هل هناك معالجون بالمصادفة _ سمك _لبن_ تمر هندي

[محمد سيد محمود]

هل هناك معالجون بالمصادفة

لقد كتب الأستاذ حمدي البصير المحامي والصحفي
بجريدة النور الاسلامية
مقالة في جريدة النور بتاريخ
2 ربيع الاخر 1411
الموافق 21 اكتوبر 1990
العدد رقم 467
قال فيها كان الأمر في البداية يشوبه الغموض
فلقد كانت التجربة جديدة شيوخ يتحدثون مع الجان
ويتحدونه ويضربونه ويخرج أخيرا من أجساد الملبوسين
تهيبت الموقف في البداية كنت أشك في الأمر ولكن بمتابعة الحالات بدأت أتتبع أن هناك جانا وهناك مسا
للوهلة الأولي كنت اعتقد أن هؤلاء المشايخ محصنون تحصينا خاصا ضد الجن
وانهم مؤهلون تأهيلا يجعلهم يحضرونه علي المريض ثم يخاطبونه وترتعد أطراف الجن من حديثهم وفي النهاية يحترق الجن أو يخرج من الجسد وما كان يدهشني أنه أثناء خروج الجن لا يدخل مثلا في حسد الشيخ الذي قام بتعذيبه واخراجه من جسد الملبوس بل يتعامل الشيخ مع حالة جديدة وبمرور الوقت لا يحدث له أي تأثير
كل هذه أشياء جعاتني أعتقد داخليا أن المعالج بالقران الكريم له تكوين خاص وسر داخله يتعامل مع الجان بهذه الطريقة وكثيرا ما كنت أشبههم بدراويش الطريقة الرفاعية الذين يتعاملون مع الحيات والثعابين دون أن يصابون بأذي وفي نطاق المضمار كنت أقول لنفسي لابد أنهم من كبار السحرة أو يسخرون فصائل قةية من الجان لصالحهم وبالتالي يستطيعون احضار الجان الصغير واخراجه من الجسد بمعاونة تلك الفصائل
كل شيخ وله طريقة
طرق تحضير الجن علي جسد المريض تختلف من شيخ لاخر وهذا ايضا أكد قدرتهم الخفية كما كنت اعتقد

فالشيخ محمود بيومي هيكل

يكتفي بالاشارة بابهامه الي المريض وقراءة بعض ايات من القران بصوت عالي يشوبه لهجة تحذير فيحضر الجن

والشيخ عبد العزيز

يطلب من المريض أن يقول بسم الله أوله واخره مع كل شهيق فيختنق الجن ويحضر

أما الشيخ محمد سيد محمود

فيعتمد أولا علي سماع المريض القران الكريم من سماعات تقبض علي أذنه حتي يهيج الجن ويحضر علي المريض

أما الشيخ رضا عبد الله

فيستعمل الايحاء النفسي وقصار السور فيحضر الجن علي الفور بعد هذه المرحلة مرحلة ظهور الجن علي جسد المريض تأتي مخاطبة الجن المتقمص لشخصية المريض والمتكلم بلسانه والتي يكون فيها الملبوس قد غاب عقليا وحسيا وراح في عالم اخر وهذا الأمر أيضا يتطلب شجاعة ومقدرة علي محاورة الجن ومراوغته ومعرفة الخبايا ويجيب الجن علي أسئلة الشيخ متي دخلت في الجسد؟ ولماذا؟ وفي أي الأماكن التي زارها لبسته؟ وما الأمراض التي سببتها له ؟ فكل الأسئلة المطروحة يجيب عليها الجن بلسان الضحية يجيب عليها وهو في حالة رعب من الشيخ ويتوسل اليه ألا يحرقه ويجعله يعيش فقط وان طلب منه الشيخ الخروج دون حرق يطلب منه أن يمكثأياما لأنه يحب الضحية وتبدأ المحاورات والشد والجذب والترغيب والترهيب فيضرب جسد الضحية فيألم الجن ويمسك الشيخ الجن من الرقبة فيختنق ويصرخ ويزداد التعذيب بالقران فيضعف الجن ويبحث عن طريق للخلاص ثم تنتهي كل هذه المساجلات بخروج الجن من أصبع القدم وهي المنطقة الأقل تاثيرا علي جسد المريض فلا يؤذي الجن بخروجه من الجسد أي عضو فيه
وتعتبر هذه المرحلة أصعب المراحل والتي يعقبها افاقة المريض ورجوعه الي حالته الأولي وشفائه من الخرس أو العمي أو الشلل أو الربط ووسط نوبات الفرح والزغاريد ينتشي الشيخ لأنه انتصر علي قوة خفية بأمر الله
كل هذه الأمور تعطي للشيخ المعالج هالة من الاحترام والتقدير تجعله عملاقا في نظر مشاهدي الحالة وتضاف الي رصيده ويعتقد الجميع أن هؤلاء المشايخ وراءهم سر دفين
فكيف يعذبون الجن ويؤذونه ؟ لابد أنهم لديهم قوة أكبر من الجان وأكبر من الانسان نفسه الذي لبسه الجن او مسه
كنت كثيرا ما أسئل الشيوخ ما سركم ؟ فيضحكون ويقولون أن قوتنا من عند الله سبحانه وتعالي
ولكن سرعان ما اكتشفت أشياء جديدة
ولكن بمرور الأيام سمعت أشياء كدت لا اصدقها فهناك معالجون في مقر العلاج

علي الهامش
ومعالجين بالبركة
وشيوخ تحت التمرين
ومريض سابق يعالج

وسمعت أن التاجر الذي شفي رجلا من الشلل بأمر الله
والفراش الذي كاد يعالج حالة صرع
وبائع السندوتشات الذي يعالج الفشل الكلوي

كأن الأمر أصبح سمك _لبن_ تمر هندي

وتغيرت في ذهني صورة المشايخ أصحاب القدرات الخفية والمحتفظين الي الان بسر الصناعة
وكنت أحلل هذه الظاهرة علي أساس أن الزحام في مقر العلاج
ورغبة الناس في العلاج بأي وسيلة جعلتهم يلتمسون البركة حتي من رجال الأمن الذين يحرسون المقر
والسؤال المطروح الان

هل هناك معالجون بالمصادفة ؟

وهل يمكن لأي مسلم أن يتعامل مع الجن ويخرجه من جسد الملبوسين ؟
تحاورت مع المشايخ محاولا الاجابة عن هذين السؤالين
استطعت فك الكثير من الغموض وبدأت الصورة تتجلي أكثر وأكثر فقد اجمع المشايخ علي أن الصفة الأساسية التي يجب أن تتوفر في المعالج هي تقوي الله والاخلاص له وحفظ الكثير من كتاب الله مع تدبر معانيها وأن يكون العلاج خالصا لوجه الله تعالي لأنه هو الشافي وهم فقط أداة وأسباب بالاضافة الي الخبرة
وأكد لي أحد المشايخ أن أي شخص يستطيع احضار الجن والحديث والتعامل معه واخراجه من الجسد بل احراقه ولكن بشرط حفظ القران والاخلاص لله
وضرب لي مثلا بالامام أحمد بن حنبل الذي أرسل نعله الي امرأة ملبوسة من الجان فخرج من جسدها وشفيت
وحذرني أحد المشايخ من تعامل أي انسان مع الجان وهو غير مؤهل ولا تتوفر فيه الشروط السابقة وقال أن الجان يستطيع ايذائه كما أن الحالات التي يتعامل معها هؤلاء نادرا ما تشفي لأن الجن يخرج مؤقتا ويعود او لا يخرج اساسا
ولا يستطيع أن يكشف المعالج بالمصادفة هذا الأمر مما يسبب للمريض ايذاء وللمعالج بالمصادفة ايضا
وفي الحلقة القادمة سوف نستعرض جانبا من حالات عالجها الشيخ محمد سيد محمود أنشط المعالجين وهي تشمل حلات للفشل لكلوي والعقم والشلل والخرس كلها شفيت
بأمر الله كما تؤكد التقارير الطبية
الي هنا انتهي مقال الاستاذ حمدي البصير
أضيف الي ما قاله الاستاذ حمدي البصيرالمحامي والصحفي بجريدة النور الاسلامية
أن اكثر من يعلج الان في مقر جريدة النور أكثرهم لا يفهمون في العلاج بالقران
مثلا نجد ان بائع الروائح والفذلين ترك البضاعة ودخل
لكي يري كيف يمارس العلاج بالقران وهو الان من المشهورين وقد كتبت عنه مجلة حريتي
وقد أتاني مريض وقال لقد ذهبت الي مقر جريدة النور فلم اجدك فسألت عن شيخ ولو بالفلوس فأرسوني عند فلان في بيته
ولا داعي لذكر أسماء وأسمعني قران ووجدني لا أقدر علي الحركة ولا النطق

فأسمعني شريط دسكو

وقد كتبت عنه الصحف ايضا
وهذا الشيخ كان مستأجر قطعة أرض من المعرض الكائن امام جريدة النور من الاستاذ محمود عبد العظيم
ويعمل دلال للنساء لكي يبيع الفستان بالقسط أسبوعي أو شهري وهناك اخر من نفس المعرض يعالج ويعمل سمسارا لأحد المشايخ في جلب الزبائن واخر يرسم عروسة ثم يقرأ بعض ايات علي المريض ثم بعد ذلك لا يسئل المريض عن الاعراض التي حدثت له اثناء سماع القران
ولكن هو الذي يقول للمريض أنت الان تشعر بالام في المعدة ووجع في الساق اليمني وبعض الام بالظهر وعندما تناقشت معه
في هذا الأمر وكان معي في هذا الوقت الشيخ خالد ابراهيم وهو من المعالجين القدماء وذو خبرة أستدعيته ليري ما يحدث قال لي أنه يشك في هذا الرجل منذ أن حضر وعندما تناقشنا معه قال لنا أنه يحس بالالام التي تحدث للمريض من خلال هذه الرسمة فقلنا له اذا كنت بتشعر بما يشعر به المريض اذا أنته ملبوس والجني القترن بك هو الذي يشعرك بذلك كما يفعل الشيطان مع الساحر أو الكاهن
فقال أنا ذهبت الي السعودية واستفتيت في هذا الأمر فقالوا لي علي بركة الله مادمت لا تفعل أي عمل مشين
وهنا يوجد سؤال من صاحب المصلحة في استمرار هذا الرجل وغيره؟ أوريد الاجابة
والان

99 في المائة من المعالجين مرضي سابقينوليس لهم القدرة في اخراج الجن من جسد المريض
ويقول أبو اسلام صاحب بيت الحكمة للاعلام والنشر والتوزيع
لقد أصبح بعض المعالجين بالقرانكالعاملين في مجال البناء والتجارة والسباكة
وتشطيب العمارات

اذا ما أتيت لأحدهم فأول ما يبادرك به هو ماثره النبيلة وتجاربه الناجحة ومغامرته القاسية مع أساليب الجن المستحكمة ثم يستطرد أما فلان فهو قليل الخبرة وعلان قليل الحيلة وزيد ايمانه ضعيف وعبيد تأتيني كل الحالات التي فشل في علاجها
والمطلوب أن يكون ما عليه حملة القران من أخلاق واداب والتزام بضوابط
الايمان فوق ذلك بكثير
ويضيف قائلا لقد رأيت بعين رأسي واحد من أكبر وأشهر المعالجين
بالقران في مصر يركب سيارة خاصة مع امرأة ذاهبة معه الي بيته ليعالجها
هناك وكانت المرأة أشبه براقصة اتية علي التو من ملهي ليلي بعد منتصف الليل
ولا ادري كيف جلس معها ؟ وكيف خاطبها ليخرج الجني من جسدها الكاسي العاري؟
وفي تحقيق أجري مع واحد من هؤلاء المعالجين في مجال عمله الدعوي واجهت الشهود برؤيته وهو جالس وأمرأة عن يمينه وأخري عن يساره في صورة غير
كريمة لا يرضاها الله فاعتذر رسميا ووعد بالتوبة ولكنه أخلف الوعد
انتهي كلام صاحب بيت الحكمة
وهذا الكلام ورد في كتاب العلاج بالقران بين الحقيقة
والخرافة للأستاذ عبد رب الرسول
طبعة دار الحكمة
عزيزي المعالج الكريم
كل هؤلاء لا يجوز أن يكونوا معالجين لانهم لا تتوفر
فيهم شروط المعالج ومن هنا لابد أن نعرف أن للمعالج بالقران شروطا

لابد أن تتوفر فيه
أولا أن يكون موحدا خالص التوحيد
ثانيا أن يعلم أنه لا حول له ولا قوة
ثالثا أن يكون متخلقا بهذه الأخلاق التي تعلمها
من الرسول صلي الله عليه وسلم
وهيه الحلم والرحمة والحياء والتوكل والاخلاص
وغض البصر والرياء والحقد والحسد والكذب
والغيبة والنميمة والخوف من الله وأن يكون بعيدا كل البعد عن الكبر
والبعد عن القول علي الله بغير علم
والبعد عن القول علي الرسول بغير علم
والبعد عن التعلق بالدنيا
رابعا ان يكون حافظ لكتاب الله او بعض منه

ولسنا ملائكة ولكن علي الكل ان يجتهد ولكل مجتهد نصيب
وشكرا والحمد لله رب العالمين

اخوكم محمد سيد محمود