أم عبد الله
13-04-2009, 06:55 AM
إنها رواية ضعيفة ، وقوع زينب في نفس الرسول - عليه الصلاة والسلام - وإعجابه بحسنها !
هذه فائدة وجدتها بخصوص سبب نزول قول الله تعالى : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } الأحزاب37 ، فأحببت نقلها لكم لتعم الفائدة ويعم النفع والله الموفق ..
كثيرا ما نسمع أن تلك الآية نزلت في زينب وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما زوج زينب من زيد مكثت عنده حيناً ، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى زيدا ذات يوم لحاجة ، فأبصر زينب قائمة في درع وخمار ، وكانت بيضاء جميلة ذات خلق من أتم نساء قريش ، فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها ، فقال سبحان مقلب القلوب وانصرف ، فلما جاء زيد ذكرت ذلك له ، ففطن زيد ، فألقي في نفس زيد كراهيتها في الوقت .... إلخ .
وفي الحقيقة هذه الرواية وإن ساقها الكثير من المفسرين إلا أن المحققين من أهل العلم ردّوها ومنهم الحافظ ابن حجر وقد ذكر الرواية الصحيحة وأوضح أن ما ذكره هو المعتمد ، فقال في " فتح الباري " ( 8 / 524 ) :
وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقا واضحا حسنا ، ولفظه : (( بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش ، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يزوّجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه ، ثم أعلم الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعدُ أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون بين الناس ، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه ، وكان قد تبنى زيدا )) .
وعنده من طريق علي بن زيد عن علي بن الحسين بن علي قال : (( أعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد يشكوها إليه قال له : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قال الله : قد أخبرتك أني مزوجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه )) .
ومن ثم بيّـن ابن حجر - رحمه الله - السبب في تضعيف تلك الرواية - وقوع زينب في نفس الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وإعجابه بحسنها - فقال :
هذا ، واعلم - حفظك الله - أن :
1- الروايات في هذه القصة ضعيفة من حيث السند .
2- تتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومكانته .
3- لو كان الذي أخفاه - عليه الصلاة والسلام - هو محبته لها ؛ لأظهره الله تعالى - كما ذكر البغوي - ولكن الله تعالى أظهر أنه سيتزوجها .
4- وقد كان - صلى الله عليه وسلم - هو الذي خطبها على زيد بن حارثة ، وكانت ابنة عمته ، وهو يراها منذ كانت طفلة حتى كبرت فلِمَ لم يقع حبها في قلبه ؟ وكيف يقع هذا الحب في قلبه بعد أن يتزوجها مولاه ؟
منقول من الألوكة
هذه فائدة وجدتها بخصوص سبب نزول قول الله تعالى : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } الأحزاب37 ، فأحببت نقلها لكم لتعم الفائدة ويعم النفع والله الموفق ..
كثيرا ما نسمع أن تلك الآية نزلت في زينب وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما زوج زينب من زيد مكثت عنده حيناً ، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى زيدا ذات يوم لحاجة ، فأبصر زينب قائمة في درع وخمار ، وكانت بيضاء جميلة ذات خلق من أتم نساء قريش ، فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها ، فقال سبحان مقلب القلوب وانصرف ، فلما جاء زيد ذكرت ذلك له ، ففطن زيد ، فألقي في نفس زيد كراهيتها في الوقت .... إلخ .
وفي الحقيقة هذه الرواية وإن ساقها الكثير من المفسرين إلا أن المحققين من أهل العلم ردّوها ومنهم الحافظ ابن حجر وقد ذكر الرواية الصحيحة وأوضح أن ما ذكره هو المعتمد ، فقال في " فتح الباري " ( 8 / 524 ) :
وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقا واضحا حسنا ، ولفظه : (( بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش ، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يزوّجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه ، ثم أعلم الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعدُ أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون بين الناس ، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه ، وكان قد تبنى زيدا )) .
وعنده من طريق علي بن زيد عن علي بن الحسين بن علي قال : (( أعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد يشكوها إليه قال له : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قال الله : قد أخبرتك أني مزوجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه )) .
ومن ثم بيّـن ابن حجر - رحمه الله - السبب في تضعيف تلك الرواية - وقوع زينب في نفس الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وإعجابه بحسنها - فقال :
هذا ، واعلم - حفظك الله - أن :
1- الروايات في هذه القصة ضعيفة من حيث السند .
2- تتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومكانته .
3- لو كان الذي أخفاه - عليه الصلاة والسلام - هو محبته لها ؛ لأظهره الله تعالى - كما ذكر البغوي - ولكن الله تعالى أظهر أنه سيتزوجها .
4- وقد كان - صلى الله عليه وسلم - هو الذي خطبها على زيد بن حارثة ، وكانت ابنة عمته ، وهو يراها منذ كانت طفلة حتى كبرت فلِمَ لم يقع حبها في قلبه ؟ وكيف يقع هذا الحب في قلبه بعد أن يتزوجها مولاه ؟
منقول من الألوكة