -يا محمد- لهؤلاء المغترين بالأموال والأولاد: إن ربي يوسع الرزق على من يشاء من عباده, ويضيفه على من يشاء; لحكمة يعلمها, ومهما أعطيتم من شيء فيما أمركم به فهو يعوضه لكم في الدنيا بالبدل, وفي الآخرة بالثواب, وهو -سبحانه- خير الرازقين, فاطلبوا الرزق منه وحده, واسعوا في الأسباب التي أمركم بها.
" ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون "(40)
واذكر -يا محمد- يوم يحشر الله المشركين والمعبودين من دونه من الملائكة, ثم يقول للملائكة على وجه التوبيخ لمن عبدهم: أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون من دوننا؟
" قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون " (41)
قالت الملائكة: ننزهك يا ألله عن أن يكون لك شريك في العبادة, أنت ولينا الذي نطيعه ونعبده وحده, بل كان هؤلاء يعبدون الشياطين, أكثرهم بهم مصدقون ومطيعون.
" فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون "(42)
ففي يوم الحشر لا يملك المعبودون للعابدين نفعا ولا ضرا, ونقول للذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي: ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون.
" وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين "(43)
وإذا تتلى على كفار (مكة) آيات الله واضحات قالوا: ما محمد إلا رجل يرغب أن يمنعكم عن عبادة الآلهة التي كان يعبدها آباؤكم, وقالوا: ما هذا القرآن الذي تتلوه علينا -يا محمد- إلا كذب مختلق, جئت به من عند نفسك, وليس من عند الله, وقال الكفار عن القرآن لما جاءهم: ما هذا إلا سحر واضح.
" وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير "(44)
وما أنزلنا على الكفار من كتب يقرؤونها قبل القرآن فتدلهم على ما يزعمون من أن ما جاءهم به محمد سحر, وما أرسلنا إليهم قبلك -يا محمد- من رسول ينذرهم بأسنا.
" وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير " (45)
وكذب الذين من قبلهم كعاد وثمود رسلنا, وما بلغ أهل (مكة) عشر ما آتينا الأمم السابقة من القوة, وكثرة المال, وطول العمر وغير ذلك من النعم, فكذبوا رسلي فيما جاؤوهم به فأهلكناهم, فانظر -يا محمد- كيف كان إنكاري عليهم وعقوبتي إياهم؟
" قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد "(46)
قل -يا محمد- لهؤلاء المكذبين المعاندين: إنما أنصح لكم بخصلة واحدة أن تنهضوا في طاعة الله اثنين اثنين وواحدا واحدا, ثم تتفكروا في حال صاحبكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما نسب إليه, فما به من جنون, وما هو الا مخوف لكم, ونذير من عذاب جهنم قبل أن تقاسوا حرها.

ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:43 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (446)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة سبأhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(47) الى الأية(54)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة سبأ


" قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد " (47)
قل -يا محمد- للكفار: ما سألتكم على الخير الذي جئتكم به من أجر فهو لكم, ما أجري الذي أنتظره إلا على الله المطلع على أعمالي وأعمالكم, لا يخفى عليه شيء فهو يجازي الجميع, كل بما يستحقه.
" قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب " (48)
قل -يا محمد- لمن أنكر التوحيد ورسالة الإسلام: إن ربي يقذف الباطل بحجج من الحق, فيفضحه ويهلكه, والله علام الغيوب, لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
" قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد "(49)
قل -يا محمد-: جاء الحق والشرع العظيم من الله, وذهب الباطل, واضمحل سلطانه, فلم يبق للباطل شيء يبدؤه ويعيده.
" قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب " (50)
قل: إن ملت عن الحق فإثم ضلالي على نفسي, وإن استقمت عليه فبوحي الله الذي يوحيه إلي, إن ربي سميع لما أقول لكم, قريب ممن دعا وسأله.
" ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب " (51)
ولو ترى -يا محمد- إذ فزع الكفار حين معاينتهم عذاب الله, لرأيت أمرا عظيما, فلا نجاة لهم ولا مهرب, وأخذوا إلى النار من موضع قريب التناول.
" وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد " (52)
وقال الكفار -عندما رأوا العذاب في الآخرة-: آمنا بالله وكتبه ورسله, وكيف لهم تناول الإيمان في الآخرة ووصولهم له من مكان بعيد؟ قد حيل بينهم وبينه, فمكانه الدنيا, وقد كفروا فيها.
" وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد " (53)
وقد كفروا بالحق في الدنيا, وكذبوا الرسل, ويرمون بالظن من جهة بعيدة عن إصابة الحق, ليس لهم فيها مستند لظنهم الباطل, فلا سبيل لإصابتهم الحق, كما لا سبيل للرامي إلى إصابة الغرض من مكان بعيد.
" وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب " (54)
وحيل بين الكفار وما يشتهون من التوبة والعودة إلى الدنيا ليؤمنوا, كما فعل الله بأمثالهم من كفرة الأمم السابقة, إنهم كانوا في الدنيا في شك من أمر الرسل والبعث والحساب, محدث للريبة والقلق, فلذلك لم يؤمنوا.

ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:43 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (447)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة فاطرhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(1) الى الأية(9)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة فاطر

" الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير " (1)



الثناء الكامل لله خالق السموات والأرض ومبدعها, جاعل الملائكة رسلا إلى من يشاء من عباده, وفيما شاء من أمره ونهيه, ومن عظيم قدرة الله أن جعل الملائكة أصحاب أجنحة مثنى وثلاث ورباع تطير بها; لتبليغ ما أمر الله به, يزيد الله في خلقه ما يشاء.
إن الله على كل شيء قدير, لا يستعصي عليه شيء.



" ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم "(2)


ما يفتح الله للناس من رزق ومطر وصحة وعلم وغير ذلك من النعم, فلا أحد يقدر أن يمسك هذه الرحمة, وما يمسك منها فلا أحد يستطيع أن يرسلها بعده سبحانه وتعالى.
وهو العزيز القاهر لكل شيء, الحكيم الذي يرسل الرحمة ويمسكها وفق حكمته.


" يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون "(3)


يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم, فلا خالق لكم غير الله يرزقكم من السماء بالمطر, ومن الأرض بالماء والمعادن وغير ذلك.
لا إله إلا هو وحده لا شريك له, فكيف تصرفون عن توحيده وعبادته؟


" وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور " (4)


فإن يكذبك قومك -يا محمد- فقد كذب رسل من قبلك, وإلى الله تصير الأمور في الآخرة, فيجازي كلا بما يستحق.
وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.



" يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور "(5)


يا أيها الناس إن وعد الله بالبعث والثواب والعقاب حق ثابت, فلا تخدعنكم الحياة الدنيا بشهواتها ومطالبها, ولا يخدعنكم بالله الشيطان.

" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " (6)


إن الشيطان لبني آدم عدو, فاتخذوه عدوا ولا تطيعوه, إنما يدعو أتباعه إلى الضلال; ليكونوا من أصحاب النار الموقدة.

" الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير "(7)


الذين جحدوا وحدانية الله وما جاءت به رسله لهم عذاب شديد في الآخرة, والذين صدقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات لهم ستر لذنوبهم وأجر كبير, وهو الجنة.


" أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون "(8)


أفمن حسن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان فرأه حسنا جميلا, كمن هداه الله تعالى, فرأى الحسن حسنا والسيئ سيئا؟ فإن الله يضل من يشاء من عباده, ويهدي من يشاء, فلا تهلك نفسك حزنا على كفر هؤلاء الضالين, إن الله عليم بقبائحهم وسيجازيهم عليها أسوأ الجزاء.


" والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور "(9)


والله هو الذي أرسل الرياح فتحرك سحابا, فسقناه إلى بلد جدب, فينزل الماء فأحيينا به الأرض بعد يبسها فتخضر بالنبات, مثل ذلك الإحياء يحيي الله الموتى يوم القيامة.


ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:44 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (448)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة فاطرhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(10) الى الأية(18)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة فاطر



" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور "(10)


من كان يطلب عزة في الدنيا أو الآخرة فليطلبها من الله, ولا تنال إلا بطاعته, فلله العزة جميعا, فمن اعتز بالمخلوق أذله الله, ومن اعتز بالخالق أعزه الله, إليه سبحانه يصعد ذكره والعمل الصالح يرفعه.
والذين يكتسبون السيئات لهم عذاب شديد, ومكر أولئك يهلك ويفسد, ولا يفيدهم شيئا.



" والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير "(11)


والله خلق أباكم آدم من تراب, ئم جعل نسله من سلالة من ماء مهين, ثم جعلكم رجالا ونساء.
وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه, وما يعمر من معمر, فيطول عمره, ولا ينقص من عمره إلا في كتاب عنده, وهو اللوح المحفوظ, قبل أن تحمل به أمه وقبل أن تضعه.
قد أحصى الله ذلك كله, وعلمه قبل أن يخلقه, لا يزاد فيما كتب له ولا ينقص.
إن خلقكم وعلم أحوالكم وكتابتها في اللوح المحفوظ سهل يسير على الله.



" وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون "(12)


وما يستوي البحران: هذا عذب شديد العذوبة, سهل مروره في الحلق يزيل العطش, وهذا ملح شديد الملوحة, ومن كل من البحرين تأكلون سمكا طريا شهي الطعم, وتستخرجون زينة هي اللؤلؤ والمرجان تلبسونها, وترى السفن فيه شاقات المياه; لتبتغوا من فضله من التجارة وغيرها.
وفي هذا دلالة على قدرة الله ووحدانيته; ولعلكم تشكرون لله على هذه النعم التي أنعم بها عليكم.



" يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير "(13)


والله يدخل من ساعات الليل في النهار, فيزيد النهار بقدر ما نقص من الليل, ويدخل من ساعات النهار في الليل, فيزيد الليل بقدر ما نقص من النهار, وذلل الشمس والقمر, يجريان لوقت معلوم, ذلكم الذي فعل هذا هو الله ربكم له الملك كله, والذين تعبدون من دون الله ما يملكون من قطمير, وهي القشرة الرقيقة البيضاء تكون على النواة.


" إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير "(14)


إن تدعوا -أيها الناس- هذه المعبودات من دون الله لا يسمعوا دعاءكم, ولو سمعوا على سبيل الفرض ما أجابوكم, ويوم القيامة يتبرؤون منكم, ولا أحد يخبرك -يا محمد- أصدق من الله العليم الخبير.


" يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد "(15)


يا أيها الناس أنتم المحتاجون إلى الله في كل شيء, لا تستغنون عنه طرفة عين, وهو سبحانه الغني عن الناس وعن كل شيء من مخلوفاته, الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته.

" إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد "(16)


إن يشأ الله يهلكم أيها الناس, ويأت بقوم آخرين أطوع لله منكم.

" وما ذلك على الله بعزيز " (17)


وما إهلاككم والإتيان بخلق سواكم على الله بممتنع, بل ذلك على الله سهل يسير.


" ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير "(18)


ولا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس أخرى, وإن تسأل نفس مثقلة بالخطايا من يحمل عنها من ذنوبها لم تجد من يحمل عنها شيئا, ولو كان الذي سألته ذا قرابة منها من أب أو أخ ونحوهما.
إنما تحذر -يا محمد- الذين يخافون عذاب ربهم بالغيب, وأدوا الصلاة حق أدائها.
ومن تطهر من الشرك وغيره من المعاصي فإنما يتطهر لنفسه.
وإلى الله سبحانه مال الخلائق ومصيرهم, فيجازي كلا بما يستحق.



ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:45 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (449)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة فاطرhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(19) الى الأية(27)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة فاطر



" وما يستوي الأعمى والبصير " (19)


وما يستوي الأعمى عن دين الله, والبصير الذي أبصر طريق الحق واتبعه,

" ولا الظلمات ولا النور " (20)


وما تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان,


" ولا الظل ولا الحرور "(21)


ولا الظل ولا الريح الحارة,

" وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور " (22)


وما يستوي أحياء القلوب بالإيمان, وأموات القلوب بالكفر.
إن الله يسمع من يشاء سماع فهم وقبول, وما أنت -يا محمد- بمسمع من في القبور, فكما لا تسمع الموتى في قبورهم فكذلك لا تسمع هؤلاء الكفار لموت قلوبهم,



" إن أنت إلا نذير " (23)


إن أنت إلا نذير لهم غضب الله وعقابه.

" إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " (24)


إنا أرسلناك بالحق, وهو الإيمان بالله وشرائع الدين, مبشرا بالجنة من صدقك وعمل بهديك, ومحذرا من كذبك وعصاك النار.
وما من أمة من الأمم إلا جاءها نذير يحذرها عاقبة كفرها وضلالها.



" وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير "(25)


وإن يكذبك هؤلاء المشركون فقد كذب الذين من قبلهم رسلهم الذين جاؤوهم بالمعجزات الواضحات الدالة على نبوتهم, وجاؤوهم بالكتب المجموع فيها كثير من الأحكام, وبالكتاب المنير الموضح لطريق الخير والشر.


" ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير "(26)


ثم أخذت الذين كفروا بأنواع العذاب, فانظر كيف كان إنكاري لعملهم وحلول عقوبتي بهم؟


" ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "(27)


ألم تر أن الله أنزل من السماء ما, فسقينا به أشجارا في الأرض, فأخرجنا من تلك الأشجار ثمرات مختلفا ألوانها, منها الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك؟ وخلقنا من الجبال طرائق بيضا وحمرا مختلفان ألوانها, وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد.

ابوالوليد المسلم 18-06-2020 04:45 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (450)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة فاطرhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(28) الى الأية(36)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة فاطر



" ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور "(28)


وخلقنا من الناس والدواب والإبل والبقر والغنم ما هو مختلف ألوانه كذلك, فمن ذلك الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك كاختلاف ألوان الثمار والجبال.
إنما يخشى الله ويتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته العلماء به سبحانه, وبصفاته, وبشرعه, وقدرته على كل شيء, ومنها اختلاف هذه المخلوقات مع اتحاد سببها, ويتدبرون ما فيها من عظات وعبر.
إن الله عزيز قوي لا يغالب, غفور يثيب أهل الطاعة, ويعفو عنهم.


" إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور "(29)


إن الذين يقرؤون القرآن, ويعملون به, وداوموا على الصلاة في أوقاتها, وأنفقوا مما رزقناهم من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة سرا وجهرا, هؤلاء يرجون بذلك تجارة لن تكسد ولن تهلك, ألا وهي رضا ربهم, والفوز بجزيل ثوابه.

" ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "(30)


ليوفيهم الله تعالى ثواب أعمالهم كاملا غير منقوص, ويضاعف لهم الحسنات من فضله, إن الله غفور لسيئاتهم, شكور لحسناتهم, يثيبهم عليها الجزيل من الثواب.

" والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير "(31)


والذي أنزلناه إليك -يا محمد- من القرآن هو الحق المصدق للكتب التي أنزلها الله على رسله قبلك.
إن الله بعباده لخبير بصير, لا يخفى عليه شيء.


" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير " (32)


ثم أعطينا -بعد هلاك الأمم- القرآن من اخترناهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فمنهم ظالم لنفسه بفعل بعض المعاصي, ومنهم مقتصد, وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات, ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله, أي مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة, فرضها ونفلها, ذلك الإعطاء للكتاب واصطفاء هذه الأمة هو الفضل الكبير.

" جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير "(33)


جنات إقامة دائمة للذين أورثهم الله كتابه يحلون فيها الأساور من الذهب واللؤلؤ, ولباسهم المعتاد في الجنة حرير أي: ثياب رفيقة.

" وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " (34)


وقالوا حين دخلوا الجنة: الحمد لله الذي اذهب عنا كل حزن, إن ربنا لغفور; حيث غفر لنا الزلات, شكور; حيث قبل منا الحسنات وضاعفها.


" الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "(35)


وهو الذي أنزلنا دار الجنة من فضله, لا يمسنا فيها تعب ولا إعياء.


" والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور "(36)


والذين كفروا لهم نار جهنم الموقدة, لا يقضى عليهم بالموت, فيموتوا ويستريحوا, ولا يخفف عنهم من عذابها, ومثل ذلك الجزاء يجزي الله كل جحود له ولرسوله.

ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:41 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (451)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة فاطرhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(37) الى الأية(45)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة فاطر

" وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير "(37)


وهؤلاء الكفار يصرخون من شدة العذاب في نار جهنم مستغيثين: ربنا أخرجنا من نار جهنم, وردنا إلى الدنيا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمله في حياتنا الدنيا, فنؤمن بدل الكفر, فيقول لهم: أولم نمهلكم في الحياة قدرا وافيا من العمر, يتعظ فيه من اتعظ, وجاءكم النبي صلى الله عليه وسلم, ومع ذلك لم تتذكروا ولم تتعظوا؟ فذوقوا عذاب جهنم, فليس للكافرين من ناصر ينصرهم من عذاب الله.


" إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور " (38)


إن الله مطلع على كل غائب في السموات والأرض, فإنه عليم بخفايا الصدور, فاتقوه أن يطلع عليكم, وأنتم تضمرون الشك أو الشرك في وحدانيته, أو في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, أو أن تعصوه بما دون ذلك.

" هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا " (39)


الله هو الذي جعلكم -أيها الناس- يخلف بعضكم بعضا في الأرض, فمن جحد الله منكم فعلى نفسه ضرره وكفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا بغضا وغضبا, ولا يزيدهم كفرهم بالله إلا ضلالا وهلاكا.

" قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا " (40)


قل -يا محمد- للمشركين: أخبروني أي شيء خلق شركاؤكم من الأرض, أم أن لشركائكم الذين تعبدونهم من دون الله شركا مع الله في خلق السموات, أم أعطيناهم كتابا فهم على حجة منه؟ بل ما يعد الكافرون بعضهم بعضا إلا غرورا وخداعا.

" إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " (41)


إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا عن مكانهما, ولئن زالت السموات والأرض عن مكانهما ما يمسكهما من أحد من بعد.
إن الله كان حليما في تأخير العقوبة عن الكافرين والعصاة, غفورا لمن تاب من ذنبه ورجع إليه.


" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا "(42)


وأقسم كفار قريش بالله أشد الأيمان: لئن جاءهم رسول من عند الله يخوفهم عقاب الله ليكونن أكثر استقامة واتباعا للحق من اليهود والنصارى وغيرهم, فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم ذلك إلا بعدا عن الحق ونفورا منه.

" استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا "(43)


ليس إقسامهم لقصد حسن وطلبا للحق, وإنما هو استكبار في الأرض على الخلق, يريدون به المكر السيئ والخداع والباطل, ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, فهل ينتظر المستكبرون الماكرون إلا العذاب الذي نزل بأمثالهم الذين سبقوهم, فلن تجد لطريقة الله تبديلا ولا تحويلا, فلا يستطيع أحد أن يبدل, ولا أن يحول العذاب عن نفسه أو غيره.

" أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا " (44)


أو لم يسر كفار (مكة) في الأرض, فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كعاد وثمود وأمثالهم, وما حل بهم من الدمار, وبديارهم من الخراب, حين كذبوا الرسل, وكان أولئك الكفرة أشد قوة وبطشا من كفار (مكة)؟ وما كان الله تعالى ليعجزه ويفوته من شيء في السموات ولا في الأرض, إنه كان عليما بأفعالهم, قديرا على إهلاكهم.

" ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا " (45)


ولو يعاقب الله الناس بما عملوا من الذنوب والمعاصي ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدب عليها, ولكن يمهلهم ويؤخر عقابهم إلى وقت معلوم عنده, فإذا جاء وقت عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا, لا يخفى عليه أحد منهم, ولا يعزب عنه علم شيء من أمورهم, وسيجازيهم بما عملوا من خير أو شر.


ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:42 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (452)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(1) الى الأية(9)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس


" يس " (1)


" يس " , سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.

" والقرآن الحكيم " (2)


يقسم الله تعالى بالقرآن المحكم بما فيه من الأحكام والحكم والحجج,

" إنك لمن المرسلين " (3)


إنك -يا محمد- لمن المرسلين بوحي الله إلى عباده,

" على صراط مستقيم " (4)


على طريق مستقيم معتدل, وهو الإسلام.

" تنزيل العزيز الرحيم " (5)


هذا القرآن تنزيل العزيز في انتقامه من أهل الكفر والمعاصي, الرحيم بمن تاب من عباده وعمل صالحا.


" لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون "(6)


أنزلناه عليك -يا محمد- لتحذر به قوما لم ينذر آباؤهم الأقربون من قبلك, وهم العرب, فهؤلاء القوم ساهون عن الإيمان والاستقامة على العمل الصالح.
وكل أمة ينقطع عنها الإنذار تقع في الغفلة, وفي هذا دليل على وجوب الدعوة والتذكير على العلماء بالله وشرعه; لإيقاظ المسلمين من غفلتهم.


" لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون " (7)


لقد وجب العذاب على أكثر هؤلاء الكافرين, بعد أن غرض عليهم الحق فرفضوه, فهم لا يصدقون بالله ولا برسوله, ولا يحملون بشرعه.

" إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون " (8)


إنا جعلنا هؤلاء الكفار الذين عرض عليهم الحق فردوه, وأصروا على الكفر وعدم الإيمان, كمن جعل في أعناقهم أغلال, فجمعت أيديهم مع أعناقهم تحت أذقانهم, فاضطروا إلى رفع رؤوسهم إلى السماء, فهم مغلولون عن كل خير, لا يبصرون الحق ولا يهتدون إليه.


" وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " (9)


وجعلنا من أمام الكافرين سدا ومن ورائهم سدا, فهم بمنزلة من سد طريقه من بين يديه ومن خلفه, فأعمينا أبصارهم; بسبب كفرهم واستكبارهم, فهم لا يبصرون رشدا, ولا يهتدون.
وكل من قابل دعوة الإسلام بالإعراض والعناد, فهو حقيق بهذا العقاب.




ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:42 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (453)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(10) الى الأية(18)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " (10)


يستوي عند هؤلاء الكفار المعاندين تحذيرك لهم -يا محمد- وعدم تحذيرك, فهم لا يصدقون ولا يعملون.


" إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم " (11)


إنما ينفع تحذيرك من آمن بالقرآن, واتبع ما فيه من أحكام الله, وخاف الرحمن, حيث لا يراه أحد إلا الله, فبشره بمغفرة من الله لذنوبه, وثواب منه في الآخرة على أعماله الصالحة, وهو دخوله الجنة.

" إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين " (12)


إنا نحن نحيي الأموات جميعا ببعثهم يوم القيامة, ونكتب ما عملوا من الخير والشر, وآثارهم التي كانوا سببا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير, كالولد الصالح, والعلم النافع, والصدقة الجارية, ومن شر, كالشرك والعصيان, وكل شيء أحصيناه في كتاب واضح هو أم الكتب, وإليه مرجعها, وهو اللوح المحفوظ.
فعلى العاقل محاسبة نفسه; ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته.



" واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " (13)


واضرب -يا محمد- لمشركي فومك الرادين لدعوتك مثلا يعتبرون به, وهو قصة أهل القرية, حين ذهب إليهم المرسلون,

" إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون " (14)


إذ أرسلنا إليهم رسولين لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره, فكذب أهل القرية الرسولين, فعززناهما وقويناهما برسول ثالث, فقال الثلاثة لأهل القرية: إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون.


" قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون " (15)


قال أهل القرية للمرسلين: ما أنتم إلا أناس مثلنا؟ وما أنزل الرحمن شيئا من الوحي, وما أنتم -أيها الرسل- إلا تكذبون.

" قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " (16)


قال المرسلون مؤكدين: ربنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون,


" وما علينا إلا البلاغ المبين " (17)


وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضرح, ولا نملك هدايتكم, فالهداية بيد الله وحده.


" قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم "(18)


قال أهل القرية: إنا تشاءمنا بكم, لئن لم تكفوا عن دعوتكم لنا لنقتلنكم رميا بالحجارة, وليصيبنكم منا عذاب أليم موجع.



ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:42 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (454)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(19) الى الأية(27)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون " (19)


قال المرسلون: شؤمكم وأعمالكم من الشرك والشر معكم ومردودة عليكم, أإن وعظتم بما فيه خيركم تشاءمتم وتوعدتمونا بالرجم والتعذيب؟ بل أنتم فوم عادتكم الإسراف في العصيان والتكذيب.


" وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " (20)


وجاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع (وذلك حين علم أن أهل القرية هموا بقتل الرسل أو تعذيبهم), قال: يا قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله,

" اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون " (21)


اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة, وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده.
وفي هذا بيان فضل من سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



" وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون "(22)


وأي شيء يمنعني من أن أعبد الله الذي خلقني, وإليه تصيرون جميعا؟


" أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون "(23)


أأعبد من دون الله آلهة أخرى لا تملك من الأمر شيئا, إن يردني الرحمن بسوء فهذه الآلهة لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا تستطيع إنقاذي مما أنا فيه؟

" إني إذا لفي ضلال مبين " (24)


إني إن فعلت ذلك لفي خطأ واضح ظاهر.

" إني آمنت بربكم فاسمعون " (25)


إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قلته لكم, وأطيعوني بالإيمان.
فلما قال ذلك وثب إليه قومه وقتلوه, فأدخله الله الجنة.


" قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون " (26)


قيل له بعد قتله: ادخل الجنة, إكراما له.


" بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " (27)


قال وهو في النعيم والكرامة: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي وإكرامه إياي; بسبب إيماني بالله وصبري على طاعته, واتباع رسله حتى قتلت, فيؤمنوا بالله فيدخلوا الجنة مثلي.

ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:43 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (455)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(28) الى الأية(36)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين " (28)


وما احتاج الأمر إلى إنزال جند من السماء لعذابهم بعد قتلهم الرجل الناصح لهم وتكذيبهم رسلهم, فهم أضعف من ذلك وأهون, وما كنا منزلين الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم, بل نبعث عليهم عذابا يدمرهم.


" إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون "(29)


ما كان هلاكهم إلا بصيحة واحدة, فإذا هم ميتون لم تبق منهم باقية.

" يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون " (30)


يا حسرة العباد وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب, ما يأتيهم من رسول من الله تعالى إلا كانوا به يستهزئون ويسخرون.


" ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون "(31)


ألم ير هؤلاء المستهزئون ويعتبروا بمن فبلهم من القرون التي أهلكناها أنهم لا يرجعون إلى هذه الدينا؟


" وإن كل لما جميع لدينا محضرون "(32)


وما كل هذه القرون التي أهلكناها وغيرهم, إلا محضرون جميعا عندنا يوم القيامة للحساب والجزاء.

" وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون " (33)


ودلالة لهؤلاء المشركين على قدرة الله على البعث والنشور: هذه الأرض الميتة التي لا نبات فيها, أحييناها بإنزال الماء, وأخرجنا منها أنواع النبات مما يأكل الناس والأنعام, ومن أحيا الأرض بالنبات أحيا الخلق بعد الممات.

" وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون " (34)


وجعلنا في هذه الأرض بساتين من نخيل وأعناب, وفجرنا فيها من عيون المياه ما يسقيها.

" ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون " (35)


كل ذلك; ليأكل العباد من ثمره, وما ذلك إلا من رحمة الله بهم لا بسعيهم ولا بكدهم, ولا بحولهم وبقوتهم, أفلا يشكرون الله على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى؟


" سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون " (36)


تنزه الله العظيم الذي خلق الأصناف جميعها من أنواع نبات الأرض, ومن أنفسهم ذكورا وإناثا, ومما لا يعلمون من مخلوقات لله الأخرى.
قد انفرد سبحانه بالخلق, فلا ينبغي أن يشرك به غيره.




ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:43 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (456)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(37) الى الأية(45)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "(37)


وعلامة لهم دالة على توحيد الله وكمال قدرته: هذا الليل ننزع منه النهار, فإذا الناس مظلمون.


" والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " (38)


وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها, قدره الله لها لا تتعداه ولا تقصر عنه, ذلك تقدير العزيز الذي لا يغالب, العليم الذي لا يغيب عن علمه شيء.

" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " (39)


والقمر آية في خلقه, قدرناه منازل كل ليلة, يبدأ هلالا ضئيلا حتى يكمل قمرا مستديرا, ثم يرجع ضئيلا مثل عذق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصفرة, لقدمه ويبسه.


" لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون " (40)


لكل من الشمس والقمر والليل والنهار وقت قدره الله له لا يتعداه, فلا يمكن للشمس أن تلحق القمر فتمحو نوره, أو تغير مجراه, ولا يمكن لليل أن يسبق النهار, فيدخل عليه قبل انقضاء وقته, وكل من الشمس والقمر والكواكب في فلك يجرون.


" وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون "(41)


ودليل لهم وبرهان على أن الله وحده المستحق للعبادة, المنعم بالنعم, أنا حملنا من نجا من ولد آدم في سفينة نوح المملوءة بأجناس المخلوفات; لاستمرار الحياة بعد الطوفان.


" وخلقنا لهم من مثله ما يركبون "(42)


وخلقنا لهؤلاء المشركين وغيرهم مثل سفينة نوح من السفن وغيرها من المراكب التي يركبونها ونبلغهم أوطانهم.

" وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون " (43)


وإن لا نغرقهم, فلا يجدون مغيثا لهم من غرقهم, ولا هم يخلصون من الغرق.


" إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين " (44)


إلا أن نرحمهم فننجيهم ونمتعهم إلى أجل, لعلهم يرجعون ويستدركون ما فرطوا فيه.


" وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون " (45)


وإذا قيل للمشركين: احذروا أمر الآخرة وأهوالها وأحوال الدنيا وعقابها; رجاء رحمة الله لكم, أعرضوا, ولم يجيبوا إلى ذلك.



ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:44 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (457)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(46) الى الأية(54)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين "(46)


وما تجيء هؤلاء المشركين من علامة واضحة من عند ربهم, لتهديهم للحق, وتبين لهم صدق الرسول, إلا أعرضوا عنها, ولم ينتفعوا بها.


" وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين " (47)


وإذا قيل للكافرين: أنفقوا من الرزق الذي من به الله عليكم, قالوا للمؤمنين محتجين: أنطعم من لو شاء الله أطعمه؟ ما أتسم -أيها المؤمنون- إلا في ذهاب واضح عن الحق, إذ تأمروننا بذلك.


" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " (48)


ولقول هؤلاء الكفار على وجه التكذيب والاستعجال: متى يكون البعث إن كنتم صادقين فيما تقولونه عنه؟


" ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون " (49)


ما ينتظر هؤلاء المشركون الذين يستعجلون بوعيد الله إياهم إلا نفخة الفزع عند قيام الساعة, تأخذهم فجأة, وهم يختصمون في شؤون حياتهم.


" فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "(50)


فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النفخ في (القرن) أن يوصوا أحدا بشيء, ولا يستطيعون الرجوع إلى أهلهم, بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم.


" ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون " (51)


ونفخ في (القرن) النفخة الثانية, فترد أرواحهم إلى أجسادهم, فإذا هم من قبورهم يخرجون إلى ربهم سراعا.


" قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " (52)


قال المكذبون بالبعث نادمين: يا هلاكنا من أخرجنا من قبورنا؟ فيجابون ويقال لهم: هذا ما وعد به الرحمن, وأخبر عنه المرسلون الصادقون.

" إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون " (53)


ما كان البعث من القبور إلا نتيجة نفخة واحدة في (القرن), فإذا جميع الخلق لدينا ماثلون للحساب والجزاء.


" فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "(54)


في ذلك اليوم يتم الحساب بالعدل, فلا تظلم نفس شيئا بنقص حسناتها أو زيادة سيئاتها, ولا تجزون إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا.



ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:44 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (458)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(55) الى الأية(65)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون " (55)


إن أهل الجنة في ذلك اليوم مشغولون عن غيرهم بأنواع النعيم التي يتفكهون بها.


" هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون " (56)


هم وأزواجهم متنعمون بالجلوس على الأسرة المزينة, تحت الظلال الوارفة.


" لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون " (57)


لهم في الجنة أنواع الفواكه اللذيذة, ولهم كل ما يطلبون من أنواع النعيم

" سلام قولا من رب رحيم " (58)


ولهم نعيم أخر أكبر حين يكلمهم ربهم, الرحيم بهم بالسلام عليهم.
وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه.



" وامتازوا اليوم أيها المجرمون " (59)


ويقال للكفار في ذلك اليوم: تميزوا عن المؤمنين, وانفصلوا عنهم.


" ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين "(60)


ويقول الله لهم توبيخا وتذكيرا: ألم أوصكم على ألسنة رسلي أن لا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه؟ إنه لكم عدو ظاهر العداوة.

" وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم " (61)


وأمرتكم بعبادتي وحدي, فعبادتي وطاعتي ومعصية الشيطان هي الدين القويم الموصل لمرضاتي وجناتي.


" ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون " (62)


ولقد أضل الشيطان عن الحق منكم خلقا كثيرا, أفما كان لكم عقل -أيها المشركون- ينهاكم عن اتباعه؟

" هذه جهنم التي كنتم توعدون "(63)


هذه جهنم التي كنتم توعدون بها في الدنيا على كفركم بالله وتكذيبكم رسله.

" اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون " (64)


ادخلوها اليوم وقاسوا حرها; بسبب كفركم.


" اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " (65)


اليوم نطبع على أفواه المشركين فلا ينطقون, وتكلمنا أيديهم بما بطشت به, وتشهد أرجلهم بما سعت إليه في الدنيا: وكسبت من الآثام.



ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:44 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (459)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(66) الى الأية(74)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس



" ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون "(66)


ولو نشاء لطمسنا على أعينهم بأن نذهب أبصارهم, كما ختمنا على أفواههم, فبادروا إلى الصراط ليجوزوه, فكيف يتحقق لهم ذلك وقد طمست أبصارهم؟


" ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون " (67)


ولو شئنا لغيرنا خلقهم وأقعدناهم في أماكنهم, فلا يستطيعون أن يمضوا أمامهم, ولا يرجعوا وراءهم.


" ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون " (68)


ومن نطل عمره حتى يهرم نعده إلى الحالة التي ابتدأ منها حالة ضعف العقل وضعف الجسد, أفلا يعقلون أن من فعل مثل هذا بهم قادر على بعثهم؟

" وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين "(69)


وما علمنا محمدا الشعر, وما ينبغي له أن يكون شاعرا, ما هذا الذي جاء به إلا ذكر يتذكر به أولو الألباب, وقرآن مبين لأحكامه وحكمه ومواعظه;


" لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " (70)


لينذر من كان حي القلب مستنير البصيرة, ويحق العذاب على الكافرين بالله; لأنهم قامت عليهم بالقرآن حجة الله البالغة.


" أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون " (71)


أو لم ير الخلق أنا خلقنا لأجلهم أنعاما ذللناها لهم, فهم مالكون أمرها؟

" وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون "(72)


وسخرناها لهم, فمنها ما يركبون في الأسفار, ويحملون عليها الأثقال, ومنها ما يأكلون.


" ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون " (73)


ولهم فيها منافع أخرى ينتفعون بها, كالانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ولباسا, وغير ذلك, ويشربون ألبانها, أفلا يشكرون الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم, ويخلصون له العبادة؟


" واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون " (74)


واتخذ المشركون من دون الله الهة يعبدونها; طمعا في نصرها لهم وإنقاذهم من عذاب الله.



ابوالوليد المسلم 21-06-2020 04:44 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (460)
تفسير السعدى
https://majles.alukah.net/images/smilies/start.gifسورة يسhttps://majles.alukah.net/images/smilies/end.gif
من الأية(75) الى الأية(83)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة يس


" لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون " (75)


لا تستطيع تلك الآلهة نصر عابديها ولا أنفسهم ينصرون, والمشركون وآلهتهم جميعا محضرون في العذاب, متبرئ بعضهم من بعض.

" فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " (76)


فلا يحرنك -يا محمد- كفرهم بالله وتكذيبهم لك واستهزاؤهم بك; إنا نعلم ما يخفون, وما يظهرون, وسنجازيهم على ذلك.

" أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين " (77)


أو لم ير الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده, أنا خلقناه من نطفة مرت بأطوار حتى كبر, فإذا هو كثير الخصام واضح الجدال؟


" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم " (78)


وضرب لنا المنكر للبعث مثلا لا ينبغي ضربه, وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق, ونسي ابتداء خلقه, قال: من يحيي العظام البالية المتفتتة؟

" قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " (79)


قل له: يحييها الذي خلقها أول مرة, وهو بجميع خلقه عليم, لا يخفى عليه شيء.

" الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "(80)


الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب نارا محرقة, فإذا أنتم من الشجر توقدون النار, فهو القادر على إخراج الضد من الضد.
وفي ذلك دليل على وحدانية الله وكمال قدرته, ومن ذلك إخراج الموتى من قبورهم أحياء.


" أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم "(81)


أوليس الذي خلق السموات والأرض وما فيهما بقادر على أن يخلق مثلهم, فيعيدهم كما بدأهم؟ بلى, إنه قادر على ذلك, وهو الخلاق لجميع المخلوقات, العليم بكل ما خلق ويخلق, لا يخفى عليه شيء.


" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون "(82)


إنما أمره سبحانه وتعالى إذا أراد شيئا أن يقول له: " كن " فيكون, ومن ذلك الإماتة والإحياء, والبعث والنشور.

" فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون " (83)


فتنزه الله تعالى وتقدس عن العجز والشرك, فهو المالك لكل شيء, المتصرف في شؤون خلقه بلا منازع أو ممانع, وقد ظهرت دلائل قدرته, وتمام نعمته, وإليه ترجعون للحساب والجزاء.

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 04:29 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 





" والصافات صفا " (1)


أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفا متراصة,


" فالزاجرات زجرا " (2)


وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله,

" فالتاليات ذكرا "(3)


وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى.


" إن إلهكم لواحد "(4)


إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة والطاعة.
ويقسم الله بما شاء من خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك.


" رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق " (5)


هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبر الشمس في مطالعها ومغاربها


" إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب "(6)


إنا زينا السماء الدنيا بزينة هي النجوم.

" وحفظا من كل شيطان مارد " (7)


وحفظنا السماء بالنجوم من كل شيطان متمرد عات رجيم.


" لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب "(8)


لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومن فيها من الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى من شرعه وقدره, ويرجمون بالشهب من كل جهة;


" دحورا ولهم عذاب واصب " (9)


طردا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع.


" إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " (10)



إلا من اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, فبلقيها الى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة.


" فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب " (11)


فاسأل -يا محمد- منكري البعث أهم أشد خلقا أم من خلقنا من هذه المخلوقات؟ إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض.


" بل عجبت ويسخرون " (12)



بل عجبت -يا محمد- من تكذيبهم وإنكارهم البعث, وأعجب من إنكارهم وأبلغ أنهم يستهزئون بك, ويسخرون من قولك.


" وإذا ذكروا لا يذكرون " (13)


وإذا ذكروا بما نسوه أو غفلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبرون.


" وإذا رأوا آية يستسخرون " (14)


وإذا رأوا معجزة دالة على نبوتك يسخرون منها ويعجبون.


" وقالوا إن هذا إلا سحر مبين " (15)


وقالوا: ما هذا الذي جئت به إلا سحر ظاهر بين.

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:21 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (462)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (16)الى (30)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات


" أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون "(16)


أإذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء,


" أوآباؤنا الأولون " (17)


أو يبعث أباؤنا الذين مضوا من قبلنا؟


" قل نعم وأنتم داخرون " (18)


فل لهم -يا محمد-: نعم سوف تبعثون, وأنتم أذلاء صاغرون.

" فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون " (19)


فإنما هي نفخة واحدة, فإذا هم قائمون من قبورهم ينظرون أهوال يوم القيامة.


" وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين " (20)



وقالوا: يا هلاكنا هذا يوم الحساب والجزاء.


" هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون " (21)


فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين الخلق بالعدل الذي كنتم تكذبون به في الدنيا وتنكرونه.


" احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون " (22)


أجمعوا الذين كفروا بالله ونظراءهم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله,


" من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (23)


فسوقوهم سوقا عنيفا إلى جهنم.

" وقفوهم إنهم مسئولون " (24)


واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم; إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا, مساءلة إنكار عليهم وتبكيت لهم.


" ما لكم لا تناصرون " (25)


ويقال لهم توبيخا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا؟

" بل هم اليوم مستسلمون " (26)


بل هم اليوم منقادون لأمر الله, لا يخالفونه ولا يحيدون عنه, غير منتصرين لأنفسهم.


" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " (27)


وأقبل بعض الكفار على بعض يتلاومون ويتخاصمون.


" قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " (28)


قال الأتباع للمتبوعين: إنكم كنتم تأتوننا من قبل الدين والحق, فتهونون علينا أمر الشريعة, وتنفروننا عنها, وتزينون لنا الضلال.


" قالوا بل لم تكونوا مؤمنين " (29)


قال المتبوعون للتابعين: ما الأمر كما تزعمون, بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان, قابلة للكفر والعصيان.


" وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين " (30)


وما كان لنا عليكم من حجة أو قوة, فنصدكم بها عن الإيمان, بل كنتم -أيها المشركون- قوما طاغين متجاوزين للحق.


ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:24 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (463)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (31)الى (45)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات


" فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون " (31)


فلزمنا جميعا وعيد ربنا, إنا لذائقو العذاب, نحن وأنتم, بما قدمنا من ذنوبنا ومعاصينا في الدنيا.

" فأغويناكم إنا كنا غاوين "(32)


فأضللناكم عن سبيل الله والإيمان به, إنا كنا ضالين من قبلكم, فهلكنا; بسبب كفرنا, وأهلكناكم معنا.

" فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون " (33)


فإن الأتباع والمتبوعين مشتركون يوم القيامة في العذاب, كما اشتركوا في الدنيا في معصية الله.

" إنا كذلك نفعل بالمجرمين " (34)


إنا هكذا نفعل بالذين اختاروا معاصي الله في الدنيا على طاعته, فنذيقهم العذاب الأليم.


" إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون "(35)


إن أولئك المشركين كانوا في الدنيا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله, ودعوا إليها, وأمروا بترك ما ينافيها, يستكبرون عنها وعلى من جاء بها.


" ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون " (36)


ويقولون: أنترك عبادة آلهتنا لقول رجل شاعر مجنون؟ يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

" بل جاء بالحق وصدق المرسلين "(37)


كذبوا, ما محمد كما وصفوه به, بل جاء بالقرآن والتوحيد, وصدق المرسلين فيما أخبروا به عنه من شرع الله وتوحيده.

" إنكم لذائقو العذاب الأليم " (38)


إنكم -أيها المشركون- بقولكم وكفركم وتكذيبكم لذائقو العذاب الأليم الموجع.

" وما تجزون إلا ما كنتم تعملون " (39)


وما تجزون في الآخرة إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا من المعاصي.


" إلا عباد الله المخلصين " (40)


إلا عباد الله تعالى الذين أخلصوا له في عبادته, فأخلصهم واختصهم برحمته; فإنهم ناجون من العذاب الأليم.

" أولئك لهم رزق معلوم " (41)


أولئك المخلصون لهم في الجنة رزق معلرم لا ينفطع.

" فواكه وهم مكرمون " (42)


ذلك الرزق فواكه متنوعة, وهم مكرمون بكرامة الله لهم

" في جنات النعيم " (43)


في جنات النعيم الدائم.


" على سرر متقابلين " (44)


ومن كرامتهم عند ربهم وإكرام بعضهم بعضا أنهم على سرر متقابلين فيما بينهم.


" يطاف عليهم بكأس من معين " (45)


يدار عليهم في مجالسهم بكؤوس خمر من أنهار جارية, لا يخافون انقطاعها,

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:27 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (464)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (46)الى (60)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات


" بيضاء لذة للشاربين "(46)


بيضاء في لونها, لذيذة في شربها,


" لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون " (47)


ليس فيها أذى للجسم ولا للعقل.


" وعندهم قاصرات الطرف عين " (48)


وعندهم في مجالسهم نساء عفيفات, لا ينظرن إلى غير أزواجهن حسان الأعين,


" كأنهن بيض مكنون " (49)


كأنهن بيض مصون لم تمسه الأيدي.


" فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " (50)


فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن أحوالهم في الدنيا وما كانوا يعانون فيها, وما أنعم الله به عليهم في الجنة, وهذا من تمام الأنس.


" قال قائل منهم إني كان لي قرين "(51)


قال قائل من أهل الجنة: لقد كان لي في الدنيا صاحب ملازم لي.


" يقول أئنك لمن المصدقين " (52)


يقول: كيف تصدق بالبعث الذي هو في غاية الاستغراب؟


" أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون " (53)


إذا متنا وتمزقنا وصرنا ترابا وعظاما, نبعث ونحاسب ونجازي بأعمالنا؟


" قال هل أنتم مطلعون " (54)


قال هذا المؤمن الذي أدخل الجنة لأصحابه: هل أنتم مطلعون لنرى مصير ذلك القرين؟


" فاطلع فرآه في سواء الجحيم " (55)


فاطلع فرأى قرينه في وسط النار.


" قال تالله إن كدت لتردين " (56)


قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث: لقد قاربت أن تهلكني بصدك إياي عن الإيمان لو أطعتك.


" ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين " (57)


ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي عليه, لكنت من المحضرين في العذاب معك.


" أفما نحن بميتين " (58)


أحقا أننا مخلدون منعمون, فما نحن بميتين


" إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين " (59)


إلا موتتنا الأولى في الدنيا, وما نحن بمعذبين بعد دخولنا الجنة؟


" إن هذا لهو الفوز العظيم "(60)


إن ما نحن فيه من نعيم لهو الظفر العظيم.

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:31 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (465)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (61)الى (75)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات



" لمثل هذا فليعمل العاملون " (61)


لمثل هذا النعيم الكامل, والخلود الدائم, والفوز العظيم, فليعمل العاملون في الدنيا; ليصيروا إليه في الآخرة.


" أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم " (62)


أذلك الذي سبق وصفه من نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله, أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة, طعام أهل النار؟


" إنا جعلناها فتنة للظالمين " (63)


إنا جعلناها فتنة افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي, وقالوا مستنكرين: إن صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة, والنار تأكل الشجر.


" إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم "(64)


إنها شجرة تنبت في قعر جهنم,


" طلعها كأنه رءوس الشياطين " (65)


ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين, فإذا كانت كذلك فلا تسأل بعد هذا عن طعمها,


" فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون " (66)


فإن المشركين لأكلون من تلك الشجرة فمالثون منها بطونهم.


" ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم "(67)


ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابا خليطا قبيحا حارا,


" ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم "(68)


ثم إن مردهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.


" إنهم ألفوا آباءهم ضالين " (69)


إنهم, جدوا آباءهم على الشرك والضلال,


" فهم على آثارهم يهرعون "(70)


فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك.


" ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين " (71)


ولقد ضل عن الحق فبل قومك -يا محمد- أكثر الأمم السابقة.


" ولقد أرسلنا فيهم منذرين " (72)


ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا.


" فانظر كيف كان عاقبة المنذرين "(73)


فتأمل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أنذرت, فكفرت؟ فقد عذبت,, وصارت للناس عبرة.


" إلا عباد الله المخلصين " (74)


إلا عباد الله الذين أخلصهم الله, وخصهم برحمته لإخلاصهم له.


" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " (75)


ولقد نادانا نبينا نوح; لننصره على قومه, فلنعم المجيبون له نحن.

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:32 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (466)
تفسير السعدى
سورة الصافات
من الأية(76
) الى الأية(90)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة الصافات



" ونجيناه وأهله من الكرب العظيم "(76)


ونجيناه وأهله والمؤمنين معه من أذى المشركين, ومن الغرق بالطوفان العظيم.


" وجعلنا ذريته هم الباقين " (77)


وجعلنا ذرية نوح هم الباقين بعد غرق قومه.


" وتركنا عليه في الآخرين " (78)


وأبقينا له ذكرا جميلا وثناء حسنا فمن جاء بعده من الناس يذكرونه به.

" سلام على نوح في العالمين "(79)


أمان لنوح وسلامة له من أن يذكر بسوء في الآخرين, بل تثني عليه الأجيال من بعد.


" إنا كذلك نجزي المحسنين " (80)


مثل جزاء نوح نجزي كل من أحسن من العباد في طاعة الله.


" إنه من عبادنا المؤمنين " (81)


إن نوحا من عبادنا المصدقين المخلصين.

" ثم أغرقنا الآخرين " (82)


ثم أغرقنا الآخرين المكذبين من قومه بالطوفان, فلم تبق منهم عين تطرف.

" وإن من شيعته لإبراهيم " (83)


وإن من أشياع نوح على منهاجه وملته نبي الله إبراهيم,


" إذ جاء ربه بقلب سليم " (84)


حين جاء ربه بقلب بريء من كل اعتقاد باطل وخلق ذميم,


" إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون " (85)


حين قال لأبيه وقومه منكرا عليهم: ما الذي تعبدونه من دون الله؟


" أئفكا آلهة دون الله تريدون " (86)


أتريدون آلهة مختلفة تعبدونها, وتتركون عبادة الله المستحق للعبادة وحده؟

" فما ظنكم برب العالمين " (87)


فما ظنكم برب العالمين أنه فاعل بكم إذا أشركتم به وعبدتم معه غيره؟


" فنظر نظرة في النجوم " (88)


فنظر إبراهيم نظرة في النجوم متفكرا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم,

" فقال إني سقيم " (89)


فقال لهم: إني مريض. وهذا تعريض منه.


" فتولوا عنه مدبرين " (90)


فتركوه وراء ظهورهم.

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:35 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (467)
تفسير السعدى
سورة الصافات
من الأية(91)
الى الأية(105)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة الصافات



" فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون " (91)


فمال مسرعا إلى أصنام قومه فقال مستهزئا بها: ألا تاكلون هذا الطعام الذي يقدمه لكم سدنتكم؟

" ما لكم لا تنطقون " (92)


ما لكم لا تنطقون ولا تجيبون من يسألكم؟


" فراغ عليهم ضربا باليمين " (93)


فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسرها بيده اليمني; ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها.

" فأقبلوا إليه يزفون " (94)


فاقبلوا إليه يعدون مسرعين غاضبين.


" قال أتعبدون ما تنحتون " (95)


فلقيهم إبراهيم بثبات قائلا: كيف تعبدون أصناما تنحتونها أنتم, وتصنعونها بأيديكم,

" والله خلقكم وما تعملون " (96)


وتتركون عبادة ربكم الذي خلقكم, وخلق عملكم؟


" قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم " (97)


(فلما قامت عليهم الحجة لجؤوا إلى القوة) وقالوا: ابنوا له بنيانأا واملؤوه حطبا, ثم ألقوه فيه

" فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين " (98)


فأراد قوم إبراهيم به كيدا لإهلاكه, فجعلناهم المقهورين المغلوبين; إذ نفذت حجته من حيث لم يمكن دفعها, ولم ينفذ فيه مكرهم ولا كيدهم.


" وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين " (99)


وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي; فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي.

" رب هب لي من الصالحين " (100)


رب أعطني ولدا صالحا.


" فبشرناه بغلام حليم " (101)


فأجبنا له دعوته, وبشرنا. بغلام حليم, أي: يكون حليما في كبره, وهو إسماعيل.

" فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "(102)


فلما كبر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مرضيا ربه, بارا بوالده, معينا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به من ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرا طائعا محتسبا.

" فلما أسلما وتله للجبين " (103)


فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؟ ليذبحه.

" وناديناه أن يا إبراهيم "(104)


ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم,


" قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين "(105)


قد فعلت ما أمرت به وصدقت رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة.

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:40 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (468)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (106)الى (120)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات


" إن هذا لهو البلاء المبين " (106)


إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك


" وفديناه بذبح عظيم " (107)


واستنقذنا إسماعيل, فجعلنا بديلا عنه كبشا عظيما.


" وتركنا عليه في الآخرين " (108)


وأبقبنا لإبراهبم ثناء حسنا في الأمم بعده.


" سلام على إبراهيم " (109)


تحية لإبراهيم من عند الله, ودعاء له بالسلامة من كل آفة.


" كذلك نجزي المحسنين " (110)


كما جرينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا, نجزي المحسنين من عبادنا.


" إنه من عبادنا المؤمنين " (111)


إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطوا العبودية حقها.


" وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " (112)


وبشرنا إبراهيم بولده إسحاق نبيا من الصالحين; جزاء له على صبره ورضاه بأمر ربه, وطاعته له.


" وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين " (113)


وأنزلنا عليهما البركة.
ومن ذريتهما من هو مطيع لربه, محسن لنفسه, ومن هو ظالم لها ظلما بينا بكفره ومعصيته.



" ولقد مننا على موسى وهارون " (114)


ولقد مننا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة,


" ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم "(115)


ونجيناهما وقومهما من الغرق, وما كانوا فيه من عبودية ومذلة.


" ونصرناهم فكانوا هم الغالبين " (116)


ونصرناهم, فكانت لهم العزة والنصرة والغلبة على فرعرن وآله.


" وآتيناهما الكتاب المستبين " (117)


وآتيناهما التوراة البينة,


" وهديناهما الصراط المستقيم " (118)


وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه, وهو الإسلام دين الله الذي ابتعث به أنبياءه,


" وتركنا عليهما في الآخرين " (119)


وأبقينا لهما ثناء حسنا وذكرا جميلا فيمن بعدهما.


" سلام على موسى وهارون " (120)


تحيه لموسى وهارون من عند الله, وثناء ودعاء لهما بالسلامة من كل آفة,


ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:42 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (469)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (121)الى (135)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات



" إنا كذلك نجزي المحسنين " (121)


كما جزيناهما الجزاء الحسن نجزي المحسنين من عبادنا المخلصين لنا بالصدق والإيمان والعمل.


" إنهما من عبادنا المؤمنين " (122)


إنهما من عبادنا الراسخين في الإيمان.


" وإن إلياس لمن المرسلين " (123)


وإن عبدنا إلياس لمن الذين أكرمناهم بالنبوة والرسالة,


" إذ قال لقومه ألا تتقون " (124)


إذ قال لقومه من بني إسرائيل: اتقوا الله وحده وخافوه, ولا تشركوا معه غيره,


" أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين " (125)


كيف تعبدون صنما, وتتركون عبادة الله أحسن الخالقين,


" الله ربكم ورب آبائكم الأولين " (126)


وهو ربكم الذي خلقكم, وخلق آباءكم الماضين قبلكم؟


" فكذبوه فإنهم لمحضرون " (127)


فكذب قوم إلياس نبيهم, فليجمعنهم الله يوم القيامة للحساب والعقاب


" إلا عباد الله المخلصين " (128)


إلا عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله, فإنهم ناجون من عذابه.


" وتركنا عليه في الآخرين "(129)


وجعلنا لإلياس ثناء جميلا في الأمم بعده.


" سلام على إل ياسين " (130)


تحية من الله, وثناء على إلياس.


" إنا كذلك نجزي المحسنين " (131)


وكما جزينا إلياس الجزاء الحسن على طاعته, نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين


" إنه من عبادنا المؤمنين "(132)


إنه من عباد الله المؤمنين المخلصين له بالصدق والإيمان.


" وإن لوطا لمن المرسلين " (133)


وإن عبدنا لوطا اصطفيناه, فجعلناه من المرسلين,


" إذ نجيناه وأهله أجمعين " (134)


إذ نجيناه وأهله أجمعين من العذاب,


" إلا عجوزا في الغابرين " (135)


إلا عجوزا هرمة, هي زرجته, هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها

ابوالوليد المسلم 25-06-2020 08:45 PM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (470)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (136)الى (150)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات




" ثم دمرنا الآخرين " (136)


ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه.


" وإنكم لتمرون عليهم مصبحين " (137)


وإنكم -يا أهل (مكة)- لتمرون فى أسفاركم على منازل قوم لوط وآثارهم وقت الصباح


" وبالليل أفلا تعقلون " (138)


وتمرون عليها ليلا. أفلا تعقلون, فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟


" وإن يونس لمن المرسلين " (139)


وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين,


" إذ أبق إلى الفلك المشحون " (140)


إذ هرب من بلده من غير أمر ربه, وركب سفينة مملوءة ركابا وأمتعة


" فساهم فكان من المدحضين " (141)


وأحاطت بها الأمواج العظيمة, فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق, فكان يونس من المغلوبين


" فالتقمه الحوت وهو مليم "(142)


فألقي في البحر, فابتلعه الحوت, ويونس عليه السلام آت بما يلام عليه.


" فلولا أنه كان من المسبحين " (143)


فلولا ما تقدم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت, وتسبيحه, وهو في بطن الحوت بقوله: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ,


" للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " (144)


لمكث في بطن الحوت, وصار له قبرا إلى يوم القيامة.


" فنبذناه بالعراء وهو سقيم " (145)


فطرحناه من بطن الحوت, وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء, وهو ضعيف البدن.


" وأنبتنا عليه شجرة من يقطين " (146)


وأنبتنا عليه شجرة من القرع تظله, وينتفع بها.


" وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " (147)


وأرسلناه إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون,


" فآمنوا فمتعناهم إلى حين " (148)


فصدقوا به, فمتعناهم بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم.


" فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون " (149)


فاسأل -يا محمد- قومك: كيف جعلوا لله البنات اللاتي يكرهونهن, ولأنفسهم البنين الذين يريدونهم؟


" أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون " (150)


وأسألهم أخلقنا الملائكة إناثا, وهم حاضرون؟

ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:13 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (471)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (151)الى (166)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات



" ألا إنهم من إفكهم ليقولون " (151)


وإن من كذبهم قولهم: ولد الله,


" ولد الله وإنهم لكاذبون " (152)


وإنهم لكاذبون; لأنهم يقولون ما لا يعلمون.


" أصطفى البنات على البنين " (153)


لأي شيء يختار الله البنات دون البنين؟


" ما لكم كيف تحكمون " (154)


بئس الحكم ما تحكمونه -أيها القوم- أن يكون لله البنات ولكم البنون, وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم.


" أفلا تذكرون " (155)


أفلا تذكرون أنه لا يجوز ولا ينبغي أن يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

" أم لكم سلطان مبين "(156)


بل ألكم حجة بينة على قولكم وافترائكم؟


" فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين " (157)


إن كانت لكم حجة في كتاب من عند الله فأتوا بها, إن كنتم صادقين في قولكم؟


" وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون " (158)


وجعل المشركون بين الله والملائكة قرابة ونسبا, ولقد علمت الملائكة أن المشركين محضرون للعذاب يوم القيامة.

" سبحان الله عما يصفون " (159)


تنزه الله عن كل ما لا يليق به مما يصفه به الكافرون.


" إلا عباد الله المخلصين " (160)


لكن عباد الله المخلصين له في عبادته لا يصفونه إلا بما يليق بجلاله سبحانه.


" فإنكم وما تعبدون " (161)


فإنكم -أيها المشركون بالله- وما تعبدون من دون الله من آلهة,

" ما أنتم عليه بفاتنين " (162)


ما أنتم بمضلين أحدا


" إلا من هو صالي الجحيم " (163)


إلا من قدر الله عز وجل عليه أن يصلى الجحيم; لكفره وظلمه


" وما منا إلا له مقام معلوم "(164)


فالت الملاثكة: وما منا أحد إلا له مقام في السماء معلوم,


" وإنا لنحن الصافون " (165)



وإنا لنحن الواقفون صفوفا في عبادة الله وطاعته,


" وإنا لنحن المسبحون " (166)


وإذا لنحن المنزهون الله عن كل ما لا يليق به.


ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:15 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (472)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (167)الى (182)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات




" وإن كانوا ليقولون "(167)


وإن كفار (مكة) ليقولون قبل بعثتك -يا محمد-:

" لو أن عندنا ذكرا من الأولين " (168)



لو جاءنا من الكتب والأنبياء ما جاء الأولين قبلنا,

" لكنا عباد الله المخلصين " (169)


لكنا عباد الله الصادقين في الإيمان, المخلصين في العبادة.

" فكفروا به فسوف يعلمون " (170)


فلما جاءهم ذكر الأولين, وعلم الآخرين, وأكمل الكتب, وأفضل الرسل, وهو محمد صلى الله عليه وسلم, كفروا به, فسوف يعلمون ما لهم من العذاب في الآخرة.

" ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " (171)


ولقد سبقت كلمتنا -التي لا مرد لها- لعبادنا المرسلين,


" إنهم لهم المنصورون " (172)


أن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة,


" وإن جندنا لهم الغالبون " (173)


وأن جندنا المجاهدين في سبيلنا لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام باعتبار العاقبة والمال.

" فتول عنهم حتى حين " (174)


فأعرض -يا محمد- عمن عاند, ولم يقبل الحق حتى تنقضي المدة التي أمهلهم فيها, ويأتي أمر الله بعذابهم,

" وأبصرهم فسوف يبصرون " (175)


وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب بمخالفتك؟ فسوف يرون ما يحل بهم من عذاب الله.

" أفبعذابنا يستعجلون " (176)


أفبنزول عذابنا بهم يستعجلونك يا محمد؟

" فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين " (177)


فإذا نزل عذابنا بهم, فبئس الصباح صباحهم.

" وتول عنهم حتى حين " (178


وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم,

" وأبصر فسوف يبصرون " (179)


وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال

" سبحان ربك رب العزة عما يصفون " (180)


تنزه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.

" وسلام على المرسلين " (181)


وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.


" والحمد لله رب العالمين " (182)


والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة, فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له

ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:17 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (473)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (1)الى (11)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص



" ص والقرآن ذي الذكر "(1)



سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.

" بل الذين كفروا في عزة وشقاق " (2)



يقسم الله سبحانه بالقرآن المثمل على تذكير الناس بما هم عنه غافلون.
ولكن الكافرين متكبرون على الحق مخالفون له.


" كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص " (3)



كثيرا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين , فاستغاثوا حين جاءهم العذاب ونادوا بالتوبة, وليس الوقت وقت قبول توبة, ولا وقت فرار وخلاص مما أصابهم.

" وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب " (4)



وعجب هؤلاء الكفار من بعث الله إليهم بشرا منهم؟ ليدعوهم إلى الله ويخوفهم عذابه, وقالوا: إنه ليس رسولا بل هو كاذب في قوله, ساحر لقومه ,


" أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " (5)


كيف يصير الآلهة الكثيرة إلها واحدا؟ إن هذا الذي جاء به ودعا إليه لشيء عجيب.

" وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد " (6)



وانطلق رؤساء القوم وكبراؤهم يحرضون قومهم على الاستمرار على الشرك والصبر على تعدد الآلهة, فإن ما جاء به هذا الرسول شيء مدبر يقصد منه الرئاسة والسيادة,


" ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " (7)



ما سمعنا بما يدعو اليه في دين أبائنا من قريش , ولا في النصرانية , ما هذا إلا كذب وافتراء.

" أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب " (8)



أخص محمد بنزول القرآن عليه من دوننا؟ بل هم في ريب من وحيي إليك- يا محمد- وإرسالي لك , بل قالوا ذلك؟ لأنهم لم يذوقوا عذاب الله , فلو ذاقوا عذابه لما تجرؤوا على ما قالوا


" أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب " (9)


أم هم يملكون خزائن فضل ربك العزيز في سلطانه, الوهاب ,ما يشاء من رزقه وفضله لمن يشاء من خلقه؟


" أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب " (10)


أم لهؤلاء المشركين ملك السموات والأرض وما بينهما , فيعطوا ويمنعوا؟ فليأخذوا بالأسباب الموصلة لهم إلى السماء , وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد.


" جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب " (11)


هؤلاء الجند المكذبون جند مهزومون , كما هزم غيرهم من الأحزاب قبلهم ,


ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:18 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (474)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (12)الى (22)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص




" كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " (12)



كذبت قبلهم قوم نوح وعاد, وفرعون صاحب القوة العظيمة,


" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب " (13)


وثمود وقوم لوط وأصحاب الأشجار والبساتين وهم قوم شعيب.
أولئك الأمم الذين تحزبوا على الكفر والتكذيب واجتمعوا عليه.


" إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب " (14)


إن كل من هؤلاء إلا كذب الرسل, فاستحقوا عذاب الله, وحل بهم عقابه.


" وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق " (15)


وما ينتظر هؤلاء المشركون لحلول العذاب عليهم إن بقوا على شركهم, إلا نفخة واحدة ما لها من رجوع.


" وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " (16)


وقالوا: ربنا عجل لنا نصيبنا من العذاب في الدينا قبل يوم القيامة, وكان هذا استهزاء منهم.


" اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " (17)


اصبر- يا محمد- على ما يقولونه مما تكره , واذكر عبدنا داود صاحب القوة على أعداء الله والصبر على طاعته, إنه تواب كثير الرجوع إلى ما يرضي الله.
(وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم).


" إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " (18)


إنا سخرنا الجبال مع داود يسبحن بتسبيحه أول النهار وآخره


" والطير محشورة كل له أواب " (19)


وسخرنا الطير معه مجموعة تسبح , وتطيع تبعا له.


" وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " (20)


وقوينا له ملكه بالهيبة والقوة والنصر, وآتيناه النبوة, والفصل في الكلام والحكم.


" وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " (21)


وهل جاءك- يا محمد- خبر المتخاصمين اللذين تسورا على داود في مكان عبادته,

" إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط " (22)



فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا له: لا تخف , فنحن خصمان ظلم أحدنا الأخر , فاقض بيننا بالعدل , ولا تجر علينا في الحكم, وأرشدنا إلى سواء السبيل.

ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:20 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (475)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (23)الى (33)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص




" إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب " (23)



فال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون من النعاج, وليس عندي إلا نعجة واحدة, فطمع فيها , وقال: أعطنيها, واشتد علي في الكلام, وغلبني فيه.

" قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " (24)



قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه, وإن كثيرا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض , ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه من نفسه إلا المؤمنين الصالحين, فلا يبغي بعضهم على بعض , وهم قليل.
وأيقن داود أننا فتناه بهذه الخصومة, فاستغفر ربه, وسجد تقربا لله , ورجع إليه وتاب


" فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " (25)



فغفرنا له ذلك , وجعلناه من المقربين عندنا, وأعددنا له حسن المصير في الآخرة.


" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " (26)



يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملكناك فيها, فاحكم بين الناس بالعدل والإنصاف , ولا تتبع الهوى في الأحكام , فيضلك ذلك عن دين الله وشرعه, إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار , بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب.
وفي هذا توصية لولاة الأمر أن يحكموا بالحق المنزل من الله , تبارك وتعالى, ولا يعدلوا عنه , فيضلوا عن سبيله.


" وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار " (27)



وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لعبا ولهوا , ذلك ظن الذين كفروا , فويل لهم من النار يوم القيامة؟ لظنهم الباطل, وكفرهم بالله.


" أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار " (28)


أنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض, أم نجعل أهل التقوى المؤمنين كأصحاب الفجور الكافرين؟ هذه التسوية غير لائقة بحكمة الله وحكمه, فلا يستوون عند الله , بل يثيب الله المؤمنين الأتقياء , ويعاقب المفسدين الأشقاء.


" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " (29)


هذا الموحى به إليك- يا محمد- كتاب أنزلناه إليك مبارك؟ ليتفكروا في آياته, ويعطوا بهدايات ودلالاته, وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به.


" ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " (30)


ووهبنا لداود ابنه سليمان , فانعمنا به عليه, وأقررنا به عينه, نعم العبد سليمان, إنه كان كثير لرجوع إلى الله والإنابة إليه.


" إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " (31)


اذكر حين عرضت عليه عصرا الخيول الأصيلة السريعة , تقف على ثلاث قوائم وترفع الرابعة؟ لنجابتها وخفتها, فما زالت تعرض عليه حتى غابت الشمس.


" فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب " (32)



فقال: إنني آثرت حب المال عن ذكر ربي حتى غابت عن عينيه,


" ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق " (33)


ردوا علي الخيل التي عرضت من قبل , فشرع يمسح سوقها وأعناقها.

ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:22 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (476)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (34)الى (44)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص




" ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب " (34)



ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق ولد, ولد له حين أقسم ليطوفن على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, ولم يقل؟ إن شاء الله , فطاف عليهن جميعا , فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد, ثم رجع سيمان إلى ربه وتاب ,


" قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " (35)



قال: رب اغفر لي ذنبي, وأعطني ملكا عظيما خاصا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي , إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء.


" فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب " (36)


فاستجبنا له, وذللنا الريح تجري بأمره طيعة مع قوتها, وشدتها حيث أراد

" والشياطين كل بناء وغواص "(37)



وسخرنا له الشياطين يا يستعملها في أعماله: فمنهم البناؤون والغواصون في البحار

" وآخرين مقرنين في الأصفاد " (38)



وآخرون, وهم مردة الشياطين, موثوقون في الأغلال

" هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " (39)



هذا الملك العظيم والتسخير الخاص عطاؤنا لك يا سليمان, فأعط من شئت أو امنع من شئت, لا حساب عليك.

" وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " (40)



وإن لسليمان عدنا في الدار الآخرة لقربة وحسن مرجع.


" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " (41)


واذكر- يا محمد- عبدنا أيوب , حين دعا ربه أن الشيطان تسبب لي بتعب ومشقة , وألم في جسدي ومالي وأهلي.

" اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب "(42)



فقلنا له: اضرب برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد , فاشرب منه, واغتسل فيذهب عنك الضر والأذى.

" ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب " (43)



فكشفنا عنه ضره وأكرمناه ووهبنا له أهله من زوجة وولد, وزدناه مثلهم بنين وحفدة, كل ذلك رحمة منا به وإكراما له على صبره , وعبرة وذكرى لأصحاب العقول السليمة؟ ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج وكشف الضر.

" وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب " (44)



وقلنا له: خذ بيدك خزمة شماريخ , فاضرب بها زوجك إبرارا بيمينك , فلا تحنث؟ إذ أقسم ليضربنها مائة جلدة على خطأ ارتكبته.
إنا وجدنا أيوب صابرا على البلاء , نعم العبد هو , إنه رجاع إلى طاعة الله.


ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:23 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (477)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (45)الى (55)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص



" واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار " (45)



واذكر- يا محمد- عبادنا وأنبياءنا, إبراهيم واسحاق ويعقوب؟ فإنهم أصحاب قوة في طاعة الله, وبصيرة في دينه.

" إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار " (46)



إنا خصصناهم بخاصة عظيمة, حيث جعلنا ذكرى الدار الأخرة في قلوبهم , فعملوا لها بطاعتنا, ودعوا الناس إليها, وذكروهم بها.

" وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار " (47)



لأنهم عندنا لمن الذين اخترناهم لطاعتنا, واصطفيناهم لرسالتنا.


" واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار " (48)


واذكر- يا محمد- عبادنا: إسماعيل, واليسع , وذا الكفل , بأحسن الذكر; إن كلا منهم من الأخيار الذين اختارهم الله من الخلق, واختار لهم أكمل الأحوال والصفات.


" هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب " (49)


هذا القرآن ذكر وشرف لك- يا محمد- ولقومك.
وإن لأهل تقوى الله, وطاعته لحسن مصير عندنا


" جنات عدن مفتحة لهم الأبواب " (50)



في جنات إقامة , مفتحة لهم أبوابها,


" متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب " (51)


متكئين فيها على الأرائك المزينات, يطلبون ما يشتهون من أنواع الفواكه الكثيرة والشراب , من كل ما تشتهيه نفوسهم, وتلذه أعينهم.


" وعندهم قاصرات الطرف أتراب " (52)


وعندهم نساء قاصرات أبصارهن على أزواجهن متساويات في السن


" هذا ما توعدون ليوم الحساب " (53)


هذا النعيم هو ما توعدون به- أيها المتقون- يوم القيامة,


" إن هذا لرزقنا ما له من نفاد " (54)


إنه لرزقنا لكم , ليس له فناء ولا انقطاع.


" هذا وإن للطاغين لشر مآب " (55)


هذا الذي سبق وصفه للمتقين. وأما المتجاوزون الحد في الكفر والمعاصي , فلهم شر مرجع ومصير,

ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:24 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (478)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (56)الى (66)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص



" جهنم يصلونها فبئس المهاد " (56)



وهو النار يعذبون فيها, تغمرهم من جميع جوانبهم, فبئس الفراش فراشهم

" هذا فليذوقوه حميم وغساق " (57)



هذا العذاب ماء شديد الحرارة, وصديد سائل من أجساد أهل النار فليشربوه,

" وآخر من شكله أزواج " (58)



ولهم عذاب آخر من هذا القبيل أصناف وألوان.

" هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار " (59)



وعند توارد الطاغين على النار يشتم بعضهم بعضا, ولقول بعضهم لبعض: هذه جماعة من أهل النار داخلة معكم, فيجيبون: لا مرحبا بهم , ولا اتسعت منازلهم في النار, إنهم مقاسون حر النار كما قاسيناها.

" قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار " (60)



قال فوج الأتباع للطاغين: بل أنتم لا مرحبا بكم؟ لأنكم قدمتم لنا سكنى النار لإضلالكم لنا في الدنيا, فبئس دار الاستقرار جهنم.

" قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار "(61)



فال فوج الأتباع: ربنا من أضلنا في الدنيا عن الهدى فضاعف عذابه في النار-


" وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار " (62)


وقال الطاغون: ما بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار الأشقياء؟


" أأتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار " (63)


هل تحقيرنا لهم واستهزاؤنا بهم خطأ, أو أنهم معنا في النار, لكن لم تقع عليهم الأبصار؟

" إن ذلك لحق تخاصم أهل النار "(64)



إن ذلك من جدال أهل النار وخصامهم حق واقع لا مرية فيه.


" قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار " (65)


قل- يا محمد- لقومك: إنما أنا منذر لكم من عذاب الله أن يحل بكم; بسبب كفركم به, ليس هناك إله مستحق للعبادة إلا الله وحده, فهو الواحد في خلقه, القهار الذي قهر كل شيء وغلبه


" رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار " (66)


مالك السموات والأرض وما بينهما العزيز في انتقامه, الغفار لذنوب من تاب وأناب إلى مرضاته.

ابوالوليد المسلم 03-07-2020 04:26 AM

رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله
 
الحلقة (479)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (67)الى (77)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص




" قل هو نبأ عظيم " (67)



فل- يا محمد- لقومك: إن هذا القرآن خبر عظيم النفع.

" أنتم عنه معرضون " (68)



أنتم عنه غافلون منصرفون, لا تعملون به.


" ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون "(69)


ليس لي علم باختصام ملائكة السماء في شأن خلق آدم, لولا نعيم الله إياي , وإيحاؤه إلي

" إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين "(70)



ما يوحي الله إلي من علم ما لا علم لي به إلا لأني نذير لكم من عذابه, مبين لكم شرعه.

" إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين " (71)



اذكر لهم- با محمد-: حين فال ربك للملائكة: إني خالق بشرا من طين

" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (72)



فإذا سويت جسده وخلقه ونفخت فيه الروح , فدبت فيه الحياة, فاسجدوا له سجرد تحية وإكرام, لا سجود عبادة وتعظيم؟ فالعبادة لا تكون إلا لله وحده وقد حزم الله في شريعة الإسلام السجود للتحية.

" فسجد الملائكة كلهم أجمعون " (73)



فسجد الملائكة كلهم أجمعون طاعة وامتثالا

" إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين " (74)



غير إبليس; فإنه لم يسجد أنفة وتكبرا , وكان من الكافرين في علم الله تعالى

" قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أأستكبرت أم كنت من العالين " (75)



قال الله لإبليس: ما الذي منعك من السجود لمن أكرمته فخلقته بيدي؟ أستكبرت على آدم , أم كنت من المتكبرين على ربك؟ وفي الآية إثبات صفة اليدين لله تبارك وتعالى, على الوجه اللائق به سبحانه.

" قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "(76)



قال إبليس معارضا لربه: لم أسجد له؟ لأنني أفضل منه, حيث خلقتني من نار , وخلقته من طين.
(والنار خير من الطين).


" قال فاخرج منها فإنك رجيم " (77)


قال الله له: فاخرج من الجنة فإنك مرجوم بالقول , مدحور ملعون,


الساعة الآن : 02:12 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 989.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 987.68 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.18%)]