|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() خطوات متمايلة تهز الأرض تيها ونظرات أعين يتقاطر منها الكبر والاستعلاء وانف شامخ يكاد يشق عنان السماء .. ( هكذا يراها الجميع ) ![]() إنها نموذج لفتاة أعطاها الله من فضله الكثير وأفاض عليها من سعته وأغدق عليها من نعمائه .. فبدلا من أن تشكر الحنان المنان على ما وهبها قسى قلبها وتكبرت وتعالت على خلق الله .. ونست قوله تعالى( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)إبراهيم:7 وباتت تشعر بأنها أعلى منزلة ومكانة دون غيرها فانطلقت تسئ إلى هذه وتتعالى على هذه ناشرة حولها سحابة كبيرة من الكره والبغض بين أقرانها وكل من يتعامل معها .. هى فتاة لم تقدر نعم الله عليها حق قدرها واعتبرتها حقا مكتسبا لها ولم تعى حقيقة أنها اختبار من الله سبحانه وتعالى لعباده لينظر ماذا يصنع العبد أيشكر؟ أم يكفر ؟ وان هذه النعم قد تزول في أي وقت فلا تبقى إلا الحسرة والندم .. ولم تدرك أن السبيل الوحيد للاحتفاظ بهذه النعم والتمتع بها لا يكون إلا بتقدير هذه النعم وصيانتها وليس من صيانتها فى شئ الافتخار والتكبر على من لم يؤتوا مثلها ونست واجبها بالشكر لله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى . قال الله تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم:34 ![]() ووالله لو تأملنا لوجدنا أن شكر النعمة يحتاج إلى شكر آخر فان وفق الله العبد لشكره فان هذا التوفيق يحتاج إلى شكر آخر يقول الله تعالى (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)سبا:13 ![]() لكن بتنا نرى من هذه النماذج الكثير فمثلا : ![]() // هذه فتاة حباها الله بالجمال الأخاذ والصفات الجميلة فاغترت بجمالها على من حولها واحتقرت من هي دونها ونست أن الله لا ينظر إلى صفات البشر أو ألوانهم ولكن ينظر إلى ما في قلوبهم وكم من فتاة متواضعة الجمال ولكن بدينها وحسن أخلاقها زادت جمالا في أعين الناس والله سبحانه وتعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ } // وهذه من الله عليها بالعلم والذكاء والتفوق والنجاح فتكبرت وشمخت بأنفها فى السماء وباتت لا تسمع لأحد رأيا ولا نصيحة وأساءت تقدير هذه النعمة العظيمة وكان الأحرى بها أن تسخر هذا العلم فى خدمة دينها ورفعته لا أن تتخذه وسيلة للافتخار . // وهذه رزقها الله المال الوفير وشبت على الثراء والبذخ فبذرت وأسرفت وتعالت على من رأتهم فقراء ليسوا على نفس المستوى ولم تدر أنها أحوج ما تكون لهؤلاء الفقراء بما تقدمه لهم من صدقات وزكاة تثقل ميزانها ورصيدها عند الله يوم لا ينفع مال ولا جاه . // وهذه تتكبر بحسبها ونسبها وتفتخر بمنزلة أبائها وأجدادها وتتشدق بالمستوى الاجتماعي لأسرتها على من حولها فما حصدت إلا الكراهية والنفور من حولها . يقول الله سبحانه وتعالى (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لقمان: 18 ![]() إنها لمسكينة حقا من تملكت منها هذه الصفة البغيضة وهى من أكثر الصفات تنفيرا للآخرين واستحقاقا لغضب الله سبحانه وتعالى وهى رذيلة اعد الله لها عذابا شديدا . . يكفى أن صاحبها محروم من دخول الجنة .. والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا بقوله: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) [مسلم وأبو داود والترمذي]. فاى عقاب واى خسارة .. ![]() إنها لمسكينة حقا من نبذت التواضع من قلبها ولبست لباس الغرور ولم تفكر بان التواضع خلق لا يتجزأ من خلق المسلم وان واجبها كمسلمة احترام الجميع مهما كانوا فقراء أو اقل مكانة .. والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتواضع ، فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 215]، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص: 83]. ![]() وقد سئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته. وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تواضع لله رفعه الله) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم]. ![]() [رسولنا قدوتنا ] وإذا نظرنا إلى سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لوجدناه على مكانته ورفعة منزلته عند الله اشد الناس تواضعا ومن الأمثلة على ذلك : (أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- سُئِلَتْ: ما كان النبي يصنع في أهله؟ فقالت: كان في مهنة أهله (يساعدهم)، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. ) [البخاري]. وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه، ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد، وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر. ![]() لنفتش فى أعماقنا عن هذه الفضيلة العظيمة ونستشعر عظمة الله فى أنفسنا فتهون علينا ونراها حقيرة أمام كل هذا الفيض من النعم وتقصيرنا البالغ فى حق الله وكفى بنعمة الإسلام نعمة لن نوفيها أبدا حقها من الشكر.. ![]() لنقف وقفة صدق مع أنفسنا ونتواضع أولا مع الله بأن نتقبل دينه، ونخضع له سبحانه، ولا نجادل ولا نعترض على أوامر الله .. ونتواضع مع رسوله بأن نتمسك بسنته وهديه، فنقتدى به في أدب وطاعة، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه.. و نتواضع مع الخلق بألا نتكبر عليهم، وأن نعرف حقوقهم، ونؤديها إليهم مهما كانت درجتهم، وأن نعود إلى الحق ونرضى به مهما كان مصدره. ![]() فبتواضعنا نطهر أنفسنا وننشر المودة والمحبة والمساواة بين الناس ونزيل الحسد والبغض والكراهية وقبل ذلك نكسب رضا الله وتوفيقه فالكبر والغرور ما دخلا قلب احد إلا ولوثاه وافسدا فطرته السليمة وأورداه موارد الهلاك .. ولنعلم علم اليقين أنها دنيا فانية وإننا مهما عشنا في رغد ونعيم فان مصيرها إلى زوال ولا يبقى لنا يوم لقاء الحي القيوم إلا ما قدمت أيدينا . ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() من اجمل ما قرات.. ::من تواضع لله رفعه:: جزاك الله خيرا و بارك فيك..
__________________
------- ![]() فى الشفاءنرتقى و فى الجنة.. ان شاء الله نلتقى.. ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ |
#3
|
||||
|
||||
![]() نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
بارك الله فيك اختي الكريمة بالتوفيق |
#4
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيكم وفى مروركم الغالى |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |