|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() قصة و عبرة
كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلةالتي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسطيدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملكإلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أنتتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !. أحست الجارة بحرج شديد تجاهما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ،والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب! هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحينييا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟! نجحت فاطمةفي تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ،بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها . قامت الجارة مودعة، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتهااليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أنتمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك . لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ،وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة . ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلىهذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني . ردت أمها : تمدإليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟! قالت فاطمة : أنتيا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟! قالت : نعمتفعلينه في الليل والنهار . ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه! صرخت أمها في غضب : من هذا الذييمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يدهإليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها . واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيتمن أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدكلاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقولالنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليلليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم . فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنتتقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة! اغرورقت عينا الأم بالدموع . واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ماتحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمارالذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أماصديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !. سالت دموع التوبةمدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلىأمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب. قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذهالكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا فعسى أن يكون في هذه القصة عبرةلك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم. |
#2
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ![]() ![]() ![]() قصه معبره رائعه تعبر عن مغزى قيم وشيق فى المعنى احسنتى السرد اختى الكريمه انتظر منكِ المزيد من الاجمل ![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
قصة، عبرة، توبة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |