|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحمد لله ذي الفضل والإحسان، أنزل كتابه فحفظه من الزيادة والنقصان، ويسّر حفظه حتى استظهره صغار الولدان، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، رسول كل إنسان، أما بعد .. هذه حمله زادها الأيمان ومنهجها كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأل الله العظيم أن يكتب لنا بها الأجر والثواب .. القران : هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس . و من خصائص القرآن الكريم أنه كتاب يسره الله تعالى للحفظ والذكر، قال تعالى: { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } (القمر:17) وهذا طريق من الطرق التي هيأها الله لحفظ كتابه الكريم من التبديل والتحريف والضياع، تصديقاً لقوله تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9) فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي حفظه الله بحفظه، وسلّمه من كل تبديل أو تغيير، ليكون حجة على الناس يوم الدين . ولقد استفاضت الأحاديث النبوية المرغِّبة بحفظ القرآن، نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم: ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: زده، فيُلبس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسنة ) رواه الترمذي ، وقال: حسن صحيح، ورواه الحاكم وصححه . ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أحمد . أخلاق أهل القران : قال الله تعالى : " إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا " سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خلقه القرآن ) . قـال بشر بن الحارث : سمعت عيسى بن يونس ( ت 187 هـ ) يقول : إذا ختـمَ العبدُ قبّـل الملَك بين عينيـه ، فينبغي له أن يـجعلَ القرآن ربيعـاً لقلبه ، يَعْمُـرُ ما خرِبَ من قلبِـهِ ، يتـأدبُ بـآدابِ القرآن ،ويتخلّـقُ بأخلاقٍ شريفةٍ يتميّـز بـها عن سائرِ النّاس ممن لا يقرأ القرآن . يخاف من لسانه أشدّ مما يخاف من عدوّه ، يحبس لسانه كحبسه لعدوّه ، ليأمن شـرّه وسوءَ عاقبتِـه قليلَ الضّـحك فيما يضحك منه النّـاس لسوء عاقبة الضّـحك إن سُـرَّ بشـيءٍ مما يوافقُ الحقَّ تبسَّم ، يكره المزاح خوفاً من اللعب فإن مزح قال حقاً ، باسطَ الوجه ، طيّب الكلام ، لا يمدحُ نفسه بما فيه ، فكيف بما ليس فيه يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يُسخط مولاه ، ولا يغتـابُ أحداً ولا يحقر أحداً ولا يشمت بمصيبة ، ولا يبغي على أحد ، ولا يحسده ، ولا يسيءُ الظنّ بأحدٍ إلا بمن يستحق وأن يكون حافظاً لجميع جوارحـه عمّا نُهي عنه ، يجتهد ليسلمَ النّـاسُ من لسانه ويده ، لا يظلم وإن ظُلم عفا لا يبغي على أحد ، وإن بُغي عليه صبر ، يكظم غيظه ليرضي ربّه ، ويغيظَ عدوّه . وأن يكون متواضعاً في نفسه ، إذا قيل له الحق قَبِله من صغيرٍ أو كبير ، يطلب الرفعة من الله تعالى لا من المخلوقين . وينبغي أن لا يتأكلَ بـالقرآن ولا يحبّ أن تُقضى له به الحوائج ، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك ولا يجالس الأغنياء ليكرموه ، إن وُسِّع عليه وسَّع ، وإن أمسِك عليه أمسَك . وأن يُلزم نفسه بِرَّ والديه : فيخفضُ لهما جناحه ، ويخفصُ لصوتهما صوته ، ويبذل لهما ماله ، ويشكر لهما عند الكبر . وأن يصلَ الرحم ويكره القطيعة ، مَن قطعه لم يقطعه ، ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه مَن صحِبه نفعه ، وأن يكون حسن المجالسة لمن جالس ، إن علّم غيره رفق بـه ، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله وهو رفيقٌ في أموره ، صبورٌ على تعليم الخير ، يـأنس به المتعلم ، ويفرح به المجالس ، مجالسته تفيد خيراً . فـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " ينبغـي لحامل القرآن أن يُعرف بليلـه إذا النـاسُ نائمون ، وبنهاره إذا الناسُ مُفطرون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبتواضعه إذا الناسُ يختالون ، وبحزنه إذا الناسُ يفرحون ، وببكائه إذا الناسُ يضحكون ، وبصمته إذا الناسُ يخوضون " . كلمات في فضل حفظ القرآن الكريم: 1. حفظ القرآن سنة متبعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة. 2. حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار , قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق" رواه أحمد. 3. يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأهله وحفاظه قال النبي صلى الله عليه وسلم:" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه". 4. أن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات كما في الحديث:"يقال لصاحب القرآن اقرأ وأرقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها". 5.حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم لما جاء في الحديث :"إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث" 6. حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته ففي الحديث :" إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ". 7. أن من حفظ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه. 8. حافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة ففي الحديث :"مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة". 9. حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين". 10. حافظ القرآن أحق الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله". 11. أن الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن ففي الحديث :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار".......الحديث". 