المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تصبح كاتبا مبدعا ...


بشرى فلسطين
29-09-2009, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تصبح كاتبًا مبدعًا
الإنسان مجموعة من المشاعر، تخالطها الأفكار ، وتُتَوَّج بالخبرة وتجارب الحياة .
والإنسان المخلوق الوحيد القادر على التعبير عما بداخله ، وأيضا الوحيد القادر على الكتابة والكلام.
والإنسان العربي المحظوظ الوحيد الذي تفَرَّد بهذه اللغة العظيمة - لغة أهل الجنَّة- التي تنَّزل القرآن بحروفها، وفيها من البيان ما الله به عليم.
فحق لنا أن نفخر بلغتنا وندرسها دراسة جادَّة ، ونسعى لتطوير مستوانا الفكري والنثري .
وهنا في هذه الصفحات :
سأكتب لكم دروسا ميسَّرة عن " فن الكتابة الإبداعيَّة" ، وسأحرص أن تكون كنقاط رئيسة مع شرح مبسط لها،وسأكتب لكم بالأحمر "ملحوظة" من أفكاري و" فائدة " بالأزرق مما قرأته عن كتَّابٍ مختلفين.
أتمنى أن يكون هذا البحث معِينا -إن شاء الله- على صقْل ملكتنا الأدبيَّة وحسنا الفني ، وموهبتنا التعبيرية .
والآن :
ما رأيكم أن نبدأ بالدروس معا ، وأحب أن أخبركم أني لن ألصق ولن أنقل ، بل سأكتب هذه الدروس بأفكاري وأسلوبي
لذا من كان لديه أي ملحوظة أو فكرة يضيفها على الموضوع ، سأتقبلها وأضيفها ، بشرط أن تكون جديدة ولم أذكرها في الشرح:)
هذا وانتظروني بأول درسٍ من " كيف تصبح كاتبا مبدعا"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وســـــــــام*
29-09-2009, 11:23 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مشرفتنا الطيبة بشرى
اشكر حضرتك على الفكرة الرائعة
فهى مفيدة بلا شك ، وتساعدنا كثيراً فى المسابقة الذاتية وكتاباتنا الشخصية
نشكرك على إشاركنا معكِ فى الاستفادة مما قرأتِ :eek:

جزاكِ الله خيراً ننتظر دروسك :o

بشرى فلسطين
30-09-2009, 05:42 AM
وجزاك الله خيرا أختي الغالية / وسام
أتمنى أن نستفيد معا من هذه الدروس وسأبدأ بالدرس الأول:o

بشرى فلسطين
30-09-2009, 06:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : الكلمة
الكلمة هي العنصر الأساسي في تكوين النص ، والكلمة بيَدِ الكاتِب كالسيف بيَد المحارب.
لذا علينا أن نُحسن انتقاء الكلمات ، ووضعها في مكانها المناسب ،
فالكلمة سلطان ، والكلمة برهان إما لك أو عليك.
ومن الأهميَّة بمكان أن تكون الكلمة ذات معنى يخدم الجملة ويراعي أبعادها.
وللكلمة ثلاث أبعاد:
1- البعد الدلالي :
ويتَّصل هذا البعد بـــــــ
الكلمة المفردة فيعطينا دلالات مختلفة للكلمة الواحدة
مثال:
مضطرم: تعني مشتعل والاشتعال يرتبط بالنار والمعاناة واحتدام العواطف
وهكذا ...
وحينما نربطه بسياق الجملة ، يتّضح المعنى ويُفهم ،فحينما نقول " كان مضطرم الفؤاد" قمنا بتحديد الاضطرام من خلال علاقته بالفؤاد
وقس على هذا المثال
ثانيا : البعد البنائي الصرفي
علينا أن نعيَ تماما أنّ الكلمة يتغيَّر معناها بتغيير بنائها وتصريفها، فالزيادة أو النقصان في الكلمة ذاتها ، تغيِّر معناها وبشكل جذري
مثال :
نقول: وثق ووثَّق.
كل صيغة من هذه الصيغ لها دلالة تختلف - إلى حد ما- عن غيرها،
وهنا وثِقَ: معناها ائتمن
وثَّق: أحكم وشد
نرى في هذا المثال اختلافـًا طفيفـًا في رسم الكلمة واختلافـًا واضحًا في المعنى


ثالثًا : البعد الصوتي
يرتبط هذا البعد بالدلالات النفسيَّة والوجدانيّة ، والإيقاع الصوتي للحروف .
وينتج عنه راحة نفسيّة يشعر بها القاريء
وهذا الجانب يجب مراعاته عند كتابة الشعر خاصة ، وذلك أن الشعر يحتاج إلى سلاسة تصل لقلب المستمع وعقله
وأظن أن اتقانه يحتاج لطول قراءة في دواوين الشعر ، وموهبة يهبها الله لمن يشاء

إذن كيف نختار الكلمات وعلى أي أساس يكون هذا الاختيار؟
هناك أصول ينبغي مراعاتها عند اختيار الكلمة أذكر منها:
أولا :معرفة المترادف والمشترك والمتضاد من الكلمات
ولن يصل الكاتب إلى مرحلة التمييز بينهم إلا إذا أوتيَ ذوقا لغويًا مدربا.
ولعل كتب " فقه اللغة" خير معين على ذلك
ثانيا: الاهتمام بالألفاظ العربية الفصحى الموثقة بكتب التراث الأدبية ونبذ الكلمات العامية التي تُعد نشازا غير مقبول في أي مقال أدبي.
ثالثا: الوعي بقواعد اللغة العربية فيما يخص التوابع من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث وتعريف وتنكير ، وحالات الرفع والنصب والجر للمثنى وجمع المذكر السالم ، ومراعاة الضمائر وعلى من تعود، ولنقس عليها الأفعال والأسماء الخمسة وغيرها من القواعد التي تتغير بتغير موقعها الإعرابي في الجملة
رابعًا: معرفة قواعد الإملاء وتطبيقها والحرص على عدم الوقوع فيها ، وكثيرا ما نقرأ مقالات رائعة يفسدها خطأ إملائي غير مقصود.

هذا والوعي بشروط الفصاحة في اللغة ، كالربط بين اللفظ والمعنى والبعد عن التعقيد وتأليف الألفاظ من حروف متباعدة المخارج أوقع للسامع
قال الشاعر:
ضدان لما استجمعا حسنا... والضد يظهر حسنه الضد
فائدة :
د. محمد الشنطي:
تقوم الكتابة بالصياغة المحكمة للكلمات وربطها ببعض ، ومن الضروري أن يكون الكاتب حرا في نفسه ، فيستطيع تحرير ما بداخله، والكلمة المكتوبة تعتبر شاهدا على ما قطعه على نفسه.
من كتاب " صيد الخاطر" لابن الجوزي:
لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لنا ، ثم نعرض عنها فتذهب ، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكي لا يُنسى
وكم خطر لي شيء فأتشاغل عن إثباته فيذهب فأتأسف عليه!
ملحوظة:
الكلمات نوعان:
نشيطة وخاملة
فالنشيطة :هي التي تدخل في دائرة استعمال الكاتب وفي معجمه
أما الخاملة : هي التي لم يتداولها الكاتب وتبقى محصورة في كتب التراث
وكلما تقدّم الكاتب بأسلوبه ، زادت الكلمات النشيطة وقلَّت الخاملة.
وكلما أكثر من قراءة كتب اللغة ، زاد رصيده من الكلمات النشيطة وزاد تعبيره تميزا
انتهى درس اليوم الذي أحببت أن يكون عن الكلمة التي هي في الجملة كاللبنة في البناء، ولن يصلح البناء مالم تصلح لبناته
أترككم في رعاية الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وليد نوح
30-09-2009, 11:40 AM
جزاك الله خيرًا عن استجابتك
سيكون موضوعًا مميزًا بإذن الله
أسأل الله أن ينفعك و ينفعَ بكِ
في حفظ الله

ahmad12
30-09-2009, 12:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،

بارك الله فيك أختي على هذا الجهد الطيب والمميز ، نسأل الله أن ينفع به.

بشرى فلسطين
30-09-2009, 04:16 PM
الأخوان الفاضلان
وليد نوح
أحمد12
شكرا لمروركما ومتابعتكما
أسأل الله أن أُفيد وأستفيد
في رعاية الله

بشرى فلسطين
01-10-2009, 07:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني : مستلزمات الكتابة.
لكي تصبح كاتبا متمكنا يجب أن تحيط بأربعة محاور رئيسة ، وهذه المحاور لا يمكن أن يُستغنى عنها في مشوار الإبداع ، وكل محور مكمل للمحور الآخر
ومحاور الكاتب المبدع الأربعة :
أولا :اتقان الأداة.
لكل مهنة أدواتها الخاصة بها ، والتي تمثل شريان الحياة لتلك المهنة ، وكما أن أدوات النجار هي المنشار والخشب والمسمار، فإن أدوات الكاتب الناجح تكمن في دراسة علوم اللغة العربية المختلفة من : نحو وصرف ، وبلاغة ، وفقه لغة
ولكل علم أهميته :
فالنحو يقوي ملكتنا الإعرابية ويمنعنا من الوقوع في أخطاء الرفع والنصب والجر
مثال :
الشفاءُ واحةٌ غنَّاءُ
فالجملة مرفوعة لأنها مكونة من مبتدأ وخبر وصفة
فرشْتُ الأرض ريحانًا
نجد هنا المرفوع والمنصوب
فالجملة فعلية من فعل وفاعل مرفوع ومفعول وتمييز منصوب
وهكذا دواليك

والصرف يبحث في مفردات الكلمة ومشتقاتها
فكلمة فتح نشتق منها : يفتح وافتتح و انفتاح ومفتوح وهكذا
أما البلاغة فتجوِّد كلامنا وتعطيه لمسة تناغمية رقيقة ، تريح السامع،
ولا يخفى علينا أهمية فقه اللغة في معرفة المشترك والمتضاد والمترادف من الكلمات.
:O_O:
ثانيا: التمرُّس بالأساليب الأدبيَّة الرفيعة
حتى تصبح كاتبا مبدعا يجب أن تكون قارئًا ذواقًا،فالقراءة بتمعُّن تسهم في تكوين ذائقة لغوية قادرة على التمييز بين الأساليب الكتابية ، وتساعدك على اختيار الألفاظ المناسبة

وليس من شك في أن القاعدة الأساسية التي تبنى عليها القراءة والمطالعة هي دراسة كتاب الله دراسة عميقة، ومداومة الاطلاع على تفاسيره المعتمدة، فالقرآن الكريم هو المصدر والمرجع في فهم اللغة وتذوقها واستيعاب الأساليب وتمثلها، فلغته لغة البيان المعجز ومنهل الفصاحة والبلاغة، والإلمام بآي الذكر الحكيم يربي الذوق.
ومن ثم يأتي دور المطالعة الغزيرة الواعية للكتب الأدبية المشهورة، وقراءة الآثار النثرية والشعرية المتميزة، بما في ذلك الدواوين الشعرية التي أبدعها شعراء معروفون بموهبتهم وقدراتهم، مع العمل على تذوقها وتمثلها وفهمها.
:O_O:
ثالثا: الإلمام بالثقافة العصرية الجادة.
يشهد العصر الحديث اِنفتاحا معرفيا فريدا ، فقد تعددت وسائل الثقافة الحديثة من إنترنت وبرامج تعليمية تلفزيونية وصحف ومجلات وكتب وغيرها.
وليس المطلوب منا حشو أدمغتنا بكل ما نسمع ونطالع ، إنما نعرف كيف ننتقي ونختار بعناية ما نتفرد به ونتميز .
ولعل التجارب والخبرات الحياتية لا تقل أهمية عن القراءة ، وهذه الخبرات لا تأتي إلا لمن عركته الحياة وسلك سبلها المختلفة ، فاختلط بالناس واستفاد من خبراتهم ، وكانت له أذن سماعة وعين لمــَّاحة.
:O_O:
رابعا : تكوين قاعدة فكريَّة خاصة بالموضوع الذي يراد الكتابة فيه.
فالكتابة فكرة تمر كسحابة على رأس الكاتب ، والكاتب الذكي يعرف كيف يدوِّن الفكرة حال خطورها.
:O_O:
ملحوظة من أفكاري:
ماذا لو طلب منك كتابة موضوع محدد ؟
بكل تأكيد لن تكون الأفكار جاهزة في رأسك ، لذا حاول أن تقرأ موضوعات مشابهة للفكرة المعنيَّة بالبحث ، ستشعر بأن هناك أفكار بدأت تخطر لك ، لا تنتظر ؟! دونها فورا كنقاط رئيسة في ورقة جانبيَّة .
وأنصحك بعدها بالجلوس وحيدا وسط جوٍ هادئ ، في محاولة
للاسترخاء والتفكير العميق التخيلي للفكرة ، ربما ستشعر بأنك ما زلت بعيدا عنها ، لا تيأس !
قد تطول المدة وقد تقصر ولكنك ستصرخ في النهاية فرحا وجدتها ، وتسرع إلى دفترك وتجد الكلمات وقد انسابت كالمطر ، ولن تترك قلمك إلا وقد انتهيت من الموضوع.
:eek:جربها ولن تندم:eek:

فائدة :
كتب د. محمد الشنطي
من شروط الكاتب :
اشترط عبد الحميد الكاتب بالإضافة إلى مكارم الأخلاق شرطين رئيسين:
1-بعد الرؤية، إذ ينبغي أن يكون الكاتب قادرًا على استشراف آفاق المستقبل من خلال النظرة الثاقبة العميقة.
2-وضع الأمور في نصابها بحسن تقدير مواقعها ومستلزماتها وبالقدرة على التحليل.
ومن كتاب جواهر البلاغة :
يعتمد الإنشاء على ثلاث مواد
الأولى: الألفاظ الفصيحة الصريحة.
الثانية: المعاني.
الثالثة: إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة ومرجعها إلى الفصاحة
وعلمي المعاني والبيان.

بهذا يكون الدرس قد انتهى

أترككم بحفظ الله وعنايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وليد نوح
01-10-2009, 11:25 AM
فتحَ الله عليكِ
متابعون معك.
بالتوفيق

بشرى فلسطين
02-10-2009, 12:38 AM
شكرا مشرفنا الفاضل " وليد نوح"على المتابعة
رفع الله قدرك
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث: درجات الكتابة
نحن نعرف أن أي مهنة يمارسها الإنسان لا بد أن يمر فيها بمراحل ومستويات ، كذلك الكتابة
كي تكون كاتبا مقتدرا لابد أن تــمُّر بمراحل بدائية وتصعد بها شيئا فشيئا حتى تصبح كاتبا متمرسا
أولا : مرحلة التدوين.
يرى الكتّاب أن التدوين أولى مراحل الكتابة،والتدوين قد يكون سماعيا ، فتُدون ما تسمعه .
وقد يكون كنقلٍ وتلخيصٍ لكتاب قرأته أو قصة أو غير ذلك
ملحوظة من أفكاري:
لن أقول لكم اقرأوا كتابا وقوموا بتلخيصه ، فالأمر سيكون صعبا بلا شك،
إنما لو أعجبك مقال في أحد المنتديات فلا تقوم بنسخه ولصقه، اقرأه بتمعُّن ثم حاول أن تكتبه بطريقتك وفهمك، فإن وجدت نفسك غير قادر على ذلك ، عُد إلى الموضوع واقرأه مرة ثانية وثالثة وعاشرة ، ولا تسمح لنفسك بعملية القص واللصق.
فالنجاح يتطلب منا الصبر والعزيمة ، وتذكر أن ثماره طيبة وتستحق العناء
ثانيًا : الإنشاء " التعبير"
تبدأ مرحلة الإنشاء في مراحل التعليم الأولى، ويكون في بداية الأمر بسيطا موجزا ويسمى في هذه المرحلة التعبير الفطري.
ثم مع الوقت يتطور الأسلوب ويأتي دور التعبير الفني، وفيه تزداد العبارات تركيبًا نظرًا لثراء المعنى؛ إذ يبدأ الميل إلى التفصيل والرغبة في التحليل فتتعدد وسائل الربط بين العبارات.
ملحوظة من أفكاري:
لكي نطوِّر ملكة التعبير لدينا يجب أن نهتم بالوصف التعبيري ، بمعني ننظر لشيء معيَّن ثم نقوم بوصفه بكلمات وخيالات لا تتعدى الخمسة أسطر، ثم نقرأها بطريقة تأمليَّة، وندقق النظر بالكلمات،وسنرى تقدما ملحوظا في كل مرة .
ولتختبر نفسك بنفسك :
قم بقراءة موضوع تعبيري قمت بكتابته قبل فترة ،فإذا رأيت أنه بحاجة لتعديلات كثيرة و أن أسلوبك دون المستوى المتوقع ، فأهنئك بأنك تتقدم وأن أسلوبك التعبيري في تطورٍ وازدهار.
ثالثًا : التأليف.
بعد إتقان التدوين والإنشاء ، أصبح بمقدوركم التأليف، فالخطوات السابقة كانت ممهدا لظهور كاتب ومؤلف قدير
ملحوظة من أفكاري:
لكي تصل إلى مرحلة التأليف المبدِع، لابد أن تصبر كثيرا، فالكثير من الناس بمجرد كتابته لعدَّة مقالات ، يبدأ بمحاولة التأليف وكتابة كتب مستقلة ، ثم يتفاجأ بأنَّه دون المستوى المطلوب ، فيبدأ يلقي اللوم على المجتمع .
رويدكم !!
فالجاحظ والمنفلوطي وابن العميد الكاتب، كلهم كتابٌ مشهورون ، لم يبدأوا التأليف قبل الأربعين ، مع ما كان لهم من فصاحة وبلاغة فطرية ، افتقدناها في عصرنا
لذا إياكم والتسرع ، ولتكن خطواتكم ثابتة ، وحاولوا أن تتعلموا كل يومٍ شيئا جديدًا
فالعلم بحر كلما ابتعدنا عن الشاطئ ، احتجنا تعلم مهارات جديدة في السباحة
فائدة
د. محمد الشنطي:
يرى فريق من المحققين المعاصرين وعلى رأسهم الباحث اللغوي الموسوعي أبو تراب الظاهري أنه من الأخطاء الشائعة استعمال كلمة التحرير مكان الكتابة، حيث يستعملون "المحرر" بدل الكاتب. ويقولون: "رئيس التحرير" ؛ وإنما هو رئيس الكتَّاب، فالتحرير إصلاح الخطأ وإقامة الاعوجاج في الكتابة، فهو أشبه بالتصحيح.
انتهى درس اليوم
غدا إن شاء الله سيكون موضوعنا عن مصارد الثقافة
كونوا معي
في أمان الله

وليد نوح
04-10-2009, 08:18 AM
جزاك الله خيرًا
نعلم أنك في شغل الآن على كرسي الشفاء
سننتظر إطلاق سراحك
بالتوفيق.

بشرى فلسطين
04-10-2009, 09:18 AM
وجزاك خيرا مشرفنا الكريم
وهل هناك أمر يشغلني عن استكمال ما كلفت نفسي بعمله
سأكمل بإذن الله

بشرى فلسطين
04-10-2009, 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع : إضاءة حول مصارد التعلُّم
القرآن الكريم
يفترض فيمن يعد نفسه للكتابة أن يلتمس ينابيع الثقافة ومصادرها، ولهذا ينصح بقراءة كتاب الله العزيز سبحانه وتعالى وحفظ ما تيسر منه، فهو مصدر البلاغة والفصاحة ، ولعلنا نلاحظ الفرق بين كاتب حفظ القرآن الكريم وعداه من الكتَّاب.
كتب الدين
القراءة بكتب التفسير المعتّد بها ، كتفسير القرطبي وابن كثير وفي ظلال القرآن الذي لا يعتبره البعض تفسيرًا وإنما هو أقرب إلى النظرات المتأملة في كتاب الله بأسلوب مشرق العبارة خطه يراعُ أديب متمكن ومفكر إسلامي محتسب .
ولكن لابد من استشارة أهل العلم فيما يرد في بعضها، وأن تكون قراءتها حذرة ممتنعة متيقظة؛ لأنها تتصل بأشرف كتاب على وجه البسيطة هو كتاب الله عز وجل.
كذلك لا بد من قراءة كتب الأحاديث الصحيحة وشروحها وحفظ بعض أحاديث الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومن الضروري للكاتب أن يطلع على كتاب معالم الثقافة الإسلامية للدكتور عبد الكريم عثمان،وقد تحدث فيه عن نظرة الإسلام العامة للوجود والإنسان والكون، وتناول الإيمان بالله والنبوة والوحي وخصائص الرسالة المحمدية والحق والحرية والمساواة والعدل.
المعلَّقات:
قال ابن عبد ربه ، أن العرب كتبت سبع قصائد بماء الذهب ، وعلَّقتها على أستار الكعبة - في الجاهلية- وهناك من يراها عشرا ،
والمعلقات تعتبر بحق من عيون الشعر العربي، وقراءتها والحفظ منها ضروري للأديب والمتأدب.
المفضَّليَّات:
تُنْسَبُ إلى المفضل الضبي من جيل العلماء الأول، وكان راوية عالمًا بأخبار العرب وأيامها وأشعارها ولغاتها،وقد اختَارَ عَدَدًا من القصائد تعتبر من أجود أشعار العرب، أقرها الأصمعي وزاد عليها، وتتضمن المفضليات مئة وثلاثين قصيدة
والقصائد في غالبيتها لشعراء جاهليين، وأقلها لشعراء مخضرمين، وإسلاميين، وقد قام كثير من الشراح بشرح هذه القصائد لأهميتها.
الأصمعيَّات:
تنتسب إلى الأصمعي عبد الملك بن قريب ، وقد ألفت الأصمعيات على نسق المفضليات، وتضم اثنتين وتسعين قصيدة ومقطوعة لواحد وسبعين شاعرًا من الجاهلين والمخضرمين والإسلاميين، ولكن الأصمعيات أقل شهرة من المفضليات.
أمات كتب الأدب:
1- البيان والتبيين للجاحظ:
وهو من أشهر كتب الأدب العربي، أَثَّرَ فيمن جاء بعده من الكتاب كابن قتيبة وابن الأثير وغيرهما، يجمع فيه بين الجد والهزل، ويدور الكتاب حول الخطابة والبلاغة والبيان والشعر والوصايا والمحاورات والنساك والقصاص من أمثال الحسن البصري.
ويتناول الجاحظ بأُسلوب فَكِهٍ بعض الموضوعات ويسخر من بعضِ الطبقات وأصحاب الحرف وفيه قصص طريفة.
2- الحيوان للجاحظ أيضًا:
وهو موسوعة علمية أدبية يتحدث فيها عن العادات والأغراض والحكم والأشعار والحيوان، وهو حصيلة خبرة واسعة في شتى المجالات ويقوم في جانب منه على الجدل والمحاورة.
في هذا الميدان لا ننسى "كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة" وفيه يتحدث عن الحرب والسؤدد والعلم والزهد والإخوان، والحوائج والطعام والطبائع، وكتاب "أدب الكاتب" لابن قتيبة ايضًا :حافل بمختلف المعارف.
ومن الكتب المفيدة أيضا:
كتاب الكامل لابن عباس المبرَّد
كتاب "المجالس" وكتاب " الفصيح"
كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه
وهو موسوعة أدبية اجتماعية تاريخية أخبارية، ويتناول فيه الشعر والنثر والعلم والأدب وقد قسم الكتاب إلى خمسة وعشرين كتابًا، يحمل كل منها اسم درة من درر عقد الجيد كالياقوته، والزمردة، وما إلى ذلك.
الأغاني لأبي فرج الأصفهاني:
وهو أوسع كتب الأدب العربي شهرة وأوفرها حفظًا من حيث الشيوع والانتشار، وهو مزيج من الموسيقى والأدب ، إلا إن الناحية الأدبية أوسع وأشمل من الناحية الموسيقية، ولكن في الكتاب أشعار بذيئة وحكايات مستهجنة، ولهذا لا بد أن يقرأ بحذر بالغ، وقد حاول بعض الكتّاب تهذيبه واختصاره وأبرز هذه المختصرات كتاب تهذيب الأغاني للشيخ محمد الخضري.
كتب الطبقات :
والكتب التي ينصح الكاتب بقراءتها كثيرة ومتعددة، ولكن الكتب التي يمكن أن يقوِّم الطالب بها لسانه فتستقيم عبارته ويسلسل أسلوبه:
1-مثل كتاب "طبقات الشعراء" لابن سلام الجمحي، "والشعر الشعراء" لابن قتيبة، و"طبقات الشعراء" لابن المعتز و"معجم الشعراء" للمرزباني.
2- كتب مصطفى لطفي المنفلوطي:
النظرات، والعبرات، وفي سبيل التاج، والفضيلة، والشاعر
3- كتاب المقالة:كمصطفى صادق الرافعي، وأحمد حسن الزيات، وأحمد أمين، وعبد العزيز البشري، وغيرهم.
4- ومن كتاب الرواية: الذين ينتفع بأسلوبهم اللغوي محمد عبد الحليم عبد الله على وجه الخصوص، ولا بأس من قراءة غيره، ولكن ينتبه إلى ما في أساليب بعضها من ضعف أحيانًا وجنوح إلى العامية أحيانًا أخرى.
مختارات من العصر الحديث:
1-مختارات البارودي وهي مجموعة من القصائد عمد إلى انتقائها من عيون الشعر العربي القديم وأرادها أن تكون نموذجًا يحتذى لتلامذته وأتباع مدرسته، وقد اصطفاها من ثلاثين ديوانًا، وحرص على أن تكون مما رق لفظه، ودق معناه، وخلا من الحشو والتعقيد. من شعر المولدين والعباسيين مرتبة على سبعة أبواب موضوعية مبتدئًا ببشار بن برد ومنتهيًا بابن عنين،وقد علق على هذه المختارات وفسر غريبها.
2-ما حواه كتاب الشاعر سليمان العيسى "حب وبطولة" وقد ضم حوالي مئة مقطوعة أو أكثر مختارة بعناية.
ملحوظة :
حاول أن تخصص لنفسك وقتا للقراءة ، بمعدَّل ساعة يوميا أو أكثر ولكن احرص أن لاتقل عن ساعة ، لأن الكاتب الجيد لابد أن يكون قارئا جيدا.
وهذه النماذج أعلاه لبعض الكتب على سبيل الذكر لا الحصر ، فمن كان عنده كتابا قرأه واستفاد منه فليذكره لنا ، فننتفع به .
ملحوظة 2:
لا أملك صراحة روابط لتحميل هذه الكتب ، ولو كانت عندي لأضفتها إلى مكتبة الشفاء بـــ "هيا بنا نقرأ "، فمن عنده رابطا لتحميل أي كتاب من الكتب المذكورة أو غيرها من كتب الأدب الجيد ، فليتكرَّم على إختوه وأخواته بها.
فائدة :
من كتاب " سر الفصاحة " لابن سنان الخفاجي :
الفرق بين الفصاحة والبلاغة: أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ، والبلاغة لا تكون إلا وصفاً للألفاظ مع المعاني، ولا يقال في كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها بليغة، وإن قيل فيها إنها فصيحة. وكل كلام بليغ فصيح وليس كل فصيح بليغاً.
انتهى درس اليوم
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

بشرى فلسطين
06-10-2009, 11:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس : أنماط الكتابة
أولا : الشعر:
الشعر لغة العواطف والمشاعر والرؤى الممتزجة بالمواقف والأفكار، وهذه اللغة تركيبية تتمازج فيها الألوان والظلال، فهي ليست مجرد أوزان وقواف ولا صور وإيقاعات وألفاظ موحية ذات ظلال، بل هي كل ذلك في تشكيل ذي طابع خاص مؤشر يعيد صياغة التجربة ولا ينقلها.
ويحتاج الشعرإلى طاقة فطرية كامنة يبلورها الاطلاع، ويفصح عنها المران والدربة ويفتقها الوعي والإدراك.
ملحوظة:
كيف تكتب قصيدة شعرية؟
هل يصح أن يوجه هذا السؤال بالفعل؟
وهل يمكن أن نقدم وصفة جاهزة لكتابة القصيدة؟
لا أظن ذلك ممكنًا، لأن؛ الشعر ضرب من ضروب الإبداع، والإبداع ينبثق عن ملكة قارة في النفس، وعن موهبة هي من عطاء الله وفضله، قد تكون هذه الموهبة مخبوءة أو مذخورة كالكنز؛ فهي بحاجة إلى من ينقب عنها ليزيل الركام، ويصقلها، ويبرزها للعيان.
فائدة:
وقد أرجع أرسطو الدافع الأساسي للشعر إلى علتين أساسيتين هما: غريزة المحاكاة أو التقليد، والثانية غريزة الموسيقى أو الإحساس بالنغم.
ثانيا : فنون النثر:
المقالة:
عبارة عن مجموعة من الخواطر والتأملات لا تجري على نسق معين، وليس لها نظام خاص بل يمارس الكاتب حريته كاملة في الطريقة التي يصوغ فيها أفكاره وتأملاته.
والمقالة نص نثري محدود الطول يدور حول موضوع معين تظهر فيه شخصية الكاتب، وله مقومات فنية تتمثل في المقدمة والعرض والخاتمة، وشرطها الأساسي أن تكون صياغتها أدبية سلسة تستهوي القارئ.
ملحوظة :
كيف تكتب المقال؟
يمر كاتب المقال بخمس خطوات مهمة وهي:
أولًا-اختيار موضوع المقال
ثانيًا- تحديد الهدف من المقال
ثالثًا- اختيار العنوان وهو أمر بالغ الأهمية؛ لأنه يوجه مسار الكتابة، وكلما كان العنوان دقيقًا دالا كان المقال واضح المعالم، وأفكاره مرتبة منتظمة
رابعا:رسم المعالم الرئيسية وترتيبها في الذهن قبل المباشرة في الكتابة
خامسا:تقسيم الخطة إلى مقدمة تهيِّئ الأذهان، وتكون موجزة مركزة وتشكل مدخلًا له صلة وثيقة بموضوع المقالة، وإلى عرض في عدة فقرات، كل فقرة تتناول فكرة معينة، وتكون الأفكار متسلسلة ومترابطة بحيث يستدل عليها بالأدلة النقلية والعقلية المناسبة، على أن يغلفها الكاتب بانطباعاته الشخصية ووجهة نظره الخاصة، وتفضي في نهاية المطاف إلى الخاتمة.
القصة القصيرة:
حكاية أدبية تدرك لتقص، قصيرة نسبيًا، ذات خطة بسيطة وحدث محوري يدور حول جانب من الحياة لا في واقعها العادي والمنطقي، وتوجز في لحظة واحدة حدث ذا معنى كبير.
ملحوظة:

لنكتب قصة قصيرة مشوقَّة لابد أن يكون لها بداية ووسط ونهاية، فالبداية تمثل الموقف الذي ينشأ عنه الحدث وهو أقرب إلى التمهيد الذي تتمثل فيه عناصر الزمان والمكان، أما الوسط فهو يتطور من الموقف، ويترتب عليه ويمثل تعقيدًا له، أما النهاية أو نقطة التنوير فتتجمع فيها كل القوى التي احتواها الموقف وفيها يكتسب الحدث معنى.
ومن الضروري أن تكون الشخصيَّة القصصيَّة واضحة ومتصلة بالحدث، وأن تتسلسل الأحداث بطريقة مشوقَّة تلف القارئ فلا يشعر بالملل ويتابع الأحداث للنهاية.
فائدة:
ينصح الكاتب المبتدئ بأن يكتب أي شيء: يدون مذكراته في كل شيء، وبشكل يومي، فإن الملاحظة التي تسمع صدفة، أو الانفعال العاطفي المفاجئ، أو الشعور بالغضب هي مادة خام صالحة للكتابة.
انتهى

بشرى فلسطين
06-10-2009, 12:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السادس : أوقات الكتابة.
تخير الوقت المناسب الذي يشعر فيه الكاتب بالراحة الجسدية والنفسية والفكرية مبدأ هام يكاد يجمع عليه الباحثون والكتاب من الشرق والغرب، وربما كان أنسب الأوقات الصباح الباكر بعد الفجر لمن اعتاد على النوم مبكرًا فأخذ قسطًا من الراحة،وبعض الكتاب يمارسون نشاطهم الإبداعي في جوف الليل حيث تتوفر السكينة، ويخلو المرء إلى نفسه فيستصفي زبدة أفكاره ومشاعره، ويتخير لها من العبارات والألفاظ ما يمكنه من التعبير عنها في هدأة السكون،ولكن الأمر ليس سواء لدى الجميع.
فائدة:
وضع أحد علمائنا من السلف قواعد هامة في هذا المجال في صحيفة مشهورة هي صحيفة بشر بن المعتمر، أهم ما جاء فيها :
1- لا بد من مرور اثنتي عشر ساعة بين الفراغ من المسودة الأولى، ومحاولة إعادة الكتابة مرة ثانية.
2-ومن نصائح أبي تمام للبحتري:"يا أبا عبيدة تخير الأوقات وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم"
3-تذكر أنه لا بد للشاعر أن يمر بفترة لا يستطيع أن يكتب حرفا واحدا ،ويؤكد ذلك الفرزدق الشاعر الأموي المعروف إذ يقول: "تمر عليّ الساعة وقلع ضرس من أضراسي أهون علي من عمل بيت من الشعر".
وفي النهاية الكتابة إبداع ، والإبداع كالسحابة تمر على رأسك فاغتنمها ،والكتابة تحتاج إلى صفاء ذهن وخيال واسع ، وعين لماحة ترقب ما يدور حولها من أحداث وتجارب لتصيِّرة كلمات وعبارات أدبية فريدة
وبهذا وصلت لنهاية المطاف ، أتمنى أن تكون الدروس سهلة ميسرة ، وشاملة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

stnaraa
07-10-2009, 06:42 PM
السلام عليكم
كلماتي تقف عاجزة عن شكر المعلم الفاضل ... الذي لا يبخل على تلاميذه .. بما افاض الله عليه من نور البيان والعلم ....

قرأت الدروس الستة .. وانوي ان اراجع عليها ... لاعمل بها ...
شكرا جزيلا لكم
دمتم

بشرى فلسطين
07-10-2009, 07:56 PM
أهلا بك أخي الفاضل
ويسرني أن تنضم لنا في أسرة الشفاء
وسعيدة جدا لاهتمامك بالموضوع
الآن فقط بدأت أشعر أن الموضوع آتى ثماره
فيكفيني أن يستفيد من موضوعي عضو واحد لأكون مغتبطة وسعيدة
بارك الله فيك وأرحب بوجودك الكريم
حياك الله

قطرات الندى
08-10-2009, 10:37 AM
ما شاء الله عليك
مشرفتنا الغالية
مشاركة مميزة جدا
نتابع معك بكل حماس....

بشرى فلسطين
08-10-2009, 11:13 AM
وأهلا بك مراقبتنا الفاضلة
نتشرف بمتابعتك الكريمة
حياك الله

kawtar dz
10-10-2009, 02:29 PM
باسم الله ما شاء الله بورك فيك أختي بشرى على الفكرة و التقديم المشوق

بشرى فلسطين
10-10-2009, 05:11 PM
باسم الله ما شاء الله بورك فيك أختي بشرى على الفكرة و التقديم المشوق
وفيك بارك الله
حياك الله

عبدة القدوس
05-11-2009, 07:07 PM
جزاك الله خيرا اختي
انا اتابع معكي و كل ما كتبته رائع
و شكرا لكي نحن حقا نريد التطوير من انفسنا
لاني بعيدة جدا شكرا لك .

بشرى فلسطين
05-11-2009, 10:58 PM
جزاك الله خيرا اختي
انا اتابع معكي و كل ما كتبته رائع
و شكرا لكي نحن حقا نريد التطوير من انفسنا
لاني بعيدة جدا شكرا لك .
أهلا بك أختي الكريمة
سرني استفادتك مما أكتب
ولكن أختي لا تستهيني بنفسك ، ففي عالمنا أشخاص كثيرون يملكون الموهبة ولا يعلمون أنهم يملكونها
وسأروي لك قصة حدثت مع أختي ، أتمنى أن تفيدك :)
فأختي تعمل مدرسة لغة عربية للمرحلة الثانوية، وعندها فتاة كسولة جدا لا تريد أن تتعب نفسها بشيء ، وفي حصة التعبير طلبت من الطالبات موضوعا صحفيا ، كالذي يكتبه الصحفيون - من ضمن مقررهم الدراسي-
وتفاجأت في اليوم التاني بأم هذه الفتاة ، التي حضرت لأختي على وجه الخصوص ، راجية منها أن تساعد ابنتها لأن ابنتها ضعيفة جدا في مادة التعبير.
رفضت أختي ذلك فحزنت الأم وأوشكت على البكاء
فقال لها انتظري قليلا ، ونادت تلك الفتاة وبدأت تتناقش معها عن كيفية عمل ذلك التحقيق،
ثم تبادلتا الأفكار ، والاقتراحات، وأنهت المقابلة على ذلك
خرجت الأم حزينة على ابنتها
وكانت المفاجأة في حصة التعبير فقد كتبت الفتاة موضوعا صحفيا ضخما لا تقوم به إلا صحفية عتيدة
نالت هذه البنت درجة مميزة ، وتميزت فيما بعد في مادة التعبير
العبرة من هذه القصة يا أختي
أننا باستطاعتنا تطوير أنفسنا إذا أردنا ذلك
أي أن المفتاح معنا ،فلا تستهيني بنفسك
وستتميزي إن شاء الله
حياك الله

أمة الله أم خالد
09-11-2009, 12:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله ما شاء الله
أحسن الله إليك في الدارين أخيتي
موضوع رائع ومفيد جدا
نتابع معك بإذن الله

بشرى فلسطين
09-11-2009, 06:01 PM
شرفني مرورك أختي الفاضلة
واستفادتك من الموضوع
حياك الله

روح الذكرى
16-11-2009, 07:36 AM
جزاك الله كل خير أختي
متابعه معكم بأذن الله
سجلت هنا سعياً لتطوير كتابتي
وفقك الله

بشرى فلسطين
16-11-2009, 03:21 PM
شكرا لك أختي عل مرورك
ويشرفنا أن تكوني بيننا هنا في بيت العربية
أتمنى أن تستفيدي وتفيدي
ونظرا لكثرة الرود المشجعة
سأكمل الموضوع الذي أوقفته منذ فترة
أرحب بأفكاركم جميعا وأنتظر مشاركاتكم
انتظروني بأفكار جديدة
دمت في رعاية الله

بشرى فلسطين
16-11-2009, 07:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم إخوتي وأخواتي
أعرف أنكم جميعا موهوبون ، وتملكون حسا فنيا فريدًا
اليوم ساتحدث معكم عن موضوع إنشائي مهم سأجعله بداية لنا في دروس التطبيق العملي للكتابة الإبداعية.
سنتجاوز موضوع التدوين لمعرفتنا جميعا به ، وسنبدأ بموضوع الإنشاء
ما هو الإنشاء؟
يعتبر الإنشاء البداية الفعلية في عالم الكتابة ، والإنشاء بدأ معنا منذ بداية معرفتنا للقلم والكراسة ، فقد تعلمناه ونحن في الصفوف الدنيا على مقاعد الدراسة، فقد بدأ معنا بسيطا عن اليوم المدرسي والعلم والوطن ووصف رحلة ....
ولكن اليوم سندرس الإنشاء الذي على قيسنا ، أي إنشاء إبداعي مميز ، ولعل اختيار الموضوع من أهم المحفزات لإطلاق الملكات.
وبرأيي إن الإنشاء الوصفي هو أجمل أنواع الإنشاء وأكثره إثراء ، وبه تقوى الملكات وتنطلق المواهب ، لن ننسى الإنشاء التخيلي لأحداثٍ حدثت معنا نرسمها من وحي الخيال بتسلسل جميل مبدع
واليوم سنحاول أن نكتب موضوعا إنشائيا وصفيا أو قصصيا ، من وحي الخيال ، سأكتب أنا مقدمته لأسهل عليكم الفكرة وأنتم تكملونه للنهاية .
فكرة جميلة:
إقرأ المقدمة وتريث قليلا .. استحضر مشاعرك ووجدانك .. تفاعل مع الكلمات .. أغمض عينيك وتخيل االفكرة العامة وتسلسل الأحداث والنهاية ... ثم ابدأ بالكتابة ... هل أنتم مستعدون؟
سأكتب مقدمة لموضوعين متناقضين الأول قصصي والثاني وصفي
لكم الحرية في اختيار ما تريدون الكتابة عنه.
أولا : اليتيم
هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ....أكملوا :o
ثانيا : الربيع.
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
اليوم الجميع في شغل ، فقد بدأت الاستعدادت لإقامة الحفل الكبير في باحة الغابة الفسيحة، فالأشجار لبست أجمل الثياب ، والبلبل بدأ يدرب العصافير على أنشودة الترحاب ، طالبا من الكروان أن يعزف الألحان ، حتى النهر أخذته الفرحة كل مأخذ فجرى بفرح ليسقي الأزهار الذابلة التي تستعد لنثر عطرها الفواح.... أكملوا:o
أنتظر إبداعاتكم إخوتي وأخواتي
ما رأيكم أن نعين مشرفنا الفاضل د. وليد نوح حكما هنا ، ونستمع لأرائه حول ما نكتب
بصفته المشرف على هذا البيت الطيب، وصاحب السلطة .
أترككم في رعاية الله

وليد نوح
16-11-2009, 11:04 PM
السلام عليكم


أعتذر إلى الجميع أولاً، فقد وصلكم إبلاغ بوجود مشاركة جديدة في هذا الموضوع، ثم دخلتم فلم تجدوا شيئًا!! فما الذي حصل؟ سأخبركم:

كل ما في المسألة هو تقلبُ الرأي، وقد قال الحكيم:

إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ ........... فإن فسادَ الرأي أن تترددا


لقد اعتدتُ أن أنبه أختي بشرى، سيدة هذا الموضوع المميز، إلى ما تقع فيه من أخطاء لغوية "حسب علمي" ، وهي تفعل ذلك أيضًا فيما تراه من خلل في كتابتي، وبعد أن أضفتُ بعض الملحوظات رأيتُ أن إرسالها برسالة خاصة أنسب، فحذفتها، ثم انتبهتُ إلى أن الخير أن أعيد وضعها في هذا الموضوع لحكم عديدة:

الأولى: هذا الموضوع يتحدث عن الإبداع في الكتابة، ومن الجيد أن ألفت نظر المتابع إلى أهمية تقويم اللسان على الكلام الفصيح، والابتعاد عن اللحن.

الثانية: إضافة معلومة إلى كل المشاركين في الموضوع.

الثالثة: أن يعلم الجميع أنه لا أحد أكبر من العلم، فمشرفة مميزة مثل أختنا بشرى، قوية اللغة، يكن أن تقع في أخطاء، وأنا كذلك المشرف على قسم العربية، أعلن جهلي بنقطة معينة أطلب منها بيانها، ولذلك فلا يجد أحدٌ حرجًا من أن يسأل أي سؤال، أو أن يقع في خطأ، نحن على طريق العلم، نصيب حينًا و نتعثر حينًا آخر.

الأمور التي أثرتها في المشاركة المحذوفة هي التالي:

خطأ سميته جريمة، وهو كلمة "مقاس" إذ لا أصل لها في اللغة.
ونقطة أخرى هي الحرف "أن" فأنا ما زلتُ أقع في إشكال عندما أريد اختيار "إن" أو "أن" ، ولعلي أفرغ لتحقيقها.
الثالثة هي تعبير فيه خافض "حرف جر" وكنتُ أسمعه بوجود الخافض، ولم أعرف إن كان يصح بدون الخافض، فسألتُ أختنا عنه، وهو:

أخذته الفرحة كل مأخذ
مع الخافض:
أخذت منه الفرحة كل مأخذ

فهل يصح الاثنان؟

أعتذر إليكم مرة أخرى، ولن أتردد ثانية، ولنتعاهد على أن يقوِّمَ بعضنا بعضًا، فالكتابة السليمة أصل أي إبداع لغوي.
شكرًا لكم كتـَّابَ المستقبل، وشكرٌ خاصٌ لإعلامية المستقبل المتميزة بشرى فلسطين.
في حفظ الله ورعايته.

روح الذكرى
17-11-2009, 03:20 AM
جميل جداً
لي عودة إن شاءالله بعد ماأكتب
جزاكم الله عنا كل خير

بشرى فلسطين
17-11-2009, 09:40 AM
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

خطأ سميته جريمة، وهو كلمة "مقاس" إذ لا أصل لها في
اللغة.
شكرا لك فقد تداركت الأمر وصححتها سريعا ، وتأكد بعد أن وصفتها بالجريمة لن أخطئ بها مرة أخرى ، وإلا سأستحق السجن المؤبد;)
ونقطة أخرى هي الحرف "أن" فأنا ما زلتُ أقع في إشكال عندما أريد اختيار "إن" أو "أن" ، ولعلي أفرغ لتحقيقها.
بالفعل دائما أحار في رسم الهمزة ،سأبحث بشأنها وإن وجدت ما يستحق الكتابة عن قواعدها ، فسأضعه لكم ، هنا أو في موضوع منفصل أضع لكم رابطه
الثالثة هي تعبير فيه خافض "حرف جر" وكنتُ أسمعه بوجود الخافض، ولم أعرف إن كان يصح بدون الخافض، فسألتُ أختنا عنه، وهو:

أخذته الفرحة كل مأخذ
مع الخافض:
أخذت منه الفرحة كل مأخذ

فهل يصح الاثنان؟
على حد علمي أنه لا توجد قاعدة تحكم وضعية الضمير ، فاللغة العربية لغة المتغيرات، وهنا الفرحة فاعل والضمير مفعول به ، ولو حاولتَ إعرابها لوجدتَ طريقتي أبسط وأسهل في إعرابها من طريقتكَ
ما رأيك؟

أعتذر إليكم مرة أخرى، ولن أتردد ثانية، ولنتعاهد على أن يقوِّمَ بعضنا بعضًا، فالكتابة السليمة أصل أي إبداع لغوي.
بارك الله فيك ، ونعما قلت ،وأنوه على أن من سيشترك معنا عليه أن يتقبل النقد على العام ، لنتعلم من أخطائنا وأخطاء غيرنا
شكرًا لكم كتـَّابَ المستقبل
وشكرا لك مشرفنا القدير،معك سنصبح مبدعين ، وننتظر منك الكثير
في حفظ الله ورعايته.
في أمان الله

بشرى فلسطين
17-11-2009, 09:52 AM
جميل جداً
لي عودة إن شاءالله بعد ماأكتب
جزاكم الله عنا كل خير
أهلا بك أختي
ننتظر كتابتك التي ستكون متميزة بكل تأكيد
حياك الله وشكرا لتواصلك الطيب
في حفظ الله

ღ زهرة الشفاء ღ
17-11-2009, 07:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

اختي العزيزة والمشرفة المتميزة احسنتِ

جميل جدا وقد استفدتُ كثيراً بـــــارك الله فيكِ

جزآكِ الله الــــــــــف خير

اعتقد اعطيتنا واجب وهو ان نكمل عن اليتيم وكذلك الربيع

الصراحة كلام متميز وفصيح ان شــاء الله احاول ان اكمله ان استطعت فالكلام بالفصحة صعب

مـــــــــــوفقة

عبدة القدوس
17-11-2009, 08:19 PM
أولا : اليتيم
هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ؛ يرتعد من شدة البرد ؛تسيل من عينيه دمعة حزينه لم أعرف معناها هل هي من شدة الجوع أم الوحدة أم الخوف
إتجهت إليه بخطه سريعه فقد هالني وضعه أيعقل طفل في هذا السن لوحده
في هذا المكان الموحش و في هذا البرد القارس
سألته ما بك يا بني لما أنت هنا لوحدك
نظر الي كأنه فاجأه سؤالي و حرك شفتيه ببطئ لشدة التساقهما ببعضهما
من أنا و صوته يرتجف أنا طفل يتيم لا أحد لي و سكت قليلا كأنه يفكر
آتعرف ماذا أفعل هنا أنا ألعب إندهشت لجوابه أردت التكلم فواصل كلامه
برأيك ماأفعل هنا هذا بيتي الوحيد تخلى عني الكل فإتخدت من هذا المكان ملجأ لي
لم يرحمني أحد و لم يعرني أي اهتمام سالت من عينيه دمعة بارده كأنه يبحث مند زمن عن من يشكوا له ألامه
أخدت أستمع له دون أن أوقفه و أنا أشعر بغصة في حلقي و كأن كلامه خنجر يمزق كل مكان من جسدي .
كل ما دار في دهني أيعقل أنه مازال هناك اطفال يعيشون بهذه الطريقه و أين في بلد إسلامي أين نحن منهم أيعقل كل هذه المدة كنت غافل و مند تلك اللحظه
وعدت الله و نفسي أن اعمل مجهودي لمساعدتهم
و في تلك اللحظه حملت ذلك اليتيم و أخدته لبيتي و أطعمته ومن الغد قدمته لملجأ الأيتام ليعتنوا به و سرت من فتره ولأخرى أذهب لزيارته حتى إطمأننت أنه ذهب لأسرة جيده .
و مند ذلك اليوم اصبحت احن على الأيتام و على كل مسكين.




هذه محاوله مني و أسفه لكل خطئ .

روح الذكرى
18-11-2009, 02:50 AM
هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ..
فذهبت إليه مسرعاً فأخذت المظلة ووضعتها عليه ثم مسكت يده وضممته إليّ لأحميه من البرد القارس وأخذته إلى منزلي وأجلسته أمام المدفأه وذهبت أعمل له حماماً ساخناً فأدخلته الحمام وجهزت له بعض الملابس فمن حسن الحظ أني كنت أحتفظ ببعض ملابسي عندما كنت صغيراً كانت قصيره قليلاً لكنها توفي بالغرض فعندما أنتهى جهزت له بعض الطعام وجلست أتحدث إليه مابك تجلس وحيداً في ذاك المكان رغم غزارة المطر وشدة البرد فحدثني أني يتيما مات والدايّ عندما كنت صغيراً عملت عند رجل لكن هذا الرجل تكالبت عليه الديون ولم يستطع أن يصرف علي بالكاد كان يصرف على ابنائه فخرجت لأبحث عن عمل فلم أجد ففي هذه الأيام من الصعب أن تجد عملاً ولم أجد مكاناً يأويني
فأخبرته بأني أحتاج لصبي طموحٌ مثلك
مارأيك بأن تعمل معي وأكون ممتنا لك فوافق وفرح فرحا كثيرا
فبدأ يتعلم بما أعطيه من المال فقد كان طموحا وكبر حتى أصبح ذا مكانة عاليه
فما أجمل أن تكون لنا وقفات في هذه الحياة تنفعنا يوم لاينفع مال ولابنون.
وشكرا لكم وإن شاءالله أكون قد وفقت في الكتابة
وبنقدكم نرتقي

وليد نوح
18-11-2009, 10:25 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
ألم أقل لكِ سابقـًا إنك تمتلكين موهبة حقيقية، فإن أهم ما يحتاجه الكاتب، الخيال الخصب، كي يستطيع أن يتصور نفسه ضمن الحدث فعلاً بأدق دقائقه، وهذا من قوة الكاتب عندما يستطيع وصف سقوط دمعة، أو إطراقة تفكير....صدقيني لستُ أجاملك، بل لديك موهبة فعلاً تحتاج العناية والمثابرة.
الأمر الآخر الذي يحتاجه الكاتب ، سلامة الكتابة من الأخطاء النحوية والإملائية، وقد تحدثتُ معك عنها سابقـًا، وهذه تحتاج منك مزيدًا من الاجتهاد، كي تستطيعي نشر كتابات لا غبار عليها.

سأعيد نسخ موضوعك هنا، بخط أصغر، وأضع تصويباتي للأخطاء الإملائية باللون الأحمر، وملحوظاتي بالبني.


أولا : اليتيم
هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرًا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسًا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ؛ يرتعد من شدة البرد ؛تسيل من عينيه دمعة حزينة لم أعرف معناها هل هي من شدة الجوع أم الوحدة أم الخوف
اتجهت إليه بخطه (بخطـًى) سريعة فقد هالني وضعه، أيعقل.. طفل في هذا السن لوحده (وحده)،
في هذا المكان الموحش! و في هذا البرد القارس!
سألته: ما بك يا بني لما (لمَ) أنت هنا لوحدك (وحدك)؟
نظر إلي كأنه فاجأه سؤالي و حرك شفتيه ببطئ (ببطء) لشدة التساقهما (التصاقهما) ببعضهما
(هنا إما أن تضعي نقطتين لتشيري إلى بدء القول ، أو تكتبي كلمة "قائلاً"، أو "وقال")
من أنا .. و صوته يرتجف (جملة"وصوته يرتجف" من الأفضل وضعها مع الوصف السابق بعد كلمة "ببعضهما" أما إن شئتِ أن يكون أسلوبًا خاصًا، فيمكن أن تكتبي "وارتجف صوته" أو "وتابع بصوت مرتجف"....) أنا طفل يتيم لا أحد لي. و سكت قليلا كأنه يفكر
أتعرف ماذا أفعل هنا؟ أنا ألعب!
إندهشت (دُهشتُ) لجوابه.. أردت التكلم فواصل كلامه:
برأيك ما أفعل هنا؟ هذا بيتي الوحيد، تخلى عني الكل فاتخدت من هذا المكان ملجأ لي.
لم يرحمني أحد و لم يعرني أي اهتمام. سالت من عينيه دمعة باردة كأنه يبحث مند زمن عن من يشكوا (يشكو) له آلامه
أخذت أستمع له دون أن أوقفه، و أنا أشعر بغصة في حلقي، و كأن كلامه خنجر يمزق كل مكان من جسدي .
كل ما دار في ذهني: أيعقل أنه مازال هناك أطفال يعيشون بهذه الطريقة؟ و أين؟ في بلد إسلامي! أين نحن منهم؟! أيعقل .. كل هذه المدة كنت غافلاً ؟
و منذ تلك اللحظة
وعدت الله و نفسي أن اعمل مجهودي لمساعدتهم،
و في تلك اللحظة حملت ذلك اليتيم و أخذته لبيتي، و أطعمته، ومن الغد (وفي اليوم التالي) (إذا قلتِ "في الغد"، فلا تضعي بعد كلمة "الغد" فعلاً ماضيًا بل يكون مستقبليًا، كقولي "في الغد سأقدمه") قدمته لملجأ الأيتام ليعتنوا به، و سرت (صرتُ) من فترة ولأخرى (بين الحين والآخر، بين الوقت والآخر... وأفضل عدم استعمال كلمة الفترة لأنها في الحقيقة تشير إلى مدة طويلة بالسنوات، فهي المدة بين نبيين كما في لسان العرب) أذهب لزيارته حتى اطمأننت أنه ذهب لأسرة جيدة .
و منذ ذلك اليوم أصبحت أحن على الأيتام و على كل مسكين.


هذه محاوله مني و أسفه لكل خطئ (خطأ).

محاولة ممتازة وموفقة، ولا تبتئسي لمسألة الأخطاء الإملائية، فأنا أراك تتحسنسن شيئًا فشيئًا، ولا تشعري بالحرج، فصدقيني، إن عدد الذين لا يقعون في الأخطاء الإملائية في المنتدى لا يزيد عن أصابع يدٍ واحدة، ولكن لا يعلمون، فليس أحدٌ أفضل منكِ، بل أنت ِ أفضل، لأنهم راضون بما هم عليه، وأنتِ تزدادين علمًا، فثابري و إلى الأمام.

ننتظر تعليق الأخت بشرى وتركيزها على الناحية الأدبية أكثر.
وسأحاول اليوم أن أعلق على محاولة الأخت روح الذكرى، الموفقة أيضًا، ولكن ليس الآن لانشغالي.
بالتوفيق

عبدة القدوس
18-11-2009, 10:53 AM
جزاكم الله خيرا أخي وليد نوح و الأخت بشرى
على ما تقدموه لناو نحن معكما حتى نتميز
و نرتقي باذن الله .

بشرى فلسطين
18-11-2009, 11:08 AM
زهرتنا المتميزة
يسعدنا انضمامك لنا في هذا الموضوع
والكلام بالفصحى جميل وسهل
صدقيني
فأنا كنت مثلك أجد سهولة بالتعبير العامي
وعندما أبدأ بالكتابة أجد نفسي عاجزة عن تنسيق الكلمات ،ومع التدريب والممارسة تحسنت وبدأت أكتب بمجهود أقل من ذي قبل.
ومع الوقت والمراس سأتقدم أكثر وأكثر، وأنت كذلك:o
جربي وستنجحين بإذن الله
بالتوفيق

بشرى فلسطين
18-11-2009, 11:25 AM
محاولة جميلة وموفقة وحس إبداعي رائع
جماليات القصة عندك موجودة ، وقد ركزت على عنصر الحماس والجذب، وهذا هدف مطلوب في صياغة القصة ، فالقارئ إن لم يجد ما يشده للقصة سيمل ولن يكملها.
حتى الجانب العاطفي كان مؤثرا ، وجميل أن يتأثر القارئ بما نكتب ، وتتحرك مشاعره لكلماتنا
ولكن لي تعليق بسيط على النهاية :
نهاية القصة كان جميلا وهادفا ،ولكن كنت أتمنى لو ذكرت لنا تأثير ذلك الموقف على حياة بطل قصتنا ، فقد كان في البداية يعاني من الملل ويشعر بالفراغ ، ولم يكن يرى تلك النعم التي عنده ، وخروجه تحت المطر يدل على شخصية ضائعة ليس لها هدف في الحياة ، كنت أتمنى لو ذكرت التغيرات الإيجابية على شخصيته وما تعلمه من هذا اليتيم، في حياته الخاصة.
ولكن بوجه عام مشاركة رائعة وحس أدبي مميز ، أتمنى لك مستقبلا باهرا
ثابري ، فالنجاح يحتاج للتعب والإصرار
وفقك الله

بشرى فلسطين
20-11-2009, 05:37 PM
السلام عليكم
أعتذر منك أختي العزيزة لتأخري في الرد عليكِ، فقد شغلت كثيرا في الأيام الماضية
وهاأنا اليوم ، تفرغت خصيصا لأرد على ما تركته عالقا ، فأهلا بك.:o

هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ..
فذهبت إليه مسرعاً فأخذت المظلة ووضعتها عليه ثم مسكت يده وضممته إليّ لأحميه من البرد القارس وأخذته إلى منزلي وأجلسته أمام المدفأه
جميل أختي ولكن لو جعلت بعض المساحة لوصف حال ذلك اليتيم ، وصفا يجعل كلماتك ذات طابع أدبي ، وأكثر تأثيرا على المستمع ،سيكون الموضوع أجمل بكل تأكيد.:_11:
وذهبت أعمل له حماماً ساخناً فأدخلته الحمام وجهزت له بعض الملابس فمن حسن الحظ أني كنت أحتفظ ببعض ملابسي عندما كنت صغيراً كانت قصيره قليلاً لكنها توفي بالغرض فعندما أنتهى جهزت له بعض الطعام وجلست أتحدث إليه مابك تجلس وحيداً في ذاك المكان رغم غزارة المطر وشدة البرد فحدثني أني يتيما مات والدايّ عندما كنت صغيراً عملت عند رجل لكن هذا الرجل تكالبت عليه الديون ولم يستطع أن يصرف علي بالكاد كان يصرف على ابنائه فخرجت لأبحث عن عمل فلم أجد ففي هذه الأيام من الصعب أن تجد عملاً ولم أجد مكاناً يأويني
فأخبرته بأني أحتاج لصبي طموحٌ مثلك
مارأيك بأن تعمل معي وأكون ممتنا لك فوافق وفرح فرحا كثيرا

فبدأ يتعلم بما أعطيه من المال فقد كان طموحا وكبر حتى أصبح ذا مكانة عاليه
جميل جدا الحل الذي طرحتيه ، فمعالجة المشكلة هي الهدف السامي الذي من أجله نكتب ،وفقك الله
فما أجمل أن تكون لنا وقفات في هذه الحياة تنفعنا يوم لاينفع مال ولابنون.
وشكرا لكم وإن شاءالله أكون قد وفقت في الكتابة
وبنقدكم نرتقي
أولا أود أن أشكرك لثقتك بنا ، وثانيا أود أن أخبرك بأنني لست كاتبة محترفة إنما أنا هاوية مثلي مثلك .:)
بشأن كتابتك :
شعرت بأنك حاولت الاختصار أكتر من اللزوم ، بطريقة تشعر القارئ بأن ما كتبت ملخصًا سريعًا لقصة أو رواية ، وليس موضوعًا إنشائيا.
حاولي عزيزتي أن تدخلي بعض التعابير الإنشائية ذات التأثير اللغوي ، وبعض الجمل الوصفية ، التي تجعل القارئ يعيش مع القصة وكأنه يراها.
وسأقول لك عن شيء تعلمته من خلال قراءتي.
عزيزتي : حتى يكون موضوعك شائقًا لابد من أن تكون له مقدمة قوية ، واسألي عن السر الذي يجعل بعض الكتب تحقق مبيعات أكثر من سواها ، ستعرفين أن السر في طريقة كتابة العنوان وصياغة المقدمة.
هذا من ناحية ، أما السر الثاني فهو خاتمة الموضوع
فالخاتمة آخر ما يعلق في ذهن القارئ ، وهي التي تقيم الموضوع ، واسألي أي قارئ ما رأيه في كتاب لم يكمل قراءته ،ربما سيعطيك رأيه ، لأننا في الغالب متسرعين في أحكامنا.
وحتى تكتشفي أهمية النهاية ، عودي واسأليه عن رأيه بعد انتهائه من قراءة الكتاب ، وسترين الاختلاف
إذن النهاية لا غنى عنها في أي موضوع إنشائي أو غيره
وأخيرا:
اقرئي عزيزتي لكتاب متمكنين من اللغة العربية ، برأيي كتاب الحيوان وكليلة ودمنة ، والأصمعيات ، وأدب الكاتب ، -على سبيل الذكر لا الحصر-كلها كتب رائعة ، تنمي الحس الأدبي الأصيل .
هم موجودون عندي في مكتبتي الألكترونية ، سأحاول إن وجدت وقتا أن أنشئ لهم روابط وأضعهم في " هيا بنا نقرأ".
حفظك الله وسدد خطاك
آمل أن أراك يوما ، كاتبة مبدعة.
هذا من الناحية الأدبية ، أما الكتابة الإملائية والأسلوب فسيرد عليك مشرفنا القدير ، الذي لا غنى لنا عنه هنا، الدكتور وليد نوح
حياك الله

روح الذكرى
20-11-2009, 07:07 PM
هذه أول محاولة لي للكتابة تقريباً
وإن شاءالله مع الأيام نتعلم ونصبح مبدعين :)
شاكره لك من القلب أختي

بشرى فلسطين
21-11-2009, 10:40 AM
أخواتي الغاليات :
كتبت موضوعا مشابها لما طلبت منكم أن تكتبوا عنه ، لأوضح لكم الفرق بين الموضوع الإنشائي والقصة القصيرة.
فالموضوع الإنشائي أخواتي يركز على الجانب العاطفي من القضية بغض النظر عن تسلسل الأحداث.
أما القصة والرواية فيكون تركيزها على الحدث بالدرجة الأولى.
سأضع لكم ما كتبت ، وأنتظر رأيكم به ، وأذكركم بأني مثلكم مجرد محبة للكتابة لا أكثر.
أترككم مع موضوعي الذي أتمنى أن تتضح به الصورة .
وفي انتظار آرائكم
في أمان الله

بشرى فلسطين
21-11-2009, 11:39 AM
أولا : اليتيم
هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرًا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدًا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسًا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث.. يفرك يديه ببعضهما ثم ينفخ فيهما محاولا الحصول على الدفء .
اقتربت منه أكثر ونظرت إليه مبتسما ، تأملت وجهه الطفولي الذي بدا شاحبًا قد غطاه التراب والماء.
نظر نحوي بعينين تملؤهما الحيرة والخوف ، لا أعلم أهو خائف مني أم من المجهول...
يا إلهي ... كم مضى على هذا الصغير من الأيام بلا طعام أو شراب - قلت هذه الكلمات بصوتٍ خافت- سمعه ذلك الصبي فهرب مسرعًا وتوارى خلف حائطٍ متهالك.
تجمدت في مكاني ، فخياله لم يفارقني .. أيعقل أن يكون هناك أطفال بهذا البؤس والشقاء ، ولا أحد يعلم بمعاناتهم؟ ، أين الرحمة والإنسانيَّة؟
سمعت كثيرا عن أطفال الشوارع الذين يحاول الإعلام تشويه صورتهم ، والتعتيم على معاناتهم ، بينما يصرف جُلَ وقته بذكر أطفال الأثرياء ... يتحدثون عنهم بإسهاب ، يتسابقون لالتقاط صورهم ، ويخصصون حلقات وقنوات ليحدثونا عن حياتهم ... بيوتهم .. مدارسهم ... رحلاتهم.
لا أعرف أيريدون تنويمنا أم تضليلنا أم تخدير مشاعرنا.
سقطت من عيني دمعة شديدة الحرارة ، حتى أنها حفرت لها مكانا في وجهي .
وفي هذا الوقت دوى الرعد وازداد هطول المطر ، وازدادت دموعي حرارةً وألمًا، أكملت المسير وأنا أحدث نفسي...
هل هذا هو العالم الجميل ؟.. كم سمعنا عن يوم الطفل ، والطفولة وحقوق التعليم ...
يأتي العيد فلا نشاهد في التلفاز غير صور البهجة والفرحة ، أطفال يلبسون أبهى الثياب ، يلعبون ويمرحون ويغنون للأم والأب والوطن.
أين نحن من أطفالٍ يمر عليهم العيد كأسوأ يومٍ في حياتهم ، بلا لباسٍ جديد ، ولا أم رؤوم أو أبٍ حنون.
في هذه اللحظة سقطت المظلة من يدي .. لم أشعر بزخات المطر وهي تنهمر فوق رأسي ، جثوْتُ على ركبتي ، وقبضت بيدي على كومةٍ من التراب الذي تحول إلى طين بفعل المطر ، أمسكته وقذفته بقوة ..
ثم أحنيت رأسي وصرخت بصوتٍ عالٍ .. كم أنا تافه .
قررت أن ألحق هذا الصبي ، وأتحدث معه ، أسرعت نحو الحائط ، ولكني شعرت برهبة ، أجبرتني على الانسحاب.
عدت إلى منزلي مع اقتراب بزوغ الفجر .. ذلك المنزل الدافئ والفراش الوثير، وصلت إلى منزلي وجسمي متهالك .. فتحت الباب بيدٍ ترتعش .. جلست على أريكتي متناسيًا البلل والطين .. أغمضت عيني .. حاولت أن أنسى ما مر بي ولكن بلا جدوى .
بكيت وبكيت وبكيت ، كم تمنيت لو صفعني ذلك الصبي ، أوصرخ في وجهي ..
قمت مسرعا وبدلت ثيابي ، وغسلت وجهي .. نظرت في المرآة ، وقلت :
لن أظل سلبيًا بعد اليوم ، من اليوم حياتي ستكون ذات معنىً ، سأكف عن النظر إلى النصف الفارغ من الكوب وأتحسر عليه، فكل ما يعنيني هو النصف المملوء فقط، فهكذا تكون حياة المؤمن .
لحظات قليلة وشقَّ صوت الأذان صمت الليل معلنًا بداية يومٍ جديد، وحياةٍ جديدةٍ لشخصٍ عاش ضائعا تائهًا بلا هدف .
وفي اليوم التالي : خرجت مسرعا إلى نفس المكان ، أحمل معي بعض الطعام والحلوى،باحثا عن ذلك الصبي، وإذا بي أفاجأ بأنه ليس وحده في هذا العالم البائس ، فما هي إلا لحظات حتى تجمع حولي أطفال يقاسمونه البؤس والشقاء.. ناولتهم ما بيدي وبحثت في جيبي وأخرجت كل مافيه وأعطيته لهم.
رأيت الفرحة والسعادة على وجوههم ، فجلست معهم وتبادلنا الحكايا والقصص ، رأيت في حياة كل واحدٍ منهم مأساة ، ودعتهم ووعدتهم بتكرار زيارتي لهم ، وبأني لن أنساهم أبدًا.
فكيف لي أن أنسى أطفالا تعلمت منهم ما لم أتعلمه طوال حياتي ، وأنى لي أن أتعلم وأنا بداخل قوقعتي ، وعالمي النرجسي.
نعم ،عاهدت الله أن لا أنساهم ، سأعيش لأجلهم ، سأحاول جاهدًا أن أُوَصِّل صوتهم وأنقل معاناتهم ، ووعد الحر دينٌ عليه.
فإلى متى سيبقى البؤس ومعاناة الأيتام تتوارى خلف الظلام ، ونظل نتغنى بالطفولة والأحلام السعيدة.

وليد نوح
21-11-2009, 07:55 PM
السلام عليكم
أعتذر أولاً لتقصيري بحق الملتقى عمومًا، وبحق هذا الموضوع المهم خصوصًا، فقد كانت أيامًا مليئة بالعمل، ولا وقت معها لأخذ النفـَس.
سأعود غدًا (إن لم يكن الغدُ كاليوم) وأعلق على مشاركة الأخت "روح الذكرى"....
وقبل أن أمضي، أعربُ عن إعجابي الشديد بأسلوب مشرفتنا بشرى القصصي، لقد كانت لقطات أدبية رائعة، وكأنني أرى المشهد بأم عيني.
أود من الأخوات المشاركات في الموضوع أن يقرأنَ القصة التي وضعتها الأخت بشرى بعناية، وملاحظة دقة الوصف، فكلما زاد وصف الدقائق، زادت القصة روعة وتشويقـًا.
في حفظ الله.

وليد نوح
22-11-2009, 10:38 AM
أعتذر لتأخر ردي، فالعمل لا يرحم.

كنتُ أريد تسجيل ملحوظتي عن الاختصار في القصة، فمع أن المعاني جميلة، لكنها توالت بسرعة كبيرة لا تتيح للقارئ أن يتخيلها، ولذلك ضعي في ذهنك عند الكتابة أنك تريدين "زخرفة" صورة حدث معين بالكلمات والعبارات الجميلة، وليس المراد أن "تخبرينا" بما حدث، فالإخبار هو إعطاء العلم بشيء ما بأي طريقة، وهذا خلاف مراد القصة، فالمطلوب إعطاء أدق صورة بأجمل عبارة، وهذا يتطلب منك إكثار القراءة، فاقرئي اكثر مما تكتبين، وانتبهي إلى العبارات التي يستخدمها الكاتب، وعلى ماذا يدقق.
مثلاً:
في رواية قرأتُ جزءًا كبيرًا منها، كان باستطاعة الكاتب أن يقص ما حدث في أربع صفحات، لكنه جعلها مقطوعة أدبية رائعة، ومنها عندما ذكر جلوس بطل القصة مع صديقه أو زوجته، فبدأ يصف الجلسة حتى يشعر القارئ بأنه جالس معهما وأنه ثالثهما، حتى أنه لم يُغفل وصف البخار المتصاعد من فنجان قهوته، بأسلوب أدبي رائع تأتي به كثرة القراءة.

بخصوص الأخطاء الإملائية، فهي غير مقبولة أبدًا في أي كتابة أدبية، إذ تنسفها نسفًا، والطريقة الجيدة لتلافي ذلك، هو أن ننتبه عند الكتابة لأي كلمة نتلكأ في كتابتها، فنسأل عنها، أو نراجعها في المعجم، ويكفي "لسان العرب"، ولا نقول "كتابتها غالبًا كذا" فنكتبها كيفما اتفق، ولا نتعلم شيئًا.

الآن التصويب:
سأضع التصويبات الإملائية كما يلي:
باللون الأحمر في الكلمة نفسها إن كان الخطأ بحرف،
أعيد كتابة الكلمة صحيحة بين قوسين بعد الكلمة الخطأ،
ما تحته خط، أضع تعليقاتي عليه باللون الأزرق بعده.

هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ..
فذهبت إليه مسرعاً فأخذت المظلة ووضعتها عليه (قد يُفهمُ أنك وضعتِها كما هي على جسده :)، والأفضل أن نقول: أقيه بها من المطر)، ثم مسكت يده، وضممته إليّ لأحميه من البرد القارس، وأخذته إلى منزلي وأجلسته أمام المدفأة
وذهبت أعمل له حماماً ساخناً فأدخلته الحمام (هذه العبارة قريبة من العامية، ومع كثرة القراءة ستجدين بديلاً لها بسهولة، كقولكِ : فهيأتُ لهُ مُغتسلاً ساخنًا، ) وجهزت له بعض الملابس، فمن حسن الحظ أني كنت أحتفظ ببعض ملابسي عندما كنت صغيراً.... كانت قصيرة قليلاً لكنها توفي (تفي) (وفى يفي، مثل وقى يقي) بالغرض فعندما أنتهى (احذري لهجة نجد عند كتابة الهمزة، فكل همزاتكم علوية :) ) جهزت له بعض الطعام وجلست أتحدث إليه: "مابك تجلس وحيداً في ذاك المكان، رغم غزارة المطر وشدة البرد" فحدثني أني (إما أن يكون الحديث بلسانك فيستمر: فحدثني أنه يتيم مات والداهُ، أو بلسانه فيكون: فقال لي "إني يتيم .." ) يتيما (يتيمٌ) مات والدايَ عندما كنت صغيراً، فعملت عند رجل، لكن هذا الرجل تكالبت عليه الديون ولم يستطع أن يصرف علي، فهو بالكاد كان يصرف على ابنائه، فخرجت لأبحث عن عمل فلم أجد، ففي هذه الأيام من الصعب أن تجد عملاً، ولم أجد مكاناً يأويني (يؤيني)، فأخبرته بأني أحتاج لصبي طموحٍ مثلك
مارأيك بأن تعمل معي وأكون ممتنا لك، فوافق وفرح فرحا كثيرا
فبدأ يتعلم بما أعطيه من المال فقد كان طموحا، وكبر حتى أصبح ذا مكانة عالية
فما أجمل أن تكون لنا وقفات في هذه الحياة تنفعنا يوم لاينفع مال ولا بنون.

أرجو لكِ التوفيق، وأنتظر محاولات جديدة منكِ

بشرى فلسطين
22-11-2009, 11:52 AM
بارك الله فيك مشرفنا الفاضل / وليد نوح
وأشكر لك اهتمامك
وبشأن الموضوع الثاني الوصفي الذي طلبت منكم الكتابة عنه " وصف الربيع"، سأتركه الآن جانبًا ، لأنه يحتاج إلى مراس وقدرة لغوية متميزة، لم أتحدث عنها بالدروس السابقة.
دعونا الآن نركز على الإنشاء القصصي ، وكيف يمكننا صياغة الموضوع بأدق التفاصيل - كما ذكر مشرفنا الفاضل- فمن الممكن أن نكتفي بأحداث ساعة ونركز بكل تفاصيلها ، حتى تعابير الوجه ، ستكون أجمل من توالي أحداث كثيرة ومتباعدة ، تفقدنا التشويق الذي نحتاجه لشد القارئ حتى يتابع ما نكتب بشغف.
وفقكم الله جميعا
في أمان الله

سهام المجد
14-12-2009, 12:28 AM
جزاك الله خيرا اختي
بوركت اناملك

بشرى فلسطين
21-12-2009, 11:00 AM
شكرا لمرورك أختي الكريمة سهام المجد
عدت مرة أخرى لموضوعي الذي أعشق الكتابة فيه
ولأوافيكم أحبتي بكل جديد تعلمته.
قبل مدة تكلمت معكم عن موضوع الوصف القصصي
وطلبت منكم كتابة موضوع عن وصف الربيع
واليوم بين يدي كتاب اسمه " البديع في وصف الربيع"
لأبي الوليد الأشبيلي
وهوكتاب رائع في وصف الربيع شعرا ونثرا.
ومن المعروف أن الأندلسيين هم من تفردوا بوصف الربيع دون سواهم ، ربما بسبب البيئة الجميلة التي عاشوا فيها،والطبيعة الساحرة التي تميز بلاد الأندلس .
وسأقتطف لكم بعض المقطوعات الجميلة لكتاب الأندلس المتميزين، وحتى أبتعد عن التعقيد اللغوي الموجود في غالب هذه المقطوعات ، سأنقحها وأكتبها بأسلوب سلس وكلمات بسيطة.
أعرف جيدا إخوتي وأخواتي الأعزاء أن الكتابة الوصفية صعبة وتحتاج لمراس وثقة كبيرة، ولكن صدقوني مع الوقت ستجدونها من أمتع أنواع النثر وأقربها إلى قلوبكم.
سأتركك تستمتعون مع كتَّاب الأندلس ووصف الربيع على طريقتهم.
انتظروني
في أمان الله

د / أحمد محمد باذيب
21-12-2009, 11:34 AM
موضوع رائع اختي بشرى فلسطين
وجزاك الله خيرا

بشرى فلسطين
22-12-2009, 10:53 AM
موضوع رائع اختي بشرى فلسطين
وجزاك الله خيرا
وجزاك الله خيرا
سرني مرورك
حياك الله

شوق ~
22-01-2010, 10:07 PM
بشرى فلسطين راق لي ما كتبت كثيرا
فجزاك الله خيرا عن كل حرف خطته يداك
وفي انتظار المزيد من إبداعك
تقبلي خالص شكري

فلسطين الحبيبة**
04-03-2010, 09:23 PM
يسلمووووووووووووويابشري
فتحَ الله عليكِ
متابعون معك.
بالتوفيق

بصمه ابداع
12-04-2010, 03:13 PM
عمل مميز متعوب عليه يستحق الشكر والتقدير

زادك الله علما

ونفعنا بك وبعلمك

بارك الله بك

قطرات الندى
13-04-2010, 12:39 PM
جهد رائع..

بارك الله فيك...

بشرى فلسطين
30-05-2010, 08:34 PM
بارك الله فيكم جميعا وبمروركم الطيب
سررت بردودكم
أدامكم الله بخير وعافية
بالتوفيق