المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد


ابو مصعب المصرى
16-02-2009, 03:30 PM
لم تتوان جماعة الإخوان المسلمين عن القيام بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة لنصرة غزة، والوقوف بجانب أهلها في محنتها الأخيرة، وذلك بالنزول إلى الشوارع والميادين وأمام المساجد ،وإقامة المؤتمرات والندوات وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات والوقفات، لحث الحكام العرب والمسلمين على اتخاذ مواقف جادة لإنقاذ غزة من المذابح الإسرائيلية الوحشية، وتحريض الشعوب على إغاثة أهلها بالمساعدات المادية والعينية، وتوضيح خطورة المؤمرات التى تُحاك ضد القضية الفلسطينية لقتل روح المقاومة ليس لحركة حماس فقط، ولكن لكل العرب والمسلمين.

من أجل هذا فقد شن النظام المصري الحاكم حربا شاملة على جماعة الإخوان المسلمين، فأعداد المعتقلين وصلت الى أكثر من ألف ومائتي معتقل من قيادات وكوادر الإخوان والمتعاطفين معهم، وكذلك فالحملات الإعلامية على هذه الجماعة مستمرة وبلا هوادة - من خلال جميع وسائل الإعلام الرسمي من صحف ومجلات ومحطات إذاعية وقنوات تلفزيونية أرضية و فضائية- في توجيه الإتهامات والتشكيك في المواقف والمبادىء التى تنتهجها الجماعة ، وأن حركة حماس ما هي إلا امتداد لجماعة الإخوان المسلمين التي وصفها الرئيس مبارك من قبل بأنها تمثل خطراً على الأمن القومي المصري.

وقد وصلت الأمور إلى منع أعضاء البرلمان المنتمين للإخوان من مناقشة الحرب الوحشية الإسرئيلية على غزة في البرلمان ، ومنعهم من المشاركة في إيصال المعونات الإنسانية لمعبر رفح ، وهناك العديد من الوسائل الأخرى التي يتخذها النظام الحاكم ضد الجماعة لوضعها في وضع المدافع لينسى الرأي العام المصري القضية الرئيسية وهي قضية فلسطين.

القضية الفلسطينية عند الإخوان المسلمين - مثلهم مثل أي مواطن مصري حر - هي قضية حياة أو موت ، وهي قضية مصير لمصر من جوانب عديدة ، فمن الجانب الوطني فإن أي إعتداء على فلسطين – وبالأخص غزة – فهو إعتداء على الوطن وعلى حدودنا الشرقية ، وما أكثر الجنود والمدنيين المصريين الذين قتلتهم إسرائيل على هذه الحدود، ولن ينسى المواطن المصري فى يوم من الأيام الحروب الإسرائيلية مع مصر – 56، 67 ، 73، وكذلك أطفال مدرسة بحر البقر ، وعمال مصنع أبي زعبل ، وغيرهم الكثير ، وتهديدات القادة العسكريين الإسرائيليين مرة بضرب السد العالي وأخرى باحتلال سيناء. وثالثة بطرد الفلسطينيين وتسكينهم فيها ، وجميعهم لايخفون كراهيتهم لمصر والمصريين.

ومن الجانب القومى فلطالما تغنينا بالقومية العربية فى الخمسينات والستينات أيام الحقبة الناصرية، وأن مصر هى الأخت الكبرى للدول العربية والتى هى المدافع الأول عنها ، ومن الجانب الدينى فالمسجد الأقصى الأسير - أولى القبلتين وثالث الحرمين – تهوى إليه القلوب وتهفو إليه الأرواح ، ولن تهدأ إلا بزيارته ، فضلا عن تحرير كل فلسطين لأنها أرض إسلامية ، وفرض عين على كل مسلم ومسلمة العمل من أجل تحريرها.

أما الجانب الإنساني فالعالم كله على إختلاف أديانه وألوانه وجنسياته أجمع على التنديد بهذه المجازر الوحشية وضرورة وقفها، والإصرار على إيصال المعونات الإنسانية لإنقاذ أهالى غزة من الهلاك، فالعار سوف يلاحق الصامتين منا والمتخاذلين والمتواطئين ، بلو سوف يلاحق أبناءهم ومن ينتسب إليهم بصلة ،والفضيحة الكبرى لهم يوم القيامة .

وللتقليل من شأن ما قام به الإخوان المسلمون من فعاليات لنصرة غزة ، فقد أعلن العديد من رموز الإعلام المصرى الرسمى أن الإخوان لم يستطيعوا التأثير على الرأى العام المصرى ، فلم يشاركهم أحد فى المظاهرات التى قاموا بها ، ولم يتحرك الشارع المصرى فى الاتجاه الذى يريدونه ، وهذه نظرة قاصرة وحجة واهية ، قد لا يكون هناك دور للأحزاب ، لأنها باتت مجرد ديكورات ، أما الرموز الوطنية على اختلاف ألوانها فلم تقصر فى المشاركة ، والإخوان قاموا بما عليهم – حسب إمكانياتهم – فهم ليسوا دولة ، بالرغم من التضييق الذى يتعرضون له دائما من قبل الأمن المصري.

وتناسى هؤلاء أننا نعيش فى ظل قانون الطوارىء ، السيف المسلط على رقاب الشرفاء فى هذا الوطن ، مما يجعله سببا فى إرهاب المواطنين ، فلا يفكر منهم الا القلة القليلة فى المشاركة فى مثل هذه الفاعليات ، ومع ذلك فغالبية الشعب المصرى شارك فى نصرة غزة بصورة فاقت كل التوقعات ، وبروح وطنية وإسلامية عالية ،إما بالدعاء أو بالتبرع أو بالذهاب إلى معبر رفح لإيصال المعونات أو بمحاولة الدخول الى غزة للمساعدة فى العلاج أو الوقوف على أحوال أهلها، والعبرة فى النهاية بالنتائج ، وهى بالفعل باهرة .

لو غاب الإخوان المسلمون أو غُيبوا عن الساخة ، فلن يستطيعوا أن يمحوا من ذاكرة الشعب المصرى أن إسرائيل هى العدو الأول له وللإسلام وللعروبة ، أو ما فعله اليهود قديما وحديثا ، فى حروبها الدنيئة التى تشنها من حين لآخر على البلاد والشعوب العربية ، لن ينسى شعبنا الأسرى المصريين اللذين دهستهم الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية وهم أحياء ، وعلى هؤلاء ألا ينسوا أن شعبنا صاحب كرامة وعزة وشهامة.

ابو مصعب المصرى
22-04-2009, 10:52 PM
أكَّدت جماعة الإخوان المسلمين أن أمن مصر القومي بمثابة "خط أحمر" لا تقبل المساس به، مشددةً على رفضها لأي شيء من الممكن أن يهدِّده؛ سواء كان ذلك عن طريق استخدام أراضيها في عمل عسكري من أي جهة دون علم وموافقة منها، أو عن طريق الفساد السياسي والمالي والإداري، وسوء استخدام السلطة ضد شعبها، وحرمانه من حقوقه المشروعة في الحرية، والمشاركة السياسية، واختيار قياداته ونوابه.
ودعت الجماعة في بيانٍ لها اليوم الحكومة المصرية إلى الحفاظ على أمننا القومي، بإقرار العدل، ومحاربة الفساد، ودعم المقاومة في خطٍ متوازٍ مع التصدي لمن يريد العبث بهذا الأمن.
وأضافت أن مواقف الجماعة ودورها- منذ نشأتها- في حماية الجبهة الداخلية لمصر لا تقبل المزايدة من فرد أو جهة، مشيرةً إلى أنها تقوم بهذا الدور عبادةً لله سبحانه وتعالى، من منطلق "حب الأوطان من الإيمان".
وأدانت الجماعة بشدة كلَّ من يشارك في حصار إخواننا في فلسطين، ويمنع عنهم الدعم من الغذاء والكساء والدواء والعلاج، مطالبةً الأنظمة وشعوب الأمة الإسلامية والعربية بأن تهبَّ لنصرة المقاومة، ودعمها اقتصاديًّا ومعنويًّا؛ بل وعسكريًّا تطبيقًا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، مشددةً كذلك على ضرورة أن يتم هذا الدعم بالتعاون والتنسيق بين كافة الدول العربية والإسلامية، مشيرةً إلى أن ما قام به حزب الله لدعم المقاومة في فلسطين هدفًا لا يختلف عليه اثنان إلا أن وسائل الدعم يجب ألا يشوبها أي نوعٍ من التصرفات المنفردة.
وطالب البيان بضرورة وقف الحملات الإعلامية التحريضية في قضية "خلية حزب الله" انطلاقًا من مكانة مصر، ودورها الريادي في المنطقة، وأنها أكبر من أن تنزلق نحو مهاترات دعائية لن تعود على مصر الكبيرة، ولا على حزب الله بخير.
كما شدَّد البيان على أن الكيان الصهيوني هو العدو الحقيقي للأمة، وأنه هو مصدر التهديد والخطر والقلق والتوتر في المنطقة، مؤكدًا حق المقاومة المشروعة في الدفاع عن الأوطان ضد العدو المغتصب، وخاصةً الصهاينة في فلسطين بكل قوة، وبكافة الوسائل المتاحة.
البيان


http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/9/16/u1img5.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوان المسلمون وهم يرصدون الأحداث الجارية يدركون أن من واجبهم توضيح موقفهم تجاه المستجدات التي تقع على الساحة الداخلية والإقليمية والعالمية والصراع بين العرب والمسلمين من ناحية وبين الصهاينة والأمريكان من ناحيةٍ أخرى.

وفي هذا الصدد فإن الجماعة تؤكد موقفها الثابت من عدة قضايا مثل: المقاومة- الأمن القومي- طبيعة الصراع- الأطماع الصهيونية في المنطقة.

وقد بدا من القضية المثارة حاليًّا إعلاميًّا وسياسيًّا، محليًّا وإقليميًّا، والتي عرفت "بخلية حزب الله في مصر" أن الأمة تحتاج إلى من يلم شعثها، ويجمع صفها ويوحِّد كلمتها، خاصةً في مواجهة العدو الصهيوني المحتل الغاصب، والذي يستهدف أمنها ويعمل على زعزعةِ استقرارها، وهذا يستدعي بالضرورة تحديد من هو العدو ومَن هو الصديق، وما الدور الذي تقوم به المقاومة في فلسطين والعراق وغيرها من البلاد العربية والإسلامية؛ دفاعًا عن الأمن القومي العربي بعامة والأمن الوطني المصري بخاصة؛ الأمر الذي يستلزم من الأمة كلها أنظمةً وشعوبًا أن تهبَّ لنصرة المقاومة ودعمها اقتصاديًّا ومعنويًّا، بل وعسكريًّا تطبيقًا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، إذ لا يُعقل أن تدعم أمريكا الكيان الصهيوني بكل السبل، فضلاً عما يمتلكه من ترسانةٍ نووية، ثم يترك الشعب الفلسطيني أعزلا يُواجه الحصار والموت والدمار، وفي ذات الوقت، فإننا نؤكد أن هذا الدعم يجب أن يتم بالتعاون والتنسيق بين كافةِ الدول العربية والإسلامية، وما قام به حزب الله لدعم المقاومة في فلسطين يعتبر هدفًا لا يختلف عليه اثنان، إلا أن وسائلَ الدعم يجب ألا يشوبها أي نوعٍ من التصرفات المنفردة.

ونرى أن ما يجري في هذه القضية هو إحدى محاولات الصهاينة لإضعاف الدول العربية والإسلامية وجعل الصراع عربيًّا/ عربيًّا أو إسلاميًّا/ إسلاميًّا بدلاً من كونه صراعًا عربيًا إسلاميًّا/ صهيونيًّا، ويسعى الصهاينة بذلك أيضًا للتعمية والتغطية على جرائم الحرب والإبادة ضد الإنسانية التي ارتكبها في غزة، وإفشال مشاريع إعادة الإعمار في القطاع، كل هذا يدعونا للانتباه لطبيعة الصراع، وللبعد عن الخلاف والفرقة وألا ننشغل عن قضايانا الرئيسية بأخرى جانبية كالتي أُثيرت في الأيام الماضية.

والإخوان المسلمون وهم يؤكدون ثبات موقفهم الداعم للمقاومة يرون فيها أمل الشعوب المستضعفة، ورمزًا لعزة الأمة وكرامتها، وهو ما لا يتعارض مع حرص الإخوان الكامل على الأمن الوطني لمصر، وعلى سيادة كل الدول على أراضيها، ومن ثَمَّ فإنهم يؤكدون ضرورةَ أن تصون الحكومة المصرية أمننا القومي بإقرار العدل، ومحاربة الفساد، ودعم المقاومة، ثم التصدي لمَن يريد العبث بهذا الأمن.

ولذا فإن مَن يتعاون مع مَن يريد بأمن البلاد سوءًا إنما هو يساعد في إنجاح المشروع الصهيوني الأمريكي في اختراق الأمة الإسلامية والبلاد العربية لا سيما مصر.

ونحن بإعلان موقفنا هذا نود تأكيد ما يلي:
1. أننا نحرص على وطننا مصر وأمنها القومي الذي لا يقتصر فقط على رفض استخدام أراضيها (ومن ذلك إقامة القواعد العسكرية على أرضها.. وغير ذلك) من أي جهة دون علم وموافقة منها؛ بل أيضًا يشمل كل ما من شأنه أن يضعف مؤسساتها، وبالتالي يُهدِّد أمنها القومي كالفساد السياسي والمالي والإداري وسوء استخدام السلطة ضد شعبها وحرمانه من حقوقه المشروعة في الحرية والمشاركة السياسية واختيار قياداته ونوابه، وهذا موقف تاريخي منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين، وما دور الإخوان في حماية الجبهة الداخلية، وفي مقاومة المحتل البريطاني عنا ببعيد، وهذا الدور لا يقبل المزايدة من فردٍ أو جهةٍ؛ لأننا عندما نقوم بهذا فإننا نقوم به عبادةً لله سبحانه وتعالى من منطلق "حب الأوطان من الإيمان".

2. إننا نؤكِّد حق المقاومة المشروعة في الدفاع عن الأوطان ضد العدو المغتصب، وخاصةً الصهاينة في فلسطين بكل قوة وبكافة الوسائل المتاحة.

3. والإخوان المسلمون يدينون كل مَن يشارك في حصار إخواننا في فلسطين ويمنع عنهم الدعم من الغذاء والكساء والدواء والعلاج.

4. تأكيد مكانة مصر ودورها الريادي في المنطقة، وأنها أكبر من أن تنزلق نحو مهاترات دعائية لا تؤدي إلى خيرٍ؛ ولذلك يجب وقف الحملات الإعلامية التحريضية، والتي لن تعود على مصر الكبيرة، ولا على حزب الله بخير.

5. نلفت الانتباه إلى أن العدو الصهيوني هو العدو الحقيقي للأمة، وأنه هو مصدر التهديد والخطر والقلق والتوتر الحقيقي في المنطقة، ولا ينبغي أن يغيب ذلك عن أذهاننا في أي لحظة.

وقى الله مصر وشعبها والأمة العربية والإسلامية من كلِّ مكائد الصهاينة والأعداء
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾
الإخوان المسلمون
القاهرة: 26 من ربيع الآخر 1430هـ= 22 من أبريل 2009م

امير رومية
23-04-2009, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوان المسلمون وهم يرصدون الأحداث الجارية يدركون أن من واجبهم توضيح موقفهم تجاه المستجدات التي تقع على الساحة الداخلية والإقليمية والعالمية

اخي شكرا لك و استغل الفرصة لسؤالك هذا السؤال ان سمحت :

لماذا لم تصدر حركة الاخوان و لا بيان واحد يتبرا و يندد بالحزب الاسلامي العراقي المحسوب على الاخوان الذي اتى على الدبابة الامريكية و الذي تعاون مع المحتل و خان الامة و الدين من اجل بعض الكراسي و الامتيازات...حتى قيل : الحزب الاسلامي آخر مسمار في نعش حركة الاخوان المسلمين.
الرجاء توضيح موقفكم من هذا الحزب بكل امانة و ساقوم بنقله الى المنتديات الاخرى ليتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود و تتضح الامور.
كما اطلب منك التعليق على مقالة الدكتور هاني السباعي التي نقلتها الى هنا.

دعوة الاخوان
23-04-2009, 12:43 AM
جزاكم الله خيرا اخي الكريم ابو مصعب

ابو مصعب المصرى
07-06-2009, 12:27 AM
وصفت جماعة الإخوان المسلمين الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس الماضي للعالم الإسلامي بأنه مجرد حملة علاقات عامة ومحاولة لتجميل صورة أمريكا التي تلطَّخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين في كل مكان، وخاصةً في فلسطين.
وأكدت الجماعة في بيان لها اليوم السبت أنه ما لم تتوقف الحملة التي تقودها أمريكا ضد المسلمين فإن التوتر سيستمر ويشتدُّ، والمقاومة ستزداد وتقْوَى، وسوف يظل عدم الاستقرار في العالم على حالته ما لم تتدارك أمريكا وقيادتها مواقفها الظالمة الداعمة للصهاينة وللظالمين؛ الذين يأتمرون بأمرها، ويسيرون في طريقها.
وقال البيان: "إن المبادئ العامة التي ذكرها الرئيس أوباما في خطابه من حقوق الإنسان والعدل وضرورة الحوار على أساس الاحترام والثقة المتبادلة وغير ذلك؛ لا يختلف عليها أحد"، مؤكدًا أن العبارات العاطفية واللغة واللباقة التي استخدمها أوباما في خطابه، وحاول بها كسب مشاعر المسلمين؛ لا تحقِّق عدلاً ولا تستردُّ حقًّا للمسلمين، سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو باكستان أو غيرها من بلاد العالم الإسلامي، التي يراق فيها الدم المسلم ليل نهار؛ بتخطيط ومكرٍ من قِبَل الإدارات الأمريكية المتتابعة.
وأوضح البيان أن إعلان أوباما استمرارَ دعم أمريكا للصهاينة في فلسطين لتحقيق أمنهم وعدم الاعتراف بحق المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني؛ يؤكد أن أوباما يسير على درب أسلافه في سياسة الكيل بمكيالين
واستنكر الحديثَ المقتضبَ والسطحيَّ عن الديمقراطيةِ ولمزِ الشعوب التي تطالب بها في العالم العربي والإسلامي، في الوقت الذي غضَّ فيه الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والأنظمة الفاسدة الظالمة التي تقهر شعوبها وتهمِّش دورها.
نص البيان



بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإخوان المسلمين وهم جزءٌ من الأمة العربية والإسلامية يدركون حقيقةَ ما يجري في العالم من مكر وكيد وعدوان من أصحاب المشروع الصهيوني/ الأمريكي ضد أبناء هذه الأمة.
ويؤكدون أن قدرةَ العالمين العربي والإسلامي على استثمار طاقاتهما وإمكاناتهما في التنمية والنهضة هي الحقيقة التي يجب أن يُعوَّل عليها، وهي وحدها التي تستجلب تقدير واحترام العالم.
ولقد استمعنا- كما استمع الناس في العالم- إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي أوباما من جامعة القاهرة، متوجهًا به إلى العالم الإسلامي، فلم نرَ فيه- كما توقعنا من قبل- جديدًا يُذكر بالنسبة إلى الإستراتيجية الأمريكية.
ونحب أن نلفت الأنظار إلى ما يلي:
1- أن المبادئ العامة التي ذكرها الرئيس أوباما في خطابه من حقوق الإنسان والعدل وضرورة الحوار على أساس الاحترام والثقة المتبادلة، وغير ذلك لا يختلف عليها أحد.
2- أن العبارات العاطفية واللغة واللباقة التي استخدمها أوباما في خطابه، وحاول بها كسب مشاعر المسلمين لا تحقق عدلاً ولا تسترد حقًّا للمسلمين سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو باكستان أو غيرها من بلاد العالم الإسلامي التي يراق فيها الدم المسلم ليلَ نهار بتخطيطٍ ومكرٍ من قِبل الإدارات الأمريكية المتتابعة.
3- أن إعلانَ الرئيس أوباما عن استمرارِ دعم أمريكا للصهاينة في فلسطين لتحقيق أمنهم وتأكيده ذلك، وعدم حق المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني الغاصب ومساواة الغاصب بالمُطالب والقاتل بالقتيل.. ليؤكد أنه يسير على دربِ أسلافه، حكام أمريكا في سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الكامل غير المحدود للكيان الصهيوني، بل والتماس كل الأعذار له فيما يفعل ضد الفلسطينيين، ويظهر ذلك واضحًا في تركيزه على أسطورة المحرقة النازية التي وقعت لليهود، وبصرف النظر عما ذكره الرئيس أوباما في هذا الصدد فإن هذا لا يُعطي مبررًا لأحدٍ على أي نحو لاحتلال أرض فلسطين، بل وارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي ومجازر وحشية للشعب الفلسطيني، وحصار خانق وقاتل لقطاع غزة حتى الآن؛ الأمر الذي تجاهله الرئيس أوباما تمامًا، ولا يُعطيه حق وصف مقاومة الفلسطينيين بالعنف، ومطالبة الشعب الفلسطيني بنبذه، واتخاذ الوسائل السلمية؛ ليفرض بذلك الاستسلام على الشعب الفلسطيني، وسلبه حقَّه المشروع في تحرير أرضه وتطهير مقدساته.
وبهذه المناسبة يؤكد الإخوان المسلمون موقفهم من القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للعرب والمسلمين، ويؤكدون دعم المقاومة حتى يسترد الفلسطينيون حقوقهم المشروعة.
4- أن الحديثَ بإسهابٍ عن المشكلات الاقتصادية، وعن البطالة، وضرورة توفير فرص عمل للشباب، وما إلى غير ذلك هو حديث عام مرسل يحتاج إلى إصلاحٍ سياسي حقيقي، أما الحديث عن حقوقِ المرأة والتعليم فهي أمور يعرفها المسلمون جيدًا من قيم ومبادئ الإسلام العظيم.
5- أن محاولةَ دغدغة مشاعر وعواطف العرب والمسلمين من خلال استشهاده بالآيات القرآنية والأحداث التاريخية الإسلامية والحديث عن قيم التسامح وإسهامات الحضارة الإسلامية في نهضة وتقدم البشرية لم ولن تنجح في تحقيقِ أهدافها، ولن تنطلي على العرب والمسلمين؛ لأنه بالمقابل كان واضحًا أن ذلك مجرد تغير في الأسلوب والتكتيك في بعض القضايا؛ بما يؤكد سياسة التدخل الناعم للإدارة الأمريكية، بدلاً من استخدام الآلة العسكرية التي ما زالت تقوم بجرائمها في أفغانستان وباكستان، فضلاً عن الاحتلال الذي ما زال جاثمًا على صدر العراق وآثاره وتداعياته مستمرة.
6- الحديث المقتضب والسطحي عن الديمقراطية ولمز الشعوب التي تطالب بها في العالم العربي والإسلامي، في الوقت الذي غضَّ فيه الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والأنظمة الفاسدة الظالمة التي تقهر شعوبها وتهمش دورها.
ولذلك فإن الإخوان المسلمين يعتبرون هذا الخطاب مجرَّد حملة علاقات عامة؛ لتضييع الفرص، وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أمريكا التي تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين في كل مكان، وخاصةً في فلسطين.
ونُوجِّه الأنظارَ إلى أنه ما لم تتوقف الحملة التي تقودها أمريكا ضد المسلمين فإن التوترَ سيستمر ويشتد والمقاومة ستزداد، وتقوى، وسوف يظل عدم الاستقرار في العالم على حالته ما لم تتدارك أمريكا وقيادتها مواقفها الظالمة الداعمة للصهاينة وللظالمين الذين يأتمرون بأمرها ويسيرون في طريقها.. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 13 من جمادى الآخرة 1430هـ= 6 من يونيو 2009م

عبدالرحمن بدر
07-06-2009, 01:19 AM
كيف.............
كيف.....
كيف..
ترضى جامعه الازهر وشيوخها
الذهاب لهاذا.....(خصاره حتى فيه الكلمه)

لماذا؟؟؟

لقد دعوا والدى الى الذهاب ولكن والدى
قد رفض

ثبته الله

وجزاكم الله خيرا

ابو مصعب المصرى
07-06-2009, 08:11 PM
بورك مرورك اخى

منةمحمود
08-06-2009, 01:27 AM
لولا أنه سيسير على نهج من قبله لما وصل لمنصبه هذا

ابو مصعب المصرى
08-06-2009, 04:09 PM
لولا أنه سيسير على نهج من قبله لما وصل لمنصبه هذا
بورك مرورك اختاه
ووالله اراكى موفقة جدا
فهو برنامج لايتغير وان تغير منفذيه
والحمد لله ان الامة بخير

عنان السماء
08-06-2009, 04:34 PM
السلام عليكم ورحمةة الله وبركاتة

"ولذلك فإن الإخوان المسلمين يعتبرون هذا الخطاب مجرَّد حملة علاقات عامة؛ لتضييع الفرص، وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أمريكا التي تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين في كل مكان، وخاصةً في فلسطين"

والله ما هو ألا كذالك
والله يهدى من أغتر بكلاماتة منا ويزيل اللبس عن عينية وقلبة ،

بارك الله بك أخى الفاضل
ونعم البيان هذا ...

... فى أمان الله ...

ابو مصعب المصرى
09-06-2009, 01:03 AM
السلام عليكم ورحمةة الله وبركاتة

"ولذلك فإن الإخوان المسلمين يعتبرون هذا الخطاب مجرَّد حملة علاقات عامة؛ لتضييع الفرص، وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أمريكا التي تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين في كل مكان، وخاصةً في فلسطين"

والله ما هو ألا كذالك
والله يهدى من أغتر بكلاماتة منا ويزيل اللبس عن عينية وقلبة ،

بارك الله بك أخى الفاضل
ونعم البيان هذا ...

... فى أمان الله ...

اختى الفاضلة حياكى ربى وبورك مرورك
والحمد لله على نعمة الفهم السليم

دعوة الاخوان
16-06-2009, 03:07 AM
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل على طرح هذا الموضوع المهم
ورأي الدكتور يوسف القرضاوي في اوباما انه اسوأ مما قبله لانه مثل الحية جلدها ناعم ولدغها مميت.. نسأل الله السلامة

ابو مصعب المصرى
19-06-2009, 11:39 PM
تمرُّ القضية الفلسطينية في هذه المرحلة بمنعطفٍ خطيرٍ، تتعرض فيه لتحديات شرسة وضارية، تستهدف هويتها ومقوماتها، بل ووجودها، وقد جاء خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان؛ لكي يضع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وحكامها وزعماءها على المحك، فالقدس يريدها عاصمةً أبديةً للعدو الصهيوني(!)، ولا حقَّ لعودة اللاجئين(!)، ولا بد من الاعتراف بيهودية الدولة(!)، وما يترتب على ذلك من طرد عرب 48، ولا حديثَ عن الحدود أو الجدار العازل العنصري- إلى آخر هذا الهُراء-، وكل ما أشار إليه هو السماح للفلسطينيين ببلديات- مجرد جزر منعزلة- منزوعة السلاح، وتحت السيطرة الكاملة للعدو الصهيوني، مع مطالبة الدول العربية بالتطبيع الكامل معه.
وفي هذا السياق من الضروري التذكير بما يلي:
أولاً: أن المواقف الأوروبية والأمريكية؛ لا تفتأ تذكِّر العالم بمعاناة اليهود في المحرقة النازية في أوروبا، في الوقت الذي تشير بخجل لمعاناة الفلسطينيين، وتغض الطرف تمامًا عن المجازر الوحشية وعمليات التطهير والإبادة التي تجري في حقهم على يد الصهاينة المحتلين.. هذه النظرة تُشكِّل انحيازًا أعمى للعدو الصهيوني ضد الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة.
ثانيًا: ما يجري ويحدث في هذه المرحلة، يتم في إطار صفقة تاريخية مشبوهة بين العدو الصهيوني من جانب والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جانبٍ آخر، على حساب الشعب الفلسطيني، وفي ظل عجز وشلل واضح للأنظمة والحكومات العربية.
وبناءً على ذلك وإزاء هذا الوضع، فإنه من الضروري:
1- العمل على الارتقاء بوعي الرأي العام بأبعاد القضية الفلسطينية، وأنها قضية محورية مركزية، لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، وإنما تخصُّ الأمة العربية والإسلامية كلها، ويصبح من متطلبات المرحلة التأكيد المستمر والدائم أننا أمام استعمارٍ صهيوني استيطاني عنصري؛ يُمثِّل خطرًا وتهديدًا لأمننا القومي والوطني.
2- تطوير ودعم الحوار الوطني الفلسطيني، باعتبار أن وحدةَ حركة التحرر الوطني الفلسطيني، واستمرار المقاومة رأس القضية الفلسطينية ووجدانها وأداتها؛ وذلك يقتضي تجاوز الخلافات والالتفات للقضايا الأساسية.
والله الموفق
والله اكبر ولله الحمد

سحر على
20-06-2009, 03:15 AM
العمل على الارتقاء بوعي الرأي العام بأبعاد القضية الفلسطينية، وأنها قضية محورية مركزية، لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، وإنما تخصُّ الأمة العربية والإسلامية كلها، ويصبح من متطلبات المرحلة التأكيد المستمر والدائم أننا أمام استعمارٍ صهيوني استيطاني عنصري؛ يُمثِّل خطرًا وتهديدًا لأمننا القومي والوطني

جزاك الله خيرا أخى الكريم
أبو مصعب
فهذا أمر لابد منه
كنت أظن أنه لا يوجد من يجهل القضية الفلسطينية
ولكن كانت الصاعقة عندما وجدت من لا يعرف حدود بلاده
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين

ابو مصعب المصرى
20-06-2009, 05:07 PM
بوركت الادارة الكريمة وبورك من مر هنا
ودوما صنيعكم افضل نحو رقى افضل لمنتدى افضل
الشفاء

ابو مصعب المصرى
21-06-2009, 04:04 PM
بيان من الإخوان المسلمين حول الاعتقالات الأخيرة

http://ikhwanonline.com/Data/2006/11/7/Q6.jpg



في الوقت الذي يقف فيه النظام وحكومته عاجزين عن تلبية احتياجات الشعب المصري وحل مشكلاته وتخفيف معاناته لكل طوائفه، وتضرب البطالة شباب الأمة، وينتشر الفساد بكل أشكاله، وينشغل فيه المسئولون بكراسيهم وتحقيق المصالح والمكاسب الخاصة بهم وبأسرهم، ويتراجع دور مصر الإقليمي والعالمي ويحل محلها غيرها.. في هذا الوقت تصدر الأوامر من هؤلاء إلى جحافل الأمن بتوجيه حملاتهم إلى الشرفاء من أبناء الوطن ويلقون القبض عليهم بغير جريرة ولا تهمة إلا أنهم أناس يتطهرون، فلمصلحة من يحدث هذا؟.. لا شك أن هذا لا يخدم مصلحة الوطن وإنما يصب في مصلحة أعدائه من أصحاب المشروع الصهيوني الأمريكي
إن الإخوان المسلمين يعلنون استمرار مسيرتهم الدعوية بكل ثبات وإقدام رغم الكيد والظلم والعنف الذي يمارسه الظالمون عليهم، ولن يغيروا من منهجهم السلمي، مهما كانت الضغوط التي يتعرضون لها ومهما كان التضييق والإقصاء الذي يمارس في حقهم.
ويؤكد الإخوان المسلمون أن كيدَ الكائدين أو مؤامرات المطبعين والصهاينة والمتصهينين أو المتأمركين لن ينالَ من عزمهم ولن يفت في عضدهم.
وليعلم الظالمون أن الله يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ (إبراهيم: من الآية 42)، وأن دولةَ الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
ونتوجه إلى أبناء أمتنا وأهل الرأي فيها ندعوهم إلى الوقوف ضد هذا الظلم الذي لا يحقق مصلحة الوطن، بل ينال من أمنه وأمن أبنائه.. ندعوهم أن يرفعوا أصواتهم عالية ليعلنوا رفضهم لهذه الممارسات، فقضية الحرية تمس الوطن كله، ولن تحدث نهضة لمجتمعنا أو تقدم لوطننا إلا على أكتاف الأحرار.
أين أنتم يا أصحاب الأقلام الحرة؟ وأين الأحزاب المعارضة؟ وأين التجمعات والحركات الشعبية من هذا الذي يجري ضد أبناء الأمة ومن هذا النظام الظالم؟.
أما أنتم أيها الإخوان.. اعلموا أن ما يحدث ليس بجديد فطريق أصحاب الدعوات تحتاج إلى الثبات والصبر والتضحية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران)، ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)﴾ (الأحزاب)، نعلم أن صبركم ليس من خوفٍ ولا وجل.. ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (آل عمران) إنها الثقة في نصر الله القريب ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51)، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
الإخوان المسلمون
القاهرة في : 27 من جمادى الآخرة 1430هـ= 20 من يونيو 2009م

سحر على
21-06-2009, 06:56 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم أصلح أحوالنا على النحو الذى يرضيك عنا
بوركت أخى الكريم
ثبتكم الله وحفظكم

ابو مصعب المصرى
22-06-2009, 06:54 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم أصلح أحوالنا على النحو الذى يرضيك عنا
بوركت أخى الكريم

ثبتكم الله وحفظكم

مشكور مرورك اختاه وحسبنا الله ونعم الوكيل

بشرى فلسطين
22-06-2009, 10:58 PM
بعد أن قرأت الموضوع كاملا
ليس لي إلا أن أدعوا الله أن يظهرها
ويححق لها العون والتمكين
بارك الله فيك أخ / أبو مصعب
استمر وسنتابع ما تكتب
ونحن معكم قلبا وقالبا
بالتوفيق

ابو مصعب المصرى
22-06-2009, 11:07 PM
بعد أن قرأت الموضوع كاملا

ليس لي إلا أن أدعوا الله أن يظهرها
ويححق لها العون والتمكين
بارك الله فيك أخ / أبو مصعب
استمر وسنتابع ما تكتب
ونحن معكم قلبا وقالبا

بالتوفيق

بورك مرورك اختاه
وجزيتى خيرا
ولن نكل ونمل من المطالبة بالاصلاح

ابو مصعب المصرى
26-06-2009, 01:13 AM
رأي الإخوان في 3 قضايا مهمة



[18:35مكة المكرمة ] [24/06/2009]



اهتم الرأي العام في الأيام الأخيرة بثلاثقضايا يحرص الإخوان المسلمون فيها على إبداء رأيهم الذي يتمثل فيالآتي:

أولاً: الرقابة السياسية علىالإعلام تجهض الحريات وتعمق الديكتاتورية وحكم الفرد

إن الحديثَ عن إنشاء مفوضية للإعلام في هذهالمرحلة، والذي أُثير في اجتماع وزراء الإعلام العرب الأخير، يضيف مزيدًا من الشكوكحول جدوى الحديث عن التحول السياسي نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في العالمالعربي في ظلِّ النظام العربي القائم الآن؛ ولذلك فإننا نؤكد ما يلي:

1- ضرورة أن تتوحد جهود كل المنظمات غيرالحكومية، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات الإعلامية، وخاصةً المستقلة منها- حتىوإن تباينت وسائلهم- لتحقيق الأهداف المرجوة من الإعلام الحر في الإصلاح، وتبنيقضايا الأمة، والتصدي لموجات الصهينة والتطبيع وأصحاب المصالحالخاصة.

2- ضرورة تكوين هذه المؤسسات الحرة "اتحادًاحرًّا للإعلام العربي والإسلامي" يكون معبرًا عن الأمة بحق، ويتصدى باحترافيةواقتدار للمشاريع الإعلامية التي تساعد على التغلغل الأمريكي الصهيوني فيالمنطقة.

ثانيًا: الصهاينة مصدر الصراعوالتوتر وعدم الاستقرار

إن إثارة نتنياهو للأبعاد الدينية والعقيديةالمتطرفة للصراع في المنطقة يؤكد طبيعة الدور الصهيوني في تأسيس ورعاية الدولةاليهودية على أرض فلسطين ظلمًا وعدوانًا، ويشكل وقودًا للحرب في المنطقة والعالمكله.

ولأن الجهود والمساعي التي تُبذل من المؤسساتالشعبية والحقوقية على المستوى العالمي، لفك الحصارعن الشعب الفلسطيني في غزة، وهيتُنادي بالحريةِ والأمن والحق في الحياة الكريمة؛ ليس لها مردود على أرض الواقعبسبب الصلف والغرور الصهيوني، خاصةً أن المنظمات الدولية (الأمم المتحدة وأمينهاالعام، والاتحاد الأوروبي ومنسقه العام، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعةالعربية) لا تقوم بدورها بصورةٍ فعَّالةٍ ومؤثرة لفك الحصار ودفع الصهاينة لتغييرمواقفهم، وهذا ما أصرَّ عليه وزير دفاع الكيان الصهيوني عند زيارته لمصر؛ ولذا فإنالإخوان يؤكدون ما يلي:

1- ضرورة استمرار ودعم المقاومة بكل صورهاوأشكالها.

2- العمل على تحقيق الوحدة بين الشعوب العربيةوالإسلامية لمواجهة الإرهاب الصهيوني والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني صاحبالحق الأصيل في أرض فلسطين.

ثالثًا: الأحداث الجارية فيإيران:

يؤكد الإخوان المسلمون النقاطَ التالية بالنسبةللوضع الراهن في إيران:

1- ما يجري الآن في إيران شأن داخلي بحت ويخصأهل إيران وحدهم شعبًا ونظامًا.

2- نرفض التدخل الأجنبي، وخاصةً من أمريكا وغربأوربا والصهاينة في الشئون الداخلية لإيران أو غيرها من الدول.

3- نؤكد حق الشعوب في اختيار ممثليها وحكامهابحريةٍ تامةٍ لتحقيق مصالحها، وفي اختيار النظم والدساتير التي تحكمها دون تدخلٍ منأحد.

والله اكبر ولله الحمد
الاخوان المسلمون

ابو مصعب المصرى
28-06-2009, 02:54 PM
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل على طرح هذا الموضوع المهم


ورأي الدكتور يوسف القرضاوي في اوباما انه اسوأ مما قبله لانه مثل الحية جلدها ناعم ولدغها مميت.. نسأل الله السلامة

بورك مرورك اختاى الفاضلة
دعوتنا الاخوان
ونسال الله الثبات

دعوة الاخوان
28-06-2009, 02:59 PM
بارك الله فيك اخي الكريم
وهذا مانعهده دائما من اصحاب الرسالات
وهذه الاراء الحرة الاسلامية البحتة
طبيعة جماعتنا

ابو مصعب المصرى
29-06-2009, 01:02 AM
بيان حول اعتقالات الإخوان المسلمين الأخيرة
]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/6/28/pic5516.jpg
د. عبد المنعم أبو الفتوح، د. فتحي لاشين، د. جمال عبد السلام






على الرغم من قرار محكمة الجنايات بالإفراج عن الدكتور أسامة نصر وإخوانه في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"قضية التنظيم الدولي للإخوان"، إلا أن جحافل النظام الظالم ما زالت تشن حملاتها ضد جماعة الإخوان المسلمين؛ لتضم إلى الأبرياء السابقين أبرياء جددًا على ذمة ذات القضية، مستخدمةً الاعتقالات وتضييق الأرزاق، ومصادرة الأموال، وإغلاق الشركات بكل الوسائل غير المشروعة والمخالفة للدستور والقانون.
وقد استيقظ الناس فجر اليوم الأحد (28/6/2009م) على مداهمات واعتقالات بربرية للشرفاء وإرهاب وترويع للآمنين من الأسر أو الأبناء والنساء، واعتداء على المستشار فتحي لاشين وهو القاضي السابق صاحب العلم والمؤلفات العديدة، على الرغم من مرضه الشديد، وزراعته للكلى والكبد وضعف حركته، فلم يراعوا سنَّه ولا مرضه، والنظام بقوات أمنه يتحملون المسئولية الكاملة عن حياته، وعلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، الذي كان له دور بارز في إغاثة ونجدة إخواننا في غزة، وكذلك كل من المربي الفاضل الأستاذ عبد الرحمن الجمل والدكتور جمال عبد السلام رئيس لجنة الإغاثة الإنسانية والطوارئ باتحاد الأطباء العرب.
وفي هذا السياق نود أن نؤكد على الآتي:
1- أن هذه الاعتقالات التي تؤكد فشل النظام القائم في شتى المجالات، وعدم قدرته على تحقيق الأمن لأبناء الأمة تصب بشكل مباشر في خدمة أعداء الوطن الصهاينة والأمريكان، وتسيء إلى سمعة مصر داخليًّا وخارجيًّا.
2- أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار الهجمة التي يشنها النظام ضد الجماعة بهدف التضييق عليها لإقصائها من الحياة السياسة المصرية، وهذا لن يحدث إن شاء الله.
3- هذه الحملة سوف تفشل في النَّيل من الإخوان كسابقاتها، والإخوان ماضون في طريقهم نحو الإصلاح بالتعاون مع كافة القوى السياسة والوطنية في مصر، والالتحام مع جماهير الشعب المصري.
4- هذه الاعتقالات تأتي في إطار تقديم القرابين للأمريكان والصهاينة؛ لضمان استمرار أهل الحكم على كراسيهم، والاستعانة بالأجنبي على مواطني مصر الذين باتوا يكرهون هذا النظام لظلمه، وفشله وعدوانه المستمر عليهم، وما يحدث من سرقات وفساد وإجرام في أقسام الشرطة خير دليل على ذلك.
أيها الظالمون نقول لكم إننا إن شاء الله ماضون في دعوتنا إلى الله بالحكمة والصبر، نحمل- والحمد لله- مشاعل النور إلى الأمة والعالم ولن يطفئ نورَ الله بشرٌ. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 5 من رجب 1430هـ الموافق 28 من يونيو 2009م

سحر على
29-06-2009, 01:43 AM
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بالظالمين
اللهم احفظ اخواننا وارفع عنهم الظلم
حسبنا الله ونعم الوكيل

ابو مصعب المصرى
30-06-2009, 12:54 AM
حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم عليك بالظالمين
اللهم احفظ اخواننا وارفع عنهم الظلم

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم امين مشكورة اختاه
وحسبى الله ونعم الوكيل

ابو مصعب المصرى
06-07-2009, 06:30 PM
بيان من الإخوان المسلمين حول انسحاب قوات الاحتلال الأمريكيَّة المقاتلة من المدن العراقيَّة

تابع الإخوان المسلمون، كغيرهم من أبناء الأمة العربية والإسلامية مشاهد خروج قوات الاحتلال الأمريكية المقاتلة من المدن العراقية.. ولا شك أن هذه المشاهد أثارت الكثير من الشجون والأحزان حول ما حلَّ بالعراق خلال سنوات ست عجافٍ من الاحتلال مرَّت على هذا البلد ثقيلة بدمائها وضحاياها ونتائجها المدمرة؛ حيث مئات الآلاف من القتلى من كل أطياف العراق.. ضياع ثرواته البشرية والمادية.. تمكُّن الفساد في ظل عملية سياسيةٍ ضعيفةٍ، وإنشاء نظام موالٍ للاحتلال غير قادر على إدارة شئون البلاد.. اعتقال مئات الآلاف من شرفاء العراق رجالاً ونساءً، في سجون الحكومة والاحتلال.. ملايين من أبناء العراق شردوا داخل وخارج وطنهم.
هذه هي الحصيلة السوداء لسنوات الاحتلال الأمريكي للعراق بزعم غرس الحرية والديمقراطية في عالمنا العربي والإسلامي، وبعد كل ذلك يعلنونها بكل وقاحةٍ.. "كنَّا على خطأ".. فلم يكن في العراق أسلحة دمارٍ شاملٍ، ولم يكن له علاقة بتنظيم القاعدة!
لقد أعلنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن صراحةً قبل تركه منصبه بأيامٍ: "معلومات مخابراتنا كانت زائفةً"، وعندما طلبوا منه الاعتذار، ابتسم ابتسامته البغيضة تلك، وصمت!!.. أمَّا الحكومة البريطانية فتفتح الآن تحقيقًا مع الحكومة السابقة برئاسة توني بلير لمعرفة كيف ولماذا تمّ غزو العراق اعتمادًا على معلومات صحفٍ روجت لأنَّ العراق يمتلك أسلحة دمارٍ شاملٍ؟!
كل يومٍ يمرُّ تتكشف العديد من الحقائق، ويثبت بالدليل القاطع بطلان مزاعم التحالف الأمريكي- الغربي الأسود التي برروا بها غزو العراق، ولم يعتذروا عما اقترفته أيديهم من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
إنَّ الإخوان المسلمين يعتبرون ما تمَّ مجرد إعادة انتشار لقوات الاحتلال، ويرون أن استقلال العراق لن يتحقق إلا بخروج آخر جندي للاحتلال الأجنبي من هذا البلد العربي المسلم.
ويطالب الإخوان المسلمون أبناء العراق أن يقوموا بحصر وتوثيق حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال كاملاً دون انتقاص، وكذا أعداد القتلى والجرحى والمضارين والمشردين بفعل آلية الدمار الأمريكية والعالمية، ويتم تقييم هذا الحصر ماديًّا؛ ليكون دينًا على كل الدول التي شاركت في العدوان تطالب به أمام المحافل الدولية، ويسجل كحق للعراق وشعبه لا كمنحة أو هبة.
كما يطالب الإخوان المسلمون بمحاكمة بوش ورجاله وكل من ساهم من القيادات في جرائم الحرب والإبادة وضد الإنسانية التي ارتكبت في حق الشعب العراقي أمام المحاكم الدولية.
ويدعو الإخوان المسلمون العراقيين إلى التَّمسُّك بالوحدة الوطنيَّة، واعتبار الدم العراقي خط أحمر لا يجوز، ويحرم الاقتراب منه أو المساس به، مع التمسك بخيار المقاومة الحرة الشريفة ضد الاحتلال، والاستمرار في النضال السياسي ضد الظلم الذي يُمارَس على أبناء بلاد الرافدين، من سجنٍ وتعذيبٍ وتهجيرٍ، حتى يستطيع العراقيون الإمساك بزمام أمورهم وإدارة شئونهم، بدلاً من مجموعات المرتزقة والمنتفعين التي ولاها الاحتلال شئون العراق العظيم.. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 12 من رجب 1430هـ= 5 يوليـــو 2009م

ابو مصعب المصرى
08-07-2009, 01:34 PM
نداء من الإخوان المسلمين لحقن دماء الصوماليين

الإخوان المسلمون وهم يراقبون باهتمام وقلق بالغ لما يجري على أرض الصومال بين أبنائه من اقتتال وسفك للدماء؛ يتوجهون إلى إخوانهم الصوماليين لحقن هذه الدماء، ووقف الاقتتال الذي لا يستفيد منه إلا أعداء الأمة الإسلامية التي تمرُّ بمرحلة حرجة في هذه الآونة، وأن يلزموا قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ (الحجرات: من الآية 10).
ويؤكد الإخوان الالتزام بقيم الإسلام في الحوار والتسامح والعفو، تمثل الركائز الإسلامية الأساسية التي يجب الاحتكام إليها، ويرفضون الهرولة إلى الأعداء الذين لا يُرجى منهم خير، ولا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمةً.
ونذكِّر الإخوة الصوماليين بفترة الكفاح المشترك ضد الغزاة وضد التدخل الأمريكي والأوروبي، وتضامنهم حتى إخراج الغزاة المحتلين من الأراضي الصومالية، وندعوهم لأن تعود هذه اللحمة الوطنية في هذه المرحلة الحرجة.
ويرى الإخوان أن موالاة الإثيوبيين أو الإريتريين ومن يناصرهم من الأمريكان والصهاينة؛ لا يحقق مصلحة الصوماليين، ولا آمالهم في الوحدة، بل إنه يغذِّي الصراع والدمار والحرب التي لا طائل منها.
ولذلك ندعو جميع الأطراف الصومالية لتقدير هذا الواقع المرير، والعمل على تجنب الدخول في أجندات الآخرين، كما ندعو علماء الأمة الإسلامية للوساطة بين الصوماليين، وبذل المساعي الحميدة لحقن الدماء، ووقف النزيف المستمر على الأراضي الصومالية، والعمل بقول رسولنا الكريم: "المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه". ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103).
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 5 من رجب 1430هـ الموافق 28 من يونيو 2009م.

ابو مصعب المصرى
17-07-2009, 12:38 AM
اعتقالات الإخوان ومرور سفن الصهاينة في القناة وتصريحات بعض الوزراء

في الوقت الذي يُعتقل فيه أعضاء الجماعة وتُكال لهم التهم المزورة ويتوسع في ذلك وبدون مبرر، وبالمخالفة للقانون والدستور, تمر السفن الحربية الصهيونية من قناة السويس ويعلن وزير الخارجية أن هذا شيء طبيعي ولا نستطيع منعه طالما أنه عبور بريء، وفي نفس الوقت يُلقي وزير الداخلية بالتهم والافتراءات على جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث استخدم ألفاظ الإرهاب والعنف وغسيل الأموال والانتهازية وغير ذلك من التهم التي برَّأتنا منها حتى المحاكم الاستثنائية، فضلاً عن الرأي العام الذي يشهد للإخوان بوطنيتهم وصدقهم وإخلاصهم.
وفي هذا الصدد فإننا نؤكد الآتي:
1- أن جماعة الإخوان المسلمين بمبادئها ونهجها الإسلامي لا تسبُّ أحدًا ولا تُجرِّح الأشخاص أو الهيئات أو المؤسسات، ولا تسعى أبدًا إلى ردِّ الإساءاتِ بمثلها، وإنما تسعى دائمًا إلى إشاعة روح المحبة والألفة والأخوة، كما أمرنا ربنا ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: من 83)، فضلاً عن حرصها على الأمن والاستقرار في الوطن ولدى المواطنين.
2- أن الجماعة كانت وما زالت وستبقى- بإذن الله- الركيزة الأخلاقية والإيمانية التي تتحطم عليها كل موجات الظلم والقمع والذي مارسته في حقها النظم المتتالية على حكم مصر منذ أكثر من ثمانين عامًا، ولن يفتَّ في عضدها ولن يُعطِّل مسيرتها أو يحرفها عن مسارها تصريحات بعض الوزراء أو تلفيق التهم من الأجهزة الأمنية.
3- أن جماعة الإخوان المسلمين إنما قامت من أجل الإصلاح على أساس الإسلام الصحيح الكامل، وأنها تمارس ذلك بكل الوسائل السلمية فنحن ندعو الناس إلى الإسلام، والحكومة جزءٌ منه، والحرية فريضة من فرائضه.
4- أن ما يُنسب للإخوان من تُهمٍ وافتراءاتٍ، إنما يُعبِّر عن خصومةٍ سياسيةٍ غير شريفة وعدم تقديرٍ للمسئولية، وبما يُسيء إلى سمعة وكرامة مصر.
5- أن منهج الإصلاح عند الإخوان واضحٌ ومعلنٌ ومعروف كفلقِ الصبح، وأن الإرهاب والعنف والتكفير كلها صفات لا علاقةَ لها بالإخوان ومناهجهم وممارساتهم، وقد أعلن الإخوان ذلك مرارًا حتى أصبح أمرًا معلومًا لدى الكافة.
6- أن الاعتقالات والمحاكم الاستثنائية والعسكرية والطوارئ لن تُؤثِّر- بإذن الله- في الإخوان ومَن حولهم، وسنمضي في طريقنا ولن نلتفت إلى شيءٍ من هذه؛ لأن الله غايتنا، والله مولانا ولا مولى للظالمين.
7- إذا كان الصهاينة بسفنهم وأساطيلهم أبرياء فمن يكون المذنب والمجرم إذًا؟!! الصهاينة أبرياء من الدم الفلسطيني الذي يُراق صباح مساء, والإخوان مذنبون لأنهم يساعدون الفلسطينيين ويضمدون جراحهم؟!.
8- أن النظام ومؤسساته وأجهزته يخالفون الدستور بمخالفتهم للإرادة الحرة للشعب المصري الذي يكره الصهاينة ويكره أن تمر سفنهم من قناة السويس، ويخالفون القانون والدستور أيضًا لأنهم يستخدمون قانون الطوارئ ويحيلون المدنيين إلى المحاكم الاستثنائية وإلى المحاكم العسكرية, ولا يحترمون أحكام القضاء ويتحايلون عليها ولا ينفذونها.

ابو مصعب المصرى
20-07-2009, 05:12 PM
http://www.ikhwanonline.com/images/tools_03.gif (http://**********:void fnSave('بيان من قيادات الإخوان المعتقلين على ذمة قضية التنظيم الدولي'))http://www.ikhwanonline.com/images/tools_04.gif (http://**********:popUp('print.asp?ArtID=51752&SecID=211','570','550','1'))http://www.ikhwanonline.com/images/tools_05.gif (http://**********:popUp('Friend.asp?ArtID=51752&SecID=211','450','280','1'))

بيان من قيادات الإخوان المعتقلين على ذمة قضية التنظيم الدولي
]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/7/20/img1.jpg



الاتهامات الموجهة لنا عبثية ومكررة ودون دليل
أصدر قادةُ الإخوان المسلمين المحبوسون في سجن المرج على ذمة قضية التنظيم الدولي للإخوان بيانًا أكدوا فيه أنهم يشغلون وظائف مرموقة ما بين أستاذٍ جامعي وطبيب ومهندس ورجل أعمال وأعضاء مجالس نقابات ونوادي أعضاء هيئة التدريس، وأنهم فوجئوا فجر يوم الأحد 28 يونيو 2009م بمداهمة منازلهم، وترويع أسرهم، وانتهاك حرماتهم، بشكلٍ غير آدمي دون سندٍ من القانون، كما تمَّ اقتحام الشركات المملوكة لهم، والاستيلاء على محتوياتهم، وغلقها، وتشريد العاملين بها، ثم أعقب ذلك التحقيق معهم في نيابة أمن الدولة بحزمةٍ من التهم الباطلة، ثم أمرت بحبس جميع المعتقلين، دون مراعاةٍ لكبر السن أو الظروف الصحية الحرجة، أو الوضع العلمي والاجتماعي المميز للذين تمَّ اعتقالهم، وتزامن ذلك مع حملةٍ إعلاميةٍ شرسة تتبناها الصحف القومية بقصد التشويه والإساءة، دون أدنى دليل.
أكد بيان المعتقلين الإخوان أن القضية المسماة بـ"قضية التنظيم الدولي" تحتوي على العديد من المفارقات التي تؤكد عبثية الاتهامات، ومن بين هذه الاتهامات؛ الاتهام الخاص بتمويل الإرهاب، وغسيل الأموال، دون استناد إلى أي دليل أو وقائع بعينها سوى الكلام المرسل والأكاذيب الفجة التي امتلأت بها مذكرة تحريات مباحث أمن الدولة، كما أن الاتهامات تحوي التهم المكررة؛ مثل الانتماء لجماعة محظورة، والخروج على القانون وتعطيل الدستور، والاعتداء على الحريات الشخصية إلى آخر تلك الأسطوانة المشروخة، والذي أكد أن مباحث أمن الدولة دائمًا تكرر هذه الاتهامات ضد مئات الأشخاص في قضايا سابقة، وتم إخلاء سبيلهم.
وسخر البيان من الأحراز الخاصة بالقضية، وقال إن هذه الأحراز غاية في التفاهة، خاصةً أنها تضمُّ مبلغًا قدره أربعة آلاف جنيه في حقيبةٍ إلى جانب شيك محرر من أحد الإخوان لحساب شقيق له تُوفي منذ عشر سنوات، بالإضافةِ إلى عددٍ من الكتب التي يتم تداولها في الأسواق، ولها أرقام إيداع بدار الكتب.
وأشار البيان إلى ما سمَّاه أغرب الاتهامات التي وُجهت لقيادات الإخوان في قضية التنظيم الدولي والخاصة بقيام شخصيات من خارج مصر لا تربطهم بهم أية صلةٍ بجمع التبرعات لأهل غزة أثناء وبعد حرب غزة الأخيرة، وأكد البيان أنه رغم أن جمع التبرعات لمساعدة أهل غزة ليس محرمًا؛ فإنه تمَّ خارج مصر وأثناء وجود عددٍ كبيرٍ من الإخوان في السجون في هذه الفترة، وهو ما تمَّ إثباته لجهات التحقيق بالأدلة والمستندات.
وأشار البيان إلى أن مذكرة التحريات التي أعدتها مباحث أمن الدولة تمَّ إعدادها بالكامل، ومعظم المتهمين في القضية كانوا رهن الاعتقال، وهو ما يشير إلى التخبط والعبث، ولا يقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث إن محكمة جنايات القاهرة قد أفرجت عن عددٍ من الإخوان المتهمين بالاتهامات نفسها، وفي اليوم التالي مباشرةً تمَّ إعادة اعتقالهم مرةً أخرى، دون أن يخرجوا من السجن، وتمَّ عرضهم على النيابة على ذمة القضية نفسها التي حكمت المحكمة بإخلاء سبيل 12 من الإخوان المتهمين بهذه الاتهامات.
وتساءل الإخوان في بيانهم قائلين: إلى متى ستظل مباحث أمن الدولة تعتقلنا بتهم باطلة، وتلفق لنا الأكاذيب دون دليل؟ وإلى أي قانون تقوم جدوى الحصول على أحكام قضائية لا يتم تنفيذها؟ وما قيمة الأحكام بالإفراج وإخلاء السبيل إذا كان يعقبها اعتقال، وإعادة حبس، وإدراجنا في قضية تلو قضية، لا يعلم إلا الله متى تنتهي؟ ولمصلحة مَن يتم إغلاق شركاتنا، وتشريد العمال والموظفين، وتشتيت الأسر، وتعطيل الإنتاج في وقت تحتاج البلاد فيه إلى كل يدٍ تبني وتسهم في التعمير والتنمية؟!.

ابو مصعب المصرى
24-07-2009, 12:37 AM
التصريحات الأمريكية والقضية الفلسطينية
[16:03مكة المكرمة ] [22/07/2009]


بخصوص التصريحات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي وعن وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بشأن الأنظمة العربية، وعدم قدرتها على تطبيع شعوبها لقبول التعامل مع الصهاينة، في الوقت الذي تمارس فيه هذه الأنظمة، خاصةً في مصر كل أنواع الضغط ضد شعوبها، في إطار التوجهات والسياسات الصهيونية الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
ونحب أن نؤكد الآتي:
1- أن الكيان الصهيوني جسد غريب عنصري وعدواني- محتل لأرض العروبة والإسلام- وأوجده الأمريكان وحلفاؤهم منذ أكثر من ستين عامًا، وهو يمثل خطرًا داهمًا يهدِّد الأمن القومي العربي والمصري.
2- لم ولن يتمتع هذا الكيان بأي نوعٍ من الاستقرار أو القبول من الشعوب العربية والإسلامية، ولن تفلح- بإذن الله- كل المحاولات لتطبيع العلاقة مع هذا الكيان المغتصب.
3- أن الكراهية لدى الشعوب العربية والإسلامية تجاه الصهاينة والأمريكان- الذين يدعمونهم، ويعينوهم على الاحتلال والعدوان- بسبب ممارساتهم تمثل جزءًا أصيلاً من موقف الأمة، ومقاومتها للمشروع الصهيوني الأمريكي الإجرامي.

ابو مصعب المصرى
30-07-2009, 12:16 AM
(http://**********:void fnSave('حول الصفقة المزعومة والتآمر على قضية فلسطين'))

حول الصفقة المزعومة والتآمر على قضية فلسطين
[
أولاً: تردد في بعض وسائل الإعلام إمكانية وجود اتفاق (صفقة) بين الإخوان المسلمين والنظام، ونشرت جريدة الشروق المصرية في عدديها الصادرين يوم الأحد (26/7/2009م) والإثنين (27/7/2009م) في صدر صفحتها الأولى بعض التفاصيل والأقوال حول هذا الموضوع:


ونريد أن نؤكد الآتي:
1- الإخوان المسلمون هيئة إسلامية جامعة تتخذ الإسلام الشامل منهجًا في حركتها في المجتمع منذ أن ظهرت على يد مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا في الربع الأول من القرن الماضي.
2- منذ نشأة الجماعة وإعلانها عن غايتها ومبادئها التفَّ الشعبُ المصري حولها، وانتقلت المفاهيم الصحيحة للمنهج الإسلامي في إصلاح الفرد والأسرة والمجتمع والحكومة إلى الشعوب الإسلامية في دولٍ كثيرةٍ أخرى؛ الأمر الذي أقلق أعداء الإسلام من الصهاينة والأمريكان وأتباعهم من الأنظمة والحكومات في العالم العربي والإسلامي.
3- استمرَّت الجماعةُ في حركتها الإصلاحية المعتدلة طبقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، مستخدمةً في ذلك كل الوسائل الدستورية والقانونية وتحرص دائمًا على التعاون مع باقي أبناء الأمة، وتُعلن أن مسئوليةَ الإصلاح تقع على عاتق المجتمع، وأن الأمة هي مصدر السلطة، وهي القادرة- من خلال المنهج السلمي- على دفع النظام لالتزام الدستور والقانون، وتحقيق العدل وعدم الظلم ومقاومة كل أنواع الاضطهاد والظلم والحبس والاعتقال من قبل النظم والحكومات المتتالية في مصر وغيرها.
4- لقد جاهد الإخوان المسلمون المستعمرين في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية والعربية، وكانت ذروة سنام هذا الجهاد في فلسطين ضد عصابات الصهاينة واليهود الذين جاءوا من شتات الأرض لاغتصاب أرض العروبة والإسلام.
5- لم يساوم الإخوان المسلمون أحدًا طوال مسيرتهم، ولم يتراجعوا عنها، ولم يترددوا في السعي نحو أهدافهم لتحرير الأوطان من كل مستعمر أجنبي ولإصلاح المجتمعات والحكومات لتصبح إسلامية بحق، ولتسود قيم العدل والحرية والمساواة.
6- ليس في منهج الإخوان المسلمين ما يُسمَّى بالصفقات والمساومات على المبادئ والغايات، ولم يحدث قط أن قبل الإخوان شيئًا من هذا مهما كانت المواقف والتضحيات.
7- وبناءً على كل ذلك فإن ما جاء في وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية بشأن ما أسموه صفقة عار تمامًا من الصحة ولم يحدث منه شيء.
ثانيًا: آفاق غائمة ومؤامرات صهيونية في ملف القضية الفلسطينية:
إن حالة العجز والتراجع من قِبل الأنظمة العربية أمام الموجات المتتالية من زيارات المسئولين الأمريكيين وأمام المؤامرات الصهيونية الإجرامية يجب أن تواجه بحزم وتوحد لكل الفصائل الفلسطينية وإصرار على المقاومة؛ لأنها عنصر القوة الوحيد في أيدي الفلسطينيين لضمان حصولهم على حقوقهم وتحرير كامل الأرض الفلسطينية أرض العروبة والإسلام.
ولذلك فإننا نؤكد الآتي:
1- أرض فلسطين هي أرض العروبة والإسلام، ولن تُحرر بالمفاوضات، ولا باتباع الطريق الضال المضيع للوقت الذي يُسميه الصهاينة "محادثات السلام".
2- إن حلَّ الدولة الفلسطينية الواحدة المحررة التي يعيش فيها الفلسطينيون (مسلمون ومسيحيون ويهود) على أساس المواطنة هو الأجدر بالإعلان عنه والأولى بالاتباع مهما كانت وعورة الطريق، ومهما كانت التضحيات ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾ (النساء: من الآية 104).
3- على قيادات المقاومة الفلسطينية في حماس، وفي غيرها من باقي الفصائل التي تنتهج المقاومة ضد الصهاينة أن تَحذَر من زيف المساعي الأمريكية التي تفرض على الأنظمة العربية ما يريده الصهاينة بثمنٍ بخس هو استقرار كراسي حكمهم وتحقيق وضمان الأمن للعدو الصهيوني، وللأسف فإن كلَّ ما يطلبه مبعوثو البيت الأبيض من الحكام العرب هو الموافقة على ما يريده الصهاينة، والضغط على الشعوب العربية لمزيدٍ من التطبيع والقبول للصهاينة في المنطقة.

ابو مصعب المصرى
06-08-2009, 12:28 AM
راى الاخوان من الضغط على المقاومة والراى العام

تجري الآن محاولات متعددة من قِبل الصهاينة والإدارة الأمريكية بالتعاون مع الأنظمة العربية للضغط على المقاومة الفلسطينية، وعلى الشعوب العربية والإسلامية الداعمة لهذه المقاومة، وتسعى هذه الأطراف للضغط على الأنظمة العربية؛ كي تضغط على شعوبها للقبول بالتطبيع مع الصهاينة وقبول وجودهم بيننا، ويظهر ذلك واضحًا من خلال جولات مبعوث الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه ووزيرة خارجيته في المنطقة، وانعقاد مؤتمر فتح السادس، وتعيين رؤساء صحف ومجلات ينتمي بعضهم بكليته إلى مجموعة المطبعين مع الصهاينة "مجموعة كوبنهاجن"، وفي ظل هذه المحاولات الصهيونية فإننا نؤكد ما يلي:
1- ضرورة استمرار الوعي الشعبي بخطورة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستخدم الأنظمة العربية وإعلامها؛ لدفع الشعوب العربية والإسلامية إلى التسليم والاقتناع، ولو جزئيًّا أو مرحليًّا بالتعامل مع الصهاينة لتحقيق بعض الاستقرار لكيانهم المغتصب لأرض العروبة والإسلام، ويجب تعميق هذا الوعي للرفض الدائم لهذا الكيان الصهيوني ومشروعه ومؤيديه، والذين يسيرون في ركبه أو يركضون خلفه.
2- يجب على كل أبناء الوطن المخلصين التصدي لهذه الموجة المعادية للعروبة والإسلام، وخاصةً في شأنها الداخلي؛ مثل استغلال الصحف الرسمية صاحبة التاريخ الوطني أو الصحف الخاصة لبثِّ مثل هذه السموم الصهيونية، والتي تقف ضد رغبة أبناء الأمة والشعب المصري على وجه الخصوص.
3- الاستمرار وبكل قوةٍ وعزمٍ في دعم المقاومة ضد الصهاينة اليهود، وتعميق الكراهية لهم بسبب ممارساتهم الإجرامية والعدوانية وإراقتهم لدماء الفلسطينيين، ويجب أن يظهر ذلك في كل المجالات السياسية والشعبية والإغاثية، وليكن شعارنا: "انصروا المقاومة في فلسطين ينصركم ربكم على أعدائكم ويكشف عنكم ظلم الظالمين".
4- الإعلان وبصوتٍ مرتفعٍ أن مصرَ لا يمكن أن تدخل تحت مظلة الصهيونية الأمريكية لقتل المسلمين، ولا يمكن أن يقف الشعب المصري صامتًا إزاء العدوان على كرامته من قِبل أعدائه الصهاينة وسادة البيت الأبيض.

أبو جهاد المصري
09-08-2009, 05:11 PM
عند تأسيس الإمام البنا- رحمه الله- لجماعة الإخوان المسلمين عام 1928م كان واقع المرأة المسلمة يشهد تراجعًا ملحوظًا في ظل حياة الجهل والاستبداد من جهة، وبين دعوات تغريب المجتمع، ومحاولة القضاء على كل مظهر من مظاهر الحياة الإسلامية، واقتلاع قيمه من عقول أبنائه من جهةٍ أخرى.

فقد توارت شمس الحضارة الإسلامية، وتم القضاء على دولة الخلافة الإسلامية عام 1924م بعد أن ظلت رمزًا لوحدة المسلمين عبر قرونٍ طويلة، وقوة يهابها أعداؤها حتى وصلت في عهدها الأخير إلى حالةٍ من الترهل والشيخوخة، مما أغرى أعداؤها على النيل منها، واحتلالها ثم تقسيمها إلى دويلات صغيرة حتى لا تقوم لها قائمة مرة أخرى.

يقول المستشرق "جيب":
"المقصود من الجهود المبذولة لحمل العالم الإسلامي على الحضارة الغربية هو عدم وحدة الحضارة الإسلامية التي تقوم عليها وحدة المسلمين؛ لأن كل قطر سيتجه إلى اقتباس ما يلائم ظروفه من هذه الحضارة، وعند ذلك تتعدد أساليب الاقتباس بتعدد البيئات الإسلامية المختلفة، فتفقد الحضارة الإسلامية طابعها الموحد، بل لا يعود هناك شيء اسمه الحضارة الإسلامية؛ ثم يتساءل: المهم هل ستكون هناك ميول مشتركة بين الشعوب الإسلامية؟ وهل سيقوم إحساس بوحدة العمل ووحدة الهدف؟ أم أن الآراء الجديدة وحاجات الحياة الجديدة ستنجح آخر الأمر في تشتيت المجتمع الإسلامي وتحطيم وحدته.

من هنا نعرف لماذا قامت جماعة الإخوان المسلمين؟ ولماذا كانت دعوة الإمام البنا إلى الوحدة الإسلامية، ومقاومة الاحتلال من أهم أسباب قيام جماعة الإخوان المسلمين، كامتداد لحركة الإصلاح الإسلامي التي نادى بها جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، والشيخ رشيد رضا وغيرهم من زعماء البعث الإسلامي، مع تميز منهج الإمام البنا بشموله وعالميته، وبالتطبيق العملي لما يؤمن به في المجتمع وما يؤمن به هو الإسلام وقيمه ومبادئه.

فقد استفاد من تجارب من سبقوه من هولاء الزعماء، وجمع صفوة ما وصلوا إليه في منهج واحد (فالأفغاني كان يرى الإصلاح عن طريق الحكم، ويراه محمد عبده عن طريق التربية، وقد استطاع البنا أن يدمج بين الوسيلتين معًا، وأن يأخذ بهما، كما أنه وصل إلى ما لم يصلا إليه، وجمع صفوة المثقفين من الطبقات والثقافات المختلفة، إلى توجه موحد، وهدف محدد".

لم يكن أيضًا تفكيك الوحدة الإسلامية هو الهدف الوحيد من تغريب المجتمعات التي تدين بالإسلام، ولكن كراهية الحضارة الإسلامية، واعتبارها أهم عائق من عوائق الاستسلام لهيمنة القوى الاستعمارية، وكنتيجة للاختلاف الأيديولوجي بين الحضارتين، وقد صرَّح بهذه الكراهية العديد من مفكري الغرب وزعمائهم، ومنهم اللورد كرومر- المندوب السامي البريطاني- لمصر خلال فترة الاحتلال البريطاني مطلع القرن العشرين؛ حيث قال:

إن الإسلام بطبيعة تعاليمه عدو للحضارة الأوروبية، وأن المسلم غير المتخلق بأخلاق الأوروبيين لا يقوى على حكم مصر؛ لذلك سيكون المستقبل الوزاري للمصريين الذين تربوا تربية أوروبية، وتوصيف كرومر المدنية الأوروبية بالحضارة خطأ في الفهم، والمسلمون لا يرفضون من هذه المدنية إلا الثقافة كقيمة وسلوك اجتماعي، وهو ما يختلفون فيه عن هذه الثقافة.

وهؤلاء المتربون على موائد الغرب كرهوا الثقافة الإسلامية، وتحرروا من الكثير من قيم وسلوك الإسلام وآدابه، بل منهم من ربطها بالجهل والتخلف، وقد اعتبرهم العديد من زعماء الإصلاح الإسلامي والزعماء الوطنيين من الخونة الممالئين للاحتلال، فنرى الزعيم مصطفى كامل يعتبرهم خائنين للوطن، ودعا إلى مقاومتهم وفضح ألاعيبهم، فهو يعلم جيدًا أن أهم أهداف الاحتلال هو تغريب المجتمع الإسلامي، ليصبح كيانًا تابعًا للاستعمار في فكره وثقافته المناهضة لقيم وآداب المجتمعات الإسلامية، فغالبًا ما يتبع المقهور ثقافة الغالب، إما عن جهل أو إعجاب به.

والمرأة في خضم هذا الصراع الثقافي هي أصل وأساس في التغيير الاجتماعي المنشود، وهي حجر الزاوية لكل التيارات الإصلاحية في المجتمع، فمنها من ينادي بالأخذ بأساليب المدنية الأوروبية في فكرها، وثقافتها، وعاداتها، ومنطلقاتها بخيرها وشرها، ومنها من يدعو إلى الإصلاح بالقيم والآداب الإسلامية، وآخرون ينادون بالتوفيق بين الحضارتين و"بأن الإسلام هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الإصلاح، ولكنهم فسروا النصوص الدينية تفسيرًا يقبل معه كثيرًا من أساليب الحياة والتفكير الوافد من الغرب.

وكانت قضايا الحجاب والسفور والاختلاط، وعمل المرأة، ومحاولة تغيير بعض القوانين الخاصة بالأسرة من القضايا الأكثر جدلاً في المجتمع المصري آنذاك، أما قضية تعليم المرأة فقد كانت محل اتفاق بين جميع الإصلاحيين على السواء والاختلاف، عما يمكن أن تتعلمه المرأة؛ حيث كان التعليم في عهد الاحتلال يتجه إلى التغريب والتعليم الديني يُنظر إليه بالتخلف والاستهزاء.

ومما يؤكد ذلك مقولة المستشرق "جيب" بأن التعليم من أهم وسائل التغريب، وذلك في قوله:
"وقد رأينا المراحل التي مر بها طبع التعليم على الأسلوب الغربي في العالم الإسلامي، ومدى تأثيره على تفكير الزعماء المدنيين وقليل من المتدينين".

الإمام البنا وقضايا المرأة
جاء اهتمام الإمام البنا بالمرأة كأحد أهم أهداف الجماعة نحو بناء مجتمع ملتزم بالقيم الدينية، والأخلاقية، ولتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة وتنميتها، وفق المبادئ الإسلامية الصحيحة، بدءًا من إعداد المسلم في عقيدته وروحه وعقله، وخلقه، وجسمه، وعلمه، وعمله إلى إعداد البيت المسلم إعدادًا فاعلًا، ثم العمل على تربية المجتمع تربية شاملة، يسودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو في كل ذلك مؤمنًا بإعداد المرأة والرجل معًا على ذات المنهج للمشاركة في تنفيذ البرنامج الإصلاحي المنشود؛ ولذلك فقد نصت اللائحة الداخلية للنظام الأساسي للأخوات عام 1932 على مشاركة الأخوات في حدود ظروفهن وجهودهن في تحقيق البرنامج الإصلاحي الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين العامة.

وهذا ما يؤكد إيمان الإمام حسن البنا بأهمية دور المرأة كأخت للرجل لتحقيق مشروعه الإصلاحي، فقد وضح لديه دور المرأة في الإسلام، وما كان له من أثر بعيد في تكوين الرجال، وتحقيق المبادئ التي قامت عليها دولة الإسلام منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وها هي تُكلف من قبل الإمام البنا بهذه المهمة الكبرى، وهي مشاركة في إصلاح المجتمع.

فضلاً على ذلك فهو يؤمن بأهمية المرأة في الأسرة وأثرها البعيد على تربية النشء وبناء المجتمع فيقول:
"فهي نصف الشعب، بل هي النصف الذي يؤثر في حياته أبلغ الأثر؛ لأنها المدرسة التي تكون الأجيال وتصوغ الناشئة، وعلى الصورة التي يتلقاها الطفل من أمه يتوقف مصير الشعب، واتجاه الأمة، وهي بعد ذلك المؤثر الأول في حياة الرجال والشباب على السواء.

اهتم الإمام البنا بقضايا المرأة التي كانت تشغل مجتمعه آنذاك، وما زالت مثارًا للجدل إلى يومنا هذا، وكان له فيها مواقف وآراء، ومن هذه القضايا: الحقوق والواجبات بين الزوجين، مسألة القوامة في الأسرة، والتبرج والسفور والاختلاط بين الجنسين، أهمية دور المرأة في الأسرة ووظيفتها الأساسية كأم وزوجة، والآثار السلبية المنعكسة على الأسرة نتيجة إثارة قضايا الحجاب والسفور، وعمل المرأة، والاختلاط، وقضايا الطلاق، والتعدد، وغير ذلك من القضايا التي تؤثر على استقرار الأسرة والمجتمع.

ففي مجال الحقوق والواجبات يقول الإمام البنا:
إن المرأة شريكة للرجل في الحقوق والواجبات، واعتبرها الإسلام أختًا للرجل بحقوقها الشخصية كاملة، وبحقوقها المدنية كاملة، كذلك وبحقوقها السياسية كاملة، وعاملها على إنها إنسان كامل الإنسانية له حق يُشكر إذا أدى واجباته، ويجب أن تصل إليه حقوقه، والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة فياضة بالنصوص التي تؤكد على هذا المعنى وتوضيحه.

فهو يشير إلى الحقوق والواجبات التي أقرها الإسلام للمرأة في حياتها الزوجية والمدنية والسياسية، وحق المساواة في الإنسانية، ويؤكد على أن هذه الحقوق يجب أن تحصل عليها المرأة.

قضية القوامة:
ينطلق الإمام البنا في هذه القضية من خلال احترام الإسلام للتنوع البيولوجي للجنسين (وليس الذكر كالأنثى)، ولا يعني ذلك استعلاءً أو تكريمًا، وإنما يعني تنوع في الاختصاص والمهام، طالما تؤمن بأن هناك أمومة وأبوة، ولذلك فإن رؤيته لهذه القضية تنبع من ثلاث محددات:
الأول: الاختلاف بين الزوجين فطري:

فيقول: الرجل كائن والمرأة كائن، وللرجل مهمته، وللمرأة مهمتها، يقول تعالى في شأن تكوين الأسرة، وتنظيم شئونها﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾(البقرة:228)، فقرر أن الأسرة دولة بينهما، وأنها تتكون منهما، وإنما تكون القوامة للرجل ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ (النساء:34)، وذلك للاختلاف الفطري بينهما طالما نؤمن بأن هناك أمومة وأبوة.

الثاني: الاختلاف الفطري يترتب عليه اختلاف المهمتين، وفي نظم الحياة المتصلة بكل منهما "وذلك يعني في نظام الأسرة الطبيعية، والذي يقره الإسلام أن للمرأة مسئوليات زوجية وأمومة تشمل الحمل، والإنجاب، والإرضاع رعاية وتربية الأطفال، وأن للرجل دوره في الإنفاق على هذه الأسرة، وتولي شئونها، وتوفير حاجاتها المادية والاجتماعية.

الثالث: التجاذب الفطري بين الجنسين يؤسس لعلاقة زوجية متوازنة:
يقول الإمام البنا عن العلاقة الزوجية بأن أساسها التجاذب الفطري، وأن الغاية من هذه العلاقة لا تقوم على مجرد المتعة وحدها، ولكن على التعاون معًا للمحافظة على النوع، وتحمل متاعب الحياة، فضلاً عن التجاذب النفسي الذي يسمو بهذه العلاقة عن صور الاستمتاع البحت إلى صورة رائعة من العلاقة الروحية التي تُبنى على التعاون التام بين الزوجين كما في قوله تعالى: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكممودةً ورحمة﴾ (الروم:21).

قضايا الطلاق والتعدد:
وهي من القضايا التي كانت تهتم بها بعض الجهات التحررية في مصر لعمل تغيير في قوانين الأسرة، وعن ذلك يحدثنا الإمام فيقول: تقدمت الحكومة المصرية في الأربعينيات من القرن العشرين بمشروعات قوانين تحد من تعدد الزوجات، وتقيد حق الرجل في الطلاق، مما أثار بعض الشباب، واعتبروا ذلك تحريم لما أحله الله، وحمل الناس على نهج يزيد الأمر فسادًا على فساد، كما يتداوي شارب الخمر بالخمر، وكان رد الإمام البنا على ذلك منطلقًا من منهج الله (عز وجل) مراعيًا مصالح المجتمع وحقوق الزوجة، والإمام البنا في تناوله لهذه القضية انتهج العرض المنطقي للقضية، ملتزمًا بوضع حل لها كعادته في كل الأمور، فبدأ بتحديد القاعدة الشرعية لقضيتي تقييد حرية الطلاق، وتعدد الزوجات، وذكر أنهما ليسا محل خلاف في الإسلام.

ثم عرض للمشكلة وهي إساءة استخدام الأزواج هذه الحقوق، مما يترتب عليها ظلم وإساءة للمرأة، وبذلك يثبت أن هناك فرق بين الحق الشرعي، وبين طريقة استخدام هذا الحق، فالمشكلة ليست في التشريع الحنيف، ولكنها في سوء تطبيقه، وتلك هي مشكلة مجتمع يجهل آداب دينه "تسوده الفوضى الخلقية التي أدت بالأسرة إلى التحلل والاضطراب إلى درجة تصم السميع وتعمي البصير"، كما يقول الإمام البنا.

فحدد الإمام البنا أساس المشكلة هنا في أمرين:
1 - سوء استخدام الأزواج لحقوقهم الشرعية.
2 - الجهل والفوضى الخلقية والتحلل الخلقي.

ثم وضع الإمام البنا رؤيته للحل في البحث عن أسباب المشكلة، ووجد أن الأمر في حاجة إلى علاج جذري، كي يصبح الحل ناجعًا، ويكمن هذا الحل في التربية، وهو المنهج الذي التزمه الإمام البنا لتغيير المجتمعات الإسلامية.

حيث يبدأ مع تربية الفتيان والفتيات تربية إسلامية عفيفة طاهرة، ومصادرة الصحف والمجلات والروايات والمسارح والسينما..إلخ، التي تستغل في الناس أخس مشاعرهم، وأحط غرائزهم، ثم تشجيع الزواج، وإقناع الشباب بالغاية الصحيحة منه وإفهامهم بأنه شركة على احتمال أعباء الحياة، لا جنة محفوفة بالروح والريحان، مغمورة بالمشاعر الملتهبة، وتعريف كل من الزوجين حقه وواجبه في حدود قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ (البقرة:228)، فلا يكون بعد ذلك إلا إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، فالحل الذي وضعه الإمام البنا يتلخص فيما يأتي:
1 - التربية الإسلامية الصحيحة.
2 - مصادرة الإعلام الهابط.
3 - تشجيع الزواج ومعرفة أهدافه.
4 - بيان حقوق وواجبات كل من الزوجين.

التدخل الحكومي
وهو يرى أنه لا مانع من تدخل أولي الأمر أو الحكومة، باعتبارها المسئولة عن شئون الناس العامة لوضع حدٍّ لفوضى سوء استعمال الناس لهذه الحقوق بشرط أن يكون ذلك حمايةً للأوضاع الإسلامية، وبالكيفية التي رسمها الإسلام لاستخدام هذه الحقوق.

ويرى أن تدخل الحكومة إنما يكون لحماية شرط العدل، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾(النساء:3).

ولا مانع أيضًا من تدخل الحكومة لتجعل القاضي وسيطًا في الصلح، يندب حكمًا من أهله، وحكمًا من أهلها قبل الطلاق، كما يقول تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْأَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا﴾(النساء: 35).

ولكن أي حكومةٍ يمكنها تنفيذ ذلك؟ يقول: الحكومة التي تراعي في مشروعاتها للطالب الفكرة الإسلامية، وعدم مصادمة قواعد الشريعة الإسلامية، فلا يترتب على ذلك تحريم حلال أو تحليل حرام.

فضلاً على ذلك يدعو إلى التيقن من الدافع الحقيقي وراء ذلك، هل هو المصلحة العامة، أم شهوة بعض الأفراد؟.

قضية عمل المرأة ومشاركتها السياسية
كان للإمام البنا في هذا الموضوع رأي خاص، لم يعلنه كحكمٍ شرعي، ولكنه نظر إليه انطلاقًا من أحوال المجتمع المصري وواقعه، تحت الاحتلال الذي أدرك أنَّ من أهم أسباب وجوده هو تغيير هذه المجتمعات، واستئصال قيمها الأخلاقية والدينية، وكان قد تم عرض موضوع اشتغال المرأة بالمحاماة على مجلس النواب المصري، وإباحة حق الانتخاب للمرأة عام 1944م، وقد تمَّت موافقة المجلس على إباحة اشتغال المرأة بالمحاماة، ورفض حقها في الانتخاب في مجتمعٍ أغلبه يُعاني الأمية الثقافية والفكرية والدينية الصحيحة، وفي سياقٍ زمني مختلف.

يعلق الإمام البنا على هذا الموضوع في قوله:
"ولنا في هذه القضية نظرات هادئة نتوجه بها إلى المهتمين بهذه القضية، ويجب أن نكون جميعًا ممن يهتمون بها، فهي قضية الأخلاق، وقضية الأسرة، وقضية المدنية والعالم؛ فما نظنّ أن شيئًا جنى على الناس قديمًا، أو سيجني عليهم حديثًا، إلا سُوء فهمهم للأوضاع، وتحكم الهوى، ومخالفة التكوين الطبعي، الذي لا يمكن أن يتخلف عن سنةِ الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

فالإمام البنا يعرض رأيه في هذه القضية ليس انطلاقًا من حكمٍ شرعي، فحسب ولكن يهتم برصد الواقع، وتحليل أوجه قصوره، ثم يبحث عن أسباب العلل والفساد، فيعرضها تاركًا الحكم النهائي بالرفض، أو الاقتناع للمهتمين بهذا الأمر.

فهو يناقش هذه القضية من خلال عدة أمور:
الأول: هو مخاطبة العقل والمنطق؛ وذلك حين يضع قضيتي العمل بالمحاماة، وحق المرأة في الانتخاب في موضع مفاضلة، وبين قضايا إنسانية كبرى ترتبط بمصير أمة وحضارة إنسانية، وهي قضية الأخلاق وقضية الأسرة، وقضية الأمة؛ فالمرأة ركيزة أساسية في هذه القضايا الكبرى، ومراعاة هذه القضايا الثلاث هو أساس لصناعة حضارة إنسانية من جانب ونجاح للمرأة في القضايا الأقل أهميةً من جانب آخر.

فالحضارة لا تنهض في أمةٍ متدنيةٍ أخلاقيًّا تغفل قيمها، وتتبرأ منها، ولا تقوم على أُسرٍ متهالكة ضعيفة الوشائج ممزقة العلاقات، ولا تتفوق بأمة لا تعي أهدافها، أو تربط مصيرها بغيرها من الأمم، ولا فائدة مرجوة من محامية يقف دورها عند حدِّ الوظيفة، أو حدِّ تفوقها الشخصي ما لم يرتبط ذلك برسالةٍ تؤديها في أسرتها أو في سبيل عزة أمتها، ولا أهمية لناخبة أمية، أو متعلمة جاهلة بأهدافها في الحياة، فهي في الحالين لا تستطيع إحسان اختيار مَن يمثلها في المجالس النيابية.

وكذلك الأمر بالنسبة للرجال، فهم كما يقول الإمام البنا: "إن أكثر من 60% من الرجال لا يهتمون بحق الانتخاب، ولا يعرفون كيف ينتفعون أو يضعونه في موضعه، فضلاً على أن عدد المقيدين في الجداول وعدد المنتخبين بالفعل يشير إلى ضعف المشاركة السياسية للرجال، فيجب الاهتمام بتربية هؤلاء الرجال تربيةً وطنيةً، تغرس المعاني السياسية العليا في نفوسهم وأرواحهم".

فالإمام البنا يدرك جيدًا أن الهدف من إثارة مثل هذه القضايا حينذاك، هو إلهاء المرأة وشغلها عن دورها الأساسي الفاعل في الأسرةِ كأم، ومربية نشء لها قدرات خاصة تتميز بها عن الرجال في هذا المقام.

ولا يقوم مقامها فيه أي من الرجال، وليس من عاقلٍ يرى أن الهدف الأول والأساسي والوحيد للمرأة في الحياة أن تكون محامية، أو طبيبة.. أو أن دورها ينحصر في الكدِّ والسعي من أجل لقمة العيش دون حاجةٍ إلى ذلك، أو حاجة المجتمع، فتشارك الرجل في ذلك؛ ولكن مَن يشاركها في الحمل والوضع والإرضاع؟ والمجتمع غافل عن توفير أدنى ضمانات الرعاية والأماكن لها ولأولادها.

وفي حياة المرأة دور أهم ودور أقل أهمية، وأن نجاحها في الدور الأهم هو أساس بناء الأمة؛ لأنه يتعلق ببناء الإنسان ذاته، وحين ترى أن عملها أكثر أهميةً فعليها ألا تنجب.

ويأتي حذر الإمام البنا من انشغال المرأة بمثل هذه القضايا، وفي سياقٍ زمني متقدم لم تكن المرأة على قدرٍ كبيرٍ من الوعي الديني الصحيح، كي تكون على وعي بالمحاذير الشرعية في الاختلاط والسفور في ظل سيادة الفكر التغريبي للمجتمع، مما سينعكس سلبًا على حياة المرأة، ومستقبل الحياة الزوجية والأسرة بوجهٍ عام.

من هذا المنطلق جاء حذر الإمام البنا، فالقضية الأهم لديه هي قضية الأخلاق والأسرة والمدنية.

الأمر الثاني: إثباته لعدم مصداقية هذه الدعاوى، وأنها زائفة وصدى لدعاوى التغريب، ويرى أن أصحاب هذه الدعاوى غير مخلصين في دعواهم في الحرص على إنصاف المرأة والسمو بمنزلتها في المجتمع، ولكن أهوائهم غلبت على نفوسهم، والدليل على ذلك أنهم أرادوا للمرأة أن تشتغل بالمحاماة، وهم بالأمس القريب فكروا في التشدد في شروط قبول الشباب في جدول المحامين، وصار كثير منهم لا يجد عملاً حتى زاحموا الكتبة العموميين على أبواب المحاكم.

ثم يقدم حلاًّ طريفًا لمشكلة المحامين والمحاميات فيقول: "أفما كان الأولى والأجدر أن يقرر مجلس النواب المصري إلزام المحاميات بأن يتزوجن محامين، فيضرب العصفورين بحجر واحد، ويفرج أزمتين، أزمة المحاماة وأزمة الزواج معًا بقرار واحد، ويضع بذلك أساسًا سليمًا قوي الدعائم للتعاون لا للتزاحم".

لم تكن رؤية الإمام البنا لعمل المرأة شاذة عن سياقها التاريخي، وهو عام 1944م، وظروف مجتمع يعاني الأمية والاحتلال، وما أشاعه من فوضى خلقية، وصفها في قوله: "لا أظن اثنين يختلفان في أن الإسلام الحنيف يحرم تحريمًا قاطعًا، هذه الفوضى الخلقية والإباحية السائدة التي تتجلى في مجتمعاتنا وأحفالنا، والصور التي تنشرها جرائدنا ومجلاتنا، ومهما قيل عن أن كشف الوجه والكفين يجيزه الإسلام، فليس في الدنيا كلها مسلم واحد يقول إن الإسلام يبيح هذا الكشف الفاضح عن مواضع الزينة، ويسيغ هذه الأزياء المتهالكة التي تشف وتصف معًا، وليس في الدنيا كلها مسلم واحد يقول بجواز خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه من غير أن يكون معهما محرم.

هذا الوضع لا يقره الإسلام بحالٍ ولا يقر ما يؤدي إليه، فكل عمل أو تصرف يكون من شأنه اختلاط المرأة بالأجانب عنها يحرمه الإسلام ولا يرضاه.

وما كان الاقتراح الذي قدَّمه بشأن حلِّ مشكلة المحامين والمحاميات إلا محل نظر واعتبار، فهو يعرض موقفًا مشابهًا عن وضع المرأة في ألمانيا وعملها، ومشكلة بطالة الشباب؛ حيث إن القانون الألماني آنذاك كان يحظر على المرأة المتزوجة أن تعمل خارج المنزل، ولهذا فقد أعلنت شركة دخان كبرى مكافأة لكل فتاة تجد عريسًا قبل انتهاء السنة الحالية، بأن تحصل على مكافأةٍ قدرها ستمائة مارك، وهي تأمل بذلك أن تزيد الإقبال على الزواج، وتخفض- جهد المستطاع- عدد العاملات في مصالحها، وتقول هذه الشركة: إن كل وظيفة تخلو بسبب زواج الفتيات تستخدم فيها رجالاً للتخفيف من وطأةِ البطالة.

وقد صدق رأي الإمام البنا أنَّ هذه الدعاوى زائفة، وأن هناك أهدافًا أخرى لا تقف عند حد مشاركة المرأة في العمل فحسب، ولكي يتضح الآن الهدف الحقيقي لذلك؛ وهو تحرير المرأة المزعوم من أعباء الحياة الزوجية وقوامة الزوج على الأسرة، المستهدف هو تغيير نظام الأسرة، كما هو واقع في الغرب من خلال التعدي على قوانين الأسرة في الشريعة الإسلامية، وإحلال قوانين مدنية بعيدة عن الشريعة الإسلامية، ولكنها تُعبِّر عن جوهر الحضارة الغربية التي أدَّت إلى تحلل نظام الأسرة، وتربى الأطفال في الملاجئ ودور الرعاية البديلة.

المنهج التطبيقي للإمام البنا مع المرأة في الواقع العملي وينقسم إلى: مجال العمل العام ومجال أسرته

أبو جهاد المصري
09-08-2009, 05:13 PM
اولا في مجال العمل العام:
اهتم الإمام البنا منذ بداية دعوته بمشاركة المرأة في العمل على تحقيق البرنامج الإصلاحي للإخوان المسلمين، كما نصَّت على ذلك اللائحة الداخلية للنظام الأساسي للأخوات المسلمات.

وكان من الضروري قيام الأخوات بهذه المهمة الخطيرة من الإعداد والتربية الصحيحة من خلال برامج تربوية، تستهدف بناء العقيدة الصحيحة، وتنمية عقولهن، وتقويم سلوكهن، وتزويدهن بالعلوم العصرية المختلفة مع الاهتمام ببناء القوة البدنية والروحية معًا، كمنظومةٍ كاملةٍ نحو بناء الفرد المسلم القادر على تولي المسئوليات، وتحمل الأعباء.

ولتحقيق هذه الأهداف قام الإمام البنا منذ بداية دعوته ببناء مدرسة مع أول مسجد للإخوان عام 1928م الموافق 17 من رمضان 1348هـ، سميت هذه المدرسة بمدرسة "أمهات المؤمنين"، وقد جمعت الدراسة في هذه المدرسة بين آداب الإسلام، وبين العلوم النظرية والعملية التي تقتضيها ظرف العصر آنذاك، وكان إنشاء مثل هذه المدرسة في وقت سادت فيه الأمية، وخاصةً بين النساء، وتعذر وجود مثل هذا النوع من المدارس الذي يجمع بين العلوم الدينية والمدنية، وقد كان التعليم في معظمه مدنيًّا يجري على الأسلوب الغربي والمبادئ الغربية والتفكير الغربي.

ثم أنشأ الإمام البنا بعد ذلك قسمًا للأخوات المسلمات يتألف من نساء الإخوان وبناتهن وقريباتهن، أطلق عليه بعد ذلك اسم "فرقة الأخوات المسلمات"، وبأسلوبٍ علمي ممنهج وضع الإمام البنا لفرقة الأخوات المسلمات لائحة تنظم العمل، وحدد لها أهدافها ووسائلها، ونظامها الداخلي، وكان الغرض من تكوين هذه الفرقة: التمسك بالآداب الإسلامية والدعوة إلى الفضيلة، وبيان أضرار الخرافات الشائعة بين المسلمات، أي الالتزام بالإسلام الصحيح، وتنقيته من العادات والتقاليد الفاسدة.

وكان يرأس هذه الفرقة المرشد العام لجمعيات الإخوان المسلمين، وجميع أعضائها إخوان في المبدأ، وتوزيع الأعمال.

بعد انتقال إدارة الإخوان إلى القاهرة، تكونت فرقة للأخوات المسلمات عام 1352هـ- 1932م.

وفي أول خطاب من رئيسة الفرقة السيدة لبيبة أحمد إلى الأخوات المسلمات بينت لهن الحالة المتردية التي كان يعيشها المجتمع المصري آنذاك قائلة لهن: بأن الأمة في تدهور خلقي، وخلل اجتماعي، بدأت أعراضه في كل مظاهر الحياة في المنزل، وفي الشارع، وفي المصنع، وفي المتجر، وفي كل بيئة، وفي كل وسط، وأن أساس إصلاح الأمة إصلاح الأسرة، وأول إصلاح الأسرة إصلاح الفتاة؛ لأن المرأة أستاذ العالم، ولأن المرأة التي تهز المهد بيمينها، تهز العالم بيسراها، ووجهت المرأة إلى العناية بإصلاح الأمة من خلال تعاليم الإسلام وأحكامه.

وقد أدرك الإمام البنا أهمية تربية كوادر وقيادات نسائية كطليعة لسيدات ملتزمات بقيم الإسلام يستطعن توجيه المجتمع، وإصلاح حال المرأة، ومن هذا المنطلق اهتم بتربية الأخوات، وتربية قيادات منهن؛ فكان يعطي لستة منهن درسًا أسبوعيًا خاصًا يتناول فيه العديد من الأمور التربوية والعقائدية والمواقف العامة، كما سعى إلى تكوين كوادر نسائية تكون كطليعة قيادية في مجتمع المرأة المسلمة، وتمثيل الإسلام في المحافل المختلفة وبصورة راقية، فقد جمع الأخوات الجامعيات والمثقفات، وكان عددهن آنذاك مائة وعشرين أختًا ليلقي عليهن درسًا أسبوعيًا لمدة عام كامل بدأه بالعقيدة، ثم تلاه بالعديد من أمور الدين والدنيا.

والبرنامج التربوي للإخوان المسلمين يهتم بالمرأة اهتمامه بالرجل، وبنفس القدر، كما يصرح بذلك الإمام البنا في قوله: "نريد الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته وفي خلقه وعاطفته، ونريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته، وفي خلقه، وفي عاطفته، وفي عمله وتصرفه، ونحن لهذا نعنى بالمرأة عنايتنا بالرجل، ونعنى بالطفولة عنايتنا بالشباب، وهذا هو تكويننا الأسري.

وقد اعتمد منهج التربية للأخوات على التربية الروحية والثقافية؛ فشملت القرآن الكريم، العقائد، السنة المطهرة، وتراجم للرائدات الصحابيات في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتاريخ الإسلامي، وتزكية النفس وفقه الدعوة، والفكر الإسلامي والعلوم الحديثة، فضلاً على الاهتمام بشئون البيت والأسرة، وتعلم كيفية ضبطها بسلوك الإسلام وآدابه، وكيفية العمل على بناء علاقات أسرية ناجحة، ومحاولة إيجاد برامج لإصلاح حال الأسرة، وحل مشكلاتها، وتقديم نماذج صالحة من الأخوات والشباب والأمهات والآباء إلى المجتمع.

أهم أهداف البرنامج التربوي للأخوات:
1- بعث الروح الدينية، والتعاليم الإسلامية الكفيلة بتكوين شخصيات نسائية مهذبة تستطيع تحقيق البرنامج الإصلاحي للإخوان المسلمين.
2- التعريف بالفضائل والآداب الزكية للنفس والموجهة للخير والكمال.
3- الإرشاد إلى طرق التربية الصحيحة النافعة التي تضمن لأبنائهن النمو الجسمي، والعقلي، وتجنبهم الإسراف الصحي والنقص العقلي.
4- العمل على صبغ البيت بالصبغة الإسلامية، وبث تعاليم القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وسيرة أمهات المؤمنين، وفضليات النساء.
5- محاربة البدع، والخرافات، والأباطيل، والترهات، والأفكار الخاطئة، والعادات السيئة التي تنتشر وتروج بين النساء.
6- نشر الثقافة والمعارف التي توسع مداركهن من الثقافات الحديثة.
7- الاهتمام بالشئون المنزلية، وقيام الأسرة على أساس إسلامي صحيح.
8- المشاركة في المشروعات الاجتماعية النافعة بما يتناسب مع ظروفهن وجهودهن ومن ذلك: المستوصفات، دور الطفولة، رعاية اليتامى، أندية الصبيان، المدارس، تنظيم مساعدة الأسر الفقيرة، ووضع لائحة لكل مشروع وهيئة إدارية تشرف عليها طبقًا لأحكام القانون رقم 49 لسنة 1945م، وتسجل وزارة الشئون الاجتماعية.
9- المعاونة في حدود ظروفهن بجهودهن في تحقيق البرنامج الإصلاحي الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين العامة.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، وبعد أعداد متكامل لمن يقوم بهذه الأنشطة، ثم وضع هيئة تأسيسية تتألف من الأخوات العاملات بالقاهرة والأقاليم إلى تاريخ 1951م، وعددهن خمسون.

أنشطة الأخوات في المجال العام:
تنوعت مجالات الأنشطة التي تقوم بها المرأة في جماعة الإخوان المسلمين في عهد الإمام البنا، لتشمل النشاط الدعوي والاجتماعي، فضلاً على مواقفهن السياسية ودورهن في فترات المحن، وغياب الأزواج في غياهب السجون والمعتقدات، بدءًا من قضيتي السيارة الجيب عام 1948م، مرورًا بصدور قرار حل جماعة الإخوان المسلمين ثم العهد الناصري فيما بعد.

أثناء محنة 1948م، قام قسم الأخوات بتشكيل لجنتين للقيام بدورهن خلال هذه المحنة، أولهما: إعداد الطعام، والملابس، والأدوية للإخوان بالسجون، وغسل الملابس وتنظيفها، واللجنة الثانية مهمتها زيارة أسر الإخوان المسجونين بصفة مستمرة، ودعمهم ماديًّا وأدبيًّا، وخاصة الفقراء منهم، وتقديم الشكاوى، والاحتجاجات إلى الجهات المسئولة.

كما تم إنشاء مدرسة اليتيمات عام 1946م، وتسمى "دار التربية الإسلامية للفتاة"، وكانت مديرتها آنذاك السيدة فاطمة عبد الهادي، ورئيس مجلس إدارتها السيدة آمال عشماوي.

امتد نشاط الأخوات إلى إقامة وتنظيم معارض خيرية سنوية داخل وخارج مصر، ومن ذلك قيام الأخت سعاد الجيار عام 1948م، بفتح اكتتاب عام لإنشاء مقبرة خاصة بالمسلمين في أمريكا، وإنشاء مدرسة لتعليم الأطفال اللغة العربية والدين الإسلامي.

وعن مثل هذه الأنشطة تتحدث إحدى السيدات، وهي السيدة فاطمة عبد الهادي- زوجة الشهيد يوسف هواش، فتقول: انتدبني العشماوي باشا من وزارة التربية والتعليم لأكون مسئولة مدرسة التربية الإسلامية للفتيات بالمنيا، والمشغل التابع لها، وبحمد الله كان لنا نشاط واضح، ومؤثر بين الطبقات الراقية، فكانت الأخت آمال عشماوي تحضر أسر البشاوات، ليحيكوا ملابسهن لدينا في المشغل، وتقيم حفلات في نادي الجزيرة، ومعارض خيرية سنوية، تشمل المشغولات اليدوية والملابس، ومستحضرات التجميل، المخللات وغيرها، وكانت تلقى إقبالاً كبيرًا بفضل الله.

وبعد استشهاد الإمام البنا بعدة أعوام، تم افتتاح مستوصف بإمبابة عام 1954م، امتدادًا للدور الذي قام به الأخوات في عهد الإمام البنا، واقتصر العمل فيه على المتطوعين من الإخوان وغيرهم، وكان غير قاصر على السيدات وحدهن، ولكن كان هناك أطباء من بينهم الدكتور أحمد الملط (رحمه الله) الذي كان المؤسس الأول للجمعية الطبية الإسلامية في ثمانينيات القرن العشرين.

مواجهة التنصير
وقفت بعض الأخوات في وجه الإرساليات التبشيرية الأجنبية في مصر، فكن يطرقن أبواب الموسرين قائلات لهن: إن الإرساليات التبشيرية الأجنبية ترسل الحلوى والهدايا لتشتري بها العقيدة، وأنتم مسئولون أمام الله، فقوموا الآن بواجبكم، وتعالوا معي نزور هذه الأحياء، ولتلقوا إلى أهلها بالهدايا، وببعض ما للناس عندكم من حق معلوم، وبذلك قطعن خط الرجعة على المبشرات اللائي ولين الأدبار.

كما كانت الأخوات قد قسمن أنفسهن في فرق ولجان، فلجنة في كل شعبة من شعبهن للتعرف على سيدات الحي، وبث الدعوة الصحية والاجتماعية والدينية بينهن، سيما الطبقة العامة، فتذهب الأخوات ومعهن الحلوى والهدايا والعقاقير الصحية يطرقن أبواب المنازل، ويجلسن إلى الأطفال ويرشدن الأمهات، حتى إذا ما عدن إلى دار الشعبة قدمن تقريرًا عن حالة الأسرة، وإن كانت الناحية الخلقية في حاجة إلى إرشاد قام بذلك قسم الإرشاد، وإن كانت في حاجة إلى معونة مالية أو كان رب الأسرة متعطلاً، كان كل ذلك موضع الدراسة، وكذلك شأن قسم زيارة المستشفيات، وتقديم الهدايا للفقيرات المريضات، وقسم لإرشاد سيدات الطبقة العامة في الباحثات عن الوقار اللازم لاحترام الموتى، والإقلاع عن العادات الذميمة التي ليست من الدين، ثم مدارس الجمعة للفتيات الصغيرات، وقد أصبح عدد وفير من مثقفات المدينة من طبيبات ومعلمات وناظرات، يتابعن بعطف وتقدير هذه الأنشطة.

ثانيا في مجال العمل السياسي:
كان لقسم الأخوات مواقف صلبة وحاسمة، بل وشجاعة رائدة بالنسبة لهذه الفترة من تاريخ مصر، فقد وقفن في وجه الاحتلال الإنجليزي وأعوانه، فقد قامت الأخوات المسلمات عام 1946م، بتقديم احتجاج إلى المندوب السامي البريطاني بالقاهرة على اعتداء جنوده على المصريين الآمنين.

وقد قمن بأدوار جريئة أيضًا في مواجهة السلطات المصرية آنذاك، فبعد قرار حل جماعة الإخوان المسلمين سلم الإمام البنا مجموعة من الأخوات مذكرة تفند خطأ مبررات الحل، وطفن بها على مكاتب الوزراء ومجلس النواب والشيوخ، والقصر الملكي، ورئاسة الوزراء.

ولا ننسى ما قامت به الحاجة زينب الغزالي في مجال دعوة الإخوان المسلمين؛ حيث بايعت الإمام حسن البنا سنة 1948م، وقدمت عطاءها في مجال الدعوة إلى ما يزيد على نصف قرن من الزمان، وكان لها دور كبير في مجال النضال السياسي في عهد الملك وعند عبد الناصر والسادات ومبارك.

ومن متابعة مسيرة عمل الأخوات المسلمات وفق منهج الإمام البنا، ووضع البرامج العملية لتفعيل دور المرأة في العمل العام والاجتماعي والاستفادة من قدرات المثقفات والجامعيات والعاملات في حقل التدريس والطب، وغير ذلك من الأعمال ما يؤكد أولاً بأنه لم ينكر على سيدات الجماعة امتهانهن لمهنة شريفة في المجتمع في ضوء مراعاة الضوابط الإسلامية.

ثانيًا: إيمانه بدور المرأة في العمل العام والاجتماعي لم يكن مجرد تصريحات أو آراء مطروحة، ولكنه لجأ للتطبيق العملي لما يؤمن به، من قيم ومبادئ الإسلام التي كانت حية نابضة في شرايينه، وواقعًا عمليًّا في سلوكه؛ حيث ترجمها إلى منهج قابل للتطبيق غير الكثير من واقع المرأة المسلمة.

الإمام البنا وأسرته
التزم الإمام البنا بأدبيات الإسلام في بيته سلوكًا ومنهجًا، فكان ابنًا بارًا، وزوجًا مخلصًا محبًّا لزوجته، ووالدًا حانيًا عطوفًا على إخوته وأبنائه، مهذبًا في سلوكه، مربيًا نصوحًا واصلاً لرحمه ورحم زوجته.

وكان للمرأة في بيت الإمام المؤسس الاحترام، والتقدير، والرعاية، فالمرأة تمثل له الأم والأخت والزوجة والابنة والخادمة، التزم معهن جميعًا بأدب الإسلام وقيمه وفضائله، واهتم بأسرته اهتمامًا بالغًا، فجعلها من القلب والوجدان قرة عينه، وحمل مسئولياتها بشرف ورجولة "فقد شارك أسرته كل همومها، وتحمل النصيب الأوفى من مسئولياتها، وخفف عن والده عبء تربية أشقائه، والإنفاق عليهم، فكان في سلوكه مع أسرته ينطلق من دوافع رب الأسرة وليس مجرد فرد فيها".

علاقته بأمه:
كان الإمام البنا وثيق الصلة بأسرته بارًا بوالديه ومحبًّا لهما يتأدب معهما بأدب الإسلام، فهو عطوف مقر معترف بصنيعهما لا يناديهما إلا بما يوقرهما، ويدل على هيبته وإجلاله لهما، ففي خطاباته إليهما نراه يردد عبارات سيدي الوالد، سيدتي الوالدة، ومن خطاباته التي تدل على مدى حبه لأمه في خطاب يقول فيه عن أمه: "والله إني لأقضي الساعات الطوال في ألم لتألم والدتي، وفي تفكير كيف أرضيها وكيف أسعدها، وكيف أجعلها هانئة مغتبطة، فهل يوفقني الله إلى هذه الأمنية؟ خطر لي أن أزوركم كل شهر مرة لا لشيء إلا لأراكم وأشرف بتقبيل يديكم ويدي والدتي، وأحظى بدعوة صالحة من دعواتكم، وعسى أن يكون هذا مرضيًا لوالدتي بعض الرضا.

فالإمام البنا الذي تأدب بأدب الإسلام، ونشأْ في ظل منهجه يدرك تمام الإدراك نعمة بر الوالدين، والإحسان إليهما، ويدرك أيضًا أن الأم لها ثلاثة أرباع البر عن الأب، ولذا فهو معني بإرضائها وتقبيل يديها، والتفكير في كيفية إرضائها وإسعادها، ويجعل من ذلك أمنية له فيتساءل: هل يوفقني الله إلى هذه الأمنية؟

الإمام البنا مع زوجته:
اقترن الإمام البنا بفتاة اختارتها له والدته، أهم مؤهلاتها حسن دينها؛ حيث سمعتها والدته وهي تصلي وتقرأ القرآن بصوت خاشع، فرحب الإمام البنا بهذا الاختيار، واقترن بها، ويقول عن ذلك: "كأنما أراد الله أن يخفف عن نفسي وقع هذه الفتن، فأتاح لي فرصة الزواج، وتم الأمر في سهولة ويسر وبساطة غريبة، خطوبة في غرة رمضان تقريبًا، فعقد في المسجد ليلة السابع والعشرين منه، فزفاف في العاشر من ذي القعدة بعده وقضي الأمر والحمد لله".

وهكذا نرى أن الإمام البنا كان زواجه نموذجًا للزواج الذي يفضله الإسلام، ليكون مثلاً ونموذجًا يقتدى؛ حيث سارع في الزواج طلبًا للعفة والإحصان، والزواج في سهولة ويسر وبساطة، فلا تعقيدات ولا شروط مسبقة، أو مؤجلة، والفتاة ذات دين، والعقد تم في المسجد، والزفاف بعد مدة قصيرة من العقد، لا تتجاوز الشهر، وهكذا بدأ الإمام المؤسس تأسيس أركان أسرته وأولى لبناتها، فقد كان للأسرة اهتمام كبير في مشروعه باعتبارها الركيزةَ الأساسيةَ التي إن صلحت صلح المجتمع، ورسخ بنيانه وصمد في مواجهة ما يتعرض له من تحديات، وفي القلب من الأسرة الأم التي هي بمثابة الشجرة الطيبة، التي تمد بقيم الحب والحنان، والثمرات الصالحة.

وكان حرص الإمام البنا على اختيار الزوجة الصالحة المتدينة هو أول تطبيق عملي لما يؤمن به، فهي كما يقول: "نصف الشعب، بل هي النصف الذي يؤثر في حياته..".

كان الإمام المؤسس (رحمه الله) إنسانًا ناجحًا في حياته الأسرية والعملية، وقد كان يقول: إذا وجد الرجل المؤمن وجدت معه عوامل النجاح، ولذا فقد كان لإيمانه القوي بالله، والتزامه بمنهجه وسلوكه مخلصًا لدعوته، عاكفًا على تأسيس مشروعه لنهضة الأمة، كما كان أيضًا إنسانًا ناجحًا في بيته وأسرته واصلاً لأرحامه وأصهاره أيضًا:

يقول أحمد سيف الإسلام عن والده الإمام البنا: "حرص (رضي الله عنه) أن يعرف أقارب زوجته فردًا فردًا، وكل ما يرتبط بها بصلة رحم، وأحصاهم عدًا وزارهم ووصلهم جميعًا.

ومن هنا ندرك كيف يمكن للعلاقات الإنسانية أن تتوطد ووشائج الأرحام أن تتلاحم، وصلات الأبناء بالأرحام كيف تؤسس من خلال علاقات زوجية ناجحة، وممارسة عملية من الآباء مع الأرحام أمام أبنائهم.

تميز الإمام البنا بسمات جعلته زوجًا ناجحًا محبوبًا في أهله، ومن ذلك أنه "كان مع زوجته هادئ الطبع، واسع الصدر، هينًا لينًا، لم يرتفع له صوت على أحد في البيت، لأي سبب من الأسباب، يعاون زوجته في بعض أعباء البيت رغم انشغاله بأعباء الدعوة، كان دقيقًا في تصرفاته، منظمًا لشئونه، نافعًا لبيته، حرص على أن يكتب مذكرةً صغيرةً بكل احتياجات البيت الوقتية، حتى يحضرها بنفسه، أو يكلف من يحضرها، على علم بكل شيء يخص المنزل حتى موعد تخزين الأشياء كالسمن والبصل والثوم.

بمثل هذا الخلق الرفيع مع زوجته، كان رحمه الله نموذجًا للزوج الصالح الناجح، يتمثل الإسلام في قيمه ومبادئه، ويلتزم بسلوك رسوله الكريم مع أهل بيته، وكان عليه الصلاة والسلام هاشًا باشًا وفي مهنة أهله.

الإمام المؤسس مع أبنائه:
أن أهم ما يميز الإمام البنا في علاقته بأبنائه هو الالتزام التربوي العملي، وفي قدرته على بناء الشخصية السوية، التي تؤسس على الإيمان بالله ومراقبته، والاحترام، وتحري الصدق والأمانة، والحب واللين، فقد كانت هذه القيم جانب أصيل في منهجه التربوي الذي التزمه في داخل أسرته وخارجها.

تحكي سناء البنا عن والدها فتقول:
"كنا لا نحس فيه الغلظة، يغمرنا بالمودة والرحمة والعطف، ينادينا بأحب الأسماء إلينا، يدخل البيت يطمئن على غطاء كل الأبناء، يتناول عَشَاءه المعد له سلفًا على المائدة دون إيقاظ الوالدة، أو أحد من أهل البيت".

ومن هنا ندرك كيف كان يملك القدرة الفائقة في التأثير على سلوك الأبناء نتيجة لهذا الخلق الطيب معهم كمعلم وقدوة، ووالد حنون، فالتوجيه بالحب والالتزام والقدوة من أهم سمات المربي الصالح.

يقول عنه ابنه أحمد سيف الاسلام: أنه كان عطوفًا إلى أقصى درجة، يراعي مشاعر الطفولة في أبنائه بشكل كبير، وكان لديه القدرة على جعلنا نطيعه دون حاجة إلى أمره.

ومع التزامه التربية الصحيحة مع أولاده، فقد عني أيضًا بتعليم إخوته وأبنائه، يستوي في ذلك ابنه سيف مع إخوته البنات، وفي خطاب وجهه إلى والده دليل واضح على اهتمامه بتعليم أخته فاطمة فيقول: "أما فاطمة فأنا أوصيها كلما سنحت الفرصة الوصايا التهذيبية، وسأشرع معها في القراءة والكتابة بحول الله وقوته.

ولا يخفى علينا مكانة بناته العلمية اليوم، فقد اهتم بتعليمهن، وحصلت ثلاث منهن على الدكتوراة في الطب، وفي التجارة، وفي الاقتصاد المنزلي، وذلك لأنهن نشأن في بيت علم ودين، فكلما كان والدهم (رحمه الله) يؤمن بأهمية دور المرأة الصالحة المتعلمة في أسرتها ومجتمعها آمن بأهمية التفوق العلمي ودوره في حياة المرأة والمجتمع.

تعليم الخادمة
كما اهتم الإمام البنا بتعليم الخادمة؛ حيث كلف ابنته الكبرى وفاء بأن تعلم الخادمة القراءة والكتابة والصلاة.

وقدم (رحمه الله) أروع المثل في تحقيق المساواة التي نادى بها الإسلام، ليس مع الأبناء والأولاد فحسب، ولكن أيضًا مع الخادم في بيته، فقد كان لها من الحقوق والتكريم، كما كان لأبنائه وأفراد أسرته، فكان يوصي أبنائه بإحسان معاملتها، وقد حدث أن عاقب ابنته سناء ذات مرة لأنها عاملتها معاملةً غير لائقة، وكان للخادم في بيته سرير مستقل، ودرج للملابس مستقل في دولاب الأولاد، وتأكل مما يأكلون وتشرب مما يشربون وتلبس مما يلبسون.

هذه جوانب مضيئة عن المرأة في أدبيات الإمام البنا من خلال فكره ومنهجه وأسلوبه العملي، الذي غير كثيرًا من واقع المرأة؛ حيث تؤتي دعوته ثمارها في جيل الصحوة الإسلامية اليوم، فنرى مظاهرها في الشارع، وفي كثير من مؤسسات المجتمع، ولدى العديد من المفكرين وقادة الرأي، وحمل العديد منهم فكرته الإسلامية، وبرامجه التربوية؛ حيث تحولت إلى مشروع حضاري للأمة، فرحم الله إمامنا المؤسس الذي حاول أن يؤسس صرحًا ضخمًا على كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وهو بناء الأفراد والمؤسسات التي تستضيء بنور الإسلام، وتسير على هديه ومنهجه.

وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿مِنْالْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْقَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاً﴾.(الأحزاب:23)

ابو مصعب المصرى
09-08-2009, 05:30 PM
عند تأسيس الإمام البنا- رحمه الله- لجماعة الإخوان المسلمين عام 1928م كان واقع المرأة المسلمة يشهد تراجعًا ملحوظًا في ظل حياة الجهل والاستبداد من جهة، وبين دعوات تغريب المجتمع، ومحاولة القضاء على كل مظهر من مظاهر الحياة الإسلامية، واقتلاع قيمه من عقول أبنائه من جهةٍ أخرى.

فقد توارت شمس الحضارة الإسلامية، وتم القضاء على دولة الخلافة الإسلامية عام 1924م بعد أن ظلت رمزًا لوحدة المسلمين عبر قرونٍ طويلة، وقوة يهابها أعداؤها حتى وصلت في عهدها الأخير إلى حالةٍ من الترهل والشيخوخة، مما أغرى أعداؤها على النيل منها، واحتلالها ثم تقسيمها إلى دويلات صغيرة حتى لا تقوم لها قائمة مرة أخرى.

يقول المستشرق "جيب":
"المقصود من الجهود المبذولة لحمل العالم الإسلامي على الحضارة الغربية هو عدم وحدة الحضارة الإسلامية التي تقوم عليها وحدة المسلمين؛ لأن كل قطر سيتجه إلى اقتباس ما يلائم ظروفه من هذه الحضارة، وعند ذلك تتعدد أساليب الاقتباس بتعدد البيئات الإسلامية المختلفة، فتفقد الحضارة الإسلامية طابعها الموحد، بل لا يعود هناك شيء اسمه الحضارة الإسلامية؛ ثم يتساءل: المهم هل ستكون هناك ميول مشتركة بين الشعوب الإسلامية؟ وهل سيقوم إحساس بوحدة العمل ووحدة الهدف؟ أم أن الآراء الجديدة وحاجات الحياة الجديدة ستنجح آخر الأمر في تشتيت المجتمع الإسلامي وتحطيم وحدته.

من هنا نعرف لماذا قامت جماعة الإخوان المسلمين؟ ولماذا كانت دعوة الإمام البنا إلى الوحدة الإسلامية، ومقاومة الاحتلال من أهم أسباب قيام جماعة الإخوان المسلمين، كامتداد لحركة الإصلاح الإسلامي التي نادى بها جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، والشيخ رشيد رضا وغيرهم من زعماء البعث الإسلامي، مع تميز منهج الإمام البنا بشموله وعالميته، وبالتطبيق العملي لما يؤمن به في المجتمع وما يؤمن به هو الإسلام وقيمه ومبادئه.

فقد استفاد من تجارب من سبقوه من هولاء الزعماء، وجمع صفوة ما وصلوا إليه في منهج واحد (فالأفغاني كان يرى الإصلاح عن طريق الحكم، ويراه محمد عبده عن طريق التربية، وقد استطاع البنا أن يدمج بين الوسيلتين معًا، وأن يأخذ بهما، كما أنه وصل إلى ما لم يصلا إليه، وجمع صفوة المثقفين من الطبقات والثقافات المختلفة، إلى توجه موحد، وهدف محدد".

لم يكن أيضًا تفكيك الوحدة الإسلامية هو الهدف الوحيد من تغريب المجتمعات التي تدين بالإسلام، ولكن كراهية الحضارة الإسلامية، واعتبارها أهم عائق من عوائق الاستسلام لهيمنة القوى الاستعمارية، وكنتيجة للاختلاف الأيديولوجي بين الحضارتين، وقد صرَّح بهذه الكراهية العديد من مفكري الغرب وزعمائهم، ومنهم اللورد كرومر- المندوب السامي البريطاني- لمصر خلال فترة الاحتلال البريطاني مطلع القرن العشرين؛ حيث قال:

إن الإسلام بطبيعة تعاليمه عدو للحضارة الأوروبية، وأن المسلم غير المتخلق بأخلاق الأوروبيين لا يقوى على حكم مصر؛ لذلك سيكون المستقبل الوزاري للمصريين الذين تربوا تربية أوروبية، وتوصيف كرومر المدنية الأوروبية بالحضارة خطأ في الفهم، والمسلمون لا يرفضون من هذه المدنية إلا الثقافة كقيمة وسلوك اجتماعي، وهو ما يختلفون فيه عن هذه الثقافة.

وهؤلاء المتربون على موائد الغرب كرهوا الثقافة الإسلامية، وتحرروا من الكثير من قيم وسلوك الإسلام وآدابه، بل منهم من ربطها بالجهل والتخلف، وقد اعتبرهم العديد من زعماء الإصلاح الإسلامي والزعماء الوطنيين من الخونة الممالئين للاحتلال، فنرى الزعيم مصطفى كامل يعتبرهم خائنين للوطن، ودعا إلى مقاومتهم وفضح ألاعيبهم، فهو يعلم جيدًا أن أهم أهداف الاحتلال هو تغريب المجتمع الإسلامي، ليصبح كيانًا تابعًا للاستعمار في فكره وثقافته المناهضة لقيم وآداب المجتمعات الإسلامية، فغالبًا ما يتبع المقهور ثقافة الغالب، إما عن جهل أو إعجاب به.

والمرأة في خضم هذا الصراع الثقافي هي أصل وأساس في التغيير الاجتماعي المنشود، وهي حجر الزاوية لكل التيارات الإصلاحية في المجتمع، فمنها من ينادي بالأخذ بأساليب المدنية الأوروبية في فكرها، وثقافتها، وعاداتها، ومنطلقاتها بخيرها وشرها، ومنها من يدعو إلى الإصلاح بالقيم والآداب الإسلامية، وآخرون ينادون بالتوفيق بين الحضارتين و"بأن الإسلام هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الإصلاح، ولكنهم فسروا النصوص الدينية تفسيرًا يقبل معه كثيرًا من أساليب الحياة والتفكير الوافد من الغرب.

وكانت قضايا الحجاب والسفور والاختلاط، وعمل المرأة، ومحاولة تغيير بعض القوانين الخاصة بالأسرة من القضايا الأكثر جدلاً في المجتمع المصري آنذاك، أما قضية تعليم المرأة فقد كانت محل اتفاق بين جميع الإصلاحيين على السواء والاختلاف، عما يمكن أن تتعلمه المرأة؛ حيث كان التعليم في عهد الاحتلال يتجه إلى التغريب والتعليم الديني يُنظر إليه بالتخلف والاستهزاء.

ومما يؤكد ذلك مقولة المستشرق "جيب" بأن التعليم من أهم وسائل التغريب، وذلك في قوله:
"وقد رأينا المراحل التي مر بها طبع التعليم على الأسلوب الغربي في العالم الإسلامي، ومدى تأثيره على تفكير الزعماء المدنيين وقليل من المتدينين".

الإمام البنا وقضايا المرأة
جاء اهتمام الإمام البنا بالمرأة كأحد أهم أهداف الجماعة نحو بناء مجتمع ملتزم بالقيم الدينية، والأخلاقية، ولتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة وتنميتها، وفق المبادئ الإسلامية الصحيحة، بدءًا من إعداد المسلم في عقيدته وروحه وعقله، وخلقه، وجسمه، وعلمه، وعمله إلى إعداد البيت المسلم إعدادًا فاعلًا، ثم العمل على تربية المجتمع تربية شاملة، يسودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو في كل ذلك مؤمنًا بإعداد المرأة والرجل معًا على ذات المنهج للمشاركة في تنفيذ البرنامج الإصلاحي المنشود؛ ولذلك فقد نصت اللائحة الداخلية للنظام الأساسي للأخوات عام 1932 على مشاركة الأخوات في حدود ظروفهن وجهودهن في تحقيق البرنامج الإصلاحي الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين العامة.

وهذا ما يؤكد إيمان الإمام حسن البنا بأهمية دور المرأة كأخت للرجل لتحقيق مشروعه الإصلاحي، فقد وضح لديه دور المرأة في الإسلام، وما كان له من أثر بعيد في تكوين الرجال، وتحقيق المبادئ التي قامت عليها دولة الإسلام منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وها هي تُكلف من قبل الإمام البنا بهذه المهمة الكبرى، وهي مشاركة في إصلاح المجتمع.

فضلاً على ذلك فهو يؤمن بأهمية المرأة في الأسرة وأثرها البعيد على تربية النشء وبناء المجتمع فيقول:
"فهي نصف الشعب، بل هي النصف الذي يؤثر في حياته أبلغ الأثر؛ لأنها المدرسة التي تكون الأجيال وتصوغ الناشئة، وعلى الصورة التي يتلقاها الطفل من أمه يتوقف مصير الشعب، واتجاه الأمة، وهي بعد ذلك المؤثر الأول في حياة الرجال والشباب على السواء.

اهتم الإمام البنا بقضايا المرأة التي كانت تشغل مجتمعه آنذاك، وما زالت مثارًا للجدل إلى يومنا هذا، وكان له فيها مواقف وآراء، ومن هذه القضايا: الحقوق والواجبات بين الزوجين، مسألة القوامة في الأسرة، والتبرج والسفور والاختلاط بين الجنسين، أهمية دور المرأة في الأسرة ووظيفتها الأساسية كأم وزوجة، والآثار السلبية المنعكسة على الأسرة نتيجة إثارة قضايا الحجاب والسفور، وعمل المرأة، والاختلاط، وقضايا الطلاق، والتعدد، وغير ذلك من القضايا التي تؤثر على استقرار الأسرة والمجتمع.

ففي مجال الحقوق والواجبات يقول الإمام البنا:
إن المرأة شريكة للرجل في الحقوق والواجبات، واعتبرها الإسلام أختًا للرجل بحقوقها الشخصية كاملة، وبحقوقها المدنية كاملة، كذلك وبحقوقها السياسية كاملة، وعاملها على إنها إنسان كامل الإنسانية له حق يُشكر إذا أدى واجباته، ويجب أن تصل إليه حقوقه، والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة فياضة بالنصوص التي تؤكد على هذا المعنى وتوضيحه.

فهو يشير إلى الحقوق والواجبات التي أقرها الإسلام للمرأة في حياتها الزوجية والمدنية والسياسية، وحق المساواة في الإنسانية، ويؤكد على أن هذه الحقوق يجب أن تحصل عليها المرأة.

قضية القوامة:
ينطلق الإمام البنا في هذه القضية من خلال احترام الإسلام للتنوع البيولوجي للجنسين (وليس الذكر كالأنثى)، ولا يعني ذلك استعلاءً أو تكريمًا، وإنما يعني تنوع في الاختصاص والمهام، طالما تؤمن بأن هناك أمومة وأبوة، ولذلك فإن رؤيته لهذه القضية تنبع من ثلاث محددات:
الأول: الاختلاف بين الزوجين فطري:

فيقول: الرجل كائن والمرأة كائن، وللرجل مهمته، وللمرأة مهمتها، يقول تعالى في شأن تكوين الأسرة، وتنظيم شئونها﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾(البقرة:228)، فقرر أن الأسرة دولة بينهما، وأنها تتكون منهما، وإنما تكون القوامة للرجل ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ (النساء:34)، وذلك للاختلاف الفطري بينهما طالما نؤمن بأن هناك أمومة وأبوة.

الثاني: الاختلاف الفطري يترتب عليه اختلاف المهمتين، وفي نظم الحياة المتصلة بكل منهما "وذلك يعني في نظام الأسرة الطبيعية، والذي يقره الإسلام أن للمرأة مسئوليات زوجية وأمومة تشمل الحمل، والإنجاب، والإرضاع رعاية وتربية الأطفال، وأن للرجل دوره في الإنفاق على هذه الأسرة، وتولي شئونها، وتوفير حاجاتها المادية والاجتماعية.

الثالث: التجاذب الفطري بين الجنسين يؤسس لعلاقة زوجية متوازنة:
يقول الإمام البنا عن العلاقة الزوجية بأن أساسها التجاذب الفطري، وأن الغاية من هذه العلاقة لا تقوم على مجرد المتعة وحدها، ولكن على التعاون معًا للمحافظة على النوع، وتحمل متاعب الحياة، فضلاً عن التجاذب النفسي الذي يسمو بهذه العلاقة عن صور الاستمتاع البحت إلى صورة رائعة من العلاقة الروحية التي تُبنى على التعاون التام بين الزوجين كما في قوله تعالى: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكممودةً ورحمة﴾ (الروم:21).

قضايا الطلاق والتعدد:
وهي من القضايا التي كانت تهتم بها بعض الجهات التحررية في مصر لعمل تغيير في قوانين الأسرة، وعن ذلك يحدثنا الإمام فيقول: تقدمت الحكومة المصرية في الأربعينيات من القرن العشرين بمشروعات قوانين تحد من تعدد الزوجات، وتقيد حق الرجل في الطلاق، مما أثار بعض الشباب، واعتبروا ذلك تحريم لما أحله الله، وحمل الناس على نهج يزيد الأمر فسادًا على فساد، كما يتداوي شارب الخمر بالخمر، وكان رد الإمام البنا على ذلك منطلقًا من منهج الله (عز وجل) مراعيًا مصالح المجتمع وحقوق الزوجة، والإمام البنا في تناوله لهذه القضية انتهج العرض المنطقي للقضية، ملتزمًا بوضع حل لها كعادته في كل الأمور، فبدأ بتحديد القاعدة الشرعية لقضيتي تقييد حرية الطلاق، وتعدد الزوجات، وذكر أنهما ليسا محل خلاف في الإسلام.

ثم عرض للمشكلة وهي إساءة استخدام الأزواج هذه الحقوق، مما يترتب عليها ظلم وإساءة للمرأة، وبذلك يثبت أن هناك فرق بين الحق الشرعي، وبين طريقة استخدام هذا الحق، فالمشكلة ليست في التشريع الحنيف، ولكنها في سوء تطبيقه، وتلك هي مشكلة مجتمع يجهل آداب دينه "تسوده الفوضى الخلقية التي أدت بالأسرة إلى التحلل والاضطراب إلى درجة تصم السميع وتعمي البصير"، كما يقول الإمام البنا.

فحدد الإمام البنا أساس المشكلة هنا في أمرين:
1 - سوء استخدام الأزواج لحقوقهم الشرعية.
2 - الجهل والفوضى الخلقية والتحلل الخلقي.

ثم وضع الإمام البنا رؤيته للحل في البحث عن أسباب المشكلة، ووجد أن الأمر في حاجة إلى علاج جذري، كي يصبح الحل ناجعًا، ويكمن هذا الحل في التربية، وهو المنهج الذي التزمه الإمام البنا لتغيير المجتمعات الإسلامية.

حيث يبدأ مع تربية الفتيان والفتيات تربية إسلامية عفيفة طاهرة، ومصادرة الصحف والمجلات والروايات والمسارح والسينما..إلخ، التي تستغل في الناس أخس مشاعرهم، وأحط غرائزهم، ثم تشجيع الزواج، وإقناع الشباب بالغاية الصحيحة منه وإفهامهم بأنه شركة على احتمال أعباء الحياة، لا جنة محفوفة بالروح والريحان، مغمورة بالمشاعر الملتهبة، وتعريف كل من الزوجين حقه وواجبه في حدود قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ (البقرة:228)، فلا يكون بعد ذلك إلا إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، فالحل الذي وضعه الإمام البنا يتلخص فيما يأتي:
1 - التربية الإسلامية الصحيحة.
2 - مصادرة الإعلام الهابط.
3 - تشجيع الزواج ومعرفة أهدافه.
4 - بيان حقوق وواجبات كل من الزوجين.

التدخل الحكومي
وهو يرى أنه لا مانع من تدخل أولي الأمر أو الحكومة، باعتبارها المسئولة عن شئون الناس العامة لوضع حدٍّ لفوضى سوء استعمال الناس لهذه الحقوق بشرط أن يكون ذلك حمايةً للأوضاع الإسلامية، وبالكيفية التي رسمها الإسلام لاستخدام هذه الحقوق.

ويرى أن تدخل الحكومة إنما يكون لحماية شرط العدل، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾(النساء:3).

ولا مانع أيضًا من تدخل الحكومة لتجعل القاضي وسيطًا في الصلح، يندب حكمًا من أهله، وحكمًا من أهلها قبل الطلاق، كما يقول تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْأَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا﴾(النساء: 35).

ولكن أي حكومةٍ يمكنها تنفيذ ذلك؟ يقول: الحكومة التي تراعي في مشروعاتها للطالب الفكرة الإسلامية، وعدم مصادمة قواعد الشريعة الإسلامية، فلا يترتب على ذلك تحريم حلال أو تحليل حرام.

فضلاً على ذلك يدعو إلى التيقن من الدافع الحقيقي وراء ذلك، هل هو المصلحة العامة، أم شهوة بعض الأفراد؟.

قضية عمل المرأة ومشاركتها السياسية
كان للإمام البنا في هذا الموضوع رأي خاص، لم يعلنه كحكمٍ شرعي، ولكنه نظر إليه انطلاقًا من أحوال المجتمع المصري وواقعه، تحت الاحتلال الذي أدرك أنَّ من أهم أسباب وجوده هو تغيير هذه المجتمعات، واستئصال قيمها الأخلاقية والدينية، وكان قد تم عرض موضوع اشتغال المرأة بالمحاماة على مجلس النواب المصري، وإباحة حق الانتخاب للمرأة عام 1944م، وقد تمَّت موافقة المجلس على إباحة اشتغال المرأة بالمحاماة، ورفض حقها في الانتخاب في مجتمعٍ أغلبه يُعاني الأمية الثقافية والفكرية والدينية الصحيحة، وفي سياقٍ زمني مختلف.

يعلق الإمام البنا على هذا الموضوع في قوله:
"ولنا في هذه القضية نظرات هادئة نتوجه بها إلى المهتمين بهذه القضية، ويجب أن نكون جميعًا ممن يهتمون بها، فهي قضية الأخلاق، وقضية الأسرة، وقضية المدنية والعالم؛ فما نظنّ أن شيئًا جنى على الناس قديمًا، أو سيجني عليهم حديثًا، إلا سُوء فهمهم للأوضاع، وتحكم الهوى، ومخالفة التكوين الطبعي، الذي لا يمكن أن يتخلف عن سنةِ الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

فالإمام البنا يعرض رأيه في هذه القضية ليس انطلاقًا من حكمٍ شرعي، فحسب ولكن يهتم برصد الواقع، وتحليل أوجه قصوره، ثم يبحث عن أسباب العلل والفساد، فيعرضها تاركًا الحكم النهائي بالرفض، أو الاقتناع للمهتمين بهذا الأمر.

فهو يناقش هذه القضية من خلال عدة أمور:
الأول: هو مخاطبة العقل والمنطق؛ وذلك حين يضع قضيتي العمل بالمحاماة، وحق المرأة في الانتخاب في موضع مفاضلة، وبين قضايا إنسانية كبرى ترتبط بمصير أمة وحضارة إنسانية، وهي قضية الأخلاق وقضية الأسرة، وقضية الأمة؛ فالمرأة ركيزة أساسية في هذه القضايا الكبرى، ومراعاة هذه القضايا الثلاث هو أساس لصناعة حضارة إنسانية من جانب ونجاح للمرأة في القضايا الأقل أهميةً من جانب آخر.

فالحضارة لا تنهض في أمةٍ متدنيةٍ أخلاقيًّا تغفل قيمها، وتتبرأ منها، ولا تقوم على أُسرٍ متهالكة ضعيفة الوشائج ممزقة العلاقات، ولا تتفوق بأمة لا تعي أهدافها، أو تربط مصيرها بغيرها من الأمم، ولا فائدة مرجوة من محامية يقف دورها عند حدِّ الوظيفة، أو حدِّ تفوقها الشخصي ما لم يرتبط ذلك برسالةٍ تؤديها في أسرتها أو في سبيل عزة أمتها، ولا أهمية لناخبة أمية، أو متعلمة جاهلة بأهدافها في الحياة، فهي في الحالين لا تستطيع إحسان اختيار مَن يمثلها في المجالس النيابية.

وكذلك الأمر بالنسبة للرجال، فهم كما يقول الإمام البنا: "إن أكثر من 60% من الرجال لا يهتمون بحق الانتخاب، ولا يعرفون كيف ينتفعون أو يضعونه في موضعه، فضلاً على أن عدد المقيدين في الجداول وعدد المنتخبين بالفعل يشير إلى ضعف المشاركة السياسية للرجال، فيجب الاهتمام بتربية هؤلاء الرجال تربيةً وطنيةً، تغرس المعاني السياسية العليا في نفوسهم وأرواحهم".

فالإمام البنا يدرك جيدًا أن الهدف من إثارة مثل هذه القضايا حينذاك، هو إلهاء المرأة وشغلها عن دورها الأساسي الفاعل في الأسرةِ كأم، ومربية نشء لها قدرات خاصة تتميز بها عن الرجال في هذا المقام.

ولا يقوم مقامها فيه أي من الرجال، وليس من عاقلٍ يرى أن الهدف الأول والأساسي والوحيد للمرأة في الحياة أن تكون محامية، أو طبيبة.. أو أن دورها ينحصر في الكدِّ والسعي من أجل لقمة العيش دون حاجةٍ إلى ذلك، أو حاجة المجتمع، فتشارك الرجل في ذلك؛ ولكن مَن يشاركها في الحمل والوضع والإرضاع؟ والمجتمع غافل عن توفير أدنى ضمانات الرعاية والأماكن لها ولأولادها.

وفي حياة المرأة دور أهم ودور أقل أهمية، وأن نجاحها في الدور الأهم هو أساس بناء الأمة؛ لأنه يتعلق ببناء الإنسان ذاته، وحين ترى أن عملها أكثر أهميةً فعليها ألا تنجب.

ويأتي حذر الإمام البنا من انشغال المرأة بمثل هذه القضايا، وفي سياقٍ زمني متقدم لم تكن المرأة على قدرٍ كبيرٍ من الوعي الديني الصحيح، كي تكون على وعي بالمحاذير الشرعية في الاختلاط والسفور في ظل سيادة الفكر التغريبي للمجتمع، مما سينعكس سلبًا على حياة المرأة، ومستقبل الحياة الزوجية والأسرة بوجهٍ عام.

من هذا المنطلق جاء حذر الإمام البنا، فالقضية الأهم لديه هي قضية الأخلاق والأسرة والمدنية.

الأمر الثاني: إثباته لعدم مصداقية هذه الدعاوى، وأنها زائفة وصدى لدعاوى التغريب، ويرى أن أصحاب هذه الدعاوى غير مخلصين في دعواهم في الحرص على إنصاف المرأة والسمو بمنزلتها في المجتمع، ولكن أهوائهم غلبت على نفوسهم، والدليل على ذلك أنهم أرادوا للمرأة أن تشتغل بالمحاماة، وهم بالأمس القريب فكروا في التشدد في شروط قبول الشباب في جدول المحامين، وصار كثير منهم لا يجد عملاً حتى زاحموا الكتبة العموميين على أبواب المحاكم.

ثم يقدم حلاًّ طريفًا لمشكلة المحامين والمحاميات فيقول: "أفما كان الأولى والأجدر أن يقرر مجلس النواب المصري إلزام المحاميات بأن يتزوجن محامين، فيضرب العصفورين بحجر واحد، ويفرج أزمتين، أزمة المحاماة وأزمة الزواج معًا بقرار واحد، ويضع بذلك أساسًا سليمًا قوي الدعائم للتعاون لا للتزاحم".

لم تكن رؤية الإمام البنا لعمل المرأة شاذة عن سياقها التاريخي، وهو عام 1944م، وظروف مجتمع يعاني الأمية والاحتلال، وما أشاعه من فوضى خلقية، وصفها في قوله: "لا أظن اثنين يختلفان في أن الإسلام الحنيف يحرم تحريمًا قاطعًا، هذه الفوضى الخلقية والإباحية السائدة التي تتجلى في مجتمعاتنا وأحفالنا، والصور التي تنشرها جرائدنا ومجلاتنا، ومهما قيل عن أن كشف الوجه والكفين يجيزه الإسلام، فليس في الدنيا كلها مسلم واحد يقول إن الإسلام يبيح هذا الكشف الفاضح عن مواضع الزينة، ويسيغ هذه الأزياء المتهالكة التي تشف وتصف معًا، وليس في الدنيا كلها مسلم واحد يقول بجواز خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه من غير أن يكون معهما محرم.

هذا الوضع لا يقره الإسلام بحالٍ ولا يقر ما يؤدي إليه، فكل عمل أو تصرف يكون من شأنه اختلاط المرأة بالأجانب عنها يحرمه الإسلام ولا يرضاه.

وما كان الاقتراح الذي قدَّمه بشأن حلِّ مشكلة المحامين والمحاميات إلا محل نظر واعتبار، فهو يعرض موقفًا مشابهًا عن وضع المرأة في ألمانيا وعملها، ومشكلة بطالة الشباب؛ حيث إن القانون الألماني آنذاك كان يحظر على المرأة المتزوجة أن تعمل خارج المنزل، ولهذا فقد أعلنت شركة دخان كبرى مكافأة لكل فتاة تجد عريسًا قبل انتهاء السنة الحالية، بأن تحصل على مكافأةٍ قدرها ستمائة مارك، وهي تأمل بذلك أن تزيد الإقبال على الزواج، وتخفض- جهد المستطاع- عدد العاملات في مصالحها، وتقول هذه الشركة: إن كل وظيفة تخلو بسبب زواج الفتيات تستخدم فيها رجالاً للتخفيف من وطأةِ البطالة.

وقد صدق رأي الإمام البنا أنَّ هذه الدعاوى زائفة، وأن هناك أهدافًا أخرى لا تقف عند حد مشاركة المرأة في العمل فحسب، ولكي يتضح الآن الهدف الحقيقي لذلك؛ وهو تحرير المرأة المزعوم من أعباء الحياة الزوجية وقوامة الزوج على الأسرة، المستهدف هو تغيير نظام الأسرة، كما هو واقع في الغرب من خلال التعدي على قوانين الأسرة في الشريعة الإسلامية، وإحلال قوانين مدنية بعيدة عن الشريعة الإسلامية، ولكنها تُعبِّر عن جوهر الحضارة الغربية التي أدَّت إلى تحلل نظام الأسرة، وتربى الأطفال في الملاجئ ودور الرعاية البديلة.


المنهج التطبيقي للإمام البنا مع المرأة في الواقع العملي وينقسم إلى: مجال العمل العام ومجال أسرته

الله اكبر ولله الحمد
بوركت اخى الحبيب
حقيقة جهد مشكور وسعى مقبول وتجارة لن تبور
وهذه نظرة الاخوان للمراة بعيدا عن دعاوى الزيف الكاذب
واصاب من سمى الامام الشهيد بالملهم الموهوب
فليسمع العالم كله مكانة المراة عند الاخوان تخرج من موسئس الدعوة المباركة
فنحن اصحاب فكر مستنير نابع من النبع الصافى
الاسلام
الموضوع حقيقة شارح ذاته ولم يبق لى الا ان اتوجه باسمى الشكر والامتنان
لاخى واستاذى الحبيب لمروره الطيب واضافته الاكثر من رائعة التى وضعت النقط عن الحروف لكل مشكك او ملمح
ونسال الله الثبات على الحق حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين
والسلام عليكم ورحمة الله

أبو جهاد المصري
09-08-2009, 06:12 PM
س1 تحصدون الأصوات ثم تقوم الحكومة بانجاح ماتريد – وهكذا لانستطيع أن نفعل شيئا ؟
ج1 نحن الشعب الذين تهاونا فى حقوقنا فاستهانت بنا الحكومات المتعاقبة والأن نقول كفى - كفى استبدادا وطغيانا وفسادا – لن نسكت بعد اليوم وسنأخذ حقوقنا بأيدينا ( اذا الشعب يوما أراد الحياة - فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلى - ولابد للقيد أن ينكسر ) ولكى نحصل على تأييد الله لابد أن نتغير ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) الآن الوضع تغير ويجب أن نقرأ الواقع قرآة صحيحة ولن نستعبد بعد اليوم وهناك من الوسائل السلمية لنأخذ بها حقوقنا بدأ من التظاهر السلمى والعصيان السياسى انتهاءا بالعصيان المدنى ويجب أن ننهض حتى لاتغرق السفينة ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا سفينة ---------- فان أخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا وان تركوهم هلكوا وهلكوا جميعا ) فهذا واجبنا الشرعى فى محاربة الفساد وأخذ حقوقنا بأيدينا

س2 كيفية منع التزوير وحماية الصندوق ؟
ج2 أولا نحن وأنتم نستطيع أن نمنع التزوير ونحن نملك الارادة القوية لذلك ولن ترهبنا أى جهة للوصول الى هذا الهدف ولسنا أقل من أفقر قطر فى العالم وبلد صغير مثل قرغيزيا حيث قام الحزب الحاكم هناك بتزوير الانتخابات النيابية وأعلنت النتائج المزورة فأعلنت المعارضة رفضها القبول بهذه النتائج وقرروا الاعتصام فى الميادين العامة وقالوا أنهم لن يغادروا المكان حتى تعلن النتائج الصحيحة وأنهم يرفضون تزوير ارادتهم ولو وصل الأمر الى العصيان المدنى مما اضطر رئيس الدولة فى النهاية لأخذ طائرته والهرب واستلمت المعارضة الحكم هناك بالمناسبة حدث ذلك فى عام 2005 وقرغيزيا دولة مسلمة فنحن وأنتم لن نسكت اذا حدث ذلك
ثانيا الانتخابات تتم بواسطة القضاة والتزوير داخل اللجان شبه مستحيل والقضاه الآن فى ثورة على النظام بسبب هذا التزوير وهم معنا لمنع التزوير
ثالثا نحن نعتقد أن الانتخابات القادمة ستكون أنزه انتخابات على الاطلاق لأن الدنيا تغيرت والوعى ازداد لدى الجماهير من خلال الانترنت والفضائيات وحركات الاصلاح المتصاعدة وضغوط الخارج والداخل ولن يغامر النظام بتزوير الانتخابات وبخاصة أن النظام ضمن البقاء لست سنوات أخرى دون الاعتماد على أغلبية الثلثين

س3 الوعى السياسى غائب عن الناس ولازال الناس غير مدركين للحقائق فكيف نواجه ذلك ؟
ج3 الوعى السياسى عند الجماهير تغير لحد كبير بسبب انتشار الفضائيات والانترنت وتردى الأحوال المعيشية لكنه لازال دون المستوى بسبب هيمنة الاعلام الحكومى وتحكم المستبدين فى مصالح الناس تمنحها حين تريد وتمنعها حين تريد مما أعطى انطباعا أن المصلحة مرتبطة دائما بالنظام المستبد ناهيك عن رفع سياسة العصا لكل المعارضين والتضييق والحصار والسجن والاعتقال وكذلك انتشار الأمية العادية والأمية الثقافية بسبب التضييق على الحريات والكبت وتسلط الأمن والادارة على حياة المصريين والحل أن كل انسان له دور مهم فى توعية الجماهير وهى ليست مسئولية أفراد بعينهم حيث يستطيع فرد واحد أن يؤثر فى مئة فرد فى المنافذ الحياتية العادية – العمل – الشارع – المحلات – الصالونات – المناسبات الاجتماعية المختلفة – الزيارات – المساجد – النوادى وغيرها من المنافذ ويستطيع الذين يتقنون العمل على شبكة الانترنت أن يقوموا بتوعية الجماهير وكشف الفساد والذين يجيدون المداخلا ت الفضائية لكشف الفساد والمفسدين وتوعية الجماهير – لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث تجد هذا الحراك السياسى فى الشارع المصرى والشعب طفح من المشكلات التى تثقل عاهله وهو الآن مؤهل من أى وقت مضى للتغيير ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

س4 ستقوم الحكومة باعتقالكم فكيف تواجهون سياسة الاعتقال ؟
ج4 لن تخيفنا ولن ترهبنا سياسة الاعتقالات والنظام المستبد يفعل ذلك لقييد نشاطنا واخافة الجماهير وجعلهم ينفضوا من حولنا ونظل أسرى للاستبداد وتضيع حقوقنا وهناك ضريبة يجب أن تدفع ثمنا للحرية فالحرية تنتزع لاتوهب وأصبحنا الآن لقمة غير مستساغة وخرجنا الى الشوارع وأعلنا عن هويتنا وكسبنا أرضية جديدة على قواعد صلبة ودخلنا بقوة الى الشارع وقمنا بتعرية النظام ومساوئه ولم نعد وحدنا الذين نتصدى للظلم والاستبداد بل الله معنا وكثير من حركات الاصلاح وليس هناك جهاد لاتضحية معه ومقاومة الظالمين والمستبدين تحتاج الى تضحية ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى حاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله ) وليس هناك أمة على الأرض تحررت من غير تضحية وبدأنا الآن نقطف ثمار جهادنا وتضحيتنا

س5 علاقتكم بأمريكا وهل تشجعكم ؟
ج5 الاخوان والادارة الأمريكية لايمكن أن يلتقيا الاخوان أصحاب مشروع حضارى اسلامى الذى ينتهى بالدولة الاسلامية والخلافة وأستاذية الاسلام فى العالم والادارة الأمريكية تعارض ذلك الاخوان ضد وجود اسرائيل على الأرض الفلسطينية وفلسطين عندهم من النهر الى البحر والادارة الأمريكية تعتبر اسرائيل جزءا منها وفى الفترة الأخيرة عندما طالب السفير الأمريكى مقابلة فضيلة المرشد رفض أن تتم هذه المقابلة الا عن طريق الخارجية المصرية ولم يفعل كما فعلت الأحزاب فى مقابلة السفير مباشرة دون الرجوع للحكومة والادارة الأمريكية نفت أن يكون لها اتصالات مع الاخوان على لسان بوش وكونداليزا رايس بل ذهب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لأبعد من ذلك فى تصريحه المشهور بأن الادارة الأمريكية تؤيد الحظر المفروض على الاخوان من قبل الحكومة المصرية بما يتناقض مع تأييد الادارة الأمريكية للديموقراطية فى مصر وعندما سجن أيمن نور قامت الدنيا ولم تقعد فى الادارة الأمريكية وألغت رايس زيارة كانت مقررة لها لمصر وقالت أن قضية أيمن نور تهم أمريكا كلها وعندما اعتقل النظام المصرى الآلاف من الاخوان فى انتفاضة الاصلاح الأخيرة لم يخرج علينا تصريح واحد أواحتجاج واحد من الادارة الأمريكية يستنكر ذلك ثم لماذا يستنكرون على الآخرين الاتصال بأمريكا والنظام يحج سنويا الى البيت الأبيض وان لم يذهب يرسل رئيس الوزراء وهو يخضع لكل الشروط والاملاءات الأمريكية ومنها مؤخرا اتفاقية الكويز مع اسرائيل وارسال 750 جنديا مصريا لحماية الحدود الاسرائيلية وماخفى كان أعظم

س6 ماهو هدفكم من دخول الانتخابات
ج6 بعنوان بسيط ومعبر ( الاصلاح ) – تطبيق البرنامج الاسلامى – مقاومة الفساد – تحقيق العدالة الاجتماعية – القضاء على الاستبداد والظلم – الدعوة الى الله من خلال أهم المجالس التشريعية – عدم ترك المجال للمفسدين ليسنوا القوانين المخالفة للشريعة الاسلامية ( ان أريد الا الاصلاح ماستطعت وماتوفيقى الا بالله ) – الانتقال بالاسلام من مجال الدعوة والارشاد الى مجال التشريع والتنفيذ ممارسة الدور الرقابى على الحكومة والوزراء لمنع سرقة أموال الشعب والقيام بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ( ولتكن منكم طائفة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )واليك بعض الاحصاءات الرسمية فى تقرير الأمم المتحدة عن مصر لعام 2004 .. البطالة تجاوزت 7 مليون عاطل، وتحت خط الفقر أكثر من 60% من شعب مصر، وما تم نهبه من البنوك حوالي 130 مليار جنيه، فضلاً عن 55 مليار جنيه كعجز في الموازنة، وقطاع عام تم تقديره بـ300 مليار جنيه، وتم بيعه بمبلغ 16 مليار فقط، ولم يتبقَّ سوى 18 شركة فقط، ناهيك عن انتشار الأمراض الفتاكة بعد إدخال مبيدات زراعية مسرطنة!! لم يعد هناك بيت في مصر لا يعاني من) بطالة أو ارتفاع أسعار أو أزمة تعليم أو إسكان أو ضرائب(، وفق تقرير التنمية البشرية عن مصر لعام 2004م الصادر عن الأمم المتحدة. أضف الى ذلك 13 ألف قضية اثبات نسب 400 ألف حالة طلاق 17 مليار جنيه تدخين - أموال الزكاة فى مصر 27 مليار جنيه لاتستغل – 88 مليارجنيه عجز فى الميزانية الحالية 2005 – والديون الخارجية 50 مليار دولاربعد أن كانت 13 مليار دولار عام 1993 بعد اسقاط 1\2 الديون بعد حرب الخليج وبلغت الديون الداخلية 150 مليار


س7 أين برنامجكم الانتخابى وماهى مميزاته والفرق بينه وبين الآخرين ؟
ج7 أهم مايميز البرنامج الانتخابى للأخوان أنه يتحدث عن بناء الانسان المصرى على أسس اسلامية ليكون مواطنا صالحا لبناء الوطن فهو سليم العقيدة صحيح العبادة قوى الجسم متين الخلق مثقف الفكر قادرا على الكسب نافعا لغيره مجاهدا لنفسه منظما فى شئونه حريصا على وقته والمواطن الصالح المصلح هوأساس الاصلاح الذي يقاوم الفساد ويبنى الوطن على أسس علمية تتميزبالشفافية ويرسى قواعد العدالة الاجتماعية والحرية وهناك ثلاث مستويات لبرنامج الاخوان المستوى العام وهو يتحدث عن الاصلاح على مستوى القطر وأبرز ملامحه مبادرة الاخوان للاصلاح ( يمكن توزيع الكتيب ) المستوى الثانى برنامج المحافظة وهو يتحدث عن المشاكل الخاصة بالمحافظة والمستوى الثالث برنامج الدائرة وهو يتحدث عن المشاكل الخاصة بالدائرة والبلاد والمستوى الثانى والثالث سيخرجان للعلن باذن الله مع بداية الحملة الانتخابية

س8 لماذا تطرحون أنفسكم على أنكم الأفضل ؟
ج8 نحن جماعة من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين ولاندعى لأنفسنا فضلا أوصلاحا بل الشعب يعرفنا ويستطيع أن يحكم هو بنفسه وله حرية الاختيار بيننا وبين غيرنا وكل اناء بما ينضح وهاهو برنامجنا الذى ينادى بالحرية والعدالة الاجتماعية ومقاومة الظلم والفساد من خلال تطبيق الشريعة الاسلامية ومن خلال شعار الاسلام هو الحل وعلى الناس أن تفاضل بين المرشحين لاختيار الأفضل وترك الأفضل هو من باب شهادة الزور وهو من الكبائر كما قال الفقهاء

س9 كيف نعالج الجبن عند الناس ؟
ج9 يقول تعالى ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوالكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) ( أتخشون الناس والله أحق أن تخشوه ) أخى الحبيب علاج الجبن مسألة ايمانية والتوكل على الله وعدم الخوف الا من الله فهو الخالق وهو الرازق ولانخاف من المخلوق الذى لايخلق ولايرزق – وأكثر أمرين يخشاهما الانسان فى حياته هما العمر والرزق وقد جعلهما الله بيديه ( وفى السماء رزقكم وماتوعدون ) ( كل نفس ذائقة الموت ) ( اينما تكونوا يدركم الموت ولوكنتم فى بروج مشيدة ) فالعمر بيد الله والرزق بيد الله ولوعرفنا الغاية التى من أجلها خلقنا لأدركنا حقيقة الحياة وزال عنا الجبن ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )

س10 كيف نعالج السلبية عند الناس ؟
ج10 لايظن الانسان السلبى أنه آمن من المشاكل التى يحاول الابتعاد عنها لأنها ستصل الى بيته وفى عقر داره وتتأثر بها أسرته وأولاده – مثال تلوث مياه الشرب والهواء والماء وانتشار الأمراض الفتاكة مثل السرطانات والفشل الكلوى والتهاب الكبد الوبائى وهذا البلاء جاء نتيجة السلبية واللامبالاه وعدم الاهتمام بالقضايا التى تهم الوطن والمواطن وانتشار الفساد والجوع وغلاء الأسعار الا نتيجة انتشار الفساد وسيطرة المفسدين على مقاليد الأمور ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) وطوائف بنى اسرائيل الثلاثة خير مثال على على علاج السلبية الاولى الايجابية تريد أن تعظ الثانية الكافرة والثالثة السلبية تعارض الأولى الايجابية وتقول لافائدة مما تفعلون من وعظ ( واذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معزبهم عزابا شديدا قالوا مغزرة الى ربكم ولعلهم يتقون ) ويقول تعالى ( ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون )

س11 اذا أخذتم الحكم ستنقلبون على الديموقراطية وتجعلوها لمرة واحدة ؟
ج11 لم يعد ينطلى علىأحد أن الاسلاميين سينقلبون على الديموقراطية اذا حكموا للأسباب التالية
1 - سيحكمون من خلال الدستور والقانون الذى ينص على الحريات وتداول السلطة
2 - العالم لن يسمح أن تمس مكتسبات الحرية والاسلاميون لن يحاربوا العالم
3 - لايمكن للاسلاميين أن يكونوا كاذبين يقولوا للناس الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان ثم يخدعوا الشعب بعد ذلك ولو فعلوا ذلك فقدوا مصداقيتهم لدى الشعب التى هى عنوان وسر جماهيريتهم
4 - الاسلاميون أول ناس اكتووا بنار الاستبداد ولن يصبحوا أبدا مستبدين
5- الاسلاميون يحكمون طبقا للشريعة التى تكفل كل ال حقوف للمواطنين والعدالة والحرية
6 – الحرية فريضة من فرائض هذا الدين

س12 اذا طبقتم الشريعة بعد أخذكم الحكم ستقطعون الأيادى وتحدث مجازر
ج12 هذا تسطيح للدين واستخفاف بالشريعة الاسلامية التى جاء بها النبى رحمة للعالمين ( وماأرسلناك الا رحمة للعالمين ) فكيف يكون فى تطبيق الشريعة مجازر والذين يفهمون الاسلام بشموله يدركون أنه منهج حياة ولايقتصر فقط على الحدود التى شرعها الله عز وجل وقاية ورحمة للمجتمع وليس فقط كعقاب للمجرمين ويشرع الاسلام للناس فى المعاملات والحرب والسلام والعلاقة بالآخر واقامة الحضارة الانسانية وأسباب القوة من قوة اقتصادية وعلمية وتكنولوجية وفى كل مايهم الانسان ( مافرطنا فى الكتاب من شئ ) وهذا تشريع الهى والله سبحانه وتعالى أدرى بعباده ولله فى خلقه شئون وماعلينا الا أن نقول( سمعنا وأطعنا غفرانك رنا واليك المصير )

س13 كلنا مسلمون ونعرف الله فلماذا تتدعون أنتم المسلمون وترفعون شعار الاسلام هو الحل وغيركم غير مسلمين؟
ج13 شعار الاسلام هو الحل ليس شعارا فقط ولكنه تطبيق ومنهج حياة وهو أيضا يتناسب مع الدستور الذى يقول فى مادته الثانية الاسلام دين الدولة الرسمى والشريعة الاسلامية المصدر الأساسى للتشريع ونحن لاندعى أننا جماعة المسلمين بل نحن جماعة من المسلمين فقط نحن نريد أن نكون مسلمين قولا وعملا ومن يردد هذه الاتهامات عليه أن يتنافس معنا على تطبيق الاسلام فى حياتنا وفى التشريع والتنفيذ ووقتها سنكون فى سفينة واحدة لتطبيق الاسلام وفى ذلك مصلحة لنا ولشعوبنا

س14 الارهاب الذى يحدث الآن ودور الجماعات فيه ومالعلاقة بينكم وبينهم ولماذا تختلط المفاهيم ؟
ج14 لاعلاقة بيننا مطلقا بالجماعات التى تتبنى منهج العنف بل أن الاخوان حين كانوا فى غياهب السجون فترة الستينات ويتعرضون للتعذيب والقتل وتشريد أسرهم وظهر بعض الشباب ينادى بفكرة التكفيرلمن عذبوهم وقتلوهم رفض الاخوان ذلك بل تصدوا لهذا الفكر وأصدروا كتاب دعاة لاقضاة يفند ويستنكر هذا الفكر وان كان هناك جماعات عنف خرجت من عباءة الاخوان بسبب هذه الممارسات الشنيعة من الدولة فى ذلك الوقت فهذا دليل براءة وليس دليل ادانة للاخوان الذين رفضوا هذا الفكر فخرجوا من الاخوان ليمارسوا هذا الفكر المتطرف

س15 يسئ بعض المتدينين بسلوكهم للدين ويكرههم الناس بسبب هذه التصرفات ؟
ج15 لسنا مسئولين عن تصرفات بعض المتدينيين الذين يسيئون للدين ( كل نفس بما كسبت رهينة ) والتضييق على الدعاة الى الله الذين يحملون فكر الاسلام الوسطى ولجوء الدوله الى العنف فى مواجهة ظاهرة التطرف يولد الكبت االذى يولد الانفجار ووجود الحرية والحوار والعدالة الاجتماعية يمكن علاج كافة المشاكل فى جو صحى ويمكن ارشاد الشباب للتدين والالتزام الصحيح ويمكن كشف المدعين ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ان هذا الدين شديد فأوغل فيه برفق فان المنبت لاأرضا قطع ولاظهرا أبقى ) والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة منهجنا وفكرنا

س16 الناس تفهم كل شئ ولكنهم لايتحركون ويريدون من الآخرين أن يحلوا لهم مشاكلهم وهناك احباط وعدم الانتماء؟
ج16 الاستبداد هو الذى أدخل المجتمع فى هذا المرض العضال وظل الخوف من بطش الحكام والجبن هو سيد الموقف حتى أوصلوا الناس الى السلبية وعدم الانتماء للوطن والاهتمام فقط بمصالح الفرد الشخصية دون الاهتمام بالآخرين أو بمصلحة الوطن حتى أصبحنا غرباء فى أوطاننا – والحل عودة الوعى والصحوة لدى الجماهير والعمل يد بيد لمحاربة الفساد والمفسدين والاستبداد والمستبدين وهى مشكلة الجميع وليس أفراد معينين وفى قصة ذى القرنين نأخذ المثل والعبرة يقول تعالى ( قالوا ياذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ) هنا توصيف للمشكلة – الفساد – ان يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض - وحال المجتمع – السلبية والاحباط والعجز على الرغم من أنه يعرف الحل وهو السد ولكنه يريد الحل من الخارج ولايريد بذل الجهد أوالعطاء( فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ) وتم تحديد الهدف وهو درأ الفساد فى الأرض – وتم تحديد الوسيلة وهى اقامة السد - تم توعية الجمهور وعلاج السلبية والاحباط ( قال مامكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ) أعينونى بقوة هذا هو المطلوب – ثم تم بعد ذلك تحديد الأعمال وتنفيذها بمشاركة الجميع ( توظيف طاقات المجتمع ) – ( آتونى زبر الحديد ) هم الذين أحضروه ( حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا ) هم الذين ينفخون وهو عمل شاق جدا ( حتى اذا جعله نارا قال أتونى أفرغ عليه قطرا ) هم الذين احضروا القطر والنتيجة ( فمااسطاعوا أن يظهروه ومااستطاعوا له نقبا ) سد قوى جدا وعمل رائع منعوا به الفساد فى الأرض بتعاون الجميع المهندس ذى القرنين والمقاولين والعمال أهل المكان ( قال هذا رحمة من ربى فاذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا )
س17 الناس تقول أنتخب ابن البلد والذى يأتى لى أولبلدى بالمصلحة ؟
ج17 أولا يجب أن نفهم دور عضو مجلس الشعب وهو دور تشريعى ورقابى يعنى يشرع القوانين التى تهم البلاد والعباد ويراقب أداء الحكومة والوزراء ويتصدى للفساد والمفسدين ولايقتصر دوره على الجانب الخدمى فقط ولو أن هناك مقاومة للفساد وسرقة الأموال الطائلة التى تصل بالمليارات ولوأن هناك حكم صالح وديموقراطية وشفافية فى التعامل لوصل لكل مواطن حقوقه المشروعة ولهنأ الشعب بثرواته وعم الخير والسعادة على المواطنين وبالنسبة للصوت الانتخابى فهو أمانة وشهادة لله ( وأقيموا الشهادة لله ) ويقول الفقهاء ومنهم الدكتور يوسف القرضاوى أن من أعطى صوته للصالح وترك الأصلح أو للفاسد وترك الصالح أوأعطى صوته لابن البلد أولقريبه أو صديقه أومن قدم مصلحة شخصية وترك الأفضل فذلك يدخل فى قول الزور وشهادة الزور وهى من الكبائر بل قرنت بالشرك بالله ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور

أبو جهاد المصري
10-08-2009, 10:42 PM
قلم: د. أماني فرج



جمعنا لقاء مع وفود من ناشطات المجتمع الدولي، جئن إلى القاهرة لمؤازرة القضية الفلسطينية، فتحدث الجميع عن كل ما هو معروف بالضرورة؛ مثل أبعاد المخطط الصهيوني وازدواجية المعايير لدى القوى الكبرى، والتواطؤ العربي الرسمي، وتحذير الشعوب العربية الأخرى من إمكانية- بل حتمية- تجرعهم من نفس الكأس... إلخ.

الإنسان قبل المادة
وجاء دورنا، فكان الحديث عن أزمة الأسرة في العالم العربي والتحولات الخطيرة الحادثة على صعيدها، واللعب المتصاعد على أوتار قضايا المرأة؛ مما يؤدي إلى انهيار منظم وممنهج للنظام الأسري؛ يسهل رصده بالعين المجردة دون الحاجة لأدوات البحث الاجتماعي المعقدة.

أثارت الكلمة استغراب إن لم يكن استياء الحاضرات ممن أتين لغرض سياسي لا اجتماعي أو عقدي (كما تخيلنه)، فكان استنتاجهن هو أن الإسلاميات يضيعن الوقت والجهد بتركيزهن على البعد الأخلاقي والقيمي دون السياسي الذي هو مناط القضية الفلسطينية وسائر قضايا التحرير بوجه عام، وأن إصرار التيارات الإسلامية على إثارة قضية المرأة هو من قبيل الإفلاس الفكري غير القادر على المنافسة في الميادين الهامة لأنه نتاج عقلية فرويدية لا تنشغل بغير هاجس الجسد وما حوله في خضم الملمات المحيطة بالأمة!.

والحقيقة في إلحاحنا على هذه القضية وجعلها في سلم الأولويات هي لأننا نعتبرها قلب القضية الفلسطينية، وكل قضايا التحرر، فالنصر والهزيمة في عقيدتنا لهما مصدران: القوة المادية (اقتصاد وتنظيم سياسي وعتاد عسكري وتكنولوجيا) والقوة الإنسانية وهي الأهم, والمتمثلة في الفرد القوي القادر على استحداث وتفعيل القوة المادية.. إذن فلا اختلافَ على مبدأ أن الإنسان يسبق المادة في مسوغات النصر والتحرر باعتباره أصلها وصانعها.

إن هذا الإنسان الذي هو أصل الإرادات والأفعال مخلوق من جسد وروح، وإن كان الجسد هو مصدر الحركة والقيام بأفعال التحرر، فالروح هي مصدر شحن العزم وإلهاب الكرامة والتمييز بين الصواب والخطأ وبدونها يتخبط الجسد في توجهه ويفقد الرؤية أو قد يتكاسل عن الحركة رغم استطاعته إياها وهو ما يُسمَّى بالتثبيط وفتور الهمم (داء الأمة اليوم)، أو قد يتمادى في بطشه مفتقدًا صوابية الحس فلا يصل لهدفه وتظل الهزائم له قرين رغم قوة الجسد.

إذن فالروح تسبق الجسد لدى الإنسان في منظومة النصر والتحرر والإنسان بدوره يسبق المادة، وبهذا الاستنباط الأرسطي المنطقي البسيط تصبح الروح هي أداة النصر الأولى ومناط الحرية الأهم.

فإذا كان التخريب في الأسباب المادية كالعبث بالنظام السياسي أو الاقتصادي أو التراخي في الاستعداد العسكري هو جرم قد يؤدي للهزيمة والوقوع في براثن الاستبداد يصبح من باب التخريب الروحي الذي هو علة السقوط الحتمي لدى الأمم.

وأول أسباب القوة عند الروح هو الإيمان والعبادة ثم تحصيل المعارف والفنون والثقافات, والتواصل مع الناس وفق أصول الأعراف والأخلاقيات, والتمسك بالجذور والاعتداد بالهوية، وكل هذه المفردات غير قابلة في العموم على التحصيل الفردي للإنسان بل إن تحصيلها يتم بالتناقل المنظم المتوارث من جيل إلى جيل فيما يسمى "بالتربية" التي هي عملية قديمة من قدم البشرية.

والخراب الروحي يكون بتخريب "التربية" لدى الفرد المستهدف فيجعلونه ينقطع طواعيةً (والمصيبة في الطواعية!) عن جذوره وينسلخ عن ثوابت عقيدته من إيمان وعبادة ويتبرأ من هويته وينزوي عن مجتمعه وما يحكمه من أعراف وأخلاق ويحتقر ثقافته وفنونه، ولملء هذا الفراغ الروحي يبدأ هذا الفرد في أن يستعير من "الآخرين" كل مفرداتهم الروحية والتي لا تناسبه فيسود التناقض وعدم التكيف ويحدث السقوط والهزيمة.

وسائل التخريب التربوي
إن التربية لا تتم أو تنتقل في فراغ ولكن بوسيط هو الأسرة من أب وأم وأخوة وعمومة وخؤولة، فسقوط النظام الأسري إذن هو العامل الرئيس لانهيار التربية وخراب الروح ومن ثم الهزيمة.

فمن أين يستقي الإنسان مفاهيم الحرية والجهاد ومعاني الكرامة والعزة والتضحية وهو سليل أسرة شكلية لا دور لها وتمتلئ بالصراعات والأحقاد بين رجال ونساء بدلوا أدوارهم وفقدوا فضيلة القناعة وتغولت لديهم الذات الفرد والمصلحة على حساب كل ما يحيط بهم من زوجية وأبوة وبيتوتة! فبدلاً من "التربية" على التضحية التي بغيرها لا يكون هناك حرية أو نصر يرضع الفرد من ثدي أمه كل معني الأثرة وتقديم صالح الفرد على المجتمع والانكفاءة على الذات وعبادة المادة، فيتربى على القيم الأنانية من إرضاء للشهوات ورفاهية واستهلاك ولم يعد يصلح للجندية لأن الجنود لا تعمل فرادى ولم تترب على الأنا المتضخمة التي تورث الميوعة في الرجال بسبب غياب التربية التي تنتزع النصر انتزاعًا..

إن نساء ما بعد الحداثة العرب لم يعد لديهن الوقت ولا التركيز لتوريث قضية فلسطين للأبناء لأنهن مشغولات بإدارة الصراع حول التمكين والاستقلال المادي والحرب مع الذكور! فكانت هذه المكاسب الزائفة هي العظمة الشهية التي ألقاها لص محترف ليبعد بها كلب الحراسة العنيد الشرس عن الموقع المستهدف حتى تتم السرقة.. وهكذا تسرق قضية فلسطين.

مواجهة قيمية
لقد فقد شباب هذا الجيل، الفاقد للتربية، كل مظاهر الاستنكاف أو الاشمئزاز من فكرة الهزيمة وأصبح لا يتبعر وجهه إذا ما وطأته نعال الآخرين! بل لديه كافة الاستعداد أن يدخل رأسه في طوق حديدي ويسلمه بيديه لمستعمره إن ضمن أن هذا المستعمر سيعطيه جرعات الرفاهية واللذة اللتين أدمنهما في الوقت المناسب وقبل أن يداهمه ألم الحرمان.

إذن فالمشكلة قيمية ولا يكون حلها إلا قيميًّا.
لهذا عندما يصر الإسلاميون وغيرهم من حكماء الأمة من أقباطها ووطنييها على اختلاف مشاربهم على نقد القيم الغربية التي يستميت المستعمر في إدخالها لمجتمعاتنا والدفاع عن قيم المرأة والأسرة كما توارثناها فإنهم بذلك لم يخرجوا عن السياق الفلسطيني والجهادي كما يبدو للمسطحين من أهل الفكر الظانين أن مفاهيم المرأة والطفل والأسرة هي مفاهيم جسدية تتعلق بهاجس الشرف وعنترية جنسية تتراقص في مخيلاتنا الإسلامية الفرويدية! بل إن هذه المفاهيم هي مفاهيم أمن قومي خالص تتعلق بإعداد جيل التحرير الذي يستميت العدو في تدميره عن طريق تدمير محضنه الطبيعي وهو الأم والأب والأسرة لينشأ متميعًا أنانيًّا جبانًا.

اللهم أعز رجالنا ونساءنا وشبابنا، واستخلصهم لك جنودًا مخلصينَ.

أبو جهاد المصري
12-08-2009, 08:44 PM
الشريعة هي المنهج الواضح الذي لا لبس فيه ولا غموض، واتِّباعه هو الطريق المستقيم الهادي لمسلك النجاة، ومن ذلك قول الله تعالى للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الجاثـية:18] ، وقوله تعالي: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[ الشورى: من الآية 13] ، وقوله تعالي: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) [المائدة: من الآية 48] . والشريعة الإسلامية هي كلمة الله الخاتمة والأخيرة للبشرية؛ لأنها جمعت فضائل الشرائع السابقة جميعاً, وشملت خيرها وبركتها، وبها أكمل الله دينه وأتم نعمته على الناس، ورضيها سبيلاً واضحاً لا غبش فيه ولا غموض ولا التواء أو تحريف (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً) [المائدة: من الآية 3] ، وفي قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9] دليل على حفظ الله للشريعة الإسلامية من التحريف أو التبديل أو العبث، وهو ما تعرضت له الشرائع السابقة.

وكما هو معلوم فإن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- جاءه القرآن وحياً من عند الله ومعه السنة التي هي كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لتوضيح ما أُبهم، وتفسير ما استغلق، وتقييد ما أطلق، وبيان معاني القرآن ومقاصد الشريعة.

وفي التنزيل (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: من الآية 44] ، والذكر هنا السنة التي تبين للمسلمين القرآن، وهو ما أنزل إليهم؛ فالسنة هي التي وضحت للناس كيفية أداء مناسكهم وعباداتهم وأيضاً معاملاتهم في الزروع والتجارة والزكوات والقصاص والديات والقضاء والشهادات.

وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، واتساع الفتوحات الإسلامية ودخول أجناس وبلدان وحضارات في عالم الإسلام؛ بدأ الصحابة يجتهدون بآرائهم واجتهاداتهم، ودخلت مسألة المصالح المرسلة وأعراف الناس في اجتهادات الصحابة في ذلك العصر؛ فمن اجتهادات عمر -رضي الله عنه- أنه جعل الغنائم هي المنقول فقط، أما الثابت فقد جعلها ملكاً للدولة ولمن بقي من المسلمين وذراريهم ، كما اجتهد لأهل الأرض التي فتحت عنوة، وجعل حكمها أقرب لحكم البلدان التي فتحت صلحاً، كما حدث في أرض السواد التي يمثلها العراق اليوم وإيران، حيث كان أهل هذه البلدان يزرعون أراضيهم التي يملكونها، ويدفعون خراجها للدولة الإسلامية، ومن ذلك اعتبار الطلاق ثلاثاً في طلقة واحدة طلاقاً بائناً لما استسهله الناس واستهانوا به، ومن ذلك تعيين ممثلاً من قبل الدولة المسلمة لرعاية ضوال الإبل في عهد عثمان خشية أن تمتد أيدي الناس إلى هذه الإبل ولا يعيدوها لأصحابها، ومن ذلك إنشاء الدواوين، كما كان يفعل أهل الفرس، ومن ذلك إسقاط سهم المؤلفة قلوبهم لسقوط علة حصولهم على عطائهم من هذا السهم، وهو عدم حاجة المسلمين إليهم بعد قوة الإسلام ورسوخ شوكته. ومن ذلك جمع القرآن الكريم كله وعدم تركه مفرقاً في الرقاع والعظام التي كان الصحابة يكتبونه عليها.

وتميز الاجتهاد في عصر الصحابة بالشورى، حيث كان الصحابي يشاور أقرانه من الصحابة في المسائل التي تعرض عليه، ولكن مع توزع الصحابة في الأمصار بدأت تتكون مدارس فقهية متأثرة بالبيئة التي نشأت فيها هذه المذاهب؛ فمذهب أهل الحديث نشأ في الحجاز، بينما نشأ مذهب أهل الرأي في الحواضر الإسلامية بالعراق، وكل من المدرستين كان لها منهجها الذي فتح آفاقاً هامة للفقه الإسلامي، فكان أهل الحجاز يجمعون فتاوى الصحابة ويلتزمون فيما يفتونه بالنص، فإن لم يجدوا توقفوا عن الإفتاء، أما أهل الكوفة؛ فإنهم كانوا يبحثون عن علل الأحكام والأقيسة، وكلهم أخذوا عن الصحابة، فمدرسة الحجاز سارت على منهج عبد الله بن عمر وابن عباس، أما الكوفة فشربت من حوض ابن مسعود وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، حتى تضلعت منه، ثم تكونت المذاهب الفقهية، وهي تعبير عن أعلى مظاهر الدقة العلمية والضبط، ولم يكن قصد الإمام أن يكون له مذهب باسمه، ولكن تلامذته من بعده هم الذين جمعوا مسائله وشرحوا طريقته في الفهم والاستنباط، وهو ما أصبح مذهباً له، أي طريقة في فهم الشريعة.

نحن هنا أمام فقه إسلامي وشريعة تنمو بمرور الزمن عبر استجابتها لما يطرأ من أسئلة وأحوال جديدة، وأداة الشريعة الإسلامية في ذلك هي الاجتهاد، أي بذل الفقيه المتخصص جهده لفهم واقع الناس، والإجابة عمّا يعترضهم من قضايا ومسائل جديدة.

ومع الشافعي في القرن الثاني الهجري بدأت الكتابة المنظمة عن أصول الفقه؛ فكانت "الرسالة" للإمام الشافعي أول عمل متكامل في هذا السياق، ومن بعده وضعت كتب الأصول والقواعد الفقهية العامة، وحتى وضع كل مذهب لنفسه قواعده.

والمتأمل لكل الأنشطة الفكرية والثقافية للمسلمين منذ بدأ عصر التدوين كله منصب حول الشريعة الإسلامية، فكل العلوم نشأت من أجلها وليس الفقه وحده؛ فعلم النحو والبيان والبديع والتفسير والعقيدة والفرق والحديث وعلومه كل هذه العلوم انبثقت من الشريعة ومن أجلها.

الحركة الإسلامية وفهم الشريعة

كما أوضحنا؛ فالفقه الإسلامي في غالبه يدور حول القضايا الاجتهادية التي تتنازعها أنظار المجتهدين، فمعنى اجتهاد الفقيه أنه يجتهد في مسألة محتملة للاختلاف، وكان قصد الفقهاء من اجتهاداتهم توسيع قدرة النص الشرعي على استيعاب الواقع بقضاياه الجديدة، فالفقيه يفتق النص عن معان جديدة، ويبدع في اجتهادات كانت غائبة من أجل التيسير على الناس، ومن أجل جعل النص والوحي متصليْن دائما بواقع الناس وحياتهم، وفي كتاب هام لابن القيم عنوانه "الطرق الحكمية " أوضح أن للشريعة الإسلامي أكثر من مئة طريقة للوصول إلى الحكم بين الناس، أي أن الشريعة قادرة على الاستجابة للواقع، وهي أوسع بكثير من مجرد النص، خاصة في مسائل الحكم والسياسة الشرعية.

فمصادر مثل الاستحسان والمصالح المرسلة والعرف وقواعد مثل المشقة تجلب التيسير، ولا ضرر ولا ضرار، والمعروف عرفاً كالمشروط شرطاً، ودفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وتحمل المفسدة الأدنى بدفع الأعلى وجلب المصلحة الأعلى وإن فاتت الدنيا، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وغيرها مما تزخر به قواعد الأصول، والتي تدور مع حفظ الأصول الكلية الضرورية الخمسة للشريعة؛ وهي: حفظ الدين، والعقل، والنفس، والمال، والنسل؛ مثلت أدوات هامة للمجتهدين في فتح أبواب واسعة من النظر الاجتهادي الفقهي الذي جعل الشريعة موصولة بحياة الناس.

ومع مجيء الحركة الإسلامية بعد سقوط الخلافة، ومحاولة العودة بالشريعة مرة أخرى لواقع الناس بعد محاولة العلمانية فصلهما؛ نلاحظ أن الحركة ركزت في الشريعة والفقه الإسلامي على الجانب الثابت الذي لا يتغير، وهذا شئ طبيعي، حيث تريد الحركة أن تعيد الناس إلى مناهل القيم والعقيدة والقضايا المجمع عليها، وهذا شئ ضروري في العلم، أن يتعلم الناس كبار مسائل العلم وقضاياه قبل صغارها؛ فكان الاهتمام بالعقيدة باعتبارها الأساس لبناء الفرد المسلم، ثم قضايا العبادات خاصة ما يتصل منها بالصلاة والصيام والحج والزكاة، لكن الحركة الإسلامية لم تعر اهتماماً لقضايا الواقع، خاصة وأنها مطالبة بالتعامل اليومي معه، كما أنها مطالبة بطرح البدائل واتخاذ القرارات، وتحديد المواقف من قضايا الواقع.

فقه الواقع ودخول الانتخابات
وبالطبع مسائل العبادات هي من المسائل التي نقلد فيها من سبقنا، أما وجود نظرية للحركة الإسلامية للتعامل مع الواقع؛ فقد كانت غائبة، وذلك بشكل أساسي؛ لعدم فهم الشريعة ذاتها، والتمييز بين قضايا الإجماع ومسائله والعبادات وبين قضايا الواقع وأجوبته، التي تدخل فيما يطلق عليه الجانب المتغير من الشريعة؛ فمثلاً قرار مثل كيفية التعامل مع الواقع بتغييره يدخل في سياق مسائل السياسة الشرعية المتصلة بفهم الواقع وإعطائه حقه من الواجب، وهو قرار تتنازعه المصالح والمفاسد، وفهم الواقع ذاته وتأمله، ولا يخلو فهم الواقع هذا من دراسة طرائق التغيير الاجتماعي الذي توصلت إليها العقول البشرية، وطرق التغيير مفتوحة ولا توجد طرق تحددت سلفاً بحيث لا يجوز لنا أن نتجاوزها مثلاً .

ومن ذلك قرار دخول الانتخابات مثلاً؛ فهذا قرار متصل بدراسة الواقع وأجوبته مفتوحة، فقد يدخل المسلم الانتخابات، ثم تتغير نظرته لواقعه فيتغير اجتهاده، هنا المسألة تدخل فيما يعرف في السياسة بـ"نظرية القرار السياسي"، ولا توجد أية صلة بين دخول المسلم الانتخابات أو تصويته فيها أو ترشيحه أو نجاحه وبين منافاة التوحيد، كما صنف بعض الأخوة مصنفاً وأسماه "القول السديد في أن دخول مجلس الشعب مناف للتوحيد"؛ فمال التوحيد وقرار دخول الانتخابات من الناحية المنهجية؟! كل موضوع منهما يقع في سياق شرعي مختلف؛ فمسائل التوحيد متصلة بقضايا الشريعة القطعية المجمع عليها، والتي هي من جزء من عقيدة المسلم، أما مسألة دخول انتخابات فهي متصلة بالواقع وقضاياه الذي يمثل الاجتهاد أحد أدوات مواجهته، فما الذي خلط المسألتين معاً؟.

وقد لاحظت في تأملي لهذه القضية أن المودودي وهو الذي كتب المصطلحات الأربعة في تأسيس معنى الرب والإله والتشريع والحاكمية، حين تعرض للنظام السياسي في كتابه "تدوين الدستور الإسلامي" إذا به يطرح اجتهادات متصلة بالواقع، ومنفتحة لأبعد الحدود، ولا يمكن فهم ذلك إلا عن طريق فك الاشتباك من الناحية المنهجية بين القضايا الاعتقادية القطعية، وبين غيرها من قضايا الواقع الاجتهادية، بحيث لا نقحم العقيدة في مسائل الواقع الظنية الاجتهادية ومنتهك القضايا الاعتقادية مع تحقق الشروط وانتفاء الموانع عنه يخرج من الملة، أم قضايا الواقع الظنية، فأقصى ما ينال المجتهد المخطئ فيها أنه أخطأ، ولا وزر عليه.

فهْمُ الحركة الإسلامية للشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي فهماً صحيحاً هو المدخل لبناء نظرية للتعامل مع الواقع الراهن في كل قضاياه المتشعبة والصعبة، وذلك بالتمييز المنهجي داخل الشريعة الإسلامية بين قضايا العقيدة والقيم الثابتة، وبين قضايا الواقع الظنية الاجتهادية المفتوحة التي لا تنتهي، فالإسلام لا يعرف نهاية التاريخ، ولكنه يؤمن بجدل الإنسان الذي لا ينتهي مع واقعه

ابو مصعب المصرى
15-08-2009, 01:29 AM
ثوابت القضية الفلسطينية والأحداث الجارية
[19:19مكة المكرمة ] [13/08/2009]




في ظل الأجواء الداخلية والخارجية العصيبة التي تمرُّ بها القضية الفلسطينية، بين تهويد القدس الذي يجرى على قدم وساق، واستمرار الاستيطان فضلاً عن حرص الكيان الصهيوني على تأكيد يهوديته، وفي ظل التراجع الملحوظ- الذي بدا في مؤتمر فتح- عن خيار المقاومة حتى التحرير وإزاء التغيرات والانقلابات في المواقف والتحديات التي تواجه مستقبل فلسطين، وتكاد تعصف بحقوق الفلسطينيين وتهدد الأمن القومي لكثيرٍ من البلدان العربية الإسلامية، فإننا نؤكد الآتي:
1- أن تحرير فلسطين- أرض العروبة والإسلام- واجب كل أبناء الأمة العربية والإسلامية، هذا الجيل والأجيال القادمة وليس من حق أحد التنازل عن المقاومة أو وقفها لأنها حق شرعي فرضه الإسلام وإستراتيجية بعيدة المدى لازمة حتى التحرير الكامل لأرض فلسطين.

2- أن إصرار الكيان الصهيوني على استمرار العدوان على الفلسطينيين وتأكيده على يهوديته ويهودية القدس، يجعل من العبث الحديث عن السلام أو حل الدولتين، ونرى أنه لا مجال هنا إلا إقامة دولة فلسطينية واحدة على كل أرض فلسطين المحررة يعيش فيها الجميع "المسلمون، المسيحيون، اليهود" على أساس المواطنة.

3- أهمية اتحاد وصمود الجبهة الفلسطينية الداخلية، وهذا ما يتحقق من خلال التركيز على أولوية التحرر الوطني وليس الجري وراء سراب الوعود الأمريكية والصهيونية الكاذبة.

4- ضرورة تفعيل الحوار الفلسطيني كخيار إستراتيجي يعيد بناء لُحمة الحركة الوطنية الفلسطينية الجادة من كافة الفصائل المجاهدة، ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)﴾ (الأنفال).

أبو جهاد المصري
15-08-2009, 05:52 PM
المرشد العام يطالب بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية

http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/11/25/imgy1.jpgأ. محمد مهدي عاكف
كتب- عبد الجليل الشرنوبي:

طالب فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين كافة الدول العربية والإسلامية وحتى الغربية والشرقية التي ارتبطت بعضوية المحكمة الجنائية بلاهاي أن تنسحب منها؛ حتى لا تشارك في محكمة تمييزية تكيل بمكيالين وتصدر قراراتها وفق ميزان معتل الكفة ومؤشره مرتبط بالسياسة الأمريكية والصهيونية.

ورفض فضيلته في تصريحٍ لـ(إخوان أون لاين) قرار اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدًا أنه خروج عن حدود القانون والحق والعدل واللياقة، واستمرارًا لمسلسل الكيل بمكيالين من جانب النظام العالمي الجديد.

وشدد المرشد العام على أن المدعي في هذه القضية يمارس الابتزاز السياسي ليس للسودان وحده، وإنما للأمة العربية كلها، وهذا هو الأصل في القضية وليس محاكمة مجرم حرب، ولو كان للمحكمة دور فاعل لسعت لتوقيف مسئولي أمريكا وحلفائها عن جرائمهم في العراق وأفغانستان ومثلهم مسئولي الكيان الصهيوني عن جرائمهم في فلسطين عامةً، وغزة على وجه الخصوص.

ودعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقفٍ موحدٍ من رفض قرار المحكمة وإعلان التضامن مع السودان الشقيق في هذه المحنة ليس دفاعًا عن الرئيس السوداني وإنما دفاعًا عن الإرادة العربية والإسلامية في مواجهة محاولات تركيع الأمة وابتزاز الحكومات والأنظمة، وهو ما يستدعي موقفًا موحدًا من الجميع وتكاتفًا من الأنظمة مع شعوبها؛ لأنها هي الوحيدة القادرة على أن تكون درع الأمان لأنظمتها حال ثقتها فيها.

reem50
17-08-2009, 03:22 PM
وتكاتفًا من الأنظمة مع شعوبها؛ لأنها هي الوحيدة القادرة على أن تكون درع الأمان لأنظمتها حال ثقتها فيها.
كلام جميل لكن هل الشعب السوداني حقيقي متكاتف مع عمر البشير
انا لااعرف بصدق ياريت احد يخبرني عن العلاقه بين الشعب والرئيس في السودان

ابو مصعب المصرى
20-08-2009, 03:33 PM
وتكاتفًا من الأنظمة مع شعوبها؛ لأنها هي الوحيدة القادرة على أن تكون درع الأمان لأنظمتها حال ثقتها فيها.
كلام جميل لكن هل الشعب السوداني حقيقي متكاتف مع عمر البشير
انا لااعرف بصدق ياريت احد يخبرني عن العلاقه بين الشعب والرئيس في السودان
اهلا بكى اختنا
وان كنت لااعلم ويسئل فى ذلك اهل السودان

ابو مصعب المصرى
20-08-2009, 03:35 PM
أثناء زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة الأمريكية؛ نقلت وسائل الإعلام الكثير من التصريحات والحوارات ونتائج اللقاءات مع الرئيس الأمريكي وبعض الجاليات، ونود أن نؤكد على موقف الجماعة ورأيها في أهم هذه القضايا.
أولاً: الإخوان المسلمون وقضايا العالم الإسلامي:
1- الإخوان المسلمون هيئة إسلامية عالمية جامعة لها مشروعها الحضاري لنهضة الأمة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن الميادين العلمية والأخلاقية والثقافية والاجتماعية، طبقًا للمنهج الإسلامي الصحيح على مذهب أهل السنة والجماعة.
2- الإخوان المسلمون أينما وُجدوا يحرصون على أمن أوطانهم وحرياتها واستقلالها، ويشاركون في النهوض بها وفقًا لمنهجهم الإصلاحي السلمي، ومن خلال الدساتير والقوانين السائدة فيها.
ثانيًا: الإخوان المسلمون وقضايا الوطن:
1- على الرغم من التصعيد الأمني والإعلامي ضد الإخوان المسلمين بالاعتقال ومصادرة الأموال وتلفيق القضايا؛ فإن الإخوان يؤكدون تمسكهم بمبدأهم السلمي للإصلاح، والحرص على استقرار الوطن وأمنه القومي.
2- الإخوان المسلمون يؤمنون بالتعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة النزيهة، ويريدون إقامة حزب سياسي على أساس المواطنة، وطبقًا للمنهج الإسلامي الصحيح.
ثالثًا: القضية الفلسطينية:
أعلن الإخوان المسلمون رأيهم في هذه القضية قبل ذلك، ونوجز ما سبق أن أعلنَّاه:
1- إن تحريرَ فلسطين- أرض العروبة والإسلام- واجبُ كل أبناء الأمة العربية والإسلامية، هذا الجيل والأجيال القادمة، وليس من حق أحد التنازل عن المقاومة أو وقفها؛ لأنها حق شرعي فرضه الإسلام وإستراتيجية بعيدة المدى لازمة حتى التحرير الكامل لأرض فلسطين.
2- إن إصرار الكيان الصهيوني على استمرار العدوان على الفلسطينيين وتأكيده على يهوديته ويهودية القدس، يجعل من العبث الحديثَ عن السلام أو حل الدولتين، ونرى أنه لا مجال هنا إلا إقامة دولة فلسطينية واحدة على كل أرض فلسطين المحررة، يعيش فيها الجميع "المسلمون، المسيحيون، اليهود" على أساس المواطنة.

ابو مصعب المصرى
20-08-2009, 03:40 PM
شهد هذا الأسبوع عددًا من الأحداث المحلية والعالمية؛ منها تصرفات قيادات الحزب الحاكم ومسئوليه في مصر، وتطورات القضية الفلسطينية، وزيارة الرئيس محمد حسني مبارك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وما كشفه معه حديث الصحفي الأمريكي في قناة (بي. بي. سي)، ومن المهمِّ أن نقدِّم لها رصدًا في هذه المساحة.
مصر
- ظاهرة معسكرات إعداد القادة (داخلي) شهد هذا العام توسعًا ملحوظًا في أنشطة مراكز ومعسكرات إعداد القادة، وذلك على خلاف السنوات السابقة؛ حيث كانت تتمُّ بشكل أقل وتغطية إعلامية محدودة أيضًا.
ويسعى الحزب الوطني والحكومة من وراء هذه الأنشطة لتوسيع قاعدة الشباب المؤيد للحكومة، بالإضافة إلى توسيع قاعدة عضوية الحزب الوطني، وذلك من خلال الاتصال المباشر مع المسئولين الحكوميين وبرامج التثقيف والتدريب الخاصة بهم.
- ويمكن رصد أهم الظواهر التي لازمت أنشطة هذا العام في الآتي:
1- إن الخطاب السياسي للمسئولين الحكوميين ومسئولي الحزب الوطني خلا من الحديث عن القضايا الكبرى للإصلاح والتغيير، وحقيقة الأوضاع السياسية والاقتصدية والاجتماعية السيئة، واستغرق في الحديث- وبشكل متواتر- عن التوسع في مشاريع الصرف الصحي، وبعض الخدمات الأخرى، والإشارة السطحية إلى بعض قضايا السياسة الخارجية، وهنا يمكن القول أن الحكومة أو الحزب لم يقدما رؤية تنموية من خلال هذه الأنشطة، ولم يكن المقصود ذلك.
2- إن كثيرًا من هذه المعسكرات شهد انتقادات مباشرة لأداء الحكومة وعجزها عن تحقيق إنجاز تجاه مشكلات كالفساد والبطالة، وقد وجهت الانتقادات والتساؤلات لكل من رئيس الوزراء وجمال مبارك، ويبدو بأن هذا الوضع لا يرتبط بالانفتاح، والمكاشفة بقدر ما يكشف عن أزمة التواصل بين المسئولين والشباب المستهدفين؛ لتحقيق قدر من الموالاة للحكومة والحزب.

3- إن غالبية الانتقادات جاءت من شباب "جمعية المستقبل"، و"حركة سوزان مبارك للسلام"، وهذا ما يعني أن جهود لجنة السياسيات لم تستطع تكوين كتلة متماسكة من الشباب ذوي رؤية ومرجعية فكرية وسياسية واضحة؛ لتكون مؤيدة تلقائيًّا لسياسات الحكومة والحزب.

ويرجع التوسع في الدعاية السياسية لمعسكرات إعداد القادة إلى الحالة السياسية المتوترة التي تشهدها الدولة، فيما يتعلق بالتوريث والسعي نحو توفير نوع من المساندة للسلطة في هذه المسألة.

زيارة مبارك لأمريكا

http://ikhwanonline.com/Data/2009/8/19/15.jpg
أوباما ومبارك خلال لقائهما في واشنطن

في تطور ملحوظ، بدأت زيارة الرئيس للولايات المتحدة قبل موعدها بيومين، وهذا وإن كان يشير إلى التوافق مع المرات السابقة- حيث كانت الزيارة تستغرق مثل هذا الوقت- إلا أنه يكشف عن الرغبة المصرية في الاتصال بأكبر قدر ممكن من صانعي السياسة الأمريكية.

وتتضمن أجندة الرئيس مبارك عددًا من القضايا، تأتي في مقدمتها القضايا الخارجية، ثم قضايا العلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بالقضايا الخارجية؛ فإن الأجندة تحددت تجاه القضية الفلسطينية وإيران، فيما لا تزال غير واضحة تجاه السودان.
أ) القضية الفلسطينية: يذهب الموقف المصري- من حيث المبدأ- إلى أن السياسة الأمريكية تحقق تقدمًا على المسار الفلسطيني، وأن زيارة الرئيس مبارك سوف تساعد في بلورة المبادرة الأمريكية تجاه ما تعتبره سلامًا إقليميًّا، وترى مصر أن التزامها تجاه فلسطين يعد من مقتضيات الأمن القومي، وتذهب إلى أن ثمة تحديَيْن يواجهان دورها في هذا النطاق؛ هما:
1- الأزمة السياسية في الحكومة الصهيونية؛ حيث ترى مصر أن إصرار نتنياهو وحكومته على التوسع في "الاستيطان" يشكِّل تحديًا للسياسة الأمريكية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الأمر ليس بجديد، وأن الخلاف بين الصهاينة وصنَّاع القرار الأمريكي خلافٌ شكليٌّ، ودائمًا يُحسم لصالح الصهاينة ضد الإسلام والمسلمين.
2- كما ترى أن إنهاء الخلافات الفلسطينية يعدُّ ضرورةً للمضي في مفاوضات السلام، وتسعى مصر في هذه الأيام لترتيب لقاءات بين حركتي فتح وحماس، وكأن حلَّ القضية الفلسطينية يعتمد في المقام الأول على الوفاق (الفلسطيني- الفلسطيني).
ورغم إدراك مصر للتحديات في الشأن الفلسطيني، إلا أن سياستها في التعامل معها لم تتضح أبعادها، وخاصةً في ملف الحوار الفلسطيني؛ إذ ظل الحوار متوقفًا على إرادة الطرفين، ويبدو أن السياسة المصرية تقوم على دعم الولايات المتحدة في الضغط على الكيان الصهيوني، دون أن تقوم مصر بممارسة ضغوط على الكيان ولو من حيث الشكل.
وهنا يمكن الإشارة إلى التوسع في التعاون الاقتصادي بين مصر والصهاينة، والمشاركة في الحصار على غزة، وعدم الالتزام بهذه الأمور يهدر فرصًا كان يمكن أن تشكل ضغطًا مباشرًا على الكيان الصهيوني من شأنه تحسين شروط الموقف المصري.
ب) أما فيما يتعلق بإيران: فإن الموقف المصري ما زال محددًا في تأكيد حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ورفض امتلاك إيران أو الكيان الصهيوني أسلحة نووية، وهذا جانبٌ من المشكلة مع إيران، أما الجانب الآخر فهو يتعلق بما تعتبره مصر تدخلاً في الشئون الداخلية لبعض الدول، ومع ذلك فقد صرَّح الرئيس مبارك في واشنطن بأنه يجب إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وأضاف أن هذا لا يعني أنه إذا كان الصهاينة يمتلكون هذه الأسلحة أن تمتلكها إيران؛ الأمر الذي يظهر الموقف المصري في أضعف حالاته.
ومن حيث مستجدات الموقف المصري، فإنه لم يتضح موقفها- حتى الآن- من قضايا الأمن الإقليمي (المظلة الدفاعية الأمريكية)، وإن كان هناك رفضٌ شكليٌّ لهذه المظلة حتى الآن، وبشكل عام لا يتوقع حدوث تغير في الموقف المصري تجاه إيران.
جـ) العلاقات الثنائية: يصاحب الزيارة دعاية سياسية مفرطة، تقول بأن الزيارة تعيد العلاقات (المصرية- الأمريكية) إلى فترة ما قبل "بوش"؛ حيث الحوار الإستراتيجي، وتحسن العلاقات الثنائية والمصالح المتبادلة.
كما يصاحب الزيارة ظاهرة التحالف بين الكنيسة والسلطة؛ حيث تدعم الكنيسة الرئيس (مبارك) في مواجهة "أقباط المهجر"، وفي هذا السياق أرسلت الأنبا (يؤانس) لهذا الغرض، وقد ظهر التحالف بين الطرفين منذ تأييد الكنيسة للتعديلات الدستورية، وفي الوقت الحالي تبدو مؤشرات على قبولها توريث السلطة قد يؤدي إلى إقحام موضوع الأقباط ضمن أجندة الزيارة، وأن التحالف بين سلطة ضعيفة حالاً ومستقبلاً وفي ظل الدعم الأمريكي للكنيسة سوف يجعل الكنيسة طرفًا مهمًّا في العملية السياسية.
وفي سياق تصور مصر عن العلاقات الثنائية، تذهب مصر إلى أنه في ظل تراجع المعونة إلى 250 مليون دولار، فمن الضروري حصر التعاون في ملفات: التعليم، البحث العلمي، المرأة، معالجة الفقر، والمشروعات المتوسطة والصغيرة.
وقد استبعدت مصر البدء بمفاوضات التجارة الحرة في هذه المرحلة، وقد أشار تقرير صادر عن "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" إلى وجود صفقة بين الطرفين، وذلك فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية، وهذا ما يتوافق مع مطالب مصر بحقها في الرقابة على إنفاق المعونة، وتحديد طرق صرفها في المجالات السابق الإشارة إليها.
هذا التوجه إذا تمَّ التوافق عليه، فإنه سوف يشكِّل تحوُّلاً في السياسة الأمريكية تجاه مواقفها السابقة، والتي تعتبر الإصلاح السياسي قاطرةً للاستقرار والتنمية، وهو ما قد يؤثر مباشرة في منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية.
ملحوظة: "ملحق بالقراءة معظم أجزاء الحوار الذي أجراه تشارلي روز مع الرئيس المصري في واشنطن وأُذيع في قناة (cbs) فجر الثلاثاء بتوقيت القاهرة.

الشأن الإقليمي
دلالات نتائج مؤتمر فتح:

http://ikhwanonline.com/Data/2009/8/8/img7.jpg
محمود عباس خلال مؤتمر فتح السادس

يعكس عدم صدور بيان ختامي لحركة "فتح" عمق الأزمة التي تواجه الحركة، وخاصةً في ظل مواجهة خيارات مصيرية تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، وبغضِّ النظر عن غموض الأجندة السياسية لحركة "فتح"، وعدم وضوح أولوياتها، فإنَّ نتائج المؤتمر تشير إلى الملاحظات التالية:
1- إن تركيبة اللجنة المركزية موزَّعة على خمسة اتجاهات سياسية وأمنية، وهذا ما قد يؤثِّر سلبًا في تماسك المواقف السياسية للحركة بزيادتها ضعفًا، وخاصةً في ظل تباين الأولويات السياسية ما بين إعادة بناء الحركة وحسم الصراع مع حماس لصالح العدو الصهيوني.
2- أن المؤتمر استبعد معارضي التسوية السياسية من تشكيلات الهيئات القيادية، وقد يكون ذلك نتيجة تضاؤل فرص عقد المؤتمر بالخارج، أو ربما كان نتيجة إصرار "عباس" على عقد المؤتمر في "بيت لحم"، وأيًّا ما كان السبب فإن الواقع يشير إلى خلوِّ التشكيلات القيادية من معارضي السلام، ووجود أكثرية تقبل بتأخير أولوية المقاومة المسلحة.
3- إن التوجهات أو الأدوار الأمنية سوف تشكِّل ركنًا أساسيًّا في سياسات الحركة، وخاصةً في ظل وجود المسئولين السابقين عن الأجهزة الأمنية (وقائي الضفة وغزة والاستخبارات) في اللجنة المركزية، وهذا الوضع سوف يكون داعمًا للسياسات الأمريكية والصهيونية؛ حيث يزداد التقارب بينهم في معالجة المسائل الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية.
4- إن هذه النتائج سوف تزيد الفجوة بين حركتي "حماس" و"فتح"، وبشكل لا يمكن التوقع معه حدوث تحسن في العلاقة بينهما، ومن المرجَّح أن تقوم إستراتيجية حركة "فتح"- وبدعم إقليمي- بمحاولة تفكيك سلطة "حماس" في غزة، ويكون تعزيز الحصار وإطالة أمده سياسةً مشتركةً بين "فتح" من ناحية والصهاينة وأمريكا وبعض دول الجوار من ناحية أخرى.
5- إن المؤتمر أعاد تجديد شرعية "محمود عباس" كرئيس للحركة وقائدها العام، وهو ما يعطيه حرية التحرك- في ظل التركيبة الجديدة- والاقتراب من السياسة الأمريكية والصهيونية أكثر وأكثر؛ الأمر الذي لا يحقق المصلحة الفلسطينية، ويصب بالضرورة لصالح الصهاينة.

الشأن الدولي
1- استمرار هيمنة أمريكا على شئون العراق:

http://ikhwanonline.com/Data/2003/8/7/1_168517_1_6.jpg
الاحتلال ما زال له الكلمة الطولى في العراق



تسعى الولايات المتحدة لتطوير تعاونها الأمني مع سوريا، في إطار ما تسميه "التعاون الأمني الإقليمي"، ولهذا الغرض أرسلت وفدًا عسكريًّا إلى دمشق لمناقشة التعاون المشترك تجاه حفظ الأمن على الحدود (العراقية- السورية)، ومكافحة التسلل إلى العراق، وذلك كمقدمة للتعاون على المستوى الإقليمي.
تأتي هذه الخطوة الأمريكية رغم البدء بتنفيذ الاتفاقية الأمنية مع الحكومة العراقية، وسحب القوات الأمريكية من المدن العراقية إلى القواعد العسكرية، ويُظهر ذلك أن السياسة الأمريكية ما زالت ترى أن مسألة الأمن الإقليمي المحيطة بالعراق من الاختصاصات الأمريكية، وأنه ليس من المتوقع التنازل عن هذه المهمة في ظل وجود قواعد أمريكية داخل العراق، وهذا ما يقلِّل من أهمية الحديث عن الاستقلال والسيادة، وعدم التدخل في شئون العراق الداخلية.
2- تطورات ما بعد الانتخابات الإيرانية:
بعد مرور ما يقرب من شهرين على إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية؛ تسعى السياسة الإيرانية لحسم الجدل والصراع حول نتائج الانتخابات، فمنذ أيام عُقِدَت محاكمات لرموز من معارضي نتائج الانتخابات، وتجري هذه المحاكمات بضغط من الحرس الثوري.
ولم يقتصر الجدل على نتائج الانتخابات بقدر ما كانت هناك مطالبات بمناقشة فلسفة النظام السياسي والقوعد الحاكمة له، وهو ما كان سببًا في الصدام بين السلطة وعلي خامنئي من جهة والمعارضين من جهة أخرى، وتشير مواقف خامنئي ومسار المحاكمات الحالية إلى إصرار مؤسسات الدولة على الحفاظ على قيم النظام السياسي؛ باعتبارها قيمًا عليا لا يجوز المساس بها، وأن السلطة تتصرَّف هنا على أن النظام أصبح يواجه تهديدًا مباشرًا وقويًّا.
وهذا التوجه وإن كان يحقق الاستقرار في الوقت الراهن، إلا أنه لا يُنهي الجدل حول القضايا المتعلقة بالتحولات الداخلية في النظام، ومدى تعبيرها عن اتجاهات الرأي العام، وهذا ما قد يؤثر في استقرار الدولة، وقد يدفعها إلى تبنِّي سياسة خارجية انكماشية.

ابو مصعب المصرى
03-09-2009, 07:09 PM
الإخوان وشمولية الفكرة


يقوم النظام في مصر بحملة أمنية وإعلامية ضد جماعة الإخوان المسلمين؛ يستهدف بها التأثير في الجماعة لتتراجع عن المضيِّ في وسائلها الفعَّالة؛ للوصول إلى أهدافها أو للتحييد عن مسارها السلمي الوسطي المتوازن، أو ليضطرب صفُّها، فيتغيَّر فكر بعض أبنائها أو سلوكهم.
ومع يقيننا بأن هذه الحملات سوف تفشل- بإذن الله- كما فشلت كل الحملات السابقة، وأنها لن تزيد الإخوان إلا ثباتًا وصمودًا واستمرارًا على ذات المنهج، وتواصلاً مع الجماهير، ومع كافة القوى السياسية الوطنية.. فإننا نؤكد ما يلي:
أولاً: إن فكرة الإخوان المسلمين تضمُّ كل المعاني الإصلاحية، ولقد عبَّر الإمام البنا- رحمه الله- عن ذلك في رسالة "المؤتمر الخامس" بقوله: "وكان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين؛ أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة، وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من الفِكَرْ الإصلاحية، وأصبح كل مصلح مخلص غيور يجد فيها أمنيته، والتقت عندها آمال محبي الإصلاح، الذين عرفوها وفهموا مراميها.. وهكذا نرى أن شمول معنى الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح، ووجَّه نشاط الإخوان إلى كل هذه النواحي، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلى ناحية واحدة دون غيرها؛ يتجهون إليها جميعًا، ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعًا".
ثانيًا: إن جماعة الإخوان المسلمين لم ولن يصدر عنها بإذن الله تصريحٌ أو تلميحٌ ما يفيد التفريط في أي جزءٍ من أجزاء المنهج الإصلاحي الإسلامي المتكامل.. فالإسلام عندنا "نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا؛ فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواءً بسواء"، ولا نعرف في منهجنا أو حركتنا ما يردِّده البعض الآن عن إمكانية الفصل بين "الدعوة والسياسة"، فنحن ندعو الناس إلى الإسلام والحكومة جزءٌ منه, والحرية فريضةٌ من فرائضه.
ثالثًا: إن جماعة الإخوان المسلمين تدرك أن حمل المنهج الإسلامي الكامل، والعمل به، والتحرك لإقراره، واستقراره في المجتمع؛ لا بد وأن يقابَل ببطش الظالمين ومكر ودسائس الفاسدين، وأن ذلك يتطلَّب تضحيةً غاليةً ومستمرةً حسبةً لله تعالى، مهما طال الزمن وامتدت المواجهة.
ولذا فنحن نجدد العهد والبيعة مع الله على حمل اللواء "الإسلام الصحيح الكامل"، وعلى البذل والعطاء وعلى التضحية والفداء، وعلى الوقوف مع الحق، والسعي إلى تحقيق العدل، والله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا أبدًا ما حيينا.. والله أكبر ولله الحمد.

الوليد الجزائري
03-09-2009, 07:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي بارك الله فيك على نشاطك الطيب
بعد طلبك مني في موضوع الديموقراطية (الذي حدف ولاأدري سبب الحدف )تبين لك النقاط التي أتحفظ بها على جماعة الإخوان لنتناقش حولها ....هل يمكن أن نبدأ ومن خلال مواقف الإخوان التي نقلتها أنت بنفسك ومناقشتها في ضوء الكتاب والسنة.

@أبو الوليد@
04-09-2009, 04:43 PM
وأنا سأشارككم النقاش بعون الله وتسديده على شر أن تكون معتمدة على كتاب الله وسنته

أبو جهاد المصري
05-09-2009, 10:18 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم

أبو جهاد المصري
05-09-2009, 10:23 PM
استباحة الدم المصري بالخارج.. العرض ما زال مستمرًّا
[16:25مكة المكرمة ] [01/09/2009]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/11/4/ikh9.jpg




- د. الأشعل: طأطأة الرءوس أمام الكيان وراء كل المصائب
- د. البلتاجي: التخلص من المصريين مهمة وزارة الخارجية
- مجدي قرقر: لا بد من ضغطٍ شعبي على القيادة المتخاذلة
- د. أكرم بدر الدين: تنشيط دور الخارجية مطلوب فورًا
- أبو سعدة: المستقبل يبشر بمزيد الاستباحة مع تخاذل الخارجية

تحقيق- إيمان إسماعيل:
لأني مواطن معدوم مثل غالبية قومي فلن يضير الحكومة إن مت قتيلاً مع الآلاف على أسفلت الوطن أو حتى غريقًا مع عبَّارة أمام سواحله، ولأن خانة الجنسية في جواز سفري مكتوب بها "مصري"، فلن يهتم بصراخي أحد إن اعتقلتني تلك الدولة بقية عمري أو قررت أخرى إعدامي بمحاكمة قضائية أو حتى من غيرها.

أنظر إلى عداد الأرقام متوقعًا أن يضم يومًا رقمي لتضعه وزارة الخارجية في ملفات المصريين المعدمين في الخارج أو المفقودين في بلاد الله الواسعة.. أقرأ عناوين الصحف فانتفضُ لإعدام السعودية طفلاً مصريًّا عمره 14 سنة بعد اتهامه بقتل جارته، وأرتجف لاعتقال المصريين في الكويت بدون محاكمة، وفي أوضاع غير إنسانية، قبل أن يفاجئني اختطاف قراصنة الصومال لـ33 صيادًا مصريًّا، وقرار السلطات الليبية بإعدام 35 آخرين يتم تنفيذ الحكم في اثنين قبل أن يعفو معمر القذافي عن بعضهم في احتفالية بثورة الفاتح.

تاريخ من الدماء المصرية المهدرة في صحراء سيناء بعد توقيع "السلام" مع العدو الصهيوني الذي أكد توقيعه للمعاهدة بقتل عشرات الجنود والمواطنين المصريين على الحدود مع الكيان، فيعتذر عن قتلانا تارةً، ويهمل الاعتذار تارةً أخرى، بعد أن تأكد من هوان الدم المصري عند حكومته، التي لا تعرف العزة والسيادة إلا أمام المحاصرين في غزة فتسأسد لكسر أرجل ضعفائهم.

ونتساءل لماذا أصبحت استباحة الدم المصرى رخيصة بهذا الشكل؟!، وإذا كانت مهمة وزارة الخارجية الأولى هي الدفاع عن المصريين خارج بلادها فما هي المهمة الحالية التي شغلتها عن ذلك؟!

طأطأة!
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/2/4/imgt18.jpg د. عبد الله الأشعل
بدايةً يرى الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن موقف وزارة الخارجية المصرية من الانحناء المستمر أمام باقي الدول، وتهاونها الدائم في استرداد حقوق أبنائها، هو سبب تزايد استباحة دماء المصريين في بقاع شتى من الأرض، مشيرًا إلى وجود سلسلة طويلة من الوقائع، والتي تزداد يومًا تلو الآخر، تُظهر مدى امتهان كرامة وحقوق المواطن المصري في الخارج في ظل صمت وعجز وزارة الخارجية المصرية.

ويؤكد أن الدولة التي تنحني للكيان الصهيوني ستتخوف من أن تتصدى لأي قوة أخرى، وأي قوة أخرى لن تفكر في أن تعمل لها أي حساب، مرجعًا ذلك إلى أن الكيان الصهيوني هو الذي يحرض باقي الدول لاستسهال استباحة الدم المصري.
وأشار الأشعل إلى طأطأة الرؤس أمام الكيان الصهيوني مع تخاذل وزارة الخارجية في استرداد حق مواطنيها أمام تجاوزات الكيان، سواء محاولات القتل المتكررة للجنود المصريون أو المواطنون الذين يقتلون برصاص الكيان الصهيوني على الحدود، هو ما يدفع باقي الدول إلى استباحة الدم المصري أكثر فأكثر، ولسان حالها" هذا التهاون في ظل انتهاكات دولة معادية، فما بالنا ونحن أشقاء"!

ويذكر بقول سيدنا عمر بن الخطاب عندما ذكر "ألسنا على حق وهم على باطل.. فلما الدنية في ديننا"، ملمحًا إلى الدنية التي انسقنا إليها، والتي أصبحت علامة مميزة على جيبننا بأفعال وزارة الخارجية، التي ارتضت الانحناء والتذلل للكيان الصهيوني فكانت النتيجة إراقة الدم المصري في دول شتى، وليس أمام الكيان فقط، دون أي اعتبار للكرامة المصرية.

ويستطرد د. الأشعل قائلاً: إن جميع النظم الدكتاتورية التي تتبع رأى الحاكم فقط في اتخاذ قراراتها دون وجود أي آثر يذكر للديمقراطية، تكون النتيجة كما هو عليه الوضع الآن في مصر، من هوان وضعف وتخبط في اتخاذ القرارات، وفي الدفاع عن حقِّ مواطنيها أمام الدول الأخرى.

واستنكر ما يحدث بحق 35 مواطنًا مصريًّا في ليبيا، بعيدًا مدى الجرم الذى ارتكبوه وأحقيتهم في تلقي العقاب الرادع، إلا أنه يرى أنه من المفترض أن تقوم بعقوبتهم الحكومة المصرية بنفسها؛ لأن الجريمة وقعت بين مصريين، فضلاً عن أن الحكم الصادر ضدهم، في ظل صمت وزارة الخارجية، يعد مخالفًا للقانون الليبي؛ حيث ينص قانون القصاص والدّية الليبي رقم 6 لسنة 1994م على أحقية المحكوم عليه بالإعدام في الإفراج عنه بمجرد حصوله على تنازل رسمي من أولياء دم القتيل- أهالي الضحية- بتسوية المسألة وفقًا للشريعة الإسلامية، وبدفع القاتل لديه يتفق عليها مع أهل القتيل.

ويضيف د. الأشعل أنه لو تدخَّلت وزارة الخارجية بالشكل المطلوب في مختلف القضايا المماثلة، مثلما فعلت السويد أمام الكيان الصهيوني عندما تمت إهانة اثنين فقط من مواطنيها، أو مثلما فعلت السلطات الليبية التي تدخلت مؤخرًا لدى أسكتلندا للإفراج عن المواطن الليبي المسئول عن تفجير طائرة الركاب الأمريكية فوق مدينة لوكيربي بأسكتلندا أو تأسيًا بباقي الدول مثل ألمانيا أو فرنسا أو أمريكا عند المساس فقط بكرامة أحد مواطنيها، لتغير الوضع كثيرًا ولاستردت مصر هيبتها وكرامتها مرةً أخرى، ولفكرت تلك الدول ألف مرة قبل المساس بأي مواطن مصري.

التخلص.. مهمة الخارجية!
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/1/9/ikh45.jpgد. محمد البلتاجي
ويستنكر النائب د. محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان وعضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب، الغياب الكامل لدور وزارة الخارجية المصرية في كل أقطار الأرض، في الوقت الذي يتحرك فيه العالم أجمع لإنقاذ مواطنيه.

ويعدد د. البلتاجي مظاهر انتشار استباحة دماء المصريين في الخارج في فترةٍ قصيرة بأعداد هائلة، فما بين غرقى في العبَّارة، ومختطفين في الصومال، وأطباء محكوم عليهم بالإعدام في السعودية، ومصريين متروكين في الشوارع لعدة سنوات في الخارج لرفض الخارجية توفير تذاكر عودة لهم بعد نفاد أموالهم في الخارج بحثًا عن رغيف العيش، مشيرًا إلى أن الخارجية المصرية انتهجت نهج أن "التخلص من المصريين مهمة قومية لابد إنجازها".

ويوضح الدور الذي كان من المفترض أن تقوم به وزارة الخارجية في أزمة ليبيا، من ضرورة توفير الوزارة لمحامين يعتدُّ بهم للقيام بدور تفاوضي مع الدولة الليبية، فضلاً عن ضرورة وجود رئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية المصري في ليبيا بقوة، ووقوفهم بجانب المواطنين المحكوم عليهم بالإعدام، وهو ما لم يتم بأي شكلٍ من الأشكال، مستشهدًا بما يقوم به رئيس الوزراء الليبي أو الفرنسي أو البلغاري لإنقاذ مواطنيه في شتى بقاع الأرض وذهابهم بأنفسهم إلى البلد للتفاوض مع نظيرائهم.

ويشير إلى أن ترك المواطنين المصريين دون القيام بدورٍ حقيقي تفاوضي مع الحكومة الليبية، ومن قبل مع السعودية والطبيبين اللذين حُكِمََ عليهما بالإعدام أيضًا، أنها جرائم في حقِّ الإنسانية ووصمة عار في جبين مصر.

ويتنبَّأ د. البلتاجي أنه إذا استمرَّ وضع وزارة الخارجية المصرية على هذا النحو المتخاذل، بأنه سيتم تهميش دور الدولة تمامًا مستقبلاً، وسيكون وجود الخارجية مثل عدمه؛ حيث إنه لا مكانةَ للدولة الآن سواء في حياة المواطن المصري، أو أمام باقي الدول، مستشهدًا على ذلك بما فعله الصيادون لتحرير أنفسهم بأنفسهم، لما وجدوه من إهمالٍ وتهاونٍ من جانب وزارة الخارجية في تحريرهم أو إنقاذهم.

عامل ضغط
http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/8/11/Pic1365.jpgد. مجدي قرقر
"هُنَّا على أنفسنا فهُنَّا عليهم" بهذه الكلمات بدأ مجدي قرقر الأمين العام لحزب العمل كلامه، مشيرًا إلى أن المصريين يبيتون الليالي الطوال أمام السفارات للحصول على تأشيرات، فمصر فقدت قيمتها بين جميع الدول العربية والغربية، نتيجة استباحة دماء المصريين وكرامتهم داخل بلدهم.

ويضيف مجدي قرقر أن النظم الاستبدادية التي تسيطر علينا في عالمنا العربي هي ما آلت بتلك الأوضاع، وإلى ركون وصمت وزارة الخارجية المصرية، التي لا تقوم بأدنى واجباتها في حماية واسترداد حقوق المصريين، دون أن تشجع المخطئين على أخطائهم دون نيل عقوباتهم- في إشارةٍ إلى المصريين المحكوم عليهم بالإعدام في ليبيا- وإنما نطالب وزارة الخارجية بظهورها بأي دورٍ وفقًا للقوانين المعمول فيها في البلاد.

وأكد أن تلك المآسي ستظل في تزايدٍ في ظلِّ تخاذل الحكومة، وصمت الشعب، داعيًا إلى ضرورةِ انتفاضة القوى الشعبية على نطاقٍ واسع، تنتفض طوال الوقت لا أن تثور فترة وتنام، حتى تكون بمثابةِ عامل ضغط قوي على وزارة الخارجية في أي قضيةٍ فتحركها من صمتها الذي طال، واستدلَّ بقضية الأطباء المصريين المحكوم عليهم بالإعدام في ليبيا بأن تظل نقابة الأطباء في ثورةٍ عارمة من أجلهم حتى تُمثِّل ضغطًا شعبيًّا على القيادة المتخاذلة.

وتعليقًا على حملة التبرعات التي يتم جمعها للمواطنين المصريين المحكوم عليهم بالإعدام في ليبيا، يرى قرر أن مثل هذه الحملة تأتي في مرحلة تالية، وليست بالتصرف المطلوب في الدرجة الأولى؛ لأنه بمثابة اعترافٍ من الشعب بأهلية موقف الحكومة الصامت وأهلية تلك الأحكام، بل إنه من الممكن أن يكون دافعًا للحكومة أن تذهب في سُباتٍ ونومٍ أعمق مما هي عليه.

تنشيط
ويصنف الدكتور أكرم بدر الدين أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية وضع المصريين في الخارج إلى صنفين: صنف بالفعل قام بتجاوزات، وهذا لا بد أن تطبق عليه الجريمة القانونية ويعاقب، والصنف الآخر هو أن تكون هناك تجاوزات ضد المصريين على وجه الأخص، ربما لوجود حقوق ضائعة، أو لوقوع ظلم عليهم، وهذا الصنف هو الأكثر في وقتنا الحالي، مشيرًا إلى أنهم في تلك الحالة في حاجة إلى رد فعل قوي من جانب حكوماتهم حتى تسترد حقوقهم وكرامتهم المهدرة.

ويلمح د. بدر الدين إلى أن نظام الكفيل الذي يعامل به المصريون في الخارج من المحتمل أن يكون من الأسباب القوية التي تعمل على إراقة وإهدار دماء وكرامة المصريين في الخارج أكثر؛ لأنه أشبه بنظام العبيد والذل للغير، ولا يحصل فيه المصري على أدنى مستحقاته، ومطالبًا وزارة الخارجية بمزيدٍ من النشاط وبخطى أوسع وأوقع حتى يتم منع إراقة دماء المصريين المهدرة.

دم رخيص!
http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/8/21/ikh5.jpgحافظ أبو سعدة
ويعلق حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان قائلاً: إن الحكومة تعمل على بيع أرواح المصريين واستباحة دمائهم، معربًا عن أسفه وذهوله من صمت وزارة الخارجية الذي طال في قضية المصريين المحكوم عليهم بالإعدام وقبلها في الكثير من القضايا، خاصةً بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام على اثنين منهم.

ويدق أبو سعدة ناقوس الخطر من استمرار وزارة الخارجية على هذا النحو المتخاذل من حماية المصريين في الخارج، خاصةً أن معدلات العمالة المصرية في الخارج كثيرة جدًّا، وبالأخص في ليبيا، مما ينبئ بكارثة إذا استمرَّ الوضع على ما هو عليه، من عدم قيام الخارجية المصرية بدور فعَّال وقوي في تلك القضية، متوقعًا باستباحة وإراقة المزيد من دماء المصريين في الخارج مستقبلاً.

ويؤكد أبو سعدة أن تزايد حالات استباحة دماء المصريين في الخارج يومًا تلو الآخر ما هو إلا موقف وزارة الخارجية المصرية من التراجع والتقصير في حق مواطنيها، مشيرًا إلى أنه لو كان هناك حساب لمصر من باقي الدول، وخوفًا على تأثر العلاقات بين البلدين لتغير الوضع كثيرًا ولقامت الدول الآخرى بألف حساب قبل الإقدام على أي خطوةٍ اتجاه انتهاك حق مواطن مصري، أما الآن فينتهك الآلاف بلا أي تحركٍ للخارجية المصرية.

ويضيف أبو سعدة أنهم طالبوا بتشكيل صندوق لجمع تبرعات الدية من الشعب بعيدًا عن الموقف الحكومي المتخاذل، كما حرر الصيادون أنفسهم دون أي احتياج للحكومة، ملمحًا إلى أن الأوضاع كان من الممكن أن تكون أفضل، إذا ما تحركت وزارة الخارجية بخطى حقيقية وواسعة وحقيقية بعيدًا عن التصريحات الإعلامية التي ارتضتها لنفسها واكتفت بها.

http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gif

http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/show_27.gif

أبو جهاد المصري
07-09-2009, 04:37 PM
قصيدة صهيونية للأطفال: "صوبوا بنادقكم تجاه الشرق"
[12:07مكة المكرمة ] [30/08/2009]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/12/26/ikh13.jpg
بقلم: رجب عبد الوهاب
"صوبوا بنادقكم تجاه الشرق" هذا آخر ما يردده الطفل الصهيوني حين يقرأ قصيدة "حكاية" للشاعر الصهيوني "رافي دان" الذي روَّج وبشر في كتاباته بقدوم الإنسان اليهودي للاستقرار في أرضه التاريخية الموعودة حسب زعمه، وإذا كان ختام القصيدة يعد بمثابة قاعدتها، وآخر ما يبقى منها في السمع، وهي قفل الكلام، حسب تعبير ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة، فإنَّ الشاعر الصهيوني "رافي دان" استغلَّ هذه الخصيصة في الخاتمة ليبث عبرها أفكاره المريضة في عقول الأطفال من أبناء جلدته.

وشعار "صوبوا بنادقكم تجاه الشرق" الذي يُطلقه الشاعر في نهاية قصيدته هو المحور الأساسي الذي تسعى القصيدة للوصول إليه، والقيمة الرئيسية التي تهدف إلى زرعها في عقول الأطفال الصهاينة، فالقصيدة تقوم على بنية حوارية متخيلة بين الشاعر والأطفال من حوله، يقوم هو بدور الراوي لحكاية طفل يهودي يدعى "زئيف" قتله جنود الشرق "العرب" حين حاصروا المدينة، ولكن لا أحد يعرف مَن المتسبب الرئيسي في موته، وعبر مجموعة من الأسئلة المطروحة:
"هل مات من الجوع؟
أم تحت التعذيب؟
برمح طائش‏؟
أم تحت حوافر الخيول..؟‏"

تنتهي جميعًا بـ:
"لا. لا أحد يعرف".

ينتقل "رافي دان" بأطفاله إلى غرضه الأساسي من وراء هذه الحكاية، وكأن السؤال عن السبب المباشر ليس غرضًا في ذاته.

إن الغرض الأساسي ينكشف من خلال السؤال الماكر الذي يتجاوز به مجموعة الأسئلة التي لا يعرف أحد إجابة لها، ويلقيه "رافي دان" على مسامع الأطفال من حوله:
"لكن، هل تريدون أن تموتوا مثل زئيف؟".
وطبيعي أن تكون الإجابة "لا"
فلا أحد يرغب في الموت بهذه الطريقة المؤلمة حسب تصوره، وهنا يجد الشاعر اللحظة مناسبة لختام قصيدته وبث رسالته لتبقى متعلقةً في عقول الأطفال؛ لأنها آخر ما أُلقي على مسامعهم، إن ختام القصيدة وفقًا للأيديولوجية المريضة التي سعى الشاعر أن يزرعها في عقول الأطفال:
"إذن صوّبوا بنادقكم تجاه الشرق".

إن جملة "صوبوا بنادقكم تجاه الشرق" تكشف عن أنَّ الحرب والعدوان كانا وما زالا بالنسبة للفكر الصهيوني حقيقةً وجودية، أو كابوسًا وجوديًّا لا مفرَّ منه، كما يحلو تسميتها من قبل بعض اليهود، ومن ثَمَّ يصبح من الطبيعي أن يتحول المجتمع الصهيوني، بفعل هذا الكابوس، إلى ثكنةٍ عسكريةٍ تُغذي فيها الأفكار العسكرية العدوانية، وفي جوٍّ مشبعٍ بالحقد والكراهية لكل ما هو عربي، وفي إطارٍ من المفاهيم الكاذبة كالأمن والدفاع، والشعارات المضللة كالتمرد على الحرب في بعض الأحيان والظروف، للوصول إلى إقامة (إسرائيل الكبرى) ثم (إسرائيل العظمى) أو المملكة اليهودية العالمية، حسب ما أقرته التوراة التي بين أيدينا، وكما جاء في أسفار التلمود صراحةً بهذا المعنى.

الغريب في الأمر أن القصيدة في إطار البنية الحوارية التي ألمحنا إليها آنفًا تكشف كذلك عن أن الصهيونية تريد احتكار القوة واحتكار الألم الإنساني معًا، خاصةً أنها تُركز على معاناة اليهودي فقط، أما الآخر (الجوييم) فلا ينظر إلى ألمه، إن الشاعر يصور معاناة "زئيف" وألمه، بقوله:
زئيف طفل‏
لم يكبر بعد. عاش على هذه الأرض‏
أحبها‏
وحين حاصر الغزاة المدينة‏
مات..
كيف مات؟‏
لا أحد يدري‏
هل مات من الجوع؟‏
أم تحت التعذيب‏؟
برمح طائش‏؟
أم تحت حوافر الخيول..؟‏
إن كون زئيف طفلاً أحب الأرض التي عاش عليها، وتعدد أوجه التعذيب التي من المحتمل أنه تعرَّض لها وتسببت في موته، يعمق الألم المستشعر من حكاية هذا الطفل، وفي مقابل ذلك لا تجد للآخر إلا البنادق التي يأمر الشاعر/ الراوي مستمعي حكايته أن يصوبونها تجاهه، وهذا يقع في صميم العنصرية، حيث يقتصر الاهتمام على الأنا وعلى الكيان فحسب، أما الآخر فلا... بل وينظر إليه باحتقار أيضًا.

ولعل من الطريف هنا أن نذكر أن كلمة "زئيف" هي كلمة عبرية تعني الذئب، ويستخدمها الجيش الصهيوني للدلالة على الكلب القوي الذي يكون قائدًا لمجموعة من الكلاب، فإذا وضعنا في الاعتبار الدلالتين اللتين يدور اللفظ "زئيف" في إطارهما، أي الذئب بما يحمل من صفاتٍ تدل على الذكاء والفطنة والصلابة والقوة، والكلب بما يدل على معنى الوفاء تبيَّن لنا سعي الكاتب إلى تعميق الإحساس بالألم والحسرة على هذا الطفل الذي يملك من الصفات الذكاء والفطنة والصلابة والقوة والوفاء هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى يتبين لنا حرصه على بثِّ معنى القوة واحتكارها ليصبح "زئيف" رمزًا للقوة والألم معًا.

كذلك يسعى الشاعر عبر لعبة الحكي الماكرة التي يستخدمها في قصيدته إلى تزييف الحقائق التاريخية، لقد أراد "رافي دان" أن يوهمنا أن وجود اليهود قديم ضارب في القدم:
منذ آلاف السنين‏
أجل منذ آلاف السنين‏

فاليهود طبقًا للرؤية المقدمة في القصيدة يعيشون منذ آلاف السنين على أرض المدينة التي عاش عليها الطفل زئيف، وهي مدينة فلسطينية بطبيعة الحال، ولعل في تكرار الجملة مصحوبة بكلمة "أجل" التي تحمل معنى الموافقة ما يكشف سعي الشاعر إلى قلب الحقائق التاريخية وإثبات حق اليهود في المدينة/ فلسطين التي يعيشون عليها منذ آلاف السنين، بل هو يمعن في ذلك حيث يصف أصحاب الأرض (الفلسطينيين) بأنهم "غزاة" حاصروا المدينة.

لا غرابة أن يسعى "رافي دان" إلى بثِّ كل هذه القيم الخبيثة في قصيدته، فهو شاعر صهيوني دأب مع غيره من الأدباء الصهاينة منذ زمن على أن يضعوا السم في الدسم بذكاء، ويسمّموا عقول الناشئة، ليجعلوهم مهيئين لتقبل الإيديولوجية الصهيونية المتخلفة.

نص القصيدة:

(حكاية) للشاعر الصهيوني (رافي دان)‏
"زئيف، هل تعرفون زئيف؟‏
لا ليس حيًّا الآن‏
أجل طفل صغير، صغير لم يكبر‏
منذ آلاف السنين‏
أجل منذ آلاف السنين‏
انصتوا جيدًّا وافهموا القصة..‏
زئيف طفل‏
لم يكبر بعد. عاش على هذه الأرض‏
أحبها‏
وحين حاصر الغزاة المدينة‏
مات..‏
كيف مات؟‏
لا أحد يدري‏
هل مات من الجوع‏
أم تحت التعذيب‏
برمح طائش‏
أم تحت حوافر الخيول..؟‏
لا. لا أحد يعرف‏
لكن، هل تريدون أن تموتوا مثل زئيف؟‏
- لا‏
إذن صوّبوا بنادقكم تجاه الشرق

ضرار الأقصى
07-09-2009, 04:46 PM
من وجهة نظري انه اجدع صهيوني واقوى صهيوني لاتضاهي قوته قوة طفل فلسطيني يرميه بحجر فيهرب منه ولكن لا ننام على هذه العبارة بل ان كنت قويا فسعى ان تكون اقوى وان رميت الصهيوني بحجر وهرب ارميه بنار وجعله فراشا تحت اقدامك..
اشكرك اخي

ابو مصعب المصرى
10-09-2009, 02:04 AM
تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيُّرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي:
تطوير العلاقات المصرية- التركية لحفظ التوازن الإقليمي:
استقبل الرئيس مبارك وزير الخارجية التركي، وتناولت المحادثات المشتركة القضايا الأساسية في المنطقة، ومنها الأزمة بين العراق وسوريا، الخلاف حول تشكيل الحكومة اللبنانية، والقضية الفلسطينية، ولما كانت هذه القضايا تشكل أهم المشكلات الإقليمية؛ فإن المحادثات المشتركة حولها قد تعزز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية؛ الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتطوير القدرات السياسية المشتركة للبلدين، ويعيد للدور المصري حيويته على المستوى الإقليمي العربي والإسلامي.

ومن خلال استعراض الملفات الأخرى التي شملتها الزيارة؛ يتضح تعدد المصالح والتحديات المشتركة للبلدين، فاستقرار العلاقات العراقية السورية والاستقرار الداخلي في لبنان هو من المصالح المشتركة بين البلدين، وأنه ليس من المصلحة استئثار طرف بالمسئولية عن هذه القضايا واستبعاد الآخرين، ويشكل اعتراف تركيا بالدور الرئيسي لمصر في ملف المصالحة الفلسطيية؛ تطورًا مهمًّا في السياسة الإقليمية التركية، والتي تقوم على تجنب النزاع أو الصراع مع دول المنطقة، ولكنها تسعى إلى المشاركة والتعاون مع الدول العربية لدعم الفلسطينيين، وذلك من خلال تقديم المشورة السياسية والدعم اللوجستي لهم.

وقد يساعد تعاون البلدين في إفريقيا في تعزيز القدرات المشتركة في الاقتصاد والسياسة لمواجهة التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية.

ثانيًا: الشأن الإقليمي:
1- أزمات تواجه الحوار الفلسطيني:
لا يزال الحوار الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس متعثرًا؛ الأمر الذي يؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية، ورغم وجود أنباء عن إعداد مصر لورقة مبادئ للحوار الفلسطيني، فإن الخطاب السياسي لكل من الحركتين يكشف عن تباين عميق في المواقف السياسية.


http://ikhwanonline.com/Data/2009/6/30/asd3.jpgإحدى جلسات الحوار الفلسطيني بين حماس وفتح


فبينما انحصرت مواقف السلطة الفلسطينية في وقف الاستيطان (المرفوض أساسًا من الصهاينة) كمقابل لبدء المفاوضات، فإن حركة حماس ذهبت إلى أن اختراع معادلات جديدة للصراع سوف يضيع أصول القضية الفلسطينية، والتي تتمثل كما قال خالد مشعل في أن "إسرائيل أخذت أرضًا بطريقة غير مشروعة"، وهو ما يقتضي معاملة الكيان الصهيوني كمغتصب لحقوق الفلسطينيين، وهذا ما يكشف عن الخلاف الجوهري حول توصيف نقطة البداية والأصل في التعامل مع القضية الفلسطينية، ومع تعثر الحوار الفلسطيني خلال الجولات السابقة، ترسخ ما يعرف بالخلاف حول الانتخابات، فبينما ترى حركة فتح ومعها السلطة أنه سوف يتم عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها، بغض النظر عن نتائج الحوار الفلسطيني، ترى حركة حماس أن الانتخابات لا يمكن أن تتم إلا في إطار توافق فلسطيني وعلى مستوى الضفة وغزة.

ويمثل الملف الأمني في الضفة الغربية خلافًا جوهريًّا بين الطرفين، ويشكل عائقًا أمام تقارب الحركتين، ولعل النقطة الحرجة في ذلك ترجع إلى أن إدارة هذا الملف تقع تحت سيطرة الإشراف الأمني الأمريكي (دايتون)، وأنه وفي ظل استهداف حركة حماس في الضفة الغربية، باعتقال المقاومين وإغلاق الجمعيات والاستبعاد من كل الوظائف؛ فإن هذه الممارسات تساهم في تفاقم الأزمة بين الطرفين.

وبالتالي فإن إدارة الحوار الفلسطيني يجب عليها النظر في هذه الأمور، وأخذها بعين الاعتبار؛ حيث إنها كانت سببًا فى إخفاق الجولات السابقة، كما أن استمرارها سوف يساعد في تنامي الأزمات الفلسطينية، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، ويصب بالضرورة في مصلحه العدو الصهيوني.

2- سياسات المواجهة مع النفوذ الإيراني:
فيما يشبه تقارب إقليمي لمواجهة ما يُسمى بـ"النفوذ الإيراني" في الدول العربية، شهدت المنطقة مواقف تكشف عن توفر البيئة السياسية لاتخاذ مواقف مشتركة ضد إيران.

فقد بدأ مجلس التعاون الخليجي تحركات لمساندة الحكومة اليمنية في المواجهة مع الحوثيين، وقد جاءت هذه التحركات في سياق الإعلانات اليمنية المتتالية بأن المواجهة ليست مع الحوثيين، وإنما مع النفوذ الإيرانى في اليمن، كما تأتي أيضًا في سياق إعلان "الإمارات المتحدة" عن مصادرة سفينة أسلحة كورية شمالية كانت متوجهة لإيران.

التطور الآخر جاء من مصر؛ حيث أعلنت عن اعتقال تنظيم شيعي مدعوم مباشرة من إيران، ويعمل هذا التنظيم على ترويج الفكر الشيعي في مصر.

كما يمكن قراءة الأزمة (العراقية– السورية) في أحد أبعادها، على أنها محاوله لإضعاف التحالفات الإيرانية في المنطقة العربية، وذلك باعتبار أن تزايد الضغوط على سوريا سوف يقلل من أهمية تحالفها مع إيران، هذه التطورات قد تكون في سياق بلورة إطار المظلة الدفاعية الأمريكية الإقليمية.

ثالثًا: الشأن الدولي:
1- الصراع على المبادرة الأمريكية:
تشهد الساحة السياسية إقليميًّا ودوليًّا جدلاً شديدًا حول المفاوضات على المسار الفلسطيني، قبل إعلان الولايات عن مبادرة للتسوية بدأت معالمها في الظهور خلال الأيام الماضية، وفي هذا السياق تسعى كل الأطراف لوضع أجندة؛ لكي يتم تضمينها في المبادرة الأمريكية.

وعلى مستوى الكيان الصهيوني، فما زال الخط السياسي للحكومة يسعى لوضع التجميد الجزئي للاستيطان، في مقابل بدء المفاوضات والتطبيع مع العرب، وتحاول الحكومة الصهيونية فرض معادلة جديدة تتيح لها حرية التصرف في الملفات الأخرى، والتي تضم القدس وتوسيعها وإبقاءها خارج المفاوضات، وتهميش ملف اللاجئين في المفاوضات.

ورغم قدم هذه الإستراتيجية؛ فإن الكيان الصهيوني لا يزال لديه القدرة على المناورة وفرض واقع جديد، ولعل استمرار الحكومة في تنفيذ مشروعات استيطانية في الضفة الغربية، واستمرار الاتصالات العادية والسياسية مع حكومة فياض، يوضح أنه ليس لدى نتنياهو وحكومته الاستعداد للاستجابة للضغوط الخارجية.

وعلى المستوى العربي؛ فما زالت الجامعة العربية ومصر والسعودية وتركيا تطالب بوقف الاستيطان كشرط متبادل لبدء المفاوضات، وقد اعتبرت مصر أن استمرار المفاوضات– إذا ما بدأت- يرتبط بالاستمرار في وقف الاستيطان، كما أن هناك توافقًا ما بين بعض الدول العربية على أن التطبيع الرسمي يكون في مرحلة تالية، عندما يحدث تقدم في الملفات الأساسية؛ القدس، واللاجئين، والأمن على أن ذلك يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وإذا كان الموقف العربي الضعيف في رفض إدراج التطبيع في مقابل وقف الاستيطان له بعض الأهمية، إلا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه هذا الموقف العربي؛ هو افتقاره إلى رؤية سياسية إستراتيجية متكاملة للتأثير في مسار التسوية، تمكنه من طرح معادلات جديدة تقابل المعادلة الصهيونية التي وضعت الاستيطان في مقابل المفاوضات والتطبيع، وقد ساعد الصهاينة وأضعف الموقف الإستراتيجي العربي اعتبار المقاومة الفلسطينية خارج معادلات التسوية أو الصراع، رغم أنها أحد الأدوات المهمة في التفاوض والعمل السياسي، ولعل هذا ما يفسر تراجع العرب عن شروطهم تحت تأثير الضغوط الخارجية.

وقد بدأ تأثر موقف الرئيس الفلسطيني (من باب ذر الرماد في العيون) بالمواقف العربية والتركية، واعتبر (شكليًّا) أن اللقاءات مع نتنياهو غير مفيدة، إذا لم يتوقف الاستيطان، وسوف تظهر مدى جدية عباس في موقفه تجاه رفض استئناف المفاوضات مع الحكومة الصهيونية، وخاصة في وجود "سلام فياض" على رأس الحكومة، وضعف قدرته على تحمل الضغوط الأمريكية.


http://ikhwanonline.com/Data/2009/6/11/pic5314.jpgاستمرار التوسع في بناء المغتصبات الصهيونية بالضفة الغربية


وفي إطار الإعداد للمبادرة الأمريكية، يبدو أن التوجهات الأساسية فيها لا تختلف عن المقترحات السابقة، فالمحاور المقترحة هي تعويض اللاجئين، والمرونة في تعيين الحدود، واعتبار القدس مدينة مفتوحة، وتحظى هذه المقترحات بدعم أوروبي، وإذا ما خرجت المبادرة على هذا النحو فإنه يصعب القول بأن الإدارة الأمريكية أتت بجديد يختلف عن مسار اللجنة الرباعية الدولية، وبالتالي فإن السعي في هذا الاتجاه دون مراعاة حقوق الفلسطينيين، ودون المعالجة الجذرية لملف الاستيطان، يعني أن الأمور سوف تدور في حلقة مفرغة، ولن يحدث استقرار في المنطقة على النحو الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم.

2- تجديد العلاقات (الصهيونية– الإفريقية):
في زيارته لخمس دول إفريقية (إثيوبيا، كينيا، غانا، نيجيريا، أوغندا) ركَّز وزير الخارجية الصهيوني على عدة أهداف تشكل معالم السياسة الخارجية الصهيونية في إفريقيا، وهذه الأهداف هي:
1) ربط الدول الإفريقية بقضايا الشرق الأوسط من خلال الكيان الصهيوني مباشرة، وليس من خلال مصر أو الدول العربية، وهذا ما يتحقق من خلال تطوير وتوسيع شبكة العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية؛ بحيث تتزايد المصالح المشتركة فيما بينها.

2) الاستفادة من التعاون مع الدول الإفريقية في الترويج للكيان الصهيوني داخل الدول الإسلامية، وذلك في مجال التطبيع السياسي والاقتصادي، وتحسين صورة الكيان داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، وإذا ما نجحت هذه السياسة فإنها ربما تؤثر على موقف المنظمة من قضية الصراع الصهيوني الفلسطيني.

3) التعاون مع الدول الإفريقية في مواجهة النفوذ الإيراني في القارة الإفريقية، في شكله السياسي والاقتصادي، وتأتي أهمية هذه الزيارة إذا ما أخذنا في الاعتبار أنه لدى إيران مصالح مهمة مع الدول المعنية بالزيارة وخاصة نيجيريا وإثيوبيا.

4) السعي لتمرير مفهوم اعتماد الكيان الصهيوني على قدراته الذاتية، فقد أشار ليبرمان إلى أن الاعتماد على أمريكا هو مشكلة أساسية، وأنه يجب العمل على تجاوز هذه المرحلة، وهذه السياسة يجب النظر إليها باهتمام، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه الجولة تأتي في سياق سعي ليبرمان لبناء فضاء سياسي جديد، بدأ بتحسين العلاقات مع دول في أمريكا اللاتينية وروسيا وأوروبا. (ويجدر الإشارة هنا إلى أن الصهاينة لا يمكنهم فعل ذلك إلا بمباركة ودعم أمريكي مستمر).

هذه الأهداف وإن كانت تتوافق مع السياسات الصهيونية التقليدية في تجاوز دول الجوار، إلا أنها في ذات الوقت تعمل على توسيع مجال التحرك أمام السياسة الصهيونية على مستوى العالم الذي قد يحقق نجاحًا في حالة استمرار تفكك المواقف العربية والإسلامية، وعدم القدرة على التحرك لحماية مصالح الأمن القومي العربي والإسلامي.

http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gif

أبو جهاد المصري
13-09-2009, 12:21 AM
بارك الله فيك اخي الحبيب ابو مصعب
جزاك الله خيرا
واتمني من الله ان لا تتركنا

أبو جهاد المصري
13-09-2009, 05:14 PM
حقيقة الغائبة في هبوط شارع الجيش
(http://www.ikhwanonline.com/ramadan/PageView.asp?ID=1603&SectionID=20) http://www.ikhwanonline.com/ramadan/Photos/asd9%289%29.jpg الهبوط بشارع الجيش نتج عن أعمال حفر الخط الثالث للمترو (http://www.ikhwanonline.com/ramadan/PageView.asp?ID=1603&SectionID=20)- المتضررون: المسئولون يطلقون وعودًا زائفةً للاستهلاك الإعلامي
- خبراء طبقات الأرض: الإهمال وتراخي الحكومة سبب توالي الانهيارات
تحقيق- إيمان إسماعيل والزهراء عامر:
شهدت مصر في الآونة الأخيرة أكثر من هبوطٍ أرضي في مناطق متفرقة بالقاهرة وعددٍ من المحافظات الأخرى، كان آخره الهبوط الذي شهده شارع الجيش بمنطقة باب الشعرية بوسط القاهرة؛ ففي 26 مارس الماضي، أصابت حالة من الهلع سكان منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية؛ بسبب حدوث هبوط أرضي في أحد الشوارع الملاصقة لمبنى مدرسة عمار بن ياسر الإعدادية بنات، وشهدت مناطق المعادي القديمة والسيدة زينب والعتبة ووكالة البلح أكثر من هبوط مماثل ما زالت آثارها موجودة حتى الآن؛ لأن الردم والمعالجة للأرض لم تكن على أسس صحيحة؛ لذلك تتكرر المشكلة باستمرار، وتبقى الأوضاع على ما هي عليه، فكل ما يحدث هو وضع أعمدة حديدية على منطقة الهبوط لتغطيها، وتحذير الأهالي من الاقتراب دون الاهتمام بما سيحدث لهم بعد ذلك‏.‏
وفي أسيوط شهدت منطقة الوليدية بحي شرق مدينة أسيوط انهيارًا أرضيًّا؛ وذلك نتيجة انكسارٍ كبيرٍ في خط الطرد الرئيسي قطر 35‏ بوصةً‏ الذي يحمل شبكات الرفع إلى محطة الصرف الرئيسية‏، وكاد الانهيار يهدد بكارثة لعشرات المنازل بالمنطقة.
(إخوان أون لاين) نزل إلى موقع الهبوط بشارع الجيش، وحاول رصد الحقيقة الكاملة، رغم الكردون الأمني الذي يحاصر المكان لحين صدور التقرير الفني والانتهاء من كافة الإصلاحات، من خلال لقائنا بمهندسين هيئة المساحة المسئولة عن السيطرة على الهبوط، والعمال في موقع الهبوط، والضباط المحاصرين للموقع، والأهالي المتضررين، وأصحاب المحلات التجارية المجاورة، إلى أن وصلنا إلى الخبراء والمتخصصين:
المسئولون خائفون!
بدايةً الجولة كانت مع أهالي المنطقة من المتضررين، الذين أُجبروا على إخلاء مساكنهم على الفور، والذين قابلونا بصرخاتٍ استغاثية من كمِّ الظلم الواقع عليهم، ومن الوعود الزائفة التي يُطلقها المسئولون، والذين اكتفوا بالجلوس تحت الظل لمتابعة الهبوط من بعيد.
وذكر عبد الحكيم (أحد الأهالي بالمنطقة) أن المسئولين جاءوا متأخرين جدًّا، وعندما جاءوا خافوا أن يقتربوا من موقع الحادث خوفًا من سقوط الأرض بهم، وقام الأهالي وأصحاب المحلات بسرعةٍ لإنقاذ باقي العربات من السقوط داخل الحفرة، في ظلِّ محاصرة الأمن وقوات الإنقاذ للموقع، واكتفاؤهم بمتابعة الحدث من الخارج إلى أن اطمأنوا للوضع فبدءوا في الانتشار.
http://www.ikhwanonline.com/ramadan/photos/asd6%2810%29.jpg شارع الجيش من أكثر شوارع وسط القاهرة ازدحامًا
ويقول علاء عبد الله (أحد سكان العقار رقم 6 والذي تم إخلاؤه): إنه من أكثر سكان العقار تضررًا؛ لأنه وقت إخلاء الشقة لم يكن موجودًا نظرًا لظروف عمله، وعندما عاد رفض الحي أن يصعد إلى شقته ويجمع ممتلكاته أو يحصل على أيٍّ منها، فضلاً عن عدم امتلاكه لسكنٍ آخر، ومنذ حدوث الهبوط وهو يتنقل عند أصدقائه يومًا بعد يوم؛ مما يُشعره بالمذلة، وعندما حاول أن يقوم بتأجير شقه طلب منه المالك مبلغ وقدره خمسة آلاف جنيه، معللاً ذلك بحصوله على 30 ألف جنيه كتعويضٍ من الشركة في الشهر.
أما عن التعويضات التي وعدهم الحي بصرفها، قال علاء إن الحي قام بصرف مبالغ مالية لهم، قيمتها ثلاثة آلاف جنيه تعويضًا عن يوم الجمعة والسبت والأحد الماضية، وفاجأهم الحي يوم الإثنين الماضي بتخفيض المبلغ إلى 500 جنيه فقط في اليوم، وعندما استفسروا عن سبب التخفيض قال لهم الحي: "لقينا 1000 جنيه كتير على الشقق اللي كنتم قاعدين فيها، وأن 500 جنيه تكفي!!".
ناس وناس!
ويقول عماد الديب (صاحب مقلة بركات بحي باب الشعرية) والذي كان شاهدًا على الانهيار الذي حدث، فقال إن هذا الانهيار حدث على مرحلتين، فكانت بداية الحفرة على عمق 25 مترًا، ثم بعد ذلك وصلت إلى 50 مترًا، وكالعادة تحرَّكت قوات الإنقاذ والأمن بعد حدوث الوقعة بساعات عديدة، فضلاً عن مكوثها لساعاتٍ أخرى طويلة أمام الهبوط مرتبكة وحائرة فيما تفعل ومن أين تبدأ، وقال وصفًا للعشوائية التي تعاملت بها الحكومة: إنها صرفت تعويضًا فوريًّا قدره 10005 جنيهات، لأحد الأهالي الذي ابتلعت الأرض عربته في الهبوط، وفي نفس الوقت لم يتم صرف أية تعويضاتٍ لأصحاب المحلات أو الأهالي المتضررين.
وقال لنا أحد الأهالي المطرودين من مسكنهم: إنهم بعد أن نفَّذوا كلام الحي بإخلاء شققهم، تم نقلهم إلى فندق القوات المسلحة، بمصر الجديدة، وظلوا هناك لمدة يوم واحد، وفي صباح اليوم الثاني طالبتهم إدارة الفندق بالرحيل على الفور وترك المكان فورًا، وعندما تساءلوا عن السبب قيل لهم: "أنتم مش عارفين تتعاملوا مع تقنيات الفندق وآلياته ودا مستوى تاني"!!.
تحت الظل!!
وذكر لنا آخر، والذي افترش الأرض، أن الحي يتبع معهم سياسة الإرهاب، وأضاف قائلاً: "لا أحد يجرؤ أن يقترب من مكان كبار اللواءات والمباحث الذين يجلسون في الظل، وواضعين "رِجل على رجل"، ومرتدين للنظارة الشمس، ومكتفين بأن يتم تصويرهم من قِبل وسائل الإعلام، وحتى يُقال "يا عيني مفحوتين وشايفين مصالحهم"، فمن الطبيعي اللي هيحاول يقترب من هذا الجو المكهرب سيفكر ألف مرة قبل أن يخرج الكلام من فمه، وقبل أن يذهب إلى هناك".
مفيش تعويض!
وانتقلنا إلى أصحاب المحلات التجارية المحيطة بموقع الحادث، والتي شُوهد أن جميعها مغلقة، وأصحابها افترشوا الأرض في حالةٍ يُرثى لها، وبادرنا صلاح محمد (صاحب محل للكاوتش) الذي افترش الأرض أمام محله، قائلاً إن الحي طلب منه غلق المحل على الفور وقهرًا، وعندما سألهم عن التعويضات التي سيحصل عليها نتيجة الخسائر التي سيتكبدها نتيجة غلقه للمحل، لم يجبه أحد، وقالوا له بصيغه تهديدية "لو مقفلتش مش هيحصلك طيب ومفيش تعويضات هتأخذها وإحنا مالنا"، ورغم ذلك قام صلاح بفتح المحل مرةً أخرى وهو يقول: "بقالنا 6 أيام ومفيش تعويضات، ولا في حد راضي يكلمنا، ولذلك أنا فتحت واللي يعملوه يعملوه".
وعلى نفس الوتيرة يؤكد صاحب محل سباكة مجاور للمحل السابق أنه لم يتم صرف أية تعويضاتٍ لهم عن الأيام التي قاموا فيها بغلق المحل، ويعدُّ هذا هو اليوم الأول الذي قام فيه بفتح المحل، بعد أن طالت وعود وتأجيلات المسئولين الكثيرة، وبعد أن أخذ في اعتباره فقط الموظفون الذي يعملون معه والبالغ عددهم أكثر من 10 موظفين، بمعنى أن 10 أسر حياتهم مهددة، بعدما فقدوا مورد رزقهم الرئيسي، وأنهى حديثه بقوله: "حسبنا الله ونعم الوكيل في هذه الحكومة، كل يوم والتاني مش سيبانا في حالنا بكوارثها".
مماطلة!
بصرخات استغاثية قال محمد فهمي (صاحب شركة تسويق العقاري)، "كل التصريحات والوعود اللي بتقولها الحكومة نصب في نصب، ومفيش حد ولا تعويضات ولا حتى راضي يكلمنا، ولما نروح عايزين نكلمهم في رئاسة الحي يقولوا لنا الريس مشغول، تعال كمان ساعة، ولما نيجي بعدها بساعة يقولنا ده مش موجود وإحنا بأعيننا شايفينوا جوه".
وأضاف قائلاً: إن مطالبتنا الشركة بأن تُعطي لنا تعويضات، ليست زكاةً أو صدقةً يمنون بها علينا، ولكن التعويض حقٌّ لنا على الخسارة التي تكبدناها نتيجة إهمالهم، ومن المفترض أن يكون تعويض الخسائر بناءً عن حجم الخسائر بالضبط، ويقول فهمي: إنه من الطبيعي أن يكون هناك بيننا وبين الشركة الفرنسية القائمة على المشروع اتصال مباشر؛ لأننا نعلم جيدًا أن الأموال التي تصل إلينا هي الفتات؛ لأنه سيتم تقسيم الأموال على الكبار، وفي النهاية نجد المماطلة للهروب من إعطاء الناس حقوقهم، وأول البشاير تخفيض تعويض الأهالي من 1000 جنيه في اليوم إلى 500 جنيه.
هنفتح من تحت لتحت!
ولفت نظرنا رجل يفتح دكانه نصف فاتحة، ويتردد عليه واحد تلو الآخر، ويقوم بإعطائه أكياسًا من الأرز أو العدس وغيرها، ثم يقوم بغلق الدكان مرةً أخرى إلى أن يأتي غيره، فكان هذا هو الحاج محمد صاحب دكان البقالة أسفل العقار رقم 6، والذي تمَّ إخلاؤه؛ حيث ذكر لنا أن رمضان بالنسبة له هو الموسم الذي ينتظره من العام للعام، وبقرار الحي بإخلاء المكان يكون قد دمَّر هذا الموسم، وأضاف أن ما يتردد من أنباء أن الشركة الفرنسية قامت بصرف مبلغ قدره 40 مليون دولار تعويضاتٍ للخسائر، وإلى هذا الوقت لم يتم صرف أي تعويضاتٍ للأهالي أو أصحاب المحلات، التي تُقدَّر بـ25 محلاًّ تجاريًّا قاموا بإغلاقها، ووعدنا الحي بصرف ما بين 60 جنيهًا و250 جنيهًا في اليوم عوضًا لنا عن إغلاقنا للمحلات، وإلى هذه اللحظة لم ينفذ كلام المسئولين ولم نرَ "ولا تعويضات ولا غيره".
تعتيم!!
واتجهنا بعد ذلك للمحاولة من الاقتراب من موقع الهبوط الذي تمَّ إحاطته بكردون أمني، ولكن دون جدوى وتمَّ منعنا تمامًا من الدخول، وعندما حاولنا أن نسأل رئيس العاملين بهيئة المساحة التي تعمل داخل موقع الحدث عن أية استفساراتٍ عن طبيعة الوضع، ومدى استقراره رفض الحديث مطلقًا، وقال: غير مصرح للحديث مع الإعلام، فقلنا له أليس هذا شيء يدعو إلى الشك والريبة، قال لنا "هذه أوامر علينا.. والأمن متابعنا كويس إن كنا بنتكلم ولا لأ".
وفي خلسةٍ وبعيدًا عن أعين الأمن اتجهنا إلى أحد المهندسين العاملين بهيئة المساحة، والذي تحدَّث إلينا على عجلة وتواريًا عن أعين الأمن قال لنا: إن الوضع الحالي للتربة مستقر نوعًا ما، بالرغم من ردمهم للتربة منذ يومين وهبوطها مرةً أخرى، إلا أنهم الآن يقومون بحقن التربة بواسطة ماكينات "جاست" لمنع حدوث هبوط للتربة مرةً أخرى، وفي نفس المكان يقومون بملء التجويف الأرضي بالإسمنت والخرسانة لغلق الحفرة نهائيًّا.
وذكر مسئول آخر من داخل الموقع- رفض ذكر اسمه- أن "القومية للأنفاق" قامت بصبِّ أعمال خرسانة بلغت كميتها 550 مترًا مكعبًا في موقع التصدع بهدف تثبيت التربة السطحية، كما تواصل الهيئة استكمال أعمال كبس التربة ومراقبة أي تطورات يمكن أن تحدث خلال الأيام المقبلة في منطقة الهبوط الأرضي.
مخلفات!
واتجهنا بعد ذلك إلى الخبراء والمتخصصين لتوضيح الوضع ولبحث مدى خطورته ومدى احتمالية تكرار هذه الظاهرة مرات أخرى عديدة في مناطق مختلفة؛ حيث قال الدكتور علي السكري خبير الجيولوجيا: إن هناك ثلاثةَ أسباب رئيسية تسببت في حدوث الانهيار بمنطقة باب الشعرية، مرجعًا السبب الأول إلى عمليات الحفر والتكوين بالنفق، التي تسببت في إحداث خلل بالهندسة الأرضية للتربة، والسبب الثاني يرجعه إلى تهالك شبكات الصرف الصحي، وتزامنها مع عمليات الحفر، وتوالي الانفجارات بشكلٍ متتابع داخل التربة، وترك المياه داخل الأنفاق مع التراخي في حلها؛ مما أدَّى إلى ضعف التربة، وبالتالي عدم تحملها لأيٍّ من عمليات الحفر التي تتم بها.
أما السبب الثالث فيرى د. السكري أن ارتفاعَ منسوب المياه الجوفية في التربة بدرجةٍ عالية جدًّا قد تصل إلى غمر بعض القرى والبيوت القروية هناك، وأكد أن الانهيار في منطقة باب الشعرية متوقع بصفة عامة لأن هذه منطقة، مكان سكني قديم، فضلاً عن أن التربة هناك تربة "ريدبية" نتيجة ترك الأجيال المتوالية لمخلفاتهم، دون وجود أي محاولةٍ لتصليح ما أفسده الجيل القديم، بالإضافةِ إلى أن منطقة باب الشعرية كانت من قبل منطقة قبور ومخلفات الموتى أدَّت إلى ضعف التربة.
وأشار د. السكري أن العلم تطوَّر بشكلٍ ملحوظٍ وعالٍ جدًّا دون وجود لأي قيود له، فأصبح يوجد مجالات هندسية خاصة بتطور التربة، فهناك مواد يحقن بها حبيبات التربة "مواد بلاستكية"، وأخرى تُستخدم لسدِّ الفجوات بين حبيبات التربة، وتعطي التربة صلابةً وقوةً تمنعها من تسرب المياه خارجها، فضلاً عن وجود الحوائط الخرسانية التي تساعد في صدِّ المياه الجوفية، وفي نفس الوقت تقي التربة.
وأضاف أن الانهيارات كلها محلية ومؤقتة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأماكن معينة وبمواقع بعينها ويجري التعامل معها بواسطة مجموعة من العلماء والمتخصصين، الذين يقومون بالرصد العلمي للوصول إلى مخرج، وللتغلب على أسباب تكرار الانهيار مرةً أخرى، موضحًا أن هذه المشاكل تقابل العديد من بلدان العالم، وفي نفس الوقت تتغلَّب عليها وتقوم في النهاية بعمل المشروع بنجاح.

أبو جهاد المصري
14-09-2009, 03:41 PM
المهندسون الإخوان يتقدمون بمبادرة لإنهاء أزمة نقابة المهندسين ويكتفون بترشيح 33% فقط

هاني علي ( بر مصر ) :: بتاريخ: 2009-09-14

http://www.brmasr.com/articles_images/14-09-09-13736321.jpg

تقدَّم المهندس عمر عبد الله منسق تجمع "مهندسون ضد الحراسة" بمبادرةٍ لإنهاء أزمة الحراسة والانتخابات بنقابة المهندسين باسم المهندسين الإخوان أحد الفصائل السياسية الخمسة بتجمع "مهندسون ضد الحراسة".
وأكد منسق التجمع أن مبادرة مهندسي الإخوان جاءت في وقتٍ يحاول النظام إنهاء الأزمة بتشكيل لجنة الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق، مضيفًا أن مهندسي الإخوان هدفهم الإصلاح، طبقًا للمعطيات التي فرضتها المستجدات على الساحة السياسية والنقابية في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن تلك المبادرة تتكون من خمسة محاور؛ الأول: إخراج النقابة من أزمتها الحالية في زمن محدد، دون عبارات التسويف التي اعتادت عليها الدولة في التعامل مع أزمة النقابة، والثاني: أن المهندسين الإخوان لن يخوضوا أي انتخابات بمبدأ الأغلبية الكاملة، والاكتفاء بنسبة 33% من نسبة المرشحين على مقاعد مجلس النقابة.
والثالث: أن المهندسين الإخوان مصرون على التوافق مع جميع القوى والأطياف والكيانات الممثلة لجموع المهندسين لتشكيل مجلس لا سيطرةَ فيه لأحد، أو إقصاء لأحد، وأن يكون ذلك علي قاعدتين هما؛ حسم سمعة الأشخاص المرشحين، وأن يكون المرشح غير مطبعٍ مع الكيان الصهيوني.
والرابع: أن تتم أية انتخابات مقبلة في ظل جوٍّ من النزاهة والشفافية والحيادية، والخامس: أن تصرفات الحراسة ضد النقابة وأعضائها وأموالها لن تمر مرور الكرام، ولا بد معها للمحاسبة وتحويل جميع المخالفات للنيابة العامة.
وصف الدكتور مجدي قرقر القيادي بتجمع "مهندسون ضد الحراسة" مبادرة المهندسين الاخوان بالطيبة للغاية لانها تحاول ان تزيل الهواجس لدي الحكومة.
وقال ل"بر مصر" ان الاخوان اعلنوا انهم لن يرشحوا أكثر من نسبة 33% من اعضاء مجلس النقابة وهذا يوضح انهم لا يسعون لاحتكار مجلس النقابة .
واضاف:اطالب الحكومة بعدم ترشيح اكثر من هذه النسبة علي ان تكون النسبة الباقية للحزبيين والمستقلين وبذلك نضمن الايحتكر المجلس تيار علي حساب اخر وان يكون المجلس ممثلا لجميع التيارات.
وطالب قرقر الدولة بالتعامل بإيجابية مع ماطرحه المهندسون الاخوان لان مبادرتهم تعتبر فرصة طيبة للخروج من المازق الحالي للنقابة خاصة في ظل وجود لجنة الدكتورعصام شرف الأخيرة لتنقية الجداول والاستعداد لفتح باب الترشيح
المصدر
http://www.brmasr.com/view_article.php?cat=body_news3&id=8747

أبو جهاد المصري
20-09-2009, 06:49 PM
[/URL]

الإخوان المسلمون: تصريحات ليبرمان ضعف وحقد وتزوير

http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/9/16/u1img5.jpg
كتب- عبد المعز محمد:
انتقد الإخوان المسلمون التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان من بلجراد، والتي قال فيها إن الإخوان المسلمين هم الذين يهددون مصر، وإن حماس والجهاد هما اللذيْن يهددان السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وقال الإخوان في بيان رسمي صدر اليوم الجمعة 18/9/2009م إن الإخوان المسلمين- الهيئة الإسلامية الجامعة-ينظرون إلى التصريحات التي أدلى بها الصهيوني المجرم ليبرمان في بلجراد على أنها حقد مستمر، وتزوير للحقائق، ومحاولة يائسة من جراء الألم والاضطراب الذي يعاني منه الصهاينة المغتصبون لأرض العروبة والإسلام في فلسطين من المقاومة الإسلامية الرادعة ضدهم؛ لإفساد ذات البين وتأليب للأنظمة على شعوبها، وعلى أبناء أوطانها لإضعاف الأمة ليسهل على الصهاينة السيطرة عليها؛ الأمر الذي حذر منه الإخوان مرارًا وتكرارًا نصحًا للحكام أن يؤوبوا إلى الله- وخاصةً في هذه الأيام المباركة- ويكفوا الظلم والقهر الذي يمارسونه ضد أبناء الوطن من حبس واعتقال وتغييب وتغريب، ومحاربة في الأرزاق؛ حتى نستطيع أن نواجه الصهاينة ونُفشل مخططاتهم.

وقال الإخوان في بيانهم إن العرب والمسلمين- والإخوان المسلمون في القلب منهم- لا يمكن أن ينسوا ما اقترفه الصهاينة ضدهم عبر عشرات السنين، فهل ننسى مذابح الصهاينة ومجازرهم وأيديهم الملطخة بالدماء في دير ياسين وصابرا وشاتيلا وقانا وبحر البقر وفي غزة، والأسرى المصريين الذين دفنهم الصهاينة أحياء في رمال سيناء، وقتل النساء والأطفال والشيوخ والاستيلاء على الممتلكات، وطرد الفلسطينيين إلى التيه، والعصابات الصهيونية التي نزلت إلى أرض فلسطين منذ وعد بلفور المشئوم بإقرار هيئة الأمم المتحدة بضغط من أمريكا والاتحاد السوفيتي حينئذ وغرب أوروبا وشرقها؟!.

وأكد البيان أن الصهاينة يتألمون ويعانون وهم في حالة من الهلع والخوف وعدم الاستقرار من المقاومة الإسلامية التي بدأت في الثلاثينيات من القرن الماضي بكتائب الشهيد عز الدين القسام، وكتائب الإخوان المسلمين في الأربعينيات، ثم فصائل المقاومة الآن وخاصة رجال حماس والجهاد والمقاومين الشرفاء من كافة الفصائل الأخرى الذين أوجعوا الصهاينة في قلوبهم، وصدوا عدوانهم بفضل الله، وردوهم على أعقابهم خاسرين لم ولن ينالوا خيرًا.

وأضاف البيان أن طبائع القردة والخنازير لا تتغير، وغدر الضباع ومكر الثعالب الصهاينة لا ينقطع، ولكن ثبات الرجال المقاومين وصبرهم وتضحياتهم ووضوح هدفهم "إنه لجهاد نصر أو استشهاد"، لن يصمد أمامه- بعون الله- هذا المكر والغدر الصهيوني، وسيُغلَبون وسيُهَزم الصهاينة أينما وجدوا، وأن الإخوان المسلمين الذين قدموا الشهداء من أجل فلسطين- وعلى رأسهم الإمام الشهيد حسن البنا- على درب محمد صلى الله عليه وسلم، لسائرون يدعمون المقاومة، ويضعون أنفسهم وأهليهم في خندق واحد مع المقاومين، وأن دولة فلسطين على كامل الأرض الفلسطينية المحررة ستقوم إن شاء الله.
رابط المصدر
[url]http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54048&SecID=211 (**********:popUp('Friend.asp?ArtID=54048&SecID=211','450','280','1'))

أبو جهاد المصري
20-09-2009, 07:06 PM
المرشد العام: العيد رسالة حب وتكاتف واستعادة للأمجاد

http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/5/21/ikh9.jpgأ. محمد مهدي عاكف
كتب- محمد يوسف:

دعا فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين النخب السياسية والثقافية والدينية في أمتنا الإسلامية إلى التكاتف لإقرار الحريات والحقوق الشرعية والإنسانية والوطنية، ومحاربة الاستبداد المدمر لقوى الأمة الحية، وإلى التعاون للتخلص من سيطرة الأجنبي والخضوع لإملاءاته.

وطالب فضيلة المرشد العام في رسالته الأسبوعية بعنوان "العيد الذي تنتظره الأمة حين تتحرر الأوطان" عامة المسلمين بأن تكون لهم وقفة مع انصراف شهر رمضان الكريم، وضرورة معاهدة الله أن نستمر على ما كنا عليه من الخير والطاعة في رمضان، وألا نكون رمضانيين، وأن نستغل فرصة الشهر الكريم ليتعوّد الإنسان عاداتِ الخير.

واستغرب فضيلة المرشد الممارسات القمعية للنظام ضد أبناء الشعب المصري من الإخوان المسلمين في شهر رمضان المبارك؛ حيث اعتقلوا البرآء، واغتالوا فرحةَ أطفالهم وذويهم بالعيد بغير رحمة، وصادروا أموالَهم بالباطل، واعتدوا على أحكام القضاء الواجبة النفاذ ببراءتهم، واستغلوا السلطةَ التي اغتصبوها في إهانة الأمة، وطاردوا الصائمين القائمين، ومنعوا المعتكفين، ومنعوا الأبناء أن يسيروا في جنازة أمهاتهم، أو أن يتلقوا العزاء المشروع فيهم، ولم يتورعوا عن مطاردة الجنازات، واعتقال من شارك فيها.

ورأى فضيلة المرشد العام مناسبة العيد السعيد فرصة أن يمد المسلمون أيديهم إلى إخوانهم وجيرانهم وأرحامهم بالمصافحة، وألسنتَهم بالكلام الطيب، وقلوبَهم بالحب والصفاء خالية من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء، وتقوية أواصر المودَّة، وتفريج لهمّ المهمومين وكرب المكروبين، وتيسير على المعسرين؛ لتكون فرحة العيد فرحة شاملة للجميع.

واعتبر فضيلته أن العيد الحقيقي هو يوم انتصار الدعوة، وتعود لأمة الإسلام قيادتها للبشرية، وعندما يفرح المظلومون القابعون خلف أسوار الاستبداد ظلمًا وعدوانًا بجمع الشمل بأهليهم ونيل حريتهم، وحين تتحرر فلسطينُ المباركة وتقوم دولةُ فلسطين الحرةُ المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويعود ألوف الأسرى الأبطال إلى بيوتهم وإلى أحضان أسرهم، حين تتحرر الأمة الإسلامية تحررًا حقيقيًّا من كل سلطانٍ أجنبيٍّ ظاهرٍ أو خفي، وحين تتخلص من معاهدات الذل والعار التي قيدتها ومزقتها، وحين يتوقف سيل الدماء النازف من جسد الأمة، وحين تقوم الأمة بتحقيق الوحدة الشاملة فيما بينها.

أبو جهاد المصري
23-09-2009, 09:37 PM
مكانة القرآن الكريم وواجبنا نحوه بعد رمضان
[10:59مكة المكرمة ] [20/09/2009]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/9/3/img7x7.jpg
بقلم: د. أحمد عبد الهادي شاهين حمودة

لأهمية القرآن الكريم في حياة الأمة المسلمة، أن الله تعالى أمر نبيه والأمة بالتمسك به؛ لأن فيه عز الأمة وشرفها ومجدها وسؤددها ونصرها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)﴾ (الزخرف).

فما زالت الأمة قوية الجانب مهابة من الأعداء، ما دامت متمسكة بالقرآن الكريم وهدى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي" (1).

(1) القرآن كتاب هداية:
قال تعالى في مطلع سورة البقرة: ﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)﴾ (البقرة).
وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (الإسراء: من الآية 9).
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/8/13/asd.jpgد. أحمد عبد الهادي شاهين حمودة


فالقرآن يهدي الحائر والضال، ويهدي إلى الطريق الأقوم، وإلى صراط الله المستقيم، ويأخذ بأيدي الناس إلى مرضاة الخالق، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.

إن البشرية في الحياة الدنيا تريد أن تصل إلى الجنة، ولا بد لها من دليل ليأخذ بيدها إلى طريقها، ودليلها هو كتاب الله-عز وجل- قال تعالى ﴿فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)﴾ (طه).

فالقرآن يهدي الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والعالم كله إلى الطريق الأقوم، ويقود سفينة البشرية إلى شاطئ الأمان وبر السلامة، بدلاً من تخبطها في المناهج الأرضية والقوانين الوضعية والفلسفات البشرية.

(2) القرآن كتاب نور:
قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ (إبراهيم: من الآية 1).
فالقرآن كتاب نور يضيء القلوب والنفوس، ويضيء المساجد والحياة، فهو كشبكة الكهرباء التي تمد المجتمع بالكهرباء لتضاء المصابيح، في البيوت والشوارع، فإذا أردنا لمصابيح النفوس أن تضيء (وهي القلوب) فلا بد أن تتصل بأنوار التنزيل.
قرآننا نور يضيء طريقنا قرآننا نار على من يعتد
فهو نور لمن يطلب الهداية والرشاد، ونار على كل معتد أثيم.

إن أصعب شيء على الإنسان أن يعيش في الظلام، وبين يديه كشاف للإضاءة، ولكنه لا يريد أن تمتد يده إليه، وإذا امتدت فلا يحسن استخدامه، أو الاستفادة منه. قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ (النور: من الآية 40).

(3) القرآن كتاب حياة:
قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ (الأنعام: من الآية 122).

ومن الأمثلة المعاصرة التي تدل على أن القرآن يحيي الأمة من موات، ويبعث فيها الحياة، معركة العاشر من رمضان، ففي هذه المعركة، عادت الأمة كلها إلى الله عز وجل، القادة والجند والشعب؛ حيث كان المسلمون في مساجدهم يجأرون إلى الله بالدعاء في صلواتهم، وخاصة صلاة القيام، وكان الجنود والضباط يرفعون أصواتهم بالتكبير، وهم في ميدان المعركة، فلاحت بوادر النصر، قبل العصر؛ لأن منزل هذا النصر ومدبره إنما هو الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)﴾ (آل عمران).

وقال تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ (الأنفال: من الآية 17).
وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ (173)﴾ (الصافات).

(4) القرآن شفاء لما في الصدور:
قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا (82)﴾ (الإسراء).

فالقرآن شفاء لأمراض النفس وأمراض الفرد والمجتمع قال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ (الأنعام: من الآية 125).

ما وجدنا قارئًا للقرآن الكريم وقد أصيب بمرض نفسي، يشعره بالضيق أو التبرم من الحياة، ذلك لأن القرآن يشرح الله به الصدر، ويطمئن به القلب، ويضيء به النفس، ويكسب القارئ إيمانًا قويًّا يعصمه من الضعف والانهيار.

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (من واظب على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طعامه وشرابه ويقظته ومنامه، لم يصبه مرض إلا مرض الموت، أو مرض كتبه الله عليه) (2).
فمن اتبع تعاليم القرآن والسنة حفظه الله من الأمراض، وحفظ له أعضاءه سليمة، ومتعه الله بالعافية وشعر بسعادة في نفسه.

(5) القرآن ضمنه الله- عز وجل- حلاًّ لجميع مشكلاتنا:
قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (النحل: من الآية 89).
وقال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ (الأنعام: من الآية 38).

فلقد استوعب القرآن الكريم الحياة طولاً وعرضًا وعمقًا، فما من مشكلة إلا ونجد لها حلاًّ في القرآن الكريم، أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومصادر التشريع الإسلامي التي استنبطها العلماء في ضوء المرجعية العليا من القرآن والسنة؛ حتى إن الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه قال: (لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله عز وجل).

فليس في الوجود كله كتاب يحوي هذه الخصائص وتلك المزايا؛ حتى يضع لجميع المشكلات حلاًّ جذريًّا مثل القرآن الكريم، بل في ظل تطبيق أحكامه وتعاليمه لا توجد مشكلة أصلاً، فيا ليت قومي يعلمون قيمة هذا الكتاب ومنزلته ومكانته فهو أقوى سلاح، وأمضى سلاح، فإذا أخذت به أمتنا قادها إلى الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.

فالقرآن هو كتاب الله الخالد، ومعجزته الباقية إلى قيام الساعة، وكفى أن الله تعالى أوكل حفظه إلى نفسه- سبحانه وتعالى- فلم يدخله تغيير أو تبديل، أو يصيبه نقص وتحريف.
قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾ (الحجر).

واجبنا نحو القرآن الكريم
الواجب الأول: الإيمان القوي بأن صلاح الأمة في اتباع القرآن والسنة:
إن أول واجب يجب على كل مسلم نحو القرآن الكريم هو أن يؤمن به إيمانًا قويًّا من قلبه، عميقًا من نفسه، تزول الجبال الرواسي ولا يتزعزع هذا الإيمان من قلبه قيد أنملة، إن صلاح الأمة في اتباع القرآن والسنة، وقد أعلنها سيدنا عمر بن الخطاب قديمًا حين قال: (إن الله أعزنا بالاسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)(3).

وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين"(4).

إنه يرفع من آمن به، ويضع من أعرض وصد عنه، لقد رفع الصحابة حينما أقبلوا عليه، وخفض المشركين حينما أعرضوا عنه.

الواجب الثاني: قراءته وتلاوته:
أن نتخذ هذا القرآن أنيسًا لنا في مجالسنا ومساجدنا وبيوتنا، فلا يمر يوم من أيام حياتنا إلا ونتصل بالقرآن الكريم تلاوة وقراءة، قال تعالى: ﴿وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ (المزمل: من الآية 4)، وقال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ﴾ (العنكبوت: من الآية 45).

وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"(5).

وفي الترمذي بسند حسن صحيح قوله صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها"(6).

وفي الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب"(7).

فمن منا يرضى لنفسه أن يكون صدره كالبيت الخرب، الذي تعشش فيه الحيوانات الضالة، وشياطين الجن، إنه خراب وظلام حينما يكون خاليًا من القرآن.

الواجب الثالث: التدبر لآي القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)﴾ (النساء).

فالتدبر لآي القرآن الكريم يعين على الفهم والتفطن لمقاصد الله- عز وجل- حتى عي العقول والقلوب عن الحق تبارك وتعالى مراده، قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29)﴾ (ص).

وقال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)﴾ (الزمر).

الواجب الرابع: العمل بالقرآن الكريم على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع:
هناك آيات تخاطب الفرد، وآيات تخاطب الأسرة، وآيات تخاطب المجتمع، فكل مطالب حسب مسئوليته، فالفرد غير المتزوج مطالب بتطبيق القرآن على نفسه في الفرائض والعبادات ومعرفة الحلال والحرام، والتخلق بأخلاق القرآن، قال تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13)﴾ (الإسراء). وقال تعالى: ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾ (مريم).

وهناك آيات تخاطب الأسرة من خلال ولي أمر الأسرة؛ حيث إنه هو المسئول عنها قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته؛ فالزوج راعٍ ومسئول عن رعيته"، فعلى الزوج تقع المسئولية الكبرى تجاه زوجته وأولاده قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ (التحريم: من الآية 6).

إن أكبر خسارة يحققها الإنسان يوم القيامة أن يخسر نفسه وأسرته قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ (الزمر: من الآية 15).

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن.
------------------
1- الحديث أخرجه الإمام مسلم في الحج (1218).
2- انظر زاد المعاد في هدي خير العباد.
3- الحاكم في المستدرك 3/ 82.
4- الحديث أخرجه الإمام مسلم في صلاة المسافرين (817).
5- الحديث أخرجه الإمام مسلم في المسافرين (804).
6- الحديث أخرجه الإمام الترمذي في فضائل القرآن (2914).

المصدر
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54067&SecID=363
7- الحديث أخرجه الإمام الترمذي في فضائل القرآن (2913).
----------
* أستاذ الدعوة والأديان المساعد بكلية أصول الدين والدعوة.

ابو مصعب المصرى
26-09-2009, 01:59 AM
قراءة في المشهد العام
]





تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيُّرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي:
تطوير العلاقات المصرية- التركية لحفظ التوازن الإقليمي:
استقبل الرئيس مبارك وزير الخارجية التركي، وتناولت المحادثات المشتركة القضايا الأساسية في المنطقة، ومنها الأزمة بين العراق وسوريا، الخلاف حول تشكيل الحكومة اللبنانية، والقضية الفلسطينية، ولما كانت هذه القضايا تشكل أهم المشكلات الإقليمية؛ فإن المحادثات المشتركة حولها قد تعزز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية؛ الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتطوير القدرات السياسية المشتركة للبلدين، ويعيد للدور المصري حيويته على المستوى الإقليمي العربي والإسلامي.

ومن خلال استعراض الملفات الأخرى التي شملتها الزيارة؛ يتضح تعدد المصالح والتحديات المشتركة للبلدين، فاستقرار العلاقات العراقية السورية والاستقرار الداخلي في لبنان هو من المصالح المشتركة بين البلدين، وأنه ليس من المصلحة استئثار طرف بالمسئولية عن هذه القضايا واستبعاد الآخرين، ويشكل اعتراف تركيا بالدور الرئيسي لمصر في ملف المصالحة الفلسطيية؛ تطورًا مهمًّا في السياسة الإقليمية التركية، والتي تقوم على تجنب النزاع أو الصراع مع دول المنطقة، ولكنها تسعى إلى المشاركة والتعاون مع الدول العربية لدعم الفلسطينيين، وذلك من خلال تقديم المشورة السياسية والدعم اللوجستي لهم.

وقد يساعد تعاون البلدين في إفريقيا في تعزيز القدرات المشتركة في الاقتصاد والسياسة لمواجهة التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية.

ثانيًا: الشأن الإقليمي:
1- أزمات تواجه الحوار الفلسطيني:
لا يزال الحوار الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس متعثرًا؛ الأمر الذي يؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية، ورغم وجود أنباء عن إعداد مصر لورقة مبادئ للحوار الفلسطيني، فإن الخطاب السياسي لكل من الحركتين يكشف عن تباين عميق في المواقف السياسية.


http://ikhwanonline.com/Data/2009/6/30/asd3.jpgإحدى جلسات الحوار الفلسطيني بين حماس وفتح



فبينما انحصرت مواقف السلطة الفلسطينية في وقف الاستيطان (المرفوض أساسًا من الصهاينة) كمقابل لبدء المفاوضات، فإن حركة حماس ذهبت إلى أن اختراع معادلات جديدة للصراع سوف يضيع أصول القضية الفلسطينية، والتي تتمثل كما قال خالد مشعل في أن "إسرائيل أخذت أرضًا بطريقة غير مشروعة"، وهو ما يقتضي معاملة الكيان الصهيوني كمغتصب لحقوق الفلسطينيين، وهذا ما يكشف عن الخلاف الجوهري حول توصيف نقطة البداية والأصل في التعامل مع القضية الفلسطينية، ومع تعثر الحوار الفلسطيني خلال الجولات السابقة، ترسخ ما يعرف بالخلاف حول الانتخابات، فبينما ترى حركة فتح ومعها السلطة أنه سوف يتم عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها، بغض النظر عن نتائج الحوار الفلسطيني، ترى حركة حماس أن الانتخابات لا يمكن أن تتم إلا في إطار توافق فلسطيني وعلى مستوى الضفة وغزة.
ويمثل الملف الأمني في الضفة الغربية خلافًا جوهريًّا بين الطرفين، ويشكل عائقًا أمام تقارب الحركتين، ولعل النقطة الحرجة في ذلك ترجع إلى أن إدارة هذا الملف تقع تحت سيطرة الإشراف الأمني الأمريكي (دايتون)، وأنه وفي ظل استهداف حركة حماس في الضفة الغربية، باعتقال المقاومين وإغلاق الجمعيات والاستبعاد من كل الوظائف؛ فإن هذه الممارسات تساهم في تفاقم الأزمة بين الطرفين.

وبالتالي فإن إدارة الحوار الفلسطيني يجب عليها النظر في هذه الأمور، وأخذها بعين الاعتبار؛ حيث إنها كانت سببًا فى إخفاق الجولات السابقة، كما أن استمرارها سوف يساعد في تنامي الأزمات الفلسطينية، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، ويصب بالضرورة في مصلحه العدو الصهيوني.

2- سياسات المواجهة مع النفوذ الإيراني:
فيما يشبه تقارب إقليمي لمواجهة ما يُسمى بـ"النفوذ الإيراني" في الدول العربية، شهدت المنطقة مواقف تكشف عن توفر البيئة السياسية لاتخاذ مواقف مشتركة ضد إيران.

فقد بدأ مجلس التعاون الخليجي تحركات لمساندة الحكومة اليمنية في المواجهة مع الحوثيين، وقد جاءت هذه التحركات في سياق الإعلانات اليمنية المتتالية بأن المواجهة ليست مع الحوثيين، وإنما مع النفوذ الإيرانى في اليمن، كما تأتي أيضًا في سياق إعلان "الإمارات المتحدة" عن مصادرة سفينة أسلحة كورية شمالية كانت متوجهة لإيران.

التطور الآخر جاء من مصر؛ حيث أعلنت عن اعتقال تنظيم شيعي مدعوم مباشرة من إيران، ويعمل هذا التنظيم على ترويج الفكر الشيعي في مصر.

كما يمكن قراءة الأزمة (العراقية– السورية) في أحد أبعادها، على أنها محاوله لإضعاف التحالفات الإيرانية في المنطقة العربية، وذلك باعتبار أن تزايد الضغوط على سوريا سوف يقلل من أهمية تحالفها مع إيران، هذه التطورات قد تكون في سياق بلورة إطار المظلة الدفاعية الأمريكية الإقليمية.

ثالثًا: الشأن الدولي:
1- الصراع على المبادرة الأمريكية:
تشهد الساحة السياسية إقليميًّا ودوليًّا جدلاً شديدًا حول المفاوضات على المسار الفلسطيني، قبل إعلان الولايات عن مبادرة للتسوية بدأت معالمها في الظهور خلال الأيام الماضية، وفي هذا السياق تسعى كل الأطراف لوضع أجندة؛ لكي يتم تضمينها في المبادرة الأمريكية.

وعلى مستوى الكيان الصهيوني، فما زال الخط السياسي للحكومة يسعى لوضع التجميد الجزئي للاستيطان، في مقابل بدء المفاوضات والتطبيع مع العرب، وتحاول الحكومة الصهيونية فرض معادلة جديدة تتيح لها حرية التصرف في الملفات الأخرى، والتي تضم القدس وتوسيعها وإبقاءها خارج المفاوضات، وتهميش ملف اللاجئين في المفاوضات.

ورغم قدم هذه الإستراتيجية؛ فإن الكيان الصهيوني لا يزال لديه القدرة على المناورة وفرض واقع جديد، ولعل استمرار الحكومة في تنفيذ مشروعات استيطانية في الضفة الغربية، واستمرار الاتصالات العادية والسياسية مع حكومة فياض، يوضح أنه ليس لدى نتنياهو وحكومته الاستعداد للاستجابة للضغوط الخارجية.

وعلى المستوى العربي؛ فما زالت الجامعة العربية ومصر والسعودية وتركيا تطالب بوقف الاستيطان كشرط متبادل لبدء المفاوضات، وقد اعتبرت مصر أن استمرار المفاوضات– إذا ما بدأت- يرتبط بالاستمرار في وقف الاستيطان، كما أن هناك توافقًا ما بين بعض الدول العربية على أن التطبيع الرسمي يكون في مرحلة تالية، عندما يحدث تقدم في الملفات الأساسية؛ القدس، واللاجئين، والأمن على أن ذلك يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وإذا كان الموقف العربي الضعيف في رفض إدراج التطبيع في مقابل وقف الاستيطان له بعض الأهمية، إلا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه هذا الموقف العربي؛ هو افتقاره إلى رؤية سياسية إستراتيجية متكاملة للتأثير في مسار التسوية، تمكنه من طرح معادلات جديدة تقابل المعادلة الصهيونية التي وضعت الاستيطان في مقابل المفاوضات والتطبيع، وقد ساعد الصهاينة وأضعف الموقف الإستراتيجي العربي اعتبار المقاومة الفلسطينية خارج معادلات التسوية أو الصراع، رغم أنها أحد الأدوات المهمة في التفاوض والعمل السياسي، ولعل هذا ما يفسر تراجع العرب عن شروطهم تحت تأثير الضغوط الخارجية.

وقد بدأ تأثر موقف الرئيس الفلسطيني (من باب ذر الرماد في العيون) بالمواقف العربية والتركية، واعتبر (شكليًّا) أن اللقاءات مع نتنياهو غير مفيدة، إذا لم يتوقف الاستيطان، وسوف تظهر مدى جدية عباس في موقفه تجاه رفض استئناف المفاوضات مع الحكومة الصهيونية، وخاصة في وجود "سلام فياض" على رأس الحكومة، وضعف قدرته على تحمل الضغوط الأمريكية.


http://ikhwanonline.com/Data/2009/6/11/pic5314.jpgاستمرار التوسع في بناء المغتصبات الصهيونية بالضفة الغربية


وفي إطار الإعداد للمبادرة الأمريكية، يبدو أن التوجهات الأساسية فيها لا تختلف عن المقترحات السابقة، فالمحاور المقترحة هي تعويض اللاجئين، والمرونة في تعيين الحدود، واعتبار القدس مدينة مفتوحة، وتحظى هذه المقترحات بدعم أوروبي، وإذا ما خرجت المبادرة على هذا النحو فإنه يصعب القول بأن الإدارة الأمريكية أتت بجديد يختلف عن مسار اللجنة الرباعية الدولية، وبالتالي فإن السعي في هذا الاتجاه دون مراعاة حقوق الفلسطينيين، ودون المعالجة الجذرية لملف الاستيطان، يعني أن الأمور سوف تدور في حلقة مفرغة، ولن يحدث استقرار في المنطقة على النحو الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم.

2- تجديد العلاقات (الصهيونية– الإفريقية):
في زيارته لخمس دول إفريقية (إثيوبيا، كينيا، غانا، نيجيريا، أوغندا) ركَّز وزير الخارجية الصهيوني على عدة أهداف تشكل معالم السياسة الخارجية الصهيونية في إفريقيا، وهذه الأهداف هي
1) ربط الدول الإفريقية بقضايا الشرق الأوسط من خلال الكيان الصهيوني مباشرة، وليس من خلال مصر أو الدول العربية، وهذا ما يتحقق من خلال تطوير وتوسيع شبكة العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية؛ بحيث تتزايد المصالح المشتركة فيما بينها.

2) الاستفادة من التعاون مع الدول الإفريقية في الترويج للكيان الصهيوني داخل الدول الإسلامية، وذلك في مجال التطبيع السياسي والاقتصادي، وتحسين صورة الكيان داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، وإذا ما نجحت هذه السياسة فإنها ربما تؤثر على موقف المنظمة من قضية الصراع الصهيوني الفلسطيني.
3) التعاون مع الدول الإفريقية في مواجهة النفوذ الإيراني في القارة الإفريقية، في شكله السياسي والاقتصادي، وتأتي أهمية هذه الزيارة إذا ما أخذنا في الاعتبار أنه لدى إيران مصالح مهمة مع الدول المعنية بالزيارة وخاصة نيجيريا وإثيوبيا.
4) السعي لتمرير مفهوم اعتماد الكيان الصهيوني على قدراته الذاتية، فقد أشار ليبرمان إلى أن الاعتماد على أمريكا هو مشكلة أساسية، وأنه يجب العمل على تجاوز هذه المرحلة، وهذه السياسة يجب النظر إليها باهتمام، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه الجولة تأتي في سياق سعي ليبرمان لبناء فضاء سياسي جديد، بدأ بتحسين العلاقات مع دول في أمريكا اللاتينية وروسيا وأوروبا. (ويجدر الإشارة هنا إلى أن الصهاينة لا يمكنهم فعل ذلك إلا بمباركة ودعم أمريكي مستمر).
هذه الأهداف وإن كانت تتوافق مع السياسات الصهيونية التقليدية في تجاوز دول الجوار، إلا أنها في ذات الوقت تعمل على توسيع مجال التحرك أمام السياسة الصهيونية على مستوى العالم الذي قد يحقق نجاحًا في حالة استمرار تفكك المواقف العربية والإسلامية، وعدم القدرة على التحرك لحماية مصالح الأمن القومي العربي والإسلامي.

ابو مصعب المصرى
27-09-2009, 01:57 AM
استنكرت جماعة الإخوان المسلمين أحداث القتال المتصاعدة في اليمن بين إخوة الوطن الواحد والدين الواحد، مشيرةً إلى أن العودة إلى أصيل الدين ودستور التشريع والسعي لتطبيق روح المنهج؛ هو السبيل للخلاص من هذه الأزمة.
وحمَّلت الجماعة، في بيانٍ لها اليوم، مهمةَ الصلح للأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة والمُنظمات العربية والإسلامية، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، ومُنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد البرلماني العربي، واتحاد البرلمانيين الإسلاميين، وكذلك علماء الدِّين ورموز الفكر والشخصيات العامَّة، ومُمَثِّلو الشُّعوب من أعضاء البرلمانات؛ للقيام بأدوارهم في علاج هذه الأزمة، كلٌّ في دوره، وبحسب ما يستطيع؛ حقنًا لدماء المسلمين، وحفاظًا على أمتنا من تفشي الفشل في ربوعها.
وأكد البيان موقفَ الجماعة الثابت والرافض لاستخدام كافة أشكال العنف المسلح في حسم الأزمات، ورفع السلاح في وجه الدولة، مناشدين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح- انطلاقًا من موقع المسئولية عن الشعب والدولة اليمنية- وقفَ إطلاق النار في المحافظات التي تشهد الاشتباكات الدامية، والاستجابة للمناشدات الإسلاميَّة والدولية التي صدرت في هذا الشأن، وبحْث جذور الأزمة وأسبابها، ومحاولة حلِّها بالأساليب السلمية، كما ناشدت الجماعة العناصرَ التي تقاتل القوات الحكومية اليمنيَّة إلقاءَ السلاح، والاحتكامَ إلى صوت العقل، والاستجابة للمبادرات الجادَّة لوقف القتال وإراقة الدماء.
وأدان البيان عدم الاكتراث بتشريد أكثر من 150 ألفًا من اليمنيين من ديارهم في عداد اللاجئين؛ بسبب الحرب التي تأكل الأخضر واليابس في اليمن، مستنكرين على أطراف الأزمة عدمَ السماح لأنفسهم بالوقوف لحظاتٍ لمحاسبة النفس، واستغلال هذه الأيام المباركة التي مرَّت على الأمة في شهر رمضان المُعظم وأيام عيد الفطر المبارك، ومحاولة حل المشكلة بالشكل الذي يليق باليمن وحضارته، ويحقن دماء المسلمين من الإهراق، ويحفظ الاستقرار والسَّلام في هذا الوطن العزيز
نص البيان


يُتابع الإخوان المسلمون بكلِّ ألمٍ وأسىً، مثلهم في ذلك مثل جميع العرب والمسلمين حول العالم، ما يجري في اليمن من حروبٍ واقتتالٍ بين إخوة الوطن الواحد والدِّين الواحد.
ويزيد من الحزن والألم لدى الإخوان ولدى كلِّ عربيٍّ ومسلمٍ حرٍّ؛ أنَّ أطراف الأزمة في هذا الاقتتال لم يسمحوا لأنفسهم بالوقوف لحظاتٍ لمحاسبة النَّفس، واستغلال هذه الأيام المباركة التي مرَّت على الأُمة، في شهر رمضان المُعظَّم وأيام عيد الفطر المبارك، ومحاولة حلِّ المشكلة بالشَّكل الذي يليق باليمن وحضارته، ويحقن دماء المسلمين من الإهراق، ويحفظ الاستقرار والسَّلام في هذا الوطن العزيز.
ويزيد من مساحة الأسف والأسى 150 ألفًا من اليمنيِّين باتوا مشرَّدين من ديارهم في عداد اللاجئين؛ بسبب الحرب التي تأكل الأخضر واليابس في اليمن، وباتوا يُمثِّلون رقمًا مهمًّا في خريطة الأزمات الإنسانيَّة عبر العالم، مع عجز المُنظَّمات الإنسانيَّة عن التَّدخُّل لحماية هؤلاء وإغاثتهم؛ بسبب وجودهم في بؤرة مناطق القتال في محافظتَيْ صعدة وعمران شمال البلاد.
وفي هذا الإطار، وإذ يؤكِّد الإخوان المسلمون موقفَهم الثَّابت الرافض لاستخدام كافَّة أشكال العُنف المسلَّح في حسم الأزمات، ورفع السَّلاح في وجه الدَّولة؛ يناشدون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح- انطلاقًا من موقع المسئولية عن الشعب والدولة اليمنية- وقفَ إطلاق النَّار في المحافظات التي تشهد الاشتباكات الدَّامية، والاستجابة للمناشدات الإسلاميَّة والدَّوليَّة التي صدرت في هذا الشَّأن، وبحْث جذور الأزمة وأسبابها، ومحاولة حلِّها بالأساليب السِّلميَّة.
ويُناشد الإخوان العناصر التي تقاتل القوات الحكوميَّة اليمنيَّة إلقاءَ السِّلاح، والاحتكامَ إلى صوت العقل، والاستجابة للمبادرات الجادة لوقف القتال وإراقة الدماء.
ويُطالب الإخوان الطرفين بالعمل على فتح مسارات الإمدادات الغذائيَّة والإغاثيَّة فورًا وبشكلٍ عاجلٍ، ودونما إبطاءٍ.
كما يُطالب الإخوان جامعةَ الدِّول العربيَّة بالقيام بدورها في الأزمة، والذي تفرضه عليها مواثيق الجامعة والقانون الدَّوليِّ، واعتبارات روابط العروبة والدِّين والإنسانيَّة، ومحاولة التَّوسُّط بين أطراف هذه الأزمة، قبل أنْ تؤدِّي إلى فشلٍ وانهيارٍ للدَّولة اليمنيَّة.
كما يُناشد الإخوان المسلمون الأطرافَ الإقليميَّة المعنيَّة بالأزمة والمُنظَّمات العربيَّة والإسلاميَّة الأخرى، وعلى رأسها مُنظَّمةُ المؤتمر الإسلاميُّ، والاتحادُ البرلماني العربي، واتحاد البرلمانيين الإسلاميِّين، وكذلك علماء الدِّين ورموز الفكر والشَّخصيَّات العامَّة ومُمَثِّلو الشُّعوب من أعضاء البرلمانات؛ القيامَ بأدوارهم في علاج هذه الأزمة، كلٌّ في دوره، وبحسب ما يستطيع؛ حقنًا لدماء المسلمين.
وإن الإخوان ليرَون أن العودة إلى أصيل الدين ودستور التشريع والسعي لتطبيق روح المنهج؛ هو السبيل للخلاص المتمثل في قول الحق جل في علاه: ﴿وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإن بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ* إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الحجرات: 9، 10).
ومهمة الصلح ملقاةٌ على الأطراف الإقليميَّة المعنيَّة بالأزمة، والمُنظَّمات العربيَّة والإسلاميَّة، وعلى رأسها جامعةُ الدول العربية ومُنظَّمةُ المؤتمر الإسلاميِّ، والاتحادُ البرلماني العربي، واتحادُ البرلمانيين الإسلاميِّين، وكذلك علماء الدِّين ورموز الفكر والشَّخصيَّات العامَّة ومُمَثِّلو الشُّعوب من أعضاء البرلمانات؛ للقيام بأدوارهم في علاج هذه الأزمة، كلٌّ في دوره، وبحسب ما يستطيع؛ حقنًا لدماء المسلمين وحفاظًا على أمتنا من تفشي الفشل في ربوعها ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 46).

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 7 من شوَّال 1430هـ
26 من سبتمبر 2009م

محمود2009
27-09-2009, 01:36 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل

ابو مصعب المصرى
30-09-2009, 06:22 PM
رأي الإخوان حول الأحداث الجارية
[14:49مكة المكرمة ] [30/09/2009]

شهد العالم أحداثًا كثيرةً ومتنوعةً خلال الأسابيع القليلة الماضية، شملت دولاً ومؤسساتٍ دوليةً وإقليميةً، من خلال اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات التي قادتها وأثرت فيها بشكل فعَّال أمريكا والصهاينة وحلفاؤهما في الغرب (بريطانيا- فرنسا- الاتحاد الأوروبي- ألمانيا)، وفي الشرق (الصين وروسيا)، مع استبعادٍ تامٍّ لليابان، وعدم وجود أي أثر عربي في هذه الأحداث.
وكان من أبرز هذه الفعاليات:
- اجتماع مجلس الأمن بقيادة الرئيس الأمريكي أوباما.
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وخطابات: نتنياهو- أبو مازن.
- اجتماع الرباعية الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني- الصهيوني.
- اجتماع الثلاثة: أوباما- نتنياهو- أبو مازن.
- اجتماع مجموعة العشرين بقيادة أوباما.
- الاجتماع المزمع عقده في أول أكتوبر (غدًا الخميس) لمجموعة (5+1)؛ أي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، مع استبعاد اليابان مرةً أخرى.

وقد ظهر بوضوح من كل هذه اللقاءات أن أمريكا حريصةٌ على التأكيد على قيادتها للعالم، وسيطرتها على المؤسسات واللجان الدولية، بالإضافة إلى سيطرتها على حكام العالم وحكوماته بشكل عام.

وكان من أهم ما صدر وأسفرت عنه هذه الفعاليات المتأمركة المتصهينة؛ القرارات الخاصة بالصراع الفلسطيني الصهيوني، وقضية التسلُّح النووي الإيراني، وتكوين جبهة عالمية ضد إيران، ومساندة في نفس الوقت للصهاينة وكيانهم المحتل لأرض فلسطين، وتهميش المطالب الفلسطينية ومواجهة المقاومة الفلسطينية، وتأجيل متعمَّد لقضايا أفغانستان والعراق واليمن وجنوب السودان.

وحيال كل هذا الكيد والصلف والجبروت الأمريكي المتصهين ونتائجه السلبية على الشعوب العربية والإسلامية؛ فإن الإخوان المسلمين يعلنون ويؤكدون ما يلي:

1- المقاومة حقٌّ أصيل لكل الشعوب ضد "المستعمرين"، والشعب الفلسطيني صاحب الحق الأول في الدفاع عن أرضه وتحريرها، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية.

2- إزالة "المستوطنات" الصهيونية، وعدم الإقرار أو الرضا أو السكوت على وجود الصهاينة على أي جزء من أرض العروبة والإسلام في فلسطين؛ شرطٌ أساسيٌّ وأصيلٌ لوجود أي تواصل أو مفاوضات عبر الأمريكان أو غيرهم من الداعمين للصهاينة بكل الوسائل والمتآمرين معهم ضد حقوق الشعب الفلسطيني وضد الشعوب العربية والإسلامية.

3- لن تستقر منطقة الشرق الأوسط بدون عودة كافة الحقوق المشروعة إلى الشعب الفلسطيني، بعودة اللاجئين إلى وطنهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة صاحبة السيادة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.

4- على كل الشعوب العربية والإسلامية أن تهبَّ لدعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل، وفرض إرادتها على صنَّاع القرار الأمريكي الصهيوني، وعلى أتباعهم والمطبِّعين معهم في البلاد العربية والإسلامية.

5- حقن الدماء العربية والإسلامية التي تُراق بأيدٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ضد بعضها البعض، وداخل القطر الواحد، وبمكرٍ وكيدٍ وتآمرٍ من الصهاينة والأمريكان، كما حدث قبل ذلك في سوات (باكستان)، والآن في صعدة (اليمن)، وجنوب السودان، وغيرها، وهذا دورٌ واجبٌ على النظم والشعوب والعلماء في العالمين العربي والإسلامي.

وندعو- وعلى وجه السرعة- إلى تكوين لجنة من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وعلماء الأمة؛ لوقف القتال فورًا بين الأشقاء في اليمن.

http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gif

ابو مصعب المصرى
30-09-2009, 06:26 PM
الإخوان المسلمون: أنظمتنا متواطئة في اقتحام الأقصى

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/9/28/img5.jpg
المتطرفون الصهاينة ينتهكون حرمة الأقصى بحماية الشرطة

أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن تقاعس الحكومات العربية والإسلامية عن القيام بواجبها في الدفاع عن الأقصى واسترداد الأرض المحتلة، شجَّع الصهاينة على محاولة اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، خاصةً في ظلِّ ارتماء بعض الحكام في أحضان الصهاينة والأمريكان والمشاركة في تنفيذ مخططاتهم ضد الأمة العربية والإسلامية.
وأوضحت في بيانٍ لها اليوم أن عملية تدنيس المسجد الأقصى تمَّت بعد أيام من اجتماع رئيس سلطة رام الله برئيس وزراء الكيان الصهيوني برعايةٍ أمريكية، لينكشف بذلك تواطؤ عباس مع الاحتلال، ويفضح زيف دعاوى التسوية وأوهام السلام المزعوم.




http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/9/28/img15.jpgالمقدسيون يصلون بالقرب من الأقصى للتصدي لمحاولات اقتحامه
وأشارت إلى أن ما حدث بالأمس لم يكن مجرَّد تحرك عشوائي لمجموعة من المتطرفين، ولكنه سياسة منتظمة لسلطات الاحتلال التي تحمي اليهود الذين يدنسون المسجد الأقصى وتعتقل وتضرب وتصيب المقدسيين الذين يتصدون للمعتدين، في حلقةٍ من حلقات الاعتداء على الحرم القدسي منذ سقوطه في يد الصهاينة عام 1967م.
ووجهت التحيةَ لأهل فلسطين الصامدين المرابطين المدافعين عن الأقصى وعن ترابِ وطنهم، مطالبةً كل عربي ومسلم حاكم أو محكوم بالقيام بواجباته ومسئولياته أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام الأمة والتاريخ لردع الصهاينة ووقف غيهم وعدوانهم، ودعت علماء الأمة ومفكريها لاستنهاض قوى الأمة والعمل بجد وروية لمواجهة مخططات الصهاينة.
وأكدت أن الأمة العربية والإسلامية لن تنسى فلسطين، ولن تنسى القدس والمسجد الأقصى وستظل متمسكة بحقها الذي لا ينازع في عودة فلسطين السليبة إلى أهلها، محذرةً من اليأس والقنوط بسبب استسلام الحكومات وقلة حيلة الشعوب؛ لأنه حتمًا سيزول الباطل ويندحر الاحتلال فتلك سنة الله في الكون.
طالع نص البيان (http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54363&SecID=212)


بيان من الإخوان المسلمين بخصوص اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى
[12:20مكة المكرمة ] [28/09/2009]
http://ikhwanonline.com/Data/2009/9/28/img11.jpg
نساء فلسطين خرجن للدفاع عن الأقصى

بسم الله الرحمن الرحيم
لم تكن عملية اقتحام مجموعة من المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى بالأمس سوى حلقة في سلسلة من عمليات الاعتداء على الحرم القدسي منذ سقوطه في يد الصهاينة عام 1967م.
فما حدث بالأمس لم يكن مجرد تحرك عشوائي لمجموعة من المتطرفين، ولكنه سياسة منتظمة لسلطات الاحتلال التي تحمي اليهود الذين يدنسون المسجد الأقصى، وتعتقل وتضرب وتصيب المقدسيين الذين يتصدون للمعتدين.
ومنذ احتلال القدس، والكيان الصهيوني يعمل بدأب على تهويد المدينة بكاملها، وطرد سكانها العرب من المسلمين والمسيحيين، وتغيير كافة معالمها الإسلامية التاريخية، ويبقى المسجد الأقصى المعلم الأبرز الذي يسعون لإزالته وإقامة هيكلهم المزعوم محله، وقد سبق أن أضرموا النار فيه عام 1969م، واستولوا على حائط البراق وحولوه إلى حائط المبكى، ثم بدءوا في حفر الأنفاق تحت جدار المسجد الأقصى لينهار من تلقاء نفسه.
ومما يشجع الصهاينة على الاستمرار في العدوان تقاعس الحكومات العربية والإسلامية عن القيام بواجبها في الدفاع عن الأقصى واسترداد الأرض المحتلة، بل نجد بعض تلك الحكومات والمسئولين فيها يسارعون للارتماء في أحضان الصهاينة، والمشاركة في تنفيذ مخططاتهم ضد الأمة العربية والإسلامية.
وليس بمستغرب أن تتم عملية تدنيس المسجد الأقصى بعد أيام من اجتماع رئيس السلطة الفلسطينية برئيس وزراء الكيان الصهيوني برعاية أمريكية؛ لينكشف زيف دعاوى التسوية وأوهام السلام المزعوم.
إننا ندعو الشعوب والحكومات العربية والإسلامية للقيام بمسئولياتها وواجبها أمام الله سبحانه وتعالى، ثم أمام الأمة والتاريخ لردع الصهاينة ووقف غيّهم وعدوانهم.

وندعو علماء الأمة ومفكريها لاستنهاض قوى الأمة، والعمل بجد وروية لمواجهة مخططات الصهاينة

ونذَكِّر كل عربي ومسلم بواجبه تجاه القدس وفلسطين، مهما تقاعس المتقاعسون وتخاذل المتخاذلون.
ونوجِّه التحية لأهل فلسطين الصامدين المرابطين المدافعين عن الأقصى وعن تراب وطنهم.
ونؤكد أن الأمة العربية والإسلامية لن تنسى فلسطين، ولن تنسى القدس والمسجد الأقصى، وستظل متمسكة بحقها الذي لا ينازع في عودة فلسطين السليبة إلى أهلها، ولا يجب أن يكون استسلام الحكومات وقلة حيلة الشعوب مدعاة لليأس أو القنوط؛ فحتمًا سيزول الباطل ويندحر الاحتلال، فتلك سنة الله في الكون، ﴿والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾.

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 9 من شوال 1430هـ الموافق 28 من سبتمبر 2009م

أبو جهاد المصري
05-10-2009, 09:56 PM
الإخوان يطالبون بوقف القتال في اليمن

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/9/26/img5.jpg مظاهرة تطالب بمعونات لمشردي الحرب في صعدة
كتب- إسلام توفيق:





استنكرت جماعة الإخوان المسلمين أحداث القتال المتصاعدة في اليمن بين إخوة الوطن الواحد والدين الواحد، مشيرةً إلى أن العودة إلى أصيل الدين ودستور التشريع والسعي لتطبيق روح المنهج؛ هو السبيل للخلاص من هذه الأزمة.

وحمَّلت الجماعة، في بيانٍ لها اليوم، مهمةَ الصلح للأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة والمُنظمات العربية والإسلامية، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، ومُنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد البرلماني العربي، واتحاد البرلمانيين الإسلاميين، وكذلك علماء الدِّين ورموز الفكر والشخصيات العامَّة، ومُمَثِّلو الشُّعوب من أعضاء البرلمانات؛ للقيام بأدوارهم في علاج هذه الأزمة، كلٌّ في دوره، وبحسب ما يستطيع؛ حقنًا لدماء المسلمين، وحفاظًا على أمتنا من تفشي الفشل في ربوعها.

وأكد البيان موقفَ الجماعة الثابت والرافض لاستخدام كافة أشكال العنف المسلح في حسم الأزمات، ورفع السلاح في وجه الدولة، مناشدين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح- انطلاقًا من موقع المسئولية عن الشعب والدولة اليمنية- وقفَ إطلاق النار في المحافظات التي تشهد الاشتباكات الدامية، والاستجابة للمناشدات الإسلاميَّة والدولية التي صدرت في هذا الشأن، وبحْث جذور الأزمة وأسبابها، ومحاولة حلِّها بالأساليب السلمية، كما ناشدت الجماعة العناصرَ التي تقاتل القوات الحكومية اليمنيَّة إلقاءَ السلاح، والاحتكامَ إلى صوت العقل، والاستجابة للمبادرات الجادَّة لوقف القتال وإراقة الدماء.

وأدان البيان عدم الاكتراث بتشريد أكثر من 150 ألفًا من اليمنيين من ديارهم في عداد اللاجئين؛ بسبب الحرب التي تأكل الأخضر واليابس في اليمن، مستنكرين على أطراف الأزمة عدمَ السماح لأنفسهم بالوقوف لحظاتٍ لمحاسبة النفس، واستغلال هذه الأيام المباركة التي مرَّت على الأمة في شهر رمضان المُعظم وأيام عيد الفطر المبارك، ومحاولة حل المشكلة بالشكل الذي يليق باليمن وحضارته، ويحقن دماء المسلمين من الإهراق، ويحفظ الاستقرار والسَّلام في هذا الوطن العزيز.

ابو مصعب المصرى
10-10-2009, 01:01 AM
قراءة في المشهد العام


http://www.ikhwanonline.com/Media/albumphotos/e.jpg


تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية


أولاً.. الشأن الداخلي: أداء السياسة الخارجية في ثلاث قضايا
تركزت السياسة الخارجية المصرية خلال الأسابيع القليلة الماضية في ثلاث قضايا، تعكس كل منها ضعف الدور المصري، وتدني المكانة الدولية لمصر، وهذه القضايا هي:
أ- الموقف من الصراع الصهيوني الفلسطيني:
عرضت مصر موقفها بشأن تسوية القضية الفلسطينية، وكان ذلك ملخصًا في كلمة وزير الخارجية (أبو الغيط) أمام الجمعية العامة؛ حيث عرض "مبادرةً" تتكون من ست نقاط، واعتبر أنها تشكِّل رؤية مصر لعملية السلام المزعوم: وهي:
1- إلزام الكيان الصهيوني بالتجميد الكامل للاستيطان.
2- يقوم المجتمع الدولة بطرح شكل التسوية النهائية (وهو أمر غريب؛ حيث إن ذلك يعود بالقضية إلى نقطة الصفر، ويهدر وجهة النظر الفلسطينية، ويعطي الفرصة للصهاينة بتأثيرهم على مواقف الدول الكبرى؛ للضغط على المقاومة وتجريمها، واعتبارها إرهابًا، ومن خلال الموقف الدولي).
3- تزامن وقف الاستيطان مع بدء المفاوضات، مع أن المطلوب فلسطينيًّا إزالة المستوطنات قبل أي تفاوض.
4- التدرج في تنفيذ التسوية طبقًا لجدول زمني (الدول الزمني غير محدد).
5- اعتبار القدس الشرقية جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، (وماذا عن بقية أجزاء القدس المحتلة؟!).
6- أن جدية انخراط الكيان الصهيوني في المفاوضات هو الطريق لإعادة التطبيع مع العالم العربي (مع أن خطوات التطبيع تمضي ويعيد الصهاينة تعريف التطبيع كل يوم).




ويتضح من هذه النقاط أن السياسة المصرية تعكس مواقف سابقة، وبالتالي لا يمكن اعتبارها مبادرةً جديدةً، غير أن الملاحظة الأكثر أهميةً هنا هو أن الموقف المصري بات أكثر ارتباطًا بالأجندة الدولية، التي تملك أمريكا وبالتالي الصهاينة كل أوراقها؛ الأمر الذي يؤدي إلى ربط الشكل النهائي للتسوية بالإرادة الدولية، وفي تجاهل المبادرة العربية.

ب- انتخابات اليونسكو:
انشغلت السياسة الخارجية بترشيح وزير الثقافة (فاروق حسني) لإدارة اليونسكو، وعلى الرغم من صغر القضية وعدم جدواها؛ إلا أن سقوط المرشح المصري يكشف عن حقيقة التأثير في العلاقات الدولية، وذلك على اعتبار أن النجاح في الوصول إلى المناصب الدولية هو انعكاسٌ لقوة الدولة وتحالفاتها، وبهذا المعنى يمكن قراءة ضعف أداء السياسة الخارجية في هذه المسألة على النحو التالي:
1- أن معارضة المرشح المصري كانت أشدَّ ما يمكن من قِبَل المتحالفين مع النظام، وخاصةً الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، فضلاً عن تذبذب الموقف الأوروبي وانقسامه.




2- أن مصر لم تقدم شيئًا يمكنه التأثير في دول "المؤتمر الإسلامي" أو دول العالم الثالث، وهذا ما كان سببًا في تشتُّت الأصوات.

جـ- الحوار الفلسطيني:
تلقَّت مصر ردودًا إيجابيةً مرحليةً على "الورقة المصرية" المقترحة من حركتي حماس وفتح، ومن المتوقع أن توجه مصر الدعوة لعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في أكتوبر 2009م، يؤدي إلى حدوث مصالحة تُنهي الانقسام الفلسطيني.




ورغم التقدم المصري في تقريب مواقف الطرفين (حماس وفتح)، إلا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه المساعي المصرية يتمثَّل في السلطة الفلسطينية وحكومتها والأجندة الأمنية التابعة للأمريكان والصهاينة؛ لأنها تأسست على نظرية سياسية أكثر اندماجًا بالرؤية الأمريكية والأوروبية، كما أنها أصبحت تشكِّل كيانًا سياسيًّا خارج الجماعة الوطنية يصعب تجاوزه إلا بإعادة صياغة العقيدة السياسية للسلطة، ولذلك يمكن القول بأن إنهاء الانقسام الفلسطيني يتوقف على الأجهزة الأمنية المرتبطة بالصهاينة وإمكانية إدماجها في كيان وطني فلسطيني واحد أكثر مما يعتمد على السلطة وحكومتها وعلى ضعف موقفها وتبعيته.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
- تآمر القضية الفلسطينية:
بعد جدل طويل حول وضع أجندة لتسوية القضية منذ تعيين "ميتشل" مبعوثًا خاصًّا للشرق الأوسط؛ يثور تساؤل عن: ماذا تحقق في هذه الأجندة؟ وما الذي تمَّ إنجازه منها بالفعل؟!
لقد طرحت خلال الفترة الماضية تصورات عن "الحلول النهائية" للقضية الفلسطينية على المستويات الفلسطينية والعربية والصهيونية والأمريكية والأوروبية، ومن الواضح أن هذه التصورات لا تزال متباعدةً حتى اللحظة.




فمن ناحية المواقف الفلسطينية (السلطة) والعربية، حدث تذبذبٌ وتراجعٌ عن التمسك بالمبادرة العربية كحل أخير، وهناك مؤشراتٌ على أن الدول العربية باتت أقرب إلى القبول بمفاوضات متعددة الأطراف، بالتوازي مع مفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والصهاينة، وتقوم فكرة المفاوضات المتعددة الأطراف على أولوية التطبيع دون الارتباط بالتوصل إلى حلول نهائية؛ الأمر الذي يترك كل الخيارات مفتوحةً أمام الصهاينة للتلاعب وإضاعة الوقت وعدم الالتزام بأي وعود أمام المجتمع الدولي.



وعلى المستوى الصهيوني، فإن السياسة الخارجية استطاعت تثبيت مطالبها، وخاصةً فيما يتعلق بيهودية الدولة وعدم تجميد الاستيطان، وهي تبحث في المرحلة الحالية في الإجهاز على ما تبقَّى من القدس الشرقية والمسجد الأقصى؛ لكي تفرض واقعًا جديدًا، في غياب ردود الأفعال الفعَّالة من الدول العربية ومن السلطة الفلسطينية.



ويعكس اللقاء الثلاثي بين أوباما وعباس ونتنياهو أثناء اجتماعات الجمعية العامة، عدم قدرة السلطة الفلسطينية على طرح أجندتها السياسية، فضلاً عن فرضها، في حين لم تقدم الولايات المتحدة طرح رؤية مناظرة أمام الموقف الصهيوني الذي تدعمه أمريكا أصلاً، سوى الدعوة إلى وقف الاستيطان مؤقتًا والمطالبة بإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وللتغلب على صعوبة الأوضاع الاستيطانية أبدَت الولايات المتحدة قبولاً لتبادل الأراضي، وهو ما يفتح الباب أمام الإبقاء على الوضع الحالي للمستوطنات وسيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وهذا ما يعكس عدم التوازن في العلاقة بين الأطراف الثلاثة، فما جدوى اللقاء إذًا؟!

ويمكن القول بأنه بينما استطاعت السياسة الصهيونية الإصرار على مطالبها، فإن ثمة توافقًا دوليًّا وإقليميًّا على إعادة مناقشة مفردات القضية الفلسطينية، وخاصةً ما يتعلق منها بالحدود واللاجئين والأمن والاستيطان والمياه، وبالتالي فإن الاستمرار بهذه الطريقة سوف يهدر الكثير من الحقوق.

مجلس الأمن والسيطرة على التكنولوجيا


أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1887، الذي يدعو إلى عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية، وذلك وفق الرؤية الأمريكية الصهيونية.
ويرمي القرار إلى جعل الالتزام بمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي التزامًا عالميًّا؛ حيث طالب الدول غير الموقعة بالانضمام إلى المعاهدة، بالإضافة إلى بلورة معاهدة جديدة للحدِّ من الترسانة النووية وتأكيد الرقابة على إنتاج المواد الانشطارية.

وتناول القرار قضيةً مهمةً تتمثل في الإشراف والرقابة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة ذات الصلة بالتجارب والأبحاث النووية، وفي هذا الإطار يمكن فهم القرار في إطار استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية دون أن يشير إلى إنتاجها، وهذا ما يفتح الباب واسعًا لحظر نقل التكنولوجيا بين الدول المتقدمة والنامية.

وإذا كان القرار يتناول حظر انتشار السلاح النووي، فإنه لم يتناول عمليات التطوير المستمرة لحلف الأطلسي وبرامج التسلح التقليدية والتي لا تقل خطورةً وتدميرًا عن الأسلحة النووية والكيماوية، وهذا لا يعني التقليل من أهمية سعي الولايات إلى تجديد معاهدة خفض التسلح مع روسيا، ولكن لا بد من النظر إلى القرار في سياق إدارة الدول الكبرى- وعلى رأسها أمريكا- للصراعات في مناطق التوتر وتصوراتها عن نظام الأمن العالمي الذي يضمن لها استمرار السيطرة والتحكم في العالم.

والواضح أن الولايات المتحدة تسعى لتكوين توافق دولي لتقويض محاولات التطور التكنولوجي لبعض الدول، وخاصةً إيران وكوريا الشمالية، والتوسع في السيطرة على نقلها، ولذلك فهي تسعى لتوثيق العلاقة مع الصين وروسيا لفضِّ الخلافات فيما بينها بشأن قضايا التسلح الدولي.

وقد اعتبرت الدول الكبرى أن برنامجي كوريا الشمالية وإيران في الأبحاث النووية أهم تحدييْن يواجهان المجموعة الدولية، وذلك رغم وجود ترسانات أخرى تشكِّل تهديدًا للأمن الدولي، ورغم ارتفاع مساهمة تجارة السلاح في الناتج المحلي الأمريكي وكثير من الدول الكبرى.

ثالثًا: الشأن الدولي

- المسألة النووية الإيرانية في المحافل الدولية:

شغلت المسألة النووية الإيرانية جزءًا مهمًّا في الجمعية العامة بالأمم المتحدة؛ حيث شكَّلت قاسمًا مشتركًا بين القضايا محل الاهتمام للدول الكبرى، وبشكل خاص الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مع تحديد الموقف الروسي والصيني، بالإضافة إلى هجوم شديد على الكيان الصهيوني في الوقت الذي عجزت فيه الدول العربية والإسلامية عن مجرد المشاركة بالرأي في هذا الموقف المنحاز ضدها بالضرورة.
وقد تناولت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الموضوع الإيراني في سياق الدعوة لوقف انتشار الأسلحة النووية وتعزيز الالتزام بالمعاهدات الدولية في هذا الشأن، وتبني الدعوة إلى وضع البرنامج النووي الإيراني تحت الرقابة الدولية.



كما اعتبرت روسيا أن عدم خضوع المنشآت النووية الإيرانية للتفتيش يزيد القلق والتوتر الدولي، ويفتح الباب أمام تعزيز العقوبات الدولية لإيران، وقد جاءت هذه التصريحات في سياق إعلان إيران عن مفاعل نووي جديد قرب مدينة "قم"، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لها، ولو من حيث الشكل.

وقد عكس خطاب نتنياهو ذروة التهويل من الخطر الإيراني؛ حيث أشار مرارًا وتكرارًا إلى الخطر الذي يشكِّله التسلُّح الإيراني إقليميًّا ودوليًّا وارتباط حماس بإيران، لدرجة أن الخطاب السياسي الصهيوني وضع تسوية أو تصفية المشروع النووي الإيراني كشرط مسبق للبدء بمفاوضات التسوية حول القضية الفلسطينية، وهذا ما يكشف أن السياسة الصهيونية تسعى لتأكيد أولوية مواجهة إيران وتحويل الانتباه عن الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

في ظل هذه الأجواء يتمُّ الإعداد لاجتماع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا (5 + 1) دون مشاركة اليابان لمناقشة المسألة النووية الإيرانية في أول أكتوبر المقبل، وتعد هذه الصيغة امتدادًا لصيغة التعامل مع الملف النووي لكوريا الشمالية، ويبدو أن المهمة الأولى لاجتماع مجموعة ( 5+1) بشأن إيران هي تقليل معارضة الصين وروسيا لتطبيق العقوبات المفروضة على إيران، وقد تنجح هذه السياسة الأمريكية في ذلك؛ نظرًا لتركيزها على تحسين العلاقة مع البلدين (روسيا والصين)، وخاصةً بعد تعديل مشروع الدرع الصاروخي في شرق أوروبا، وتخفيض الجمارك على الصادرات الصينية الأمريكية، والحديث عن المصالح المشتركة على مستوى العالم.

قمة العشرين ونظام دولي جديد


عقدت مجموعة العشرين قمتها الثالثة في مدينة بيترسبرخ (ولاية بتسلفانيا) بالولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك بهدف تطوير الإطار التنظيمي للمجموعة التي تمثل حوالي 90% من حجم الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى سعي هذه المجموعة إلى تطوير التعاون الدولي لتحقيق مصالحها، وأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب حدوث أزمات اقتصادية عالمية جديدة.
وعلى مر القمم الثلاثة التي انعقدت بينها؛ أثيرت قضية إصلاح النظام المالي العالمي، والدفع باتجاه تبني سياسة انفتاحية تستوعب أكبر قدر ممكن من مصالح هذه الدول، وهنا عبَّر العديد من الدول المشاركة في تغيير نظام العمل في المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد والبنك الدولي)، برغم أن ذلك يتيح فرصًا أوسعَ للدول الناشئة والنامية للتأثير في السياسات المالية الدولية، ويؤدي إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي وفقًا لتطلعات هذه الدول.

وقد أشير في هذا السياق إلى تعديل نظام التصويت في صندوق النقد كخطوة نحو إصلاح النظام المالي العالمي، ويرى بعض الخبراء أن هذا الطرح محاولةٌ من دول مجموعة العشرين للتقليل من السيطرة الأمريكية المتصهينة على الاقتصاد العالمي.

وبخصوص التطوير التنظيمي لمجموعة العشرين ظهرت اتجاهات تتبنَّى تحويل المجموعة "منسق دائم للاقتصاد العالمي"، وهو ما يعني توسيع مجموعة العشرين يجمع ما بين الدول المتقدمة صناعيًّا والدول الصناعية الجديدة.

ويمكن القول بأن هذه التركيبة تعكس التحوُّل الشكلي المرحلي في السياسة الأمريكية عن سياسة القطبية الأحادية والانتقال إلى التعددية القطبية، وهو ما يعكس إدراك الولايات المتحدة للتغير في الأوضاع الاقتصادية للدول الكبرى، وتنامي مساهمة دول أخرى في الاقتصاد العالمي، واستمرار السياسة الأمريكية الثابتة؛ بإحكام القبضة على السياسات الاقتصادية لكل الدول.

وبالنظر إلى تركيبة المجموعة فإن ثمة حقيقةً مهمةً، وهي أنها تضمُّ عددًا من الدول التي كانت تصنَّف ضمن دول الجنوب في إطار ثنائية الشمال والجنوب، وهذا ما يُثير الجدل حول الطبيعة الجديدة للعلاقات الاقتصادية الدولية بعد تبلور مجموعة العشرين الاقتصادية، وخاصةً ما يتعلق منها بالتبادل الاقتصادي غير المتكافئ.

والخلاصة أنه في المدى المنظور فإن الولايات المتحدة- وبمساعدة فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي- تبقى مهيمنةً على مجموعة العشرين، وتقوم بتوجيه سياستها للاستفادة من إمكاناتها الاقتصادية والسياسية في تجنب آثار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية العالمية عليها.





http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gif





http://www.ikhwanonline.com/images/mb_23.gif

ابو مصعب المصرى
15-10-2009, 08:29 PM
تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
- التغيرات الإقليمية وانعكاساتها على مصر:
تشهد المنطقة تغيرات كثيرة من المتوقع أن تؤثر على الدور المصري الخارجي، وترتبط هذه التغيرات بالقضايا المهمة لمصر على المستوى الإقليمي، وهذه القضايا هي:
أ) تحسن العلاقات السعودية- السورية:
بعد فترة توتر بين البلدين؛ أصبح من الواضح وجود رغبة مشتركة في تحسين العلاقات بينهما، وإزالة أو على الأقل تخفيف عوامل التوتر التي سادت تلك العلاقات في الفترة الماضية، وقد ظهر هذا التوجه في زيارات متبادلة، بدأت منذ أشهرٍ على مستوى وزراء الخارجية في البلدين، وانتهت بزيارتين رسميتين لكلٍّ من الرئيس السوري بشار الأسد والملك عبد الله.

ويعدُّ هذا التطور مهمًّا، ليس فقط لتوثيق العلاقات بين البلدين؛ ولكن لأنه أيضًا يتناول قضايا مؤثرة إقليميًّا ودوليًّا، فهو يتناول الشئون اللبنانية والتوافق حول تشكيل حكومتها؛ وذلك بالإضافةِ إلى القضية الفلسطينية والمفاوضات حولها.

ويمكن القول بأن هذا التطور وإن كان يحقق بعض المصالح المشتركة بين السعودية وسوريا، فإنه في ذات الوقت يُضعف بالضرورة دور مصر إقليميًّا، ويتضح ذلك بشكلٍ خاص على المستوى اللبناني؛ حيث ظهرت مطالبات داخلية بإبعاد مصر عن لبنان.

ب) جهود أمريكا وليبيا لتوحيد حركات دارفور:
حيث أعلنت الولايات المتحدة وليبيا عن سياسة مشتركة لتوحيد حركات المعارضة في دارفور، حتى يتسنى لهما التأثير المباشر في تسوية أزمة دارفور، وتكمن أهمية هذه السياسة في أن السعي لتجميع حركات دارفور، هو الوجه الآخر لتقليل أو خفض تأثير الأطراف الأخرى، وهذا لا يقتصر على مصر فقط، ولكنه يطال أيضًا فرنسا وألمانيا، وبهذا المعنى تعد هذه السياسة سعيًا نحو تهميش الأدوار الأخرى.

وتُشكِّل هذه السياسة تحديًا للدور المصري تجاه السودان وإفريقيا؛ حيث إنه يأتي في سياق تحولات مهمة في النظام السياسي السوداني تتم دون حضور مصري ملموس؛ وذلك رغم أن هذه التحولات تتناول المسائل الأساسية لبناء الدولة ووحدتها وطبيعتها السياسية والاجتماعية، وبالضرورة علاقاتها مع الدول المجاورة التي تأتي مصر في مقدمتها.

جـ) التطورات على الساحة الفلسطينية وارتباك الدور المصري:
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/4/15/ikh5.jpgأحمد أبو الغيط

كشفت الأيام القليلة الماضية أن السياسة المصرية تجاه الملفات الفلسطينية تعاني من الارتباك والتذبذب، ويتضح ذلك من عدة أمور، لعل أهمها تعليق وزير الخارجية (أبو الغيط) على تأجيل مناقشة تقرير (جولدستون) بأنه كان مفاجئًا وأن مصر لم تكن على علم بالتأجيل، وهذا التعليق يكشف عن أن مصر ليست على اطلاع وثيق بمجريات الملفات الفلسطينية.. وهناك أيضًا ما يشير إلى حيرة الموقف المصري في هذا الشأن، وهو ما يكشفه التعامل المصري مع ملف المصالحة الفلسطينية، في ظل أزمة ما بعد تأجيل تقرير (جولدستون)؛ حيث لم تستطع مصر تحديد موعد للتوقيع على المصالحة وتأرجح موقفها ما بين التجاوب مع حماس والرضوخ لحركة فتح ومنظمة التحرير، وقد انعكس هذا التأرجح بالخروج بصيغة توافقية ما زالت محل نظر وتطرح فيها إمكانية التوقيع المنفرد للفصائل على أن يعلن التوقيع الجماعي في وقتٍ لاحق.. إن الدلالة السياسية لهذا الواقع تشير إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجه مصر، تتمثل في أن الفصائل الفلسطينية ليست تحت التأثير والنفوذ المصري، ولكنها تتأثر بمواقف وسياسات أخرى، إقليمية ودولية.

وخلاصة الأمر أنه لكي تتحقق للسياسة المصرية الفاعلية والتأثير، فإنه من الضروري الانخراط في مظلة إقليمية تعزز من مكانتها ودورها، وهذا ما يقتضي الخروج من حالة التوتر مع دول المنطقة، وخاصةً سوريا والسعودية وإيران وتركيا، ومن حالة الاكتفاء بترقب ومتابعة الأحداث الإقليمية فقط دون التفاعل معها.

د) الأداء العام في الخدمات والإنتاج:
تشير الأوضاع العامة في مجال الخدمات والاقتصاد إلى تراجع أداء الحكومة في هذه المجالات، وهو ما قد يتسبب في حدوث أزمات اقتصادية، ليس فقط على مستوى القطاعات الاستهلاكية، ولكن أيضًا على مستوى قطاعات الإنتاج.

وإذا ما أخذنا الخدمات في قطاع التعليم كمؤشرٍ على الخدمات العامة التي تقدمها الدولة، نلاحظ أن معدلات الأداء تعد متدنيةً إلى حدٍّ بعيد؛ وذلك ليس فقط من وجهة سياسة التعليم والمناهج، ولكن من وجهة تلبية المؤسسات التعليمية لحاجات الطلاب من فصول دراسية وخدمات تعليمية، هذا فضلاً عن أن تطورات "إنفلونزا الخنازير" كشفت هشاشة المؤسسات في التعامل مع الحالات أو الأزمات الطارئة.

وعلى مستوى القطاع الزراعي باعتباره أحد القطاعات الإنتاجية، فإن السياسة الزراعية، سوف تؤدي في المدى القصير إلى تراجع شديد في الإنتاج المحلي من المحاصيل الغذائية، وخاصةً القمح والأرز وقصب السكر والقطن، وهذا ما يرجع إلى توجه الدولة نحو استيراد هذه السلع ومنع تصديرها بشكلٍ يُقلل القدرة التنافسية سواء للمزارعين أو للمساحات الصغيرة، وهو ما يؤدي لانصراف المزارعين عن زراعة محاصيل أخرى لا تسد الفجوة الغذائية التي تشكل عبئًا على استقلال القرار السياسي ومحدودية الاحتياطي الإستراتيجي من هذه السلع.

ونظرًا للأهمية الإستراتيجية لهذه السلع، يمكن القول إن اتجاه الدولة لتقليص مساحات الأرز وقصب السكر بحجة توفير المياه سوف يؤدي إلى زيادة الواردات، كما هو في ذات الوقت هروب من واقع السياسة المائية التي تعاني من هدر شديد في الموارد المائية نتيجة تدهور أوضاع نهر النيل وتحيزها نحو ري المشروعات الجديدة والزراعات الواسعة.

إن استمرار هذه السياسة سوف تؤدي إلى تضاعف إنفاق الأفراد على التعليم والتوسع في استيراد السلع الأساسية، وهو ما يؤدي لتزايد الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
الخلافات بين الفلسطينيين حول تقرير "جولدستون" والمصالحة الوطنية:
ما زالت تداعيات تأجيل مناقشة تقرير "جولدستون" في الأمم المتحدة تتوالى على الساحة الفلسطينية، وبشكلٍ يكشف عن تباعد المواقف إزاء مفاوضات المصالحة والحوار الوطني الفلسطيني، وبالتالي استمرار العجز في مواجهة الصهاينة.

فمن ناحية السلطة الفلسطينية وحركة فتح، فإنه رُغم التصحيحات المحدودة للمواقف السلبية للسلطة الفلسطينية وحركة فتح بالنسبة لتقرير "جولدستون" فإن كلمة "محمود عباس" رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تكشف عن عمق خلافاته مع حركة حماس، وبشكلٍ يكشف عن محدودية الأرضية المشتركة بين الحركتين لتكون قاعدةً للعمل الوطني المشترك، فقد أشار أبو مازن إلى حركة حماس كحركة "ظلامية"، وهو تعبير أقل ما يوصف به أنه عدائي، وهو ما يؤكد موقفه السلبي تجاه المصالحة الوطنية، وخاصةً فيما يتعلق بإعادة بناء حركة التحرر الوطني الفلسطينية بإصلاح منظمة التحرير وتوسيع الخيارات لإحياء النضال والمقاومة والمضي قدمًا باتجاه بناء مؤسسات فلسطينية قوية ومستقلة قادرة على مواجهة الصهاينة واسترداد الحقوق الفلسطينية الضائعة، وخاصةً في ظل الدعم الأمريكي والدولي غير المحدود لمواقف الصهاينة العدوانية الإجرامية.

وفي هذا السياق فإن إصرارَ حركة فتح ومنظمة التحرير على عدم تأجيل التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية يعد مراوغةً مكشوفةً؛ حيث إن إبرام هذه المصالحة في ظل إهدار الحقوق الفلسطينية وعدم وضوح معايير محاسبة المتسببين في إهدارها، لا ينهي أسباب الخلاف بين الفصائل الفلسطينية، فضلاً عن أنه يزيد من المشكلات والأزمات؛ الأمر الذي يصبُّ بالضرورة في مصلحة الصهاينة.

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/10/3/img7.jpg ريتشارد جولدستون

ومن جهتها ترى حركة حماس أن تورط السلطة في تأجيل مناقشة تقرير (جولدستون) لا يوفر ظروفًا ملائمةً لإبرام المصالحة الفلسطينية؛ ولذلك حرصت (حماس) في لقائها مع الجانب المصري في أوائل أكتوبر 2009م، على تأكيد أنها ليست ضد إتمام المصالحة غير أن الظروف الحالية لا تشجع على الإعلان عن الاتفاق مع حركة فتح، وهذا ما يقتضي تأجيل التوقيع لوقتٍ لاحق.

كما أعلنت حركة حماس أن معالجة الأزمة الحالية يتطلب الدخول في فترة انتقالية تتشكل فيها قيادة بديلة تقودها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وينضم إليها أمناء الفصائل غير الأعضاء في المنظمة، وتكون مهمتها الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، كما رأت أنه من الضروري إصلاح الأجهزة الأمنية في وقتٍ متزامن على مستوى الضفة الغربية وغزة.

وقد كشف رئيس المكتب السياسي خالد مشعل عن أن القضية الأساسية لحركات التحرر الوطني الفلسطيني، تتمثل في إعادة بناء منظمة التحرير ومؤسساتها السياسية لتستوعب الحراك السياسي للمجتمع الفلسطيني، وأيضًا التوافق على البرنامج السياسي الوطني والذي يضمن حقوق الفلسطينيين دون تفريط، كما يضمن إجراء انتخاباتٍ دون تزوير وإزالة الحصار على قطاع غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

ومع ذلك ورغم عمق الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، إلا أنها تواجه ضغوطًا لأجل التوقيع على المقترح المصري للمصالحة خلال الشهر الحالي، ومن المتوقع أن تتجاوب الفصائل جزئيًّا مع هذه الضغوط وتقبل بالتوقيع، غير أنه ليس متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى تخفيف الاحتقان فيما بينها.

ثالثًا: الشأن الدولي
1- أبعاد توتر العلاقات التركية- الصهيونية:
رفضت تركيا مشاركة الكيان الصهيوني في مناورات "نسر الأناضول" وهي المناورات التي تجري للسنة السادسة على التوالي، وقد أرجعت تركيا قرارها إلى العدوان الصهيوني على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين ومحاولات حصار وهدم المسجد الأقصى.

وقد اعترضت الولايات المتحدة على القرار التركي وتضامنت مع الكيان الصهيوني وأعلنت عدم مشاركتها في المناورات، وهو ما كان سببًا في تأجيل المناورات إلى أجل غير مسمى، خاصةً أن العديد من دول حلف الأطلنطى قد حذت حذو أمريكا في هذا الموقف.

ولم تخف تعاطفها مع الكيان الصهيوني، وهذا ما يلقي بظلالٍ على العلاقات التركية مع كلٍّ من الكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وثمة عوامل يجدر الالتفات إليها منها تسارع معدلات الأزمات بين تركيا والكيان الصهيوني، وأنه لا يظهر في الأفق ما يشير إلى احتمال تحسن تلك العلاقات في المستقبل القريب؛ حيث تميل تركيا لتطوير علاقاتها مع دول الجوار الإسلامية والتحرك نحو بناء علاقات وثيقة مع سوريا وإيران ومجموعة الدول الإسلامية في آسيا وإفريقيا.

ولقد أصبح مما يقلق الغرب التوجهات التركية نحو العالم الإسلامي، وهناك بعض الآراء التي تشير إلى وجود خلفية إسلامية وراء السياسة الخارجية التركية، وإن كانت لا تعلن عن ذلك مباشرةً، إلا أن هناك قلقًا من الغرب من تحوُّل تركيا إلى دولة ذات هوية إسلامية واضحة ومعلنة.

ويبدو أن الموقف التركي من مشاركة الكيان الصهيوني في المناورات الجوية، لا يرجع فقط إلى السياسة الصهيونية ضد الفلسطينيين، وإنما أيضًا لتزايد القلق التركي من تنامي العلاقات الصهيونية مع دول القوقاز ودول وسط آسيا؛ الأمر الذي يعتبره القادة الأتراك تهديدًا لدور ومصالح تركيا في هذه المناطق.

وفي هذا السياق، فإن تأجيل مناورات "نسر الأناضول" يكشف عن بوادر أزمة سياسية بين تركيا والغرب، قد تتجلى نتائجها في تجميد ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وفي تأجيل تحسين العلاقات التركية العربية.

2- تحولات الأزمة السياسية في باكستان:
مع وصول أصف زرداري إلى السلطة في باكستان، تفاقمت الأزمات السياسية في الدولة، ليس فقط على مستوى الأقاليم بسبب التوتر بين الحزبين (الشعب والرابطة الإسلامية) أو التوترات العرقية، ولكن أيضًا بسبب أزمات بين الجيش والحكومة بسبب الخلاف على السياسة الأمريكية تجاه باكستان.

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/5/27/pic5028.jpgطالبان باكستان استهدفت العديد من مقار الشرطة الباكستانية

فقد تم الدفع بالجيش الباكستاني للدخول في مواجهةٍ مفتوحةٍ مع حركة طالبان باكستان، تحت مظلة السياسة الأمريكية، وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذه الحرب، لم يحدث تحسن في الوضع السياسي والأمني في الدولة؛ حيث لم يحسم الجيش المعارك ضد "طالبان"، بل زادت الأمور تعقيدًا، وبات الوضع الأمني أمام مرحلة تحول جديدة، نحو الحرب الأهلية وحرب العصابات، وهو ما يُشكِّل تهديدًا لاستقرار الدولة ويُثير في ذات الوقت النزاعات الأخرى فيما بين الأحزاب السياسية والحكومات الإقليمية.

وإزاء سياسة المساعدات الأمريكية تجاه باكستان، برز خلاف بين الجيش والحكومة حول الشروط الأمريكية للمساعدات التي تبلغ 1.5 مليار في العام، إذ يرى الجيش أن الشروط المرتبطة بالمساعدات تعدُّ تدخلاً مباشرًا في الشئون الداخلية، وقد فسر الجيش موقفه بأن هذه الشروط تتيح للولايات المتحدة الاطلاع على السياسات التعليمية والاقتصادية وتوجيهها، غير أن ثمة رأيًّا يذهب إلى أن الجيش يخشى من تحالف الحكومة مع الأمريكيين بشكلٍ يُهدد دوره السياسي ومكانته في الدولة التي يتحمل أعباءها الأمنية والسياسية.

هذه الأوضاع قد تدفع بباكستان نحو عدم الاستقرار، ليس فقط على خلفية تزايد احتمالات الصراع الداخلي في الحكومة والمشكلات الاقتصادية، ولكن أيضًا بسبب تزايد المشكلات الأمنية وانخراط الجيش فيها.

ابو مصعب المصرى
19-10-2009, 01:09 AM
رأي الإخوان حول الانتخابات القادمة
[13:33مكة المكرمة ] [15/10/2009]


تشهد الساحة المصرية الآن العديد من الفعاليات والجدل السياسي والإعلامي حول الانتخابات العامة في مصر، وإزاء هذا فإننا نؤكد ما يلي:

1- قرار الإخوان المسلمين الثابت هو المشاركة في الانتخابات، ويتم دراسة كل حالة انتخابات في حينها، ويُعلَن رأيُ الجماعة بخصوص المشاركة من عدمه، وحجم المشاركة بما يحقق المصلحة العامة، ويصب في عملية الإصلاح السياسي المنشود.

2- إن الهدف من المشاركة في العمل السياسي والشعبي هو تحقيق الإصلاح السياسي، وما يتطلبه من إنهاء حالة الطوارئ، والاستقلال الكامل للقضاء، وإرساء مبادئ الحرية والديمقراطية المرتكزة على التعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، واعتبار الأمة مصدر السلطات، وأن الشعب هو صاحب الحق الأصيل في اختيار حكامه ونوابه، والبرنامج الذي يعبر عن طموحاته وأشواقه؛ وذلك عبر صناديق الانتخابات الحرة والشفافة والنزيهة، والتي يشرف عليها السادة القضاة إشرافًا كاملاً وحقيقيًّا.

3- لكل المواطنين الحق في ممارسة العمل السياسي، بل من الواجب على الجميع المشاركة الجادة في الانتخابات العامة وعدم الإحجام عنها؛ حتى لا تُترَك الساحة مستباحة لتزوير إرادة الشعب؛ الأمر الذي يهدد مستقبله ويعوق مسيرته، وغني عن البيان أن المشكلات الحياتية التي يعاني منها المواطن المصري كالبطالة، وتدهور الأجور، والارتفاع الجنوني في الأسعار، ومشكلات الصحة والتلوث البيئي، والتعليم والإسكان، ما هي إلا تجليات لأزمة الحكم المتمثلة في الاستبداد والفساد.

4- إن الإصلاح لا يمكن أن ينهض به فصيل بمفرده؛ بل يتطلب الأمر تضافر كافة الجهود، وتكاتف كل القوى، وهو ما يستلزم ضرورة التواصل مع كل القوى السياسية والأحزاب الموجودة على الساحة، والتنسيق معها في الفعاليات والمواقف الجادة لإعلاء صوت الشعب، وحقه في التعبير عن رأيه، ورفع الضغوط الواقعة عليه، ومنع التزوير، والتصدي له بكل الوسائل والسبل القانونية والدستورية (النضال الدستوري المستمر).

http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/show_14.gif


http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif

http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gif

ابو مصعب المصرى
21-10-2009, 10:25 PM
الإخوان المسلمون والأحداث الأخيرة






(توضيح من مكتب الإرشاد) ردًّا على ما أُثير في الإعلام خلال الأيام الماضية؛ فإننا نوضح الحقائق الآتية:
أولاً: كان ضمن جدول أعمال مكتب الإرشاد بند بشأن استكمال مكتب الإرشاد لوفاة أحد أعضائه- رحمه الله-، وكان هناك خلافٌ إجرائي حول تطبيق بعض مواد اللائحة، وتم حسم الخلاف من خلال المؤسسية وإعمال الشورى، وفي ظل عقد أخوة الإيمان التي تتمتع بها جماعة الإخوان المسلمين، وقد صدر قرارٌ بذلك من مكتب الإرشاد باستكمال انتخابات مكتب الإرشاد عن طريق مجلس الشورى مع إتمام الإجراءات في التوقيتات المناسبة.
ثانيًا: بالنسبة لما أُشيع حول استقالة فضيلة المرشد العام فقد صدر تصريحٌ من فضيلته وتصريحٌ من النائب الأول للمرشد باسم مكتب الإرشاد، فضلاً عن صدور بيانٍ من مكتب الإرشاد بتاريخ 19/10/2009م، وكلها تؤكد النقاط الآتية:
- أن فضيلةَ الأستاذ المرشد لم يتقدم باستقالته كما ادَّعت بعض وسائل الإعلام، وما زال فضيلته على رأس العمل بالجماعة ويعاونه في ذلك النائب الأول وجميع أعضاء مكتب الإرشاد وهم يقومون بواجبهم، ولن تصرفهم هذه الحملة الإعلامية عن أداءِ دورهم في خدمة الإسلام والأمة والوطن.
- أن فضيلة المرشد العام وجميع أعضاء مكتب الإرشاد على قلب رجلٍ واحدٍ مع تقديرهم التام لاختلاف وتباين وجهات النظر فيما بينهم، وأن تنوُّع الآراء في الفروع يُثري الأفكار ويعمل على إنضاجها وهي علامة قوة وصحة للجماعة، وتأتي الشورى الملزمة لتحسم أي خلاف.
ثالثًا: بناءً على ما سبق يجب على جميع الإخوان أن يلتزموا بما صدر عن الجماعة من بياناتٍ وتصريحاتٍ وعدم الالتفات إلى ما تنشره وسائل الإعلام، والانصراف إلى أداءِ الأعمال العظيمة والمهام الضخمة التي يحملونها بثباتٍ وإيمانٍ لتحقيق آمال الأمة في النهضة والرقي والتقدم
﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ (الرعد: من الآية 17
القاهرة في: 2 من ذي القعدة 1430هـ الموافق 21 من أكتوبر 2009م

أبو جهاد المصري
25-10-2009, 12:35 AM
جزاك الله خيرا اخي الحبيب

ابو مصعب المصرى
28-10-2009, 11:42 PM
تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
1- الحراك السياسي نحو الإصلاح:
تشهد مصر حالة من الحِراك السياسي يتجه نحو تعزيز فرص الإصلاح السياسي على كافة المستويات؛ حيث يلاحظ في هذه الفترة تكون العديد من الفعاليات والتجمعات السياسية، وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين التي تضع قضية الإصلاح السياسي نصب أعينها، وفي قلب اهتمامها، ويأتي ذلك مع نهاية عام 2009م، وفي استقبال عام 2010م الذي ستجري فيه الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشورى والشعب وبعده عام 2011م؛ حيث تجري انتخابات الرئاسة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها حركات إصلاحية عن نفسها وتعلن عن رغبتها ومساعيها للإصلاح، ولكن سبق ذلك جهود كبيرة بدأت في عام 2004م؛ حيث تضافر العديد من الحركات والتجمعات والقوى السياسية وتسابقوا على وضع أجندة للإصلاح السياسي، وقطعوا شوطًا مهمًّا باتجاه الانفتاح السياسي ودعم الحقوق السياسية، كما بذلت جهود مقدرة في العمل المشترك والعمل الجماعي، وهو ما ساهم في تقريب المواقف تجاه القضايا والشئون العامة والوطنية.

غير أن حركة المد الإصلاحي شهدت تراجعًا خلال العامين الماضيين، وهو ما يحتاج إلى نقاش واسع ومصارحة حتى يمكن وضع أجندة وطنية للإصلاح تراعي كل الغايات والآمال والتطلعات وتذلل كل المعوقات.

وهناك اعتقاد بأنه لا خلافَ على أن تكوين هذه الأجندة يقتضي، ويتطلب مشاركة ومساهمة، ليس فقط الحركات الاجتماعية والسياسية، ولكن أيضًا لا بد من مساهمة فعَّالة للأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها الفكرية، ولكي تتحقق الاستمرارية للجهود الإصلاحية، فإنه من الضروري إدراك المعوقات التي قللت من فعالية هذه الحركات الإصلاحية خلال العامين الماضيين، وأيضًا إدراك التحديات التي تعترضها حاليًّا ومستقبلاً.

وباعتبار أن الإصلاح والحريات هدف مشترك لكل التيارات الفكرية والسياسية بأحزابها وحركاتها وتجمعاتها، فإنه من الأهمية السعي لبناء موقف مشترك، كما أنه من الأهمية تجاوز مسألة الخلاف في بعض القضايا بين جماعة الإخوان المسلمين وباقي الأحزاب والحركات ليبرالية كانت أو قومية باعتبار أن هذا الخلاف معوق عن توحيد الجهود الإصلاحية، بل ويعمل على إضعافها وتشتيت جهودها.

ويتمثل التحدي الآخر في تضاؤل فرص التعبير والإعلان عن الحركة الإصلاحية من المنابر الحكومية، وخاصةً بعد تراجع دور مواقف بعض النقابات المهنية في التعبير عن الرأي وتوفير الحماية للمجتمع المدني والرأي العام وضعف الترابط والتضامن بينها.

إن تنامي نشاط الحركات التي تنشد الإصلاح، يجب أن يُفضي إلى حركةٍ وطنيةٍ أو جبهة وطنية تتسع لكافة التيارات والحركات والقوى السياسية وتعمل على تسريع الخطى نحو الإصلاح.


2- حوادث الطرق وخطرها على الأمن القومي: تعكس حوادث الطرق وزيادة معدلاتها وحجمها عاملين في غاية الأهمية والخطورة، فمن وجهة التحليل الاقتصادي فإنها تُشكِّل خسائر مباشرة للاقتصاد القومي المصري، أما من ناحية الإدارة والخدمات، فإنها تعكس التخلف في التخطيط والتطوير؛ ومما لا شك فيه أن ذلك يُعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.


http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/10/25/img151.jpgمسلسل كوارث القطارات ما زال مستمرًا في عهد حكومات الوطني


فمن الناحية الاقتصادية، فإن حوادث الطرق ومنها القطارات لا تزال تشكل قدرًا كبيرًا من الخسائر البشرية التي تتراوح حول معدل 15 ألف فرد سنويًّا، وفي الإمكانات والفرص الاقتصادية التي خسرتها الدولة جراء هذه الحوادث.

ومن ناحية الخدمات التى توفرها الدولة لقطاع النقل والمواصلات فإن المشكلة هنا لا تتعلق فقط بغموض معايير المحاسبة، ولكنها تظهر أيضًا ضعف استخدام التطور التكنولوجي في إدارة الطرق وملائمتها للسير والكثافة المرورية وتوافر معايير السلامة، وهذه الجوانب تعدُّ من العوامل الأساسية في تزايد حوادث الطرق ولا سيما السكك الحديدية، وهذا لا ينفي وجود عوامل أخرى، مثل ضعف الموازنات وسوء الإنفاق والفساد.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- الدعوة للانتخابات وأزمة السلطة الفلسطينية:
لا تعدُّ هذه المرة الأولى التي يدعو فيها رئيس السلطة الفلسطينية إلى انتخابات مبكرة أو دون توافق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، فقد دعا إلى انتخابات مبكرة في نهاية 2007م، ثم تراجع عنها لأن القضية الأساسية ليست في إصدار "مرسوم" الدعوة للانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولكنها تتعلق بالظروف التي يصدر فيها القرار، ومع ذلك فقد أصدر قراره الثاني في هذه الأيام ليعلن عن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 24 يناير 2010م؛ وذلك رغم أن ثمة مفارقة مهمة، تتمثل في انتهاء ولاية رئاسة السلطة في 9 يناير 2008م، ووجود نزاع قانوني حول ممارسة الرئيس لاختصاصاته، وفي ظلِّ تداخل شديد بين منظمة التحرير والسلطة، وبغض النظر عن التكييف القانوني للوضع داخل السلطة الفلسطينية، فإن الظروف السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية وظروف السلطة على وجه الخصوص والأزمة بين حركتي "فتح" و"حماس" تحول دون تنفيذ هذا "المرسوم" الذي صدر في سياق تعثر وارتباك المصالحة الفلسطينية في اللحظات الأخيرة؛ وذلك رغم قطع شوط مهم في التقريب بين مواقف الفصائل الفلسطينية، وبالتالي؛ فإنه من الممكن قراءة الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية في يناير 2010م على أنها محاولة للتنصل من بعض الالتزامات التي أُعلن عنها أثناء المحادثات في القاهرة لتحقيق المصالحة.


http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/7/8/ikh13.jpgمحمود عباس المنتهية ولايته


وهذه الالتزامات والاستحقاقات لا تتعلق فقط بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية، وإنما تمتد أيضًا لتطال التدخلات الخارجية في الشئون الفلسطينية، وهنا يمكن الإشارة إلى اعتراض الولايات المتحدة على مساس المصالحة الوطنية بمشروعها الأمني في الضفة الغربية، والذي يقوم على رعايته وتنفيذه فريق أمني أمريكي برئاسة الجنرال "دايتون"، والذي يتوافق معه ويسير في ركبه الرباعية الدولية التي تحركها أمريكا المتصهينة.

ولقد كان لهذا الاعتراض أثر واضح على ارتباك المصالحة وإضعاف الدور المصري، بالإضافةِ إلى أن الممارسات الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى تُشكِّل التهديدات المباشرة للسلطة الفلسطينية والفلسطينيين، غير أنه رغم هذا التهديد فإن السلطة انصرفت باهتمامٍ إلى تعزيز الخلافات مع الفصائل الفلسطينية، وكان الأولى بها العمل على جمعها لمواجهة حصار واحتلال المسجد الأقصى؛ الأمر الذي يجعل الدعوة لإجراء الانتخابات عاملاً أساسيًّا لصرف الأنظار والجهود عن القضايا الأساسية، ويفاقم من الأزمة بين الفلسطينيين ويقضي على فرص التوافق الوطني، ولهذا فإنه من الضروري مناقشة قضايا المصالحة الفلسطينية في مناخ متحرر من الضغوط الخارجية وخالٍ من الاشتباكات الداخلية.

2- السودان: سجالات المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية:
في الفترة الأخيرة تزايدت الخلافات بين حزب المؤتمر الوطني السوداني وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد كان آخر هذه الخلافات، هو ما يتعلق بمطالبة الحركة بإقرار مجلس الشعب لتسعة قوانين تراها ضرورية ومنها قانون الأمن الوطني؛ وذلك لأنها تتعلق بترتيبات الفترة الانتقالية.

وقد شهدت الأزمة بين الجانبين تطورات سلبية خلال الأيام الماضية؛ حيث شهدت محاولات استقطاب للأحزاب والقوى السودانية، وشارك فيها التجمع الوطني، وفي هذا السياق عقدت الحركة الشعبية مؤتمر "جوبا" شاركت فيه أحزاب جنوبية وشمالية، غير أنه من الملاحظ أن الخطاب السياسي لمؤتمر "جوبا" يعكس حالة استقطاب شديدة سوف تؤثر على ما تبقَّى من الفترة الانتقالية، وبشكلٍ خاص ما يتعلق بانتخابات أبريل 2010م والاستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان في يناير 2011م.

وفيما يتعلق بترتيبات هذا الاستفتاء توافق المؤتمر والحركة على إجازة الاستفتاء بمشاركة ثلثي مَن يحق لهم التصويت والمقيمين في جنوب السودان؛ وذلك بعد أن كان المؤتمر الوطني يصرُّ على إجازةِ الاستفتاء بمشاركة 75% من الجنوبيين على مستوى السودان، والأكثر أهميةً من ذلك هو التوافق على إجازة نتائج التصويت بالأغلبية البسيطة (50 % +1).


http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/3/4/ikh22.jpgعمر حسن البشير


وفي سياق إدارة الخلافات والأزمة بين الطرفين، تحاول الحركة الشعبية توطيد علاقتها مع الولايات المتحدة، وتعمل على ترويج رؤيتها داخل الأوساط الأمريكية، في الوقت الذي تظهر فيه السياسة الأمريكية تجاه الحكومة السودانية (المؤتمر الوطني)، باستراتيجية أمريكية جديدة تجمع بين العقوبات والمساعدات، إلا أنها في حقيقتها تتجه نحو الضغط على الحكومة السودانية لحساب حركات دارفور والحركة الشعبية، وبهذا المعنى يمكن القول بأن السياسة الأمريكية تراجعت عن تحسين علاقتها مع حكومة (البشير) وهي السياسة التقليدية التي اتبعتها الإدارات الأمريكية منذ العقد الماضي؛ ويؤكد ذلك قرار الرئيس الأمريكي بالأمس لاستمرار العقوبات المفروضة على السودان.

وفي سياق المواقف الدولية تجاه التطورات الداخلية في السودان، يلاحظ أن السياسة البريطانية على سبيل المثال تولى اهتمامًا لدعم حكومة جنوب السودان ومساعدتها في الإعداد لانتخابات أبريل 2010؛ ولذلك يمكن القول بأن التعامل المصري مع تداعيات الأزمة في السودان قد جاء متأخرًا عن الأدوار الدولية الأخرى، وهو ما قد يقلل من تأثير المشروعات المصرية في جنوب السودان، ويساعد على استمرار التهديدات لمنابع النيل ويترك مساحة واسعة للصهاينة ليعبثوا بالأمن القومي المصري من الجنوب.

ثالثًا: الشأن الدولي
الانفجارات في أفغانستان وباكستان وإيران:
خلال الفترة الماضية شهدت أفغانستان وباكستات تدهورًا أمنيًا ملحوظًا قد يؤدي في المدى المنظور إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في البلدين، كما أنه من المحتمل أن يمتد إلى إيران ليشكل حالة إقليمية تؤثر على باستقرار هذه البلدان.

فمن الملاحظ في هذه الفترة تصاعد حالة عدم الاستقرار في كلٍّ من أفغانستان وباكستان، فمن ناحيةٍ زاد تهديد وخسائر قوات "الأطلسي" في أفغانستان، وخاصةً أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين قد بلغ حتى الآن خلال هذا الشهر (أكتوبر 2009م 53 قتيلاً، ومن ناحيةٍ أخرى تزايدت العمليات المسلحة ضد الجيش ورموز السلطة في باكستان، والخطورة التي تُمثلها هذه العمليات على الجانبين تتمثل في أنها تشكل تأثيرًا مباشرًا على الحكومتين وحلفائهما، وهو أمر يعكس حالة من التهديد المتبادل بين الأطراف المختلفة.


http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/10/28/asd9.jpgأحد ضحايا الصراع المتواصل في باكستان


وقد انعكس هذا التطور في استمرار تردد الولايات المتحدة في إرسال جنود إضافيين إلى أفغانستان، وتزايدت معارضة الباكستانيين لشروط المساعدات الأمريكية؛ وذلك على الرغم من إفراد الولايات المتحدة لإستراتيجية عسكرية وسياسية تجاه البلدين؛ ولذلك يمكن القول بأن التقريرات والافتراضات التي قامت عليها الإستراتيجيات شابتها أخطاء كثيرة ترتب عليها زيادة الخسائر المباشرة ليس فقط على مستوى الخسائر في الأفراد والمعدات العسكرية، ولكن أيضًا على مستوى الخسائر اللوجستية.

فقد دفع وجود التهديد المتبادل باتجاه إعادة النظر في دعم عمليات الأطلسي في البلدين، فإلى جانب روسيا أعلنت اليابان عن وقف التسهيلات التي تقدمها لقوات الأطلسي في أفغانستان، وهو ما يشكل ضغطًا على السياسة العسكرية للحلف في هذه المنطقة، وخاصةً بعد اختلال الأوضاع الأمنية واختراقها للحدود الإيرانية وبشكلٍ يزيد من التوتر الإقليمي.

إن التدهور الأمنى يثير مسألة في غاية الأهمية، وتتمثل في عدم القدرة على بناء سياسي مستقر في ظل فوضى أمنية عارمة، فالمشاهدات المتعلقة بهذا الجانب تشير إلى وجود تعثر شديد في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، هذا التعثر ليس بسبب التزوير فقط، ولكن أيضًا بسبب غياب المشروع السياسي الوطني في البرامج الانتخابية المطروحة؛ ولذلك لم تلق العملية الانتخابية تأييدًا أو حماية شعبية سواء ضد التزوير أو ضد حركة "طالبان"، وبهذا المعنى فإن نتائج الانتخابات أيًّا كانت- سوف لا تساهم في تطوير العملية السياسية في الدولة بقدر ما إنها تعيد دورة الصراع مرةً أخرى، وخير شاهد على ذلك ما وقع فجر يوم 28/10/2009م من هجومٍ على دار الضيافة التابعة للأمم المتحدة في كابل وقتل عددٍ من النزلاء الأجانب، وكذلك إطلاق الصواريخ على أحد الفنادق في كابل؛ لأنه يعتقد أن بها أجانب يشاركون في العملية الانتخابية المزمع إجراؤها، وقد أعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن الهجومين وأعلنت أيضًا أن الهدف منهما تعويق الانتخابات، وفي ذات الوقت، فإن محاولة الرئيس الأمريكي لاستصدار قرار من الكونجرس يسمح برصد مبالغ مالية تدفع لأفراد طالبان الذين قد يرغبون في ترك السلاح والكف عن الهجوم على القوات الأمريكية وقوات التحالف لا يتوقع لها النجاح لاختلاف الحال في أفغانستان عنه في العراق.

أما على مستوى باكستان، فإن الانفجار الأمني يرتبط بشكلٍ وثيقٍ بتوسع عمليات الجيش ضد السكان المدنيين وتزايد التدخل الأمريكي سياسيًّا وعسكريًّا في الشئون الباكستانية، وهو ما يؤدي إلى نشوب ما يشبه الحرب الأهلية بين الدولة والمجتمع، وتحاول وزير الخارجية الأمريكية في زيارتها يوم 18/10/2009م لإسلام أباد أن تصل إلى ما تريده الولايات المتحدة بإقناع جنرالات الجيش بضرورة الاستمرار في هجومهم وعدوانهم على المدنيين بدعوى محاربة القاعدة وطالبان، الأمر الذي يستهلك قوى باكستان ويهدد أمنها القومي من داخلها.

وبالتالي فإن إمكانية بناء نظام سياسي ديمقراطي في ظلِّ الحرب والتدخل العسكري، تعد مستحيلة؛ وذلك بسبب عاملين؛ الأول، هو عدم تجانس السياسات ووسائل العمل، وثانيًا، المحاولات المستمرة لفرض الأيديولوجية الليبرالية على الشعوب وإزاحة القيم الإسلامية.




http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/show_14.gif


http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gif

ابو مصعب المصرى
07-11-2009, 12:23 AM
قراءة في المشهد العام
[16:41مكة المكرمة ] [06/11/2009]



أولاً: الشأن الداخلي
1- الحزب الحاكم وغموض المستقبل السياسي:
انتهى المؤتمر السنوي السادس للحزب الحاكم كالعادة دون حدوث أي تطورٍ أو تحسن سواء في الشئون الداخلية أو الخارجية؛ الأمر الذي يستلزم من الشعب المصري بكل قواه وحركاته واتجاهاته الوقوف أمام تحدي الأسئلة الإستراتيجية للإصلاح السياسي في الدولة، وخاصةً في ظلِّ تفاقم المشكلات الاقتصادية وتدهور الحالة الصحية لأبناء المجتمع وتراجع منظومة التعليم العام والتعليم الجامعي والبحث العلمي والتدهور الشديد الذي أصاب السياسة الخارجية لمصر.

وبشكلٍ عام فإن هذا المؤتمر لم يأخذ خطوة جادة تجاه هذه المشكلات، بل إنه في بعض النواحي جاءت توصياته مخالفة لتطلعات المواطنين ومناقضة لأوليات التطور السياسي، وهذا ما يمكن توضيحه في المحاور التالية:-
أ- فمن جهة العدالة الاجتماعية وشمولها لجميع المواطنين، فإن السياسات العامة للنظام لا تزال تقتصر على التوسع في سياسة توزيع الدعم، وهي سياسة لا ترقى للتعامل مع حالة التفاوت الاجتماعي الشديد، والتي أخذت في التفاقم منذ بداية العقد الحالي، وقد رصدت التقارير الدولية المتعلقة بشئون التنمية هذه الحالة، وكشفت فيها عن هذا التفاوت الواسع في توزيع الدخل القومي؛ وهذا ما يمكن تفسيره بأن السياسات التي دفع بها النظام وتبناها خلال تلك الفترة قد انحازت بشكلٍ واضحٍ إلى أصحاب الأعمال والنخبة الاقتصادية، وهو ما سبب ضررًا بإلغاء للشرائح الاجتماعية الأخرى والفقيرة منها على وجه الخصوص.

هذه الخلاصة لا تعد جديدة فمنذ نشأة هذا الحزب في نهاية السبعينيات سيطرت عليه توجهات الاحتماء بالدولة وأجهزتها والبعد عن المواطنين، ولعل الشعار الذي رفعه هذا العام لا يعد وكونه محاولة للإيهام بوجود تغير في التوجهات السياسية والاقتصادية، والذي فضحته فعاليات وتصريحات وتوصيات المؤتمرين.

ب- أما من ناحية العلاقة مع الأحزاب المعارضة والقوى السياسية، فإنه من الملاحظ حدوث تراجع في الخطاب السياسي للنظام الحاكم تجاه الأحزاب والقوى السياسية، فإنه بينما أشار المؤتمر العام السابق باهتمام إلى أهمية الحوار السياسي ولم يحدث بالطبع، فإن هذا المؤتمر كشف عن رغبة جامحة في الإقصاء والإبعاد للآخرين، والاستحواذ التام على الدولة، وتوضح المواقف التي شهدها المؤتمر، والتي أساءت لكل الأحزاب والقوى السياسية مدى هشاشة الحوار السياسى كأحد مكونات وتوجهات النظام الحاكم المزعومة لذر الرماد في العيون.

ت- وكما هي عادة النظام ورموزه في مؤتمراتهم السابقة، أشار هذا المؤتمر من باب ستر عوراته إلى أهمية احترام حقوق الإنسان وإرادة ورغبات المواطنين، وهذه المداخل تكشف عن تناقضات واضحة على مستويين، المستوى الأول: وهو أن السياسات والممارسات الواقعية والفعلية للحزب ترسَّخت في إهدار حقوق الإنسان وكبت إرادة المواطنين، يتضح ذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار السياسة التشريعية التي تبناها خلال السنوات الماضية، وهي في مجملها تهدر ضمانات الحرية والتقاضي وحق التعبير كما تهدر ضمانات الاستجابة لإرادة المواطنين والمتمثلة في غياب ضمانات نزاهة الانتخابات العامة.

أما المستوى الثاني فيتمثل في أن التقارير الدولية والمحلية رصدت الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان؛ السياسية والاقتصادية فضلاً عن التعذيب الذي صار ظاهرة، وهذه الانتهاكات لا تتعلق فقط بالاعتقال المتكرر وإساءة استخدام الحبس الاحتياطي في القضايا السياسية، وإنما كشفت عن عدم حصول المواطنين على حقوقهم الاقتصادية وعدم وصول الدعم إلى مستحقيه، فضلاً عن التوسع الشديد في القطاع الخاص وخصخصة الخدمات رغم تزايد معدلات الفقر.

ث- وفيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية، فإن تناول هذه القضايا يُبين مدى الاضطراب لدى النظر إلى المشكلات، فالسياسة المالية أصبحت تُركِّز على زيادة الأوعية الضريبية، وبالتالي زيادة الأعباء على المواطنين، وهو ما يُؤثِّر بشكلٍ مباشر على حركة الاستثمار، ولكن المشكلة الأكثر أهميةً هي أنه في ظلِّ غياب النظام الضريبي العادل فإن الشرائح متوسطة الدخل والفقيرة سوف تتحمل العبء الأكبر من الضرائب؛ وذلك من خلال الضرائب على الاستهلاك وضرائب المبيعات، فيما يتمتع أصحاب الأعمال بالإعفاءات وغيرها من المزايا الاستثمارية، كما أن هذه السياسة لا تعكس رؤية تنموية بقدر ما تعكس محاولات للتغلب على مشكلات حادة، وهذا ما تفسره المخصصات الإضافية لبعض المشروعات كالصرف الصحي والدعم (20 مليار جنيه) رغم مرور أربعة شهور فقط على إقرار الموازنة العامة للدولة في مجلس الشعب.

وخلاصة الأمر، أنه بمتابعة المؤتمرات السابقة وما حدث في هذا المؤتمر، يتضح أن الاتجاه العام لسياسات النظام لا يضع أسسًا واضحة للحرية والديمقراطية وللتقدم والتنمية بقدر ما يُوفِّر فرصًا أفضل للفساد وغياب المعايير المحاسبية والرقابية، وهنا لا يمكننا الحديث عن إمكانية التحسن في المناخ السياسي أو التنمية الاقتصادية، وهذا الوضع يفرض ضرورة الحراك السياسي من الأحزاب والقوى السياسية لأجل وقف التدهور السياسي الذي تشهده البلاد.

2- تهديدات جديدة للأمن القومي:
في بداية أكتوبر الماضي اعترضت البحرية الأمريكية الباخرة الألمانية (هانسا إنديا) في خليج السويس وقامت بتفتيشها؛ وذلك بغرض التأكد من حمولتها ووجهتها، وقالت البحرية الأمريكية إن هذا الإجراء هو تطبيق للحظر المفروض على إيران، بالإضافةِ إلى منع وصول الأسلحة إلى سوريا وحزب الله.

وقد أعلنت هيئة قناة السويس أنه لم يحدث اعتراض لأي سفينة في المجرى الملاحي للقناة أو في خليج السويس؛ حيث تُتاح الحرية لجميع السفن التجارية والحربية للمرور في القناة كمجرى مائي دولي تديره مصر بشكلٍ كاملٍ وتسيطر عليه غير أن ما صدر عن هيئة قناة السويس لا يصمد أمام الخلافات بين أمريكا وألمانيا حول هذا الحادث باعتباره اعتداءً على سفينة أمريكية مملوكة لشركة ألمانية.

وبغض النظر عن الخلافات بين ألمانيا وأمريكا بشأن هذه الحادثة فإن الحادثة بذاتها تشير إلى دلالات مهمة لما يتعلق بالأمن القومي وتبديد الموارد الجيوستراتيجية للدولة، والتي تتمثل في الموقع الجغرافي والسواحل البحرية، وهو ما يتيح لمصر القيام بدور مهم في العلاقات الدولية؛ نظرًا للميزات السياسية والاقتصادية.

يبدو أن هذه الحادثة تأتي في سياق الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني (رايس- ليفني)، والذي يفرض رقابة على الخطوط الملاحية المؤدية إلى سورية ولبنان والأراضي الفلسطينية لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله وحركة حماس.

والأكثر أهميةً من ذلك هو مسألة السيادة المصرية على المياه الإقليمية فوفقًا لقانون البحار 1982م يعد خليج السويس بأكمله داخل النطاق الإقليمي المصري، وهو ما يتيح لمصر حق مراقبة السفن في المرور، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في مراقبة السفن الحربية الأجنبية وسيطرتها على المجال الإقليمي المصري وبشكل يفرض قيودًا على مصر في ممارسة سيادتها، وهذا يُشكِّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري وينتقص من السيادة المصرية.

ومن الأهمية ذكر أنه وعلى الرغم من تمتع مصر بموقع إستراتيجي بالنسبة لقارات العالم ودوله فإن هذه الميزات الجيوستراتيجية تضيع أهميتها وثمارها من جرَّاء هذه الأوضاع، وأن ضياعها لا يعني فقط خسائر اقتصادية وتجارية، ولكنه يعني قبل ذلك ضعفًا سياسيًّا عامًّا وتراجعًا لهيبة الدولة المصرية وتحول ميزات الموقع الجغرافي إلى أعباء عسكرية وأمنية يصعب تحملها.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- القضية الفلسطينية.. واستمرار التآمر:



http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/6/2/ikh15.jpgالعمل جار في بناء المغتصبات بالقدس المحتلة


بعد التوقعات المزعومة بقرب حل أو تسوية للقضية الفلسطينية، تواجه القضية الآن تحديات حرجة في هذه المرحلة، وخاصةً بعد تزايد الضغوط الأمريكية والأوروبية على الفلسطينيين والعرب لأجل بدء مفاوضات وتطبيع بدون شروط مع الكيان الصهيونى، وهو ما يعني صراحةً التراجع عن المطالبة بوقف الاستيطان كشرطٍ مسبقٍ مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الشرط لم يكن كافيًا، وإنما كانت هناك اشتراطات أخرى كثيرة تُعبِّر عن عموم الشعب الفلسطيني.

فمن ناحية الموقف السياسي الأمريكي، فإنه بات من الواضح أن السياسة الأمريكية أعلنت أن قضية الاستطيان لم تكن في يوم ما شرطًا لبدء المفاوضات، وبالتالي لن تكون قيدًا على الدخول في أية مفاوضات في المستقبل، وبهذا المعنى، فإنها سوف تتبنى حلولاً يقبلها الكيان الصهيوني.

وقد لقى هذا الموقف للسياسة الأمريكية قبولاً لدى الكيان الصهيوني؛ حيث تم تأكيد أن الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس، هي مسائل أو قضايا خارج المفاوضات ولا يمكن وضعها كشروط مسبقة، وهذا ما يعني أن التوسع الصهيوني على حساب الفلسطينيين يكتسب تأييدًا أمريكيًّا وأوروبيًّا، بشكلٍ يتيح فرصة للتوسع لأكبر مدى ممكن في الأراضي المحتلة وهدم المسجد الأقصى.

وقد تطابقت مواقف السلطة الفلسطينية على ترددها وضعفها وعدم مصداقيتها وبعض الدول العربية التي تتحرك في هذا الملف لتحقيق مصالح خاصة بالنظم القائمة فيها تجاه تصريحات الخارجية الأمريكية المؤيدة لمفاوضات بدون شروط، وذهبت هذه المواقف إلى صعوبة أو استحالة تجاوز قضية الاستيطان، وأنه لا يمكن بدء مفاوضات مفتوحة وغير واضحة المعالم.

هذه التطورات تجري في سياق التراجع الواضح في الحديث عن الدولتين (وفقًا للرؤية الأمريكية)، وهذا ما يلقي بظلال على حقيقة ما يجري، ويتم تدبيره بشأن القضية الفلسطينية، وهي تدابير لا يمكن اعتبارها نزيهة أو خالية من التآمر، فإن قراءة تراجع الحديث عن الدولتين في ظلِّ الأوضاع الحالية ترتبط مباشرةً بفشل الإدارة الأمريكية بإرادة وقصد في وقف الاستيطان بأشكاله المختلفة؛ حيث لم يكن منطقيًّ االحديث عن دولة فلسطينية دون تناول قضايا الأرض والحدود، ويبدو أن هذا المدخل (حل الدولتين) لا يناسب السياسات الأمريكية والأوروبية والصهيونية في المستقبل، وتبذل جهود لابتكار صيغة جديدة تكون أقرب للرؤية الصهيونية التي تصر على حبس الفلسطينيين في كيان هش ومحاصر يتمتع بالحكم الذاتي وإبقاء اللاجئين في الشتات واستمرار سيطرة الصهاينة على كامل مدينة القدس.

هذه التطورات وإن كانت تُعبِّر عن الضعف والعوار السياسي العربي والفلسطينيي فإنها في ذات الوقت تضعهم أمام تحديات كبيرة، هذه التحديات لا تتعلق فقط بالتحولات في القضية الفلسطينية ولكنها ترتبط بالمصالح الأمنية والاقتصادية للعرب والمسلمين؛ حيث إن التضامن الأمريكي والأوروبي والصهيوني يستهدف بالأساس قدرات وإمكانات الدول العربية والإسلامية، وهذا ما يفرض على هذه الدول التقارب والتعاون لأجل مواجهة هذه التحديات، وقد يتطلب ذلك توسيع الخيارات والبدائل السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهنا يجدر الإشارة إلى أهمية دعم المقاومة بكافة الوسائل الممكنة.

2- أزمة ما قبل انفصال جنوب السودان:



http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/2/5/20yyyokff0111ff.jpgسيلفاكير


لعل الأزمة السياسية التي تشهدها الحكومة السودانية في الوقت الراهن تكشف عن واحدٍ من أهم تحديات بناء الدولة خلال مرحلة ما بعد الاستقلال، فإنه رغم محاولات تشكيل هوية سودانية خلال تلك السنوات، لا زالت قضية الانفصال تُشكِّل أبرز الحلول السياسية لأزمة الدولة.

وقد جاء تفضيل "سيلفاكير" (النائب الأول للرئيس السودانى ورئيس حكومة جنوب السودان) لأن يصوت الجنوبيون في الاستفتاء على تقرير المصير لصالح الاستقلال؛ وذلك على اعتبار أن الاستمرار في دولة السودان سوف ينقص حقهم في المواطنة، بينما الانفصال يتيح لهم فرصة الحصول على المواطنة الكاملة.

وتأتي تصريحات "كير" في سياق أزمة سياسية بين حزب "المؤتمر الوطني" وبين الأحزاب والحركات السودانية الأخرى، وفي سياق الإعداد لانتخابات أبريل 2010م، وهذا ما يعطيها أهمية تتراوح ما بين إقامة دولة علمانية وما بين الانفصال.

وإذا ما كان هناك ترجيح لانفصال جنوب السودان، فإن القضية الأساسية تتعلق بمستقبل السودان كدولةٍ ومدى ضمان عدم تنافس النزاعات الانفصالية في الأقاليم الأخرى في الغرب والشرق، فهذه المسائل لا تزال محل جدل كبير، كما أنها تشهد تدخلاً دوليًّا كثيفًا في الشئون الداخلية السودانية وفي كل الأقاليم، وهذا لا يقتصر فقط على التدخل الدولي، وخاصةً الأمريكي المتصهين في دارفور، ولكن أيضًا في جنوب السودان وفي الشرق.

ولتقليل احتمالات الانفصال، فإنه من الضروري العمل على توسيع فرص المشاركة في صياغة القوانين وفقًا للقواعد التي تم التوافق حولها أثناء الفترة الانتقالية، كما أن الصيغة التي طرحها الاتحاد الإفريقي لتسوية أزمة "دارفور" ودعوته لإنشاء محاكم مختلطة قد تخفف من حدة الأزمة أو تساعد في تجنب تدخل المحكمة الجنائية الدولية.

ثالثًا: الشأن الدولي
السياسة الخارجية الأمريكية.. تركيز على السياسات العسكرية:
لعله من الملاحظ أن الخطاب السياسي الأمريكي بات أقرب إلى الحسم بالوسائل الأمنية والعسكرية في السياسة الخارجية، وهذا ما يعني انتهاء فترة الجدل حول وجود بدائل من السياسات الناعمة والخشنة لدى الإدارة الأمريكية.

يتضح ذلك في عدة ملفات هي محل اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية في هذه الفترة بشكلٍ خاص تجاه باكستان وإيران وأفغانستان، فضلاً عن الموقف من القضية الفلسطينية.

فقد كان لافتًا أن تواجه الخارجية الأمريكية الانتقاد الباكستاني من قِبل الجيش وبعض الأحزاب للسياسة الأمريكية ووصفها بأنها سياسة تدخلية، بمزيدٍ من الاتهام والتشكك والادعاء بأن الجيش الباكستاني والمخابرات يقدمون تسهيلات لتنظيم القاعدة والإيحاء بأن الجيش لديه معلومات عن العناصر القيادية، ولكنه لا يتعاون مع الجيش الأمريكي، هذه التصريحات وإن كانت تكشف عن رغبة في دفع الجيش الباكستاني لمواصلة العدوان على الباكستانيين، إلا أنها في ذات الوقت تكشف عن الانحياز الكامل لصالح الحلول الأمنية والعسكرية، وهو ما قد يتعزز بعد فشل تجربة الانتخابات الأفغانية واتساع نطاق الحرب الأهلية في كل من أفغانستان وباكستان.

أما فيما يتعلق بالموقف الأمريكي تجاه إيران، فمن الملاحظ أن السياسة الأمريكية باتت أقرب لفرض حلول أحادية وأكثر ابتعادًا عن الحلول التفاوضية؛ حيث رأت الخارجية الأمريكية أنه على إيران الموافقة على مقترح لجنة (5 + 1) دون تعديل، وهناك تأكيد بأنه لا توجد فرصة لتأخير الموافقة الإيرانية، وقد حظى هذا الوقف بتأييد أوروبي واضح.

غير أن ما يعنينا هنا هو أن عملية صياغة السياسة الخارجية الأمريكية تتحدد ملامحها في تبني مواقف شديدة ومتصلبة تجاه النظم التي تعتبرها معاديةً لها من الدول والحركات، ومن المحتمل أن تكون امتدادًا لسياسة الإدارات السابقة، وهذا ما يعني أن مرحلة الجدل داخل الإدارة حول الدور الأمريكي في العالم قد حُسمت لتستمر الممارسات الأمريكية العسكرية كما كانت، ولا يظهر في الأفق القريب أن أمريكا يمكن أن تتراجع عنها.






http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif

ابو مصعب المصرى
11-11-2009, 10:31 PM
رأي الإخوان حول الانتخابات القادمة


تشهد الساحة المصرية الآن العديد من الفعاليات والجدل السياسي والإعلامي حول الانتخابات العامة في مصر، وإزاء هذا فإننا نؤكد ما يلي:

1- قرار الإخوان المسلمين الثابت هو المشاركة في الانتخابات، ويتم دراسة كل حالة انتخابات في حينها، ويُعلَن رأيُ الجماعة بخصوص المشاركة من عدمه، وحجم المشاركة بما يحقق المصلحة العامة، ويصب في عملية الإصلاح السياسي المنشود.

2- إن الهدف من المشاركة في العمل السياسي والشعبي هو تحقيق الإصلاح السياسي، وما يتطلبه من إنهاء حالة الطوارئ، والاستقلال الكامل للقضاء، وإرساء مبادئ الحرية والديمقراطية المرتكزة على التعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، واعتبار الأمة مصدر السلطات، وأن الشعب هو صاحب الحق الأصيل في اختيار حكامه ونوابه، والبرنامج الذي يعبر عن طموحاته وأشواقه؛ وذلك عبر صناديق الانتخابات الحرة والشفافة والنزيهة، والتي يشرف عليها السادة القضاة إشرافًا كاملاً وحقيقيًّا.

3- لكل المواطنين الحق في ممارسة العمل السياسي، بل من الواجب على الجميع المشاركة الجادة في الانتخابات العامة وعدم الإحجام عنها؛ حتى لا تُترَك الساحة مستباحة لتزوير إرادة الشعب؛ الأمر الذي يهدد مستقبله ويعوق مسيرته، وغني عن البيان أن المشكلات الحياتية التي يعاني منها المواطن المصري كالبطالة، وتدهور الأجور، والارتفاع الجنوني في الأسعار، ومشكلات الصحة والتلوث البيئي، والتعليم والإسكان، ما هي إلا تجليات لأزمة الحكم المتمثلة في الاستبداد والفساد.

4- إن الإصلاح لا يمكن أن ينهض به فصيل بمفرده؛ بل يتطلب الأمر تضافر كافة الجهود، وتكاتف كل القوى، وهو ما يستلزم ضرورة التواصل مع كل القوى السياسية والأحزاب الموجودة على الساحة، والتنسيق معها في الفعاليات والمواقف الجادة لإعلاء صوت الشعب، وحقه في التعبير عن رأيه، ورفع الضغوط الواقعة عليه، ومنع التزوير، والتصدي له بكل الوسائل والسبل القانونية والدستورية (النضال الدستوري المستمر).

ابو مصعب المصرى
13-11-2009, 05:26 PM
قراءة في المشهد العام

تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
الشأن الداخلي
1- امتناع مصر عن التوقيع على اتفاقية الشفافية ومكافحة الفساد:
يُثير عدم توقيع مصر على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد؛ تساؤلات عن موقف السياسة المصرية تجاه هذه النوعية من الاتفاقيات، كما لم توقع أيضًا على اتفاقية الاتحاد الإفريقي لحقوق الإنسان؛ وذلك رغم تأخُّر ترتيب مصر في تقارير الشفافية الدولية؛ حيث جاء ترتيبها في آخر تقرير 115 من إجمالي 180 دولةً.
ومن بين ما تتضمنه اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وضع نظام للرقابة على إنفاق المال العام والذمة المالية لذوي المناصب العامة؛ بحيث يمكن وضع قيود على الفاسدين وتحركاتهم عبر الدول، وبشكلٍ يتيح لأي دولةٍ محاسبتهم على تصرفاتهم.
وهناك مَن يرى أن تأجيل أو رفض مصر التوقيع على الاتفاقية يعكس مدى الرغبة في التستر على الفساد، وأيضًا التستر على انتهاكات حقوق الإنسان، وخاصةً في ظلِّ تنامي مظاهر الفساد في أجهزة الدولة، وبالإضافةِ إلى ذلك يمكن القول إن دخول مصر في اتفاقية مكافحة الفساد سوف يترتب عليه إعادة هيكلة السلطات الرقابية، بما يقلل من هيمنة السلطة التنفيذية، وقد يعد ذلك من عوامل القلق التي تدفع باتجاه عدم التوقيع.
ورغم عدم توقيع مصر على الاتفاقية؛ فإن عضوية مصر في الأمم المتحدة يمكن أن تفتح بابًا لتطبيق الاتفاقية على المصريين والرقابة على تصرفاتهم إزاء مالية الدولة والتحقق من علاقاتهم بقضايا الفساد.
2- العودة للصكوك الشعبية!
بعد أن هدأت الضجة حول فكرة "الصكوك الشعبية"، أعيد إثارة الفكرة مرةً أخرى أثناء مؤتمر الحزب الوطني، وهو ما يشير إلى تشوه أو تذبذب السياسة الاقتصادية؛ بحيث يصعب القول بوجود إستراتيجية أو حتى سياسة للتنمية؛ وذلك بهدف التغطية على الفشل في حل مشكلات الناس ومحاولة ستر عورات النظام.

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/9/7/ikh1111.jpgوفي أغسطس الماضي صدرت تصريحات تفيد بتخلي الحكومة عن فكرة "الصكوك الشعبية"، والعودة إلى متابعة سياسة الخصخصة، وفي تلك الفترة أشارت التصريحات إلى عدم نضج فكرة الصكوك الشعبية وعدم وضوح آلياتها، وهو ما يعد سببًا كافيًا للتخلي عنها، غير أن المشكلة الاقتصادية في الدولة أثيرت من وجه آخر؛ حيث إن العودة لبرنامج الخصخصة سوف لا يؤدي لحل المشكلات الاقتصادية والمالية، وخاصةً بعد مرور ما يقرب من عشرين عامًا على بدء العمل ببرنامج خصخصة أو بيع المؤسسات العامة المملوكة للدولة.
وقد صاحب الإعلان عن فكرة الصكوك الشعبية في نوفمبر 2008م حملة ترويج ودعاية واسعة النطاق، وكان الهدف الأساسي لهذه الحملة ليس الترويج لمشروع واضح الأبعاد والسياسات والمعلومات، بقدر ما كانت تركِّز على تسويق الوهم بالملكية والوهم بالتنمية، كما يمكن تفسير تلك الحملة بأنها كانت محاولة لتسويق ولدعاية بعض الشخصيات لدى الجماهير؛ وذلك خدمة لمصالحهم في المرحلة الانتقالية التي تمر بها الدولة؛ الأمر الذي بات واضحًا أنه لم يحقق أهدافه كالعادة.
ورغم الانتقادات التي توجه لهذه الفكرة إلا أن وزارة الاستثمار ووزارة المالية وأمين السياسات بالحزب الوطني يدفعون بإعادة طرح الفكرة؛ وذلك عبر التقليص الشديد لملكية الدولة، على الرغم من الادعاء بتبني سياسة توسعية في مجال الدعم لمواجهة مشكلة الفقر، وهو تناقض أساسي في السياسة الاقتصادية للحكومة، يترتب عليه زيادة عجز الدولة عن معالجة المشكلات الاقتصادية.
ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- اعتزال أبو مازن السياسة.. مناورة مكشوفة:
هناك توافق بين المراقبين على أن إعلان أبو مازن عن عدم خوضه الانتخابات على رئاسة السلطة في يناير 2010م؛ كان بمثابة احتجاجٍ شكلي على التلاعب الأمريكي والصهيوني بالسلطة الفلسطينية، وخاصةً بعد جولة وزيرة الخارجية (كلينتون)، والتي أكدت فيها الفصلَ ما بين وقف الاستيطان وبين بدء المفاوضات، وتأكيد الولايات المتحدة أولوية أمن الكيان الصهيوني.

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/2/8/asd3.jpg
محمود عباس المنتهية ولايته

غير أن هذا الاتجاه العام لا ينفي الآراء الأخرى التي تذهب إلى أن ما أعلنه أبو مازن هو مناورة لتجميع القوى الفلسطينية والجماهير خلف مواقفه لتوفير الدعم السياسي له ولفريقه الفتحاوي؛ سواء تجاه القوى الفلسطينية الأخرى، أو في حالة دخوله المفاوضات مع الصهاينة كما هو متوقع، وطبقًا للأجندة الأمريكية الصهيونية.
وعلى أية حال، ليس هناك ما يشير إلى أن موقف أبو مازن جاء لإصلاح السلطة الفلسطينية أو إتاحة فرص أفضل للمصالحة الوطنية؛ فالأمر الراجح هو أن الموقف ارتبط بعوامل خارجية أكثر منه استجابةً للمطالب والتحديات الداخلية، التي يبدو أنها لا تُعنيه كثيرًا.
وفي ظلِّ هذه الأزمة ومع انخفاض سقف المفاوضات وأفقها السياسي، يصبح من الضروري إعادة طرح المسألة الوطنية الفلسطينية بما يساعد على بعث حركة التحرر الوطني الفلسطيني الشاملة، ليس بممارسة ضغوط على "أبو مازن"؛ ليكون مرشحًا وحيدًا في الانتخابات الرئاسية، ولكن بإعادة النظر في التوجهات الحالية، وخاصةً ما يتعلق منها باعتبار التفاوض خيارًا إستراتيجيًّا، وتأخير أو إهمال المقاومة، بالإضافةِ للخروج من نفق المناورات، وصولاً للمصالحة الوطنية التي تضاءلت فرصها من جرَّاء تصرفات السلطة والمسئولين فيها عبر سنوات طويلة جريًا وراء سراب السلام.
2- التدخل السعودي وأبعاد الأزمة اليمنية:
دخلت المملكة السعودية على خط الأزمة الداخلية في اليمن فيما بين السلطة وجماعة الحوثيين، وهو ما قد يكون مؤشرًا على إمكانية توسع نطاق الأزمة لتصبح أزمةً إقليميةً متعددة الأطراف.
وقد جاء التدخل السعودي في الأزمة بعد حرب طويلة شنَّها الجيش اليمني، بهدف السيطرة الكاملة على منطقة "صعدة"، ولا يبدو في الأفق إمكانية للتراجع عن هذه السياسة، وبهذا المعنى فإن الدخول السعودي على خط الأزمة سوف يعزز استمرار الحكومة اليمنية في الحرب ضد الحوثيين.
وبينما ترى جماعة الحوثيين أن السعودية منحت تسهيلات للجيش اليمني للالتفاف عليهم، تذهب الرؤية السعودية للأحداث إلى أن دخول الحوثيين الأراضي السعودية كان السبب في العمليات العسكرية ضدهم لإرجاعهم داخل حدود الأراضي اليمنية.
ويشير تعدد الروايات إلى الأبعاد المختلفة للأزمة، فهذه الأزمة انتزعت من سياقها الداخلي لتكون واحدةً من قضايا الخلاف الإقليمي، ويتضح ذلك عندما تشير تصريحات كثير من المسئولين في اليمن والسعودية إلى استناد الحوثيين لدعم إيراني مباشر، دون توضيحٍ لمظاهر هذا الدعم، وفي ذات الوقت فإن تصريحات وزير خارجية إيران تزيد الأمر تعقيدًا وصعوبةً.
ولذلك يمكن القول إن تركيبة الأبعاد المذهبية والإقليمية للأزمة سوف يترتب عليها حدوث توتر في النسيج الوطني والاجتماعي في جنوب شبه الجزيرة العربية.
ثالثًا: الشأن الدولي
1- الصين وإفريقيا:
يعدُّ الوجود الصيني في إفريقيا واحدًا من بين العديد من التوجهات العالمية تجاه هذه القارة الواسعة، فإلى جانب سياسة الصين توجد سياسات أخرى جماعية وفردية؛ حيث توجد الشركات والتحركات الأوروبية، الأمريكية، والتركية، بالإضافةِ إلى علاقات قوية مع دول في آسيا وأمريكا اللاتينية وروسيا.
وبهذا المعنى يمكن قراءة السياسة الصينية تجاه إفريقيا على أنها سياسة تعمل في ظلِّ منافسةٍ متعددة الأبعاد والأطراف، لأجل الاستحواذ على الأسواق والموارد الطبيعية في القارة السوداء.
وتسعى الصين للتغلغل في الأسواق والمجتمعات الإفريقية، وقد اتبعت هذه السياسة منذ تبني الدولة للاشتراكية وفقًا لنظرية "ماوتسي تونج"؛ حيث عملت على تكوين حركات اشتراكية موالية لها في إفريقيا، ومع التغير في شبكة العلاقات الدولية تحاول الصين تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية؛ وذلك عبر المشروعات الاقتصادية والمساعدات والقروض، وهذه المشروعات قد تشهد تطورًا في المرحلة المقبلة، وذلك بالنظر إلى الإمكانات السياسية والاقتصادية لدى الصين، والقدرة على التوافق مع مصالح الأطراف الأخرى (ويجدر هنا ملاحظة الغياب الكامل لمصر في القارة الحاضنة لها).
2 - الحروب الأمريكية وأزماتها السياسية:
يشير تعقد الوضع الأمني والسياسي للقوات الدولية في إفغانستان إلى مدى الصعوبات التي واجهت الحروب الأمريكية منذ مرحلة الحرب الباردة وحتى الآن، فرغم مرور ثماني سنوات على احتلال القوات الأجنبية، وخاصةً الأمريكية لأفغانستان، يزداد تعقد الأزمة ليس فقط على مستوى الدولة الأفغانية، ولكن على مستوى تبرير وجود القوات الأجنبية ومهمتها.
وهناك اعتقاد بأن التباس هذا الدور هو السبب الرئيسي في تفاقم المشكلات الأمنية للقوات الدولية؛ فإنه وفقًا للبيانات والتصريحات الأوروبية والأمريكية يمكن تحديد هذه المهمة في عاملين؛ الأول، الادعاء بالسعي لبناء دولة حديثة مستقرة في أفغانستان؛ وذلك عبر وسائل عسكرية وأمنية كاملة، أما الثاني فهو أن تكون الدولة علمانية؛ الأمر الذي يؤجج الصراع بين الأفغان والقوات الأجنبية المحتلة على الاختيار ما بين الحفاظ على الهوية الوطنية للدولة، وما بين فرض نماذج ونظريات غريبة على المجتمع غير ملائمة له، وهذه النوعية من الصراعات تستغرق سنوات طويلة، وتجارب التاريخ تؤكد أن النصر في النهاية يكون حليفًا للشعوب المقاومة للحصول على حقها في تقرير مصيرها.
هذه الحالة لا تختلف في تكوينها وأبعادها عن حرب فيتنام التي شهدتها ستينات القرن الماضي، وترتب عليها خسائر فادحة للولايات المتحدة على المستويات؛ العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، ما زالت آثارها باقيةً حتى اليوم.
وتعد حادثة قاعدة (فورت هود) العسكرية كاشفةً عن غموض العقيدة العسكرية للجيش الأمريكي، وخاصةً في ظل تعدد تكوينه العرقي واتساع نطاق الحروب تجاه الشعوب الأخرى، وأصبحت الحرب خارج الحدود الأمريكية تحتاج إلى إقناع وحفز للجنود الأمريكيين للقتال، ومع تنامي الإخفاقات العسكرية للجيش الأمريكي في أفغانستان، فإن أزمة مماثلة لأزمة فيتنام ليست بالأمر البعيد.

ابو مصعب المصرى
18-11-2009, 11:48 PM
قراءة في المشهد العام
[19:12مكة المكرمة ] [18/11/2009]




تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
الدور السياسي للكنيسة المصرية:
أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية تأييدها لرئيس الجمهورية ونظامه أثناء زيارته للولايات المتحدة، وفي تصريحات صدرت مؤخرًا عن قيادات في الكنيسة تمَّ تأكيد أنها تؤيِّد انتقال السلطة لابن الرئيس، باعتباره يمثل امتدادًا للنظام الحالي؛ ولكن الملفت للنظر هو أن التصريحات الأخيرة جاءت في سياق الحديث عن ضمان حصة ممثلة للأقباط في المجالس المنتخبة تتراوح بين 15% و20%، وبشكل يشير إلى محاولة تبادل المصالح بين الكنيسة والسلطة، وهذا ما يثير التساؤل عن طبيعة الأجندات السياسية على الساحة المصرية.

فقد أعلنت الكنيسة تأييدها للنظام الحالي باعتباره صمام أمان للاستقرار، ولكن يبدو أنها تجاهلت العديد من المشكلات التي يعانيها المجتمع بمَن فيهم الأقباط، والتي تتمثل في شيوع الفساد وانتهاك حقوق الإنسان على نطاق واسع، وارتفاع معدلات الجريمة وتزايد التوتر الاجتماعي والمشكلات الاقتصادية.

وبالتالي؛ فإن ما تذهب إليه الكنيسة من توافر الاستقرار والأمان يفتقر إلى الأدلة الواقعية، ويكفي الإشارة هنا إلى أن هذا الموقف تناقضه مشاهدات كثيرة، كما تشير التقارير الدولية إلى تفاقم مشكلات البطالة والأمان الشخصي والحريات الشرعية السياسية للنظام، وبهذا المعنى؛ فإن ما ذهبت إليه الكنيسة قد يكون صادمًا للمصريين من المسلمين والأقباط على حدٍّ سواء.

وجديرٌ بالذكر أن نفي وزير شئون مجلسي الشعب والشورى لهذه الأمور لا يصمد أمام التأكيدات المتتالية للأنبا بسنتي عن حدوث ما يشبه التبادلية السياسية، وبغض النظر عن صحة وتوثيق هذه الصفقة أو التبادلية؛ فإنه لا يمكن إنكار حق التعبير عن الرأي والتعبير عن المطالب والمصالح السياسية، كما لا يمكن إنكار حق الأغلبية في تقرير هوية الدولة والمجتمع في إطار من التوافق والتراضي والإنصاف على أساس المواطنة وليس الإكراه والتعصب.

لقد كشف إعلان الكنيسة عن رأيها في الشئون السياسية العامة عن سقوط ادعاءات الفصل بين الدين والسياسة، ويتضح ذلك لدى الحديث عن الدستور والقوانين وتنظيم شئون المجتمع، وهذا ما يعني انهيار ادعائين من هذه الادعاءات، أثارا جدلاً منذ بداية القرن الماضي؛ الأول وهو أن المسيحية لا تختلط بالسياسة، والثاني هو ضرورة إبعاد الإسلام عن شئون الدولة.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- المبادرة العربية والواقعية السياسية:
عقدت لجنة متابعة "المبادرة العربية" اجتماعًا بمقر الجامعة العربية لمناقشة الاستعداد للمفاوضات مع الكيان الصهيوني والتصدي لتهويد القدس، وقد عُقد هذا الاجتماع بناءً على طلبٍ من السلطة الفلسطينية؛ للوصول إلى موقفٍ موحد تجاه السياسة الصهيونية وتجاه الدعم الأمريكي لها.

وقد أصدرت اللجنة- والتي تمثل 12 دولةً- بيانًا أشارت فيه إلى العقبات التي تعترض التفاوض مع الكيان الصهيوني، والتي تتمثل في التهويد والاستيطان، كما أشار البيان إلى التمسك بالمبادرة العربية.

وإذا كان بيان لجنة المبادرة العربية يشير إلى جمود الوضع بشأن القضية الفلسطينية، فإنه من ناحية أخرى يكشف عن ضيق البدائل أمام السياسة العربية، وهو ما يدفعها إلى التمسك بالمبادرة العربية رغم التجاوزات الصهيونية، ورغم الأزمة الداخلية الفلسطينية، وهو ما يقضي على الشروط الموضوعية لاستمرار طرح المبادرة.

وفي خلال الفترة الماضية، اتضحت التوجهات الأمريكية وغيرها إزاء القضية الفلسطينية، والتي تتمثل في:



http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/6/1/jpg15.jpgاستمرار بناء المغتصبات الصهيونية


1- أن الاستيطان هو إستراتيجية صهيونية لن يتراجع عنها الكيان الصهيوني، كما أنه لا توجد جهود أمريكية أو غربية جادة لوقف الاستيطان، ووفقًا لكثيرٍ من المواقف العربية، يعد استمرار الاستيطان تهديدًا أمنيًّا، ليس فقط للفلسطينيين، ولكن أيضًا للدول العربية القريبة من الكيان الصهيوني والبعيدة عنه.

2- أن الدعوةَ لبدء مفاوضات بدون شروطٍ مسبقة باتت سائدة، ومن المرجح تحت ضغط الكيان الصهيوني والرغبة الأمريكية أن تبدأ المفاوضات على هذا النحو، أو يظل الموقف على جموده؛ وهو ما يعني تجاوز الأطر التفاوضية السابقة بما فيها مقررات اللجنة الرباعية والمبادرة العربية أيضًا.

أما على المستوى الفلسطيني، ترسخ ما يُعرف بسياسة صناعة الأزمات؛ حيث إنه بدلاً من السعي إلى تهيئة المناخ، ورص الصفوف كواحدٍ من الشروط الموضوعية للتفاوض، يلاحظ وجود اتجاهات وسياسات تعزز الانقسام وتضعف فرص المصالحة؛ حيث إن ما يتردد عن حلول المجلس الوطني الفلسطيني مكان المجلس التشريعي في حالة عدم إجراء الانتخابات في يناير القادم؛ يؤكد الرغبة في إقصاء حركة حماس عن العمل السياسي ووقف الانتخابات، وهذا ما يعني أن ثمة اتجاهات تسعى لتوسيع الأزمة بين الفصائل الفلسطينية وتأجيج الصراع الداخلي.

وفي هذا السياق يمكن القول إن القضية الفلسطينية تحتاج إلى دعم حقيقي؛ مادي ومعنوي للمقاومة لكي يستطيع الفلسطينيون الصمود في وجه التهديدات التي تقضي على مقومات الشعب الفلسطيني، وليس من المتوقع أن تكون محاولات السلطة الفلسطينية إصدار إعلان جديد للدولة إضافةً مهمةً للنضال الفلسطيني، كما أن الأحداث الجارية قد تجاوزت المبادرة العربية، واتضح للجميع الآن أنه لا جدوى من المفاوضات مع الصهاينة، وأن الخيار الوحيد هو المقاومة.

2- أزمة اليمن والحوثيين:
مع تصاعد الأزمة الداخلية في اليمن، وتصاعد احتمالات انتشارها على المستوى الإقليمي، فإنه من الضروري التعرف على الجذور الحقيقية للأزمة وانعكاساتها الإقليمية:
أولاً: طبيعة حركة الحوثي:



يمكن القول بأن الحركة التي دعا إليها وأسسها "حسين الحوثي" تتسم بالخصائص التالية:
أ) من حيث التكوين، تكاد تنحصر الحركة في الشيعة في اليمن، وإذا كانت الزيدية هي الانتماء الأساسي لشيعة اليمن، إلا أنه من خلال قراءة خطب ودروس (حسين الحوثي) يمكن الإشارة إلى مواقف الحوثي تميل إلى مذهب الإثنا عشرية، وقد يكون ذلك انعكاسًا لتحول بعض الأفراد نحو الإثنا عشرية.

ب) يقترب الخطاب السياسي للحركة من الخطاب السياسي الإيراني وحزب الله، وخاصةً ما يتعلق بالقضايا التالية:
1- الاستناد إلى رؤى الإمام الخميني في النظر إلى الذات والعالم، باعتبارها رؤية إصلاحية وثورية، وتستخدم الحركة ذات الشعارات الإيرانية ضد اليهود وأمريكا، باعتبارها قوى استكبار.




http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/8/23/img17.jpgالقوات اليمنية تستهدف أحد معاقل جماعة الحوثيين





2- اتساع المكون الثوري لدى تناول القضايا الاجتماعية والسياسية؛ وذلك على حساب المنهج الإصلاحي، وهذا ما يرجع إلى الطبيعة الثورية لتكوين "حسين الحوثي"، ويغلب على الخطاب السياسي الطبيعة التعبوية والحشد.

ج) أن الحركة توجه انتقادات للحكام السعوديين، وتعتبر السبب الأساسي لتقسيم الأمة هو موالاتهم للاستعمار والغرب، وأن مَن يفرقون كلمة الناس هم الإرهابيون، وربما يكون هذا أحد الأسباب في تدخل السعودية، وخاصةً بعد طول فترة الصراع الداخلي في اليمن.

ثانيًا: الوضع الداخلي في اليمن:
هناك حديث عن اتساع الأزمة الداخلية في اليمن بشكلٍ يُهدد استمرارها كدولةٍ موحدة؛ وذلك بعد فشل تجربة الوحدة، وتنامي الصراعات الداخلية المسلحة، والمطالبة بانفصال جنوب اليمن.
وفي هذا السياق، برزت مبادرات للخروج من الأزمة، كان آخر مبادرة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني والتي تضم أحزاب المعارضة وشخصيات عامة، وقد دار مشروع المبادرة حول إصلاح النظام السياسي وتداول السلطة، وإعادة بناء الدولة على أسس متوازنة تراعي مصالح جميع الأطراف والقوى السياسية والاجتماعية، كما طالب بوقف الحرب الدائرة في "صعدة" و"عمران"، ولكنها لم تتعرض لما يحدث على الحدود اليمنية السعودية.

وفي ظل معارضة "علي صالح" لهذه المبادرة ولدور لجنة الحوار الوطني؛ يبدو أن السلطة مستمرة في إخماد حركة الحوثي وتفكيكها، دون النظر لأية اعتبارات أخرى، وهو ما يزيد من عمق الأزمة الداخلية.
ثالثًا: الأبعاد الإقليمية:
هناك ثلاثة محاور تشكل الأبعاد الإقليمية تجاه الأزمة الداخلية في اليمن:
أ) المحور المذهبي: هذا المحور لا يمكن إغفاله، وخاصةً في ظل تداوله كأحد أبعاد الأزمة، على كافة المستويات السياسية؛ حيث انتقدت الحركة الحوثية الوهابية، وقد اعتبر "علي صالح" أن الحوثية تتلقى دعمًا من إيران ومن حركة "الصدر" في العراق، كما أن إصرار الحوثي وتأكيده المستمر أنه حركة شيعية يُكرِّس البعد المذهبي للأزمة، رغم إنكار البعض لهذا الواقع.
ب) موقف الدول العربية: يتضح في هذه الأزمة، طبقًا لما يحدث أن هناك تضامنًا بين دول الخليج ومصر لأجل مساندة اليمن تجاه ما يعتبرونه تمردًا داخليًّا، وهذا التقارب يقوم بالأساس على التضامن في مواجهة المد الشيعي والتضييق عليه.
ج) مكافحة الإرهاب: تقدم الحكومة اليمنية نفسها على أنها تخوض حربًا ضد الإرهاب، وهذا ما يلقي تأييد بعض الدول العربية والولايات المتحدة ودول أخرى، وربما هذا ما يُفسِّر السكوت الدولي عن الانتهاكات لحقوق الإنسان التي تحدث في مناطق الحرب في شمال اليمن.
رابعًا: البعد الدولي:
رغم اعتبار الولايات المتحدة أن اليمن دولة فاشلة، إلا أنها ليست على استعداد للتضحية بالنظام الحالي، وقد أكدت الخارجية الأمريكية عدة مرات، وكذلك الاتحاد الأوروبي؛ أهمية وحدة اليمن ودعم النظام القائم، وقد يرجع هذا التأييد لعاملين: الأول، أن النظام يتقارب مع الأهداف الأمريكية في القرن الإفريقي وغرب آسيا، وخاصةً ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وحصار إيران، أما الثاني، فهو عدم وضوح بدائل للنظام الحالي.
خامسًا: خلاصة:
في هذا السياق يمكن القول بأن المناخ العام للأزمة وأبعادها المختلفة سوف يعطي الفرصة للحكومة اليمنية لإخماد حركة الحوثي، ويعد التدخل السعودي أحد مظاهر التأييد الإقليمي والدولي لليمن، غير أن التداعيات اللاحقة للأزمة قد تنعكس في أزمات أخرى داخل اليمن وخارجه.
ثالثًا: الشأن الدولي
أبعاد التقارب الأمريكي مع الصين وروسيا في قمة "آبيك":
عكست القمة غير الرسمية لـ"منتدى التعاون الاقتصادي" لدول آسيا- الباسفيك نوعًا من التقارب فيما بين الدول الكبرى وبشكلٍ خاص بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا، وهو ما قد يكون مؤشرًا على تقارب المواقف تجاه بعض القضايا الدولية والمشكلات الإقليمية.
وقد شكَّلت العلاقات التجارية الجانب الأكبر في أعمال القمة، إضافةً إلى أزمة المناخ، ويرجع ذلك إلى هيمنة هذه المجموعة على حركة التجارة العالمية؛ ولذلك فإن التغير في العلاقات بين هذه الدول يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على الاقتصاد الدولي؛ ومن هنا تبدو أهمية هذه القمة في التعامل مع النزاعات التجارية والنظام المالي الدولي، بالإضافةِ إلى معالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
كما شهدت القمة نوعًا من التوافق الدولي على التعامل مع الملف النووي الإيراني، ويتضح ذلك من خلال التصريحات الروسية والصينية التي انتقدت تأخُّر إيران في الرد على مقترحات مجموعة (5 + 1)، والتي تطالب بنقل كميات اليورانيوم مرة واحدة من إيران إلى روسيا، ثم فرنسا لتحويلها إلى قضبان عالية التخصيب، وهذا الطرح سوف يؤثِّر على مشاريع التطوير الإيرانية، إن تمت الموافقة عليه.
وانطلاقًا من هذه القمة سعت الولايات المتحدة لإعادة صياغة علاقتها مع دول آسيا، وكان لدى السياسة الأمريكية تركيز واضح على تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع الصين؛ وذلك بعد أن شهدت هذه العلاقة توترات خلال العقد الماضي؛ بسبب النزاعات التجارية ودعم أمريكا لاستقلال تايوان والتدخل في شئون الصين الداخلية تحت ستار حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، جاءت زيارة "أوباما" للصين لتعيد توجيه العلاقة بين البلدين نحو التعاون وليس الصراع والعداء، فقد أبدى "أوباما" رغبة الولايات المتحدة في إنهاء حالة الصراع؛ حتى لو اقتضى ذلك تغيير المواقف الأمريكية تجاه استقلال تايوان، والإشادة بتجربة التنمية في الصين، كخطوةٍ نحو تهدئة النزاعات التجارية والتنافس الاقتصادي وتقليل الخلافات السياسية وتقليل الحماية التجارية.
وعلى أية حال؛ فإن التقارب بين الدول الثلاثة (أمريكا وروسيا والصين)، سوف يؤثر بشكل ملموس على كثير من السياسات العالمية، في الاقتصاد، وأيضًا في المشكلات السياسية، وهذا الوضع قد يشكل بداية لمرحلة جديدة في النظام الدولي يرتفع فيها مستوى التنسيق السياسي والاقتصادي بسيطرة أمريكية عسكرية وسياسية بالطبع.

ابو مصعب المصرى
26-11-2009, 04:38 PM
قراءة في المشهد العام
[16:40مكة المكرمة ] [25/11/2009]

تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
سياسة النظام في التنمية والزيادة السكانية:
تقوم الرؤية الحكومية للتنمية على أن الزيادة السكانية تشكِّل عقبة أمام التقدم سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا؛ وذلك لاعتقادها أن ارتفاع معدلات النمو السكاني تشكل ضغطًا على الخدمات والمرافق والموارد التي تراها محدودة، وعلى هذا الأساس تركز السياسات الحكومية على أولوية خفض معدل نمو السكان عن الزيادة، ومنذ إنشاء وزارة السكان؛ اتضح أن سياسات خفض النمو السكاني تشكل حيزًا مهمًّا في سياسات الحكومة.
ولذلك يمكن القول إن الرؤية الحكومية القاصرة للتنمية تركز على ما تعتبره من عوامل التقدم، ولا تأخذ في الاعتبار العوامل الحقيقية الكثيرة التي تعد على قدر كبير من الأهمية ومنها:
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/6/11/ikh5.jpg

1- إهدار القدرات والإمكانات البشرية كطاقات متجددة، يصعب تعويضها من مصادر إنتاجية أخرى، وتعد الموارد البشرية من أهم عناصر التنمية التقدم إذا ما وضعت على خط تطوير الرأسمال الاجتماعي والفكري، والذي يعتبر عنوان الثروة والقوة لدى الدول المتقدمة.

2- الاستمرار في السياسات الخاطئة التي لا تحقق زيادة معدلات الإنتاج التي يترتب عليها زيادة متوسطات الدخل الفردي؛ ولذلك لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من إخراج الاقتصاد من حالة التدني المزمنة. 3- عدم توافر وتحقق العدالة التي تضمن احترام الإنسان كقيمة في حد ذاته، وتضمن أيضًا وجود منهج واضح وتخطيط علمي سليم؛ للوصول للتشغيل الأمثل، وخفض الظلم الاجتماعي والسياسي، والخلاصة أن بلادنا لا تواجه مشكلة سكان بقدر ما تعاني من تشوه في التخطيط وانحرافات في اتجاهات النمو بشكل لا يحقِّق المصلحة الكلية للمجتمع؛ ولذلك فإنه من الأهمية إعادة الاعتبار للإنسان، والتوقف عن الحديث عنه كمشكلة أو حتى عقبة.
ثانيًا: الشأن الإقليمي
التعاون العسكري بين الكيان الصهيوني والناتو:
اتفق حلف شمال الأطلسي والكيان الصهيوني على ضم سفينة حربية صهيونية؛ لتدخل ضمن سهام وحدة "الجهد النشط"، وهو ما يعتبر نوعًا من ترفيه التعاون بين الطرفين؛ حيث الانتقال من تبادل المعلومات، والتنسيق إلى المشاركة الفعالة والمؤثرة في الأعمال العسكرية والأمنية في البحر المتوسط.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تطورات مهمة، يشهدها إقليم البحر المتوسط؛ حيث الأزمة الراهنة في قطاع غزة وتزايد قوة "حزب الله" في لبنان، فضلاً عن تعثر عملية السلام وتنامي الحديث عن نشاط "القاعدة في بلاد المغرب العربي".
وتذهب التحليلات العسكرية والسياسية إلى تفسير هذه الخطوة من ناحيتين:
الأولى: أنها تعمل على احتواء البحرية الصهيونية، وربطها بتحركات الناتو في البحر المتوسط، وذلك بعد اعتراضها لسفن تجارية في شرق المتوسط (السفينة الإيرانية على سبيل المثال).
أما الثانية: فهي أن تنظيم القاعدة في بلدان المغرب العربي يتطلب من وجهة نظر الناتو؛ تواصل الجهود لمكافحة الإرهاب، ومراقبة انتقال الأسلحة التي قد تصل إليه عبر البحر المتوسط.
وقد اعتبرت بعض الدول العربية أن هذه الخطوة تشكل تهديدًا مباشرًا لها؛ لأنها تعطي ضمانًا لحرية تحرك البحرية الصهيونية في المتوسط، وذلك على اعتبار أنها تأتي كتطوير للتحالف العسكري بين الصهاينة والناتو، وهذا ما يضعف فرص السفن العربية في المرور الآمن عبر المتوسط، ويزيد من الرقابة على تحركاتها؛ سواء لأغراض التجارة أو لأغراض أخرى، وبهذا المعنى سوف يستفيد الكيان الصهيوني من هذه العلاقة من ناحية زيادة المعلومات وخبرات التحرك والتدريب التي توفرها له مظلة حلف شمال الأطلسي الواسعة الانتشار.
وعلى أية حال، سوف تكون انعكاسات هذه الخطوة كبيرة على منطقة جنوب وشرق المتوسط؛ حيث إنها تعني بالأساس تزايد ترابط وتضامن النظم العسكرية والأمنية لكلٍّ من حلف شمال الأطلسي والكيان الصهيوني، وإذا ما أخذنا في الاعتبار تطور التعاون الأمني بين هذه الأطراف، وخاصة في محطته الأخيرة (اتفاق رايس- ليفني) يمكن القول إن هذا التعاون سوف ينعكس سلبًا، ليس فقط على حرية الحركة في مياه المتوسط، ولكن أيضًا سوف يكون مصدر تهديد لأمن الدول العربية والإسلامية المطلة على البحر المتوسط، وهذا الوضع سوف يفرض تحديات جديدة على هذه الدول.
ثالثًا: الشأن الدولي
قمتا روما وسنغافورة:
بعد انعقاد قمة منظمة الأغذية والزراعة في روما، وبعد انعقاد قمة "آبيك" في سنغافورة؛ تثور تساؤلات عن اتجاهات السياسة العالمية في المرحلة القادمة، خاصة أن هاتين القمتين كشفتا عن اختلاف أولويات الدول الكبرى والصغرى في الشئون الاقتصادية.
فقد تناولت قمة روما اهتمامات الدول الفقيرة في تحقيق الأمن الغذائي، ومكافحة الجفاف والتصحر، وفي هذا السياق أثيرت مشكلة نقص الغذاء لدى العديد من الدول الفقيرة، وفي ظل وجود مؤشرات على استمرار موجة ارتفاع الأسعار؛ فإن هذه المشكلة سوف تتفاقم وخاصة مع ضعف البنية الاقتصادية في تلك الدول، وضعف سياستها المالية، وانتشار الفساد فيها، واضطراب وعدم استقرار نظمها السياسية؛ الأمر الذي يشكل تحديًا أساسيًّا أمام الأمم المتحدة؛ لأن وقوع مثل هذه الأزمة يتطلب تدخلاً دوليًّا جماعيًّا لمنع حدوث كوارث إنسانية أو للتخفيف منها.
أما فيما يتعلق بقمة سنغافورة؛ فإنها وضعت على أجندتها موضوعات أخرى؛ كمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، وتحرير التجارة الدولية وأزمة المناخ، وهذه الأجندة تعكس الاهتمامات والترتيبات لدى الدول الكبرى؛ حيث إن هذه القضايا تتعلق بنطاق ومدى التطور الصناعي، وحجم الإنتاج، ومدى الحماية التجارية للسلع والأسواق في تلك الدول.



http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/2/27/Pic466.jpgباراك أوباما




وقد كشفت زيارة "أوباما" لدول شرق آسيا عن الارتباط الوثيق للزيارة بالاهتمامات الاقتصادية الأمريكية؛ حيث تسعى الولايات المتحدة لزيادة حجم الصادرات، باعتباره محركًا للنمو الاقتصادي، ويساهم في خفض البطالة، ورفع معدلات التوظيف؛ ولهذا ركَّزت التوجهات السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة على تقوية ودعم العلاقات الثنائية مع الدول الآسيوية في النواحي التجارية والسياسية. وبينما كانت قمة "روما" تركِّز على تحلل الدول الغنية من التزاماتها؛ فإن السياسات الأمريكية- الآسيوية كانت تتطلع إلى قمة المناخ المقبلة في "كوبنهاجن"، وهذا ما يعني تهرب الدول الكبرى من مسئوليتها مرتين:
الأولى: تراجعها عن التزاماتها تجاه الدول الفقيرة بتخصيص جزء من دخلها القومي كمساعدات تنموية.
والثانية: أنها تسعى بإصرار على الحفاظ على حجم الإنتاج الصناعي، بل وزيادته وإهمال الاعتبارات الأخرى التي تؤثر على العالم، وتتسبب في التصحر والجفاف.
ولذلك لم يكن تراجع اهتمام الدول الكبرى بقمة الغذاء أو قمة مكافحة الجوع غريبًا على السياق الدولي الحالي، إذ أنه في ظل الأزمة الاقتصادية وتداعيتها وتحديات أزمة المناخ؛ تحاول الدول الكبرى بقيادة أمريكا الحفاظ على هيمنتها، وسيطرتها الاقتصادية والسياسية على العالم.




http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gif


http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gif

أبو جهاد المصري
29-11-2009, 12:16 AM
جزاك الله خيرا اخي ابو مصعب الحبيب
وكل عام وانت بخير ومعذره علي انقطاع الاتصال هذه الايام

علي فكره
التوقيع الجديد رااااااااااائع
بالتوفيق ان شاء الله

ابو مصعب المصرى
11-12-2009, 12:41 AM
تشهد الساحة المصرية الآن العديد من الفعاليات والجدل السياسي والإعلامي حول الانتخابات العامة في مصر، وإزاء هذا فإننا نؤكد ما يلي:
1- قرار الإخوان المسلمين الثابت هو المشاركة في الانتخابات، ويتم دراسة كل حالة انتخابات في حينها، ويُعلَن رأيُ الجماعة بخصوص المشاركة من عدمه، وحجم المشاركة بما يحقق المصلحة العامة، ويصب في عملية الإصلاح السياسي المنشود.
2- إن الهدف من المشاركة في العمل السياسي والشعبي هو تحقيق الإصلاح السياسي، وما يتطلبه من إنهاء حالة الطوارئ، والاستقلال الكامل للقضاء، وإرساء مبادئ الحرية والديمقراطية المرتكزة على التعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، واعتبار الأمة مصدر السلطات، وأن الشعب هو صاحب الحق الأصيل في اختيار حكامه ونوابه، والبرنامج الذي يعبر عن طموحاته وأشواقه؛ وذلك عبر صناديق الانتخابات الحرة والشفافة والنزيهة، والتي يشرف عليها السادة القضاة إشرافًا كاملاً وحقيقيًّا.
3- لكل المواطنين الحق في ممارسة العمل السياسي، بل من الواجب على الجميع المشاركة الجادة في الانتخابات العامة وعدم الإحجام عنها؛ حتى لا تُترَك الساحة مستباحة لتزوير إرادة الشعب؛ الأمر الذي يهدد مستقبله ويعوق مسيرته، وغني عن البيان أن المشكلات الحياتية التي يعاني منها المواطن المصري كالبطالة، وتدهور الأجور، والارتفاع الجنوني في الأسعار، ومشكلات الصحة والتلوث البيئي، والتعليم والإسكان، ما هي إلا تجليات لأزمة الحكم المتمثلة في الاستبداد والفساد.
4- إن الإصلاح لا يمكن أن ينهض به فصيل بمفرده؛ بل يتطلب الأمر تضافر كافة الجهود، وتكاتف كل القوى، وهو ما يستلزم ضرورة التواصل مع كل القوى السياسية والأحزاب الموجودة على الساحة، والتنسيق معها في الفعاليات والمواقف الجادة لإعلاء صوت الشعب، وحقه في التعبير عن رأيه، ورفع الضغوط الواقعة عليه، ومنع التزوير، والتصدي له بكل الوسائل والسبل القانونية والدستورية (النضال الدستوري المستمر).

http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/show_14.gif

http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gif

ابو ارسلان
12-12-2009, 09:03 PM
لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل

ابو مصعب المصرى
12-12-2009, 11:30 PM
قراءة في المشهد العام
[14:23مكة المكرمة ] [12/12/2009]


تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
1- فوضى الإعلام وأزمات السياسة:
كشفت تداعيات أحداث مباراة مصر والجزائر عن العديد من النتائج ذات الدلالة المهمة في تاريخ وطبيعة العلاقة بين البلدين؛ فقد اتضح وجود بعض التيارات الجديدة- قليلة العدد والتأثير- ضعيفة الارتباط بالتاريخ السياسي والاجتماعي الذي يعمق وشائج الشعبين.

لقد جرت تلك الأحداث في ظل فوضى إعلامية غير مسبوقة، كانت سببًا في ظهور إرهاصات أزمة سياسية بين البلدين، وهذا الأمر لا يكشف فقط عن مدى تأثير الإعلام، ولكن يكشف أيضًا عن تركيبة المصالح الخاصة الجديدة التي تدفع باتجاه الفرقة والاختلاف والانزلاق نحو الأزمات غير محسوبة العواقب.

وعلي أية حال، وبغض النظر عن التفاصيل؛ كان اتجاه الدولة للبحث عن مجالات التعاون المشترك مع "الجزائر" خطوة مهمة؛ للقضاء على محاولات إفساد العلاقة بين البلدين، والعودة بها إلى وضعها الطبيعي، ومن المأمول أن تتطور، ليس فقط على مستوى المشروعات المشتركة، ولكن لوضع رؤية للتكامل والوحدة.

2- الأفق المسدود للانتخابات الرئاسية:
في تاريخ مصر الحديث؛ فإن هذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها الانتخابات الرئاسية بزخم إعلامي وفكري وسياسي واسع النطاق، ما بين تعدد الكتابات والآراء، وتعدد المواقف السياسية، فقد كان من المعتاد تسوية مثل هذه الأحداث خلال شهر أو شهرين على الأكثر قبل حدوثها، غير أنها هذه المرة تثير الجدل منذ سنوات.

قد يبدو أن ذلك ظاهرة صحية يمكن أن تقدم مساهمة عظيمة في التطور السياسي، وإحداث نقلة نوعية في الإصلاح، ولكنها قد تكون نقمة داعمة لاستمرار الاستبداد والإفقار؛ وهذا الأمر لا يتوقف فقط على حسن النوايا، ولكن يتطلب توافر المؤسسات والآليات لحفظ الحقوق والأعراض، وصيانة المواطنة من أية انتهاكات معنوية أو مادية؛ بحيث لا يؤدي هذا الزخم إلى فرض مرشح وحيد، ويكون الأمر برمته ما هو إلا سيناريو مصنوع ومعد مسبقًا؛ لتثبيت الواقع القائم وضمان استمراره بأشخاصه وآلياته.

لأنه على الرغم من اتساع مساحة الجدل، إلا أن مقتضيات الانتخابات الحرة والنزيهة لمّا تتوفر حتى اللحظة الحالية، وليس من المتوقع توافرها في المستقبل القريب، وقد يقضي ذلك على الآمال المحتملة بالتطور السياسي أو النقلة النوعية المنتظرة.

ويكفي الإشارة هنا إلى الافتقار للضمانات الحقيقية للنزاهة والشفافية، فالوضع السياسي والقانوني القائم لم يمنع من تجريح وإهانة من يفكر في الترشيح للرئاسة من خارج النظام الحالي، والتشكيك في وطنيته أو أهليته السياسية، وهذا الأمر يكشف عن جموح الرغبة في الانفراد بالسلطة والاستبداد بها.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
- سياسات تفتيت القضية الفلسطينية:
تشهد القضية الفلسطينية تطورات مهمة في المرحلة الحالية، قد تؤثر بشكل مباشر على المقاومة الفلسطينية وعلى هوية القضية ذاتها.

فمن ناحية الكيان الصهيوني؛ هناك تطورات ذات دلالة على استمرار إستراتيجية الصهاينة في تغييب الهوية الفلسطينية، وهنا يمكن القول إن المحاولات الصهيونية لوقف الآذان في المسجد الأقصى تأتي في سياق السياسات التعسفية للتهجير القسري، ومصادرة الأملاك التي تجري على قدم وساق في القدس الشرقية، وصدور القانون الأخير من الكنيست الصهيوني، والذي يقضي بعدم التخلي عن القدس الشرقية ولا عن المستوطنات إلا بعد انتخابات عامة، ولا بد من التصويت على ذلك بنسبة 80% على الأقل.

وفي هذا السياق، جاء خطاب "نتنياهو" والمتعلق بالتجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية ودون القدس الشرقية فارغًا من مضمونه، فهو من ناحية استبعد القدس الشرقية من المفاوضات، كما أنه من ناحية أخرى عزَّز أوضاع المستوطنين في الضفة الغربية؛ حيث شهدت هذه الفترة تزايد الحديث عن تبادل الأراضي بين "الدولتين"، وهو ما يشير إلى احتفاظ الكيان الصهيوني بالمستوطنات القائمة وتنميتها وتحويلها إلى قرى ومدن جديدة.

وعلى المستوى الأوروبي، فقد طرحت مبادرة سويدية على الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة "الفلسطينية"، ويمكن اعتبار هذه المبادرة تطورًا في الرأي السياسي الأوروبي، ولكنه من المؤسف أنه لدى الإعلان عن المبادرة وطرحها للنقاش، تكاثرت التحفظات والتعديلات عليها، بشكل يصعب معه توقع صياغة وثيقة منصفة وعادلة، ومن المثير أن تتقدم "فرنسا" وحدها بخمسة وعشرين تعديلاً على الورقة السويدية.

أما على المستوى الأمريكي؛ فإن تناول السياسة الأمريكية للشئون الفلسطينية في هذه الفترة يقوم على أساس دعم حركة "فتح"، ومن ثم السلطة الفلسطينية التي تخلت عن المقاومة في مواجهة حركة حماس، بحيث لا تشكل حماس طرفًا سياسيًّا في المستقبل، وهنا تعمل السياسة الأمريكية على تأخير وتهميش المكاسب السياسية لحركة حماس، فقد أوصت بتأجيل المصالحة الفلسطينية على اعتبار أنها تكرس الدور السياسي لحماس في الشئون الفلسطينية.