12. أن حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث :"أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل". 13. حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة فهو أكثرهم جمعا لأجر التلاوة ففي الحديث:"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها". 14. حفظ القرآن سبب لحياة القلب ونور العقل فعن قتادة قال: "أعمروا به قلوبكم, وأعروا به بيوتكم" وعن كعب رضي الله عنه قال :"عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل , ونور الحكمة , وينابيع العلم , وأحدث الكتب بالرحمن عهدا وقال في التوراة:"يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا". خطوات حفظ القرآن الكريم : 1- النية الصادقة والنية الصالحة : لتكن نيتك في حفظك لكتاب الله عز وجل ابتغاء وجهه تعالى ورجاء مرضاته والرفعة في الجنات لا لتصيبي به شيئا من أمور الدنيا من مال أو سمعة أو شرف أو منزلة . قال تعالى : (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا لّه الدّين )) 2- الدعــــــاء والإلحاح فيه : قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ![]() القادر على أن يجعل العبد يقرأ فلا ينسى فإذا أردت الحفظ فتوجه إلى الله عز وجل داعي متضرع في الأوقات التي يرجى فيها قبول الدعاء كجوف الليل وأدبار الصلوات وردد ( اللهم علمنا من القران ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا ) . 3- الاستغــفار وترك المعاصي : فينبغي أن يطهر القلب من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره . 4- الصبر والعزيمة القوية : فكلما داومت على الحفظ وصبرت على ما تجده من المشقة في أول الأمر وجدت تيسيرا وهذه سنة الله عز وجل. قال الله تعالى : ((فإنّ مع العسر يسرا *أنّ مع العسر يسرا )) 5- تفريغ الأوقات : قال تعالى : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) فاعلم أن ما ستنصر في إليه من أمور الدنيا لا يعدل آية من كتاب الله . 6- قلة الانشغال بالدنيا : أن الشاغل بشي من أمور الدنيا ولو كان من المباح قد يفوت الخير الكثير فكيف لو كان بغير الأمر المباح ؟؟؟؟؟ 7- الورد اليومي للحفظ والورد اليومي للقراءة : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أحب الأعمال إلى الله ما دام وأن قل ). وقد ورد عن السلف أنهم كانوا يستقرءون القرآن خمسا خمسا وأيضا عشرا عشرا. فلذلك ينبغي لما أراد أن يحفظ كتاب الله أن يجعل لنفسه قدرا من الآيات يحفظه كل يوم و يحرص عليه كحرصه على الطعام والشراب ولكن ذلك يختلف باختلاف الأحوال و الأشخاص فيجب عليك أن تعرف ما تطيق حفظه في اليوم الواحد وأن لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها. 8- الاستذكار والتعاهد و مداومة التلاوة والدراسة : عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها ، وأن أطلقها ذهبت ) . 9- البكــــور : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) فعليك أن تبكر بوردك من القرآن و الحفظ بعد صلاة الفجر ، ليشملك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة . قبل انشغالك بأمور الدنيا التي تعوق الحفظ وتعطل عن القراءة ، ولصفاء ذهنك وراحة بدنك في تلك الساعة المباركة. 10- مصاحبة أهل القرآن ،وقراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه : صاحب أهل القرآن ،واعرض عليهم ما حفظت من كتاب الله واستمع منهم ما يعرضونه عليك ففي ذلك من الفوائد ما لا يحصى منها : 1- المواظبة والمداومة فان العبد قد يمل منفردا، فإذا اجتمع مع أقرانه وإخوانه حصل له من النشاط والمواظبة ما لا يحصل لو انفرد . 2- المحافظة على الأوقات. 3- تصحيح الأخطاء وتصويب التجويد. 11- الإكثار من القراءة في الأوقات الفاضلة: الإكثار من القراءة في رمضان وفي العشر الأخير أكد ،وليالي الوتر منه أكد . ومن الأوقات التي يستحب الإكثار فيها من قراءة القرآن العشر الأول من ذي الحجة ، ويوم عرفة ، ويوم الجمعة ، وبعد الصبح ، وفي الليل . 12- الصــلاة : وينصح في هذا المقام بتلاوة : أولا: قيام الليل بما تحفظ من القرآن وإن قل . ثانيا: صلاة النوافل. ثالثا: أما صلاة الفريضة فاقتد فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم. 13- المواظبة على قراءة ما كان يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور مابين الجمعتين ). 14- أن يقرأ ما حفظه في سيره وركوبه واضطجاعه وسائر أحواله: عن عبد الله بن مغفل قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح ). 15- حفظ السور التي وردت أحاديث في فضيلتها: قول صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا الزهروان البقرة وآل عمران ). 16- الجهر بالقراءة: لأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر فيه ويصرف إليه سمعه ولأنه يطرد النوم . لأنه يزيد في نشاطه للقراءة ويقلل من كسله. 17- الكتابــة : قال تعالى: ((اقرأ باسم ربك الذّي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذّي علم بالقلم )) 18- الحفظ العلمي : تذكري دائما حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن ). 19- معرفة غريبة وتفسيره وأسباب نزوله وأماكن نزوله: فأن التعرف على غريب الألفاظ ومعرفة معانيها يجعل الحفظ سهلا ميسورا لكن لا تجعل هذا يشغلك عن الحفظ ولكن وسيلة للوصول إلى هدفك الأسمى ومرادك الأعلى في حفظ القرآن. 20- الالتزام بآداب القرآن وآداب جملته: لابد من مراعاة الأدب مع القرآن من خشوع وتدبر وبكاء وترتيل واستحباب تحسين الصوت . 21- اغتنام فترة الشباب وصغر السن: لابد لك أختي / أخي من اغتنام الشباب قبل الهرم والصحة قبل السقم والفراغ قبل الشغل والحياة قبل الموت. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |