ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى النحو وأصوله (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=122)
-   -   كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=260295)

ابوالوليد المسلم 20-06-2022 05:48 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الأنبياء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 401)
من صــ 72الى ص
ـ 83



[سورة الأنبياء (21) : الآيات 101 الى 104]
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (102) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (104)

الإعراب:
(لهم) متعلّق ب (سبقت) ، (منّا) متعلّق بحال من الحسنى «1» ، و (الحسنى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف، وهو نعت لمنعوت محذوف أي المنزلة الحسنى (عنها) متعلّق بالخبر (مبعدون) .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سبقت.. الحسنى» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك عنها مبعدون» في محلّ رفع خبر إنّ.
(لا) نافية (الواو) واو الحال (في ما) متعلّق ب (خالدون) خبر المبتدأ هم.
وجملة: «لا يسمعون ... » في محلّ رفع خبر ثان للحرف إنّ «2» .
وجملة: «هم.. خالدون» في محلّ نصب حال من فاعل لا يسمعون «3» .
وجملة: «اشتهت أنفسهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ليومكم، والعائد محذوف أي توعدونه (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل.
وجملة: «لا يحزنهم الفزع ... » في محلّ رفع خبر ثالث للحرف إنّ «4» .
وجملة: «تتلقّاهم الملائكة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يحزنهم.
وجملة: «هذا يومكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي:
يقولون ... وجملة القول في محلّ نصب حال من الملائكة.
وجملة: كنتم توعدون لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «توعدون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
(يوم) بدل من العائد المقدّر في (توعدون) «5» منصوب (كطيّ) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نطوي (للكتب) متعلّق بالمصدر طيّ.
والمصدر المؤوّل (ما بدأنا..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نعيده أي: نعيده إعادة كبدئنا أول خلق «6» ، (أوّل) مفعول به منصوب عامله بدأنا «7» ، (وعدا) مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف (علينا) متعلّق بنعت ل (وعدا) ..
وجملة: «نطوي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بدأنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «نعيده» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (وعدنا) وعدا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّا كنّا فاعلين» لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمعنى ما سبق.
وجملة: «كنّا فاعلين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(مبعدون) ، جمع مبعد، اسم مفعول من أبعد الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(حسيس) ، مصدر سماعيّ- خاضع لضابط تقريبيّ- لفعل حسّ الثلاثيّ، وزنه فعيل.. وكذا يأتي وزن المصدر للفعل الدالّ على صوت، كما يأتي على وزن فعال بضمّ الفاء كصراخ.
(اشتهت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين حذفت الألف الساكنة قبل التاء الساكنة وزنه افتعت.
(الفزع) ، مصدر سماعيّ لفعل فزع باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
(طيّ) ، مصدر طوى الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله طوي- بواو ساكنة وياء بعدها- فلمّا اجتمعت الواو والياء والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.
(السجلّ) ، اسم للقرطاس الذي يكتب عليه، وزنه فعلل بكسر الفاء، وقد نقلت كسرة اللام الأولى الى العين لمناسبة الإدغام.
البلاغة
1- المبالغة:
في قوله تعالى «لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها» فن المبالغة، أي لا يسمع أهل الجنة حسيس النار إذا نزلوا منازلهم في الجنة، فالجملة مسوقة للمبالغة في إنقاذهم منها.
2- التشبيه:
في قوله تعالى «كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ» تشبيه للإعادة بالابتداء، في تناول القدرة لهما على السواء، قال الزمخشري: فإن قلت: وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه؟ قلت: أوله إيجاده من العدم، فكما أوجده أولا من عدم، يعيده ثانيا في عدم.
فإن قلت: ما بال خلق منكّرا؟ قلت: هو كقولك: هو أول رجل جاءني، تريد أول الرجال، ولكنك وحدته ونكرته، إرادة تفصيلهم رجلا رجلا، فكذلك معنى (أوّل خلق) أول الخلق، بمعنى أول الخلائق، لأن الخلق مصدر لا يجمع.
الفوائد
- لا النافية:

إذا وقعت على فعل نفته مستقبلا، وقد تنفي الماضي، فإذا نفته وجب تكرارها، نحو: «لا أكلت ولا شربت» . أما إذا كان نفيها للمستقبل، فيجوز التكرار وعدمه، فمن التكرار قولك: «زيد لا يقرأ ولا يكتب» .
ملاحظة: قد تعترض «لا» النافية بين الخافض ومخفوضة، نحو «حضر الطالب بلا كتاب» . وحولها ملاحظات أخرى، تجاوزناها خشية الإطالة.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 105 الى 107]
وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (106) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) للتحقيق (في الزبور) متعلّق ب (كتبنا) وكذلك (من بعد) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الأرض يرثها..) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «كتبنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «يرثها عبادي ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
(في هذا) متعلّق بخبر إنّ، والإشارة إلى القرآن (اللام) للتوكيد (بلاغا) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق ب (بلاغا) .
وجملة: «إنّ في هذا لبلاغا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (رحمة) مفعول لأجله منصوب «8» ، (للعالمين) متعلّق ب (رحمة) «9» .
وجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(الزبور) ، هنا بمعنى الكتاب و (ال) جنسيّة أي كتبنا في الكتب المنزلة، وزنه فعول.
(الذكر) ، هنا بمعنى أمّ الكتاب وهو اللوح، وزنه فعل بكسر فسكون.
[سورة الأنبياء (21) : آية 108]
قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (أنّما) كافّة ومكفوفة..والمصدر المؤوّل (أنّما إلهك إله..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل يوحى «10» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام وجاء بمعنى الأمر أي أسلموا.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يوحى إليّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هل أنتم مسلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم علم ذلك فهل أنتم ...
البلاغة
القصر:

في قوله تعالى قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ أي ما يوحى إليّ إلا أنه لا إله لكم إلا إله واحد، لأنه المقصود الأصلي من البعثة. وأما ما عداه فمن الأحكام المتفرعة عليه، فإنما الأولى لقصر الحكم على الشيء، كقولك إنما يقوم زيد أي ما يقوم إلا زيد، والثانية لقصر الشيء على الحكم، كقولك إنما زيد قائم أي ليس له إلا صفة القيام.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 109 الى 111]
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (111)

الإعراب:
(الفاء) الأولى استئنافيّة (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل جزم فعل الشرط..
و (الواو) فاعل (الفاء) الثانية رابطة لجواب. الشرط (على سواء) متعلّق بحال من الفاعل والمفعول أي مستوين في علمه (الواو) عاطفة (إن) . نافية و (الهمزة) للاستفهام (قريب) مبتدأ مرفوع «11» ، (أم) هي المتصلة عاطفة (ما) حرف مصدريّ «12» ، (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (ما توعدون..) في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة قريب سدّ مسدّ الخبر.
جملة: «إن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «آذنتكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أقريب.. ما توعدون» في محلّ نصب مفعول به لفعل أدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
(من القول) متعلّق بحال من الجهر و (ما) حرف مصدريّ «13» .
والمصدر المؤوّل (ما تكتمون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم.
وجملة: «إنّه يعلم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يعلم (الثانية» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعلم (الأولى) .
وجملة: «تكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)(الواو) عاطفة (إن أدري) مثل الأولى (لكم) متعلّق بنعت ل (فتنة) (متاع) خبر لمبتدأ محذوف «14» تقديره هو أو هذا (إلى حين) متعلّق بنعت ل (متاع) .
وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إن أدري السابقة.
وجملة: لعلّه فتنة ... » في محلّ نصب مفعول به عاملها أدري المعلّق بالترجّي «15» .
البلاغة
الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى (فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ» حيث شبه بمن بينه وبين أعدائه هدنة فأحس بغدرهم، فنبذ إليهم العهد، وشهر النبذ وأشاعه، وآذنهم جميعا بذلك «عَلى سَواءٍ» أي مستوين في الاعلام به.
[سورة الأنبياء (21) : آية 112]
قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (112)

الإعراب:
(ربّ) مرّ إعرابه «16» ، (بالحقّ) متعلّق ب (احكم) وقد أقيمت الصفة مكان الموصوف أي احكم بحكمك الحقّ (الواو) واو العطف (الرحمن) خبر المبتدأ مرفوع (المستعان) خبر ثان مرفوع (ما) حرف مصدريّ «17» .
والمصدر المؤوّل (ما تصفون..) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (المستعان) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ احكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «احكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ربّنا الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الفوائد
- التعليق عن العمل:
وهو إبطال عمل الأفعال التي تنصب مفعولين لفظا لا محلا. ومن المعلقات:
1- لام الابتداء: نحو «لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق» .
2- لام القسم: كقول لبيد:
ولقد علمت لتأتينّ منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها
3- ما النافية: نحو «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ» .
4- لا وإن النافيتان.
5- الاستفهام: نحو: الآية (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) إلخ وكذلك:
ما كنت أدري قبل عزّة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت
سورة الحج
اياتها 78 اية
[سورة الحج (22) : الآيات 1 الى 2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)

الإعراب:
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب..
(ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ أو عطف بيان مرفوع لفظا.
جملة النداء: «يأيّها ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ زلزلة.. شيء» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تذهل) «18» ، (عمّا) متعلّق ب (تذهل) «19» ، (سكارى) حال منصوبة من الناس وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (سكارى) الثاني مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- وجملة: «ترونها ... » في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة: «تذهل كلّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «20» .
وجملة: «أرضعت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) .
وجملة: «تضع كلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تذهل كلّ ...
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تذهل كلّ.
وجملة: «ما هم بسكارى ... » في محلّ نصب حال من الناس.
وجملة: «لكنّ عذاب.. شديد» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي هذا كلّه هيّن ولكنّ عذاب الله شديد.
الصرف:
(زلزلة) ، مصدر قياسيّ لفعل زلزل الرباعيّ، وزنه فعللة، وثمّة مصدر آخر هو زلزال وزنه فعلال بكسر الفاء.
(مرضعة) ، اسم فاعل من أرضع الرباعيّ، وزنه مفعلة بضمّ الميم وكسر العين، وقد لحقته التاء دلالة عمّن باشرت الإرضاع بالفعل، أمّا بغير تاء فهو لمن شأنها الإرضاع وإن لم تباشره.
البلاغة
التشبيه البليغ:

في قوله تعالى وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى
. فقد شبه الناس في ذلك اليوم العصيب، بحالة السكارى الذين فقدوا التمييز وأضاعوا الرشد، والعلماء يقولون: إن من أدلة المجاز صدق نقيضه، كقولك زيد حمار، إذا وصفته بالبلادة والغباء، ثم يصدق أن نقول: وما هو بحمار، فتنفي عنه الحقيقة. فكذلك الآية، بعد أن أثبت السكر المجازي، نفى الحقيقة أبلغ نفي مؤكد بالباء. والسر في تأكيده التنبيه على أن هذا السكر، الذي هو بهم في تلك الحالة، ليس من المعهود في شيء، وإنما هو أمر لم يعهدوا قبله مثله. والاستدراك بقوله «وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ»
راجع إلى قوله وما هم بسكارى من الخمر، وهو السكر المعهود. فما هذا السكر الغريب وما سببه؟ فقيل شدة عذاب الله تعالى.
الفوائد
- وتضع كل ذات حمل حملها.
«ذات» اسم إشارة للفرد المؤنث.
واسم الاشارة هو من المعارف الست.
وأسماء الإشارة كما يلي:
أ- ذا للمفرد المذكر.
ب- ذي، تي، ذه، ته، ذه، ته، ذا، تا، ذه، ته بإشباع الكسرة فيهما. وهكذا تصبح عشرة للمفرد المؤنث.
ج- وذان للمثنى المذكر رفعا، وتان للمثنى المؤنث رفعا، و «ذين وتين» لتثنية المذكر والمؤنث نصبا وجرا.
د- و «أولاء» لجمع العاقل مذكرا ومؤنثا، وقد يأتي لغير العاقل على قلة، كقول جرير:
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأيام
هـ- تلحق اسم الاشارة «كاف الخطاب» و «لام البعد» .
ويشار إلى المكان القريب ب «هنا» بدون «ها» أو «هاهنا» مقرونة ب «ها» . ويشار للمكان البعيد ب «هناك أو ها هناك أو هنالك أو هنّا أو هينا أو هنّت أو ثمّ نحو «وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ» .

ملاحظة: إذا أضيفت ذات إلى الظروف كانت ظرفا..

__________
(1) يجوز أن يتعلّق بالفعل سبقت.
(2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في مبعدون أو في محلّ رفع بدل من (مبعدون) .
(3) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.
(4) أو في محلّ نصب حال من ضمير (خالدون) ، ويعطف عليها جملة تتلقّاهم الملائكة.
(5) أو متعلّق بفعل لا يحزنهم.. أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
(6) أو عامله نطوي أي نطويها طيّا كبدئنا أول خلق.. ويجوز أن يتعلّق بحال من ضمير نعيده أي نعيده حال كونه مماثلا أول خلق..
(7) أو حال من الهاء في (نعيده) . [.....]
(8) يجوز أن يكون حالا من الكاف على حذف مضاف أي: ذا رحمة.
(9) أو متعلّق بنعت لرحمة.
(10) أي يوحى إليّ وحدانيّة إلهكم.. والمعنى ما يوحى إليّ إلّا اختصاص الإله بالوحدانية.
والملاحظ أنّ ما الكافّة لم تجرّد (أنّ) من المصدريّة، فالمصدر المنسبك منها ومن الجملة بعدها نائب الفاعل.
(11) يجوز أن يكون خبرا مقدّما والمصدر المؤوّل مبتدأ مؤخّر.
(12، 13) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(14) وإذا تسلّط الترجّي على متاع كان معطوفا على فتنة.
(15) النحويّون لا يعدّون الترجّي من جملة المعلقات ولكنّ ابن هشام والكوفيّين يعدّونه من تلك أخذا من أبي عليّ في التذكرة.
(16) في الآية (89) من هذه السورة.
(17) أو اسم موصول والعائد محذوف، والجملة بعده صلة له.
(18) أو هو متعلّق بعظيم، أو هو بدل اشتمال من زلزلة الساعة، وحينئذ تكون جملة تذهل حالا من الهاء في ترونها.. ويجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره اذكر.
(19) (ما) إمّا حرف مصدريّ والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، وامّا اسم موصول والعائد محذوف.
(20) أجازوا أن تكون الجملة حالا من الزلزلة أو من الساعة لأنّ المضاف من بعض أجزاء المضاف إليه، وهي بمعنى الفاعل أو المفعول للزلزلة.. وحينئذ يقدّر في الجملة ضمير أي فيها..


ابوالوليد المسلم 20-06-2022 06:03 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الحج
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 402)
من صــ 83الى ص
ـ 96







[سورة الحج (22) : الآيات 3 الى 4]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (4)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في الله) متعلّق ب (يجادل) على حذف مضاف أي في قدرة الله (بغير) متعلّق بحال من فاعل يجادل أي:
متلبّسا بالجهل.
جملة: «من الناس من يجادل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجادل.
(عليه) متعلّق بالمبنيّ للمجهول كتب بتضمينه معنى قضي، وضمير الغائب يعود على الشيطان.. و (الهاء) في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى عذاب) متعلّق ب (يهديه) .
والمصدر المؤوّل (أنّه من تولّاه..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل كتب ...
والمصدر المؤوّل (أنّه يضلّه..) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي فإضلاله واقع أو حاصل «1» .
وجملة: «كتب عليه ... » في محلّ جرّ نعت لشيطان «2» .
وجملة: «من تولّاه ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) .
وجملة: «تولّاه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يضلّه ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثاني.
وجملة: «إضلاله (حاصل) » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يهديه» في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّه.
[سورة الحج (22) : آية 5]
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)

الإعراب:
(يأيّها الناس) مرّ إعرابها «3» ، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في ريب) متعلّق بمحذوف خبر كنتم (من البعث) متعلّق ب (ريب) - أو بنعت ل (ريب) - (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من تراب) متعلّق ب (خلقناكم) بحذف مضاف أي: أباكم،ويعطف عليه بحروف العطف (ثمّ) من قوله (من نطفة) إلى قوله (من مضغة) ، (غير) معطوف على مخلّقة مجرور (اللام) للتعليل (نبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والفاعل نحن للتعظيم، ومفعوله محذوف أي: كمال قدرتنا (لكم) متعلّق ب (نبيّن) ، (الواو) استئنافيّة (في الأرحام) متعلّق ب (نقرّ) ، (إلى أجل) متعلّق ب (نقرّ) ..
والمصدر المؤوّل (أن نبيّن) في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقناكم) .
(طفلا) حال منصوبة من مفعول نخرجكم «4» ، (اللام) لام الصيرورة (تبلغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على نخرجكم بحرف العطف (ثمّ) أي: ثمّ نعمّركم لتبلغوا ...
(الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (يتوفّى) ضمير يعود على من وهو العائد (الواو) عاطفة (منكم من يردّ) مثل منكم من يتوفّى، (إلى أرذل) متعلّق ب (يردّ) ، (لكيلا) حرف جرّ، وحرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي (من بعد) متعلّق ب (يعلم) .
والمصدر المؤوّل (كيلا يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يردّ) .
(الواو) عاطفة (ترى) مضارع مرفوع والرؤية بصريّة، والفاعل أنت (هامدة) حال منصوبة (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا) ، (ربت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين، والفاعل هي (من كلّ) متعلّق ب (أنبتت) ، ومفعوله محذوف أي أشياء أو ألوانا..
جملة: «يأيّها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّا خلقناكم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر، أي إن كنتم في ريب.. فانظروا في ما حولكم فإنّا خلقناكم «5» .
وجملة: «خلقناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نبيّن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «نقرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة ما سبق.
وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «نخرجكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرّ.
وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «منكم من يتوفّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعمّركم المقدّرة.
وجملة: «يتوفّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «منكم من يردّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منكم من يتوفّى.
وجملة: «يردّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) .
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل إنّا خلقناكم.
وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اهتزّت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ربت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
وجملة: «أنبتت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
الصرف:
(البعث) مصدر سماعيّ لفعل بعث الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
(علقة) ، اسم جامد للدم الجامد، وزنه فعلة بفتح الثلاثة.
(مضغة) ، اسم جامد لقطعة اللحم بقدر ما يمضغ، وزنه فعله بضمّ فسكون ففتح.
(مخلّقة) ، مؤنّث مخلّق، اسم مفعول من خلّق الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(طفلا) ، اسم جنس للمخلوق الصغير الذي لم يبلغ، ويستعمل للمفرد والجمع، وزنه فعل بكسر فسكون.
(يتوفّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يتوفّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت برسم الياء غير المنقوطة لأنها خامسة.
(هامدة) ، مؤنّث هامد، اسم فاعل من همد الثلاثيّ، وزنه فاعل والمؤنّث فاعلة.
(بهيج) ، صفة مشبّهة من بهج يبهج باب فرح، وزنه فعيل.
البلاغة
1- ائتلاف الطباق والتكافؤ:
لمجيء أحد الضدين، أو أحد المتقابلين، حقيقة والآخر مجازا، فهمود الأرض واهتزازها ضدان، لأن الهمود سكون والاهتزاز هنا حركة خاصة، وهما مجازان، والربو والإنبات ضدان، وهما حقيقيان، وإنما قلنا ذلك لأن الأرض تربو حالة نزول الماء عليها، وهي لا تنبت في تلك الحالة، فإذا انقطعت مادة السماء، وجفف الهواء رطوبة الماء، خمد الربو، وعادت الأرض إلى حالها من الاستواء وتشققت وأنبتت. فصدر الآية تكافؤ وما قابله في عجزها طباق.

2- المجاز العقلي:

في قوله تعالى وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ فقد أسند الإنبات للأرض، وهو مجاز عقلي، لأن المنبت في الحقيقة هو الله تعالى. وقد تقدم القول غير مرة في المجاز.
ونزيده هنا، أن المجاز خلاف الحقيقة، والحقيقة فعيلة بمعنى مفعولة، من أحق الأمر يحقه، إذا أثبته، أو من حققته إذا كنت على يقين، وإنما سمي خلاف المجاز بذلك، لأنه شيء مثبت معلوم بالدلالة. والمجاز مفعل من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه، فإذا عدل باللفظ عما يوجبه أصل اللغة وصف بأنه مجاز، على أنهم جازوا به موضعه الأصلي أو جاز مكانه الذي وضع فيه أولا.
الفوائد
- الأدلة على وجوده تعالى نوعان:
أ- أدلة علمية مركبة، يتخذها الفلاسفة وعلماء الكلام وسيلة للبرهنة على حدوث العالم وديمومته تعالى. وقد أشرنا إلى نوع هذه الأدلة فيما سبق.
ب- وأدلة فطرية، يدركها العقل والضمير معا، وهذه الآية التي بين أيدينا من نوع هذه الأدلة، فقد عرض الله فيها مراحل خلق الإنسان، منذ كان نطفة إلى أن أصبح شيخا عاجزا على حافة قبره. فالمتأمل لتطور حياة الإنسان يدرك أن الذي خلقه ورعاه في هذه المراحل، قادر على أن يعود فيبعثه من جديد، ويحاسبه على ما كسبت يداه، بالخير خيرا، وبالشر شرا، وأن الله على كل شيء قدير.
[سورة الحج (22) : الآيات 6 الى 7]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)
الإعراب:
(ذلك) اسم إشارة مبتدأ «6» ، والإشارة إلى المذكور من بدء الخلق إلى آخر إحياء الأرض..
والمصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك، والباء سببيّة.
(هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره (الحقّ) ، (على كلّ) متعلّق ب (قدير) خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّه يحيي..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول.. وكذلك المصدر المؤوّل (أنّه على كلّ شيء قدير) .
جملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو الحقّ ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) .
وجملة: «يحيي الموتى ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) .
(الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (فيها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من.
والمصدر المؤوّل (أنّ الساعة آتية) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق «7» .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبعث..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الساعة آتية(8)) .
وجملة: «لا ريب فيها ... » في محلّ رفع خبر ثان للحرف (أنّ) » .
وجملة: «يبعث ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الأخير.
[سورة الحج (22) : الآيات 8 الى 10]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (8) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من الناس.. بغير علم) مرّ إعرابها «9» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى) معطوف على علم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، وكذلك (كتاب) ..
جملة: «من الناس من ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
(ثاني) حال منصوبة من فاعل يجادل (اللام) لام التعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومفعوله محذوف أي غيره (عن سبيل) متعلّق ب (يضلّ) ، (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الدنيا) متعلّق بحال من خزي «10» ، (خزي) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقه) ..وجملة: «يضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ثاني عطفه) .. أو ب (يجادل) .
وجملة: «له.. خزي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نذيقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له.. خزي.
(ذلك) مبتدأ «11» ، (بما) متعلّق بمحذوف خبر، و (ما) موصول والعائد محذوف أي قدّمته (يداك) فاعل قدّمت مرفوع وعلامة الرفع الألف..
و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (ظلّام) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس (اللام) زائدة للتقوية (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة ظلّام «12» .
وجملة: «ذلك بما قدّمت ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلين له: ذلك بما قدّمت يداك ...
وجملة: «قدّمت يداك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ليس بظلّام ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله ليس بظلّام..) في محلّ جرّ معطوف على محلّ ما قدّمت ومتعلّق بما تعلّق به (ما) .
الصرف:
(ثاني) ، اسم فاعل من ثنى الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد ثبتت الياء لأنّه مضاف.
(عطفه) ، اسم للجانب من يمين أو شمال أي الجنب، وزنه فعل بكسر فسكون.
[سورة الحج (22) : الآيات 11 الى 13]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من الناس من يعبد الله) مرّ إعراب نظيرها «13» ، (على حرف) متعلّق بحال أي مستقرّا على حرف «14» ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أصابه) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (الهاء) مفعول به (اطمأنّ) في محلّ جزم جواب الشرط (به) متعلّق ب (اطمأنّ) ، (انقلب) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني (على وجهه) حال من فاعل انقلب أي كافرا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى الكفر والارتداد (هو) ضمير فصل لا محلّ له «15» ، (الخسران) خبر المبتدأ ذلك..
جملة: «من الناس من يعبد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إن أصابه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «اطمأنّ به ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن أصابته فتنة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصابه خير..
وجملة: «انقلب على وجهه» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «خسر الدنيا» في محلّ نصب حال «16» .
وجملة: «ذلك.. الخسران ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
فاعل (يدعو) ضمير مستتر يعود على من (من دون) متعلّق بحال من (ما) وهو مفعول يدعو و (لا) نافية في الموضعين و (ما) الثاني معطوف على الأول في محلّ نصب (ذلك هو الضلال البعيد) مثل ذلك هو الخسران المبين.
وجملة: «يدعو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يضرّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «17» .
وجملة: «ينفعه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «18» .
وجملة: «ذلك.. الضلال البعيد» لا محلّ لها استئنافيّة.
(اللام) في لمن هي لام الابتداء «19» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره إلهه (ضرّه) مبتدأ خبره (أقرب) ، (من نفعه) متعلّق ب (أقرب) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر «20» ، ومخصوص الذمّ محذوف تقديره هو..
وجملة: «يدعو ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى.
وجملة: «من.. (إلهه) » في محلّ نصب مفعول به لفعل يدعو المعلّق عن العمل بلام الابتداء.
وجملة: «ضرّه أقرب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «بئس المولى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «بئس العشير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
الصرف:
(حرف) اسم لطرف الشيء وحافّته، وزنه فعل بفتح فسكون.
(الخسران) ، أحد مصادر خسر السماعيّة، وزنه فعلان بضمّ فسكون، والمصادر الأخرى هي: خسر بفتح الخاء وضمها وسكون السين، وخسر بفتحتين أو ضمتين، وخسار بفتح الخاء، وخسارة بفتح الخاء.
(العشير) ، اسم للقبيلة أو القريب أو الصاحب، وزنه فعيل جمعه عشراء زنة فعلاء بضمّ ففتح.
البلاغة
الاستعارة في قوله تعالى ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ أستعير الضلال البعيد من ضلال من أبعد في التيه ضالا، فطالت وبعدت مسافة ضلالته.
الفوائد
- صورتان إنسانيتان:
الأولى فيهما تصور نموذجا من الناس، أصيب بمرض الكبر والغرور، وأشفعهما بالجهل، فهو يهجم على الجدل والحجاج فيما يعلم وما لا يعلم، وكفى بالإنسان جهلا أن يتحدث بكل شيء، ويدخل أنفه بكل قضية. وهذا النوع يكاد يكون كله ضررا لا نفع فيه.
والصورة الثانية تصور فئة من الناس، ضعفت نفوسهم، وضعف إيمانهم، فهم دائما وأبدا كأنهم على شفا هاوية، فهم عرضة للتردي في هذه الهاوية، بمجرد أن يتعرضوا لاختبار أو ابتلاء في النفس أو المال، إذ ينكصون على أعقابهم، وقد كفروا بالله، وخسروا الدنيا والآخرة. ولذلك كان الصبر في الحياة على الابتلاء مؤشرا من مؤشرات الإيمان ودليلا من أدلته اليقينية.
2- يدعو لمن ضره أقرب من نفعه:
أ- من النحاة من اعتبر هذه اللام لام الابتداء، ومنهم من اعتبرها موطئة للقسم، ومنهم من يرى أن هذه اللام قد كررت للمبالغة.
ب- والوجه المقبول، الذي يتسق وقواعد النحو، أن تكون هذه اللام زائدة، دخلت على المفعول به «يدعو» ، لا سيما وأن عبد الله قرأ هذه الآية بغير لام الابتداء، أي «يدعو من ضره» . وقد اختار هذا الوجه الجلال السيوطي.
وثمة آراء أخرى حول هذه اللام، تكاد لا يعتدّ بها، ولذلك ضربنا صفحا عن ذكرها.
__________
(1) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير: شأن الشيطان إضلال من تولّاه.
(2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. [.....]
(3) في الآية (1) من هذه السورة.
(4) أفرد الطفل إمّا لأنّه. مصدر في الأصل، وإمّا يراد به الجنس، وإمّا لأنّ المعنى نخرج كلّ واحد منكم.
(5) يجوز أن تكون جملة: إنّا خلقناكم.. في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
(6) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك، ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك والباء سببيّة. هذا والباء عند بعضهم ليست سببيّة بل متعلّقة بمحذوف يقتضيه مقام الكلام والتقدير: ذلك المذكور شاهد بأنّ الله هو الحقّ.. إلخ والمصادر الواردة معطوفة كلّها على المصدر الأول في محلّ جرّ.
(7) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك، والجملة استئنافيّة.
(8) أو حال من الضمير في آتية.
(9) في الآية (3) من هذه السورة.
(10) أو متعلّق بالخبر المحذوف.
(11) وانظر الآية (6) من هذه السورة.
(12) يجوز أن يكون الجارّ أصليا متعلّقا بالصفة المشتقّة ظلام، ويبقى دالّا على التقوية.
(13) في الآية (3) من هذه السورة.
(14) ويجوز أن يكون الجارّ والمجرور هما الحال بمعنى مضطربا أو متزلزلا.
(15) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الخسران، وجملة هو الخسران خبر اسم الإشارة.
(16) يجوز أن تكون مستأنفة لا محلّ لها.. ويجوز أن تكون بدلا من جملة انقلب. [.....]
(17، 18) أو هي في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.
(19) بتضمين (يدعو) معنى يزعم الذين فيه معنى القول مع الاعتقاد حيث يتعلّق فعل يدعو عن العمل باللام. وأورد أبو البقاء وجها لإعراب يدعو بكونه تكريرا لفعل يدعو الأول فلا معمول له.. وبعضهم جعل اللام زائدة وردّ ذلك ابن هشام وجعله في غاية الشذوذ على الرغم من قبوله من بعض المعربين الذين قاسوه على قوله تعالى: «ردف لكم» في الآية (72) من سورة النمل.
(20) أو لام الابتداء وتفيد التوكيد، والجملة استئنافيّة أو خبر (من) إن لم يقدّر له خبر..


ابوالوليد المسلم 20-06-2022 06:22 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 


كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الحج
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 403)
من صــ 96الى ص
ـ 106



[سورة الحج (22) : آية 14]
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (14)

الإعراب:
(جنّات) مفعول به منصوب عامله يدخل، وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «2» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي يريده.
جملة: «إنّ الله يدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدخل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «إنّ الله يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يفعل ما يريد» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
[سورة الحج (22) : آية 15]
مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (15)

الإعراب:
(من) اسم شرط مبتدأ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير يعود على من (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وضمير الغائب في (ينصره) يعود على النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّ سياق الكلام يشير إلى ذلك (في الدنيا) متعلّق ب (ينصره) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر، وفاعل (يمدد) يعود على اسم الشرط من، (بسبب) متعلّق ب (يمدد) والباء للتعدية «1» ، (إلى السماء) متعلّق بنعت لسبب (ليقطع، لينظر) مثل ليمدد (هل) حرف استفهام (يذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) للتوكيد (ما) موصول مفعول به عامله يذهبنّ..
جملة: «من كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان يظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يظنّ ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «لن ينصره الله ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة العاملة.
والمصدر المؤوّل (أن لن ينصره..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
وجملة: «ليمدد ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ليقطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يمدد.
وجملة: «لينظر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ليقطع.
وجملة: «هل يذهبنّ كيده ... » في محلّ نصب مفعول به عامله ينظر وقد تعلّق الفعل بسبب الاستفهام.
وجملة: «يغيظ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» .
[سورة الحج (22) : آية 16]
وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بحال من ضمير المفعول في (أنزلناه) «4» ، (آيات) حال منصوبة من الضمير في (أنزلناه) «5» وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة ومفعول يريد محذوف تقديره: يريد هدايته.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يهدي ... ) في محلّ نصب معطوف على محلّ الهاء في (أنزلناه) «6» .
جملة: «أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
[سورة الحج (22) : آية 17]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)

الإعراب:
(الصابئين) معطوف على (الذين آمنوا) بالواو منصوب وعلامة النصب الياء، وعلامة النصب في (النصارى) الفتحة المقدّرة على الألف (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل) ، وكذلك (يوم) ، (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «هادوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أشركوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «إنّ الله يفصل ... » في محلّ رفع خبر إنّ الأول «7» .
وجملة: «يفصل بينهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
وجملة: «إنّ الله.. شهيد» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(المجوس) ، اسم جمع جنسيّ لمن يعبدون النار أو الشمس، والقائلين بأنّ للعالم أصلين النور والظلمة، وزنه فعول بفتح الفاء.
الفوائد
تصدير الجملتين بإنّ:
وفي تصدير الجملتين بإن زيادة في تأكيد الكلام، وقد رمقه الشعراء في أشعارهم، قال جرير:
إن الخليفة إن الله سربله ... سربال ملك به تزجى الخواتيم
فقوله: إن الله سربله خبر إن الأولى، وكررها لتوكيد التوكيد. وسربله كساه بالملك الشبيه بالسربال. ويروى سربال ملك. وقوله: «به» أي بذلك اللباس أو الملك. «تزجى» أي تساق. «الخواتيم» جمع خاتم بالفتح والكسر، والأصل خواتم، فزيدت الياء، والمراد بها عواقب الأمور الحميدة ومغابها. وقال أبو حيان: «يحتمل أن خبر «إن» قوله به تزجى الخواتيم. وجملة إن الله سربله اعتراضية» . ويروى ترجى بالراء المهملة.
[سورة الحج (22) : آية 18]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (له) متعلّق ب (يسجد) ، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثير «8» ، (عليه) متعلّق ب (حقّ) ، (من) اسم شرط مفعول به مقدّم (يهن) مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مكرم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يسجد له) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسجد ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «حقّ عليه العذاب» في محلّ رفع نعت لكثير «9» .
وجملة: «من يهن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما له من مكرم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يفعل ما يشاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(يهن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يهين، التقى ساكنان فحذفت الياء المنقلبة عن واو وزنه يفل بضم فكسر.
(مكرم) ، اسم فاعل من أكرم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة الحج (22) : الآيات 19 الى 22]
هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22)

الإعراب:
(في ربّهم) متعلّق ب (اختصموا) بحذف مضاف أي في دين ربّهم (الفاء) عاطفة تفريعيّة (لهم) متعلّق بالمبني للمجهول قطّعت (من نار) متعلّق بنعت ل (ثياب) ، (من فوق) متعلّق بالمبنيّ للمجهول يصبّ (به) متعلّق بالمبنيّ للمجهول يصهر و (ما) موصول نائب الفاعل في محلّ رفع، وعطف عليه (الجلود) بحرف العطف «10» ، (في بطونهم) متعلّق بمحذوف صلة ما.
جملة: «هذان خصمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اختصموا ... » في محلّ رفع نعت ل (خصمان) «11» .
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قطّعت لهم ثياب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يصبّ.. الحميم» في محلّ نصب حال من الهاء في (لهم) «12» .
وجملة: «يصهر ما في بطونهم» في محلّ نصب حال من الحميم.
(الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من حديد) متعلّق بنعت ل (مقامع) المبتدأ.
وجملة: «لهم مقامع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يصبّ «13» .
(كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب أعيدوا..
(منها) متعلّق ب (يخرجوا) ، (من غمّ) بدل من المجرور السابق بإعادة الجارّ «14» ، (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أعيدوا) .
وجملة: «أرادوا ... » في محلّ جرّ بإضافة (كلّما) إليها «15» .
وجملة: «يخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أعيدوا فيها» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: تقول لهم الملائكة ذوقوا..الصرف:
(خصمان) ، مثنّى خصم، وهو في الأصل مصدر من حقّه الإفراد والتذكير، وقد يستعمل وصفا- كما جاء هنا- فيثنّى ويجمع، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مقامع) ، جمع مقمعة، اسم آلة يقمع بها أي يضرب، وزنه مفعلة بكسر الميم وفتح العين.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ. وكأنّه شبه إعداد النار المحيطة بهم، بتقطيع ثياب وتفصيلها لهم على قدر جثثهم. ففي الكلام استعارة تمثيلية تهكمية، وليس هناك تقطيع ولا ثياب حقيقية، وكأن جمع الثياب للأبدان بتراكم النار المحيطة بهم وكون بعضها فوق بعض.
الفوائد
- كلّما:
هي «كل» دخلت عليها «ما» المصدرية الظرفية.
وثمة رأي أن «ما» نكرة موصوفة، بمعنى وقت، فأفادت التكرار، نحو «كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا» . وكذلك هذه الآية «كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها» فالتكرار ملحوظ من المعنى، ولا تدخل إلا على الفعل الماضي، وهي مبنية على الفتح في محل نصب على الظرفية، وهي منصوبة بجوابها، وجوابها فعل ماض أيضا ...
[سورة الحج (22) : الآيات 23 الى 24]
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24)

الإعراب:
(إنّ الله.. الأنهار) مرّ إعرابها «16» ، (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يحلّون) ، (من أساور) متعلّق بنعت لمفعول محذوف بتضمين يحلّون معنى يلبسون أي يحلّون حليا من أساور «17» ، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (أساور) (الواو) عاطفة (لؤلؤا) معطوف على المفعول المحذوف «18» ، (فيها) متعلّق بحال من (حرير) - نعت تقدّم على المنعوت-.
جملة: «إنّ الله يدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدخل ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تجري.. الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «يحلّون فيها ... » في محلّ نصب حال من الموصول- أو من جنّات وجملة: «لباسهم.. حرير» في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون.
(الواو) عاطفة (إلى الطيّب) متعلّق ب (هدوا) ، (من القول) حال من الطيّب (إلى صراط) متعلّق ب (هدوا) .
وجملة: «هدوا (الأولى) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون.
وجملة: «هدوا (الثانية) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هدوا الأولى.
الصرف:
(لؤلؤا) ، اسم جامد للحجر الثمين المعروف، وزنه فعلل بضمّ الفاء واللام الأولى.
(حرير) ، اسم جامد للقماش المعروف، وزنه فعيل بفتح الفاء.
[سورة الحج (22) : آية 25]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (25)

الإعراب:
خبر (إنّ) محذوف تقديره معذّبون أو خاسرون أو هالكون (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (عن سبيل) متعلّق ب (يصدّون) ، (المسجد) معطوف على سبيل بالواو مجرور (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد «19» (للناس) متعلّق ب (جعلنا) «20» أي من أجل الناس (سواء) مصدر في موضع الحال (العاكف) فاعل سواء مرفوع، (فيه) متعلّق ب (العاكف) ، (الباد) معطوف على العاكف بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة مراعاة للقراءة وصلا ووقفا (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (فيه) متعلّق ب (يرد) ، (بإلحاد) متعلّق بحال من مفعول يرد المحذوف أي يرد تعديّا متلبّسا بإلحاد «21» ، (بظلم) بدل من إلحاد بإعادة الجارّ «22» ، (من عذاب) متعلّق ب (نذقه) و (من) تبعيضيّة.
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يصدّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «23» .
وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «من يرد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرد فيه بإلحاد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «24» .
وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(الباد) ، اسم فاعل من بدا أي خرج إلى البادية، وزنه فاعل، وحذف الياء ليس إعلالا بل مراعاة للقراءة وصلا ووقفا، وفيه إعلال بالقلب، فالأصل البادو- بواو في آخره لأنّ المضارع يبدو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء فأصبح البادي.
(إلحاد) مصدر قياسيّ لفعل ألحد الرباعيّ أي عدل عن القصد أو ظلم، وزنه إفعال بكسر الهمزة.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار.
(2) أجاز بعض المعربين أن تكون الباء زائدة و (سبب) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (وإلى السماء) متعلّق ب (يمدد) .
(3) العائد هو الضمير المستتر فاعل يغيظ، وفيه ضمير يعود على من كان.. أي ما يغيظه.
(4) أي أنزلناه هاديا كذلك.. ويجوز تعليقه بمحذوف مفعول مطلق..
(5) جاءت الحال جامدة لأنّها موصوفة.
(6) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبرا لمبتدأ محذوف أي: الأمر أنّ الله يهدي..
(7) قيل إنّ الخبر محذوف تقديره مفترقون.. والجملة لا محلّ لها تفسير للخبر المحذوف.
(8) (كثير) يجوز أن يكون معطوفا على (من في السموات) ، ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف تقديره مثاب.
(9) يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (كثير) الثاني، وقد حذف الوصف لدلالة الأول عليه أي: كثير من الناس وقد قدّم العكبريّ هذا الوجه على الوجه الآخر أعلاه.
(10) يجوز أن يكون نائب الفاعل لفعل محذوف أي تحرق.
(11) جاء الفعل جمعا لأنّ (خصمان) هما فرقتان، والفرقة تضمّ أفرادا. [.....]
(12) أو هي خبر ثان للمبتدأ (الذين) .
(13) أو استئنافيّة مؤكّدة لمعنى الجمل السابقة.
(14) يجوز أن يكون الجارّ (من) للتعليل فيتعلّق ب (يخرجوا) أي: يخرجوا من أجل الغمّ.
(15) يجوز في (كلّما) أن يكون (كلّ) ظرفا- لأنّه أضيف إلى ظرف- و (ما) حرفا مصدريّا ظرفيا، والمصدر المؤوّل ما (أرادوا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: كلّ وقت إرادة ...
(16) في الآية (14) من هذه السورة.
(17) يجيز الأخفش زيادة (من) بعد المثبت ف (أساور) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به..
أو (من) تبعيضيّة فيتعلّق الجارّ ب (يحلّون) .
(18) أو معطوف على محلّ أساور إذا أعرب (من) زائدا.
(19) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة استئناف بيانيّ..
ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره أعني.
(20) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، أي قبلة للناس.
(21) أجاز بعض المعربين زيادة الباء، ف (إلحاد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله يرد.
(22) أو حال ثانية.. ويجوز أن تكون الباء سببيّة فيتعلّق بإلحاد.
(23) إمّا بتقدير يصدّون بمعنى صدّوا، أو بتقدير كفروا بمعنى يكفرون.. ويجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير الجملة خبرا لمبتدأ محذوف أي هم يصدّون، فالاسميّة حال، أو على زيادة الواو قبل المضارع المثبت فالفعليّة حال.
(24) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.


ابوالوليد المسلم 20-06-2022 06:59 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الحج
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 404)
من صــ 106الى ص
ـ 118



[سورة الحج (22) : الآيات 26 الى 29]
وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لإبراهيم) متعلّق ب (بوّأنا) بتضمينه معنى هيّأنا «1» ، (مكان) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بوّأنا) «2» ، (أن) تفسيريّة «3» ، (لا) ناهية جازمة (بي) متعلّق ب (تشرك) ، (للطائفين) متعلّق ب (طهّر) ، (السجود) بدل من الركّع مجرور.
جملة: «بوّأنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تشرك بي ... » لا محلّ لها تفسيريّة، بتضمين بوّأنا معنى بيّنا.
وجملة: «طهّر ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
(الواو) عاطفة (في الناس) متعلّق ب (أذّن) ، (بالحجّ) متعلّق ب (أذّن) ، (يأتوك) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون..
و (الكاف) مفعول به، و (الواو) فاعل (رجالا) حال منصوبة من فاعل يأتوك (على كلّ) متعلّق بمحذوف حال أي ركبانا على كلّ ضامر (يأتين) مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) فاعل ضمير عائد على الضوامر (من كلّ) متعلّق ب (يأتين) ، (عميق) نعت لفجّ مجرور مثله.
وجملة: «أذّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طهّر.
وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يأتين ... » في محلّ جرّ نعت لكلّ ضامر.
(اللام) للتعليل (يشهدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (لهم) متعلّق بنعت ل (منافع) .
والمصدر المؤوّل (أن يشهدوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يأتوك) ، (يذكروا) منصوب معطوف على (يشهدوا) ، (في أيّام) متعلّق ب (يذكروا) ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يذكروا) «4» ، (من بهيمة) متعلّق بمحذوف حال من المفعول الثاني أي رزقهم إيّاه كائنا من بهيمة الأنعام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منها) متعلّق ب (كلوا) ..
وجملة: «يشهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشهدوا.
وجملة: «رزقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كلوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صحّ الأكل فكلوا ...
وجملة: «أطعموا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة كلوا ...
(اللام) لام الأمر في المواضع الثلاثة (بالبيت) متعلّق ب (يطّوّفوا) .
وجملة: «يقضوا ... » معطوفة على جملة أطعموا.
وجملة: «يوفوا ... » معطوفة على جملة يقضوا.
وجملة: «يطّوّفوا ... » معطوفة على جملة يقضوا.
الصرف:
(ضامر) ، اسم فاعل من ضمر يضمر باب نصر، وباب كرم، وزنه فاعل.
(عميق) ، صفة مشبّهة من عمق يعمق باب كرم، وعمق يعمق باب فرح وزنه فعيل بمعنى بعيد.
(البائس) ، اسم فاعل من بئس يبأس باب فرح، وزنه فاعل.
(تفثهم) ، اسم لوسخ الأظفار وغيره، وزنه فعل بفتحتين.
(العتيق) ، صفة مشبّهة من عتق يعتق باب نصر، وزنه فعيل.
الفوائد
1- البيت العتيق:
فيه أقوال: أرجحها أنه البيت القديم، لأنه أول بيت وضع للناس، ليتخذوا منه شعائر تقربهم من الله زلفى ...
2- لام الأمر:
هي اللام الجازمة للمضارع، وموضوعة للطلب، وحركتها الكسر. نحو «لينفق ذو سعة من سعته» . وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، نحو «فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي» وقد تسكّن بعد ثمّ نحو «ثم ليقضوا تفثهم» .
ملاحظة هامة: لا وسيلة لنأمر بواسطة الفعل المبني للمجهول: إلا اللام سواء للمتكلم أم للمخاطب أم للغائب. نحو «لتعن بحاجتي» و «ليعن زيد بالأمر» ونحو «لأكرم من قبلك» .
وحولها أمور جزئية أخرى يرجع إليها في المطولات.
[سورة الحج (22) : الآيات 30 الى 31]
ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31)

الإعراب:
(ذلك) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق ب (خير) الخبر (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير) ، (الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أحلّت) ، (الأنعام) نائب الفاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع- وقيل المتّصل- (عليكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يتلى) ، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على آيات التحريم التي دلّ عليها الموصول ما (الفاء) لربط الجواب بشرط مقدّر (من الأوثان) متعلّق بحال من (الرجس) .
جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يعظّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعظّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هو خير له ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أحلّت.. الأنعام» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اجتنبوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الخير فاجتنبوا.
وجملة: «اجتنبوا (الثانية) » معطوفة على جملة اجتنبوا (الأولى) .
(حنفاء) حال منصوبة من ضمير الفاعل (اجتنبوا) ، (لله) متعلّق ب (حنفاء) (غير) حال ثانية مؤكّدة منصوبة (به) متعلّق ب (مشركين) ، (الواو) عاطفة (من يشرك) مثل من يعظّم (بالله) متعلّق ب (يشرك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (كأنّما) كافّة ومكفوفة (من السماء) متعلّق ب (خرّ) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (تهوي) ، (في مكان) متعلّق ب (تهوي) .
وجملة: «من يشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يعظّم.
وجملة: «يشرك بالله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «كأنما خرّ من السماء) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تخطفه الطير ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
والجملة الاسميّة في محلّ جزم معطوفة على جملة كأنما خرّ من السماء.
وجملة: «تهوي به الريح» في محلّ رفع معطوفة على جملة تخطفه.
الصرف:
(الأوثان) ، جمع وثن، اسم جامد للحجر المنحوت للعبادة، وزنه فعل بفتحتين.
(الزور) ، اسم من الزور أو الازورار وهو الانحراف في كليهما، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(حنفاء) ، جمع حنيف صفة مشبّهة من حنف يحنف باب ضرب أي مال إلى دين الإسلام، وزنه فعيل ووزن حنفاء فعلاء بضمّ ففتح.
(سحيق) ، صفة مشبّهة من سحق يسحق باب فرح وباب كرم أي بعد، وزنه فعيل.
البلاغة
التشبيه المركب:
في قوله تعالى وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ فكأنه سبحانه قال: من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكا ليس بعده، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء، فاختطفته الطير، فتفرق قطعا في حواصلها، أو عصفت به الريح، حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة.
[سورة الحج (22) : آية 32]
ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)

الإعراب:
(ذلك.. شعائر الله) مثل ذلك.. حرمات الله «5» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط، والضمير في (إنّها) يعود على الشعائر «6» ، (من تقوى) متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يعظّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعظّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّها من تقوى ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد
- قوله تعالى فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ورد هذا السؤال: لماذا أنث ضمير «فإنها» . الجواب: لأنه على حذف مضاف، التقدير: فإنها هذه العادة أو الخصلة أو المعاملة أو الطاعة من تقوى القلوب.
[سورة الحج (22) : آية 33]
لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)

الإعراب:
(لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من (منافع) «7» ، (إلى أجل) متعلّق بنعت لمنافع تقديره مؤخّرة أو مؤجّلة (إلى البيت) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ (محلّها) .
جملة: «لكم فيها منافع ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-.
وجملة: «محلّها إلى البيت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة الحج (22) : الآيات 34 الى 35]
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (35)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (اللام) للتعليل (يذكروا) منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن يذكروا ... » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) .
(يذكروا.. بهيمة الأنعام) مرّ إعرابها «8» ، (الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (أسلموا) ، و (الواو) عاطفة.
جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يذكروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «رزقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إلهكم إله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أسلموا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبتم رضاه فأسلموا له.
وجملة: «بشّر المخبتين» معطوفة على جملة أسلموا «9» ..
(الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (المخبتين) «10» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متعلّق بالجواب وجلت (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الصابرين، المقيمي) اسمان معطوفان على المخبتين منصوبان مثله، وعلامة النصب فيهما الياء (الصلاة) مضاف إليه مجرور (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: «ذكر الله» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «وجلت قلوبهم» لا محلّ لها جواب لشرط.
وجملة: «أصابهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «رزقناهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الذين.
الصرف:
(المخبتين) ، جمع المخبت، اسم فاعل من أخبت الرباعيّ بمعنى تواضع وأطاع، والإخبات النزول في الخبت وهو المكان المنخفض.
[سورة الحج (22) : آية 36]
وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (البدن) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعلنا (لكم) متعلّق ب (جعلناها) ، (من شعائر) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (لكم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من المبتدأ (خير) «11» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عليها) متعلّق ب (اذكروا) ، (صوافّ) حال منصوبة من الهاء في (عليها) ، (الفاء) عاطفة و (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط متعلّق ب (كلوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سخّرناها (لكم) متعلّق ب (سخّرناها) ، (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.
جملة: « (جعلنا) البدن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلناها (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «لكم ... خير» في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (جعلناها) «12» .
وجملة: «اذكروا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نحرتموها فاذكروا..
وجملة: «وجبت جنوبها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أطعموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا وجملة: «سخّرناها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم تشكرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّكم.
الصرف:
(البدن) ، جمع بدنة، اسم ذات للناقة، وزنه فعلة بفتحتين، ووزن البدن فعل بضمّ فسكون.
(صوافّ) ، جمع صافّة، اسم فاعل من صفّ الثلاثيّ، وزنه فاعل، أدغمت عينه ولامه لأنّهما من ذات الحرف، ووزن صوافّ فواعل.
(القانع) ، اسم فاعل من قنع الثلاثيّ أي الذي رضي بالقليل وبما يعطى، أو الذي سأل الناس، من باب فتح، وزنه فاعل.
(المعترّ) ، اسم فاعل من اعترّ الخماسيّ أي اعترض من غير سؤال، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين، ولم يظهر الكسر عليها لمناسبة التضعيف- والصيغة اسم مفعول أيضا-
[سورة الحج (22) : آية 37]
لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)

الإعراب:
(الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم و (لحومها) فاعل مرفوع (لا) زائدة لتأكيد النفي (لكن) حرف استدراك مهمل (التقوى) فاعل يناله، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (منك) متعلّق بحال من التقوى (كذلك سخّرها لكم) مثل كذلك سخّرناها لكم «13» ، (اللام) للتعليل (تكبّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن تكبّروا ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (سخّرها) .
(ما) مصدريّ «14» ، (الواو) استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (تكبّروا) لأنّ فيه معنى تشكروا.
جملة: «لن ينال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يناله التقوى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «سخّرها..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تكبّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «هداكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) أو الاسميّ.
وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(لحوم) ، جمع لحم، اسم جامد لما يكسو العظام في الحيوان والإنسان، وزنه فعل بفتح فسكون ووزنه لحوم فعول بضمّ الفاء.
[سورة الحج (22) : آية 38]
إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)

الإعراب:
(عن الذين) متعلّق ب (يدافع) ، (لا) نافية (كفور) نعت لخوّان مجرور.
جملة: «إنّ الله يدافع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدافع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّ الله لا يحبّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
__________
(1) و (اللام) زائدة إذا ضمّن (بوّأنا) معنى أنزلنا.. وفي القرطبيّ: وقيل بوّأنا لإبراهيم..
أي أريناه أصله ليبنيه وقال العكبريّ بزيادة اللام مستشهدا بقوله تعالى: «ولقد بوّأنا بني إسرائيل ... » . [.....]
(2) أو هو مفعول به لفعل بوّأنا بتضمينه معنى فعل متعدّ.
(3) بعض المعربين قال بزيادة (أن) ، وهو ضعيف.
(4) قيل: الذكر في أثناء الذبح، وقيل: (على) دالّ على السببيّة.
(5) في الآية (30) من هذه السورة.
(6) وثمّة مضاف محذوف أي فإنّ تعظيمها من تقوى القلوب.
(7) أو متعلّق بالخبر المحذوف.
(8) في الآية (28) من هذه السورة.
(9) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها.
(10) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح أو أعني.
(11) يجوز تعليقه بالخبر المحذوف وانظر الآية (33) من هذه السورة.
(12) يجوز أن تكون مستأنفة لتقرير ما قبلها.
(13) في الآية السابقة (36) .
(14) أو اسم موصول والعائد محذوف.


ابوالوليد المسلم 20-06-2022 07:10 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الحج
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 405)
من صــ 118الى ص
ـ 128







[سورة الحج (22) : الآيات 39 الى 41]
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)

الإعراب:
(للذين) الجارّ والمجرور نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أذن (يقاتلون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب الفاعل، وكذلك (الواو) في ظلموا.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ظلموا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أذن) ، و (الباء) سببيّة، وأذن لهم بالقتال.
(الواو) عاطفة (على نصرهم) متعلّق ب (قدير) و (اللام) هي المزحلقة للتوكيد.
جملة: «أذن للذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقاتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ظلموا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «إنّ الله ... لقدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن.
(الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، و (الواو) في (أخرجوا) نائب الفاعل (من ديارهم) متعلّق ب (أخرجوا) ، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل «2» ، (إلّا) أداة استثناء..
والمصدر المؤوّل (أن يقولوا ... ) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «3» .
(الواو) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود (دفع) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره موجود (الناس) مفعول به للمصدر دفع (بعضهم) بدل من الناس منصوب (ببعض) متعلّق ب (دفع) ، (اللام) واقعة في جواب لولا (صوامع) نائب الفاعل لفعل هدّمت (فيها) متعلّق ب (يذكر) ، (اسم) نائب الفاعل لفعل يذكر (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي ذكرا كثيرا (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (إنّ الله لقويّ) مثل إنّ الله.. لقدير (عزيز) خبر ثان.
وجملة: « (هم) الذين أخرجوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أخرجوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ربّنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لولا دفع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هدّمت صوامع ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يذكر فيها اسم الله» في محلّ رفع نعت لمساجد وما قبلها.
وجملة: «ينصرنّ الله ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «ينصره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إنّ الله لقويّ ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.
(الّذين) يجوز فيه ما جاز في سابقه (مكّنّاهم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (مكّنّاهم) ، (عن المنكر) متعلّق ب (نهوا) ، (الواو) استئنافيّة (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
وجملة: « (هم) الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن مكّنّاهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء «4» .
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: «أمروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: «نهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا وجملة: «لله عاقبة الأمور ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صوامع) جمع صومعة، اسم للبناء المرتفع المحدّب الأعلى، وزنه فوعلة، وهو مكان لعبادة الرهبان وقيل متعبّد الصابئين. ووزن صوامع فواعل.
(بيع) ، جمع بيعة، اسم لمكان عبادة النصارى في البلدان، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن بيع فعل بكسر ففتح.
(صلوات) ، جمع صلاة اسم للكنيسة، وقيل هي كلمة معرّبة أصلها بالعبرانيّة صلوثا فتح الصاد والثاء بالقصر.
(نهوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله نهاوا- بالألف الفارقة- التقى ساكنان لام الكلمة وضمير الفاعل حذفت اللام وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
الفوائد
1- لولا:
مرّ معنا أن «لولا ولو ما» لهما استعمالان:
الأول: أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الاسمية، كما في هذه الآية «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ» إلخ.
الثاني: أن تدلا على التخصيص، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الفعلية، نحو «لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ» .
ملاحظة: المبتدأ بعد «لولا الامتناعية» يجب حذف خبره، لأنه معلوم من سياق الكلام، وكذلك فجواب لولا ممتنع بسبب وجود اسمها، فقد امتنع هدم الصوامع والبيع والمساجد، بسبب وجود دفع الله الناس بعضهم ببعض ملاحظة ثانية:
تتساوى «لولا ولو ما» في التخصيص واختصاصهما بالأفعال «هلّا وألّا وألا» .
وثمة استثناءات نادرة لهذه الأدوات، أضربنا عن ذكرها للإيجاز..
2- الجهاد في الإسلام:
الأحاديث في الجهاد كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: سئل رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله؟ قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حجّ مبرور. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحة.
وعن معاذ بن جبل: أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما في طريقهم إلى غزوة تبوك: فقال: يا رسول الله، ائذن لي أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : سل عما شئت، قال: يا نبي الله، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شيء غيره.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : بخ بخ بخ، لقد سألت العظيم، ثلاثا. وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، كررها ثلاثا.. فلم يحدثه بشيء إلا أعاده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : تؤمن بالله واليوم الآخر.
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد الله وحده، لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، قال رسول الله: أعد لي، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام. فقال معاذ:
بلى يا رسول الله، حدثني بأبي أنت وأمي، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام فيه، الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله.
وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : والذي نفس محمد بيده، ما شجب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغي به درجات الآخرة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله..
[سورة الحج (22) : الآيات 42 الى 44]
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (44)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، وأنّث الفعل للمعنى الذي يحمله قوم نوح أي قبيلته أو أمّته (قوم) فاعل كذّبت مرفوع (عاد) معطوف على قوم بالواو مرفوع (موسى) نائب الفاعل لفعل (كذّب) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الفاء) عاطفة (للكافرين) متعلّق ب (أمليت) ، (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء لاشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة للتخفيف بسبب فواصل الآي، و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: «يكذّبوك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كذّبت.. قوم نوح» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «كذّب موسى» في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّبت.. قوم.
وجملة: «أمليت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أخذتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت.
وجملة: «كان نكير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نكير) ، مصدر بمعنى الإنكار من (نكره) .. وزنه فعيل.
[سورة الحج (22) : آية 45]
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «5» ، (من قرية) تمييز كأيّن (الواو) حاليّة (على عروشها) متعلّق ب (خاوية) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (بئر) معطوف على قرية مجرور «6» ، وكذلك (قصر) .
جملة: «كأيّن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أهلكناها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) .
وجملة: «هي ظالمة ... » في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (أهلكناها) .
وجملة: «هي خاوية ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلكناها.
الصرف:
(بئر) ، اسم جامد للحفيرة التي يستخرج منها الماء، وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المفعول كذبح وهو مأخوذ من بأر الأرض أي حفرها.
(معطّلة) ، مؤنّث معطّل، اسم مفعول من عطّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
(مشيد) ، اسم مفعول من شاد يشيد، فيه إعلال بحذف واو مفعول، أصله مشيود، ثمّ سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى الشين فالتقى ساكنان فحذفت الواو، ثمّ كسرت الشين لتناسب الياء فصار مشيد وزنه مفعل بفتح الميم وكسر الفاء وسكون العين.
الفوائد
- وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ:
ثمة قولان، حول البئر والقصر المشار إليهما، أحدهما: أنهما خاصان، فقد روي أن هذه البئر نزل عليها نبي الله صالح، مع أربعة آلاف نفر، ممن آمنوا معه، وقد نجاهم الله تعالى من العذاب. وقد بنوا لهم بلدة، وأقاموا بها زمانا، ثم كفروا وعبدوا الأوثان، وقتلوا رسول الله الذي أرسل إليهم، فأهلكهم الله، وعطّل بئرهم، وخرب قصورهم.
وثانيهما: أن هذا البئر، وذاك القصر، هما عامان، أي كم من قرية أهلكتها، وكم من بئر عطلناها، وكم من قصر مشيد تفرق عنه ساكنوه.
[سورة الحج (22) : آية 46]
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام بمعنى الأمر (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (قلوب) اسم تكون مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن تكون..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: أثمّة سير في الأرض فوجود قلوب عاقلة ... «7» .
(بها) متعلّق ب (يعقلون) و (بها) الثاني متعلّق ب (يسمعون) ، (الفاء) تعليليّة، والضمير في (إنّها) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك مهمل (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقلوب (في الصدور) متعلّق بمحذوف صلة الموصول التي ...
جملة: «يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي:
أغفلوا فلم يسيروا «8» .
وجملة: «تكون لهم قلوب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يعقلون ... » في محلّ رفع نعت لقلوب.
وجملة: «يسمعون ... » في محلّ رفع نعت لآذان.
وجملة: «إنّها لا تعمى الأبصار ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: «لا تعمى الأبصار ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تعمى القلوب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

[سورة الحج (22) : آية 47]
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك) ،.
(الواو) عاطفة- أو اعتراضيّة- (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (يوما) ، (كألف) متعلّق بخبر إنّ (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما تعدّون) في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (ألف سنة) .
[سورة الحج (22) : آية 48]
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كأيّن من قرية أمليت) مرّ إعراب نظيرها «9» ، (الواو) حاليّة (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) .
جملة: «كأيّن من قرية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أمليت لها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن) .
وجملة: «هي ظالمة» في محلّ نصب حال.
وجملة: «أخذتها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أمليت لها.
وجملة: «إليّ المصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة الحج (22) : الآيات 49 الى 51]
قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (ها) للتنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لكم) متعلّق ب (نذير) خبر المبتدأ أنا.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا لكم نذير ... » لا محلّ لها جواب النداء.
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (مغفرة) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
(الواو) عاطفة (الذين) مبتدأ (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بتضمينه معنى هدّموا، أو اجتهدوا في إبطالها (معاجزين) حال من فاعل سعوا، منصوب وعلامة النصب الياء (أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره (أصحاب) مرفوع.
وجملة: «الذين سعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا..
وجملة: «سعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
الصرف:
(سعوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله: سعاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف وفتح ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
(معاجزين) ، جمع معاجز، اسم فاعل من عاجز الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
__________

(1) يجوز أن يكون في محلّ جرّ بدلا من الموصول السابق (عن الذين آمنوا) - الآية 38-، أو من الموصول الثاني (للذين يقاتلون) - الآية 39.. ويجوز أن يكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني. [.....]
(2) يعني مظلومين.
(3) استثني القول من الإخراج.. والسيوطيّ جعل الاستثناء مفرّغا بالتقدير أي: ما أخرجوا من ديارهم بأيّ شيء إلّا بقولهم ربّنا الله، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف.
(4) فعل (أقاموا) ماض في محلّ جزم جواب الشرط.
(5) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف يفسّره فعل أهلكناها، فيكون نصبه على الاشتغال، والجملة المذكورة تفسيريّة.
(6) أي وكأيّ من بئر معطّلة أبطلنا الاستقاء منها بموت المستقين، ومثله كأيّ من قصر أخليناه من ساكنيه.
(7) يجوز أن يكون التقريع بعطف منفيّ على المنفيّ أي أثمّة عدم سير فعدم وجود قلوب عاقلة..
(8) يجوز أن تكون الفاء استئنافيّة، وجملة يسيروا استئنافيّة.
(9) في الآية (45) من هذه السورة.


ابوالوليد المسلم 20-06-2022 07:22 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الحج
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 406)
من صــ 128الى ص
ـ 141





[سورة الحج (22) : الآيات 52 الى 54]
وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا) ، (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (لا) زائدة لتأكيد النفي (نبيّ) معطوف على رسول لفظا مجرور (إلّا) أداة حصر «1» ، (في أمنيّته) متعلّق ب (ألقى) بتضمينه معنى أثّر أو تحكّم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (آياته) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسر.
جملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ جرّ- أو نصب على المحلّ- نعت لنبيّ «3» .
وجملة: «تمنّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ألقى الشيطان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ينسخ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: «يلقي الشيطان ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما يلقي ... ) في محلّ نصب مفعول به وجملة: «يحكم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينسخ الله.
وجملة: «الله عليم حكيم ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
(اللام) للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الله (ما يلقي الشيطان) مثل الأولى (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للذين) متعلّق بنعت لفتنة (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (القاسية) معطوف على الموصول الذين بالواو (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية، مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يجعل ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحكم) ، أو ب (ينسخ) .
(الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (في شقاق) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يلقي الشيطان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما يلقي ... ) في محلّ نصب مفعول به أوّل عامله يجعل.
وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّ الظالمين لفي شقاق ... » لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
(الواو) عاطفة (ليعلم) مثل ليجعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (من ربّك) متعلّق بحال من الحقّ (الفاء) عاطفة في الموضعين (يؤمنوا) مضارع منصوب معطوف على يعلم.
والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر السابق (أن يجعل ... )
والمصدر المؤوّل (أنّه الحق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
(له) متعلّق ب (تخبت) ، (الواو) استئنافيّة (اللام) مزحلقة للتوكيد (هاد)خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة رسما «4» ، (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى صراط) متعلّق ب (هادي) .
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.
وجملة: «تخبت له قلوبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنوا.
وجملة: «إنّ الله لهادي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
الفوائد
- قوله تعالى: أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ:
«مشكلة الغرانيق» ليس لنا أن نمرّ على هذه القصة، مرور الكرام على مآدب اللئام، لما لها من علاقة صميمة في جوهر العقيدة الإسلامية. وسوف نتناول منها اللب، ونترك القشور، تمشيا مع خطة الكتاب.
أ- زعم الراوي لهذه الأسطورة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تمنّى أن لا ينزل عليه من الوحي ما ينفّر قريشا، طمعا في إسلامهم، حتى نزلت سورة «النجم» ، فأخذ يتلوها في نادي قريش، على مسمع منهم، حتى بلغ قوله «وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى» ، فألقى الشيطان على لسانه ما يتجاوب مع أمنيته التي تمناها، فقال: «تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى» فلما سجد في آخرها، سجد معه جميع من في النادي، وطابت نفوسهم. وإليك آراء العلماء حول هذه الرواية:
1- الرازي طعن في هذه الرواية، وأيّد كلامه بحديث البخاري الذي ذكر قصة السجود ولم يذكر الغرانيق.
2- ابن العربي يرد على الطبري، والقاضي عياض يؤيده، فيقولان «هذا الحديث لم يخرجه أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع أسانيده. ومن حكيت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم، ولا رفعها إلى صحابي. وأكثر الطرق عنهم ضعيفة واهية. فهذا أمر مردود أيضا..
3- قيل: لعل ذلك كان توبيخا للكفار، فأجاز القاضي عياض ذلك، شريطة وجود القرينة الدالة على ذلك.
4- قيل: إن قريشا كانت تلغي وتهوش على الرسول قراءة القرآن، فحاولوا خلط كلامهم بكلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد نسب ذلك إلى الشيطان لأنه من وراء ألسنتهم.
5- قيل: بأن الشيطان انتهز فرصة ترتيل الرسول للقرآن، وتلك الفواصل والسكتات التي كان يسكتها بها بين الآية والآية، فانتهز الشيطان فرصة سكوته، وقرأ الكلمات المذكورة. وقد ارتضى القاضي عياض هذا الوجه من التفسير والتعليل..
6- قال القسطلاني في شرح البخاري: وقد طعن في هذه القصة غير واحد من الأئمة. وقال ابن إسحاق وقد سئل عنها: «هي من وضع الزنادقة» .
7- يقول القاضي عياض: قد قامت الحجة واجتمعت الأمة على عصمته (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزاهته عن هذه الرذيلة.
8- لم يسمع من المشركين أو المنافقين أو اليهود من اتخذ من هذه القصة سلاحا يناهض به الإسلام ويعارض به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . فتبصّر عصمك الله من الزلل.
9- رفض العالم الهندي محمد علي قول الواقدي والطبري وأيد رواية ابن إسحاق والبخاري، وهما أولى بالتصديق والتحقيق، وقال: إن هذه القصة لا أصل لها من الحقيقة.
10- يقول الامام محمد عبده:
هذا الزعم للقصة، من أقبح ما يتصوره متصور في اختصاص الله تعالى لأنبيائه، واختيارهم من خاصة أوليائه، فلندع هذا الهذيان، لأنه لا يقبل في عقل ولا نقل، إلى أن يقول:
لو صح ما قاله نقلة قصة الغرانيق لارتفعت الثقة بالوحي، وانتقض الاعتماد عليه، ولا نهدم أعظم ركن للشرائع الإلهية، وهو العصمة. ووصف العرب لآلهتهم بالغرانيق العلى ما عرف عنهم، لا في شعرهم، ولا في نثرهم.
11- إن سائر ما ورد في المعاجم، من معان للغرنوق، لا تقبله العرب وصفا لأوثانهم، ولا يقبله بلغاؤهم. وعليه لا نعتقد ذلك الكلام إلا من مفتريات الأعاجم، ومختلقات الملبسين، فراج ذلك على من يغريه الولوع بالرواية عما تقتضيه الدراية..
«رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا»

[سورة الحج (22) : آية 55]
وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا يزال) مضارع ناقص ناسخ مرفوع (في مرية) متعلّق بمحذوف خبر لا يزال (منه) متعلّق بمحذوف نعت ل (مرية) (حتّى) حرف غاية وجرّ (تأتيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (بغتة) مصدر في موضع الحال «5» .
والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (في مرية) .
جملة: «لا يزال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم.
الصرف:
(عقيم) ، صفة مشبّهة من عقم يعقم باب نصر أو باب فرح أو باب كرم، وزنه فعيل «6» .
البلاغة
الاستعارة:
في قوله تعالى «أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ» المراد به يوم حرب يقتلون فيه، ووصف بالعقيم، لأن أولاد النساء يقتلون فيه، فيصرن كأنهنّ عقم، لم يلدن، أو لأن المقاتلين يقال لهم أبناء الحرب، فإذا قتلوا وصف يوم الحرب بالعقيم، وفيه على الأول مجاز في الإسناد ومجاز في المفرد من جعل الثكل عقما، وكذا على الثاني، لأن الولود والعقيم هي الحرب على سبيل الاستعارة بالكناية، فإذا وصف يوم الحرب بذلك كان مجازا في الاسناد، وقيل: هو الذي لا خير فيه. يقال: ريح عقيم إذا لم تنشئ مطرا ولم تلقح شجرا، وفيه على هذا استعارة تبعية لأن ما في اليوم من الصفة المانعة من الخير جعل بمنزلة العقم.

[سورة الحج (22) : الآيات 56 الى 59]
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (57) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)

الإعراب:
التنوين في (يومئذ) عوض من جملة محذوفة أي يوم يؤمنون أو يوم تزول مريتهم، وتعلّق الظرف بالاستقرار الذي تعلّق به (لله) أي في الخبر (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (الفاء) عاطفة للتقسيم والتفريع (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) .
جملة: «الملك.. لله) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحكم بينهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحكم ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
(بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الفاء) في أولئك زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط (أولئك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة: لهم عذاب (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «أولئك لهم عذاب» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين كفروا) .
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
(الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (في سبيل) متعلّق بحال من فاعل هاجروا (قتلوا) ماض مبنيّ للمجهول.. و (الواو) نائب الفاعل (أو) حرف عطف (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يرزقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد، و (هم) ضمير مفعول به (رزقا) مفعول به ثان منصوب «8» ، (الواو) استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (اللام)المزحلقة للتوكيد ...
وجملة: «الذين هاجروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا..
وجملة: «هاجروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «قتلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا..
وجملة: «ماتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلوا.
وجملة: «يرزقنّهم الله ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة مع جوابها في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين هاجروا) .
وجملة: «إنّ الله لهو ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو اعتراضيّة بين البدل والمبدل منه.
وجملة: «هو خير ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(ليدخلنّهم) مثل ليرزقنّهم (مدخلا) مفعول به منصوب «9» ، (الواو) استئنافيّة..
وجملة: «يدخلنّهم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم والجواب لا محلّ لها استئنافيّة.. أو بدل من القسم الأوّل وجوابه.
وجملة: «يرضونه ... » في محلّ نصب نعت ل (مدخلا) .
وجملة: «إنّ الله لعليم ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.

[سورة الحج (22) : الآيات 60 الى 62]
ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)

الإعراب:
(ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن (الواو) استئنافيّة (من) اسم موصول مبتدأ «10» ، (بمثل) متعلّق ب (عاقب) ، (ما) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (عوقب) ضمير مستتر يعود على من، (به) متعلّق ب (عوقب) ، (عليه) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (بغي) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (إنّ الله لعفوّ) مثل إنّ الله لعليم «11» .
جملة: « (الأمر) ذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من عاقب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عاقب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «عوقب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «بغي عليه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عاقب.
وجملة: «ينصرنّه الله ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «12» ، وجملة: «إنّ الله لعفوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(ذلك) مبتدأ خبره (بأنّ الله ... ) ، (في النهار) متعلّق ب (يولج) ، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يولج..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله سميع) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «يولج الليل ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأول) .
وجملة: «يولج النهار ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.
(ذلك بأنّ الله هو الحقّ) مثل ذلك بأنّ الله يولج (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره (الحقّ) ، (الواو) عاطفة (ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ (من دونه) متعلّق بحال من المفعول المحذوف (هو) مبتدأ خبره (الباطل) ، (الواو) عاطفة (أنّ الله هو العليّ) مثل أنّ الله هو الحقّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .
والمصدر المؤوّل (أنّ ما يدعون ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله هو العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله هو الحقّ) .
وجملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للتعليل.
وجملة: «هو الحقّ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث.
وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «هو الباطل ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع.
وجملة: «هو العليّ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الخامس.

[سورة الحج (22) : آية 63]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام وهو بمعنى الإخبار وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة «12» .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله أنزل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزل ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «تصبح الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل «14» .
وجملة: «إنّ الله لطيف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(مخضّرة) ، مؤنّث مخضرّ، اسم مفعول من اخضرّ الخماسيّ، ويحتمل أن يكون اسم فاعل إذا أسندنا عمل الاخضرار إلى الأرض نفسها، وزنه مفعلّ بضمّ الميم ولم تظهر الفتحة على اللام الأولى بسبب التضعيف.
البلاغة
عطف المضارع المستقبل على الماضي:
في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً»
العدول عن الماضي إلى المضارع لإفادة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان، كما تقول:
أنعم عليّ فلان عام كذا، فأروح وأغدو شاكرا له. ولو قلت: فرحت وغدوت لم يقع ذلك الموقع، أو لاستحضار الصورة البديعة.
الفوائد
1- قوله تعالى فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً قال ابن هشام في المغني:
وقيل: الفاء في هذه الآية للسببية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب، بدليل قولنا: إن يسلم فهو يدخل الجنة، ألم تر أن بينهما من المهلة ما بينهما.
2- آثار قدرته تعالى: ذكر الرازي منها ستة أشياء:
أ- إنزال الماء من السماء، وما ينشأ عنه من اخضرار الأرض.
ب- عموم ملك الله بقوله: له ما في السموات وما في الأرض.
ج- تذليل سائر ما في الأرض، من نبات وحيوان، للإنسان للانتفاع به.
د- تسخير الفلك بالماء، وتسخير الرياح، ولولا هما لما استطاع الإنسان الانتقال من مكان إلى مكان والماء بينهما، بل كانت تقف السفينة بهم أو تغوص.
وإمساك السماء وما فيها من أفلاك وأجرام أن تقع على الأرض، فتذهب بسائر تلك النعم.
ز- الإحياء فالإماتة فالإحياء، ففي الإحياء الأول أنعمه علينا في الدنيا، والإحياء الثاني وأنعمه في الآخرة.
[سورة الحج (22) : آية 64]
لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)

الإعراب:
(له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) الاسم الموصول، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني (الواو) عاطفة (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (الحميد) خبر ثان مرفوع.
جملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هو الغنيّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________

(1) أو أداة استثناء، والشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع، وهو اختيار أبي البقاء.
(2) أو اسم موصول مفعول به، والعائد محذوف.
(3) أجاز الجمل أن تكون في محلّ نصب حال من نبيّ أو من رسول.. ولكنّ الجملة الشرطيّة المصدّرة ب (إذا) يضعف مجيئها حالا.
(4) لأنّها تسقط في القراءة وصلا، أو لتناسب قراءة التنوين.
(5) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر ملتق مع الفعل بالمعنى أي تبغتهم الساعة بغتة.
(6) وفي الكلام استعارة مكنيّة حيث شبّه اليوم بالمرأة التي لا تلد، وحذف المشبّه به واستعيض منه بشيء من لوازمه بقوله عقيم. [.....]
(7) أو في محل نصب حال من لفظ الجلالة، ولكنّ العامل ضعيف.
(8) إذا كان بمعنى المرزوق منه.. وهو مفعول مطلق إن قصد به مطلق الحدث.
(9) هذا إن كان اسم مكان.. وهو مفعول مطلق إن كان مصدرا ميميّا.
(10) أو هو اسم شرط مبتدأ خبره جملة عاقب.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم لينصرنّه.
(11، 12) في الآية السابقة (59) .
(13) الفاء هنا ليست فاء السببيّة لأنّ إصباح الأرض مخضرّة لا يتسبّب عن الرؤية وإنّما يتسبّب عن نزول المطر نفسه. ثمّ إنّ الاستفهام معناه الإخبار والتقرير أي قد رأيت أنّ الله أنزل،..
(14) تصبح بمعنى أصبحت أو لدلالة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان كما يقول الزمخشري..
والجملة عند أبي البقاء خبر لمبتدأ محذوف هو ضمير القصة المقدّر والجملة الاسميّة مستأنفة.


ابوالوليد المسلم 20-06-2022 07:47 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الحج
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع عشر
(الحلقة 407)
من صــ 141الى ص
ـ 151




[سورة الحج (22) : آية 65]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65)

الإعراب:
(ألم تر أنّ الله سخّر) مثل ألم تر أنّ الله أنزل «1» ، (لكم) متعلّق ب (سخّر) ، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الفلك) معطوفة على (ما) منصوب «2» ، (في البحر) متعلّق ب (تجري) ، (بأمره) متعلّق بحال من فاعل تجري أي متلبّسة أو مسيّرة.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله سخّر ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
والمصدر المؤوّل (أن تقع ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية وقوعها «3» .
(على الأرض) متعلّق ب (تقع) ، (إلّا) أداة حصر «4» ، ويقدّر النفي قبلها بفعل يمنع أي لا يترك (بإذنه) متعلّق بحال و (الباء) للملابسة «5» ، (بالناس)متعلّق ب (رؤف) ، (رحيم) خبر ثان ل (إنّ) .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سخّر ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال من الفلك «6» .
وجملة: «يمسك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّ الله.. لرؤوف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(تقع) ، فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المثال وقع باب فتح، وزنه تعل بفتحتين.
[سورة الحج (22) : آية 66]
وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (66)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الذي) خبر المبتدأ هو (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (اللام) المزحلقة للتوكيد جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أحياكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يميتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يحييكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: «إنّ الإنسان لكفور» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الحج (22) : الآيات 67 الى 69]
لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)

الإعراب:
(لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (ينازعنّك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة ... و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (في الأمر) متعلّق ب (ينازعنّك) ، (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ادع) بحذف مضاف أي إلى دين ربّك (اللام) المزحلقة للتوكيد (على هدى) متعلّق بخبر إنّ (مستقيم) نعت لهدى مجرور.
جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم ناسكوه ... » في محلّ نصب نعت ل (منسكا) .
وجملة: «لا ينازعنّك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. أي إن ناقشوك في أمر الشريعة فلا ينازعنّك- أي لا تنازعهم- وجملة: «ادع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ينازعنّك.
وجملة: «إنّك لعلى هدى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(الواو) عاطفة (جادلوك) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط. و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ «7» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) أي عالم وجملة: «إن جادلوك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة ناقشوك.
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
(بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، وكذلك (يوم) ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يحكم) ، (فيه) متعلّق ب (تختلفون) .
وجملة: «الله يحكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يحكم بينكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «كنتم فيه تختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تختلفون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(ناسكوه) ، جمع ناسك، اسم فاعل من نسك الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد حذفت النون من الجمع للإضافة.
الفوائد
- وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ «الجدل في الإسلام» :
كثيرة هي الآيات التي تعرضت للجدل، مرة بهذا الاسم، ومرة بالحجاج، وعلى العموم يدعونا الله لنجادل بالتي هي أحسن. ومرة يدعونا لنعرض عن الجاهلين.
وقد اختلف أئمة المذاهب حول الجدل والحجاج.
أ- مالك كان يمقت الجدل والمناظرة، ويرى أن العلم أزمع من أن يتخذ سبيلا للمصاولة والمطاولة.. وقد قال مرة للخليفة الرشيد، وقد طلب إليه أن يناظر أحد الفقهاء، فاستعفى أمير المؤمنين من ذلك قائلا: لا يجوز أن نتخذ العلم كتحريش الديكة.. أو تهويش الكلاب.
ب- الإمام الشافعي، كان يناظر في سبيل إظهار الحقيقة، وكان يقول: ما ناظرت أحدا إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه. وكان هادئا لينا متريثا في مناظراته ومخلصا في مجادلاته.
ج- الإمام أبو حنيفة، فتح باب المناظرة على مصراعيه، حتى أصبحت مدرسته مدرسة أصحاب الرأي.
د- الامام أحمد بن حنبل، لم يبح لنفسه أن يلج باب الجدال قط، وكل كانت له أسباب ودوافع رضي الله عنهم أجمعين.
[سورة الحج (22) : آية 70]
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)

الإعراب:
(ألم تعلم أن الله يعلم) مثل ألم تر أن الله أنزل «8» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، والإشارة (ذلك) إلى الموجود في السماء والأرض (في كتاب) متعلّق بخبر إنّ، والإشارة (ذلك) الثاني إلى علم الله (على الله) متعلّق ب (يسير) .
جملة: «تعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
وجملة: «أنّ ذلك في كتاب» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إنّ ذلك.. يسير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة الحج (22) : الآيات 71 الى 72]
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من دون) متعلّق بحال من الموصول ما، وفاعل (ينزّل) ضمير يعود على لفظ الجلالة (به) متعلّق ب (ينزّل) «9» ، (ما) الثاني موصول معطوف على ما الأول في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم (نصير) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «ليس لهم به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «ما للظالمين من نصير» في محلّ نصب حال «10» .
(الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق بالفعل المبنيّ للمجهول (تتلى) ، (بيّنات) حال من نائب الفاعل آياتنا (في وجوه) متعلّق ب (تعرف) ، (بالذين) متعلّق ب (يسطون) بتضمينه معنى يبطشون (عليهم) متعلّق ب (يتلون) ، (الهمزة)للاستفهام (الفاء) عاطفة (بشّر) متعلّق ب (أنبّئكم) ، (من ذلكم) متعلّق ب (شرّ) ، (النار) مبتدأ خبره جملة وعدها «11» ، و (الهاء) في (وعدها) المفعول الثاني (الذين) هو المفعول الأول «12» ، (الواو) استئنافيّة (بئس) ماض جامد لإنشاء الذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: «تتلى ... آياتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعرف ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يكادون ... » في محلّ نصب حال من الموصول «13» .
وجملة: «يسطون ... » في محلّ نصب خبر يكادون.
وجملة: «يتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أفأنبّئكم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي أأخاطبكم فأنبئكم.
وجملة: «النار وعدها ... » لا محلّ لها تفسر الشرّ.. أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «وعدها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (النار) .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يسطون) ، بمعنى يغلبون أو يقهرون، فيه إعلال بالحذف أصله يسطوون- بواوين- التقى ساكنان فحذف حرف العلّة لام الكلمة فأصبح يسطون، وزنه يفعون.
[سورة الحج (22) : الآيات 73 الى 74]
يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)

الإعراب:
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (الفاء) رابطة بين المسبّب والسبب (له) متعلّق ب (استمعوا) ، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون الله (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (له) متعلّق ب (اجتمعوا) ، (الواو) عاطفة (شيئا) مفعول به منصوب (يستنقذوه) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون (منه) متعلّق ب (يستنقذوه) .
جملة: «النداء: يا أيّها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ضرب مثل ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «استمعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم العبرة فاستمعوا.
وجملة: «إنّ الذين تدعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تدعون من دون الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن يخلقوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اجتمعوا ... » في محلّ نصب حال.. وجواب (لو) محذوف يفسّره المذكور قبله أي: لن يخلقوا ذبابا.
وجملة: «إن يسلبهم الذباب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين تدعون.
وجملة: «لا يستنقذوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «ضعف الطالب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- (ما) نافية (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مضاف إلى المصدر، منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «ما قدروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله لقويّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(ذبابا) ، اسم جنس واحدته ذبابة زنة فعالة، ويجمع على ذبّان بكسر الذال وضمّها وتشديد الباء، وعلى أذبّة زنة أغربة، وهو مأخوذ من ذبّ إذا طرد وآب إذا رجع.
(الطالب) ، اسم فاعل من طلب الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(المطلوب) ، اسم مفعول من طلب الثلاثيّ، وزنه مفعول.
الفوائد
1- المثل في القرآن:
نوهنا مرارا عن دور المثل في القرآن الكريم. ونعود هنا لنقف عند هذه الآية التي تقارن بين قدرة الآلهة المزعومة، سواء أكانت إنسانا أم حيوانا أم جمادا، وعجزها عن خلق ذبابة واحدة، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وبين قدرة الذباب الذي هو من أضعف خلق الله، ولكن قد يسطوا على ما في حوزة الإنسان وسائر تلك الآلهة، فيسلبها بعضها، ويقف ذلك المسلوب عاجزا أمام الذباب، لا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه.
أليس من الحق، أن نصف السالب والمسلوب بالضعف؟! ولعل هذه الآية قد أوحت لذلك الفيلسوف الغربي أن يقول: لقد عجز العلم حتى اليوم أن يكشف حقيقة ذبابة.. وقد استلهم إيمانه بالقدرة القادرة المهيمنة على هذا الوجود، من خلال دقة مخلوقات الله، وعجز الإنسان وعلمه عن إدراك سر الحياة لدى أضعف الأحياء من مخلوقات الله، وما أروع قوله تعالى في ختام هذه الآية «ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» وهكذا نجد أن المثل من جهة، والحوار من جهة ثانية، والقصة من جهة ثالثة، والصور المشخصة ذات الحياة والحركة، كلها من جملة العناصر المكونة لأسلوب القرآن الكريم وبلاغته وإعجازه.
2- جدّة اختراع المعاني:
هو أن يخترع الشاعر أو الكاتب معنى لم يسبق إليه، فقوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً» هي من أبلغ ما أنزل الله في تجهيل الكافرين وتقريعهم والاستخفاف بعقولهم، لغرابة التمثيل الذي تضمن الإفراط في المبالغة مع كونها ملازمة للحق والواقع.
فقد اقتصر سبحانه على ذكر أضعف المخلوقات وأقلها سلبا لما تسلبه، وتعجيز كل من دونه، عن خلق مثله، مع التضافر والاجتماع، ثم عدل عن رتبة الخلق، لما فيه من تعجيز، إلى استنقاذ النزر القليل، الذي يسلبه الذباب، فقد تدرج في النزول على ما تقضيه خطة البلاغة في الترتيب.
ولجدّة الاختراع في المعاني، لدى الشعراء والأدباء، بحث طريف ومفيد غاية الفائدة. ولولا مخافة الخروج عن خطتنا في الإيجاز، لعرضنا عليك أضغاثا من عيون اختراعات أبي تمام والمتنبي وابن الرومي والجاحظ وغيرهما كثير، فإن كنت من فرسان هذا الميدان، فعليك بدواوين هؤلاء.
[سورة الحج (22) : الآيات 75 الى 76]
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76)

الإعراب:
(من الملائكة) متعلّق ب (يصطفي) ، وكذلك (من الناس) ، (بصير) خبر ثان مرفوع جملة: «الله يصطفى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصطفي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «إنّ الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (ما خلفهم) مثل ما بين.. ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (ترجع) ..
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.
الصرف:
(يصطفي) ، فيه إبدال تاء الافتعال إلى طاء لمجيئها بعد الصاد، وأصله يصتفي.
__________
(1) في الآية (63) من هذه السورة.
(2) يجوز عطفه على لفظ الجلالة، وجملة تجري حينئذ خبر.
(3) يجوز نصب لمصدر المؤوّل على البدليّة من السماء، بدل اشتمال، أي يمسك وقوع السماء أي يمنع وقوعها.
(4) أو أداة استثناء لاستثناء مفرّغ.
(5) أي هو مستثنى من عموم الأحوال.. أي يمسك السماء أن تقع في كلّ حال إلّا في حال إذنه.
(6) أو هي معطوفة على جملة سخّر- فهي في المعنى خبر- إذا عطف (الفلك) على لفظ الجلالة الله.
(7) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي تعملونه. [.....]
(8) في الآية (63) من هذه السورة.
(9) أو بمحذوف حال من (سلطانا) - نعت تقدّم على المنعوت-
(10) أو استئنافيّة لا محلّ لها.
(11) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة استئناف بيانيّ، وجملة وعدها خبر ثان للمبتدأ هو.
(12) يصحّ أن يكون الموصول المفعول الثاني إذا كانت النار هي الآكلة والكافرون مأكولون.
(13) المضاف جزء من المضاف إليه.. ويجوز أن تكون حالا من وجوه لأنّها أصحابها.

(14) أو في محلّ رفع خبر ثالث للحرف المشبّه بالفعل إنّ..

ابوالوليد المسلم 20-06-2022 07:59 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 408)
من صــ 151الى ص
ـ 164




[سورة الحج (22) : الآيات 77 الى 78]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)

الإعراب:
(يا أيّها الذين آمنوا) مثل يا أيّها الناس «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة..
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اركعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اسجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّكم.
(الواو) عاطفة (في الله) متعلّق ب (جاهدوا) بحذف مضافين أي في إقامة دين الله (حق جهاده) مثل حقّ قدره «2» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (عليكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (في الدين) متعلّق ب (جعل) «3» ، (حرج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل عامله جعل (ملّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره اتّبعوا «4» ، وعلامة الجرّ في (أبيكم) الياء (إبراهيم) عطف بيان لأبيكم مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (المسلمين) مفعول به ثان عامله سمّاكم، وعلامة النصب الياء (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (سمّاكم) «5» ، (في هذا) متعلّق ب (سمّاكم) ،والإشارة إلى القرآن (اللام) لام التعليل (يكون) مضارع ناقص ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عليكم) متعلّق ب (شهيدا) ، (تكونوا) معطوف على يكون منصوب، وعلامة النصب حذف النون (على الناس) متعلّق ب (شهداء) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بالله) متعلّق ب (اعتصموا) ، (الفاء) استئنافيّة، والمخصوص بالمدح لفعلي المدح محذوف تقديره هو أي الله.
وجملة: «جاهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «هو اجتباكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «اجتباكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «ما جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو اجتباكم «6» .
وجملة: « (اتّبعوا) ملّة أبيكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة «7» .
وجملة: «هو سمّاكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «سمّاكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «يكون الرسول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سمّاكم) .
وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «أقيموا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم أهلا لهذه التسمية فأقيموا ...
وجملة: «آتوا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «اعتصموا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «هو مولاكم ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
وجملة: «نعم المولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نعم النصير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعم المولى..
الصرف:
(جهاد) ، مصدر سماعيّ لفعل جاهد الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ فهو مجاهدة وزنه مفاعلة بفتح الفاء وفتح العين.
(سمّاكم) ، فيه إعلال بالقلب أصله سمّيكم، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعّلكم.
الفوائد
- وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ.
رفع الحرج في الإسلام:
اتخذ هذا العنوان بعض الأئمة المجتهدين أصلا من أصول الفقه في الإسلام، وقد استندوا في قرارهم هذا، إلى نصوص كثيرة مثبوته في القرآن الكريم، كقوله تعالى:
«إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» . وهذه الآية التي نحن بصددها «وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» . وقوله تعالى «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها» وقوله «رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ» . وقصر الصلاة في السفر، وإباحة الإفطار في رمضان لمن كان مريضا أو على سفر، إلخ. وفي الحديث الشريف
قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما خيّرت بين أمرين إلا اخترت أيسرهما»
وقوله «يسروا ولا تعسروا. إلخ»
ومنعه صحابته أن يتشادوا في الدين،
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له لكني: أصوم، وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي مني) .
ومثل ذلك كثير نجده في كتب السيرة والكتب الصحاح.
المجتهدين ما معناه «من السهل على كل إنسان أن يتشدّد في الدين ما شاء، وأن يصدر الأحكام المضيقة على المسلمين، وليس في ذلك كبير فائدة. ولكن المطلوب، والذي لا يضطلع به إلا كل ذي قدرة متفوقة، وعقل راجح، هو التسهيل على المسلمين، وإيجاد المخارج من المآزق، والحلول الناجعة، للشؤون الطارئة، والمشاكل المستحدثة..
انتهت سورة «الحج» ويليها سورة «المؤمنون»
الجزء الثامن عشر
سورة المؤمنون آياتها 118 آية سورة النّور آياتها 64 آية سورة الفرقان من الآية 1 إلى الآية 20

سورة المؤمنون
آياتها 118 آية

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 1 الى 11]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (4)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (9)
أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11)

الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل (المؤمنون) ، (هم) مبتدأ خبره (خاشعون) ، (في صلاتهم) متعلّق بالخبر (الواو) عاطفة في المواضع الستة، والموصولات الخمسة (الذين) في محلّ رفع معطوفة على الموصول الأول (عن اللغو) متعلّق ب (معرضون) الخبر، (الزكاة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل فاعلون، و (اللام) هي لام التقوية «8» ، (لفروجهم) مثل للزكاة (إلّا) أداة حصر (على أزواجهم) متعلّق ب (حافظين) بتضمينه معنى ممسكين «9» ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم، و (الفاء) في (فإنّهم) تعليليّة و (الفاء) بعدها عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (ابتغى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط (وراء) ظرف منصوب متعلّق ب (ابتغى) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل لا محلّ لها «10» ، (لأماناتهم) مثل للزكاة، فالأمانات مفعول ل (راعون) ، (على صلواتهم) متعلّق ب (يحافظون) ، (أولئك هم الوارثون) مثل أولئك هم العادون (الذين) الأخير في محلّ رفع نعت ل (الوارثون) (فيها) متعلّق بالخبر (خالدون) .
جملة: «قد أفلح المؤمنون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «هم.. خاشعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «هم.. فاعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «هم.. حافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «ملكت أيمانهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «إنّهم غير ملومين» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «من ابتغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم غير ...
وجملة: «ابتغى وراء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أولئك هم العادون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «هم العادون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «هم.. راعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: «هم.. يحافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس.
وجملة: «يحافظون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «أولئك.. الوارثون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يرثون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع.
وجملة: «هم.. خالدون» في محلّ نصب حال من الفاعل أو المفعول.
الصرف:
(8) راعون، جمع راع اسم فاعل من الثلاثيّ رعى، وفيه إعلال بالحذف حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه فاعون.
البلاغة
الطباق:

وذلك في قوله تعالى «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» طباق إيجاب، فقد جمع سبحانه للمؤمنين في هذا الوصف بين الفعل والترك، إذ وصفهم بالخشوع في الصلاة وترك اللغو، وهذا كله من طباق الإيجاب المعنوي.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 12 الى 16]
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (16)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (من سلالة) متعلّق ب (خلقنا) ، (من طين) متعلّق بنعت ل (سلالة) (ثمّ) حرف عطف للتراخي في المواضع الخمسة (نطفة) مفعول به ثان عامله جعلناه منصوب (في قرار) متعلّق بنعت ل (نطفة) «11» ، (علقة) مفعول به ثان عامله خلقنا بتضمينه معنى صيّرنا وكذلك (مضغة وعظاما) ، (الفاء) عاطفة (لحما) مفعول به ثان عامله (كسونا) ، منصوب، (خلقا) حال من الضمير الغائب بمعنى مخلوقا (آخر) نعت ل (خلقا) منصوب، ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (الفاء) لربط المسبب بالسبب (أحسن) بدل من لفظ الجلالة مرفوع «12» ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (ميّتون) ، (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (تبعثون) .
جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة- أو معطوفة على الابتدائيّة- وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا..
وجملة: «خلقنا النطفة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناه.
وجملة: «خلقنا العلقة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا النطفة.
وجملة: «خلقنا المضغة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا العلقة.
وجملة: «كسونا العظام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا المضغة.
وجملة: «أنشأناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كسونا..
وجملة: «تبارك الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأناه.. «13» .
وجملة: «إنّكم ... لميّتون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأناه.
وجملة: «إنّكم.. تبعثون» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنكم لميّتون.
وجملة: «تبعثون» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(2) سلالة، اسم لما استلّ من الشيء أو بمعنى خلاصة الشيء، وهو بمعنى الشيء المسلول وزنه فعلة بضم الفاء.
البلاغة
المجاز:
في قوله تعالى «فِي قَرارٍ مَكِينٍ» قوله «فِي قَرارٍ» أي مستقر، وأطلق عليه ذلك مبالغة، والمراد به الرحم، ووصفه بقوله «مكين» أي متمكن، وهو النطفة هنا، على سبيل المجاز، كما يقال طريق سائر. وجوز أن يقال: إن الرحم نفسها متمكنة، ومعنى تمكنها أنها لا تنفصل، لثقل حملها، أو لا تمج ما فيها، فهو كناية عن جعل النطفة محرزة مصونة.
الفوائد
- تفاوت حروف العطف:
كلنا يعلم أن لكل حرف من حروف العطف معنى، مثال ذلك أنّ «ثمّ» للتراخي، «والفاء» للتعقيب، و «أو» للتساوي، إلخ ولكن ثمة اعتبارات أخرى يجب أن ندركها، وأن نعطيها دورها في تقرير تلك الفوارق بين الحروف، من ذلك الاتصال الوثيق بين فترتي المعطوف والمعطوف عليه،وإن طالت مدة كل منهما.
ومن ذلك، الفارق العقلي بين ركني العطف، وإن تقاربت مدتهما، فالاستبعاد العقلي أنزل مدة العطف منزلة التراخي في الزمن، واستبدل حرف العطف الفاء بحرف العطف «ثم» . ولهذا البحث لطائف واعتبارات دقيقة حرية بالدراسة لو كانت خطة الكتاب تسمح بذلك.
__________
(1) في الآية (73) من هذه السورة.
(2) في الآية (74) من هذه السورة.
(3) أو متعلّق بحال من حرج، أو بحال من الضمير في (عليكم) .
(4) أو منصوب بمضمون ما تقدّمه بحذف مضاف، كأنّه قال وسع دينكم توسعة ملّة أبيكم فهو مفعول مطلق لفعل محذوف ... والسيوطي تبع الفرّاء بجعله منصوبا على نزع الخافض وهو الكاف، وأبو البقاء جعله حالا بحذف مضاف أي مثل ملّة أبيكم.
(5) وبني على الضمّ لانقطاعه عن الإضافة لفظا أي من قبل هذا الكتاب..
(6) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها أيضا.
(7) من حالات نصب (ملّة) كونه منصوبا بفعل محذوف تقديره أعني، فكأنّ ثمّة سؤال مقدّر بعد قوله تعالى: ما جعل عليكم في الدين من حرج.. أيّ دين هو، فالجواب: أعني ملّة أبيكم.. فالجملة على هذا استئناف بيانيّ. [.....]
(8) يجوز أن تكون اللام أصلية فهي متعلّقة ب (فاعلون) .
(9) وفي الكلام معنى النفي الذي يجب أن يسبق (إلّا) ، لأنّ الإمساك هو عدم البذل..
ويجوز أن يكون الجارّ حالا أي إلّا قوّامين على أزواجهم.. وأجاز الزمخشريّ تعليقه بفعل محذوف تقديره يلامون.
(10) أو مبتدأ خبره العادون.
(11) أو متعلّق ب (جعلناه) .
(12) لم يعرب نعتا للفظ الجلالة لأنه في حكم النكرة وإن أضيف إلى الخالقين، فالأخير على معنى من، أي: أحسن ممّن خلق.. وأجاز أبو البقاء أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف..
(13) أو استئنافيّة دعائيّة.


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 06:49 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 409)
من صــ 164الى ص
ـ 175



[سورة المؤمنون (23) : الآيات 17 الى 22]
وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (21)
وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)

الإعراب:
(لقد خلقنا) مرّ إعرابها «1» ، (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (خلقنا) ، ومنع (طرائق) من الصرف لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع (الواو) حالية- أو عاطفة- (ما) نافية مهملة (عن الخلق) متعلّق بالخبر (غافلين) .
جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة القسم المقدّرة المتقدّمة- «2» .
وجملة: «ما كنّا.. غافلين» في محلّ نصب حال من فاعل خلقنا «3» .
18- (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) ، (بقدر) متعلّق بحال من الفاعل «4» ، (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (أسكنّاه) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (على ذهاب) متعلّق بالخبر (قادرون) ، (به) متعلّق ب (ذهاب) ، و (الباء) للتعدية (اللام) هي المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «أسكنّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: «إنّا.. لقادرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنّاه «5» .
19- (الفاء) عاطفة (لكم) متعلّق ب (أنشأنا) ، (به) متعلّق ب (أنشأنا) و (الباء) سببيّة (من نخيل) متعلّق بنعت ل (جنّات) (لكم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «6» ، والمبتدأ (فواكه) ، (الواو) عاطفة (منها) متعلّق ب (تأكلون) .
وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنّاه.
وجملة: «لكم فيها فواكه ... » في محلّ نصب نعت لجنّات «7» .
وجملة: «تأكلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لكم فيها فواكه.
20- (الواو) عاطفة (شجرة) مفعول به لفعل محذوف تقديره أنشأنا (من طور) متعلّق ب (تخرج) ، ومنع (سيناء) من الصرف للعلميّة والتأنيث- أو مؤنّث منته بألف التأنيث الممدودة- (بالدهن) متعلّق ب (تنبت) و (الباء) للتعدية (صبغ) معطوف على الدهن بالواو مجرور (للآكلين) متعلّق بنعت ل (صبغ) ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: « (أنشأنا) شجرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا المذكورة.
وجملة: «تخرج ... » في محلّ نصب نعت لشجرة.
وجملة: «تنبت ... » في محلّ نصب حال من فاعل تخرج.
21- 22- (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بخبر إنّ (في الأنعام) متعلّق بحال من (عبرة) «8» ، و (اللام) لام الابتداء للتوكيد (عبرة) اسم إنّ مؤخّر منصوب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (نسقيكم) ، (في بطونها) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (لكم فيها ... تأكلون) مثل السابقة (الواو) عاطفة (عليها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول تحملون، وكذلك (على الفلك) .
وجملة: «إنّ لكم.. لعبرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.
وجملة: «نسقيكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لكم فيها منافع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسقيكم.
وجملة: «منها تأكلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسقيكم.
وجملة: «عليها.. تحملون» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسقيكم.
الصرف:
(17) طرائق، جمع طريقة.. انظر الآية (63) من سورة طه.
(18) ذهاب، مصدر سماعيّ لفعل ذهب الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو ذهوب بضمّ الذال.
(20) سيناء، اسم مكان للصحراء المعروفة، وزنه فيعال، فيه إبدال لامه- وهي الياء- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة ساكنة.
(20) الدهن، اسم لعصارة كلّ شيء فيه دسم، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(20) صبغ، اسم لما يصبغ به الشيء جمعه أصباغ، وزنه فعل بكسر فسكون.
(آكلين) ، جمع آكل اسم فاعل من أكل الثلاثيّ، وزنه فاعل والجمع فاعلين، أدغمت الهمزة مع ألف فاعل الساكنة ووضع فوقها مدّة.
البلاغة
الاستعارة التصريحية:
في قوله تعالى «وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» حيث شبه الإدام من المائعات بالصبغ، ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به، بجامع التلون بلونه إذا غمس به.
الفوائد
1- التوكيد:
يلاحظ المتبصر في أساليب القرآن أن التوكيد عصب أساسي في أسلوب القرآن الكريم، انظر الآية 18 (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) ، فقد اشتملت هذه الفقرة على عدد من أدوات التوكيد، أولها: (أنّ) وثانيتها: تقديم الخبر «عَلى ذَهابٍ» على المبتدأ، وثالثها: حرف الجر الزائد «به» ، رابعها: «اللام المزحلقة ل قادرون» . ويمكننا أن نقول بمثل ذلك في قوله تعالى «إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً» فيها ثلاث مؤكدات. ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم، لدى من يرصد ظاهره. وتعليل ذلك يختلف باختلاف السور ومواضيعها. ولعل من أول هذه الأسباب: تعنت المشركين المنافقين وأهل الكتاب الذين كانوا موضوع هذه الخطابات، ومنه أيضا قوة الحجة عليهم، وإقامتها لديهم، من قبله تعالى. فهل من مدكر؟! 2- طور سيناء هو طور سينين نفسه:
وهو، إما أن يكون مركبا إضافيا، كامرئ القيس، بعلبك، وهو ممنوع من الصرف.
وإما أن يكون «طور» اسم الجبل، وقد أضيف إلى بقعة اسمها «سيناء» ، وهي معروفة ب «صحراء سيناء» ، وهي امتداد لفلسطين حتى قناة السويس، وهي صحراء التيه التي تاه بها قوم موسى أربعين سنة، وأمّا الشجرة، فهي شجرة الزيتون، لأنها اشتهرت زراعتها في هذه المنطقة من بلاد الشام.
[سورة المؤمنون (23) : آية 23]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لقد أرسلنا نوحا) مرّ إعراب نظيرها «9» ، (إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (يا قوم) أداة نداء ومنادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) مضاف إليه (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (غيره) نعت لإله تبع محلّه فرفع (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة..
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تتّقون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أعصيتم فلا تتّقون.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 24 الى 25]
فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع نعت للملأ (من قومه) متعلّق بحال من فاعل كفروا (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (بشر) خبر المبتدأ (هذا) (مثلكم) نعت لبشر مرفوع (عليكم) متعلّق ب (يتفضّل) .
والمصدر المؤوّل (أن يتفضّل) في محل نصب مفعول به عامله يريد..
(الواو) عاطفة (اللام) واقعة في جواب لو (بهذا) متعلّق ب (سمعنا) ، (في آبائنا) متعلّق ب (سمعنا) بحذف مضاف أي في أخبار آبائنا «10» .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما هذا إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يريد ... » في محلّ نصب حال من بشر «11» .
وجملة: «يتفضّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ما سمعنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
25- (إن) نافية (إلّا) للحصر (رجل) خبر للمبتدأ (هو) ، (به) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (تربّصوا) ، وكذلك (حتّى حين) .
وجملة: «إن هو إلّا رجل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «به جنّة ... » في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: «تربّصوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم معرفة حقيقته فتربّصوا.
[سورة المؤمنون (23) : آية 26]
قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (26)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ و (النون) للوقاية.. و (الياء) المحذوفة مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ما كذّبون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (انصرني) ، و (الباء) سببيّة.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ انصرني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «انصرني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إنّهم مغرقون» لا محلّ لها تعليليّة.
الفوائد
- «فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ» :
لعلها المرة الثالثة، نشير فيها إلى مواطن «أن» التفسيرية، وهي التي تقع بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه. فالفعل «أوحى» فيه معنى القول، وليس فيه حرف من حروفه.
وتكفي هذه الإشارة لتدفع القارئ لمعاودة هذا البحث في مظانه.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 28 الى 29]
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل التاء (الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محل رفع معطوف على الضمير فاعل استويت (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (على الفلك) متعلّق ب (استويت) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحمد) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (من القوم) متعلّق ب (نجّانا) .
جملة: «استويت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نجّانا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
29- (الواو) عاطفة (ربّ أنزلني) مثل ربّ انصرني «112» ، (منزلا) مفعول به منصوب «13» ، (الواو) حاليّة «14» .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزلني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنت خير ... » في محلّ نصب حال من فاعل أنزلني «15» .
الفوائد
- قصة نوح:

سوف نجتزئ الجزء الأخير من هذه القصة، وندع كاملها إلى موطن آخر.
«فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا» لما رأى أن الله قد حقت كلمته، وقضى وحيه، أنه لن يؤمن به أحد بعد، وأنه قد طبع على قلوبهم، ووضعت عليها الأقفال، فلم يعودوا يخضعون لبرهان، أو يذعنون إلى إيمان، قال: «رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» .
فاستجاب الله دعاءه وأوحى إليه: ان «اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» فاتخذ مكانا قصيا عن المدينة، وراح يعدّ الألواح والمسامير، ولكن لم ينج من سخرية القوم واستهزائهم.
قال بعضهم: إنك يا نوح كنت تزعم، قبل اليوم، أنك نبي ورسول، فكيف أصبحت اليوم نجارا وقال غيرهم: ما بالك تصنع السفينة بعيدة عن البحار والأنهار. ولكنه أعرض عن استهزائهم ولغوهم.
فأوحى إليه الله: إذا جاء أمرنا، وظهرت آياتنا، فاعمد إلى سفينتك، وخذ من آمن من قومك وأهلك، واحمل معك من كل زوجين اثنين، حتى يبلغ أمر الله.
وفتحت أبواب السماء بالماء، وتفجرت عيون الأرض، وبلغ السيل الزبى، ثم جاوز القيعان والربا، فهرع نوح إلى السفينة، وحمل ما أمر الله بحمله من الإنسان والحيوان والنبات، وسارت باسم الله مجراها ومرساها.
سارت السفينة في ريح رخاء، والأمواج تفتح بين طياتها للكافرين قبورا، والزبد يخيط لهم أكفانا، يغالبون الموت والموت يغلبهم، ويصارعون الموج ولكن الموج يصرعهم، حتى طوتهم الأمواج طي السر في الفؤاد. هذا فصل من فصول قصة نوح نقلناه إليك، كما ورد في المطولات وقصص القرآن، وسنعود لسيرة نوح، في مواطن أخرى من هذا الكتاب بعونه تعالى.
2- هيهات فيها لغات كثيرة العدّ: وقد اشتهرت بفتح التاء على البناء، وهي لغة الحجازيين، وفيها هيهاتا وهيهات وهيهات بالكسر والتنوين ثم الثلاثة بدون تنوين ثم بسكون التاء. ويجوز إبدال الهمزة من الهاء الأولى في سائر اللغات المذكورة.
ويقع الاسم بعدها مرفوعا بها، كما يرتفع بالفعل، لأنها جارية مجراه، فاقتضت فاعلا قال جرير:
فهيهات هيهات العقيق ومن به ... وهيهات خلّ بالعقيق نواصله
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 30 الى 32]
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32)

الإعراب:
(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (اللام) هي الفارقة (مبتلين) خبر كنّا منصوب.
جملة: «إنّ في ذلك لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن (هـ) كنّا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كنّا لمبتلين) في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
31- (من بعدهم) متعلّق ب (أنشأنا) ، (آخرين) نعت لقرن منصوب، وهو على معنى قوم، وعلامة النصب الياء.
وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على إن كنّا ...
32- (الفاء) عاطفة (فيهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (منهم) متعلّق بنعت ل (رسولا) ، (أن) مفسّرة «16» ، (اعبدوا الله ... تتّقون) مرّ إعرابها «17» .
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «18» .
وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تتّقون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مقرّر لما قبله.
__________
(1) في الآية (12) من هذه السورة.
(2) في الآية (12) من هذه السورة.
(3) أو معطوفة على جواب القسم.
(4) أو متعلّق بنعت لماء، أي كائنا بقدر، أي مقدّرا.
(5) أو اعتراضيّة، ويجوز أن تكون في محلّ نصب حالا من الفاعل أو من المفعول في (أسكنّاه) .
(6) يجوز أن يتعلّق بحال من فواكه- نعت تقدّم على المنعوت-
(7) أو هي حال من جنّات لأنّها وصفت بالجارّ والمجرور (من نخيل) .
(8) أو متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر. [.....]
(9) في الآية (12) من هذه السورة.
(10) أو متعلّق بمحذوف حال من اسم الإشارة.
(11) لأنّ النكرة هنا وصفت، ويجوز أن تكون الجملة نعتا لبشر في محلّ رفع.
(12) في الآية (26) من هذه السورة.
(13) أو مفعول مطلق منصوب إن كان مصدرا ميميّا.
(14، 15) أو استئنافيّة والجملة بعدها استئناف تعليليّ.
(16، 18) سبقت بفعل أرسلنا الذي فيه معنى القول دون حروفه، أي قلنا لهم على لسان الرسول.
ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (أرسلنا) ، أي أرسلنا فيهم بأن اعبدوا.. وعدّي الإرسال بفي لأنه جعل القرن موضع الإرسال.
(17) في الآية (23) من هذه السورة.


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 07:05 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 410)
من صــ 175الى ص
ـ 188






[سورة المؤمنون (23) : الآيات 33 الى 38]
وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قال الملأ ... كفروا) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (بلقاء) متعلّق ب (كذّبوا) ، (في الحياة) متعلّق ب (أترفناهم) ، (ما هذا ... مثلكم) مرّ إعرابها «2» (ممّا) متعلّق ب (يأكل) ، (منه) متعلّق ب (تأكلون) ، (ممّا) الثاني متعلّق ب (يشرب) .
جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أترفناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «ما هذا إلّا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من بشر «3» .
وجملة: «تأكلون منه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يشرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل.
وجملة: «تشربون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
34- (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أطعتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (مثلكم) نعت ل (بشرا) منصوب (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (خاسرون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «إن أطعتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما هذا إلّا بشر.
وجملة: «إنّكم.. لخاسرون» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
35- (الهمزة) للاستفهام التعجبيّ، وفاعل (يعدكم) ضمير مستتر تقديره هو أي الرسول، وخبر (أنكم) الأول هو (مخرجون) ، وكرّر (أنّكم) توكيدا لطول الفاصلة «4» ...
والمصدر المؤوّل (أنّكم ... مخرجون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعدكم.
(إذا) ظرف قد يحمل معنى الشرط، فالجواب محذوف، ويتعلّق به الظرف، وقد يكون ظرفا محضا متعلّق بما دلّ عليه خبر أنّكم (الواو) عاطفة في الموضعين.
وجملة: «يعدكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «متمّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنتم ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متّم.
36- (هيهات) اسم فعل ماض بمعنى بعد (هيهات) الثاني توكيد للأول (اللام) زائدة «5» . (ما) حرف مصدريّ «6» ، (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع..
و (الواو) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (ما توعدون..) محلّه الأبعد فاعل هيهات.. ومحلّه الأقرب مجرور باللام أي بعد وعد الرسول بإخراجكم بعد الموت.
وجملة: «هيهات ... لما توعدون» لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق في حيّز القول السابق.
37- (إن) نافية (إلّا) للحصر (حياتنا) خبر المبتدأ (هي) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) اسمها (مبعوثين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجر الياء.
وجملة: «إن هي إلّا حياتنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «نموت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
وجملة: «نحيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت.
وجملة: «ما نحن بمبعوثين» لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت.
38 (إن هو إلّا رجل) مثل إن هي إلّا حياتنا (على الله) متعلّق ب (افترى) ، (كذبا) مفعول به منصوب «8» (الواو) عاطفة (ما نحن له بمؤمنين) مثل ما نحن بمبعوثين.. (له) متعلّق ب (مؤمنين) .
وجملة: «إن هو إلّا رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «افترى ... » في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: «ما نحن له بمؤمنين» في محلّ رفع معطوفة على جملة افترى.
الصرف:
(هيهات) ، اسم فعل ماض معناه بعد.
الفوائد
1- الآية «أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ» .
للنحاة آراء عدة في إعراب هذه الآية وخصوصا في خبر «أن» الأولى وأن الثانية.
نختار لكم الرأي الراجح لدى أئمة النحو الذي ارتاحت له النفس واطمأن إليه الفكر وهو أن «أنّ» الثانية تكرار وتوكيد للأولى بعد أن طال الفصل وأن كلمة «مخرجون» هي خبر ل «أن» الأولى وهذا ما ذهب إليه الجرمي، والمبرد، والفراء ويتفق مع صناعة النحو وقواعد اللغة..
2- حول هذه الآية:
شرح ابن أبي الحديد نهج البلاغة، وقد أورد في شرحه ما يلي: قال قاضي القضاة: إن أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم، ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة، لم يذهب أحد إليها، وهي أن العالم قديم، لم يزل على هيئته هذه، ولا إله للعالم، ولا صانع له أصلا، وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر. ومن أشهر الذين أخذوا بهذه المقالة من العرب ابن الراوندي، وقد أخذ هذه المقالة ونشرها في كتابه المعروف بكتاب التاج.
وقد ذكر أبو العلاء المعري ابن الراوندي وتاجه في رسالة الغفران، ومما قاله:
«وأما ابن الراوندي، فلم يكن إلى المصلحة بمهدي، وأما تاجه فلا يصلح أن يكون نعلا، هل تاجه إلا كما قالت الكاهنة» «أفّ وتفّ وجورب وخف» . وفي هؤلاء يقول أبو العلاء في لزومياته:ضل الذي قال البلاد قديمة ... بالطبع كانت والأنام كبنتها

وأمامنا يوم تقوم هجوده ... من بعد إبلاء العظام ورفتها
ورحم الله المعري، لو عاش إلى أيامنا، لرأى الآلاف والملايين من الوراقين والراونديين، يجاهرون بمقالة أولئك، ولا يجدون من يشذب مقالتهم أو يزري بآرائهم، فقد أصبحوا ذوي قوة وأيد.
[سورة المؤمنون (23) : آية 39]
قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (39)

الإعراب:
انظر إعرابها مفردات وجملا سابقا «9» .
[سورة المؤمنون (23) : آية 40]
قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (40)

الإعراب:
(ما) زائدة (عن قليل) متعلّق ب (نادمين) «10» ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يصبحنّ) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين اسم يصبح، و (النون) نون التوكيد (نادمين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصبحنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 41 الى 51]
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (45)
إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (46) فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (50)
يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق بحال من الصيحة (الفاء) عاطفة (غثاء) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم (الفاء) عاطفة (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي ابعدوا بعدا (للقوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره قلنا «11» .
جملة: «أخذتهم الصيحة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «12» .
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة.
وجملة: « (ابعدوا) بعدا ... » في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر..
وجملة القول المقدّر لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة.
42- (ثمّ) حرف عطف (من بعدهم) متعلّق ب (أنشأنا) .
وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة.
43- (ما) نافية (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تسبق..
وجملة: «ما تسبق من أمّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا «13» .
وجملة: «ما يستأخرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تسبق.
44- (تترى) مصدر في موضع الحال أي متتابعين «14» ، (كلّما) تركيب ظرفي متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب كذّبوه (أمّة) مفعول به مقدّم منصوب (الفاء) عاطفة (بعضا) مفعول به ثان منصوب عامله أتبعنا (الواو) عاطفة (أحاديث) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (الفاء) عاطفة (بعدا لقوم لا يؤمنون) مثل بعدا للقوم الظالمين.. و (لا) نافية.
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا.
وجملة: «جاء أمّة رسولها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «15» .
وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أتبعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعنا.
وجملة: « (ابعدوا) بعدا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والقول المقدّر معطوف على جملة جعلناهم ...
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
45- (هارون) عطف بيان من (أخاه) - أو بدل منه- منصوب (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى..
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا رسلنا.
46- (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) منع من الصرف للعلميّة والعجمة (الفاء) عاطفة..
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا موسى.
وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
47- (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (لبشرين) متعلّق ب (نؤمن) ، (مثلنا) نعت لبشرين مجرور مثله «16» ، (الواو) حاليّة (لنا) متعلّق ب (عابدون) الخبر.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: «نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قومهما لنا عابدون» في محلّ نصب حال.
48- (الفاء) عاطفة في الموضعين (من المهلكين) متعلّق بخبر كانوا ...
وجملة: «كذّبوهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوهما.
49- (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (الكتاب) مفعول به ثان منصوب، والضمير في (لعلّهم) يعود على قوم موسى.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «لعلّهم يهتدون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
50- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (آية) مفعول به ثان عامله جعلنا (إلى ربوة) متعلّق ب (آويناهما) (ذات) نعت لربوة مجرور (معين) معطوف على قرار، مجرور، وهو نعت لمنعوت محذوف أي ماء معين.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا موسى..
وجملة: «آويناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا..
51- (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (ها) حرف تنبيه (الرسل) بدل من أيّ، أو عطف بيان تبعه في الرفع لفظا (من الطيّبات) متعلّق ب (كلوا) ، (ما) حرف مصدريّ «17» ..
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (عليم) خبر إنّ.
وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لما سبق.
وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّي.. عليم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل بما سبق- وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(41) غثاء، اسم جامد للنبات اليابس، وزنه فعال بضمّ الفاء جمعه أغثية وغثيان بكسر الغين كغراب وأغربة وغربان.. وفيه قلب لامه- الواو- همزة فهو من غثا يغثو، فقد جاءت متطرّفة بعد ألف ساكنة.
(44) تترى: مصدر، و (التاء) الأولى فيه منقلبة عن واو أصله وترى لأنّ الكلمة من الوتر أو من المواترة، و (الألف) أمّا مزيدة للإلحاق كأرطى، أو هي للتأنيث. أمّا رسمها فقد رسمت في المصحف طويلة- خلافا للقياس الإملائيّ- وذلك لتناسب قراء التنوين.
(46) عالين، جمع عال، انظر الآية (83) من سورة يونس، وعالين فيه إعلال بالحذف بدءا من المفرد لالتقاء سكون حرف العلّة مع سكون التنوين.
(48) ، المهلكين: جمع المهلك اسم مفعول من أهلك الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(50) معين، اسم مفعول من عان الثلاثيّ، مضارع يعين فهو على وزن مبيع فالميم زائدة، أصله معيون، دخله الإعلال حيث سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى العين- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الواو لأنها زائدة فأصبح معين- بضمّ العين- اعلال بالحذف، ثمّ كسرت العين لمناسبة الياء فأصبح معين بفتح الميم وكسر العين. وقيل إنّ الميم أصليّة فوزنه فعيل مشتقّ من معن الثلاثيّ بمعنى جرى وأسرع.
الفوائد
1- ألف تترى المقصورة فيها ثلاثة أقوال:
أ- هي للإلحاق ب «جعفر» وهي كألف في «أرطى» .
ب- هي بدل من التنوين ج- هي للتأنيث مثل سكرى، وعلى هذا القول فهي ممنوعة من الصرف ولا تنوّن.
ومعناها «متتابعا» .
2- كلما: هي ظرف متضمن معنى الشرط، وتفيد التكرار، وقد ألمحنا لذلك سابقا.

[سورة المؤمنون (23) : آية 52]
وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)

الإعراب:
(الواو) عاطفة في الموضعين (أمّة) حال منصوبة من أمّتكم «18» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب، والنون في (فاتّقون) هي نون الوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة آخر الآي.
جملة: «إنّ هذه أمّتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «19» .
وجملة: «أنا ربّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ هذه أمّتكم.
وجملة: «اتّقون» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: تنبّهوا فاتّقون.
[سورة المؤمنون (23) : آية 53]
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (تقطّعوا) ، (زبرا) حال من فاعل تقطّعوا منصوبة (بما) متعلّق ب (فرحون) ، و (ما) موصول (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما.
جملة: «تقطّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كلّ حزب.. فرحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «20» .

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 54 الى 56]
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (55) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (56)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (في غمرتهم) متعلّق ب (ذرهم) «21» ، (حتّى حين) متعلّق ب (ذرهم) .
جملة: «ذرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن يفرحوا بما لديهم فذرهم.
55 (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (ما) موصول اسم أنّ في محلّ نصب «22» ، (به) متعلّق ب (نمدّهم) ، (من مال) متعلّق بمحذوف حال من الضمير في به «23» .
وجملة: «يحسبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نمدّهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
56- (لهم) متعلّق ب (نسارع) وكذلك (في الخيرات) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية.
وجملة: «نسارع ... » في محلّ رفع خبر أنّ. والرابط مقدّر أي نسارع به لهم.
والمصدر المؤوّل (أنّ ما نمدّهم.. نسارع) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون.
وجملة: «لا يشعرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستفهام التقريعيّ.
الفوائد
- أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ:
ورد رسم «أنما» في القرآن متصلا، فكأنها كلمة واحدة، وكأن «ما» هي الكافة مثل كأنما. ولكن الواقع هما كلمتا أنّ حرف مشبه بالفعل وما حرف مصدر، وللتفرقة بينها وبين الزائدة أن هذه تكتب منفصلة وتلك تكتب متصلة.
__________
(1، 2) في الآية (24) من هذه السورة.
(3) لأنّ النكرة هنا قد وصفت ... ويجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
(4) يجوز أن يكون الخبر محذوفا دلّ عليه خبر (أنّكم) الثاني، والمصدر المؤوّل الثاني توكيد للأول أو بدل، أو أنّ المصدر المؤوّل الثاني مبتدأ خبره الظرف قبله، والجملة حينئذ خبر (أنكم) الأول، أي: أيعدكم أنّكم إخراجكم كائن وقت موتكم.. أو أنّ المصدر المؤوّل الثاني فاعل لفعل محذوف تقديره يحدث، وهو جواب إذا، وجملة الظرف وشرطه وجوابه خبر (أنّكم) الأول.
(5) أجاز بعض المعربين أن تكون اللام للبيان متعلّقة بمحذوف هو فاعل هيهات أي بعد التصديق أو الوقوع لما توعدون.. أو هي متعلّقة بمحذوف خبر المبتدأ (هيهات) بكونه مصدرا، أي البعد لما توعدون، وهو رأي الزجّاج.
(6) أو اسم موصول والعائد محذوف.. وجملة توعدون صلة الموصول. [.....]
(7) أو في محلّ نصب حال من الضمير في حياتنا.
(8) إن كان دالّا على الشيء المكذوب، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادف له.
(9) في الآية (26) من هذه السورة.
(10) يجوز تعليقه ب (ننصر) محذوفا.
(11) أو هو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره الدعاء للقوم.. أو متعلّق بالمصدر (بعدا) على رأي أبي حيّان وانظر الآية (44) من سورة هود.
(12) أو معطوفة على استئناف مقدّر.
(13) أو في محلّ نصب نعت ل (قرونا) والرابط مقدّر أي فيها.. ويجوز أن تكون حالا.
(14) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر مبيّن لنوعه.
(15) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا والمصدر المؤوّل (ما جاء..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(16) وقد جاء مفردا لاكتفائه بالواحد عن الاثنين.
(17) أو اسم موصول، في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة ما.
(18) جاءت الحال جامدة لأنها وصفت.
(19) في الآية السابقة (51) ويجوز أن تكون استئنافيّة.
(20) أو في محلّ نصب حال من الفاعل في تقطّعوا.. أو هي نعت ل (زبرا) . [.....]
(1) أو بمحذوف مفعول به ثان إن كان الفعل (ذرهم) من أفعال الصيرورة.
(2) في المصحف رسم (أنّما) موصولا وحقّه أن يكون مفصولا، لأنّ (ما) اسم موصول بدليل رجوع العائد إليه في (به) أو لبيانه في (من مال) .
(3) أو هو تمييز للموصول (ما) .


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 07:25 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 411)
من صــ 188الى ص
ـ 200





[سورة المؤمنون (23) : الآيات 57 الى 62]
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (61)
وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62)

الإعراب:
(من خشية) متعلّق بالخبر (مشفقون) ، و (الموصولات) الثلاثة معطوفة على الموصول الأول بحروف العطف في محلّ نصب (بآيات) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بربّهم) متعلّق ب (يشركون) المنفيّ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يؤتون، والمفعول الأول محذوف أي الناس (الواو) واو الحال (إلى ربّهم) متعلّق بخبر أنّ (راجعون) ، (في الخيرات) متعلّق ب (يسارعون) ، (الواو) عاطفة أو حاليّة (لها) متعلّق ب (سابقون) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (إلّا) للحصر (وسعها) مفعول به ثان منصوب عامله نكلّف «1» ، (الواو) عاطفة (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) ، (بالحقّ) متعلّق ب (ينطق) ، (الواو) عاطفة أو حالية (لا) نافية.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ... راجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأنهم أو بأنهم.. متعلّق ب (وجلة) .
جملة: «إنّ الذين ... أولئك يسارعون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «هم ... يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «هم ... لا يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثالث.
وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «قلوبهم وجلة ... » في محلّ نصب حال من فاعل آتوا.
وجملة: «أولئك يسارعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يسارعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «هم لها سابقون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يسارعون «2» .
وجملة: «لا نكلّف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة: إنّ الذين.
وجملة: «لدينا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف.
وجملة: «ينطق ... » في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: «هم لا يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف «3» ..
وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الرابع.
الصرف:
(وجلة) ، مؤنّث وجل صفة مشبّهة من وجل يوجل باب فرح، وزنه فعلة. وانظر الآية (52) من الحجر.

[سورة المؤمنون (23) : آية 63]
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (63)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقالي «4» ، (في غمرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (قلوبهم) (من هذا) متعلّق بنعت ل (غمرة) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أعمال) (من دون) متعلّق بنعت ل (أعمال) (لها) متعلّق ب (عاملون) «5» .
جملة: «قلوبهم في غمرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لهم أعمال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هم لها عاملون» في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) ، أو من الأعمال لأنه وصف، والعامل في الحال الاستقرار.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 64 الى 67]
حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (67)

الإعراب:
(حتّى) حرف ابتداء (بالعذاب) متعلّق بحال من مترفيهم و (الباء) للملابسة (إذا) فجائيّة رابطة لجواب الشرط.
جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم يجأرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يجأرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
65- (لا) ناهية جازمة، وعلامة جزم الفعل حذف النون (اليوم) متعلّق ب (تجأروا) ، (منّا) متعلّق بفعل (تنصرون) بتضمينه معنى تمنعون، و (الواو) في (تنصرون) نائب الفاعل.
وجملة: «لا تجأروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: «إنّكم.. لا تنصرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا تنصرون» في محلّ رفع خبر إنّ.
66- (قد) حرف تحقيق، ونائب الفاعل ل (تتلى) ضمير مستتر تقديره هي أي آياتي (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة (على أعقابكم) متعلّق ب (تنكصون) «6» .
وجملة: «كانت آياتي تتلى ... » لا محلّ لها تعليل لعدم النصر.
وجملة: «تتلى عليكم» في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: «كنتم ... تنكصون» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانت آياتي تتلى.
وجملة: «تنكصون» في محلّ نصب خبر كنتم.
67- (مستكبرين) حال من فاعل تنكصون منصوبة، وعلامة النصب الياء (به) متعلّق ب (مستكبرين) «7» ، (سامرا) حال منصوبة من فاعل تنكصون أو من الضمير في مستكبرين «8» .
وجملة: «تهجرون» في محلّ نصب حال من فاعل تنكصون، أو من الضمير في (سامرا) لأنه بمعنى الجماعة.
الصرف:
(سامرا) ، قيل هو اسم جمع بمعنى المتسامرين، وقيل هو مصدر جاء على وزن اسم الفاعل مثل العاقبة والعافية، وقيل هو مجلس السمر، وزنه فاعل.
الفوائد
- أقسام «حتى» :
حتى تأتي على عدة أقسام:
أ- حتى الابتدائية ب- حتى التي تدخل على الفعل المضارع، وهي نوعان:
1- حتى التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدها.
2- حتى التي تدخل على الفعل المضارع فتبقيه مرفوعا.
ج- وتكون حتى حرف جر نحو «حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» د- وتكون حرف عطف، ولها ثلاثة شروط.
ملاحظة هامة:
كل أنواع حتى المذكورة لانتهاء الغاية إلّا الابتدائية.
ملاحظة ثانية: إذا اتصلت «ما» الاستفهامية ب «حتى» الجارة حذف ألفها، لدخول حرف الجر عليها، نحو «حتام» نحلم والآخرون يجهلون.
نعود للآية التي نحن بصددها، وإعراب حتى فيها «حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ» . إلخ حتى «ابتدائية» وهي حرف لا محل له من الاعراب، وتدخل على الجملة الاسمية، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
وتدخل على الجمل الفعلية كقول حسان:

يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل [سورة المؤمنون (23) : آية 68]
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (ما) اسم موصول «9» في محلّ رفع فاعل، وعلامة الجزم في (يأت) حذف حرف العلّة، وفاعل يأت هو العائد.
وجملة: «يدّبّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلوا فلم يدّبّروا....
وجملة: «جاءهم ما لم يأت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم يأت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(يدّبّروا) ، فيه إبدال تاء التفعّل دالا أصله يتدبّروا، فلمّا قرب مخرج التاء من الدال قلبت التاء دالا وأدغمت مع الدال الثانية فاء الكلمة بعد تسكينها، وزنه يتفعّلوا.
[سورة المؤمنون (23) : آية 69]
أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)

الإعراب:
(أم) مثل السابقة «10» ، (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (منكرون) «11» .
جملة: «لم يعرفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. منكرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 70 الى 71]
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)

الإعراب:
(أم) مثل السابقة «12» ، (به) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاء (الواو) واو الحال (للحقّ كارهون) مثل له منكرون «13» .
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «به جنّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «جاءهم بالحقّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أكثرهم.. كارهون» في محلّ نصب حال.
71- (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على السموات بالواو (فيهنّ) متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (بل) للإضراب الانتقاليّ (بذكرهم) متعلّق ب (أتيناهم) ، (الفاء) عاطفة (عن ذكرهم) متعلّق ب (معرضون) .
وجملة: «اتّبع الحقّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المضرب عنه وهو قوله (أكثرهم للحقّ كارهون) ، والمنتقل إليه وهو قوله (أتيناهم بذكرهم) .
وجملة: «فسدت السموات ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتيناهم.

[سورة المؤمنون (23) : آية 72]
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)

الإعراب:
(أم) مثل السابقة «14» (خرجا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) تعليليّة و (الواو) عاطفة.
جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خراج ربّك خير» لا محلّ لها تعليل لمضمون النفي المتقدّم أي لا تسألهم خرجا لأنّ خراج ربّك خير.
وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل.
الصرف:
(خراج) ، اسم للمال المدفوع كضريبة، وزنه فعال بفتح الفاء وقد تضمّ وتكسر، جمعه أخراج وأخرجة، وجمع الجمع أخاريج.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 73 الى 74]
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (74)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى صراط) متعلّق ب (تدعوهم) .
جملة: «إنّك لتدعوهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدعوهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
74- (الواو) عاطفة (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) ، (عن الصراط) متعلّق ب (ناكبون) ، و (اللام) المزحلقة.
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لتدعوهم.
وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
الصرف:
(ناكبون) ، جمع ناكب، اسم فاعل من نكب أي حاد ومال، وزنه فاعل.

[سورة المؤمنون (23) : آية 75]
وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بهم) متعلّق بمحذوف صلة ما (من ضرّ) متعلّق بحال من الضمير في (بهم) «15» ، (اللام) واقعة في جواب لو (في طغيانهم) متعلّق ب (يعمهون) - أو ب (لجّوا) .
جملة: «رحمناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كشفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رحمناهم.
وجملة: «لجّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يعمهون» في محلّ نصب حال من فاعل لجّوا.
الفوائد
- من أسباب النزول:
روى التاريخ، أن ثمامة بن أثال الخيفي أسلم، والرسول في المدينة بعد الهجرة، ثم لحق باليمامة، فمنع الميرة من أهل مكة، وقد أخذهم الله بالسنين، حتى أكلوا العلهز، فجاء أبو سفيان إلى الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: أنشدك الله والرحم، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين، فقال: بلى. فقال: قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع، فنزل قوله تعالى «وَلَوْ رَحِمْناهُمْ» الآية والآية التي تليها.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 76 الى 77]
وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (بالعذاب) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أخذناهم) ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (لربّهم) متعلّق ب (استكانوا) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى.
جملة: «أخذناهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «ما استكانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «ما يتضرّعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكانوا.
77- (حتّى إذا فتحنا) مثل حتّى إذا أخذنا «16» ، (عليهم) متعلّق ب (فتحنا) ، (ذا) نعت ل (بابا) منصوب وعلامة النصب الألف فهو من الأسماء الخمسة (إذا هم فيه مبلسون) مثل إذا هم يجأرون «17» ، (فيه) متعلّق بالخبر (مبلسون) .
وجملة: «فتحنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم فيه مبلسون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الفوائد
عطف المضارع على الماضي:
في قوله تعالى «وَما يَتَضَرَّعُونَ» عبّر في التضرع بالمضارع ليفيد الدوام، إلا أن المراد دوام النفي، لا نفي الدوام. أي وليس من عادتهم التضرع إليه تعالى أصلا، ولو حمل ذلك على نفي الدوام- كما هو الظاهر- لا يرد ما يتوهم من المنافاة بين قوله تعالى «إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ» وقوله تعالى «وَما يَتَضَرَّعُونَ» أيضا.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 78 الى 80]
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (80)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق ب (أنشأ) ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تشكرون شكرا قليلا (ما) زائدة لتأكيد القلّة.
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنشأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تشكرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
79- (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ذرأكم) ، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) «18» ، و (الواو) في الفعل نائب الفاعل.
وجملة: «هو الذي ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي أنشأ لكم.
وجملة: «ذرأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «إليه تحشرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذرأكم.
80- (الواو) عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (اختلاف) ، (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ...
وجملة: «هو الذي ... (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي (الثانية) .
وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: «له اختلاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: «تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 81 الى 83]
بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (ما) حرف مصدريّ «19» ..
والمصدر المؤوّل (ما قال ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قال الأوّلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
82- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ- أو التعجّبيّ- (الواو) عاطفة في الموضعين (الهمزة) الثانية مثل الأولى (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «20» .
وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا.
وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمقول القول- أو تفسير له- 83- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق و (نا) في الفعل ضمير نائب الفاعل في محلّ رفع (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل (نا) ، (الواو) عاطفة (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (هذا) مفعول به، والإشارة إلى البعث بعد الموت (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (وعدنا) ، (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (أساطير) خبر المبتدأ (هذا) .
وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

__________
(1) هذا على التجوّز لأن أصل الكلام: لا نكلّف نفسا إلّا أمرا بوسعها القيام به، فلمّا حذف المفعول الثاني حلّ المجرور محلّه- بنزع الخافض- فأعرب مفعولا ثانيا على السعة.
(2) أو في محلّ نصب حال مؤكّدة من فاعل يسارعون.
(3) أو في محلّ نصب حال من عموم النفس.
(4) رجوع لأحوال الكفّار الواردة في قوله أيحسبون أنّ ما نمدّهم ... وعلى هذا فالجمل من قوله: إنّ الذين إلى قوله هم لا يظلمون، اعتراض.
(5) يجوز أن تكون اللام للتقوية، والضمير مفعول اسم الفاعل عاملون..
(6) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل تنكصون، وهو اختيار أبي البقاء.
(7) هذا إذا كان الضمير يعود على القرآن أو على النبيّ، والباء سببيّة.. وإذا كان الضمير يعود على البيت الحرام فيتعلّق الجارّ ب (سامرا) .
(8) هو بلفظ المفرد لأنه مصدر بلفظ اسم الفاعل كالعاقبة، أو واحد في موضع الجمع..
(9) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها.
(10) في الآية (68) من هذه السورة..
(11) أو اللام للتقوية، والهاء مفعول به لاسم الفاعل منكرون. [.....]
(12، 13) في الآية السابقة (69) .
(14) في الآية (69) من هذه السورة.
(15) أو هو تمييز للموصول (ما) .
(16، 17) في الآية (64) من هذه السورة.
(18) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل في (تحشرون) .
(19) أو اسم موصول مضاف إليه والعائد محذوف أي قاله.
(20) لا يصحّ أن يكون الظرف إذا متعلقا ب (مبعوثون) لأنّ الحرف (إنّ) لا يعمل ما بعده فيما قبله فالجواب على هذا مقدر أي أإذا متنا ... نبعث.. انظر الآية (49) من سورة الإسراء.


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 07:39 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 412)
من صــ 200الى ص
ـ 213



[سورة المؤمنون (23) : آية 84]
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)

الإعراب:
(لمن) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الأرض) (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الأرض بالواو (فيها) متعلّق بمحذوف صلة من (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لمن الأرض ... » في لا محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول..
وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني لمن هي.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
[سورة المؤمنون (23) : آية 85]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85)

الإعراب:
(السين) حرف استقبال (لله) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي:
الأرض لله (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين تخفيفا.
جملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (الأرض) لله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تذكّرون» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المحذوف أي: أغفلتم فلا تذكّرون.
[سورة المؤمنون (23) : آية 86]
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)

الإعراب:
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّ) ، (السبع) نعت للسموات مجرور و (ربّ) الثاني معطوف على الأول بالواو مرفوع (العظيم) نعت للعرش مجرور مثله.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة المؤمنون (23) : آية 87]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87)

الإعراب:
تعرب الآية مثل نظيرتها المتقدّمة. الآية (85) ، مفردات وجملا.

[سورة المؤمنون (23) : آية 88]
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)

الإعراب:
(من) اسم استفهام مبتدأ (بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملكوت) (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (يجار) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليه) متعلّق ب (يجار) ، (إن كنتم تعلمون) مرّ إعرابها «1» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من بيده ملكوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «بيده ملكوت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هو يجير ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر «2» .
وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «لا يجار عليه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجير.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني بذلك.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(يجار) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول أصله يجير بفتح الياء نقلت الحركة إلى الجيم فتح ما قبل الياء فقلبت ألفا.
[سورة المؤمنون (23) : آية 89]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)

الإعراب:
(سيقولون لله قل) انظر إعرابها سابقا «3» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من النائب الفاعل في (تسحرون) ، فالظرف ضمّن معنى كيف.
جملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (الملكوت) لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنّى تسحرون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم تعلمون هذا فأنى تسحرون.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.

[سورة المؤمنون (23) : آية 90]
بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90)

الإعراب:
(بل) حرف إضراب وابتداء (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أتيناهم (الواو) حاليّة و (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب حال «4» .

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 91 الى 92]
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)

الإعراب:
(ما) نافية (ولد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم ل (كان) ، (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر (إذا) حرف جواب لا محلّ له (اللام) واقعة في جواب لو مقدّر «5» ، (ما) اسم موصول «6» في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذهب) بتضمينه معنى انفرد (اللام) مثل الأول (على بعض) متعلّق ب (علا) ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عمّا) متعلّق ب (سبحان) ، و (ما) موصول والعائد محذوف.. أو حرف مصدريّ.
جملة: «ما اتّخذ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «ما كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما اتّخذ الله.
وجملة: «ذهب كلّ إله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو كان معه آلهة لذهب.
وجملة: «علا بعضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذهب كلّ إله.
وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة متضمّنة معنى الدعاء.
وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
92- (عالم) بدل من لفظ الجلالة- سبحان الله- مجرور مثله (الفاء) عاطفة (عمّا يشركون) مثل عمّا يصفون ...
وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي علم الغيب فتعالى..
وجملة: «يشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
الصرف:
(علا) ، فيه إعلال بالقلب أصله علو، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 93 الى 94]
قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، وهي المضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (ترينّي) مضارع منصوب مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (النون) نون التوكيد الثقيلة وقد كسرت لمناسبة الياء عوضا من نون الوقاية المحذوفة لتوالي الأمثال، و (الياء) ضمير مفعول به أوّل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إمّا ترينّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
94- (ربّ) مثل الأول وتوكيد له مبالغة في الدعاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (في القوم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجعلني أي كائنا فيهم أو منهم.
وجملة: «النداء الثانية» لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: «لا تجعلني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

[سورة المؤمنون (23) : آية 95]
وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (95)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن نريك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) الخبر، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ مفعول به ثان عامله نريك (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «إنّا ... لقادرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نريك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الفوائد
1- أنّى: ترد على ثلاثة أوجه:
أ- تأتى بمعنى كيف ب- وتأتي بمعنى متى ج- وتأتي بمعنى من أين وقد مرّ معنا تفصيل هذه الأوجه فعد إليها في مواضعها.
2- ربّ: منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وتدلّ عليها الكسرة الموجودة على الياء.
فإذا اعتبرنا أن حذف المضاف إليه من المنادي المضاف يعامل معاملة الاسم المرخم في النداء.
عندئذ نقول فيه لغتان إما أن نقول:
ربّ: فكأننا لم نلحظ وجود المضاف المحذوف مطلقا وهي لغة من لا ينتظر.
أو نقول:
ربّ: بالكسر، كما في الآية التي بين أيدينا وإبقاء الكسرة إشارة واضحة إلى الياء المحذوفة. وهذه لغة من ينتظر.
واللغتان جائزتان لدى جمهور النحاة.
[سورة المؤمنون (23) : آية 96]
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (96)

الإعراب:
(بالتي) متعلّق ب (ادفع) ، والموصول المجرور هو نعت لمنعوت محذوف في الأصل أي الخصلة التي.. (السيّئة) مفعول به عامله ادفع (ما) حرف مصدريّ «7» .
والمصدر المؤوّل (ما يصفون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) .
جملة: «ادفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ:
في قوله تعالى «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ» وهو أبلغ من أن يقال: بالحسنة السيئة، لما فيه من التفضيل، كأنه قال: ادفع بالحسنى السيئة. والمعنى الصفح عن إساءتهم، ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان، وبذل الاستطاعة فيه، كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 97 الى 98]
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (قل ربّ) مرّ إعرابها «8» ، (بك) متعلّق ب (أعوذ) ، (من همزات) متعلّق ب (أعوذ) «9» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادفع «10» .
وجملة: « (النداء) ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول.
98- (الواو) عاطفة (بك) مثل الأول، و (النون) في (يحضرون) هي للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يحضرون) في محلّ جرّ ب (من) محذوف متعلّق ب (أعوذ) الثاني «11» .
وجملة: «أعوذ (الثانية) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أعوذ (الأولى) .
وجملة: «يحضرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
الصرف:
(همزات) ، جمع همزة مصدر مرّة من فعل همز الثلاثيّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعلة بفتح فسكون، والجمع فعلات بفتحتين.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 99 الى 100]
حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)

الإعراب:
(حتّى) حرف ابتداء (أحدهم) مفعول به مقدّم منصوب (الموت) فاعل مرفوع (ربّ) مرّ إعرابها «12» والضمير الفاعل في (ارجعون) للتعظيم.. و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به،.
جملة: «جاء أحدهم الموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء: ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: «ارجعون» في محلّ نصب مقول القول.
100- (في ما) متعلّق بمحذوف نعت ل (صالحا) «13» ، و (ما) موصول والعائد محذوف أي تركته (كلّا) حرف ردع وزجر، والضمير في (إنّها) يعود إلى قوله (ربّ ارجعون) ، (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (من ورائهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (برزخ) ، (إلى يوم) متعلّق بنعت ل (برزخ) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل.
وجملة: «لعلّي أعمل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أعمل صالحا ... » لا محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: «تركت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّها كلمة ... » لا محلّ لها تعليل للزجر المتقدّم.
وجملة: «هو قائلها ... » في محلّ رفع نعت لكلمة.
وجملة: «من ورائهم برزخ» في محلّ نصب حال من الضمير (هو) «14» .
وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(برزخ) ، اسم للحاجز أو الحجاب بين الشيئين، قيل أصله برزه- بالهاء- فعرّب، وهنا الحائل بين الإنسان والرجعة التي يتمنّاها، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
الفوائد
- الكلمة:
كما أنها تطلق على المفردة الواحدة، ويقسمها النحاة إلى أقسام ثلاثة،: اسم وفعل وحرف، كذلك أطلقها القدامى اصطلاحا، على العبارة المؤلفة من عدة كلمات، أو على الموضوع المؤلف من عدة جمل أو عبارات.
يشهد لذلك
قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:
«ألا كل شيء ما خلا الله باطل»
وقولهم: أفضل كلمة هي كلمة الشهادة. يريدون بذلك «لا إله إلا الله محمد رسول الله» .
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 101 الى 105]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (105)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل في محلّ رفع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (أنساب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر لا (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح- متعلّق بالخبر المحذوف، والتنوين عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور (الواو) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «نفخ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا أنساب بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لا يتساءلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
102- (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «15» ، (المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «من ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة (فإذا نفخ ... ) .
وجملة: «ثقلت موازينه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أولئك.. المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
103- (الواو) عاطفة (من خفّت.. أولئك الذين) مثل نظيرها.. (في جهنّم) متعلّق بالخبر الثاني (خالدون) «16» وجملة: «من خفّت موازينه» لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت.
وجملة: «خفّت موازينه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
104- (وجوههم) مفعول به مقدّم منصوب (فيها) متعلّق ب (كالحون) الخبر.
وجملة: «تلفح.. النار» في محلّ نصب حال من الضمير في (خالدون) .
وجملة: «هم فيها كالحون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
105- (الهمزة) للاستفهام التقريعي- أو الإنكاريّ- ونائب الفاعل لفعل (تتلى) ضمير يعود على (آياتي) ، (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة (بها) متعلّق ب (تكذّبون) .
وجملة: «لم تكن آياتي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «تتلى ... » في محلّ نصب خبر تكن.
وجملة: «كنتم بها تكذّبون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(أنساب) ، جمع نسب، اسم بمعنى القرابة، وزنه فعل، وهو على لفظ المصدر.
(كالحون) ، جمع كالح، من تقلّصت شفتاه برفع العليا واسترخاء السفلى، وهو اسم فاعل من كلح الثلاثيّ، وزنه فاعل.
البلاغة
فن التنكيت:
في قوله تعالى «فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ» فقد قصد بنفي الأنساب- وهي موجودة- أمرا آخر، لنكتة فيه، فإن الأنساب ثابتة، لا يصح نفيها. وقد كان العرب يتفاخرون بها في الدنيا، ولكنه جنح إلى نفيها، إما لأنها تلغى في الآخرة، إذ يقع التقاطع بينهم، فيتفرقون معاقبين أو مثابين، أو أنه قصد بالنفي صفة للأنساب محذوفة، أي يعتد بها حيث تزول بالمرة، وتبطل لزوال التراحم والتعاطف، من فرط البهر والكلال واستيلاء الدهشة عليهم.
__________
(1) في الآية (84) من هذه السورة.
(2) أو حال من الضمير في (بيده) .
(3) في الآية (85) من هذه السورة.
(4) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
(5) قال الفرّاء: حيث جاءت بعد (إذا) بالتنوين اللام فقبلها لو مقدّرة إن لم تكن ظاهرة (المغني- إذن) .
(6) أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والجملة بعده نعت له في محلّ جرّ.
(7) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]
(8) في الآية (93) من هذه السورة.
(9، 11) أو بمحذوف حال من فاعل أعوذ، أي خائفا أو هاربا.
(10) في الآية (96) من هذه السورة.
(12) في الآية (93) من هذه السورة.
(13) وفيه حذف مضاف أي: صالحا كائنا مقابل ما تركت.
(14) وجاء الرابط العائد جمعا للدلالة على أمثال من يقولون هذه الكلمة.. ويجوز أن تكون الجملة معطوفة على التعليليّة لا محلّ لها.
(15) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(16) يجوز أن يكون خالدون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة بدل من جملة الصلة لا محلّ لها.


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 08:02 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 413)

من صــ 213الى صـ 226



[سورة المؤمنون (23) : الآيات 106 الى 107]
قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (107)

الإعراب:
(ربّنا) منادى مضاف منصوب، و (نا) مضاف إليه (علينا) متعلّق ب (غلبت) ، (الواو) عاطفة.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «غلبت علينا شقوتنا» في محلّ نصب مقول القول «1» .
وجملة: «كنّا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة غلبت.
107- (ربّنا) مثل الأول (منها) متعلّق ب (أخرجنا) ، (الفاء) الأولى عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط.
وجملة: «ربّنا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول للتوكيد.
وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن عدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّا ظالمون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(شقوتنا) ، مصدر لبيان الهيئة والنوع من الثلاثيّ شقي، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 108 الى 111]
قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (111)

الإعراب:
(فيها) متعلّق ب (اخسؤوا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، و (النون) في (تكلّمون) هي نون الوقاية، وحذفت (ياء) المتكلّم، المفعول به، لفاصلة الآية.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اخسؤوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تكلّمون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
109- الضمير في (إنّه) هو ضمير الشأن اسم إنّ (من عبادي) متعلّق بنعت ل (فريق) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لنا) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة-.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان فريق ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «ربّنا آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آمنّا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اغفر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تقبل إيماننا فاغفر لنا «2» .
وجملة: «ارحمنا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: «أنت خير ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «3» .
110- (الفاء) عاطفة، و (الواو) في (اتخذتموهم) زائدة إشباع حركة الميم..
و (هم) مفعول به أوّل (سخريّا) مفعول به ثان منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (ذكري) مفعول به ثان منصوب عامله أنسوكم، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن أنسوكم ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (اتّخذتموهم) .
(الواو) عاطفة (منهم) متعلّق ب (تضحكون) .
وجملة: «اتّخذتموهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقولون.
وجملة: «أنسوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنسوكم.
وجملة: «تضحكون» في محلّ نصب خبر كنتم.
111- (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (جزيتهم) ، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزيتهم) ، و (الباء) سببيّة.
(هم) ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير اسم أنّ «4» وجملة: «إنّي جزيتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «جزيتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «صبروا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (أنّهم هم الفائزون) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله جزيتهم «5» .
الصرف:
(سخريّا) ، مصدر سخر بمعنى استهزأ، وأصله السخر وزيدت الياء المشدّدة للمبالغة.. وفي المصباح: سخرت منه سخرا من باب تعب هزئت به والسخريّ بالكسر لغة فيه، وزنه فعليّ بكسر فسكون وياء مشدّدة.
الفوائد
- قالَ اخْسَؤُا فِيها:
يبدو أن الخاء والسين حرفان يدلان على الذلة والمهانة والمسكنة، فإذا كان فاء الفاعل وعينه خاء وسينا دلّا على ذلك، نحو: خسئ، وخسر، وخسف إلخ.
والمتتبع لخصائص هذه اللغة وأسرار حروفها يرى من الفوائد عجبا، ومن اللطائف ما لا يكاد يحصى، وفي مطولات السيوطي والثعالي وابن جني وغيرهم ما ينقع الغلة ويثلج الصدر.

[سورة المؤمنون (23) : آية 112]
قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)

الإعراب:
فاعل (قال) ضمير مستتر يعود على الله تعالى (كم) اسم استفهام قصد به التوبيخ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (لبثتم) ، (في الأرض) متعلّق بحال من فاعل لبثتم (عدد) تمييزكم منصوب (سنين) مضاف إليه مجرور.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
الفوائد
- عَدَدَ سِنِينَ:
تمييز ل «كم» الاستفهامية.
وسنين: ملحقة بجمع المذكر السالم، ولذلك جرّت بالياء نيابة عن الكسرة.
وقد مرّ معنا سرد للأسماء الملحقة بهذا الجمع، فراجعها في مظانها.

[سورة المؤمنون (23) : آية 113]
قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (113)

الإعراب:
(يوما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثنا) ، (أو) حرف عطف للشك (بعض) معطوف على (يوما) منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لبثنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اسأل ... » في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن شئت فاسأل..
الصرف:
(العادّين) ، جمع العادّ، اسم فاعل من عدّ الثلاثيّ وزنه فاعل وعينه ولامه من حرف واحد.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 114 الى 115]
قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115)

الإعراب:
(إن) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) ظرف زمان منصوب لأنه صفته، أي: لبثتم عددا قليلا من السنين «6» ، (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع-، ومفعول (تعلمون) محذوف أي مقدار لبثكم.
والمصدر المؤوّل (أنّكم كنتم ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن لبثتم إلّا قليلا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لو (ثبت) أنّكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول..
وجواب لو محذوف أي لعلمتم قلّة لبثكم.. أو لما أجبتم بهذه المدّة.. أو لكان قليلا.. إلخ.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
115- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (أنّما) كافّة ومكفوفة (عبثا)مصدر في موضع الحال «7» أي عابثين (إلينا) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «حسبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فحسبتم.. أو أتجاهلتم فحسبتم..
والمصدر المؤوّل (أنّما خلقناكم ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب «8» .
والمصدر المؤوّل (أنّكم إلينا لا ترجعون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا ترجعون» في محلّ رفع خبر أنّ.
الصرف:
(عبثا) ، مصدر سماعيّ لفعل عبث الثلاثيّ وزنه فعل بفتحتين.

[سورة المؤمنون (23) : آية 116]
فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الملك) نعت للفظ الجلالة مرفوع، وكذلك (الحقّ) ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا، وهو (موجود) المقدّر، (ربّ) بدل من الضمير (هو- أو عطف بيان-) مرفوع (الكريم) نعت للعرش مجرور مثله.
جملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «9» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ارحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أنت خير الراحمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «10» .
انتهت سورة «المؤمنون» ويليها سورة «النور»
سورة النّور
آياتها 64 آية

[سورة النور (24) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)

الإعراب:
(سورة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه «11» ، (فيها) متعلّق ب (أنزلنا) ، وعلامة النصب في (آيات) الكسرة (تذكّرون) مضارع حذف منه إحدى التاءين.
جملة: « (هذه) سورة» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أنزلناها ... » في محلّ رفع نعت لسورة.
وجملة: «فرضناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلناها.
وجملة: «أنزلنا فيها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلناها.
وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة النور (24) : الآيات 2 الى 3]
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)

الإعراب:
(الزانية) مبتدأ مرفوع بحذف مضاف أي حكم الزانية، والخبر تقديره في ما يتلى عليكم «12» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منهما) متعلّق بنعت ل (كلّ) ، (مائة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (بهما) متعلّق بحال من (رأفة) فاعل (تأخذكم) «13» ، (في دين) متعلّق بفعل تأخذكم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (بالله) متعلّق ب (تؤمنون) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (طائفة) .
جملة: « (في ما يتلى عليكم، حكم) الزانية» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «اجلدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تؤمنون بالله وعاقبتموهما فاجلدوا.. «14» .
وجملة: «لا تأخذكم بهما رأفة ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اجلدوا.
وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها تفسير لجملة الشرط المقدّرة «15» .
وجملة: «تؤمنون بالله ... » في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تؤمنون بالله فعاقبوا الزانية والزاني.
وجملة: «يشهد.. طائفة» في محلّ جزم معطوفة على جملة اجلدوا.
3- (إلّا) للحصر في الموضعين، (زان) فاعل (ينكحها) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص، (ذلك) نائب الفاعل في محلّ رفع (على المؤمنين) متعلّق ب (حرّم) .
وجملة: «الزاني لا ينكح ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
وجملة: «لا ينكح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزاني) .
وجملة: «الزانية لا ينكحها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا ينكحها إلّا زان ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزانية) .
وجملة: «حرّم ذلك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(الزانية- الزاني) ، اسم فاعل من زنى الثلاثيّ للمؤنث والمذكّر، وزنه فاعلة- فاعل.
(جلدة) ، مصدر مرّة من جلد الثلاثيّ بمعنى ضرب بالسوط، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(رأفة) ، مصدر رأف الثلاثيّ باب فتح، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(زان) ، فيه إعلال بالحذف أصله الزاني- بالياء في آخره- فلمّا أصبح نكرة التقى ساكنان هما الياء وسكون التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه فاع.
البلاغة
النهي والشرط للتهييج:
في قوله تعالى «وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» .
والمعنى: أن الواجب على المؤمنين أن يتصلبوا في دين الله، ويستعملوا الجدّ والمتانة فيه، ولا يأخذهم اللين والهوادة في استيفاء حدوده،
وكفى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة في ذلك، حيث قال: «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يديها»
، كما يقال: إن كنت رجلا فافعل كذا، ولا شك في رجوليته، وكذا المخاطبون هنا، مقطوع بإيمانهم، لكن قصد تهييجهم وتحريك حميتهم، ليجدوا في طاعة الله تعالى، ويجتهدوا في إجراء أحكامه على وجهها.
الفوائد
«وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» عن ابن عباس في تفسير هذه الآية أن الطائفة هي أربعة إلى أربعين رجلا من المصدقين بالله وعن الحسن عشرة وعن قتادة ثلاثة فصاعدا وعن عكرمة رجلان فصاعدا، ولعل قول ابن عباس أصح الأقوال لأن الأربعة هي الجماعة التي يثبت بها الحد فأربعة شهداء يقابلهم أربعة مشاهدين للعذاب.
__________
(1) يجوز أن تكون جوابا للنداء لا محلّ لها وجملة النداء وجوابه مقول القول في محلّ نصب.
(2) أو إن تحاسبنا فاغفر لنا.
(3) أو في محلّ نصب حال من فاعل ارحمنا.
(4) يجوز أن يكون مبتدأ خبره الفائزون، والجملة الاسميّة خبر أنّ.
(5) يجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفا تقديره (النعيم) ، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بلام التعليل متعلّق ب (جزيتهم) .
(6) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إلّا لبثا قليلا. [.....]
(7) يجوز أن يكون مفعولا لأجله أي لأجل العبث.
(8) (ما) لم تخرج (أنّ) عن مصدريّته فبقي الكلام مصدرا مؤوّلا.
(9) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
(10) أو في محلّ نصب حال من فاعل ارحم.. انظر الآية (109) من هذه السورة.
(11) أو مبتدأ خبره محذوف متقدّم أي: في ما يتلى عليكم سورة.
(12) يجوز أن يكون الخبر جملة اجلدوا بزيادة الفاء لأنّ (ال) في المبتدأ اسم موصول حيث شابه الشرط.
(13) أو متعلّق ب (تأخذكم) ، و (الباء) سببيّة، ولا يصحّ تعليقه برأفة لأنّ عامل المصدر لا يتقدّم عليه.
(14) أو هي خبر للمبتدأ الزانية.
(15) أو هي اعتراضيّة بين المتعاطفين.


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 08:11 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 414)
من صــ 226الى صـ 238





[سورة النور (24) : الآيات 4 الى 10]
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8)
وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ خبره جملة اجلدوهم، وعلامة نصب (المحصنات) الكسرة (ثم) حرف عطف (بأربعة) متعلّق ب (يأتوا) ، (شهداء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف لأنه ملحق بالمؤنث المنتهي بألف التأنيث الممدودة على وزن فعلاء (الفاء) زائدة (ثمانين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (جلدة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (لهم) متعلّق ب (تقبلوا) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقبلوا) ، (هم) ضمير فصل «1» .
جملة: «الذين يرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يأتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «اجلدوهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وزيدت الفاء لمشابهة الموصول للشرط.
وكان من حقّ الهمزة في (إنّ) أن تكون مفتوحة ولكنّ اللام الواردة في الخبر جعلتها مكسورة فعلّق المصدر عن العمل المباشر.
7- (الخامسة) مبتدأ مرفوع (عليه) متعلّق بخبر أنّ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من الكاذبين) متعلّق بخبر كان.. واسم كان ضمير مستتر يعود على أحدهم.
والمصدر المؤوّل (أنّ لعنة الله عليه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الخامسة) .
وجملة: «الخامسة أنّ لعنة الله..» في محلّ رفع معطوفة على جملة شهادة أحدهم.
وجملة: «كان من الكاذبين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كان من الكاذبين فاللعنة عليه.
8- (الواو) عاطفة (عنها) متعلّق ب (يدرأ) ، (أربع) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (بالله) متعلّق ب (تشهد) ، (إنّه لمن الكاذبين) مثل إنّه لمن الصادقين.
والمصدر المؤوّل (أن تشهد أربع ... ) في محلّ رفع فاعل يدرأ.
وجملة: «يدرأ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فشهادة ... «2» .
وجملة: «تشهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّه لمن الكاذبين» في محلّ نصب معمولة للمصدر شهادات ...
9- (الواو) عاطفة (الخامسة) معطوف على أربع منصوب «3» (عليها) متعلّق بخبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ غضب الله عليها) في محلّ نصب بدل من الخامسة «6» .
(إن كان من الصادقين) مثل إن كان من الكاذبين وجملة: «إن كان من الصادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فالغضب عليها.
10- (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم- حرف امتناع لوجود- (فضل) مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجود (عليكم) متعلّق ب (فضل) (حكيم) خبر أنّ ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله توّاب ... ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الصريح فضل.
وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الذين يرمون وجواب الشرط محذوف تقديره لهلكتم، أو لبيّن الحقّ.. إلخ بحسب التفسير المعتمد.

الصرف:

(4) يرمون: فيه إعلال بالحذف، أصله يرميون استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الميم قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين: سكون لام الكلمة وسكون ضمير الجمع، فأصبح يرمون وزنه يفعون.
(7) (الخامسة) اسم للعدد على وزن فاعل لأنه يدلّ على الترتيب، وقد جاء مؤنّثا لأنه نعت لمؤنّث وهو الشهادة.
البلاغة
الاستعارة:
في قوله تعالى «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا» إلخ
استعار الرمي للشتم بفاحشة الزنا، لكونه جناية بالقول، ويسمى الشتم بهذه الفاحشة قذفا.
الالتفات:
في قوله تعالى «وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» التفات الرامين والمرميات، بطريق التغليب، لتوفيه مقام الامتنان حقه، وجواب «لولا» محذوف لتهويله، حتى كأنه لا توجد عبارة تحيط ببيانه، وهذا شائع في كلامهم.
الفوائد
1- من الحدود في الإسلام:
إن حدّ الزاني أو الزانية، سواء كانا محصنين أم غير محصنين، معروف في الإسلام، والغاية منه الحفاظ على الأسرة من جهة، وسلامة الأنساب من جهة ثانية.
ولكن الجدير بالذكر والتنويه به، هو حدّ الذين يرمون المحصنات، ويتهمون الشريفات بالفاحشة، دون أن يكون لديهم بينة كافية، وهي شهادة مضاعفة عن شهادات الحقوق الأخرى، فسائر الحقوق تكفي فيها البينة بشاهدين، ولكن من يقذف النساء الشريفات ويتهمهن بالفاحشة، فإنهم يأتون بأمر كبير في الشرع، وبغي عظيم على حقوق الآخرين، فقد يترتب على هذه التهمة هدم الاسرة وتشريد الأطفال، وشقاء للزوجين. وقد يؤدي هذا الافتراء للاجرام. ولذلك لا تقوم البينة عليه إلا بأربعة شهداء. وقد ندّد الله بمرتكب هذا الإثم، وهدد بالجزاء المادي، وهو أن يجلد ثمانين جلدة على ملإ من الناس، وبالجزاء المعنوي الذي ينتزع منهم العدالة، فلا تقبل لهم شهادة، ثم وصمهم سبحانه بالفسق والخروج على مبادئ الدين.
وما أكثر ما نرى في أوساط مجتمعنا من يستسهل قذف المحصنات الشريفات، ويتخذ من ذلك وسيلة يتذرع بها للانتقام من الزوج أو الزوجة، أو من الأسرة جمعاء.
ومن المؤسف، أن أمثال هؤلاء يفلتون من ربقة القانون، ولا يطالهم أي عقاب.
2- أقسام الأزواج:
أ- الزاني لا يرغب إلا في زانية.
ب- الزانية لا ترغب إلا في زان.
ج- العفيف لا يرغب إلا في عفيفة.
د- العفيفة لا ترغب إلا في عفيف.
وقد ذكر سبحانه وتعالى القسمين الأولين، وسكت عن القسمين الآخرين، لأنهما يستنتجان من سياق الكلام، فلا حاجة لذكرهما. والقرآن يميل دائما وأبدا إلى الإيجاز لأنه ضرب من الإعجاز.
3- الملاعنة.
هذه الآية اشتملت على حكم خاص في قضية ليس فيها شاهد قط، فقد يرى الزوج وهو أحد الطرفين على زوجته ما يدنس عرضه، فيتهمها بالزنى، وليس لديه شاهد على ذلك، فيشهد الله على أنه صادق أربع مرات، وأما الخامسة فيقبل اللعنة على نفسه إن كان في دعواه كاذبا.
ونتيجة ذلك تستحق إقامة الحد عليها، ما لم تشهد الله أربع مرات أن زوجها كاذب، ثم تدعو الله أن يغضب عليها إن كان زوجها صادقا في زعمه.. وهذه الصيغة التي أطلق عليها الفقهاء «الملاعنة» طريقة استثنائية ونموذجية لواقعة تقع ولا برهان عليها سوى الضمير والذمة.
4- قد يحذف جواب «لولا» للتعظيم، كما هو في الآية «وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ» .
[سورة النور (24) : الآيات 11 الى 13]
إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (13)

الإعراب:
(بالإفك) متعلّق ب (جاؤوا) ، (عصبة) خبر إنّ مرفوع (منكم) متعلّق بنعت ل (عصبة) ، (لا) ناهية جازمة (شرا) مفعول به ثان (لكم) متعلّق بنعت ل (شرّا) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لكم) الثاني متعلّق بنعت ل (خير) ، (لكلّ) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (منهم) متعلّق بنعت ل (امرئ) (ما) حرف مصدريّ (من الإثم) متعلّق ب (اكتسب) .. والمصدر المؤوّل (ما اكتسب ... )
في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
(الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول مبتدأ خبره جملة له عذاب.. (منهم) متعلّق بحال من فاعل تولّى (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ..
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تحسبوه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو خير لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لما سبق.
وجملة: «لكلّ امرئ.. ما اكتسب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «اكتسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «5» .
وجملة: «الذي تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكلّ امرئ..
وجملة: «تولّى كبره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «له عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .
12- (لولا) حرف توبيخ وتحضيض (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ متعلّق ب (ظنّ) ، و (الواو) في (سمعتموه) زائدة إشباع حركة الميم (بأنفسهم) متعلّق بمفعول به ثان (الواو) عاطفة (مبين) نعت لإفك مرفوع مثله.
وجملة: «سمعتموه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ظنّ المؤمنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّ.
وجملة: «هذا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول.
13- (لولا) حرف توبيخ وتنديم (عليه) متعلّق ب (جاؤوا) بتضمينه معنى أشهدوا (بأربعة) متعلّق ب (جاؤوا) ، (شهداء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمحذوف تقديره كذبوا، يفسّره مضمون الآية في قوله: أولئك هم الكاذبون (بالشهداء) متعلّق ب (يأتوا) ، (الفاء) زائدة لربط الجواب بالشرط «6» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (الكاذبون) ، (هم) ضمير فصل «7» .
وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «لم يأتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أولئك.. الكاذبون» لا محلّ لها في حكم جواب الشرط غير الجازم
الصرف:
(الإفك) ، اسم بمعنى الكذب أو هو أسوؤه، وزنه فعل بكسر فسكون.
(امرئ) ، اسم بمعنى الإنسان، وتحرّك الراء بحركة آخره، تقول جاء امرؤ، رأيت امرأ، مررت بامرئ، مؤنثه امرأة، و (الهمزة) همزة وصل ولا يدخله (أل) التعريف إلّا نادرا على امرأة.
(كبره) ، اسم بمعنى معظم الأمر من كبر الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
1- التعبير بالأنفس عن الآخرين:
في قوله تعالى «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» فهذا التعبير ينطوي على أبعد النكت مرمى، وأكثرها حفولا بالمعاني السامية، والسر في هذا التعبير تعطيف المؤمن على أخيه، وتوبيخه على أن يذكره بسوء، وتصوير ذلك بصورة من أخذ يقذف نفسه ويرميها بما ليس فيها من الفاحشة، ولا شيء أشنع من ذلك.
2- الالتفات:
في قوله تعالى «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ» سياق الكلام أن يقول «لولا إذ سمعتموه ظننتم بأنفسكم خيرا وقلتم» حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير إلى الظاهر، ليبالغ في التوبيخ بطريقة الالتفات، وليصرح بلفظ الايمان، دلالة على أن الاشتراك فيه يقتضي أن لا يصدّق مؤمن على أخيه، ولا مؤمنة على أختها، قول غائب ولا طاعن.
الفوائد
1- حديث الإفك.
جاء في صحيحي البخاري ومسلم، أن عائشة قالت: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة، بعد ما أنزل الحجاب، ففرغ منها ورجع، ودنا من المدينة، وأذن بالرحيل ليلة، فمشيت وقضيت شأني، وأقبلت إلى الرحل، فإذا عقدي انقطع، فرجعت ألتمسه، وحملوا هودجي، يحسبونني فيه، وكانت النساء خفافا يأكلن العلقة من الطعام، ووجدت عقدي، وجئت بعد ما ساروا، فجلست في المنزل الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي: فغلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش، فأدلج للاستراحة، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي. والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا، موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك فيّ، وكان الذي تولّى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول.
واشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله، فيسلم ثم يقول: كيف تيكم؟
فذاك يريبني، ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت، وخرجت معي أم مسطح قبل المناصح، ثم عدنا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح.
قلت: بئس ما قلت! أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وماذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي استأذنت أن آتي أبوي، أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي.
قالت أمي: هوني عليك، لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها. قلت: سبحان الله! وقد تحدث الناس بهذا؟ فبكيت تلك الليلة، حتى أصبحت، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ودعا رسول الله علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله بالذي يعلم عن براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، وقال لرسول الله: هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا.
وأما علي بن أبي طالب، فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله بريرة يسألها: هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا قد أغمصه عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله.
وبكيت يومي ذلك، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ثم بكيت ليلتي المقبلة، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي. فبينما نحن على ذلك، دخل رسول الله، فسلم ثم جلس وتشهّد، ثم قال: أما بعد، يا عائشة، فإني قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألمحت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه. فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس من قطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله، فقال: والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله، فقلت لأمي: أجيبي عني، فقالت:
كذلك والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله. قلت- وأنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن-: إني والله، قد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم، وصدقتم به، فإن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني، وإن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة، لتصدقوني. وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، فو الله ما رام رسول الله مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد، حتى أنزل الله عز وجل على نبيه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى أنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي. فلما سري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو يضحك، كان أول كلمة تكلم بها أن قال: أبشري يا عائشة، أما الله فقد برّأك. قالت لي أمي: قومي إليه. قلت والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله الذي أنزل براءتي.. وكان أبو بكر ينفق على مسطح، فمنع ذلك، فنزل القرآن يحض على الإنفاق، فعاد أبو بكر لما كان عليه.
2- سماحة الإسلام وعفوه:
أقسم أبو بكر بأنه لن ينفق على مسطح بعد اليوم، إذ قد مشى بحديث الإفك، وأشاع الفاحشة عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم يرع فضل أبي بكر عليه، ولم يحفظ لسانه عن الغي والبهتان كما يأمر الإسلام، فما هو موقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وموقف أبي بكر من هذا المستضعف الذي ليس له من يحميه لو أراد الرسول أن يبطش به، جزاء ما اقترف لسانه من زور وبهتان..
لك أن تتصور، أيها القارئ، ما تشاء من الجزاء ومن العقاب. قد لا يخطر ببالك أن رسول الله قد عفا عنه، وأن الله قد أوصى من سمائه بالصفح والعفو، وأن أبا بكر قد رجع عن قسمه، وأنه عاد ينفق عليه كالعادة وأحسن.
تلك سماحة الإسلام، وذلك عفو الدين. وما أجمل العفو عند المقدرة، ومقابلة السيئة بالحسنة! 3- إقامة الحد:
الذين تكلموا في عرض عائشة حرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقذفوها بالزور والبهتان أربعة، وهم: عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش. وقد أنفذ فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الله، وهو جلد القاذفين.
4- حسان بن ثابت يبرئ عائشة بشعره فيقول:
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل

حليلة خير الناس دينا ومنصبا ... نبي الهدى والمكرمات الفواضل

عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدها غير زائل

مهذبة قد طيب الله جنيها ... وطهرها من كل شين وباطل

فإن كان ما بلغت عني قلته ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي

وكيف وودي ما حييت ونصرتي ... بآل رسول الله زين المحافل

له رتب عال على الله فضلها ... تقاصر عنها سورة المتطاول
5- من أسرار تطور اللغة:
كلمة «سبحانك» : الأصل فيها أن تذكر لدى رؤية العجيب من صنائعه تعالى، ثم تطورت مع كثرة الاستعمال، حتى أصبحت تستعمل لدى أي شيء يتعجب منه.
فتأمل تطوّر اللغة وفقهها.
__________
(1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون، والجملة الاسميّة خبر أولئك.
(2) أو استئنافيّة فلا محلّ لها.
(3) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره تشهد، فالواو لعطف الجمل.
(4) يجوز أن يكون مجرورا بحرف جرّ محذوف أي: بأنّ غضب الله.. متعلّق بالفعل المقدّر تشهد.
(5) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول مبتدأ مؤخّر بحذف مضاف أي جزاء ما اكتسب..
والعائد محذوف أي: اكتسبه، والجارّ والمجرور بعده متعلّق بحال من العائد المحذوف.
(6) وشبيه بهذا قوله تعالى: (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ..) «الأحقاف- الآية 11» .
(7) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الكاذبون، والجملة خبر المبتدأ أولئك.


ابوالوليد المسلم 22-06-2022 08:35 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 415)
من صــ 238الى صـ 248





[سورة النور (24) : الآيات 14 الى 15]
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)

الإعراب:
(لولا فضل.. رحمته) مرّ إعرابها «1» ، (في الدنيا) متعلّق ب (برحمة) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اللام) واقعة في جواب لولا (في ما) متعلّق ب (مسّكم) ، و (في) سببيّة، و (ما) موصول، (فيه) متعلّق بفعل أفضتم (عذاب) فاعل مسّكم.
جملة: «فضل الله.. (موجود) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مسّكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أفضتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» .
15- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بمقدّر أي: أذنبتم أو أثمتم إذ تلقّونه «3» . (تلقّونه) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (بألسنتكم) متعلّق ب (تلقّونه) ، (بأفواهكم) متعلّق بمحذوف حال من ما- نعت تقدّم على المنعوت «4» ، (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب «5» ، (لكم) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس مؤخّر مرفوع (هيّنا) مفعول به ثان منصوب (الواو) واو الحال (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيم) .
وجملة: «تلقّونه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تقولون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تلقّونه.
وجملة: «ليس لكم به علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تحسبونه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تلقّونه وجملة: «هو.. عظيم» في محلّ نصب حال من مفعول تحسبونه.
البلاغة
المبالغة:
في قوله تعالى «وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ» والقول لا يكون إلا بالفم، فما معنى ذكر الأفواه؟ المراد المبالغة، أو يحتمل أن يكون أن هذا القول لم يكن عبارة عن علم قام بالقلب، ودائما هو مجرد قول اللسان، كقوله تعالى «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» .
[سورة النور (24) : آية 16]
وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (16)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لولا إذ.. قلتم) مرّ إعراب نظيرها «6» ، والظرف متعلّق ب (قلتم) ، (يكون) مضارع تامّ بمعنى ينبغي (لنا) متعلّق ب (يكون) ، (بهذا) متعلّق ب (نتكلّم) .
والمصدر المؤوّل (أن نتكلّم..) في محلّ رفع فاعل يكون.
(سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب، سيق للتعجّب «7» ..
وجملة: «سمعتموه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قلتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما يكون لنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نتكلّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «هذا بهتان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليل لما سبق.
البلاغة
التقديم والتأخير:
في قوله تعالى «وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ» قدم الظرف لفائدة هامة، وهي بيان أنه كان من الواجب أن يتفادوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به، فلما كان ذكر الوقت أهم، وجب التقديم.
سر التعجب:
في قوله تعالى «سُبْحانَكَ» . معناه التعجب من عظم الأمر، وأصله أن الإنسان إذ رأى عجيبا من صنائع الله تعالى سبحه، ثم كثر حتى استعمل عند كل متعجب منه.

[سورة النور (24) : الآيات 17 الى 18]
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)

الإعراب:
(لمثله) متعلّق ب (تعودوا) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعودوا) .
والمصدر المؤوّل (أن تعودوا..) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تعودوا «8» .
جملة: «يعظكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم مؤمنين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين..
وجواب الشرط محذوف يفسّره ما قبله أي فلا تعودوا لمثله..
18- (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (يبيّن) ، (الواو) استئنافيّة (حكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «يبيّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعظكم وجملة: «الله عليم....» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة النور (24) : الآيات 19 الى 20]
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (20)

الإعراب:
(في الذين) متعلّق ب (تشيع) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ، (في الدنيا) متعلّق ب (عذاب) ، (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (لا) نافية..
والمصدر المؤوّل (أن تشيع ... ) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحبّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تشيع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «أنتم لا تعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
20- (الواو) عاطفة (لولا فضل.. رحيم) مرّ إعراب نظيرها «9» مفردات وجملا.
[سورة النور (24) : آية 21]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان- (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ في محلّ رفع (الفاء) رابطة- أو تعليليّة- (بالفحشاء) متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة (لولا فضل.. رحمته) مرّ إعرابها «10» ، (ما) نافية (منكم) متعلّق بحال من (أحد) وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل زكى (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (زكى) ، (الواو) عاطفة (من) موصول مفعول به (الواو) استئنافيّة (عليم) خبر ثان مرفوع..جملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تتّبعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «من يتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «11» .
وجملة: «يتّبع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .. وجواب الشرط محذوف تقدير فقد غوى.
وجملة: «إنّه يأمر ... » لا محلّ لها تعليل للنهي.. أو للشرط.
وجملة: «يأمر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «12» .
وجملة: «ما زكى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لكنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لولا فضل الله.
وجملة: «يزكّي من يشاء» في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(زكى) ، رسم في المصحف بالياء غير المنقوطة وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة زكا، لأنّ المضارع يزكو، وفيه إعلال، تحرّك حرف العلّة لام الفعل بعد فتح قلب ألفا.

[سورة النور (24) : آية 22]
وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (يأتل) حذف حرف العلّة (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو، ملحق بجمع المذكّر (منكم) متعلّق بحال من الفاعل (أولي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (المساكين) معطوف على أولي بالواو منصوب، وكذلك (المهاجرين) ، (في سبيل) متعلّق ب (المهاجرين) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤتوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن يؤتوا «13» .
(الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر في الموضعين (ألا) أداة عرض وتحضيض (لكم) متعلّق ب (يغفر) .
والمصدر المؤوّل (أن يغفر الله ... ) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «لا يأتل أولو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول وجملة: «يعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو يعفوا وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يغفر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(يأتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفتع.
(أولو) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وله واحد من معناه هو ذو، يلحق في الإعراب بجمع المذكّر السالم فيرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء. انظر الآية (197) من سورة البقرة.

[سورة النور (24) : الآيات 23 الى 25]
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)

الإعراب:
(الغافلات، المؤمنات) نعتان للمحصنات منصوبان مثله وعلامة النصب الكسرة، و (الواو) في (لعنوا) نائب الفاعل (في الدنيا) متعلّق ب (لعنوا) ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لعنوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لعنوا.
24- (يوم) ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر «14» ، (عليهم) متعلّق ب (تشهد) (ما) حرف مصدريّ «15» .
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تشهد) .
وجملة: «تشهد.. ألسنتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
25- (يومئذ) متعلّق ب (يوفّيهم) «16» ، والتنوين عوض من جملة محذوفة والتقدير:
يوم إذ تشهد عليهم (هو) ضمير فصل «17» ، (الحقّ) خبر أنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلمون.
وجملة: «يوفّيهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفّيهم.
الصرف:
(الغافلات) ، جمع الغافلة مؤنث الغافل، اسم فاعل من غفل الثلاثيّ وزنه فاعل.
البلاغة
العموم:
في قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ» .
أراد بالمحصنات العموم، وإن كان الحديث مسوقا عن عائشة. والمقصود بذكرهن على العموم وعيد من وقع في عائشة على أبلغ الوجوه، لأنه إذا كان هذا وعيد قاذف آحاد المؤمنات، فما الظن بوعيد من وقع في قذف سيدتهن! على أن تعميم الوعد أبلغ وأقطع من تخصيصه، ولهذا عممت زليخا حين قالت «ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ» فعمّمت وأرادت يوسف، تهويلا عليه وإرجافا.
[سورة النور (24) : آية 26]
الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)

الإعراب:
(للخبيثين، للخبيثات، للطيّبين، للطيّبات) كلّ متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ المتقدّم عليه (أولئك) مبتدأ، خبره (مبرّؤون) ، والإشارة إلى الطيّبين من الرجال والطيّبات من النساء (ما) حرف مصدريّ «18» .
والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (مبرّؤون) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مغفرة.
جملة: «الخبيثات للخبيثين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الخبيثون للخبيثات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «الطيّبات للطيّبين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «الطيّبون للطيّبات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولئك مبرّؤون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لهم مغفرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «19» .
الصرف:
(الخبيثات، الخبيثون) ، جمع خبيثة، وجمع خبيث، صفة مشبّهة من الثلاثيّ خبث باب كرم، وزنه فعيل. انظر الآية (267) من سورة البقرة.
(مبرّؤون) ، جمع مبرّأ، اسم مفعول من برّأ الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

__________
(1) في الآية (10) من هذه السورة.
(2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، وتبقى (في) لمعنى السببيّة.
(3) علّقه أبو البقاء في فعل مسّكم أو أفضتم، وتبعه في ذلك المحلّي.
(4) أي: كلاما مختصّا بالأفواه عن غير فهم أو علم.
(5) أو نكرة بمعنى شيء في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده نعت له.
(6) في الآية (12) من هذه السورة. [.....]
(7) أورد ذلك الزمخشريّ، قال في الكشاف: «فإن قلت ما معنى التعجّب في كلمة التسبيح، قلت:
الأصل في ذلك أن يسبّح الله عند رؤية العجيب من صنائعه، ثمّ كثر حتّى استعمل في كلّ متعجب منه أي بدون ملاحظة معنى التنزيه ... » . أهـ.
(8) يجوز تضمين (يعظكم) معنى ينهاكم، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يعظكم) ، أي يعظكم عن أن تعودوا ... أي ينهاكم عن أن تعودوا.
(9، 10) في الآية (10) من هذه السورة.
(11) أو استئنافيّة في حيّز النداء، أو اعتراضيّة بين النهي والتعليل.
(12) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف.
(13) هذا على أنّ معنى (يأتلي) يقصّر.. أمّا إذا كان المعنى يحلف فالتقدير: على ألا يؤتوا..
بتقدير (لا) نافية بعد أن الناصبة.
(14) ولا يجوز تعليقه بعذاب- على رأي البصريّين- لأنّه مصدر وصف قبل الإعمال.
(15) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(16) أو متعلّق ب (يعملون) .
(17) أو منفصل مبتدأ خبره الحقّ، والجملة الاسميّة خبر أنّ.
(18) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي يقولونه.
(19) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) .


ابوالوليد المسلم 24-06-2022 08:57 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 416)
من صــ 249الى صـ 272





[سورة النور (24) : الآيات 27 الى 28]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)

الإعراب:
(يأيّها ... بيوتا) مثل يأيّها.. خطوات «1» ، (غير) نعت ل (بيوتا) منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (تستأنسوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (على أهلها) متعلّق ب (تسلّموا) ..
والمصدر المؤوّل (أن تستأنسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوا) .
(لكم) متعلّق ب (خير) ، (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين.
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تدخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تستأنسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تسلّموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تستأنسوا.
وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي أنزل عليكم هذا لعلّكم..
وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
28- (الفاء) عاطفة (تجدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «2» ، (فيها) متعلّق ب (تجدوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (حتّى) مثل الأول (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (يؤذن) ، (لكم) الثاني متعلّق ب (قيل) ، (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط الثاني (لكم) الثالث متعلّق ب (أزكى) ، والمصدر المؤوّل (أن يؤذن لكم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوها) .
وجملة: «لم تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «لا تدخلوها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يؤذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «قيل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تجدوا.
وجملة: «ارجعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل ل (قيل) «3» .
وجملة: «ارجعوا (الثانية) » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو أزكى لكم» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.. (بما) متعلّق ب (عليم) .
البلاغة
الكناية:
في قوله تعالى «حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا» .
«تستأنسوا» فيه وجهان: أحدهما: أنه من الاستئناس الظاهر الذي هو خلاف الاستيحاش، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه، فإذا أذن له استأنس، فالمعنى حتى يؤذن لكم، كقوله «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» . هذا من باب الكناية والإرداف، لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن، فوضع موضع الإذن والثاني: أن يكون الاستئناس الذي هو الاستعلام والاستكشاف، والمعنى حتى تستعلموا وتستكشفوا الحال هل يراد دخولكم أم لا.
الفوائد
- أسباب النزول:
جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتي الأب ويدخل علي، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي، وأنا على تلك الحال، فنزلت هذه الآية.
فقال أبو بكر: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في طريق الشام، ليس فيها ساكن، فأنزل الله: ليس عليكم جناح الآية..
والبيوت التي استثناها الله، فهي غير المسكونة نحو الفنادق، وحوانيت البياعين، والمنازل المبنية للنزول، وإيواء المتاع فيها، واتقاء الحر والبرد كبيوت التجار وحوانيتهم في الأسواق، التي يدخلها الناس للبيع أو الشراء.
[سورة النور (24) : آية 29]
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (29)

الإعراب:
(عليكم) متعلّق بمحذوف خبر ليس، و (جناح) اسم ليس مرفوع (فيها) متعلّق بخبر للمبتدأ (متاع) (لكم) متعلّق بمحذوف نعت لمتاع.
والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن تدخلوا.. متعلّق ب (جناح) .
(ما) حرف مصدريّ في الموضعين «5» ، (الواو) عاطفة.
والمصدر المؤوّل (ما تبدون ... ) في محلّ نصب مفعول به، والمصدر (ما تكتمون) في محلّ نصب معطوف عليه.
جملة: «ليس عليكم جناح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدخلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «فيها متاع ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (بيوتا) «6» .
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «تبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
الصرف:
(مسكونة) ، مؤنّث مسكون، اسم مفعول من الثلاثيّ سكن، وزنه مفعولة.
[سورة النور (24) : الآيات 30 الى 31]
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

الإعراب:
(للمؤمنين) متعلّق ب (قل) ، (يغضّوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومفعول قل مقدّر، أي: قل لهم غضّوا أبصاركم (من أبصارهم) متعلّق ب (غضّوا) «7» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أزكى) ، (ما) حرف مصدريّ «8» .. والمصدر المؤوّل (ما يصنعون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يغضّوا من أبصارهم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقل لهم غضّوا يغضوا..
وجملة: «يحفظوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضّوا.
وجملة: «ذلك أزكى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إنّ الله.. خبير» لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «يصنعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
31- (الواو) عاطفة (للمؤمنات) متعلّق ب (قل) ، (يغضضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الطلب و (النون) ضمير فاعل (من أبصارهنّ) متعلّق ب (يغضضن) ، و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه (يحفظن) مثل يغضضن ومعطوف عليه بالواو، وكذلك الفعل المنفيّ (يبدين) معطوف على (يحفظن أو يغضضن) «9» ، (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء، أو بدل من زينتهنّ (منها] متعلّق ب (ظهر) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يضربن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم باللام (بخمرهنّ) متعلّق ب (يضربن) بتضمينه معنى يلقين (على جيوبهنّ) متعلّق ب (يضربن) ، (الواو) عاطفة (لا يبدين زينتهنّ) مثل الأولى (إلّا) للاستثناء (لبعولتهنّ) بدل من المستثنى المقدّر بإعادة الجارّ أي: لا يبدين زينتهنّ لأحد من الناس إلّا لبعولتهنّ «10» (أو) حرف عطف في المواضع الأحد عشر، والأسماء بعدها معطوفة على بعولتهنّ مجرورة أو في محلّ جرّ (ما) اسم موصول والعائد محذوف أي ملكته (غير) نعت للتابعين مجرور (من الرجال) متعلّق بحال من التابعين- أو من أولي الإربة- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للطفل (على عورات) متعلّق ب (يظهروا) ، (الواو) عاطفة (لا يضربن) مثل لا يبدين (بأرجلهنّ) متعلّق ب (يضربن) ، (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (من زينتهنّ) متعلّق بحال من العائد المحذوف «11» .
والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يضربن) .
(الواو) استئنافيّة (إلى الله) متعلّق ب (توبوا) ، (جميعا) حال منصوبة من فاعل توبوا (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المؤمنون) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «قل (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) .
وجملة: «يغضضن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن تقل لهن اغضضن من أبصاركنّ يغضضن.
وجملة: «يحفظن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن.
وجملة: «لا يبدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن أو يحفظن.
وجملة: «ظهر منها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «يضربن ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر.
وجملة: «لا يبدين (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يبدين (الأولى) «12» .
وجملة: «ملكت أيمانهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «لم يظهروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يضربن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضربن..
وجملة: «يعلم ما يخفين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يخفين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «13» .
وجملة: «أيّها المؤمنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(31) خمرهنّ: جمع خمار وهو غطاء الرأس للمرأة، اسم ذات وزنه فعال بكسر الفاء، والجمع فعل بضمتين.
(جيوبهنّ) ، جمع جيب اسم لطوق القميص، وأستعير هنا لمحلّه وهو العنق وزنه فعل بفتح فسكون والجمع فعول بضمّ الفاء، وقيل بكسرها أيضا.
(الإربة) ، اسم للحاجة من أرب إلى الشيء أي احتاج من باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(عورات) ، جمع عورة، اسم لما يجب أن يستر عند الرجال والنساء، وزنه فعلة بفتح فسكون، وكان القياس في الجمع أن تفتح الواو ولكنّها سكّنت استثقالا في تحريك حرف العلّة.
البلاغة
1- من الأسرار التي تدق على الأفهام، دخول من الجارة على غض الأبصار، دون الفروج، في قوله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ» والسر في ذلك أن أمر النظر واسع، قال الزمخشري بهذا الصدد: «ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن وصدورهن وثديهنّ وأعضائهن وسوقهن وأقدامهن، وكذلك الجواري المستعرضات للبيع. وأما أمر الفروج فمضيق» .
2- التقديم: في الآية الكريمة، حيث قدم غض الأبصار على حفظ الفروج، وذلك لأن النظر بريد الزنى ورائد الفجور، والبلوى فيه أشدّ وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه.
3- المبالغة:
في قوله تعالى «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها» ذكر الزينة، دون مواقعها، للمبالغة في الأمر بالتستر، لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد، لا يحل النظر إليها إلا لمن استثني في الآية.
الفوائد
1- عفة المؤمن:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت «الحمو» قال: «الحمو الموت» . رواه البخاري ومسلم،
ثم قال: ومعنى كراهيته الدخول على النساء، على نحو ما
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان» .
والحمو هو أبو الزوج، ومن أدلى به، كالأخ والعم وابن العم ونحوهم، وأبو المرأة ومن أدلى به. وقيل هو قريب الزوج فقط، وقيل قريب الزوجة فقط.
قال أبو عبيد: فإذا كان هذا في رواية أبي الزوج، وهو محرم، فكيف بالغريب ومعنى «الحمو الموت» أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه.
2- أيها المؤمنون:
مرّ معنا أن المعرف بأل يتوصّل إلى ندائه ب «أي» ، وتلحق بها الهاء علامة للمذكر، والتاء والهاء علامة للمؤنث. وحول ذلك شروح يرجع إليها في مواطنها.
[سورة النور (24) : الآيات 32 الى 33]
وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من الأيامى (من عبادكم) متعلّق بحال من الصالحين (من فضله) متعلّق ب (يغنهم) ، (الواو) استئنافيّة (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «أنكحوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يغنهم الله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله واسع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
33- (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يستعفف) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغنيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (من فضله) متعلّق ب (يغنيهم) .
والمصدر المؤوّل (أن يغنيهم ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يستعفف) .
(الواو) عاطفة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع «14» ، (ممّا) متعلّق بمحذوف حال من فاعل يبتغون «15» ، (الفاء) زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط (علمتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (فيهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الواو) عاطفة (من مال) متعلّق ب (آتوهم) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لمال الله، وفاعل (آتاكم) ضمير يعود على لفظ الجلالة، والمفعول الثاني محذوف أي آتاكموه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على البغاء) متعلّق ب (تكرهوا) ، (أردن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط «16» ، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (لا تكرهوا) .
(الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (الفاء) تعليليّة (من بعد) متعلّق بالخبر (غفور) .
وجملة: «يستعفف الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على أنكحوا..
وجملة: «لا يجدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يغنيهم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «الذين يبتغون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أنكحوا..
وجملة: «يبتغون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «ملكت أيمانكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كاتبوهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «علمتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف.. دلّ عليه ما قبل أي: إن علمتم فيهم خيرا فكاتبوهم.
وجملة: «آتوهم....» في محلّ رفع معطوفة على جملة كاتبوهم وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لا تكرهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنكحوا..
وجملة: «أردن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن أردن تحصّنا فلا تكرهوهنّ..
وجملة: «من يكرههنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تكرهوا..
وجملة: «يكرههنّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّ الله.. غفور ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي:
من يكرههنّ فإنّه يحاسب، ويغفر الله لهنّ، لأنّ الله ... غفور «17» .
الصرف:
(الأيامى) ، جمع الأيّم، اسم لمن ليس له زوج أنثى كان أم ذكرا، وزنه فيعل مأخوذ من آم يئيم كباع يبيع، وقياس جمع أيائم، ووزن أيامى فعالى، وقيل فيه قلب أصله أيايم.
(الكتاب) ، مصدر بمعنى المكاتبة وهو عقد الكتابة، وفعله كاتب الرباعيّ، والمصدر سماعيّ وزنه فعال بكسر الفاء.
(البغاء) ، مصدر سماعيّ للرباعيّ باغت الأمة أي زنت، وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة منقلبة ياء متطرفة بعد ألف ساكنة، أصله بغاي.
(تحصّنا) ، مصدر الخماسيّ تحصّن، وزنه تفعّل بضمّ العين المشدّدة، وزن ماضيه بضم ما قبل آخره.
البلاغة
الاحتراس: في قوله تعالى «إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً» ، فقد أقحم هذا الاعتراض، ليبشع ذلك عند المخاطب، ويحذره من الوقوع فيه، ولكي يتيقظ أنه كان ينبغي له أن يأنف من هذه الرذيلة وإن لم يكن زاجر شرعي، ووجه التبشيع عليه أن مضمون الآية النداء عليه بأن أمته خير منه، لأنها آثرت التحصّن عن الفاحشة، وهو يأبى إلا إكراهها.
الفوائد
1- الحض على النكاح:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» رواه البخاري ومسلم.
الباءة: الجماع أو النكاح. والمقصود مؤنة النكاح.
الوجاء: رضّ الخصيتين، وشبّه الصوم ب «الخصاء» .
2- المكاتبة: مكاتبة العبد، أن يقول له مالكه: كاتبتك على كذا من المال، فإن أداها له أصبح حرا. وصيغته: أن يقول الرجل لمملوكه، كتبت لي على نفسي أن تعتق مني إذا وفيت لي بالمال، وكتبت لي على نفسك أن يفي بذلك، أو أن يقول: كتبت عليك الوفاء بالمال، وكتبت عليّ العتق. وفي كتب الفقه من أحكام العتق ما ترنو إليه كلما نفس طلعة.
3- يُغْنِهِمُ اللَّهُ:
الفعل يغني مجزوم بجواب الشرط، وجزمه حذف حرف العلة من آخره.
ويجزم المضارع أيضا بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة.
كما يجزم بالسكون إذا كان صحيح الآخر.
وعوامل الجزم ثلاثة: حرف يجزم فعلا واحدا، وأداة تجزم فعلين، والطلب بجزم جوابه.

يتبع

ابوالوليد المسلم 24-06-2022 08:58 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 417)
من صــ 249الى صـ 272



[سورة النور (24) : آية 34]
وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (أنزلنا) ، (مثلا) معطوف على آيات بالواو منصوب (من الذين) متعلّق بنعت ل (مثلا) ، (من قبلكم) متعلّق ب (خلوا) ، (موعظة) معطوف على آيات بالواو منصوب (للمتّقين) متعلّق ب (موعظة) «18» .
جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
الصرف:
(مبيّنات) ، جمع مبيّنة مؤنّث مبيّن، اسم فاعل من بيّن الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة النور (24) : آية 35]
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
الإعراب:
(كمشكاة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (مثل) (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مصباح) ، (في زجاجة) خبر المبتدأ (المصباح) ، ونائب الفاعل لفعل (يوقد) ضمير مستتر تقديره هو يعود على المصباح (من شجرة) متعلّق ب (يوقد) بحذف مضاف أي من زيت شجرة (مباركة، زيتونة، لا شرقيّة) صفات لشجرة مجرورة (لا) زائدة لتأكيد النفي (غربيّة) معطوفة على شرقيّة بالواو (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (نور) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (على نور) متعلّق بنعت لنور الأول (لنوره) متعلّق ب (يهدي) ، (للناس) متعلّق ب (يضرب) ، و (بكلّ) متعلّق ب (عليم) وهو خبر مرفوع.
جملة: «الله نور السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مثل نوره كمشكاة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فيها مصباح ... » في محلّ جرّ نعت لمشكاة.
وجملة: «المصباح في زجاجة» في محلّ رفع نعت لمصباح.
وجملة: «الزجاجة كأنها ... » في محلّ جرّ نعت لزجاجة «19» .
وجملة: «كأنّها كوكب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزجاجة) .
وجملة: «يوقد ... » في محلّ رفع خبر ثان للمصباح.
وجملة: «يكاد زيتها ... » في محلّ جرّ نعت لشجرة «20» .
وجملة: «يضيء ... » في محلّ نصب خبر يكاد.
وجملة: «لم تمسسه نار ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضيء..
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو لم تمسسه نار يكاد يضيء.
وجملة: « (هو) نور ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمضمون ما سبق.
وجملة: «يهدي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يضرب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهدي.
وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «21» .
الصرف:
(مشكاة) ، اسم للكوّة غير النافذة أو الأنبوبة وسط القنديل، وزنه مفعلة بكسر الميم على وزن اسم الآلة من (شكا) ، فيه إعلال لأنّ أصله مشكوة، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وفي المشكاة أقوال كثيرة في معناها.
(مصباح) ، اسم آلة جاء من الثلاثيّ اللازم (صبح) على غير قياس، وزنه مفعال بكسر الميم.
(زجاجة) ، واحدة الزجاج اسم جمع للجنس، هو معروف وزنه فعالة بضمّ الفاء، قيل يجوز في الفاء الكسر والفتح، ومثل ذلك الزجاج.
(درّيّ) ، اسم منسوب إلى الدرّ، الجوهر المعروف لضيائه ولمعانه، ووزن دريّ فعليّ بضمّ الفاء.
(غربيّة) مؤنّث غربيّ، اسم منسوب إلى الغرب، وزنه فعليّة بفتح الفاء.
(زيتها) ، اسم للسائل الذي يؤتدم به ويخرج من الزيتون وغيره، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ..» الآية فقد جاء التشبيه هنا بواسطة الأداة وهي الكاف، والمراد أن النور الذي شبه به الحق، نور متضاعف، قد تناصر فيه المشكاة والزجاجة والمصباح والزيت، حتى لم تبق بقية، مما يقوي النور ويزيده إشراقا ويمدّه بإضاءة، وذلك أن المصباح إذا كان في مكان متضايق كالمشكاة كان أضوأ له وأجمع لنوره، بخلاف المكان الواسع فإنّ الضوء ينبث فيه وينتشر.
وأبدع الكرخي في تحديده هذا التشبيه التمثيلي فقال: «ومثل الله نوره، أي معرفته في قلب المؤمن، بنور المصباح دون نور الشمس، مع أن نورها أتم، لأن المقصود تمثيل النور في القلب، والقلب في الصدور، والصدر في البدن، بالمصباح والمصباح في الزجاجة، والزجاجة في القنديل.
2- الطباق: في قوله تعالى «لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» وقد تكلم علماء البيان كثيرا عن هذا الطباق. قال الزمخشري: وقيل: لا في مضحى ولا في مقنأة «وهو المكان الذي لا تطلع عليه الشمس» ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها، وذلك أجود لحملها وأصفى لدهنها،
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا خير في شجرة في مقنأة، ولا نبات في مقنأة، ولا خير فيهما في مضحى» .
وقيل: ليست مما تطلع عليه الشمس في وقت شروقها أو غروبها فقط، بل تصيبها بالغداة والعشي جميعا، فهي شرقية وغربية.
3- التنكير: في قوله تعالى «نُورٌ عَلى نُورٍ» :
ضرب من الفخامة والمبالغة، لا أرشق ولا أجمل منه، فليس هو نورا واحدا، معينا أو غير معين، فوق نور آخر مثله، وليس هو مجموع نورين اثنين فقط، بل هو عبارة عن نور متضاعف، من غير تحديد، لتضاعفه بحد معين.
4- تشابه الأطراف: وهو أن ينظر المتكلم إلى لفظه وقعت في آخر جملة من الفقرة في النثر، أو آخر لفظة وقعت في آخر المصراع الأول في النظم، فيبتدئ بها.
تأمل في تشابه أطراف هذه الجمل المتلاحقة: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» .
الفوائد
- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
كثيرا ما تعرضنا للمثل، ودوره في أسلوب القرآن الكريم، وتقرير تعاليم الإسلام ومبادئه، بواسطة المثل. ويبلغ المثل ذروته في هذه الآية الكريمة، التي تصور نور الله الذي يشمل الكائنات جميعها، تصويرا يكاد يقف الفكر مبهوتا أمام إبداعه الرائع ولولا مخافة الخروج عن خطة الكتاب في الإيجاز، لآثرنا أن نكتب الصفحات عن هذا التشبيه وما فيه من روعة وإبداع.
ولكن ما على القارئ إلا أن يقف أمام روعته ويتملّى من بلاغة القرآن وإعجازه.
[سورة النور (24) : الآيات 36 الى 38]
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (36) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (38)
الإعراب:
(في بيوت) متعلّق ب (يسبّح) ، ونائب الفاعل لفعل (ترفع) ضمير يعود على بيوت (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (يذكر) ، (اسمه) نائب الفاعل لفعل يذكر..
والمصدر المؤوّل (أن ترفع) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن ترفع، متعلّق ب (أذن) ،
(له) متعلّق ب (يسبّح) ، (فيها) الثاني متعلّق ب (يسبّح) مؤكّدا الجارّ الأول: في بيوت (بالغدوّ) متعلّق ب (يسبّح) .
جملة: «أذن الله ... » في محلّ جرّ نعت لبيوت.
وجملة: «ترفع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يذكر فيها اسمه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «يسبّح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
37- 38- (رجال) فاعل يسبّح مرفوع (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي و (بيع) معطوف على تجارة بالواو (عن ذكر) متعلّق ب (تلهيهم) ، (يوما) مفعول به منصوب (فيه) متعلّق ب (تتقلّب) ، (اللام) الأظهر أنّها لام العاقبة (يجزيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) حرف مصدريّ «22» .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يجزيهم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسبّح) أو متعلّق ب (يخافون) «23» .
(من فضله) متعلّق ب (يزيدهم) ، (الواو) استئنافيّة (بغير) متعلّق بحال من فاعل يرزق.
وجملة: «لا تلهيهم تجارة ... » في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: «يخافون ... » في محلّ رفع نعت ثان لرجال «24» .
وجملة: «تتقلّب فيه القلوب» في محلّ نصب نعت ل (يوما) .
وجملة: «يجزيهم الله..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يزيدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزيهم.
وجملة: «الله يرزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
وجملة: «يرزق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الفوائد
قوله تعالى «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ إلخ» كثرت أقوال النحاة حول تعليق الجار والمجرور «في بيوت» . وسبب هذا الاختلاف طول الفصل بين المتعلق والمتعلق به، ورغم كثرة الخلاف، وتعدد الأقوال، فإننا نختار لك منها أهمها:
أ- مثل بأنهما متعلقان بصفة للمشكاة.
ب- وقيل بصفة للمصباح.
ج- وقيل متعلقان بالفعل «يوقد» د- وقيل بمحذوف تقديره «سبحوه في بيوت» هـ- وقيل إنهما متعلقان ب «حال» للمصباح والزجاجة والكوكب، تقديره «وهو في بيوت» .
ووقيل متعلقان ب «توقد» ، أي توقد في بيوت.
فاختر من بين هذه الآراء ما يحلو لك، وتجده أقرب للذوق والواقع.
والحقيقة أن طول الفصل يجعلنا نفضل تقدير محذوف، على أن نعود بالتعليق لأول الآية التي ملأت نصف الصفحة وزيادة.
[سورة النور (24) : الآيات 39 الى 40]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (39) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (40)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كسراب) متعلّق بخبر المبتدأ أعمالهم «25» ، (بقيعة) متعلّق بنعت ل (سراب) (ماء) مفعول به ثان لفعل يحسبه (حتّى) حرف ابتداء (شيئا) مفعول به ثان لفعل يجده «26» ، (عنده) ظرف منصوب متعلّق ب (وجد) ، أي لقي، (الواو) اعتراضيّة..
جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ، وجملة: «أعمالهم كسراب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يحسبه الظمآن ... » في محلّ جرّ نعت لسراب وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لم يجده شيئا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «وجد الله ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر «27» .
وجملة: «وفّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد الله..
وجملة: «الله سريع ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «28» .
40- (أو) حرف عطف (كظلمات) متعلّق بما تعلّق به كسراب فهو معطوف عليه (في بحر) متعلّق بنعت ل (ظلمات) (من فوقه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (موج) الثاني (من فوقه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سحاب) (ظلمات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر المبتدأ بعضها (الواو) عاطفة، وعلامة الجزم لفعل (يجعل) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (له) متعلّق بمفعول به ثان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (نور) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «يغشاه موج» في محلّ جرّ نعت لبحر «29» .
وجملة: «من فوقه موج» في محلّ رفع نعت لموج الأول.
وجملة: «من فوقه سحاب) في محلّ رفع نعت لموج الثاني.
وجملة: « (هي) ظلمات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بعضها فوق بعض» في محلّ رفع نعت لظلمات.
وجملة: «أخرج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يكد يراها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يراها» في محلّ نصب خبر يكد.
وجملة: «من لم يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هي) ظلمات.
وجملة: «لم يجعل الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «30» .
وجملة: «ما له من نور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(سراب) ، اسم لما يشاهد في النهار الحارّ كأنه ماء.
(قيعة) ، اسم هو جمع قاع: الأرض السهلة المطمئنة، وزنه فعلة بكسر فسكون، وثمة جموع أخرى منها قيعان وأقواع.
(الظمآن) ، صفة مشبّهة من ظمئ يظمأ باب فرح وزنه فعلان بفتح فسكون مؤنّثة ظمأى، جمعه ظماء بكسر الظاء.
(لجّيّ) ، اسم منسوب إلى اللجّ أو اللّجة وهو الماء الغزير أو معظم البحر، وزنه فعليّ بضمّ الفاء.
البلاغة
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً» شبه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان، ولا يتبع الحق من الأعمال الصالحة، التي يحسبها تنفعه عند الله، وتنجيه من عذابه، ثم تخيب في العاقبة أمله، ويلقى خلاف ما قدّر، بسراب يراه الكافر بالساهرة، وقد غلبه عطش يوم القيامة، فيحسبه ماء فيأتيه فلا يجد ما رجاه، ويجد زبانية الله عنده، يأخذونه فيعتلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق. وهم الذين قال الله فيهم: «عامِلَةٌ ناصِبَةٌ» «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» .
2- العطف على محذوف: في قوله تعالى «وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ» .
فليست الجملة معطوفة على (لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) ، بل على ما يفهم منه بطريق التمثيل، من عدم وجدان الكفرة من أعمالهم المذكورة عينا ولا أثر، كما في قوله تعالى:
«وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» كأنه قيل: حتى إذا جاء الكفرة يوم القيامة أعمالهم، التي كانوا في الدنيا يحسبونها نافعة لهم في الآخرة، لم يجدوها شيئا، ووجدوا حكم الله وقضاءه لهم بالمرصاد.
الفوائد
من وأقسامها:
تأتي من على أربعة أقسام:أ- من الاستفهامية.
ب- من الشرطية.
ج- من الموصولة.
د- من النكرة الموصوفة.
ولكل من هذه الأقسام الأربعة شرائط وتفصيلات.. وقد مرّ معنا شرح ذلك في مواطن، فعاوده، ففي الإعادة كل الإفادة.
__________
(1) في الآية (21) من هذه السورة.
(2) الجمهور يجعلونه مجزوما ب (لم) لأنّه الأقوى في الجزم، ولكن الفعل لا يبقى دالّا على الاستقبال لأنّ معناه انقلب إلى الماضي.. فالإعراب أعلاه أفضل. [.....]
(3) لأنّها في الأصل مقول القول.. وهي عند الجمهور تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول..
(4) أو هي معطوفة على جملة هو أزكى.
(5) أو هو اسم موصول في محلّ نصب والعائد محذوف أي: تبدونه وتكتمونه.
(6) يجوز أن تكون حالا من (بيوتا) لأنّه وصف.
(7) (من) زائدة عند الأخفش، وهي تبعيضيّة عند الزمخشري، ولبيان الجنس عند أبي البقاء- وفيه غموض-، ولابتداء الغاية عند ابن عطيّة واختاره أبو حيّان.
(8) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.
(9) يجوز أن تكون (لا) ناهية فالفعل في محلّ جزم بها، والجملة حينئذ معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة.
(10) أو متعلّق بحال من المستثنى المحذوف أي: إلّا زينة كائنة لبعولتهنّ.
(11) أو هو تمييز للموصول (ما) .
(12) أو معطوفة على جملة يضربن إن كانت (لا) ناهية، فهي في محلّ نصب.
(13) يجوز أن تكون تابعة لمقول القول فتعطف عليه، واستعمل الخطاب (للمؤمنين) على سبيل التغليب.
(14) أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره كاتبوا.. وجملة كاتبوهم حينئذ لا محلّ لها تفسيريّة.
(15) (ما) موصول وأستعير هنا للعقلاء على سبيل التغليب والشمول.
(16) في تخريج هذا الشرط آراء كثيرة لدى المفسّرين.. فبعضهم جعل (إن) بمعنى إذ فنفى وجود الشرط البتة حتّى لا يؤوّل الإكراه عند انتفاء الإرادة منهنّ، مع أنّ الإكراه على الزنا محرّم في كلّ حال. وبعضهم علّق الشرط على إرادة التعفّف إذ لا معنى للإكراه، ولا للشرط، عند ميلهنّ للزنا لأنه باختيارهنّ ... إلخ. [.....]
(17) بعضهم يجعل الجملة المذكورة هي جواب الشرط وفيها رابط مقدّر أي فإنّ الله غفور.. لهنّ.
(18) أو متعلّق بمحذوف نعت لموعظة.
(19) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين المبتدأ وخبره الثاني.
(20) أو في محلّ نصب حال من شجرة لأنها وصفت.
(21) أو معطوفة على جملة يهدي الله.
(22) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي عملوه، والجملة بعده صلة.
(23) يجوز تعليقه بفعل محذوف.. أي: فعلوا ذلك ليجزيهم.
(24) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في تلهيهم. أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.
(25) يجوز أن يكون خبرا للموصول (الذين) كفروا.. بحذف مضاف أي أعمال الذين كفروا.. وحينئذ يعرب (أعمالهم) بدلا من الموصول على رأي القرطبيّ.
(26) أي لم يجد ما قدره شيئا.
(27) المقدّر هو نتيجة للتشبيه التمثيليّ أي: والكافر إذا جاءه الموت لم يجد عمله بعد الموت ووجد حساب الله أو عقابه أو حكمه عند عمله.. فوفّاه الله حسابه.
(28) أو استئناف في حكم التعليل.
(29) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من بحر لأنّه وصف.
(30) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]

ابوالوليد المسلم 24-06-2022 09:09 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 418)
من صــ 272الى صـ 282


[سورة النور (24) : الآيات 41 الى 42]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (له) متعلّق ب (يسبّح) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يسبّح..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
(الواو) عاطفة (الطير) معطوف على الموصول الفاعل (من) ، (صافّات) حال منصوبة من الطير وعلامة النصب الكسرة (كلّ) مبتدأ- على نيّة الإضافة- (قد) للتحقيق، وفاعل (علم) ضمير يعود على كلّ «1» ، أي علم كلّ واحد منهم صلاة نفسه (الواو) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ «2» .
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسبّح ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «كلّ قد علم ... » في محلّ نصب حال من الموصول (من) وما عطف عليه.
وجملة: «علم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
42- (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بخبر مقدّم.
وجملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله عليم.
وجملة: «إلى الله المصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله عليم.
[سورة النور (24) : آية 43]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43)

الإعراب:
(ألم تر.. يزجي) مثل الآية السابقة «3» ، (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (بينه) ظرف منصوب متعلّق ب (يؤلّف) «4» ، (ركاما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، و (من) لابتداء الغاية (من جبال) متعلّق ب (ينزّل) فهو بدل من السماء بإعادة الجارّ، و (من) لابتداء الغاية، وهو بدل اشتمال «5» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (جبال) ، والضمير يعود إلى السماء (من برد) متعلّق ب (ينزّل) و (من) تبعيضيّة «6» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يصيب) ، (عمّن) متعلّق ب (يصرفه) ، (بالأبصار) متعلّق ب (يذهب) ، و (الباء) للتعدية «7» .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يزجي ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يزجي ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
وجملة: «يؤلّف ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزجي.
وجملة: «يجعله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤلّف.
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الودق «8» .
وجملة: «يصيب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يصرفه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب.
وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «يكاد ... » في محلّ نصب حال من الودق أو من البرد على اختلاف في العامل.
وجملة: «يذهب ... » في محلّ نصب خبر يكاد الناقص.
الصرف:
(ركاما) ، اسم للشيء المتراكم، وزنه فعال مشتقّ من ركم الشيء إذا جمعه من باب نصر.
(الودق) ، اسم للمطر قليلا أو كثيرا، وهو في الأصل مصدر لفعل ودق، وزنه فعل بفتح فسكون.
(برد) ، اسم للماء المتجمّد النازل من السماء، وزنه فعل بفتحتين.
(سنا) ، اسم للضوء ولا سيّما البرق، فيه إعلال بالقلب، أصله سنو، فعله سنا يسنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
1- فن العنوان: في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً» الآية.
فن انفرد به القليل من علماء البيان، وهو فن العنوان، وعرفوه بأنه أن يأخذ المتكلم في غرض له، من وصف أو فخر أو مدح أو عتاب أو هجاء، أو غير ذلك من الفنون، ثم يأتي لقصد تكميله، وتوكيده، بأمثلة من ألفاظ تكون عنوانات لأخبار متقدمة وقصص سالفة، ومنه نوع عظيم جدا، وهو ما يكون عنوانا للعلوم، وذلك أن تذكر في الكلام ألفاظا، تكون مفاتيح لعلوم ومداخل لها، والآية التي نحن بصددها، فيها عنوان العلم المعروف بالآثار العلوية والجغرافيا الرياضية وعلم الفلك.
2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «مِنْ جِبالٍ» أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، على التشبيه البليغ، كما في قوله تعالى «حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً» والمراد بها قطع السحاب.
الفوائد
- من جبال:
اختلف العلماء في «من» هل هي عاملة أم زائدة. كما اختلفوا في متعلق الجار والمجرور على أوجه، أهمها ثلاثة:
- الأول: أن تكون للتبعيض.
- الثاني: بيان الجنس.
- الثالث: أنها زائدة.
- وثمة وجه رابع: أنها لابتداء الغاية.
والذي نجده أقرب للذوق، وأخصر للطريق، اعتبارها زائدة أي «ينزل من السماء جبال برد» . وهذا الوجه يعفينا من التعليق، لأن حروف الجر الزائدة لا تحتاج مع مجرورها إلى تعليق.
ومن المفيد أن نذكر لك أحرف الجر التي لا تحتاج إلى تعليق، وهي خمسة:
أ- حرف الجر الزائد مثل «الباء ومن» نحو «كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً» و «هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ» ب- «لعلّ» في لغة عقيل لأنها بمنزلة الزائد.
ج- «لولا» فيمن قال: لو لاي، ولو لاك، ولو لاه، ويرى سيبويه أن «ما بعد» «لولا» مرفوع المحل، وهو الأصح.
د- «رب» في نحو «ربّ رجل صالح لقيت» هـ- حروف الاستثناء وهي «خلا وعدا وحاشا» إذا خفضن ما بعدهنّ.
وهذا موضوع جدير بالمراجعة في مظانه من كتب النحو، فإنه جليل الفائدة.
[سورة النور (24) : الآيات 44 الى 45]
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)

الإعراب:
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام التوكيد (عبرة) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق ب (عبرة) .
جملة: «يقلّب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة» لا محلّ لها تعليليّة.
45- (الواو) عاطفة (من ماء) متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) في المواضع الثلاثة (على بطنه) متعلّق ب (يمشي) الأول (على رجلين) متعلّق ب (يمشي) الثاني (على أربع) متعلّق ب (يمشي) الثالث (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير) .
وجملة: «الله خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقلّب.
وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «منهم من يمشي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله خلق.
وجملة: «يمشي (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «منهم من يمشي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الأولى) .
وجملة: «يمشي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «منهم من يمشي (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على (منهم من..)
الأولى.
وجملة: «يمشي (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «يخلق الله ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
1- المجاز: في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» كالحيات والسمك. وتسمية حركتها مشيا، مع كونها زحفا، مجاز للمبالغة في إظهار القدرة، وأنها تزحف بلا آلة كشبه المشي وأقوى، ويزيد ذلك حسنا ما فيه من المشاكلة، لذكر الزاحف مع الماشي.
2- التنكير: في قوله تعالى «مِنْ ماءٍ» .
نكّر الماء، لأن المعنى أنه خلق كل دابة من نوع من الماء مختص بتلك الدابة. أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات من النطفة، فمنها هوام بهائم، ومنها ناس. فالمقصد إذا أن شيئا واحدا تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة.
3- التغليب: في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ» تذكير الضمير في «منهم» لتغليب العقلاء، وبنى على تغليبهم في الضمير التعبير بمن واقعة على ما لا يعقل، وظاهر بعض العبارات يشعر باعتبار التغليب في (كل دابة) وليس بمراد، بل المراد أن ذلك لما شمل العقلاء وغيرهم، على طريق الاختلاط، لزم اعتبار ذلك في الضمير العائد عليه وتغليب العقلاء فيه.
[سورة النور (24) : آية 46]
لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)

الإعراب:
(لقد ... أنزلنا آيات مبيّنات) مرّ إعراب نظيرها «9» ، (الواو) عاطفة (إلى صراط) متعلّق ب (يهدي) «10» .
جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

[سورة النور (24) : الآيات 47 الى 49]
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)

الإعراب:
(بالله) متعلّق ب (آمنّا) وكذلك (بالرسول) ، (منهم) متعلّق بنعت ل (فريق) (من بعد) متعلّق ب (يتولّى) ، (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (المؤمنين) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ما.
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «يتولّى فريق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولون.
وجملة: «ما أولئك بالمؤمنين» في محلّ نصب حال من فريق.
48- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (دعوا) نائب الفاعل (إلى الله) متعلّق ب (دعوا) ، (اللام) للتعليل (يحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (الفاعل) ضمير يعود إلى الرسول- لأنه المباشر للحكم- (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) .
والمصدر المؤوّل (أن يحكم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوا) .
(إذا) حرف فجاءة (فريق) مبتدأ مرفوع «11» ، (منهم) متعلّق بنعت ل (فريق) (معرضون) خبر مرفوع.
وجملة: «دعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «فريق منهم معرضون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
49- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر يكن (إليه) متعلّق ب (يأتوا) «12» ، (مذعنين) ، حال منصوبة.
وجملة: «يكن لهم الحقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «يأتوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(مذعنين) ، جمع مذعن، اسم فاعل من أذعن الرباعيّ بمعنى انقاد أو أطاع مسرعا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد
- أقسام «إذا» :
تأتي «إذا» على ثلاثة أقسام:
أ- إذا التفسيرية، وهي تحل محل «أي» التفسيرية في الجمل، وتختلف عنها في أن الفعل بعد «إذا» يكون للمخاطب، نحو «استغفرت الله من الذنب إذا سألته الغفران» .
ب- وتأتي ظرفية، وهي التي تتضمّن معنى الشرط، وتكون ظرفا للمستقبل. ولذلك تحتاج إلى فعل الشرط وجوابه، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، ويكون الفعل بعدها ماضيا على كثرة، ومضارعا على قلّة.
وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وإذا دخلت إذا الظرفية على اسم في الظاهر، فهي في الحقيقة تكون داخلة على فعل محذوف، نحو «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» فالتقدير: إذا انشقت السماء. فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده.
ج- إذا الفجائية:
وهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال. والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى:
«فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى» . وتكون جوابا للجزاء، كالفاء، قال الله تعالى:
«وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ» . وحول إذا تفسيرات وخلافات تجدها في المطولات من كتب النحو.

[سورة النور (24) : آية 50]
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يحيف) .
والمصدر المؤوّل (أن يحيف ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافون (بل) للإضراب الانتقاليّ (هم) ضمير فصل «13» .
جملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ارتابوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحيف الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أولئك.. الظالمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) قيل هو عائد على الله، أي علم الله صلاته.
(2) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي يفعلونه، والجملة بعده صلة له.
(3) في الآية (41) من هذه السورة.
(4) أي يؤلّف بين قطعه.
(5) وهي تبعيضيّة عند بعضهم ومتعلّقة ب (ينزّل) ، أي شيئا من جبال واختاره أبو البقاء..
وعند بعضهم زائدة و (جبال) مفعول ينزّل وهو قول الأخفش.
(6) أو (من) زائدة و (برد) مفعول به.
(7) أو هي بمعنى من، والمفعول محذوف أي يذهب النور من الأبصار.
(8) أو معطوفة على جملة يزجي، في محلّ رفع، وكذلك جملة يصيب وجملة يصرفه.
(9) في الآية (34) من هذه السورة.
(10) فعل (يهدي) يتعدّى إلى المفعول من غير حرف جرّ أو بأحد حرفي الجرّ (اللام) أو (إلى) .
(11) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة أنّها وصفت بالجاور والمجرور (منهم) .
(12) أو متعلّق بمذعنين.
(13) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الظالمون، والجملة الاسميّة هم الظالمون خبر المبتدأ (أولئك) .

ابوالوليد المسلم 24-06-2022 09:24 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 419)
من صــ 282الى صـ 295




[سورة النور (24) : الآيات 51 الى 53]
إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (53)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (قول) خبر كان منصوب (إذا دعوا ...
بينهم) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا..) في محلّ
رفع اسم كان مؤخّر.
جملة: «كان قول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «دعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فإنّما قولهم سمعنا.. «1» .
وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المذكور.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «أولئك.. المفلحون» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
52- 53- (الواو) عاطفة (بالله) متعلّق ب (أقسموا) ، (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه بالفعل أو مبيّن لنوعه منصوب «4» ، (اللام) موطّئة للقسم (أمرت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) الثانية لام القسم (يخرجنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) ناهية جازمة (طاعة) مبتدأ «5» خبره محذوف أي خبر من قسمكم (ما) حرف مصدريّ «6» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
وجملة: «من يطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما كان قول..
وجملة: «يطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يخش ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطع.
وجملة: «يتّقه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطع.
وجملة: «أولئك.. الفائزون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «وجملة أقسموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما كان قول..
وجملة: «إن أمرتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير لمضمون القسم.
وجملة: «يخرجنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تقسموا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «طاعة معروفة (خير) » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إنّ الله خبير» لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(معروفة) ، مؤنّث معروف، اسم مفعول من عرف الثلاثيّ، وزنه مفعول ومفعولة.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «جَهْدَ أَيْمانِهِمْ» .
ومعنى جهد اليمين بلوغ غايتها، بطريق الاستعارة، من قولهم: جهد نفسه إذا بلغ أقصى وسعها وطاقتها، والمراد: أقسموا، بالغين أقصى مراتب اليمين في الشدة والوكادة.
الفوائد
- تقدّم خبر كان وأخواتها على اسمها: يجوز تقديم خبر هذه الأفعال على أسمائها،مثل وكان حقا علينا نصر المؤمنين، إلا إذا منع مانع، مثل حصر الخبر نحو:
«وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً» ، أو بسبب خفاء إعرابها، نحو:
«أكرم موسى عيسى» فيحدث تقديم الاسم وتأخير الخبر..
وقد يكون التوسط واجبا نحو «كان في الدار ساكنها» .

[سورة النور (24) : آية 54]
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54)

الإعراب:
(الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط- أو تعليليّة- (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) حرف مصدريّ «7» في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل (حمّل) ضمير يعود على الرسول..
والمصدر المؤوّل (ما حمّل..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
(عليكم ما حمّلتم) مثل عليه ما حمّل، (الواو) عاطفة، والثانية استئنافيّة (ما) نافية مهملة (على الرسول) متعلّق بخبر مقدّم (إلّا) أداة حصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطيعوا (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة أطيعوا (الأولى) .
وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط مقدّر أي:
فلا ضرر عليه «8» .
وجملة: «عليه ما حمّل ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر «9» .
وجملة: «حمّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «عليكم ما حمّلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عليه ما حمّل.
وجملة: «حمّلتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: «تطيعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تولّوا..
وجملة: «تهتدوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما على الرسول إلّا البلاغ» لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
[سورة النور (24) : آية 55]
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55)

الإعراب:
المفعول الثاني ل (وعد) محذوف أي وعدهم الاستخلاف والتمكين (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر «11» ، (في الأرض) متعلّق ب (يستخلفنّهم) ، (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما استخلف..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يستخلفنّ) .
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ، (الواو) عاطفة (ليمكننّ) مثل ليستخلفنّ (لهم) متعلّق ب (يمكننّ) ، و (لهم) الثاني متعلّق ب (ارتضى) ، (الواو) عاطفة (ليبدّلنّهم) مثل ليمكننّ (من بعد) متعلّق ب (يبدّلنّهم) ، (أمنا) مفعول به ثان منصوب، و (النون) الثانية في (يعبدونني) نون الوقاية (بي) متعلّق ب (يشركون) ، (الواو) عاطفة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (كفر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) للفصل «12» .
جملة: «وعد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يستخلفنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «استخلف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يمكّننّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «ارتضى ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يبدّلنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «يعبدونني ... » في محلّ نصب حال من مفعول يبدّلنّهم «13» .
وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعبدون.
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد الله.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أولئك.. الفاسقون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد
أجمع الرواة أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لبث بمكة هو وأصحابه عشر سنين خائفين.
ولما هاجروا إلى المدينة، كانوا يصبحون بالسلاح ويمسون بالسلاح، حتى قال قائلهم: ما يأتي علينا يوم، نأمن فيه، ونضع السلاح. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا تغبرون إلا يسيرا، حتى يجلس الرجل منكم إلى الملأ العظيم، محتبيا، ليس معه حديدة» .
فأنجز الله وعده، وأظهرهم على جزيرة العرب، وافتتحوا بلاد المشرق والمغرب، ومزّقوا ملك الأكاسرة، وملكوا خزائنهم، واستولوا على الدنيا.. فليعتبر من يعتبر ...
[سورة النور (24) : آية 56]
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والثانية والثالثة عاطفتان، و (الواو) في (ترحمون) نائب الفاعل.
جملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ

[سورة النور (24) : آية 57]
لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)

الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، والفاعل أنت (معجزين) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء (في الأرض) متعلّق ب (معجزين) (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل بئس مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف.
جملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «مأواهم النار ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
بل هم مقهورون ومأواهم النار «15» .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
[سورة النور (24) : الآيات 58 الى 60]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (اللام) لام الأمر (الذين) الثاني معطوف على الموصول الأول فاعل يستأذن في محلّ رفع (منكم) متعلّق بحال من فاعل يبلغوا (ثلاث) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده «16» ، (من قبل) متعلّق ب (يستأذنكم) ، (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يستأذنكم) ، (من الظهيرة) متعلّق ب (تضعون) ، و (من) إمّا لبيان الجنس أي من وقت الظهيرة أو هي سببيّة أي بسبب حرّ الظهيرة (من بعد) متعلّق ب (يستأذنكم) ، (ثلاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه، بحذف مضاف أي: أوقات ثلاث عورات (لكم) متعلّق بنعت ل (عورات) ، (عليكم) متعلّق بخبر ليس (لا) زائدة لتأكيد النفي (عليهم) مثل الأول ومعطوف عليه (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (بعدهنّ) ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به عليكم وعليهم (طوّافون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (عليكم) متعلّق ب (طوّافون) (بعضكم) مبتدأ خبره الجارّ (على بعض) «17» ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يبيّن (لكم) متعلّق ب (يبيّن) ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يستأذنكم الذين» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ملكت أيمانكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «لم يبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «تضعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ليس عليكم ... جناح» في محلّ رفع نعت لثلاث.. أو في محلّ جرّ نعت لعورات.
وجملة: « (هي) ثلاث ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: « (هم) طوّافون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «بعضكم على بعض» لا محلّ لها بدل من جملة هم طوّافون.
وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- «18» .
59- (الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بحال من الأطفال (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ..
والمصدر المؤوّل (ما استأذن) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يستأذنوا، (كذلك يبيّن ... عليم حكيم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة.
وجملة: «بلغ الأطفال ... » في محلّ مضاف إليه.
وجملة: «يستأذنوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استأذن الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله عليم» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- «19» .
60- (الواو) عاطفة (من النساء) حال من القواعد (اللاتي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقواعد (لا) نافية (يرجون) مضارع مبنيّ على السكون..
و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (الفاء) زائدة «20» ، (عليهنّ) متعلّق بخبر ليس (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (يضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن.. و (النون) فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يضعن..) في محلّ جرّ ب (في) محذوف متعلّق ب (جناح) أي في أن يضعن.
(غير) حال منصوبة من النون في (يضعن) ، (بزينة) متعلّق ب (متبرّجات) (الواو) عاطفة (أن يستعففن) مثل أن يضعن (لهنّ) متعلّق ب (خير) ، (الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن يستعففن) في محلّ رفع مبتدأ خبره (خير) .
وجملة: «القواعد.. ليس عليهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة: إذا بلغ ... من الشرط وفعله وجوابه المعطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) .
وجملة: «ليس عليهنّ جناح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (القواعد) ..
وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: « (الاستعفاف) خير لهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستعففن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.
الصرف:
(الحلم) ، اسم للبلوغ أو مصدر من الثلاثيّ حلم يحلم باب نصر، وزنه فعل بضمّتين.
(الظهيرة) ، اسم لوقت الظهر وانتصاف النهار، وزنه فعيلة بفتح الفاء.
(طوّافون) ، جمع طوّاف، مبالغة اسم الفاعل من طاف يطوف وزنه فعّال..
(60) القواعد: جمع قاعد- من غير تاء- لأنها صفة لمن قعدت عن حيض أو زواج أو حبل ... اسم فاعل من الثلاثيّ قعد، وزنه فاعل والجمع فواعل.
(متبرّجات) ، جمع متبرّجة، مؤنّث متبرّج، اسم فاعل من تبرّج الخماسيّ وهو التكلّف في إظهار ما يخفى، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
البلاغة
عكس الظاهر: في قوله تعالى «غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ» .
وبعضهم يسمي هذا الفن نفي الشيء بإيجابه، وهو من محاسن الكلام، فإذا تأملته، وجدت باطنه نفيا وظاهره إيجابا، أو أن تذكر كلاما، يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف، وهو نفي للموصوف أصلا، والمراد هنا في الآية «والقواعد من النساء اللاتي لا زينة لهن فيتبرجن بها» لأن الكلام فيمن هي بهذه المثابة، وكأن الغرض من ذلك، أن هؤلاء استعفافهن عن وضع الثياب خير لهن، فما ظنك بذوات الزينة من الثياب، وأبلغ ما في ذلك، أنه جعل عدم وضع الثياب في حق القواعد في الاستعفاف، إيذانا بأن وضع الثياب لا مدخل له في العفة، هذا في القواعد فكيف بالكواعب؟!.
الفوائد
1- الظرف غير المتصرف:
الظرف غير المتصرف نوعان:
أ- النوع الأول: ما يلازم النصب على الظرفية أبدا، فلا يستعمل إلا ظرفا منصوبا، نحو «قط وعوض وبينا وبينما وإذا وأيان وأنى وذا صباح وذات ليلة» ومنه ما ركّب من الظروف، كصباح مساء، وليل ليل.
ب- النوع الثاني: ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجرّ بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ، نحو قبل وبعد، كما في الآية، وكذلك فوق وتحت ولدي ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثمّ وحيث والآن.
وتجرّ قبل وبعد ب من من حروف الجر، وتجرّ فوق وتحت ب من وإلى، وتجرّ لدى ولدن وعند ب من، وتجرّ متى ب إلى وحتى، وتجرّ أين وهنا وثمّ وحيث ب من وإلى، وقد تجرّ حيث ب في أيضا، وتجرّ الآن ب من وإلى ومذ ومنذ. وفي ذلك شروح.
2- أسباب النزول:
قيل: إن مدلج بن عمرو، وهو غلام أنصاري، أرسل من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليدعو عمر وقت الظهيرة، فدخل عليه وهو نائم، وقد انكشف عنه ثوبه، فقال عمر:
لوددت أن الله عز وجل نهى آباءنا، وأبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا هذه الساعات إلا بإذن. ثم انطلق معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجده وقد أنزلت هذه الآية. وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر.
وقيل: نزلت في أسماء بنت أبي مرثد.
وقيل: نزلت بأعرابي نظر إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خصاص الباب. وقد تتكرر الحوادث ويبقى السبب واحدا فتأمّل.
__________
(1) في الآية (48) من هذه السورة. [.....]
(2) يجوز أن يكون الظرف (إذا) مجرّدا من الشرط، متعلّق ب (قول) .
(3) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الجمل المتعاطفة.
(4) يجوز أن يكون منصوبا على الحال بتأويل مشتقّ أي جاهدين.
(5) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي: أمرنا طاعة معروفة.
(6) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.. والجملة بعده صلة.
(7) أو اسم موصول مبتدأ مؤخّر- في الموضعين- والعائد محذوف أي حمّله، وحمّلتموه.
(8) يجوز في الفعل (تولّوا) أن يكون ماضيا، وأن يكون مضارعا حذف منه إحدى التاءين، والمضارع أظهر لمجيء فعل (تطيعوه) معطوفا عليه.
(9) يجوز أن تكون الجملة هي جواب الشرط في محلّ جزم.
(10) أو في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تطيعوه) .
(11) يجوز أن يجري لفظ الوعد مجرى القسم فيكون جواب القسم جوابا ل (وعد الله..) .
(12) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) .
(13) يجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول وعد أو من مفعول يستخلفنّهم أو من فاعله أو من فاعل يبدّلنّهم.
(14) بعض المفسّرين عطفها على قوله: أطيعوا الله ... في الآية (54) من هذه السورة، فهي في محلّ نصب.
(15) يجوز عطفها على الاستئنافيّة الإنشائيّة برغم كونها خبرا. [.....]
(16) بعضهم جعله ظرفا لأنّه مفسّر بأوقات الفجر والظهيرة والعشاء.
(17) أي طائف على بعض، ولا يمنع أن يكون الخبر المحذوف كونا خاصّا لدلالة ما قبله عليه.. ويجوز أن يكون بدلا من (طوّافون) على رأي ابن عطيّة، أو هو فاعل لفعل محذوف تقديره يطوف بعضكم، على رأي الزمخشريّ..
(18) أو استئنافيّة في حكم التعليل.
(19) أو استئنافيّة في حكم التعليل.
(20) سبب زيادة الفاء أنّ المبتدأ وصف بالموصول الذي يصحّ أن يكون مبتدأ لو حذف المبتدأ، وهو يشبه الشرط، أو لأنّ (ال) في القواعد هي اسم موصول.


ابوالوليد المسلم 24-06-2022 10:17 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 420)
من صــ 295الى صـ 307


[سورة النور (24) : آية 61]
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)

الإعراب:
(ليس على الأعمى حرج) مثل ليس عليكم ... جناح «1» ، وكذلك (على الأعرج حرج، على المريض حرج) فهو معطوف على خبر ليس واسمه و (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (على أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (على الأعمى) لأنّه معطوف عليه «2» ، (من بيوتكم) متعلّق ب (تأكلوا) ، (أو) حرف عطف للإباحة في المواضع العشرة، والأسماء المضافة في ما بين حروف العطف متعاطفة مجرورة..
والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (حرج) أي حرج في أن تأكلوا.
(جميعا) حال منصوبة من فاعل تأكلوا (أو) حرف عطف للتخيير (أشتاتا) معطوف على (جميعا) منصوب (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (على أنفسكم) متعلّق ب (سلّموا) (تحيّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه (من عند) متعلّق بنعت ل (تحيّة) ، (كذلك يبيّن ...
تعقلون) مرّ إعراب نظيرها «2» .
جملة: «ليس على الأعمى حرج ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ملكتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة.
وجملة: «تأكلوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «دخلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سلّموا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم تعقلون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الأعرج) ، صفة مشبّهة من عرج الثلاثيّ باب فرح وباب فتح، وزنه أفعل، والمؤنّث عرجاء زنة فعلاء.
(أعمام) ، جمع عمّ اسم أخي الأب، وزنه فعل بفتح فسكون، وجاءت العين واللام من حرف واحد.
(أخوال) ، جمع خال اسم أخي الأم، وزنه فعل بفتحتين، وفيه اعلال بالقلب أصله خول، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(صديق) ، صفة مشبّهة من صدق الثلاثيّ باب نصر، وزنه فعيل، جمعه أصدقاء وصدقاء بضمّ الصاد وفتح الدال، وصدقان بضمّ فسكون، وجمع الجمع أصادق زنة أفاعل، مؤنثه صديقة زنة فعيلة.. قيل صديق هو للمفرد والجمع.
(أشتاتا) ، جمع شتّ، وهو مصدر يستعمل وصفا، فعله شتّ الأمر يشتّ بالكسر باب ضرب بمعنى تفرّق، وزنه فعل بفتح فسكون والعين واللام من حرف واحد.. وشتّى جمع شتيت كمرضى جمع مريض ووزن أشتات أفعال.
الفوائد
- من صور رفع الحرج:
في تفسير هذه الآية عدة وجوه، نختار لك منها:
أ- تحرج هؤلاء الأصناف، من مؤاكلة المبصرين الأصحاء، فنزلت هذه الآية، ترفع عنهم الحرج.
ب- وقيل: نزلت بذوي العاهات، كان يذهب بهم إلى بيوت أقربائهم لتناول الطعام، وقد تحرجوا من ذلك، فنزلت بهم هذه الآية.
ج- وقيل: نزلت في رفع الحرج عمن يستخلفونه في بيوتهم وأموالهم أثناء الغزو.
د- وقيل: إنها نزلت رخصة لهذه الفئات من الناس في التخلف عن الجهاد. والله أعلم

[سورة النور (24) : آية 62]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (الذين) خبر المبتدأ (المؤمنون) (بالله) متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانوا (حتّى) حرف غاية وجرّ (يستأذنوه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّل (أن يستأذنوه..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (لم يذهبوا) ، (أولئك) مبتدأ خبره (الذين) (بالله) الثاني متعلّق ب (يؤمنون) ، (الفاء) عاطفة (لبعض) متعلّق ب (استأذنوك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لمن) متعلّق ب (ائذن) ، (منهم) متعلّق بحال من الضمير المحذوف العائد أي: شئت إذنه منهم (لهم) متعلّق ب (استغفر) ، (رحيم) خبر ثان ل (إنّ) .
جملة: «المؤمنون الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يذهبوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يستأذنوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يستأذنونك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يؤمنون بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «استأذنوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ائذن ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «شئت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ائذن.
وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
[سورة النور (24) : الآيات 63 الى 64]
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)

الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بحال من دعاء الرسول (كدعاء) متعلّق بمفعول ثان (بعضا) مفعول به للمصدر دعاء، منصوب (قد) حرف تحقيق (منكم) متعلّق بحال من فاعل يتسلّلون أي من جماعتكم (لواذا) مصدر في موضع الحال «4» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يحذر) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (عن أمره) متعلّق ب (يخالفون) بتضمينه معنى يصدّون.
والمصدر المؤوّل (أن تصيبهم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يحذر.
(أو) حرف عطف (يصيبهم) مضارع منصوب معطوف على (تصيبهم) .
جملة: «لا تجعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: «قد يعلم الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يتسلّلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «ليحذر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن يعلم الله أفعالكم فليحذر الذين «5» ....
وجملة: «يخالفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «تصيبهم فتنة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يصيبهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبهم فتنة.
64- (ألا) أداة تنبيه (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (قد يعلم) مثل الأول (عليه) متعلّق بخبر المبتدأ (أنتم) (الواو) عاطفة (يوم) معطوف على الموصول المفعول (ما أنتم..) ، و (الواو) في (يرجعون) نائب الفاعل في محلّ رفع (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبّئهم) ، والعائد محذوف (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) .
وجملة: «إنّ لله ما في السموات ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق.
وجملة: «قد يعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنتم عليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يرجعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يرجعون.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(لواذا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لاذ بالقوم أي التجأ إليهم، وزنه فعال بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى منها لوذ، ولواذ بتثليث اللام.
الفوائد
1- من آداب الاجتماع:
هذه الآية وإن كانت قد نزلت معرّضة بتصرفات المنافقين وخروجهم على آداب الاجتماع، فإنها تضع نظاما لهذه الآداب، إذ لا يجوز لمن يدعى لاجتماع يبحث به شأن من الشؤون العامة والهامة، أن ينصرف متى شاء، دون استئذان من المشرف على إدارة الاجتماع، والمسؤول عن دعوته ونظامه. ولا يتصرف هذا التصرف إلا رجل شاذ لا يقيم للآداب الاجتماعية وزنا.
2- تحدثنا سابقا عن «قد» بالتفصيل. ونعود الآن فنؤكد، أنها إذا دخلت على المضارع أفادت التقليل وكانت بمعنى «ربما» ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله
الثقة: من وثق، حذفت فاؤه لأنه من الفعل المعتل بالفاء «المثال» وعوض عنها بالتاء المربوطة ومثلها وعد عدة انتهت سورة «النور» ويليها سورة «الفرقان»
سورة الفرقان
من الآية 1 إلى الآية 20

[سورة الفرقان (25) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2)

الإعراب:
(على عبده) متعلّق ب (نزّل) ، (اللام) للتعليل (للعالمين) متعلّق بالخبر (نذيرا) .
والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزّل) جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «نزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يكون ... نذيرا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(الذي) بدل من الموصول السابق في محلّ رفع»
، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) (الواو) عاطفة (ولدا) مفعول به ثان عامله يتّخذ، والمفعول الأول محذوف تقديره أحدا، (له) الثاني متعلّق بخبر يكن (في الملك) متعلّق ب (شريك) (تقديرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني(6).
وجملة: «لم يتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات.
وجملة: «لم يكن له شريك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات.
وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
الفوائد
- الفعل الجامد:
أ- تبارك: فعل ماض جامد، أي أنه مجرد عن الحدث والزمان. وهو يشبه الحرف، لفقدانه خواص الأفعال. وهو يلزم صورة واحدة، مثل الحرف، لا يزايلها. ومن تمام الفائدة أن نتقدم للقارىء بهذه الأفعال الجامدة، وهي:
عسى، ليس، هب، نعم، بئس، هات، تعال، هلمّ، قلّ، طالما، قصر ما، كثر ما، شدّ ما، سقط في يده.
وبعض هذه الأفعال تلازم الماضي، وبعضها تلازم المضارع، وبعضها تختص بالأمر، ولكل من هذه الأفعال خصائص أو ميزات أو شرائط في استعمالها. وكل ذلك تجده في المطولات من كتب النحو.
[سورة الفرقان (25) : آية 3]
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (3)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (لا) نافية (الواو) عاطفة أو حالية، والحروف الخمسة التالية عاطفة (لأنفسهم) متعلّق ب (يملكون) أي لأجل أنفسهم (لا) زائدة لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على (ضرّا) بالواو منصوب (لا) الأولى نافية، والثانية والثالثة زائدتان لتأكيد النفي (حياة، نشورا) معطوفان على (موتا) منصوبان..
جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يخلقون ... » في محلّ نصب نعت لآلهة.
وجملة: «هم يخلقون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النعت «7» .
وجملة: «يخلقون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «لا يملكون.. ضرا» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخلقون.
وجملة: «لا يملكون موتا» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخلقون.
الصرف:
(نشورا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ نشر باب نصر، وزنه فعول بضمّتين أي بثّا للأموات.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 4 الى 5]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) للحصر (إفك) خبر مرفوع (عليه) متعلّق ب (أعانه) ، (الفاء) عاطفة (قد) حرف تحقيق (ظلما) مفعول به منصوب «8» ..
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إن هذا إلّا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «افتراه ... » في محلّ رفع نعت لإفك.
وجملة: «أعانه.. قوم» في محلّ رفع معطوفة على جملة افتراه.
وجملة: «قد جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
5- (الواو) عاطفة (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «9» ، (الفاء) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (تملى) ضمير يعود على أساطير (عليه) متعلّق ب (تملى) ، (بكرة، أصيلا) ظرفان الثاني معطوف على الأول منصوبان متعلّقان ب (تملى) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين كفروا.
وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اكتتبها ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة: «هي تملى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اكتتبها «10» .
وجملة: «تملى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) .
الصرف:
(أعانه) ، فيه إعلال بالقلب فالألف في المجرد أصلها واو، جاءت الواو بعد فتح قلبت ألفا «11» .
[سورة الفرقان (25) : آية 6]
قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (6)

الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله يعلم (رحيما) خبر كان ثان منصوب.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنزله الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: أخّر عقوبته ولم يعاجلكم بها، إنّه كان ...
وجملة: «كان غفورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) في الآية (58) من هذه السورة.
(2) قيل (لا) هنا نافية للجنس، واسمها محذوف دلّ عليه ما قبله أي لا حرج على أنفسكم، والجارّ خبر لا.
(3) في الآيتين (56، 58) من هذه السورة.
(4) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلاقي الفعل في المعنى، أي يتسلّلون بمعنى يلاوذون.
(5) العلاقة بين هذه الجملة والجملة التي قبلها (قد يعلم الله..) هي علاقة المسبّب بالسبب.
(6) يجوز فيه عطف البيان والنعت.. ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(7) أو في محلّ نصب حال من فاعل يخلقون.
(8) جاء وأتى قد يكونان متعدّيين.. أو هو منصوب على نزع الخافض، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال. [.....]
(9) أو هو مبتدأ خبره جملة اكتتبها.

(10) أو لا محلّ لها تعليل لما سبق.
(11) (تملى) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول قلبت الياء ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح وزنه تفعل بضم التاء وفتح العين.

ابوالوليد المسلم 24-06-2022 10:38 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 421)
من صــ 307الى صـ 319





[سورة الفرقان (25) : الآيات 7 الى 8]
وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (لهذا) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (في الأسواق) متعلّق ب (يمشي) ، (لولا) حرف تحضيض وتقريع (إليه) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) فاء السببيّة (يكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون «1» ، (نذيرا) حال من اسم يكون والعامل فيها الاستقرار الذي هو خبر.
والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) معطوف على مصدر مأخوذ من الطلب المتقدّم أي: هلّا كان نزول ملك فوجوده معه نذيرا.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم «2» .
وجملة: «ما لهذا الرسول» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من الرسول «3» .
وجملة: «يمشي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل.
وجملة: «أنزل إليه ملك) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يكون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
8- (أو) حرف عطف للتخيير (إليه) متعلّق ب (يلقى) ، (له) متعلّق بخبر تكون (منها) متعلّق ب (يأكل) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (الّا) للحصر..
وجملة: «يلقى إليه كنز» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل ...
وجملة: «تكون له جنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: «يأكل ... » في محلّ رفع نعت لجنّة.
وجملة: «قال الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ...
وجملة: «تتّبعون» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(الأسواق) ، جمع سوق، اسم لمكان البيع والشراء، وزنه فعل بضمّ فسكون، ويستوي فيه التذكير والتأنيث.
البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى «وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» قوله «يَأْكُلُ الطَّعامَ» كناية عن الحدث، لأنه ملازم أكل الطعام. وقوله «يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» كناية عن طلب المعاش.
2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَقالَ الظَّالِمُونَ» .
وضع المظهر موضع ضميرهم، تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه، لكونه إضلالا خارجا عن حد الضلال، مع ما فيه من نسبته صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما يشهد العقل والنقل ببراءته منه، أو إلى ما لا يصلح أن يكون متمسكا لما يزعمون من نفي الرسالة.

[سورة الفرقان (25) : آية 9]
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9)

الإعراب:
(كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها (ضربوا) ، (لك) متعلّق ب (ضربوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا) نافية (سبيلا) مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى يملكون..
جملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ضربوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف بتقدير الجار.
وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضربوا.
وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضلّوا.

[سورة الفرقان (25) : آية 10]
تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10)

الإعراب:
(شاء) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (جعل) في محلّ جزم جواب الشرط (لك) متعلّق بمحذوف مفعول ثان (من ذلك) متعلّق ب (خيرا) ، (جنّات) بدل من (خيرا) منصوب وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «4» ، (الواو) عاطفة (يجعل) مضارع مجزوم معطوف على محلّ جعل (لك) الثاني متعلّق بمفعول ثان عامله يجعل.
جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن شاء جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل..

[سورة الفرقان (25) : الآيات 11 الى 14]
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (بالسّاعة) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الواو) واو الحال (لمن) متعلّق ب (أعتدنا) «5» (بالساعة) الثاني متعلّق ب (كذّب) ، (سعيرا) مفعول به عامله أعتدنا.
جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
12- (من مكان) متعلّق ب (رأتهم) ، (لها) متعلّق ب (سمعوا) «6» .
وجملة: «رأتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
13- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول ألقوا (منها) متعلّق بحال من (مكانا) وهو ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألقوا) ، (مقرّنين) حال منصوبة من الواو في (ألقوا) ، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (هنا لك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (دعوا) ، (ثبورا) مفعول به منصوب «7» .
وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
14- (لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تدعوا) ...
وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة ...
وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تدعوا.
الصرف:
(تغيّظا) ، مصدر قياسيّ لفعل تغيّظ الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين المشدّدة.
(ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله ألقيوا- بضم الياء- نقلت حركة الياء إلى القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح ألقوا، وزنه أفعوا.
(ثبورا) ، مصدر سماعيّ لفعل ثبر يثبر باب نصر بمعنى هلك، وزنه فعول بضمّتين.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً» .
قيل: إن قوله تعالى «رأتهم» من
قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما،
وقولهم: دورهم تتراءى وتتناظر، كأن بعضهم يرى بعضا، على سبيل الاستعارة بالكناية والمجاز المرسل. ويجوز أن يكون من باب التمثيل، وأيا ما كان، فالمراد إذا كانت بمرأى منهم، وقوله سبحانه: «سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً» على تشبيه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره، وفيه استعارة تصريحية أو مكنية، ويجوز أن تكون تمثيلية.
الفوائد
1- رأي السنّة في مشاهد القيامة:
أ- قالوا: لو فتح باب التأويل والمجاز في شؤون المعاد لتطوح من يسلك ذلك إلى وادي الضلالة. وأجابوا عن سماع تغيظ جهنم بما يلي:
1- إنه على حذف مضاف أي سمعوا صوت تغيظها.
2- إنه على حذف فعل تقديره «سمعوا ورأوا تغيظا وزفيرا» .
3- أن يضمّن «سمعوا» معنى يشمل الأمرين، أي «أدركوا» لها تغيظا وزفيرا.
أما قوله تعالى رأتهم هو من باب القلب، أي رأوها.
ب- أما رأي المعتزلة فإنهم يحملون ذلك كله على المجاز. والله أعلم.
2- فعل الشرط وجواب الشرط:
أ- قد يكونان مضارعين، نحو «وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ» .
ب- وقد يكونان ماضيين، نحو «وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا» .
ج- يكونان ماضيا فمضارعا، أو مضارعا فماضيا.
ملاحظة: إذا وقع فعل الشرط ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 15 الى 17]
قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أم) حرف عطف- هي المتّصلة- (جنّة) معطوف على اسم الإشارة المبتدأ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل (جنّة) ، (المتّقون) نائب الفاعل لفعل (وعد) ، والعائد محذوف أي وعدها المتّقون (لهم) متعلّق ب (جزاء) خبر كانت «8» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أذلك خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «كانت لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
16- (لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (خالدين) حال منصوبة من فاعل يشاءون (على ربّك) متعلّق بحال من خبر كان (وعدا) ، واسم كان يعود على الوعد المفهوم من سياق الكلام «9» .
وجملة: «لهم فيها ما يشاءون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «يشاءون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كان.. وعدا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
17- (الواو) عاطفة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (الواو) الثانية عاطفة «10» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (يحشرهم) ، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: يعبدونه (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام (هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي- أو بدل- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف قل.
وجملة: «يحشرهم» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
وجملة: «أأنتم أضللتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أضللتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
وجملة: «هم ضلّوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الفوائد
- ورد سؤال حول قوله تعالى: «أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ» .
وفحوى السؤال: كيف يجري التفضيل بين ما هو كلمة خير وبين ما هو كلمة شر؟.
وجاء الجواب، أن الآية ليست من باب التفضيل، وإنما السؤال عن أيهما هو الخير وأيهما هو الشر. ومن البديهي أن الاستفهام ليس مساقا على حقيقته، وإنما هو للتنديد والتعريض بجهل المشركين وعدم تفريقهم بين الخير والشر.
[سورة الفرقان (25) : آية 18]
قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (18)

الإعراب:
(سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف (لنا) متعلّق ب (ينبغي) ، (من دونك) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (أولياء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (حتّى) حرف غاية وجرّ..
والمصدر المؤوّل (أن نتّخذ ... ) في محلّ رفع فاعل ينبغي.. واسم كان ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على المصدر المؤوّل على سبيل التنازع.
والمصدر المؤوّل (أن نسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعتهم) .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «ما كان ينبغي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ينبغي ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «نتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «متّعتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «نسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا.
الصرف:
(بورا) ، جمع بائر أي هالك، اسم فاعل من الثلاثيّ بار، وزنه فاعل، ووزن بور فعل بضمّ فسكون كعائذ وعوذ، وقيل هو مصدر في الأصل يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكّر والمؤنّث كالبوار بمعنى الهلاك أو بمعنى الفساد، وهو من قولهم أرض بور أي لا نبات فيها.
الفوائد
- «لكن» :
«لكن» لها معنيان: الاستدراك، نحو «فلان شجاع لكنه بخيل» ، والتوكيد، نحو:
لو جاءني خليل لأكرمته، لكن لم يجيء.
ولتمام الفائدة نقول: لكن حرف مشبه بالفعل وسميت «إنّ وأخواتها» أحرفا مشبهة بالفعل، لفتح أواخرها من جهة، ووجود معنى الفعل في كل واحد منها، فالتأكيد والتشبيه والاستدراك والتمني والترجي هي من معاني الأفعال.
[سورة الفرقان (25) : آية 19]
فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (19)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (ما) حرف مصدريّ «11» ، (الفاء) عاطفة و (ما) الثاني للنفي (لا) زائدة لتأكيد النفي..
والمصدر المؤوّل (ما تقولون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كذّبوكم) .
(الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من فاعل يظلم «12» ، (عذابا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «كذّبوكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «من يظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يظلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «13» .
وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(صرفا) ، مصدر سماعيّ لفعل صرف باب ضرب بمعنى ردّ ودفع، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الفرقان (25) : آية 20]
وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا) ، (من المرسلين) مفعول به مجرور لفظا منصوب محلّا «14» ، وعلامة الجر الياء (إلّا) أداة حصر (اللام) لام المزحلقة للتوكيد (في الأسواق) متعلّق ب (يمشون) ، (لبعض) متعلّق بحال من فتنة (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الأمر «15» ، (الواو) حالية جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم ليأكلون ... » في محلّ نصب حال من المرسلين.
وجملة: «يأكلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يمشون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تصبرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان ربّك بصيرا» في محلّ نصب حال من فاعل تصبرون والرابط مقدّر أي بكم.
الفوائد
- توالي التوكيدات:
في هذه الآية تتوالى التوكيدات، لتقرير شأن المرسلين، وأنهم بشر كغيرهم من الناس يتمتعون بصفات البشر سائرها.
أولا: ساق الآية مساق الحصر ب «ما وإلا» ، ثم أتبع ذلك بمؤكد آخر وهو «إن» .
ثم جاء باللام، في خبر «إنّ» ، وهذه اللام عملها التوكيد.
وهكذا نجد أن الأسلوب القرآني كثيرا ما يعمد إلى التوكيد، لتقرير المعاني والأفكار المساقة إلى المشركين لعلهم يوقنون.. وقد نوهنا بذلك من قبل.
انتهى المجلد التاسع، ويليه المجلد العاشر
__________
(1) أو متعلّق ب (نذيرا) على أنّه هو الخبر.
(2) في الآية (4) من هذه السورة.
(3) والعامل في الحال الاستقرار العامل في الجارّ.
(4) أو متعلّق بحال من الأنهار.
(5) أو متعلّق بحال من (سعيرا) .
(6) أو متعلّق بحال من (تغيّظا) .
(7) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مبيّن لنوعه أي دعاء الثبور.
(8) أو متعلّق بحال من جزاء- نعت تقدّم على المنعوت-.
(9) يجوز أن يعود على الموصول ما يشاءون.
(10) قيل هي واو المعيّة و (ما) مفعول معه في محلّ نصب.
(11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]
(12) أو تمييز للشرط (من) .
(13) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(14) أو متعلّق بنعت للمفعول المقدّر أي عددا من المرسلين.
(15) أو هو لمجرّد الاستفهام.


ابوالوليد المسلم 24-06-2022 10:57 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 422)

من صــ 5الى صـ 17



الجزء التّاسع عشر
بقية سورة الفرقان
من الآية 21 إلى الآية 77 سورة الشّعراء آياتها 227 آية سورة النّمل من الآية 1 إلى الآية 55

[سورة الفرقان (25) : آية 21]
وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (21)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) نافية (لولا) حرف تحضيض (علينا) متعلّق ب (أنزل) ، (الملائكة) نائب فاعل للمجهول أنزل (أو) حرف عطف (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في أنفسهم) متعلّق ب (استكبروا) بحذف مضاف أي في شأن أنفسهم «1» ، (عتوا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لولا أنزل ... الملائكة» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نرى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أنزل..
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة..
وجملة: «عتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
الصرف:
(عتوّا) ، مصدر سماعيّ لفعل عتا الثلاثيّ، وزنه فعول بضمّتين، وجاءت واو فعول مدغمة مع لام الكلمة.
[سورة الفرقان (25) : آية 22]
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22)

الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف، تقديره اذكر، والضمير في (يرون) يعود على الذين لا يرجون لقاء الله (لا) نافية للجنس (بشرى) اسم لا مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ نصب (يومئذ)ظرف مضاف إلى ظرف منصوب متعلّق بخبر لا، والتنوين عوض من محذوف أي يوم إذ يرون الملائكة (للمجرمين) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (حجرا) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» ، (محجورا) نعت لحجر منصوب وهو مؤكّد للمعنى.
جملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا بشرى ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر، أي يقولون لا بشرى ... وجملة القول المقدّرة في محلّ نصب حال من الملائكة.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يرون الملائكة.
وجملة: «حجرا ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(محجورا) ، اسم مفعول من الثلاثي حجر وزنه مفعول.

[سورة الفرقان (25) : آية 23]
وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إلى ما) متعلّق ب (قدمنا) (من عمل) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي إلى ما عملوه من عمل «3» ، (هباء) مفعول به ثان عامله جعلناه.
جملة: «قدمنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدمنا.
الصرف:
(هباء) ، اسم جمع لما يرى في أشعة الشمس من غبار وغيره، واحدته هباءة، والهمزة منقلبة عن واو أصله هباو، تطرّفت بعد ألف ساكنة قلبت همزة.
(منثورا) ، اسم مفعول من نثر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» .
حيث مثلت حال هؤلاء الكفرة، وحال أعمالهم التي عملوها في كفرهم، بحال قوم خالفوا سلطانهم، واستعصوا عليه، فقدم إلى أشيائهم، وقصد إلى ما تحت أيديهم، فأفسدها وجعلها شزر مزر، ولم يترك لها من عين ولا أثر واللفظ المستعار وقع فيه استعمال- قدم- بمعنى عمد وقصد لاشتهاره فيه، ويسمى القصد الموصل إلى المقصد قدوما لأنه مقدمته وتضمن التمثيل تشبيه أعماله المحبطة بالهباء المنثور بدون استعارة.
[سورة الفرقان (25) : آية 24]
أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24)

الإعراب:
(يومئذ) ظرف منصوب متعلّق بالخبر (خير) ، (مستقرّا) تمييز منصوب ...
جملة: «أصحاب الجنّة ... خير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مقيلا) ، اسم مكان من قال يقيل بمعنى استراح في نصف النهار، باب ضرب، وفيه إعلال بالتسكين أصله مقيل- بسكون القاف وكسر الياء- سكنت الياء لثقل الكسرة عليها ونقلت حركتها إلى القاف قبلها وزنه مفعل.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «وَأَحْسَنُ مَقِيلًا» .
المقيل: في الأصل مكان القيلولة- وهي النوم نصف النهار- ونقل من ذلك إلى مكان التمتع بالأزواج، لأنه يشبهه في كون كل منهما محل خلوة واستراحة، فهو استعارة وقيل: أريد به مكان الاسترواح مطلقا، استعمالا للمقيد في المطلق، فهو مجاز مرسل وإنما لم يبق على الأصل، لما أنه لا نوم في الجنة أصلا.
[سورة الفرقان (25) : آية 25]
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (25)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (تشقق) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين (بالغمام) متعلّق ب (تشقّق) والباء سببيّة «4» ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «تشقّق السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ونزّل الملائكة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تشقّق.

[سورة الفرقان (25) : آية 26]
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (26)

الإعراب:
(يومئذ) متعلّق بالملك فهو مصدر «5» ، (الحقّ) نعت للملك «6» ، (للرحمن) متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة واسم (كان) ضمير مستتر يعود على اليوم المتقدّم (يوما) خبر كان منصوب (على الكافرين) متعلّق ب (عسيرا) وهو نعت ل (يوما) منصوب.
وجملة: «الملك ... للرحمن» ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان يوما ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 27 الى 29]
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (29)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم يعضّ) مثل (يوم تشقّق) «7» ، (على يديه) متعلّق ب (يعض) ، وعلامة الجرّ الياء (يا) أداة تنبيه (ليتني) حرف مشبّه بالفعل للتمنّي، والنون للوقاية، والياء اسم ليت (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله اتّخذت.
جملة: «اذكر» يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعضّ الظالم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ نصب حال من الظالم.
وجملة: «ليتني اتّخذت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّخذت» في محلّ رفع خبر ليت.
(يا) أداة نداء وتحسّر (ويلتا) منادى متحسّر به من نوع المضاف «8» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف، والألف المنقلبة عن ياء مضاف إليه (خليلا) مفعول به ثان منصوب ...
وجملة: «النداء والتحسّر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ليتني ... » لا محلّ لها جواب النداء «9» .
وجملة: «لم أتّخذ ... » في محلّ رفع خبر ليت.
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عن الذكر) متعلّق ب (أضلّني) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أضلّني) ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جر مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (للإنسان) متعلّق ب (خذولا) .
وجملة: «أضلّني ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «جاءني ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كان الشيطان خذولا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(فلانا) اسم كناية عن علم من يعقل وزنه فعال بضمّ الفاء، فإذا عرّف ب (ال) كان كناية عن غير العاقل. وجاء في المحيط: «قد يقال للواحد يا فل وللاثنين يا فلان- بكسر النون- وللجمع يا فلون بضمّتين وفتح ... ومنع سيبويه أن يقال فل ويراد فلان إلّا في الشعر ... » اه.
(خذولا) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ خذل، وزنه فعول بفتح الفاء.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ» .
عض اليدين والأنامل وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها، كنايات عن الغيظ والحسرة، لأنها من روادفهما.
الفوائد
1- قوله تعالى «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي» .
- المندوب المضاف لياء المتكلم: إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم، نحو «يا ويلتي» أو نودي، جاز فيه ست لغات.
أ- حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، وهو الأجود والأكثر ورودا في القرآن الكريم، نحو «يا عِبادِ فَاتَّقُونِ» . وهكذا يجري على المنادي ما يجري على المندوب.
ب- ثبوت الياء ساكنة، نحو يا عبادي لا خوف عليكم. أيضا هذا المثال على المنادي.
ج- ثبوت الياء مفتوحة، نحو قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا.
د- قلب الكسرة فتحة والياء ألفا، نحو «يا ويلتا» كما في الآية التي نحن بصددها، ويا حسرتا.
هـ- حذف الألف المنقلبة عن الياء، وبعبارة أخرى حذف الياء المنقلبة ألفا، والاكتفاء بالفتحة، كقول الشاعر:
ولست براجع ما فات مني ... بلهف ولا بليت ولا لونّي
أصله «بقولي يا لهف» .
وضمّ الآخر، بغية الإضافة، كما تضمّ المفردات. ويكثر ذلك فيما يغلب فيه ألّا ينادى إلا مضافا، مثل «الأب والابن والأم والرب» ورد قولهم «يا أمّ لا تفعلي» وقرأ بعضهم:
«رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ» بالرفع.
ونضيف إلى هذه اللغات الست التي ذكرناها.
أ- أن تعوّض تاء التأنيث من ياء المتكلم المحذوفة وتكسر، وهو الأكثر، أو تفتح، أو تضم. وقد قرئ بالثلاثة في قوله تعالى يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ب- وقد يجمع بين التاء والألف المبدلة من الياء، على قلة، نحو «يا أبتا ويا أمتا» . ومنه المثال الذي نحن في صدده «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا ... » وفيه جمع بين العوض والمعوض.
2-
من روائع الحديث في وصف غناء الحور العين قوله (صلّى الله عليه وسلّم) فيما يرويه عنه ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن أزواج أهل الجنة يغنين أزواجهن بأحسن أصوات، ما سمعها أحد قط. إنّ مما يغنين به: «نحن الخيّرات الحسان أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان»
فائدة:
أ- «فلان» كناية عن علم من يعقل.
ب- «وفل» كناية عن نكرة من يعقل من الذكور.
ج- وفلانة: كناية عن علم من يعقل من الإناث.
د- وفلة، كناية عن نكرة من يعقل من الإناث.
هـ- والفلان والفلانة، معرفين بالألف واللام، كناية عن غير العاقل. فتأمّل.
[سورة الفرقان (25) : آية 30]
وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، والياء مضاف إليه، وعلامة النصب في (قومي) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (القرآن) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب (مهجورا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال الرسول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ قومي اتّخذوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(مهجورا) ، اسم مفعول من هجر الثلاثيّ، وزنه مفعول.

[سورة الفرقان (25) : آية 31]
وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (31)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله جعلنا، والإشارة إلى جعل العدوّ للنبيّ «10» ، (لكلّ) متعلّق بمفعول به ثان (من المجرمين) متعلّق بنعت ل (عدوّا) ، (الواو) استئنافيّة (ربّك) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (هاديا) حال منصوبة من ربّك «11» .
جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفى بربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
- زيادة أحرف الجر:
يزاد من أحرف الجر «من والباء والكاف واللام ... » ، وبما أنه ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً» فسوف نذكر لك مواضع زيادة الباء سماعا أو قياسا، ذلك أن الباء أكثر أحرف الجر زيادة، وهي تزاد في النفي والإثبات، وزيادتها تكون في خمسة مواضع:
أ- في فاعل «كفى» ، نحو الآية التي نحن في صددها، نحو قوله تعالى وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا كَفى بِاللَّهِ نَصِيراً.
ب- وفي المفعول به «سماعا ... » ، نحو قولهم: «أخذت بزمام الفرس ... » ومنه قوله تعالى:
وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وقوله وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ إلخ ومنه زيادتها في مفعول «كفى» المتعدية إلى واحد، نحو «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع»
ومنه أيضا زيادتها في مفعول: «عرف وعلم ودري وجهل وسمع وأحسّ» .
ج- وتزاد في المبتدأ، إذا اشتق من لفظ «حسب» ، نحو «بحسبك درهم» أو كان بعد لفظ «ناهيك ... » ، نحو «ناهيك بخالد شجاعا ... » أو بعد إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا بالأستاد أو بعد كيف، نحو: «كيف بك إذا حصل كذا» د- وتزاد في الحال المنفي عاملها، نحو: «فما رجعت بخائبة ركاب» ، وجعل بعضهم هذه الزيادة مقيسة.
هـ- وتزاد في خبر «ليس وما» كثيرا، وهذه الزيادة مقيسة، نحو: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ» وقوله تعالى: وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.
وقد دخلت الباء في خبر «ان» ، نحو: أو لم يروا أنّ الله بقادر على أن يحيي الموتى.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 32 الى 34]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (34)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة) (لولا) حرف تحضيض (عليه) متعلّق ب (نزّل) ، (جملة) حال منصوبة بتأويل مشتقّ أي مجتمعا (كذلك) متعلّق بمحذوف حال من القرآن»
، (اللام) للتعليل (به) متعلّق ب (نثبّت) ...
والمصدر المؤوّل (أن نثبّت ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر العامل في الحال السابقة، أي أنزل القرآن مفرّقا كذلك لنثبّت به فؤادك.
(الواو) عاطفة (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «نزّل ... القرآن» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزلناه كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «رتّلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه المقدّرة «13» .
(الواو) عاطفة (لا) نافية (بمثل) متعلّق ب (يأتونك) ، (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جئناك، أو من المفعول، أي متلبّسين بالحقّ أو متلبسّا بالحقّ (الواو) عاطفة (أحسن) معطوف على الحقّ مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل (تفسيرا) تمييز منصوب.
وجملة: «لا يأتونك ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة أنزلناه.
وجملة: «جئناك ... » في محلّ نصب حال من مفعول يأتونك.
(34) (الذين) اسم موصول مبتدأ «14» ، و (الواو) في (يحشرون) نائب الفاعل (على وجوههم) متعلّق بحال من نائب الفاعل أي منكّسين (إلى جهنّم) متعلّق ب (يحشرون) ، وعلامة الجرّ الفتحة، والفعل مضمّن معنى يساقون (مكانا) تمييز منصوب وكذلك (سبيلا) .
وجملة: «الذين يحشرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك شرّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .

__________
(1) والمعنى أنّهم أصرّوا الاستكبار في أنفسهم.
(2) قيل هذا المصدر لا يظهر ناصبه ولا يتصرّف فيه.
(3) يجوز أن يكون تمييزا للموصول (ما) .
(4) يجوز أن تكون الباء للملابسة فالجارّ والمجرور متعلّق بحال.
(5) أو هو ظرف للاستقرار الخبر الذي تعلّق به (للرحمن) .
(6) أو هو خبر المبتدأ (الملك) ، وللرحمن متعلّق بالحقّ أو بحال منه.
(7) في الآية (25) من هذه السورة.
(8) يجوز أن يعرب (ويلتا) مفعولا مطلقا لفعل محذوف غير مستعمل في اللغة، وحينئذ تكون (يا) أداة تنبيه.
(9) يجوز أن تكون استئنافيّة مؤكّدة لجملة ليتني الأولى، وتكون جملة يا ويلتا اعتراضيّة للدعاء.
(10) يجوز أن تكون الكاف بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. [.....]
(11) أو تمييز منصوب.
(12) أي أنزلنا القرآن مفرّقا كذلك، ويجوز أن يكون متعلّقا بمفعول مطلق أي إنزالا كذلك. والعامل في الحال أو المفعول المطلق مقدّر أي أنزلنا القرآن كذلك.
(1) أو هي حال من المفعول بتقدير (قد) .
(2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... أو مفعول به لفعل محذوف على الذمّ أو تقديره أعني.


ابوالوليد المسلم 24-06-2022 11:11 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 423)
من صــ 17الى صـ 30

الصرف:
(32) جملة: اسم لجمع الشيء أو جماعته من فعل جمل يجمل باب نصر بمعنى جمع، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(ترتيلا) ، مصدر قياسيّ لفعل رتّل الرباعيّ وزنه تفعيل.
(33) تفسيرا: مصدر قياسيّ لفعل فسّر الرباعيّ، وزنه تفعيل.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ. حيث شبه السؤال بالمثل، بجامع البطلان، لأن أكثر الأمثال أمور متخيلة.
قوله تعالى: أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا.
وصف المكان بالشر، والسبيل بالضلال، من باب الاسناد المجازي للمبالغة.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 35 الى 36]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (35) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (36)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (جعلنا) «1» ، (هارون) عطف بيان- أو بدل- منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (وزيرا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا معه ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
(36) (الفاء) عاطفة (إلى القوم) متعلّق ب (اذهبا) ، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقوم (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الفاء) عاطفة (تدميرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.
وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «دمّرناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فذهبا إليهم فكذّبوهما فدمّرناهم ...
[سورة الفرقان (25) : آية 37]
وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (37)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (قوم) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أغرقنا قوم نوح (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق بالفعل المحذوف (للناس) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلناهم (للظالمين) متعلّق ب (أعتدنا) ...
جملة: « (أغرقنا) قوم نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا «2» .
وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أغرقناهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على أغرقناهم.
وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقنا المقدّرة.
[سورة الفرقان (25) : آية 38]
وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (38)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (عادا) مفعول به لفعل محذوف تقديره دمّرنا أو أهلكنا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ثمود، أصحاب ... ،
قرونا) أسماء معطوفة على (عادا) منصوبة مثله (بين) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (قرونا) (كثيرا) نعت ثان ل (قرونا) منصوب.
وجملة: «دمّرنا ... » عادا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعتدنا «3» .
الصرف:
(الرسّ) ، اسم للبئر القديمة، وزنه فعل بفتح الفاء، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.
[سورة الفرقان (25) : آية 39]
وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (39)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (كلّا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أنذرنا أو خوّفنا (له) متعلّق ب (ضربنا) ، و (كلّا) الثاني مفعول به مقدّم منصوب (تتبيرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «أنذرنا» كلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دمّرنا) عادا.
وجملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «تبّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (أنذرنا) كلّا.
الفوائد
1- إعراب «كل» :
لنا في إعرابها ثلاثة أوجه:
أ- أن تكون توكيدا لمعرفة، وهو مذهب البصريين، وعندهم لا يجوز توكيد النكرة، خلافا لابن مالك، فقد أجاز توكيدها، نحو: صمت شهرا كلّه.
ولا بد من إضافتها إلى مضمر راجع إلى المؤكد، نحو: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ. وقد يخلف الظاهر الضمير، نحو: يا أشبه الناس كل الناس بالقمر.
ب- أن تكون نعتا لمعرفة، فتدل على كمال، ويجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى: «هم القوم كلّ القوم يا أم خالد» .
ج- أن تكون ثالثة للعوامل:
فتكون مضافة إلى الظاهر، نحو: كل نفس بما كسبت رهينة وغير مضافة، نحو هذه الآية التي نحن بصددها. وكلّا ضربنا له الأمثال، وكلا تبرنا تتبيرا.
وقد تنوب عن المصدر، فتكون في محل نصب مفعول مطلق، نحو «فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ» . وإذا أضيفت إلى الظرف أعربت في محل نصب مفعول فيه نحو «سرت كل الليل ... » .
2- إضافة «كل ... » .
فيه ثلاثة أوجه:
أ- أن تضاف إلى ظاهر.
ب- أن تضاف إلى ضمير محذوف «وَكُلًّا ضَرَبْنا» .
ج- أن تضاف إلى ضمير مذكور نحو «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ» .
[سورة الفرقان (25) : آية 40]
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (40)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لقد أتوا) مثل لقد آتينا «4» ، (على القرية) متعلّق ب (أتوا) بتضمينه معنى مروا (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقرية، ونائب الفاعل لفعل (أمطرت) ضمير يعود على القرية (مطر) مفعول مطلق منصوب- بمعنى الإمطار- «5» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (بل) للإضراب الانتقالي (لا) نافية.
وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «أمطرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «يكونوا يرونها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي «أيمرّون فلم يكونوا ... » .
وجملة: «يرونها ... » في محلّ نصب خبر يكونوا ...
وجملة: «كانوا لا يرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(مطر) ، اسم مصدر لفعل أمطر، والمصدر القياسيّ الإمطار، وزن مطر فعل بفتحتين.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً» .
والمراد بالرجاء التوقع مجازا كأنه قيل: بل كانوا لا يتوقعون النشور المستتبع للجزاء الأخروي وينكرونه.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 41 الى 42]
وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (هزوا) مفعول به ثان منصوب أي مهزوّا به (الهمزة) للاستفهام (رسولا) حال من الضمير العائد المحذوف أي: بعثه الله مرسلا.
جملة: «رأوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إن يتّخذونك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقولون أهذا الذي ... وجملة القول المقدّر في محلّ نصب حال من فاعل يتّخذونك ...
وجملة: «بعث الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
(42) (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا (اللام) هي الفارقة (عن آلهتنا) متعلّق ب (يضلّنا) بتضمينه معنى يصرفنا (أن) حرف مصدري (عليها) متعلّق ب (صبرنا) .
والمصدر المؤوّل (أن صبرنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا ...
(الواو) استئنافيّة (سوف) حرف استقبال (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلمون) ، (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (أضلّ) «6» ، (سبيلا) تمييز منصوب.
وجملة: «كاد ليضلّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يضلّنا ... » في محلّ نصب خبر كاد.
وجملة: «صبرنا (موجود) » . لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لصرفنا عنها ...
وجملة: «صبرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «من أضلّ ... » في محلّ نصب مفعول به- أو سدّت مسدّ المفعولين- لفعل يعلمون المعلّق بالاستفهام.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 43 الى 44]
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (رأيت) بمعنى أخبرني (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (إلهه) مفعول به ثان منصوب (هواه) مفعول به أوّل (الهمزة) للإنكار (عليه) متعلّق ب (وكيلا) .
جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أنت تكون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت «7» .
وجملة: «تكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
(44) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
والمصدر المؤوّل (أنّ أكثرهم يسمعون ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تحسب.
(إن) نافية (إلّا) أداة حصر (كالأنعام) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم (بل) للإضراب الانتقاليّ.
وجملة: «تحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسمعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يعقلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسمعون.
وجملة: «إن هم كالأنعام» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم أضلّ سبيلا» لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
1- التقديم: في قوله تعالى أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ.
«اتخذ» متعدية لمفعولين، أولهما «هواه» ، وثانيهما «إلهه» ، وقدم على الأول للاعتناء به من حيث أنه الذي يدور عليه أمر التعجب، لا من حيث أن الإله يستحق التعظيم والتقديم، كما قيل، أي: أرأيت الذي جعل هواه إلها لنفسه بأن أطاعه وبنى عليه أمر دينه معرضا عن استماع الحجة الباهرة وملاحظة البرهان النير بالكلية، على معنى انظر إليه وتعجب منه وقال ابن المنير في تقديم المفعول الثاني: هنا نكتة حسنة، وهي إفادة الحصر، فإن الكلام- قبل دخول (أرأيت- واتخذ) - الأصل فيه هواه إلهه، على أن هواه مبتدأ خبره إلهه، فإذا قيل:
إلهه هواه، كان من تقديم الخبر على المبتدأ، وهو يفيد الحصر، فيكون معنى الآية حينئذ: أرأيت من لم يتخذ معبوده إلا هواه، وذلك أبلغ في ذمه وتوبيخه.
2- التمثيل: في قوله تعالى إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا.
يتخلص هذا الفن، في أن يريد المتكلم معنى، فلا يعبر عنه بلفظه الخاص، ولا بلفظي الإشارة، ولا الإرداف، بل بلفظ هو أبعد من لفظ الإرداف قليلا، يصلح أن يكون مثلا للّفظ الخاص، لأن المثل لا يشبه المثل من كل الوجوه، ولو تماثل المثلان من كل الوجوه لا تحدا.
ومن التمثيل أيضا نوع آخر، ذهب إليه من جاء بعد قدامة، وهو أن يذكر الشيء ليكون مثالا للمعنى المراد، وإن كان معناه ولفظه غير المعنى المراد ولفظه، كأنهم لثبوتهم على الضلالة بمنزلة الأنعام والبهائم بل أضل سبيلا، لأن البهائم تنقاد لمن يتعهدها، وتميز من يحسن إليها ممن يسيء إليها، أما هؤلاء فقد أسفّوا إلى أبعد من هذا الدرك.
الفوائد
- حسب هي من أفعال القلوب، وتفيد في الخبر الرجحان واليقين، والغالب كونها للرجحان. وتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
أ- مثال الرجحان قول زفر بن الحارث الكلابي:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... ليالي لاقينا جذام وحميرا
ب- مثال اليقين: قول لبيد العامري:
حسبت التقى والجود خير تجاره ... رباحا إذا ما المرء أصبح ثافلا
مضارعها: يحسب بفتح السين وكسرها، والمصدر: محسبة ومحسبة بفتح السين والكسر أيضا وحسبان.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 45 الى 46]
أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (46)

الإعراب
- (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إلى ربّك) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محل نصب حال عاملها مدّ (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (ساكنا) مفعول به ثان منصوب (عليه) متعلّق ب (دليلا) .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مدّ ... » في محلّ جرّ بدل من (ربّك) «8» .
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «جعله ساكنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة مدّ الظلّ (إلينا) متعلّق ب (قبضناه) ، (قبضا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «قبضناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعلنا الشمس.
الصرف:
(ساكنا) ، اسم فاعل من سكن بمعنى أقام وهدأ، وزنه فاعل.
(دليلا) ، صفة مشتقّة وزنها فعيل بمعنى فاعل، وقيل بمعنى مفعول لذلك لم تؤنّث مع الشمس، ودليل أصبح في حكم الاسم كما يقال الشمس برهان أو الشمس حقّ.
(قبضا) ، مصدر سماعيّ لفعل قبض الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 47 الى 49]
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (49)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق ب (جعل) «9» ، (الواو) عاطفة (النوم سباتا) معطوفان على (الليل لباسا) «10» ، (نشورا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(48) (الواو) عاطفة (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (بشرا) ، (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) .
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، فيها التفات.
(49) (اللام) لام التعليل (نحيي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (به) متعلّق ب (نحيي) والباء سببيّة..
والمصدر المؤوّل (أن نحيي..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) .
(الواو) عاطفة (نسقيه) مضارع منصوب معطوف على فعل نحيي ...
والهاء مفعول به ثان (ممّا) متعلّق بحال من (أنعاما وأناسيّ) ، واستعمل ما للتغليب (أنعاما) مفعول به أوّل منصوب لفعل نسقي، ومنع أناسيّ من التنوين لأنه تكسير على صيغة منتهى الجموع.
وجملة: «نحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «نسقيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(سباتا) ، مصدر سبت يسبت، باب نصر وباب ضرب، وزنه فعال بضمّ الفاء.
(طهورا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طهر يطهر، باب نصر وباب كرم، وزنه فعول بفتح الفاء. أو مصدر طهر استعمل صفة للمبالغة.
(49) بلدة: اسم جامد للمدينة جاء منتهيا بالتاء وقد تحذف وزنه فعلة بفتح فسكون.
(ميتا) ، جاء اللفظ مذكّرا وكان حقّه التأنيث لأنه يستوي فيه التأنيث والتذكير، أو جاء مذكّرا مراعى فيه معنى البلدة وهو المكان.
(أناسيّ) ، جمع إنسان، وأصله أناسين كسرحان وسراحين، ثمّ أبدلت النون ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، وقيل هو جمع إنسيّ- وهو قول الفرّاء- فوزنه على القول الأول فعالين، وعلى القول الثاني فعاليّ والقول الأول أرجح.
البلاغة
التشبيه: في قوله تعالى جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً.
شبه الليل باللباس الساتر، والنوم واليقظة شبههما بالموت والحياة.
التقديم والتأخير: في قوله تعالى لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً.
قدم إحياء الأرض وسقي الأنعام على سقي الأناسي، لأن حياة الأناسي بحياة أرضهم وحياة أنعامهم. فقدم ما هو سبب حياتهم وتعيشهم على سقيهم، ولأنهم إذا ظفروا بما يكون سقيا أرضهم ومواشيهم، لم يعدموا سقياهم.
الفوائد
- جعل:
فعل يفيد الرجحان، وينصب مفعولين، بشرط ألا يكون للخلق والإيجاد، ولا للإيجاب، نحو: جعلت له كذا، بمعنى أوجبت:
أ- الرجحان نحو:
«وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً» .
ب- وقد تفيد التصيير، وهو الانتقال من حالة إلى أخرى، نحو «فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» .
ثانيا: من الأفعال النواسخ التي تفيد الشروع، وتعمل عمل كان، إلا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة فعلها مضارع.
وشذّ مجيء الجملة الاسمية خبرا لها نحو:
وقد جعلت قلوص بني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب
- وتأتي جعل فعلا ماضيا، على الأصل. وقد يأتي منها الفعل المضارع على قلّة.
ثالثا: عند ما تأتي جعل بمعنى أوجد، تتعدّى إلى مفعول واحد، كقوله تعالى:
وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ أي خلقها.
__________
(1) يجوز أن يكون متعلّقا بالمفعول الثاني المحذوف، و (وزيرا) حالا من (أخاه) .
(2) في الآية السابقة.
(3) في الآية السابقة.
(4) في الآية (35) من هذه السورة، والضمير في (أتوا) يعود على أهل مكة.
(5) يحتمل أن يكون مفعولا به لأن المعنى قذفت بالحجارة- وهي مطر السوء- فهو كما يظهر منصوب على نزع الخافض.
(6) أو هو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ... و (أضلّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة صلة.
(7) والفاء زائدة للتزيين، أو هي عاطفة عطفت جملة أنت تكون على جملة مقدّرة هي المفعول الثاني للفعل أي: أأنت مهتمّ له، فأنت تكون عليه وكيلا.
(8) أيّ: ألم تر إلى مدّ ربّك الظلّ.
(9) أو متعلّق بحال من (لباسا) - نعت تقدّم على المنعوت-
(10) أو هما مفعولان لفعل جعل مقدّرا والعطف حينئذ من عطف الجمل. [.....]


ابوالوليد المسلم 25-06-2022 05:30 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 424)
من صــ 30الى صـ 53




[سورة الفرقان (25) : الآيات 50 الى 52]
وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (52)

الإعراب:
(ولقد صرّفناه) مثل ولقد آتينا «1» ، (بينهم) متعلّق ب (صرّفناه) ، (اللام) للتعليل.
والمصدر المؤوّل (أن يذّكّروا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صرّفناه) .
(الفاء) عاطفة (إلّا) أداة حصر «2» ، (كفورا) مفعول به منصوب.
جملة: «صرّفناه ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «يذّكّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أبى أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(51) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (في كلّ) متعلّق ب (بعثنا) ..
وجملة: «شئنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «بعثنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(52) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (به) متعلّق ب (جاهد) ، والضمير يعود على القرآن (جهادا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «لا تطع ... » جواب شرط مقدّر أي إن أرسلناك إلى الناس كافّة فلا تطع ...
وجملة: «جاهدهم ... » معطوفة على جملة لا تطع ...
[سورة الفرقان (25) : الآيات 53 الى 54]
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (فرات) خبر ثان مرفوع (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الواو) عاطفة (حجرا) معطوف على (برزخا) منصوب (محجورا) نعت لحجر منصوب.
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مرج البحرين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «هذا عذب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
وجملة: «هذا ملح» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا عذب.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(54) (الواو) عاطفة (من الماء) متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة (نسبا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة.
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «كان ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي خلق.
الصرف:
(عذب) ، صفة مشبّهة للثلاثيّ عذب يعذب باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(فرات) ، صفة مشبّهة للثلاثي فرت يفرت باب كرم، وزنه فعال بضمّ الفاء، وفرت الماء عذب.
(ملح) ، صفة مشبّهة للثلاثيّ ملح يملح باب كرم، وباب نصر وباب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون، والملح أيضا اسم للمادّة المعروفة فهو جامد.
(أجاج) ، صفة مشبّهة من فعل أجّ الثلاثيّ بمعنى ملح وأصبح مرّا من باب نصر، وزنه فعال بضمّ الفاء.
(صهرا) ، اسم بمعنى القرابة وزنه فعل بكسر فسكون جمعه أصهار.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى حِجْراً مَحْجُوراً.
هي الكلمة التي يقولها المتعوذ، وهي هاهنا واقعة على سبيل المجاز، كأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ويقول له: حجرا محجورا، كما قال: «لا يَبْغِيانِ» أي لا يبغي أحدهما على صاحبه بالممازجة، فانتفاء البغي ثمة كالتعوذ هاهنا: جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه، فهو يتعوذ منه. وهي من أحسن الاستعارات وأشدها على البلاغة.

[سورة الفرقان (25) : آية 55]
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (55)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من دون) متعلّق بحال من الموصول ما مفعول يعبدون و (كان) الواو استئنافيّة (على ربه) متعلّق ب (ظهيرا) بحذف مضاف أي على عصيان ربّه.
وجملة: «يعبدون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا ينفعهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يضرّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «كان الكافر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
[سورة الفرقان (25) : آية 56]
وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (56)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (مبشرا) حال منصوبة.
والجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 57 الى 59]
قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (58) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (59)

الإعراب:
(ما) نافية (عليه) متعلّق بمحذوف حال من أجر، والضمير يعود على التبليغ المفهوم من قوله: أرسلناك «5» ، (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان عامله أسألكم (إلّا) للاستثناء المنقطع، بمعنى لكن (من) اسم موصول وفي محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يتّخذ.
والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله شاء.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
(58) (الواو) عاطفة (على الحيّ) متعلّق ب (توكّل) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للحيّ (لا) نافية (الواو) عاطفة (بحمده) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمده (الواو) استئنافيّة (الباء) . حرف جرّ زائد و (الهاء) فاعل كفى في محلّه البعيد (بذنوب) متعلّق ب (خبيرا) وهو حال منصوب من فاعل كفى.
وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: «لا يموت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّل.
وجملة: «كفى به ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(59) (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره الرحمن «6» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق) (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (الرحمن) خبر المبتدأ الذي «7» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (خبيرا) «8» .
وجملة: «الذي خلق ... الرحمن» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «اسأل ... » جواب شرط مقدّر أي: إن شئت تحقيق، أو تفصيل ما ذكر فاسأل به خبيرا.
الفوائد
1- الاستواء على العرش:
ذهب السلف إلى أن الاستواء هو كما يعلمه الله ويليق بجلالته. أما الخلف فقد ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء والتصرف كما يريد بسائر الكائنات والمخلوقات.
2- (إذا) ظرف زمان تضمن معنى الشرط، وتأتي ظرفا غير متضمن معنى الشرط كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى» .
[سورة الفرقان (25) : آية 60]
وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً (60)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (للرحمن) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الواو) عاطفة «9» (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (الرحمن) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ما) حرف مصدريّ «10» .
والمصدر المؤوّل (ما تأمرنا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نسجد) .
(الواو) استئنافيّة، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على القول الذي قيل لهم (نفورا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «11» .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ما الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: ما السجود وما الرحمن.. أو نسجد وما الرحمن «12» .
وجملة: «أنسجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «تأمرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «زادهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 61 الى 62]
تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (62)

الإعراب:
(في السماء) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «13» ، وكذلك (فيها) ...
جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(62) (الواو) عاطفة (خلفة) مفعول به ثان (لمن) متعلّق بالمصدر خلفة (ان) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن يذّكّر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة.
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبارك الذي ...
وجملة: «أراد ... » جعل (الثالثة) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يذّكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أراد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد الأولى.
الصرف:
(سراجا) ، اسم لنوع من المصابيح فيه زيت وفتيل، وزنه فعال بكسر الفاء جمعه سرج بضمّتين، وهو مستعمل في الآية على سبيل المجاز.
(خلفة) ، مصدر هيئة من خلف الثلاثيّ باب نصر، أو اسم مصدر بمعنى المخالفة، وزنه فعلة.
(شكورا) ، مصدر سماعيّ لفعل شكر الثلاثيّ باب نصر، وثمّة مصادر أخرى هي شكر بضمّ فسكون، وشكران بضمّ فسكون ... ووزن شكور فعول بضمّتين.

[سورة الفرقان (25) : الآيات 63 الى 76]
وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (67)
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (68) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (69) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (72)
وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (74) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (76)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (عباد) مبتدأ مرفوع خبره جملة: أولئك يجزون «14» ...
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع نعت لعباد «15» ، (على الأرض) متعلّق ب (يمشون) ، (هونا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي: مشيا هونا «16» ، (الواو) عاطفة (سلاما) مفعول به عامله قالوا «17» ، وهو نعت لمحذوف أي: قالوا كلاما يسالمون فيه الكفّار.
جملة: «عباد الرحمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «خاطبهم الجاهلون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(64) (الواو) عاطفة (الذين) موصول معطوف على الموصول الأول في محلّ رفع (لربّهم) متعلّق ب (سجّدا) وهو خبر يبيتون الناقص- الناسخ- «18» .
وجملة: مرّوا باللغو ... في محلّ جرّ مضاف إليه ...
وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الأخيرة.
وجملة: «مرّوا (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(73) (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول، والواو في (ذكّروا) نائب الفاعل (بآيات) متعلّق ب (ذكّروا) ، (عليها) متعلّق ب (يخرّوا) بتضمينه معنى أكبّوا أو أقاموا (صمّا) حال منصوبة من فاعل يخرّوا..
وجملة: «ذكّروا..» في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع.
وجملة: «لم يخروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(74) (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول (ربّنا) منادى مضاف منصوب ... ونا مضاف إليه (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (لنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل هب (من أزواجنا) متعلّق بحال من (قرّة أعين) «19» ، وهو المفعول الأول لفعل هب (الواو) عاطفة (للمتّقين) متعلّق بحال من (إماما) (20)»
، (إماما) مفعول به ثان عامله اجعلنا «21» .
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هبّ لنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اجعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(75) (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة يجزون، والواو في (يجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (يلقّون) مثل يجزون (فيها) متعلّق ب (يلقّون) ، (تحيّة) مفعول به منصوب عامله يلقّون أي يعطون.
والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محل جرّ بالباء متعلّق ب (يجزون) .
وجملة: «أولئك يجزون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عباد الرحمن) «22» .
وجملة: «يجزون الغرفة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «يلقّون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجزون.
(76) (خالدين) حال منصوبة من نائب الفاعل في (يجزون) ، (فيها) متعلّق بخالدين (حسنت) فعل ماض لإنشاء المدح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (مستقرّا) تمييز ضمير منصوب، والمخصوص محذوف أي الغرفة.
وجملة: «حسنت مستقرّا ... » في محلّ نصب حال من الغرفة بتقدير (قد) .

يتبع

ابوالوليد المسلم 25-06-2022 05:31 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 425)
من صــ 30الى صـ 53





الصرف:
(63) هونا: مصدر سماعيّ لفعل هان يهون باب قال، وزنه فعل بفتح فسكون.
(65) غراما: اسم مصدر من أغرمه الشيء أي ألزمه إيّاه. وفي المختار: الغرام: الشرّ الدائم والعذاب، وزنه فعال بفتح الفاء.
وجملة: يبيتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
(65) (الواو) عاطفة (الذين يقولون) مثل الذين يبيتون (ربّنا) منادى مضاف منصوب ... ونا مضاف إليه (عنّا) متعلّق ب (اصرف) ، وعلامة الجرّ في (جهنّم) الفتحة ممنوع من الصرف.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اصرف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ عذابها ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان غراما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(66) وفاعل (ساءت) ضمير مستتر وجوبا تقديره هو، والفعل لإنشاء الذمّ (مستقرّا) تمييز للضمير- فاعل ساءت- منصوب، والمخصوص بالذّم محذوف تقديره هي أي جهنّم.
وجملة: «إنّها ساءت ... » لا محلّ لها تعليل آخر لصرف العذاب.
وجملة: «ساءت ... » في محل رفع خبر إنّ.
(67) (الواو) عاطفة (الذين) في محلّ رفع معطوف على الذين الأول، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الإنفاق المفهوم من سياق الآية (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قواما) ... أو بحال منه (ذلك) مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يسرفوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يقتروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «كان ... قواما» . لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
(68) (الواو) عاطفة (الذين) في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (لا) نافية (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من إله، ومنع (آخر) من التنوين لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل (لا يقتلون) مثل لا يدعون (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت للنفس، والعائد محذوف أي حرّمها (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل يقتلون أي متلبّسين بالحقّ (لا يزنون) مثل لا يدعون (الواو) اعتراضية (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وعلامة الجزم في (يلق) حذف حرف العلّة وهو جواب الشرط.
وجملة: «لا يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: «لا يقتلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يدعون.
وجملة: «حرّم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «لا يزنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يدعون.
(67) قواما: مصدر الفعل الثلاثيّ قام بمعنى اعتدل وكان وسطا، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد استعمل في موضوع الوصف.
(68) يزنون: فيه إعلال بالحذف، أصله يزنيون، استثقلت الضمّة على الياء الثانية فسكّنت ونقلت حركتها إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يزنون، يفعون.
وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ...
وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «23» .
وجملة: «يلق ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
(69) (يضاعف) مضارع مجزوم بدل من فعل (يلق) ، مبنيّ للمجهول (له) متعلّق ب (يضاعف) ، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يضاعف) ، (يخلد) مضارع مجزوم معطوف على (يضاعف) ، (فيه) متعلّق ب (يخلد) أي في عذابه (مهانا) حال منصوبة من فاعل يخلد.
وجملة: «يضاعف ... » لا محلّ لها بدل من جملة يلق ...
وجملة: «يخلد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضاعف.
(70) (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل (عملا) مفعول به منصوب «24» (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط «25» ، (أولئك) مبتدأ، والإشارة إلى الموصول (من) مراعي فيه معناه، والخبر جملة يبدّل (حسنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) استئنافيّة (رحيما) خبر ثان.
وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب.
وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب.
وجملة: «أولئك يبدّل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يبدّل الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
(71) (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تاب) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (صالحا) مثل عملا، وهو نعت عن منعوت محذوف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى الله) متعلّق ب (يتوب) ، (متابا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «من تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على المعترضة (من يفعل ذلك) .
وجملة: «تاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «عمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تاب.
وجملة: «إنّه يتوب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يتوب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(72) (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول: الذين يمشون ... (الزور) مفعول به عامله يشهدون بمعنى يحضرون، أو بمعنى يقيمون الشهادة «26» ، (الواو) عاطفة (باللغو) متعلّق ب (مرّوا) (كراما) حال منصوبة من فاعل مرّوا الثاني.
وجملة: «لا يشهدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس.
(يلق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفع.
(أثاما) ، مصدر سماعيّ من أثمه يأثمه باب نصر وباب ضرب بمعنى عدّه عليه إثما أو جازاه جزاء الإثم وزنه فعال بفتح الفاء كنكال.
(69) مهانا: اسم مفعول من (أهان) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. وفيه إعلال بالتسكين وبالقلب أصله مهين، نقلت الفتحة إلى الهاء وقلبت الياء ألفا لتحركها بالأصل وفتح ما قبلها.
(72) كراما: جمع كريم، صفة مشبهة من الثلاثيّ كرم الباب الخامس وزنه فعيل، ويطلق الكريم على أحسن الشيء وعلى كلّ ما يرضي ويحمد ... ويجمع كريم أيضا على كرماء زنة فعلاء بضمّ ففتح، ووزن كرام فعال بالكسر.
(74) قرّة أعين: مصدر يكنى به عن السرور من (قرّت) العين أي بردت سرورا وجفّ دمعها ورأت ما كانت متشوّقة إليه، وزنه فعلة بضمّ فسكون ... وثمّة مصادر أخرى للفعل هي قرّة بفتح القاف، وقرورة بضم القاف.
(75) الغرفة: اسم جنس أريد به الجمع، وقصد به الدرجة الرفيعة، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
البلاغة
1- النفي والإثبات: في قوله تعالى لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً.
قوله تعالى لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها ليس بنفي للخرور، وإنما هو إثبات له، ونفي للصمم والعمى، كما تقول: لا يلقاني زيد مسلما، وهو نفي للسلام لا للقاء. والمعنى أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها، وأقبلوا على المذكر بها وهم في إكبابهم عليها، سامعون بآذان واعية، مبصرون بعيون راعية، لا كالذين يذكرون بها، فتراهم مكبين عليها مقبلين على من يذكر بها، مظهرين الحرص الشديد على استماعها، وهم كالصم العميان، حيث لا يعونها ولا يتبصرون ما فيها كالمنافقين وأشباههم.
2- التنكير والتقليل: في قوله تعالى قُرَّةَ أَعْيُنٍ:
نكّر وقلل، أما التنكير فلأجل تنكير القرّة لأن المضاف لا سبيل إلى تنكيره إلا بتنكير المضاف إليه، كأنه قيل: هب لنا منهم سرورا وفرحا. وإنما قيل (أعين) دون عيون لأنه أراد أعين المتقين، وهي قليلة بالإضافة إلى عيون غيرهم. «قال تعالى: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ» .
ويجوز أن يقال في تنكير (أعين) أنها أعين خاصة، وهي أعين المتقين.
الفوائد
1- فعل بات:
ورد في القاموس «وبات يفعل كذا يبيت ويبات بيتا وبياتا ومبيتا وبيتوتة أي يفعله ليلا وليس من النوم.
قال الشريف الرضي:
أتبيت ريان الجفون من الكرى ... وأبيت منك بليلة الملسوع
وتكون بات تامة مكتفية بمرفوعها إذا كانت بمعنى عرّس، وهو النزول آخر الليل، كقول ابن عمر «أمّا رسول الله فقد بات بمنى» .
إذن ل «بات» معنيان: إما أن تكون ناقصة، فهي تحتاج إلى اسم وخبر، وخبرها يكون منصوبا وإما أن تكون تامة، فتكتفي بفاعلها، وذلك عند ما تكون بمعنى بقي حتى الصباح.
2- «وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ» .
فيضاعف بدل كل من كل، أو بدل مطابق. وللبدل أقسام أخرى:
أ- بدل البعض من الكل.
ب- بدل الاشتمال.
ج- بدل الجملة من المفرد والمفرد من الجملة.
3- القوام هو التوسط في الأمور، وهو فضيلة الفضائل، لأنه يشمل كل «خليقة» ، فلا إفراط ولا تفريط. ويمرّ ذكر هذه الفضيلة كثيرا في القرآن الكريم. وقد نوهنا إلى ذلك في وصايا لقمان لابنه. وقد نوّه أيضا فلاسفة اليونان بهذه الفضيلة.
4- من فضائل التوبة النصوح أنها تقلب سيئات الإنسان إلى حسنات، وهل ثمة تجارة أكثر ربحا من ذلك. فتبصّر.
5- صفات عباد الرحمن:
أ- الإعراض عن الجاهلين.
ب- طلب النجاة من النار.
ج- الحكمة في الإنفاق.
د- عدم الشرك بالله.
هـ- لا يقتلون إلّا بالحق.
و لا يزنون.
ز- الحض على التوبة.
ح- لا يشهدون الزور.
ط- يتنزهون على لغو الكلام ي- يتقبلون الذكرى ويتلقون النصيحة.
ك- طلب الذرية الصالحة.
ل- سؤال الله أن يجعلهم في مقدمة المتقين.

[سورة الفرقان (25) : آية 77]
قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (77)

الإعراب:
(ما) نافية (بكم) متعلّق ب (يعبأ) ، (لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط (دعاؤكم) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الفاء) تعليليّة (قد) للتحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال، واسم (يكون) ضمير مستتر يعود على العذاب المفهوم من سياق الآيات ...
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما يعبأ بكم ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لولا دعاؤكم (موجود) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لولا دعاؤكم ... ما يعبأ بكم ربّي ...
وجملة: «كذّبتم ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
وجملة: «سوف يكون لزاما ... » جواب شرط مقدّر هو تعليل ثان لما سبق أي: من يكذّب فسوف يكون العذاب لزاما عليه ...
سورة الشّعراء
آياتها 227 آية
[سورة الشعراء (26) : الآيات 1 الى 2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2)

الإعراب:
جملة: تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
[سورة الشعراء (26) : آية 3]
لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)

الإعراب:
(نفسك) مفعول به لاسم الفاعل باخع منصوب (لا) نافية.
والمصدر المؤوّل (ألّا يكونوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بباخع أي: من عدم إيمانهم.
وجملة: «لعلّك باخع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) .
الفوائد
1- ط س م:
تقدم الحديث عن هذه الأحرف التي هي فواتح للسور. وللعودة إلى ما قلناه:
أليست هذه ثلاثة أحرف من أحرف الهجاء، وهي: ط، س، م. أما الغاية من ذكرها، وخصوصا في أول السور، فتلك موضع خلاف المفسرين واللغويين، ولا أزال أقول قد تكون الغاية من ذكر هذه الأحرف هو التنويه بقيمة هذه اللغة، سواء أكانت نطقا أم كتابة أم قراءة. وحسب هذه اللغة أنها الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان، وحسب هذه الأحرف فضلا أنها هي لحمة اللغة وسداها..!
2- باخِعٌ نَفْسَكَ:
أ- باخع «اسم فاعل» واسم الفاعل يعمل عمل فعله، سواء أكان لازما أم متعديا لمفعول واحد أم متعديا لمفعولين.
ب- اللازم نحو «خالد مجتهد أولاده» .
ج- المتعدي لواحد نحو «هل مكرم سعيد ضيوفه» ملاحظة: لا تجوز إضافة اسم الفاعل إلى فاعله فلا يقال: هل مكرم سعيد ضيوفه؟
3- شروط عمله:
أ- إذا كان مقترنا ب «ال» فلا يحتاج إلى شرط آخر، ويعمل في الماضي والحال والمستقبل. ومثاله: جاء المعطي المساكين أمس، أو الآن، أو غدا.
ب- إذا لم يكن مقترنا ب «أل» ، يشترط ليعمل، أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يكون مسبوقا بنفي أو استفهام أو اسم مخبر عنه، أو موصوف، أو اسم يكون هو الأول، مثال الأول: ما طالب صديقك رفع الخلاف.
الثاني: هل عارف أخوك قدر الإنصاف.
الثالث: خالد مسافر أبواه.
الرابع: هذا رجل مجتهد أبناؤه.
الخامس: يخطب علي رافعا صوته.
ملاحظة: قد يكون الاستفهام والموصوف مقدرين:
الأول، نحو: مقيم سعيد أم منصرف؟
الثاني، كقول الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ملاحظة هامة: صيغ مبالغة اسم الفاعل تعمل عمله، وكذلك منه المثنى والجمع، وبشروطه السابقة.
__________
(1) في الآية (35) من هذه السورة والضمير الغائب يعود على الماء.
(2) جاء الاستثناء مفرّغا لما في (أبى) من معنى النفي.
(3) أو في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من البحرين أي مقولا فيهما.
(4) أو معطوفة على الاستئنافيّة.
(5) في الآية السابقة.
(6) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، وحينئذ (الرحمن) مبتدأ أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(7) يجوز أن يكون بدلا من الضمير في (استوى) إذا أعرب الموصول خبرا.
(8) الضمير يعود على تفصيل ما ذكر من الخلق والاستواء، أو يعود على الرحمن.
(9) أو زائدة.
(10) أو اسم موصول ... أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ والعائد لهما محذوف.
(11) هي في الأصل جملة مقول القول في الفعل المبنيّ للمعلوم.
(12) أو هي جملة مقول القول إذا كانت الواو زائدة.
(13) أو بمحذوف حال إذا ضمّن (جعل) معنى خلق.. ومثل ذلك يصبح تعليق الجارّ (فيها) وإعراب الاسم (خلفة) على حذف مضاف أي ذوي خلفة.
(14) في الآية (75) الآتية من هذه السورة. [.....]
(15) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ عباد ...
(16) أو مصدر في موضع الحال أي متمهّلين.
(17) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي نسلّم سلاما، والجملة مقول القول.
(18) أو هو حال من فاعل يبيتون إذا كان تامّا.
(19) يجوز أن يتعلّق ب (هب) ، ومن لابتداء الغاية.
(20) أو متعلّق ب (إماما) بكونه مصدر، عند من يجيز تقديم معمول المصدر عليه.
(21) أفرد لفظ (إماما) إمّا لأنه مصدر في الأصل أي ذوي إمام، أو لدلالته على الجنس، أي كل واحد منا.. وقيل هو جمع.
(22) في الآية (63) من هذه السورة.
(23) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(24) هذا إذا كان (عملا) بمعنى الشيء المعمول ... وهو مفعول مطلق إذا كان مصدرا.
(25) إذا كانت (إلّا) بمعنى لكن ف (من) موصول مبتدأ خبره جملة أولئك يبدّل على زيادة الفاء.. أو (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة تاب.. وجملة أولئك يبدل جواب الشرط.
(26) أو هو منصوب على نزع الخافض أي: لا يشهدون بالزور.

ابوالوليد المسلم 25-06-2022 06:06 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الشعراء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 426)
من صــ 53الى صـ 64




[سورة الشعراء (26) : الآيات 4 الى 6]
إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (4) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (6)

الإعراب:
(عليهم) متعلّق ب (ننزّل) ، (من السماء) متعلّق ب (ننزّل) «1» ، (الفاء) عاطفة (لها) متعلّق بالخبر خاضعين.
جملة: «نشأ ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
وجملة: «ننزّل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «ظلّت أعناقهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب «2» .
(5) (الواو) عاطفة (ما) نافية (ذكر) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل يأتيهم (من الرحمن) متعلّق بنعت لذكر «3» (إلّا) أداة حصر (عنه) متعلّق بالخبر معرضين.
وجملة: «ما يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ.
وجملة: «كانوا عنه معرضين..» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب المفعول.
(6) (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (به) متعلّق ب (يستهزئون) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يأتيهم ... » جواب شرط مقدّر أي إن يكذّبوا فسيأتيهم ...
وجملة: «كانوا به يستهزئون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(خاضعين) ، جمع خاضع اسم فاعل من الثلاثي خضع وزنه فاعل والجمع فاعلين.
البلاغة
المخالفة في العطف: في قوله تعالى فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.
قوله تعالى فظلّت معطوف على الجزاء الذي هو ننزل، لأنه لو قيل: أنزلنا، لكان صحيحا. ولعله كان مما يقتضيه السياق. ولكنه خولف لأن في عطف الماضي على المستقبل إشعارا بتحقيقه وأنه كائن لا محالة، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا، وله في القرآن نظائر سترد في مواضعها.
المجاز العقلي: في قوله تعالى أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.
فقد يقال كيف صح مجيء خاضعين خبرا عن الأعناق، والخضوع من خصائص العقلاء، وقد كان أصل الكلام «فظلوا لها خاضعين» . والسر في ذلك، أنه لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين، كما تقدم في قوله تعالى لِي ساجِدِينَ
[سورة الشعراء (26) : الآيات 7 الى 9]
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الواو) عاطفة «3» ، (إلى الأرض) متعلّق ب (يروا) أي ينظروا (كم) خبرية كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (فيها) متعلق ب (أنبتنا) ، (من كلّ) تمييز كم..
جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجحدوا ولم يروا ...
وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» .
(8) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (ما) نافية.
وجملة: إنّ في ذلك لآية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما كان أكثرهم مؤمنين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو حال من فاعل يروا.
(9) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك.
وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 10 الى 11]
وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أن) تفسيريّة «5» ...
جملة: «نادى ربّك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ائت ... » لا محلّ لها تفسيريّة ...
(11) (قوم) بدل من القوم منصوب مثله (ألا) أداة عرض فيها معنى التعجّب ...
وجملة: «يتّقون ... » لا محلّ لها استئناف بياني.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 12 الى 14]
قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... والياء المحذوفة مضاف إليه، والنون المذكورة في (يكذّبون) نون الوقاية، جاءت قبل الياء المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء ... في محلّ نصب مقول القول «6» .
وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أخاف» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل «أن يكذّبون» في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
(13) (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة-، والثانية عاطفة فقط (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «7» ، (إلى هارون) متعلّق ب (أرسل) ، وعلامة الجرّ الفتحة، ممنوع من الصرف.
وجملة: «يضيق صدري..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخاف «8» .
وجملة: «لا ينطلق لساني..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يضيق صدري.
وجملة: «أرسل إلى هارون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أصبح رسولا فأرسل ...
(14) (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ذنب) ، (عليّ) متعلّق بالخبر المحذوف (الفاء) عاطفة «9» ، (أن يقتلون) مثل أن يكذّبون ...
وجملة: «لهم عليّ ذنب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «أخاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم عليّ ذنب «10» .
وجملة: «يقتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يقتلون) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 15 الى 17]
قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (17)

الإعراب:
فاعل (قال) ضمير يعود على الله (كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (بآياتنا) متعلّق بحال من فاعل اذهبا أي متلبّسين بآياتنا (معكم) ظرف منصوب متعلّق ب (مستمعون) ، «11» .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... ومقول القول مقدر دلّ عليه حرف الردع أي ارتدع عن الخوف ...
وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة.
وجملة: «إنّا معكم مستمعون ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
(16) (الفاء) عاطفة في الموضعين، (رسول) خبر إنّ، وقد أفرد لأنه من الألفاظ التي يستوي فيها الإفراد والتثنية والجمع كالطفل والضيف «12» .
وجملة: «ائتيا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اذهبا..
وجملة: «قولا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ائتيا.
وجملة: «إنّا رسول ... » في محلّ نصب مقول القول.
(17) (أن) حرف تفسير «13» ، (معنا) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسل) ، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها تفسيريّة..
الصرف:
(مستمعون) ، جمع مستمع، اسم فاعل من الخماسيّ استمع، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ الاستماع في حقه عز وجل مجاز عن السمع، اختير للمبالغة، لأن فيه تسليما للإدراك، وهو مما ينزه الله تعالى عنه سواء كان بحاسة أم لا.
وقال بعضهم: «إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ» جملة استعارة تمثيلية، مثل سبحانه حاله عز وجل، بحال ذي شوكة قد حضر مجادلة قوم يستمع ما يجري بينهم، ليمد أولياءه ويظهرهم على أعدائهم، مبالغة في الوعد بالإعانة.
الفوائد
- كلّا:
قال سيبويه: «وأما كلّا فردع وزجر» لا معنى لها عندهم غير ذلك.
وأقرب ما يقال فيها كما يقول ابن فارس:
إن كلّا تقع في تصريف الكلام على أربعة أوجه: الرّدّ، والردع، وصلة اليمين، وافتتاح الكلام بها مثل «ألا» . وفي القرآن الكريم أمثلة على هذه الأقسام الأربعة فلا تتعجّل ... !
- كلمة «رسول» :
يجوز أن تكون صفة للواحد والتثنية والجمع، مثلها مثل المصادر، حتى قيل: إنّ «الرسول» بمعنى الرسالة، ولذلك اعتبر من المصادر. والله أعلم ... !
[سورة الشعراء (26) : الآيات 18 الى 19]
قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (19)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريري «14» ، وعلامة الجزم في (نربّك) حذف حرف العلّة (فينا) متعلّق بفعل نربك بحذف مضاف أي في منازلنا (وليدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (الواو) عاطفة (فينا) الثاني متعلّق ب (لبثت) بحذف مضاف كذلك (من عمرك) متعلّق بحال من سنين- نعت تقدّم على المنعوت- (سنين) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر، متعلّق ب (لبثت) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نربّك» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لبثت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(19) (الواو) عاطفة (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لفعلتك (الواو) حاليّة (من الكافرين) خبر أنت.
وجملة: «فعلت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «فعلت (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «أنت من الكافرين» في محلّ نصب حال من فاعل فعلت.
الصرف:
(نربّك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نربيّك، وزنه نفعّك.
(وليدا) ، صفة مشتقّة من الثلاثي ولد المبني للمجهول، وزنه فعيل بمعنى مفعول.
(فعلتك) ، مصدر مرّة من فعل وزنه على لفظه بفتح الفاء.
البلاغة
الإبهام: في قوله تعالى وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ.
- عدد نعمته عليه من ذلك ووبخه بما جرى على يديه من قتل خبازه وفظعه عليه بقوله «وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ» ومن وجه التفظيع عليه أن في إتيانه به مجملا مبهما، إيذانا بأنه لفظاعته مما لا ينطق به إلا مكنى عنه ونظيره في التفخيم المستفاد من الإبهام قوله «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ» . ومثله كثير.
فعلتك «مصدر المرة» أو مصدر العدد، هو ما يذكر لبيان عدد الفعل.
أ- ويبنى من الثلاثي المجرد على وزن «فعلة» بفتح الفاء وسكون العين. مثل وقفت وقفة ووقفتين ووقفات.
ب- إذا كان الفعل فوق الثلاثي ألحقنا بمصدره التاء، مثل «أكرمته إكرامة وتدحرج تدحرجة» .
ج- إذا كان مصدره مختوما بتاء فيذكر ما يدل على عدده:
مثل: رحمته رحمة واحدة.
ملاحظة: إذا كان للفعل ما فوقه الثلاثي مصدران، أحدهما أشهر من الآخر، جاء بناء المرة على الأشهر من مصدريه، فتقول: زلزلته زلزلة واحدة وقاتلته مقاتلة واحدة ولا تقول زلزالة ولا قتالة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 20 الى 22]
قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (22)

الإعراب
- (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (الواو) حالية (من الضالّين) خبر المبتدأ أنا. «15»
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فعلتها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا من الضالّين» في محلّ نصب حال من فاعل فعلتها.
(21) (الفاء) عاطفة في الموضعين (منكم) متعلّق ب (فررت) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وهب (من المرسلين) متعلّق بمفعول به ثان ل (جعلني) .
وجملة: «فررت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة فعلتها.
وجملة: «خفتكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «وهب ... ربّي» في محلّ نصب معطوفة على جملة فررت.
وجملة: «جعلني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة وهب.
(22) (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ «16» ، خبره نعمة (عليّ) متعلّق ب (تمنّها) ، (أن) حرف مصدري.
والمصدر المؤوّل (أن عبّدت..) في محلّ رفع عطف بيان للمبتدأ (تلك) «17» .
(بني) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
وجملة: «تلك نعمة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «18» .
وجملة: «تمنّها ... » في محلّ رفع نعت لنعمة.
وجملة: «عبّدت..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
[سورة الشعراء (26) : آية 23]
قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (23)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّ) .
جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما ربّ العالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول: أي: هل ثمة إله غيري وما ربّ ...
[سورة الشعراء (26) : آية 24]
قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)

الإعراب:
(ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط.. وتم اسم كان.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو» ربّ» .. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كنتم موقنين..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف تقديره: فآمنوا به وحده «19» .
[سورة الشعراء (26) : آية 25]
قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (25)

الإعراب:
(لمن) متعلّق ب (قال) ، (حوله) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (ألّا) أداة عرض للتعجّب.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تستمعون..» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من آية.
(2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....]
(3) تعطف الفعل على استئناف مقدّر، فلا مانع من جعلها استئنافيّة.
(4) أو في محلّ نصب حال من الأرض.
(5) سبقت بفعل فيه معنى القول دون حروفه وهو (نادى) ... ويجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل (أن أئت) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادي) ، أي بأن أئت.
(6) يجوز أن تكون اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام، وجملة إنّي أخاف تصبح هي مقول القول.
(7) لأن فيها معنى السببيّة.
(8) أو هي استئنافيّة في حيّز القول فلا محلّ لها.
(9) أو رابطة لجواب شرط مقدّر لأن فيها معنى السببيّة.
(10) أو هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة الاسميّة جواب الشرط المقدّر أي: إن ذهبت إليهم فأنا أخاف أن يقتلون.
(11) سبق الكلام بالجمع للتعظيم.
(12) أو أنّ كلّ واحد منّا رسول إليك.
(13) لما في كلمة (رسول) من معنى القول دون حروفه، ويجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق برسول.
(14) أو التقريعيّ.
(15) من الضالّين أي من الجاهلين، قال ابن جرير: العرب تضع الضلال موضع الجهل. [.....]
(16) ذكر الأخفش أن ثمّة همزة استفهام مقدّرة تفيد التوبيخ أي: أتلك نعمة ... لأن تعبيد بني إسرائيل ليس بنعمة.
(17) أو هو بدل من الهاء في (تمنّها) ، أو هو في محلّ جرّ بباء مقدّرة، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي ...
(18) أو هي استئناف في حيّز القول.
(19) أو فهذا أولى بالإيقان لظهوره.


ابوالوليد المسلم 28-06-2022 05:28 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الشعراء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 427)
من صــ 64الى صـ 76


[سورة الشعراء (26) : آية 26]
قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)

الإعراب:
(ربّكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ربّ) معطوف بالواو على ربّكم مرفوع..
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو» ربّكم» في محلّ نصب مقول القول.
البلاغة
العموم والخصوص: في قوله تعالى قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ.
ذكر السموات والأرض وما بينهما قد استوعب به الخلائق كلها، ثم ذكرهم وذكر آباءهم بعد ذلك، وذكر المشرق والمغرب، فقد عمم أولا، ثم خصص من العام، لبيان أنفسهم وآبائهم لأن أقرب المنظور فيه من العاقل نفسه ومن ولد منه، وما شاهد وعاين من الدلائل على الصانع، والناقل من هيئة إلى هيئة وحال إلى حال من وقت ميلاده إلى وقت وفاته ثم خصص المشرق والمغرب، لأن طلوع الشمس من أحد الخافقين، وغروبها في الآخر، على تقدير مستقيم في فصول السنة، وحساب مستو، من أظهر ما استدل به ولظهوره انتقل إلى الاحتجاج به خليل الله، عن الاحتجاج بالإحياء والإماتة على نمرود بن كنعان فبهت الذي كفر.

[سورة الشعراء (26) : آية 27]
قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)

الإعراب:
(الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لرسولكم، ونائب الفاعل لفعل (أرسل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليكم) متعلّق ب (أرسل) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ رسولكم ... لمجنون» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أرسل إليكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
[سورة الشعراء (26) : آية 28]
قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)

الإعراب:
مرّ إعراب نظيرها- مفردات وجملا- «1» .
وجملة: «تعقلون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.

[سورة الشعراء (26) : آية 29]
قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)

الإعراب:
(اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اتّخذت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إلها) مفعول به أول منصوب و (غيري) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (اللام) الثانية لام القسم (أجعلنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والكاف مفعول به (من المسجونين) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله أجعلنّك.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن اتّخذت ... » لا محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أجعلنّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الصرف:
(المسجونين) ، جمع المسجون، اسم مفعول من (سجن) الثلاثيّ، وزنه مفعول.

[سورة الشعراء (26) : آية 30]
قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (بشيء) متعلّق ب (جئتك) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب حال والعامل مقدّر هو مقول القول أي أتفعل ذلك بي في حال مجيئي بشيء يبيّن صدق دعواي ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما تقدّم.

[سورة الشعراء (26) : آية 31]
قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (ائت) ، (من الصادقين) خبر كنت.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ائت به ... » جواب شرط مقدّر أي: في محلّ جزم إن كنت صادقا فأت به ... وجملة الشرط في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها تفسيريّة ...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأت به..

[سورة الشعراء (26) : الآيات 32 الى 33]
فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، وفاعل (ألقى) ضمير يعود على موسى عليه السّلام (الفاء) عاطفة (إذا) حرف فجاءة (مبين) نعت لثعبان مرفوع.
جملة: «ألقى عصاه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هي ثعبان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(33) (الواو) عاطفة (للناظرين) متعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هي أي مبهرة «2» .
وجملة: «نزع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هي بيضاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزع.
الفوائد
إذا الفجائية:
مرّ معنا أن «إذا» تكون تفسيرية وظرفية وفجائية.
ونحب هنا أن نؤكّد على إذا الفجائية.
أ- فهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال، والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى: فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى.
وقوله في الآية التي نحن بصددها «فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ» «وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ» .
ب- وتكون جوابا للجزاء، مثلها مثل الفاء. قال الله تعالى وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ.
ج- وقد تسد مسدّ الخبر، نحو «جئتك فإذا أخوك» «التقدير جئتك فإذا أخوك موجود» .

[سورة الشعراء (26) : الآيات 34 الى 35]
قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَماذا تَأْمُرُونَ (35)

الإعراب:
(للملأ) متعلّق ب (قال) (حوله) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من الملأ (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ هذا لساحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
(35) (من أرضكم) متعلّق ب (يخرجكم) ، (بسحره) متعلّق ب (يخرجكم) ، والباء سببيّة (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به مقدّم «3» .
وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع نعت لساحر «4» .
وجملة: يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
وجملة: «تأمرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 36 الى 37]
قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)

الإعراب:
(أرجه) فعل أمر والهاء مفعول به (أخاه) معطوف على الهاء بالواو منصوب وعلامة النصب الألف و (الهاء) مضاف إليه (في المدائن) متعلق ب (ابعث) بتضمينه معنى انشر.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «أرجه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ابعث ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أرجه.
(37) (بكلّ) متعلّق ب (يأتوك) المجزوم بجواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.
وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 38 الى 40]
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (40)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (لميقات) متعلّق بجمع (معلوم) نعت ليوم مجرور.
جملة: «جمع السحرة» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: فبعث الحاشرين فجمع السحرة.
(39) (الواو) عاطفة (للناس) متعلّق ب (قيل) ، (هل) حرف استفهام فيه معنى الحثّ، والترجيّ في (لعلّنا) لمعنى الرغبة في عدم اتّباع موسى (كانوا) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (هم) ضمير فصل «5» .
وجملة: «قيل ... (6)» لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع السحرة.
وجملة: «هل أنتم مجتمعون» في محلّ رفع نائب الفاعل» .
وجملة: «لعلّنا نتّبع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نتّبع ... » في محلّ رفع خبر لعلّنا.
وجملة: «كانوا ... الغالبين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(مجتمعون) ، جمع مجتمع، اسم فاعل من الخماسيّ اجتمع وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة الشعراء (26) : آية 41]
فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (41)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (لفرعون) متعلّق ب (قالوا) (الهمزة) للاستفهام (لنا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (أجرا) اسم إن منصوب (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (نحن) ضمير فصل «7» ، (الغالبين) خبر كنّا منصوب.
جملة: «جاء السحرة..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ لنا لأجرا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: إن كنّا ... الغالبين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
[سورة الشعراء (26) : آية 42]
قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)

الإعراب:
(نعم) حرف جواب لا عمل له (الواو) عاطفة (إذا) حرف جواب (اللام) للتوكيد (من المقرّبين) خبر إنّ.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنكم لمن المقرّبين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة المدلول عليها بحرف الجواب نعم أي: إنّ لكم لأجرا وإنّكم لمن المقرّبين.

[سورة الشعراء (26) : آية 43]
قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)

الإعراب:
(لهم) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف أي ملقونه.
وجملة: «قال لهم موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ألقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنتم ملقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
[سورة الشعراء (26) : الآيات 44 الى 48]
فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ (44) فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (46) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (48)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة، وكذلك (الواو) ، (بعزة) متعلّق بفعل محذوف تقديره نقسم (اللام) للتوكيد.
جملة: ألقوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم موسى «8» .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا «9» .
وجملة: « (نقسم) بعزّة فرعون» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنا لنحن الغالبون» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «نحن الغالبون» في محلّ رفع خبر إنّ.
(45) (الفاء) عاطفة في الموضعين (إذا هي) مر إعرابها «10» ، (ما) موصول مفعول به والعائد محذوف أي يأفكونه.
وجملة: «ألقى موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا ...
وجملة: «هي تلقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
وجملة: «تلقف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) .
وجملة: «يأفكون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(46) (الفاء) عاطفة (السحرة) نائب الفاعل للفعل (ألقي) (ساجدين) حال منصوبة من السحرة وعلامة النصب الياء.
وجملة: «ألقي السحرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى موسى ...
(47- 48) (بربّ) متعلّق ب (آمنّا) ... (ربّ) بدل من ربّ الأول مجرور «11» .
وجملة: «قالوا ... » في محلّ نصب حال من السحرة بتقدير (قد) «12» وجملة: «آمنّا ... » في محل نصب مقول القول.
البلاغة
الاستعارة التبعية: في قوله تعالى فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ.
عبّر عن الخرور بالإلقاء، لأنه ذكر مع الإلقاءات، فسلك به طريق المشاكلة. وفيه أيضا، مع مرعاة المشاكلة، أنهم حين رأوا ما رأوا، لم يتمالكوا أن رموا بأنفسهم إلى الأرض ساجدين، كأنهم أخذوا فطرحوا طرحا. فهناك استعارة تبعية زادت حسنها المشاكلة.
[سورة الشعراء (26) : آية 49]
قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)

الإعراب:
(له) متعلّق ب (آمنتم) بتضمينه معنى استسلمتم وانقدتم (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آمنتم) (لكم) متعلّق ب (آذن) .
والمصدر المؤوّل (أن آذن) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(اللام) المزحلقة للتوكيد (الذي) اسم موصول في محلّ رفع نعت لكبيركم (الفاء) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (سوف) حرف استقبال (من خلاف) متعلّق بحال من الأيدي والأرجل (أجمعين) حال منصوبة «13» .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنتم له ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّه لكبيركم ... » لا محلّ لها تعليليّة..
وجملة: «علّمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لسوف تعلمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أقطّعنّ ... » لا محلّ لها عطف بيان على جملة تعلمون.
وجملة: «أصلّبنّكم ... » لا محلّ لها عطف نسق على جملة أقطّعنّ.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 50 الى 51]
قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)

الإعراب:
(لا) نافية للجنس (ضير) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلى ربّنا) متعلّق ب (منقلبون) ، وخبر لا محذوف تقديره:
علينا- أو في ذلك.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا ضير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّا ... منقلبون» لا محلّ لها تعليليّة.
(51) (أن) حرف مصدريّ ونصب (لنا) متعلّق ب (يغفر) ، (أن) حرف مصدريّ ...
والمصدر المؤوّل (أن يغفر ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (نطمع) ، أي بأن يغفر.
والمصدر المؤوّل (أن كنّا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (يغفر) ، أي لأن كنّا ...
وجملة: «إنّا نطمع ... » لا محلّ لها تعليل ثان أو بدل من جملة التعليل.
وجملة: «نطمع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «كنّا أوّل المؤمنين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
الصرف:
(ضير) ، مصدر سماعيّ لفعل ضاره الأمر يضيره باب ضرب أي أضرّ به، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد
- لا ضير «لا النافية للجنس» :
أ- أقسام اسمها وأحكامه:
ينقسم اسمها إلى ثلاثة أقسام: مفرد، مضاف، شبيه بالمضاف.
1- المفرد: كقوله تعالى ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ. وحكمه: أن يبنى على ما ينصب به «من فتحة أو ياء أو كسرة» نحو: «لا رجل في الدار ولا رجال فيها، ولا رجلين عندنا، ولا مذمومين في المدرسة، ولا مذمومات محبوبات» ويجوز بناء جمع المؤنث السالم على الفتح أيضا.
2- المضاف: يكون معربا منصوبا.
3- الشبيه بالمضاف: حكمه أيضا أن يكون معربا منصوبا.
ملاحظة: ندر حذف اسمها، نحو «لا عليك» أي لا بأس عليك، وكثر حذف خبرها إذا علم، نحو «لا بأس» وقوله تعالى: قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ أي لا ضير علينا، وكذلك هذه الآية التي بين أيدينا.
[سورة الشعراء (26) : آية 52]
وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «14» ، (أسر) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بعبادي) متعلّق ب (أسر) والباء للمصاحبة.
جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «إنّكم متّبعون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
__________
(1) في الآية (24) من هذه السورة.
(2) جاء الخبر كونا خاصّا لأنه مؤكّد لمعنى الخبر الأول.
(3) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر وجملة (ماذا ... ) استئنافيّة، والعائد للموصول محذوف أي تأمرون به، وجملة تأمرون صلة الموصول.
(4) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من ساحر لأنه وصف.
(5) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل في (كانوا) .
(6) لأنها في الأصل جملة مقول القول.
(7) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل في (كنّا) .
(8) في الآية السابقة.
(9) يجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير (قد) فهي في محلّ نصب.
(10) في الآية (32) من هذه السورة. [.....]
(11) أو عطف بيان لأن لفظ (ربّ موسى) أصرح وأوضح من لفظ (ربّ العالمين) ، لأن فرعون كان قد ادّعى الربوبيّة فلو اقتصر عليه لم يكن ذلك صريحا بالربّ الحقّ سبحانه ... قاله ابن هشام.
(12) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.
(13) أو توكيد لضمير الخطاب المنصوب.
(14) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل (أن أسر) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أوحينا) أي بأن أسر.



ابوالوليد المسلم 28-06-2022 05:44 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الشعراء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 428)
من صــ 76الى صـ 89



[سورة الشعراء (26) : الآيات 53 الى 56]
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (53) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في المدائن) متعلّق ب (أرسل) بتضمينه معنى بثّ أو نشر (حاشرين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء.
جملة: «أرسل فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(54) (اللام) للتوكيد (قليلون) نعت لشرذمة تبعه في معناه.
وجملة: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ ... في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والمقدّر في محلّ نصب حال من فرعون: أي: أرسل يقول إنّ هؤلاء ...
(55) (لنا) متعلّق ب (غائظون) «1» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «إنّهم لنا لغائظون» في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هؤلاء ...
(56) (لجميع) مثل لشرذمة (حاذرون) نعت لجميع مرفوع «2» .
وجملة: «إنّا لجميع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هؤلاء ...
الصرف:
(54) شرذمة: اسم بمعنى الطائفة وزنه فعللة بكسر الفاء واللام الأولى وسكون العين.
(55) غائطون: جمع غائط اسم فاعل من غاظه أي أغضبه باب ضرب، وزنه فاعل.
(56) جميع: جاء اللفظ هنا بمعنى الجماعة أو الجمع أو القوم، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، وزنه فعيل.
(حاذرون) ، جمع حاذر، اسم فاعل من (حذر) الثلاثيّ باب فرح بمعنى المستعدّ والمتأهّب، زنة فاعل.
البلاغة
في قوله تعالى إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ.
الشرذمة هي الطائفة أو الجماعة القليلة. وكان يمكن الاكتفاء بها تعبيرا عن القلة، ولكنه وصفها بالقلة القليلة، زيادة في احتقارهم واستصغار شأنهم.
فقد قللهم من أربعة أوجه: عبّر عنهم بالشرذمة وهي تفيد القلة، ثم وصفهم بالقلة، وجمع وصفهم ليعلم أن كل ضرب منهم قليل، واختار جمع السلامة ليفيد القلة وهناك وجه آخر في تقليلهم يكون خامسا: وهو أن جمع الصفة والموصوف منفرد، قد يكون مبالغة في لصوق ذلك الوصف بالموصوف وتناهيه فيه بالنسبة إلى غيره من الموصوفين به، كقولهم: معا زيد جياع، مبالغة في وصفه بالجوع، فكذلك هاهنا جمع قليلا وكان الأصل إفراده فيقال:
لشرذمة قليلة، كما أفرد في قوله «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ» . ليدل بجمعه على تناهيهم في القلة.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 57 الى 58]
فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (من جنّات) متعلّق ب (أخرجناهم) ..
وجملة: «أخرجناهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 59 الى 60]
كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)

الإعراب:
(كذلك) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي إخراجنا كذلك (الواو) عاطفة (بني) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
جملة: « (إخراجنا) كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أورثناها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
(60) (الفاء) عاطفة (مشرقين) حال منصوبة من فاعل أتبعوهم.
وجملة: «أتبعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي فاجتمعوا فأتبعوهم.
[سورة الشعراء (26) : آية 61]
فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (اللام) للتوكيد.
جملة: «تراءى الجمعان ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: «قال أصحاب ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا لمدركون ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(تراءى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تراءي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا ورسمت برسم الياء غير المنقوطة لأنها فوق الرابعة.
(مدركون) ، جمع مدرك اسم مفعول من أدرك الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
[سورة الشعراء (26) : آية 62]
قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)

الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (ربّي) اسم إنّ، وعلامة النصب في الكلمتين (معي، ربّي) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (السين) حرف للمستقبل، و (النون) في (سيهدين) هي نون الوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.
جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «إنّ معي ربّي ... » لا محلّ لها تعليل لمقول القول المقدّر أي: كلّا لن يدركونا.
وجملة: «سيهدين» في محلّ رفع خبر ثان للمشبّه بالفعل «3» .
[سورة الشعراء (26) : الآيات 63 الى 68]
فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «4» ، (بعصاك) متعلّق بفعل اضرب، و (الباء) للاستعانة (الفاء) عاطفة في الموضعين (كالطود) متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «انفلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فضرب فانفلق.
وجملة: «كان كلّ فرق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انفلق.
(64) (الواو) عاطفة (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (أزلفنا) .
وجملة: «أزلفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا.
(65) (الواو) عاطفة في الموضعين (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على موسى (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (أجمعين) حال منصوبة من موسى وقومه «5» ، وعلامة النصب الياء.
وجملة: «أنجينا» ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجينا.
(66) (ثم) حرف عطف.
وجملة: أغرقنا لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجينا.
(67) في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية.
وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما كان أكثرهم مؤمنين.» لا محلّ لها اعتراضيّة.
(68) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان للمبتدأ هو.
وجملة: «إنّ ربك لهو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك ...
وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(63) فرق: اسم بمعنى الطائفة أو المنفلق من الشيء، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الطود) ، اسم جامد ذات للجبل العظيم، وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أطواد.
الفوائد
1- «زيادة الباء في خبر ليس وكان» : تختص ليس وكان بجواز زيادة الباء في خبر كل منهما، وتكثر زيادتها في خبر ليس، وفي خبر ما الحجازية أما كان فلا تزاد في خبرها إلا إذا سبقها نفي أو نهي، نحو قول الشنفري:
وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذا جشع القوم أعجل
2- وصف مصر:
لما استقر عمرو بن العاص على ولاية مصر، كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن صف لي مصر، فكتب إليه:
«ورد كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يسألني عن مصر:
اعلم يا أمير المؤمنين، أن مصر قرية غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخطر وسطها نيل مبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجري فيه الزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر. له أو ان يدرّ حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمدّه عيون الأرض وينابيعها، حتى إذا ما اصلخمّ عجاجه، وتعظمت أمواجه، فاض على جانبيه، فلم يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا في صغار المراكب، وخفاف القوارب، وزوارق كأنهن في المخايل ورق الأصائل فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبيه، كأول ما بدا في جريته، وطما في دركه، فعند ذلك تخرج أهل ملّة محقورة وذمة مخفورة، يحرثون الأرض ويبذرون بها الحب، يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سمعوا من كدهم، فناله منهم بغير جدهم فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذاه من تحت الثرى. فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي ديباجة رقشاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء» إلى آخر تلك الرسالة الممتعة.
وقد شرح المقريزي، في خططه، غوامض هذه الرسالة، شرحا موفيا ومفيدا. فمن شاء فليعد إليها في مظانها من المطولات.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 69 الى 70]
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (69) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (70)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة «6» (عليهم) متعلّق ب (اتل) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل من نبأ بدل اشتمال «7» (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (تعبدون) .
جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب مقول القول.

[سورة الشعراء (26) : آية 71]
قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (71)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (لها) متعلّق بالخبر عاكفين.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نعبد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نظل لها عاكفين..» في محلّ نصب معطوفة على جملة نعبد.
البلاغة
الإطناب: في قوله تعالى قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ.
قوله تعالى «ما تَعْبُدُونَ» سؤال عن المعبود فحسب، فكان القياس أن يقولوا:
أصناما، كقوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ، ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ، ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً ولكنّ هؤلاء قد جاؤوا بقصة أمره كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين، فاشتملت على جواب إبراهيم، ألا تراهم كيف عطفوا على قولهم نعبد «فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ» ، ولم يقتصروا على زيادة نعبد وحده.
ومثاله أن تقول لبعض الشطار: ما تلبس في بلدك؟ فيقول: ألبس البرد الأتحمي (ضرب من البرود) فأجرّ ذيله بين جواري الحي. وإنما قالوا: نظل، لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل، وهذه هي مزية الإطناب، تزيد في اللفظ عن المعنى، لفائدة مقصودة، أو غاية متوخاة، فإذا لم تكن ثمة فائدة في زيادة اللفظ فإنه يكون تطويلا مملا.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 72 الى 73]
قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)

الإعراب:
(هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (يسمعونكم) «8» ، (أو) عاطفة في الموضعين.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسمعونكم ... » في محلّ نصب مقول القول «9» .
وجملة: «تدعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينفعونكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم.
وجملة: «يضرّون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم «10» .
[سورة الشعراء (26) : آية 74]
قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (74)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون «11» .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... ومقول القول مقدّر أي لم نجدها كذلك.
وجملة: «يفعلون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله وجدنا.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 75 الى 82]
قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)
وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتأمّلتم فرأيتم ...
وجملة: «كنتم تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تعبدون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(76) (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير الفاعل في (تعبدون) ، (الواو) (عاطفة (آباؤكم) معطوف على الضمير الفاعل في (تعبدون) .
(77) (الفاء) استئنافيّة «12» ، (لي) متعلّق بنعت لعدو (إلّا) أداة استثناء (ربّ) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع «13» .
وجملة: «إنّهم عدوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول السابق.
(78) (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ العالمين «14» ، والنون في (خلقني) للوقاية وكذلك في الأفعال (يهدين، يطعمني، يسقين، يشفين، يميتني، يحيين) ، (الفاء) عاطفة ... وحذفت الياء من الأفعال للفواصل.
وجملة: «خلقني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «هو يهدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يهدين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
(79) (الواو) عاطفة (الذي) موصول معطوف على الذي الأول، كذلك الموصولان الآتيان..
وجملة: «هو يطعمني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «يطعمني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «يسقين ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطعمني (80) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط ...
وجملة: «مرضت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هو يشفين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يشفين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) الثاني.
(81) وجملة: «يميتني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «يحيين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتني.
(82) (أن) حرف مصدريّ ونصب (لي) متعلّق ب (يغفر) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يغفر) .
وجملة: «أطمع» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الرابع.
وجملة: «يغفر» ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل «أن يغفر ... » في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أطمع) ، أي أطمع بأن يغفر.
البلاغة
1- التعريض: في قوله تعالى: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ.
وإنما قال «عَدُوٌّ لِي» تصويرا للمسألة في نفسه، على معنى: أني فكرت في أمري فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو، فاجتنبتها، وآثرت عبادة من الخير كله منه وأراهم بذك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولا، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا فيقولوا: ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، وما أراد لنا إلا ما أراد لروحه، ليكون أدعى لهم إلى القبول، وأبعث على الاستماع منه. ولو قال: فإنه عدوّ لكم، لم يكن بتلك المثابة ولأنه دخل من باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح، لأنه يتأمّل فيه، فربما قاده التأمل إلى التقبل ومنه ما يحكى عن الشافعي، رضي الله عنه، أن رجلا واجهه بشيء فقال:
لو كنت بحيث أنت، لاحتجت إلى أدب.
2- أسرار حروف العطف: وهنا موضع دقيق المسلك، لطيف المرمى، قلما ينتبه إليه أحد أو يتفطن إليه كاتب، فإن أكثر الناس يضعون حروف العطف في غير مواضعها، فيجرون ب «في» ما ينبغي له أن يجر ب «على» : كما أنهم يعطفون دون أن يتفطنوا إلى سر الحرف الذي عطف به الكلام، فقد قال تعالى:
«وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ» فالأول عطفه بالواو التي هي لمطلق الجمع، وتقديم الإطعام على الإسقاء، والإسقاء على الإطعام، جائز لولا مراعاة حسن النظم، ثم عطف الثاني بالفاء لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما، ثم عطف الثالث بثم لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي.
3- التنكيت: في قوله تعالى وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فإن السر في إضافة المرض إلى نفسه التأدب مع الله تعالى بتخصيصه بنسبة الشفاء الذي هو نعمة ظاهرة إليه تعالى، إذ أسند إلى الله أفعال الخير كلها وأسند فعل الشر إلى نفسه، وللاشارة إلى أن كثيرا من الأمراض تحدث بتفريط الإنسان في مأكله ومشربه وغير ذلك.
الفوائد
مراعاة الفواصل:
في قوله تعالى: يَهْدِينِ، ويَسْقِينِ، ويَشْفِينِ، ويُحْيِينِ» وجميع هذه الآيات حذفت فيها ياء المتكلم، مراعاة للنسق اللفظي في سائر آيات السورة. وهذا المقام ليس الوحيد الذي تراعى فيه الفواصل والجرس الموسيقي للنظم القرآني. ففي القرآن مواطن كثيرة، قد أخذت بهذا الاتجاه الذي ليس له غاية سوى التأثير في أذهان السامعين، وخصوصا المعاندين من مشركي قريش.
وقد حصل هذا التأثير في مواطن كثيرة كما يروي لنا التاريخ ... !
__________
(1) أو (اللام) للتقوية زائدة، وضمير المتكلّم في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل غائظون.
(2) أو خبر إن ثان مرفوع.
(3) أو هي الخبر فقط، والظرف قبلها (معي) متعلّق بحال من ربّي ... يجوز أن تكون الجملة حالا من ربّي، والعامل في الحال معنى التوكيد في إنّ.
(4) تقدّمها فعل فيه معنى القول دون حروفه وهو أوحينا.. ويجوز أن يكون الحرف مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلّق ب (أوحينا) ، أي بأن اضرب.
(5) أو توكيد معنوي لموسى وقومه منصوب.
(6) المعربون يجعلونها عاطفة تعطف جملة (اتل) على الجملة المقدّرة التي تعلّق بها (إذ) في قوله: إذ نادى ربّك موسى ... الآية (10) ، وفي هذا ما فيه من التكلّف.
(7) أو متعلّق بالمصدر نبأ.
(8) الأفعال (يسمعون، تدعون، ينفعون، يضرّون) هي مضارعة لفظا ماضية معنى.
(9) في الكلام تقدير مضاف أي: هل يسمعون دعاءكم، أو جملة مقدّرة حاليّة أي:
هل يسمعنكم تدعون.
(10) حذف المفعول من فعل يضرّون للفاصلة أي يضرّونكم. [.....]
(11) أو متعلّق ب (يفعلون) .
(12) أو تعليليّة إذا أوّل فعل الرؤية بمعنى أخبروني أي أخبروني عمّا تعبدون هل هم حقيقي بالعبادة فإنّهم عدوّ ...
(13) أو المتّصل بحسب تأويل اعتقادهم بالمعبود إن كان الله من بين ما يعبدون أو لا.
(14) أو مبتدأ خبره جملة هو يهدين بزيادة الفاء ... أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.


ابوالوليد المسلم 28-06-2022 05:59 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الشعراء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 429)
من صــ 89الى صـ 102



[سورة الشعراء (26) : الآيات 83 الى 89]
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله هب (الواو) عاطفة (بالصالحين) متعلّق ب (ألحقني) .
جملة: «ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هب لي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ألحقني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هب ...
(84) (الواو) عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اجعل (في الآخرين) متعلّق بنعت للسان- أو بحال منه-.
وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(85) (الواو) عاطفة (من ورثة) متعلق بمفعول به ثان لفعل اجعلني ...
وجملة: «اجعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(86) (الواو) عاطفة (لأبي) متعلّق ب (اغفر) ، (من الضالّين) متعلّق بخبر كان.
وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّه كان من الضالّين ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان من الضالّين..» في محلّ رفع خبر إنّ.
(87) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تخزني) حذف حرف العلّة.. و (النون) للوقاية (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخزني) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل ...
وجملة: «لا تخزني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(88) (يوم) الثاني بدل من الظرف الأول منصوب (لا) نافية و (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (بنون) معطوف بالواو على مال مرفوع، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر.
وجملة: «لا ينفع مال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(89) (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «1» ، (بقلب) متعلّق بمحذوف حال من فاعل أتى.
وجملة: «أتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(85) ورثة: جمع وارث، اسم فاعل من الثلاثيّ ورث، وزنه فاعل، ووزن ورثة فعلة بفتحتين.
(89) سليم: صفة مشبّهة من الثلاثي سلم باب فرح، وزنه فعيل.
البلاغة
1- التقديم: في قوله تعالى رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
فقد استوهب الحكم أولا، ثم طلب الإلحاق بالصالحين، والسر فيه دقيق جدا، ذلك أن القوة النظرية مقدمة على القوة العملية، لأنه يمكنه أن يعلم الحق وإن لم يعمل به، وعكسه غير ممكن، لأن العلم صفة الروح والعمل صفة البدن، وكما أن الروح أشرف من البدن، كذلك العلم أفضل من الصلاح.
2- المجاز: في قوله تعالى وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
فاللسان مجاز عن الذكر بعلاقة السببية، واللام للنفع، ومنه يستفاد الوصف بالجميل.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 90 الى 93]
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة «2» ، (الجنّة) نائب الفاعل مرفوع (للمتّقين) متعلّق ب (أزلفت) .
جملة: «أزلفت الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(91) (الواو) عاطفة (الجحيم للغاوين) مثل الجنّة للمتّقين.
وجملة: «برّزت الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت.
(92) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، والعائد محذوف أي تعبدونها ...
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت.
وجملة: «أين ما كنتم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» .
وجملة: «كنتم تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تعبدون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
(93) (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر (هل) حرف استفهام للإنكار والاستهزاء (أو) حرف عطف.
وجملة: «ينصرونكم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ينتصرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصرونكم.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 94 الى 95]
فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، والواو في (كبكبوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (كبكبوا) بتضمينه معنى ألقوا على وجوههم (هم) ضمير في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (الغاوون) معطوف على الضمير نائب الفاعل، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «كبكبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(95) (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (أجمعون) توكيد للألفاظ المتعاطفة مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
البلاغة
قوة اللفظ لقوة المعنى: في قوله تعالى فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ.
وهذا مما انفرد به ابن جني في كتاب «الخصائص» فإن الكبكبة تكرير الكب.
جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقرّ في قعرها.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 96 الى 102]
قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (98) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (100)
وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)

الإعراب:
(الواو) حاليّة (فيها) متعلّق ب (يختصمون) .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم فيها يختصمون» في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
(97) (التاء) تاء القسم (الله) لفظ الجلالة مجرور ب (التاء) متعلّق بفعل أقسم مقدرا (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة، (اللام) هي الفارقة «4» ، (في ضلال) متعلّق بخبر كنّا.
وجملة: « (أقسم) بالله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كنّا لفي ضلال ... » لا محلّ لها جواب القسم.
(98) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به خبر كنّا «5» ، (بربّ) متعلّق ب (نسوّيكم) .
وجملة: «نسوّيكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(99) (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (المجرمون) فاعل أضلّنا مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «ما أضلّنا إلّا المجرمون» لا محلّ لها اعتراضيّة.
(100) (الفاء) عاطفة (ما) نافية (لنا) متعلّق بخبر مقدّم (شافعين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «ما لنا من شافعين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(101- 102) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (صديق) معطوف على شافعين، مجرور مثله لفظا. (الفاء) استئنافيّة (لو) حرف تمنّ (لنا) متعلّق بخبر أنّ (كرّة) اسم أنّ مؤخّر منصوب (الفاء) فاء السببيّة (نكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من المؤمنين) خبر نكون.
والمصدر المؤوّل (أنّ لنا كرّة) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي لو رجوعنا حاصل.
والمصدر المؤوّل (أن نكون ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر كرّة أي: ليت لنا رجوعا فكوننا مؤمنين.
وجملة: «لو رجوعنا (حاصل) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «نكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(شافعين) ، جمع شافع اسم فاعل من (شفع) الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(حميم) ، صفة مشبّهة من حمّ الأمر فلانا بمعنى أهمه باب نصر، والحميم القريب الذي تهتمّ بأمره أو الصديق، وزنه فعيل.
البلاغة
الإيضاح: في قوله تعالى وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ.
والإيضاح: هو أن يذكر المتكلم كلاما، في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، ومعاني النفس دون الفنون. وهو هنا في قوله تعالى: وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فإن الصديق الموصوف بصفة حميم هو الذي يفوق القرابة ويربو عليه، وهو أن يكون حميما، فالحميم من الاحتمام، وهو الاهتمام، أي يهمه أمرنا ويهمنا أمره. وقيل من الحامة وهي الخاصة من قولهم حامة فلان أي خاصته.
الفوائد
1- تقدم الكلام على حرفي الجر «الواو والتاء» واختصاصهما بالقسم، وأن التاء مختصة بلفظ الجلالة، ونحب الآن أن نشير إلى هاتين الفائدتين:
الأولى أن أحرف الجر تنقسم إلى ثلاثة أقسام: «أصلي، وزائد، وشبيه بالزائد» أ- الأصلي: هو ما يحتاج إلى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا إعرابا.
ب- الزائد: ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلق.
ج- الشبيه بالزائد: هو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى إلا أنه لا يحتاج إلى تعليق، وهو خمسة أحرف: «رب وخلا وعدا وحاشا ولعلّ» .
2- يجر الاسم في ثلاثة مواضع:
أ- أن يقع بعد حرف جر.
ب- أن يكون مضافا إليه.
ج- أن يكون تابعا لمجرور.
ولكل من هذه المواضع الثلاثة تفصيلات نتعرض لها في مناسباتها.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 103 الى 104]
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)

الإعراب:
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (وما كان ... الرحيم) مرّ إعرابها «6» .
جملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما كان أكثرهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إنّ ربّك لهو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك ...
وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 105 الى 110]
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (109)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)

الإعراب:
أنّث الفعل في (كذّبت) باعتبار معنى الفاعل وهو الجماعة أو الأمة لا لفظه بينما روعي لفظ القوم في قوله أخوهم.
جملة: «كذّبت قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(106) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (كذّبت) ، (لهم) متعلّق ب (قال) ، (نوح) عطف بيان ل (أخوهم) مرفوع (ألا) أداة عرض.
وجملة: «قال لهم أخوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ألّا تتّقون..» في محلّ نصب مقول القول.
(107) (لكم) متعلّق برسول بمعنى مرسل.
وجملة: «إنّي لكم رسول ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(108) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، و (النون) في (أطيعون) هي للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة.
وجملة: «اتّقوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقتموني فاتّقوا الله «7» .
وجملة: «أطيعون ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله.
(109) (الواو) عاطفة (ما) نافية (عليه) متعلّق بأجر بحذف مضاف أي على تبليغه (أجر) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله أسألكم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (على ربّ) متعلّق بخبر المبتدأ أجري.
وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إن أجري إلّا على ربّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(110) (فاتّقوا الله وأطيعون) مثل الأولى مفردات وجملا «8» .
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ التكرر هنا للتأكيد والتنبيه على أن كلا منهما مستقل في إيجاب التقوى والطاعة فكيف إذا اجتمعا.
[سورة الشعراء (26) : آية 111]
قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (لك) متعلّق ب (نؤمن) ، (الواو) واو الحال ...
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنؤمن لك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّبعك الأرذلون ... » في محلّ نصب حال.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 112 الى 115]
قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (علمي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. و (الياء) مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ «9» ...
والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بالمصدر علمي.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما علمي ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أهم كذلك وما علمي ... ؟
جملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(113) (إن) نافية (إلّا) للحصر (على ربّي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ حسابهم (لو) حرف شرط غير جازم ...
وجملة: «إن حسابهم إلّا على ربّي» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تشعرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لعلمتم أنّ حسابهم على ربّي.
(114) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (طارد) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «ما أنا بطارد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن حسابهم ...
(115) (إن) حرف نفي (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: «إن أنا إلّا نذير» لا محلّ لها تعليليّة.

[سورة الشعراء (26) : آية 116]
قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)

الإعراب:
(اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تنته) مضارع مجزوم فعل الشرط، (اللام) لام القسم (تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من المرجومين) متعلّق بخبر تكوننّ.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم تنته ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة النداء: «يا نوح» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الصرف:
(تنته) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم ...
وزنه تفتع.
(المرجومين) ، جمع المرجوم اسم مفعول من الثلاثيّ رجم، وزنه مفعول.
الفوائد
في هذه الآية اجتمع القسم والشرط، والسابق القسم وبما أن القاعدة تقول إذا اجتمع شرط وقسم وكان الجواب واحدا فيعتبر الجواب للأسبق منهما، ويحذف جواب المتأخر، ويقدر مفسرا بالأول (إذن لتكونن جوابا للقسم) قال ابن مالك في ألفيته:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخرت فهو ملتزم
[سورة الشعراء (26) : الآيات 117 الى 118]
قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب، حذفت منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ...
و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (كذّبون) للوقاية، جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة، و (الياء) مفعول به.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: «ربّ وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «10» .
وجملة: «إنّ قومي كذّبون ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كذّبون» في محلّ رفع خبر إنّ.
(118) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «11» ، (بيني) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (افتح) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المضاف إليه (بينهم) معطوف على بيني بالواو ومتعلّق بما تعلّق به (فتحا)مفعول مطلق منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (نجّني) للوقاية (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم مفعول نجنّي (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (من المؤمنين) متعلّق بحال من العائد المقدّر في الصلة «12» .
وجملة: «افتح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «13» .
وجملة: «نجّني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة افتح.
الصرف:
(نجّني) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه ينجّي، فلمّا انتقل إلى الأمر بني على حذف الياء، وزنه فعنّي.
__________

(1) المستثنى منه مقدّر في الآية السابقة أي: يوم لا ينفع مال ... أحدا إلّا من أتى ... ويجوز أن يكون منقطعا والمستثنى منه مال وبنون ... وبعض المعربين يجعل (إلّا) بمعنى لكن، و (من) بعدها مبتدأ خبره محذوف تقديره: ينفعه ذلك ... هذا وفعل (أتى) جاء ماضيا لفظا ومضارعا معنى، وكذلك الأفعال أزلفت، برّزت، كبكبوا، قالوا ... الآتية ...
(2) أو عاطفة تعطف جملة أزلفت على جملة لا ينفع ... في محلّ جرّ.
(3) هي في الأصل مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.
(4) وهي عوض من لام القسم الواجبة في خبر إنّ.
(5) لم يتعلّق بالمصدر ضلال لأنه وصف قبل أن يعمل ... وبعضهم يجيز التعليق، وبعضهم يقدّر فعلا محذوفا أي ضللنا إذ نسوّيكم، وبعضهم يعلّقه بمبين أي كنّا في غاية الضلال الفاحش وقت تسويتنا إيّاكم برب ...
(6) انظر الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
(7) وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
(8) في الآية- 108- من هذه السورة.
(9) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالمصدر علمي، والعائد محذوف أي يعملونه.
(10) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها سيقت للاسترحام ... وجملة انّ قومي ... مقول القول في محلّ نصب. [.....]
(11) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
(12) أو هو تمييز للموصول (من) .
(13) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردت إعانتي فافتح ...


ابوالوليد المسلم 28-06-2022 06:15 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الشعراء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 430)
من صــ 102الى صـ 115




[سورة الشعراء (26) : الآيات 119 الى 120]
فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (120)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب مفعول أنجينا (معه) مثل السابق «1» ، (في الفلك) متعلّق بالصلة المحذوفة «2» .
جملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ربّ ... «3» .
(120) (ثمّ) حرف عطف (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (أغرقنا) ...
وجملة: «أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
الصرف:
(المشحون) ، اسم مفعول من الثلاثيّ شحن، وزنه مفعول.
(الباقين) ، جمع الباقي، اسم فاعل من (بقي) الثلاثيّ، ووزن الباقين الفاعين، فيه إعلال بالحذف أصله الباقيين- بياءين- التقي ساكنان حذفت إحداهما وهي لام الكلمة.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 121 الى 122]
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)

الإعراب:
مرّ إعراب الآيتين مفردات وجملا «4» .
[سورة الشعراء (26) : الآيات 123 الى 135]
كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (127)
أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (132)
أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)

الإعراب:
(كذّبت عاد ... ربّ العالمين) آيات مرّ إعرابها، مفردات وجملا «5» .
(128) (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (بكلّ) متعلّق ب (تبنون) .
وجملة: «تبنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعبثون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تبنون «6» .
(129) (الواو) عاطفة، و (تتّخذون) متعدّ لواحد بمعنى تبنون، وفي معنى (لعلّكم) خلاف بين المفسّرين.
وجملة: «تتّخذون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبنون.
وجملة: «لعلّكم تخلدون ... » لا محلّ لها في حكم التعليل «7» .
وجملة: «تخلدون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
(130) (الواو) عاطفة (جبّارين) حال منصوبة من فاعل بطشتم.
وجملة: «بطشتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بطشتم (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(131) (فاتّقوا الله وأطيعون) مرّ إعرابها «8» مفردات وجملا.
(132) (الواو) عاطفة (بما) متعلّق ب (أمدّكم) ، والعائد محذوف.
وجملة: «اتّقوا الذي.» في محلّ جزم معطوفة على جملة اتّقوا الله.
وجملة: «أمدّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(133- 134) (بأنعام) متعلّق ب (أمدّكم) الثاني (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة.
وجملة: «أمدّكم (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة أمدّكم الأولى (135) (عليكم) متعلّق ب (أخاف) .
وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(128) تبنون: فيه إعلال بالحذف أصله تبنيون- بياء بعد النون- استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الفاعل فأصبح تبنون، وزنه تفعون.
(ريع) ، جمع ريعة وهو المكان المرتفع أو الطريق المنفرج في الجبل، وزنه فعل بكسر فسكون.
(129) مصانع: جمع مصنعة وهو الحوض أو البركة، وزنه مفعلة بفتح الميم أو ضمّها وفتح اللام أو ضمّها وهو من نوع اسم المكان ...
ووزن مصانع مفاعل بفتح الميم وكسر العين ... والمصانع أيضا الحصون.
الفوائد
1- إذ قال لهم أخوهم هود:
في قوله تعالى: أخوهم هود لفتة كريمة، تشير إلى أن الرسول أو النبي يكون من أوساط القوم المرسل إليهم، فليس هو جبارا من جبابرتهم، ولا هو ملك من ملائكة السماء، وإنما هو عبد من عباد الله، قد اختاره لتأدية رسالته لفئة من خلقه، فهو يشاركهم في سائر شؤونهم البشرية، ويختص بالوحي ينزل عليه ويؤمر بتبليغه، فهو أخوهم على كل حال.
2- عند ما يكون البدل اسما والمبدل منه اسم استفهام أو اسم شرط، وجب أن يسبق البدل همزة الاستفهام أو «إن» الشرطية، نحو: كم رجالك أعشرون أم ثلاثون.
ويسميه النحاة بدل تفصيل. وهو ينحصر في البدل المطابق، نحو من جاءك أزيد أم عمرو، ونحو:
«من يجتهد إن علي أو خالد فأكرمه» فمن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ، والجملة بعده خبره، وإن حرف شرط لا عمل لها هنا، لأنه أتي بها لإيضاح المعنى وليس للعمل، وعلي بدل من الضمير المستتر في يجتهد، وخالد معطوف على علي، وجملة فأكرمه في محل جزم جواب الشرط.
ونحو: حيثما تنتظر في المدرسة وإن في الدار أو إفك فتبصّر وأرجو لك الهداية إلى الصواب.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 136 الى 138]
قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (136) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)

الإعراب:
(سواء) خبر مقدّم مرفوع (علينا) متعلّق بسواء «9» ، (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الواعظين) متعلّق بمحذوف خبر تكن.
والمصدر المؤوّل (أوعظت ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر أي:
وعظك سواء علينا أم عدم وعظك.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (وعظك) سواء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «وعظت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة) .
وجملة: «لم تكن من الواعظين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعظت.
(137) (إن) حرف نفي (إلّا) أداة حصر (خلق) خبر المبتدأ هذا ...
لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «إن هذا إلّا خلق ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(138) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجّر الياء.
وجملة: «ما نحن بمعذّبين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(الواعظين) : جمع الواعظ، اسم فاعل من الثلاثيّ وعظ باب ضرب، وزنه فاعل.
(خلق) : اسم بمعنى طبيعة المرء وشيمته، وزنه فعل بضمّتين.
(معذّبين) : جمع معذّب، اسم مفعول من الرباعيّ عذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 139 الى 140]
فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة (إنّ في ذلك ...
العزيز الرحيم) مرّ إعرابها «10» .
جملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهلكناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذبوه.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 141 الى 152]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (145)
أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)
وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)

الإعراب:
(كذّبت ثمود ... ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها «11» مفردات وجملا.
(146) (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ، و (الواو) في (تتركون) نائب الفاعل (في ما) متعلّق ب (تتركون) ، (هاهنا) اسم إشارة مبنيّ، مسبوق بحرف التنبيه، في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف صلة ما (آمنين) حال منصوبة من نائب الفاعل.
وجملة: «تتركون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
(147) (في جنّات) متعلّق بما تعلّق به الموصول ما، لأنه بدل منه بإعادة الجارّ.
(148) وجملة: «طلعها هضيم ... » في محلّ جرّ نعت لنخل.
(149) (من الجبال) متعلّق ب (تنحتون) بتضمينه معنى تتّخذون «12» ، (فارهين) حال منصوبة من فاعل تنحتون.
وجملة: تنحتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تتركون.
(150) (فاتّقوا الله وأطيعون) مرّ إعرابها «13» ، مفردات وجملا ...
(151) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطيعوا) حذف النون ... والواو فاعل.
وجملة: «لا تطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
(152) (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمسرفين (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون) «14» ، (لا) نافية.
وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يصلحون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(148) هضيم: صفة مشتقّة من الثلاثّي هضم باب فرح أي رقّ ولان، وزنه فعيل بمعنى مفعول.
(149) فارهين: جمع فاره من الثلاثيّ فره بمعنى حذق ومهر باب كرم، اسم فاعل وزنه فاعل.
البلاغة
1- المجاز: في قوله تعالى وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ.
نسبة الإطاعة إلى الأمر مجاز، وهي للأمر حقيقة، وفي ذلك من المبالغة ما لا يخفى ويجوز أن تكون الاطاعة مستعارة للامتثال، لما بينهما من الشبه في الإفضاء إلى فعل ما أمر به، أو مجازا مرسلا عنه للزومه له.
الإرداف: في قوله تعالى الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.
لما كان «يفسدون» لا ينافي إصلاحهم أحيانا أردف بقوله تعالى وَلا يُصْلِحُونَ لبيان كمال إفسادهم وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 153 الى 154]
قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (من المسحّرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنت.
جملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنت من المسحّرين ... » في محلّ نصب مقول القول.
(154) (ما) نافيّة (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع «15» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بآية) متعلّق ب (ائت) (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت.
وجملة: «ما أنت إلّا بشر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «16» .
وجملة: «ائت ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا فأت بآية.
وجملة: «إن كنت من الصادقين» لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(المسحّرين) ، جمع المسحّر، اسم مفعول من الرباعيّ سحّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 155 الى 156]
قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)

الإعراب:
(لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (شرب) الأول (الواو) عاطفة (لكم) مثل لها والمبتدأ (شرب) الثاني.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هذه ناقة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لها شرب ... » في محلّ رفع نعت لناقة.
وجملة: «لكم شرب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لها شرب «17» .
(156) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (بسوء) متعلّق ب (تمسّوها) بمعنى تنالوها (الفاء) فاء السببيّة (يأخذكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة، (عذاب) الفاعل ...
وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: لا تزاحموها في وقت شربها ولا تمسّوها ...
الصرف:
(شرب) ، اسم للماء المشروب، أو لنصيب منه، وزنه فعل بكسر فسكون.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 157 الى 159]
فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة.
جملة: «عقروها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(158- 159) (الفاء) عاطفة (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما «18» مفردات وجملا.
وجملة: «أخذهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الفوائد
- قصة ناقة صالح وعقرها:
ذكر القرطبي ما يلي:
أوحى الله إلى صالح، أن قومك سيعقرون ناقتك، فقال لهم ذلك، فقالوا: ما كنا لنفعل، فقال لهم صالح: إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها، ويكون هلاككم على يديه، فقالوا: لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه، فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر، فذبحوا أبناءهم، ثم ولد للعاشر، فأبى أن يذبح ابنه، وكان لم يولد له من قبل، فكان ابن العاشر أزرق أحمر، فنبت نباتا سريعا، فكان إذا مرّ بالتسعة قالوا: لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا قبل هذا. وغضب التسعة على صالح، لأنه كان سببا لقتلهم أبناءهم، فتعصبوا، أو تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله، فقالوا: نخرج إلى سفر، فيرى الناس سفرنا، فنكون في غار، حتى إذا كان الليل، وخرج صالح إلى مسجده، أتيناه فقتلناه، ثم قلنا:ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون، فيصدقوننا ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر، وكان صالح لا ينام معهم في القرية، بل كان ينام في المسجد، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم.
فلما دخلوا الغار أرادوا أن يخرجوا، فسقط عليهم الغار فقتلهم، فرأى ذلك الناس ممن كان قد اطلع على ذلك، فصاحوا في القرية: يا عباد الله، أما رضي صالح أن أمر بقتلهم أولادهم حتى قتلهم، فاجتمع أهل القرية على عقر الناقة.
وروي أن مسطعا، ألجأ الناقة إلى مضيق في شعب، فرماها بسهم، فأصاب رجلها فسقطت، ثم ضربها قدار، وقيل: إنه قال لا أعقرها حتى يرضوا أجمعين، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون: أترضين؟ فتقول: نعم، وكذلك صبيانهم.
ولذلك ضرب ب «قدار» المثل في الشؤم. وفي ذلك يقول زهير:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ... وتضر إذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثفالها ... وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
أي أنها تلدكم أبناء، كل واحد منهم يضاهي في الشؤم عاقر الناقة قدار بن سالف. وكان من حق زهير أن يقول: كأحمر ثمود ولكنه قال: كأحمر عاد. وبذلك جانبه الصواب، وجلّ من لا يخطئ.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 160 الى 166]
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (164)
أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (166)

الإعراب:
(كذّبت قوم لوط ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها «19» مفردات وجملا ...
(165) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التقريعيّ (من العالمين) متعلّق بحال من الذكران ...
وجملة: «تأتون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(166) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لكم) متعلّق ب (خلق) ، (من أزواجكم) متعلّق بحال من العائد المقدّر «20» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (قوم) خبر مرفوع (عادون) نعت لقوم مرفوع ...
وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة تأتون.
وجملة: «خلق لكم ربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
الصرف:
(165) الذكران: جمع الذكر، اسم لما هو ضدّ الأنثى، وزنه فعل بفتحتين، ووزن الذكران فعلان بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي ذكور بضمّ الذال وذكارة بكسر الذال.
(166) عادون: فيه إعلال بالحذف أصله عاديون- بياء قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال قبلها ... ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح عادون زنة فاعون (173- البقرة) .
البلاغة
الإبهام: في قوله تعالى ما خَلَقَ لَكُمْ.
وقد أراد به أقبالهنّ، وفي ذلك مراعاة للحشمة والتصون. و «من» تحتمل البيان، وتحتمل التبعيض.
__________
(1) في الآية السابقة (118) .
(2) أو متعلّق بحال من الضمير المفعول في (أنجيناه) وما عطف عليه.
(3) في الآية (117) من هذه السورة.
(4) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
(5) في الآيات (105- 109) من هذه السورة.
(6) أو في محلّ نصب نعت لآية، والرابط مقدّر أي تعبثون بها.
(7) يجوز أن تكون الجملة حالا بمعنى راجين الخلود.
(8) في الآية (108) من هذه السورة.
(9) أو بمحذوف نعت لسواء.
(10) مفردات وجملا، في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
(11) في الآيات (105- 109) من هذه السورة. [.....]
(12) أو (من) بمعنى في.
(13) في الآية (108) من السورة.
(14) أو متعلق بحال من فاعل يفسدون.
(15) (مثلنا) لم يزد بالإضافة تعريفا.
(16) أو بدل من جملة مقول القول.
(17) والرابط مقدّر أي لكم شرب من دونها ... ويجوز أن تكون الجملة استئنافيّة من غير الرابط، أو اعتراضيّة.
(18) في الآيتين (67، 68) ، من هذه السورة.
(19) في الآيات (105- 109) ، من هذه السورة.
(20) أو تمييز للموصول (ما) .


ابوالوليد المسلم 28-06-2022 06:35 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الشعراء
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 431)
من صــ 115الى صـ 129




[سورة الشعراء (26) : آية 167]
قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)

الإعراب:
مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «1» .

[سورة الشعراء (26) : الآيات 168 الى 169]
قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)

الإعراب:
(لعملكم) متعلّق بالقالين «2» ، (من القالين) خبر إنّ ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّي ... من القالين» في محلّ نصب مقول القول.
(169) (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (نجّني) نون الوقاية (أهلي) معطوف على الضمير الياء في (نجّني) بالواو، منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ «3» .
والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (نجّني) .
وجملة: «ربّ» ... لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «نجّني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(القالين) ، جمع القالي، اسم فاعل من الثلاثيّ قلى- أي أبغض- وفي (القالين) إعلال بالحذف أصله القاليين- بياءين ساكنتين- حذفت إحداهما- لام الكلمة- وبقيت علامة الإعراب، وزنه الفاعين.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 170 الى 175]
فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أهله) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه) بالواو، منصوب (أجمعين) توكيد منصوب «4» ، وعلامة النصب الياء.
جملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(171) (إلّا) أداة استثناء (عجوزا) منصوب على الاستثناء (في الغابرين) متعلق بنعت ل (عجوزا) .
(172) وجملة: «دمّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(173) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا) ، (مطرا) مفعول به منصوب «5» ، (الفاء) عاطفة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذّم (مطر) فاعل فعل الذّم مرفوع ... والمخصوص بالذم محذوف تقديره مطرهم.
وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمّرنا.
وجملة: «ساء مطر المنذرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمطرنا.
(174- 175) (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما «6»
الفوائد
- فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ:
أشرنا فيما سبق إلى أن أفعال المدح ثلاثة: نعم، وحبّ، وحبذا.
وأن أفعال الذم ثلاثة أيضا، وهي:
بئس، وساء، ولا حبذا.
ونزيد على ذلك أن جمل هذه الأفعال إنشائية وليست خبرية. وهذه الأفعال لا تتصرف، لأنها لا تتضمن معنى الحدث الذي يلازم التصرف.
- ملاحظة: حبذا: فعل مركب من «حبّ» و «ذا» اسم إشارة.
- ملاحظة ثانية: يتقدم التمييز على المخصوص بالذم نحو:
ألا حبذا قوما سليم فإنهم ... وفوا وتواصوا بالإعانة والصبر
ويجوز تأخيره عن نحو:
حبذا الصبر شيمة لامرئ رام ... مباراة مولع بالمغاني
- ملاحظة ثالثة: «ذا» الكائنة في «حبذا» تلتزم الإفراد والتذكير وإن كان المخصوص غير ذلك، ويجب أن نراعي في تمييز هذا الباب خمسة أمور: للإيجاز نحيلك على المطولات من كتب النحو.
ويمكن أن نقدر التمييز في الآية التي نحن بصددها فنقول «ساء مطرا مطر المنذرين» ويمكن غير ذلك. فتأمل واختر ...
[سورة الشعراء (26) : الآيات 176 الى 184]
كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (180)
أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)

الإعراب:
(كذّب أصحاب ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «7» .
(181) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (من المخسرين) متعلّق بخبر تكونوا.
وجملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «8» .
وجملة: «لا تكونوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة أوفوا ...
(182) (الواو) عاطفة (بالقسطاس) متعلّق بحال من فاعل زنوا أي متلبسين بالقسطاس.
وجملة: «زنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا..
(183) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب (لا تعثوا) مثل لا تبخسوا (في الأرض) متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال منصوبة مؤكّدة لمعنى عاملها.
وجملة: «لا تبخسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا ...
وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا ...
(184) (الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (الجبلّة) معطوف بالواو، على ضمير الخطاب المفعول منصوب، (الأولين) نعت للجبلّة منصوب مثله وعلامة النصب الياء.
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على أوفوا ...
وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
الصرف:
(المخسرين) ، جمع المخسر، اسم فاعل من الرباعيّ أخسر، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(الجبلّة) ، اسم بمعنى الخلائق والأمم مأخوذ من الجبل لشدّتهم، وزنه فعلّة بكسر الفاء والعين وفتح اللام المشدّدة، وثمّة لغات أخرى في لفظها.
الفوائد
الأيكة فيها قراءتان:
أ- الأيكة: وهي الشجر الملتف أو الغيضة.
ب- ليكة: وهي اسم القرية التي سكنها قوم شعيب.
وعلى ذلك الأيكة التي هي الغيضة أو الشجر الملتف بعضه على بعض نذكر بعض ما قاله الشعراء: في الأيك وحمامه الصادح على أفنانه. قال أحدهم:
أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر عنها إنني لصبور
وأنشد الرياشي لأحدهم:
دعوت فوق أفنان من الأيك موهنا ... مطوقة ورقاء في إثر آلف
فهاجت عقابيل الهوى إذ ترنمت ... وشبت ضرام الشوق تحت الشراسف
بكت بجفون دمعها غير ذارف ... وأغرت جفوني بالدموع الذوارف
وقال عوف بن محلّم:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك ميّاد ففيم تنوح
أفق لا تنح من غير شيء فإنني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطت غربة دار زينب ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح
[سورة الشعراء (26) : الآيات 185 الى 187]
قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)

الإعراب:
(قالوا إنّما ... المسحّرين) مرّ إعرابها مفردات وجملا «9» ، (ما أنت ... مثلنا) مرّ إعرابها «10» . (إن) مخففة من الثقيلة مهملة «11» ، (اللام) هي الفارقة (من الكاذبين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نظنّك.
وجملة: «إن نظنّك لمن الكاذبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(187) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (علينا) متعلّق ب (أسقط) ، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا) ، (إن كنت من الصادقين) مرّ إعرابها «12» .
وجملة: «أسقط ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
إن كنت صادقا فأسقط.
وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها تفسيريّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
[سورة الشعراء (26) : آية 188]
قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (188)

الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ «13» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
[سورة الشعراء (26) : الآيات 189 الى 191]
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على عذاب يوم الظلّة ...
وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أخذهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّه كان عذاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما مفردات وجملا «14» .
[سورة الشعراء (26) : الآيات 192 الى 199]
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) هي المزحلقة للتوكيد ...
والضمير في (إنّه) يعود على القرآن الكريم.
جملة: «إنّه لتنزيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(193) (به) متعلّق بحال من الروح أي متلبّسا به، والعامل فيها نزل ...
وجملة: «نزل به الروح ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «15» .
(194- 195) (على قلبك) متعلّق ب (نزل) ، (اللام) تعليليّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المنذرين) متعلّق بخبر تكون (بلسان) متعلّق ب (نزل) «16» ، (مبين) نعت ثان للسان مجرور.
والمصدر المؤوّل أن تكون في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزل) .
وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(196) (الواو) عاطفة (اللام) مزحلقة للتوكيد (في زبر) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «إنّه لفي زبر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتنزيل ...
(197) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من آية (آية) خبر يكن منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن يعلمه علماء ... ) في محلّ رفع اسم يكن.
وجملة: «لم يكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لفي زبر.
وجملة: «يعلمه علماء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
(198) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع- (على بعض) متعلّق ب (نزّلناه) ...
وجملة: «لو نزّلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن لهم آية.
(199) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرأه) ، (ما) نافية (به) متعلّق بمؤمنين الخبر.
وجملة: «قرأه عليهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزّلناه.
وجملة: «ما كانوا به مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) .
الصرف:
(192) تنزيل: مصدر بمعنى اسم المفعول أي المنزل، وزنه تفعيل.
(195) عربيّ: اسم منسوب إلى عرب- اسم جنس جمعيّ- وزنه فعليّ بفتح الفاء والعين.
(198) الأعجمين: جمع الأعجم وهو مخفّف من الأعجميّ- بياء النسب- اسم لمن لا يتكلّم العربيّة، فهو وصف على وزن أفعل ومؤنّثه عجماء، وقياس جمعه عجم بضمّ فسكون، وجمع جمع السالم نظرا لأصله في النسب، وهو من عجم يعجم باب كرم، كان في لسانه لكنة.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 200 الى 203]
كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)

الإعراب:
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سلكناه، والضمير الغائب في الفعل يعود على القرآن الكريم بحذف مضاف أي: سلكنا تكذيبه (في قلوب) متعلّق ب (سلكناه) .
جملة: «سلكناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(201) (لا) نافية (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّل (أن يروا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يؤمنون) المنفي.
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من المجرمين أو من الهاء.
وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(202) (الفاء) عاطفة (يأتيهم) مضارع منصوب معطوف على (يروا) ، (بغتة) مصدر في موضع الحال «17» أي: مباغتا (الواو) واو الحال (لا) نافية ...
وجملة: «يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يروا.
وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(203) (الفاء) عاطفة (يقولوا) مضارع منصوب معطوف على يأتيهم، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل (هل) حرف استفهام بمعنى التحسر أو الطمع في المحال ...
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتيهم.
وجملة: «هل نحن منظرون ... » في محلّ نصب مقول القول.
الفوائد
- شروط جمع المذكر السالم:
يشترط له ثلاثة شروط:
أ- أن لا تلحقه تاء التأنيث، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء مثل: طلحة، ولا من الصفات نحو علّامة، لئلا يجتمع فيهما علامتا التأنيث والتذكير، وهما النقيضان..
ب- أن يكون لمذكر، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء علم المؤنث، نحو زينب، ولا صفة المؤنث نحو حائض.
ج- أن يكون عاقلا لأن هذا الجمع مخصوص بالعقلاء، فلا يجمع نحو «شوشو» علما لكلب و «سابق» صفة لفرس، وأن لا يكون مركبا تركيبا مزجيا ولا إسناديا. وفيه بعض التفصيلات تجاوزناها بغية الإيجاز ومراعاة لخطة الكتاب.
[سورة الشعراء (26) : آية 204]
أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون) .
جملة: «يستعجلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أيغفلون عن حالهم من طلب الإنظار فيستعجلون بعذابنا.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 205 الى 207]
أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (206) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (207)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافيّة (متّعناهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (متّعناهم) ، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الاستفهام الآتي أي: لم يغن عنهم تمتّعهم ...
(206) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل جاءهم «18» ، و (الواو)في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: «جاءهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة متّعناهم.
وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا، والعائد محذوف.
(207) (ما) الأول اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله أغنى وهو للإنكار والنفي «19» ، (عنهم) متعلّق ب (أغنى) ، (ما) حرف مصدريّ «20» والواو في (يمتّعون) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ رفع فاعل أغنى ...
وجملة: «أغنى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت بمعنى أخبرني.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يمتّعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.

[سورة الشعراء (26) : الآيات 208 الى 209]
وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (209)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قرية) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) للحصر (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منذرون) .
جملة: «ما أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لها منذرون ... » في محلّ نصب حال من قرية- أو نعت لها- (209) (ذكرى) مفعول لأجله عامله منذرون «21» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) نافية.
وجملة: «ما كنّا ظالمين» معطوفة على جملة لها منذرون أو حاليّة من الضمير في (لها) .

[سورة الشعراء (26) : الآيات 210 الى 212]
وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (210) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (به) متعلّق ب (تنزّلت) «22» .
جملة: «ما تنزّلت به الشياطين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(211) (الواو) عاطفة (ما) نافية، وفاعل (ينبغي) ضمير مستتر يعود على كتاب الله الحكيم أي ليس من مطلبهم ومبتغاهم (لهم) متعلّق ب (ينبغي) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى.
وجملة: «ما ينبغي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ما يستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(212) (عن السمع) متعلّق ب (معزولون) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «إنّهم ... لمعزولون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(معزولون) ، جمع معزول، اسم مفعول من الثلاثيّ عزل، وزنه مفعول.
__________
(1) في الآية (116) من هذه السورة.
(2) النحاة يجعلون التعليق في خبر محذوف تقديره قال- بتنوين اللام- و (من القالين) هو نعت للخبر المحذوف، بدعوى أن صلة (ال) الموصول لا تعمل في ما قبل الموصول ...
(3) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(4) أو مفعول مطلق إن قصد به المصدر.
(5) أو مفعول مطلق إن قصد به المصدر. [.....]
(6) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
(7) في الآيات (105- 109) من هذه السورة.
(8) أو استئناف في حيّز القول.
(9) في الآية (153) من هذه السورة.
(10) في الآية (154) من هذه السورة.
(11) إذا دخلت (إن) المخفّفة على جملة فعلية- والفعل ناسخ- وجب إهمالها.
(12) في الآية (154) من هذه السورة.
(13) واسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي تعملونه.
(14) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
(15) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(16) أو متعلّق بالمنذرين ... وأجاز العكبري جعله بدلا من (به) بإعادة الجارّ أي ناطقا باللغة العربيّة.
(17) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى أي يبغتهم بغتة أو هو نوعه أي إتيان المباغتة.
(18) وهو أيضا مفعول رأيت على التنازع.
(19) هذا إذا كان دالّا على شيء، وهو في محلّ نصب مفعول مطلق إن دلّ على مصدر بمعنى الإغناء. [.....]
(20) أو اسم موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف أي يمتّعونه.
(21) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هذه ذكرى، والجملة اعتراضيّة.
(22) والضمير في (به) يعود على القرآن الكريم.


ابوالوليد المسلم 30-06-2022 12:31 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 432)
من صــ 129الى صـ 142




[سورة الشعراء (26) : الآيات 213 الى 220]
فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)
الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من (إلها) ، ومنع (آخر) من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (من المعذّبين) متعلّق بمحذوف خبر تكون.
والمصدر المؤوّل (أن تكون ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي لا يكن منك دعوة لعبادة إله آخر فحصول العذاب لك.
جملة: «لا تدع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(214- 215) (الواو) عاطفة في الموضعين (لمن) متعلّق ب (خفض) ، (من المؤمنين) متعلّق بحال من فاعل اتّبعك.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع.
وجملة: «اخفض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع ...
وجملة: «اتّبعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
(216) (الفاء) عاطفة (عصوك) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط ... و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ «1» .
وجملة: «إن عصوك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّي بريء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ببريء.
(217) (الواو) عاطفة (على العزيز) متعلّق ب (توكّل) .
وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر ...
(218) (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للعزيز (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يراك) .
وجملة: «يراك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(219- 220) (الواو) عاطفة (تقلّبك) معطوف على ضمير المفعول في (يراك) ، منصوب (في الساجدين) متعلق بالمصدر تقلّبك «2» ، (هو) ضمير منفصل في محلّ نصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ على سبيل الاستعارة «3» .
وجملة: «إنّه هو السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الفوائد
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ:
عند ما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أقاربه إلى دار عمه أبي طالب فكانوا أربعين رجلا، قد يزيدون واحدا وينقصون.
فقال: يا بني عبد المطلب، لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ «أو كما قال» قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ...
وفي رواية أنه قال: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، افتدوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم شيئا ... !
وتختلف الروايات ولكنها جميعها تخرج من مشكاة واحدة ... !
[سورة الشعراء (26) : الآيات 221 الى 223]
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (223)

الإعراب:
(هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (تنزّل) لأنه اسم استفهام له الصدارة، وقد حذفت إحدى التاءين من فعل تنزّل.
جملة: «أنبّئكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تنزّل ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أنبّئكم الثاني والثالث. وقد علّق الفعل بالاستفهام.
(222) (على كلّ) متعلّق ب (تنزّل) الثاني (أثيم) نعت لأفاك مجرور.
وجملة: «تنزّل (الثانية) » في محلّ نصب بدل من (تنزّل) الأولى.
(223) والضمير في (يلقون) إمّا أن يعود على الشياطين، أو على كلّ أفّاك بحسب معناه، وكذلك الضمير في (أكثرهم) ، (الواو) عاطفة ...
وجملة: «يلقون ... » في محلّ نصب حال من الشياطين، أو في محلّ جرّ نعت لكلّ أفّاك بحسب عودة الضمير «4» .
وجملة: «أكثرهم كاذبون ... » معطوفة على جملة يلقون لها محلّ أو ليس لها.
الصرف:
(أفاك) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ أفك باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، الجمع: أفّاكون.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 224 الى 227]
وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتّبعهم الغاوون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشعراء) .
(225) (الهمزة) حرف استفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (في كلّ) متعلّق ب (يهيمون) «5» .
وجملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يهيمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ ...
والمصدر المؤوّل (أنّهم ... يهيمون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ترى.
(226) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «6» ، (لا) نافية.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) .
والمصدر المؤول (أنّهم يقولون ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
وجملة: «لا يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(227) (إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (من بعد) متعلّق ب (انتصروا) ، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما ظلموا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه ...
و (الواو) في (ظلموا) نائب الفاعل (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (أيّ) اسم استفهام منصوب مفعول مطلق عامله ينقلبون.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «ذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «انتصروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «سيعلم الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشعراء يتّبعهم.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «ينقلبون ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم.
المعلّق بالاستفهام.
الصرف:
(الشعراء) جمع شاعر اسم فاعل من الثلاثي شعر- نظم الشعر- وزنه فاعل والجمع فعلاء.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ.
ذكر الوادي والهيوم: فيه تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول، واعتسافهم وقلة مبالاتهم، بالغلوّ في المنطق ومجاوزة حدّ القصد فيه، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم، وأن يبهتوا البرّي، ويفسقوا التقي.
الفوائد
1- الشعر والإسلام:
كثير من الناس فهم هذه الآية على غير وجهها، فحسب أن الشعر حرام بجملته، وأن الشعراء ضالون جميعهم. وهذا فهم قاصر، ومجانف للحق والحقيقة، وهل الشعر إلا كلام يرد فيه الجيد المحمود، ويرد فيه الوسط العادي. فهو مثل الكلام المعتاد الذي لا يوصف بالحسن ولا بالرداءة، ويرد فيه البذيء المفحش، أو الشر الصراح، فهذا سيء، وقائله مجرم، ولا نستطيع أن نخرجه من فحوى الآية ومضمونها.
ثم أليس وقد كان للرسول شعراء ينافحون عنه وعن الإسلام، وكان (صلّى الله عليه وسلّم) يحضهم ويحثهم على قول الشعر كفاحا عن الدين ونفاحا عن المؤمنين.
وأليس وقد كان يستمع لحسان وغيره، ينشدون شعرهم في مسجده وبحضرته (صلّى الله عليه وسلّم) .
وأليس وقد استمع إلى كعب بن زهير وهو ينشده قصيدته المشهورة: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فيعفو عنه بعد أن كان قد هدر دمه.
بل ويخلع عليه بردته التي ابتاعها منه معاوية بثلاثين ألف درهم. واتخذها من بعده الخلفاء شعارا يرتدونها في الأعياد وفي المراسم.
وقد عرف عن الخلفاء الراشدين أنهم كانوا يقرضون الشعر، ولو على قلة. وكان أشعرهم علي.
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول إن من الشعر لحكمته..!
وقد قفز الشعر قفزة عملاقة في ظل الخلافة الاسلامية. وقد أهدت إلينا العهود الاسلامية الزاهرة نخبة من الشعراء، ما كان لهم أن ينبغوا هذا النبوغ لو كانت الشريعة الاسلامية تقف ضد الشعر وتطارد الشعراء.
وإن ورود الاستثناء في آخر الآية إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا إلخ يجعل ذمّ الشعراء محصورا في شعراء المشركين الذين آذوا الرسول وآذوا الدين.
2- سطيح الغساني:
أول كاهن في العرب، وكان جسده يدرج كما يدرج الثوب، وكان أبدا منسطحا على الأرض، وقد عمرّ (150) عاما، ومات في الليلة التي ولد فيها الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) . لقد أنذر بسيل العرم قبل وقوعه.
وقد أرسل إليه ملك الفرس رسولا يسأله عن رؤيا رآها، ومعجزات حصلت ليلة مولد الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) .
فأخبر سطيح بقوله: إذا ظهرت التلاوة، وفاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام، يملك منهم ملوك وملكات بعدد ما سقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت «والله أعلم» .
سورة النّمل
من الآية 1 إلى الآية 55

[سورة النمل (27) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (1) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3)

الإعراب:
(آيات) خبر المبتدأ تلك، مرفوع، والإشارة إلى آيات السورة (الواو) عاطفة (كتاب) معطوف على القرآن مجرور.
جملة: «تلك آيات القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ...
(2- 3) (هدى) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة «7» ، (للمؤمنين) متعلّق ببشرى، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمؤمنين «8» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (هم) الثاني في محلّ رفع توكيد للأول (بالآخرة) متعلّق ب (يوقنون) .
وجملة: «يقيمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هم ... يوقنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «9» .
وجملة: «يوقنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الأول.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى وَكِتابٍ مُبِينٍ:
نكّر الكتاب المبين، ليبهم بالتنكير، فيكون أفخم له، كقوله تعالى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ. أما عطفه على القرآن مع أنه هو القرآن نفسه، فهو من قبيل عطف إحدى الصفتين على الأخرى كقولك: هذا فعل السخي والجواد الكريم، لأن القرآن هو المنزل المبارك المصدّق لما بين يديه، فكان حكمه حكم الصفات المستقلة بالمدح.
2- تكرير الضمير: في قوله تعالى وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ.
كرر الضمير، حتى صار معنى الكلام: ولا يوقن بالآخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح، لأن خوف الآخرة يحملهم على تحمل المشاق.
3- التعبير بالاسمية والفعلية: في قوله تعالى الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ فإن الإيمان والإيقان بالآخرة أمر ثابت مطلوب دوامه، ولذلك أتى به جملة اسمية، وجعل خبرها فعلا مضارعا، فقال «وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» ، للدلالة على أن إيقانهم يستمر على سبيل التجدد أما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، مما يتكرر ويتجدد في أوقاتهما المعينة، ولذلك أتى بهما فعلين، فقال الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ.
[سورة النمل (27) : الآيات 4 الى 5]
إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)

الإعراب:
(بالآخرة) متعلّق ب (لا يؤمنون) ، (لهم) متعلّق ب (زيّنا) ، (الفاء) عاطفة.
جملة: «إنّ الذين.. زيّنا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «زيّنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هم يعمهون» في محلّ رفع معطوفة على جملة زيّنا ...
وجملة: «يعمهون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(5) (أولئك) مبتدأ، خبره (الذين) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سوء) ، (هم ... الأخسرون) مثل (هم ... يوقنون ... ) «10» .
وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
وجملة: «لهم سوء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «هم ... الأخسرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم سوء «11» .
[سورة النمل (27) : آية 6]
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) هي المزحلقة، ونائب الفاعل في (تلقّي) ضمير مستتر تقديره أنت (من لدن) متعلّق ب (تلقّي) .
جملة: «إنّك لتلقّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تلقّى ... » في محلّ رفع خبر إنّ ...

الصرف:
(تلقّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تلقّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت قصيرة بياء غير منقوطة لأنها خامسة.
[سورة النمل (27) : الآيات 7 الى 8]
إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (8)

الإعراب:
(إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لأهله) متعلّق ب (قال) ، (السين) حرف استقبال (منها) متعلّق ب (آتيكم) الأول «12» ، (بخبر) متعلّق ب (آتيكم) الأول (بشهاب) متعلّق ب (آتيكم) الثاني (قبس) بدل من شهاب مجرور «13» .
جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة اذكر المقدرّة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إني آنست..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آنست نارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «سآتيكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «آتيكم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيكم (الأولى) .
وجملة: «لعلّكم تصطلون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «تصطلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
(2) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب نودي، ونائب الفاعل في (نودي) ضمير مستتر تقديره هو أي موسى «14» ، (أن) حرف تفسير «15» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (في النار) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) ، (من حولها) مثل من في النار ومعطوف عليه، (الواو) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور مثله ...
وجملة: «جاءها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نودي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «بورك ... » لا محلّ لها تفسيريّة..
وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
الصرف:
(تصطلون) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله تصتلون، فلمّا جاءت التاء بعد الصاد قلبت طاء.
(بورك) ، فيه قلب الألف واوا لسكونها وتحرّك ما قبلها بالضمّ لمناسبة البناء للمجهول.
البلاغة
استعمال «أو» بدل الواو: في قوله تعالى سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ.
آثر «أو» على الواو، لنكتة بلاغية رائعة، فإن «أو» تفيد التخيير، وقد بنى الرجاء على أنه إن لم يظفر بحاجتيه جميعا لم يعدم واحدة منهما: إما هداية الطريق، وإما اقتباس النار هضما لنفسه واعترافا بقصوره نحو ربه.
الفوائد
- تصطلون:
أصل الكلمة: تصتلون. ولكن حسب القاعدة التي تجنح دائما لتسهيل النطق، فعند ما وقعت التاء بعد الصاد، إحداهما مرققة والثانية مفخمة، وقد نجم عن ذلك صعوبة في الانتقال لبعد المخرجين عن بعضهما اقتضى قلب التاء طاء لتوحد المخرجين أو تقاربهما وبالتالي سهولة النطق بهما فتبصر ... !
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي تعملونه.
(2) و (في) بمعنى مع، أو متعلّق بحال من ضمير الخطاب في (تقلّبك) ، أي ساجدا في الساجدين.
(3) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (السميع) ، والجملة خبر إنّ.
(4) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها.
(5) يجوز أن تكون متعلّقا بمحذوف خبر، وجملة يهيمون حالا من الضمير في الخبر، أو خبرا ثانيا.
(6) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها ... والعائد محذوف على كلّ حال.
(7) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي ... أو حالا من آيات، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
(8) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ...
(9) أو في محلّ نصب حال من فاعل يقيمون ويؤتون.
(10) في الآية السابقة.
(11) يجوز أن تكون معطوفة على جملة أولئك الذين، أو معطوفة على الموصول خبر أولئك. [.....]
(12) أو بحال من خبر- نعت تقدّم على المنعوت-
(13) يجوز أن يكون نعتا له من قبيل الوصف بالمصدر.
(14) يجوز أن يكون نائب الفاعل هو المصدر المؤوّل: أن بورك ... أو هو ضمير المصدر المفهوم من الفعل أي: النداء.
(15) تقدّمها فعل بمعنى القول دون حروفه ... أو هي حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأن بورك، متعلّق ب (نودي) ...
ويجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف أي بأنّه بورك من في النار ...

ابوالوليد المسلم 30-06-2022 05:04 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 433)
من صــ 142الى صـ 165





[سورة النمل (27) : الآيات 9 الى 12]
يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَ
خْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (12)
الإعراب:
(موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب، و (الهاء) في (انّه) هو ضمير الشأن في محل نصب اسم إنّ (العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحكيم) نعت ثان مرفوع.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّه أنا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنا الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(10) (الواو) عاطفة و (الفاء) كذلك (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (ولّى) ، (مدبرا) حال منصوبة مؤكّدة لمضمون عاملها (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، والثانية نافية (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يخاف) المنفيّ. والياء الثانية من المشددة في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة: «ألق ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «رآها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تهتزّ..» في محلّ نصب حال من مفعول رآها.
وجملة: «كأنّها جانّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ «1» .
وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يعقّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة النداء الثانية في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «لا تخف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّي لا يخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة وجملة: «لا يخاف ... المرسلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(11) (إلّا) أداة استثناء «2» ، (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «3» ، (ثمّ) حرف عطف (حسنا) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (بدّل) ، (الفاء) تعليليّة (رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «ظلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «بدّل» لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلم.
وجملة: «إنّي غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة لمقدّر أي فأغفر له فإنّي غفور «4» .
(12) (الواو) عاطفة (في جيبك) متعلّق ب (أدخل) ، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة (من غير) متعلّق بحال ثانية من فاعل تخرج (في تسع) متعلّق بحال ثالثة من فاعل تخرج أي آية في تسع آيات «5» ، (إلى فرعون) متعلّق بحال من تسع آيات «6» ، (فاسقين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: «أدخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخف «7» .
وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدخل يدك ... تخرج ...
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة النمل (27) : الآيات 13 الى 14]
فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا جاءتهم) مثل لمّا رآها «8» ، (مبصرة) حال منصوبة من آياتنا.
وجملة: «جاءتهم آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
(14) (الواو) عاطفة (بها) متعلّق ب (جحدوا) ، (الواو) حاليّة (ظلما) مصدر في موضع الحال «9» ، منصوب (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «جحدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «استيقنتها أنفسهم ... » في محلّ نصب حال من فاعل جحدوا بتقدير قد.
وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول النظر- أو بتقدير الجارّ- وقد علّق الفعل بالاستفهام.
الصرف:
(مبصرة) ، مؤنّث مبصر، اسم فاعل من أبصر الرباعي في معنى المفعول على طريقة المجاز العقليّ.
البلاغة
الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً.
جعل الأبصار لها، وهو حقيقة لمتأمليها، للملابسة بينها وبينهم، لأنهم إنما يبصرون بسبب تأملهم فيها، فالإسناد مجازي، من باب الإسناد إلى السبب.
ويجوز أن تجعل الآيات، كأنها تبصر فتهدي، لأن العمي لا تقدر على الاهتداء فضلا أن تهدي غيرها، فيكون في الكلام استعارة مكنية تخييلية مرشحة.

[سورة النمل (27) : الآيات 15 الى 26]
وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الحمد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (على كثير) متعلّق ب (فضّلنا) ، (من عباده) متعلّق بنعت لكثير.
جملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «قالا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فعملا بما أعطيناهما وقالا الحمد لله ...
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «فضّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
(16) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب «10» ، (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (منطق) مفعول به ثان منصوب «11» (من كلّ) متعلّق ب (أوتينا) ، (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (المبين) نعت للفضل مرفوع.
وجملة: «ورث سليمان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ورث.
وجملة: «النداء وجوابها:» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «علّمنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أوتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّ هذا لهو الفضل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «هو الفضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(17) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لسليمان) متعلّق ب (حشر) ، (جنوده) نائب الفاعل مرفوع (من الجنّ) متعلّق بحال من جنوده (الفاء) عاطفة، والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
وجملة: «حشر ... جنوده» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...
وجملة: «هم يوزعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر ...
وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(18) (حتى) حرف ابتداء (على واد) متعلّق ب (أتوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (يا أيّها النمل) مثل يا أيّها الناس (لا) نافية «12» ، (يحطمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد (الواو) واو الحال (لا) نافية.
وجملة: «أتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت نملة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا يحطمنّكم سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(19) (الفاء) عاطفة (ضاحكا) حال من فاعل تبسّم مؤكّدة لمضمون الفعل «13» ، (من قولها) متعلّق ب (ضاحكا) «3» والنون في (أوزعني) نون الوقاية (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) ، وكذلك (على والديّ) لأنه معطوف على الأول.
والمصدر المؤول (أن أشكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني.
والمصدر المؤوّل (أن أعمل ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(برحمتك) متعلّق بحال من مفعول أدخلني أي متلبّسا برحمتك (في عبادك) متعلّق ب (أدخلني) .
وجملة: «تبسّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت نملة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبسّم.
وجملة النداء جوابه ... في محلّ نصب مقول القول «14» .
وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «اعمل» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت ل (صالحا) .
وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوزعني.
(20) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لي) .
متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ما) ، (لا) نافية (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (من الغائبين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: «تفقد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «15» .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفقّد.
وجملة: «ما لي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أرى ... » في محلّ نصب حال من الياء في (لي) .
وجملة: «كان من الغائبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
(21) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في المواضع الثلاثة (أعذّبنه) مثل يحطمنّكم وكذلك (أذبحنّه، يأتينيّ) ، (عذابا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر (أو) حرف عطف في الموضعين (بسلطان) متعلّق ب (يأتينّي) «16» .
وجملة: «أعذّبنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «أذبحنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه.
وجملة: «يأتيني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه «17» .
(22) (الفاء) عاطفة (غير) ظرف زمان أو مكان «18» منصوب متعلّق ب (مكث) ، (بما) متعلّق ب (أحطت) «19» ، (به) متعلّق ب (تحط) ، (من سبأ) متعلّق ب (جئتك) ، (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جئتك أي متلبّسا بنبإ.
وجملة: «مكث ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فجاء الهدهد فمكث ...
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكث.
وجملة: «أحطت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم تحط به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «20» .
وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحطت.
(23) (الواو) عاطفة في الموضعين (من كلّ) متعلّق ب (أوتيت) ، (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ عرش.
وجملة: «إنّي وجدت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «وجدت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تملكهم» في محلّ نصب نعت لامرأة.
وجملة: «أوتيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم «21» .
وجملة: «لها عرش ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم.
(24) (الواو) عاطفة (قومها) معطوفة على الضمير المفعول في (وجدتها) ، (للشمس) متعلّق ب (يسجدون) ، (من دون) متعلّق بحال من الشمس (الواو) حاليّة (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية.
وجملة: «وجدتها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يسجدون ... » في محلّ نصب حال من مفعول وجدت وما عطف عليه.
وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال «22» .
وجملة: «صدهم ... » معطوفة على جملة زيّن.. في محلّ نصب.
وجملة: «هم لا يهتدون» معطوفة على جملة صدّهم.. في محل نصب.
وجملة: «لا يهتدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(25) (ألّا) حرف مصدرّي ونصب، ولا النافية «23» (لله) متعلّق ب (يسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (في السموات) متعلّق بالخبء لأنه بمعنى المخبّأ «24»
... (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ألّا يسجدوا) في محلّ نصب بدل من أعمالهم، أي زيّن لهم الشيطان عدم السجود ... وما بين البدل والمبدل منه اعتراض.
وجملة: «يسجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج.
وجملة: «تخفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف «25» .
وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف.
(26) (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر موجود (ربّ) بدل من الضمير المنفصل مرفوع «26» .
وجملة: «الله لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الهدهد.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الصرف:
(16) منطق: اسم لكلّ لفظ يعبّر به عمّا في الضمير، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
(18) النمل: اسم جنس للحيوان المعروف واحدته نملة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(19) ضاحكا: اسم فاعل من (ضحك) الثلاثي وزنه فاعل.
(20) الهدهد: اسم جنس للطائر المعروف، واحده هدهدة بضم الهاءين بينهما دال ساكنة وهدهدة بضم ثم كسر ثم فتح، وهداهدة بضم الهاء الأولى وكسر الهاء الثانية، والجمع هداهد زنة عساكر، وهداهيد زنة مفاتيح، ووزن الهدهد فعلل بضم الفاء واللام وسكون العين ويصح الضم ثم الفتح ثم الكسر..
(22) سبأ: اسم علم لبلاد في منطقة اليمن، وزنه فعل بفتحتين.
(25) الخبء: مصدر خبأ يخبأ باب فتح، وقصد به في الآية المفعول ... أو هو اسم لما يخبّأ في أرض أو سماء.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً.
التبعيض والتقليل من التنكير، وكما يرد للتقليل من شأن المنكر، فكذلك يرد للتعظيم من شأنه، فظاهر قوله «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً» في سياق الامتنان تعظيم العلم الذي أوتياه، كأنه قال: علما أي علم، وهو كذلك، فإن علمهما كان مما يستعظم ويستغرب، ومن ذلك علم منطق الطير وسائر الحيوانات الذي خصهما الله تعالى به وكل علم بالاضافة إلى علم الله تعالى قليل ضئيل.
2- استعمال حرف الجر: في قوله تعالى حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ.
فعدّى أتوا بعلى لأن الإتيان كان من فوق، فأتى بحرف الاستعلاء. وقد رمق أبو الطيب المتنبي هذه السماء العالية فقال:
فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشدّ ما قربت عليك الأنجم
وقال: عليك، دون: إليك، لأن قرب الأنجم من جهة العلو.
3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.
كأنها، لما رأتهم متوجهين إلى الوادي، فرت عنهم، مخافة الهلاك، فتبعها غيرها، وصاحت صيحة تنبهت بها ما بحضرتها من النمل فتبعتها. فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم، ولذلك أجروا مجراهم، حيث جعلت هي قائلة وما عداها من النمل مقولا له، فيكون الكلام خارجا مخرج الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون استعارة مكنية.
4- جناس التصريف: في قوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ:
وجناس التصريف: هو اختلاف صيغة الكلمتين، بإبدال حرف من حرف، إما من مخرجه، أو من قريب من مخرجه، وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ، بشرط أن يجيء مطبوعا، أو يصنعه عالم بجوهر الكلام، يحفظ معه صحة المعنى وسداده ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن، وبدع لفظا ومعنى. ألا ترى أنه لو وضع مكان بنبإ بخبر، لكان المعنى صحيحا، وهو كما جاء أصح، لما في النبأ، من الزيادة التي يطابقها وصف الحال.

يتبع

ابوالوليد المسلم 30-06-2022 05:06 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 434)
من صــ 142الى صـ 165





الفوائد
1- منطق الطير:
قال مقاتل: وأحسبه أخذ قوله من الاسرائيليات: كان سليمان جالسا في معسكره، وكانت مساحته مائة فرسخ في مائة، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، فرأى بلبلا على شجرة، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر. قالوا: الله ونبيه أعلم. قال يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، فقال: استغفروا الله يا مذنبون.
وصاحت أثنى أحد الطيور فأخبر أنها تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا. وصاح طاووس فقال يقول: كما تدين تدان وصاح خطاف فقال يقول: قدموا خيرا تجدوه، وصاح طيطوي فقال يقول: سبحان ربي الأعلى وقال الحدأة فجرى يقول: كل شيء هالك إلا وجهه.
والقطاة تقول: من سكت سلم، والببغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه. والديك يقول:
اذكروا الله يا غافلون. والنسر يقول: يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول: في البعد من الناس أنس. والضفدع يقول: سبحان ربي الأعلى ... !
2- سأل سائل: ما الذي أضحك سليمان؟
وجاء الجواب: الذي أضحكه شيئان:
الأول: اعتراف النملة برحمته ورحمة جنوده، وقولها وهم لا يشعرون، إذ لو شعروا لم يفعلوا.
الثاني: سروره بما آتاه الله، من إدراكه لغة النملة، وهي على ما هي، من الضالة والقماءة.
3- الحال قسمان:
مبينه ومؤكده:
أ- الحال المبينة: وهي التي لا يستفاد معناها بدونها، مثل «جاء خالد راكبا» فلا يستفاد معنى الركوب إلا بذكر الحال «راكبا» .
ب- المؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدون ذكرها، وهي على أقسام: نتجاوزها ونحيل القارئ على المطولات من كتب النحو.
4- سبأ:
هي بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية، في بلاد اليمن. وقد ذكرت في كتب العهد القديم، وفي مؤلفات العرب واليونان، وأنها كانت على جانب عظيم من الحضارة، وأن أهلها كانوا يتعاطون تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
5- بلقيس: هي ابنة شراحيل بن أبي سرج بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ وقيل: كان أبوها من عظماء الملوك.
وسبأ هو أبو قبائل اليمن التي تفرقت بعد حادثة سد مأرب.
6- اتفق الشافعي وأبو حنيفة، على أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة. واختلفا في سجدة ص وسجدتي الحج.
7- قصة سيل العرم:
من أساطير العرب: أن سبأ هو أبو قبائل العرب المتفرقة بسبب سد مأرب.
وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء، وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر للراكب المجدّ، يسير في جنان من أولها إلى آخرها، لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل، مع تدفق الماء، وصفاء الهواء، واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله، لا يعاندهم ملك إلا قصموه. وكانت بلاده في بدء الزمان تركبها السيول، فجمع ملك حمير أهل مملكته، فشاورهم في دفع السيل، فأجمعوا على حفر مسارب له حتى توصله إلى البحر. فحشد أهل مملكته، حتى صرف الماء، واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال، ورصفه بالحجارة والحديد، وجعل فيه مجاري للماء في استدارة الذراع، فإذا جاء السيل، تصرف ماؤه في المجاري إلى جناتهم ومزروعاتهم، بتقدير يعمهم نفعه. ولما انتهى الملك إلى عمرو بن عامر، وكان أخوه عمران كاهنا، فأتته كاهنة تدعى ظريفة، فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل، وأنذرته، فجمع أهل مأرب، وصنع لهم طعاما، وأخبرهم بشأن السيل، فأجمعوا على الجلاء.
[سورة النمل (27) : الآيات 27 الى 28]
قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ (28)

الإعراب:
(السين) حرف استقبال (الهمزة) للاستفهام (أم) هي المتّصلة معادلة لهمزة الاستفهام (من الكاذبين) متعلّق بخبر كنت.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة «سننظر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صدقت ... » في محلّ نصب مفعول ننظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «كنت من الكاذبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة صدقت.
(28) (بكتابي) متعلّق ب (اذهب) «27» ، (هذا) عطف بيان على كتابي- أو بدل منه- في محلّ جرّ (الفاء) عاطفة (إليهم) متعلّق ب (ألقه) ، (ثم) حرف عطف (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله يرجعون «28» متضمنا معنى يردون الجواب.
وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ألقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب.
وجملة: «تولّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقه.
وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّ.
وجملة: «يرجعون ... » في محلّ نصب مفعول به عامله انظر المعلّق بالاستفهام.
الصرف:
(28) تولّ: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه (يتولّى) ، وزنه تفعّ.

[سورة النمل (27) : الآيات 29 الى 31]
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ... وها للتنبيه (الملأ) بدل من أيّ مرفوع لفظا (إليّ) متعلّق ب (ألقي) ، (كتاب) نائب الفاعل مرفوع.
جملة: «قالت..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي ألقي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ألقي إليّ كتاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(30) (من سليمان) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (بسم) متعلّق بمحذوف تقديره ابتدائي «29» ...
وجملة: «إنّه من سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّه بسم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه من سليمان.
وجملة: (ابتدائي) بسم الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(31) (ألّا) حرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي «30» ، (عليّ) متعلّق ب (تعلوا) ، (الواو) عاطفة، والنون في (ائتوني) نون الوقاية (مسلمين) حال منصوبة من فاعل ائتوني.
والمصدر المؤوّل (ألا تعلوا ... ) في محلّ نصب لفعل محذوف تقديره أطلب- مفعول به- أي: أطلب عدم العلوّ عليّ «31» .
وجملة: «تعلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) «32» .
وجملة: « (أطلب) عدم العلوّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ائتوني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف البيانيّ.

[سورة النمل (27) : آية 32]
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)

الإعراب:
(يأيّها الملأ) مرّ إعرابها «33» ، والنون في (أفتوني) نون الوقاية (في أمري) متعلّق ب (أفتوني) ، (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل قاطعة «34» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تشهدون) منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل، و (النون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة.
جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أفتوني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ما كنت قاطعة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تشهدون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن تشهدوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق باسم الفاعل قاطعة.
الصرف:
(قاطعة) ، مؤنّث قاطع، اسم فاعل من قطع الثلاثيّ، وزنه فاعل.

[سورة النمل (27) : آية 33]
قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ (33)

الإعراب:
(أولو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (أولو) الثاني معطوف على الأول (إليك) متعلّق بخبر المبتدأ الأمر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا تأمرين) مثل ماذا يرجعون. «35»
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نحن أولو ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «الأمر إليك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «انظري ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن عزمت على أمر فانظري.
وجملة: «تأمرين ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام، والفعل بمعنى التفكّر.
البلاغة
الإيجاز: في قوله تعالى قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ إيجاز عجيب، فهو أولا يدل على تعظيم المشورة، وتعظيم بلقيس أمر المستشار وهو ثانيا يدل على تعظيمهم أمرها وطاعتها. وفي قولهم «وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ» وقولهم «فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ» إيجاز يسكر الألباب قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، في كتابه إعجاز القرآن: «فإن الكلام قد يفسده ويعميه التخفيف منه والإيجاز، وهذا مما يزيده الاختصار بسطا، لتمكنه ووقوعه موقعه،ويتضمن الإيجاز منه تصرفا يتجاوز محله وموضعه. إلى أن يقول: «وأنت لا تجد في جميع ما تلونا عليك إلا ما إذا بسط أفاد، وإذا اختصر كمل في بابه وجاد، وإذا سرح الحكيم في جوانبه طرف خاطره، وبعث العليم في أطرافه عيون مباحثه، لم يقع إلا على محاسن تتوالى وبدائع تترى» .
الفوائد
1- أولو ...
هي جمع بمعنى «ذوو» أي أصحاب، لا واحد له. وقيل اسم جمع واحده «ذو» بمعنى صاحب، وهو من حيث إعرابه بالحروف ملحق بجمع المذكر السالم.
ومؤنثه «أولات» ومفرده «ذات» . وقد جرى التنويه عن الملحقات بهذا الجمع، فعاوده في موطنه من هذا الكتاب.
2- ماذا ...
تقدم الكلام في «ماذا» بأكثر من موضع، ونعود فنلخص لك قول ابن هشام في هذا الصدد لما له من فائدة:
يرى ابن هشام أن ل «ماذا» أربعة وجه:
الأول: أن تكون «ما» استفهامية، و «ذا» اسم إشارة، نحو «ماذا الوقوف؟» .
الثاني: أن تكون «ما» استفهامية و «ذا» موصولة، كقول لبيد:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحبّ فيقضي أم ضلال وباطل
كقولك: لماذا جئت؟
الرابع: أن تكون «ماذا» كلها اسم جنس بمعنى شيء، أو موصولا بمعنى الذي. وقد اختلف في قول الشاعر:

دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيّب نبيئني [سورة النمل (27) : الآيات 34 الى 35]
قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)

الإعراب:
(أذلّة) مفعول به ثان منصوب عامله جعلوا (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون «36» ، والواو في (يفعلون) يعود على مرسلي الرسالة.
جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الملوك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة الشرط وجوابه في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أفسدوها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «يفعلون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هؤلاء «37» والجملة الاسميّة هؤلاء يفعلون في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
عاطفة (ناظرة) معطوف على مرسلة مرفوع (بم) متعلّق ب (يرجع) ، وما اسم استفهام حذفت ألفه لدخول حرف الجرّ عليه.
وجملة: «إنّي مرسلة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «يرجع المرسلون» في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل ناظرة المعلّق بالاستفهام «38» .
الصرف:
(أعزّة) ، جمع عزيز، صفة مشبّهة لفعل عزّ الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعيل والجمع أفعلة، وثمّة جموع أخرى هي: عزاز بكسر العين، وأعزّاء زنة أفعلاء- بتشديد الزاي-.
(35) (الواو) عاطفة (إليهم) متعلّق بمرسلة (بهديّة) متعلّق بمرسلة (الفاء) (مرسلة) ، مؤنّث مرسل، اسم فاعل من (أرسل) الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(ناظرة) ، مؤنث ناظر، اسم فاعل من (نظر) الثلاثيّ وزنه فاعل.
(هديّة) ، مؤنّث هديّ، اسم لما يعطى للإكرام وغيره، جمعه هدايا وهداوى.
__________
(1) أو حال ثانية من المفعول.
(2) أو حرف بمعنى (لكن) .
(3) أو في محلّ رفع بدل من (المرسلون) ، ويجوز أن يكون (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة ظلم ...
(4) أو هي تعليل لجواب الشرط المقدّر وتقديره فأغفر له.
(5) أو متعلّق بمحذوف تقديره اذهب ...
(6) يجوز تعليقه في الفعل المقدّر اذهب ...
(7) وعلى هذا فما بين الجملتين اعتراض.
(8) في الآية (10) من هذه السورة.
(9) أي ظالمين، فالعامل فيها فعل جحدوا ... ويجوز أن يكون (ظلما) مفعولا لأجله أي جحدوا بها لظلمهم.
(10) و (ها) للتنبيه لا محل لها. [.....]
(11) المفعول الأول صار نائب فاعل ل (علمنا) .
(12) جاء الفعل بعدها مؤكدا بالنون حملا لها في اللفظ على الناهية.
(13) أو حال مقدّرة لأن التبسّم ابتداء الضحك.
(14) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة دعائيّة، وجملة أوزعني مقول القول.
(15) أو هي استئنافيّة في معرض قصة سليمان عليه السلام.
(16) أو بحال من فاعل يأتيني أي متلبسا بسلطان.
(17) العطف هنا اقتضته الصناعة الإعرابيّة، أمّا المعنى فإنّ (أو) قبله بمعنى إلّا أي لأعذّبنّه إلّا أن يأتيني، أو لأذبحنّه إلّا أن يأتينيّ ...
(18) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه صفته أي مكثا غير بعيد.
(19) (ما) موصول أو نكرة موصوفة.
(20) يجوز أن تكون في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة.
(21) أو في محلّ نصب حال من فاعل تملكهم بتقدير قد.
(22) يجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول.
(23) أو هي زائدة والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (إلى) المقدّر، متعلّق ب (يهتدون) ، أي لا يهتدون الى السجود. [.....]
(24) أو متعلّق بحال منه إذا كان اسما لما يخبّأ من أشياء جامدة.
(25) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، ولا تقدير للعائد.
(26) أو هو خبر ثان للمبتدأ (الله) .
(27) أو بمحذوف حال من فاعل اذهب.
(28) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة يرجعون صلة، والجملة الاستفهاميّة في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام.
(29) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره (أبدا) .
(30) يجوز أن يكون (أن) حرف تفسير، و (لا) ناهية، والمضارع بعدها مجزوم..
ويستحسن أن يكتبا منفصلين.
(31) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(32) يجوز أن تكون الجملة تفسيريّة إذا أعربت (لا) ناهية.
(33) في الآية (29) من هذه السورة.
(34) أو منصوب على نزع الخافض، والأصل قاطعة في أمر أي جازمة به..
(35) في الآية (28) من هذه السورة.
(36) ويجوز أن يتعلّق بفعل يفعلون أن كان الضمير يعود على الملوك، والكلام مستأنف من الله تعالى
(37) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا كانت من قول الله تعالى لا من كلامها. [.....]
(38) أي منتظرة رجوع الرسل بأيّ ردّ سيعودون.

ابوالوليد المسلم 30-06-2022 05:20 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 435)
من صــ 165الى صـ 177


[سورة النمل (27) : الآيات 36 الى 37]
فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (37)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال، وفاعل (جاء) ضمير يعود على رسول الملكة (سليمان) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلمية وزيادة ألف ونون (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ، والنون الثانية في (تمدّونن) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (بمال) متعلّق بفعل تمدّونن (الفاء) تعليليّة (ما) اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، خبره (خير) ، (ممّا) متعلّق بخير (بل) للإضراب الانتقاليّ (بهديّتكم) متعلّق ب (تفرحون) .
جملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تمدّونن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما آتاني الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «آتاني الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «أنتم ... تفرحون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تفرحون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
(37) (إليهم) متعلّق ب (ارجع) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون التوكيد، و (هم) ضمير مفعول به (بجنود) متعلّق بحال من فاعل نأتينّ (لا) نافية للجنس (قبل) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر لا، وكذلك (بها) ، (الواو) عاطفة (لنخرجنّهم) مثل لنأتينّهم (منها) متعلّق ب (نخرجنّهم) ، (أذلّة) حال منصوبة (الواو) واو الحال ...
وجملة: «ارجع ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة القسم المقدّرة ... في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يأتوني مسلمين فو الله لنأتينّهم ...
وجملة: «نأتينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «لا قبل لهم ... » في محلّ جرّ نعت لجنود.
وجملة: «نخرجنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نأتينّهم.
وجملة: «هم صاغرون» في محلّ نصب حال مؤكّدة.
الفوائد
1- نونا التوكيد ...
آ- هما نون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الخفيفة. وقد اجتمعتا في قوله تعالى: لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً.
ب- ما يؤكد وما لا يؤكد من الأفعال:
1- يؤكد الأمر بهما مطلقا، نحو: أكرمنّ جارك، والدعاء كقوله «فأنزلن سكينة علينا» .
2- ولا يؤكد الماضي بهما مطلقا.
3- ويؤكد المضارع بهما، وله في توكيدهما ست حالات، نحيلك بها على المطولات.
ج- حكم آخر الفعل المؤكد بهما:
1- إذا أكدنا الفعل بأحد نوني التوكيد، وكان مسندا إلى اسم ظاهر أو ضمير الواحد المذكر، فتح آخره لمباشرة النون له، ولم يحذف منه شيء، سواء أكان صحيح الآخر أم معتلّة، نحو «وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ» . إلا أن نون الرفع تحذف للجازم وللناصب في الأفعال الخمسة.
2- إذا أسند الفعل المؤكد لنون الإناث زيد ألفا بين النونين، نون النسوة ونون التوكيد.
3- إذا أسند الفعل المؤكد إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، إذا كان صحيحا حذفت نون الرفع للناصب أو الجازم، وإذا كان مرفوعا حذفت لتوالي الأمثال، وحذفت واو الجماعة أو ياء المخاطبة لالتقاء الساكنين- نحو: «لتنصرنّ يا قوم» و «لتجلسنّ يا هند» .
د- تنفرد الخفيفة عن الثقيلة بأربعة أحكام:
أولا- لا تقع بعد الألف الفارقة بينها وبين نون الإناث: لالتقاء الساكنين فلا تقول: «اسعينان» .
ثانيا- أنها لا تقع بعد ألف الاثنين بسبب التقاء الساكنين.
ثالثا- أنها تحذف إذا وليها ساكن كقول: الأضبط بن قريع:
لا تهين الفقير علّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه
رابعا- أن تعطى في الوقف حكم التنوين، فإذا وقعت بعد فتحة قلبت ألفا نحو «لنفسعا ولنكونا» .
وقد ألمحنا لبعض الجزئيات من أحكامها فيما سبق من هذا الكتاب، كما نشير الى وجود تفصيلات عنهما في المطولات، فعد إليها واتخذ من الصبر جنّة، بغية الفائدة.

[سورة النمل (27) : آية 38]
قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)

الإعراب:
(يا أيّها الملأ) مرّ إعرابها «1» ، (أيكم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع (بعرشها) متعلّق ب (يأتيني) ، (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (يأتيني) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (يأتوني) نون الوقاية (مسلمين) حال.
والمصدر المؤوّل (أن يأتوني ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أيّكم يأتيني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يأتيني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّكم) .
وجملة: «يأتوني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

[سورة النمل (27) : آية 39]
قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)

الإعراب:
(من الجن) متعلّق بنعت لعفريت (آتيك) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة ... و (الكاف) مفعول به «2» ، (به) متعلّق ب (آتيك) ، (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (آتيك) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (من مقامك) متعلّق ب (تقوم) .
والمصدر المؤوّل (أن تقوم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الواو) واو الحال (عليه) متعلّق بقويّ، بحذف مضاف أي على حمله (اللام) المزحلقة للتوكيد (أمين) خبر ثان.
جملة: «قال عفريت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنا آتيك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آتيك به» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
فضل أو بفعل محذوف تقديره فضّل ...
(الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر) ، (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب لشرط (كريم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قال الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عنده علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أنا آتيك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آتيك به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
وجملة: «يرتدّ إليك طرفك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «رآه مستقرّا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هذا من فضل ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: «يبلوني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أشكر ... » في محلّ نصب بدل من الياء في (يبلوني) .
وجملة: «أكفر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أشكر.
وجملة: «من شكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «شكر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّما يشكر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شكر.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّ ربّي غنّي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(مستقرّا) ، اسم فاعل من (استقرّ) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ.
كناية عن الاسراع، والطرف هو تحريك أجفانك إذا نظرت، فوضع موضع النظر ولما كان الناظر موصوفا بإرسال الطرف وصف برد الطرف، ووصف الطرف بالارتداد، وعليه قوله:
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك أتعبتك المناظر
[سورة النمل (27) : آية 41]
قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (41)

الإعراب:
(لها) متعلّق ب (نكّروا) ، (ننظر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل نحن (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الذين) متعلّق بمحذوف خبر تكون (لا) نافية.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هكذا عرشك ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» .
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كأنّه هو ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أوتينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «4» .
وجملة: «كنّا مسلمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة أوتينا.
البلاغة
السر في التشبيه: في قوله تعالى كَأَنَّهُ هُوَ:
تشبيه مرسل، عدلت إليه عن مقتضى السؤال، ومقتضاه أن تقول: هو هو لسر دقيق جدا، وذلك أن «كأنه» عبارة عن قرب الشبه عنده، حتى شكك نفسه في التغاير بين الأمرين، فكاد يقول: هو هو، وتلك حال بلقيس. وأما هكذا هو، فعبارة جازم بتغاير الأمرين، حاكم بوقوع الشبه بينهما لا غير، فلهذا عدلت إلى العبارة المذكورة في التلاوة لمطابقتها لحالها.
[سورة النمل (27) : آية 43]
وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (43)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل صدّ (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف (من قوم) متعلّق بمحذوف خبر كانت (كافرين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «صدها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانت تعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تعبد ... » في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: «إنّها كانت ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانت من قوم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة النمل (27) : آية 44]
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (44)

الإعراب:
(لها) متعلّق ب (قيل) ، (الفاء) عاطفة (لجّة) مفعول به ثان منصوب (عن ساقيها) متعلّق ب (كشفت) وعلامة الجر الياء فهو مثنّى (ممرّد) نعت لصرح مرفوع (من قوارير) متعلّق بنعت ثان لصرح (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلّامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل أسلمت (لله) متعلّق ب (أسلمت) ، (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور.
جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ادخلي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «5» .
وجملة: «رأته ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حسبته ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كشفت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حسبته.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّه صرح ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء ... لا محل لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إنّي ظلمت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ظلمت نفسي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أسلمت ... » في محل رفع معطوفة على جملة ظلمت.
الصرف:
(الصرح) ، اسم جامد للقصر أو صحن الدار، وزنه فعل.
(لجّة) ، اسم للماء أو لموجه، وزنه فعلة بضمّ فسكون، جاءت عينه ولامه من حرف واحد.
(ساقيها) ، مثنّى ساق، اسم للجارحة المعروفة، وزنه فعل بفتحين، وفيه إعلال بالقلب أصله سوق بفتح السين والواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، جمعه سوق وزنه فعل بضمّ فسكون، وسيقان وأسوق بفتح الهمزة وضمّ الواو، والساق مؤنّث اللفظ على الغالب.
(ممرّد) ، اسم مفعول من (مرّد) الرباعيّ أي ملّس، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(قوارير) ، جمع قارورة، اسم لإناء الزجاج، وزنه فاعولة، ووزن قوارير فواعيل، وسمّيت بذلك لأن الأشياء تقرّ بداخلها، وقصد بها في الآية مادّتها أي الزجاج.
البلاغة
التجنيس: وهو تآلف الكلمتين في تأليف حروفهما وهو هنا في قوله تعالى أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ
الفوائد
1- قيل: إن سليمان تزوج بلقيس ملكة اليمن ...
وكان يزورها في الشهر مره، فيقيم عندها ثلاثة أيام. وقد ولدت له، وقد أمرها على ملكها ... وقيل غير ذلك. فقد زعموا أن سليمان زوّجها ذا تبع من ملوك اليمن وهم الأذواء ... !
2- الصرح ...
ورد في كتب التفسير، أن سليمان أمر أن يبني لبلقيس قصرا على طريقها إليه، وطلب أن يكون هذا القصر من الزجاج الأبيض، وقد جرى من تحته الماء، وألقي فيه من دواب البحر السمك وغيره، ثم وضع لسليمان سريره في صدر المجلس، فلما رأت الماء لجة خافت، وظنت أنه يراد إغراقها، ونظرت إلى كرسي سليمان على الماء، فدهشت، ثم وجدت نفسها مجبرة على اجتياز الماء، فكشفت عن ساقيها، وكان يراد من خلال ذلك امتحان عقلها وعرض المعجزات عليها، وليس كما يزعم بعضهم أن سليمان أراد التحقيق من وجود الشعر على ساقيها، فإن ذلك لا يليق بمقام النبوة وترفعها عن الدنيات.
__________
(1) في الآية (29) من هذه السورة.
(2) يجوز أن يكون اسم فاعل خبر مرفوع ... والكاف مضاف إليه.
(3) هي جملة مقول القول في الأصل.
(4) أو لا محلّ لها استئنافيّة، وكلّ من الإعرابين بحسب تقدير ضمير المتكلّم في (أوتينا) كما جاء في الحاشية (2) .
(5) لأنها في الأصل مقول القول.


ابوالوليد المسلم 30-06-2022 05:32 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع عشر
(الحلقة 436)
من صــ 177الى صـ 187


[سورة النمل (27) : آية 45]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (45)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى ثمود) متعلّق ب (أرسلنا) ، (صالحا) عطف بيان على (أخاهم) ، (أن) حرف تفسير «1» وقد حرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، (الفاء) عاطفة (إذا) حرف للفجاءة.
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «2» .
وجملة: «هم فريقان ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: «يختصمون» في محلّ رفع نعت ل (فريقان) .
[سورة النمل (27) : آية 46]
قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)

الإعراب:
(قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لم) حرف جرّ واسم استفهام حذفت ألفه في محلّ جرّ متعلّق ب (تستعجلون) ، (بالسيّئة) متعلّق بفعل تستعجلون، بحذف مضاف، أي بطلب السيّئة (قبل) ظرف زمان متعلّق ب (تستعجلون) ، (لولا) حرف تحضيض (لعلّكم) حرف ترج ونصب، والواو في (ترحمون) نائب الفاعل.
جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تستعجلون» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تستغفرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة النمل (27) : آية 47]
قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)

الإعراب:
(بك) متعلّق ب (اطّيّرنا) وكذلك (بمن) ، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ، والواو في (تفتنون) نائب الفاعل.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اطّيّرنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «طائركم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تفتنون» في محلّ رفع نعت لقوم.
الفوائد
- قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ...
تحدثنا عن الطيرة فيما سبق من هذا الكتاب، وعن رأي الإسلام فيها، فلا حاجة للعودة إليها والحديث عنها. فعد إليها في سورة الأعراف من هذا الكتاب.
[سورة النمل (27) : آية 48]
وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (في المدينة) متعلّق بخبر كان (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون) ، (لا) نافية.
جملة: «كان في المدينة تسعة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفسدون ... » في محلّ رفع نعت ل (تسعة ... ) «3» .
وجملة: «لا يصلحون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفسدون.
البلاغة
التمام أو التتميم: في قوله تعالى وَلا يُصْلِحُونَ وهذا الفن هو أن تأتي في الكلام كلمة إذا طرحت منه نقص معناه في ذاته أو في صفاته ولفظه تام.
فإن قوله «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ» شأنهم الإفساد البحت، وقد كانوا كما يروى عتاة غلاظا، وهم الذين أشاروا بعقر الناقة، لمراغمة صالح، وإثارة حفيظته، ومنهم قدار بن سالف المشهور بالشؤم، وقد تقدم ذكره، ولكن قوله يفسدون في الأرض لا يدفع أن يندر منهم أو من أحدهم بعض الصلاح، فتمم الكلام بقوله «وَلا يُصْلِحُونَ» دفعا لتلك العذرة أن تقع، أو أن يخالج بعض الأذهان شك في أنها ستقع. وبذلك قطع كل رجاء في إصلاح أمرهم وحسن حالهم.
الفوائد
- تمييز العدد وتذكيره وتأنيثه:
أ- إذا كان مميز العدد- ما بين الثلاثة والعشرة- اسم جنس، أو اسم جمع الذي، ليس له مفرد من لفظه، مثل: قوم ورهط،فيجرّ ب «من» ، فنقول: «عشرة من القوم لقيتهم، وقال تعالى: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ وقد يجرّ بإضافة العدد إليه نحو: «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ» .
ب- إذا كان مميز العدد «من الثلاثة الى العشرة وما بينهما» جمعا أضفنا العدد إليه، فكان مجرورا بالاضافة، نحو: ثلاثة رجال وثلاث نساء.
ج- أما التذكير والتأنيث فيعتبر مع اسمي الجمع والجنس بحسب حالهما، باعتبار عود الضمير عليهما تذكيرا وتأنيثا.
فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما من التأنيث والتذكير، فإذا كان الضمير مؤنثا ذكّر العدد وإن كان مذكر أنّث العدد، فنقول: ثلاثة من الغنم عندي.
فقد انّثنا العدد لأننا نذكر ضمير الغنم فنقول: غنم كثير، ونقول: ثلاث من البط لأننا نقول بط كثيرة. ولكن نقول: ثلاث أو ثلاثة من البقر لأن البقر وضميره يجوز تذكيره وتأنيثه د- اسم الجمع حكمه حكم المذكر، إن كان لمن يعقل. وحكمه حكم المؤنث، إن كان لما لا يعقل. وفي ذلك نظر.
وعند ما يختلف النحاة نحيلك على المطولات.
ملاحظة هامة:
التذكير والتأنيث مع الجمع يعتبر حسب مفرده، فإن كان مفرده مذكرا أنثنا العدد وإن كان مفرده مؤنثا ذكرنا العدد.
الرهط: هو النفر من ثلاثة الى عشرة وقد يجمع على أرهط وأراهط على خلاف بين النحاة.
[سورة النمل (27) : آية 49]
قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (49)

الإعراب:
الفاعل في (قالوا) يعود على بعض القوم يقول لبعض (بالله) متعلّق ب (تقاسموا) ، (اللام) لام القسم (نبيتنّه) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (أهله) معطوف على الضمير المفعول في (نبيّتنه) ، (ثمّ) حرف عطف (لنقولنّ) مثل لنبيّتنه (لوليّه) متعلّق ب (نقولنّ) ، (ما) نافية (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «قالوا» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «تقاسموا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نبيّتنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «نقولنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: «ما شهدنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّا لصادقون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «4» .
البلاغة
- تقاسموا:
فاعل وتفاعل: صيغتان للمشاركة، تفيد كل منهما أن أكثر من واحد اشتركا في الفعل، لذلك دعيت بصيغة المشاركة.

[سورة النمل (27) : الآيات 50 الى 53]
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (53)

الإعراب:
(مكرا) مفعول مطلق منصوب في الموضعين للفعلين (الواو) حاليّة (لا) نافية.
وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مكرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(51) (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (الواو) عاطفة (قومهم) معطوف على الضمير المفعول في (دمّرناهم) ، (أجمعين) توكيد معنوي للضمير والقوم، منصوب وعلامة النصب الياء «5» .
وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان عاقبة..» في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: «دمّرناهم ... » في محلّ رفع خبر أنّا.
والمصدر المؤوّل (أنّا دمّرناهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بعاقبة أي بأنا دمّرناهم «6» .
(52) (الفاء) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره بيوتهم (خاوية) حال منصوبة من البيوت والعامل الإشارة (بما) متعلّق بخاوية، والباء سببيّة، وما حرف مصدريّ (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق بآية بمعنى عظة وعبرة.
وجملة: «تلك بيوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كان عاقبة «7» .
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
(53) (الواو) عاطفة في الموضعين (الذين) موصول مفعول به في محلّ نصب.
وجملة: «أنجينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تلك بيوتهم.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا يتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يتّقون» في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى وَمَكَرْنا مَكْراً.
مكر الله: إهلاكهم من حيث لا يشعرون. شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة.
الفوائد
3- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ...
مرّ معنا ذكر تأنيث الفعل وتذكيره، وفي هذه الآية ذكّر الفعل «كان» رغم أن الفاعل «عاقبة» وهو مؤنث، إلا أنه لا يعقل وفي هذه الحالة يجوز تأنيث الفعل وتذكيره فتبصّر.
وتأنيث الفعل هو إلحاق تاء التأنيث في آخره إذا كان ماضيا، وإيجاد تاء المضارعة في أوله إذا كان مضارعا. والتذكير حذفهما. ولتمام هذا الحديث يجب أن تعاوده في مواطنه، فإنه بحث شائق، جدير بالدرس والتحقيق.
1- مرّ معنا منذ قريب قصة الرهط المؤلف من تسعة رجال الذين ائتمروا على أن يقتلوا صالحا فسقط عليهم الكهف فقتلهم جميعا.
2- الإنسان يمكر، وأما الله فلا يمكر، وإنما أسند المكر الى الله للمشاكلة، وهو فن من فنون البلاغة ألمحنا اليه فيما سبق، وتعريف المشاكلة: هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته

[سورة النمل (27) : الآيات 54 الى 55]
وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لوطا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إذ) ظرف متعلّق بالفعل المحذوف «8» (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (الواو) واو الحال ...
جملة: « (اذكر) لوطا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تأتون ... » في محلّ نصب مقول القول.
(55) (الهمزة) ذكرت لتأكيد الإنكار (اللام) المزحلقة للتوكيد (شهوة) حال منصوبة من الرجال (من دون) متعلّق بحال من الفاعل (بل) للإضراب والابتداء ...
وجملة: إنّكم لتأتون ... لا محلّ لها استئناف بيانيّ «9» .
وجملة: «تأتون الرجال ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تجهلون ... » في محلّ رفع نعت لقوم.
وجملة: «أنتم تبصرون ... » في محل نصب حال.
وجملة: «تبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
الفوائد
من قصص القرآن «قصة لوط» ...
رحل إبراهيم عن مصر، واصطحب معه في سفره لوطا، ورجعا من هذه البلاد بمال كثير وخير وفير، ونزلا بتلك الأرض المقدسة، ولكن ضاقت بأنعامهما وأغنامهما، فنزح لوط عن محلة عمه إبراهيم، واستقر به المقام بمدينة سدوم.
كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة، ونوايا سيئة، لا يتعفّفون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر ... وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها، فكانوا يأتون الذاكران، ويذرون ما خلق الله لهن من النساء.
أوحى الله إلى لوط، أن يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يذروا ما هم عليه من الفواحش: فجعلوا أصابعهم في آذانهم، وقد عميت بصائرهم، وألقي الران في قلوبهم، فواعدوا لوطا ومن آمن معه، وعزموا على إبعادهم عن قريتهم.
سأل لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الفاسقين، ويوقع بهم العذاب الأليم.
استجاب الله دعاءه، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها، لينزلوا بهم سوء العذاب. ومرّ الرسل على إبراهيم أولا، فأخبروه بمهمتهم، وبشروه بغلام عليم.
خاف إبراهيم على لوط والذين آمنوا معه، فطمأنه الرسل، وأخبره أن لوطا ومن آمنوا معه لن يصيبهم العذاب، وسيكونون من الناجين.
ونزل الرسل بدار لوط، وتسامع القوم بهذا الضيف الذي حلّ بدار لوط، وكان الملائكة بصورة شباب من أنضر الناس عودا، وأجملهم وجها، فطمع بهم قوم لوط، وأحاطوا بدار لوط، يريدون الوصول إلى ضيفه.
وقد غشيت لوط سحابة من الحزن، وتملكته ثورة من الغضب، وقد رأى القوم يقتحمون داره، ويحاولون الاعتداء على ضيفه.
ولما رأى الملائكة ما عليه لوط من الحزن والوجد، ردّوا لهفته، وسكنوا روعته، وقالوا: يا لوط إنا رسل ربك، جئنا لإنقاذك ودفع العدوان عنك، فلن يصل هؤلاء الكفرة إليك.
وأمروه أن يسري هو وأهله، ويتركوا هذه القرية التي تأذّن الله أن يجعل عاليها سافلها.
خرج لوط هو وأهله، وفارق القرية وأهلها غير آسف عليها، وجاءها أمر الله، فزلزلت أرضها، وجعل عاليها سافلها، ثم غشيت بمطر من سجيل، فأصبحت دارهم بلقعا، وبيوتهم خاوية بما ظلموا «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» .
__________
(1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن اعبدوا ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (أرسلنا) .
(2) أو لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
(3) أو في محلّ جرّ نعت لرهط. [.....]
(4) أو في محلّ نصب حال من فاعل شهدنا.
(5) يجوز أن يكون حالا منهما.
(6) ويجوز أن يكون بدلا من عاقبة في محلّ رفع ... أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي والجملة استئناف بيانيّ.
(7) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها.
(8) أو بدل من (لوطا) بدل اشتمال على معنى قول لوط في ذلك الحين.
(9) أو في محلّ نصب بدل من جملة تأتون الفاحشة ...


ابوالوليد المسلم 01-07-2022 12:49 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 437)
من صــ 187الى صـ 201





الجزء العشرون
بقية سورة النمل
من الآية 56- إلى الآية 93 سورة القصص آياتها 88 آية سورة العنكبوت من الآية 1- إلى الآية 45

[سورة النمل (27) : آية 56]
فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (جواب) خبر كان مقدّم (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ...
والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان.
من قريتكم) متعلّق ب (أخرجوا) .
جملة: «ما كان جواب..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أخرجوا..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّهم أناس ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يتطهّرون» في محلّ رفع نعت لأناس.

[سورة النمل (27) : الآيات 57 الى 58]
فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أهله) معطوفة على الضمير المفعول في (أنجيناه) ، (إلّا) أداة استثناء (امرأته) منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل (من الغابرين) متعلّق ب (قدّرناها) .
جملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قدّرناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(58) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا) ، (مطرا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) استئنافيّة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ ...
والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره مطرهم.
وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ساء مطر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
- من قصص القرآن «قصة لوط» :
رحل إبراهيم عن مصر، واصطحب معه في سفره لوطا، ورجعا من هذه البلاد بمال كثير، وخير وفير، ونزلا بتلك الأرض المقدسة. ولكن ضاقت بأنعامهما واغنامهما فنزح لوط عن محلة عمه إبراهيم، واستقر به المقام بمدينة سدوم.
كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة، ونوايا سيئة، لا يتعفّفون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر. وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها، فكانوا يأتون الذكران، ويذرون ما خلق الله لهن من النساء. أوحى الله إلى لوط أن يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يذروا ما هم عليه من الفواحش، فجعلوا أصابعهم في آذانهم، وقد عميت أبصارهم. وألقي الران على قلوبهم.
فتوعدوا لوطا ومن آمن معه، وعزموا على إبعادهم عن قريتهم.
سأل لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الفاسقين، ويوقع بهم العذاب الأليم.
استجاب الله دعاءه، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها. لينزلوا بهم سوء العذاب ومرّ الرسل على إبراهيم أولا، فأخبروه بمهمتهم، وبشروه بغلام عليم.
خاف إبراهيم على لوط والذين آمنوا معه، فطمأنه الرسل وأنبأوه أن لوطا ومن آمنوا معه لن يصيبهم العذاب، وسيكونون من الناجين. ونزل الرسل بدار لوط.
وتسامع القوم بهذا الضيف الذي حلّ بدار لوط، وكان الملائكة بصورة شباب من أنضر الناس عودا وأجملهم وجها، فطمع بهم قوم لوط، وأحاطوا بدار لوط، يريدون الوصول إلى ضيفه.
وقد غشيت لوط سحابة من الحزن، وتملكته ثورة من الغضب، وقد رأى القوم يقتحمون داره ويحاولون الاعتداء على ضيفه.
ولما رأى الملائكة ما عليه لوط من الحزن والوجد، ردّوا لهفته، وسكنوا روعته، وقالوا: يا لوط إنا رسل ربك جئنا لإنقاذك ودفع العدوان عنك، فلن يصل هؤلاء الكفرة إليك. وأمروه أن يسري هو وأهله، ويتركوا هذه القرية التي تأذن الله أن يجعل عاليها سافلها.
خرج لوط هو وأهله. وفارق القرية وأهلها غير آسف عليها. وجاءها أمر الله، فزلزلت أرضها، وجعل عاليها سافلها، ثم غشيت بمطر من سجيل، فأصبحت دارهم بلقعا، وبيوتهم خاوية بما ظلموا «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» .
[سورة النمل (27) : الآيات 59 الى 64]
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)
أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (64)

الإعراب:
(لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «2» ، (على عباده) خبر المبتدأ (الذين) موصول نعت لعباده (الهمزة) للاستفهام (أم) هي المتّصلة حرف عطف (ما) حرف مصدريّ «3» ...
والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ رفع معطوف على لفظ الجلالة المبتدأ أي شركهم.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الحمد لله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سلام على عباده ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ، والعائد محذوف.
وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
(60) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن لم يخلق ... «4» ، (لكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أنبت) والباء سببيّة (ذات) نعت لحدائق منصوب «5» ، (ما) نافية (لكم) متعلّق بخبر كان (أن) حرف مصدريّ ...
والمصدر المؤوّل (أن تنبتوا ... » في محلّ رفع اسم كان.
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (إله) مبتدأ مرفوع «6» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ إله (بل) للإضراب الانتقاليّ.
وجملة: «من خلق ... (كمن لم يخلق) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق السموات» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل وفي ضمير المتكلّم التفات.
وجملة: «ما كان لكم ... » في محلّ نصب نعت لحدائق «7» .
وجملة: «تنبتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أإله مع الله» لا محلّ لها استئناف.
وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئناف.
وجملة: «يعدلون» في محلّ رفع نعت لقوم.
(61) (أم) في المواضع الأربعة مثل (أم) السابقة (من جعل) مثل من خلق (قرارا) مفعول به ثان عامله جعل، (خلالها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله جعل الثاني و (لها) مفعول ثان عامله جعل الثالث و (بين) ظرف منصوب متعلّق بمفعول ثان عامله جعل الرابع (أإله مع الله) مثل الأولى (بلى) مثل الأول (لا) نافية ...
وجملة: «من جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «جعل ... أنهارا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «جعل ... رواسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «جعل ... حاجزا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) .
(62) (أم من يجيب ... ) مثل أم من خلق (إذا) ظرف زمان للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (يجيب) ، (خلفاء) مفعول به ثان عامله يجعلكم (أإله مع الله) مثل الأولى (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته عامله تذكّرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.
وجملة: «من يجيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «دعاه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يكشف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يجعلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
(63) (أم من يهديكم) مثل أم من خلق ... (في ظلمات) متعلّق ب (يهديكم) ، (من يرسل ... ) مثل من يهديكم ومعطوفة عليها (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بشرا) «8» ، (عما) متعلّق ب (تعالى) ، وما حرف مصدري» .
وجملة: «من يهديكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يهديكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني)(9) .
وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
(64) (أم من يبدأ ... ) مثل أم من خلق (ثمّ) حرف عطف، (من يرزقكم) مثل من يبدأ ومعطوف عليه (من السماء) متعلّق ب (يرزقكم) ، (هاتوا) أمر جامد مبنيّ على حذف النون «10» قياسا على نظيره المسند إلى واو الجماعة (كنتم) ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (صادقين) خبر كنتم منصوب، وعلامة النصب الياء.
وجملة: «يبدأ الخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يرزقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «أإله مع الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هاتوا برهانكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(60) حدائق: جمع حديقة اسم للبستان عليه حائط وزنه فعيلة بمعنى مفعولة لأن الحائط أحدق بها.
(بهجة) ، اسم من (بهجه) بمعنى أفرحه باب فتح، وهو الحسن والنضارة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(61) حاجزا: اسم فاعل من حجز الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(62) المضطر: اسم مفعول من الخماسيّ اضطرّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إبدال التاء طاء ... انظر الآية (126) من سورة البقرة.
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ.
التفات من الغيبة إلى التكلم بنون العظمة، لتأكيد اختصاص الفعل بحكم المقابلة بذاته تعالى، والإيذان بأن إنبات تلك الحدائق المختلفة الأصناف والأوصاف والألوان والطعوم والروائح والاشكال- مع مالها من الحسن البارع والبهاء الرائع- بماء واحد أمر عظيم لا يكاد يقدر عليه إلا هو وحده عز وجل.
الفوائد
- همزة الاستفهام:
تحدثنا فيما سبق عن بعض خصائص همزة الاستفهام، وسنوفي هنا البحث عن هذه الهمزة:- هي أصل أدوات الاستفهام، بل هي- كما قال- سيبويه «حرف الاستفهام الذي لا يزول عنه لغيره، وليس للاستفهام في الأصل غيره. وإنما تركوا- همزة الاستفهام في «من، ومتى، وهل ونحوهن» حيث أمنوا الالتباس، ولهذا خصّت بأحكام: أحدها: جواز حذفها، سواء تقدمت على «أم» كقول عمر بن أبي ربيعة:
فوالله ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
أراد: أبسبع.
أم لم تتقدم على أم، كقول: الكميت:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
الثاني: أنها ترد لطلب التصور نحو:
«أخالد مقبل أم علي» .
ولطلب التصديق نحو «أمحمد قادم» ؟ وبقية أدوات الاستفهام مختصة بطلب التصديق فقط.
الثالث: أنها تدخل على الإثبات كما تقدم، وعلى النفي، نحو «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» .
الرابع: تمام التصدير فهي لا تذكر بعد «أم» فلا نقول: أقرأ خالد أم أكتب؟
ولكن نقول: أقرأ خالد أم هل كتب؟ وكذلك تقدم على العاطف «الواو أو الفاء أو ثمّ» تنبيها على أصالتها في التصدير، مثل:
«أولم ينظروا» «أفلم يسيروا» «أثمّ إذا ما وقع آمنتم به» ، أما أخواتها فتتأخر عن حروف العطف، نحو «وكيف تفكرون، فأين تذهبون، فأنى تؤفكون، فأي الفريقين» .
الخامس: تختلف همزة الاستفهام عن غيرها في أمور كثيرة، وما يجوز فيها لا يجوز بغيرها:
1- يجوز أن يأتي بعدها اسم منصوب، نحو: أعبد الله ضربته، وأعمرا قتلت أخاه، ففي هذا تضمر بين الهمزة والاسم المنصوب فعلا، ومثل ذلك: أزيدا مررت به أم عمرا.
2- دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل: إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل ثبتت همزة الاستفهام وسقطت همزة الوصل، لأن همزة الاستفهام نابت عن همزة الوصل بالتوصل إلى النطق بالساكن. نحو: أبن زيد أنت؟
ونحو «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ» «أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ» «افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً» قال ابن قيس الرقيات:
فقالت أبن قيس ذا ... وبعض الشيب يعجبها
3- همزة الاستفهام وا لقسم:
تقول: «آلله» مستفهما مع التأكيد بالقسم، وكذلك «ايم الله» و «ايمن الله» فهمزة الاستفهام نابت عن واو القسم، وجرّ بها المقسم به ولا تحذف هنا همزة الوصل في لفظ الجلالة أو «ايم» أو «أيمن» وإنما تجعل مدة، مثلها هنا كمثلها لو دخلت على غير القسم. فتقول: «آلرجل فعل ذلك» فهمزة الاستفهام هنا حملت معنيين، الاستفهام ونيابة الواو في القسم، فإذا قلت «آلله لتفعلنّ» فكأنك قلت:
«أتقسم بالله لتفعلنّ» .
4- دخول همزة الاستفهام على «ال» التعريفية: إذا دخلت همزة الاستفهام على ال التعريف، أبقيت الأولى همزة، وحوّلت الثانية إلى مدة، كقولك: «آلرجل قال ذاك» ونابت الألف في الرسم عن الهمزتين، نحو «آلساعة جئت» . ومن ذلك قوله تعالى:
«آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» «آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ» «آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ» .
5- خروج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي:
تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان.
أ- التسوية: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ.
ب- الإنكار الابطالي: نحو: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ؟
ج- الإنكار التوبيخي: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟
د- التقرير: نحو أنصرت بكرا وأ بكرا نصرت؟
هـ- التهكم نحو: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا؟
والأمر نحو: «أَأَسْلَمْتُمْ» أي أسلموا.
ز- التعجّب نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ.
ح- الاستبطاء نحو: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ؟
ط- الالتفات في قوله: «فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ» بعد قوله «أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً» فقد انتقل في نقل الإخبار من الغيبة إلى التكلم عن ذاته في قوله فأنبتنا، والسر فيه تأكيد اختصاص فعل الإنبات بذاته تعالى وللإيذان بأن إنبات الحدائق المختلفة الأصناف وما يبدو فيها من تزاويق الألوان وتحاسين الصور ومتباين الطعوم، ومختلف الروائح المتفاوتة في طيب العرف والأريج كل ذلك لا يقدر عليه إلا قادر خالق وهو الله وحده، ولذلك رشح هذا الاختصاص بقوله بعد ذلك «ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها» .
[سورة النمل (27) : الآيات 65 الى 66]
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (66)

الإعراب:
(لا) نافية (من) اسم موصول فاعل يعلم في محلّ رفع «11» (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (الغيب) مفعول به منصوب (إلّا) للاستثناء بمعنى غير «12» ، (الله) لفظ الجلالة وإلّا قبله نعت للموصول مرفوع «13» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (أيّان) ظرف زمان منصوب عامله (يبعثون) والواو فيه نائب الفاعل.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما يشعرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «يبعثون» في محلّ نصب مفعول به عامله يشعرون المعلّق بأيّان الاستفهاميّ، وهو مضمّن معنى يعرفون.
(66) (بل) للإضراب الانتقاليّ في المواضع الثلاثة (في الآخرة) متعلّق ب (ادّارك) ، (في شكّ) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (منها) متعلّق بنعت لشكّ، و (منها) الثاني متعلّق بالخبر (عمون) .
وجملة: «ادّارك علمهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم في شك منها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم منها عمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) على معنى الحجارة أو وسائل العذاب ... أو مفعول مطلق على معنى المصدر.
(2) الذي سوغ الابتداء به، وهو نكرة، دلالته على المدح.
(3) أو اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والعائد محذوف.
(4) وقدّر الخبر تقديرات أخرى بحسب المعنى أي: يكفر بنعمته ويشرك به، أو ...
خير أم ما يشركون ... إلخ.
(5) أفرد لأن المنعوت جمع غير عاقل.
(6) نكرة معتمدة على الاستفهام.
(7) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من حدائق لأنه تعرّف بالوصف.
(8) أي قبل المطر. [.....]
(9) أو موصول، والعائد محذوف.
(10) ليس له مضارع ولا ماض.
(11) يجوز أن يكون مفعولا به، و (الغيب) بدلا من الموصول، وفاعل يعلم هو لفظ الجلالة، أي لا يعلم الأشياء التي تحدث في السموات والأرض الغائبة عنّا إلّا الله- وهو قول ابن هشام.
(12) أو أداة استثناء بمعنى لكن ليكون الاستثناء منقطعا لأن الاتصال يقتضي أن الله من جملة من في السموات والأرض أي له مكان ... وعلى هذا لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره يعلم الغيب.
(13) يجوز أن يكون بدلا من الموصول إذا لم تقدّر إلّا بمعنى غير، أي لا يعلم الغيب أحد إلّا الله.


ابوالوليد المسلم 01-07-2022 02:48 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 438)
من صــ 202الى صـ 213





[سورة النمل (27) : الآيات 67 الى 68]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بمحذوف يفسره ما بعده أي أنخرج إذا كنّا ... (الواو) عاطفة (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل اسم كان «1» مرفوع (الهمزة) مثل الأولى (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّا لمخرجون» لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط المقدّر.
(68) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر و (نا) ضمير نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (وعدنا) ، (هذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل (نا) ، مرفوع (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدنا) ، (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (أساطير) خبر المبتدأ (هذا) .
وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
[سورة النمل (27) : الآيات 69 الى 70]
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)

الإعراب:
(في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (انظروا ... المجرمين) مرّ إعراب شبيهها «2» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
(70) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تحزن) المنفي (في ضيق) متعلّق بخبر تكن (ما) حرف مصدريّ «3» والمصدر المؤوّل (ما يمكرون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بضيق.
وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: «لا تكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: «يمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(ضيق) ، مصدر ضاق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة النمل (27) : آية 71]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (71)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (هذا) (الوعد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
[سورة النمل (27) : آية 72]
قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)

الإعراب:
(عسى) فعل ماض تام فاعله المصدر المؤوّل (أن يكون ... ) ، واسم يكون ضمير الشأن محذوف (لكم) متعلّق ب (ردف) بتضمينه معنى قرب «4» ، (بعض) فاعل ردف مرفوع (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ردف ... بعض ... » في محلّ نصب خبر يكون.
وجملة: «تستعجلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
[سورة النمل (27) : الآيات 73 الى 75]
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (74) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (75)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (على الناس) متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «إنّ ربّك لذو..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
(74) (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأولى (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ.
نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني مثل الأول ومعطوف عليه ...
وجملة: «إنّ ربّك ليعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو ...
وجملة: «يعلم..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تكنّ صدورهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «يعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانيّ.
75 (الواو) عاطفة (ما) نافية (غائبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (في السماء) متعلّق بنعت لغائبه (إلّا) أداة حصر (في كتاب) متعلّق بخبر لغائبه ...
وجملة: «ما من غائبة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو ...
الصرف:
(غائبة) ، قيل هو اسم فاعل من الثلاثيّ غاب زيدت فيه التاء للمبالغة، وقيل هو مصدر مثل العاقبة والعافية، وقيل هو اسم وليس صفة كالنطيحة والذبيحة، والوزن فاعلة.
الفوائد
- أقسام التاء المربوطة التي تلحق الأسماء:
أ- تكون علامة للتأنيث، ولها أحكام وتفصيلات نتجاوزها للاختصار، نحو قائم وقائمة. ويستثني من دخول هذه التاء خمسة أوزان:
1- فعول نحو امرأة جسور 2- فعيل نحو امرأة جريح 3- مفعال نحو امرأة منحار.
4- مفعيل نحو امرأة معطير 5- مفعل نحو امرأة مغشم ففي سائر هذه الصفات يستوي الرجل والمرأة في تجردهما من هذه التاء.
ب- تكون للفصل. وتاء الفصل تفصل الواحد من جنسه، نحو «ثمرة» . وتفصل الجنس من واحده، نحو «كماة» .
ج- تاء العوض: وهي التي تأتي عوضا عن فاء الاسم عند حذفه نحو عدة، أو عينه نحو إقامة، أو لامه نحو سنة.
د- تاء التعريب:وهي تأتي لتعريب الأسماء الأعجمية.
هـ- تاء المبالغة: وتلحق الوصف للدلالة على المبالغة فيه، نحو راوية ونسّابة وعلّامة إلخ. لكثير الرواية والخبير بالأنساب وكثير العلم وغزيره.
[سورة النمل (27) : الآيات 76 الى 77]
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)

الإعراب:
(على بني) متعلّق ب (يقصّ) ، وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكر (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (فيه) متعلّق ب (يختلفون) .
جملة: «إنّ هذا القرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقصّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هم فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يختلفون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
(77) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (للمؤمنين) متعلّق ب (رحمة) وجملة: «إنّه لهدى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة النمل (27) : الآيات 78 الى 81]
إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)

الإعراب:
(بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يقضي) ، (بحكمه) متعلّق ب (يقضي) ، (الواو) عاطفة- أو حالية- (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو ...
جملة: «إن ربّك يقتضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقضي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقضي «5» .
(79) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (على الحقّ) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «توكّل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردت الفوز فتوكّل ...
وجملة: «إنّك على الحق ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(80) (لا) نافية في الموضعين (الدعاء) مفعول به ثان لفعل تسمع الثاني وحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه (ولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (مدبرين) حال مؤكّدة لمضمون الفعل.
وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها استئناف فيه تعليل ثان للتوكّل.
وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا تسمع (الثانية) ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تسمع الأولى.
وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
(81) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير في محلّ رفع اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (العمي) مضاف إليه مجرور (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) تعليليّة.
وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنك لا تسمع.
وجملة: «إن تسمع إلّا من ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: «يؤمن..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
التتميم: في قوله تعالى «إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» .
تقييد النفي لتتميم التشبيه وتأكيد النفي، فإنهم- مع صممهم عن الدعاء إلى الحق- معرضون عن الداعي، مولون على أدبارهم ولا ريب في أن الأصم لا يسمع الدعاء مع كون الداعي بمقابلة صماخه، قريبا منه، فكيف إذا كان خلفه أو بعيدا منه.
[سورة النمل (27) : آية 82]
وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (82)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (وقع) ، (لهم) متعلّق ب (أخرجنا) ، (من الأرض) متعلّق بفعل أخرجنا (بآياتنا) متعلّق ب (يوقنون) المنفي.
والمصدر المؤوّل (أنّ الناس كانوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تكلّمهم) أي بأنّ الناس.
جملة: «وقع القول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تكلّمهم» في محلّ نصب نعت لدابّة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لا يوقنون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد
- دابة الأرض:
ليس لدينا نص يحدد لنا نوعها وماهيتها، وليس علينا إلا أن نؤمن بالغيب بما أخبر عنه سبحانه وتعالى، وهو أعلم بها، ولا يضيرنا أن نجهلها، كما لا يفيدنا أن نجري وراء العلم بها، وحسبنا أن نقول بها وبما يشابهها من المغيبات «الله أعلم بذلك» .

[سورة النمل (27) : الآيات 83 الى 84]
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذكر (من كلّ) متعلّق بحال من (فوجا) ، (ممن) متعلّق بما تعلّق به الجارّ (من كلّ) لأنه بدل منه (بآياتنا) متعلّق ب (يكذّب) ، (الفاء) عاطفة والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نحشر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هم يوزعون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشر.
وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر (هم) .
(84) (حتّى) حرف ابتداء (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (بآياتي) متعلّق ب (كذّبتم) ، (بها) متعلّق ب (تحيطوا) ، (علما) تمييز منصوب (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله تعملون «6» .
وجملة: «جاؤوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كذّبتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم تحيطوا ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول «7» .
وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(فوج) ، اسم جمع بمعنى الجماعة، وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع أفواج وفؤوج بضمّ الفاء.
[سورة النمل (27) : آية 85]
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (85)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (وقع) ، (ما) حرف مصدريّ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (الفاء) عاطفة، (لا) نافية.
والمصدر المؤوّل (ما ظلموا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (وقع) .
جملة: «وقع القول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «هم لا ينطقون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا ينطقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
[سورة النمل (27) : آية 86]
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) للتعليل (يسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (فيه) متعلّق ب (يسكنوا) .
والمصدر المؤوّل (أنّا جعلنا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
والمصدر المؤوّل (أن يسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) ، ومفعول جعلنا الثاني محذوف تقديره مظلما «8» .
(الواو) عاطفة (النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين الأول والثاني «9» ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
الفوائد
1- مرّ معنا أن «جعل» في إحدى حالتيها تنصب مفعولين، وقد اشتملت هذه الآية على حالتي جعل، ففي قوله تعالى أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ نصبت مفعولا واحدا وهو الليل، إلا إذا اعتبرنا جملة «لِيَسْكُنُوا فِيهِ» حلّت محل المفعول الثاني، وقوله تعالى وَالنَّهارَ مُبْصِراً النهار مفعول أول، و «مبصرا» مفعول ثان ... أي «وجعلنا النهار مبصرا» .
2- يقول الزمخشري في وصف بعض الكلمات التي يسندها الله إلى نفسه «ألا ترى إلى قوله «صنع الله» و «وعد الله» و «فطرة الله» بعد ما وسمها بإضافتها إليه بسمة التعظيم، كيف تلاها قوله: «الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» «وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً» ، و «لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ» ، «لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ» .
__________
(1) جاز العطف من غير ضمير التأكيد المنفصل لوجود الفاصل (ترابا) .
(2) في الآية (51) من هذه السورة في الجزء التاسع عشر.
(3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يمكرونه.
(4) أو اللام زائدة، وضمير الخطاب مفعوله ... جاء في القاموس ردفه كسمع ونصر تبعه.
(5) أو في محل نصب حال.
(6) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة كنتم تعملون صلة ذا.
(7) يجوز أن تكون الجملة حاليّة زيادة في التوبيخ أي: أكذّبتم بها من غير فهمها والتأمّل فيها.
(8) يجوز أن يكون الفعل (جعلنا) بمعنى خلقنا، فلا تقدير حينئذ. [.....]
(9) أو هما مفعولان لفعل محذوف دلّ عليه الفعل المذكور، والعطف حينئذ من عطف الجمل.

ابوالوليد المسلم 01-07-2022 02:50 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النمل
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 439)
من صــ 213الى صـ 222





[سورة النمل (27) : الآيات 87 الى 90]
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (في الصور) نائب الفاعل لفعل ينفخ (الفاء) عاطفة (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (إلّا) أداة استثناء (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء، وفاعل (شاء) ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) حاليّة (كلّ) مبتدأ مرفوع «2» ، (داخرين) حال منصوبة من فاعل أتوه.
جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ...
وجملة: «فزع من ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ ...
والماضي في حكم المضارع لتحقّق وقوعه.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «كلّ أتوه ... » في محلّ نصب حال ممّن في السموات والأرض.
وجملة: «أتوه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
(88) (الواو) عاطفة (جامدة) مفعول به ثان عامله تحسبها (الواو) حاليّة (مرّ) مفعول مطلق منصوب (صنع) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (ما) حرف مصدريّ «3» .
والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.
وجملة: «ترى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ في الصور.
وجملة: «تحسبها ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترى.
وجملة: «هي تمرّ ... » في محلّ نصب حال من الضمير المستتر في جامدة.
وجملة: (صنعت) صنع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أتقن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إنّه خبير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
(89) (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالحسنة) متعلّق بحال من فاعل جاء أي متلبّسا بها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خير (منها) متعلّق بخير (الواو) حاليّة (من فزع) متعلّق ب (آمنون) ، (يومئذ) متعلّق ب (آمنون) .
وجملة: «من جاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «جاء بالحسنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «له خير ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «هم ... آمنون ... » في محلّ نصب حال «4» .
(90) (من جاء بالسيّئة) مثل من جاء بالحسنة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (وجوههم) نائب الفاعل لفعل كبّت مرفوع (في النار) متعلّق ب (كبّت) ، (هل) حرف استفهام للنفي، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تعملونه.
وجملة: «من جاء (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاء (الأولى) .
وجملة: «جاء بالسيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «كبّت وجوههم» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «هل تجزون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والقول المقدّر حال من الضمير في وجوههم «5» .
وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(88) جامدة: مؤنّث جامد اسم فاعل من الثلاثيّ جمد، وزنه فاعل وهي فاعلة.
(مرّ) مصدر مرّ الثلاثيّ باب نصر، وثمّة مصدران آخران هما مرور ولكنه عدل إلى الماضي للإشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة، واقع على أهل السموات والأرض، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به.
الطباق: في قوله تعالى وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ.
طباق عجيب بين الجمود والحركة السريعة، فجعل ما يبدو لعين الناظر كالجبل في جموده ورسوخه ولكنه سريع يمر مرورا حثيثا كما يمر السحاب، وهذا شأن الأجرام العظام المتكاثرة العدد إذا تحركت لا تكاد تتبين حركتها.
وقد وصف الزمخشري هذه الآيات وصفا بليغا فقال:
«فانظر إلى بلاغة هذا الكلام، وحسن نظمه وترتيبه، ومكانة إضماده، ورصانة تفسيره، وأخذ بعضه بحجزة بعض، كأنما أفرغ إفراغا واحدا. ولأمر ما أعجز القوى، وأخرس الشقاشق. ونحو هذا المصدر إذا جاء عقيب كلام، جاء كالشاهد بصحته والمنادي على سداده، وأنه ما كان ينبغي أن يكون إلا كما قد كان» .
الفوائد
- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها: يلاحظ في هذه الآية وفي التي تليها أن جواب الشرط جاء مقترنا بالفاء، وذلك لأن جواب الشرط أتى جملة اسمية. وهذا يدعونا لتكرار مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء، وقد أراحنا بعضهم بجمعها في هذا البيت من الشعر: إذ قال:
اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وقد وبالتسويف
[سورة النمل (27) : الآيات 91 الى 92]
إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (التاء) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
(هذه) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (البلدة) بدل من اسم الإشارة مجرور (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لربّ (الواو) اعتراضيّة (له) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ كلّ (الواو) عاطفة (أن أكون) مثل أن أعبد (من المسلمين) متعلّق بمحذوف خبر أكون.
والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت الثاني.
جملة: «أمرت ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» .
وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «حرّمها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «له كلّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أمرت (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمرت (الأولى) .
وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
(92) (الواو) عاطفة (أن أتلو) مثل أن أعبد (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق ب (يهتدي) ، (الواو) عاطفة (من ضلّ) مثل من اهتدى (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (من المنذرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنا.
والمصدر المؤوّل (أن أتلو ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن أكون) .
وجملة: «أتلو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
وجملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّما يهتدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى.
وجملة: «ضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أنا من المنذرين ... » في محلّ نصب مقول القول، والرابط مع الشرط مقدّر أي قل له.
البلاغة
الاحتراس: في قوله تعالى وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ:
احتراس بديع وقد تقدم ذكر هذا الفن، وأنه يؤتى به دفعا لتوهم يتوجه على الكلام، فقد أضاف سبحانه اسمه إلى مكة تشريفا لها وذكرا لتحريمها، ولما أضاف اسمه إلى البلدة والمخصوصة بهذا التشريف أتبع ذلك إضافة كل شيء سواها إلى ملكه، قطعا لتوهم اختصاص ملكه بالبلدة المشار إليها، وتنبيها على أن الاضافة الأولى إنما قصد بها التشريف، لا لأنها ملك الله تعالى خاصة.
[سورة النمل (27) : آية 93]
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (لله) خبر المبتدأ الحمد (السين) حرف استقبال (الفاء) عاطفة (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (ما) الثاني حرف مصدريّ «7» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ ب (عن) متعلّق بغافل.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما أمرت «8» .
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سيريكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تعرفونها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيريكم.
وجملة: «ما ربّك بغافل ... » لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الفوائد
- في ختام سورة النمل نحيل القارئ على ما ذكره الباقلاني في تفسير هذه السورة وتحليلها ومواطن الإعجاز فيها، فقد قال فيها ما يحسن قوله، وإن كان لا يطال بلاغة القرآن ذو طول أو حول. فمن شاء فليرجع إلى ما قاله الباقلاني في معرض الحديث عن مواطن البلاغة في هذه السورة.
سورة القصص
آياتها 88 آية
[سورة القصص (28) : الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)

الإعراب:
(عليك) متعلّق ب (نتلو) ، وكذلك (من نبأ) «9» ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل نتلو أو من مفعوله (لقوم) متعلّق ب (نتلو) أي من أجل ...
جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «نتلو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «10» .
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
__________
(1) أو معطوف على الظرف السابق (يوم نحشر ... ) في الآية (83) من هذه السورة.
(2) دلّ على عموم، وهو على تقدير مضاف إليه أي كلّهم.
(3) أو اسم موصول في محل جر والعائد محذوف أي تفعلونه.
(4) يجوز عطفها على الاستئنافيّة فلا محلّ لها.
(5) لأن المضاف هو جزء من المضاف إليه.
(6) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم: إنّما ...
(7) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.
(8) في الآية (91) من هذه السورة.
(9) من لابتداء الغاية، ويجوز أن تكون تبعيضيّة فالجارّ نعت للمفعول المقدّر أي شيئا من نبأ موسى ...
(10) أو في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) ، والرابط مقدّر أي نتلوها ... و (آيات) بدل من الإشارة، أو هي خبر ثان ... ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من آيات والعامل الإشارة.

ابوالوليد المسلم 01-07-2022 02:51 PM

رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد
 
كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة القصص
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء العشرون
(الحلقة 440)
من صــ 223الى صـ 235






[سورة القصص (28) : الآيات 4 الى 13]
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (8)
وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (12) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13)

الإعراب:
(في الأرض) متعلّق ب (علا) ، (شيعا) مفعول به ثان عامله جعل (منهم) متعلّق بنعت لطائفة (من المفسدين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: «إنّ فرعون علا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «علا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علا.
وجملة: «يستضعف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «يذبّح ... » لا محلّ لها بدل من جملة يستضعف.
وجملة: «يستحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذبّح ...
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
وجملة: «كان من المفسدين» في محلّ رفع خبر إنّ.
(5) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (على الذين) متعلّق ب (نمنّ) ، (في الأرض) متعلّق ب (استضعفوا) .
والمصدر المؤوّل (أن نمنّ) في محلّ نصب مفعول به عامله نريد.
(الواو) عاطفة في الموضعين (نجعلهم) منصوب معطوف على (نمنّ) في الموضعين (أئمّة) مفعول به ثان منصوب عامله نجعلهم الأول، وكذلك (الوارثين) عامله نجعلهم الثاني.
وجملة: «نريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ فرعون علا.
وجملة: «نمنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «نجعلهم (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.
وجملة: «نجعلهم (الثانية) «لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلهم الأولى.
(الواو) عاطفة (نمكّن) منصوب معطوف على (نمنّ) ، (لهم) متعلّق ب (نمكّن) ، (في الأرض) مثل لهم (نري) منصوب معطوف على (نمكّن) بالواو (منهم) متعلّق ب (يحذرون) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله نري، والعائد محذوف.
وجملة: «نمكّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.
وجملة: «نري ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.
وجملة: «كانوا يحذرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يحذرون ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
(الواو) عاطفة (إلى أمّ) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «2» ، (الفاء) عاطفة (عليه) متعلّق ب (خفت) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في اليمّ) متعلّق ب (ألقيه) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إليك) متعلّق ب (رادّوه) ، (من المرسلين) متعلّق بمحذوف مفعول به لاسم الفاعل جاعلوه ...
وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نريد ...
وجملة: «أرضعيه» لا محلّ لها تفسيريّة ...
وجملة: «خفت عليه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ألقيه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لا تخافي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
جملة: «لا تحزني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخافي ...
وجملة: «إنّا رادّوه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم ...
(8) (الفاء) عاطفة (اللام) لام العاقبة (لهم) متعلّق بمحذوف حال من (عدوا) خبر (يكون) المنصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (التقطه) .
وجملة: «التقطه آل ... » لا محلّ معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فوضعته في التابوت وألقته في اليم فقذفه الموج إلى الساحل فالتقطه آل ...
وجملة: «يكون لهم عدوّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمرة.
وجملة: «إنّ فرعون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين.
وجملة: «كانوا خاطئين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(9) (الواو) عاطفة (قرّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (لي) متعلّق بنعت لقرّة عين (لك) مثل لي ومعطوف عليه (لا) ناهية جازمة (عسى) فعل ماض تام (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن ينفعنا ... ) في محلّ رفع فاعل عسى.
(أو) حرف عطف (نتّخذه) منصوب معطوف على (ينفعنا) ، (ولدا) مفعول به ثان منصوب (الواو) حاليّة، والضمير (هم) يعود على آل فرعون (لا) نافية.
وجملة: «قالت امرأة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التقطه آل ...
وجملة: « (هو) قرّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تقتلوه ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «عسى أن ينفعنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ينفعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نتّخذه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا.
وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال «3» .
وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(10) (الواو) عاطفة (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة وجوبا (اللام) هي الفارقة (به) متعلّق ب (تبدي) و (الباء) سببيّة- أي تبدي القول بسببه- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (على قبلها) متعلّق ب (ربطنا) .
والمصدر المؤوّل (أن ربطنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي لولا ربطنا ... موجود. (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المؤمنين) خبر تكون.
والمصدر المؤول (أن تكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ربطنا) .
وجملة: «أصبح فؤاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت امرأة ...
وجملة: «كادت لتبدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «تبدي به» في محلّ نصب خبر كادت.
وجملة: «لولا ربطنا (موجود) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لأبدت قولها.
وجملة: «ربطنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تكون من المؤمنين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(11) (الواو) عاطفة (لأخته) متعلّق ب (قالت) ، والضمير في (قصّيه) يعود على موسى (به) متعلّق ب (بصرت) ، (عن جنب) متعلّق بحال من فاعل بصرت أو الهاء في (به) ، (الواو) حاليّة (لا) نافيّة ...
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبح فؤاد ...
وجملة: «قصّيه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «بصرت ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر.
وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(12) (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (حرّمنا) (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمنا) (الفاء) عاطفة، وفاعل (قالت) ضمير مستتر يعود على أخت موسى (هل) حرف استفهام (على أهل) متعلّق ب (أدلكم) (لكم) متعلّق ب (يكفلونه) ، (الواو) حاليّة (له) متعلّق بالخبر (ناصحون) .
وجملة: «حرّمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت ...
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حرّمنا.
وجملة: «هل أدلّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكلفونه ... » في محلّ جرّ نعت لأهل بيت.
وجملة: «هم له ناصحون ... » في محلّ نصب حال.
(13) (الفاء) عاطفة (إلى أمّه) متعلّق ب (رددناه) ، (كي) حرف مصدريّ ونصب (الواو) عاطفة (لا) نافية (تحزن) منصوب معطوف على (تقرّ) ...
والمصدر المؤوّل (كيّ تقرّ ... ) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (رددناه) ..
(الواو) عاطفة (اللام) لام العلّة (تعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) حاليّة و (لا) نافية.
وجملة: «رددنا ... » لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي: فأجيبت فجاءت بأمّه فأذن لها فأرضعته فرددناه ...
وجملة: «تقرّ عينها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) .
وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقرّ.
وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (رددناه) فهو معطوف على المصدر السابق.
والمصدر المؤوّل (أنّ وعد الله حقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
الصرف:
(7) خفت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله خافت بسكون الفاء، فلمّا التقى ساكنان حذف حرف العلّة، وكسرت الخاء لمناسبة حركة عين الفعل فهو من الباب الرابع،وزنه فلت بكسر الفاء.
(8) حزنا: مصدر حزن الثلاثيّ بمعنى أحزن- أحزن باب نصر، وزنه فعل بفتحتين، واستعمل المصدر بمعنى اسم الفاعل أي محزنا لهم.
(7) ألقيه: فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين بدءا من المضارع تلقين ... التقت ياء الفعل مع ياء المخاطبة- وكلاهما ساكن- فحذفت لام الكلمة، وزنه أفعيه.
(10) فارغا: اسم فاعل من الثلاثيّ فرغ، وزنه فاعل.
(12) المراضع: جمع مرضع- أو مرضعة- اسم فاعل من أرضع الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ.
حيث أسند الذبح إلى فرعون، وليس هو الفاعل الحقيقي، وإنما هو مجرد آمر بالذبح، وجنود فرعون هم الفاعل الحقيقي، فإسناد كلمة الذبح إلى فرعون مجازي.
الاطناب: في قوله تعالى وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي.
هذا قسم نادر من أجمل أقسام الاطناب، وهو أن يذكر الشيء فيؤتى به بمعان متداخلة، إلا أن كل معنى مختص بخصيصة ليست للآخر، فالخوف غم يلحق الإنسان لمتوقّع، والحزن غم يلحقه لواقع، وهو فراقه والأخطار المحدقة به، فنهيت عنها جميعا، وآمنت بالوحي إليها، وعدت بما يسليها ويطمئن قلبها، ويلمؤه غبطة وسرورا.
الاستعارة: في قوله تعالى وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ.
التحريم: استعارة للمنع، لأنّ من حرم عليه الشيء فقد منعه، ألا ترى إلى قولهم: محظور وحجر، وذلك لأن الله منعه أن يرضع ثديا، فكان لا يقبل ثدي مرضع قط، حتى أهمهم ذلك.
الفوائد
1- رسم القرآن:
قلنا فيما سبق أن رسم القرآن الكريم مغاير في كثير من كلماته الرسم المصطلح عليه في كتابة اللغة العربية، ونسوق على ذلك هذه الأمثلة من هذه الآية:
«ايت، نتلوا، همن» .
ففي الأولى حذف الألف، وفي الثانية وضع الألف بعد الواو وحقها أن لا توضع لأن الواو من أصل الكلمة. وفي الثالثة حذفت الألف الساكنة. وذلك كثير في القرآن الكريم، وهو بحاجة لمن يستقرئه ويخرجه في رسالة.
2- جدّة التعبير أ- أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً.
ب- لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها.
ج- فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ.
هذه الأمثلة الثلاثة من التعبير القرآني، وغيرها كثير في القرآن الكريم، تقدم لنا صورة واضحة من الإبداع والابتكار في الأسلوب العربي، مما لم يصل إليه، ولم يدن منه من قريب أو بعيد كاتب ولا شاعر. إنه الوحي والتنزيل من رب العالمين، ليقدم صورة من الإعجاز للناس، علّهم يؤمنون به، وما كان أكثر الناس بمؤمنين.
3- فرعون وهامان:
اسمان أعجميان ممنوعان من الصرف. والمانع لهما العلمية والعجمي. ولذلك يجران بالفتحة. وقد نوهنا سابقا أن الاسم لا يمنع من الصرف إلا أن يشتمل على علتين من العلل المانعة من الصرف، إلا في حالتين، فتكفى علّة واحدة، والحالتان هما:
صيغتا منتهى الجموع مفاعل ومفاعيل، وألف التأنيث سواء الممدودة أم المقصورة مثل حمراء وسلوى وليلى.
أ- ملاحظة هامة: صيغة منتهى الجموع تمنع من الصرف سواء أكانت جمعا حقيقيا أم كانت اسما لمفرد جاء على صيغة منتهى الجموع نحو: «شراحيل وسراويل» .
ب- العلل المانعة من الصرف:
أ- صيغة منتهى الجموع.
ب- ألف التأنيث الممدودة والمقصورة.
ج- العلمية وهي ذات سبعة مواضع.
1- المؤنث بالتاء المربوطة، أو المؤنث تأنيثا معنويا. الأول كفاطمة، والثاني كسعاد.
2- العلم الأعجمي، مثل إبراهيم وانطون.
3- العلم الموازن للفعل، مثل يشكر ويزيد.
4- العلم المركب تركيبا مزجيا، نحو بعلبك.
5- العلم المزيد بالألف والنون، نحو عثمان.
6- العلم المعدول على وزن (فعل) نحو عمر.
7- العلم المزيد في آخره ألف للإلحاق، مثل: أرطى وذفرى.
د- الصفة وهي ذات ثلاثة مواضع.
1- أن تكون الصفة على وزن «أفعل» مثل «أحمر وأفضل» .
2- أن تكون الصفة على وزن «فعلان» مثل «عطشان وسكران» .
3- أن تكون الصفة «معدولة» وذلك في موضعين:
أ- في الاعداد مثل «أحاد وموحد» وثناء ومثنى، وثلاث ومثلث إلخ.
ب- والثاني «أخر» نحو مررت بنساء أخر.
4- لام العاقبة:
أنكر البصريون تسميتها لام العاقبة، وأطلق عليها الزمخشري «لام العلة»والعلة فيها مجاز وليست حقيقة. ذلك أن الدافع إلى الالتقاط لم يكن ليكون لهم عدوا وحزنا، ولكن لمحبتهم له، وبغية تنبيه. كمن يقول «ضربته ليتأدب» والحقيقة أنهم التقطوه للمحبة. فكانت عاقبته للعداوة. ولذلك سمّيت اللام «لام العاقبة» .
5- موسى وفرعون:
ورد في تعريب كلمة «موسى» أن «مو» هي الماء و «سا» هي الشجر، ولعلهم شبهوا «موسى» بالماء والشجر اللذين ينبتان من الأرض، لأنهم التقطوه من النهر، ولم يعلموا له أبا وأمّا، وإنما وجدوه بينهم، وهو موسى بن عمران، ويتصل نسبه ب «يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» .
وبقيت إسرائيل في مصر من عهد يوسف إلى عهد موسى، أي عهد فرعون الذي بعث موسى إليه، وكان فرعون هذا على جانب كبير من العتو والغلظة وطول العمر، واسمه «الوليد بن مصعب» وقد اتخذ بني إسرائيل بمثابة العبيد، يبنون له ويحرثون، ويتقاضى من باقيهم الجزية وقد رأى في المنام نارا أتت من جانب القدس، فأحرقت القبط، فسأل تعبير رؤياه فقيل له: يخرج من بني إسرائيل رجل يكون على يده هلاك مصر، فأمر بقتل كل مولود يلد لبني إسرائيل حتى كاد يفنيهم، ثم عدل عن ذلك، وراح يقتل أبناءهم عاما ويتركهم عاما، فولد هارون في السنة التي لا يقتل فيها الأبناء، وولد موسى في السنة التي يقتلهم فيها. فلما وضعته أمه حزنت، فأوحى الله إليها أن ضعيه في تابوت، ثم ألقيه في اليم. فصنعت تابوتا، ووضعته فيه، وألقته في النيل، وقالت لأخته قصيّه، فحمله الماء حتى أدخله بين أشجار متكاثفة تحت قصر فرعون، فخرجت جواري فرعون يغتسلن، فوجدن التابوت، فأدخلناه إلى آسية امرأة فرعون، فلما رأته أحبته وأخبرت به فرعون فأراد ذبحه، وخشي أن يكون المولود الذي حذر منه، فلم تزل به آسية حتى تركه لها. وذلك قوله تعالى فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً وسوف نتابع رواية القصة على ضوء الآيات التالية إن شاء الله.
[سورة القصص (28) : الآيات 14 الى 15]
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب آتيناه (حكما) مفعول به ثان منصوب (الواو) اعتراضيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي.
جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استوى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ أشدّه.
وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
(15) (الواو) عاطفة (على حين) حال من فاعل دخل (من أهلها) متعلّق بنعت لغفلة (فيها) متعلّق ب (وجد) (من شيعته) خبر للمبتدأ هذا، وكذلك (من عدوّه) ، (الفاء) عاطفة (من شيعته) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي (على الذي) متعلّق ب (استغاثه) بتضمينه معنى استنصره (من عدوّه) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي الثاني (الفاء) عاطفة في الموضعين (عليه) متعلّق ب (قضى) ، (من عمل) خبر المبتدأ هذا (مضلّ) خبر ثان (مبين) نعت لمضلّ ...
وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخل.
وجملة: «يقتتلان ... » في محلّ نصب نعت لرجلين.
وجملة: «هذا من شيعته» في محلّ نصب حال من فاعل يقتتلان «4» .
وجملة: «هذا من عدوّه» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا من شيعته.
وجملة: «استغاثة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد.
وجملة: «وكزه موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغاثة ...
وجملة: «قضى عليه.» لا محلّ لها معطوفة على جملة وكزه موسى.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هذا من عمل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه عدوّ ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.-
الصرف:
(استغاث) فيه إعلال بالقلب أصله استغيث، نقلت فتحة الياء إلى الغين ثم قلبت الياء ألفا.
الفوائد
- إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ:
سبق لنا وتعرضنا لتعداد الخبر وتكراره. ونعيد لأذهان القارئ ما قلناه:
لا يكون الخبر متعددا إذا كان التعدد ينبئ عن صفة مشتركة، كما إذا قلنا: فلان طويل قصير أي إنه «مربوع» أو «متوسط القامة ففي هذه الحالة لا نقول» ب «تعدد الخبر» ومن التعدد قوله تعالى: إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ.
- تتمة قصة موسى وفرعون:
لقد تبنّى فرعون موسى، فأصبح ابن فرعون، وقد نشدوا له المرضعات فصدّ عن اثدائهن جميعها، وكانت أخته تقتفي أثره، فلما رأت إضرابه عن الرضاعة عرضت عليهم أن تأتيهم بامرأة ترضعه، فأتتهم بأمه، فأعطته ثديها فأخذ يرضعه، وكادت أمه أن تظهرهم على أمره وأمرها «لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها» .
وبعد حين عرضته آسية على فرعون، فراح موسى ينتف في لحيته، فراع ذلك فرعون، ودعا بالذباحين ليذبحوه، فما زالت زوجة فرعون تستعطف زوجها، وقد قدمت له ثمرة وجمرة فمد يده إلى الجمرة وأخذها ووضعها في فمه فأحرقته، وبذلك أدرك فرعون عدم إدراكه فعفا عنه، فلما أصبح يافعا كان يركب مع فرعون ويذهب معه حيث يذهب. وقد علم موسى أن فرعون قد ركب إلى بلدة، فلحق به وقد أخليت له فرأى إسرائيليا وقبطيا يقتتلان، فاستغاثه الاسرائيلي، فوكز موسى القبطي فقضى عليه فندم موسى على فعلته، وقال: إن هذا من عمل الشيطان «إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ» ...
وللقصة تتمة نأتي عليها في الآيات القادمة بإذن الله.
__________

(1) أو في محلّ نصب حال من فاعل جعل، ويتبعها في المحل جملة يذبح ...
(2) يجوز أن تكون مصدريّة،! والمصدر المؤوّل (أن أرضعيه ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أوحينا) .
(3) وهي حال من فاعل لفعل مقدّر أي: أطاعوها وهم لا يشعرون بعاقبة أمرهم معه. [.....]
(4) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.


الساعة الآن : 03:27 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 1,335.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,333.34 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.13%)]