وفي ظل هذه التطورات، تبدو الحاجة ضرورية لدعم المقاومة، والعمل على تماسك الحركات الوطنية الفلسطينية، وتقوية العمل المشترك لصد محاولات وسياسات تفتيت القضية الفلسطينية وجرف حركة التحرر الوطني عن مسارها الطبيعي.

ثالثًا: الشأن الدولي
1- العنف الدموي والتدخل الخارجي:
تشهد مناطق عديدة في العالم الآن حالة من العنف الدموي المستمر، والذي يرتبط- بشكل واضح- بالتدخل الخارجي، وهذه الحالة لا يتوقع الخلاص منها في المدى المنظور؛ وذلك بسبب عمق المشكلات السياسية المرتبطة بالتدخل الخارجي.
فعلى مستوى باكستان، تزداد الأزمة السياسية في الدولة يومًا بعد يوم، وذلك بعد دخول الجيش كطرف في حرب يمكن اعتبارها أهلية، ولا يستطيع الخروج منها أو وقفها، وتمثلت النتيجة المباشرة لدخول الجيش في هذه الحرب المفتوحة في شن عمليات عنف ضد الجيش ورموز السلطة كان ضحيتها مئات القتلى والجرحى، وهذه الحوادث قد تعجل بانهيار السلطة، ولكنها لن توفر الأمن للمجتمع، ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، ولكنها تفاقمت بدخول أطراف أخرى وسعت من نطاق العنف ليدخل المدنيون في أتون الصراع، وتقوم شركات الأمن الخاصة بدور مباشر في إشعال الأزمة وفي السيطرة على المراكز الحيوية في الدولة
ولا يختلف الوضع في العراق عنه في باكستان، فما زال يعايش الأزمات السياسية والأمنية منذ الاحتلال الأجنبي في 2003م، وحتى الآن لم تثمر محاولات إعادة بناء الدولة والسلطة السياسية عن تهدئة وتيرة العنف الدموي ضد العراقيين؛ حيث يصبح القتلى مادة خبرية يومية.
وقد كشف الجدل حول قانون الانتخابات، وما أعقبه من أحداث دامية عن مدى التحديات التي تواجه إعادة بناء الدولة العراقية الموحدة، فالخلاف حول صيغة القانون كان حادًّا، غير أن الصيغة الأخيرة والتي أجازها البرلمان جاءت تحت ضغط أمريكي- بريطاني.
وفي الصومال، ومنذ التدخل الدولي في التسعينيات من القرن الماضي، ما يزال انهيار السلطة والصراع المسلح السمة الرئيسية لأوضاع الدولة، وتكشف حادثة الاغتيال الجماعي لحاضرين لحفل تخرج من كلية الطب في الصومال عن آثار التدخل الأجنبي، فهذه الحادثة كغيرها من الحوادث تعكس حالة القلق والصراع التي يعيشها المجتمع.
ويمكن القول إن الأوضاع الهشة في هذه الدول الثلاث، إضافة إلى الحرب الدائرة في اليمن؛ ترتبط بالتدخل الخارجي، ويساهم غياب المشروع الوطني الحر في تفاقم مشكلات الأمن والسيادة؛ ولذلك فالوصول إلى الاستقرار والأمن يتطلب الإعداد لمشروع وطني مستقل عن التأثير الخارجي.
2- قمة الناتو ومصالحة روسيا:
بعد خلافات إستراتيجية، عاد الحوار بين حلف الناتو وروسيا، وكان ذلك في قمة مجلس الناتو- روسيا والتي عقدت في بروكسيل الأسبوع الماضي، وهو ما قد يشير إلى بدء حقبة جديدة من التعاون تجاه بعض القضايا الإستراتيجية والدولية.
وقد ناقشت القمة ثلاث قضايا مهمة، تشكل أولويات عمل الحلف في الفترة القادمة، ويأتي في مقدمتها الإصلاحات الإدارية والمتعلقة بإصلاح مجلس الناتو– روسيا؛ بحيث يمكن التغلب على الأزمات الطارئة، كما تمَّ مناقشة خطة عمل 2010م، ومراجعة الأخطار والتحديات المشتركة في القرن 21، وتشير هذه الأجندة إلى رغبة الحلف في تطوير العلاقة مع روسيا، والعمل على بدء الحوار السياسي معها، والبحث عن طرق التعاون العملي.
وقد جاءت تلك القمة بعد تجميد الاتصالات بين الناتو وروسيا لما يقرب من ثلاث سنوات، وذلك على خلفية التأييد الأمريكي لإعلان كوسوفا استقلالها عن صربيا، بعد تدخل روسيا لدعم استقلال بعض الولايات عن جورجيا، وترتب على هذه الأزمة وقف التعاون الروسي مع الناتو في أفغانستان
ومن هنا تأتي أهمية قمة مجلس الناتو- روسيا؛ كمحاولة لإنعاش الوجود العسكري للحلف في أفغانستان، وليس من المصادفة أن تعقد تلك القمة في سياق تسابق العديد من دول الحلف على إرسال مزيد من القوات (37 ألفًا) والعتاد إلى أفغانستان وبقرار أمريكي واضح.

ابو مصعب المصرى
21-12-2009, 08:47 PM
بيان من المرشد العام للإخوان المسلمين والرأي العام
[14:06مكة المكرمة ] [21/12/2009]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2005/12/17/6.jpg






أصدر فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين بيانًا للإخوان وللرأي العام حول ما أُحيط بانتخابات مكتب الإرشاد الجديد.

وأكد فضيلته في بيانه أن الجماعة مستمرة في طريقها الذي اختارته؛ رغم الصعاب والمشاق التي تحيط بها، وأنها تمارس عملها منذ عشرات السنين بمنهجها الإسلامي الوسطي المعتدل؛ لتحقيق مصلحة الوطن والأمة الإسلامية دون تقصير وباقتدار، كما أنها تمضي للمستقبل بغير تهور ولا تراجع عن الوسطية والاعتدال، كما أكد فضيلته حرص الجماعة الدائم على الشورى في كل أعمالها وفي إدارة شئونها.

وأضاف فضيلته في بيانه أنه مرت على الجماعة في الأسابيع القليلة الماضية ملابسات وأحداث كثيرة، صبرنا عليها، وعانيتم أيها الإخوان منها ومن تضارب التصريحات فيها، ومن المناخ العام الذي أوجدته؛ ولكنكم- وبفضل الله- صبرتم عليها، وأعانكم على هذا الصبر التزامكم بأصول وأعراف الجماعة، وبأركان بيعتها التي أرساها الإمام المؤسس حسن البنا- رحمه الله- فلكم مني ومن إخوانكم في مكتب الإرشاد كل التحية والتقدير والاعتزاز والدعاء الدائم والرجاء في الله- عزَّ وجلَّ- أن يوفقكم ويزيدكم حرصًا وثباتًا على طريق الدعوة؛ حسبة لله تعالى.

وفيما يلي نص البيان:
بيان من المرشد العام للإخوان المسلمين والرأي العام
بخصوص انتخاب مكتب الإرشاد الجديد
الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
http://ikhwanonline.com/Data/2009/12/21/49.jpg (http://ikhwanonline.com/Data/2009/12/21/49.jpg) اضغط على الصورة للتكبير

تعلمون جميعًا أن جماعة الإخوان المسلمين- الهيئة الإسلامية العالمية الجامعة- تمضي في طريقها، وتمارس عملها منذ عشرات السنين بمنهجها الإسلامي الوسطي المعتدل؛ لتحقيق مصلحة الوطن والأمة الإسلامية دون تقصير وباقتدار ومضاء للمستقبل بغير تهور ولا تراجع عن الوسطية والاعتدال، وقد نالها ما تعلمون على مر السنين من العنف والابتلاء، فلم يفتت ذلك في عضدها، وكم تعرَّضت الجماعة للمشاق، وكم مرت بظروف وأزمات- والحمد لله- ما زادها ذلك إلا قوة واستعصاءً على كيد الكائدين وظلم الظالمين.

وتحرص الجماعة دائمًا على الشورى في كل أعمالها وفي إدارة شئونها، ويقوم عليها مؤسساتها.

أيها الإخوة والأخوات..
لقد مرَّت علينا جميعًا في الأسابيع القليلة الماضية ملابسات وأحداث كثيرة، صبرنا عليها، وعانيتم أيها الإخوان منها ومن تضارب التصريحات فيها، ومن المناخ العام الذي أوجدته؛ ولكنكم- وبفضل الله- صبرتم عليها، وأعانكم على هذا الصبر التزامكم بأصول وأعراف الجماعة، وبأركان بيعتها التي أرساها الإمام المؤسس حسن البنا- رحمه الله- فلكم مني ومن إخوانكم في مكتب الإرشاد كل التحية والتقدير والاعتزاز والدعاء الدائم والرجاء في الله- عزَّ وجلَّ- أن يوفقكم ويزيدكم حرصًا وثباتًا على طريق الدعوة؛ حسبة لله تعالى.

إخواني وأخواتي..
لقد رآكم ربكم من فوق سبع سماوات وأنتم هكذا- ولا نزكيكم على الله- بالحق مستمسكين وعلى درب الصالحين والأنبياء سائرين، فلا تهنوا ولا تحزنوا، وسيروا على بركة الله، والله يرعاكم ويسدِّد على طريق الحق خطاكم.

وإلى رجال الإعلام.. أتوجه إليهم بكل الشكر والتقدير لما قاموا به من إجلاء للحقيقة، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد.

﴿ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).

محمد مهدي عاكف
المرشد العام للإخوان المسلمين

ابو مصعب المصرى
21-12-2009, 08:48 PM
المرشد العام يعلن نتيجة انتخابات مكتب الإرشاد
[12:46مكة المكرمة ] [21/12/2009]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/12/21/1.jpg
فضيلة المرشد العام أثناء تسمية أعضاء مكتب الإرشاد الجديد
أعلن فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف تشكيل مكتب الإرشاد الجديد، وقال فضيلته في بيان رسمي ينشره (إخوان أون لاين) إن الانتخابات أُجريت طبقًا لقرار من مجلس الشورى العام للجماعة، وفيما يلي نص بيان المرشد العام:

أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. وبعد،،

تعلمون جميعًا أننا أجرينا انتخابات تشكيل مكتب إرشاد جديد لجماعة الإخوان المسلمين في الأيام القليلة الماضية؛ وذلك بعد استطلاع رأي مجلس الشورى العام، وكان رأي أغلبية المجلس أن يجري انتخابًا كاملاً لمكتب الإرشاد، وكذلك كان رأي الأغلبية أن يتم انتخاب لمكتب الإرشاد الآن؛ نزولاً على رأي مجلس الشورى، واحترامًا للشورى كمبدأ إسلامي أصيل، وإعمالاً للائحة والمؤسسية، فقد قمت شخصيًّا بتشكيل لجنة لإجراء هذه الانتخابات من أعضاء مجلس الشورى تحت إشرافي، وتمت بحمد الله هذه الانتخابات بالطريقة المناسبة؛ رغم الظروف التي نعيش فيها، وكانت نتيجتها كالتالي:

يتشكل المكتب الجديد من كل من الإخوة التالية أسماؤهم وفقًا للترتيب الأبجدي:1- أ. د. أسامة نصر الدين.
2- أ. جمعة أمين عبد العزيز.
3- أ. د. رشاد البيومي.
4- م. سعد عصمت الحسيني.
5- أ. د. عبد الرحمن البر.
6- د. عصام العريان.
7- أ. د. محمد بديع.
8- أ. د. محمد سعد الكتاتني.
9- أ. د. محمد عبد الرحمن المرسي.
10- أ. د. محمد مرسي.
11- أ. د. محمود أبو زيد.
12- أ. د. محمود حسين.
13- أ. د. محمود عزت.
14- أ. د. محمود غزلان.
15- د. محيي حامد.
16- د. مصطفى الغنيمي.


شاهد بيان فضيلة المرشد العام (http://www.ikhwanonline.com/Media/VideoAlbum.asp?MainCatID=3&SubCatID=16&AlbumID=452)
وقائع إعلان النتيجة.. (ألبوم صور) (http://www.ikhwanonline.com/Media/PhotosAlbum.asp?MainCatID=2&SubCatID=17&AlbumID=453)



http://www.ikhwanonline.com/images/show_10.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif http://www.ikhwanonline.com/images/sections_09.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_30.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_27.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/sub-sections_26.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/9x1w.gifhttp://www.ikhwanonline.com/images/mb_12.gif
http://www.ikhwanonline.com/images/mb_23.gif

أبو جهاد المصري
21-12-2009, 08:56 PM
جزاك الله خيرا اخي ابو مصعب

ابو مصعب المصرى
24-12-2009, 09:46 PM
الإخوان المسلمون والأحداث الجارية



إن جماعة الإخوان المسلمين بفضل الله تعالى تحمل رسالةً وفكرةً ومنهجًا ونظامًا؛ انطلاقًا من المنهج الإسلامي الأصيل، كما أنها تحمل المبادئ والقيم الأساسية التي تلتزم بها ولا تحيد عنها؛ لأنه أمر دين نتعبد به لله سبحانه وتعالى، وفي ضوء الأحداث الجارية وما يثار حولها إعلاميًّا نؤكد ما يلي
أولاً: أننا أصحاب مبادئ ورسالة وسنظل بإذن الله تعالى محافظين عليها؛ مهما تكن الضغوط التي نتعرض لها، وأن هذه الجماعة المباركة قد قامت على قوة العقيدة والإيمان، وقوة الحب والإخاء .. ونحن بإذن الله تعالى على ذلك العهد سائرون تتآلف قلوبنا وأرواحنا؛ مهما اختلفت آراؤنا، ونحن بفضل الله على خير حال.
ثانيًا: أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية عالمية، وتحمل فكرة إصلاحية تشمل جميع مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. وأن منهجنا في تحقيق ذلك هو النضال الدستوري السلمي الذي لا نحيد عنه رغم الواقع الاستبدادي الذي تعيشه الأمة الإسلامية.
ثالثًا: أن منهجنا في العمل الإسلامي قائم على أسس أخلاقية وشرعية لا تسمح بتجاوز حدود الشرع، وأن الجماعة لها مؤسساتها المستقرة، والتي تقوم على أمرها وتدير شئونها طبقًا لخطة واضحة المعالم والأهداف والوسائل وتطبق هذه الخطة- ولله الفضل والمنة- بما يتفق واللوائح والقانون والدستور القائم في البلاد
رابعًا: أن المشاركة في مناشط العمل السياسي ومجالاته المختلفة والتعاون مع القوى السياسية والمجتمعية من لوازم ومتطلبات المرحلة القادمة التي نسعى فيها إلى إحداث الإصلاح بكل صوره ومجالاته وأشكاله المختلفة
خامسًا: أن الجماعة قد سارت على هذه المفاهيم والأسس وأرست قواعدها وشاركت في كل أنشطة المجتمع، ومارست- وما زالت تمارس- العمل السياسي من خلال المؤسسات القائمة؛ كمجلس الشعب، ومجلس الشورى، والمجالس المحلية، والنقابات، والنوادي ومؤسسات المجتمع المدني بكل أنواعها، وما زالت- وستبقى إن شاء الله- هذه الأعمال قائمة وممتدة، ولن تغيب بفضل الله؛ لأنها جزء أصيل لا يتجزأ من المنهج الإسلامي المتكامل، وكما قال الإمام البنا رحمه الله: "نحن ندعو الناس إلى الإسلام، والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه".
سادسًا: أن ما يحدث هو حلقة في سلسلة من الظلم العالمي الواقع على الإسلام عامة والإخوان المسلمين خاصة، وأن منهجنا هو الثبات على فكرتنا ومنهجنا ووسائلنا مهما أُحيك لنا من مؤامرات فسنستمر- بإذن الله تعالى- في طريقنا من أجل تحقيق غايتنا وأهدافنا.
سابعًا: أن استراتيجيتنا الأساسية في المرحلة المقبلة هي استمرار عمل الجماعة وجهودها الفعالة والمؤثرة؛ لضمان تحقيق الغاية والرسالة والأهداف التي تسعى إليها بكل وسائل وصور النضال الدستوري السلمي، واستمرار مد الجسور والحوار مع جميع الأطراف الداخلية بما يحقق المصلحة العليا للوطن.
ثامنًا: أن الشورى أصل نعبد الله عز وجل به، في جو من المحبة والإخلاص والأخوة وهذا بفضل الله نمارسه دائمًا ونحرص عليه
تاسعًا: أن اتباع النظم واللوائح والالتزام بالمؤسسية هو منهجنا في جميع أمورنا، كما أننا نسعى إلى معالجة أوجه القصور فيها، والعمل على تطويرها بآلياتها المؤسسية المعتمدة.
عاشرًا: أن الإخوان المسلمين- مرشدًا ومكتب إرشاد وقيادات وصفًّا- متماسكون أخوة وأخوات بفضل الله تعالى؛ إذ نتوجه بكل أعمالنا إلى الله عز وجل، نسير خلف خاتم الأنبياء والمرسلين، ونحمل أشرف منهج للبشرية وهو الإسلام العظيم، ونضحي في سبيل تحقيق ذلك بأموالنا وأنفسنا وأهلينا حسبة لله عز وجل، ونعلم أن الله هو القادر القاهر فوق عباده وهو الخبير العليم.

ابو مصعب المصرى
08-01-2010, 03:04 PM
حصار غزة المستمر.. بعد عام من عدوان الصهاينة عليها






وقع العدوان الصهيوني البربري المدعوم بآلة الحرب الأمريكية، والذي يقف وراءه الصهاينة في الإدارة الأمريكية في كل المجالات السياسية والإعلامية والعسكرية، وقع منذ عام وفي نهاية ديسمبر عام 2008م، واستمر طيلة شهر يناير 2009م، وكان العدوان بكل أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية، واستخدم فيه المجرمون الصهاينة الأسلحة المحرمة ضد المدنيين العزل من الشيوخ والنساء والأطفال، وكان الناتج مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين مع تدمير شامل للبنية الأساسية لقطاع غزة.

ولذلك؛ فإننا نعتبر أن يناير الجاري شهر الحزن والغضب لإحياء ذكرى العدوان على غزة، واستمرار حصارها بكل الوسائل كالندوات والمؤتمرات والرسائل، والتواصل مع كل طبقات الأمة.

وهذه الفعاليات من أجل غزة وحصارها، وكل محاولات خنق المقاومة لصالح الصهاينة؛ يجب أن تركِّز على الآتي:
1- إن أرض فلسطين كلها ملك للفلسطينيين، وأن قضية فلسطين قضيتنا جميعًا نحن العرب والمسلمين، وسبيل تحرير فلسطين الوحيد هو المقاومة ودعمها واستمرارها حتى النصر والتحرير.

2- إن مسئوليتنا جميعًا شعوبًا ونظمًا وحكومات في هذه المرحلة رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ومده بكل ما يحتاج إليه من طعام ودواء وسلاح، ودعمه بالمواقف السياسية في كل المحافل الدولية لمساعدته على الصمود والاستمرار والمقاومة.

3- إن الحصار المضروب على غزة يجب أن ينتهي، ويجب علينا جميعًا بذل كل الجهود لكسر هذا الحصار الذى يريده الصهاينة أن يستمر؛ للتأثير على إرادة الشعب الفلسطيني المقاوم لهؤلاء المعتدين المجرمين.

4- إن غزة على وجه الخصوص امتداد طبيعي للحدود المصرية الشرقية الشمالية، والتواصل مع أهلها والمقاومين فيها يدعم ويقوى الأمن القومي المصري.

5- يجب ألا ننسى شعبًا ونظامًا أن عدوُّنا الأول المتربص بنا دائمًا هم الصهاينة، وأن هذا الكيان السرطاني لا يتردد في التمدد شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالاً إذا سنحت له الفرصة، ولا رادع له إلا مقاطعته والتصدي له، وتوحيد الصف، والتنسيق بين كل الدول العربية ومع إخواننا الفلسطينيين على اختلاف أطيافهم.

وندعو الشعب كله أن يستمر في دعمه لإخوانه في فلسطين، والتواصل معهم وإحياء قضيتهم دائمًا في نفوس أبناء الوطن جميعًا.

ابو مصعب المصرى
27-01-2010, 03:49 PM
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/1/26/Pic48825.jpg

قرر فضيلة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين اليوم اختيار كلٍّ من:
الأستاذ جمعة أمين عبد العزيز، والدكتور رشاد البيومي، والدكتور محمود عزت نوابًا لفضيلته، مع استمرار احتفاظ المهندس محمد خيرت الشاطر بموقعه نائبًا للمرشد العام، وأن يكون المتحدث الرسمي باسم الجماعة هو فضيلة المرشد العام.

كما قرر المرشد العام اختيار كلٍّ من: الدكتور محمد مرسي، والدكتور محمد سعد الكتاتني، والدكتور عصام العريان متحدثين إعلاميين للجماعة.
نص القرار
قرر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين اليوم الأربعاء 12 من صفر 1431هـ الموافق 27 يناير 2010م الموافق ما يلي:
أولاً: تعيين كلٍّ من:
1- الأستاذ جمعة أمين عبد العزيز
2- الأستاذ الدكتور رشاد البيومي.
3- الأستاذ الدكتور محمود عزت.
نوابًا للمرشد العام، مع استمرار احتفاظ المهندس محمد خيرت الشاطر بموقعه نائبًا للمرشد العام.
ثانيًا:
1- المتحدث الرسمي للجماعة هو المرشد العام للإخوان المسلمين.
2- تعيين ثلاثة متحدثين إعلاميين للجماعة، وهم:
1) الأستاذ الدكتور محمد مرسي.
2) الأستاذ الدكتور محمد سعد الكتاتني.
3) الدكتور عصام العريان.

محمود2009
28-01-2010, 10:23 PM
بارك الله فيكم

ابو مصعب المصرى
01-02-2010, 09:55 PM
قراءة في المشهد العام






تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
1) حول خطاب الرئيس في عيد الشرطة
ركَّز الخطاب على قضية الأمن القومي بأبعاده الداخلية والخارجية، وقد شغلت هذه القضية الجانب الأكبر من الخطاب، وربما يرجع ذلك الاهتمام إلى تزايد التحديات والمهام الأمنية التي تواجه النظام في المرحلة الحالية، ويمكن توضيح ذلك في الآتي:
(أ) أكد الرئيس مرتين دوره كرئيسٍ للدولة والمسئول عن حماية الأمن القومي، وقد جاءت المرة الأولى في سياق الحديث عن التحديات الناجمة عن عدم الاستقرار على المستوى الإقليمي، والاتساع المتزايد للعنف والإرهاب- على حدِّ قوله- في المنطقة من أفغانستان وحتى السودان، وأشار هنا إلى أن التعامل مع هذه التحديات يكون من خلال الحسم وليس بأنصاف الحلول، أما المرة الثانية فقد جاءت في سياق التحذير من المساس بالوحدة الوطنية، وتأكيد أن هذا التحذير يأتي من رئيس الدولة، وأكد أن التعامل مع الأحداث التي تأخذ بعدًا طائفيًّا سيكون بحسم.
(ب) ومن حيث ترتيب القضايا فقد شغلت الأحداث الطائفية ما يقرب من 40% من محتوى الخطاب، حاول التأكيد من خلالها على خطورة البعد الطائفي على استقرار الدولة، والرفض التام للتدخلات الخارجية ومحاولات الاستقواء بالخارج، ولم يخلُ الخطاب من توجيه النقد للكنيسة لتدخلها في الشئون الداخلية للدولة.. وقد جاءت قضية تأمين الحدود الشرقية؛ لتكشف عن إصرار النظام المصري على استكمال بناء الجدار الفولاذي، لوقف التهديدات العابرة للحدود، كما يزعم هذا النظام.. وقد جاءت الإشارة لانتشار الفكر السلفي في سياق الحديث عن انتشار الشبكات الإرهابية والفكر التكفيري، وبهذا المعنى، يعتبر النظام أن الجماعات السلفية تشكل تهديدًا له، وتشير مواقف الدولة من "النقاب" إلى جانب من رؤية ومواقف النظام المناهضة للفكر السلفي (كما يعرفه هذا النظام).
(ج) وعلى الرغم من وضوح هذه التحديات من وجهة نظر النظام القائم فقد اقتصرت معالجتها على الدولة والسلطة بشكلٍ رئيسي مع الإشارة بشكلٍ مقتضب وسلبي إلى دور الأزهر والكنيسة.. كما أشار إلى دور المثقفين و"عقلاء الأمة" في تأكيد قيم المواطنة والدين كإطار روحي، وكان الأجدى أن ترفق هذه الدعوة بوضع مسارات للتعاون بين الدولة والمجتمع والقوى السياسية وجماعة الإخوان المسلمين صاحبة المنهج الإسلامي الوسطى المعتدل لوضع حلول للتحديات التي تواجه الأمة (إن صحَّ هذا الزعم).
الخلاصة: لم يظهر من محتوى الخطاب أنه تأثَّر بطبيعة المناسبة (عيد الشرطة)، ولكن المشكلات التي ذكرها تشكل تحديات حالة ومباشرة، وتتطلب توضيح وتحديد المواقف الرسمية تجاهها، ويبدو أن سياسة الدولة تجاه هذه القضايا سوف تتحدد في:
(1) الضغط على الكنيسة لوقف سياسات التعبئة والتعصب لدى المسيحيين في الداخل والخارج، غير أن التحدي الذي سوف يواجه السلطة يأتي من انتشار الامتدادات الخارجية للكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية وارتباطها بالسياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية.
(2) إن السياسة الأمنية الداخلية سوف تُركِّز في المرحلة القادمة على مواجهة الأفكار والاتجاهات التي تؤدي إلى التطرف (من وجهة نظرهم)، ومن المرجح أن تعيد السلطات تقدير مواقفها من الجماعات السلفية.
(3) إن هذا الخطاب يوضح أبعاد الانكشاف والضعف الأمني لدى النظام؛ حيث إن التباين والتفاوت بين حجم التحديات والتهديدات التي يدركها وبين قدرته المحدودة للتحرك والمعالجة، يوضح اتساع فجوة القدرات والإمكانات.
(4) ومن كل ما تقدم يتأكد أن الحلول الأمنية لمشكلة الاستقرار الداخلي والأمن القومي داخليًّا وخارجيًّا لا تجدي وتقف عاجزةً، كما كانت دائمًا ويجب على العقلاء في هذا النظام أن يدركوا أن إطلاق الحريات وتوفير المناخ السلمي والاستقرار الاقتصادي ومواجهة الفساد وأهله بحسم وعدل وإتاحة المشاركة الفعَّالة والكاملة بحسم وعدل وإتاحة المشاركة الفعالة والكاملة لكل الأفراد والمؤسسات والأحزاب والجماعات السلمية طبقًا للقانون والدستور وعمل إصلاح سياسي حقيقي.. إلخ، هو السبيل الوحيد لاستقرار الوطن وتحقيق الأمن الداخلي وتقوية الأمن القومي كله ضد العدو الحقيقي للأمة متمثلاً في الصهيونية العالمية والمتمركزة في فلسطين.
2- حوارات النخبة حول التطور السياسي:
إذا كانت حوارات النخبة السياسية والفكرية تكشف عن مؤشرات أولية للحراك السياسي، فإنها في ذات الوقت تعكس حالة الصراع والاستقطاب السياسي في الدولة، وبشكلٍ عام توضح الحوارات التي أجريت خلال الفترة الماضية، وخاصةً على صفحات الجرائد، وجود اتجاهين للتغيير والإصلاح السياسي في مصر، فالاتجاه الأول: يذهب إلى ضرورة صياغة النظام السياسي وفق قواعد جديدة بما يزيد من المشاركة السياسية للمواطنين وتوفير فرص أفضل لممارسة الحقوق السياسية والاقتصادية.
http://www.ikhwanonline.com/Data/2006/1/25/I1.jpg

وقد ذهب هذا الاتجاه- وتمثله شخصيات عامة لا تنتمي لاتجاهٍ سياسي- إلى أن الدستور الحالي يحول دون حدوث التطور السياسي في الدولة، ومن ثَمَّ يرى هذا الطريق أن الإصلاح السياسي وإعادة بناء القوة الشاملة للدولة، يتطلب ليس فقط صياغة دستور جديد، ولكن أيضًا توفير مناخ من الحريات العامة يستوعب كافة الفئات الاجتماعية والشرائح الفكرية، ويقضى على حالة الاستبعاد والتهميش.
وفيما يبدو أنه رد وتعقيب على هذه الحوارات، نشرت حوارات أخرى للنخبة السياسية القريبة من السلطة، وهي في مجملها تمثل الاتجاه الآخر للنقاش حول المستقبل السياسي في الدولة، وعلى خلاف حوارات المجموعات الأولى، تنطلق حوارات المجموعات الثانية من الوضع القائم وتدافع عنه، وتبحث عن العراقيل التي تحول دون توسيع الفرص في المشاركة السياسية، وتكرار الحديث عن الصعوبات التي تواجههم في هذا الشأن.
وفي سياق الحديث عن التغيير السياسي، ترى هذه المجموعة أن التغيير السياسي في مصر سوف يكون محكومًا بالإطار الدستوري الحالي، إلا أنها أدخلت العوامل الخارجية كطرف مؤثر في التوجهات السياسية المصرية؛ حيث ثمة إشارة إلى أن الخيارات الإستراتيجية (كمنصب الرئاسة) تتأثر بالمواقف الأمريكية والصهيونية.
وبغض النظر عن حقيقة الخلاف بين التيارين، فإن الظهور المتتابع لمواقف وآراء الاتجاه الثاني، يكشف عن رغبة السلطة والقريبين منها في استمرار الاستحواذ على كل المقومات السياسية للدولة والوقوف بها عن مسار التطور.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
اللقاءات المتناثرة حول القضية الفلسطينية:
رغم إجراء العديد من اللقاءات والمقابلات حول القضية الفلسطينية خلال الشهور الماضية، لم يتم التوصل إلى الحد الأدنى بين الأطراف المختلفة بشأن وضع أجندة للمفاوضات؛ حيث كان من المتوقع أن تخطو المباحثات الأمريكية- المصرية خطوةً في هذا الاتجاه، إلا أنها كشفت عن محدودية ما أنجزته تلك اللقاءات وغيرها.
ورغم التفاؤل قبل زيارة الوفد المصري إلى أمريكا، فإن تصريحات الخارجية كشفت عن وجود فجوة كبيرة مع السياسة الأمريكية، إذْ أشارت أولاً إلى أن تلك الجولة كانت استكشافية لنقاط الحوار بين الأطراف العربية والولايات المتحدة، وثانيًا أن الأمر لا يعدو كونه مطالبة أمريكا بتحديد موقفها من أربعة موضوعات (1) الأسس التي تقوم عليها المفاوضات، (2) جدول أعمال المفاوضات، (3) الإطار الزمني، (4) ملامح الرؤية الأمريكية للتسوية.
وبهذا المعنى، فإن الحديث عن وجود مبادرات أو مقترحات قابلة للتنفيذ يعد أمر غير ذي جدوى؛ حيث إن المسائل الأساسية والمتعلقة بالمفاوضات، لا تزال- في ظل تغير الحكومات في أمريكا والكيان الصهيوني- قيد المناقشات التمهيدية، وليس من المتوقع في المستقبل حدوث تطورات نوعية تؤدي إلى الدفع بأحد الخيارات المطروحة- أيًّا كانت- نحو التفعيل والتنفيذ، وإذا كان هذا الوضع يعكس الجمود السياسي الإقليمي والدولي تجاه القضية الفلسطينية، فإنه في ذات الوقت يعكس عددًا من التباينات والخلافات السياسية التي يجب النظر إليها قبل إعداد مسرح المفاوضات.
وهنا تأتي أهمية وحدة الموقف العربي وإعادة النظر في المبادرة العربية؛ حيث إن تكوين موقف عربي متماسك من شأنه الضغط على الأوروبيين والأمريكيين لأخذ الأمور بأكثر جدية ممكنة، ومن الممكن هنا الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد الذي يوفره التعاون التركي- العربي في تكوين إطار جديد للعلاقات والمصالح الإقليمية والعالمية (هذا إذا كان النظام العربي الرسمي يرغب بالفعل في إيجاد حل للقضية الفلسطينية).
والمسألة الثانية والتي لا تقل أهميةً، هي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية؛ حيث إن المضي في إتمام هذه المصالحة سوف يدعم الموقف العربي، ولذلك فإنه ليس من المصلحة التحيز ضد طرف فلسطيني لحساب طرف آخر، فسياسة التحيز تؤدي إلى إجهاض كل القدرات دون فائدة، وهذا التحيز واضح؛ حيث إن معظم الأنظمة العربية تنحاز إلى فتح ضد حماس والمقاومة، وخاصةً النظام المصري.

ثالثًا: الشأن الدولي
(1) الانتقادات الأوروبية لأحداث نجع حمادي:
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/1/11/ikh10.jpg وضع أمني متوتر في نجع حمادي عقب الحادث


يبدو أن ما يعتقد أنه مسألة طائفية مرشح ليصير قضية دولية، وخاصةً مع تزايد حدة الانتقادات لأحداث نجع حمادي، وتصويرها على أنها أحداث طائفية وعنصرية تستند لمرجعية دينية إسلامية، وهو ما يؤثر سلبًا على التكوين الثقافي والسياسي للمجتمع المصري، وقد اتضح ذلك من الانتقادات المباشرة من جانب الكاثوليك، سواء في الفاتيكان وإيطاليا أو فرنسا، وقد كان موقف الفاتيكان في بيانه منحازًا وملتبسًا؛ حيث التمس العذر لأعمال التطرف والعنف من قِبل المسيحيين والأقباط، واعتبرها تصرفات فردية ولا تمثل توجهات للدول التي تحدث فيها، في حين أكد أن الإسلام السياسي وصعود تياره في العالم العربي والإسلامي هو أصل مشكلة الطائفية والتطرف، ودارت الانتقادات لأحداث "نجع حمادي" حول أن الحكومة والسلطات المحلية لا توفر الحماية الكافية لضمان سلامة "المسيحيين الأقباط" وتتركهم عرضة للتهديد والاعتداء والقتل، وهو ما يعتبر اتهامًا سياسيًّا للحكومة المصرية بالتقصير في القيام بمهامها نحو شريحة من المواطنين، مع الإشارةِ إلى أنها سياسات متعمدة وعنصرية. من جهتها، اعتبرت الخارجية المصرية الانتقادات الأوروبية والكاثوليكية مسيئة إلى الدولة وتعد تدخلاً في الشئون الداخلية، كما اعتبرتها نوعًا من الوصاية على السياسة المصرية؛ ولذلك كانت التصريحات والردود المصرية عنيفة؛ لأن الانتقادات مست النظام حيث اعتبرت المواقف الأوروبية غير مرغوبة ومفاجئة؛ وذلك وفقًا لتصريحات وزير الخارجية التي أشار فيها إلى ".. أننا فوجئنا بالمواقف الإيطالية..".
وإلى جانب المواقف الأوروبية، صدرت مواقف داخلية تتوافق مع ما ذهبت إليه دولة الفاتيكان؛ حيث أشارت إلى اتهام الدولة المصرية بالتقصير تجاه الأقباط والتحيز ضدهم، وهذا التلاقي وإن كان يعكس تقاربًا ومصالح مشتركة، إلا أنه في ذات الوقت يكشف عن مدى القابلية لحدوث أزمات اجتماعية ودينية أخرى؛ حيث إن قبول البعض بالانتقادات الخارجية والترحيب بها ودون الاهتمام بالبحث في أسباب المشكلة وعلاجها، يعد من العوامل المساعدة على بعث الأزمات الاجتماعية في صور وأشكال متعددة.
لقد جاءت الانتقادات الرسمية من مركز الكاثوليكية في العالم (الفاتيكان وإيطاليا وفرنسا) لتثير حالةً التنافس بين الكنائس المختلفة على قطاع الأقباط المصريين، وخاصةً بعد توسع أنشطة الكنيسة الإنجيلية، وهو ما سوف يكون خصمًا من الأرثوذكس، ويزيد التوتر الاجتماعي ليس فقط بين المسلمين والأقباط ولكن أيضًا فيما بين الأقباط أنفسهم، وبشكل يهدد تماسك الدولة والمجتمع.
وإذا كانت الدول الأوروبية تتباكى على الحريات الدينية في مصر والعالم العربي، فإن مواقفها الرسمية تجاه مواطنيها المسلمين تكشف عن مدى قمع الحرية الدينية، فخلال العام الماضي رفضت الكنيسة الكاثوليكية تدريس مقررات الدين الإسلامي للمسلمين في المدارس الأوروبية الإيطالية بسبب أن الإسلام لا يعد من مكونات الثقافة الإيطالية، كما يرفض العديد من الدول الاعتراف بالحقوق الدينية للمواطنين المسلمين، وما قضيتا منع الحجاب في فرنسا ومنع بناء المآذن في سويسرا عنا ببعيد.
2) المعايير الأمريكية المزدوجة تجاه الحريات:
ما زالت الأيديولوجية السياسية الأمريكية تراوح- على مستوى الخطاب الرسمي- بين الحرية والرقابة، وهو أمر يكشف عن الجوانب النفعية في السياسة الخارجية الأمريكية وتجاوزها للمبادئ التي تدعيها.
فقد شهد الأسبوع الماضي موقفَين متناقضين للسياسة الأمريكية تجاه مسألة الحريات الإعلامية وتداول المعلومات، فبينما تدخلت وزارة الخارجية لحساب شركة "جوجل" ضد محاولات الصين فرض رقابة على "الإنترنت"، فإنها بدأت في ذات الوقت في إجراءاتٍ للضغط على شركات الأقمار الصناعية لوقف بثِّ قنوات فضائية لا ترضى أمريكا عنها، فقد أصدرت الخارجية بيانًا (حوالي 5000 كلمة) يتناول قضايا حرية المعلومات، ودورها في تحقيق التقدم والتواصل بين الشعوب، وفي هذا السياق أشار إلى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن مساندة الشركات الأمريكية التي تعمل في مجال "الإنترنت"، وهو ما يعني ممارسة ضغوط على "الصين" لتقليل الرقابة أو إلغائها.
ومن ناحيةٍ ثانية، أصدر الكونجرس قرارًا يدعو إلى الرقابة على شركات الأقمار الصناعية العربية للرقابة على محتوى البثِّ الفضائي للقنوات المسجلة على هذه الأقمار، ومن المتوقع أن يأخذ هذا القرار مكانه في السياسة الخارجية الأمريكية، وهو بشكل عام يهدف إلى وقف بثِّ القنوات التي تنتقد السياسة الأمريكية، وتفضح ممارسات البيت الأبيض ضد الحريات في العالم.
ومن الواضح أن السياسة الأمريكية تركز على جانبين؛ الأول: هو السعي المستمر لفرض الثقافة الأمريكية وتذليل العقبات التي تحول دون نشرها لأجل تفكيك المجتمعات ذات الثقافة المختلفة، أما الثاني: فهو ما يتعلق بكبت الأصوات المعارضة للسياسة الأمريكية، والتي تُشكِّل وعيًا ثقافيًّا وسياسيًّا لا يتسق والأهداف الأمريكية الصهيونية العالمية.

آسيه
02-02-2010, 11:51 PM
بارك الله فيك اخي

محمود2009
03-02-2010, 10:29 PM
اللهم سدد راي الجماعة في كل امور الامة

أبو جهاد المصري
07-02-2010, 09:16 PM
:uy::uy:

جزاكم الله خيرا

ابو مصعب المصرى
10-02-2010, 10:34 PM
حول الاعتقالات الأخيرة لقيادات الإخوان المسلمين

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs197.snc3/20479_493404205264_482806790264_10875480_1578676_n .jpg





قامت قوَّات الأمن المصرية فجر الإثنين الموافق 8 من فبراير 2010م بإلقاء القبض على ستة عشرة (16) من قيادات الإخوان المسلمين، على رأسهم الأستاذ الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، وثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد: (د. عصام العريان، د. محيي حامد، د. عبد الرحمن البر)، بالإضافة إلى اثني عشر (12) آخرين من قيادات الجماعة ورموزها المعروفة في المجتمع المصري؛ الأمر الذي يؤكد منهج النظام الحاكم وقوات أمنه في الإقصاء، ورفْض المشاركة مع القوى والحركات الشعبية والسياسية ذات الانتشار الواسع والمتجذِّر في الأمة بكل أطيافها؛ وخاصةً في الانتخابات التشريعية القادمة لمجلسَي الشورى والشعب.

وتأتي هذه الاعتقالات في سياق استمرار بطش وفساد النظام القائم، دون التفات إلى التحديات الكبرى التي تواجه الدولة؛ داخليًّا وخارجيًّا، وكان الأولى أن تأخذ هذه الأمور العناية الكافية من جانب السلطات؛ توطئة لتهدئة التوتر الاجتماعي، وتجاوز الأزمة الاقتصادية، والبدء بخطوات المصالحة الشاملة بين النظام وكافة شرائح المجتمع.

وتجري هذه الاعتقالات بعد إنجاز الجماعة انتخاباتها الداخلية، التي حَظِيَت باحترام وتقدير المراقبين المنصفين في الداخل والخارج، وهو ما يشير إلى أن نضج الحركات الاجتماعية والسياسية وترسيخ العمل السلمي لا يروق لفريق في السلطة يسعى إلى إثارة التوتر وعدم الاستقرار، كما أنه يرسِّخ قواعد انتهاك الحريات.

كما جاءت في سياق تحديات تواجه القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية للعالم العربي والإسلامي، التي تقف الآن على مفترق طرق، ويبدو أن هناك من يسعى إلى إجهاض وتقويض كلِّ عناصر القوة الداعمة للشعب الفلسطيني والمقاومة ضد الصهاينة؛ لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وهذه السياسة ليست وليدة اليوم، وإنما هي سياسةٌ امتدَّت عبر عقود من الزمان.

ونودُّ أن نؤكد ما يلي:
1- أن جماعة الإخوان المسلمين إنما قامت من أجل الإصلاح على أساس الإسلام الصحيح الكامل، وأنها تمارس ذلك بكل الوسائل السلمية، فنحن ندعو الناس إلى الإسلام، والحكومة جزءٌ منه، والحرية فريضة من فرائضه، وأولى بالنظام أن يولي اهتمامه إلى معاول الهدم التي تحاول النَّيل من هوية الشعب المصري وثقافته وحضارته.

2- أن هذه الحملات الظالمة لن تفتَّ في عضدنا، ولن تصرفنا عن دعوتنا أو تعوِّق مسيرتنا، فضلاً عن أن تستفزَّنا للخروج عن منهجنا وطريقنا في الإصلاح والتغيير السلمي المتدرِّج، وستظلُّ إستراتيجيتنا الأساسية في المرحلة المقبلة هي استمرارَ عمل الجماعة وجهودها الفعالة والمؤثرة؛ لضمان تحقيق الغاية والرسالة والأهداف التي تسعى إليها بكل وسائل وصور النضال الدستوري السلمي، واستمرار مدِّ الجسور والحوار مع جميع الأطراف الداخلية بما يحقق المصلحة العليا للوطن.

3- أنَّ استمرار الاعتقالات والافتراءات الظالمة ضد الإخوان المسلمين، ومحاربة الأسر في أرزاقهم، واستخدام الأساليب الهمجية التي تمثل إرهاب الدولة لا يحقِّق مصلحة الوطن، ويؤدي إلى عدم الاستقرار، ويقوِّي الفساد، ويصبُّ في مصلحة الصهاينة.

4- أن هذه الاعتقالات قُصد بها إسكات صوت كل المعارضين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وبالتالي فنحن ندعو كل القوى الوطنية إلى إدانة هذه الحملات وفضحها، والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الاستبداد والفساد.

5- أن هذه الاعتقالات ردٌّ قاطعٌ على من يزعم أن جماعة الإخوان بها انشقاقاتٌ وتياراتٌ وأجنحةٌ، أطلق عليها البعض ألفاظًا من شاكلة "إصلاحيين" و"محافظين" و"حمائم" و"صقور"، وتأتي هذه الاعتقالات لتردَّ على الأقلام المسمومة التي زعمت أن هناك صفقةً تمَّ إبرامها بين الإخوان وهذا النظام الفاسد.

6- أن هذه الإجراءات الجائرة المتكررة والمستمرة إنما تؤكد المأزق الذي يعيشه النظام، وفشل سياساته، وما أدَّت إليه من أزمات ومشكلات حياتية يعاني منها المواطن المصري.

7- أن هذه الإجراءات تُسيء إلى سمعة مصر وكرامتها، وتحرم صفوةً من أبنائها من القيام بدورهم المبدع في خدمة أمتهم ووطنهم، وتهدف إلى تمرير أمور تُبيَّت بليل ضد مصلحة الشعب والوطن؛ من أجل البقاء في المناصب، واستمرار الفساد والاستبداد، والاستيلاء على مقدرات وثروات هذا الوطن لحساب قلة، كما أنها تتم إرضاءً لأصحاب الهيمنة العالمية (الأمريكان والصهاينة)، وهذا ما لن نقبله أو نتغاضى عنه.



.................................................. ........
نصبرعلى المعتقلات ونثبت فى المحاكمات(بقلم الامام الشهيد)
ليس خافيًا على أحد ما يصيب الإخوان نهارًا وما يدبَّر لهم بليل؛ من بأساء وضراء.. ومع هذا الإيذاء والاستضعاف والمهانة والاستكانة ما لانت لهم قناة وما ضعفت لهم عزيمة، بل يخرجون من المحن أصلب عودًا وأقوم قيلاً وأهدى سبيلاً وأشد تثبيتًا.. ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)﴾ (آل عمران).
ومن هنا كان حرص الإمام حسن البنا على ركن الثبات، وحضَّ عليه، ودعا أبناء الدعوة إليه؛ لأن طريق الدعوة مليء بالآفات المهلكة، والعقبات المثبطة، ولا يمكن الفكاك من هذه، والوقاية من تلك إلا بالتحلي بالثبات.
فأوصى رحمه الله إخوانه السالكين درب الأنبياء والسائرين على فجاج العزة والكرامة منذ ما يربو على ستين عامًا، أن يثبتوا ويصبروا ويصابروا قائلاً: "أحب أن أصارحكم، إن دعوتكم لا زالت مجهولةً عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميَها وأهدافَها ستلقى منهم خصومةً شديدةً وعداوةً قاسيةً، وستجدون أمامكم الكثيرَ من المشقات وسيعترضكم كثيرٌ من العقبات، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيلَ أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين، ولا زلتم تمهِّدون للدعوة، وتستعدون لما تتطلَّبه من كفاح وجهاد، سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبةً في طريقكم، وستجدون من أهل التديُّن ومن العلماء الرسميين مَن يستغرب فهمَكم للإسلام ويُنكر عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقِد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجهكم كلُّ الحكومات على السواء، وستحاول كلُّ حكومة أن تحدَّ من نشاطكم، وأن تضع العراقيل في طريقكم".
وكأنه- رحمه الله- بين ظهراني إخوانه الآن، يشخص لهم الداء ويصف لهم الدواء الناجع، يناديهم أن يقفوا على معالم الدعوة وحدودها ويحيطوا بها فهمًا وسلوكًا، ويبصِّرهم بما يمكن أن يعترض طريقهم؛ فيقول: "وسيتذرَّع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم، وإطفاء نور دعوتكم، وسيستعينون من أجل ذلك بالحكومات الضعيفة، والأخلاق الضعيفة، والأيدي الممتدَّة إليهم بالسؤال وعليكم بالإساءة والعدوان، ويثير الجميعُ حول دعوتكم غبارَ الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يُلصقوا بها كلَّ نقيصة، وأن يُظهروها للناس في أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)﴾ (التوبة)".
ثم يحدد الأساليب التي تتعامل بها الأنظمة المستكبرة مع الدعاة المجاهدين مما يمسهم من الأذى والضير في سبيل فكرتهم النبيلة وغايتهم المجيدة، فيقول: "وستدخلون بذلك ولا شكّ في دور التجربة والامتحان، فتُسجنون وتُعتقلون وتُقتلون وتُشرَّدون، وتُصادَر مصالحكُم، وتُعطَّل أعمالُكم، وتُفتَّش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)﴾ (العنكبوت)، ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرةَ المجاهدين ومثوبةَ العاملين المحسنين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)﴾ (الصف)، فهل أنتم مصرُّون على أن تكونوا أنصار الله؟!".

نعم إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا.. وهنا مقالان من مقالات الإمام الشهيد حسن البنا يشدُّ فيهما على أيدي إخوانه المعتقَلين الممتحَنين خلف الأسوار وفي السجون، والمحالين للمحاكمات العسكرية:

*******

1- تثبيت
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ﴾ (إبراهيم).
آيتان من كتاب الله تبارك وتعالى في سورتَين منه: في الأنعام وفي هود، ظلَلْتُ أذكرهما منذ الحديث السابق إلى اليوم، فأحببتُ أن يشركني الإخوان الكرام في تذوُّق حلاوتهما وتدبُّر معانيهما، والعظة الكاملة بما فيهما، و﴿ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ (الأنفال: من الآية 7).
ذكرت الأولى في سورة الأنعام ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ (35)﴾ (الأنعام).
لقي الأخنس بن شريك أبا جهل في بدر في خلوة، فقال له: "يا أبا الحكم ليس ها هنا أحدٌ إلا أنا وأنت تسمع ما يقول.. أفتظن أن محمدًا كاذب وما عهدنا عليه كذبًا؟!"، فقال أبو جهل: "يا هذا إن محمدًا لصادق، ولكن إذا ذهبت قُصَيّ بالحجابة والسقاية والندوة والنبوة.. فما لسائر قريش؟!" فأنزل الله الآية الكريمة: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾.

وكذلك الناس في كل زمان ومكان، هل يظن أحد في هذا الوادي أن دعوة الإخوان التي ترتكز على أصول الإسلام الحنيف، وهو دين الدولة والأمة دعوة باطلة أو كاذبة؟! لا، ولكن الأحزاب المستفيدة، والحكومات المتعاقبة، وأهل الجاه والسلطة يكرهون أن تقوم في الناس دعوةٌ تعلِّم الجاهلين، وتنبِّه الغافلين، وتأخذ بحقِّ المظلومين من الظالمين، وتقرّ العدالة باسم الله رب العالمين، ولو عقلوا لعلموا أنهم ناصروا دعوة الحق واعتنقوا فكرة الحق، قام سلطانهم على دعائم لا تزول ولا تحول، ولكن هكذا كان، ولله في خلقه شئون.

وذكرت الآية الثانية في ختام سورة هود قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾ (هود).
فقلت ما أشبه الليلة بالبارحة..!! ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، وهل خرجت دعوة الإخوان عن أنها الحق والموعظة والذكرى للمؤمنين؟!
فيا أيها الذين لا تؤمنون بها.. اعملوا على مكانتكم إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون..
ويا أيها الإخوان المسلمون من المؤمنين بدعوة الإسلام والمجاهدين في سبيلها.. اعبدوا الله حقَّ عبادته، وتوكَّلوا عليه في كل شئونكم، وما ربكم بغافل عما تعملون ويعملون، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، واثبتوا على هذا الخبر اقتداءً بنبيكم والمرسلين من قبله، صلوات الله عليهم أجمعين.
ولا أحب أن أُطيل عليكم القول، فتذهب الإطالة بحلاوة الآيات الغنية عن الشرح والبيان لمن كان له قلب أو ألقَى السمع وهو شهيد.

(هذا المقال ورد بجريدة (الإخوان المسلمون) اليومية- السنة الثانية- العدد 597- ص 1 بتاريخ 29 جمادى الأولى 1367هـ= 9 أبريل 1948م)
2- محنة أو منحة

﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ (33)﴾ (يوسف).
كذلك مضت سنةُ ربك من قبل ومن بعد.. ما صدع أحدٌ بالحق وجهر به، ودعا الناس إليه إلا أوذي، والعاقبة للمتقين والنصر للصابرين.
﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)﴾ (البقرة).. ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)﴾ (الحج)، ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)﴾ (العنكبوت)، وسبحان من قسَّم الحظوظ، فلا عتابَ ولا ملامةَ، ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ (الشورى: من الآية 7).
تلوت هذه الآيات جميعًا، واسترسل بي التفكير، وتداعت إلى نفسي المعاني، يأخذ بعضها بعجز بعض، وانتقل الخاطر من الآيات إلى العظات، ومن الحاضر إلى الغابر، وتكشَّفت صحائفُ التاريخ، فلمحتُ في ثناياها المشرقة أئمة الفقه الإسلامي الأربعة: أبا حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل الشيباني، رضي الله عنهم جميعًا، أولئك الذين مهَّدوا للناس سبُل الفقه، وعبَّدوا طرائقَه للسالكين، وكانوا في الناس كالشمس للدنيا والعافية للبدن، ومع هذا لم ينجُ أحدهم من محنة في سبيل الحق، كانت له منحةً ولا شكّ
عُرض القضاء على أبي حنيفة مرتين، وهو يعلم أن استقلال القاضي حينذاك قد يهدِّد بتدخُّل الولاة ورأي الخلفاء، مع أن القاعدة العامة يومئذ أن منزلة القاضي من السموّ بحيث لا تنال منها رهبةٌ ولا تؤثر فيها رغبةٌ، وكان لأبي حنيفة في الدولة رأيُه فلم يشأ أن يقبل، وألحَّ أبو جعفر وأصرَّ أبو حنيفة، وأقسم الخليفة فأقسم الإمام، وانتقل الأمر إلى التهديد والوعيد، فلم يفعلا شيئًا أمام عزيمةٍ أقوى من الحديد، وضُرب الإمام أكثر من مائة سوط حتى سال الدم على عقبيه وهو ثابتٌ لا يلين، وحُبس حتى مات في محبسه أو أُخرج منه واعتُقل في منزله لا يُفتي، ولا يجتمع الناس عليه، وهو على موقفه الأول، وجاءته أمه تعاتبه وتقول: "يا نعمان، إن علمًا ما أفادك غير الضرب والحبس لحقيقٌ بك أن تنفرَ عنه"، فقال: "يا أماه لو أردت الدنيا ما ضُرِبت، ولكن أردت وجه الله وصيانة العلم".
وسئل مالك عن طلاق المكرَه- وهو يعلم ما يقصد السائل، وأنه يسأل عن يمين البيعة يُكرِه الوالي عليها الأمةَ، فلا تجد مخرجًا إلا اليمين هربًا من العذاب الأليم- فقال: "طلاق المكره لا يقع"، وغضب الوالي لفتوى الإمام، وأحضره، وحاول أن يثنيَه عن عزمه، وأنَّى له، فأمر به فضُرب مائة سوط، وجُذب جذبًا عنيفًا حتى خلعت كتفه، وطيف به في الأسواق وهو يقول مع هذا كله: "طلاق المكره لا يقع".
واتُّهم الشافعى رضي الله عنه في اليمن بانضمامه إلى حزب الطالبيين وشغبه على حكومة الرشيد وإمامته، فأُحضر من صنعاء إلى بغداد بالسيف والنطع، وأُعدم قبله تسعة وكان هو العاشر، ومع هذا لم تهُن عزيمتُه، ولم تلن قناته، ولم يذهب الخوف بلبّه، وأثبت الحق لنفسه حتى فاز بإعجاب الخليفة به، وتقريبه إياه، وسلم العلم والفضل بسلامته.
وحاول المعتصم أن يظفر من الإمام أحمد بن حنبل الشيباني بكلمة تُوافق رأي الخلافة ومذهبها حين ذاك، والإمام حيث هو وقَّاف عند كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- منكِر لكل ما يسمع عداهما لا يتحوَّل ولا يتردَّد، وضُرب حتى غُشي عليه، وسُجن في بيته لا يتصل بأحد، ولا يتصل أحد به، حتى فرَّج الله عنه، فلم يكن خصومه معه إلا على حد قول القائل:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ومن قبل ومن بعد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مضت وتمضي سنة الله العلي الكبير ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)﴾ (محمد).
فاللهم إن كان بلاءً في مرضاتك وفي سبيلك فمرحبًا به وأهلاً، ولك العتبى حتى ترضى، وما لم يكن بك غضبٌ علينا فلا نبالي، وعافيتك بعد ذلك أوسع لنا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأنتم أيها المجاهدون العاملون لدعوات الحق اليوم وغدًا.. هذا نبأٌ من الأمس ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ﴾ (الأنعام: من الآية 90).
(هذا المقال ورد بجريدة (الإخوان المسلمون) اليومية- السنة الأولى- العدد 192- ص 1 بتاريخ 25 محرم 1366هـ= 19 ديسمبر 1946

ابو مصعب المصرى
22-02-2010, 05:14 PM
حول المشروع الصهيوني الأمريكي ضد الإسلام



تسعى القوى الصهيونية المدعومة من أمريكا لتمرير مخططها في العالم، والهادف لطمس الحق الفلسطيني عبر مفاوضات غير مشروطة، وفي الوقت ذاته تسيل دماء العراقيين، ويعانون من فوضى عارمة وممارسات سياسية مجتزأة وموجهة، ولا يختلف الحال في أفغانستان عنه في العراق.. فتَحْت جنح الظلام يدفع الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال وشباب ثمن التحرير الأمريكي الكاذب، وتتوالى حلقات الفوضى الأمريكية الصهيونية؛ لتسري في جسد الأمة في اليمن والصومال ونيجيريا وباكستان.
ولأن دعوة الإخوان المسلمين لا تستهدف الشعائر فقط، بل تمتد في شمولية فكرتها إلى الحياة بكل مفرداتها؛ فكان لا بد لأصحاب المشروع الصهيوأمريكي أن يكون لهم مشروع يستهدف الجماعة على كافة المستويات أمنيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا سعيًا لتشويه الجماعة فكرة وأعضاء وممارسة.

وفي ضوء هذا الحال فإننا ننبه إلى ثلاثة أمور:
أولاً: شمولية منهج الإخوان
1- الإخوان المسلمون "هيئة إسلامية عالمية جامعة"، تنتهج الإسلام بشموله وعمومه بكل أصوله وتفاصيله، لا فرق فيها بين العمل الدعوي والتربوي والخيري والسياسي
2- يؤمن الإخوان أن ما يقدمونه من تضحيات وما يتعرضون له من محن ليس ناتجًا عن مجرد اختلاف سياسي مع الأنظمة المتتالية، وإنما هي طبيعة النضال الدستورى ضد الاستبداد والفساد، الذي يوقن أصحابه بخطورة الفكرة الإسلامية على بقائه، ومن ثمَّ فإن الدعوة في هذه المرحلة ترفع راية الاستمرار في الحركة التي لا تراجع عنها ولا تهور فيها، في عمل مستمر سعيًا للإصلاح الشامل والنهضة العامة، ولهذا الفعل تبعاته من ابتلاءات لا يصبر عليها إلا الصادقو
3- يجب على الإخوان ألا ينشغلوا بما تسعى إليه بعض وسائل الإعلام الموجهة لصرف الإخوان عن خطواتهم المرسومة، وليتذكروا وصية الإمام الشهيد حسن البنا يوم قال للإخوان: "لا تحجبكم الألفاظ عن الحقائق، ولا الأسماء عن الغايات، ولا الأعراض عن الجوهر، وإن للإسلام لسياسة في طيها سعادة الدنيا وصلاح الآخرة وتلك هي سياستنا لا نبغي بها بديلاً فسوسوا بها أنفسكم، واحملوا عليها غيركم تظفروا بالعزة الأخروية، ولتعلمن نبأه بعد حين".
ثانيًا: فلسطين إسلامية
1- قضية فلسطين هي قضية محورية للأمة التي لا تقبل التفريط في أي شبر من أرض العروبة والإسلام في فلسطين من أي طرف فلسطيني أو عربي أو إسلامي.
2- محاولة التفاوض لتحقيق السلام المزعوم إضاعةٌ للوقت، وتضييع للحق الفلسطيني لصالح العدو الغاصب، الذي يفرض شروطه ويمارس الإرهاب الدموي ضد الشعب الفلسطيني بأسره، وتبقى المقاومة ضد العدو الصهيوني دائمًا هي خيارنا جميعًا.
3- حماس حركة مقاومة فلسطينية قامت على منهج الإخوان المسلمين ورؤيتهم الإسلامية، وتقوم على إدارة شئونها باستقلالية تامة، والعلاقة بينها وبين الحركات الإسلامية الوسطية في العالم كله علاقة فكرية وعقائدية، بعيدة عن محاولات التشكيك في هوية الحركة وولاءاتها الفلسطينية الأصيلة.

ثالثًا: الديمقراطية الأمريكية الزائفة
1- بات واضحًا لكل متابع حجم الجُرم الذي فعلته أمريكا بالعراق؛ بعدما صار الحال فوضى أمنية واقتصادية، وتبعه ما أحدثته الانتخابات الأخيرة من فوضى سياسية.
2- على المشاركين في العملية السياسية العراقية أن ينتبهوا إلى محاولة استخدامهم كواجهات لمشروع الاحتلال الأمريكي، الهادف لمزيد من الفوضى في العراق، ومن بعدها المنطقة بأسرها.
3- يجب على المؤسسات والمنظمات الدولية أن تسعى لمراقبة حقيقية للعمليات العسكرية التي تشنها أمريكا وأحلافها على الآمنين في أفغانستان والعراق؛ للوقوف على حقيقة الحالة الإنسانية المريعة التي تُخلفها هذه العمليات.

ابو مصعب المصرى
24-02-2010, 11:00 PM
الإجرام الصهيوني واعتقالات الإخوان


تواترت الأخبار هذه الأيام عن استشهاد المجاهد محمود المبحوح، وما أحاط بحادثة اغتياله، وظهرت حقائق كثيرة عن التآمر في الجريمة، الذي شمل دولاً عدَّة، وجرت بعض المحاولات الإعلامية الصهيونية لصرف الأنظار عن أصل القضية، وحقيقة الصراع بين صاحب الأرض والمحتل الصهيوني الغاصب.
وفي الوقت ذاته أضاف الصهاينة إلى مسلسل جرائمهم جريمةً جديدةً بضمِّ الحرم الإبراهيمي الشريف، ومسجد بلال بن رباح إلى مغتصباتهم التي تشمل الأرض والمقدسات والآثار، وأمام الصمت الغربي والعجز العربي والاستبداد المحلي فإننا نؤكد الآتي:
أولاً: عملية اغتيال المبحوح
1- يجب التركيز على القضية الأصيلة، وهي أن العدو الصهيوني لم يكن ليؤمَن جانبه في يوم من الأيام؛ فتاريخه مع الإرهاب والاعتقالات لكل من يعارض مطامعه من العرب والأجانب تاريخ دموي أسود، فهو أساس الإرهاب في العالم، مع التأكيد أنه ليس بعد اغتصاب الأرض واحتلالها وقتل الشعب ذنب، وبالتالي فإن جريمة اغتيال المبحوح جريمة عصابات منظمة، لا فرق فيها بين من خطط أو نفَّذ، فكل صهيوني مدان حتى يرحل عن الأرض.
2- على الأنظمة العربية والإسلامية أن تراجع مواقفها من علاقاتها مع الكيان الصهيوني، الذي لن تجني من ورائها إلا إضاعة الوقت، وانتهاك السيادة، وتهديد الأمن، وتخريب الاقتصاد.
3- يجب على النظام العالمي المتواطئ مع الصهاينة القتلة أن يكون له وقفة جادة للتحقيق دوليًّا في الحادث، الذي تم الإعلان فيه صراحة عن الجناة وعلاقاتهم الدولية.
4- ضرورة أن تقوم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد البرلمانيين العرب والإسلاميين بدعم موقف دولة الإمارات العربية، وأن تطالب هذه المنظمات بفتح ملف دولي للتحقيق في الحادث.
5- ضرورة تفعيل كل الوسائل الإعلامية لفضح الجريمة وتوثيقها؛ حتى لا ينساها العالم بمرور الزمن، وهو ما يراهن عليه قادة الكيان الصهيوني الغاصب، مع إبراز أن حماس قدمت نموذجًا فريدًا للمقاومة ضد الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين، دون توسيع لدائرة المقاومة باستهداف العدو خارج أرض فلسطين المحتلة.

ثانيًا: ضم الحرم الإبراهيمي للمغتصبات الصهيونية
1- لا فرق بين اغتصاب وسرقة الأثر التاريخي الإسلامي وبين إحراقه أو هدمه، ومن ثمَّ لا بد أن تتعامل المنظمات الدولية مع المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة بما يضمن لها حصانة تحميها من وحشية الاحتلال.
2- يجب على الأنظمة العربية ألا تحول بين شعوبها وبين إعلان الغضب ضد انتهاك مقدساتها وتراثها؛ لأن السطو على التاريخ الإسلامي في فلسطين السليبة جريمة المحتل الصهيوني، وكل من يشاركه فيها بصمته أو عدم مبالاته أو بعلاقاته وتطبيعه معه على أي مستوى من مستويات التطبيع.

ثالثًا: تنامي حملة الاعتقالات والبطش ضد الإخوان المسلمين
1- الاعتقالات والمداهمات والإجراءات القمعية التي يمارسها النظام المصري ضد الإخوان المسلمين تؤكد إصراره على إدارة شئون الوطن بعيدًا عن أي احترام للدستور، الذي يكفل لكل مواطن حريته وحقه في التعبير عن رأيه، وإصراره على تجاوز القانون وعدم احترام الأحكام القضائية، لتدفع الحياة المصرية إلى مزيد من الانغلاق والكبت والتضييق على الحريات؛ الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان الداخلي، متجاوزًا كل الحدود؛ وهو ما يهدد أمن البلاد واستقرارها، وكل احتمالات التنمية فيها.
2- أثبتت هذه الاعتقالات والابتلاءات التي يتعرض لها الإخوان المسلمون أن الجماعة لا تعوقها الإجراءات الاستثنائية، ولا تحدُّ حركتها الاعتقالات، وإنما تزيدها قوة وصلابة، وتُجلي حقيقة معدنها. والإخوان المسلمون يدفعون ضريبة سيرهم على طريق الإصلاح، والخروج بالأمة من حالة الاستبداد السياسي والعجز والتراجع في شتَّى المجالات، ومساندتهم الدائمة لقضية فلسطين وللمقاومة الفلسطينية، وبذلهم مع باقي أبناء الأمة لكسر الحصار الظالم عن أهل غزة، ويحتسبون كل ما يصيبهم عند الله تعالى.

ابو مصعب المصرى
24-02-2010, 11:03 PM
بيان من الإخوان حول اغتيال المبحوح وضم الحرم الإبراهيمي للآثار اليهودى


http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/10/4/Pic48124.jpg

حواجز أمنية صهيونية حول الحرم الإبراهيمي بالخليل

تلقَّى الإخوان المسلمون أخبار ضمِّ الصهاينة للحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية المحتلة إلى الآثار اليهودية المزعومة باستنكارٍ شديدٍ لهذا الإجراء الذي يعدُّ سرقةً واضحةً للتاريخ وتعديًا سافرًا على المقدسات الإسلامية، بل والمسيحية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الإجراء الذي لم تُعلِّق عليه حتى الآن الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية، فضلاً عن أن تتخذ الوسائل اللازمة والكفيلة وبشكلٍ عاجل لوقف هذا التبجح والإجرام الصهيوني؛ للحفاظ على هذه المقدسات من أن تدنسها يد الغدر الصهيونية.
ويطالب الإخوان المسلمون منظمةَ اليونسكو باعتبارها المنظمة الدولية المنوط بها الحفاظ على التراث الإنساني بالتحرك العاجل والفوري؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لحماية حقوق الشعوب في تراثها ومقدساتها، خاصةً في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونؤكد أن الوقت لم يعد يحتمل التأجيل لاتخاذ وقفة جادة مع الكيان الصهيوني بعد تكرار حوادثهم الإجرامية، سواء بقتل المجاهدين في جريمة دولية غير مسبوقة تمثَّلت في اغتيال الشهيد محمود المبحوح وتأجيج النيران بين الفلسطينيين ودول كثيرة في العالم، بمؤامرة دنيئة على هذه الدول وعلى المقاومة الفلسطينية الشريفة، أو السطو على المقدسات في أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام؛ مما يوجب وضع هؤلاء على رأس قائمة الإرهاب، ليس إرهاب الأفراد وحسب، ولكنه إرهاب منظم شاركت فيه قيادة الكيان الصهيوني ومؤسساته.
ويدعو الإخوان المسلمون منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والعالم الغربي- الذي تحرك منذ سنوات وأقام الدنيا من أجل الحفاظ على تماثيل بوذا في أفغانستان باعتبارها تراثًا إنسانيًّا- بوقفةٍ مماثلة مع هذه المقدسات العربية الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يمارسوا نفس الضغوط على الصهاينة لاحترام مقدسات الغير وعدم السطو على تاريخهم، كما اعتادوا على ذلك.
ويستمر الإخوان المسلمون في تأكيدهم أن الصهاينة لا يحترمون عهدًا ولا يلتزمون بميثاق، وهو ما يتطلب موقفًا عربيًّا وإسلاميًّا ضد إجرامهم المدعوم أمريكيًّا ضد حقوق العرب والمسلمين.
كما نطالب الشعوب العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان المعنية والمنظمات الأخرى المهتمة بالحفاظ على التراث العربي والإسلامي بممارسة الضغوط على حكامهم وأنظمتهم من أجل التحرك لوقف هذا العدوان الصهيوني المستمر.
وليرى الجميع ويسمع أهمية التوجيه الإسلامي الثابت للحفاظ على دور العبادة الخاصة بالأديان السماوية؛ انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 9 من ربيع الأول 1431هـ= الموافق 23 من فبراير 2010م

ابو مصعب المصرى
07-03-2010, 01:49 PM
القمع في الداخل والنعومة مع الصهاينة

يتصاعد الإجرام من العدو الصهيوني- في ظل الصمت الرسمي العربي- تجاه الحق الإسلامي والعربي في فلسطين؛ حيث استمر الصهاينة في تدنيس الحرم القدسي، وزاد عنادهم وإصرارهم على ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي المزعوم، وفي الوقت ذاته تتفاعل فضيحة اغتيال الشهيد محمود المبحوح، وتتسع دوائر التواطؤ الدولي، بينما يُعد القادة العرب لقمتهم الجديدة دون أن يبدو في الأفق توجه حقيقي نحو إجراءات فعالية ضد ممارسات الصهاينة، وعربدتهم في فلسطين وفي المنطقة بأسرها للتفاعل مع هذه القضايا؛ بل على العكس يُعلَن عن زيارة شيخ الأزهر للقدس، ثم يتم تكذيب ذلك كأن المقصود هو مجرد الترويج لهذا الأمر، ويتم الإعلان عن سفر المنتخب الأوليمبي المصري لإقامة مباراة مع نظيره الفلسطيني في القدس؛ الأمر الذى يصب في خانة التطبيع مع الصهاينة، وتسعى بعض وسائل الإعلام لصرف النظر عن جرائم الصهاينة، بالتركيز على قضايا أخرى هامشية.

وفي الآونة الأخيرة أيضًا زادت وتصاعدت حدة الممارسات القمعية التي يمارسها النظام في مصر ضد محاولات الإصلاح التي تتحرك من خلال تجمعات القوى السياسية والحركات الفئوية والطلاب.

وأمام هذا الواقع فإننا نؤكد ما يلي:
أولاً: الإخوان المسلمون والحراك المجتمعي العام:
1- إن إجماع ألوان الطيف السياسي للدفاع عن المحبوسين من الإخوان المسلمين- أ. د. محمود عزت وإخوانه- يوم الإثنين 1 مارس الماضي؛ ليؤكد أن مشروع الإخوان المسلمين الإصلاحي لا يمثل تهديدًا إلا للاستبداد والفساد والمفسدين.

2- الإخوان المسلمون يدفعون ضريبة السير على طريق الإصلاح؛ من أجل حرية أبناء الوطن، ولا فرق في دفع هذه الضريبة عندهم بين أي قيادة وبين أي جندي من جنود هذه الدعوة، فالكل أمام هذه المسئولية سواء.

3- إن محاولة صرف الأنظار عن جرائم النظام في حق الإخوان المسلمين، وفي حق الوطن والمواطنين بجعل القضية تبدو وكأنها محصورة في شخص منْ يقع عليه قمع وبطش النظام، ويضفي المشروعية على إجراءات القمع ويجعلها واقعًا لا بد من القبول به؛ الأمر الذى يجتزئ أزمة الوطن كله، ولا يصب إلا في مصلحة أعدائه الصهاينة، ويجب ألا يسعى ولاة الأمر إلى تهميش دور المعارضة، وإظهار الأمر على أنه قضية أشخاص لا قضية وطن وشعب، والإخوان المسلمون جزء من نسيج حركة الإصلاح المصرية، ويشاركون كل أصحاب الأصوات المطالبة بالإصلاح، ويجب على النظام أن يكف عن الإجراءات الاستثنائية التي يمارسها ضدهم منذ سنين طويلة بالمخالفة للدستور والقانون.

4- جميع الطلاب في الجامعات المصرية لهم حق التعبير عن آرائهم، والإعلان عن مواقفهم في قضايا أمتهم، ووقوف النظام بعنف ضد حركة الطلاب بالجامعات، واستخدام البلطجة للعدوان عليهم لن يكون لصالحه، وإنما سيؤدي بالضرورة إلى وجود أجيال جديدة ترى في الاستبداد والفساد والمفسدين كابوسًا يجب إزاحته.
5- إن تنامي المد الشعبي المعارض للواقع المصري أصبح أكبر من أن يصر النظام على تشويهه، وتوزيع الاتهامات على رموزه، واعتصام عمال الشركات والمؤسسات خير دليل على أن الشعب المصري قد بلغ الرشد، وشب عن الطوق، وأصبح لديه الوعي والإرادة، على عكس ما يظن ويريد أهل الفساد والاستبداد، ولم يعد مقبولاً من النظام المصري أن يهرب من مواجهة أخطائه بتشويه صورة معارضيه؛ بل صار فرضًا عليه أن ينزل على إرادة الأمة للإصلاح العام، السياسي والاقتصادي... إلخ.
ثانيًا: بخصوص تصاعد الإجرام الصهيوني:
1- على الدول العربية إعادة النظر في خطوات التطبيع التي تتم مع العدو الصهيوني، وخاصة في ظل تهديداته التي تطال الأمن القومي للدول العربية والإسلامية.

2- ضرورة أن يراعي المثقفون والسياسيون ورجال الأعمال والأكاديميون والرياضيون والمبدعون الحذر الشديد من الوقوع في شَرَك التطبيع مع الصهاينة بأية صورة، حتى لو كانت زيارة القدس بدعوة من السلطة الفلسطينية نفسها.
3- إن الدور المأمول من الجامعة العربية خلال القمة القادمة يتجاوز حدود الدور الدبلوماسي التقليدي؛ خاصةً في ظل وصول تهديدات العدو الصهيوني للشأن العربي الداخلي وللمقدسات الإسلامية، ويجب أن يكون الموقف العربي من الصهاينة واضحًا ضد ممارساتهم وعدوانهم على أرض وشعب ومقدسات فلسطين، وتهديدهم للسلام وأمن المنطقة بأسرها.
4- على الشعوب العربية والإسلامية أن تعلن غضبتها ضد ما يحدث للمقدسات الإسلامية في القدس وأكنافها، مطالبين بحماية دولية للحق التاريخي للمسلمين والمسيحيين في أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام.

ابو مصعب المصرى
07-03-2010, 01:56 PM
قراءة في المشهد العام


تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
1- تنازع الرقابة في مصر:
شهدت الأيام الماضية جدلاً واسعًا حول طبيعة الدور الرقابي للجهاز المركزي للمحاسبات (المراقب المالي للدولة)، وكان ذلك في سياق عرض التقرير المالي لأداء الحكومة، وكان من اللافت أن هذا الجدل حدث بين مجلس الشعب والجهاز المركزي، رغم أنهما يشتركان في الرقابة على الجهاز التنفيذي للدولة.

ومع إثارة مشكلات العلاج على نفقة الدولة، وما يرتبط بها من فساد، تبدو هناك عدة اتجاهات داخل النظام الحاكم بحزبه وحكومته ومؤسساته الأمنية تسعى لتقليل الدور الرقابي للجهاز وتقييده لأدنى حد ممكن، بحيث يقتصر دوره على رصد المعلومات دون تحليلها وإبداء الرأي بشأنها.

وفي ظلِّ اختلال التصرفات المالية للنظام، فإنه من المتوقع أن يتزايد هذا الخلاف في المدى المنظور، وخاصةً مع سعي أعضاء في الحزب الحاكم للبحث عن طرق لتقليل الدور الرقابي للجهاز، وقد يكون ذلك من خلال نقل بعض من جوانب الرقابة المالية في النموذج الفرنسي، خاصةً تلك التي تحمي الحكومة وتضعف دور الأجهزة الرقابية، أسوةً بما حدث في كثيرٍ من القوانين التي يمكن أن توجه نُقلت عن القانون الفرنسي (مع ملاحظة الفرق الكبير بين التطبيق والمتابعة في البلدين).

وبالنظر إلى تقرير الجهاز المركزي يمكن القول بأن ثمة إشارات مهمة ومنها، أن النفقات العامة هي الوجه الآخر للسياسات العامة، ومن ثَمَّ فإنه ليس من الصواب توجيه انتقادات للجهاز بسبب ربطه بين السياسة والتمويل العام؛ حيث إن الفصل أو التمييز في هذين الجانبين يضر بالمصالح العليا للدولة، وذلك للارتباط الشديد بين التصرفات الحكومية وقضايا الفساد المرتبطة بالسلطة، وظهر منها مؤخرًا العلاج على نفقة الدولة والذي لا يخلو من أبعاد سياسية وإدارية في المقام الأول.

غير أن المشكلة الأهم التي نواجهها في هذا الصدد، تكمن في أن مجلس الشعب (لجنة الخطة) هي التي تصدت لتقرير الجهاز المركزي وطعنت في أهليته، رغم أن المجلس ولجانه يمثلون جهة رقابية أخرى، وكان من الضروري أن يتضافر الجهد والرأي للوصول إلى موقف واضح لمحاسبة الحكومة على تصرفاتها.

ويمكن القول بأن الصدام الذي حدث بين الجهتين الرقابيتين في مجلس الشعب منذ ما يقرب من شهر وتداعياته اللاحقة يكشف عن أمرين: الأول (أن شبكات الفساد والمصالح الخاصة سوف تبذل جهدًا عظيمًا لإضعاف الأجهزة الرقابية ودفن تقاريرها. أما الثاني) فهو أن هذه الاختلالات سوف تنعكس على التعامل مع المشكلات الاقتصادية والأزمات السياسية، بحيث لا تتوفر حلول ناجعة للمشكلات اليومية أو المزمنة.

2- أزمات الغاز المتتالية:
خلال الشهور الماضية شهدت البلاد أزمات متتابعة، وتمثلت في النقص الحاد لأنابيب "البوتاجاز" بالنسبة لحاجات المستهلكين، وقد ظهرت هذه الأزمة على مدى فصول السنة، كما انتقلت من منطقة لأخرى خلال تلك الفترات، بما أدَّى إلى زيادة أسعار "الغاز" عن مستوى الأسعار الحقيقية بكثير.

وقد لازم هذه الأزمات المتنقلة، دعاية إعلامية تفيد بأن الأسباب الحقيقية للأزمة ترجع إلى التوسع في تصدير الغاز ودخول فصل الشتاء، وإذا كان من اتفاق مع الجزء الأول وهو تصدير الغاز للعدو الصهيوني، إلا أن الزعم بأن دخول فصل الشتاء كان سببًا أيضًا لا يتفق مع الواقع؛ حيث إن الظروف المناخية الحالية لا يترتب عليها زيادة مفاجئة في الطلب على "الغاز"، وهذا ما يتطلب البحث في مشكلات الإنتاج والتوزيع.

وفيما يبدو أنه تخطيطٌ لتوزيع الأزمة ونشرها على مستوى المحافظات، يتم إثارة هذه الأزمة في محافظات دون غيرها؛ حتى وصلت إلى محافظات القاهرة الكبرى، بعد أن جابت المحافظات الأخرى؛ وذلك خلال فترة تقارب العام.

ويمكن القول؛ أن هذه الأزمات لا تخلو من شبهة احتكار نتجت عن تنامي شبكات الفساد في مقابل تهاوي سلطة الدولة، وهو ما ترتب عليه استلاب لأموال الناس في عمليات مشبوهة تدر الملايين على المحتكرين، وهو ما يعرف بانعكاس أهداف دعم الطاقة الذي يصل إلى غير مستحقيه من التجار وغيرهم.

هذه النوعية من المشكلات الحادة والمزمنة سوف تتفاقم، وخاصةً في ظل رفض مطالب الإصلاح وتهميش الأجهزة الرقابية، وتداخل المصالح بين الدولة ورجال الأعمال.

3- جدل النظام بين المصالح العامة والخاصة:
مرةً أخرى يكشف مشروع المحطة النووية بالضبعة عن وجود خلافات شديدة داخل النظام، ليس فقط حول المشروع ولكن حول المصالح الخاصة، فمنذ فترة ظهر وجود خلاف بين اتجاهين، الأول يرى بملائمة المكان (الضبعة) لإنشاء المحطة النووية، فيما يرى اتجاه آخر إمكانية تحويله إلى مشروعات سياحية، ذلك فضلاً عن أن سياسة عليا تعمد إلى تعطيل دخول مصر إلى عالم استخدام الطاقة النووية، وخاصةً في الأغراض السلمية.

واستمرار الجدل حتى اليوم، قد يعني وجود حالة من تنازع المصالح، بين مَن يرى أولوية مصلحة الدولة وبين من يقاتل لأجل المصلحة الخاصة، ومن ناحية أخرى، رفض مجلس الشعب مقترحات (أحمد عز) التي تتبني السماح بالاتجار في الآثار.

ويمكن اعتبار ذلك ظاهرة صحية، لكن العبرة دائمًا بالنتائج وبالسياق العام، فمن ناحية لا يمكن إنكار أهمية دور المدافعين عن المصالح العامة، ولكن في ذات الوقت لا بد من اتخاذ إجراءات تصحيحية شاملة في كل المجالات، فإن وجود وتبني سياسة شاملة لمكافحة الفساد تعد حاجة ضرورية، كما أن توسيع فرص المشاركة السياسية هي شرط للمحاسبة الصحيحة والتقدم، فهل يمكن أن يكون ذلك بداية صفرية على طريق طويل للإصلاح؟

4- حالة حقوق الإنسان في مصر:
في إطار مراجعة المجلس الدولي لحقوق الإنسان (الأمم المتحدة) لأوضاع حقوق الإنسان في العالم، تمت مراجعة التقرير عن حالة حقوق الإنسان في مصر خلال الفترة الماضية.

وقد رصد تقرير المراجعة الكثير من الملاحظات (173) على الأداء المصري تجاه التزاماتها باحترام حقوق الإنسان، وفي إطار القانون الدولي الإنساني، وهو ما يعد من أعلى الملاحظات التي أبداها "المجلس الدولي"؛ وذلك مقارنة بالعديد من تقارير الدول الأخرى؛ حيث جاءت الملاحظات في معظمها مرتبطة بتداعيات استمرار فرض حالة الطوارئ، والممارسات اللاإنسانية: كالتعذيب، والاعتقال، والحبس، في قضايا النشر والتوسع في الحبس الاحتياطي وغيرها من الموضوعات المماثلة.

وهناك مجموعة أخرى من الملاحظات التي أبداها تقرير المراجعة، لم تأخذ في الاعتبار الخصوصية المصرية في النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية؛ حيث أشار إلى غياب المساواة التامة بين الرجل والمرأة كاستحقاق ضروري لتساوي المرأة مع الرجال، وخاصةً في نطاق الزواج والميراث والطلاق، بالإضافةِ إلى الدعوة إلى الحريات الدينية دون ضوابط، بشكلٍ يؤدي إلى حدوث فوضى في التحول بين العقائد، وإهدار القيم الدينية لدى المجتمع.

ورغم ورود العديد من الملاحظات المهمة على الأداء المصري في مجال احترام حقوق الإنسان، يبدو أن الاستجابة المصرية لتصحيح الاختلالات في التشريعات المصرية سوف تكون في الحد الأدنى؛ حيث إن الاستجابة المصرية لملاحظات "المجلس الدولي" اقتصرت على الإعلان عن مراجعة بعض مواد قانون العقوبات المتعلقة بالتعذيب، ولكنها لم تتحدث عن الموقف من التعديلات الدستورية التي تتيح سن قوانين جديدة تحد من الحريات الأساسية أو تصادرها، وهذا الوضع يلغي كل الآثار الإيجابية المحتملة في اتجاه تحسين واحترام حق الأفراد في التعبير والمشاركة السياسية، وتوفير الضمانات اللازمة لها.

ورغم وجود الكثير من الملاحظات على التقرير المصري، وتزايد النقاش والجدال حولها، إلا أن ذلك كله لم يشر إلى توجه الحكومة لمصادرة الملكيات الخاصة لأسباب سياسية، وإساءة استعمال قانون الحبس الاحتياطي، وتوظيفه لأغراض سياسية، وهي إجراءات تتماثل في شدتها وقسوتها مع الإيذاء البدني والمعنوي، كما هي في ذات الوقت مخالفات صريحة لكل العهود الدولية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- الانتخابات السودانية وبارقة أمل جديد:
رغم التقديرات المتشائمة حول المستقبل السياسي في السودان، إلا أن المؤشرات الأولية على الانتخابات الحالية تشير إلى إمكانية تجاوز الاختناقات السياسية، والنظر في أسباب الاختلاف الحاد بين الأطراف السياسية المتعددة.

وهناك العديد من المؤشرات على التوجهات الإيجابية التي تلازم الانتخابات التي يجرى الإعداد لها هذه الأيام، لعل أهمها هو ما يتمثل في تضاؤل الخلافات حول الإجراءات المتعلقة بها، وذلك باستثناءات قليلة في "جنوب كردفان" ووجود بعض المشكلات في "دارفور"، وبهذا المعنى تشكل الانتخابات حالة سياسية جديدة وتعد أكثر تطورًا عن الانتخابات التي جرت في المرات السابقة.

كما أنه في ذات الوقت يوجد حالة من الجدل السياسي حول القضايا الرئيسية في الدولة، سواء فيما يتعلق بإعادة بناء الدولة الموحدة أو فيما يتعلق بترتيب العلاقات مع المحيط الإقليمي.

ويمكن القول بأن اتساع المشاركة السياسية في الانتخابات التشريعية والرئاسية يشكل حلقةً مهمةً في تفكيك الأزمة السياسية في السودان، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة، وخاصةً ما يتعلق منها بالقبول بنتائج الانتخابات، وتطوير العمل الجماعي للتوافق على العناصر الأساسية لبناء الدولة؛ للتغلب على تحديات الاستفتاء على تقرير المصير، والتغلغل الأجنبي في الشئون الداخلية.

2- بروز المصالحة الفلسطينية لمواجهة الأحداث ومنع انعقاد جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني:
خلال الأيام الماضية عادت المصالحة الفلسطينية إلى واجهة الأحداث السياسية؛ حيث شغلت حيزًا مهمًا في اللقاءات والحوارات السياسية على مستوى المنطقة، وكذلك في اللقاءات بين مسئولي حركة حماس والاتحاد الروسي، وإن كان ما قامت به السلطة الفلسطينية من منع انعقاد جلسة طارئة للمجلس التشريعي؛ لمناقشة موضوع ضم الصهاينة للحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى الآثار الصهيونية يُعد نوعًا من تعويق مساعي المصالحة بين السلطة الفلسطينية من ناحية، وبين حماس وباقي فصائل المقاومة من ناحية أخرى.

ويأتي بروز بعض المحاولات للوصول إلى المصالحة الفلسطينية في سياق ثلاثة توجهات سياسية إقليمية وعالمية تؤثر على الشئون الفلسطينية، وهي:

أ- تزايد التوتر الإقليمي بسبب سعي الكيان الصهيوني؛ لأن يكون طرفًا في الأزمة بين إيران والغرب؛ حيث نشر الصهاينة خلال الأيام الماضية تهديداتهم بالحرب ضد سوريا ولبنان، بشكل زاد التوتر مع دول الجوار بما فيها مصر، ومع تزايد الأزمة بين إيران والغرب فإنه من المتوقع تزايد التوتر الإقليمي.

ب- أن السلطة الفلسطينية باتت تدرك مدى تحول السياسة الأمريكية عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وانتقالها إلى ملفات أخرى تراها أكثر أهميةً (الصين، أفغانستان، اليمن، العراق)؛ ولذلك لم يكن مستغربًا أن يوجه (أبو مازن) انتقادات مباشرة للسياسة الأمريكية ويعتبرها سببًا لتعثر العملية السلمية.

ج- تشير التعليقات المصرية إلى أن السياسة الصهيونية تجاه إفريقيا، أصبحت تشكل تهديدًا سياسيًّا لدور مصر، وأشارت كذلك إلى وجود إمكانية للتغلب على هذا التهديد، وقد يكشف ذلك عن تزايد فرص التوتر بين الطرفين، وبشكل عام فقد دار جدل سياسي حول الورقة المصرية، ومحورية الدور المصري في المصالحة بين الفلسطينيين، ويبدو أن التوافق حول الورقة المصرية سوف يكون قاسمًا مشتركًا بين كل الأطراف الفلسطينية، وخاصةً في ظل تطورات إقليمية ودولية تتطلب التوجه نحو تقوية الأجندة الوطنية الفلسطينية.

3- اغتيال "المبحوح" يكشف الخلل الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية:
كشفت حادثة اغتيال "محمود المبحوح" (القيادي في حركة حماس) عن الشرخ العميق في الحركة الوطنية الفلسطينية؛ إذ إنه رغم وضوح واتساع نطاق التآمر في هذه الحادثة، إلا أن مواقف بعض المسئولين الفلسطينيين تعد بعيدةً تمامًا عن تحمل التزامها، سواء تجاه حماية الفلسطينيين أيًّا كانت انتماءاتهم السياسية أو بالسعي؛ لتقريب المواقف والالتحام لتوحيد تلك المواقف تجاه الآخرين.

ويومًا بعد يوم؛ تتكشف أبعاد هذه الحادثة لتظهر بوادر أزمة سياسية بين دول الاتحاد الأوروبي ومعها إستراليا والكيان الصهيوني، وذلك بعد كشف "الإمارات العربية" لكثير من جوانب جريمة الاغتيال، وفي هذا السياق يمكن القول بأن الخلافات بين الأوربيين والصهاينة لا تتعلق بالجوانب الأخلاقية بقدر ما تتعلق باحترام سيادة الدول، والحفاظ على مصالحها الأمنية والاقتصادية، وهو ما يتقارب بشكل كبير مع دوافع "الإمارات" في الإعلان عن تفاصيل المؤامرة وأبعادها.

ورغم أن هذه الخلافات تكشف عن الكثير من التفاصيل السياسية والجنائية وتورط حكومات في المؤامرة، فإن الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينية ينصرف إلى اتجاهات وقضايا أخرى، وبشكل يكشف عن حدة الأزمة في الحركة الوطنية الفلسطينية.

وخلال هذه الفترة يمكن ملاحظة أن السلطة الفلسطينية تسعى لإثارة الأوروبيين والأمريكيين ضد حركة حماس، وطالبت بدعم السلطة في الضفة الغربية؛ حتى لا يصير الوضع كما هو في قطاع غزة، وهذا ما يتضح في تصريحات (رئيس السلطة) في صحيفة "لوفيجارو" أثناء زيارته لفرنسا؛ حيث أشار في لغة تهديدية إلى أن السلطة لا تزال تسيطر على الضفة، وأن هذه السيطرة معرضة للزوال، يحدث ذلك رغم تراجع الاهتمام الدولي لبدء مفاوضات على المسار الفلسطيني، ومع ذلك فإن السلطة تنخرط في حوارات ومحادثات إقليمية عن عودة المفاوضات وشروطها وكيفيتها.

هذه الجهود تتم في سياق غياب أجندة واضحة على المستويين العربي أو الدولي، وهو ما يثير تساؤلات عن أسباب تنقلات السلطة الفلسطينية بين العواصم الدولية.

ومنذ أيام نشأ ما يشبه حربًا دعائية بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، وفي ثناياها كشفت جوانب من الفساد السياسي بمعناه الواسع داخل السلطة الفلسطينية، ويبدو أن الهدف من نشر هذه الوثائق هو إضعاف موقف السلطة والانصراف عن المفاوضات في الوقت الراهن، غير أن النتائج الأخرى لا تقل أهميةً؛ حيث تدهورت الشرعية السياسية للسلطة لدى قطاع عريض من الرأي العام ولدى الدول المانحة أيضًا.

وتشكل التوجهات الصهيونية نحو مصادرة الأراضي والمساجد (كما حدث مع الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح)، فضلاً عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، تحديًا رئيسيًّا لوجود كيان فلسطيني متماسك، وبهذا المعنى؛ فإن استمرار المساعي والحديث عن الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة يعد عديم الأهمية؛ حيث إن السياسات الصهيونية لن تترك ما يمكن التفاوض عليه، سواء في القدس أو غيرها، وخاصةً في ظل التفاخر بسياسة الاغتيالات من قبل الصهاينة.

ومع اغتيال "المبحوح"، كان من المتوقع أن تتحمل السلطة أو منظمة التحرير مسئوليتها السياسية والإدارية حول هذه الحادثة، لكن ما حدث تنافى وتعارض بشكل تام مع هذه المسئولية؛ حيث سارت السلطة تتحدث عن وجود اختراق أمني لحركة حماس، وأن ما حدث هو نتيجة لتغطيات داخلية، وهذا التناول أقل ما يقال عنه هو أنه مسلك لا يقدر المسئولية ولا يعرف لها معنى، إذ كان من الضروري أن تتم معالجة هذه الحادثة في إطار المشكلة الفلسطينية، وتتحمل منظمة التحرير والسلطة مسئوليتها تجاه العالم.

وبمرور الوقت يتضح عمق التباين بين مكونات الحركة الفلسطينية، وهو أمر يبدو أنه يستعصي على الحوار أو المصالحة، وبات من الأهمية إجراء مراجعة واعية لمسيرة النضال الفلسطيني.

ثالثا: الشأن الخارجي
1- السياسة الخارجية الأمريكية في ضوء خطاب أوباما عن حالة الاتحاد:
باستثناء قضية "الإرهاب" وأفغانستان، انشغل خطاب أوباما عن حالة الاتحاد بالقضايا والأزمات الداخلية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال العام الماضي، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية خلال العام القادم.

فقد انشغل الخطاب بتداعيات الأزمة الاقتصادية على المجتمع الأمريكي ودور الحكومة في النشاط الاقتصادي والخدمات العامة، وهذا ما يعكس مدى التحديات الداخلية التي تواجه الحكومة الأمريكية، ويشير في ذات الوقت إلى استمرار الاهتمام بمعالجة الشئون الداخلية الأخرى.

وفي ظل هذا الوضع فإنه من الأهمية التعرف على اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، ومدى تأثرها بالمشكلات الداخلية، وخاصةً في ظل إهمال تجنب الحديث عن القضية الفلسطينية، وعقد مؤتمري لندن حول اليمن وأفغانستان في إطار إستراتيجية مكافحة "الإرهاب".

ويمكن القول بأنه خلال العام الماضي حدثت تغيرات في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية؛ حيث اهتمت بشكل ملحوظ بوضع إستراتيجيات للتعامل مع الملف الأفغاني وتداعياته الإقليمية، فيما لم تتقدم خطوة في طرح مبادرات جديدة تجاه القضية الفلسطينية، وظلت السياسة الأمريكية تتأرجح حول التحضير لمفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، دون وضوح لسياسة أو إستراتيجية التعامل مع ملفات القضية الفلسطينية.

وتقوم إستراتيجية أمريكا وحلف الأطلسي تجاه أفغانستان على جانبين: الأول) حيث يركز على الاهتمام بتقويض حركة طالبان وتفكيكها، وهذا هو الجانب العسكري الذي يقوم به حلف الأطلسي، ولكنه خلال العامين الماضيين لم يحقق نتائج مرضية، بل إن حلف الأطلسي ومعه "الجيش الأفغاني" تلقوا خسائر فادحة عطلت التقدم في المجال العسكري؛ وذلك ما استدعى إعادة تطوير الإستراتيجية مرة أخرى، والدفع بعشرات الألوف من الجنود الأمريكيين والأوربيين.

أما الجانب الثاني، فهو ما يتعلق بإستراتيجية بناء النظام السياسي للدولة، وتقوم السياسة الأمريكية على أن النظام الأفغاني لا يجب أن يكون علمانيًا فقط، ولكن لا بد وأن يتجاوز التقاليد الاجتماعية الأفغانية، ويتبنى اقتصاد السوق.

ولكنه مع تراجع أو تدهور العمل العسكري، لم يحدث تقدم في المجال السياسي المدني وشهد نشاط الحكومة حالة عدم استقرار، ولعل المشكلات العميقة في الدولة هو ما دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى التفكير على محورين، تفكيك حركة طالبان وتسليم السلطات الأمنية للحكومة في بعض المناطق بنهاية 2010م.

وكان ذلك هو الموضوع الأساسي لمؤتمر لندن حول أفغانستان، وأشير إلى أن السياسة تجاه طالبان تقوم على دمج المقاتلين في أجهزة الدولة، وإجراءات حوارات مصالحة مع القيادة، ولكنه لم يتضح بعد مدى نضج هذه المقترحات وقالبيتها للتنفيذ، وخاصةً في ظل التباين الأيديولوجي الغربي، وفي ظل ضآلة الإنجازات التي حققها التدخل الدولي في أفغانستان خلال السنوات الماضية.

ومع تزايد حدة الأزمة الداخلية في اليمن وتهديدها لوحدة الدولة، بدأت "بريطانيا" والولايات المتحدة في تبني سياسات لاحتواء التداعيات السلبية على الدولة.

وقد اعتبرت كلٌّ من بريطانيا وأمريكا أن ما يهدد وحدة اليمن يتمثل في تزايد نفوذ القاعدة بعد نقل جزء من نشاطها إلى القرن الإفريقي، وتزايد النفوذ الإيراني لدى الشيعة في اليمن، وفي فترة لاحقة أضافت بريطانيا أن اليمن يقع في إطار الدولة الفاشلة، وكان هذا التصنيف هو المدخل لتشكيل إطار دولي للتعامل مع الأزمة السياسية اليمنية.

وفي هذا السياق جاء انعقاد مؤتمر لندن ليشكل بداية التعامل الدولي الجماعي مع الأزمة اليمنية وبمنهج قد يقترب في لحظة ما من منهج التعامل مع الأزمة الأفغانية.

وقد انبثق المؤتمر عن توجهين، وهما؛ النظر للأزمة من الناحية الاقتصادية على نطاق إقليمي، حيث تتحمل دول الخليج غالبية المنح والمساعدات الدولية وتقدر بـ 5.2 مليارات دولار، أما من الناحية السياسية والأمنية، فقد أشار المؤتمر إلى أهمية حل الخلافات مع جنوب البلاد في إطار الحوار السياسي، ويضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة تتبع سياسة للتنسيق والمساعدات الأمنية؛ حتى تظل الحكومة قادرة على مواجهة تهديدات الحوثيين والقاعدة، وبإضافة السياسة الأمريكية تجاه العراق والترتيبات الجارية بشأنها، يمكن القول أن الولايات المتحدة سوف تكون أكثر اهتمامًا بهذه القضايا في المدى المنظور؛ وذلك للاعتبارات التالية:

أ- أن تفاقم المشكلات الداخلية الأمريكية يدفع باتجاه تبني سياسة خارجية انتقائية، وترتيب أولويات القضايا.

ب- أن قضيتي العراق وأفغانستان تشكلان أولوية للسياسة الأمريكية، نظرًا لارتفاع التكاليف والخسائر المباشرة بسبب الاحتلال المباشر.
ج- أن إستراتيجية مكافحة "الإرهاب" واحتوائه، لا تزال القضية الأبرز في السياسة الخارجية، وهي في هذه المرحلة تركز على ملاحقة القاعدة، وإجهاض المشروع النووي الإيراني.

د- أن القضية الفلسطينية أصبحت لا تشكل عامل ضغط على السياسة الأمريكية؛ وذلك بسبب غياب مشروع واضح للتسوية أو الحل، وأيضًا تقارب سياسات الدول العربية تجاه الفلسطينيين مع السياسة الأمريكية.
وبناءً على ذلك، فإن تجنب خطاب حالة الاتحاد للقضية الفلسطينية قد يعني أن السياسة الأمريكية ستميل ناحية القضايا الأكثر حدة، والتي تؤثر على التوجهات العالمية للولايات المتحدة.
2- تزايد توقعات سياسة أمريكية خشنة تجاه إيران:
يبدو أن موقف الدول العربية بات أقرب للموقف الأمريكي تجاه إيران، فخلال هذه الفترة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لحساب قضايا وملفات أخرى، من بينها الأزمة الداخلية في اليمن، والبحث عن دور أكثر فعاليةً في الملف الأفغاني، فضلاً عن الانشغال بتطورات الموقف العراقي.

وعلى صعيدٍ آخر، وبينما تقوم الولايات المتحدة بتعزيز الدفاعات العسكرية في أربع دول خليجية، قام مدير المخابرات الأمريكية (ليون بانيتا) بزيارة لكلٍّ من الكيان الصهيوني ومصر، ويشير هذا التزامن إلى أن السياسة الأمريكية تتحرك نحو اتخاذ إجراءات ضد إيران.
وتشير الأخبار المرتبطة بالزيارة إلى أن موضوع الملف النووي الإيراني كان محور اللقاءات، سواء في الكيان الصهيوني أو مصر، وهو ما يعتبر نوعًا من التمهيد السياسي والفني لبدء إجراءات جديدة تجاه إيران، قد يكون من بينها ممارسة ضغوط سياسية عبر توحيد مواقف مصر ودول الخليج والكيان الصهيوني تجاه ما يسمى " الخطر الإيراني"، ويعد النجاح في هذه المرحلة من الخطوات المهمة لتفعيل السياسة الأمريكية في الضغط على إيران.
وتأتي هذه الأحداث في سياق تجانس مواقف الإدارة الأمريكية تجاه قضايا السياسة الخارجية، وأيضًا في ظل التراجع الحاد لتوجهات الرئيس (أوباما)، وبهذا المعنى فإن هذه السياسة سوف تعود لطبيعتها التقليدية في فترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي؛ حيث تسعي الولايات المتحدة للانفراد بالهيمنة على العالم بأقصى قدر ممكن، وهذا ما يتضح في الوقت الراهن من خلال السياسة الأمريكية المتشددة مع الصين، سواء في مجال سياسة الصين الداخلية أو الخارجية، ولعل أهمها الدعم العسكري لـ"تايوان
وتكشف تلك التطورات في التحليل الأخير، عن زيادة التقارب بين العديد من الدول العربية والولايات المتحدة، والتي تشهد انقلابًا على مواقف أوباما، وهو ما ينهي الجدل حول فكرة التصالح والحوار في القضايا العالمية، وخاصة تلك المتعلقة بالحرب والسلام والتكنولوجيا، وهي قضايا تمثل جوهر الخلاف مع إيران.

3- المساعي الأمريكية لتفعيل تحالف "المعتدلين":
خلال ما يقرب من شهر تتابعت زيارات المسئولين الأمريكيين إلى المنطقة، وقد تشابهت هذه الزيارات من حيث شمولها لدول معينة أو الموضوعات التي تناولتها، كما جمعت بين الشئون السياسية والأمنية، وتثير كثافة هذه الزيارات تساؤلات حول طبيعة التحركات الأمريكية في هذه المرحلة.
فمن الناحية الأمنية، زار المنطقة كلٌّ من مدير المخابرات، وقائد الأركان المشتركة، وقد ركزت لقاءاتهما مع المسئولين في المنطقة وخاصة دول الخليج، ومصر، والأردن، والأراضي الفلسطينية، والكيان الصهيوني، على التعاون العسكري والأمني، وقد ترافقت كلتا الزيارتين مع سعي الولايات المتحدة لتعزيز الدفاعات العسكرية لدى دول الخليج ( باستثناء قطر)، وقد أعلن أن هذا لا يعني التمهيد لشن حرب ضد إيران.
ورغم تناول العديد من القضايا المشتركة في العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، إلا أن المسألة الإيرانية أصبحت تشكل في الوقت الحالي الجانب الأبرز في السياسة الأمريكية، فمن خلال تصريحات المسئولين الأمريكيين خلال الفترة الماضية، يمكن القول أن السياسة الأمريكية تتجه إلى التركيز على التعامل مع إيران وخفض وتقليل أعبائها في قضايا أخرى كالعراق، غير أن التحدي الذي يواجهها يتمثل في تكوين تحالف دولي لمساندتها، كما حدث في الحرب ضد العراق ويحدث حاليًّا في أفغانستان.
ومن خلال المتابعة لتصريحات الخارجية الأمريكية، يتضح أن ما قيل عن العلاقة مع العالم الإسلامي لا يتجاوز الأطر العامة لمبادرة كولن باول (2003م) ومخططات الشرق الأوسط الكبير، وأيضًا فإن ما تناولته "كلينتون" بشأن القضية الفلسطينية هو امتداد لمقترحات الإدارة الأمريكية السابقة، وبهذا المعنى لا تقدم السياسة الأمريكية إضافة جديدة في هذين الجانبين، ولذلك تعد الأهداف هي الأكثر أهمية.
وهنا تبرز أهمية المساندة الإقليمية التي تسعى إليها الولايات المتحدة في المواجهة مع إيران، سواء من الناحية السياسية أو الناحية العسكرية، وفي ظل الأوضاع الحالية، يمكن القول؛ إن السياسة الأمريكية تسعى في هذه المرحلة إلى تعزيز التحالف مع شركائها الإقليميين وهي الخطوة الضرورية لتفعيل العزلة السياسية ضد إيران، وقد يكون تطوير صيغة تحالف "المعتدلين" التي اقترحها "بوش"، صبغة مواتية في هذا الاتجاه، وهذا ما سوف ينعكس على تركيبة العلاقات فيما بين الدول العربية؛ حيث تقل فرص التقارب والتفاهم، ولا تخرج العلاقات المصرية- السورية عن هذا الإطار.
4- أزمات أمريكا مع الصين وروسيا:
في إطار سياسات بلورة النظام العالمي في فترة ما بعد الحرب الباردة (منذ 1989م) يلاحظ بروز حدثين مهمين بالنسبة للسياسات العالمية، الأول وهو ما يتعلق بالتصورات الروسية عن حلف الأطلسي، أما الثاني فيرتبط بالعلاقات الصينية الأمريكية.
وخلال الشهر الماضي وجهت روسيا انتقادات للقيادة العسكرية لحلف الأطلسي واعتبرتها تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الروسي، وطالبت بوقف تنفيذ معاهدات خفض الأسلحة النووية والتقليدية، وهو مؤشر على تزايد الخلافات بين الطرفين، وخاصةً في ظل كثافة تواجد قوات الأطلسي في أفغانستان.
وفيما يتعلق بالأزمة بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذه الأزمة تعد متعددة الأبعاد، إذ تشمل التنافس التجاري والأمني؛ حيث تحقق الصين فائضًا في الميزان التجاري مع أمريكا بحوالي 20 مليار دولار شهريًّا، فضلاً عن تزايد قدرات الصين على المنافسة في كثير من مناطق العالم، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة تهديدًا لسعيها للهيمنة على النظام الاقتصادي العالمي، وتدعيمًا لاستمرار هيمنتها الأمنية على العالم.
ويمكن القول؛ أن ظهور هذه الخلافات في الوقت الحالي قد يدفع باتجاه تكوين محاور دولية تكون فيها الصين وروسيا كتلة سياسية واقتصادية مؤثرة في العلاقات الدولية.
5- حول الأزمات الدينية في غرب إفريقيا:
يشهد بعض دول غرب إفريقيا توترات دينية أدت إلى قتل العديد من الأشخاص، وهذه الظاهرة تتفاقم في دولة مثل نيجيريا غير أنها تبدو ظاهرة حديثة في دولة مثل غينيا، وهذا ما يثير التساؤل حول الدوافع الكامنة وراء الخلافات الدينية في تلك البلدان.
في حالة نيجيريا تبدو الأزمات الدينية بين المسيحيين والمسلمين شديدة الوطأة، ليس فقط منذ الاستقلال، ولكن كانت بذور تلك الخلافات وقت الاحتلال البريطاني؛ حيث عملت سياسات دولة الاحتلال على تطوير المجتمع المسيحي في الجنوب، وخاصة لدى "الإيبو و "اليوروبا" وخاصة في مجال التعليم والتجارة والصناعة في الجنوب وتأهيلهم لإدارة الدولة، وخلال فترة من الزمن أدت هذه السياسة؛ لتوسيع نطاق النفوذ المسيحي في الجنوب بينما تظل الكتلة الأساسية للمسلمين في الشمال، وذلك إلى جانب وجود تداخل واختلاط واسع في العديد من المناطق.
وكان من اللافت في الأحداث الدموية، سواء ضد جماعة "بوكو حرام" يونيو 2009م، أو ضد المسلمين في "جوس" أن بعض جهات السلطة كانت طرفًا مباشرًا ضد المسلمين، وبشكل يثير التساؤل عن طبيعة الامتدادات الدينية داخل أجهزة الدولة وحقيقة التعصب الطائفي لبعض الموظفين العموميين.
وإذا كانت الأزمات الدينية تتفاقم في نيجيريا منذ الاستقلال، فإن الإرهاصات الأولية للخلاف بين المسيحيين والمسلمين جنوب غينيا (مدينة تزير يكورى) يمكن قراءتها في سياق التمدد التنصيري الذي لازم بناء الدولة فترة ما بعد الاستقلال، وما زال يتوسع حتى اليوم، وبالتالي فإنه رغم ما حدث ضد المسلمين في غينيا، إلا أنه يظل مؤشرًا على وجود أزمات دينية عرفتها المجتمعات الإفريقية مع دخول الغزو الأوروبي المتحالف مع الكنيسة منذ القرن السادس عشر.
6- تحسن العلاقات الأمريكية السورية في ظل التقارب بين سوريا وإيران:
على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين خلال العام الماضين، ارتفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وسوريا، وهي خطوة تحمل الكثير من الدلالات في ظل التطورات الإقليمية والعالمية؛ حيث رفعت مستوى التمثيل إلى مستوى السفير، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات بين البلدين.
وخلال الأسابيع الماضية دارت اتصالات بين البلدين حول العديد من القضايا، وكان منها، التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والتسوية السلمية؛ حيث عبرت سوريا عن رغبتها في استثمار العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ لاستئناف محادثات السلام، فضلاً عن البدء بتطبيع العلاقات بين الطرفين.
وإذا كانت هذه التطورات تأتي في ظل مراجعة الولايات المتحدة لجوانب في سياستها الخارجية، إلا أن الأوضاع الإقليمية قد تعطي دلالات أخرى، لعل أهمها يتعلق برؤية الولايات المتحدة للعلاقات بين الدول العربية، ومشاريعها تجاه المنطقة.
وفي سياق هذه التطورات، رأت وسائل الإعلام الأوربية أن تحسن العلاقات السورية- الأمريكية، سوف يؤثر على علاقات سوريا مع إيران، وهذا التناول يعد امتدادًا للسياسة المشتركة بين أوربا وأمريكا لمنع أي تحالفات محتملة بين الدول العربية وإيران، وهي سياسة تقليدية، غير أنها اكتسبت أهميتها في هذه الفترة من تداعيات الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، وتزايد احتمالات اندلاع حرب إقليمية.
وحتى الآن، يعد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مجرد خطوة، خاصة وأن هناك العديد من الخلافات السياسية، والتي تتطلب تغيير في نظرة المؤسسات الأمريكية إلى سوريا، ومنها العقوبات الاقتصادية، وقانون محاسبة سوريا، وغيرهما من القيود الأمريكية.
وإذا كانت الولايات المتحدة تسعى لعزل سوريا عن إيران، فإنها تواجه تحديًّا رئيسيًّا يتمثل في عدم الاستقرار الأمني في العراق، والذي يضعف الموقف الأمريكي تجاه كلٍّ من إيران وسوريا، هذا فضلاً عن ترابط العلاقات بينهما، وهذا التشابك يصعب تفكيكه في المرحلة الحالية، ولذلك يمكن القول؛ أن السياسة الأمريكية تسعى لتقليل مستوى التفاعل والتواصل المتبادل بين إيران وسوريا قدر استطاعتها، وقد ظهر ضعف التأثير الأمريكي في هذا المجال في اللقاء الأخير الذي تم بين أحمدي نجاد والأسد في دمشق، وما أعلنه الرئيس السوري بتهكم واضح على تحذيرات وزيرة الخارجية الأمريكية لسوريا من التقارب مع إيران، وما أعلنه كلٌّ من الرئيس الإيراني والرئيس السوري من إصرار كلٍّ منهما على التقارب، وتوطيد العلاقات بين بلديهما، الأمر الذي يتعارض مع رغبة الإدارة الأمريكية ضد البلدين.
7- الصراع في تركيا إلى أين:
في الآونة الأخيرة وجَّهت محكمة تركية الاتهام لمجموعة من الضباط في الجيش التركي في قضية تآمر للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية في أحدث تطور لحملة زادت من حدة التوتر بين الحكومة والجيش.
وكان قد تم توجيه الاتهام لأكثر من 30 ضابطًا، بينهم جنرالان متقاعدان، فيما يتصل بمخطط مزعوم يرجع لعام 2003م؛ لإسقاط الحكومة برئاسة الطيب أردوغان.
وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن محكمة في إسطنبول وجهت في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي 28/2/2010م الاتهامات للكولونيل حسين أوزجوبان قائد قوات الأمن شبه العسكرية في مدينة كونيا واللفتنانت كولونيل يوسف كيليلي.

