المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القراءة أبعاد ومفاهيم بقل الطالب لحسن تالحوت


أسد المغرب
25-04-2006, 08:36 PM
القراءة أبعاد ومفاهيم


القراءة المعنى والمفهوم:


القراءة في المعاجم والقواميس العربية وبلسان العرب لابن منظور على الأخص، تعني الطهارة والتجدد والإكتشاف والعقال... ولهذه المعاني أبعاد بين المعنوي والمادي، سنقفز على هذه الأخير لضيق أفقه خاصة وأن الأمر يتعلق بفعل ذهني ّأكثر منه حسي وحركي ألا وهو القراءة.
وبذلك فما اود الوصول إليه هو أن القراءة عملية تساهم بالدرجة الأولى في تجديد الإطار المعرفي المهيئ للبنية التي تمتح منها الأفعال حقيقتها ووجودها، وبذلك فالقراءة تسعى إلى التطهير المستمر والتطوير الدائم للأفكار المكتسبة، إما فيما أطلق عليه جيل دولوز بالتوطن واللاتوطن أو الإنفلات باعتبار الإنسان في حاجة دائمة ومستمرة لمراجعة الذات المفكرة، أو كما أشار إليه كارل بوبر بأسطورة الإطار وحاجة الإنسان الدائمة إلى تجريب ما يحمله من تصورات وحذف كما لم يعد قادرا على التحقق والإجابة إنها كما يعبر عنه فريدريك نيتشه بأفول الأصنام...

القراءة والبعد العقائدي:


تعتبر القراءة أساس التشريف والتكريم الإلهي للإنسان على واحدة من أعبد مخلوقاته عز وجل إنها ملائكته سبحانه وتعالى " وإذ قال ربك للكملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون، وعلم آدم الأسماء كلها، وقال للملاكة أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم انبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون، وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين." البقرة 28-33.
وأول ما أنزل من كتابنا الكريم ما يأمرنا بالقراءة يقول تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " بل وأقسم الله عز وجل بما تختطه أيدينا في إشارة للكتب وما القسم إلا دليل أهمية وجلل القضية فما يبقى وما ينفع إلا الكتاب " ن، والقلم وما يسطرون ".

وإذا كان لكل رسول من رسل الله عز وجل رسالة فقد كانت لكل منهم آلته وماهيته، فنوح والسفينة، داوود والحياكة، عيسى والطب، ابراهيم وملكة التفكير فمحمد صلى الله عليه وسلم والقراءة والملاحظ في هذه العبر والمستجدات كونها تتطور من النهائي والتقني إلا الحدود اللانهائية والموضوعاتية لتتوج بإطار يستوعب جل التراث والموروث الإنساني إنه القراءة عبر الكتاب.
وإن كان الأمر كذلك فما هي أهداف هذه القراءة وما هي مميزاتها ومحاسنها.

أهداف القراءة :


المعرفية : تنام فكري وثقافي مطرد.
السلوكية : فالأخلاق والتصرفات تؤطرها الأفكار والأسس النظرية، وإلا فما هو دور الأساس العقائدي والإيماني في تحقق الرسالة الربانية إلا كذلك.
الإجتماعية : فالسلوك لا محالة يؤثث للعلاقة الإجتماعية، خاصة كذلك وأن القراءة تمنح نوعا من الرأسمال الرمزي يفضي إلى امتياز اجتماعي يكنه الإحترام الذي لاقاه حملة الكتاب منذ الحضارات القديمة إلى اليوم.

مميزات القراءة:


الحرية : حرية في اختيار المادة، الوقت أو الزمن وحتى الكيفية التي تمارس بها العملية من حيث الوثيرة.
تفكير جاد : فقراءة الكتاب تمنح للعقل من لا ندري قدرة قوية على التفكير وتفكيك ما هو مركب ومعقد أو لم يفهم وهذه الحركة نلمسها حين نعتقد أننا لم نعد مسايرين لما نقرؤه بشكل لا شعوري، في هذه اللحظة تمنشط خلايا الدماغ في بحث مثالي عن فهم فكرة قرأت بعدها مثلا خمسة أوراق.
تجديد مستمر : فالقاعدة الفكرية تتجدد باستمرار مع القراءة فالكتاب الواحد بل حتى الفكرة الواحد يمكن بإعادة القراءة أو بتنويع الكتب المقروءة لنفس الموضوع، يمكن أن يستخرج منها من المعاني الشيئ الذي يعجز عنه قليلي القراءة، وبذلك مثلا ينصح حتىبالنسبة لحملة كتاب الله أن يقرؤوا من الكتاب دون الإستظهار.
قدرة على المناقشة بل والإنتقاد : فتنوع القراءات والمواد والمواضيع يساهم بشكل ملموس في توسيع قاعدة احتواء الأفكار، بشكل تصبح فيه الفكرة طيعة بتوفر "المولد المضاد"، بخلاف الذين لا يقرؤون فحتى أبسط الأفكار بالنسبة إليك تبدو بالنسبة إليهم حدودا عقلية راقية جدا.

أنواع القراء:


القارئ العاجز : أمي بالأساس
القارئ الصدئ : يبتعد عن القراءة بمجرد مغادرته لقاعات الدراسة.
قارئ الديكور : إعداد متناسق ومتناغم للمكتبة.
القارئ المقتني : يبحث عن العناوين البارزة والمثيرة وأحيانا المهمة، وكذلك فيما يخص المؤلفين والكتاب...
القارئ المتعالم : يتعالم، يوحي للآخر بإلمامه بالكتاب وما قرأ منه إلا فهرسه أو غلاف آخر الكتاب وفي أحسن الأحوال مقدمته.
القارئ الناضج : قارئ جيد لكنه لا يستطيع النقد أو الإنتاج.
القارئ الناقد : قارئ متكامل ومستوعب لتنوع قاعدته القرائية بشكل جعله يستوعب الأفكار ويقارب أو يضارب فيما بينها، وبالتالي فهو قادر على الإبداع والإنتاج.

آداب القراءة والقراء:


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء، أو ليصرف وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم ".
أمور وأشياء كلها إنما تدعو إلى الإعتناء بالكتاب و"التشمير على عضلة الفكر"، فإن كان العجز وعدم القدرة فما ذلك إلا ممن طرد من رحمة الله بسببها.

قيل في القراءة:


سئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري فقال " الذين يعرفون كيف يقرؤون ".
يقول عباس محمود العقاد " لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب؛ فكرتك أنت فكرة واحدة، شعورك أنت شعور واحد، خيالك أنت خيال فرد واحد إذا قصرته عليك، ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، ولاقيت بشعورك شعورا آخر، ولاقيت بخيالك خيال غيرك، فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، وأن الشعور يصبح شعورين، وأن الخيال يصبح خيالين... كلا وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات الفكر في القوة والعمق والإمتداد...".
الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس يقول " القراءة مجال لا يعبأ بحدود جغرافية ولا فترات زمانية ".
الفيلسوف الفرنسي مونتين يقول " أن تقرأ، يعني أن تجد الصديق الوفي الذي لن يخذلك أبدا ".
الرئيس الأمريكي جيفيرسون يقول " إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة وهما من ألد أعداء الحرية ".


:049: و أسألكم الدعاء لي وللطالب تالحوت ولكل رواد هذا الملتقى المبارك:049:

مسلمه اون لاين
26-04-2006, 02:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مشكور اخى القدير على موضوعك المفيد جزاك الله عنا كل خير
اختك مسلمه

أسد المغرب
26-04-2006, 03:04 AM
:049: :049: إلى أختي مسلم أون لاين أحيي فيك اهتمامك بالجانب الفكري والمعرفي وسعيك الجاد وراء الرفع من مستوى المواضيع المقترحة بتشجيعك لكل رواد هذا الملتقى الطيب بارك الله فيك وتقبل منك ومن جميع الأعضاء والمشرفين:049: :049:
:icon14: :icon14: :icon14:
:king:

Garbidge
30-04-2006, 05:36 PM
مشكوووور أخي "أسد المغرب"