الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 886 - عددالزوار : 119520 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8866 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21981 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2010, 01:26 PM
الصورة الرمزية ابو هاله
ابو هاله ابو هاله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة : Egypt
Unhappy الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المؤمنين الموحدين المجاهدين، مذل الكفار والمنافقين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين الموحدين محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد...

هذا غيض من فيض مما وقعت أيدينا عليه من تاريخ الإخوان ومنهجهم وسلوك قادتهم ومرشديهم ورمزهم - التي تثور ثائرتهم وتحمر أنوفهم إذا ما وُجه ما يشبه النقد لهم –



اليكم إخواني الموحدين طرفا من مواقف الإخوان ومنهجهم وسلوكهم المردي... ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


* * *
الإخوان والصوفية:

قال البنا: (وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليله، وحضر السيد عبد الوهاب - المجيز في الطريقة الحصافية - وتلقيت الحصافيه الشاذلية عنه! وأذن لي بأدوارها ووظائفها)! [المصدر: مذكرات الدعوة والداعية، للبنا، ص: 27].

وانظر كتاب "حسن البنا؛ بأقلام تلامذته ومعاصريه"، للكاتب جابر رزق، فقد ذكر نفس الكلام الأول، وزاد عليه: (إن حسن البنا رغب بأخذ الطريقة عن الإخوان الحصافية، حتى انتقل من رتبه "محب" إلى مرتبه "التابع المبايع"!

حتى انه من شدة فرحه بهذه الطريقة كان يرى شيخها في المنام! كما ذكره هو في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" [ص: 25 – 26].

ويعتبر حسن البنا من "كبار الصوفية"، وأطلقوا عليه لقب "المرشد الكامل"، أي الوارث النبوي الكامل [انظر كتاب سعيد حوى "تربيتهم الروحيه": ص 159].

وقال أيضا في الكتاب نفسه [ص: 17]: (والحركة الإسلاميه اعتمدت التربية الصوفية فكرًا وسلوكاً بشكل مجمل! فقد ذكر الأستاذ البنا في "رسالة التعاليم"؛ كيف إن مرحله من المراحل طابعها صوفي من جانب وسلفي من جانب أخر! وذكر في رسالة "المؤتمر الخامس"؛ أن من خصائص دعوتنا أنها حقيقة صوفية!).


* * *

الإخوان المسلمون وإحياء البدع:

1) المولد؛ قال عباس السيسي في كتابه "في قافلة الإخوان المسلمون" [3/192]: (الإخوان في الاسكندريه يحتفلون بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُرى في الصورة الأستاذ حسن الهضيبي المرشد، وعن يمينه مندوب الكنيسة!).

2) الاحتفال بذكرى غزوة بدر؛ ذكره محمود عبد الحليم في كتابه "الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ" [1/141 - 142].

3) الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج؛ ذكره التلمساني في كتاب "قافلة الإخوان المسلمين".

4) الاحتفال بهجره النبي صلى الله عليه وسلم؛ [المصدر السابق: ص1/192].

5) الاحتفال بذكرى "نواب صفوي" الإيراني الرافضي؛ ذكره لتلمساني في كتاب "ذكريات لا مذكرات" [ص: 131].

6) الاحتفال بإحياء ذكرى موت البنا؛ انظر كتاب "الإخوان أحداث صنعت التاريخ" [1/260].


* * *

الإخوان وعقيدة السلف:

1) التفويض:

قال حسن البنا: (وان البحث في مثل هذا الشأن - مهما طال فيه القول - لا يؤدي في النهاية إلا إلى نتيجة واحده هي؛ التفويض لله تبارك وتعالى) [انظر رسالة العقائد، له، ص: 74].

وقال في آيات الصفات وحديث النزول ما نصه: (فنحن لا نعرف هذه المعاني المقصودة، بل نفوض الأمر إلى الله تعالى، فالتفويض في مثل هذه المواقف؛ أسلم وأحكم وأعلم، فلا يكفر بعضنا بعضا، ولا يطعن بعضنا بعضا، لتتوحد كلمه المسلمين)!

2) الإخوان وشد الرحال إلى القبور:

قال البنا في مذكراته [ص: 33]: (وكنا في أيام الجمع - التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور - نقترح رحله لزيارة الأولياء! وهم الدسوقي! وسيد سنجر! وهو من خواص الطريقه الحصافية!).


* * *

الإخوان وغلوهم في إمامهم البنا:

يقول التلمساني: (وكف القلب المعلق في العرش في هذه الدنيا عن النبض... لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر) [انظر: حسن البنا بأقلام تلامذته، ص 44، لجابر رزق].

ويقول عمر بهاء الدين الأمير - وهو من أعلامهم في الخمسينات - مادحا البنا في أبيات شعر: (زاخر الأعماق بالإيمان في دعوته.

منك بالذات حكيم السير في وجهته.

طب أرواح فلا تخفى عليه خافيه!) [المصدر نفسه، ص: 91].

ويقول سعيد رمضان: (أين روحك يا سيدي تزيل الآن عن قلوبنا!

أين عينيك نقتبس نورا من أنوار السماء!

أين سرك الرائع الذي يجعلنا دائما في ثقة أننا على الصراط!

أصبح علينا يا سيدي أن نفكر، فنصيب ونخطئ، ونمضي فنخطو ونتعثر... كنت أنت القربة العزيزة على الله التي يستحي الله أن يردها خائبة!) [المصدر نفسه، ص: 122].


* * *

علاقتهم مع الرافضة والطوائف الكافرة:

ألف د. عز الدين إبراهيم كتابا اسماه "موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلاميه في إيران"، ملخص الكتاب:

1) مدح الرافضة، ومدح الحكومة "الإسلامية" في إيران!

2) الرد على بعض الكتب التي كفرت الرافضه وفضحت مخططاتها وكيدها وحقدها على الإسلام والمسلمين.

3) الطعن بعلماء الجزيرة واتهامهم بالعمالة للصهيونية ولأمريكا.

4) ومما يدلك على حب الروافض لهذا الكتاب انه طبع في إيران في طهران [ص. ب. 13، 13/14155، مطبعة سبهر]! وطبع منه 15 ألف نسخه عام 1986.

وهذا يوسف العظم - أحد شعراء الإخوان - يدعو لمبايعة الخميني في قصيدة بعنوان "إخواني أدرني":

الخميني زعيمي وإمامي هد صرح الظلم، لا يخشى الحمام
قد منحناه وشاحاً ووساماً من دمانا ومضينا للإمام
ندمر الشرك ونجتاح الظلام ليسود الكون نوراً وسلام

[المصدر السابق، ص: 43].


* * *
الإخوان وصدام حسين:

للإخوان مع صدام حالتان:

الأولى؛ ذم.

والثانية؛ مدح.

أما سبب ذمه فلأنه حارب الدوله الإسلاميه! في إيران، حيث وقف الإخوان مع إيران في هذه الحرب... وحكموا على صدام بالكفر، بل قالوا؛ انه اشد كفراً من الشيطان [انظر المصدر السابق].

أما حاله المدح؛ ففي حرب الحليج سرعان ما تبدل الشيطان المارد إلى بطل قائد، فقد اجتمع كبار الإخوان وأيدوه في كل من مصر والأردن والسودان وتونس والجزائر وباكستان، ونشروا ذلك في مجلة "فلسطين" [في آذار / عام 1991]!


* * *

أما التقريب مع الروافض؛ فحدث ولا حرج:

قال البنا: (الشيعة؛ فرق تشبه على التقريب ما بين المذاهب الأربعة عند أهل السنة).

وقال البهنساوي: (ومنذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي - رافضي خبيث - والتعاون قائم! بين الإخوان المسلمين والشيعة! وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي - رافضي - سنة 1951 للقاهرة).


* * *

شيء من مزالق محمد الغزالي - أحد رموز الإخوان -:

1)عاشق أغاني أم كلثوم؛ كما صرح في كتابه "هموم داعية".

2) الكذب.

3) العمالة.

فقد شهد اثنان من أصحابه ومن كبار الإخوان؛ انه يكذب، وانه عميل لجمال العبد الخاسر، وهما محمود عبد الحليم - صاحب كتاب "الإخوان المسلمون؛ إحداث صنعت التاريخ" - وعباس السيسي - صاحب كتاب "في قافلة الإخوان المسلمين" -

4) يرد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث رد حديث تميم الداري الذي يذكر فيه المسيح الدجال - وقانا الله فتنته - فقال الغزالي: (ان الغرب اكتشفوا جميع الجزر، ولم نسمع أنهم وجدوا المسيح الدجال، فماذا نقول لهم؟!)، والحديث في صحيح مسلم!


* * *

مزالق الترابي:

1) ذهب بنفسه إلى إيران مؤيدا الخميني؛ وقابله ووصفه بالإمام، وخرج آلاف الإخوان يؤيدون الخميني في الخرطوم.

ومثله فعل صاحبه الغنوشي في تونس، إلا انه لم يذهب إلى إيران، فقد رشح الخميني في تونس لإمامة المسلمين! [كتاب الحركة الإسلامية، للترابي والغنوشي].

2) رده لحديث الذباب الصحيح؛ بقوله: (انه أمر طبي، آخذ فيه بقول الكفار، ولا آخذ فيه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أجد في ذلك حرج البتة).

3) الطعن بأصحاب النبي رضي الله عنهم؛ في شريط للترابي ذكر قول الإمام البخاري وأهل الحديث؛ أن الصحابة كلهم عدول، فقال مستنكرا: (كل الصحابة عدول..ليه؟!) [شريط؛ قضايا فكرية وأصولية حديثة].

4) الدعوة إلى الكفر بالله؛ يقول: (يجوز للمسيحي! كما يجوز للمسلم أن يبدل دينه) [محاضرة بعنوان؛ تحكيم الشريعة].

5) الدعوة إلى المعاصي والاستهزاء بالشريعة؛ يقول: (وقد يكون باب الجنة؛ هو باب الفنانين في الجنة)، وألف في ذلك كتاب اسماه "الدين والفن"، (لا بد من اتخاذ الفن لعبادة الله)!

وقد رد عليه بعض أهل العلم كالشيخ الطحان جزاه الله خيرا في "مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين"، وألف أيضا؛ "الصارم المسلول على الترابي شاتم الرسول".

6) أجاز للمرآة أن تتزوج نصراني! [انظر كتاب الطحان، ص: 31].

7) الدعوة إلى الاختلاط في الجامعة الإسلامية؛ وان تكون مثل جامعة الخرطوم [انظر كتابه؛ "المرأة بين تعاليم الإسلام وتقاليد المجتمع].


* * *

مزالق التلمساني:

1) الرقص
؛ قال: (تعلمت الرقص الإفرنجي في صالات عماد الدين، وكان تعليم الرقصة الواحدة في مقابل ثلاث جنيهات، فتعلمت؛ "الدن سيت"، و "الفوكستروت"، و "الشارلستون"، و "النانجو"، وتعلمت العزف على العود) [ذكره في كتابه؛ ذكريات لا مذكرات، ص: 8].

تنبيه؛
قد يظن البعض إن هذا قبل التوبة والالتزام، ولكن التلمساني يجيب عن هذا التساؤل قائلا: (إن في حياتي بعض ما لا يرضاه المتشددين من الإخوان أو غيرهم، كالرقص أو الموسيقى وحبي للانطلاق في حياتي بعيدا عن قيود الّتزمت الذي لم يأمر به دين من الأديان! خاصة إسلامنا الذي وصفة نبينا بما معناه؛ انه سمح لن يشاده احد إلا غلبه) [المصدر السابق، ص: 3].

2) الغناء؛
قال: (رقدت في المستشفى فوجدت راديو على المخدة بجانبي، وأم كلثوم تغني، وأنا أحب أن اسمع أغنيتها في مدح الرسول) [المصدر نفسه، ص: 144].

3) الهوى

؛ قال التلمساني واصفا نفسه: (ولئن سألوني عن الهوى، فانا الهوى وابن الهوى وأبو الهوى وأخوه)! [ص: 263].

4) الصلاه فى السينما

قال: (كنت أصلي، اجمع واقصر الظهر والعصر في السينما يوم الجمعة) [ص: 31].

5) شرب الدخان؛

قال: (وحدثتني نفسي أن اخرج من جيبي سيكارة... وكنت من المدخنين!... فقلت للبنا؛ إما أن تأمرني فاقلع، وإما أن تسكت فاستمر؟ فقال – البنا -: لا آمرك ولا أنهاك!) [ص: 26، وص: 78].


  #2  
قديم 06-03-2010, 01:32 PM
الصورة الرمزية ابو هاله
ابو هاله ابو هاله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم

أقوال علماء السنة و الجماعة في جماعةالاخوان المسلمين

العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز"رحمه الله"

العلامة الشيخ محمد ناصر الدينالألباني"رحمه الله"
العلامة الشيخ محمدبن عثيمين" رحمه الله"
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان "حفظه الله"
العلامة لشيخ صالح الحيدان"حفظه الله"







فتوى سماحة الشيخ العلامة/ عبد العزيز بن باز"رحمه الله"

سُئل رحمه الله:أحسن الله اليك حديث النبي صل الله عليه و سلم في افتراق الامم وقوله"ستفترق امتي علي ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار ألاواحدة "فهل جماعة التبليغ علي ما عندهم من شركيات و بدع و جماعة الاخوان المسلمينعلي ما عندهم من تحزب وشق للعصا علي ولاة الأمر ....هل هاتان الفرقتان تدخلان في الفرقة الناجية؟
الجواب:تدخل في الاثنين و السبعين,ومن خالف عقيدة اهل السنة والجماعةدخل في الاثنتين و السبعين,و المراد بقول النبي صلي الله عليه و سلم امتي اي امةالاجابة أي استجابوا لله و أظهروا اتباعهم له .
السائل : يعني هاتان الفرقتان منضمين الاثنتين والسبعين
الجواب نعم من الاثنتين و السبعين(من شريط احد دروس الملتقي في مدينة الطائف قبل وفاته بسنتين رحمه الله)
سئل الشيخ جماعة الأخوان المسلمين دخلوا المملكة منذ فترة و اصبح لهم نشاطا بين الطلبة ما رأيكم بهذه الحركة؟و ما مدي توافقها مع منهج اهل السنة والجماعة؟
الجواب : حركة الاخوان المسلمون ينقصها خواص أهل العلم لانه ليس عندهم نشاط في الدعوة الي التوحيد و إنكارالشرك و إنكار البدع ,لهم اساليب خاصة ينقصها عدم التوجه الي العقيدة الصحيحة التي عليها اهل السنة والجماعة ......الي اخركلام الشيخ الطويل الذي يبين فيه انحراف الجماعة عن منهج اهل السنة والجماعة
(من مجلة المجلة العدد806)






فتوى محدث الشام العلامة الشيخ محمد ناصرالدين الالباني "رحمه الله"

قال "ليس صوابا ان يقال إن الاخوان المسلمين هم من أهل السنةلانهم يحاربون السنة"(من شريط فتوي حول جماعة التبليغ و الاخوان من تسجيلات منهاج السنة في الرياض)







وقال العلامة المحدث محمدناصر الدين الألباني – رحمه الله -:




" الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة (نعمل فيما اتفقناعليه ويعذر بعضنا بعضاً فيمااختلفنا فيه) التي وضعها لهم رئيسهم الأول)يقصد حسن البنا) وعلىإطلاقها ........




إلى أن قال : هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنةعملياً بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحا وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عملياً لأن فاقد الشيء لايعطيه " . شريط رقم ( 356) ضمن سلسلة الهدىوالنور



والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية ، بل نعتقدأنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة". من مقدمة سماحته لدفاع فضيلة الشيخ محمدشقرة عن سماحته في مسألة الهجرة من فلسطين.




(1)- سؤال : ماهو حكم الشرع في تعدد هده الجماعات والأحزاب والتنظيمات الإسلامية مع أنها مختلفة فيما بينها في مناهجها وأساليبها ودعواتها وعقائدها، والأسس التي قامت عليها وخاصة أن جماعة الحق واحدة كما دل الحديث على ذلك؟




الجواب : لنا كلمات كثيرة وعديدة حول الجواب عن هذاالسؤال ؛ ولذلك فنوجز الكلام فيه .




فنقول : لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، أن التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً ،فليس من الإسلام في شئ،بل ذلك مما نهى عنه ربنا عزوجل في أكثر من آية في القرآن الكريم منها قوله تعالى: {ولا تَكونُوا مِن المشركِـين من الذِيْنَ فَرَّقُوا دِينَهُم وكَانُوا شِيَعَاً كل حِزب بِما لَدَيهم فَرحُون}. فربنا عزوجل يقول: {وَلَوشَاءَ رَبُكَ لجَعل َالنَّاسَ أمةً وَاحِدة وَلا يَزَالُونَ مختَلِفِين إلامَن رَحِمَ رَبُك} فالله تبارك وتعالى استثنى من هذا الخلاف الذي لا بد منه كونياً وليس شرعياً، استثنى من هذا الاختلاف الطائفة المرحومة حين قال {إلا مَن رَحِم رَبُك}




ولا شك ولاريب أن أي جماعة يريدون بحرص بالغ وإخلاص لله عزوجل في أن يكونوا من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني، إن ذلك لا سبيل للوصول إليه ولتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى الكتاب وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام،وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم .ولقد أوضح رسول الله - صلىالله عليه وسلم - المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحيح عن النبي - صلىالله عليه وسلم - أنه خط ذات يوم على الأرض خطاً مستقيماً وخط حوله خطوطاً قصيرةعن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقيمَاً فَاتبَّعُوهُ وَلا تَّتبعوا السُبُلَ فَتَفَرَقَ بكم عَن سَبِيله } ومر بأصبعه على الخط المستقيم ، وقال هذا صراط الله ، وهذه طرق عن جوانب الخط المستقيم ، قال عليه السلام : (وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه) .



لا شك أنهذه الطرق القصيرةهي التي تمثل الأحزاب والجماعات العديدة . ولذلك فالواجب على كل مسلم حريض على أن يكون حقاً من الفرقة الناجية أن ينطلق سالكاً الطريق المستقيم ، وألا يأخذ يميناً ويساراً، وليس هناك حزب ناجح إلا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم {ألا إنَّ حِزْبَ الله هُم المفلِحُون} .

فإذاً، كل حزب ليس هو حزب الله فإنما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن،ولا شك ولا ريب أن السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة، ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الأعمى على كلمة هي كلمة الإٍسلام الحق لكنهم لا يفقهون من هذا الإسلام كما أنزل الله تبارك وتعالى على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - .


لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي - صلى الله عليهوسلم - بها حينما سئل عنها فقال : هي ما أنا عليه وأصحابي .

فإذاً هذا الحديث يشعرالباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم أنه يجب أن يكون على علم بأمرين اثنين هامين جداً .

الأول : ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -

والآخر : ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام . ذلك لأن الصحابةالكرام هم الذين نقلوا إلينا أولا هديه - صلى الله عليه وسلم - وسنته ، وثانياً: هم الذين أحسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقاً عملياً، فلا يمكننا والحالة هذه ان نعرف معرفة صحيحة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بطريق أصحابه ... فالشاهد من هذا و ذاك أن فهم الإسلام فهماً صحيحاً لا سبيل إلا بمعرفة سير الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه - صلى الله عليه وسلم - إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره

لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الإساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جداً محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية من التي تسيرعلى الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح .




وإذافرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج،فهذه ليست أحزاباً، وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد،فتفرقهم في البلاد ليس تفرقاً فكرياً عقديا منهجياً، وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلادبخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون.




هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعوالناس إليه .




ولعل في هذا جواباً لما سبق))[ ص (106ـ114) منكتاب (فتاوى الشيخ الألباني) لعكاشةعبدالمنان الطيبي . الطبعة الأولى . مكتبة التراثالإٍسلامي]
  #3  
قديم 06-03-2010, 01:36 PM
الصورة الرمزية ابو هاله
ابو هاله ابو هاله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم

فتوي العلامة السلفي الشيخ محمد بن العثيمين "رحمه الله"في حكم تعددالجماعات
سئل رحمه الله :هل هناك نصوص في كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و سلم فيها أباحة تعدد الجماعات و الاخوان؟
الجواب:ليس في كتاب الله ولا في سنة نبيه عليه الصلاة و السلام ما يبيح تعدد الاحزاب و الجماعات بل إن في كتاب الله و السنة ما يذم ذلك قال تعالي"إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمّ َيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام : 159]"و قال تعالي "فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون : 53]"ولا شك ان هذه الاخزاب تتنافي مع ما امر الله به بل ماحث الله عليه في قوله"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 92]"و قول بعضهم إنه لا يمكن للدعوة ان تقوي الا تحت حزب؟



نقول هذا ليس بصحيح, بل إن الدعوة تقوي كل ما كان الانسان منطويا تحت كتاب الله و سنة رسوله صلي الله عليه و سلم و خلفاءها الراشدين.




الفائدة16 من الحديث الثامن والعشرون فى الاربعون النووية لابن عثيمين

.16أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة،ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالأمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "عَلَيكُم بِسُنَّتي وَسُنََّة الخُلَفَاء الرَاشِدين"



ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين، والواجب أن تكون الأمة الاسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يسمى ( السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف،إلا أن الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق إلى الصواب ولكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يضلل بعضاً ويبدعه ويفسقه، ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ، والواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون: بيننا كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء، ولا إلى فلان أو فلان، فكلٌّ يخطئ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولكن العصمة في دين الإسلام.

فهذا الحديث أرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلوك طريق مستقيم يسلم فيه الإنسان، ولا ينتمي إلى أي فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين.



فتوى فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان"حفظه الله"




سئل"حفظه الله"هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين و سبعين فرقة الهالكة؟
فقال:نعم كل من خالف اهل السنة و الجماعة ممن ينتسب الي الاسلام في الدعوة أو في العقيدة أو اي شي من أصول الايمان فإنه يدخل في الاثنتين و السبعين فرقة الهالكة و يشمله الوعيد و يكون له من الذم والعقوبة بقدر ومخالفته.
و سئل :ما حكم وجود مثل هذه الفرق؟التبليغ الاخوان و حزب التحرير و غيرها في بلاد المسلمين عامة؟
فقال :هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا و تفرقنا و تجعل هذا تبليغيا و هذا اخوانيا و هذا كذا....(و هذا ما صرنا اليه)......لم هذا التفرق هذا كفر بالنعمة و نحن جماعة واحدة وعلي بينة من امرنا ,لماذا نستبدل الذي هو ادني بالذي هوخير؟ لم نتنازل عما كرمنا الله سبحانه و تعالي به من الاجتماع و الألفة والطريق الصحيح و ننتمي الي جماعات تفرقنا و تشتت شملنا و تزرع العداوة بيننا؟هذا لايجوز ابدا(من كتاب الاجوبةالمفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة).




فتوى فضيلةالشيخ العلامة صالح الحيدان "حفظهالله"
قال "حفظه الله"(الاخوان و جماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة....فإن جميع الجماعات و التسميات ليس لها اصل في سلف الامة.
(فتاوي العلماء في الجماعات و أثرهاعلي بلاد الحرمين :تسجيلات منهاج السنة السمعية الرياض).
كلام فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز أل شيخ وزير الشئون





الاسلامية بالمملكة"حفظه الله"



قال "حفظه الله" اما جماعةالاخوان المسلمين فإن ابرز مظاهرالدعوة عندهم التكتم و الخفا و التلون و التقرب الي من يظنون أنه سينفعهم و عدم اظهارحقيقة امرهم , يعني أنهم باطنية بنوع من انواعها.
....وأيضا مما يميز الاخوان عن غيرهم انهم لا يحترمون السنةولا يحبون اهلها و ان كانوافي الجملة لا يظهرون ذلك لكنهم في حقيقة الامر ما يحبونالسنة ولا يدعون اهلها و قدجربنا ذلك في بعض من كان منتميا لهم أو يخالط بعضهم فتجدأنه لما بدا يقرا كتب اهل السنة مثل البخاري او حضور دروس لمشايخ اهل السنة حذروه وقالوا له هذا لا ينفعك , وما ينفعك صحيح البخاري؟ماذا تنفعك الاحاديث؟انظر الي العلماء هؤلاء ما حالهم؟هل نفعوا المسلمين؟المسلمون في كذا و كذا,يعني أنهم لايقرَّون فيما بينهم تدريس السنة و لا محبة اهلها وهذا فضلا عن أصل الاصول ألا و هوالاعتقاد عامة.
من مظاهرهم ايضا انهم يرمون الوصول الي السلطة و ذلك بانهم يتخذون منرؤوسهم أدوات يجعلونها تصل , و تارة تكون تلك الرؤوس ثقافية و تارة تنظيميةيعني أنهم يبذلون أنفسهم ويعينون بعضهم حتي يصل بطريقة او باخري الي السلطة و قديكون مغفولا عن ذلك يعني الي سلطة جزئية حتي ينفَذون من خلالها الي التاثير و هذا يتبعان يكون هناك تحزب يعني يقرَّبون منهم من في الجماعة و يُبعدون من لم يكن فيالجماعة فيقال:فلان ينبغي ابعاده لا يمكّن من هذا,لا يمكّن من التدريس , لا يمكّنمن ان يكون في هذا (ومافعل مع كبار كوادرهم منتصر الزيات ليس ببعيد عنالاذهان)

  #4  
قديم 06-03-2010, 04:37 PM
ah_ah_ah ah_ah_ah غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 88
افتراضي رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم

والله يا اخى الكريم انا لا احب الجدال ولكن اسمحلى فكما انت نقلت فسوف انقل من كتاب شبهات و ردود حول جماعة الاخوان
ولا اناقش فيها
ولنا وقفة مع اتهام الجماعة بشبهة عدم تغيير منكر القبور أو المشاهد والقباب ، وذلك أن كثيرا منهم يقولون في بعض البلدان التي تكون الجماعة فيها ذات شان وذات دور بارز في حياة الناس ، تنتشر بعض الشركيات القبورية كالتمسح بها ودعوة أصحابها والنذر بها ، ونحو ذلك .




والجواب عن هذه الشبهة :

أن تغيير هذا النوع من المناكر إنما يجب على من تولي السلطة الفعلية ومارسها ، ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أنه كان في مكة ثلاثة عشرة سنة يصلي في المسجد الحرام وفيه ثلاثمائة وستون صنما ، وكان يسكن في دار الأرقم على الصفا ، وعلى الصفا صنم اسمه إساف ، وعلى المروة صنم اخر اسمه نائلة .
ولم يرو عنه صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة أنه كسر صنما واحدا من هذه الأصنام ، ولا غير شيئا من هذه الشركيات لأنه لم يكن يستطيع وإنما كان يدعو الناس لاجتناب الشرك ويحاول !صلاحهم ما استطاع ، وهذا هو الدور نفسه الذي تقوم به الجماعة ، فإنها تدعو الناس لترك الشرك ، ومن انضم إلى صفوفها والتحق بها أو استطاعت التأثير فيه بأي وجه من الوجوه فإنه سيترك هذه الأعمال ولن يقترب منها أبدا ، بعد أن يعلم بالتي هي أحسن وتقام عليه الحجة ، والواقع أن هذا الأمر أيضا قد لا يكون من المصلحة البدء به ، فالجماعة تريد الوصول إلى قلوب بعض الناس لتهدم الأصنام في قلوبهم أولا ، حتى يقوموا هم بهدمها ثانيا في أرضهم .

وقال الإمام البنا - رحمه الله - : " إن الناس يعيشون في أكواخ من عقائدهم فلا تهدموا عليهم أكواخهم ، ولكن ابنوا لهم قصرا من العقيدة السمحة ، عندئذ سيهدمون أكواخهم بأيديهم " .

ولم يرو أن رسول صلى الله عليه وسلم قام في بدء أيامه في مكة وحتى في بدء أيامه في المدينة الأولى - قبل التمكين -بإزالة الأصنام عن الكعبة ولا عن مكة كلها ، ولا عن المسجد الحرام بخصوصه ، بل ثبت أنه قال لعائشة بعد الفتح : "لولا حدثان عهد قومك بالكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم "، وهذا يدل على تقديره لهذه المصالح وعنايته بها .

أما قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وتهديمه للأصنام فإنه ترك أحد هذه الأصنام ليموه به على قومه ، وأيضا فإن تهديمه للأصنام كان بعد أن أقام الحجة على قومه زمنا طويلا ، و لم يستطع أن يغير عقليات كبارهم ، ولم يؤمن له إلا لوط ، كما قال تعالى : " فآمن له لوط وقال إني مهاجرا إلى ربي " (العنكبوت : 26)، فحين أقام الحجة على قومه وأراد هجرتهم ومعاداتهم كسر الأصنام إلا صنما واحدا .

والواقع أيضا أن الذين ينكرون هذا النوع من الشركيات قد يغالون فينكرون بعض الأمور التي ليست داخلة في الشرك ، أو يظنون بعض الأمور شركا وليست شركا، من ذلك أن كثيرا منهم يغلو في زيارة القبور مثلا ، ويظن أن الذي يتردد على القبور ويزورها فيه مسحة من شرك ، وهو غلو ومخالفة للشرع ، فإن زيارة القبور من السنن ، وهي تذكر الاخرة كما أخبر الرسول !ز بذلك ، وهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله !ذ كان في بيتها في ليلتها ففقدته ، فخرج إلى المقبرة ، وخرجت تشتد في أثره ، فإذا هو واقف عند رؤوس الموتى مستقبلا القبلة في اخر الليل يدعو لهم ، فوقفت عند ظهره ودعت عائشة رضي الله عنها . وكذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما تكاثر الناس بعدد الموتى ، نهاهم عن زيارة القبور، وأنزل الله تعالى : " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " (التكاثر : ا - 2) ، ثم بعد ذلك أمرهم بها فقال : "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا" ، وفي رواية : "فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ". كذلك من الأمور التي يقع فيها الخلط السفر لزيارة القبور ، والدليل على أنها قول الجمهور أن السفر لزيارة القبور مباح أو سنة ، على نفس حكم الزيارة وذلك أن السفر إنما هو وسيلة ، وبحسب ما قصد بالوسيلة.

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى تحريم السفر بقصد زيارة القبور ، وهذا الشمول من أقواله لم يسبق إليها ، وقد خالفه جمهور العلماء فجها ، وقد استدل بحديث آبي هريرة في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا ت! د الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى "، والواقع آن هذا الحديث لجسيم فيه دليل على تحريم شد الرحال إلى زيارة القبور ، لأن الواضح من دلالة الحديث آن المقصود لا تسد الرحال إلى مسجد بقصد النسك وأداء العبادة فيه إلا هذه المساجد الثلاثة ، أما شد الرحال في غير ذلك فإنه لا يمكن أن ينفي ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشد الرحال للغزو والجهاد في سبيل الله ، وإن الأمة والخلفاء من بعده شدو الرحال إلى أمور أخرى .

عمر بن الخطاب سافر إلى الشام بقصد الهدنة مع أهل فلسطين ، وكذلك سافر بعض أصحاب رسول الله برت في طلب الحديث شهرا كاملا ، وكذلك الآثمة من بعدهم كانوا يسافرون لطلب الحديث ، ويسافرون للتجارة ، ويسافرون للعمل ، ويسافرون لزيارة ا لإخوان .

فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "رجلا ممن قبلنا سافر إلى قرية وبعث الله إليه ملكا على مدرجته ، فاستقبله فقال : ما أتى بك يا عبدالله إلى هذه القرية؟ فقال : زيارة أخ لي في الله ، فقال : هل لك من يد تربها عليه ؟ فقال : لا غير أني أحبه في الله ، قال : ليس لك يد عليه غير هذه ؟ قال : نعم ، قال : فإنني رسول الله إليك ، إنه قد غفر لك بزيارتك لأخيك ". فهذا يدل على أهمية الأسفار لبعض العبادات ، وإن لم يرد بخصوصها أمر بعينها ، ولاشك أن المسألة مادامت محل خلاف بين العلماء ، والدليل فيها غير واضح ، فإنها ليست من المنكرات التي يجب تغييرها ولا إنكارها ، ومن اقتنع برأي من هذه الآراء بعد معرفة دليله فلا حرج عليه في الأخذ به ، وهذا ما لا تنكره الجماعة ولا ترف موقفا موحدا مفروضا على كل أفرادها في هذا المجال .

ومع هذا فإن الإخوان لا يرون شد الرحال إلى القبور خروجا من الخلاف ، ولكل رأيه ورأي الجمهور محترم .


الإمام البنا يكشف انحرافات القبوريين :

ثم يتحدث الإمام البنا - رضي الله عنه - عن خرافات المنحرفين في زيارات القبور والتمسح بها فيقول في الأصل رقم ( 14 ) : ( وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداءهم لدلك ،وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، والنذر لهم ، وتشييد القبور وسترها ، وإضاءتها ، والتمسح بها ، والحلف بغير الله وما يلحق بلت لك من المبتدعات ، كبائر تجب محاربتها - ولا نتاول لهذه الأعمال سدا للذريعة)
ثم يقول :
(والتمائم والرقى والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب ، وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته ، إلا ما كان آية من قرآن أورقية مأثورة)


ونلاحظ هنا :


ا - أنه بين أن زيارة القبور سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، أي الواردة عن الرسول في قوله : "كنت نهيتكم عن زيارة القبور . . فزوروها".


2- أنه أنكر على من طلب من المقبورين أو استعان بهم أو نذر لهم أو شيد لهم قبرا بما يعرف بالأضرحة أو سترها أو تمسح بها أو حلف بغير الله ، وكل ما يحدث عند القبور من مثل الطواف بها والتبرك بها والذبح لها وعندها .


3-أنه وصفها بالمبتدعات .


4 -وأنها كبائر تجب محاربتها أولم يهادن في ذلك .


5 - قوله : (ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة) . ونود هنا أن نلقي الضوء على هذه الأمور، ونعرضها على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقوال العلماء ، والسلف الصالح ، ونذكر آراء الإمام ابن تيمية وابن عبد الوهاب في ذلك :
زيارة القبو سنة مشروعية بكيفية معينة :
في هذا الأصل يقول الشيخ البنا -رحمه الله ورضي عنه -: ( زيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة) . وهذا ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح -رضوان الله عليهم - :


أ - روي مسلم عن بريدة -رضي الله عنه -عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنها تذكركم الآخرة غير أن لا تقولوا هجرا".


2 - وقد زار الرسول لمج!لم لبر أمه ، وقال : " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي " ( رواه مسلم عن أبي هرير ة ).


3 - وقال أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " زر القبور تذكر بها الآخرة ، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة ، وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين ظل الله ".


4 - " وعن نافع أن ابن عمر كان لا يمر بقبر أحد إلا ولف وسلم عليه .


5 - وفي صحيح مسلم عن بريدة قال : كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم : "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العا فية ".


6 - وفي سنن ابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها -أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بالبقيع فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم لنا فرط ، وإنا بكم لاحقون ، اللهم لا محرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم ".


7- وروي الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه ، فقال : " السلام عليكم أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم ، وأنتم سلفنا ، ونحن بالأثر ".


8 - قال نافع : كان ابن عمر وقد رأيته مائة مرة أو أكثر يجيء إلى القبر، فيقول : السلام على النبي ، السلام على أبي بكر ، السلام على أبي ، وينصرف .


9 - وعن أبي أمامة قال : رأيت أنس بن مالك ، أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ، فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف .


ولا شك أن زيارة القبور بالطريقة المأثورة تذكر بالموت وانقطاع هذه الحياة ، وانقضاء إلف اللذات والشهوات ، وتفكر فيما يصير إليه من ضيق اللحود وصولة الدود ، وهو لا يدري ما يؤول إليه من شدة الحساب ، وصعوبة الجواب ، ولا شك أن في هذا إحسانا إلى الميت بالسلام عليه ، والدعاء له بالرحمة والمغفرة وسؤال العافية .


وبعد ، فهل ترى أن الشيخ البنا -رحمه الله -خرج في الأصل الذي قرره عن هذا ، أم أنه قرر سنة رسول الله جم!ته ، ونبه على الطريقة المشروعية التي وردت خوفا من الابتداع أو الغلو، أو اتباع طريق الجاهلين ؟ !


النهى عن الزيارات البدعية :
نبه الشيخ البنا خطر الزيارات البدعية للقبور شأن علماء السلف ، وخوف التدرج إلى زيارات بدعية جاهلية لا يرضاها الله ورسوله ، وتؤدي إلى الزيغ في الاعتقاد والانحراف في الدين . فقال : (ولكن الاستعانه بالمقبورين أيا كانوا ، ونداءهم لذلك ، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد ، والنذر لهم ، وتشييد القبور وسترها ، وإضاءتها ، والتمسح بها ، والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها ،ولا نتاول لهذه الأعمال سدا للذريعة) .


وهذا كما ترى ، هو إجماع العلماء الذي عليه سنة رسول الله !ي!نر والسلف الصالح - رضوان الله عليهم - :


ا - في صحيح مسلم وغيره ، عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -: ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمألا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته ).


2 - وفي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال وهو في سكرات الموت : " لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا ، وفي لفظ : "قاتل الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".


3 - وأخرج أحمد في مسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال : "من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد " .


حرمة النذر لغير الله . . واتخاذ السرج على القبور:


ا - في الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما -أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ".


وقد نهى رسول الله لمجبز أن يتبع الميت بنار، فكيف يفعل ذلك على قبره ، قال العلامة (البركوي ) : فكل ما لعن صلى الله عليه وسلم، فهو من الكبائر ، وقال الشيخ على محفوظ - صاحب كتاب (الإبداع في مضار الابتداع ) : ولهذا قال العلماء : لا يجوز النذر للقبور ولا يضاء عليها سرج ولا شمع ولا زيت ، ولا غير ذلك ، فإنه معصية لا يجوز الوفاء به بالاتفاق ، ولا أن يوقف عليه شئ لأجل ذلك ، فإن هذا الوقف لا يصح ولا يحل إثباته ولا تنفيذه .


ففي الدر المختار وحواشيه من كتب الحنفية وتابعه عليه الفقهاء : (اعلم أن النذر الذي يقع للأموات من أكثر العوام ، وما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونحوها إلى ضرائح الأولياء تقربا إليهم ، كأن يقول : يا سيدي فلان إن رد غائبي أو عوفي مرضي ، أو قضيت حاجتي ، فلك من النقد أو الطعام ، أو السمع ، أو الزيت كذا فهو باطل بالإجماع وحرام ، لوجوه : منها : أنه نذر لمخلوق ، والنذر للمخلوق لا يجوز، لأنه عبادة ، وهي لا تجوز إلا لله تعالى ، ومنها : أن المنذور له ميت ، والميت لا يملك ، ومنها : أنه إن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله تعالى فاعتقاده ذلك كفر والعياذ بالله ).


وقد نقل هذا عنه ابن نجيم في (البحر الرائق ) . ونقله المرشدي في تذكرته وغيرهما ، وقد قال بهذا الرأي الرافعي رأس الشافعية ، في شرح المنهاج . وعلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رضي الله عنه -حيث قال : (وأما ما نذر لغير الله ، كالنذر للأصنام والشمس والقمر ونحو ذلك ، فهو بمنزلة أن يحلف بغير الله من المخلوقات ، والحالف بالمخلوقات لا وفاء عليه ولا كفارة ، وكذلك الناذر للمخلوقات . . . إلخ ) . وقال بهذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي ، حيث قرر أن النذر المعصية لايجب الوفاء به ، وإذا ثبت كونه عباده فصرفه إلى غيره شرك .


وفي الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها -: أن رسول الله قال : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه "، وقال تعالى:" وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون (الأنعام : 136).


النهي عن التمسح بالقبور :

كذلك نهى العلماء عن التمسح بالقبور والتجرد بها وبالأشجار.ونحوها ، حيث قرروا : أنه من البدع السيئة الطواف حول الأضرحة ، والتمسح بها ، فإنه لم يعهد طواف إلا بالبيت ، وكذلك لم يشرع تقبيل واستلام إلا للحجر الأسود ،
قال في المدخل :
(فترى من لا علم عنده يطوف بالقبر الشريف " قبر الرسول صلى الله عليه وسلم" كما يطوف بالكعبة الحرام ويتمسح به ، ويقبله ، ويلقون عليه مناديلهم وثيابهم يقصدون به التبرك ، وذلك كله من البدع ، لأن التبرك إنما هو بالاتباع له صلى الله عليه وسلم وما كان سبب عبادة الجاهلية للأصنام إلا من هذا الباب ، ولأجل ذلك كره علماؤنا -رحمة الله عليهم أجمعين - التمسح بجدار الكعبة أو بجدران المسجد أو بالمصحف . . إلى غير ذلك سدا لهذا الباب ، ولمخالفته السنة .


وعلى هذا الرأي إجماع العلماء ، ومنهم الإمام ابن تيمية ، والإمام ابن عبدالوهاب - رحمهما الله تعالى- وكذلك قرر هذا كما سبق الإمام البنا في أرفع صورة وأوجزها . عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، ونحن حدثا عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ، وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها : "ذات أنواط " ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن من كان قبلكم ".


ولقد استخرج الإمام ابن عبد الوهاب من هذا الحديث اثنتين وعشرين مسألة على بطلان أشجاء وتبديعها.



الحلف بغير الله . . ودعاء غير الله :




أما الحلف بغير الله ، أو النهي عن الاستعانة بالمقبورين ، فقد أشار إليهما الشيخ البنا - رضوان الله عليه -، ووضح حرمتهما ، وحذر من ذلك أشد التحذير ، سواء كان الحلف بالأباء أو بالصالحين ونحوهم . وهذا ما قررته الشريعة ، وحثت عليه :


ا - عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ".


2 - وفي حديث آخر قال : إن النبي سمع عمر وهو يحلف بأبيه ، فقال : "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ".


3- وعن عبد الله بن سمرة-رضي الله عنه -قال : قال رسول الله في صلى الله عليه وسلم: "لا تحلفوا بالطواغي ولا بابائكم " (أخرجه مسلم ) ، وفي رواية النسائي : " لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغيت ".


4 - وقال تعالى: " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم غن دعائهم غافلون وإذا حشر الناش كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين " (الأحقاف :5 -6) .


فدعاء غير الله تبارك وتعالى ، واعتقاد أنه ينفع أو يضر مناف للإيمان ، قال تعالى:" قل أتدعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران * (الأنعام : 71) . وقال تعالي : " ادعوا ربكم تفرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * (الأعراف :55) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة ، . . و( دعاء المسألة أن تسأل الله حوائجك ، ودعاء العبادة أن تسأل الله وتتضرع إليه أن يغفر وأن يرحم . . إلخ ) .


فدعاء المسألة كقول زكريا -عليه السلام -: " قال رب إني وهن العظيم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * (مريم : 4 ) .
ثم طلب الولد ، ودعاء العبادة ، كالذاكر لله ، والتالي لكتابه ، فهو طالب من الله الثواب والمغفرة في المعنى ، فإذا قصد بهذا الدعاء غير الله ، كان ذلك مروقا من ا للإسلام .


ثم يقول ابن تيمية : فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة في هذه الأزمان قد يمرق من الإسلام لأسباب ، منها : الغلو في بعض المشايخ . . . فكل من غالي في نبي أو صالح ، وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يقول يا سيدي فلان انصرني ، أو أعني ، أو ارزقني . . فكل ذلك شرك وضلال.


وعلى هذا فقهاء الأمة ، وابن القيم والشافعية والحنفية وغيرهم ، قرر ذلك الحنفية في الفتاوى البزازية ، وقال الشيخ صنع الله الحنفي -رحمه الله -: قد ظهر الآن بين المسلمين جماعات يدعون أن للأولياء تصرفات بحياتهم ومماتهم . . . وهذا كلام فيه تفريط وإفراط ، وفيه الهلاك الأبدي لما فيه من روائح الشرك ومصادمة الكتاب العزيز.
  #5  
قديم 06-03-2010, 04:44 PM
ah_ah_ah ah_ah_ah غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 88
افتراضي رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم

اما بخصوص التصوف و اتهام الامام البنا بانه كان صوفيا ضال
اولا انا لا انكر مطلقا انه كان صوفيا بل انه كان صوفيا معتدلا وكان يذهب الى دمنهور فى مسجد التوبة
عايز اقول لحضرتك حاجه ان بيت الامام البنا رحمة الله عليه بجوار بيتى وانا لى كل الفخر فى ذالك انه من بلدى فكان اى احد يبحث عن الالتزام فهم كانوا منتشرين عندنا وفعلا ذهب معهم الامام البنا
اما بخصوص باقى الشبهات حول تصوفه فهذا الكتاب خير رد ساتركك مع الكتاب
وكانت أول المفتريات ، اتهام الشيخ البنا رضوان الله عليه بالصوفية ، كلمة سمعوها كالببغاوات فرددوها بغير معنى ولا معرفة ، ولا علم ولا فقه ، وإذا سألت أحدهم ما هو التصوف ، ومن هم المتصوفة ، أجابك بغير تردد فئة ضالة مضلة كافرة ، هكذا وفي جملة واحدة اختصر القضية ، وأتى بالحكم بدون حيثيات ولا بينات ولا شهود ، ثم انبرى ينسبها إلى كل من يريد ، بسبب وبدون سبب ، اعتمادا على ورود حتى اسمها مجردا على لسان من يتهمون .

أضواء على التصوف :


قول الإمام الشاطبى في التصوف :


ويحسن بنا ونحن نتناول هذه الفرية أن نلقي الضوء على هذا الاسم ، وعلى المنتسبين إليه من واقع أقوال العلماء الراسخين في العلم ، مثل الإمام ابن تيمية ، والإمام الشاطبي - رضي الله عنهما - صاحب كتاب ( الاعتصام ) ذلك الكتاب الذي يعتبر المرجع المبرز في بيان البدع والمبتدعة في الدين ، فقال - رضي الله عنه - في الاعتصام - الجزء الأول ، ص 89 : 91 طبعة المعرفة : ( " الوجه الرابع " من النقل ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس . وإنما خصصنا هذا الموضوع بالذكر، وإن كان فيما تقدم من النقل كفاية لأن كثيرا من الجهال يعتقدون فيهم أنهم متساهلون في الاتباع ، وأن اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه ، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به ، فأول شئ بنوا عليه طريقتهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها حتى زعم مذكرهم ، وحافظ مأخذهم ، وعمود نحلتهم ، ( أبو القاسم القشيري ) أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع ؟ فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة ، إذ لا فضيلة فوقها ، ثم سمي من يليهم التابعين ، ورأوا هذا الاسم أشرف الأسماء ، ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين . ثم اختلف الناس وتباينت المراتب ، فقيل لخواص الناس ممن له شدة عناية في الدين : الزهاد العباد .
قال : ثم ظهرت البدع ، وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله ، الحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف ، هذا معنى كلامه ، فقد عد هذا اللقب مخصوصا باتباع السنة ومباينة البدعة ، وفي ذلك ما يدل على خلاف ما يعتقده الجهال ومن لا عبرة به من المدعين للعلم .
وفي غرضي - إن فسح الله في المدة وأعانني بفضله ويسر لي الأسباب -أن ألخص في طريقة القوم أنموذجا يستدل به على صحتها وجريانها على الطريقة المثلى ، وأنه إنما داخلتها المفاسد وتطرقت إليها البدع من جهة قوم تأخرت أزمانهم عن عهد ذلك السلف الصالح ، وادعوا الدخول فيها من غير سلوك شرعي ، ولا فهم لمقاصد أهلها ، وتقولوا عليهم ما لم يقولوا به ؟ حتى صارت في هذا الزمان الأخير كأنها شريعة أخرى غير ما أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأعظم من ذلك يتساهلون في اتباع السنة ، ويرون اختراع العبادات طريقا للتعبد صحيحا، وطريقة القوم بريئة من هذا الخباط بحمد الله
. فقد قال الفضيل بن عياض : من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة . وقيل لإبراهيم بن أدهم : إن الله يقول في كتابه في" ادعوني أستجب لكم " وتحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا فقال : (ماتت قلوبكم بخمسة أشياء :
أولها : عرفتم الله فلم تؤدوا حقه .
والثانى ، قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به .
والثالث : ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلموتركتم سنته .
والرابع : ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه .
والخامس : قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها . )
وقال ذو النون المصري : (من علامة حب الله متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأمره وسننه ) . وقال : (إنما دخل الفساد على الخلق في ستة أشياء : الأول ، ضعف النية بعمل الاخرة .
والثانى : صارت أبدانهم مهيئة لشهواتهم .
والثالث : دخل عليهم طول الأمل مع قصر الأجل .
والرابع : آثروا رضاء المخلوقين على رضاء الله .
والخامس : اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
والسادس : جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم ودفنوا أكثر مناقبهم ) .
وقال لرجل أوصاه : (ليكن اثر الأشياء عندك وأحبها إليك أحكام ما افترض الله عليك ، واتقاء ما نهاك عنه ، فإن ما تعبدك الله به خير لك مما تختاره لنفسك من أعمال البر التي تجب عليك ، وأنت ترى أنها أبلغ لك فيما تريد ، وكذلك يؤدب نفسه بالفقر والتقلل وما أشبه ذلك ، وإنما للعبد أن يراعي أبدا ما وجب عليه من فرض يحكمه على تمام حدوده ، وينظر إلى ما نهئ عنه فيتقيه على أحكام ما ينبغي ، فإن الذي قطع العباد عن ربهم ، وقطعهم عن أن يذوقوا حلاوة الإيمان وأن يبلغوا حقائق الصدق ، وحجب قلوبهم عن النظر إلى الآخرة ؟ تهاونهم بأحكام ما فرض عليهم في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم وأيديهم وأرجلهم وبطونهم وفروجهم ، ولو وقفوا على هذه الأشياء وأحكموها لأدخل عليهم البر إدخالا تعجز أبدانهم وقلوبهم عن حمل ما رزقهم الله من حسن معونته ، وفوائد كرامته ، ولكن أكثر القراء والنساك حقروا محقرات الذنوب ، وتهاونوا بالقليل مما هم فيه من العيوب ، فحرموا ثواب لذة الصادقين في العاجل ) .
وقال بشر الحافي : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : " يا بشر ! تدري لم رفعك الله بين أقرانك ؟ " قلت : لا يا رسول الله ، قال : " لاتباعك سنتي ، وحرمتك للصالحين ، ونصيحتك لإخوانك ، ومحبتك لأصحابي وأهل بيتي هو الذي بلغك منازل الأبرار ").
وقال يحيى بن معاذ الرازي : (اختلاف الناس كلهم يرجع إلى ثلاثه أصول ، فلكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده :
ا - التوحيد وضده الشرك .
2-والسنة وضدها البدعة .
3 - والطاعة وضدها المعصية) .
وقال إبراهيم القمار : (علامة محبة الله إيثار طاعته ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم) .
وقال سليمان الداراني : (ربما تقع في قلبي المسألة من مسائل القوم أياما ، فلا أقبل منها شيئا إلا بشاهدين عدلين : الكتاب والسنة . ) .
وقال أبو القاسم الجنيد : (مذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة) .
وقال . (من لم يحفظ القرآن ، ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة) .
وقال إبراهيم الخواص : (ليس العلم بكثرة الرواية ، وإنما العالم من اتبع الكتاب ، واقتدى بالسنة) . وسئل عن العافية ، فقال : (العافية في أربعة :
ا دين بلابدعة . 2 -عمل بلا آفة .
3-قلب بلا شغل . 4 -نفس بلا شهوة .
وقال . (الصبر : الثبات على أحكام الكتاب والسنة) .
هذا قليل من كثير نقله الإمام أبو إسحاق الشاطبي في عشر صفحات من سفره العظيم ، وقال -رحمه الله -: وكلامهم في هذا الباب يطول ، وقد نقلنا منه جملة من أحاديث مشايخهم تربو على اثنين وأربعين شيخا، جميعهم يرون الابتداع ضلالا ، ويأمر بالاستمساك بالكتاب والسنة ، وانما الذي خرج عن هذا الأصل جماعة ضالة من المتأخرين انتسبوا إلى التصوف زورا وحالهم معروف لا يخفي على أحد ( انظر في ذلك "الاعتصام " للشاطبي ص 89 - 98 ) .

  #6  
قديم 06-03-2010, 04:46 PM
ah_ah_ah ah_ah_ah غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 88
افتراضي رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم

التصوف في رأي ابن تيمية


يتكلم الإمام ابن تيمية على التصوف كلام العلماء الأثبات الذين يضعون الأمور في نصابها ، ولا يزيفون التاريخ ، أو يقعون في أعراض الناس ويتهمونهم بغير حق دون خشية من الله ، ولا احترام للعلم ، أو مراعاة للتعاليم الإسلامية .


وأول ما يتكلم ابن تيمية -رحمه الله -تكلم عن اسم التصوف ، فيقول : عرف أن منشأ التصوف كان في البصرة ، وأنه كان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد مما له فيه اجتهاد ، كما كان في الكوفة من يسلك طريق الفقه والعلم وله فيه اجتهاد ، وهؤلاء الصوفية نسبوا إلى لبس الصوف ، فقيل في أحدهم : "صوفي " وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف ، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ، ولكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال.


ثم يقول رحمه الله : ( وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد - وعبد الواحد من أصحاب الحسن - وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ، ما لم يكن في سائر أهل الأمصار ، ولهذا كان يقال : فقه كوفي ، وعبادة بصرية).


عبادة الصوفية وما يتبعها من مواجد :
ثم يتطرق الإمام ابن تيمية إلى أصول هؤلاء في مواجدهم وكثرة خوفهم من الله ، ويجين رأيه ورأي العلماء في ذلك :
فأولا : يورد الأحوال التي كانت تقع منهم ، ثم يبين المنكرين لها وحججهم ، ثم يبين المجيزين لها وهم جمهور العلماء ، وهو موافق لهم ، ثم يبين أسباب ذلك وأدلته ويرد على المنكرين ، فيقول في بيان الأحوال : ويحكي عن عباد أهل البصرة ، مثل حكاية من مات أو غشي عليه في سماع القرآن ، ونحوه ، كقصة زرارة بن أوفي قاضي البصرة ، فإنه قرأ في صلاة الفجر : " فإذا نقر في الناقور" يخر ميتا ، وكقصة أبي جهير الأعمى الذي قرأ عليه صالح المري فمات ، وكذلك غيره ممن روي أنهم ماتوا باستماع قراءته ، وكان فيهم طوائف يصعقون عند سماع القرآن ، ولم يكن في الصحابة من هذا حاله .


من أنكر ذلك "

ثم يقول -رحمه الله -: وممن أنكر ذلك أسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن سيرين ، وقالوا : إنه تكلف وتصنع ، ومنهم من قال : إن ذلك مخالف لما كان عليه الصحابة.


من أجاز ذلك :
ثم يقول ابن تيمية : ( والذي عليه جمهور العلماء ، أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه ، وان كان حال الثابت أكمل منه ، ولهذا لما سئل الإمام أحمد- رضوان الله عليه - عن هذا ، قال : قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغشي عليه ، ولو قدر أحد أن يدفع عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه ، ونحو هذا ، وقد نقل عن الإمام الشافعي أنه أصابه ذلك ، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة ، وبالجملة فهذا كثير ممن لا يستراب في صدقه . لكن الأحوال التي كانت في الصحابة هي المذكورة في القرآن ، وجل القلوب ، ودموع العين ، واقشعرار الجلود ، كما قال تعالى:"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون"(الأنفال 20) .
وقال تعالى: "إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً " (مريم : 58) .


ثم يقول : وحال المؤمن التقي الذي فيه ضعف عن حمل ما يرد على قلبه ، فهذا هو الذي يصعق صعق الموت ، أو صعق غشي ، فإن ذلك إنما يكون لقوة الورود ، وضعف القلب عن حمله ، وقد يوجد مثل هذا في من يفرح أو يخاف أو يحزن يرو يحب في أمور الدنيا بل قد يقتله ذلك أو يذهب بعقله .


فإذا كان ذلك منه بدون تفريط ، لم يكن فيه ذنب فيما أصابه ، ولا وجه للريبة. وكان صاحبها-إذا كان العمل مشروعا- محمودا على ما فعل من الخير ، وما ناله من الإيمان ، معذورا فيما عجز عنه وأصابه بغير اختياره ، وهو أكمل ممن لم يبلغ منزلتهم لنقصر إيمانه وقسوة قلبه ونحو ذلك . ثم يقول رحمه الله :
ولكن من لم يزل عقله مع أنه قد حصل له من الإيمان ما حصل لهم أو مثله أو أكمل منه ، فهو أفضل منهم ، وهذا حال الصحابة رضي الله عنهم ، وحال نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه لما أسري به إلى السماء ، وأراه الله ما أراه ، وأصبح كبائت لم يتغير عليه حاله ، فحاله أفضل من حال موسى عليه السلام ، الذي خر صعقا لما تجلى ربه للجبل ، وحال موسى حال جليلة علية فاضلة ، لكن حال محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأعلا وأفضل.


مرتبة هؤلاء المتصوفة، ثم يقول رحمه الله : التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة ، قد تكلموا في حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : " الصوفي " من صفا من الكدر ، وامتلأ من الفكر ، واستوى عنده الذهب والحجر ، " التصوف " : كتمان المعاني ، وترك الدعاوى ، وأشباه ذلك ، وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق ، وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ، كما قال الله تعالى : " فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (النساء : 69) .


لكنه في الحقيقة نوع من الصديقين ، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه . . فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين : أنهم صديقون ، فهو كما يقال : عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضا ، كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده ، وقد يكون من أجل الصديقين بحسب زمانهم ، فهو من أكمل صديقي زمانهم ، والصديق في العصر الأول أكمل منهم والصديقون درجات.


اختلاف الناس فيهم :
وبعد هذا تطرق الإمام ابن تيمية إلى طرق التصوف واختلاف الناس فيهم ، فأبان ذلك بمنطق العالم الباحث الذي يعطي كل شئ حقه . فقال رحمه الله : تنازع الناس في طريقهم : فطائفة ذمت " التصوف والصوفية " وقالوا : مبتدعون خارجون عن السنة ، وطائفة غلت فيهم ، وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم .


رأيه فيهم :
والصواب : أنهم مجتهدون في طاعة الله ، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ، فيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين ، وفي كل صنف من قد اجتهد فيخطىء، وفيهم من يذنب فيتوب ، أو لا يتوب ، ولكن هناك طائفة انتسبت إليهم من أهل البدع والزندقة ، وعند المحققين من أهل التصوف أنها ليست منهم مثل الحلاج ، فإن أكثر مشايخ الطرق أنكروه وأخرجوه من الطريق . ثم إن الصوفية بعد ذلك كانوا ثلاثة أصناف ، صوفية الحقائق ، وصوفية الأرزاق ، وصوفية الرسم .


فأما صوفية الحقائق : فهم الذين وصفناهم بالصديقين قبل ذلك .


وأما صوفية الأرزاق ، فهم الذين وقفت عليهم الوقوف ، ويشترط فيهم ثلاثة شروط : أحدها : العدالة الشرعية ، بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم .
الثاني : التأدب بآداب الطريق ، وهي الآداب الشرعية ولا يلتفتون إلى البدع .
الثالث : لا يتمسك أحدهم بفضول الدنيا، فمن تمسك بجمع المال ، أو تخلق بغير الأخلاق المحمودة ، ولم يتأدب بالآداب الشرعية فليس منهم .


وأما صوفية الرسم: فهم المقصورون على النسبة ، فمنهم اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك ، فهؤلاء في الصوفية بمنزلة الذي يقتصر على زي أهل العلم وأهل الجهاد ، فيظن الجاهل من أقوالهم وأعمالهم أنهم من أهل التصوف ، وليسوا منهم.


هذه أقوال ابن تيمية - رحمه الله - في التصوف والصوفية ، وقد سبقه رأي الشاطبي في ذلك واراء أسماء ، وأما الجهال فلهم رأي آخر لا يلتفت إليه لأنه مبني على غير علم ، وعلى نظرات في أهل الزندقة والأدعياء وليسوا منهم .

معلومة هذا الكلام منقول وليس منى من كتاب الاخوان شبهات و ردود
  #7  
قديم 06-03-2010, 04:48 PM
ah_ah_ah ah_ah_ah غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 88
افتراضي رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم


رأي الإمام البنا في نشأة التصوف وما طرأ عليه :
والآن أخي الكريم ، وبعد أن نقلنا لك رأي شيخ الإسلام ابن تيمية فيهم ، ورأي الإمام الشاطبي ، وأقوال علماء التصوف . فهيا نتعرف على رأي الإمام البنا في التصوف من خلال ما سجله في مذكرات الدعوة والداعية حيث يقول :


ولعل من المفيد أن أسجل في هذه المذكرات بعض خواطر (حول التصوف والطرق في تاريخ الدعوة ا لإسلامية ) تتناول نشأة التصوف وأثره ، وما صار إليه ، وكيف تكون هذه الطرق نافعة للمجتمع الإسلامي ، ولن أحاول الاستقصاء العلمي أو التعمق في المعاني الاصطلاحية ؟ فإنما هي مذكرات تكتب عفو الخاطر فتسجل ما يتردد في الذهن وما تتحرك به المشاعر، فإن تكن صوابا فمن الله ولله الحمد، وإن تكن غير ذلك فالخير آردت ولله الأمر من قبل ومن بعد :


حين اتسع عمران الدولة الإسلامية صدر القرن الأول ، وكثرت فتوحها ، وأقبلت الدنيا على المسلمين من كل مكان ، وجبيت إليهم ثمرات كل شئ ، وكان خليفتهم بعد ذلك يقول للسحابة في كبد السماء : شرقي أو غربي فحيثما وقطع قطرك جاءني خراجه . وكان طبيعيا أن يقبلوا على هذه الدنيا يتمتعون بنعيمهما ويتذوقون حلاوتها وخبراتها في اقتصاد أحيانا ، وفي إسراف أحيانا أخرى ، وكان طبيعيا أمام هذا التحول الاجتماعي ، من تقشف عصر النبوة الزاهر إلى لين الحياة ونضارتها فيما بعد ذلك ، أن يقوم من الصالحين الأتقياء العلماء الفضلاء دعاة مؤثرون يزهدون الناس في متاع هذه الحياة الزائل ، ويذكرونهم بما قد ينسونه من متاع الآخرة الباقي " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " (العنكبوت : 64)، ومن أول هؤلاء الذين عرفت عنهم هذه الدعوة الإمام الواعظ الجليل الحسن البصري ، وتبعه على ذلك كثير من أضرابه الدعاة الصالحين ، فكانت طائفة في الناس معروفة بهذه الدعوة إك ذى ر ألله واليوم الآخر ، والزهادة في الدنيا ، وتربية النفوس على طاعة الله وتقواه.


وطرأ على هذه الحقائق ما طرأ على غيرها من حقائق المعارف الإسلامية ، فأخذت صورة العلم الذي ينظم سلوك الإنسان ، ويرسم له طريقا مرت الحياة خاصا ، مراحله : الذكر والعبادة ومعرفة الله ، ونهايته الوصول إلى الجنة ومرضاة الله .


وهذا القسم من علوم التصوف ، وأسميه ( علوم التربية والسلوك ) لا شك أنه من لب الإسلام وصميمه ، ولا شك أن الصوفية قد بلغوا به مرتبة من علاج النفوس ودوائها ، والطب لها والرقي بها ، لم يبلغ إليها غيرهم من المربين ، ولا شك أنهم حملوا الناس بهذا الأسلوب على خطة عملية من حيث أداء فرائض الله ؟اجتناب نواهيه ، وصدق التوجه إليه ، وإن كان ذلك لم يخل من المبالغة في كثير من الأحيان تأثرا بروح العصور التي عاشت فيها هذه الدعوات : كالمبالغة في الصمت والجوخ السهر والعزلة . .


ولذلك كله أصل في الدين يرد إليه فالصمت أصله الإعراض عن أللغو، والجوع أصله التطوع بالصوم ، والسهر أصله قيام الليل ، والعزلة أصلها كف الأذى عن النفس ووجوب العناية بها . . ولو وقف التطبيق العملي عند هذه الحدود التي سمها الشارع لكان في ذلك كل الخير .


ولكن فكرة الدعوة الصوفية لم تقف عند حد علم السلوك والتربية، ولو وقفف عند هذا الحد لكان خيرا لها وللناس ، ولكنها جاوزت ذلك بعد العصور الأولى إلى لخليل الأذواق والمواجد ، ومزج ذلك بعلوم الفلسفة والمنطق ومواريث الأمم الماضية وأفكارها ، فخلطت بذلك الدين بما ليس منه ، وفتحت الثغرات الواسعة لكل زنديق أوملحد أو فاسد الرأي والعقيدة ليدخل من هذا الباب باسم الصوف والدعوة إلى الزهد والتقشف ، والرغبة في الحصول على هذه النتائج الروحية الباهرة . واصبح كل ما يكتب أو يقال في هذه الناحية يجب أن يكون محل نظر دقيق من الناظرين في دين الله والحريصين على صفائه ونقائه.


وجاء بعد ذلك دور التشكل العملي للفكرة فنشأت فرق الصوفية وطوائفهم ، كل على حسب أسلوبه في التربية . وتدخلت السياسة بعد ذلك لتتخذ من هذه التشكيلات تكأة عند اللزوم ، ونظمت الطوائف أحيانا على هيئة النظم العسكرية ، وأخرى على هيئة الجمعيات الخاصة . . . حتى انتهت إلى ما انتهت إليه اليوم من هذه الصورة الأثرية التي جمعت بقية ألوان هذا التاريخ الطويل ، والتي يمثلها الآن في مصر مشيخة الطرق الصوفية ورجالها وأتباعها . ولا شك في أن التصوف والطرق كانا من أكبر العوامل في نشر الإسلام في كثير من البلدان وإيصاله إلى جهات نائية ما كان ليصل إليها إلا على يد هؤلاء الدعاة ، كما حدث ويحدث في بلدان إفريقية وصحاريها ووسطها ، وفي كثير من جهات آسيا كذلك .


ولا شك أن الأخذ بقواعد التصوف في ناحية التربية والسلوك له الأثر القوي في النفوس والقلوب ، ولكلام الصوفية في هذا الباب صولة ليست لكلام غيرهم من الناس . . ولكن هذا الخلط أفسد كثيرا من هذه الفوائد وقضى عليها.


ثم يوضح الإمام البنا واجب المصلحين نحوهم فيقول : ( ومن واجب المصلحين أن يطيلوا التفكير في إصلاح هذه الطوائف من الناس ، وإصلاحهم سهل ميسور ، وعندهم الاستعداد الكامل له ، ولعلهم أقرب الناس إليه لو وجهوا نحوه توجيها صحيحا ، وذلك لا يستلزم أكثر من أن يتفرغ نفر من العلماء الصالحين العاملين ، والوعاظ الصادقين المخلصين لدراسة هذه المجتمعات ، والإفادة من هذه الثروة العلمية ، وتخليصها مما علق بها ، وقيادة هذه الجماهير بعد ذلك قيادة صالحة).

ثم يقول الشيخ البنا -رحمه الله -: وأتذكر أن السيد توفيق البكري -رحمه الله - فكر في ذلك ، وقد عمل دراسات علمية وعملية لشيوخ الطرق ، وألف لهم فعلا كتابا في هذا الباب ، ولكن المشروع لم يتم ولم يهتم به من بعده الشيوخ ، وأذكر من ذلك أن الشيخ عبد الله عفيفي رحمه الله كان معنيا بهذه الناحية ، وكان يطيل الحديث فيها مع شجوخ الأزهر وعلماء الدين ، ولكنه كان مجرد تفكير نظري لا أثر للتوجه إلى العمل فيه . ولو أراد الله والتصت قوة الأزهر العلمية بقوة الطرق الروحية ، وقوة الجماعات الإسلامية العملية ، لكانت أمة لا نظير لها : توجه ولا تتوجه ، وتقود ولا تنقاد ، وتؤثر في غيرها ولا يؤثر شئ فيها ، وترشد هذا المجتمع الضال إلى سواء السبيل.


هذا. . ويواصل الشيخ البنا تعريفه بالتصوف ومعناه عند أصحابه فيقول:
يراد بالتصوف : الزهد في الدنيا والالتفات إلى الآخرة ، والاجتهاد في طاعة الله تعالى. أو يراد به تطهير النفس من أدران البشرية حتى تصفو وتشرق وتكون مرآة للحقائق الربانية ، والأسرار الإلهية . أو يراد فناء العارف عما سوئ الله تعالى فلا يرى موجودا بذاته غيره أو يراد به اتباع الرسول !ؤ في أقواله وأفعاله وأحواله .


أو يراد به هذه المعاني كلها لتلازمها واتصالها وترتب بعضها على البعض الآخر . وهذا المعنى هو الذي يقصده شيوخ الصوفية المحققون رضوان الله عليهم لا يعدلون به إلى غير ذلك ، وأقوالهم في تعريف التصوف وحده تؤيد هذا القصد . قال الإمام الجنيد بن محمد : التصوف هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به . ولأن : هو أن تكون مع الله بلا علاقة . وقال أبو بكر الشبلي -رضي الله عنه - : الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق . وقال بعض الشيوخ : وهو الدخول في كل خلق سني والخروج من كل خلق دني . أو هو أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم مع قوم كرام . وقال سهل بن عبدالله -رضي الله عنه -: الصوفي من صفا من الكدر ، وامتلأ من الفكر ، وانقطع إلى الله دون البسر، واستوى عنده المال والمدر .


وقال الشيخ أحمد بن عجيبة-رضي الله عنه -في شرحه لمنظومة المباحث في تعريف الصوفي وذكر خصائصه : الناس ثلاثة : عالم وعابد وعارف ، وكلهم قد أخذ حظا من الوراثة النبوية ، فالعالم ورث أقوال النبي صلى الله عليه وسلم علما وتعليما بشرط إخلاصه وإلا خرج من الوراثة بالكلية ، والعابد ورث أفعاله صلى الله عليه وسلم من صيام وقيام ومجاهدة ، والصوفي ورث العلم والعمل وزاد عليهما بوراثة الأخلاق التي كان عليها باطنه صلى الله عليه وسلم من زهد وورع وخوف ورجاء وصبر وحلم ومحبة ومعرفة . . إلخ .


وقد يطلق التصوف ويراد به الأذواق ما والمواجد ونتائج الكشف التي تعرض للسالكين وتلح للسائرين ، وهذا المعنى خاص بصاحبه لا يصح أن يظهره أو يكتبه أو يشير إليه ولا يصح أن يتخذ حكما شرعيا ولا حجة لحكم ولا يمكن أن تصوره العبارة أو تحده اللغة لأنه من الأذواق التي لا تتناولها مدلولات الألفاظ .
وإلى هذا الإشارة بقول بعض الشيوخ : "علمنا هذا إشارة فإذا صار عبارة فني " .


ويقول صاحب منظومة المباحث الأصلية : ووضعه في الكتب لا يجوز بل هو كنزفي النهى مكنوز إياك أن تطمع أن تحوزه من دفتر أو شعر أو أرجوزة وهذا هو المسمى بعلم المكاشفة ، وهو أمر شخصي يتعلق بصاحبه فقط ، ولا تتناوله الأحكام العامة ، فإن أظهر منه شيئا وافق الأحكام الظاهرة العامة سلم له ، وإن كان مخالفا لها أقيمت عليه حدودها .


وقد يقصد بعض الناس من لفظ التصوف معنى ثالثا عماده المذاهب الفلسفية والآراء النظرية وهو نتيجة ربط الأذواق والمواجد بهذه العلوم وخلطها بأحكامها وقواعدها ويتأدى الباحثون في التصوف بهذا المعنى إلى الوحدة والحلول وغيرهما من الآراء الفلسفية الصرفة ، والتصوف ، بهذا المعنى أمر فلسفي عقلي لا صلة له بالإسلام البتة ولم يكن على عهد السلف الصالح ولم يتكلم فيه كبار الصوفية ، وإنما هو علم أوجده اتساع العلوم واستبحار العمران ، وترجمة كتب الأهم الأخرى ، واختلاط قواعد علومها بعلوم الإسلام كما وقع في علم الكلام ، وقد يؤدي بصاحبه إلى الخروج عن عقيدة آهل الإسلام وهو يظن أنه من خاصتهم .


وقد كان النظر في التصوف بهذا المعنى سببا لبلاء كبير في المسلمين وتكأة لكل إباحي يلتمس السبيل إلى نيل شهواته تحت ستار من العقائد ، أو ملحد يريد أن يهدم الإسلام بتصيد الشبهات ، أو معطل يحاول التخلص من تكاليف الكتاب والسنة .


فعليك أن تتمسك بمدلول المعنى الأول وتعمل به فينكشف لك سر المعنى الثاني ، و أحذر أن يلتبس عليك الطريق فتكون ممن يفهمون التصوف بالمعنى الثالث ، ولممل الله دائما أن يلهمك رشدك ، فإن مزالق الطريق كثيرة ، والله حسبنا ونعم الوكيل.




التصوف والكتاب والسنة:
التصوف الإسلامي بمعناه الصحيح يستمد أصوله وقواعده من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كأي علم إسلامي ، وذلك هو الذي تظاهرت عليه أقوال شيوخه وأثمته . قال الجنيد- قدس الله سره ": "علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ، فمن لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء ، ويأخذ أدبه عن المتأدبين أفسد من اتبعه " .
وقال سهل بن عبدالله : "بنيت أصولنا علي ستة أشياء : كغاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكف الأذى ، وأبر الحلال ، واجتناب الآثام ، والتوبة ، وأداء الحقوق " .
وقال أبو عثمان الحيري -رضي الله عنه - : "من أمر السنة على نفسه نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة" . وقال أبو القاسم النصر أباذي -رضي الله عنه - : "أصل الغصوف ملازمة الكتاب والسنة ، وترك الأهواء والبدع " .


والأقوال في ذلك كثيرة حتى قال أبو الحسن الشاذلي - رضي الله عنه - : "إذا استند كشف الولي إلى غير الكتاب والسنة فهو كسف شيطاني لا يؤخذ عنه ولا يسلم له " . والقاعدة عندهم أن السنة هي الأصل لأن صاحبها صلوات الله وسلامه عليه
معصوم من الخطأ، وما عداها تابع لأن قائليه غير معصومين فكل كلام غيرها يعرض عليها فإن وافقها قبل وإلا رفض .


مفاهيم خاطئة عن التصوف :


وقد صار الناس يطلقون كلمة صوفي ، وابن طريقة ، وولي ، ودرويش (وهي كلمة،فارسية معناها مريد أو ما يقرب من ذلك ) ، على كل من ظهرت عليه علامات التقشف ورثاثة الثياب ، وعدم العناية بنظافة الجسم ، أوكل من ظهرت عليه دلائل البله بشؤون الحياة ، أو كل من تكاسل عن أداء الفرائض الدينية وارتكب المخالفات وادعى لذلك أعذارا مجهولة كأنه يصلي في الكعبة أو أنه ينظر في اللوح المحفوظ فيرى أن المعصية مقدرة عليه فهو ينفذها لذلك ، أو أنه وصل إلى درجة رفع عنه فيها التكليف ، أو أن حقائق الأشياء تنقلب له فيصير الخمر ماء ، إلى غير ذلك من المزاعم ، وقد يستدل بعضهم بما يغب لجعل الشيوخ من قوله : فلا تلم السكران في حال سكره فقد رفع التكليف في سكرنا عنا.


وقد علمت مما سبق أن التصوف بريء من هذه المزاعم مشيد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن الصوفي لا يكون صوفيا إلا بالتمسك بهما ، والولي لا يكون وليا إلا إذا اهتدى بهديهما ، فهما عماد الوصول ومنار طريق السلوك ، ولن يصل السالك إلى شيء من نور الهداية والمعرفة إلا بصدق التوجه والعمل بهما .


وقد نقل محمد بن عجيبة المزيدي في شرحه على المباحث الأصلية عن أبي طالب المكي في لوت القلوب ما يأتي : "وأعرف في زماننا هذا علوما كثيرة من الأباطيل والغرور والدعاوى قد ظهرت وسميت علوما" .


وقال في موضع آخر نقلا عن محيي الدين بن عربي الحاتمي : "حصلت الفترة في الطريقة ، لا بل قد اندرست في الحقيقة ، مضت الشيوخ الذين كان لهم اهتداء ، وبقي الشباب الذين ليس لهم بسيرتهم اقتداء ، زال الورع ، وطوي بساطه ، وقوي الطمع ، واشتد رباطه ، وارتحلت عن القلوب حرمة الشريعة ، فعدوا قلة المبالاة أوثق ذريعة رفضوا التمييز بين الحلال والحرام ، ودانوا بترك الاحترام ، وطرح الاحتشام ، واستخفوا بأداء العبادات ، واستهانوا بالصوم والصلاة ، وركضوا في ميادين الغفلات ، وركضوا إلى اتباع الشهوات وقلة المبالاة".


وهذا معنى قول أبي مدين : واعلم بأن طريق القوم دراسة وحال من يدعيها اليوم كيف ترى هذه أقوال المحققين من الصوفية أنقلها إليك وهي قليل من كثير لتعلم كيف تعلق الناس بالأسماء وتركوا الحقائق ، وأخذوا القشور ورموا اللباب .
وما أظرف قول القائل :
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
ولا صياح ولا رقص ولا طرب ولا اضطراب كأن قد صرت مجنونا
بل التصوف أن تصفو بلا كدر وتتبع الحق والقرآن والدينا
وأن ترى خاشعا لله مكتئبا على ذنوبك طول الدهر محزونا
وقول الآخر :
ألم يعلموا أن الطريق كناية عن العمل الجاري على وفق شرعنا
وذبح النفوس الضاريات بمدية من الخلف حتى لا تميل إلى الحنا
فما أشد الغفلة ، وما أعظم سلطان الألفاظ ، وما أبعد العرف عن الحقيقة ، فاعرف ذلك جيدا ، واطلب لباب الأمور لتكون من الصادقين في الطلب ، الواصلين إلى درجات القرب ، إن شاء الله.
( الشريعة، والطريقة، والحقيقة ) أو علم الظاهر، وعلم الباطن
يكثر إطلاق هذه الألفاظ في علم القوم وحديثهم ، وإذا درست أقوالهم علمت أنهم يريدون المعاني آلاتية :


ا - الشريعة : هي أحكام الدين المأخوذة من الكتاب والسنة سواء تعلقت بالعقائد أو العبادة أو غيرهما .



2-والطريقة : هي العمل بهذه الأحكام مع إدراك مراميها والأخذ بعزائهما وعدم التواني والكسل في ذلك .


3- والحقيقة : هي الأثر الذي يتركه دوام الطاعات في القلب مع صفاء الروح ، ورقة القلب ، وسرعة الفهم ، وازدياد العمل ، والمعرفة بالله تبارك وتعالى، وانكشاف حقائق بعض الأمور للعلم بالشريعة العامل بالطريقة إلى غير ذلك من الفيوضات الإلهية التي لا تنقطع في المقامات التي لا تحد بوصف كلامي .

والثلاثة بهذا المعنى أمور متلازمة لا ينفصل أحدهما عن الآخر . فمن علم بالسريعة وعمل بالطريقة وصل إلى الحقيقة ، ولا وصول إلى الحقيقة إلا بالعلم والعمل ، ومن وقف مع العلم فقط فقد حرم الفهم ، وكان علمه حجة عليه . وهذه المعاني هي المقصودة عند الشيوخ بهذه الألفاظ ، وكل ما زاد عليها أو خالفها فوهم باطل ، وإليك أقوالهم في ذلك : قال صاحب شرح تائية السلوك : "الشريعة أمر العبد بالتزام العبودية ، والحقيقة مشاهدة الربوبية عند التحقق بمقام الإحسان المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه ".


والطريقة : هي سلوك طريق الشريعة مع العمل بالأحوط ، وعدم تتبع الرخص والمراد من الثلاثة إقامة العبودية على الوجه المراد من العبد" . ومن آراء الصوفية في ذلك رأي الشيخ محيي الدين بن عربي الحاتمي ، وكان من قوله فيه بعد أن ذكر خطأ الذين يعترضون على الصوفية وعلماء الظاهر : كثيرا ما يقولون : من أين أتى هؤلاء العلم لاعتقادهم أن أحدا لا ينال علما إلا على يد معلم ، وصدقوا في ذلك ، فإن القوم لما عملوا بما علموا أعطاهم الله تعالى علما من لدنه بإعلام رباني أنزله في قلوبهم مطابقا لما جاءت به الشريعة لا يخرج عنها ذرة، قال تعالى : خلق الإنسان علمه البيان " (الرحمن : 3، 4) "علم الإنسان ما لم يعلم " (العلق : ه ) . وقال في عبده الخضر : " وعلماه من لدنا علما " (الكهف : 65)، فصدق المنكرون فيما قالوا : إن العلم لا يكون إلا بمعلم ، وأخطأوا في اعتقادهم أن الله تعالى لا يعلم من ليس بنبي ولا رسول قال تعالى: " يؤتي الحكمة من يشاء "، والحكمة هي العلم ، وجاء بمن وير نكرة، ولكن هؤلاء المنكرين لما تركوا الزهد في الدنيا وأثروها على الآخرة وعلى ما يقرب إلى الله تعالى وتعودوا أخذ العلم من الكتب ومن أفواه الرجال حجبهم ذلك عن أن يعلموا أن لله تعالى عبادا تولى تعليمهم في سرائرهم إذ هو المعلم الحقيقي للوجود كله ، ثم ختم كلامه بقوله : وأين تكذيب هؤلاء المنكرين لأهل الله تعالى في دعواهم العلم من قول علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه-:
"لو تكلمت لكم في تفسير الفاتحة لحملت لكم منها سبعين وقرأ" فهل كان إلا من العلم اللدني الذي أتاه الله تعالى له من طريق الإلهام ، إذ الفكر لا يصل إلى ذلك ؟" انتهى كلامه في الفتوحات وقد أكد المعنى في رسالته إلى الشيخ فخر الدين الرازي .
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 170.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 166.45 كيلو بايت... تم توفير 4.23 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]