وألقى القبض على الضابطين الأسبوع الماضي في إطار تحقيق غير مسبوق استدعى انعقاد قمة طارئة بين القيادات السياسية والعسكرية في البلاد.
وكان الجيش قد أطاح بأربع حكومات في تركيا خلال الخمسين عامًا الماضية، لكن سلطته تضاءلت أمام إصلاحات تهدف لتمكين البلاد من الانضمام للاتحاد الأوروبي.
ورغم سجل تركيا من الانقلابات العسكرية لا يعتقد معظم المحللين أن قادة الجيش سيقدمون على تحدي حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتمتع بأغلبية كبيرة في البرلمان، وتقويض الثقة الوليدة في الديمقراطية.

ابو مصعب المصرى
12-03-2010, 09:30 PM
إحياء السلام المزعوم وشعار الإخوان (**********:void fnSave('إحياء السلام المزعوم وشعار الإخوان'))




كشفت الأيام القليلة الماضية الوجه الحقيقي للمؤسسات الدولية التي تعلن مسئوليتها عن حماية حقوق الإنسان، عندما قامت آلة الحرب الصهيونية بالعدوان على المسجد الأقصى وعلى المصلين فيه، كاستمرار ممارسات الصهاينة الإجرامية ضد المقدسات على أرض فلسطين ومحاولة هدم الأقصى المبارك.
وفي نفس الوقت تقف معظم الأنظمة العربية والإسلامية عاجزةً عن ردع العدوان الصهيوني عن مقدساتنا وإخواننا في فلسطين أرض العروبة والإسلام، بل وتتجاوز هذه النظم حدود الصمت العاجز إلى الفعل السلبي- كما هو الحال في مصر- سواءٌ بالسماح لفلول العدو أن تدنِّس أراضينا بدعوى مولد أبوحصيرة أو بإعادة افتتاح معبد موسى بن ميمون في حضور ممثلي الكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت الذي يقف فيه النظام حجر عثرة أمام كل من يتحرك لنصرة المسجد الأقصى ودعم المقاومة في فلسطين معتقِلاً ومعذِّبًا ومضطهِدًا لكل من يستمر في هذا الدعم.
ولا تقف حدود هذه الأزمة عند الموقف المتراجِع من القضية الفلسطينية، بل تتجاوز ذلك إلى إعلان العداء ورفض الإنصات لكل أصحاب الرأي والفكر ومن يتحركون من أجل الإصلاح الداخلي، وتهديد النشطاء السياسيين والسعي لإقصاء كل من كان مؤثرًا في الساحة السياسية للإصلاح، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون ورموزهم وقياداتهم، الذين يصرُّون- رغم ما يلاقونه- على دعم القضية الفلسطينية والمقاومة وعلى رفع راية الإصلاح حاملة شعارهم "الإسلام هو الحل".
وأمام هذا الواقع فإننا نؤكد ما يأتي:
أولاً: العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى
1- على الشعوب العربية والإسلامية أن تتحمَّل مسئوليتها، وتستمر في غضبتها وحركتها ضد الوجود والإجرام الصهيوني على أرض فلسطين؛ لأن الحق العربي والإسلامي لن يعود ولن يُسترد من أيدي الصهاينة إلا بإرادة هذه الشعوب ورفضها التام لهذا الكيان الغاصب ورفض المطبِّعين معه والمفسدين في بلاد العرب والمسلمين.
2- موقف معظم الدول العربية والإسلامية من اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى موقفٌ برتوكوليٌّ هزيلٌ، ولا يرقى إلى مستوى الجريمة الواقعة على المسجد الأقصى وقدره لدى ملايين المسلمين، وكان الأولى أن يتم تعجيل القمة العربية لتتحوَّل إلى قمة طارئة لتتخذ خطوات فاعلة في هذا الصدد، وعلى رأسها قطع كل العلاقات بأي شكل مع الكيان الصهيوني، وإن كانت هذه النظم تعجز عن اتخاذ مواقف مشرفة من الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى فلا أقلَّ من أن تترك الشعوب لتعبر عن رفضها بدلاً من المشاركة في الجريمة بقمع من يتظاهر لنصرة الأقصى كما نرى الآن في مصر.
3- ما تقوم به الإدارة الأمريكية للوساطة فيما تسميه بإحياء عملية السلام، عبر "ميتشل" أو "بايدن"- بزعم العودة إلى المفاوضات- يمثل نوعًا من الوصاية وإضاعة الوقت وتضييع الفرص على الفلسطينيين في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن الممارسات الصهيونية باستمرار بناء "المستوطنات" الاستعمارية على أرض فلسطين المغتصبة، وتهيئ لها الأجواء المحلية والإقليمية والعالمية لتكمل جريمتها ضد أبناء المنطقة جميعًا.
ثانيًا: الإخوان والشأن المصري العام
1- يمضي الإخوان المسلمون في مسيرتهم للإصلاح السياسي بالمشاركة الشعبية والمشاركة في كل الانتخابات وشعارهم الدائم (الإسلام هو الحل).
2- إن تنامي حملة الاعتقالات ضد الإخوان المسلمين وإصرار نظام الحكم على أن يكون الحوار الداخلي مع كل معارضيه عبر القوانين الاستثنائية والمحاكم العسكرية يُعدُّ سباحةً عكس التيار، وهذه الإجراءات التعسفية إن دلَّت على شيء فإنما تدل على ضعف النظام وعجزه عن المنافسة الشريفة عبر انتخابات حرة نزيهة، وعلى الرغم من كل هذا فإن الإخوان المسلمين مع كل من يطالب بالإصلاح في كافة المجالات، بما يكفل للشعب المصري امتلاك قراره بحرية دون قمع أو تزوير لإرادته أو حتى اجتزاء لها.
3- أكدت الاعتصامات التي قام بها الأسبوع الماضي بعض الشرائح الفئوية لعمال مصر وغيرهم؛ أن روح الممانعة ومقاومة الفساد والاستبداد قد استيقظت في نفوس المصريين، على عكس ما كان يراهن الظالمون والمفسدون عليه، ورغم مساعي النظام لتهميش هذه الروح في الشعب، لذا يجب على النظام أن يتراجع عن موقفه المنحاز للفساد، وأن ينزل على إرادة الأمة بإطلاق الحريات العامة وإلغاء القوانين سيئة السمعة، وإجراء انتخابات حرة نزيهة بشفافية وديمقراطية وتحت رقابة شعبية حقيقية.

فتي الاْسلام
12-03-2010, 10:22 PM
حسبي الله ونعم الوكيل علي الحكومه المصريه لعنها الله في كل كتاب اللهم ثبت الاخوان المسلمين في وجه جيش مصرائيل
إلي فرعون مصرالرابض في قصره ينظر من وراء الشرفات
وإلي جنوده المخلصين علي الثغور المتاخمة للعدو الفلسطيني

قال(ص)من أعان علي دم مؤمن ولو بشطر كلمةلقي الله مكتوب بين عينيه ايس من رحمة الله (رواهابن ماجة ).

هنيئالكم لقيا الله وانتم علي هذاالحال
ومن عاش علي شئ مات عليه

حسين الازهري
13-03-2010, 06:37 PM
جزاك الله خيرا اخانا الكريم

ناصرالحق
14-03-2010, 12:54 PM
تصحيح الخطاء الذى وقع فيه مبارك حامي إسرائيل فجماعة اخوان المسلمين تمثل الخطر الحقيقي على كرسي الكرش لمبارك وزمرته والأمن القومي الإسرائيلي

أسل الله أن يخلصنا منه عاجلاً غير آجل كما خلصنا من طنطاوى آمين آمين آمين

ابو مصعب المصرى
19-03-2010, 11:14 PM
حول تهويد الأقصى واعتقالات الإخوان


دخل تهويد مدينة القدس الشريف- وفي القلب منها المسجد الأقصى- مرحلةً خطيرةً، بعد قيام الصهاينة بافتتاح "كنيس الخراب" الذي يعدُّ طبقًا لخرافاتهم مقدمةً لهدم المسجد الأقصى الشريف.
وقد شهدت المدينة العديد من التجاوزات في محيط المسجد الأقصى والأماكن القريبة منه؛ نتيجة الهبَّة الشعبية لأهل الضفة الغربية، إلا أنه وفي نفس الوقت الذي تنتفض فيه الشعوب من أجل الدفاع عن مقدساتهم فإن الأنظمة العربية- وبما فيها السلطة الفلسطينية- تقف بالمرصاد؛ لا لتهويد القدس، وإنما لكل الفعاليات التي تقوم بها الشعوب.
ففي الضفة تقوم السلطة الفلسطينية بمنع المظاهرات الرافضة للتهويد، بل تتخذ كلَّ الإجراءات الكفيلة بمنع أية انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وفي مصر المشهد ليس بعيدًا؛ حيث الاعتقالات المتواصلة للإخوان المسلمين، الذين خرجوا يوم الجمعة الماضي 12/3/2010م من أجل نجدة القدس وحماية المسجد الأقصى الشريف.
وفي ظلِّ ما يجري ويتسارع الآن على الساحة فإننا نؤكد الآتي:
أولاً: محاولة الصهاينة تهويد القدس الشريف
1- الإخوان المسلمون ماضون في طريقهم الرافض للمخططات الصهيونية الرامية للاستيلاء على القدس الشريف؛ لأن الأقصى هو قضيتنا الأساسية وقضية الأمة بأسرها، ولن نتخاذل عنها، مهما كانت الضغوط، ومهما كلفنا ذلك.
2- على الأنظمة العربية والإسلامية أن تخرج من صمتها المخزي تجاه الممارسات الصهيونية، وتعلن رفضها لمجرد المساس بالمسجد الأقصى الشريف، من خلال وقف التطبيع مع الدول التي وقََّّعت اتفاقيات مرفوضة مع الكيان الصهيوني، وطرد سفراء الصهاينة، وسحب سفرائنا، ووقف كافة أشكال التطبيع معهم، وأن تترك الأنظمة شعوبها؛ للتعبير عن غضبتها الرافضة للتهويد وهدم المسجد الأقصى.
3- أن يقوم الإعلام العربي بدوره المنوط به، معتبرًا أن القضية الفلسطينية قضيةٌ محوريةٌ بالنسبة له، بفضح تجاوزات الكيان الصهيوني، وفضح الصمت الغربي المخزي، سواء المؤسسات الدولية المعنية أو الدول الأوروبية التي تتشدق بالدفاع عن الإنسانية، كما يجب على الإعلام- وخاصةً المستقل- أن يكشف تخاذل الأنظمة العربية، وأن يكون صوتًا مسموعًا لما يحدث للمسجد الأقصى.
4- يجب على الشعوب العربية والإسلامية أن يكون لها وقفةٌ جادةٌ ومؤثرة، سواء للضغط على الأنظمة من أجل دعم القضية الفلسطينية، وكذلك رفض أهداف الأنظمة في كبح صوت الشعوب الرافضة لهذه المخططات المدعومة أمريكيًّا والمرضيّ عنها أوروبيًّا والمسكوت عنها عربيًّا وإسلاميًّا.
5- على جامعة الدول العربية أن تسحب بشكلٍ عاجلٍ مبادرتها المطروحة منذ عام 2002م، وكذلك موافقتها على أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني.
6- يجب على الفصائل الفلسطينية أن تنبذ خلافاتها وتتخذ من قضية الأقصى أمرًا يوجب توحيد جهودها.

ثانيًا: الإخوان المسلمون وفعاليات الإصلاح على الساحة المصرية
1- مما لا شك فيه أن الحراك السياسي والشعبي الفعال من أجل الإصلاح لن يتحقق إلا بتضافر كافة القوى السياسية والشعبية وتوحدها حول حزمة مطالب رئيسية لا يختلف عليها أحد، وفي مقدمتها الحرية للجميع وإنهاء حالة الطوارئ والإشراف القضائي التام على الانتخابات لضمان عدم التزوير وحرية إقامة الأحزاب وإصدار الصحف.
2- يؤكد الإخوان المسلمون أنهم ضد ما يُسمَّى بالصفقات الانتخابية، ونرى أن الحزب الحاكم لا يريد أي انتعاشة في الحياة السياسية داخل مصر؛ لأن هذا معناه فضح الفساد المنتشر في كافة قطاعات الدولة، وأن الإخوان يحتكمون في الأساس إلى رأي الشعب المصري واختياره، والذي يجب أن نترك له الحرية الكاملة لاختيار رؤسائه وممثليه في المجالس النيابية والمحلية.
3- النظام القائم يسعى لتفتيت أي توحد للمعارضة المصرية، عن طريق تشويه صورتها، والتشكيك في نزاهتها، وإشعال نار الفتن بينها، وهو ما يفرض على كل القوى الوطنية أن تحذِّر منها، وأن تنتبه إلى خطورة مثل هذا التفتيت والتشويه على خطوات الإصلاح.
4- استمرار حملات الاعتقال في صفوف الإخوان، وتحدِّي النظام وأمنه قرارات النيابة العامة وأحكام القضاء التي تقضي بالإفراج عن المعتقلين؛ يؤكد أن مصر تعيش أزمةً حقيقيةً في ملف الحريات وحقوق الإنسان، وأنه يجب على النظام الحاكم أن يتراجع عن عناده في علاقته بالمعارضة الحية في مصر، خاصةً في هذا الوقت العصيب الذي تمرُّ به أمتنا العربية والإسلامية، ونُحذِّر من نتائج تجاوزات ضباط الأمن في العدوان والإساءة إلى الأبناء والزوجات وتعذيب بعض المعتقلين، كما حدث في الفيوم والحوامدية بمحافظة الجيزة.

ابو مصعب المصرى
25-03-2010, 12:49 PM
بين فلسطين والأزهر.. الدور المطلوب




أولاً: الوضع الفلسطيني:
في نبرة تحدٍّ واضحة لكل العالم ولحقوق الفلسطينيين، صرَّح الصهيوني نتنياهو أن القدس ليست "مستوطنةً" ولكنها عاصمةٌ للصهاينة في مؤتمر إيباك الصهيوني، وفي الوقت نفسه تحاول الإدارة الأمريكية إضاعة الوقت وتضليل الرأي العام في كل الأمور، فلولا تواطؤ الأمريكان وسير السلطة الفلسطينية في ركابهم ما حدث ما سبق أن حذَّرنا منه مرارًا؛ لأن الصهاينة لا يعرفون إلا الغدر والخيانة.. ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ (البقرة: من الآية 100) ولا يردعهم إلا القوة.
وبدلاً من مواجهة هذا الصلف الصهيوني تستمر السلطة الفلسطينية في ممارساتها القمعية وانتهاكاتها بحق المقاومة وأنصارها في الضفة الغربية المحتلة؛ حيث قامت باختطاف العديد من أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في محافظات الخليل ونابلس وطولكرم وجنين.

كلُّ ذلك والشعب الفلسطيني الأبي يحاول مواجهة الترسانة الصهيونية بصدور أبنائه البواسل، وقدَّم الشهداء في بداية انتفاضته الثالثة من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصةً المسجد الأقصى.
ولذلك فإن الإخوان المسلمين يؤكدون:
1- أن العلماء والكُتَّاب والمثقفين عليهم مهمة عظيمة في توعية الأمة وتعريفها بطبيعة الصراع مع الصهاينة، ورفض الفكرة التي يروِّج لها البعض أن فلسطين مسئولية الفلسطينيين فقط، ولكنها مسئوليتنا جميعًا، وأن فلسطين تمثِّل خطَّ الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري، وأن الحق لا بد أن ينتصر مهما علا الباطل، إذا تمسكنا بقضيتنا ودافعنا عنها ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).

2- أن الأنظمة العربية يجب أن تتحرك لنصرة القدس ومقدَّساتنا، وأن تعطي الحرية لشعوبها للتعبير عن غضبتها، ولا شك أن منظمات المجتمع المدني عليها دور كبير في استنكار كل أشكال الاغتصاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني في حق الأمة كلها والوقوف ضدها.
3- أن الجامعة العربية- بكلِّ مؤسساتها ومنظمة المؤتمر الإسلامي- يجب أن تتحرك لإيقاف هذا العنت الصهيوني، والعمل على سرعة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الصهاينة، ومع كلِّ من يساندهم، وألا يفرطوا في مقدسات الأمة.

4- أن المجتمع الدولي عليه مسئولية كبيرة للتدخل الفوري لإنقاذ المسجد الأقصى من عدوان الصهاينة، والوقوف ضد محاولة تهويد مدينة القدس، ويجب ألا تكيل المنظمات الدولية ومجلس الأمن بمكيالين؛ لأن ذلك سوف يؤثر- لا محالة- في الأمن والسلم الدوليين.

ثانيًا: الأزهر الشريف والأمل في إنقاذ الأمة:
الإخوان المسلمون يتمنون لفضيلة الإمام الأكبر الجديد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن يوفِّقه الله في المنصب الذي له في نفوس المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي مكانةٌ وقيمةٌ مستمدةٌ من دوره التاريخي في نشر الدعوة الإسلامية والفكر الوسطي المعتدل، كجامع وجامعة في محيطه العربي والإسلامي والإفريقي، والذي كان جزءًا أصيلاً وفاعلاً في دور مصر وقوتها في دول العالم.

ونؤكد أن المنصب له مهابة وقدسية، وكان المرجع في أوقات الشدة والأزمات لكل طوائف الشعب المصري، وكانت له وقفاتُ نضال مجيدةٌ ضد كل أشكال الظلم والعدوان والاحتلال، ونأمل أن يستمر هذا الدور ويزداد للدفاع عن قضايا المسلمين ومقدساتهم، وخاصةً المسجد الأقصى.
ونلفت إلى أن هناك تحدياتٍ ومهامَّ صعبةً أمام فضيلة شيخ الأزهر الجديد؛ لجعله قبلةً حقيقيةً لطلاب العلم والثقافة الإسلامية الوسطية من أنحاء العالم كافةً، مثلما كان دائمًا من خلال مدينة البعوث الإسلامية التي كانت منارة علم لطلاب تبوَّءوا مناصب مهمة في دولهم، وظلُّوا على ولائهم لمصر وأزهرها يفاخرون بانتمائهم له، وكانوا خير رسل وسفراء في بلادهم.
ونأمل من الشيخ الجديد أن يدفع الأزهر إلى الأمام، ولا يتيح الفرصة لأي حزب أو هيئة بالتدخل في شئون مؤسسة الأزهر؛ حتى يبتعد الأزهر وشيخه عن الشبهات.

ابو مصعب المصرى
01-04-2010, 12:30 PM
الحراك الداخلي واستمرار أزمة القدس



شهدت الأيام الماضية العديد من الأحداث المتلاحقة، داخليًّا وخارجيًّا، بعضها متعلقٌ بوضع معظم الحكام العرب المتخاذل، والذي كانت ذروة ضعفه وتراجعه ما حدث في القمة العربية وعدم خروجها بنتائج عملية ملموسة تنتشل العرب من أزماتهم الراهنة، والبعض الآخر متعلقٌ باستمرار الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف، بل والأراضي الفلسطينية بلا استثناء، وهي الانتهاكات التي ما زالت أيضًا تقابل بردِّ فعل هزيل، لا يتناسب والحدث من قِبَل الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، والتي لم تكتفِ بموقف المتفرج على محاولات هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين، وإنما تقوم هي الأخرى بانتهاكات ضد مواطنيها الذين خرجوا يعبِّرون عن غضبتهم ومناصرتهم للمسجد الأقصى الشريف، وخاصةً في مصر التي لا يخلو يومٌ فيها إلا ويقوم النظام الحاكم باعتقال العشرات حتى وصل عدد المعتقلين إلى 368 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها، أفرج عن معظمهم قضاءً فتمَّ اعتقالهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى الاعتداء على زوجات وأبناء وأطفال المعتقلين.
وعلى صعيد آخر في الشأن الداخلي، شهدت الساحة السياسية المصرية حراكًا واضحًا، كان منه اللقاء الذي قام به وفد من الإخوان المسلمين بزيارة حزب "التجمع"، ثم لقاء موسَّع للصالون السياسي لكتلة الإخوان البرلمانية، شارك فيه ممثلو القوى السياسية بكل أطيافها؛ لبحث سبل دعم مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية، الذي قدمته المعارضة المصرية لمجلس الشعب مؤخرًا.

وفي ظلِّ هذه الأحداث فإننا نؤكد الآتي:

أولاً: الأوضاع الداخلية
- يؤكد الإخوان المسلمون أن الإصلاح السياسي هو بوابة التغيير في مصر، كما أنه مقدمةٌ أساسيةٌ لدعم القضايا العربية والإسلامية، ويجب علي النظام الحاكم أن يعمل على تهيئة المناخ لإحداث إصلاح سياسي حقيقي بعيدًا عن التدخلات الأمنية وإجراء الانتخابات، في جوٍّ من الحرية والنزاهة، وإتاحة حياة كريمة للشعب المصري، ومحاربة الفساد والاستبداد، وتقديم الكفاءة على المحسوبية.
1- الالتقاء مع كل القوى السياسية والحركات الفاعلة في المجتمع، بل والمستقلين والنخب، على المتفق عليه من المطالب الأساسية؛ في إتاحة الحريات العامة، وإلغاء القوانين الاستثنائية، وفي القلب منها قانون الطوارئ، وإحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية، والإشراف القضائي على الانتخابات والتداول السلمي السلطة، وتكوين الأحزاب بمجرد الإخطار، وإلغاء لجنة شئون الأحزاب المانعة لتكوين الأحزاب.

2- استمرار حملات الاعتقال في صفوف الجماعة يبرهن أن النظام الحاكم لا يريد إصلاحًا حقيقيًّا وأنه يستغلُّ هيئات الدولة ومؤسساتها في حربه ضد خصومه، وأن استمرار تحديه لقرارات النيابة العامة وأحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين يقوِّض مؤسسية الدولة ويرسِّخ سيطرة حزب واحد أدت سياساته إلى كبت الحريات وسجن الأبرياء وزيادة الفقر والفساد وانهيار في البنية التحتية ومقومات الدولة في مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

3- يحذر الإخوان المسلمون من المساس بنساء وأطفال وأبناء المعتقلين أو الأخوات الفضليات وانتهاك حرمات الناس؛ لأن ذلك يعدُّ تجاوزًا خطيرًا، وعلى الجهات المعنية أن تلتزم بالقانون وتعيد النظر في تعاملها مع أفراد الجماعة وقيادتها.
4- يجدر بجمعيات حقوق الإنسان والجهات المعنية بالحريات أن تفضح المهازل التي تحدث في جامعات مصر، واعتماد أسلوب البلطجية، الذين تعينهم الكليات لمواجهة الطلاب وكلغة حوار بين الإدارات الجامعية والأمنية، وبين الطلاب الذين خرجوا لمناصرة قضية المسجد الأقصى.

5- موقف الإخوان واضح من انتخابات الرئاسة القادمة، وأن الجماعة ستدرس كل البرامج المطروحة، وتستمع إلى كل وجهات النظر في حينها، وأنها سوف تعلن موقفها في الوقت المناسب وبعد الدراسة المتأنية، مرتبطين بالقيم والأخلاق وليس بالأشخاص.

ثانيًا: استمرار الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف
1- يؤكد الإخوان المسلمون أن المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف- بل وكل أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام- سيظلان محور القضايا العربية والاسلامية، والتي يجب أن تتضافر الجهود من أجل الدفاع عنهم بكل غالٍ ونفيسٍ والتصدِّي للمخططات الصهيونية، ونجدِّد دعوتنا للشعب المصري بكل فئاته وطوائفه؛ بالاستمرار في فعاليات مناصرة القضية الفلسطينية، كما نطالب منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية بأن تقوم بدورها في الدفاع عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى.

2- يجب على الدول العربية والإسلامية أن تُعيد صياغة علاقاتها مع الولايات المتحدة وعلاقاتها بالكيان الصهيوني؛ بما يخدم مصالح أمتنا، خاصةً أننا نمتلك الكثير من أدوات الضغط التي يمكن أن تقوم بدور فعَّال في التأثير في القرار الأمريكي تجاه القضايا العربية.

3- على القادة العرب تحمُّل المسئولية تجاه شعوبهم التي خذلوها بنتائج قمتهم الهزيلة في مدينة سرت، وأن يكون الاجتماع الاستثانئي الذي أعلنوا عنه في شهر سبتمر القادم مقدمةً حقيقيةً لتفعيل آليات الجامعة وعودة الروح للعمل العربي المشترك.
4- على القادة العرب أن ينفِّذوا قراراتهم في قمة الدوحة الخاصة بإعادة إعمار عزة وفك الحصار عن أكثر من المليون ونصف المليون فلسطيني هناك، ويكفي ما لاقاه أهل غزة من تسويف.
5- يوجه الإخوان المسلمون التحية للسلطات البريطانية التي قامت بطرد عميل الموساد، والذي كان يتخذ من منصبه الدبلوماسي ستارًا في اغتيال الشهيد محمود المبحوح، كما نوجِّه التحية للسلطات الفرنسية التي أعلنت أنها سوف تشرع في اتخاذ خطوات مماثلة

ابو مصعب المصرى
08-04-2010, 01:30 PM
الإصلاح السياسي والحراك الشعبي ما زالت الأحداث تتلاحق على الصعيدين الداخلي والخارجي لتسير في خطين متوازيين، الأول متعلق بالإصلاح السياسي داخليًّا، واستمرار الحراك الشعبي لرفض ممارسات النظام الظالمة، واتفاق كل القوى السياسية والشعبية على رفض استمرار حالة الطوارئ، وملاحقة واعتقال دعاة الإصلاح، أما المسار الثاني فهو ما تشهده فلسطين والعراق، إضافةً إلى الانتخابات السودانية التي ستجرى في الأسبوع المقبل. والإخوان المسلمون وهم يعيشون هذه الأحداث ويتفاعلون معها يؤكدون ما يلي: أولاً: الشأن الداخلي: 1- ندعو النظام لضرورة احترام الدستور والقانون بوقف الاعتقالات والمداهمات والتجاوزات التي طالت أدنى حقوق الإنسان، وتنفيذ أحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين الذين كلُّ تهمهم المعلنة مساندتهم للقضية الفلسطينية، ووقوفهم ضد الصهاينة لحماية المسجد الأقصى، وهذه ليست تهمًا، بل هي شرفٌ لكل مسلم غيور على دينه، فضلاً عن دعوتهم لإصلاح وانتشال مصر من كبوتها الراهنة؛ ولذلك نؤكد أن ما يردده البعض من حينٍ لآخر بأن هناك صفقة بين الجماعة والنظام ما هو إلا افتراء من نسج خيال مردديه، وليس له أساسٌ من الصحة، بل هو محاولة لتشويه تاريخ الجماعة الناصع، وقد أكدت الأيام والأحداث كذب مثل هذه الادعاءات مرارًا وتكرارًا. 2- الوقوف مع باقي القوى الوطنية ضد حالة الطوارئ التي استمرت لما يقرب من ثلاثين عامًا، وأصابت مصر بالتخلف والضعف، وشلَّت حركة الإصلاح فيها؛ ما جعلها في مرتبةٍ متأخرة بين دول العالم، رغم أنها جديرة بالريادة في العديد من مجالات النهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد الإخوان المسلمون تعاونهم الكامل مع كل القوى والحركات الوطنية الرافضة لاستمرار هذه الحالة، وضد غلاء الأسعار التي تشهده مصر الآن الذى يعدُّ نتيجةً طبيعيةً لحالة الفساد الذي انتشر كالسرطان في كل القطاعات، وأن هذا الفساد هو نتاجٌ لاستمرار حالة الطوارئ التي نعيشها. 3- فيما يتعلق بزيارات وفود من الجماعة إلى الأحزاب السياسية والتفاعل مع باقي مكونات الحركة الوطنية، فهذه ليست بدعةً سياسية؛ وإنما هي استمرارٌ لتواصل فعَّال، بدأ مع الأستاذ البنا نفسه، ثم تجدد في تسعينيات القرن الماضي بين الإخوان والأحزاب والقوى السياسية من خلال لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية، والنقابات المهنية المختلفة، والهدف الأساسي من هذه الحركة توحيد الجهود بين القوى السياسية والحزبية والشعبية في القضايا المرتبطة بالإصلاح والحريات العامة، والتي يتفق عليها الجميع. 4- يدين الإخوان المسلمون كل التجاوزات الأمنية التي شهدتها مصر يوم الثلاثاء الموافق السادس من أبريل 2010م؛ لكبت حريات المطالبين بالحرية وتعديل الدستور من الطلاب وغيرهم، ومحاصرتهم، واعتقال العشرات منهم في الميادين والشوارع والجامعات في العديد من محافظات مصر، ويطالبون الأجهزة المعنية بسرعة إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين وغيرهم، ورفع يد الأمن عن الحركات الشعبية التي تنادي بالإصلاح، والتي تتخذ المنهج السلمي أسلوبًا لها في كل حركتها وفعالياتها. ثانيًا: في الشأن الخارجي: 1- يرفض الإخوان المسلمون موقف الأنظمة العربية الحاكمة الضعيف والمتراجع أمام التجاوزات والتهديدات الصهيونية المستمرة ضد أهل القدس والضفة الغربية وضد أهل غزة المحاصرين، وتهديدهم من آنٍ لآخر بشنِّ حرب عليهم، ويطالب الإخوان الشعوب العربية أن تواصل دعمها لإخوانهم في فلسطين، وأن تستمر بكل قوةٍ في تقديم العون لهم بكل السبل الممكنة، والضغط على حكوماتهم من أجل اتخاذ مواقف تحترم تاريخ أمتنا ومكانتها، وتتصدى لعربدة الصهاينة في المنطقة. 2- يدعو الإخوان المسلمون الأحزاب والقوى السياسية السودانية إلى التعاون المثمر؛ لتوفير مناخ صحي أثناء الانتخابات المرتقبة، والعمل على سد ذرائع الفتنة، والتصدي للمخططات التي تُحاك لتقسيم السودان، وأن يضع الجميع مصالح بلادهم نصب أعينهم.. ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 2). 3- يؤكد الإخوان رفضهم للتفجيرات الدامية التي يشهدها العراق الشقيق يوميًّا، وخاصة تلك التي كانت في محيط القنصلية المصرية ببغداد، والتي تتزامن مع ذكرى سقوط بغداد في يد قوات الاحتلال الأمريكي في التاسع من أبريل عام 2003، ونشير إلى أن هذا الانفلات الأمني يرجع في الأساس إلى التخريب الذي قام به المحتل الأمريكي الغاصب في البنية الديموجرافية والعقائدية في هذا البلد الشقيق. 4- نهيب بالسيد رئيس الجمهورية في الجزائر البلد الإسلامي العريق أن يراجع ما تردَّد عن صدور قرار من وزير الداخلية الجزائري يقضي بنزع خمار النساء وحلق لِحَى الرجال حين استخراج جوازات السفر؛ الأمر الذي يشوبه المخالفة الشرعية.

ابو مصعب المصرى
15-04-2010, 04:50 PM
تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
1- تنامي الحراك السياسي
2- عقبات أمام الحراك السياسي
3- تحديات الهوية المصرية
4- التقارير الدولية: مصر بين الجمود والحراك
5- مخاطر السياسة المالية
ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- دلالات مؤتمر المانحين لدارفور
2- انقطاع أنفاس السلام
3- التحديات المزمنة للقمة العربية
4- دلالة تصريح نتنياهو بالاستيطان في القدس
5- الإبعاد من الضفة الغربية: سياسية عنصرية جديدة
6- الصراعات حول الانتخابات السودانية
ثالثًا: الشأن الدولي
1- حقيقة الخلاف الأمريكي- الصهيوني
2- التعامل الدولي لحل القضية الفلسطينية
3- السياسة الدولية تجاه الملف النووي الإيراني
4- تناقضات قمة الأمن النووي
أولاً: الشأن الداخلي
1- تنامي الحراك السياسي
في الوقت الحالي، تتعدَّد مشاهد الحراك السياسي في مصر، وهو ما يعد ظاهرةً إيجابيةً في مسيرة العمل الوطني، ويجري هذا الحراك على مستويين، النخبة الفكرية والحركات السياسية، والحركات المطلبية، وهي ظاهرة بدأت منذ خمس سنوات وما زالت تشهد تطورات مهمة في الوقت الراهن.
فمنذ فترة بدأت النخبة الفكرية في طرح تصورات جادَّة عن الإصلاح السياسي، وقد تنوعت هذه التصورات ما بين المطالبة بصياغة دستور جديد أو إجراء تعديلات على الدستور الحالي، وما بين العمل على تطوير شبكة من العلاقات السياسية تستوعب كلَّ الأطراف السياسية والاجتماعية، وبهذا الشكل تطرح تصوُّرات الإصلاح إطارًا واسع الأفق يكاد يستوعب مطالب مختلف التيارات الفكرية والاجتماعية.
وثمة تطور آخر لا يقل أهمية عن التطور السابق، وهو ما يتمثل في قدرة عدد من الأحزاب على ضعفها على الانخراط الجماعي في نقاش حول المستقبل السياسي للبلاد، ويعد مؤتمر بعض أحزاب المعارضة والذي انعقد الشهر الماضي مختلفًا عن أشكال التعاون والحوار السابقة، فهو يشير إلى وجود قدرة أكبر من ذي قبل على إدارة الاختلافات، ومن الأهمية هنا توافر الرغبة في صياغة رؤى ومواقف مشتركة بشأن الإصلاح السياسي والعمل المشترك مع كل الأطراف السياسية للبلاد.
ورغم أن هذا الحراك قطع شوطًا مهمًا، إلا أنه ما زالت ثمة عقبات قد تقضي على آمال تحقق الديمقراطية والعدالة والمساواة.
ويكمن البعد الأول من عقبات الحراك السياسي في إمكانية التوافق حول معالم الرؤية الوطنية للإصلاح؛ بحيث تعبِّر عن تطلعات وآمال المصريين في الحرِّية والعدالة، وهذا ما يقتضي العمل على صياغة رؤية وطنية للتقدم والنهضة، تقوم بالأساس على اجتهادات كل القوى السياسية ومؤسسات الدولة؛ لتشكل اتجاهًا عامًا وجماعيًّا يستوعب كل الاجتهادات التي تلبي حاجات المجتمع.
وتشير الخبرات السابقة إلى أن مقومات صياغة هذه الرؤية ارتبطت بدرجة من عدم القبول المتبادل ورفض حق الآخر في المشاركة السياسية، غير أن المرحلة الحلية تشهد تطورات مهمة تدفع باتجاه تبلور كيان الجماعة الوطنية التي تتسع لكل الأفكار والاتجاهات السياسية.
ولا تقتصر عقبات الحراك السياسي على العلاقة (إيجابيًّا وسلبيًّا) بين التيارات والكيانات الفكرية والسياسية، ولكنها ترتبط أيضًا بتماسكها الداخلي وتضامنها حول أولوية الإصلاح وضرورته في الوقت الراهن؛ حيث يشكل الالتحام الداخلي واحدًا من العناصر اللازمة لحدوث التحول الديمقراطي الهادئ، والبعيد عن الصراعات والانقسامات الداخلية.
وقد تزايدت تطلعات الشعب نحو المزيد من الحرِّيات والحقوق السياسية ووقف الفساد، إلا أن الاستجابة الحكومية لا تزال محدودة، وهو ما قد يدفع البعض للتجاوب مع الأجندات الخارجية أو الاستمرار في التظاهر والاعتصام، وهذا ما يمثل مصدر توتر سياسي واجتماعي، غير أن ظهور أخبار عن إمكانية تعيين نائب للرئيس قد يكون بداية استجابة لمطالب الجماهير والقوى السياسية بالإصلاح السياسي، وهذه الخطوة إذا ما تم اتخاذها من المهم أن تكون واحدة من مفردات تحسين ا لمناخ السياسي، ومقدمة لصياغة علاقات سياسية جديدة بين الأطراف السياسية المختلفة، وهذا ما يتطلب التوافق حول الخريطة الوطنية للإصلاح.
ومن هنا تأتي أهمية تضافر جهود جميع الأطراف لخروج البلاد بشكل آخر من الأزمات والتوتُّرات السياسية والاجتماعية، وهذه الجهود مهمة ومطلوبة أيضًا لوقف تدهور الأداء الاقتصادي، وهذا ما يتطلب وقف مصادر الاحتقان السياسي التي تزيد من الشقاق والخلاف.
2- تحديات الهويَّة المصرية الإسلامية
تواجه الهويَّة المصرية الإسلامية تحديات كبيرة في هذه المرحلة، وذلك بإثارة العديد من الملفات التي من شأنها إعادة تشكيل المجتمع، سواء من ناحية توطين القيم والقواعد الاجتماعية الغربية والعلمانية وتقديمها كبديل للقيم الإسلامية أو من ناحية صياغة مؤسسات الدولة وفقًا لهذه القواعد الجديدة.
وفي هذه الأيام، كثرت القضايا التي تثير جدلاً واسعًا في الأوساط الثقافية والاجتماعية، والجديد في الأمر هو أن الجدل أصبح يصطدم بالمؤسسات العتيدة والراسخة في الدولة، كالمؤسسة القضائية، فضلاً عن النظام التعليمي.
ومن ثم فإن من الأهمية قراءة هذه الأطروحات والصياغات، وخاصة ما يتعلق منها بحقوق المرأة، إذ لا يمكن عزله من السياق العالمي وما يتضمنه من ثقافات مغايرة أو مختلفة، فهو ليس فقط مجرد حقوق سياسية واجتماعية ولكن هذا المضمون هو واحد من مفردات سياسية وثقافية لعلمنة المجتمع، وإبعاده عن الدين (الإسلام) وليس فقط إبعاد الدين عن السياسة، وهذا ما يعد تطورًا ملفتًا في هذا الشأن.
وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه مثل هذه التوجهات والسياسات، وخاصة ما يتعلق بمساعيها بإعادة صياغة التكوين الاجتماعى للدولة، وإعادة صياغة المحتوى الثقافي والديني للمجتمع.
وخلال هذه الفترة ظهر العديد من الكتابات والتوجهات التي تحضُّ على تفريغ المناهج التعليمية مما تبقى فيها من روح وأخلاق إسلامية تحترم الإنسان، وتقدم مصلحة الأمة على الفرد، وذلك تحت دعوى أن وجود مثل هذه القيم في المناهج التعليمية سوف يؤدي إلى تقسيم المجتمع وتمييز بعض المواطنين على الآخرين.
وبالنظر إلى العديد من النظُّم السياسية الغربية، فإنه يمكن ملاحظة أن المؤسسات والدساتير لم تصادم قيم المجتمع؛ حيث احترم كثير من الدساتير الهوية الدينية للمجتمع وتضمنت المبادئ الدستورية هذه القواعد سواء في الديباجة أو في صلب الدستور ذاته، ومن ثم فإن الإدعاء بالتحرر كنوع من الخروج على التقاليد والقيم لا يعد محاولة أو توجهًا نحو البناء، وإنما هو ما يساعد على ترسخ الفوضى الاجتماعية، وإهدار القدرات البشرية والإمكانات المادية.
وإزاء هذا الواقع الذي يؤدي إلى زيادة التوتر الاجتماعي، فإن التحدي الأكثر أهمية هنا هو أنه في ظلِّ هشاشة الدولة، فإنه من المرجح أن تجد هذه المشاريع طريقها إلى التنفيذ، وبشكل يضيع معه الكثير من الحقوق والقيم الثقافية والدينية.
3- التقارير الدولية: مصر بين الجمود والحراك
صدر تقرير منظمة الشفافية الدولية ليعكس حالة الجمود العام في الدولة، فقد تناول التقرير العديد من الموضوعات والقطاعات الإدارية والسياسات الاقتصادية، بشكل يكشف عن جوانب من الاختلالات الحقيقية في النظام السياسي.
وبشكل عام ركَّز التقرير على مسألتين، الأولى وتتعلق بتصحيح البيانات في أجهزة الدولة، وأشار هنا بشكل خاص إلى أهمية إصلاح الجداول الانتخابية، وحرية تداول البيانات والمعلومات، أما الثانية فهي ما تتعلق بغموض سياسة الإصلاح الإداري في الدولة ومكافحة الفساد. وقد أشار التقرير إلى أن سياسات الحكومة في هذا الشأن، لم تحقق إنجازات، وفشلت في التصدي لأوضاع الفساد داخل أجهزة الدولة، كما أنه لا تتوافر الإرادة لإجراء إصلاحات سياسية.
وبالنظر إلى ما تشهده الأجهزة الرسمية من تشوُّهات إدارية، وفساد شديد، وفقدان الإرادة للإصلاح السياسي، فإن الجهود الحاليَّة لإصلاح الدولة تواجه تحديات كبيرة، ليس فقط في المجال السياسي، ولكن أيضًا في المجالين الإداري والاقتصادي، حتى تنتقل الدولة من حالة الجمود.
4- مخاطر السياسة المالية
شهدت المناقشات حول الحساب الختامي لموازنة 2009/ 2010م عن اختلال السياسة المالية للدولة، ومخالفات دستورية وقانونية تُنذر بوجود مخاوف أشد في الشفافية في التعامل مع إيرادات ونفقات الموازنة العامة خلال السنة القادمة، وخاصة مع عدم قدرة الحكومة على إخفاء العجز وارتفاعه لما يقرب من 40% من إجمالي الموازنة، وذلك على خلاف السنوات السابقة والتي سعت فيها الحكومة لتكميش العجز في الموازنة؛ لتظهر صورة غير حقيقية للاقتصاد.
ويشير تطوُّر السياسة المالية للدولة منذ نهاية التسعينات إلى أنها اتجهت لتكميش العجز والإسراع بتطبيق سياسات الخصخصة وخفض النفقات العامة دون مراعاة للجوانب الاجتماعية، وظلَّت عملية بيع الشركات العامة وتضمين عوائد البيع في الموازنة العامة وليس استثمارها من السمات الأساسية للسياسة المالية، ويمثِّل إدماج ودائع التأمينات والمعاشات في المالية العامة للدولة سواء من وضعها تحت تصرف وزارة المالية أو التصرف فيها بطرق أخرى، واحدًا من مخاطر السياسة المالية التي تعصف بالمسئولية الاجتماعية للدولة، وهو وضع يهدد بزوال الحماية الاجتماعية عن المواطنين، وذلك على مستوى الخدمات العامة التي تقدِّمها الدولة في الرعاية الاجتماعية والصحِّية والتعليمية.
وهنا يمكن الإشارة إلى تطورين على قدر من الأهمية وهما:
1- أن مشروع قانون التأمينات الجديد يتحيَّز لصالح الدولة، ويهدر الكثير من حقوق العاملين، خاصة وأنه ينظِّم وبطريقة قانونية انسحاب الدولة من القيام بوظيفة الحماية الاجتماعية، وبشكل يتجاوز الأعراف حتى في الدولة الرأسمالية ذاتها والتي تتجه في الوقت الحالي لتطوير السياسات الاجتماعية لتشمل أكبر قدر ممكن من الأفراد.
2- أن وزير المالية يشكل وضعًا حرجًا بالنسبة للسياسة المالية المصرية، فإلى جانب توليه أمور المالية العامة في مصر فهو في ذات الوقت يرأس اللجنة النقدية في صندوق النقد الدولي، وهذا الوضع يؤدي لزيادة ارتباط السياسة المالية بتوجهات صندوق النقد، وهذا ما يعني أن السياسة المالية تركِّز على الخفض الشديد لدور الدولة دونما اعتبار للآثار الاقتصادية والاجتماعية، ولعل الفلسفة المالية لقانون الضرائب العقارية تكشف عن سعي الدولة للانسحاب من الخدمات العامة، وفي ذات الوقت تسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من مدَّخرات الأفراد.
ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- دلالات مؤتمر المانحين لدارفور
عقدت منظمة المؤتمر الإسلامي مؤتمرًا للمانحين الدوليين لإعمار "دارفور" (السودان) بالقاهرة في 21 مارس 2010م، وقد انعقد هذا المؤتمر بتنسيق بين تركيا ومصر، ويستهدف المؤتمر توفير الدعم المالي والفني لإعمار ولاية دارفور بعد سنوات الحرب الأهلية التي أضرَّت بوضع السكان، وأشاعت جوًا من الفوضى وعدم الاستقرار.
وإذا كان الجانب الاقتصادي والإغاثي يشكل الجانب الأساسي للمؤتمر، فإن الدلالات السياسية لا تقل أهمية؛ حيث إن وجود منظمة المؤتمر الإسلامي كمظلة سياسية قد يساعد ليس فقط في تنشيط دورها تجاه الشعوب الإسلامية ولكن يساعد أيضًا في إعادة تصحيح مسار التناول السياسي الدولي لأوضاع تلك المنطقة.
ولعله من الأهمية هنا الإشارة إلى أن انعقاد المؤتمر تم من خلال التنسيق بين ثلاث دول أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي تركيا، ومصر، وقطر، وهو ما يعكس منظورًا إيجابيًّا في التعامل مع المشكلات المزمنة في العالم الإسلامي، ويمثل في ذات الوقت نواةً لتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي.
ويعكس نجاح مؤتمر المانحين في توفير حوالي 40% من أهدافه المالية (700 841 مليون دولا) في المرحلة، مدى القدَّرة على المضي في تطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الإسلامية، وقدرتها في ذات الوقت على التعاون مع الدول والكيانات الدولية الأخرى.
2 - انقطاع أنفاس السلام
ما أن أُعلن عن قبول العديد من الأطراف بعقد مفاوضات "غير مباشرة" بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني ظهرت المشكلات التي تجسِّد الجوانب الحقيقية للصراع، وهو ما يعني أن محاولات تغييب الوعي أو تجاوز الحقائق والواقع السياسي يكشف عن جوانب الخلل ليس فقط في التفكير الإستراتيجي، ولكن أيضًا في الرؤية تجاه مستقبل الصراع أو التسوية مع الكيان الصهيوني.
في أثناء التحضير لتلك المفاوضات، أعلن الكيان الصهيوني عن إنشاء 50 ألف وحدة سكنية في محيط مدينة القدس، وهو ما أدى إلى إرباك كلِّ الأطراف السالمة وحسنة النية، كما أنه يكشف في ذات الوقت عن الخطوط الإستراتيجية العامة للسياسة الصهيونية، والتي تركز على التوسع وإخضاع المتعاملين معها، وقد أجهزت هذه السياسة على كثير من الحقوق الفلسطينية منذ وصول نتنياهو، وبصورة بدأت تدفع باتجاه إعادة احتلال قطاع غزة، فضلا عن مصادرة الكثير من الأراضي في الضفة الغربية.
لقد كان دخول الجامعة العربية كمظلة للمفاوضات سابقةً تاريخيَّة خطيرة، لا يلغيها تراجع الجامعة العربية في إطار عدم ملائمة الظروف أو الغبن والأوهام تجاه المواقف الصهيونية.
وبدلاً من البحث عن تطوير رؤية أو إطار عمل مشترك فيما بين الدول العربية فإنه من الملاحظ أن الدول العربية تتعامل مع هذه القضية المهمة والحيوية والمصيرية بالنسبة للسياسات الإقليمية والعالمية بشيء من التفكك والتناقض، فهي من ناحية لم تسع لتحسين شروط التفاوض وتعمل بدون تنسيق، ومن ناحية أخرى تعمل على تعويق المقاومة، وتعطيل دعم الشعوب للفلسطينيين، وهي سياسة تعكس مدى التشتت في الموقف وفي الرؤية أيضًا، وهو ما يشكل حالة ضعف وتفكك عربية تُمثِّل مصدر إغراء لاستمرار السياسات الصهيونية.
3- التحديات المزمنة للقمة العربية
رغم بروز التحدِّيات السياسية والأمنية للعمل العربي المشترك إلا أن انعقاد القمة العربية يعكس تضاؤل الفاعلية والاستجابة لهذه التحديات، وهو ما يرجع لعوامل كثيرة، لعل أهمها اختلاف مصالح حكَّام الدول العربية، وغياب المشروع العربي المشترك، وخاصة في المجالين السياسي والاقتصادي.
فقد انعقدت القمة العربية في سياق تصاعد التهديدات الصهيونية ضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، والتي وصلت ذروتها إلى الإجهاز الصهيوني على الكثير من الأراضي الفلسطينية، ورغم ذلك وفَّرت الجامعة مظلة سياسية للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني من ناحية، ومن ناحية أخرى تشهد الفترة الحاليَّة تغيرات متسارعة في الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في دول الجوار العربية، تفرض في مُجملها فرصًا في التنافسية كما يلازمها تحديات أمنية تشكل تهديدًا إقليميًّا عامًا.
وعلى مستوى التعامل مع القضية الفلسطينية تبدو الأوضاع أكثر تعقيدًا، ليس فقط بسبب وضع إقدام الجامعة (ككيان جماعي) في المفاوضات، ولكن بسبب الانقسامات والمحاور العربية، ولهذا لم يكن غريبًا غموض مواقف الجامعة تجاه التصدي للسياسة الصهيونية والتي يمكن وصفها بالمحدودية والعشوائية؛ حيث لم تتعامل مع القضايا المحورية، واكتفت بمساعدات هامشية، فما توصَّل إليه البيان الختامي بالحديث عن بدائل التحرك السياسي على مستوى المؤسسات الدولية لا يختلف عن المحاولات السابقة عبر الأمم المتحدة وأجهزتها، ومن ثم فإنه في ظلِّ غياب الرؤية القومية لا يتوقع أدنى تأثير للعمل العربي المشترك، وهذا ما يُشكل الجانب الأساسي للتحديات التي تواجه الجامعة العربية.
أما التحدي الآخر، فهو ما يتمثل في تسارع معدلات نمو قدرات دول الجوار الإسلامي وخاصة تركيا وإيران، وأيضًا تنامي الصراع والتوتر في دول الجوار الأفريقية، وقد ارتبطت هذه التطورات بتأثير واضح للتدخلات الدولية وبشكل يؤثر على الأوضاع الأمنية في الدول العربية، وفي هذا السياق يمكن القول أن المشكلة لا تكمن في تنامي قدرات دول الجوار أو ضعفها بقدر ما تكمن في الانقسامات العربية والارتباط بسياسة ومشاريع الدول الكبرى، فرغم اتساع فُرص التعاون لا تزال الانقسامات العربية تشكل عائقًا أمام تطوير العلاقة مع الدول الأفريقية وإيران
وإذا ما كانت مقترحات "الأمين العام" للجامعة بإنشاء رابطة الجوار العربي تعكس إدراك التحدِّيات الإقليمية، إلا أن غياب غالبية دول ما يسمى "محور الاعتدال" سوف يشكل إعاقة لمثل هذه المقترحات، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران.
وبناءً على ذلك، يمكن القول أنه ليس من المرجح حدوث تقدُّم في العمل العربي المشترك؛ حيث إن امتناع أو غياب بعض الدول المؤثرة والمرتبطة بالنفوذ الأمريكي، سوف يساعد على اتساع التباين في المواقف العربية، وخاصة في ظل طموح "ليبيا" لإحداث تغيير واسع في الجامعة العربية، ولعل الكلمات الافتتاحية والبيان الختامي والإعلان عن قمة استثنائية في سبتمبر 2010م يكشف عن مدى التباين والخلاف والانقسام.
4- دلالة تصريح الصهيوني نتنياهو بالاستيطان في القدس
في سياق الجدل حول بدء المفاوضات على المسار الفلسطيني، أعلن نتنياهو أن الاستيطان في القدس الشرقية (جيروزاليم) لا يختلف عن البناء في تل أبيب (كل الربيع) وهو تصريح يتجاوز بكثير الجدل السياسي الدائر حول المفاوضات، ويتعداه إلى تثبيت هيمنة وسيادة الكيان الصهيوني على الأراضي التي يراها ضرورية ومناسبة له.
وعلى التوازي، تسعى الحكومة الصهيونية لترتيب أوضاعها الداخلية، ليس فقط لمواجهة الضغوط المحتملة أمريكيًّا، ولكن أيضًا لتطوير سياستها وتدعيمها تجاه العرب والفلسطينيين؛ حيث تشهد الساحة الصهيونية محاولات لتدعيم التحالف الحكومي ليشكل حكومة جبهة وطنية تجمع كل الاتجاهات السياسية، وغالبًا ما يرتبط تبني هذه السياسة بوجود تطلعات توسعية تستند إلى أوضاع أيديولوجية، ولعله من الأهمية هنا الإشارة إلى إستراتيجيات التوسع الصهيونية على المستويات السياسية والثقافية والجغرافية، وتعد الدعوة لإعادة احتلال غزة واحدة من أبعاد سياسة التوسع الصهيوني.
هذا التوجه لا يعد أمرًا جديدًا في السياسة الصهيونية، فهو يتسق مع مساعي إخراج القدس من مفاوضات الحل النهائي، وفتح آفاق جديدة أمام الاستيطان، غير أن الجديد في الأمر كان في تبني لغة حاسمة لا تقبل التفاوض، وهو ما يثير التساؤل عن الأسباب التي دفعت الصهيوني نتنياهو لإصدار هذا الإعلان.
لعل الجانب الأساسي في تشجيع الصهاينة على المضي في إعلان سياستهم، يكمن في إقدام الجامعة العربية ودون شروط على توفير مظلة للمفاوضات دون وجود مشاريع أخرى بديلة، وبهذا المعنى فإن الانخراط التام في المفاوضات (كخيار إستراتيجي) والتمادي مع السياسة الأمريكية، يغري السياسة الصهيونية بغرض أجندتها وتطوير مشاريعها.
5- الإبعاد من الضفة الغربية: سياسية عنصرية جديدة
طرح الكيان الصهيوني معيارًا جديدًا لتصنيف السكان في الضفة الغربية؛ حيث تبنى مفهومًا أطلق عليه اسم المتسللين، وهذا المعيار ينطبق من وجهة نظر الصهاينة على الفلسطينيين الذين لا يحملون وثائق إقامة الضفة الغربية أو يحملون جنسيات أخرى والمولودين في قطاع غزة، وقد صدر هذا المعيار وفقًا لأمر عسكري يتماثل مع أمر عسكري صدر بعد احتلال الضفة في 1967م.
ويعد الجيش الصهيوني هو صاحب الاختصاص في تنفيذ هذه السياسة، والتي تشكل عنصرًا جديدًا يهدِّد التركيبة السكانية في الضفة الغربية؛ حيث يتيح الأمر العسكري للجيش سلطة طرد السكان وترحيلهم إلى ما يعتبره الكيان الصهيوني بلدهم الأصلي، وباعتبار أن القانون يشمل من فقد وثائق إقامته، فإنه من المتوقع أن ينطبق على السكان المولودين في الضفة والمقيمين إقامة دائمة بها؛ حيث يرتبط إصدار وثائق جديدة بموقف الجيش الصهوينى وتذهب التقديرات الأولية إلى أن هذا القانون يشمل حوالي 70 ألفًا من سكان الضفة، ولكنه مرشح للتزايد عبر السنوات القادمة.
ويأتي إصدار هذا القانون (الأمر العسكري) في سياق سياسة صهيونية للتوسع الاستيطاني في كلِّ أنحاء الضفة الغربية، سواء بإنشاء تجمعات استيطانية جديدة أو توسيع القائم منها، وهذه النوعية من القوانين التي تسعى لإحداث خلخلة في التركيبة السكانية لا تختلف في مضمونها عن طبيعة القوانين العنصرية التي تتحيز ضد السكان الأصليين.
ويتناقض سعي الكيان الصهيوني لترسيخ الطابع العسكري للضفة مع السياسات الهزيلة الساعية لإيجاد شكل ما للحكم الذاتي أو تلك التي تتحدث عن تكوين دولة فلسطينية؛ حيث يتضمن القانون نوعًا من الإدارة العسكرية المباشرة، وهوما يتجاوز بكثير الأوضاع القانونية والسياسية التي تضمنتها عملية أوسلو، فلم تقتصر السياسية الصهيونية على المسائل المتعلقة بالسيادة، ولكنها امتدت لتحد من تحركات السكان وحقهم في الانتقال داخل الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية، وهو ما يشير إلى حدوث تراجع إلى وضع ما قبل مؤتمر مدريد ( 1992م)، والاقتراب من سياسة الفصل العنصري، وإخلاء الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
6- الصراعات حول الانتخابات السودانية
تشهد الانتخابات السودانية خلافًا شديدًا فيما بين الأحزاب والحركات السياسية، ويدور الخلاف حول موعد انعقاد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وما يثير الانتباه هو ما يتمثَّل في إثارة المطالبة بتأجيل الانتخابات قبل أيام من انعقادها، وبعد تقدم الأحزاب بمرشحين منذ فبراير الماضي وحدوث تقدم في مفاوضات الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة.
وقد أُثيرت الدعوة لتأجيل الانتخابات في تقرير مراقبي الانتخابات التابعين لمركز كارتر لأبحاث السلام، واستند التقرير إلى عدم ملائمة الظروف السياسية لانعقاد انتخابات حرَّة ونزيهة، وأشار إلى التوتر السياسي في كثير من مناطق الغرب والجنوب، وفي سياق الإعلان عن تقرير مركز كارتر صرح المبعوث الأمريكي بأن الانتخابات قد تؤدي إلى انفصال سلمي لجنوب السودان، وبهذا المعنى يتقارب الموقف الرسمي مع ما ذهب إليه تقرير مراقبي الانتخابات، لكنه لم يظل موقفًا نهائيًّا للولايات المتحدة؛ حيث بدأت في حثِّ الأطراف على المشاركة في الانتخابات.
وفي تطور مثير، تلقف "تحالف جوبا" فكرة تأجيل الانتخابات، وعقد اجتماعًا في جوبا لمناقضة تأجيل الانتخابات، وحضره 22 حزبًا سياسيًّا مشاركًا في الانتخابات ومنهم الاتحادي الديمقراطي، ولم يتوصل الاجتماع لموقف موحد وإنما تركت الخيارات لكل حزب ليقرر موقفه من الانتخابات، وقد انعقد الاجتماع في مناخ يسمح فقط بالاختيار ما بين تأجيل الانتخابات أو مقاطعتها.
ويبدو أن غالبية الأحزاب ركَّزت البديلين في اجتماع جوبا كوسيلة للضغط على الحكومة؛ لأجل تنفيذ توصيات تقرير المراقبين الأجانب، ومراجعة تسجيل الناخبين، غير أن التطورات اللاحقة وضعت غالبية أعضاء تحالف جوبا أمام خيارات صعبة؛ حيث تغيرت المواقف الداخلية والدولية وبشكل لا يساند الدعوة لتأجيل الانتخابات.
فقد جاء إعلان الحركة الشعبية بالاستمرار في الانتخابات التشريعية (باستثناء دارفور) والانسحاب من الانتخابات الرئاسية، واتخذ المؤتمر الشعبي موقفًا قريبًا من موقف الحركة الشعبية؛ ليكون أحد المشكلات التي تواجه التحول السياسي في السودان، ويشكل التحدي الرئيسي للأحزاب الشمالية؛ حيث إن استمرار الحركة والمؤتمر الشعبي في المشاركة في الانتخابات يعد بمثابة إضعاف لخيار المقاطعة، وتلاشي تأثيره السياسي، كما هو في ذات الوقت يعيد إنتاج وتطوير الأزمة السياسية.
وبإصرار الحكومة السودانية على إجراء الانتخابات وبالإضافة إلى تأييد الولايات المتحدة وفرنسا، واجهت الأحزاب الشمالية تحديًا آخر لا يقل أهمية عن تحدي انفراط عقد تحالف جوبا أمام الخيارات السياسية ذات التأثير في مستقبل السودان، كما أن تعرُّض الأحزاب لانقسامات داخلية يُشكل قيدًا على اتخاذ مواقف جادة وغير تفاوضية.
وإزاء حالة الارتباك وعدم الوضوح، لم تجد الأحزاب السودانية ( الأمة، الاتحادي، الشيوعي) من خيار سوى التهديد بالإعلان الجماعي عن مقاطعة الانتخابات حتى لا تضفي الشرعية على نظام الحكم، ولكنها تراجعت وأصبحت تتحدث عن تحسين شروط الانتخابات، وهذا التغيير يرتبط بتأثير وضغوط الولايات المتحدة والانقسامات الداخلية، فكل من هذه الأحزاب تعرض لانشقاقات شديدة خلال السنوات الماضية، بحيث أصبح جسدها التقليدي والتي يطلق عليها أحزاب الأصل يواجه منافسة شديدة من المنشقين عليه، وربما هذا ما يفسر محدودية تأثير الدعوة لمقاطعة الانتخابات واستمرار زخم الدعاية الانتخابية.
ومن الواضح أن إعلان بعض الأحزاب مقاطعة الانتخابات تأثر بتقرير المراقبين الأجانب وبأجواء المناقشات في جوبا، دون التيقن من الدوافع السياسية لإثارة المراقبين والحركة الشعبية لفكرة التأجيل أو المقاطعة وتراجع الحركة فيما بعد وتقليل سقف مشاركتها في الانتخابات.
في هذا السياق، يكشف تاريخ العلاقة بين الحركة الشعبية وأحزاب المعارضة عن أن الحركة احتفظت باستقلال قرارها بعيدًا عن تحالف المعارضة رغم وجود تحالف قائم بينهم، ورغم ذلك ظلَّت أحزاب المعارضة تسعى لتنسيق المواقف السياسية مع الحركة سواء في إطار التحالف الوطني أو تحالف جوبا، فيما تتزايد مساحات الخلاف فيما بينهم.
وكشفت التطورات السياسية أثناء الفترة الانتقالية منذ يناير 2005م عن وجود خلافات بين الحركة الشعبية وبعض أعضاء تحالف المعارضة؛ بسبب سعي الحركة إلى توسيع النطاق الجغرافي للإقليم الجنوبي، وأثارت مسألة أبيبي جدلاً واسعًا على المستوى السوداني، غير أن اعتبار أبيبي دائرة انتخابية يعني أن نتائج الانتخابات سوف يكون لها بالغ الأثر في تقرير مصير المنطقة، وخاصة أنها تشكل منطقة تنافس بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
ومع انتشار مؤيدي الحركة الشعبية وحلفائها في الأقاليم الشمالية، فإن اهتزاز مواقف أحزاب المعارضة من الانتخابات قد يعزِّز فرصها في الحصول على مقاعد خارج جنوب السودان، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات وهي مقاعد تخصم من رصيد الأحزاب الشمالية بشكل عام، وقد يكون إضعاف المعارضة واحد من أهداف الحركة الشعبية للحصول على تمثيل سياسي خارج مناطق نفوذها التقليدية والفوز بمقعد أبيبي، وهو ما يساعدها على طرح نفسها رسميًّا كحركة وطنية.
وفي ضوء التطورات السياسية الراهنة يبدو من المأمول أن تساهم الانتخابات في حدوث تغيُّرات سياسية واسعة، تتجاوز الأبعاد الثنائية للسياسة السودانية، وتتجاوز مرحلة الحرب الأهلية.
ثالثًا: الشأن الدولي
1- حقيقة الخلاف الأمريكي– الصهيوني
نشب ما يعتبره محللون أزمة سياسية بين أمريكا والكيان الصهيوني، وذلك على إثر الانتقادات الأمريكية لقرار بناء 50 ألف وحدة سكنية أثناء تواجد نائب الرئيس بايدن في مقارات الحكومة الصهيونية، وكان في مهمة الإعداد للمفاوضات غير المباشرة، وهو ما اعتبرته الخارجية الأمريكية إهانة للدولة والحكومة.
ومن المفارقة أن يأتي الإعلان الذي تسبب في "الأزمة" في سياق إعلان "بايدن" عن استمرار الضمانات الأمريكية لأمن الكيان الصهيوني تجاه المخاطر الداخلية والخارجية، وهذا التكرار يعبِّر عن استقرار الالتزامات الأمريكية في هذا الشأن، ومن ثم فإن الضغوط الأمريكية لبدء مفاوضات التسوية لا تخرج عن إطار ترطيب الأجواء وترضية الجانب الفلسطيني.
وإذا كان اعتذار نتنياهو خفَّف من الانتقادات الأمريكية، فإنه يمكن القول أن الخلاف البروتوكولي لا يعد أزمة في العلاقة بين الطرفين، والأمر لا يعدو بالنسبة للأمريكيين سوى رد الاعتبار، خاصة وأن طبيعة التحالف والتساند تشكل شبكة معقدة من المصالح والأهداف المشتركة والتي تتطور عبر الزمن.
ورغم الجدل الذي صاحب زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، إلا أنها كشفت عن ارتباك الإدارة الأمريكية تجاه المطالب والتحركات الصهيونية، فبينما تحدَّدت المطالب الصهيونية بإبعاد الاستيطان في القدس وغالبية أراضي الضفة الغربية عن المساومات السياسية وحشد الدعم الأمريكي لهذ الغرض، تباينت تحركات تصريحات المسئولين الأمريكيين بين مؤيد للمطالب الصهيونية وبين إبداء تحفظات على بعض جوانب السياسة الصهيونية، وهذا ما دفع نتنياهو للتمسك بمواقفه التي جاء بها إلى واشنطن.
وبطبيعة الحال، تكشف هذه الحادثة عن السياق الذي تتم في إطاره الإعداد لمستقبل الفلسطينيين، فهذا السياق يتضمن أن السياسة الأمريكية وغيرها من السياسات على استعداد لتجاوز الكثير من الحقائق وإهدار الحقوق في مقابل تأكيد ضمانات وجود الكيان الصهيوني، ولعل عدم طرح الإدارة الأمريكية مبادرة جادة ومنصفة من جانب، وفرض المفاوضات من جانب آخر، يكشف عن العشوائية والتحيز في ذات الوقت.
2- التعامل الدولي لحل القضية الفلسطينية
أصدرت اللجنة الرباعية بيانًا انتقدت فيه سياسة الاستيطان الصهيونية ودعت أيضًا إلى استئناف المفاوضات والإعلان عن دولة فلسطينية بعد عامين، وقد جاء صدر هذا البيان أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني.
3- السياسة الدولية تجاه الملف النووي الإيراني
تشير التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني إلى تراجع فرص التسوية السياسية فيما تتصاعد احتمالات الحل العسكري، فخلال الأيام الماضية حدثت عملية فرز في مواقف الأطراف المختلفة لإثناء الصين وروسيا عن معارضة التدخل العسكري وتفعيل العقوبات الدولية ضد إيران.
ومن وجهة نظر السياسة الإيرانية، يبدو أن الاتجاه بدا واضحًا في المضي في تطوير البرنامج وتطوير نظم التسليح الدفاعية والهجومية، هذا من ناحية، كما في تطوير تحالفها ومصالحها الإقليمية مع سوريا وتركيا فضلاً عن تثبيت نفوذها في لبنان، وفي هذا السياق كانت زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا وعقد اجتماع ثلاثي حضره الأمين العام لحزب الله، وتم تفسير هذا اللقاء على أنه محاولة للردِّ على محاولاتت تكوين حلف متضامن مع الولايات المتحدة ضد إيران.
وعلى الجانب الآخر، فإن الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين والعرب يعتبرون أن امتلاك إيران لتكنولوجيا نووية يشكل تهديدًا لمصالحها، كما أنهم يُبدون قلقهم من برنامج الصناعات العسكرية الإيرانية، ولذلك لم يكن غريبًا تقارب الخطاب والمواقف السياسية لهذه المجموعة، وبشكل يعبِّر عن تماثل المصالح المشتركة، وكان من اللافت أن تتباين مواقف الدول العربية تجاه المصالحة مع إيران في إطار العلاقة بين الجامعة العربية ودول الجوار، وهو ما يعبر عن العلاقة الوثيقة بين مواقف بعض الدول العربية والسياسة الأمريكية.
وتقوم تحركات هذا الفريق في الوقت الراهن على محورين، الأول حيث التركيز المشترك على الملف الإيراني دون غيره من الملفات الأخرى، وهذا ما يتضح ليس فقط في تجاهل الانتهاكات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ولكن بتقليل النفوذ الإيراني في الدول العربية، وبشكل خاص في العراق واليمن، وفي هذه النقط كان من الملاحظ أن هذا الفريق سعى إلى مساعدة التنظيمات السياسية غير الموالية لإيران، أما المحور الثاني فيتمثل في سعي الولايات المتحدة وأوربا لعزل إيران وتفعيل الحصار الدولي عليها.
وتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من قلق واهتزاز الموقف الروسي من تنامي القوة العسكرية الإيرانية وتطوير برنامج تخصيب اليورانيوم دون التنسيق مع روسيا ، وتحاول دفعه نحو الحل العسكري في الوقت الراهن، كما تبذل جهودًا مماثلة مع الصين والبرازيل، وتشير المفاوضات الأمريكية مع الصين بشأن الملف الإيراني في اتجاه البحث عن وسائل لتعويض الصين عن الخسائر المحتملة من تأييد المواقف الأمريكية، كضمان وصول البترول من دول الخليج، غير أن الصين تبدى قلقًا من هذه الحلول التي تخضع للهيمنة الأمريكية.
ويتمثل المصدر الثاني لتردد الصين في الالتزام الكامل بالعقوبات في تعدد قضايا الخلاف والصراع السياسي والاقتصادي والتكنولوجي مع الولايات المتحدة، ويعد الملف الإيراني واحدًا من هذه الملفات، وإزاء تعقد وتشابك العلاقة بين الدولتين، فقد يشهد الموقف الصيني ثباتًا نسبيًّا على البدء بمفاوضات قبل البدء بعمل عسكري.
وبالنظر إلى المصالح المشتركة بين كلٍّ من إيران وروسيا والصين والبرازيل ، فضلاً عن أهمية الاستقرار في منطقة الخليج بالنسبة لها، فإن مواقف هذا الفريق تشكل عاملاً كابحا للعمل العسكري، وإذا ما أخذنا في الاعتبار الأزمات الدولية الأخرى في وسط آسيا وشرق أفريقيا، يمكن القول أن موقف هذا الفريق يعد حيويًّا بشأن تقرير الموقف الدولي تجاه إيران.
4- تناقضات قمة الأمن النووي
دعت الولايات المتحدة لعقد قمة عالمية حول الأمن النووي في العالم، وتسعى القمة لمناقشة توفير وسائل الحماية للمنشآت النووية من الوقوع في أيدى الإرهابيين، وتعد هذه الخطوة في سياق اتفاق روسيا والولايات المتحدة على خفض مستوى التسلح التقليدي والنووي.
ورغم تركيز الولايات المتحدة على منع الانتشار النووي، إلا أنها تلفت الأنظار إلى خطورة الجماعات المسلحة وإمكانية حصولها على أسلحة نووية، وتشير في هذا الصدد إلى تنظيم القاعدة وما تعتبره حركات إرهابية، وهذا التوجه لدى السياسة الأمريكية يعد امتدادًا لسياستها في مكافحة الإرهاب؛ حيث إن أجندة القمة تتحدث باستفاضة عن الإرهاب النووي وتأثيره السلبي على الأمن العالمي.
ومن المفارقة، أنه رغم أن القمة تقوم على مبدأ العالمية، إلا أن الدعوة لم توجَّه إلى الدول على قدم المساواة، وهو ما يعد إخلالاً بهدف القمة (المعلن) لتحقيق الأمن النووي، فإن استثناء إيران على سبيل المثال من الحضور يكشف عن طبيعة التحيز ضدها والمواقف المسبقة، وبهذا المعنى يشمل جدول القمة قضايا تتعلق بحظر تداول التكنولوجيا ونقل المعلومات وكبح التطور العلمي، وفقد اعتذر الكيان الصهيوني عن عدم حضور القمة، حتى يقلِّل من مستوى إثارة الانتقادات والمطالبات بمراقبة البرنامج النووي الصهيوني، رغم ما يمثله من قلق وتوتر في المنطقة، وهو ما يلقي بظلال من الشكِّ على مصداقية محاولات توفير الأمن العالمي؛ حيث يبدو أن الولايات المتحدة تسعى للهيمنة على التسلح بكل أنواعه على مستوى العالم.

ابو مصعب المصرى
22-04-2010, 02:11 PM
الإرهاب الحكومي





شهد هذا الأسبوع العديد من الأحداث، بعضها متعلقٌ بالوضع الداخلي والآخر بالخارجي أو الإقليمي، فعلى المستوى الداخلي استمرَّت لقاءاتُ الإخوان المسلمين مع الأحزاب السياسية، وتواصلت الاحتجاجات الفئوية أمام مجلس الشعب وفي مواقع أخرى، وازدادت حدَّتها هذه الأيام، خاصةً بعد ما تردَّد من تحريضٍ من بعض نواب النظام لقوات الأمن؛ لدرجة المطالبة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، كما استمر الجدل الدائر حول الحساب الختامي، وما يشهده من تناقضات، وفي نفس الوقت تفاقمت أزمة اتفاقية مياه النيل.


وعلى الصعيد الخارجي فإن بركان أيسلندا يحمل العديد من الرسائل الكونية والإنسانية التي تحتاج إلى وقفة، فضلاً عما أحدثته تجربة الانتخابات السودانية في المنطقة العربية.


وأمام هذه الأحداث المختلفة فإن الإخوان المسلمين يعلنون:


أولاً.. على الصعيد الداخلي:

يرى الإخوان المسلمون أن مطالبة عدد من أعضاء مجلس الشعب تابعين للنظام بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الرافضين لسياسات النظام الحاكم؛ إنما يعبِّر عن أسلوب الخطاب الجديد؛ الذي سوف يشهده الشارع المصري وحركاته المعارضة، وخاصةً في الانتخابات القادمة، سواءٌ في مجلس الشورى أو مجلس الشعب خلال العام الجاري.




ومع رفض الإخوان هذا المطلب الخطير؛ فإنهم يحذِّرون النظام الحاكم من مغبَّة سياساته الإقصائية التي تعتمد على محاربة الآخر بكل وسائل القوة المفرطة؛ الأمر الذي يهدِّد استقرار مصر، ويطالب الإخوان عقلاء النظام بكبح جماح المنفلتين منه وما أكثرهم!!، ومحاسبتهم على ممارساتهم الإرهابية تجاه بقية المواطنين، ويجب على كل القوى الشعبية والوطنية أن تتصدَّى بكل الوسائل السلمية لهذه الممارسات.



كشفت مناقشات نواب مجلس الشعب من الإخوان والمعارضة للحساب الختامي للدولة عن العديد من المخالفات التي تكفي لإقالة الحكومة ومحاسبتها جنائيًّا على ما أحدثته من كوارث في هذا الوطن، ويؤكد الإخوان رفضَهم هذه السياسات التي دعمت مصالح الأغنياء على حساب الفقراء، الذين سقطوا من حسابات الحكومة مع سبق الإصرار والترصُّد، ونؤكد أن الحكومات المتعاقبة للحزب الوطني الحاكم دمَّرت الاقتصاد القومي من خلال اعتمادها على الديون، وعدهم اهتمامها بالإنتاج والاستثمار وغيرها.


يرفض الإخوان المسلمون التعاملَ الأمنيَّ المنفلت مع طلاب الجامعات، وخاصةً ما حدث في جامعات المنوفية والزقازيق وعين شمس، من اعتداء أجهزة الأمن، وتمكين البلطجية من العدوان على الطلاب الذين حاولوا ممارسة حقهم في إقامة نشاط طلابي، مثل غيرهم من الطلاب.




ما زالت قضية مياه النيل تمثِّل أزمةً حقيقيةً، عجزت الحكومات المصرية المتعاقبة عن حلِّها؛ بسبب غياب الرؤية الإستراتيجية لمصالح مصر القومية، وعدم العمل على مدِّ الجسور مع دول حوض النيل؛ بما يخدم مصالحنا ويحميها، وترك الساحة للكيان الصهيوني الذي بات يهدِّدنا من حدودنا الشرقية، من خلال احتلاله لفلسطين، ومن حدودنا الجنوبية من خلال منابع النيل، ويطالب الإخوان النظام المصري بالعمل بشكل جادٍّ على حلِّ أزمة مياه النيل من خلال المشروعات وتنمية دول المصب والمنبع على حدٍّ سواء.


ثانيًا.. الشأن الخارجي:


يُحيِّي الإخوان المسلمون الشعبَ السوداني الذي أعلن رفضَه للتدخُّل في شئونه، ومارس حقه الانتخابي بشكل راقٍ، رغم بعض التجاوزات التي شابت عملية الانتخابات والتي يراها المراقبون منطقيةً، في ظل نظام انتخابي معقَّد، ويتمنَّى الإخوان المسلمون أن تأتي النتائج النهائية بما يحقِّق استقرار السودان ووحدته.


وتؤكد الجماعة تضامنها الإنساني مع متضرِّري بركان أيسلندا، الذي بدأ يتوسَّع في معظم أوروبا، ومع تضامننا الكامل مع الدعوات الدولية لدعم المتضرِّرين فإننا أيضًا نطالب العالمَ الحرَّ بالنظر بجدٍّ وبنفس المعايير في معاملته مع متضرِّري الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ حيث لا يقلُّ الحصار الصهيوني في ضراوته- بل يزيد- عن هذا البركان، ونطالب العالم الحر بالتحرك الإنساني لفكِّ هذا الحصار.

ابو مصعب المصرى
28-04-2010, 02:09 PM
الإرهاب الحكومي

[




شهد هذا الأسبوع العديد من الأحداث، بعضها متعلقٌ بالوضع الداخلي والآخر بالخارجي أو الإقليمي، فعلى المستوى الداخلي استمرَّت لقاءاتُ الإخوان المسلمين مع الأحزاب السياسية، وتواصلت الاحتجاجات الفئوية أمام مجلس الشعب وفي مواقع أخرى، وازدادت حدَّتها هذه الأيام، خاصةً بعد ما تردَّد من تحريضٍ من بعض نواب النظام لقوات الأمن؛ لدرجة المطالبة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، كما استمر الجدل الدائر حول الحساب الختامي، وما يشهده من تناقضات، وفي نفس الوقت تفاقمت أزمة اتفاقية مياه النيل.



وعلى الصعيد الخارجي فإن بركان أيسلندا يحمل العديد من الرسائل الكونية والإنسانية التي تحتاج إلى وقفة، فضلاً عما أحدثته تجربة الانتخابات السودانية في المنطقة العربية.

وأمام هذه الأحداث المختلفة فإن الإخوان المسلمين يعلنون:

أولاً.. على الصعيد الداخلي:

يرى الإخوان المسلمون أن مطالبة عدد من أعضاء مجلس الشعب تابعين للنظام بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الرافضين لسياسات النظام الحاكم؛ إنما يعبِّر عن أسلوب الخطاب الجديد؛ الذي سوف يشهده الشارع المصري وحركاته المعارضة، وخاصةً في الانتخابات القادمة، سواءٌ في مجلس الشورى أو مجلس الشعب خلال العام الجاري.



ومع رفض الإخوان هذا المطلب الخطير؛ فإنهم يحذِّرون النظام الحاكم من مغبَّة سياساته الإقصائية التي تعتمد على محاربة الآخر بكل وسائل القوة المفرطة؛ الأمر الذي يهدِّد استقرار مصر، ويطالب الإخوان عقلاء النظام بكبح جماح المنفلتين منه وما أكثرهم!!، ومحاسبتهم على ممارساتهم الإرهابية تجاه بقية المواطنين، ويجب على كل القوى الشعبية والوطنية أن تتصدَّى بكل الوسائل السلمية لهذه الممارسات.



كشفت مناقشات نواب مجلس الشعب من الإخوان والمعارضة للحساب الختامي للدولة عن العديد من المخالفات التي تكفي لإقالة الحكومة ومحاسبتها جنائيًّا على ما أحدثته من كوارث في هذا الوطن، ويؤكد الإخوان رفضَهم هذه السياسات التي دعمت مصالح الأغنياء على حساب الفقراء، الذين سقطوا من حسابات الحكومة مع سبق الإصرار والترصُّد، ونؤكد أن الحكومات المتعاقبة للحزب الوطني الحاكم دمَّرت الاقتصاد القومي من خلال اعتمادها على الديون، وعدهم اهتمامها بالإنتاج والاستثمار وغيرها.

يرفض الإخوان المسلمون التعاملَ الأمنيَّ المنفلت مع طلاب الجامعات، وخاصةً ما حدث في جامعات المنوفية والزقازيق وعين شمس، من اعتداء أجهزة الأمن، وتمكين البلطجية من العدوان على الطلاب الذين حاولوا ممارسة حقهم في إقامة نشاط طلابي، مثل غيرهم من الطلاب.

ما زالت قضية مياه النيل تمثِّل أزمةً حقيقيةً، عجزت الحكومات المصرية المتعاقبة عن حلِّها؛ بسبب غياب الرؤية الإستراتيجية لمصالح مصر القومية، وعدم العمل على مدِّ الجسور مع دول حوض النيل؛ بما يخدم مصالحنا ويحميها، وترك الساحة للكيان الصهيوني الذي بات يهدِّدنا من حدودنا الشرقية، من خلال احتلاله لفلسطين، ومن حدودنا الجنوبية من خلال منابع النيل، ويطالب الإخوان النظام المصري بالعمل بشكل جادٍّ على حلِّ أزمة مياه النيل من خلال المشروعات وتنمية دول المصب والمنبع على حدٍّ سواء.



ثانيًا.. الشأن الخارجي:

يُحيِّي الإخوان المسلمون الشعبَ السوداني الذي أعلن رفضَه للتدخُّل في شئونه، ومارس حقه الانتخابي بشكل راقٍ، رغم بعض التجاوزات التي شابت عملية الانتخابات والتي يراها المراقبون منطقيةً، في ظل نظام انتخابي معقَّد، ويتمنَّى الإخوان المسلمون أن تأتي النتائج النهائية بما يحقِّق استقرار السودان ووحدته.

وتؤكد الجماعة تضامنها الإنساني مع متضرِّري بركان أيسلندا، الذي بدأ يتوسَّع في معظم أوروبا، ومع تضامننا الكامل مع الدعوات الدولية لدعم المتضرِّرين فإننا أيضًا نطالب العالمَ الحرَّ بالنظر بجدٍّ وبنفس المعايير في معاملته مع متضرِّري الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ حيث لا يقلُّ الحصار الصهيوني في ضراوته- بل يزيد- عن هذا البركان، ونطالب العالم الحر بالتحرك الإنساني لفكِّ هذا الحصار.

ابو مصعب المصرى
29-04-2010, 03:53 PM
الطوارئ وفلسطين والعراق

[

(**********:void%20fnSave('%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8 8%D8%A7%D8%B1%D8%A6%20%D9%88%D9%81%D9%84%D8%B3%D8% B7%D9%8A%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8 %A7%D9%82%20'))




وقعت أحداث عديدة خلال هذا الأسبوع على الصعيديْن الداخلي والخارجي؛ حيث استمرت الأزمة العراقية رغم التهليل الغربي بالانتخابات العراقية التي دخلت في نفق مظلم لا يعرف أحد نهايته، وتصاعد التوتر المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك الانتخابات السودانية، وما يمكن أن تُحدثه من تأثيرات في الوضع السوداني والعربي.



ودخلت قضية الزي الإسلامي (في شكل النقاب) في فرنسا منعطفًا خطيرًا بعد الحملات الصحفية والإعلامية التي تدفع جميعها إلى محاربته، وهو ما يناقض دعاوى الحريات التي تزعمها بلاد الحريات واحترام الدساتير، فالنقاب يدخل في الأساس ضمن نطاق الحريات الشخصية التي كفلها الدستور الفرنسي، بل وكافة الدساتير الأخرى.

وعلى الصعيد الداخلي تتواصل المهازل الناتجة من الفساد المتفشي في النظام؛ فما بين فقد السيطرة على ارتفاع الأسعار، وخاصةً أسعار اللحوم، إلى أكل لحوم الحمير والكلاب، وهي كوارث خرجت كلها من رحم الطوارئ؛ التي أفسدت الحياة في مصر، وأدَّت كذلك إلى موقف دول منابع النيل في مؤتمر شرم الشيخ الأخير، والاتهامات التي وجَّهتها إثيوبيا لمصر مؤخرًا، وما أحدثته حالة الطوارئ هذه من خراب في منظومة مصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا يخفى على أحد.



وفي نفس الوقت ما زال الإخوان المسلمون يواصلون لقاءاتهم مع الأحزاب السياسية؛ لمحاولة الوصول إلى مخرج ينتشل مصر من أزمتها الراهنة.

وأمام كل هذه الأمور والقضايا يؤكد الإخوان المسلمون الآتي:

أولاً.. على الصعيد الداخلي:

يحذِّر الإخوان المسلمون من استمرار العمل بقانون الطوارئ؛ لأن ذلك يكرِّس إصرار النظام الحاكم على موقفه الرافض للحريات، والاستمرار في الاستحواذ على السلطة وعلى مقدَّرات الوطن؛ الأمر الذي أفقد مصر مكانتها، وضيَّع هيبتها، وهدَّد أمنها القومي.



يحمِّل الإخوان حكومةَ الحزب الوطني مسئولية ارتفاع الأسعار، وخاصةً أسعار اللحوم، وتفشي الفساد بكافة أشكاله؛ نتيجة سيطرة أصحاب المصالح الخاصة ورأس المال على كل قطاعات الحكم.

استمرار التواصل بين الإخوان المسلمين والأحزاب السياسية؛ حيث تقلُّ مساحات الاختلاف وتزيد مساحات الاتفاق، خاصةً في القضايا التي تمثل مطلبًا عامًّا لكل الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، التي يأتي في مقدِّمتها إنهاء حالة الطوارئ، وتحقيق الحريات العامة، والقضاء على الفساد، ونؤكد أننا مستمرون في منهجنا الإصلاحي، وطريقنا نحو وحدة القوى السياسية الفاعلة في المجتمع، والاتفاق على القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ثانيًا.. على الصعيد الخارجي:

يحمِّل الإخوان المسلمون الولايات المتحدة الأمريكية المسئوليةَ عن حالة الفوضى التي يشهدها العراق الشقيق، ونؤكد أن ما يجري في العراق هو خيرُ مثال لنظرة الهيمنة الأمريكية وتطبيقاتها الفاشلة، والتي أحدثت الخراب والدمار في بلد ما زال يعاني من الاحتلال ونهب الثروات.



ويهيب الإخوان المسلمون بأبناء العراق الوقوف صفًّا واحدًا ضد المخططات الصهيونية والأمريكية التي تدمِّر شعبهم للاستيلاء على مقدَّراته وخيراته، خاصةً أن الفوضى التي تُحدثها حكومة الولايات المتحدة سوف تُشعل الصراعات في المنطقة بأسرها، وهو ما يريده الكيان الصهيوني ويحرص عليه.

يحذِّر الإخوان المسلمون من التسويات الوهمية التي تريد الولايات المتحدة إدخالَ الفلسطينيين فيها مع الاحتلال الصهيوني؛ لصرف الأنظار عما يحدث في القدس الشريف والنهب المنظَّم لأراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، واستمرار الحصار الخانق على أهل غزة.



ويؤكد الإخوان أن جولات المبعوث الأمريكي جورج ميتشل ما هي إلا محاولةٌ لإلهاء العالم العربي- وفي القلب منه الشعب الفلسطيني- عن خيارهم الإستراتيجي الأساسي لاستعادة الأرض، وهو خيار المقاومة الذي تحاربه الولايات المتحدة بخطة "دايتون" الشهيرة.

ويؤكد الإخوان المسلمون أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع يدها عن القضية الفلسطينية لإنهاء ملف المصالحة الفلسطينية العالق؛ بسبب التدخلات الأمريكية والإملاءات الصهيونية على مسئولي السلطة، ولتستمر المقاومة ضد الصهاينة المحتلين لأرض العروبة والإسلام في فلسطين.

يعلن الإخوان المسلمون وقوفهم بكل وضوح إلى جانب حرية الاعتقاد، وإلى جانب حق المسلمات في كل مكان- وفي فرنسا على وجه الخصوص- لارتداء الزي الشرعي اللائي يرونه مناسبًا لهنَّ.

ابو مصعب المصرى
05-05-2010, 02:26 PM
بيان عاجل


حول تجاوزات ضباط أمن الدولة مع النساء

في الوقت الذي يتحرَّك فيه العالم نحو المزيد من الاهتمام بحقوق الإنسان، والحفاظ على حقوق الأطفال والمرأة، وتُقام المؤتمرات العالمية لذلك؛ يحدث في مصر الآن تجاوزات خطيرة من قِبل ضباط أمن الدولة أثناء قيامهم بالقبض على رجال الإخوان المسلمين قبل الفجر دائمًا (زوار الفجر)؛ حيث يروِّعون الأطفال، ويعتدون على الجيران، وتمتد أياديهم الآثمة على النساء والبنات الحرائر؛ فيسبونهن ويجرحون حياءهن بالألفاظ النابية الساقطة، بل بالاعتداء بالأيدي عليهن وسرقة حليهن والأموال التي في البيوت.. وقد حدث ذلك من ضباط أمن دولة، معروفين ومحددين في عدة أماكن، وكان أقربها فجر الثلاثاء الماضي بمدينة المحلة الكبرى.. وقبلها في الجيزة (الحوامدية) وغيرها.. وقد تم تقديم بلاغات رسمية في هذه الوقائع، وننتظر إجراءً رادعًا فيها.



والإخوان المسلمون يستنكرون هذه الأفعال الفجة المخالفة للشريعة الإسلامية وللدستور والقانون وللعرف العام ولأخلاق المجتمع المصري العريقة.. ونحذِّر من مغبة الاستمرار في مثل هذه التصرفات السيئة، ونطالب بمحاسبة كل من اقترف مثل هذه الجرائم ووقع منه هذه التصرفات، خاصة أنهم معروفون عندنا بالاسم.



ونتساءل: هل تكرار هذه الحوادث الشائنة في محافظات مختلفة يعني أنها سياسة أمنية الآن؟! أم إنها أحداث فردية تستوجب المحاسبة؟



ولأن الإخوان يرجون لمصر دائمًا الاستقرار والأمن، ولأنهم يرفضون العنف ويدينونه؛ فإنهم يلفتون النظر إلى خطورة مثل هذه التصرفات المرفوضة والقبيحة التي قد تدفع الشباب إلى رد فعل غير محمود، حين تستمر مثل هذه السلوكيات من بعض الضباط الذين لا يدركون خطورة هذه السلوكيات التي تعتبر بمثابة بذور سامة لفتنة يتبرَّأ ويبرأ منها الإخوان جميعًا، والذين دائمًا ما يدرءون الفتن ما ظهر منها وما بطن، مسترشدين بقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ (الأنفال: من الآية 25).



حمى الله مصر وأهلها من كل سوء، وبارك في أبنائها الأبرار، وجمعهم على كلمة سواء.. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)﴾ (يوسف).

ابو مصعب المصرى
06-05-2010, 12:43 PM
الشورى.. وتجاوزات الداخلية






شهدت الأيام الماضية حراكًا سياسيًّا وشعبيًّا واسعًا لرفض حالة الطوارئ، وهو الحراك الذي يتزامن مع بدء فعاليات انتخابات مجلس الشورى، التي استعد لها النظام الحاكم بمزيد من الاعتقالات والتصدي بعنف لكل الفعاليات التي تحاول التعبير عن رأي أبناء الوطن جميعًا في مواجهة الفساد والطوارئ.



وفي ذات الوقت فإن الوضع العالمي والإقليمي لا يقل سخونةً، خاصة بعد قرار لجنة المبادرة العربية بعودة المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني لاستئناف المسيرة الزائفة لسلام الأوهام المزعوم، الذي جاء بعد الزيارات المشبوهة للمبعوث الأمريكي للمنطقة، والتي نتج منها العديد من الترتيبات، والتي تمثَّلت في زيارة المجرم الصهيوني نتنياهو لشرم الشيخ، وتضييق الخناق على قطاع غزة.

وأمام كل هذه القضايا نوضح رأي الإخوان في النقاط الآتية:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

1- يشارك الإخوان المسلمون في انتخابات مجلس الشورى الحالية (يونيو 2010م) انطلاقًا من مبدأ "مشاركة لا مغالبة"، رافعين شعار "الإسلام هو الحل" الذي نعتبره خير معبِّر عن برامجنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل وخير حلٍّ لكل مشكلات حياتنا، وللتأكيد أن الهدف من خوض الانتخابات هو المساهمة في دفع مسيرة الإصلاح السياسي؛ لمواجهة استمرار ممارسات النظام الرافض للحريات، الذي يريد السيطرة على كل مناحي الحياة، وسنُعلن عن البرنامج الانتخابي قريبًا.

2- يرفض الإخوان المسلمون التجاوزات الأمنية التي شهدتها مظاهرة النواب والشخصيات العامة يوم 3 مايو لرفض حالة الطوارئ والمطالبة بإجراء انتخابات حرَّة ونزيهة، وهي التجاوزات التي بدأت برفض وزارة الداخلية التصريح للمظاهرة، وانتهت بالاعتداء على المتظاهرين ومحاصرتهم ومنع مسيرتهم إلى مجلس الشعب، وفشل وزارة الداخلية بكل إمكانياتها في تأمين مسيرة لعدة أمتار يشارك فيها عدة مئات من الأشخاص، وتمَّ الإعلان عنها مسبقًا، ولعل ذلك يؤكد أن النظام الحاكم ما زال مُصرًّا على سدِّ أذنيه عن أية دعوات للمصالحة مع شعبه، وغلق كل نوافذ الحرية أمام معارضيه، بل وأمام الشعب المصري.

3- يعتبر الإخوان المسلمون استمرار الاعتقالات في صفوف الجماعة ورفض تنفيذ الأحكام القضائية بالإفراج عن المعتقلين تأكيدًا لفشل النظام في مواجهة خصومه ومنافسيه بشرف، ولجوئه إلى استخدام سطوة الحكم بدلاً من الاحتكام للشعب، كما أن إحالة بعض الإخوان إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ هو إصرارٌ على تحدِّي الدستور الذي يقضي بحق كلِّ مواطن في التقاضي أمام قاضيه الطبيعي.

ثانيًا: على الصعيد الخارجي:

1- يحذِّر الإخوان المسلمون من شعارات السلام المزعومة الزائفة، والجولات المكوكية الفاشلة لمبعوث الرئيس الأمريكي في المنطقة، ونؤكد رفضنا لقرار لجنة المبادرة العربية للسلام التابعة لجامعة الدول العربية، الخاص بالبدء في المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني، بعد ما آلت إليه المفاوضاتُ السابقة التي كانت تتمُّ بشكل مباشر، وكان من نتائجها مجزرة غزة الأخيرة، والحصار القاتل للقطاع؛ الأمر الذي يؤكد أن الخيار الوحيد لعودة الحق الفلسطيني وإجبار العدو الصهيوني عليه هو المقاومة الفلسطينية التي يجب تدعيمها، خاصةً أن هناك إصرارًا صهيونيًّا على إهانة العرب، ولعل إحراق الصهاينة المساجد في الأراضي المحتلة خيرُ دليل على ذلك.

2- يطالب الإخوان المسلمون النظامَ المصريَّ على وجه الخصوص والأنظمة العربية والإسلامية بشكل عام بفكِّ الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي أصبح غير ذي جدوى بعد صلابة الشعب الفلسطيني في مقاومة الصهاينة، ومع تمسُّكه بخياره الديمقراطي باختيار حركة حماس في آخر انتخابات شهدتها فلسطين، ونطالب مصر راعية المصالحة بأن تدفعَ بكل قوتها لإنهاء هذه الخصومة بين شركاء الوطن في فلسطين.

3- يؤيد الإخوان المسلمون كلَّ الجهود الرامية لنزع ترسانات الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل في العالم كله، خاصةً ترسانة العدو الصهيوني التي تهدِّد المنطقة العربية والإسلامية، ويؤيد الإخوان المسلمون جهود الدول العربية والإسلامية في امتلاك المعرفة العلمية والتقنية التي تؤهلها لدعم برامجها في الحصول على تقنيات الطاقة النووية النظيفة.

ابو مصعب المصرى
11-05-2010, 01:27 PM
الحكم الراشد.. الطريق لإنهاء معاناة الشعب

[



عملاً بواجب النصيحة الذي أوجبه شرع الله على كل المؤمنين به، وقيامًا بالواجب الوطني الذي حدده الدستور.. فإننا نُذكِّر ونُحذِّر من أن الذي يمكن أن يؤدي بالبلاد إلى الفوضى هو عدم الاستماع إلى صوت الشعب وعدم النزول على إرادته، وإغلاق الأبواب أمام الانتخابات الحرة النزيهة، واستمرار العمل بحالة الطوارئ التي كبَّلت الأحزاب والساسة والمفكرين.



ونُحذِّر من أن استمرار الأوضاع الحالية التي أدَّت إلى التخلف في كافة المجالات، خاصةً في مجال العلوم والتكنولوجيا والتعليم والصحة، والتدهور المريع في المرافق والخدمات، هو الذي سيؤدي إلى الفوضى، ويقود البلاد إلى المجهول، وإننا نُحيي كل الجهود الوطنية المخلصة وكافة القوى الشعبية التي تريد المساهمة في بناء الوطن وإخراج البلاد من مأزقها.



إن الحزب الحاكم رفع العديد من الشعارات البراقة، وأعلن الكثير من البرامج ولم يترجمها على أرض الواقع، بل عمل على عكسها تمامًا وأدَّت سياسات الحكم خلال الفترة السابقة إلى انتشار المزيد من الفقر والجوع والتفاوت الشديد بين الطبقات، وظهر الفساد في كثيرٍ من مؤسسات الدولة، وكثُر المفسدون لغياب الشفافية والمحاسبة الحقيقية، وبات الوطن مهددًا من داخله، فضلاً عن التهديد الذي يأتي من الحدود الشرقية من قبل العدو الصهيوني المغتصب لأرض العروبة والإسلام في فلسطين.



وأصبح واضحًا أن مصر تتراجع يومًا بعد يوم في كل المجالات، ففي الوقت الذي تتقدم فيه دول العالم نحو المزيد من الإنتاج والاستثمار وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في شبكات الاتصال والمواصلات وفي الزراعة والصناعة والطاقة، وخاصةً الطاقة النووية النظيفة، وفي الوقت الذي نرى فيه الشعوب والأمم تحصل على حقوقها السياسية، وخاصةً حرياتها العامة، وتُعبِّر عن إرادتها الحرة في اختيار حكامها وممثليها والمسئولين عنها، وتظهر أجيال شابة ودماء متجددة لتعطي وتُبدع وتقود أوطانها إلى آفاق واسعة ورحبة لمزيدٍ من الكفاية والإتقان والاستقرار والأمن الاجتماعي والعدل والإنصاف والقوة في كل المجالات، وخاصةً الاقتصادية والعسكرية التي تضمن لتلك الشعوب احترامًا وهيبةً بين باقي الأمم.



في الوقت الذي نرى فيه كل ذلك في عالم اليوم ننظر إلى مصر ونحزن ونأسف لما نلمسه ونعيشه.. فالناس تزداد معاناتهم يومًا بعد يوم، وفي كل المجالات:



* يعانون في الحصول على رغيف الخبز وعلى أنبوبة الغاز الذي يحصل عليه العدو الصهيوني منا بسهولة وبأبخس الأثمان.



* يعانون من المرض وسوء حالة المستشفيات العامة وارتفاع أسعار الدواء الجنوني والرعاية الصحية الهزيلة حتى في قطاع الصحة الخاص الذي وصلت أسعاره إلى ما لا يطاق.



* يعانون من تدني الدخول الذي وصل إلى أقل المستويات في العالم؛ الأمر الذي بات يهدد الأسر والنشء والأخلاق والأمن الداخلي.



* يعانون من البطالة التي أدَّت إلى العنوسة وتردي الأخلاق الذي يهدد النسيج الاجتماعي لهذه الأمة.



* يعانون من عدم قدرتهم على الحصول على كوب مياه نظيف.. تلوثت المياه واختلطت بمياه الصرف الصحي.. مع عدم وجود وسائل ومكونات الصرف الصحي في معظم أنحاء مصر.



* يعانون في المواصلات العامة وفي الخدمات الضرورية.



* يعانون من انتشار الرشوة والمحسوبية والفساد.



* يعانون في الحصول على السكن الآدمي وتغزوهم في بيوتهم بائعات الملابس وأدوات المنازل من بلاد أخرى وأولادهم حيارى لا يجدون عملاً، ولا حتى أملاً في الحصول على عمل.



* يعانون من سوء الأخلاق والإباحية والرذيلة التي انتشرت في وسائل الإعلام ولا رقيب عليها.



* يعانون ويشعرون بالغيظ عندنا يرون الصهاينة وهم يتبجحون ويقتلون الشيوخ والنساء والأطفال في غزة ويطردون أهل فلسطين من ديارهم ويصادرون أموالهم وممتلكاتهم ويهددون مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يجدون سبيلاً للقيام بواجب النصرة لهم.



* يعانون ويشعرون بالحسرة وهم يرون الدول الأخرى تتقدم في مجالات التصنيع الحربي والسلاح النووي والصواريخ لتحمي شعوبها وأبناءها من أعدائها.. وحتى الصهاينة يفعلون ذلك.. ونحن لا حول لنا ولا قوة.



* يعانون ويشعرون بالألم والحسرة وهم ينظرون إلى شعوب العالم وهي تذهب بحريةٍ تامة إلى صناديق الانتخابات لاختيار حكامها ونوابها ومسئوليها.. ولا يروا هنا إلا جيوش الأمن المركزى وخوذ وعصي وبنادق ورشاشات الداخلية وهي توجه إليهم لتضربهم وتسحلهم بل وتقتلهم إن فكروا أن يمروا بالقرب من لجنة انتخابية أو حاولوا الوقوف ليعلنوا عدم رضاهم عن النظام وفساده ومفسديه.



إن الحال الذي وصلت إليه مصر حال غير مسبوق في تاريخها.. فمتى ينهض الشعب والأمة.. ومتى ينزل النظام وحكامه على إرادة هذه الأمة وينحازوا إليها.



إن لدينا من برامج الإصلاح الكثير في كل المجالات.. فهل من نظامٍ جاد يأخذ بعضها ليطبقها ونحن معه بالعقول والسواعد نبذل العرق من أجل الوطن ونبذل الدماء ضد الأعداء إذا لزم الأمر.



ونقول بأعلى صوت "نريد لمصر أن تُحْكَم بالإسلام"، وهذا بالضرورة الحكم الراشد العادل، ونقول لكل مسئول.. ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281)﴾ (البقرة)، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

ابو مصعب المصرى
13-05-2010, 01:42 PM
الطوارئ.. تحدي إرادة الشعب



في تحدٍّ صارخٍ لإرادة الشعب المصري بكل قواه، سواء المدنية أو المعارضة الرسمية، بل ولكل القوى الشعبية المصرية، ووسط انتقادات حقوقية محلية ودولية؛ واصل النظام المصري الحاكم استبداده باستمرار فرض حالة الطوارئ على غير رغبة كل أبناء الأمة لعامين جديدين؛ لتستمر بذلك لأكثر من 30 عامًا، ورغم تحذيرات المعارضة داخل مجلس الشعب وبعد رفض 103 أعضاء من مجلس الشعب مدَّ العمل بقانون الطوارئ؛ فإن الأغلبية المختارة من الحزب الوطني صوَّتت لصالح الطوارئ بأصوات بلغت 308 نواب من الحزب الحاكم، والذين يجب أن يعرفهم الشعب باعتبارهم غير ممثلين له، بل يقفون ضده بالمرصاد.

وحالة الطوارئ في مصر ليست ببعيدة عن المشروع الصهيوني المفروض على العالمين العربي والإسلامي، سواءٌ في العراق أو فلسطين، وكذلك في سوريا والسودان وإيران، وأمام كل هذه الطوارئ يؤكد الإخوان المسلمون الآتي:

أولاً على الصعيد المحلي

1- رفضهم التامّ لمدِّ حالة الطوارئ المفروضة على مصر منذ قرابة 30 عامًا، وهو ما يؤكد أن النظام الحاكم ما زال مصرًّا على منع أي إصلاح سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.


ويرى الإخوان المسلمون أن التبريرات التي صاغتها الحكومة لمدِّ الطوارئ أصبحت تبريراتٍ متكررةً باهتةً، ويجب محاكمة النظام عليها، خاصةً أنه فشل عبر سنوات حكمه في مواجهة تجَّار المخدِّرات، إضافةً إلى تشويه سمعة مصر في العالم؛ بادِّعاء أن في مصر إرهابًا، وهو ما يؤدي إلى تخوُّف المستثمرين وتردُّدهم وهروبهم من الاستثمار في مصر؛ ما يضرُّ بالاقتصاد القومي ويصيبه في مقتل، السبب الأساسي فيه هو النظام القائم.

2- ويطالبون كل القوى السياسية والحركات الشعبية والاحتجاجية المنادية بالحريات، بل وكل المثقفين وفئات المجتمع المختلفة؛ بأن يواصلوا تصدِّيَهم لاستمرار حالة الطوارئ التي يستخدمها النظام الحاكم عصا غليظةً ضد خصومه السياسيين ومنافسيه في مختلف المجالات.

3- ويطالبون جماهير الشعب المصري بالتعبير- بحرية وشجاعة وإصرار- عن رأيهم في انتخابات الشورى القادمة، وعدم إتاحة الفرصة للحزب الوطني ورجال أمنه وبلطجيته لتزوير النتائج لإنجاح مرشحيهم على غير رغبة الشعب.



4- وأنهم يخوضون انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى تحت شعار "الإسلام هو الحل"؛ باعتبار الالتزام بالمنهج الإسلامي خيارًا إستراتيجيًّا لحل مشكلات مصر المزمنة، وهذا الشعار يتفق مع نصوص الدستور؛ الذي أكد في مادته الثانية أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ويتفق والقانون والعديد من أحكام القضاء التي صدرت لإقرار الشعار وتأكيد مطابقته للدستور والقانون.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي

1- يرى الإخوان المسلمون أن إعلان الصهاينة عدم انزعاج الولايات المتحدة من برنامجهم النووي؛ يعدُّ أمرًا في غاية الخطورة؛ حيث تتزامن هذه التصريحات مع رغبة أمريكية في فرض عقوباتٍ، بل وشنِّ الحرب على إيران، وإشعال المنطقة بأسرها لحماية الكيان الصهيوني المغتصب لأرض العروبة والإسلام في فلسطين، وهو ما يتطلَّب تكاتف العالميْن العربي والإسلامي على موقف واحد يحقِّق توازن القوى في المنطقة.

2- يرحِّب الإخوان المسلمون بجهود رئيس الوزراء التركي وتحركاته الرامية إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ويطالبون الحكومة المصرية والأنظمة العربية والإسلامية بأن تتخلَّص من الضغوط الأمريكية والصهيونية، وتُعاون الشعب الفلسطيني في غزة وتؤازره، بفكِّ الحصار الخانق المفروض عليه، وتبادر بفتح الحدود والمعابر مع قطاع غزة بشكل دائم وفعَّال.

أبو جهاد المصري
14-05-2010, 03:56 AM
جزاكم الله خيرا اخانا الحبيب

ابو مصعب المصرى
23-05-2010, 02:55 PM
الطوارئ وانتخابات الشورى.. فشل نظام



كشفت الأيام الماضية عن الممارسات الحكومية في التضييق على مرشحي الإخوان المسلمين ومؤيديهم في الانتخابات القادمة، والتي تبدأ بانتخابات مجلس الشورى المقرر لها أول يونيو المقبل، وأكدت كافة الممارسات التي شهدتها العملية الانتخابية أن مبدأ النزاهة والالتزام بالدستور والقانون ليس مطروحًا من قِبل النظام الحاكم وأجهزته المعنية، الذي ترك مهامه الأصيلة في حماية أمن مصر القومي، وخاصةً مياه النيل؛ ليصفي حساباته السياسية مع خصومه من القوى السياسية.



ولعل ما يحدث داخل مصر ليس منفصلاً عما يجري حولنا؛ حيث أزمة الملف النووي والضغط الأمريكي على القرار الدولي، وكذلك التهديد الصهيوني لقوافل الحرية لكسر حصار غزة، وأمام كل هذه الأمور يوضح الإخوان الآتي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

1- يثق الإخوان المسلمون في قدرة الشعب المصري على ممارسة حقوقه الدستورية، كما أثبت من قبل في انتخابات 2005م، والتي يجب أن تدفعه للمشاركة بإيجابية في الانتخابات القادمة؛ ليثبت للعالم كله أنه يرفض التزوير ويرفض الفساد، ولديه الإمكانية على التغيير.



2- يطالب الإخوان المسلمون اللجنة العليا للانتخابات بأن تؤكد استقلالها وحياديتها، وألا تخضع لأية ضغوطٍ من الحزب الحاكم، ولا من جهة الإدارة، واستبعاد مرشحي الحزب الوطني الذين أكدت الأوراق والمستندات الرسمية انعدام أهليتهم للترشيح لصدور أحكام قضائية واجبة النفاذ ضدهم، وكان أولى بالنظام إن كان يحترم الجماهير بأن يعتذر عن هذا الاختيار، بدلاً من الضغط على اللجنة العليا للانتخابات لقبول أوراقهم ودعم كافة أجهزة الدولة لهم.



3- يحذِّر الإخوان المسلمون النظام الحاكم من الاستمرار في حربه ضد خصومه السياسيين بالمخالفة للدستور والقانون، واستغلال كافة أجهزة الدولة لدعم مرشحي حزبه الذين أثبتت الأوراق الرسمية أن بعضهم غير مؤهلين لتمثيل الشعب، في الوقت الذي تستمر فيه ممارساته ضد مرشحي الإخوان المسلمين؛ الأمر الذي يؤكد فشله في الارتباط بالجماهير، وبالتالي يلجأ إلى استخدام أسلوب البطش والترهيب تارةً والرشاوى الانتخابية تارةً أخرى.



4- يراقب الإخوان المسلمون ما يتم بخصوص قضية مياه النيل، وهو يرجع في الأساس لغياب الرؤى الإستراتيجية لمفهوم الأمن القومي المصري، والتعامل مع مثل هذه القضايا بنفس طريقة التعامل مع القضايا الداخلية بعدم اهتمام وبلا مبالاة، لا تراعي مصالح الأمة وأمن الوطن، كما يتوجه الإخوان المسلمون إلى الشعب المصري وقواه الحية الفاعلة بالاهتمام البالغ بهذه القضية كأفراد وهيئات وأحزاب ومؤسسات.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

1- يرحِّب الإخوان المسلمون بالوساطة التركية البرازيلية لإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني، ويرفضون التوجه الأمريكي لفرض عقوبات على إيران رغم وجود بشائر للحل السلمي للأزمة، والتغافل تمامًا عن المشروع النووي الصهيوني؛ ما يؤكد أن الولايات المتحدة تريد إشعال المنطقة لصالح الكيان الصهيوني.



2- يطالب الإخوان المسلمون الأنظمة العربية الحاكمة بدعم قوافل المجتمع المدني الغربي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بل والمشاركة الفاعلة في تحقيق ذلك، واتخاذ موقف حاسم مع الكيان الصهيوني مع ضرورة حركة الحكومة المصرية لكسر هذا الحصار الصهيوني وفتح معبر رفح بشكلٍ طبيعي ودائم.

ابو مصعب المصرى
30-05-2010, 01:29 PM
انتخابات الشورى وفشل النظام



http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif (http://**********:void%20fnSave%28%27%D8%A7%D9%86%D8%AA%D 8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B4% D9%88%D8%B1%D9%89%20%D9%88%D9%81%D8%B4%D9%84%20%D8 %A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%27%29) http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif (http://**********:popUp%28%27print.asp?ArtID=65483&SecID=118%27,%27780%27,%27550%27,%271%27%29) http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=65483&SecID=118#)



دخلت انتخابات مجلس الشورى مراحلها النهائية، مصحوبةً بالعديد من التجاوزات التي تكشف عن النية المبيتة للنظام الحاكم، وتؤكد إصراره على تزوير هذه الانتخابات، في تحدٍّ صارخٍ للإرادة الوطنية التي تطالب بضرورة العمل على تجاوز أزمة مصر الراهنة من خلال إطلاق الحريات العامة وضمان نزاهة الانتخابات؛ لمواجهة الخطر المحدق بمصر من كافة الاتجاهات؛ الأمر الذي يصبُّ في صالح المشروع الصهيوني الأمريكي والكيان الصهيوني الذي يريد أن يسيطر على المنطقة بأسرها، مع استمرار احتلاله لأرض فلسطين أرض العروبة والإسلام وحصاره الإجرامي للشعب الفلسطيني المقاوم، وخاصةً في قطاع غزة.

وأمام كل هذا يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في القضايا الآتية:
أولاً: الشأن الداخلي:
- يؤكد الإخوان المسلمون أنهم مستمرون في طريقهم إلى الإصلاح بالطرق الدستورية والقانونية (النضال الدستوري) ومواجهة تجاوزات وظلم النظام وأجهزته الأمنية؛ لتقويض حرية الشعب في اختيار مَن يمثله وفرض مرشحي الحزب الوطني الحاكم على الشعب بالقوة والإرهاب، بما يؤكد فشل النظام في أية مواجهة سياسية يكون المواطن هو صاحب الرأي فيها.

- يتوجه الإخوان المسلمون إلى الشعب المصري، ويطالبونه بممارسة واجبه الدستوري في التصويت في الانتخابات لقطع الطريق على الذين دأبوا على تزوير إرادته.

- يطالب الإخوان المسلمون اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بأن تمارس صلاحياتها القانونية بحيادٍ ونزاهة، وأن تتعامل مع كافة المرشحين بميزانٍ واحدٍ، طبقًا للقانون والدستور، وأن تُراعي مصلحة مصر وصورتها أمام الرأي العام المصري والعالمي قبل النظر إلى أي مصالح حزبية.

- يدعو الإخوان المسلمون المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام النزيهة والشريفة إلى إعمال وتفعيل دورها في الرقابة الشعبية على الانتخابات، وفي نشر وفضح ممارسات النظام الحاكم واستخدامه كافة إمكانيات الدولة لدعم مرشحيه بما يخالف القانون والدستور.

- يرفض الإخوان المسلمون ما حدث مع العمال المصريين المعتصمين أمام مجلسي الشعب والشورى وتفريقهم بالقوة دون مراعاةٍ لحقوقهم وما يقع عليهم من ظلمٍ وضغطٍ من النظام وحكومته التي تركت سواعدها وبناة نهضتها عرضةً للفقر والمرض؛ نيامًا وجياعًا في العراء لأيام وأسابيع، بل ولشهور متصلة، وانتصرت في النهاية لرجال أعمال لا يهمُّهم إلا مصالحهم حتى لو كانت على حساب مصالح الوطن، وما حدث مؤخرًا مع عمال أمونيستو أمام مجلس الشورى يبرهن على أن النظام لا يهمه إلا نفسه مهما كان الذي يقف أمامه.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:
1- يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم للدول والحكومات العربية والإسلامية إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وأن تستقبل هذه الحكومات أسطول الحرية إلى غزة بشكلٍ رسمي، وأن توفر لهم كل الوسائل التي تمكِّنهم من استكمال مسيرتهم في كسر هذا الحصار المفروض على القطاع منذ قرابة العامين، وأن يكون استقبال هذا الأسطول هو الدعم الرسمي لفك الحصار، وأن تسمح للشعوب بالتعبير عن تأييدها لإخوانهم في فلسطين.
2- يطالب الإخوان المسلمون النظامَ الحاكمَ بالاستماع إلى ما قدَّمه العلماء والمتخصصون من أبناء مصر للخروج من أزمة حوض النيل؛ باعتبار أن هذه القضية تمس كل المصريين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية، وألا يقتصر الفعل المصري مع الأزمة باعتبارها مع دول حوض النيل فقط، وإنما أيضًا مع من يقف وراء الأزمة، وهو الكيان الصهيوني الذي يريد خنق مصر وحصارها على كافة الأصعدة، وفي كل المجالات، ومن كل الاتجاهات.

ابو مصعب المصرى
09-06-2010, 02:03 PM
نائب المرشد العام للإخوان المسلمين لـ(إخوان أون لاين):

- التزوير لن يحُول دون مشاركتنا في الانتخابات القادمة

- مكاسبنا من المشاركة كثيرة والخسارة في المقاعد فقط

- مقاطعتنا للانتخابات غاية يتمنَّاها النظام ومن يقف خلفه

- محاولات تشويه صورتنا فشلت ولا أحد يصدِّق النظام

- ليس متاحًا لنا إنشاء قناة فضائية أو جريدة تتحدث باسمنا

- نردُّ على خصومنا بأدب الإسلام ونقدِّم لهم النموذج العملي



حوار- أحمد الجندي:

عقب الانتهاء من المسرحية الهزلية التي أطلق النظام عليها اسم (انتخابات الشورى)، والتي أجهز النظام فيها على المتبقي من الديمقراطية والنزاهة، وبعد جريمة التزوير الفجة التي ارتكبها النظام المصري في الانتخابات وإقصاء 15 مرشحًا لجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، خيَّم على المواطنين شعورٌ باليأس والإحباط تجاه المستقبل السياسي لمصر، ودارت في أذهان الكثيرين عدة تساؤلات حول موقف جماعة الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية على مستوى العالم والفصيل السياسي الأكبر في مصر، والتي يعلِقون عليها آمالهم في التغيير والإصلاح المنشود؛ من المشاركة في الانتخابات القادمة، وجدوى المشاركة في ظل التزوير، ومحاولات النظام لتهميش الإخوان، وكيفية تجاوز الآثار السلبية لتزوير انتخابات الشورى.



كل هذه التساؤلات يجيب عنها الدكتور رشاد البيومي، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في الحوار التالي:

* بعد مسرحية انتخابات الشورى وإقصاء مرشحي الإخوان من الانتخابات بعد تزويرها.. كيف يمكن مواجهة محاولات النظام لتهميش دور الإخوان؟

** لقد تعرَّض الإخوان لحملات إبادة منذ القدم، وجمال عبد الناصر عمل أشياء لا يمكن أن يتصورها بشر للقضاء على الإخوان، ولكن القضية ليست قضية منع شخص واحد؛ لأننا نستمد قوتنا من الشارع؛ والشارع يدرك من هم الإخوان.



وبعد دراسة الأمور التي حدثت في الشورى بالتفصيل الإخوان لن يألوا جهدًا في تصحيح ما أفسده النظام؛ لأن النظام أفسد أرضيته، ويحاول إصلاح ذلك بطرق غير مشروعة، مثل التزوير واستخدام البلطجية والمجرمين وأصحاب السوابق، فنحن لا يمكن أن نتعامل مع مواقف النظام بهذا الأسلوب السيئ، ولكننا سنتعامل بمستوى أخلاقياتنا الراقية، وسنبذل كل ما يمكن أن يزيل هذه الغمة ولكن بطرقنا النظيفة، وندرس ما هي الوسائل القانونية والدستورية لمواجهة هذه الأمور، ونحدِّد الوسائل العملية التي تؤدي إلى شحن المجتمع في ظل شرعية الأداء ودستورية الأداء وقانونية الأداء، ولن يحول الوضع الحالي دون مشاركة الإخوان في كل الانتخابات القادمة، وسنستمر في فضح عمليات التزوير إعلاميًّا وسياسيًّا على المستوى المحلي والدولي، واللجوء إلى القضاء في الأمور التي يتجاوز فيها النظام حدود الأحكام القضائية.



* هل ترى أن الفضح الإعلامي والأحكام القضائية يؤثر في النظام؟

** لا شك أن النظام يخشى فضح تجاوزاته وتزييفه إعلاميًّا وكشف سوأته أمام الرأي العام وكذلك أيضًا يتأثر بالأحكام القضائية، حتى لو لم يتم تنفيذها.



* ذكرتم أن الإخوان المسلمين مصرُّون على خوض جميع الانتخابات القادمة، فهل حددتم نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشعب القادمة؟

** هذا الأمر سابق لأوانه، ولم نحدِّد بعد النسبة المشاركة في انتخابات الشعب القادمة.



قصور فهم

* كيف يمكن تجاوز الآثار السلبية لتزوير انتخابات الشورى على مستوى الصف الإخواني الذي أصيب بعضه بالإحباط من جرَّاء ما حدث؟

** إذا أصيب أحد أفراد الصف الإخواني بإحباط فإن ذلك يكون راجعًا لقصور فهمه لأهداف الجماعة من دخول الانتخابات؛ فالقضية قضية انتشار في المجتمع، وإبراءٌ للذمة أمام الله.. إننا نشارك في الإصلاح، بالإضافة إلى توعية المجتمع بما يدور حوله، ولا بد أن يعلم الإخوان أننا لم نخسر إلا المقاعد فقط، وكسبنا الجانب الآخر، وهو ليس يسيرًا على الإطلاق، ويجب علينا أن نشارك في أي مجال من مجالات الإصلاح والتغيير، كما أن طموحاتنا في الدخول إلى الانتخابات ليس الحصول على المقعد فقط، ولكن الأصل فيها أن نعذر إلى الله تعالى بالمشاركة في مسيرة الإصلاح أو محاولة تغيير هذا الشكل السيئ؛ فإن لم نوفَّق في الحصول على مقعد فيكفي أننا حققنا بقية أهدافنا من المشاركة، ولو أن الانتخابات تسير بصورة نزيهة لفاز مرشحو الإخوان في جميع الدوائر.



* يرى بعض الإخوان أن العمل السياسي طغى على العمل التربوي داخل الجماعة، ويرون أن الأفضل في المرحلة المقبلة هو مقاطعة الانتخابات والعكوف على التربية.. ما رأيكم في هذا الطرح؟

** السياسة لدينا هي جزءٌ من التربية، كما أن أي نشاط سياسي أو علمي أو ثقافي يكون المنطلق فيه منطلقًا تربويًّا، أما تأثير السياسة في التربية فهي شماعة يعلِّق عليها "الخايب" أخطاءه، كما أن تاريخنا مع الانتخابات ليس وليد اليوم، وعلى الإخوان أن يّطالعوا كتاب "الإخوان والانتخابات"، فقضيتنا تقوم على فكر سليم يستقر في النفس ويصبح عقيدة تكون هي المحرك الذي يحركه في أي اتجاه من الاتجاهات، سواءٌ كانت سياسيةً أو ثقافية أو علمية.



صفحة مشرفة

* تمَّ تزوير الانتخابات حتى في الدوائر التي ترشح فيها نواب الإخوان الحاليون بمجلس الشعب، فهل تتوقعون أن يؤثر ذلك في نفسية النواب، أو أن يلقى بعضهم نفس المصير في الانتخابات القادمة؟

** لماذا نفترض شيئًا لم يحدث، لا نريد أن نسبق الأحداث، ويكفي النواب أنهم أدَّوا ما عليهم كأحسن ما يكون، وقدموا صفحةً مشرفةً في دائرة الإصلاح والتغيير.



* عددٌ من رموز الجماعة حملت تصريحاتهم بعد تزوير الانتخابات بعضًا من الإحباط، وبعضهم طالب بمقاطعة الانتخابات.. كيف ترون ذلك؟

** هذه وجهات نظر فردية تعبِّر عن آراء أصحابها فقط، أما التوجه العام بالنسبة للجماعة فهو أن نشارك في كل الانتخابات ونطرق كل أبواب الإصلاح والتغيير، ويجب أن يعلم الجميع أن مقاطعتنا للانتخابات هي غاية ما يتمنَّاه النظام ويتمنَّاه الصهاينة والأمريكان، الذين يتمنون أن ينحصر الإخوان، مثل الجمعيات الخيرية والجمعيات الصوفية داخل المسجد ولا يشاركون في الحياة السياسية.



* ألا ترى أن وجهات النظر تلك من الممكن أن يتأثر بها بعض شباب الإخوان وتسبِّب لهم نوعًا من البلبلة؟!

** من المفترض أن يستقي شباب الإخوان توجهاتهم من المرشد العام ومكتب الإرشاد وما عدا ذلك فهي اجتهاداتٌ شخصيةٌ، وهنا يبرز أصحاب الفهم السليم فلا يتبلبل إطلاقًا إنسان فهمه سليم، أما الإنسان الذي يتبلبل فهو يعاني من قصور في الفهم.



* بعض المحللين السياسيين والمراقبين لعمليات تزوير انتخابات الشورى طالبوا الإخوان بمقاطعة الانتخابات وقالوا إن مشاركة الإخوان فيها تُضفي شرعيةً على انتخابات غير شرعية.. ما تعليقكم؟

** هذا الكلام درسناه وعرفنا أبعاده قبل ذلك، ودخول الانتخابات أمر غير جديد على الإخوان، فالإمام البنا دخل الانتخابات في الإسماعيلية، ويكفي ما حققه نواب الإخوان في الدورة البرلمانية الحالية، كما أن المقاطعة هي عين المنى بالنسبة للنظام، وفي وقتها سينجح النظام بعض المنتمين إلى الأحزاب الأخرى ليضفي شرعيةً غير حقيقية على الانتخابات.



تأثير الإخوان

* يتحدث النظام عن أن المشاركة في "الشورى" كانت غير مسبوقة، وأن الحزب حقَّق فوزًا كاسحًا.. ما ردُّكم على هذا الكلام؟

** لا أحد يصدق النظام إلا نفسه، أما المجتمع كله فيدرك تمامًا أن القضية قضية تزوير، والجميع يدرك أنَّ التزوير تمَّ بسبب خوض الإخوان للانتخابات، وإذا لم يخُض الإخوان الانتخابات فلن يكون النظام بحاجة إلى تزويرها؛ لأنه يعلم أن الأحزاب لن ينجح منها أحد.



* لكنَّ الناخب المصري- بإحباط ويأس شديدين بعد تزوير انتخابات الشورى- أصبح يرى أن النظام لن يمكِّن الإخوان من الفوز بأية انتخابات قادمة.. ما آلية الإخوان في التعامل مع مثل هذا الوضع؟

** دخول الإخوان الانتخابات عاملٌ مهمٌّ في إيقاظ الشارع المصري وتحريكه، وهذا الكلام كان متناولاً بعد انتخابات المحليات السابقة، ولكن بمجرد دخول الإخوان انتخابات الشورى كانت المشاركة المجتمعية والتجاوب الشعبي مع مرشحي الإخوان على أعلى مستوى، فعندما تتاح الفرصة للناس للتصويت في الانتخابات سيخرجون جميعًا من أجل التصويت للإخوان ومساندتهم.



* ما آليات الإخوان للتواصل مع شرفاء المعارضة والمصلحين في مصر؟

** ننادي بقلب مفتوح وبعقل مفتوح ونبدي استعدادًا للتعاون من أجل مصالح البلد، سالكين كلَّ طريق مشروع، وندعوهم في لقاءات ونتزاور ونتلاقى معهم في نقاط في إطار المشروع الإصلاحي.



انتخابات موازية

* طرحت بعض قوى المعارضة فكرة إجراء انتخابات موازية وتشكيل مجالس تمثيلية موازية في ظل النهج التزويري الفج للانتخابات الذي ينتهجه النظام.. ما موقف الإخوان من هذا الطرح؟

** هذا الطرح لم يُدرس بعد، ولكننا ندرس كل الأفكار المطروحة ومدى شرعيتها.



* ما معايير دراستكم لمثل هذه الأطروحات؟

** نرى مدى شرعيته الدينية والدستورية، وكيفية التعامل معه، والنتائج المتوقعة منه ومدى مشاركة الغير معنا فيه، ولقد قمنا قبل ذلك بتجربة مماثلة في الاتحاد الحر في الجامعات المصرية.



* يشنُّ النظام حملاتٍ إعلاميةً ممنهجةً لتشويه صورة الجماعة، كيف ستواجهون مثل هذه الحملات؟

** المسألة ليست بجديدة، فمنذ أيام الملك وحملات التشويه مستمرة ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)﴾ (التوبة)، ولكنَّ أعمال الإخوان ونهج الإخوان وتاريخ الإخوان المشرِّف الذي كتبه دماء الشهداء وأنَّات المعذبين ودموع الثكالى والأرامل خيرُ دليل على نزاهة الإخوان، فنحن لم ننتظر مغنمًا ماديًّا ولا معنويًّا من أحد ولكن كل ما نقدمه تضحية في سبيل ما يرضي الله.



الرد الجميل

* ما وسائلكم العملية للرد على هذه الحملات التشويهية؟

** نحاول أن نرد عليهم بأدب الإسلام وبخلق الإسلام ونقدِّم النموذج العملي للناس، وعندما ينال أحد منا برد لا يليق رددنا عليهم بخلق عالٍ وننأى بأنفسنا عن النزول إلى مستوى المسيئين فيقول الشاعر: "لو أن كل كلب عوى ألقمته حجرًا .. لصار الصخر مثقالاً بدينار"؛ فمن هاجمنا يريد الفهم أوضحنا لهم الحقيقة، ومن كان يريد الهجوم لمجرد الهجوم والتشويه لا نلتفت إليه.



* لماذا لا يفكر الإخوان في إنشاء قناة فضائية تتحدث باسم الإخوان أو حتى جريدة ورقية؟

** ليس متاحًا لنا إنشاء قناة فضائية، وبذلنا كل ما يمكن في هذا الشأن، ولكن الأمر ليس متاحًا بكل ما تعنيه الكلمة ولدينا قنواتٌ متاحةٌ نتحدث فيها، أما بالنسبة للجرائد فالجميع يعلم ما حدث لجريدة (آفاق عربية) وجريدة (الشعب) من قبلها من تشريد للصحفيين وأسرهم.



* كيف ستتعاملون مع أحزاب المعارضة التي تبرم صفقاتٍ سريةً مع النظام ضد الإخوان، خاصةً في الانتخابات القادمة؟

** نتعامل بنظافة ونزاهة وشفافية مع الجميع، ولا يعنينا أن غيري يسلك سلوكًا ملتويًا، فأنا أقدم يدًا شريفة لكل مصلح في هذا البلد، أما الآخرون فنتعامل معهم من منطلق "لست بالخب ولا الخب يخدعني" فهناك بعض الأشياء التي ندركها جيدًا.



* ما موقف الإخوان من مطالبة بعض قوى المعارضة بالخروج للشارع في مظاهرات مليونية للضغط على الحكومة من أجل التغيير؟

** الإخوان المسلمين هم أول من قاد الشعب إلى الخروج إلى الشارع والمتابع الجيد للأخبار سيرى مظاهرات الإخوان في الإسكندرية، والتي خرج فيها 100 ألف، وغيرها من المظاهرات في المحافظات الأخرى، مثل الفيوم، ولكن كل شيء يُحسب بوقته.

ابو مصعب المصرى
13-06-2010, 04:09 PM
شهدت الأيام القليلة الماضية أحداثًا عديدةً على الصعيد الداخلي؛ حيث وقعت أسوأ عملية تزوير فجّ شهدتها مصر خلال عشرات السنين في انتخابات مجلس الشورى، بالرغم من أن التزوير لم يتوقف في أية انتخابات سابقة، وعلى الصعيد العالمي وقعت المجزرة الصهيونية ضد أسطول الحرية، ثم القرصنة على الباخرة "راشيل كوري" الأيرلندية، وما تبع ذلك من حراك دولي وإقليمي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.



وأمام هذه القضايا وغيرها يوضح الإخوان رأيهم كالآتي:



أولاً: على الصعيد الداخلي

- يؤكد الإخوان المسلمون أن مهزلة تزوير انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى- والتي كانت مرحلتها الأولى في 1/6/2010م ومرحلة الإعادة في 8/6/2010م- تؤكد أن النظام المصري وحزبه الحاكم يصرَّان على الوقوف ضد الحرية والديمقراطية، وعلى الاستمرار في منهجهما القائم على التزوير الكامل، وقد أصبح ذلك أمرًا مفضوحًا وغير مقبول شعبيًّا ودوليًّا، ويهدِّد استقرار مصر ونهضتها، ولا يخدم في النهاية إلا المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، والذي يرمي في الأساس إلى إضعاف مصر وتشويه صورتها.



- على النظام الحاكم أن يعتذر للشعب المصري عن فضيحة انتخابات مجلس الشورى، خاصةً بعد إعلان أمين التنظيم بالحزب الحاكم أنه أوفى بوعده ولم يدخل أحد من الإخوان مجلس الشورى، بل إن نواب المعارضة الذين فازوا في الانتخابات؛ كان ذلك بموافقة من الحزب الوطني، وهي تصريحاتٌ يؤكدها الواقع؛ ما يتطلَّب مراجعةً شاملةً لمواقف هذا الحزب المتسلِّط الفاقد للشرعية الشعبية والدستورية والقانونية ومحاسبته شعبيًّا وقانونيًّا.



- يؤكد الإخوان المسلمون الاستمرار في النضال الدستوري والمشاركة الإيجابية والعملية في الانتخابات العامة، تأكيدًا لحق كل مواطن في الترشُّح والانتخاب، ولن يمنعهم هذا التزوير من استمرار مسيرتهم.



ثانيًا: على الصعيد الدولي والإقليمي

- يرى الإخوان المسلمون أن الرد الوحيد على المذبحة الصهيونية لأسطول الحرية ثم القرصنة الصهيونية ضد الباخرة "راشيل كوري" يتمثَّل في تحويل الحراك الدبلوماسي ضد حصار قطاع غزة إلى إجراءات ملموسة، تؤدي إلى كسر حقيقي للحصار، وليس مجرد تصريحات يمكن أن تهدأ بمرور العاصفة.



- يطالب الإخوان المسلمون السلطات المصرية باستمرار فتح معبر رفح فتحًا حقيقيًّا لقوافل الإغاثة، سواءٌ التي تحمل مواد طبية أو إنسانية، أو التي تحمل مواد تشييد وبناء؛ لإعادة إعمار ما دمَّرته آلة الحرب الصهيونية خلال العدوان على قطاع غزة، كما نطالب الدول العربية والإسلامية بالوقوف بجانب الحكومة المصرية ضد الضغوط الأمريكية والصهيونية؛ التي تهدف إلى منع فتح المعبر، ومنع وصول المساعدات الإغاثية إلى أهل القطاع، ويعبِّرون عن شكرهم وتقديرهم للشعب المصري وللشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم؛ لمواقفهم المؤيدة للحق الفلسطيني والرافضة للإجرام الصهيوني.



- يرى الإخوان المسلمون ضرورة تكاتف منظمات حقوق الإنسان العربية والإسلامية، بل وكل المنظمات الداعمة للإنسانية؛ من أجل تتبُّع قادة الإجرام والإرهاب الصهيوني ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية؛ باعتبارهم مجرمي حرب، تجب ملاحقتهم.

ابو مصعب المصرى
19-06-2010, 12:08 PM
أعباء جديدة على كاهل المواطن

1



شهدت مصر خلال الأيام الماضية عدوانًا جديدًا على حقوق الإنسان، وأهمها الحق في الحياة تمثَّلت في وفاة المواطن السكندري خالد سعيد نتيجة التعذيب على يد عددٍ من أفراد الشرطة، وهي الجريمة التي أعادت كشف الوجه القبيح لقانون الطوارئ الذي خوَّل لجهاز الأمن الاعتداء على الحريات دون رادعٍ أو رقيب، فضلاً عن دفع الرأي العام إلى قضايا هامشية للفت الانتباه عن جرائم أخرى للنظام الحاكم، وأبرزها فضيحة تزوير انتخابات مجلس الشورى الأخيرة.



وعلى الصعيد الدولي والإقليمي ما زالت القضية الفلسطينية تتصدر المشهد، خاصةً في ظلِّ الإصرار الدولي والصهيوني، على استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وهو الحصار الذي امتدَّ إلى إعلام المقاومة بعد قرار فرنسا وقف بثِّ قناة "الأقصى" على قمرها الاصطناعي، وأمام ذلك كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:



أولاً: الوضع الداخلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون إدانتهم لممارسات النظام وأجهزته الأمنية تجاه المواطنين، وأن التعامل الأمني بهذا الإجرام مع المواطنين أيًّا كانت جرائمهم يعدُّ ترسيخًا خطيرًا لحالة الطوارئ التي كبَّدت مصر الكثيرَ من الخسائر على كافة الأصعدة، ويطالب الإخوان المسلمون بالتعامل مع هذه الجريمة بكل قوةٍ وحزمٍ من السلطة القضائية، مع استمرار فضح كوارث الطوارئ على مصر في كل المحافل الداخلية والخارجية، وأن تتكاتف كل القوى الفاعلة في المجتمع من أجل إنهاء حالة الطوارئ بكافة السبل والوسائل السلمية الممكنة.



- يُحذِّر الإخوان المسلمون الرأي العام من الانسياق وراء مخطط النظام الحاكم للفت الانتباه عن جريمته البشعة في انتخابات مجلس الشورى من خلال إشعال النيران في أزماتٍ أخرى كان لها حلول كثيرة، كما هو الحال في أزمة القضاة والمحامين، ويدعو الإخوان المسلمون العقلاء في الجانبين- وهم كُثُر- إلى تفويت الفرصة على النظام لجرِّ القضاء بشقيه الجالس والواقف إلى فتنةٍ داخليةٍ ليست مصر في حاجةٍ لها، وما صاحبها من أعمال عنف.



- كما يؤكد الإخوان المسلمون خطورة المساس بهيئة القضاء؛ مما يُفقد المواطنين الثقة فيها كحصن للعدالة وضمان ضروري لنزاهة الانتخابات، ونؤكد كذلك حتمية ترسيخ مبدأ دول القانون.



- ما زالت حكومة رجال الأعمال تزيد من أعباء المواطنين المصريين، ففي الوقت الذي رفض فيه أغلبية الحزب الحاكم في البرلمان وبكل عنفٍ فتح ملف الوزراء المستفيدين من مناصبهم، والذين استولوا على أراضٍ ومشروعات مملوكة للدولة بأبخس الأسعار، تقوم الحكومة بإلغاء دعم بعض السلع التموينية ورفع أسعار الأخرى بنسب اقتربت من 25% حتى قبل صرف العلاوة الاجتماعية الجديدة، والتي حددتها الحكومة بـ10% فقط، ويؤكد الإخوان المسلمون أن الحكومة بهذه التصرفات تُفجِّر الأوضاع الداخلية وتزيد من أزمات الفقراء ومحدودي الدخل لصالح الأغنياء الذين سيطروا على كل مقدرات الوطن.



ثانيًا: على الصعيد الدولي والإقليمي:

- يرى الإخوان المسلمون أن التعاطي الدولي بل والعربي مع قضية كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي وصل لذروته خلال الأسبوعين الماضيين بدأ في الانزلاق تجاه رغبة الكيان الصهيوني في استمرار الحصار من خلال وضع الاشتراطات المتعددة لفك الحصار سواء المتعلقة بضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية أو من خلال وضع العديد من التصورات التي تجعل للكيان الصهيوني السيطرة بشكلٍ أو بآخر على القطاع، ويطالب الإخوان الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ الخطوات الفعلية لكسر الحصار سواء بفتح معبر رفح لكل المساعدات الإغاثية أو المتعلقة بمواد البناء دون قيدٍ أو شرط وحماية شواطئ غزة، واعتبار البحر منفذًا جديدًا لكسر هذا الحصار.



- يرفض الإخوان المسلمون قرار الحكومة الفرنسية بمنع بثِّ قناة "الأقصى" الفضائية وقناة "الرحمة" الإسلامية من قبل بسبب موقفهما من العدو الصهيوني وممارساته ضد الفلسطينيين على قمرها الاصطناعي، ويؤكد الإخوان المسلمون أن هذا القرار إنما يضرب كل مفاهيم الحرية والديمقراطية الأوربية، وخاصةً الفرنسية التي دائمًا ما كانت تعتبر نفسها أرض الحريات، ويرى الإخوان المسلمون أن هذا الإجراء الفرنسي يؤكد أن التعويل على الغرب المتصهين في دعم قضايانا العربية إنما هو دربٌ من دروب الوهم.

ابو مصعب المصرى
24-06-2010, 04:26 PM
مجلس الشعب والانتخابات القادمة

انه مجلس الشعب المصري هذا الأسبوع دورته الخامسة والأخيرة في عمر الفصل التشريعي التاسع بعد انتخاباتٍ أشرف القضاء المصري على معظم مراحلها فجاءت خيرًا من سابقاتها من الانتخابات، وإن لم تكن نزيهةً كما يتطلع إليها الشعب، ويتزامن ذلك مع إعلان رئيس الجمهورية للشخصيات التي تم تعيينها في مجلس الشورى ليكتمل سيناريو السيطرة على الغرفة الثانية للبرلمان المصري، ويأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه مصر العديدَ من الأحداث الداخلية المرتبطة بالحريات ومساوئ حالة الطوارئ.



وعلى الصعيد الإقليمي والدولي ما زالت قضية كسر الحصار عن قطاع غزة لم تبرح مكانها رغم الحِراك الدبلوماسي والسياسي الذي كان آخره زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى قطاع غزة، فضلاً عن أحداث أخرى عربية ودولية، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في العديد من القضايا الآتية:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يعتز الإخوان المسلمون بأداء نوابهم تحت قبة البرلمان، مؤكدين أنهم حملوا هموم وطنهم كما دافعوا عن حقوق أبناء دوائرهم بشكلٍ شهد به المنصفون، وهو الأداء الذي دفع الإخوان المسلمون ضريبةً كبيرةً بسببه تمثَّلت في القضية العسكرية للمهندس خيرت الشاطر وإخوانه، فضلاً عن آلاف المعتقلين في المناسبات والأحداث المختلفة، وهي ضريبة يتحملها الإخوان المسلمون من أجل إصلاح الوطن وخروجه من أزماته التي أحدثها فساد واستبداد النظام الحاكم.



- يؤكد الإخوان المسلمون أنهم ماضون في طريقهم للإصلاح الشامل بالطرق السلمية وبالنضال الدستوري، وأنهم سوف يشاركون في كل الفعاليات والمناسبات التي تؤدي إلى هذا الإصلاح "المنشود"، ومنها انتخابات مجلس الشعب القادمة رغم التجاوزات التي شهدتها انتخابات مجلس الشورى الماضية، والتي رأى البعض أنها رسالة من النظام للجميع بأنه لا مجالَ مرةً أخرى للاحتكام لصندوق الانتخابات، إلا أننا نؤكد أننا نرفض هذه الرسالة، وأننا مستمرون في طريقنا الذي أعلنا عنه أكثر من مرة ومنذ سنوات طويلة.



- يرى الإخوان المسلمون أن التعيينات التي تمت أمس الثلاثاء في مجلس الشورى هي استكمال لما تم في الأول من يونيه الماضي تحت مزاعم الانتخابات، ويطالب الإخوان المسلمون كل القوى السياسية المصرية الشريفة، وكل رافعي راية الإصلاح الشامل بعدم الاعتراف بشرعية مجلس الشورى وفضح التزوير الذي شهدته انتخاباته.



- يرفض الإخوان المسلمون التعامل الأمني غير المبرر مع نشطاء حقوق الإنسان والمتضامنين مع شهيد الطوارئ، والذين أرادوا التعبير عن رفضهم لممارسات وزارة الداخلية بشكلٍ سلمي وحضاري، ويطالب الإخوان النائب العام بسرعة تحويل الجناة إلى المحاكمة في جريمة مقتل المواطن السكندري خالد سعيد لينالوا جزاءهم العادل ليكونوا عبرة لكلٍّ من يظن أنه فوق القانون والدستور، وكذلك بالنسبة لكل مَن سبق قتله أو ضربه بالرصاص وإحداث عاهات مستديمة به في كل الانتخابات السابقة.



- يُذكِّر الإخوان المسلمون مجلس الشعب رئيسًا وأعضاء بما سبق وأن أعلنوه عندما وافقت أغلبية الحزب الحاكم على استمرار العمل بقانون الطوارئ بضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين لأسبابٍ غير الإرهاب والمخدرات، إلا أننا نؤكد أنه ما زال هناك العشرات رهن الاعتقال من قِبل وزارة الداخلية بالمخالفة لما سبق الإعلان عنه.. فأين احترام ما قيل؟!!



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم للأنظمة والحكومات العربية والإسلامية إلى القيام بخطوات حقيقية وفعَّالة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإزالته تمامًا، وألا يظل الكلام عن كسر الحصار في المربع صفر انتظارًا للرضا الأمريكي والصهيوني، ويطالب الإخوان القمة الخماسية المزمع عقدها في نهاية هذا الشهر بمدينة طرابلس الليبية إلى تفعيل قرارات القمتين الاقتصادية والعربية بكسر الحصار وإعادة إعمار غزة؛ تقديرًا لأبطال القطاع الذين صمدوا وتحدوا الحرب والحصار حتى الآن ضد الصهاينة.




- يطالب الإخوان المسلمون الحكومةَ المصريةَ والجامعة العربية بل وكل الدول العربية بتكثيف جهودهم في دعم الحكومة السودانية لتنمية جنوب السودان باعتباره الحل الأكثر تأثيرًا على أهل الجنوب، من أجل التصدي بشكلٍ جاد لمخططات الانفصال التي يدعمها الصهاينة والأمريكان بهدف تفكيك الدول العربية ومحاصرة مصر.

ابو مصعب المصرى
04-07-2010, 03:47 PM
راجت أحاديث كثيرة خلال الأيام الماضية عن شكل مشاركة الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب القادمة، وفكرة التنسيق مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، وهي الأحاديث التي وجدت لها صدًى في العديد من وسائل الإعلام، في الوقت الذي تغافلت نفس الوسائل الإعلامية جريمة تزوير انتخابات مجلس الشورى الماضية، والذي عقد أولى جلساته يوم الخميس الماضي، وعلى الصعيد العربي انتهت القمة العربية الخماسية في مدينة طرابلس الليبية دون أي جديد، في وقت يعاني فيه الشعب العربي العديد من الأزمات؛ أبرزها ما يحدث في فلسطين سواء في الضفة الغربية وبها القدس الشريف، أو قطاع غزة المحاصر.



وعلى الصعيد العالمي عُقدت قمة مجموعة دول العشرين في تورنتو- كندا، في محاولة للبحث عن إستراتيجيات دعم انتعاش الاقتصاد العالمي، بالرغم من تباين اقتصاديات الدول الصناعية ودول ما يسمى بالاقتصاديات الناشئة؛ وهو ما ظهر بوضوح في احتجاجهم، على اعتبار أن التخفيضات الشديدة في الميزانية ستضر بالصناعات المعتمدة على التصدير للخارج.



وأمام هذا كله يوضِّح الإخوان رأيهم في العديد من القضايا:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول الانتخابات القادمة لمجلس الشعب جانبها الصواب والدقة في بعض جوانبها، خاصةً أن الجماعة أعلنت عن سياستها العامة من الانتخابات في أكثر من مناسبة وهي المشاركة في جميع الانتخابات، وفيما يتعلق بانتخابات مجلس الشعب القادمة 2010م فإن الجماعة تقوم الآن بدراسة الموقف على عدة مستويات، ومن خلال مؤسساتها الشورية، وأنها ستعلن الرأي النهائي في موضوع هذه الانتخابات في وقته.



- يأسف الإخوان المسلمون لموقف بعض وسائل الإعلام فيما يتعلَّق بمجلس الشورى، والذي عقد أولى جلساته يوم الخميس الماضي، ضاربًا عرض الحائط بالتزوير الذي شاب هذه الانتخابات، وقد تعامل الإعلام مع الحدث وكأن شيئًا لم يكن، ويؤكد الإخوان المسلمون أن الدفاع عن قضايا الوطن وفضح التزوير أمر في غاية الأهمية، تتحمل مسئوليته وسائل الإعلام الحرة ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان والأحزاب والقوى السياسية، ثم كل مواطن حريص على ممارسة حقوقه والدفاع عنها.



- يرى الإخوان المسلمون أن حكم القضاء ببطلان عقد مدينة "مدينتي" يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الفساد الذي ضرب في كل مؤسسات الدولة يحتاج لتكاتف كل القوى والجهود الوطنية؛ لمواجهته وفضحه والقضاء عليه بكافة الوسائل الدستورية والقانونية.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يجدِّد الإخوان المسلمون مطالبتهم للأنظمة والحكومات والمؤسسات العربية والإسلامية بضرورة الإسراع من أجل كسر حصار غزة، ودعم أهل القطاع بالغاز والكهرباء، خاصةً أن ليل غزة أصبح يلفه السواد الحالك وليس فيه نقطة ضوء لانقطاع الكهرباء المتواصل أمام مرأى ومسمع من العالم كله، كما يطالب الإخوان المسلمون الأنظمة والحكومات والمؤسسات العربية والإسلامية بإنقاذ مدينة القدس الشريف التي تتعرَّض لمخطط تهويد خطير يقترب خطوة خطوة تجاه المسجد الأقصى الشريف.



- يوجِّه الإخوان المسلمون التحية للحكومة التركية التي لم تخيِّب آمال شعبها في الرد على مجزرة أسطول الحرية، وذلك من خلال وقف العديد من العلاقات مع الكيان الصهيوني، ودفع المجتمع الدولي ضد الصهاينة، كما يحيي الإخوان الشعب التركي الذي يقف وراء حكومته ضد كل الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية لتخفيف قوة الموقف التركي ضد الكيان الصهيوني، ويطالب الإخوان الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية باتخاذ مواقف مشابهة؛ خاصة من الدول التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني.



- يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة اهتمام الدول الصناعية الكبرى بدعم اقتصاديات الدول الناشئة، ومراعاة مصالحها، وإعانتها في التخلص من آثار الأزمة المالية التي كانت نتيجة ممارساتهم الاقتصادية، والتخلي عن النظرة الاستعمارية في التعامل مع تلك الدول، وضرورة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وألا تكون الاتفاقات للاستهلاك الإعلامي وحسب، وكذلك حث الدول الناشئة على امتلاك القدرات والاهتمام بالتنمية المستدامة لمقدرات بلادها ومحاربة الجهل والفساد والأخذ بالأساليب العلمية لدفع بلادها إلى التقدم والارتقاء.

ابو مصعب المصرى
08-07-2010, 12:04 PM
شاركوا في التوقيع على المطالب السبعة








تعيش مصر أزمةً حقيقيةً نتيجة استمرار حالة الطوارئ منذ ثلاثة عقود؛ ما نتج عنه تفشي الفساد الذي أدَّى بدوره إلى انتشار التزوير والتعذيب، ووضع الشعب كله تحت وطأة عصا الأجهزة الأمنية.



ومع كل حدثٍ تمر به مصر يتوقع الشعب أن يعيد النظام الحاكم حساباته في قضايا الإصلاح، إلا أن اقتصار نظرة النظام على مصالحه الضيقة وإصراره على مصادرة وتحدي إرادة الأمة فوَّت كل الفرص للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وقد أدَّى وضع مصر بهذا الشكل إلى تراجع دورها في كثيرٍ من القضايا العربية والإسلامية، وأمام هذا كله يوضح الإخوان رأيهم في القضايا التالية:



أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن المطالب السبعة التي اجتمعت عليها القوي السياسية والجمعية الوطنية للتغيير والدكتور محمد البرادعي، هي بداية الانطلاق نحو تحقيق الإصلاح المنشود، ويدعو الإخوان الشعب المصري بمختلف فئاته واتجاهاته وطبقاته إلى المشاركة في حملة التوقيعات على هذه المطالب السبعة، وأن يسعى جميع المخلصين في هذا الوطن إلى حثِّ الشعب ودفعه للمشاركة بإيجابية في حملة التوقيعات سواء من خلال موقع "www.tawkatonline.com (http://www.tawkatonline.com/)" أو من خلال موقع الجمعية الوطنية للتغيير، على أن نرفع جميعًا شعار "معًا سنغير"، وهذا يمثل ورقة ضغط قوية على النظام المصري للاستجابة لمطالب التغيير والإصلاح.



- يرحب الإخوان بخطوة تحويل اثنين من أفراد الشرطة إلى محكمة الجنايات في قضية تعذيب وقتل الشاب السكندري "خالد سعيد"، ويؤكد الإخوان المسلمون أن هذه الخطوة وإن كانت متأخرةً وغير كافية إلا أنها تؤكد أن تحرُّك الشارع المصري ورغبته في انتزاع حقوقه كفيلة بتغيير كثيرٍ من الأوضاع التي تعاني منها مصر، ويطالب الإخوان المسلمون بفتح تحقيق في كل جرائم القتل والتعذيب في السجون ومراكز وأقسام الشرطة، ومقار أمن الدولة، وأن يتم كذلك فتح تحقيق عاجل ومحايد في قضية شاب الدقهلية الذي تعرَّض في مركز شرطة بني عبيد لتعذيب بشع فألقى بنفسه من النافذة، كما ذكرت وسائل الإعلام، ويطالب الإخوان المسلمون منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات المهنية بتبني حملة شعبية قوية لمناهضة هذا التعذيب الذي يعد نتيجةً لحالة الطوارئ التي تعيشها مصر.. كما يطالب الإخوان بإغلاق كافة أماكن الاحتجاز غير القانونية، خاصةً التي في مقار أجهزة أمن الدولة، وبالذات السجن الموجود في المقر الرئيسي بمدينة نصر.



- يُحذِّر الإخوان من التعامل الأمني البوليسي مع أهلنا في سيناء وآثاره السلبية على الأمن القومي المصري والعربي، ويرى الإخوان أن النظام المصري فشل على مدار عقود عديدة في تنمية سيناء وتعميرها، واستيعاب أهلنا هناك في مشاريع تنموية حقيقية في حين أنهم حائط الصد الرئيسي، وعلى خط المواجهة مع العدو الصهيوني، ويطالب الإخوان بالاستجابة السريعة لمطالبهم العادلة في إطلاق سراح المعتقلين وحسن المعاملة وغيرها.



يُحذِّر الإخوان المسلمون من الانفلات المترقب للأسعار، والذي بدأت ملامحه خلال الأيام الماضية، خاصةً بعد ارتفاع أسعار الطاقة والتمهيد لرفع أسعار السولار والبنزين، ويؤكد الإخوان المسلمون أن سياسة الجباية التي تمارسها الحكومة ضد الشعب المصري ليست في مصلحة الأمن القومي وإنما تهدد الاستقرار؛ لأنها نزيد معدلات الفقر والبطالة وتصبُّ في مصلحة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يهدف للسيطرة على المنطقة وجرها لساحة الانفلات وعدم الاستقرار.. ويؤكد الإخوان ضرورة وضع حد أدنى وحد أقصى للأجور يحقق العدالة الاجتماعية.



ثانيًا: على الصعيد الدولي والإقليمي:

- يرى الإخوان أن الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني للولايات المتحدة ولقاءه مع الرئيس الأمريكي إنما هي محاولة لتجميل الوجه الإجرامي للإرهاب الصهيوني، خاصةً بعد مذبحة أسطول الحرية، كما يرفض الإخوان المسلمون التصريحات التي أعلنها الرئيس الأمريكي في هذا الشأن.



- يؤكد الإخوان أن خيار السلام المزعوم والمفاوضات العبثية التي ما زالت تتمسك بأهدابها البالية مع السلطة الفلسطينية الأنظمة والحكومات العربية لم يعد له وجود إلا في أذهان الذين ينادون به، وخصوصًا أن المغتصبات ابتلعت 42% من مساحة الضفة الغربية، وأن خيار المقاومة بأنواعها المختلفة، ومنها استخدام القوة ضد المحتل الصهيوني هو الخيار الأوحد للوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية تُمكِّن الفلسطينيين من أرضهم والمسلمين من مقدساتهم.

- يوجه الإخوان المسلمون التحيةَ للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يعدُّ سفينتين، وعلى متنهما 500 عالم ومعهم 5000 طن من المواد الإغاثية، للإبحار إلى غزة لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في القطاع بشكلٍ مستمر؛ ما يؤكد أن علماء الأمة ما زالوا هم صوتها القوي والمؤثر في قضاياها المهمة والقومية.

ابو مصعب المصرى
18-07-2010, 03:27 PM
ضرورة الإفراج عن "رهائن العسكرية"

[14/07/2010][17:20 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif (**********:void%20fnSave('%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B 1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8% AC%20%D8%B9%D9%86) http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif (**********:popUp('print.asp?ArtID=67900&SecID=118','780','550','1')) http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=67900&SecID=118#)





في الثالث والعشرين من شهر يوليو الجاري، يستحق المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين وإخوانه في القضية العسكرية الإفراج لنصف المدة، إلا أن خصومة النظام المصري غير المبررة مع جماعة الإخوان المسلمين قد تحول دون تحقيق ذلك؛ ما يبرهن على خطورة استمرار حالة الطوارئ والانسداد السياسي التي تعيشها مصر، وفي ذات الوقت يحاول النظام المصري الزج ببعض نواب الإخوان المسلمين في قضية قرارات العلاج على نفقة الدولة، وهذا يتزامن أيضًا مع نظر قضية الإخوان المسلمين المعروفة إعلاميًّا بـ"قضية التنظيم الدولي".



هذه القضايا الداخلية تواكبت مع قضايا خارجية تمثل أهميةً لأمتنا الإسلامية والعربية، أبرزها قرار التوقيف الجديد في حق الرئيس السوداني عمر البشير، بإضافة تهمة الإبادة الجماعية إلى أهالي دارفور، وكذلك الحكم الصهيوني بسجن الشيخ رائد صلاح، وصلف وإصرار الكيان الصهيوني على منع وصول المعونات الإنسانية إلى قطاع غزة وتصديه الآن لسفينة "الأمل" وتهديدها ومنعها من الوصول إلى القطاع، وأخيرًا موافقة البرلمان الفرنسي على تشريع يحظر ارتداء النقاب، وأمام كل هذه القضايا يوضِّح الإخوان رأيهم في الآتي:



أولاً: على الصعيد الداخلي

- يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة الإفراج عن المهندس خيرت الشاطر وإخوانه حسن مالك وصادق الشرقاوي وأحمد شوشة وأحمد أشرف المسجونين، طبقًا لأحكام القضية العسكرية بعد مرور نصف المدة طبقًا للقانون، وضرورة أن يراجع النظام نفسه في مخالفته للقانون والدستور ضد الإخوان المسلمين، باستثناء قضاياهم من مثل هذه القرارات، ويطالب الإخوان المسلمون منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني المهتمة بالعدل والحرية؛ بأن يطالبوا النظام المصري بأن يتدارك خطيئته بتحويل قيادات الجماعة إلى المحاكم العسكرية بعد قرار محكمة الجنايات لمرتين متتاليين بالإفراج عنهم.



- يؤكد الإخوان أن إحالة ما يُسمى بـ"قضية التنظيم الدولي" إلى محكمة استثنائية (أمن الدولة العليا طوارئ) هو استمرار لنفس السياسة التي تحرم الإخوان المسلمين من حقهم الدستوري في التقاضي أمام قاضيهم الطبيعي، كما يؤكدون أن هذه المحكمة غير مختصة، ويعطيها الدستور والقانون الحق في رفض نظر هذه القضية من تلقاء نفسها.



- يرفض الإخوان المسلمون محاولات النظام الزجَ بأسماء عدد من نواب الكتلة البرلمانية للإخوان في قضية قرارات العلاج على نفقة الدولة، وهي محاولة نراها مفضوحة لتشويه صورة نواب الإخوان بعد أدائهم المميز خلال هذا الفصل التشريعي، كما أنها تعد تسترًا على فساد الحزب الوطني، ومحاولة تحسين صورته بأنه ليس وحده فقط الذي يمارس الفساد ويُوصم به، ويطالب الإخوان المسلمون بالتعامل مع هذه القضية بكل شفافية ووضوح، مؤكدين في الوقت نفسه أن الجماعة لا تمانع من محاسبة أي نائب يثبت تورطه في هذه القضية بعد تحقيقات نزيهة بغض النظر عن انتمائه الحزبي أو السياسي.



- يجدِّد الإخوان المسلمون ثقتهم في الشعب المصري الذي استجاب بجدية مع نداء التوقيع على مطالب الإصلاح السبعة، ونؤكد أن الطريق ما زال ممتدًا ويستحق المزيد من الفاعلية والإيجابية؛ ليعلم النظام المصري أن الشعب يرفض ممارساته، وعلى استعداد للتصدي لفساده بكل السبل والطرق المشروعة، وتطالب الجماعة الشعب المصري بكل طوائفه بالاستمرار في حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح بجدية وهمة وإيجابية.



ثانيًا: على الصعيد الدولي والإقليمي

- يرفض الإخوان المسلمون القرار الصهيوني بالحبس الفعلي للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في عرب 48، ونؤكد أنه قرارٌ متطرفٌ يأتي ضمن مخططات تهويد القدس الشريف لمنع الشيخ رائد من التصدي لمشاريع التهويد للقدس والحفريات تحت المسجد الأقصى، ويطالب الإخوان المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية بالضغط على العدو الصهيوني لإلغاء تلك العقوبة.

- يرفض الإخوان المسلمون القرار الجديد للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدين أن قرارات هذه المحكمة أصبحت سياسية (التي تغافلت عن الإجرام الصهيوني سواء في حرب غزة أو مع أسطول الحرية)، تريد أن تفتت الأمة العربية والإسلامية لصالح المشروع الصهيوأمريكي؛ حيث يدعم هذا القرار خطط الغرب لفصل جنوب السودان عن شماله، وهو ما يتطلب من الأنظمة العربية والإسلامية أن تدعم النظام السوداني في حربه ضد الهجمة الغربية لتفكيك السودان في جنوبه وشرقه وغربه، كما نطالب الشعب السوداني أن يوحِّد صفوفه وألا ينساق وراء مخططات التمزيق والفرقة، كما نريد أن نسمع من المحكمة قراراتها ضد المسئولين الصهاينة عن مجزرة أسطول الحرية وجرائم حرب غزة.

- يعرب الإخوان المسلمون عن دهشتهم لإقرار البرلمان الفرنسي تشريعًا يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، مؤكدين أن التشريع يخالف المبادئ الإنسانية التي تنادي بها فرنسا، بل يخالف أيضًا الدستور الفرنسي الذي قام على حرية العقيدة والتعبير عنها بمختلف الأشكال، ويرى الإخوان أن هذا التشريع يعد استجابةً واضحةً للحملات المغرضة ضد الإسلام، والتي أصابت المجتمع الغربي بالخوف من الإسلام، والتي يشنها الإعلام الغربي المرتهن للصهيونية، كما حدث مع مراسلة الـ(CNN) والسفيرة البريطانية في بيروت وكبيرة المراسلين في البيت الأبيض، إلا أن الله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون.

ابو مصعب المصرى
22-07-2010, 01:14 PM
الحوار من أجل مصر

[21/07/2010][16:26 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif (**********:void%20fnSave('%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8 8%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D8%AC%D9%84% 20%D9%85%D8%B5%D8%B1')) http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif (**********:popUp('print.asp?ArtID=68197&SecID=118','780','550','1')) http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=68197&SecID=118#)





عبَّرت القوى السياسية والوطنية المصرية خلال تلبيتها لدعوة المرشد العام للإخوان المسلمين لـ "حوار من أجل مصر" عن حالة الإجماع السياسي على ضرورة التوحد حول مشروع واحد يستهدف تخليص الوطن والمواطنين من أسر الاستبداد والفساد الجاثم على صدره.



كما شهدت مصر خلال هذا الأسبوع زيارات من المبعوث الأمريكي للسلام المزعوم ورئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، وكلها جاءت بهدف نقل وَهْم التفاوض من غير المباشر إلى المباشر في الوقت الذي ما زالت فيه جرافات العدو الصهيوني تُهوِّد القدس وما حولها، وتُشرِّد أصحاب الأرض، وتُحاصِر أهل غزة، وتقتل الأطفال، وتعتدي على النساء.



وأمام هذه التداعيات وغيرها يوضح الإخوان المسلمون رأيهم على النحو التالي:



أولاً: على الصعيد الداخلي:

1- يرى الإخوان المسلمون أن النظام الحاكم في مصر يجب أن يؤدي دوره المنوط به من حفظٍ للوطن وحقوقه وكرامة مواطنيه وآدميتهم، وملاحقة الفاسدين والمفسدين ولصوص البنوك ومهدري دم أبنائه وسالبي أراضي الدولة وبائعيها بأبخس الأثمان- من داخله- بدلاً من اختلاق تهم ممجوجة افتراءً على شرفاء المعارضة ورموز الإصلاح واستخدام الادعاءات الباطلة التي لم يعد لها مصداقية إلا في رءوس سدنة هذا النظام الفاسد والمفسد والمنتفعين منه.



2- يؤكد الإخوان المسلمون على أن توحد قوى الإصلاح المصرية أحزابًا وحركات ومنظمات وهيئات صار فريضة الوقت لصياغة مشروع إنقاذ مصري خالص يحمي الوطن من الاختطاف لعقود جديدة، ويرد عنه مخططات القوى الاستعمارية والصهيونية للدخول به في نفق الفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.



3- يرفض الإخوان المسلمون أية محاولات للنيل من نبل وجهود الجماعة الوطنية المصرية بكافة أطيافها ومحاولة تشتيت الجهود المبذولة للتوحد حول مشروع توافقي إصلاحي والسعي لإدخالها في نفق التراشق الكلامي الذي يصبُّ بالدرجة الأولى في صالح الاستبداد وأذنابه.

4- كما يدعو الإخوان المسلمون النظام أن يعود إلى رشده، ويتخلى عن استكبارٍ يحرم الوطن من جهود أبناء مخلصين، ويجردهم من أبسط حقوقهم الإنسانية بالإفراج عن المحبوسين ظلمًا بأحكام عسكرية، وبتنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى 2010م في الدائرة السادسة بالإسكندرية، وإعادة الانتخابات بها بعد الحكم بإدراج اسم مرشح الإخوان فيها.



5- لا تزال حملة التوقيع على المطالب السبعة للإصلاح تتصاعد يومًا بعد يوم مُضاعِفةً عدد الموقعين، وهو ما يؤكد أن وعي الشعب يرتفع كلما ارتفعت همم الداعين للإصلاح والمسوقين للحملة، وهو واجب كل الأطياف الإصلاحية في الشارع المصري، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

1- يؤكد الإخوان المسلمون أن دور مصر أكبر بكثيرٍ من مجرد لعب دور المحلل في عملية التفاوض التي تمثل في تاريخ القضية الفلسطينية سرابًا يلهث خلفه المفرطون، وأثبتت التجارب أنه لا طائلَ من وراءه.



2- يرفض الإخوان المسلمون حصر القضية الفلسطينية في مفاوضات عبثية في ظل إصرارِ العدو الصهيوني على مواصلة تهويد الأراضي الفلسطينية، وحرمان أهل القدس والضفة من أراضيهم ودورهم ومحاصرة أهل غزة، ورفض تحديد مصير اللاجئين أو الحدود، وأن أي حديثٍ عن التفاوض في ظل الوضع الراهن يمثل خداعًا من قِبل دعاته، ويعدُّ تفريطًا من قِبل المشاركين فيه أو الداعمين له من دول الجوار والمؤسسات والمنظمات الدولية.

3- يطالب الإخوان المسلمون الدول الإسلامية والعربية وكافة المنظمات والمؤسسات بأن يواصلوا جهودهم لكسر الحصار اللا إنساني على قطاع غزة عبر قوافل بحرية وبرية تؤكد للعالم وحشية العدو الصهيوني، كما لا ينبغي نسيان التركيز على الجانب السياسي بجوار الجانب الإنساني والإغاثي.



4- يرى الإخوان المسلمون أن الحالة الراهنة في أفغانستان تؤكد الفشل الذريع للمشروع الاستعماري العدواني الأمريكي الذي لم تحصد أفغانستان من ورائه إلا شلال دماء بريئة تراق يوميًّا، وبحرًا من فساد يُغرِق البلاد، وبالتالي فإن ما أسموه بمؤتمر المانحين يجب أن يعوض الأفغان عما لحق بهم من دمار وخراب وهلاك بفعل الأمريكان ومشروعهم على أن يكون هذا مصاحبًا لرحيل المحتل... وهو ذات الأمر الذي ينطبق على النموذج العراقي، وكلاهما يعبران تعبيرًا دقيقًا عن المشروع الأمريكي التحرري، والذي يحمل عنوان "الفوضى الخلاقة"

5- يطالب الإخوان المسلمون حكومة بنجلادش بسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين من زعماء الجماعة الإسلامية ببنجلادش.

ابو مصعب المصرى
29-07-2010, 03:25 PM
حوار الأحزاب والقوى السياسية

[28/07/2010][15:40 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif (**********:void%20fnSave('%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B 1%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8%20% D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89%20%D8%A7%D9%84 %D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9')) http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif (**********:popUp('print.asp?ArtID=68530&SecID=118','780','550','1')) http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=68530&SecID=118#)





ما زالت أصداء لقاء فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين بممثلي الأحزاب والقوى السياسية المختلفة تحتل مساحةً في المشهد السياسي والإعلامي المصري، حول جدوى هذا اللقاء ومدى التوافق بين المشاركين فيه، وهو ما يتواكب أيضًا مع الحديث عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة وشكل المشاركة فيها.



وعلى الصعيد الخارجي تزايد الحديث عن تحريك عملية السلام المزعوم الميتة من الأساس، ونقل المفاوضات العبثية من غير المباشرة إلى المباشرة، وهو ما تواكب أيضًا مع زيادة الحديث عن تحميل حزب الله في لبنان مسئولية مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري؛ ما يُهدد بإشعال الحرب في المنطقة كلها، وأمام هذا كله يُوضِّح الإخوان رأيهم في الآتي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن محاولات وسائل الإعلام المحسوبة على النظام الحاكم التقليل من شأن اللقاء المشترك بين الإخوان والقوى السياسية والمستقلة الفاعلة في مصر إنما يُعبِّر بشكلٍ واضحٍ عما يمكن أن نقوم به من أجل إصلاح الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر، وإننا- مجتمعين- نُمثِّل رقمًا صعبًا في حالة الحراك التي يشهدها المجتمع المصري، وهو ما يتطلب أن تواصل هذه القوى جهودها وتُجنب خلافاتها، وأن تعتبر الإجماع على مطالب الإصلاح هو التحدي الذي يجب أن تثبت فيه رغبتها في تعديل مسار الوطن الذي انحرف بمصر إلى مستنقع الأزمات الداخلية والخارجية.



- يواصل الإخوان المسلمون دعوتهم للشعب المصري إلى التفاعل بشكل أكبر مع حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح السبعة، ورغم أن عدد الموقعين حتى كتابة هذه السطور تجاوز الربع مليون توقيع على موقع "توقيعات أون لاين" و84 ألف توقيع على موقع "الجمعية الوطنية للتغيير"، إلا أن أمل الإصلاح لا يزال يحتاج إلى تحركٍ جادٍّ من مختلف طوائف الشعب لدعم هذه المطالب، حتى يعلم النظام الحاكم ومَن يدعمه أن للشعب المصري رأيًا في واقعه ومستقبله، وأن عملية نقل السلطة من خلال التوريث تحت غطاء انتخابات مزورة ودعم دولي أمر لن يقبله الشعب المصري الذي يتطلع إلى الحرية والعدل والمساواة.



- يُحذِّر الإخوان المسلمون من موجة الغلاء التي اجتاحت الأسواق المصرية، وخصوصًا أسعار اللحوم والدواجن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ويرى الإخوان أن غياب الرقابة الحكومية وسيطرة المصالح الشخصية والاحتكارية على مقدرات الوطن هي السبب الرئيسي لانفلات الأسعار، وفي النهاية يتحمل المواطن المصري المزيد من الغلاء في ظلِّ رواتب ضعيفة وميزانيات مهترئة لا تستطيع أن تفي بمتطلبات الحياة أو المعيشة الكريمة.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يرى الإخوان المسلمون أن الزيارات المتوالية التي يقوم بها رئيس وزراء الإجرام الصهيوني للزعماء والقادة العرب من أجل التسويق للمخططات الصهيونية لحل القضية الفلسطينية بالشكل الذي يدعم السطو على حقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، يجب أن يواكبها تحركات شعبية في العالمين العربي والإسلامي لرفض مخططات الاستيلاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتهويد القدس الشريف، واستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة، وعزل الضفة الغربية، وعودة اللاجئين، ودعم خيار المقاومة باعتباره الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومقدساته، كما يهيب الإخوان بالكُتَّاب والمفكرين وصُناع الرأي في عالمنا العربي والإسلامي ألا يغفلوا حق القضية الفلسطينية، وأن يوضحوا للرأي العام خطورة المرحلة التي تمرُّ بها القضية، وأهمية دعم خيار المقاومة المشروعة.



- يطالب الإخوان المسلمون الفرقاء اللبنانيين بالحذر في التعاطي مع التسريبات الإعلامية التي بدأت تزيد وتيرتها فيما يتعلق بنتائج التحقيقات في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ويطالب الإخوان المسلمون الأحزاب والتيارات اللبنانية لليقظة والحيطة من السم الذي يتم دسه في عسل العدالة والتحقيق الدولي؛ ولذلك يجب أن يحافظ الجميع على وحدة الشعب اللبناني وعدم جرِّ البلاد لحرب داخلية مرةً أخري، وبخاصة في ظلِّ التحرك الصهيوني في الإعلام الدولي لإيقاظ الفتن النائمة لدعم المخطط الصهيوأمريكي في إشعال النيران في المنطقة العربية كلها.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن الموقف الرسمي المصري من قضية انفصال الجنوب السوداني لم يصل لمستوى الحدث، حيث يتطلب الوضع أن يكون الموقف أكثر وضوحًا في رفض انفصال الجنوب لما يمثله ذلك من خطورةٍ على الأمن القومي المصري بشكلٍ خاص، والأمن القومي العربي بشكلٍ عام نتيجة التوغل الصهيوني في القرن الإفريقي ومنابع النيل، وهو ما يتطلب تحريكًا مصريًّا للدور العربي لدعم الموقف السوداني سياسيًّا واقتصاديًّا.



- يرفض الإخوان المسلمون التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي المصري تحت غطاء دعم الديمقراطية، ويرفض الإخوان المسلمون تدخل الكونجرس الأمريكي بفرض قوانين على شعوبٍ أخرى، ويطالب الإخوان المسلمون النظام المصري بالاستجابة للمطالب الشعبية الخاصة بحرية تكوين الأحزاب والانتخابات الحرة واحترام حقوق الإنسان.

ابو مصعب المصرى
05-08-2010, 11:53 AM
حملة التوقيعات.. والحرب على لبنان





شهدت الأيام الماضية العديد من التجاوزات في حق نشطاء حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح السبعة التي توافق عليها الإخوان المسلمون ومعظم القوى السياسية في مصر، في الوقت الذي تعلن فيه لافتات وملصقات تدعو إلى التوريث صراحةً، كما تواكب ذلك مع استمرار الحملات الإعلامية الموجهة ضد الجماعة.



وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، تشهد المنطقة العربية بوادر حرب صهيونية جديدة على لبنان الشقيق، كما دخلت القضية الفلسطينية في منعطف خطير فيما يُعرف بالمفاوضات المباشرة للحل النهائي، هذا بالإضافة إلى استمرار الاضطهاد والعدوان الهندي الذي يتعرَّض له شعب كشمير المسلم، وتفاقم الأزمة الإنسانية بسبب الفيضانات الشديدة بباكستان.



وأمام هذه القضايا وغيرها يوضِّح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يرفض الإخوان المسلمون حملات الاعتقال التي شنتها وتشنها قوات الأمن المصرية ضد نشطاء ودعاة الإصلاح، والذين كان آخرهم 15 ناشطًا في الإسكندرية، تمَّ اعتقالهم خلال تعليق ملصقات تحتوي على مطالب الإصلاح السبعة؛ وهي الاعتقالات التي تمثل قمة الفشل للنظام المصري الحاكم الذي تأكد ضعفه في أية مواجهة سلمية مع الشعب المصري الذي يطالب بحقوقه بشكل سلمي وحضاري، ويؤكد الإخوان المسلمون أنهم وكل القوى التي توافقت على هذه المطالب مستمرون في طريقهم، وبالرغم مما يفعله النظام؛ وسوف تستمر حملة التوقيعات داخل مصر وخارجها، وسوف يستمر التفاعل بجدية مع هذه الحملة سواء على موقع (توقيعات أون لاين) أو موقع "الجمعية الوطنية للتغير"، ومن أجل فضح الفساد المستشري في الوطن من قِبل النظام الذي يتشدق زورًا وبهتانًا بالحرية والديمقراطية، خاصةً أن هذه المطالب تتوافق مع الدستور والقانون المصري.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما يُنشر في بعض وسائل الإعلام حول مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية القادمة غير صحيح، وأن قرار المشاركة وما يتبعه من إجراءات ما زال معروضًا على مؤسسات الجماعة المنوط بها اتخاذ مثل هذه القرارات، ويطالب الإخوان وسائل الإعلام بتحري الدقة فيما يتم نشره في هذا المجال، وأن تنتظر القرار المؤسسي، ولا تتعجل بنشر أخبار غير دقيقة.



- يرى الإخوان المسلمون أن الحديث المتصاعد عن مسلسل الجماعة الذي سيتم عرضه بعد أيام خلال شهر رمضان المبارك، والتركيز على أحداث بعينها من أجل تشويه صورة الجماعة؛ هي وسائل دعاية معروفة لدى الجميع لتسويق المسلسل وزيادة عوائد الإعلانات الخاصة به، ونؤكد أن تحريف الوقائع التاريخية وتشويه صورة الجماعة سوف يُرفض من هذا الشعب الذي يعرف جيدًا أهداف هذا المسلسل ودلالات توقيت عرضه مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب.



وكلنا ثقة في قدرة الشعب المصري على التمييز بين الحقائق والأكاذيب والافتراءات، وأن هذا المسلسل ليس الأول في محاولة تشويه الجماعة، ولقد سبقه الكثير من المحاولات على مدار السنوات، وبفضل الله أولاً ثم بوعي الجماهير باءت كلها بالفشل، وازدادت الجماعة انتشارًا وتجذرًا، وليس ما حدث في برنامج "حالة حوار" في التليفزيون المصري أثناء انتخابات 2005م منا ببعيد.



- يؤكد الإخوان المسلمون رفضهم التصريحات التي صدرت عن رئيس مجلس الشعب المصري باستحالة تعديل الدستور إلا بعد انتخابات الرئاسة القادمة، وهي التصريحات التي تعطي ظهرها للحراك الذي يشهده الشارع المصري فيما يتعلق بالمطالب السبعة للإصلاح، ونرى أن محاولة النظام الحاكم مصادرة آراء الموقعين على مطالب الإصلاح أمر في غاية الغرابة، ويحتاج لمراجعة حقيقية من هذا النظام، كما نطالب رئيس مجلس الشعب بأن يربأ بنفسه عن مثل هذه التصريحات وهو على قمة الهرم التشريعي والرقابي، وألا ينساق وراء مصالح حزبية ضيقة، كما نرفض تصريحات الأمين العام للحزب الوطني والمنشورة بجريدة (الوطني اليوم) ضد الإخوان المسلمين والتي تتسم بالسطحية وعدم الموضوعية.



ثانيًا: على الصعيدين الإقليمي والدولي:

- يحذّر الإخوان المسلمون من طبول الحرب التي بدأت تعلن عن نفسها في المنطقة العربية، والتي ظهرت ملامحها بالعدوان الصهيوني على الشعب اللبناني الشقيق من ناحية، والقصف المتكرر لقطاع غزة من ناحية أخرى، في الوقت الذي يسعى فيه قادة الإجرام الصهيوني إلى لقاء أكبر عدد من الزعماء والقادة العرب.



- يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة التفاف الشعوب العربية والإسلامية حول الشعبَيْن اللبناني والفلسطيني للتصدي للغطرسة الصهيونية، وأن تقوم هذه الشعوب بدورها لدفع الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية إلى التحرك والتصدي للإجرام الصهيوني الذي يفضح ضعفهم وتراجعهم في كل مرة يكون العدو الصهيوني طرفًا فيها.



- يطالب الإخوان المسلمون السلطة الفلسطينية بإعلان رفضها لرسالة التهديد والوعيد التي أرسلها باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس السلطة الفلسطينية، منذرًا إياه بأوخم العواقب- كما ذكرت وكالات الأنباء- إن لم ينخرط في مفاوضات مباشرة مع الجانب الصهيوني، ونطالب السلطة بأن تعمل بكل جهد وإخلاص لإنهاء الانشقاق الفلسطيني، ودعم المقاومة باعتبارها الخيار الوحيد لقيام الدولة الفلسطينية على كامل الأرض العربية والإسلامية المغتصبة، وعودة اللاجئين، وإعلان مدينة القدس الشريف عاصمة لهذه الدولة.



- يدعو الإخوان المسلمون المنظمات الإسلامية والعربية والدولية إلى التحرك لوقف العدوان والإجرام الهندي ضد شعب كشمير المسلم، والذي لا يقل وضعه خطورة عن وضع القضية الفلسطينية وأهل غزة المحاصرين.



- يناشد الإخوان المسلمون حكومات وشعوب العالم العربي والإسلامي وشعوب العالم كله وكل المنظمات والهيئات الإنسانية مد يد العون للمنكوبين في كارثة الفيضانات بباكستان، وسرعة إغاثة المشردين، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بمنع انتشار الأوبئة الخطيرة.

ابو مصعب المصرى
12-08-2010, 01:02 PM
تستقبل مصر شهر رمضان المبارك في ظلِّ أزمات كثيرة عكَّرت صفو المصريين وفرحتهم بهذا الشهر الكريم، نتيجة غلاء الأسعار وفشل الحكومة في حل مشاكل المرور ورغيف العيش والمياه والكهرباء، ويأتي كل هذا بالتزامن مع أزمة كهرباء وطاقة يعيشها قطاع غزة المحاصر من قِبل الصهاينة وأعوانهم أمام صمتٍ عربي ودولي غير مبرر، وعلى الصعيد الدولي تحتاج باكستان إلى العون الحقيقي لمواجهة أزمة السيول والفيضانات التي أصابتها مؤخرًا، وأمام كل هذه القضايا وغيرها يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:



أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يتقدم الإخوان المسلمون بخالص التهاني للشعب المصري وللأمتين العربية والإسلامية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، داعين المولى عز وجل أن يكون الشهر الكريم دافعًا لإصلاح ذات بيننا، وأن تعتبره الأنظمة الحاكمة فرصةً جيدةً لمصالحة شعوبها، والعمل على إقرار الحق والعدل والعمل بجد لتحقيق الإصلاح الذي تستحقه هذه الشعوب في كل المجالات.



- يُحمِّل الإخوان المسلمون حكومة الحزب الحاكم لفسادها مسئوليةَ الانفلات المتوالي في أسعار السلع الأساسية واللحوم والطاقة، وهو الانفلات الذي أكد فشل الحكومة في ضبط الأسواق وحماية المواطنين من طمع وجشع التجار والمحتكرين، ويطالب الإخوان المسلمون النظام الحاكم بتطهير نفسه من الفاسدين والمفسدين المتربحين من قوت الشعب المصري، والذين يعطيهم النظام الحماية والمشروعية فيما يقومون به ضد هذا الشعب وأمنه واستقراره وحقه في حياةٍ حرةٍ كريمة.



- أثبتت أزمة القمح التي تشهدها مصر هذه الأيام نتيجة هلاك مزارع القمح الروسية، أنه حان الوقت لأن يملك الشعب المصري صاحب الحضارة والتاريخ قوت يومه، وأن يعود القمح محصولاً إستراتيجيًّا في الزراعة المصرية، وأن تتم محاكمة كل المسئولين الذين دمروا هذه الزراعة، وما زال حتى اليوم يقفون ضد زارعي القمح ويتآمرون عليه ويبخسون أسعار محصوله لصرفهم عن زراعته لصالح المستوردين وسمسارة الفساد وما فعلته وزارتي التموين والتضامن الاجتماعي هذا العام ليس عنا ببعيد؛ ما جعلنا من أكبر الدول استيرادًا للقمح، ووضعتنا سياسات حكومات الحزب الفاسد في هذه الأزمة التي نعيشها حاليًّا.



- يطالب الإخوان المسلمون الحكومة بإيجاد حلٍّ عاجل لأزمتي الكهرباء والمياه التي لم تشهد مصر مثليهما من قبل، كنتيجة طبيعية لانتشار الفساد في مختلف قطاعات الدولة، بالرغم من أننا مصدرون للكهرباء ويجري في وطننا نهر النيل إلا أننا نعاني من سوء استغلال هذه الموارد مثل غيرها من مقدرات الوطن نتيجة غياب الإدارة الرشيدة التي تستطيع أن تواجه الأزمات بحلول ناجعة وليس بمسكنات تشكل في حد ذاتها أزمات للشعب وتعود بالوبال على الأجيال القادمة إن استمر الحال على ذلك.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن الاعتقالات التي تشهدها محافظة الإسكندرية، والتي كان آخرها اعتقال المهندس علي عبد الفتاح وعدد من إخوانه، تعد عنوانًا بارزًا لحالة التردي التي وصل إليها النظام الحاكم في مواجهة الذين يحملون راية الإصلاح ويدافعون عن حق هذا الشعب في حياة حرة كريمة، وهي الحالة التي جعلت النظام غير قادر على مواجهة حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح إلا باستخدام ذراعه الأمنية وعصا الإرهاب المستمرة، ورغم كل هذا يؤكد الإخوان المسلمون استمرارهم في الدعوة لحملة التوقيعات كجزءٍ من الحِراك السياسي الحالي ليؤكد بها الشعب المصري أنه قادرٌ على التغيير وإصلاح أحوال وطنه.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يحذر الإخوان المسلمون من الوضع المتردي لقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتوقف المتكرر لمحطة الكهرباء الوحيدة التي تغزي أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، ويؤكد الإخوان المسلمون أن استمرار الموقف العربي المتراجع أمام الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيًّا في حصاره للقطاع، هو قمة الخزي والهوان للأنظمة والحكومات العربية التي باعت مصالح أمتها من أجل الحفاظ على مناصبها، وهو ما يتطلب أن يزداد تفاعل الشعوب العربية والإسلامية مع إخوانهم في قطاع غزة للضغط على هذه الأنظمة من أجل فك الحصار وردع المحتل الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين أرض العروبة والإسلام.



- يناشد الإخوان المسلمون الأمتين الإسلامية والعربية وشعوب العالم الحر وأهل الخير في كلِّ مكان وكافة المؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية والدولية مدَّ يد العون والمساعدة للأشقَّاء في باكستان؛ لمواجهة الظرف الأليم الذي ألمَّ بهذا البلد المسلم؛ باعتبار ذلك واجبًا شرعيًّا وإنسانيًّا يحتِّمُه الدين الإسلامي الحنيف والأخوَّة الإنسانية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مذكرين المسلمين خاصةً بما يحمله شهر رمضان المبارك من أجر وثواب مضاعف لفاعلي الخير والدالين عليه.

ابو مصعب المصرى
19-08-2010, 04:21 PM
مسلسل الجماعة والانتخابات القادمة

شهدت مصر خلال الأيام الماضية العديد من الأحداث التي ارتبطت معظمها بجماعة الإخوان المسلمين، سواء المتعلِّقة بمسلسل الجماعة الذي بدأ عرضه منذ بداية شهر رمضان المبارك أو بالحديث المتصاعد عن مشاركة الجماعة في الانتخابات القادمة، هذا بالإضافة إلى العديد من الأحداث الداخلية التي تؤكِّد ضعف حكومة الحزب الوطني، التي فشلت في إيجاد حلول لأزمات المياه والكهرباء وغلاء الأسعار، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من سلعة القمح الإستراتيجية، فضلاً عن انتشار الفساد في كلِّ المجالات.

أمَّا على المستوى الخارجي فقد دخلت القضية الفلسطينية في نفس النفق الذي أوجدته معاهدات السلام الفاشلة، كما بدا الوضع في باكستان مؤلمًا، ويحتاج إلى تضافر إنساني دولي، وأمام كلِّ هذه القضايا يوضِّح الإخوان المسلمون رأيهم الآتي:
أولاً: على المستوى الداخلي:
- يؤكد الإخوان المسلمون أن الحلقات التي تمَّ عرضها من مسلسل الجماعة هي دعاية انتخابية مفضوحة للنظام الحاكم، ومحاولة يائسة لتحسين صورة الأجهزة الأمنية، كما يستبق بها انتخابات مجلس الشعب القادمة من خلال محاولات فاشلة لتغيير قناعات الشعب المصري، والتفافه حول المشروع الإسلامي الإصلاحي الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون على ثقة من أن الشعب المصري يفطن لمحاولات التشويه المتكررة في حقِّ الجماعة؛ نتيجة تواجدها بين الجماهير والدفاع عن حقوقهم المهدرة؛ بسبب تفشِّي الفساد والرشوة والمحسوبية.

- ما زالت الأخبار تتردد حول مشاركة الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة، ونسب تمثيلهم فيها، ويجدد الإخوان تأكيدهم أن قرار المشاركة من عدمه ونسب المشاركة سيُعلن عنه في الوقت المناسب بعد أن تنتهي الجهات المعنية في الجماعة من اتخاذ قرارها.

- ما زالت مصر تعاني من أزمات المرافق الأساسية التي تعُّد الحق الأساسي للمواطن، وخاصةً مرفقي الكهرباء والمياه، اللذين شهدا خلال الأيام الماضية انقطاعًا متواصلاً في كلِّ محافظات ومدن وقرى الجمهورية، ويرى الإخوان أن فشل الحكومات المتعاقبة للنظام الحالي في إيجاد خطط طويلة المدى لإدارة مقدَّرات مصر هو السبب الأساسي في استمرار هذه الأزمات وغيرها، بالإضافة إلى الفساد الذي انتشر مثل السوس الذي ينخر في جسد مصر، وهو ما يتطلب محاكمة كل المسئولين الذين تسببوا في هذه الكوارث والأزمات.

- يؤكد الإخوان أن ما تسبَّب فيه إلغاء صفقات القمح الروسي من اضطراب بالرغم من التصريحات المطمئنة للحكومة، يوضح مدى تعمُّد الحزب الحاكم وحكوماته المتعاقبة عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي من تلك السلعة الإستراتيجية.

ثانيًا: على المستوى الإقليمي والدولي:
- يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم لمنظمات الإغاثة الإنسانية العربية والإسلامية والدولية إلى مدِّ يد العون لأهل باكستان؛ لتجاوز محنتهم التي أتت على خُمْس مساحة بلادهم، وشرَّدت أكثر من 20 مليون باكستاني، وأن يستغل المسلمون شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات إلى توجيه جزء من زكاتهم إلى شعب باكستان المسلم.

- أكدت الأيام الماضية أن المفاوضات العبثية التي أعلنت عنها ما يسمي بلجنة مبادرة السلام العربية أصبحت جثةً هامدةً، ولن تدب فيها الروح، وهو ما يتطلب العمل على تقوية خيار المقاومة؛ لإنهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم على أرض فلسطين، وإعلان وقف هذه المفاوضات بجميع أشكالها وأسمائها، والعمل بروح جادة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وفك الحصار الجائر عن قطاع غزة، الذي يعيش ظروفًا قاسيةً في ظلِّ انقطاع مستمر للكهرباء، وعدم توفر الغاز والوقود، وغير ذلك من أسس الحياة الآدمية.

ابو مصعب المصرى
29-08-2010, 01:11 PM
الفساد في مصر والمفاوضات مع العدو









لا تزال الأزمات تتوالى على جميع المجالات والمستويات في مصر، والتي كان آخرها فضيحة سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل، وهو ما تواكب أيضًا مع فشل الحكومة في إيجاد حلولٍ لأزمة الكهرباء التي تشهدها مصر، في الوقت الذي بدأ فيه النظام الحاكم الاستعداد المبكر للانتخابات بتلقي أسماء الراغبين للترشح لانتخابات مجلس الشعب من خلال الحزب الحاكم.



وعلى الصعيد الإقليمي والدولي دخلت القضية الفلسطينية نفقًا مظلمًا آخر بعد الإعلان عن بدء إجراءات ما يُسمَّى بالمفاوضات المباشرة، كما استمرَّ الوضع الإنساني في ترديه داخل باكستان التي لم تتلق حتى الآن الدعم الواجب من العالم العربي والإسلامي، بل ومن العالم كله، لمواجهة آثار كارثة السيول والفيضانات التي ضربتها، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:



أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يُحمِّل الإخوان المسلمون الحكومةَ مسئوليةَ سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل، ونؤكد أن ما حدث ترجمةٌ للفساد الذي تفشَّى في مختلف القطاعات الحكومية؛ ما جعل الأزمات تتوالى على مصر، ويطالب الإخوان المسلمون بمحاكمة كل المسئولين المعنيين في وزارة الثقافة بدءًا من الوزير نفسه وحتى أصغر مسئول، والضرب بيد من حديد لحماية الآثار والتحف التي بدأت تتسرب للخارج دون رقيب أو حسيب، كما يحمل الإخوان المسلمون الجهات الأمنية المعنية مسئولية سرقة هذه اللوحة لغياب الرقابة والحماية الأمنية لمثل هذه المنشآت التي تمتلئ بالكنوز وانشغالها بالأمن السياسي عن دورها المنوط بها في حماية الوطن ومقدراته.



- يطالب الإخوان المسلمون بالوقف الفوري عن تصدير الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام، وتوجيه هذا الغاز إلى محطات الكهرباء المصرية، باعتبارها صاحبة الحق في هذا الغاز، بالإضافة لوضع خطة زمنية عاجلة وأخرى طويلة المدى لتطوير شبكات ومحطات الكهرباء ورفع قدرتها لمواجهة الاحتياجات الضرورية للشعب المصري.



- يرى الإخوان المسلمون أن الأزمات التي تضرب مصر في كل المجالات بدءًا من فشل الحكومة في ضبط الأسواق أو أزمة الكهرباء والمياه وغلاء الأسعار، وانتهاءً بسرقة الآثار والتحف من المتاحف المصرية، هو دليل الفشل الحقيقي للنظام الحاكم، الذي لم يعد يضع مصلحة الشعب والوطن أمام عينيه وإنما اهتمَّ بمصالحه ومصالح أعوانه وتأمين بقائه في الحكم فقط.



- يطالب الإخوان المسلمون مجلس الشعب بحماية أعضائه المعارضين من بطش السلطات الأمنية، وندعو إلى تقديم الذين اقتحموا مكتب الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين واستولوا على بعض متعلقاته، للقضاء بشكلٍ عاجل، ويجب أن تعي الأجهزة التي قامت بمثل هذه الحماقات أنها لن تؤثر بأي شكلٍ من الأشكال على نشاط نواب الإخوان المسلمين ودورهم في فضح الفساد والمفسدين.



- نؤكد دعوتنا لجموع الشعب المصري إلى استمرار تفاعلهم مع حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح السبعة التي اتفقت عليها القوى الوطنية في مصر باعتبارها الحد الأدنى للإصلاح المنشود لانتشال مصر من أزماتها.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يحذر الإخوان المسلمون الأنظمة والحكومات العربية من مغبة الانسياق لِوَهْم المفاوضات المباشرة مع الصهاينة، وأن توجه هذه الأنظمة جهودها الحقيقية لرفع الحصار عن قطاع غزة، ولمِّ الشمل الفلسطيني، ودعم وتقوية المقاومة باعتبارها الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال الصهيوني وعودة الأرض الفلسطينية واسترداد القدس الشريف وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية وإقامة دولة فلسطين الواحدة على كامل أرض العروبة والإسلام في فلسطين.



- يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم للمنظمات والهيئات والحكومات والأنظمة العربية والإسلامية والعالم الحر إلى تقديم يد العون لشعب باكستان لتجاوز محنته التي ألمَّت به بسبب الفيضانات التي شهدتها البلاد، باعتبار أن ذلك فرض تفرضه الإنسانية وكل الرسالات السماوية.

ابو مصعب المصرى
02-09-2010, 04:38 PM
التزوير المبكر للانتخابات

[01/09/2010][23:25 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif (**********:void%20fnSave('%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B 2%D9%88%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9% 83%D8%B1%20%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8 %A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA')) http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif (**********:popUp('print.asp?ArtID=70121&SecID=118','780','550','1')) http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=70121&SecID=118#)




شهد الأسبوع الماضي العديد من الأحداث الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الداخلي بدأت حرب انتخابات مجلس الشعب القادمة مبكرًا، وأعلن النظام الحاكم عن نيته تزوير الانتخابات، وتشكيل خريطة مجلس الشعب القادم بشكل رسمي، وعلى لسان الأمين العام للحزب الحاكم، كما زادت ردود الفعل الرافضة لمسلسل الجماعة وافتراءاته على الجماعة وتاريخها ومؤسسها.



وعلى الصعيد الخارجي من المقرر أن تبدأ غدًا الخميس المفاوضات العبثية التي يُطلق عليها "المفاوضات المباشرة"، وأمام هذا كله يوضح الإخوان رأيهم في الآتي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يرفض الإخوان المسلمون التصريحات التي أطلقها الأمين العام للحزب الحاكم لعدد من وسائل الإعلام، والتي كشف فيها عن نية النظام للانتخابات القادمة، عندما قال: إن الإخوان لن يفوزوا في انتخابات 2010م بنفس الشكل الذي حدث في انتخابات 2005م، وإعلانه عن الخريطة السياسية داخل البرلمان قبل إجراء الانتخابات، بل وحتى قبل الإعلان عن فتح باب الترشح أو تحديد موعد الانتخابات؛ وهو ما يؤكد أن النظام الحاكم يريدها انتخابات مزورة كما حدث في انتخابات الشورى الماضية، وأنه جهَّز عدَّته بعيدًا عن رغبة الجماهير التي تمتلك وحدها الاختيار، وتشكيل خريطة مجلس الشعب من خلال صناديق الانتخابات، ويطالب الإخوان المسلمون الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع بنبذ خلافاتهم، والاتفاق على موقف موحد لمواجهة تسلط هذا النظام الحاكم، وتحكمه في مقاليد الأمور؛ ما أدخل الوطن في كوارث وأزمات في كلِّ المجالات.



- ما زالت ردود الأفعال الرافضة لمسلسل الجماعة تتوالى، ويرى الإخوان المسلمون أن ما كتبه العديد من الكُتَّاب الموضوعيين والمختصين من غير الإخوان المسلمين حول المسلسل، وعدم موضوعيته، وغياب النزاهة والشفافية فيه؛ هو خير ردٍّ على تلوين الحقائق وفضح الأكاذيب، هذا بالإضافة إلى فطنة وذكاء الشعب المصري، والذي عرف السبب الأساسي من وراء هذا المسلسل، وموعد عرضه الذي يستبق انتخابات مجلس الشعب القادمة.



- بالرغم مما يحويه المسلسل من مغالطات متعمدة، وتزوير فاضح للتاريخ الناصع للجماعة وللإمام الشهيد حسن البنا يرحمه الله، إلا أنه أتاح- على غير قصد ممن يعرضونه- فرصةً ليتعرف الناس على فكر الإخوان المسلمين الصحيح من خلال الكتب والمراجع التاريخية والفكرية التي تناولت جماعة الإخوان المسلمين.



- يجدِّد الإخوان المسلمون دعوتهم لجموع الشعب المصري داخل مصر وخارجها إلى استمرار التفاعل بالشكل المأمول مع حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح السبعة التي توافق عليها الإخوان المسلمون وكل القوى السياسية الفاعلة في المجتمع.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يرى الإخوان المسلمون أن انطلاق المفاوضات العبثية التي تُعرف بـ"المفاوضات المباشرة"، غدًا الخميس، من العاصمة الأمريكية؛ لن تؤدي إلى حلِّ المشكلة، وسوف تنضم إلى قائمة الفشل الذي بدأ منذ "اتفاقية أوسلو"، خاصةً أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني استبق المفاوضات بتأكيده أنه لا تنازل عن بناء المغتصبات، والتي لم تتوقف حتى أثناء ادِّعاء الوقف المؤقت لإطلاق النار، وإصراره على يهودية الدولة، ويؤكد الإخوان المسلمون أن هذه المفاوضات مضيعة للوقت، وتضييع للفرص، ونطالب الأمة العربية والإسلامية ومسئولي السلطة الفلسطينية بالتخلي عن سياسة الاستسلام للصهاينة.



- تثمِّن جماعة الإخوان المسلمين العملية العسكرية التي نفذتها كتائب عز الدين القسام في مدينة الخليل بالضفة الغربية، أمس الثلاثاء، وتؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يضمن عودة الأرض الفلسطينية المغتصبة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على كامل أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام، وأن دعم هذا الخيار فرض عين على الشعوب وعلى الحكومات والأنظمة والمنظمات في كلِّ الدول العربية والإسلامية.


- يطالب الإخوان المسلمون المنظمات والهيئات والأشخاص في الدول العربية إلى مدِّ يد العون لأهلنا في باكستان، الذين ما زالوا ينتظرون المدَدَ من أهلهم في الدول العربية والإسلامية؛ لتجاوز الدمار الذي خلفته الأعاصير والأمطار التي ضربت البلاد منذ شهر، ولنعمل بمضمون الحديث النبوي الشريف: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"

ابو مصعب المصرى
16-09-2010, 02:38 PM
مدينتي.. عنوان لفساد النظام

[15/09/2010][16:07 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif (**********:void%20fnSave('%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%8 6%D8%AA%D9%8A..%20%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86%2 0%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9% 86%D8%B8%D8%A7%D9%85')) http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif (**********:popUp('print.asp?ArtID=70651&SecID=118','780','550','1')) http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=70651&SecID=118#)





شهدت الأيام الماضية العديد من الأحداث بعضها متعلق بالأوضاع الداخلية التي تتمثل في الحكم التاريخي ببطلان عقد مدينة مدينتي، والتحقيقات التي أجرتها نيابة الأموال العامة في قضية العلاج على نفقة الدولة، كما جاءت المفاوضات التي شهدتها مدينة شرم الشيخ على رأس القضايا المتعلقة بالوضع الخارجي، إضافةً إلى التعديلات الدستورية التي شهدتها تركيا وكارثة حرق المصحف الشريف، واستمرار إهدار الدم المسلم بكشمير؛ وأمام هذه القضايا وغيرها يوضح الإخوان رأيهم:



أولاً: على الصعيد الإقليمي:

يؤكد الإخوان المسلمون أن حكم القضاء المصري ببطلان عقد مدينة مدينتي- وهي جريمة الفساد الكبرى التي كشفها نواب الجماعة بالبرلمان- أظهر حجم الفساد المتفشي في مختلف قطاعات وهيئات الدولة، ويبيع مصر بأبخس الأثمان لفئة قليلة تحكمت في مقاليد الأمور واستغلت نفوذها وسطوتها للسيطرة على مقدرات الوطن، وهو دليل واضح على خطورة اتفاق أصحاب السلطة مع بعض رجال الأعمال لمصالحهم الخاصة وضد مصالح المواطنين؛ ما يؤدي إلى تحالف الفساد والاستبداد.



ويطالب الإخوان المسلمون بفتح تحقيقٍ شاملٍ مع كلِّ المتورطين في هذا العقد، وفتح كل الملفات الأخرى المتورط فيها مسئولون بارزون سابقون وحاليُّون مع رجال الأعمال، وتفعيل القوانين التي تكفل التصدي لهذا الجرم في حق شعب مصر.



يؤكد الإخوان المسلمون ثقتهم في نوابهم الذين تمَّ الزج بأسمائهم في قضية العلاج على نفقة الدولة لتشويه صورتهم الوضيئة التي رسموها بجهدهم طوال خمس سنوات، وقد قدموا المستندات الدالة على صحة موقفهم، وأنهم كانوا عونًا للشعب وليسوا مستغلين لمناصبهم وحصانتهم للتربح على حساب أجساد الفقراء والمحتاجين كما فعل البعض، وما يؤكد ذلك المستندات التي قدَّمها النائب إبراهيم زنوني الذي كشف عن قرارٍ قدَّمه للعلاج بـ800 جنيه، إلا أنه فوجئ بصدور القرار بـ800 ألف جنيه، ولأنه وإخوانه يُقدِّرون مصلحة الوطن، قام بإعادة القرار مرةً أخرى للمجالس الطبية وتعديله بالرقم المطلوب.



يُحمِّل الإخوان المسلمون الحكومةَ والجهات الأمنية والإعلامية المختصة مسئولية حالات التجاوزات الأخلاقية التي شهدتها الحدائق والأماكن العامة خلال الاحتفال بعيد الفطر المبارك؛ لأنها تفرَّغت لمحاربة المظاهر الإسلامية في الشوارع والمساجد والجامعات، كما تتحمل بعض وسائل الإعلام مسئولية كبيرة كذلك لأنها تحولت إلى كوارث مرئية ومسموعة خلال شهر رمضان المبارك بعرضها الكثير من مشاهد العرى والانحلال ونشرها لقيم تتعارض مع تقاليد ديننا ووطننا.



يدعو الإخوان المسلمون أبناءهم وعموم الشعب المصري إلى التعرف على حقيقة دعوة الإخوان المسلمين ومواقفهم وتاريخهم من مصادرها الأصلية وقراءة رسائل الإمام الشهيد ومذكراته وتاريخ المرحلة التي نشأت فيها الجماعة بموضوعية للتعرُّف على تاريخها ونضالها الناصع.



ثانيًا: على الصعيد الخارجي:

يؤكد الإخوان المسلمون أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال الصهيوني لأرضنا المحتلة، ويطالبون السلطة الفلسطينية بالانسحاب فورًا من المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني، خاصةً أن ما شهدته جولتا هذه المفاوضات بواشنطن ثم شرم الشيخ، تؤكدان أن العدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة القوة.



يرى الإخوان المسلمون أن ردَّ الفعل الرسمي العربي والإسلامي من كارثة التهديد بحرق المصحف، ثم قيام مجموعةٍ من المتطرفين بحرق المصحف الشريف بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تصل لمستوى الحدث، رغم تحذير الإخوان ودعوتهم للهيئات والمؤسسات والحكومات والأنظمة العربية والإسلامية للتصدي بقوة لمثل هذه الحماقات، ونجدد مطالبتنا للحكومات والشعوب العربية والإسلامية بإلإعلان عن رفضهم لهذه الحماقات من خلال مقاطعة الولايات المتحدة اقتصاديًّا، حتى يعلم الغرب أن المسلمين لن يتهاونوا في الدفاع عن مقدساتهم، كما يطالب الإخوان المسلمون المجتمع الدولي بإصدار قرارات تحمي كل المقدسات الدينية.



يوجه الإخوان المسلمون التحية للشعب التركي الذي ضرب مثلاً آخر يجب أن يُحتذى به في نقل بلادهم لمرحلة جديدة من الاحترام الدستوري وإنهاء عقود من الانقلابات العسكرية، ويتمنى الإخوان المسلمون أن تعي الأنظمة العربية ما قامت به الحكومة التركية لما فيه مصلحة شعبها بزيادة رقعة الديمقراطية، لا ما قام به النظام المصري من تعديلات دستورية شوَّهت بقايا الديمقراطية في مصر.



يستنكر الإخوان المسلمون استمرار إهدار دماء المسلمين في كشمير المحتلة من قِبل الحكومة الهندية التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن حق تقرير المصير، ويؤكدون أن هذا السلوك المشين من الحكومة الهندية يفقدها مصداقيتها أمام العالم الإسلامي كله.

ابو مصعب المصرى
23-09-2010, 11:16 AM
الاعتداء على النشطاء








بعث النظام المصري رسالة جديدةً عما ستكون عليه انتخابات مجلس الشعب المقبلة؛ من خلال الاعتداء على النشطاء المطالبين بحرية هذا الوطن، وإطلاق سراحهم من سجن الاستبداد، سواء ما حدث في القاهرة أمام قصر عابدين أو في الإسكندرية، يأتي هذا في الوقت الذي انكشف فيه عجز حكومة الحزب الوطني عن عدم قدرتها على إدارة العملية التعليمية بطريقة تنهض بالوطن، فضلاً عن البداية المبكرة لموسم البلطجة في الجامعات المصرية، وإن كان الوضع الداخلي ظاهرًا عليه التأزم، فإن ما يشهده العالمان العربي والإسلامي ليس بأفضل حالاً عما تعيشه مصر، سواء في رام الله التي حاصرت فيها قوات السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها مقر نواب حركة حماس، أو في بغداد التي تستيقظ على أصوات الانفجارات، وتطاير جثث الأبرياء، فضلاً عن المعاناة المتواصلة لأهل غزة وشعب كشمير، والاعتقالات الجائرة لقيادات العمل الإسلامى فى "بنجلاديش"، وأمام هذه القضايا وغيرها نوضح رأينا في الآتي:

أولاً: علي الصعيد الداخلي:

- يستنكر الإخوان المسلمون الاعتداء البشع لأجهزة الأمن المصرية على النشطاء المطالبين بالحرية والإصلاح، في المظاهرتين اللتين شهدتهما القاهرة والإسكندرية مساء أمس الثلاثاء؛ حيث تعاملت معهما الأجهزة الأمنية بعنف فج، واستخدمت القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين، فضلاً عن اعتقال العشرات، وهي رسالة من النظام الحاكم بأنه لا يسمح بالحرية إلا التي يريدها، ولمن يريدها هو، وأن أي صوت يخالفه سيكون مصيره إما السجن والاعتقال، وإما الضرب والإهانة، وهي رسالة سبق وأن أكدنا أنها لن تُؤتي ثمارها في ظل رغبة الشعب المصري في الحرية والإصلاح والدفاع عن حقوقه، وانتزاعها بالطرق الدستورية والقانونية المشروعة، ويطالب الإخوان المسلمون بالإفراج الفوري عمن تمَّ اعتقالهم في المظاهرتين، وجميع السجناء السياسيين وأصحاب الرأي، وبخاصة المهندس خيرت الشاطر وإخوانه المسجونين ظلمًا وزورًا، بعد محاكمة عسكرية جائرة، على الرغم من تبرئتهم عدة مرات أمام المحاكم المدنية.



- يبذل النظام وبعض وسائل الإعلام التابعة له محاولات لتشويه نضال وكفاح الجماعة وأفرادها وصرف الناس عنها، ولكن الواقع يبرهن على فشل هذه المحاولات، وما أدل على ذلك ما شهدته جنازة فقيد الجماعة الأستاذ مصطفى عوض الله عضو مجلس الشعب عن دائرة بندر الفيوم، التي شارك فيها عشرات الآلاف؛ ما يعد استفتاءً حقيقيًّا على شعبية الإخوان، وإعلان صريح من الشعب المصري بأنه يريد هذه الجماعة ورجالها، الذين يقدمون كل ما يملكون من أجل رفعة مصر وعلو شأنها.



- ترى الجماعة أن ما شهده العام الدراسي الجديد الذي بدأ هذا الأسبوع من فوضى وعشوائية وارتباك يؤكد أن حكومة الحزب الوطني ليس لديها خطط لإصلاح العملية التعليمية، ولن تستطيع أن تنهض بالوطن، وهو ما يتطلب محاسبة المسئولين عن التعليم الذين تفرغوا للمظاهر والتلميع الإعلامي، وتركوا العملية التعليمية تواصل انهيارها، سواء على مستوى التعليم الأساسي أو الجامعي، كما يحذِّر الإخوان من البداية المبكرة؛ لسيطرة البلطجية وإطلاق أيديهم في الجامعات المصرية، وأن ما شهدته جامعة عين شمس أمس، الثلاثاء، من اقتحام البلطجية مدرجات كلية التجارة، وتهديدهم الطلاب بالضرب والفصل أمر في غاية الخطورة، وسيحول الجامعة إلى مأوى لقطَّاع الطرق وأرباب السوابق.



ثانيا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يطالب الإخوان المسلمون جامعة الدول العربية وحكومات الدول العربية المعنية بالتدخل؛ لوقف التجاوزات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية تجاه نواب حركة حماس وأعضائها في الضفة الغربية، والتي أصبحت ممارستها استكمالاً لممارسات الاحتلال الصهيوني، ويرى الإخوان أن هذه التصرفات غير المسئولة التي تعتبر ترجمةً لخطة الجنرال دايتون، لن تصب في صالح القضية الفلسطينية، وإنما تدعم الاحتلال الصهيوني وتقوِّي شوكته، وتضعف الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني.



- كما يطالب الإخوان المسلمون الرئيس محمود عباس أن ينحاز إلى أبناء وطنه، ولا يكون مناصرًا للمشروع "الصهيوأمريكي" الذي يريد القضاء على المقاومة، وإنهاء القضية الفلسطينية بابتلاع أرضنا والاستيلاء على مقدساتنا، ويؤكد الإخوان المسلمون أن الاحتماء بالشعب الفلسطيني هو الضمانة الحقيقية لمواجهة هذا المخطط الخبيث، وأن دعم خيار المقاومة هو القادر على وقف هذه الغطرسة والإرهاب الصهيوني.



- يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم للمنظمات الدولية والإسلامية والعربية والغربية المعنية لوقف التطهير العرقي، الذي يمارسه الاحتلال الهندي ضد شعب كشمير المسلم، كما يطالب الإخوان الشعوب الإسلامية بإعلان غضبهم تجاه ما يحدث لإخوانهم في كشمير بكل الطرق المشروعة، والتي تبدأ بالدعاء والتظاهر، وتنتهي بمقاطعة المنتجات الهندية، حتي يزول هذا الاحتلال عن إخواننا في كشمير.

ابو مصعب المصرى
30-09-2010, 01:23 PM
الفساد والتواطؤ

[



(**********:void%20fnSave('%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B 3%D8%A7%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8% A7%D8%B7%D8%A4'))



شهد الأسبوع الماضي أحداثًا عديدةً وما زالت آثارها ممتدة، بعضها متعلق بالشأن الداخلي والآخر مرتبط بالقضايا العربية والإسلامية، فعلى الصعيد الداخلي واصلت الأجهزة الأمنية عدوانها المبكر لإفساد المناخ العام قبل انتخابات مجلس الشعب القادمة من خلال اعتقال العديد من الإخوان في المحافظات المختلفة، فضلاً عن تصريحات بعض المسئولين حول الانتخابات القادمة، هذا بالإضافة إلى تداعيات حكم القضاء ببطلان عقد مدينة مدينتي، والبلطجة الأمنية والإدارية ضد طلاب الجامعات، وعلى الصعيد الإقليمي والدولي أكدت الأحداث عبثية المفاوضات مع العدو الصهيوني، وأثبت الأمريكيون والاتحاد الأوربي مجددًا أنهم يكيلون بمكيالين في القضايا المتعلقة بالعرب والمسلمين، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:



أولاً: على الصعيد الداخلي:

يحذر الإخوان المسلمون من التصرفات الأمنية غير المسئولة ضد أبناء الجماعة بالاعتقال والتعذيب والتهديد، كما حدث مع المواطن أحمد ربيع الطايش، والذي قام ضباط مكتب أمن الدولة التابع لمحافظة 6 أكتوبر (كرداسة) بتعذيبه وتهديده باغتصاب نساء أسرته إذا لم يقدم لهم معلومات عن مرشح الإخوان المسلمين المنتظر في الدائرة، وهو ما تكرر مع أربعة آخرين في أماكن أخرى في نفس المحافظة، وفي نفس الوقت يتم اعتقال مجموعة من الإخوان كانوا في ضيافة المهندس إيهاب ترك، وكذلك اعتقال عدد من الإخوان في الدوائر التي قرر الحزب الوطني خوض الانتخابات فيها ببعض الوزراء، مثل دائرة الرمل في الإسكندرية، وهي تصرفات تؤكد أن وزارة الداخلية أعلنت عن توجهها في الانتخابات القادمة، ويطالب الإخوان المسلمون منظمات المجتمع المدني المعنية بملف حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المختلفة إلى فضح هذه التجاوزات والتصدي لها.



يرى الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية حول الانتخابات القادمة، تخالف الدستور والقانون وتوحي بأن رجال الأمن فوق القانون؛ الأمر الذي أغرى بعض الضباط إلى تجاوز الاعتداء على المعارضين السياسيين إلى الاعتداء على النيابة العامة ورأينا اعتداء ضباط أمن الدولة بمدينة رشيد على ثلاثة من وكلاء النيابة ذهبوا للتفتيش على مقر الاحتجاز هناك؛ مما يؤكد أن غياب محاسبة المتورطين في أعمال عنف وتعذيب المواطنين يمثل خطورةً على مؤسسات الدولة الرسمية، وأن إهانة القضاء امتدَّ من عدم احترام أحكامه إلى عدم احترام رجاله.



يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده الجامعات حاليًّا من بلطجة وإرهاب ضد الطلاب الذين أطلقوا حملات للإصلاح هو أكبر تعبير عن تفشي الفساد في مختلف القطاعات وسيطرة الأمن على الجامعات، ويطالب الإخوان رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بعدم الانصياع إلى التعليمات الأمنية ضد طلابهم، وأن يتعاملوا مع الطلاب باعتبارهم أبناءً لهم من حقِّهم ممارسة أنشطتهم طالما التزموا بالقانون.



يعكس قرار الحكومة المصرية بإسناد مشروع مدينتي بالأمر المباشر إلى شركة طلعت مصطفى إصرار الحكومة على عدم احترام أحكام القضاء، كما يعكس مدى الفساد الذي يسيطر على أجهزة الدولة؛ مما جعلها أضعف من أن تتخذ قرارًا يحمي مصالح الشعب ويعيد له حقوقه المنهوبة والمسلوبة، كما يوضح مدى خطورة ارتباط السلطة الحاكمة برجال الأعمال الذين باتوا يوجهون السياسات الحكومية لما فيه مصلحتهم الخاصة.



يؤكد الإخوان المسلمون حرصهم الشديد على وحدة الوطن وتماسك مكوناته ويستنكرون تصريحات الأنبا بيشوي التي تهدد الوحدة الوطنية وتزكي نيران التعصب، ويؤكدون أن هذا التوجه الضار سببه الأساسي ضعف النظام، وتخاذله أمام هذه النزعة الطائفية وتنازله طواعيةً عن صلاحياته الدستورية والقانونية تجاهها، في ذات الوقت الذي يزداد ظلمه وطغيانه على الحركات الإسلامية المعتدلة والوسطية ويصادر أنشطتها وممتلكات أبنائها ويعتقل أعضاؤها ويقدمون إلى المحاكمات العسكرية الظالمة والمخالفة للدستور والقانون؛ ولذلك فهم يدعون النظام إلى العدالة والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان والدستور والقانون، وهذا هو السبيل لتحقيق الاستقرار والأمان للوطن والمواطنين.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

يرى الإخوان المسلمون أن إثارة القضايا المذهبية والطائفية والدينية في هذه المرحلة الحرجة وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي يرمي إلى تفكيك المنطقة وشغلها بنزاعات وطنية وإقليمية بعيدًا عن الخطر الحقيقي الذي يهددها وهو الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأمريكي لبلاد عربية وإسلامية والهيمنة الغربية والواضحة على نظم الحكم واستنزاف ثروات العرب والمسلمين في صفقاتٍ تسليح تكدس الثروات في أمريكا وأوربا.



يؤكد الإخوان المسلمون أنه آن الأوان لأن تتخذ السلطة الفلسطينية إجراءات تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، بعد إصرار العدو الصهيوني على عدم الاكتراث بمطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، وفشل الإدارة الأمريكية المتواطئة في دفع الصهاينة لتحقيق أي مصلحةٍ للفلسطينيين، وهو ما يؤكد مكررًا بأن الرهان على الإدارة الأمريكية وخيارات وَهْم السلام المزعوم هو رهان فاشل ولن يعيد الحقوق أو يحرر الأرض، ولم يعد أمام السلطة الفلسطينية وكافة الأنظمة والحكومات العربية إلا دعم خيار المقاومة، والذي يبدأ بإنهاء الحصار على قطاع غزة ولم الشمل الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

أكد مشروع القانون الذي تقدَّم به الحزب الحاكم في إيطاليا لمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، والذي جاء بعد أيام من إقرار البرلمان الفرنسي لقانون مماثل أن بعض دول أوربا تمارس عنصرية بغيضة تجاه المسلمين وتكيل بمكيالين فيما يتعلق بالحريات الدينية؛ ولذلك فإن الإخوان المسلمين يطالبون الحكومات والمؤسسات الأوروبية المعنية بحقوق الإنسان إلى التصدي لهذه العنصرية؛ لأنها لا تتماشى مع مبادئ السماحة وقبول الآخر التي نادت بها كل الشرائع السماوية.

ابو مصعب المصرى
07-10-2010, 12:49 PM
نصر أكتوبر.. رمز القوة والعزة


[




تحتفل مصر والأمة العربية اليوم بالذكرى الـ37 لانتصار رمضان- أكتوبر 1973م على الصهاينة، وهو الانتصار الذي أعاد الكرامة إلى الأمة العربية بعد نكسة 1967م.



ويأتي هذا الاحتفال وقد تبدلت أحوال المصريين ومعهم الشعب العربي كله؛ حيث ظهر الفساد والظلم والديكتاتورية، وزادت حدة المواجهة بين الغزاة الصهاينة وبين أبناء فلسطين، وضغطت أمريكا المتصهينة على الأنظمة العربية- البعيدة عن شعوبها– لتتبنى خيارًا وهميًّا زعموا أنه مسار للسلام، ولكنه سراب ووهم، فكيف يمكن أن يحدث سلام بين المغتصب الصهيوني الدخيل المحتل وبين أبناء الأرض وأصحاب الحق؟!.



ونعيش الآن أحداثًا تخالف تمامًا روح الانتصار الذي تحقق بصيحات الله أكبر، وتعارض التمسك بالقيم والحفاظ على وحدة الأمة، ونرى ما سار إليه حال الأوطان من تراجع وتخلف وتبعية، وأمام كل ذلك فإننا:



أولاً: على الصعيد الداخلي:



- نتقدم بخالص التهاني للشعب المصري وللأمة العربية بمناسبة الذكرى الـ37 لانتصار العاشر من رمضان- السادس من أكتوبر 1973م، ونؤكد أن الاحتفال لا يجب أن يقتصر على الحديث عن الذكريات، وإنما يجب أن يمتد أيضًا لاستلهام الدروس والعبر من هذا الانتصار، وأول وأهم هذه الدروس أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وهي اللغة التي أجبرته على الانسحاب من سيناء العزيزة، وهي نفس اللغة التي يجب أن تسود في مواجهتنا له الآن من أجل إقامة الدولة الفلسطينية الواحدة على كامل أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وتحرير المسجد الأقصى، كما يجب علينا أن نحيي ذكرى شهداء هذه الحرب وما سبقتها من حروب مع العدو الصهيوني؛ من خلال قطع العلاقات معه، وتجميد اتفاقية السلام المشئومة التي قيدت حركة مصر، وأفقدتها تأثيرها في القضايا العربية والإسلامية والعالمية أيضًا.



- نحذر من السياسات الأمنية في الجامعات المصرية التي تُفقد الطلاب الإحساس بالانتماء لوطنهم، والتي كان آخر مهازلها التزوير المبكر للانتخابات الطلابية هذا العام؛ الأمر الذي يؤثر بالضرورة على الاستقرار، خاصة وأن وأد العمل الطلابي بهذا الشكل سيؤدي إلى خلق جيل سلبي لا يعرف الإيجابية وإبداء الرأي والتحاور مع الآخرين، وهو ما يمثل كارثة على حاضر مصر ومستقبلها، ومثل هذه الممارسات الأمنية ضد الطلاب تصب في مصلحة الصهاينة؛ حيث لا يجدون جيلاً كجيل أكتوبر 73 يواجههم بقوة العقيدة والساعد والسلاح وحب الوطن، والتوحد على الدفاع عنه ضد كل معتد أثيم.



- ونحن نحتفل بذكرى النصر على الصهاينة نتقدم بخالص التهاني لكل من المهندس أحمد شوشة والحاج صادق الشرقاوي والأستاذ أحمد أشرف، الذين عادت إليهم حرياتهم بعد أحكام ظالمة لمحكمة عسكرية جائرة، بتهمٍ ملفقة أدت إلى تغييب هؤلاء وغيرهم من الإخوان المسلمين وشرفاء مصر خلف قضبان الظلم، ونرى أن إطلاق سراح هؤلاء الإخوة هو حق أصيل لهم، بل إنه يجب– إذا ما كانت هناك بقايا من روح أكتوبر- الإفراج الفوري عن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ورجل الأعمال حسن مالك، والكاتب الصحفي الأستاذ مجدي أحمد حسين وغيرهم من سجناء الرأي، خاصة وأنهم أمضوا نصف مدة العقوبات الجائرة عليهم، وأنه قد آن الأوان لأن يصحح النظام خطيئته في هذه المحاكمات الجائرة والأحكام الظالمة.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- ندعو جميع الإخوة الفلسطينيين أن يتركوا خلافاتهم، وأن يأخذوا خطوات متسارعة من أجل المصالحة التي تعد بداية حقيقية لعودة الحق الفلسطيني، وإنهاء الحصار على قطاع غزة، والتصدي للإجرام الصهيوني في الضفة الغربية والذي تجاوز كل الحدود، ولم يعد قاصرًا على إنشاء المغتصبات والتضييق واعتقال المقاومين، وإنما امتد لحرق كتاب الله وبيوته في الأرض؛ وهو ما يتطلب موقفًا جادًّا وتحركًا قويًّا لكل الأطراف العربية المعنية من أجل وقف هذا الإجرام الصهيوني المتزايد، ونؤكد أن المصالحة الفلسطينية هي خير رد على الغطرسة الصهيونية، كما أنها أكبر دليل على رفض الشعب الفلسطيني للمفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني المجرم، وأن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لعودة كافة الأرض الفلسطينية واستعادة المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.



- ندعو كل الدول العربية والإسلامية ومنظماتها العاملة في مجالات التنمية والإغاثة إلى مد يد العون إلى الحكومة السودانية؛ لمواجهة خطر انقسام جنوب السودان الذي أصبحت وتيرته تتصاعد خلال الأيام الماضية، ولم يعد خافيًا الدور المشبوه الذي يلعبه أصحاب وأنصار المشروع الصهيوني الأمريكي من أجل تمزيق السودان، وجره إلى حروب وصراعات، ثم الانتقال لغيره من الدول الأخرى وخاصة مصر، التي بدأت فيها صيحات الفتن والطائفية.


- نرفض التعصب الأعمى الذي أصبح علامة واضحة في الممارسات الرياضية العربية- العربية، والتي كان آخرها ما شهدته مباراة النادي الأهلي المصري والترجي التونسي، وهي الأحداث التي أعادت للأذهان ما شهدته تداعيات مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، ونؤكد أن التمسك بتعاليم الإسلام وقيمه كفيل بنبذ التعصب الأعمى الذي يريد الأعداء والصهاينة زرعه في نفوس أبناء الأمة الواحدة من أجل إلهائهم عن حقيقة الصراع بينهم وبين عدوهم الصهيوني، وجرهم لقضايا أخرى تضيع وقتهم وتبرز تشرذمهم.

ابو مصعب المصرى
13-10-2010, 05:42 PM
الانتخابات.. قراءة وتأملات
تعالت الأصوات، وتسابقت الصيحات، وتشابكت الانفعالات، وتباينت المقالات بعد قرار الإخوان المشاركة في الانتخابات، ولا أدري لماذا كل هذا؟! فبعيدًا عن التخطئة أو التصويب لهذا الرأي أو ذاك نقول:

أولاً: إن قرارًا كهذا بالمشاركة في الانتخابات من عدمه يُعَدُّ من قبيل المصالح المرسلة أو الأمور الاجتهادية التي يلزمها دراسة، ومشورة، وقراءة متأنية للواقع، وترجيحًا للمصلحة ونحو هذا، ثم بعد ذلك يكون القرار.

في هذه المرحلة: مرحلة اتخاذ القرار يجب أن يكون الذي يشغلنا هو شيء واحد: هل الآلية والطريقة التي يُتَّخذُ بها القرار هي ما يجب أن يكون؟ وهل مَنْ يَتَّخِذُ القرار هو المنوط به ذلك أم لا؟

إذا اطمأننا إلى ذلك تبدأ مرحلة ثانية: مرحلة ما بعد اتخاذ القرار، في هذه المرحلة لا يتم الحكم على القرار، فلا نناقش القرار من ناحية الخطأ والصواب، أو نُخَطِّئَه لمجرد أننا نرى غيره، ولكن يجب العمل بمقتضى هذا القرار بكل ما أوتينا من قوة.

وبعد انتهاء العمل تأتي مرحلة ثالثة: وهي مرحلة المراجعة والتقييم، لا من أجل أن نُثْبِتَ أننا كنَّا على الحق عندما عارضنا من قبل، ولكن لنصَوِّب ونُطوِّر ونحقق الأمثل، مع يقيننا التام في هذه المرحلة أيضًا، أن مُتَّخِذِي القرار في مثل هذه الحالة مأجورون على أي حال، فالمخطئ في اجتهاده لا يُحْرم الأجر كما نعلم.
فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

وبمراجعة الواقع، وتدبر الحال، وتحري الإجراءات، وتخليص النيات، نجد أن القرار اتُّخِذَ وفقًا للمؤسسات الشورية والإدارية والفنية في الجماعة، وبالتالي فمناقشة القرار الآن لا محل له من فقه الدعوة، ولا أسس التنظيم، ولا قواعد الثقة، ولا حتى قواعد الإعراب.

ثانيًا: عندما نُقَيِّم الأمر بهدوء ورَوِيَّة وإنصاف من النفس، نجد أن الأصل في منهاجنا الفكري والدعوي هو المشاركة في مثل هذه الأحداث، والأعمال المهمة والمؤثرة في حياة الأمة لسنين قادمة، والمقاطعة استثناء، فإذا فعلنا الأصل، فالطبيعي أن لا يتم التساؤل لماذا! فهذا حق لنا مارسناه، وإذا فعلنا الاستثناء، هنا تكون المراجعة والتساؤلات، لأن الاستثناء يستوجب حالة استثنائية تقتضي العمل بهذا الاستثناء.

وبتأملنا للواقع الآن: ما هو الجديد؟ ومتى كان دخولنا للانتخابات في ظروف غير التي نعيشها؟ ومتى كنا نَبْني مواقفنا على حال النظام معنا لينًا أو شدةً؟ وهل كان النظام الفاسد المستبد يومًا راضيًا أو ساكتًا عن أنشطتنا التربوية أو الدعوية أو الخدمية أو الخيرية أو السياسية أو غيرها؟ وهل موقف أمريكا أو الغرب من نزاهة الانتخابات أو عدمها هو الذي يجعلنا نتخذ هذا الموقف أو ذاك؟

لا أعتقد ذلك، فنحن نقدِّر المصلحة العامة لوطننا أولاً، ثم مصلحة دعوتنا ثانيًا، وإن كانت المصلحتان لا تفترقان، ثم نأخذ قرارنا.

وأضف إلى ذلك حال التردي والهوان الذي وصلنا إليه في كل القطاعات ومرافق الدولة، وكذلك رغبة النظام الجامحة في تعميق روح اليأس والانهزامية في نفوس الناس، ومحاولة إجهاض كل محاولة للإصلاح والتغيير نقوم بها نحن أو يقوم بها غيرنا.
يا مصر حتى متى نعنوا لهم إبلا لجَّ الذئاب وبات الليل مُتَّصِلا
عصابة من رفاق السوء تحكمنا قد أرهقت شعبنا من حكمها عِللا
الناس من هونهم ملوا حياتَهُمُ وغدا شعبنا في سوئه مثلا
في مصر للتهم النكراء قائمة إن لم تكن هذه فبأختها بدلا
من قال أف كأن قد قال منكرة أو قال واهٍ ثوي في السجن معتقلا

فهل نترك الميدان- وهذا هو ما كان يتمناه هذا النظام- في هذا التوقيت، وندع النظام يكذب ويتحرَّى الكذب بأنه أجرى انتخابات حرة ونزيهة، وهي في الواقع ستكون انتخابات ينافس فيها النظام نفسه، ولكن في شكل أحزاب رَضِيَت أن تبيع الوطن بحفنة من المقاعد مَنَّ عليه النظام بها؟!.

ثالثًا: ما فائدة المقاطعة مع نظام عُرِف بالصفاقة، وعدم الحياء وغياب المروءة، ولديه جهاز إعلامي قادر ومتمرس على قلب الحقائق وتزييف الواقع؟.

ولو قارنَّا ما حدث في الأردن من مقاطعة الإخوان للانتخابات هناك، والموقف هنا في مصر، لوجدنا بونًا شاسعًا، فبالرغم من تشابه النظامين في كثير من الرؤى حول قمع المعارضة وتكميم الأفواه، إلا أن النظام الأردني هناك لديه من الحياء والمروءة ما جعله يغازل الإخوان، ويحاول إثناءهم عن اتخاذ قرار المقاطعة، إلا أن الإخوان اتخذوا قرارهم بالمقاطعة، فحاول النظام أن يمنع الإخوان من تبنِّي المقاطعة مع الغير، كل ذلك ليقين النظام الأردني هناك بأن المقاطعة تحرجه وتسيء إلى سمعته، أما عندنا فالوضع مختلف تمامًا، وأنتم أعلم بالحال من المقال في هذا.

رابعًا: لا غرابة أبدًا، ولا إنكار على كل من كان يريد عدم المشاركة، فهذه وجهة نظر لها اعتبار، وكما أن هذه أيضًا هي طبيعة النفس البشرية التي لا تود النزال، ولا المواجهة: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 7).

ولكن ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)﴾ (البقرة).

صحيح أن الانتخابات ليست بقتال، فالقتال هو أعلى صور الجهاد لتحقيق الأهداف العالية والسامية للدعوة الإسلامية، ولكنها صورة من صور الجهاد والصدع بالحق لتحقيق غاية نبيلة، وهي إخراج هذا الوطن مما هو فيه من فساد واستبداد إلى حيث شريعة العدل والرحمة.

وبالرغم من احترام وتقدير هذا الرأي الآخر، إلا أنه يبقى في النهاية أننا جماعة لها مؤسساتها التي يجب أن نثق بها ونلتزم بقراراتها.

خامسًا: لا شك أن القاسم المشترك بين غالب الدعوات التي كانت تتمنى عدم المشاركة هو أمران: النظام سيزور الانتخابات، والتضحيات ستكون غالية.

نعم قد يحدث هذا، ولكن أليس هذا حق لنا نمارسه؟ وعندما يمنعك أحد من حقك، هل تستسلم له وترضى بالأمر الواقع؟! فأين سنة التدافع في الكون، التي تمارسها جميع الكائنات، أو ليس يقول ربنا مبينًا ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ (البقرة: من الآية 251).

ثم بعد ذلك فنحن نعلم أن الأجر على قدر المشقَّة، وعلى قدر التضحيات تكون الأعطيات من رب البريات، فالله لا يضيع عنده عمل أُرِيدَ به وجهه سبحانه.

ومن هنا فنحن نعمل ونجتهد ونحتسب ما يصيبنا عند الله سبحانه وتعالى ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً(104)﴾ (النساء).

فلننطلق للعمل إذًا وأمامنا هذا النموذج القرآني: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ(20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ(21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ(22) قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(23)﴾ (المائدة).
أسأل الله أن يلهمنا الرشد والصواب ويحقق الآمال.. اللهم آمين.

ابو مصعب المصرى
19-10-2010, 02:03 PM
لماذا نشارك فى الانتخابات
اعلن الإخوان المسلمون قرارهم بخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، وقد صاحب ذلك حملة اعتقالات ومداهمات شرسة علي الإخوان في بعض المحافظات، واعتداءات همجية طالت الطلبة والطالبات وشطب لأسماء الطلاب المرشحين للاتحادات الطلابية.

وبدلا من أن يتجه جهد الدولة لضبط الأسواق والأسعار ومحاربة الغلاء حولت طاقتها لمحاربة معارضيها في بداية متوترة لانتخابات يترقبها العالم كله، وما يحدث في مصر ليس بعيدا عن تطورات الأوضاع في السودان الشقيق والذي أصبح حديث الانفصال هو اللغة السائدة فيه، ويضاف لذلك القرارات الرنانة للقمتين العربية والعربية الإفريقية في مدينة سرت اللييبة والتي لن ولم تقدم شيئا ملموسا علي أرض الواقع لخدمة القضايا العربية العالقة، وأمام هذا كله يوضح الإخوان رأيهم في الآتي:

أولاً: علي الصعيد الداخلي:
يجدد الإخوان المسلمون تأكيدهم علي أن قرارهم بالمشاركة في الانتخابات يسهم في تحريك الجمود السياسي الذي تشهده مصر، وفي دفع الشعب المصري إلي ممارسة دوره في المطالبة بحقوقه والدفاع عن المكتسبات التي حققها في انتخابات 2005 رغم ما شهدته من تدخل في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية وجولتي الانتخابات في المرحلة الثالثة، وكان لابد من التصدي للفساد الذي يصر علي التحكم في مقاليد الأمور والاستحواذ علي مقدرات الوطن، ومن هنا كان قرار مجالس الشوري في المحافظات ومن بعدهم مجلس شوري الإخوان العام بأن المشاركة في هذه الانتخابات ضرورة يتطلبها الواقع وتحتاجه الأحداث الراهنة، لدفع الشعب للمطالبة بحقوقه المهضومة.

* يؤكد الإخوان المسلمون أن النسب التي أعلنها فضيلة المرشد العام للمشاركة في الانتخابات لا تقبل الشك، وعلي من يزعم خلاف ذلك أن يحترم رغبة أصحاب الرأي وجهات اتخاذ القرار، وأن يحترم الشورى التي تم بها التوصل إلي هذه النتائج.

* يطالب الإخوان المسلمون النظام الحاكم بأن يتخلي عن استغلال مؤسسات الدولة المختلفة في حربه ضد خصومه وبخاصة الاستخدام غير المبرر للأجهزة الأمنية التي شنت حملات اعتقال علي عدد من الإخوان في محافظات مختلفة، فضلا عن حملاتها المستمرة لدهم وتشميع عشرات المكتبات، وفروع ومستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية فى كثير من المحافظات، وهي حرب غير قانونية يمارسها النظام لشل حركة مرشحي الإخوان، كما أنها محاولة فاشلة لإرهاب الرأي العام من مرشحي الجماعة، ونؤكد مجددا أن هذه رسالة خطأ ولن يكون لها تأثير علي موقف الجماعة التي أعلنته منذ البداية باستعدادها لتقديم التضحيات من أجل إصلاح أحوال الوطن المتردية علي يد النظام الذي دمر مقدرات مصر وأفقدها القدرة علي الحركة داخليا وخارجيا. ويؤكد الإخوان المسلمون أن الجهاز الأمني قد تعدى حدود القيم الدينية والإنسانية باعتداء أحد الضباط على أحدى الطالبات بدلا من قيامه بدوره المنوط به بحمايتها هي وجميع الطالبات.

* يري الإخوان المسلمون أن فشل حكومة الحزب الوطني في ضبط الأسعار إنما هو تعبير واضح عن فشل برامج هذا الحزب، والذي تفرغ لدعم مصالح رجال أعماله علي حساب الشعب المصري، ويؤكد الإخوان المسلمون أنها ليست المرة الأولي التي تفشل فيها الحكومات المتتالية في ضبط الأسعار أو في تغيير حالة الغلاء الواضحة في مختلف القطاعات مما يؤكد أن الإصلاح قد حان وقته لأن الشعب المصري لم يعد يستطيع تحمل مزيد من الأعباء.

ثانيًا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:
* يطالب الإخوان المسلمون القادة العرب بالكف عن الشعارات الرنانة والقرارات غير الفاعلة التي لا يتم تنفيذ أي منها، ويري الإخوان المسلمون أن ما خرج عن قمتي سرت لا يعدو مجرد مسكنات لم يعد لها فاعلية لتسكين آلام الشعوب العربية التي فقدت الثقة في مثل هذه القمم، بل إن الأزمات أصبحت أكبر من قدرة هذه الأنظمة علي حلها نتيجة الانصياع المهين للإملاءات الصهيونية والأمريكية، ولعل ما يحدث الآن في السودان والعراق ولبنان وفلسطين خير شاهد علي ذلك.

* يحذر الإخوان المسلمون من تزايد نبرة انفصال جنوب السودان عن شماله، والأخطر من ذلك هو قبول الدول والأنظمة العربية بالأمر الراهن، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية تهدد استقرار المنطقة العربية بل وإفريقيا كلها، ويجدد الإخوان دعوتهم للأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، وكذلك رجال الأعمال والمنظمات الإغاثية إلي الإسراع بمد يد العون لشعب جنوب السودان الذي يتم جره بدون وعي إلي كارثة ستكون عواقبها علي المنطقة كلها، كما يطالب الإخوان الحكومة المصرية بشكل خاص إلي العمل بقوة من أجل دعم خيار الوحدة من خلال مشروعات تنمية الجنوب في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية حتي يشعر أهل الجنوب بعمقهم العربي ويكفي أن هناك 500 قبيلة في الجنوب لا يجمعها سوي اللغة العربية.

* يطالب الإخوان المسلمون النظام المصري بتقديم التسهيلات اللازمة لقافلة شريان الحرية 5 التي أطلقها المئات من النشطاء الأوربيين وعلي رأسهم النائب البريطاني جورج جالاوي من أجل فك الحصار الظالم علي قطاع غزة، وهو دور يجب أن تقوم به مصر ليس من أجل فك الحصار فقط وهو أمر واجب عليها، وإنما أيضاً لاستعادة هيبتها وتأثيرها في الملف الفلسطيني الذي يترنح تحت مطارق الإملاءات الصهيونية وهوان السلطة الفلسطينية.

ابو مصعب المصرى
19-10-2010, 02:05 PM
(رأي الإخوان): اعتقالات الإخوان دليل على توجه الداخلية في الانتخابات القادمة

شهد الأسبوع الماضي أحداثًا عديدةً وما زالت آثارها ممتدة، بعضها متعلق بالشأن الداخلي والآخر مرتبط بالقضايا العربية والإسلامية، فعلى الصعيد الداخلي واصلت الأجهزة الأمنية عدوانها المبكر لإفساد المناخ العام قبل انتخابات مجلس الشعب القادمة من خلال اعتقال العديد من الإخوان في المحافظات المختلفة، فضلاً عن تصريحات بعض المسئولين حول الانتخابات القادمة، هذا بالإضافة إلى تداعيات حكم القضاء ببطلان عقد مدينة مدينتي، والبلطجة الأمنية والإدارية ضد طلاب الجامعات، وعلى الصعيد الإقليمي والدولي أكدت الأحداث عبثية المفاوضات مع العدو الصهيوني، وأثبت الأمريكيون والاتحاد الأوربي مجددًا أنهم يكيلون بمكيالين في القضايا المتعلقة بالعرب والمسلمين، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

يحذر الإخوان المسلمون من التصرفات الأمنية غير المسئولة ضد أبناء الجماعة بالاعتقال والتعذيب والتهديد، كما حدث مع المواطن أحمد ربيع الطايش، والذي قام ضباط مكتب أمن الدولة التابع لمحافظة 6 أكتوبر (كرداسة) بتعذيبه وتهديده باغتصاب نساء أسرته إذا لم يقدم لهم معلومات عن مرشح الإخوان المسلمين المنتظر في الدائرة، وهو ما تكرر مع أربعة آخرين في أماكن أخرى في نفس المحافظة، وفي نفس الوقت يتم اعتقال مجموعة من الإخوان كانوا في ضيافة المهندس إيهاب ترك، وكذلك اعتقال عدد من الإخوان في الدوائر التي قرر الحزب الوطني خوض الانتخابات فيها ببعض الوزراء، مثل دائرة الرمل في الإسكندرية، وهي تصرفات تؤكد أن وزارة الداخلية أعلنت عن توجهها في الانتخابات القادمة، ويطالب الإخوان المسلمون منظمات المجتمع المدني المعنية بملف حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المختلفة إلى فضح هذه التجاوزات والتصدي لها.

يرى الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية حول الانتخابات القادمة، تخالف الدستور والقانون وتوحي بأن رجال الأمن فوق القانون؛ الأمر الذي أغرى بعض الضباط إلى تجاوز الاعتداء على المعارضين السياسيين إلى الاعتداء على النيابة العامة ورأينا اعتداء ضباط أمن الدولة بمدينة رشيد على ثلاثة من وكلاء النيابة ذهبوا للتفتيش على مقر الاحتجاز هناك؛ مما يؤكد أن غياب محاسبة المتورطين في أعمال عنف وتعذيب المواطنين يمثل خطورةً على مؤسسات الدولة الرسمية، وأن إهانة القضاء امتدَّ من عدم احترام أحكامه إلى عدم احترام رجاله.

يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده الجامعات حاليًّا من بلطجة وإرهاب ضد الطلاب الذين أطلقوا حملات للإصلاح هو أكبر تعبير عن تفشي الفساد في مختلف القطاعات وسيطرة الأمن على الجامعات، ويطالب الإخوان رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بعدم الانصياع إلى التعليمات الأمنية ضد طلابهم، وأن يتعاملوا مع الطلاب باعتبارهم أبناءً لهم من حقِّهم ممارسة أنشطتهم طالما التزموا بالقانون.

يعكس قرار الحكومة المصرية بإسناد مشروع مدينتي بالأمر المباشر إلى شركة طلعت مصطفى إصرار الحكومة على عدم احترام أحكام القضاء، كما يعكس مدى الفساد الذي يسيطر على أجهزة الدولة؛ مما جعلها أضعف من أن تتخذ قرارًا يحمي مصالح الشعب ويعيد له حقوقه المنهوبة والمسلوبة، كما يوضح مدى خطورة ارتباط السلطة الحاكمة برجال الأعمال الذين باتوا يوجهون السياسات الحكومية لما فيه مصلحتهم الخاصة.

يؤكد الإخوان المسلمون حرصهم الشديد على وحدة الوطن وتماسك مكوناته ويستنكرون تصريحات الأنبا بيشوي التي تهدد الوحدة الوطنية وتزكي نيران التعصب، ويؤكدون أن هذا التوجه الضار سببه الأساسي ضعف النظام، وتخاذله أمام هذه النزعة الطائفية وتنازله طواعيةً عن صلاحياته الدستورية والقانونية تجاهها، في ذات الوقت الذي يزداد ظلمه وطغيانه على الحركات الإسلامية المعتدلة والوسطية ويصادر أنشطتها وممتلكات أبنائها ويعتقل أعضاؤها ويقدمون إلى المحاكمات العسكرية الظالمة والمخالفة للدستور والقانون؛ ولذلك فهم يدعون النظام إلى العدالة والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان والدستور والقانون، وهذا هو السبيل لتحقيق الاستقرار والأمان للوطن والمواطنين.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

يرى الإخوان المسلمون أن إثارة القضايا المذهبية والطائفية والدينية في هذه المرحلة الحرجة وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي يرمي إلى تفكيك المنطقة وشغلها بنزاعات وطنية وإقليمية بعيدًا عن الخطر الحقيقي الذي يهددها وهو الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأمريكي لبلاد عربية وإسلامية والهيمنة الغربية والواضحة على نظم الحكم واستنزاف ثروات العرب والمسلمين في صفقاتٍ تسليح تكدس الثروات في أمريكا وأوربا.

يؤكد الإخوان المسلمون أنه آن الأوان لأن تتخذ السلطة الفلسطينية إجراءات تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، بعد إصرار العدو الصهيوني على عدم الاكتراث بمطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، وفشل الإدارة الأمريكية المتواطئة في دفع الصهاينة لتحقيق أي مصلحةٍ للفلسطينيين، وهو ما يؤكد مكررًا بأن الرهان على الإدارة الأمريكية وخيارات وَهْم السلام المزعوم هو رهان فاشل ولن يعيد الحقوق أو يحرر الأرض، ولم يعد أمام السلطة الفلسطينية وكافة الأنظمة والحكومات العربية إلا دعم خيار المقاومة، والذي يبدأ بإنهاء الحصار على قطاع غزة ولم الشمل الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

أكد مشروع القانون الذي تقدَّم به الحزب الحاكم في إيطاليا لمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، والذي جاء بعد أيام من إقرار البرلمان الفرنسي لقانون مماثل أن بعض دول أوربا تمارس عنصرية بغيضة تجاه المسلمين وتكيل بمكيالين فيما يتعلق بالحريات الدينية؛ ولذلك فإن الإخوان المسلمين يطالبون الحكومات والمؤسسات الأوروبية المعنية بحقوق الإنسان إلى التصدي لهذه العنصرية؛ لأنها لا تتماشى مع مبادئ السماحة وقبول الآخر التي نادت بها كل الشرائع السماوية

أبو جهاد المصري
09-04-2011, 12:14 AM
المشاركة في جمعة التطهير

[06/04/2011][19:04 مكة المكرمة]

شهدت مصر العديد من الأحداث المتلاحقة، بعضها متعلق بمطالب الثورة المصرية، والآخر يؤكد أن الكارهين للثورة لا يزالون يسعون بكل طاقتهم إلى عودة الحياة للمربع الذي سبق يوم 25 يناير، وما يحدث في مصر ليس بعيدًا عما تشهده باقي الدول العربية الذي بزغ فيها نور الحرية والتغيير، وأمام هذه القضايا يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يدعو الإخوان المسلمون المجلس العسكري والحكومة إلى اتخاذ الإجراءات التي تكفل سرعة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكل رموز نظامه، وبخاصة الذين تورطوا في أعمال البلطجة والعنف وقتل المتظاهرين في مختلف محافظات مصر منذ اندلعت ثورة 25 يناير وحتى إعلانه التنحي، وهي الأعمال التي لا تحتاج إلى البحث عن أدلة، أو قرائن بعد ما شهده العالم أجمع من عنفٍ متعمدٍ وصل لحدِّ القتل العمد برصاصات القناصة لمئات المصريين.



- يدعو الإخوان المسلمون الشعب المصري إلى المشاركة في جمعة التطهير الذي يجب أن يشمل كل المطالب الشعبية، ومن أبرزها الإسراع بتغيير المحافظين، وحل المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية، وإعادة فتح ملفات نهب أراضي الدولة وبيع القطاع العام والمبيدات المسرطنة، والمسئولين عن قتل المصريين من خلال تسميم غذائهم وشرابهم وتدمير صحتهم.



- يدعو الإخوان المسلمون علماء التوجه السلفي المشهود لهم برجاحة العقل ودقة الفهم إلى مراجعة المواقف والفتاوي التي أثارت قلقًا وبلبلةً داخل الشعب المصري، وأن يعملوا على تهدئة الشارع المصري الذي أصابه الذعر مما طرحه البعض من هدم الأضرحة ورفض السياحة وما شابه ذلك، وأن يحترم الجميع الاجتهادات الفقهية المتنوعة دون إصرارٍ على رأي واحد في المسائل الفقهية التي تحمل العديد من الآراء والاجتهادات المختلفة، ويراعوا المصلحة الشرعية فيما يتعلق بمصالح الوطن، وبما يقطع الطريق على دعاة الفتنة والمتربصين بأمن ووحدة وسلامة الوطن.



- يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة حل الحزب الوطني الفاسد والمفسد وملاحقة أعضائه ورموزه، وكذلك المحافظين وأعضاء المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية قضائيًّا على جرائمهم في حقِّ مصر والمصريين.



- يُبدي الإخوان المسلمون قلقهم من عودة جهاز مباحث أمن الدولة بشكلٍ جديدٍ من خلال نقل ضباطه وهيئاته إلى قطاع الأمن الوطني؛ مما يعيدنا إلى نقطة الصفر من جديد، ويمنع الثقة في القرارات التي يتم اتخاذها لتنفيذ مطالب الشعب المصري، ويشير إلى أن ما يحدث يعدُّ التفافًا على هذه المطالب، وهي أمورٌ قد تؤدي إلى عودة الاحتقان للشعب المصري مرةً أخرى.



- لقد أظهرت أحداث مباراة الزمالك الأخيرة مع فريق الإفريقي التونسي أن الثورة المضادة لا تزال تريد العبث باستقرار وأمن مصر، ويوضح الإخوان أنهم مع عودة جهاز الشرطة لممارسة عمله في ضبط الانفلات الذي يشهده الشارع المصري الآن، إلا أنه يجب أن تكون هذه العودة بتغييرٍ في الشكل والمضمون وبشكلٍ سريع، ويتطلب أيضًا من المجتمع المصري الذي ضرب مثالاً وقدوةً خلال أيام الثورة أن يساعد رجال الشرطة في عودة الانضباط إلى الشارع مرةً أخرى، لنؤكد أن ثورتنا لم تكن في يومٍ من الأيام غوغائية.



- يوجه الإخوان المسلمون التحيةَ إلى وزارة الخارجية المصرية التي بدأت تستعيد روحها من جديد، وهو ما ظهر في الزيارة الرسمية للسودان شمالاً وجنوبًا، وتلتها زيارة الوفد الشعبي لأوغندا، وغير ذلك من تحركات متوقعة لعلاج أخطاء النظام السابق في قضية مياه النيل، وفي هذا الإطار يطالب الإخوان المسلمون رجال الأعمال المصريين والعرب إلى توجيه جزءٍ من استثماراتهم لدول حوض النيل- وبخاصة الاستثمار في زراعة القمح في السودان الشقيق لتلبية حاجة مصر والعرب- لغلق الباب أمام التوغل الصهيوني في هذه الدول، كما يطالبون بتشجيع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية على القيام بدورهما المأمول في هذا المجال، وفي هذا حماية ليس للأمن القومي المصري فقط وإنما للأمن القومي العربي والإسلامي بشكل عام.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

يدعو الإخوان المسلمون الشعوب العربية والإسلامية التي أثبت قدرتها على التغيير والتأثير، إلى دعم حركة الثوار في ليبيا الشقيقة ضد جنون رئيسها من جانب، ورغبات الاستعمار والاستحواذ الذي لم يعد خافيًا من المجتمع الدولي من جانب آخر، ويطالب الإخوان الرئيس الليبي بالاستماع إلى صوت شعبه وحقن الدماء التي تسال كل يوم؛ لأن النهاية لن تكون إلا بما كانت عليه في مصر وتونس، فرغبة الشعوب لا يستطيع أن يقف أمامها أي نظام مهما كانت قوته أو سطوته.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده اليمن والبحرين وسوريا من حراكٍ شعبي للبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة هي نتائج طبيعية لحالة الكبت والظلم والانسداد التي عاشتها الشعوب العربية طوال عقود من الزمن؛ ما جعلها في مؤخرة ركب التطور والنهوض بعد أن كانوا قبلة العلم والتقدم، وهذا يجعل التغيير في النهاية خيارًا ليس له بديل.



- يطالب الإخوان المسلمون الرئيس محمود عباس أبو مازن بالإسراع في إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني، وأن يسعى بقلبٍ وعقلٍ مفتوحينِ لا يُحركه إلا مصلحة شعبه وقضيته إلى إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية، وعدم النظر إلى الوراء مرةً أخرى، وأن تتم مراجعة كل الملفات لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن تكون الثورة في كلٍّ من مصر وتونس وما يشهده العالم العربي الآن فرصة للسلطة الفلسطينية لإعادة التفكير، وتأكد أن التعويل على غير رغبة الشعوب لن يكون مجديًا بأي حالٍ من الأحوال.



- على الأمم المتحدة أن تثبت مصداقيتها بأن تتمسك بالتقرير الخاص بالحرب الصهيونية على غزة، والذي أدان العدو الصهيوني وقد أصبح ملكًا لمجلس حقوق الإنسان والرأي العام الدولي، ويطالب الإخوان المسلمون بتفعيل توصيات التقرير وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحكمة الجنائية الدولية بقرارٍ من مجلس الأمن.

http://www.ikhwanonline.com/Article....2036&SecID=118 (http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=82036&SecID=118)

ღ زهرة الشفاء ღ
10-04-2011, 10:53 AM
اخي شكرا لك و استغل الفرصة لسؤالك هذا السؤال ان سمحت :

لماذا لم تصدر حركة الاخوان و لا بيان واحد يتبرا و يندد بالحزب الاسلامي العراقي المحسوب على الاخوان الذي اتى على الدبابة الامريكية و الذي تعاون مع المحتل و خان الامة و الدين من اجل بعض الكراسي و الامتيازات...حتى قيل : الحزب الاسلامي آخر مسمار في نعش حركة الاخوان المسلمين.
الرجاء توضيح موقفكم من هذا الحزب بكل امانة و ساقوم بنقله الى المنتديات الاخرى ليتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود و تتضح الامور.



السلام عليكم : ولو انني قد تأخرت بالتعليق عليك لانني الآن رأيت تعليقك فلا بد من الرد عليه ليتبين لك الخيط الابيض من الخيط الأسود .

كما قال البينة على من ادعى واليمينة على من أنكر فدعوة ان الحزب الاسلامي جاء على الدبابة الامريكة دعوة باطلة لانها بدون دليل وهو حزب تأسس 1960 والاحتلال جاء بعد 2003 والله سبحانه (وإذا قلتم فاعدلوا ) فالحزب قدم كبار قادته شهداء ضد الاحتلال الامريكي والايراني والطائفي وعلى راسهم الشيخ اياد العزي من بغداد وعمر الصيدلي من الموصل والشيخ خالد السعدون من البصرة إضافة الى اكثر1500 شهيد و2500 معتقل وثلاثة الاف وخمسمئة مهجر من أعضاء الحزب خلال سبع سنوات الماضية فاعطني حزباً واحداً ضحى ونريد اسمائاً لهذه التضحيات خلال هذه الفترة ومن يريد الاسماء شهداء الحزب فنحن مستعدون لأعطائها ولكن هكذا حال اهل الحق دائما يحاول الاحتلال الامريكي واتباعه عزلهم عن المجتمع كما فعل المشركون مع الرسول (صلى الله عليه وسلم )بالعهد المكي
هؤلاء آبائي فأتني بمثلهم ** يا جرير إذا دعتنا المحاضرُ .

وتحياتي للأخ ابو مصعب

رياض123
10-04-2011, 06:13 PM
السلام عليكم : ولو انني قد تأخرت بالتعليق عليك لانني الآن رأيت تعليقك فلا بد من الرد عليه ليتبين لك الخيط الابيض من الخيط الأسود .

كما قال البينة على من ادعى واليمينة على من أنكر فدعوة ان الحزب الاسلامي جاء على الدبابة الامريكة دعوة باطلة لانها بدون دليل وهو حزب تأسس 1960 والاحتلال جاء بعد 2003 والله سبحانه (وإذا قلتم فاعدلوا ) فالحزب قدم كبار قادته شهداء ضد الاحتلال الامريكي والايراني والطائفي وعلى راسهم الشيخ اياد العزي من بغداد وعمر الصيدلي من الموصل والشيخ خالد السعدون من البصرة إضافة الى اكثر1500 شهيد و2500 معتقل وثلاثة الاف وخمسمئة مهجر من أعضاء الحزب خلال سبع سنوات الماضية فاعطني حزباً واحداً ضحى ونريد اسمائاً لهذه التضحيات خلال هذه الفترة ومن يريد الاسماء شهداء الحزب فنحن مستعدون لأعطائها ولكن هكذا حال اهل الحق دائما يحاول الاحتلال الامريكي واتباعه عزلهم عن المجتمع كما فعل المشركون مع الرسول (صلى الله عليه وسلم )بالعهد المكي
هؤلاء آبائي فأتني بمثلهم ** يا جرير إذا دعتنا المحاضرُ .

وتحياتي للأخ ابو مصعب


ان كنتي تدرين فتلك مصيبه وان كنت لا تدرين فتلك مصيبه اكبر
الشمس لا تغطى بغربال

قلبي الحزين
10-04-2011, 06:44 PM
اللهم انصر المسلمين عاااااامة
ياجماعه ليش صرتو تنشقو إخوان وسلفي و. و. و.
كلنا مسلمون نحن لا نريد اسما
أنا برأيي بلا من الأسمال هذي والعمل هو الدليل يا ريت التواري في عمل الخير

رياض123
11-04-2011, 01:48 AM
اللهم انصر المسلمين عاااااامة
ياجماعه ليش صرتو تنشقو إخوان وسلفي و. و. و.
كلنا مسلمون نحن لا نريد اسما
أنا برأيي بلا من الأسمال هذي والعمل هو الدليل يا ريت التواري في عمل الخير

عن اي انشقاقات تتحدث اخي الكريم
المسائله تبيان حقائق وليس اتباع نهج او حزب سياسي
واليك انقل مقاله للصحفي احمد موفق زيدان وهو اخواني معروف ينتقد فيها توجهات وتصريحات جماعه الاخوان ضد ثوره الشعب السوري


اتقوا الله في ادعاءات الممانعة والمقاومة السورية ؟!





كتبهاالصحافي أحمد موفق زيدان ، في 9 نيسان 2011 الساعة: 06:16 ص



د ـ أحمد موفق زيدان
قلما يمر يوم علينا كسوريين إلا ونُطعن بالسكين في ظهرنا من قبل إخواننا وأحبابنا، بالأمس بيان لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن وقوفها إلى جانب سورية قيادة وشعبا مشيدة باحتضان سورية ورئيسها حركتها، مع الإشارة على استحياء لحق الشعب السوري في حريته، تبعه على الفور بيان لحركة الإخوان المسلمين في الأردن التي تبرعت هي الأخرى بالحديث عن أكذوبة العصر في ممانعة ومقاومة النظام السوري واحتضانه للمقاومة، وأخيرا وليس آخراً بيان الإخوان المسلمين في مصر الذي عزف على نفس السمفونية ..
لا أدري إن كانت الشمس بحاجة إلى دليل فعن أي مقاومة وممانعة يتحدثون عن مقاومة تسليم الجولان والقنيطرة، أم عن مقاومة عدم إطلاق طلقة واحدة باتجاه الجولان منذ عام 1973، أم عن مقاومة مهاجمة مخيمات الشعب الفلسطيني في تل الزعتر والكرنتينا والبداوي وطرابلس، أم عن مقاومة وممانعة قصف مفاعل الكبر المزعوم قرب دير الزور دون أن ينبس النظام ببنت شفه، أم اغتيالات جرت على أيدي الموساد وفي داخل سورية دون أن يُكشف عنها شيء، أم عن اختراق الطائرات الصهيونية وتحليقها فوق قصر الرئيس السوري باللاذقية، أم عن مصافحته لرئيس الكيان الصهيوني كاتساف أثناء تشييع البابا، ألم يسمعوا ويقرؤوا الصحف الصهيونية وهي تقول إن تل أبيب تصلي للرب في أن يحفظ بشار الأسد، وأن تل أبيب ستشتاق إلى الديكتاتور السوري في حال رحيله ؟
عن أي مقاومة تتحدثون وقد جاء ذلك كله على حساب جراحات الشعب السوري، وعذاباته فأعطوا صك براءة لنظام لا سياسة له سوى قمع شعبه وسجنه ونفيه وتدميره ومحاربته في رزقه، إن العصر عصر الشعوب وعصر الحرية، وعلى حركات التحرر أن تكون مع الشعوب الحرة وليس مع الطغاة المستبدين، فحجة حماية الحق الفلسطيني أو العربي لا يكون على حساب الحق السوري بل واضطهاده ومعاملته كالقطيع منذ عقود، في الوقت الذي يرقص الكثيرون على جراحات الشعب السوري..
أليس من الأجدر أن تصمتوا وإن كان الصمت هو تأييد للطاغية ولكن حنانيك أهون الشرين، أنظروا إلى الإخوة في العراق المقيمين في سورية صمتوا ولم يتكلموا ألم يكن بوسعكم أن تصمتوا، ألم يكن بوسع إخوان الأردن ومصر أن يصمتوا، ولكن ليحي من حيّ عن بينة . .
الشعب السوري صبر وتحمل نظامه طويلا، وتحمل كل من دافع عنه وصمت عليه، لكنه انتفض الآن،وإن كان الشعب السوري مشغولا اليوم بالتخلص من نظامه، مما شغله عن الحديث عن داعمي النظام السوري بطريقة أو بأخرى فإنه لن ينسى ولن يغفر كل من وقف إلى جانب هذا النظام، وإن سعى إلى رش بعض المساحيق التجميلية على بياناته من أمثال حق الشعب السوري في الحرية وتحقيق طموحاته، فذاك لا يكفي ..

بن سام
11-04-2011, 09:37 PM
جزاكم الله خيرا

أبو جهاد المصري
16-04-2011, 10:26 PM
بيان من الإخوان المسلمين حول أحداث سوريا

هبت رياح الحرية والتغيير على دول أوروبا الشرقية أواخر القرن الماضي، فثارت شعوبها، فتهاوت قلاع الديكتاتورية والاستبداد، واستعادت الشعوب سيادتها وحريتها وكرامتها.

وانتظرنا طويلاً حتى تحركت شعوبنا العربية فثارت على الأنظمة القمعية الإرهابية الفاسدة، فسقط النظامان التونسي والمصري، ولا يزال النظامان الليبي واليمني يقاومان السقوط المحتوم- بإذن الله- ويرتكبان جرائم الإبادة لشعبيهما، ولكنَّ إرادة الشعوب ستنتصر في النهاية لأنها من إرادة الله.

إن ما يحدث عندنا وحولنا يقطع بأن عصرنا هذا هو عصر حرية الشعوب وسيادتها، والعاقل من فهم هذا، واستجاب له.

إن الأنظمة الناجحة الثابتة المستقرة هي التي تستمد شرعيتها من شعوبها، وتتوحَّد إرادتها بإرادتها، وتستقوي بها، وتقيم العدل والقسط بينها، وتحترم حريتها وحقوقها، وتستجيب لتطلعاتها وأمانيها، وتلتزم بمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون، واستقلال القضاء، والمساواة بين المواطنين، وتؤمن بالتعددية دون إقصاء في إطار الجماعة الوطنية، وتحارب الفساد والمفسدين،، وعندئذٍ تحتضنها الشعوب وتدعمها وتؤيدها وتفتديها بالمهج والأرواح، فلا تخشى دولةً مهما أوتيت من قوة، وبهذا فقط يتحقق الأمن والأمان للشعب والحاكم.. "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر".

ونحن إذ نقدر موقف النظام السوري من المشروع الصهيوأمريكي، ورفضه التفريط في الحق والأرض، وتصديه لمشروع الشرق الأوسط الكبير ووقوفه منه موقف الممانعة، ودعمه للمقاومة والمقاومين، واحتضانه زعماء الفصائل الفلسطينية، وتأييده حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعمه أيضًا المقاومة اللبنانية؛ فإننا بنفس القدر نؤيد حق الشعب السوري في الحرية والحياة الكريمة والديمقراطية والتمتع بكل حقوق الإنسان التي أقرها الإسلام هبةً من الله، وأقرتها المواثيق الدولية، ونرفض تمامًا العدوان على أفراد الشعب الذين يعبِّرون عن أنفسهم بالتظاهر السلمي، كما ندين إراقة قطرة دم واحدة بغير حق، ناهيك عن قتل العشرات في المدن والقرى، وحسبنا أن القرآن الكريم جعل قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعًا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة"، كما ندين اعتقال مواطن أو مواطنة ولو للحظة واحدة، فالظلم نذير الخراب، والظلم يعم: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (الأنفال: من الآية 25).

وإننا من منطلق حبنا لسوريا الشقيقة رفيقة الجهاد في التاريخ القديم والوسيط والحديث؛ ندعو إلى مصالحة عامة مع كل فصائل العمل الوطني السوري، والاستجابة لمطالب الشعب وتطلعاته إلى الحرية والكرامة والعدالة، وإنهاء حالة الطوارئ، ومحاكمة كل من ارتكب جرائم في حق الشعب وحقوقه، وانتهك دور العبادة وحرمتها، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، فالأنظمة لا تقوى بجيوشها وشرطتها، ولكن تقوى بشعوبها وأمتها، وهذا مقتضى الشرع والعقل والحكمة والوطنية.

كما أننا نحذر من القوى العالمية الظالمة المتربصة بالدول الرافضة للخضوع لسياستها من أن تستغل الأحداث الجارية في سوريا- وخصوصًا إذا زاد الصدام والتناحر وإراقة الدماء- أن تستدرج مجلس الأمن إلى قرار لحماية المدنيين وفق الباب السابع، ثم تذهب لتدمير الجيش السوري من البحر والجو لصالح العدو الصهيوني، الذي ينتظر هذه اللحظة دون أن يتكلف شيئًا.

وقى الله أمتنا من الشر الذي يراد بها، وهدانا إلى صراطه المستقيم.

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 3 من جمادى الأولى 1432هـ= الموافق 6 من أبريل 2011م

أبو جهاد المصري
16-04-2011, 10:28 PM
بيان الإخوان المسلمين حول أحداث البحرين

إن الإخوان المسلمين يعبِّرون عن قلقهم الشديد مما يحدث في مملكة البحرين من أحداث أسفرت عن سقوط ضحايا، إضافة إلى تصعيد يُنذر بمخاطر جسيمة.



ومن منطلق الحرص على وحدة الشعب البحريني ومصلحة المملكة فإننا ندعو شعب البحرين بكلِّ طوائفه إلى الاستعلاء على الخلافات، وتنحية العصبيات المذهبية والطائفية، واعتماد مبدأ الحوار لحلِّ المشكلات في مناخ من الأخوة الإسلامية، والوحدة الوطنية، والمشاعر الأسرية، باعتبار الشعب كله أسرة واحدة.



فالمطالب الشعبية ينبغي أن تعبِّر عن الشعب، وعلى المسئولين الاستماع إليها، وتنفيذ ما يحقق المصلحة العامة منها، ومن ثم نرفض تحويل القضية إلى قضية طائفية؛ لأن من شأن ذلك تأجيج الفتنة، وتهديد الوحدة الوطنية، وتوفير الذرائع للتدخلات الأجنبية، فنرجو من الجميع إيثار المصلحة العامة، واستعادة اللحمة، وتوحيد الصف.



﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103)

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 17 من ربيع الآخر 1432هـ الموافق 22 من مارس 2011م

أبو جهاد المصري
16-04-2011, 10:29 PM
تعليق المظاهرات ومحاكمة النظام المخلوع

شهدت مصر خلال الأيام الماضية تقدمًا واضحًا في عديدٍ من القضايا التي أثارت غضب الشعب المصري، والتي كان أبرزها بطء محاكمة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع، وهو ما عبَّر عنه الشعب المصري بشكلٍ واضحٍ في جمعة المحاكمة والتطهير، وقد تزامنت سخونة الأحداث في مصر مع تصعيد صهيوني على قطاع غزة، حمل العديد من الرسائل، فضلاً عما تشهده البلاد العربية من تطورات ثورية على طريق الحرية والتغيير، وأمام هذه القضايا وغيرها يُوضِّح الإخوان رأيهم في التالي:



أولاً: على الصعيد المحلي:

- ينتظر الإخوان المسلمون محاكمةً سريعةً للرئيس المخلوع مبارك وعائلته ورموز نظامه تحقق القصاص العادل لدماء الشهداء، وتؤدي إلى استرداد الأموال المنهوبة، وتمنع تكرار هذه الخطايا الرئاسية الفرعونية في حق الشعب المصري الذي انتفض في جمعة المحاكمة والتطهير، وهذا هو السبيل لعودة الهدوء والانتقال لبناء مصر ونهضتها.



- يدعم الإخوان المسلمون موقف العديد من القوى السياسية بعدم القيام بأية مظاهرات يوم الجمعة القادم، أو القيام بمسيرات أو مظاهرات إلى مدينة شرم الشيخ؛ لمنح الفرصة كاملةً لجهات التحقيق لإنجاز مهامها؛ بما يحقق مصالح الشعب المصري في تعقب ومعاقبة الفاسدين، مع تأكيد أن ميدانَي التحرير والقائد إبراهيم وغيرهما في كل المحافظات هي مراجعنا إذا لزم الأمر، وبتوافقٍ عام وإعلان مسبق ولوقتٍ محددٍ، دون اعتصامٍ أو تعطيلٍ للمؤسسات والعمل والإنتاج والمرور.



- يطالب الإخوان المسلمون جميع فئات الشعب المصري بالعمل على دعم عجلة التنمية والإنتاج، وألا تكون المظاهرات الفئوية- التي هي حق أصيل لأصحابها- معطلةً للإنتاج أو سببًا في تراجع الاقتصاد، خصوصًا أن نجاح الثورة مرتبط بدفع عجلة الاقتصاد؛ حتى يشعر المواطنون أن ما قدموه من تضحياتٍ في سبيل البحث عن حياةٍ كريمةٍ لم يكن مجرَّد كلامٍ في الهواء، وحتى يثبت الشعب المصري أنه قادرٌ على صناعة إنجازٍ آخر يُضاف إلى إنجاز الثورة، وهو العمل على انتشال مصر من أزمتها الاقتصادية.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام حول نسبة مشاركة الجماعة في الانتخابات القادمة، هو محض اجتهادات من أصحابها، ولا تمثل بأي حالٍ رأي الجماعة الرسمي؛ الذي سبق أن أعلنته في كثير من المواقف؛ بأن هدفها المشاركة وليس المغالبة، وأنها لا تسعى إلى أغلبية برلمانية في البرلمان القادم، وما أكدته في أنها تتواصل مع مختلف القوى والأحزاب السياسية والشعبية لما فيه صالح الوطن.



ويرى الإخوان المسلمون أن تحديد نسب المشاركة أمرٌ سابقٌ لأوانه، خصوصًا أن قانون مجلسي الشعب والشورى وقانون مباشرة الحقوق السياسية اللذين سينظمان الانتخابات القادمة وشكلها، وهل هي بالقائمة أو بالنظام الفردي، لم يتم إصدارهما حتى الآن، وبالتالي فإن الحديث عن نسب المشاركة أمر سابق لأوانه.



- يُحذِّر الإخوان المسلمون من مؤامرات بقايا النظام البائد، والتي كشفت عن نفسها يوم الجمعة الماضي (جمعة التطهير) وما تلاها من اعتصامات، ويعلنون وقوفهم مع بقية القوى السياسية والفاعلين في الثورة المباركة ضد هذه البقايا وأفعالها.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يرحب الإخوان المسلمون بطلب جامعة الدول العربية من مجلس الأمن فرض حظر جوي على قطاع غزة، وهي خطوةٌ تراها الجماعة جيدةً لحماية المواطنين العُزَّل، بينما الخطوة الحقيقية التي تطالَب بها الحكومة المصرية هي فكُّ الحصار المفروض على قطاع غزة بشكلٍ كامل، وهو ما يتطلب دعمًا عربيًّا وإسلاميًّا للموقف المصري الجديد، والذي كان واضحًا في التصدي للعدوان الصهيوني.



- يطالب الإخوان المسلمون الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس بأن يسارعا إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وألا يلتفتا إلى الضغوط الأمريكية والصهيونية التي لا تريد الاستقرار والحرية للشعب الفلسطيني.



كما يطالب الإخوان المسلمون كل الأنظمة العربية والإسلامية- ومن قبلها الشعوب- بدعم المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تتصدى بسلاحها البسيط لترسانة الأسلحة الأمريكية والصهيونية، وألا تكون حالة الحرية التي يعيشها الوطن العربي شاغلةً عن قضيتنا الأساسية، وهي تحرير القدس الشريف، وإزاحة المحتل الغاصب من فلسطين، أرض العروبة والإسلام، وهي التي كانت عقبةً في تحرير الإرادة العربية، وتحقيق الديمقراطية والحرية للمواطنين العرب.



- يؤيد الإخوان المسلمون مطالب الشعوب فيما تشهده كلٌّ من اليمن وليبيا وسوريا وعدد آخر من الدول العربية؛ من احتجاجات في سبيل الحرية والتحول إلى نظم ديمقراطية، ويجدد الإخوان المسلمون دعوتهم لقادة هذه الدول إلى أن ينزلوا على رأي شعوبهم؛ لأنه الباقي في النهاية مهما طال الزمن وزاد عدد الشهداء والمصابين.

أبو جهاد المصري
06-05-2011, 07:19 PM
مزرعة طرة والثورة المضادة


شهدت مصر في الأيام الماضية حدثًا فريدًا من نوعه في المجتمعات العربية، وهو التحقيق مع الرئيس السابق وعائلته وقيادات الصف الأول من نظامه السابق؛ تمهيدًا لمحاكمتهم، فضلاً عن حكم المحكمة الإدارية العليا بحل الحزب الوطني، وهي الأحداث التي واكبها على الصعيد العربي مزيد من التوتر في ليبيا واليمن وسوريا، فضلاً عما شهدته الساحة الفلسطينية في غزة والقدس الشريف، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم من أحداث في التالي:

أولاً: على الصعيد المحلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن التحقيق مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك مع حبسهما على ذمة التحقيق يؤكد سيادة دولة القانون وتحقيق العدل الذي هو أساس الملك، وأنه لا أحدَ فوق المحاسبة والمساءلة، وهذا من أهم أهداف الثورة المصرية العظيمة.



- يحذر الإخوان المسلمون من وجود رموز النظام السابق في سجن واحد، وهو سجن مزرعة طرة لما يمثله ذلك من تفعيل الثورة المضادة، خصوصًا أنهم يلتقون ويتشاورون ويتبادلون الآراء ولديهم في الخارج عدد لا بأسَ به من فلول النظام السابق، وهي أمور كلها تمثل خطرًا على ثورة الشعب المصري، والإخوان يثقون أن المسئولين عن توزيع المتهمين على السجون يضعون هذا الموضوع نصب أعينهم، وعليهم ألا ينتظروا حكم محكمة القضاء الإداري في هذا الشأن.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية العليا بحل الحزب الوطني كان خطوةً مهمةً في القضاء على الثورة المضادة، إلا أن هذا الحكم القضائي يتطلب أن تتبعه خطوات سياسية أهمها حل المجالس الشعبية المحلية التي تمثل طابورًا خامسًا للحزب الوطني المنحل في مصر بقرارٍ سيادي في أسرع وقت.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن حالة الاحتقان التي تشهدها العديد من المحافظات حول تعيينات المحافظين الجدد مرتبط بأن عددًا من هؤلاء المحافظين كانت له صلات واضحة بالنظام السابق والشعب لم يعد يحتمل وجود أي وجوه كانت مرتبطة بهذا النظام ولا يتعلق في الأساس بديانة المحافظ، ويطالب الإخوان المسلمون جموع المتظاهرين في المحافظات بالدفاع عن حقهم مع الحفاظ على أسس المواطنة وحقوق الجميع مسلمين ومسيحيين، وعدم الدفع بالأمور إلى أزمات مصر في غنى عنها.



- يرحب الإخوان المسلمون بقرار وزير الري برفع الحراسة عن نقابة المهندسين، وهو ما يتطلب إجراء انتخابات سريعة للنقابة.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يجدد الإخوان المسلمون الدعوة إلى حكام ليبيا واليمن وسوريا وغيرهم من الدول العربية التي شهدت انتفاضات شعبية قوية ضد الاستبداد والفساد، وبالتنحي وترك الحكم حقنًا لدماء أبناء شعبهم؛ لأنه مهما طال الزمن أو قصر فإن إرادة الشعب هي الغالبة.



- يُحذِّر الإخوان المسلمون من قيام مجموعةٍ من الإرهابيين الصهاينة بتدنيس حرم المسجد الأقصى الشريف في حراسة قوات الاحتلال الصهيوني، وهي الخطوة التي تتطلب تحركًا إسلاميًّا وعربيًّا ودوليًّا فاعلاً للتصدي لمثل هذه الإجراءات التي تمثل خطورةً على المسجد الأقصى الشريف.



- يطالب الإخوان المسلمون كل الفصائل الفلسطينية بالإسراع في إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني الداخلي لتوحيد الصفوف ضد الاحتلال الصهيوني الذي يريد الانقضاض على المقاومة الباسلة مستغلاً انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية، كما نطالب بفتح معبر رفح بصورة دائمة.



- يرحب الإخوان المسلمون بزيارة رئيس الحكومة المؤقتة د. عصام شرف إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ويؤكد الإخوان المسلمون أهميةَ التضامن العربي في هذه المرحلة الحرجة، وضرورة تأكيد التزام مصر بدورها المأمول في حماية الأمن العربي.



- اتساقًا مع حقوق المواطنة والحفاظ على الحريات الشخصية وحقوق الإنسان يطالب الإخوان المسلمون السلطات الفرنسية بمراجعة الإجراءات التى تتخذها لتطبيق قانون منع النقاب في الأماكن العامة وتجريم مَن ترتديه حتى يتم مراجعة هذا القانون بواسطة الجمعية الوطنية الفرنسية في ضوء ما تم أثناء تطبيقه.



- يناشد الإخوان المسلمون الأمم المتحدة والدول الكبرى الإفصاح الكامل عن أبعاد كارثة المفاعل النووي الياباني.

http://www.ikhwanonline.com/new/Arti...18&ArtID=82880 (http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?SecID=118&ArtID=83301)

أبو جهاد المصري
06-05-2011, 07:19 PM
نتائج إيجابية للثورة


تشهد مصر حالةً جديدةً هذه الأيام؛ حيث بدأت تجني ثمار ثورتها المباركة على الصعيد الخارجي، وهو ما ترجمه توقيع اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لينهي سنوات من الانقسام الفلسطيني الذي كان هدفًا ثابتًا للعدو الصهيوني، وسببًا في حصار قطاع غزة.



ويُضاف إلى ذلك النتائج الإيجابية التي حققها وفد الدبلوماسية الشعبية في إثيوبيا.



وعلى الصعيد الداخلي لا تزال الثورة المضادة تطلُّ برأسها لإفشال الثورة المصرية، وهو ما ترجمته أحداث الاحتفال بعيد العمال ومحاولات زرع الفتنة الطائفية بشكلٍ لم تعهده مصر قبل ذلك، وأمام هذا كله يوضح الإخوان رأيهم في التالي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده مصر الآن من زيادة وتيرة الفتن الطائفية يؤكد أن هناك أيادي ليست خفيةً تريد العبث بأمن مصر الداخلي لإفشال ثورته المباركة، ولعل ما كشفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن وجود مواقع إلكترونية خارجية تريد إشعال الفتن في مصر هو دليل قوي على خطورة الثورة المضادة التي لا تريد لمصر أن تنهض أو تتقدم.



- يرى الإخوان المسلمون أن الاشتباكات التي شهدتها احتفالات عيد العمال يوم الأحد الماضي إنما تدعم ما سبق ذكره بأن الثورة المضادة يجب التصدي لها من خلال عدة إجراءات أبرزها حل المجالس الشعبية المحلية، وكذلك حل الاتحاد العام للعمال والنقابات العامة العمالية.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن حزب الحرية والعدالة مستقل تمامًا تنظيميًّا وإداريًّا وماليًّا عن جماعة الإخوان المسلمين، وليس أدل على ذلك من أن أعضاء مكتب الإرشاد الثلاثة الذين تم انتخابهم سيتركون مواقعهم في مكتب الإرشاد.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن زيارة فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع يرافقه فضيلة المرشد العام السابق الأستاذ محمد مهدي عاكف لشيخ الأزهر هو تعبيرٌ عن عظم مكانة وقدر ورسالة مؤسسة الأزهر العريقة التي تحتاج مصر إلى جهودها الآن لاستمرار نشر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل في مصر والعالم الإسلامي، وهو ما يتطلب العمل على استقلال الأزهر شيخًا وجامعًا وجامعةً لكي ينهض بالدور المنوط به.



- يبارك الإخوان المسلمون ما توصَّلت له نتائج الوفد الشعبي الذي زار إثيوبيا خلال الأيام الماضية، ويطالب الإخوان المسلمون وزارة الخارجية المصرية بدعم هذه الحملات التي يجب أن يدعمها أيضًا رجال الأعمال حتى يكون هناك تكامل بين جميع الجهود المختلفة لإصلاح ما أفسده النظام المخلوع.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يثمن الإخوان المسلمون اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم برعاية مصرية وأنهى الانقسام الفلسطيني وما يتبعه ذلك من فك الحصار عن قطاع غزة وعودة الوئام إلى الصف الفلسطيني الذي عانى من ويلات الانقسام، ويؤكد الإخوان المسلمون أن الضمانة الحقيقية لهذا الاتفاق هي الرغبة الشعبية الفلسطينية والعربية والإسلامية التي ترفض الانقسام وتبحث بكل طاقتها عن الوحدة، ويوجه الإخوان في هذه المناسبة التحية لأرواح الشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم سواء نتيجة الحصار أو من خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والضفة الغربية مؤكدين أن هذه الدماء التي سالت من أجل الدفاع عن كرامة وطنها وحرية أرضها سوف تحمي هذا الاتفاق الذي يجب أن يدعم أيضًا مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.



- يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم المجتمع الدولي والضمير الإنساني إلى عدم ترك الولايات المتحدة تعبث بأمن الدول وتتحرك بمعزلٍ عن القانون الدولي؛ ما دفعها إلى اعتماد أسلوب الاغتيال حلاًّ لمَن تعاديه أو يعاديها، ويؤكد الإخوان المسلمون أن اغتيال الشيخ أسامة بن لادن يكشف التدخل الأمريكي في شئون الدول المستقلة، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًّا قويًّا لوقف هذا السلوك المخالف للقانون الدولي، كما يدين الإخوان إلقاء جثمانه في البحر وعدم تسليمه إلى أسرته لدفنه وفق الشريعة الإسلامية.

http://www.ikhwanonline.com/new/Arti...18&ArtID=83715 (http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?SecID=118&ArtID=83715)

أبو جهاد المصري
06-05-2011, 07:21 PM
محاكمة العادلي والثورات العربية


تتسارع الأحداث في مصر والوطن العربي بشكل لافت وفيه الكثير من المفاجآت، ففي مصر لا تزال عمليات التطهير جارية لفلول النظام السابق، ولكل مكونات جهاز أمن الدولة، ومع صباح كل يوم تطالعنا التحقيقيات الجارية مع رموز هذا النظام، بكوارث ارتكبها في حقِّ الشعب المصري، أما الوطن العربي فإن الأحداث التي تشهدها اليمن وليبيا وسوريا كل يوم تؤكد أن رغبة الشعوب لا يمكن قهرها مهما كانت القوة التي تتصدى لها، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:

أولاً على الصعيد المحلي:

- يتابع الإخوان المسلمون بقلق سير محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه بتهمة القتل العمد للمتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، وما يثير القلق هي المخاوف التي أبدتها نقابة المحامين وعدد كبير من المدعين بالحقِّ المدني حول رئيس المحكمة المستشار عادل عبد السلام جمعة، والذي يحمل تاريخًا معروفًا في خدمة النظام السابق، ويؤكد الإخوان المسلمون أنهم كانوا ولا يزالون يقدرون استقلال القضاء المصري، الذي كان حصنًا منيعًا أمام طغيان النظام السابق، وهو ما يدعوهم إلى مطالبة رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالنظر بعين الاعتبار لما أثاره المحامون حول المستشار عادل عبد السلام جمعة بالتنحي عن رئاسة هيئة المحكمة التي تحاكم وزير الداخلية السابق ومساعديه، وإذا لم يحدث ذلك فإننا نطالب رئيس مجلس القضاء الأعلى ترسيخًا لمبدأ درء الشبهات بالتدخل للوصول إلى الحقيقة، وإجراء محاكمة عادلة منصفة.



- يطالب الإخوان المسلمون جهات التحقيق المختصة بالتحقيق العاجل فيما أثاره تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات حول الصناديق الخاصة، والتي كشفت عن عمليات فساد كبيرة ضيعت على مصر أكثر من 1270 مليار جنيه، ويطالب الإخوان النائب العام بالاستعانة بما هو مدون بمضابط مجلس الشعب خلال الفصل التشريعي العاشر 2005/2010م حول هذه الصناديق، وإحالة كل المسئولين عن غلق هذا الملف خلال سنوات المجلس الخمسة للتحقيق بتهمة الفساد، وإهدار المال العام.



- يطالب الإخوان المسلمون الحكومة الحالية بتشكيل لجنة مختصة لدراسة وقف تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني؛ لتصحيح خطيئة النظام السابق في إمداد هذا العدو المتربص بالغاز المصري، وتضامنًا مع شعب فلسطين المحاصر في الضفة الغربية وقطاع غزة.



- يدعم الإخوان المسلمون مطالب شيخ الأزهر الشريف وعلمائه الساعين إلى استقلال هذه المؤسسة العريقة كي تقوم بدورها المأمول خلال الفترة المقبلة لنشر وسطية الإسلام في العالم كله، ودفع المجتمع المصري للعمل على دعم التنمية لما يمثله الأزهر من مرجعية كبيرة لها احترامها وتقديرها لدى الشعب المصري.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يحذِّر الإخوان المسلمون من الأطماع الأوروبية والأمريكية التي ظهرت في تدخلهم في الثورة الليبية، وحمايتهم للرئيس القذافي وأولاده وعصابته والبحث عن ملاذ آمن له، ويطالب الإخوان المسلمون الشعب الليبي بالحذر من هذه الأطماع الأجنبية، والاستمرار في ثورته، والحرص على وحدة الأراضي الليبية واستقلالها.



- يرحب الإخوان المسلمون بالتحركات التي تقوم بها الحكومة المصرية ووزارة الخارجية في عدد من البلدان العربية لإصلاح ما أفسده النظام السابق، وذلك لتأكيد أواصر التعاون والوحدة العربية، وكذلك لاستعادة المناخ المناسب لتشجيع الاستثمار العربي والأجنبي.



- يطالب الإخوان المسلمون الفصائل الفلسطينية بالعمل بجدية لنبذ الخلافات، وتوحيد الجهود الرامية لإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، باعتبارها المقدمة الحقيقية لتحرير أرض فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، أرض العروبة والإسلام وعاصمتها القدس الشريف، ويؤكد الإخوان على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية باعتبارها القادرة على كبح طغيان الإرهاب الصهيوني.



- يطالب الإخوان المسلمون الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف ضد المدنيين فورًا، واحترام إرادة الشعب السوري في نيل حريته وكرامته، وحقوقه الدستورية والطبيعية، وتحقيق مطالبه المشروعة.



- يرحب الإخوان المسلمون بمبادرة مجلس التعاون الخليجي، وتنازل الرئيس اليمني عن الحكم، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية، حقنًا للدماء اليمنية، وعلى الشعب اليمني أن يستمر في ثورته؛ لضمان التزام كلِّ الأطراف ببنود المبادرة، وتحقيق كل مطالب الشعب اليمني.

http://www.ikhwanonline.com/new/Arti...18&ArtID=83301 (http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?SecID=118&ArtID=83301)

أبو جهاد المصري
11-05-2011, 09:59 PM
إمبابة والانفلات الأمني

شهدت مصر أحداثًا مقلقةً خلال الأيام الماضية تؤكد أن فلول النظام الفاسد الساقط من الحزب الوطني وأمن الدولة والبلطجية وأذناب الصهاينة لا يزالون يعملون على تعطيل وتعويق ما حققته الثورة المصرية، ومحاولة زعزعة الأمن؛ الأمر الذي يحتاج إلى اليقظة لهذه المخططات التي تريد النيل من مصر ووحدتها، وعلى الصعيد الخارجي لا تزال الثورات العربية في ليبيا واليمن وسوريا بحاجةٍ إلى دعم شعبي عربي لمواجهة الاستبداد والديكتاتورية، وأمام هذه التطورات يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يجدد الإخوان المسلمون إدانتهم للأحداث التي شهدتها منطقة إمبابة بالقاهرة والأحداث التي شهدتها مدينة الإسكندرية، والتي يسعى المخططون لها إلى إذكاء نار الفتنة الملعونة بدعوى الدفاع عن دور العبادة، ويؤكد الإخوان المسلمون أن العبث بالوحدة الوطنية المصرية هو لعب بالنار لإحراق مصر، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف- مسلمين ومسيحيين- اليقظة والحذر من دعاة الفتنة التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي.

- يدعو الإخوان المسلمون عقلاء الوطن الذين قادوا ثورة الخامس والعشرين من يناير بشكل أذهل العالم كله أن يستعيدوا روح الثورة للتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية لمصر، وبخاصة بعد أن لجأ البعض إلى السفارة الأمريكية لتحريضهم على التدخل في الشئون الداخلية لمصر بدعوى حماية الكنائس، وهنا يؤكد الإخوان المسلمون أن حماية دور العبادة جميعًا واجبة على كل مسلم ومسيحي.

- يهيب الإخوان المسلمون بكل المصريين من المسلمين والمسيحيين إلى عدم الاستدراج والاستجابة لدعاة الفتنة، والابتعاد عن نقاط الخلاف، وعدم افتعال الأزمات بها، وليرفع الجميع شعارًا واحدَا رسخه القرآن الكريم وهو (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) (الكافرون).

- يدعو الإخوان المسلمون الجهات المختصة إلى سرعة القبض على الفاسدين وضباط أمن الدولة والداخلية المتورطين في إثارة الفتنة، والذين كانوا (ولا يزالون) يمارسون الفساد والإفساد والإجرام، وتحريك وتحريض البلطجية ضد المصريين، وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة والعادلة، وكذلك سرعة نقل الرئيس المخلوع إلى مستشفى سجن طره وتفريق المسئولين السابقين المحبوسين في سجن المزرعة على عددٍ من السجون؛ لأن بقاء مبارك خارج السجن، فضلاً عن تجميع المسئولين المسجونين في مكان واحد يمثل بؤرة تآمر واستفزاز تؤدي إلى دعم مخططات الثورة المضادة.

- استقبل الإخوان المسلمون بقلق بالغ عودة قطاع الأمن الوطني بشكلٍ لا يختلف كثيرًا عن جهاز أمن الدولة، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة، خصوصًا أن نفس الجلادين الذين ألهبوا ظهور الشعب المصري واعتقلوا الآلاف، وأشاعوا الإرهاب طوال أكثر من ثلاثين عامًا، لا يزالون في أماكنهم، ويمارسون أعمالهم، وبقاؤهم بهذا الشكل دعم واضح للثورة المضادة.

- يحذر الإخوان المسلمون من الانفلات الأمني بسبب التقصير الشديد من وزارة الداخلية بشكل يمكن أن يُفسر تفسيرًا سيئًا، وليس أدل علي ذلك من المحاولات المتكررة لاقتحام أقسام الشرطة، وتهريب المساجين والمسجلين خطر لإرهاب الشعب، فضلاً عن غياب الأمن بشكل ملحوظ، وهو ما يدعو للتساؤل عن الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية في حماية الشعب، وهل رجال الداخلية الذين تربوا على يد النظام السابق ما زال بعضهم يسعى إلى عودته مرةً أخرى، لاستعادة مميزاتهم التي كانوا يحصلون عليها، أم أن هؤلاء يريدون أن تستمر الفوضى حتى يقبلهم الشعب بنفس الصورة المقيتة التي كانوا عليها، وهنا يطالب الإخوان المسلمون الشرفاء في قيادات وزارة الداخلية بإحباط هذا المخطط والعمل علي إعادة الانضباط للشارع من جديد، وهذه مسئوليتهم وواجبهم.

ثانيًا: على الصعيد الخارجي:

- يؤكد الإخوان المسلمون دعمهم الكامل للمصالحة الفلسطينية التي تعد الخطوة الأولى لتحرير الأرض المحتلة من العدو الصهيوني؛ ولذلك يدعو الإخوان المسلمون جماهير الشعب المصري إلى المشاركة بفاعلية في دعم الشعب الفلسطيني بميدان التحرير يوم الجمعة القادم (13/5/2011م) لتأكيد أن الشعب المصري مستمر في دعمه وتأييده للمصالحة، ويقف صفًّا واحدًا مع الحق الفلسطيني في المقاومة لتحرير أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام.

- يؤكد الإخوان المسلمون أن الوضع في كل من سوريا وليبيا واليمن أصبح كارثيًا، ولا يحتمل، فأرواح الشهداء الذين يتساقطون كل يوم أغلى من أي منصب أو حكم؛ ولذلك فإنه يجب على هؤلاء الحكام الذين يظنون أن العنف والدم سوف يرسخ وجودهم أن يعوا أن دماء الشهداء تزكي رغبة الشعوب في الحرية والديمقراطية، وأن إرادة الشعوب من إرادة الله، وأنها غَلاَّبة، وسوف تنتصر مهما طال الزمن.

أبو جهاد المصري
26-05-2011, 08:58 PM
رأي الإخوان.. لن نشارك في مظاهرة الجمعة


لا تزال مصر تشهد العديد من الأحداث التي تتلاحق بشكل شبه يومي؛ مما يؤكد أن ثورة الشعب المصري تسير في طريقها رغم كل المعوقات التي يحاول دعاة الثورة المضادة وضعها لعرقلة قطار التغيير، وبطبيعة الحال لم ينفصل الوضع العربي عن الحالة المصرية؛ ولذلك يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يتقدم الإخوان المسلمون بالشكر لكل الشخصيات والأحزاب والقوى السياسية والوطنية، التي شاركت الجماعة في افتتاح مركزها العام، ويؤكد الإخوان أن هذا الحشد لهذه الشخصيات إنما يؤكد رغبة الشعب المصري في التغيير، وهي رسالة واضحة بأن كل ما كان يحاول النظام البائد زرعه في عقول ونفوس الشعب المصري ضد جماعة الإخوان لم يكن له مردود إلا في نفوس رجال النظام، وهو ما كشفته ثقة الشعب المصري في الإخوان المسلمين، الذين يؤكدون مرة أخري أن مركزهم العام سيظل كما أسسه الإمام الشهيد حسن البنا قبلة للحرية، وسندًا للساعين نحو الديمقراطية، وهو مفتوح لكل المصريين.



- يؤكد الإخوان المسلمون أنهم لن يشاركوا فيما سُمِّي بالثورة الثانية أو جمعة الغضب التي دعا إليها البعض يوم الجمعة القادم الموافق 27/5/2011م، ومع تأكيد أن هناك بعض التأخر في إنجاز العديد من الأمور المهمة والحيوية، وأن أداء المجلس العسكري والحكومة الانتقالية ليس الأداء المثالي الذي يتمناه الشعب، فإن السبيل العملي للدفع نحو الإسراع والمثالية في الأداء يكون بالمساعدة والتقويم، لا بالمواجهة والتخوين أو الدفع باتجاه الوقيعة بين الشعب وجيشه الوطني الذي هو الداعم الأساسي لنجاح ثورته؛ الأمر الذي قد يستغله البعض لتحقيق أهداف بعيدة عن خيارات الشعب المصري وثورته.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن مطالب البعض بأن تكون الجمعة القادمة للضغط من أجل وضع دستور جديد وتشكيل مجلس رئاسي هو قفز واضح على إرادة الشعب المصري التي بحثت عن الاستقرار في التعديلات الدستورية الأخيرة التي رسمت الطريق إلى إعداد الدستور الجديد، ويطالب الإخوان المسلمون هؤلاء الداعين للالتفاف حول التعديلات الدستورية باحترام إرادة هذا الشعب، وعدم التعامل معه بنفس أسلوب النظام السابق، وكأنَّ الشعب لا يستحق أن تنفذ إرادته وتحترم رغبته، خصوصًا أن أداء هذا الشعب خلال التعديلات الدستورية أكد أنه متقدم ديمقراطيًا وفكريًّا، وليس في حاجةٍ لمَن يرسم له خطواته.



- يوضح الإخوان المسلمون أن مشاركتهم في الحوار الوطني الذي دعا إليه الدكتور عبد العزيز حجازي خلال الأيام الماضية كان من أجل ترسيخ مبدأ اليد الممدودة التي تحمل الخير لمصر؛ ولذلك فقد شارك الإخوان بفاعلية، وقدموا رؤى وأطروحات في مختلف المجالات، انطلاقًا من أهمية وحدة الصف الداخلي.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده مصر الآن من تعدد منافذ الحوارات يؤدي إلى الإرباك في حركة الشعب الثورية، وأن ساحة الحوار المنتج الفعال هي مجلسا الشعب والشورى والمجالس المنتخبة التي خولها الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية تشكيل وانتخاب الهيئة التأسيسية لعمل الدستور، وكل ما سوى ذلك هو التفاف على الإعلان الدستوري، يعود بمصر خطوات إلى الوراء في الوقت الذي نحن أحوج فيه إلى التقدم للأمام.



ثانيًا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن خطابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتتاليين يعبران عن عدم إدراك الإدارة الأمريكية التغيير الذي شهدته الشعوب العربية، ويؤكد أن فكر الولايات المتحدة بالإصرار على دعم الكيان الصهيوني بكافة السبل، يعبر عن ثقافة متجذرة في الإدارة الأمريكية لم تستطيع أن تستوعب ثورات الشعوب، ورغبتها في الديمقراطية، واستعادة مكانتها والدفاع عن مقدساتها، ويطالب الإخوان المسلمون الإدارة الأمريكية إلى إعادة ترتيب أولوياتها نتيجة المعطيات الجديدة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.



- يجدد الإخوان المسلمون الدعوة إلى الفصائل الفلسطينية بالعمل على دعم خيار المصالحة، وأن يثبتوا للعالم أجمع أن خيارهم ليس له إلا وجه واحد وهو المصالحة، للرد على المشككين في جدية نواياهم، والعاملين علي إفشال رغبتهم في عودة اللحمة إلى صفهم مرةً أخرى.



- يؤكد الإخوان المسلمون استمرار دعمهم للراغبين في الحرية وكسر قيود الظلم في كلٍّ من ليبيا واليمن وسوريا، ويجدد الإخوان مطلبهم إلى حكام هذه الدول بالاستماع لصوت شعبهم؛ لأنه هو الباقي بينما أصوات الرصاص ودانات المدافع سوف تنتهي في يوم من الأيام.



- يبارك الإخوان المسلمون إعلان الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعدم ترشحه للانتخابات مرةً أخرى، ودعمه لشخصية شابة تقود السودان في هذه المرحلة المهمة، وهو ما يُعبِّر عن فكرٍ متقدمٍ يسير بالسودان الشقيق إلى برِّ الأمان.

أبو جهاد المصري
02-06-2011, 02:09 PM
رأي الإخوان.. البحث عن نقاط الاتفاق


تمرُّ مصر بمرحلة انتقالية حرجة منذ ثورة 25 يناير 2011م، وقد شهد يوم الجمعة 27/5/2011م فعالية بميدان التحرير وميادين أخرى، وطرح المجلس الأعلى للقوات المسلحة مشروعًا بقانون لمجلس الشعب للحوار، ودعا شباب الثورة إلى حوار وطني مُوَّسع.



وقد شهد العالم العربي استمرار ثورات الشعوب في سوريا واليمن وليبيا، على الرغم من المعاناة والدماء التي تُراق يوميًّا.


ويوضح الإخوان رأيهم في التالي:

على الصعيد الداخلي:

- يدعو الإخوان المسلمون جميع القوى والأحزاب السياسية إلى تعظيم نقاط الاتفاق والتوافق، وهي كثيرة، وعدم التركيز على النقاط الخلافية وهي قليلة؛ وذلك للخروج بمصر من المرحلة الانتقالية الحرجة، حتى نصل بالبلاد إلى برِّ الأمان؛ وذلك عبر الانتخابات البرلمانية والرئاسية النزيهة، وتسليم السلطة إلى الشعب المصري، وممثليه الشرعيين.



- يرى الإخوان المسلمون أن مشروع قانون مجلس الشعب يحتاج إلى نقاش مُوَّسع وعميق من جميع الخبراء والسياسيين، ولا بد من الانتهاء منه قريبًا حتى تستقر الأوضاع، وتتفق الأحزاب والقوى السياسية على مرشحيها لمجلسي الشعب والشورى، بما يتناسب مع الدور المرتقب للبرلمان القادم.



ويؤيد الإخوان النظام الانتخابي الذي تتوافق عليه القوى السياسية، ويحقق تمثيلاً عادلاً ومتوازنًا لكل القوى السياسية والشعبية، ويُعبِّر تعبيرًا صحيحًا عن إرادة الشعب المصري.



- يرحب الإخوان المسلمون بدعوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للشباب إلى حوارٍ وطني للاستماع إلى وجهات نظرهم، وكيفية تناولها في الواقع من قِبل المتخصصين والخبراء في كل المجالات.



- يُحَذِّر الإخوان من سياسة التفزيع والتخويف التي يتبعها البعض، والتشكيك في الأداء الاقتصادي وغيره؛ ما يؤدي إلى إشاعة قلق بين الشعب المصري.



- ينبه الإخوان المسلمون إلى أهمية دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في نشر المعرفة الصحيحة والسليمة، وعدم الانحياز مع أو ضد أي فصيلٍ سياسي، وإتاحة الفرص المتكافئة لكل الأطراف لإبداء وجهات النظر المتنوعة بحيادية، مع تأكيد احترام إرادة الشعب المصرى الحرَّة.



على الصعيد الخارجي:

- يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة أن يستجيب الحكام العرب لمطالب شعوبهم ويؤيدون صمود الشعب اليمني الشقيق ضد الحرب الأهلية التي يشنها عليه الرئيس علي عبد الله صالح بالطائرات والمدفعية، ويطالبون الرئيس بالاستقالة الفورية حقنًا للدماء الطاهرة.



- يرى الإخوان المسلمون أنه لابد أن تتوقف جرائم القتل والاعتقال والتعذيب التى طالت الأطفال وحصار المدن فورا فى سوريا وأن قرار العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد غير كافٍ، ولا يرتقى إلى مستوى المطالب المشروعة للشعب السورى، وفي مقدمتها إطلاق الحريات العامة، وإلغاء المادة الدستورية التي تجعل حزب البعث هو الحزب القائد، وإلغاء القانون رقم 49 لسنة 1980م الذي يقضي بالإعدام على كل من ينتسب إلى الإخوان المسلمين.



- يرى الإخوان المسلمون ضرورة محاسبة الرئيس القذافي على جميع جرائمه، وفي مقدمتها تدمير الوطن وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح واستدعاء الاحتلال الأجنبي من جديد.



- يرقب الإخوان المسلمون بقلق ما يحدث في منطقة "أبيي" بالسودان، وقد حَذَّرَ الإخوان سابقًا من خطورة انفصال جنوب السودان، وعلى المجتمع الدولي أن يراجع مواقفه من وحدة السودان، ومحاولات تقسيمه، ويدعو الإخوان الشعب السوداني للحفاظ على دولته ومقدراتها وثرواتها.

أبو جهاد المصري
11-07-2011, 12:03 AM
أحداث خطيرة في مصر والعالم


شهدت مصر والعالم العربي والدولي خلال الأيام الماضية أحداثًا وتطورات خطيرة، في مقدمتها أحداث اليمن، وخروج الرئيس اليمني للعلاج وتفويض نائبه بصلاحياته، والقصف الشديد على مقرِّ القذافي في طرابلس عاصمة ليبيا، والتمهيد لصدور قرار دولي بشأن سوريا، وقتل أكثر من 15 فلسطينيًّا من اللاجئين توجهوا إلى الحدود الدولية لوطنهم، وقتل 11 آخرين في مخيم اليرموك بسبب الأحداث.



كما شهدت مصر إطلاق مبادرة أ. د. أحمد زويل العلمية، والهجوم المتكرر على أقسام الشرطة، ومحاولة البعض الالتفاف على الإرادة الشعبية التي ظهرت في استفتاء 19 مارس 2011م، ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم في النقاط التالية:

أولاً: الشأن الداخلي:

- يؤكد الإخوان المسلمون أن حزب "الحرية والعدالة: مفتوح لكلِّ المصريين، وأنه مستقل إداريًّا وتنظيميًّا وماليًّا عن الإخوان المسلمين، ويحمل رسالتها وفكرتها الإسلامية في مجال العمل الحزبي السياسي المتخصص والمنافسة على السلطة.. ويهنئ الإخوان المسلمون مؤسسي الحزب ببدء الانطلاق في العمل الحزبي، وترحب الجماعة بتأسيس بقية الأحزاب المرتقبة لكلِّ المصريين.. وينتظر الإخوان ممارسة الحياة السياسية الجديدة في ظلِّ نظام ديمقراطي سليم، تسوده الأخلاق، والالتزام بالموضوعية والجدية، رغم التنافس الشريف.



- يرى الإخوان المسلمون أن الأفضل للبلاد الآن التوقف عن تكرار الحوارات غير المجدية، والانطلاق إلى العمل الجاد والحوار الحقيقي بين ممثلي الشعب وقواه السياسية في مؤسساته المنتخبة... ويؤكد الإخوان المسلمون ضرورة الالتزام التام بنتائج استفتاء 19/3/2011م، ويطالب الإخوان كلَّ القوى السياسية بالالتفاف حول قائمة وطنية للانتخابات القادمة تتبنى برنامجًا مسئولاً؛ لتحقيق المطالب الشعبية، وفي ظلِّ التوافق الوطني يمكن التفاهم حول كل النقاط المثارة.



- يؤكد الإخوان أن القرارات المتعلقة بالشأن المصري يحددها المصريون جميعًا بإرادتهم الحرة، وبالطرق الدستورية المعروفة عبر صناديق الانتخابات والاستفتاءات، وليس عبر الحوارات الفضائية أو الضغوط الخارجية، وأن الثورة المصرية العظيمة أرست أساس الاستقلال الحقيقي لمصر، وحررت الإرادة المصرية من كلِّ الضغوط.



- يدعو الإخوان المسلمون الشعب المصري والعربي لدعم مبادرة أ. د. أحمد زيل العلمية، والتبرع لها؛ حتى تنطلق للوجود، وتؤسس لنهضة علمية أهلية.



- يطالب الإخوان المسلمون بضرورة أن تراجع الحكومة الحالية أداء جهاز الشرطة بصورة جادة، بحيث يتم الاعتراف بأخطاء السياسة المنهجية القديمة التي رسَّخت التعذيب منهجًا أساسيًّا في تحقيق الجرائم الجنائية، والاعتقال والاشتباه والتعذيب في المجال السياسي، والتنصت على المواطنين، والتدخل الشديد في كلِّ قطاعات المجتمع بالأوقاف، والتعليم، والجامعات، والاقتصاد، وتقييد حريات المواطنين في السفر والعمل والتعبير.. ويرى الإخوان أن بقاء القيادات الشرطية القديمة، وبخاصة الذين عملوا في جهاز أمن الدولة دون تحقيق أو محاسبة سيتسبب في بقاء حالة العداء والاستنفار بين الشعب وبين الشرطة.



- يتمنى الإخوان المسلمون لكلِّ الطلاب والطالبات، خصوصًا المتقدمين للثانوية العامة التوفيق والسداد والنجاح، فالوطن في حاجة اليوم إلى كفاءات عالية التخصص في جميع المجالات؛ لبناء نهضة قوية، فالعلم هو أساس التقدم والرقي والتنمية.



- يرى الإخوان المسلمون أن صدور قرار بقانون يحرم قيادات الحزب الوطني المنحل من ممارسة العمل السياسي لفترة زمنية يحددها القانون هو الطريق الأمثل لبدء ممارسة سياسية سليمة بعد الثورة، فالوطن ممتلئ بالكفاءات الوطنية، ولم ولن يكن حكرًا على طائفة بعينها، ولم تعترف تلك القيادات الحزبية بجرائمها في حقِّ الوطن.



ثانيًا: الشأن الإقليمي والعالمي:

- تسبب إصرار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التشبث بالسلطة ومحاولة جرِّ اليمن إلى حرب أهلية مدمرة في قصف مجهول المصدر أثناء صلاة الجمعة؛ ليتسبب في مقتل البعض، وإصابة الرئيس والعديد من رجال الدولة إصابات خطيرة تمَّ نقلهم إلى المملكة العربية السعودية للعلاج، وتفويض الرئيس نائبه بصلاحياته.. والإخوان المسلمون يطالبون القائم بأعمال الرئيس بسرعة نقل السلطة إلى الشعب اليمني وفق خطة زمنية محددة؛ استجابة للإرادة الشعبية الجارفة، وحماية للبلاد من التورط في حرب أهلية ونزاعات خطيرة قد تهدد وحدة اليمن.. فالسيادة يجب أن تكون للشعب وحده، وأن يعبر عنها من خلال انتخابات حرة نزيهة يعقبها عمل دستور جديد للبلاد، يحقق طموحات الشعب اليمني في الحرية والعدالة والشورى.



- لا يزال العقيد القذافي مصممًا على تدمير ليبيا بإصراره على البقاء في موقعه رغم الثورة والضغوط والدمار الذي لحق بالبلاد.. وأصبح واضحًا للعيان مدى الدمار الخطير، والفشل الغربي في إزاحة العقيد من مخبئه الحصين، فأصبح التدخل الأجنبي وبالاً على الشعب الليبي وليس حلاًّ لمشاكله.



- ويؤيد الإخوان المسلمون حقَّ الشعب الليبي فقط في تغيير نظامه السياسي بإرادته الحرة، ويحذر الإخوان من تداعيات الأزمة في ليبيا على مصر وتونس والمنطقة، ويناشد الإخوان الشعب المصري تقديم كل صور الدعم والإغاثة عبر المنظمات الأهلية إلى أهلنا في ليبيا.



- أظهر العدو الصهيوني احتقاره للحياة الإنسانية، وإهداره لكلِّ القيم الإنسانية بإطلاق الرصاص الحي على عشرات الفلسطينيين الذين توجهوا في ذكرى الهزيمة المرة (5/6/1967م) فقتل منهم العشرات، وظهر أن تأكيد ملايين اللاجئين الفلسطينيين على حقهم الطبيعي في العودة إلى وطنهم هو الذي يزعج العدو المغتصب للأرض.. وكان صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة دليلاً جديدًا على انحياز هؤلاء جميعًا ضد الحقِّ الفلسطيني، وعدم جديتهم في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية.. ويرى الإخوان المسلمون أن المحاولات الرامية إلى عقد مؤتمر دولي جديد رغم رفض الولايات المتحدة والعدو الصهيوني لن تضيف شيئًا، وتدور في نفس الحلقة المفرغة، وعلى الفلسطينيين أن ينفذوا بجدية اتفاق المصالحة الأخير، وأن يوحدوا صفوفهم خلف مشروع وطني للمقاومة ضد العدو الصهيوني الذي يجد نفسه محاصرًا الآن بالشعوب العربية التي تنشد الحرية والديمقراطية والكرامة، وتدعم الحق الفلسطيني بكلِّ صور الدعم.



- يأسف الإخوان المسلمون للدماء الفلسطينية التي سالت في مخيم اليرموك، ويطالبون بتحقيق عاجل وعادل لإظهار الحقيقة حول تلك الأحداث المؤلمة، ومحاكمة المتسببين في قتل الأبرياء.



- إن إصرار الشعب السوري الشقيق على المضي قدمًا في ثورته التغيرية السلمية يجب أن يقابله استجابة فورية دون إبطاء أو تسويف من النظام السوري، والبدء في إصلاحات جذرية، وعلى النظام السوري وقف إراقة الدماء فورًا، وإحالة الذين قتلوا المئات إلى المحاكمات العادلة، ومعاقبتهم بالعقاب الرادع.. ويدين الإخوان المسلمون المحاولات الدولية الرامية للتدخل في الشأن السوري، ويطالبون الجميع بنزع الشرعية عن النظام إذا لم يستجب لمطالب الشعب.

أبو جهاد المصري
11-07-2011, 12:06 AM
موقفنا من المتغيرات الجديدة


تشهد الساحة السياسية في الوقت الراهن عددًا من الأحداث السياسية التي ترتبط بالشئون السياسية داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، فعلى المستوى الداخلي لا تزال تحديات ما بعد الثورة تشكل تهديدًا للمسار السياسي للثورة، وعلى المستوى الإقليمي دخلت الأحداث في سوريا مرحلة حرجة من المرجح أن تؤثر على الاستقرار الإقليمي، وكذلك أحداث ليبيا واليمن، وخارجيًّا صدرت دعوات لتطوير دور حلف الأطلسي.



ويوضح الإخوان المسلمون رأيهم في هذه الأحداث فيما يلي:



أولاً: الشأن الداخلي:

* شهدت الفترة الماضية حالة استقطاب شديدة بين التيارات الفكرية لم يكن الإخوان المسلمون سببًا لها، وهم يرون أن الأوضاع الحالية في مصر تقتضي تطوير أشكال الحوار المختلفة، بداية من الحوارات الثنائية ومرورًا بالحوارات الجماعية، بديلاً لحالة التنابز والهجاء والهجوم التي يتعرض لها التيار الإسلامي والإخوان المسلمون على وجه الخصوص؛ حتى تتشكل أرضية توافقية تمهد لاستقرار الوطن.



* والإخوان المسلمون يرون ضرورة الاحترام الشديد لإرادة الشعب واختياراته، ويرفضون محاولات الالتفاف على هذه الإرادة، وفرض إرادة الأقلية على الأغلبية.



* كما يرى الإخوان أن الظروف الحالية أصبحت أحوج للانطلاق للعمل والإنتاج، والتشييد والبناء، أكثر من حاجتها إلى الجدل، والمراء خصوصًا حول قضايا حسمها الشعب، وقال فيها قولته.



* يرى الإخوان المسلمون أن نجاح الدولة والمجتمع في إتمام وإنجاز العام الدراسي، وآخره البدء في امتحانات الثانوية العامة في ظل حماية أمنية وشعبية غير مسبوقة؛ يعد من الإنجازات المهمة التي تحققت بعد الثورة، ومن المهم العمل على استكمال هذه النجاحات من خلال وضع سياسة شاملة لإصلاح التعليم، سواء من حيث هيئات التدريس والخدمات التعليمية وتوفير ميزانيات كافية لتطوير البحث العلمي.



* أشاعت بعض وسائل الإعلام أن الإخوان المسلمين دفعوا شخصًا للترشح للرئاسة لضرب مرشح آخر، وهذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة، والإخوان المسلمون قوم تحكمهم مبادئ الإسلام، والأخلاق والرجولة والشفافية، وهم قد قرروا ألا يكون لهم مرشح للرئاسة ولن يؤيدوا أحدًا منهم- أيًّا كان- يترشح للرئاسة مخالفًا قرارهم، وهم يحترمون كلمتهم.



ثانيًا: الشأن الإقليمي والعالمي:

* يرى الإخوان المسلمون أن الأوضاع في الشقيقة سوريا تسير نحو تدهور شديد، وتكاد تصل إلى نقطة اللا لقاء واللا عودة، ومن ثم يدين الإخوان استخدام الجيش، وأسلحته الثقيلة، والشرطة والشبيحة في قمع مظاهرات الشعب الأعزل، وقتل المئات واعتقال الآلاف والتعذيب البشع حتى الموت، والذي لم يقف عند الرجال وإنما طال الأطفال والنساء، والذي يهدد بفتنة جامحة لا تبقي ولا تذر، ومن ثمَّ فالإخوان يطالبون النظام بإيقاف وحشية أجهزته، والإسراع بتنفيذ الإصلاحات الكاملة التي يطالب بها الشعب، فإنما وجد النظام والجيش والأجهزة والمؤسسات لخدمة الشعب وليس لقهره، كما يطالبون الشعب بالثبات والصبر على مطالبه العادلة بالحرية والعزة والكرامة والسيادة، ويطالبون جامعة الدول العربية، وكافة الحكومات العربية والصديقة، وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وأحرار العالم؛ بالتدخل لإيقاف طوفان الدم وحماية أرواح الأبرياء وحصول الشعب على حريته وحقوقه، وفي ذات الوقت يحذرون الجميع بمن فيهم النظام السوري الحاكم من مغبة التدخل الأجنبي- الذي يقدمون له الذريعة والتبرير- لآثاره المدمرة على سوريا الحبيبة وشعبها وعلى المنطقة، والذي لن يكون إلا في خدمة العدو الصهيوني، وما يحدث في ليبيا خير مثال على ما نقول.



* كما يدعو الإخوان المسلمون جميع القوى الوطنية والسياسية والحزبية في اليمن أن تتحاور، وتتفق على نقل السلطة نقلاً سلميًّا للشعب، والاستجابة لمطالب الشعب اليمني الصابر والحكيم، وعدم السماح للرئيس الطاغية بالعودة إلى البلاد، ودرء الحرب الأهلية التي كان يسعى ذلك الرئيس إلى إشعال نيرانها لتحرق الأخضر، واليابس ليبقى سلطانه، ولو على تلال من الخرائب والأشلاء.



* كما يدعو الإخوان المسلمون الشعب الليبي للثبات والصبر والاستمرار في الثورة حتى ينخلع الطاغوت الليبي عن عرشه هو وأولاده، ويستعيد الشعب حريته وكرامته وثروته ويعيد بناء بلده على قيم جديدة وسياسية صحيحة.



* شهد الأسبوع الماضي حوارات، وتصريحات تتعلق بالعلاقات الأمريكية- الأطلسية مع دول الشرق الأوسط، وقد ركزت هذه التصريحات على تفعيل دور حلف الأطلسي، وتطوير التعاون العسكري، وذلك بالإضافة إلى زيادة الاستثمار المباشر، وفي هذا السياق يؤكد الإخوان المسلمون ترحيبهم بالتعاون مع الدول الأخرى في المجالات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية؛ وذلك على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وتكافؤ الفرص، وعدم التدخل في الشئون الداخلية.



* كما يعارض الإخوان استمرار سياسة الاقتراض الداخلي والخارجي، وتدخل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أية إصلاحات اقتصادية، أو سياسات مالية ونقدية.

أبو جهاد المصري
11-07-2011, 12:07 AM
لماذا التحالف الانتخابي




تشهد الساحة السياسية في الوقت الراهن عددًا من الأحداث السياسية التي ترتبط بالشئون الداخلية الإقليمية والدولية، فعلى المستوى الداخلي يدور نقاش حول قانون مجلس الشعب، وحول الانتخابات التشريعية القادمة، وظهور أحزاب جديدة في الحياة السياسية، وعلى المستوى الإقليمي تشهد المنطقة توترًا بسبب الأعمال الصهيونية العدائية، ودوليًّا كشفت الانتخابات التشريعية في تركيا عن تطور عميق في السياسة التركية، كما ثار جدل دولي حول انتخاب مدير صندوق النقد الدولي.



ويوضح الإخوان المسلمون رأيهم في هذه الأحداث فيما يلي:

أولاً: الشأن الداخلي:

* ما تزال تشهد مصر حراكًا سياسيًّا واسع النطاق خلال فترة ما بعد الثورة، وفي هذا السياق يأتي طرح قانون مجلس الشعب والانتخابات البرلمانية للنقاش والحوار السياسي العام، ويؤكد الإخوان المسلمون أنه رغم المعوقات التي تواجه الحوارات العامة، فإن استمرار الحوار والنقاش الجاد بين الأحزاب والقوى السياسية والجدل حول الشئون العامة سوف يؤدي في المستقبل للتقارب والتنسيق في القضايا الإستراتيجية، وبشكل يعزز القدرة على حماية منجزات الثورة، ودعم المصالح السياسية للدولة.



* وفيما يتعلق بمشروع قانون مجلس الشعب، يرى الإخوان المسلمون أنه من الأهمية العمل على تقوية دور لجنة الانتخابات، والتقليل من دور وزارة الداخلية؛ لينحصر في المشاركة في حماية العملية الانتخابية، وخصوصًا في هذه المرحلة التي تتطلب تفريغها لمهام الأمن، وحماية النظام العام، كما تدعو جماعة الإخوان إلى أهمية أن يحقق القانون في صيغته النهائية مبدأ تكافؤ الفرص لكلٍّ من الأحزاب والأفراد المستقلين، حتى تعكس نتائج الانتخابات رغبات وتطلعات الشعب كله.



* يأتي السعي للتحالف الانتخابي في إطار الاتفاق بين حزب "الحرية والعدالة" وحزب "الوفد" وباقي الأحزاب التي شاركت، والتي سوف تشارك لاحقًا في اللقاءات الحوارية والتنسيقية، والذي يفتح أبوابه لكلِّ القوى السياسية لتعظيم حيوية المجتمع المصري، وسعيه نحو الاستقرار السياسي والنمو.



* وافقت لجنة شئون الأحزاب على إشهار حزب "النور" في يوم الأحد 12 يونيو 2011م، وإذ يهنئ الإخوان المسلمون حزب "النور" وقيادته يرى الإخوان المسلمون أن هذه الخطوة تعد مهمة في الحياة السياسية المصرية، في فترة ما بعد ثورة يناير، ونرى أن تكوين حزب سياسي يعبر عن طموحات الحركة السلفية يعبر عن ذروة التطور السياسي في الحركة الإسلامية، والتي طورت رؤيتها للعمل السياسي منذ نهايات عقد التسعينيات من القرن الماضي، وصارت أكثر ميلاً للانخراط في العمل السياسي الجماهيري، وينتظر الإخوان المسلمون من حزب النور أن يسهم فكريًّا وسياسيًّا وعمليًّا في نهضة الحياة العامة المصرية في إطار الدستور والقانون.



ثانيًا الشأن الإقليمي:

* تم الكشف عن تورط المخابرات الصهيونية في التجسس على مصر، والإضرار بأمنها الداخلي؛ حيث قدمت المخابرات المصرية أحد عملاء "الموساد" فيما يشبه حالة التلبس لنيابة أمن الدولة العليا متهمًا بتهم خطيرة من بينها التحريض ضد الجيش، وإشعال الفتنة الطائفية، وفي هذا السياق يرى الإخوان المسلمون أن الكيان الصهيوني يواصل أعماله القذرة ضد الأمن القومي المصري، ويسعى إلى استمرار عناصر النظام السابق المعادية للثورة، وذلك من خلال تأليب الرأي العام ضد أهداف الثورة، وهو ما يؤكد طبيعته العدائية، ويضر بالأمن والسلم الداخليين.



ثالثًا الشأن العالمي:

* كشفت الانتخابات التشريعية في تركيا عن الحيوية السياسية العالية للشعب التركي، الذي استطاع وعلى مدى عقد من الزمان، ترسيخ الخيار الديمقراطي، والتغلب على التحديات التي واجهت النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي، ويرى الإخوان المسلمون أن تجربة الانتخابات في تركيا تعد نموذجًا أمام شعوب المنطقة الساعية للتغيير والتحول السياسي؛ حيث اتسمت بالقبول الواسع للتنوع الاجتماعي والثقافي والعرقي، واحترام القانون، وهي حالة- بغض النظر عن نتائجها- توضح رغبة الشعب التركي في التطوير والاستقرار.



* شهدت انتخابات مدير صندوق النقد الدولي جدلاً كبيرًا بين المجموعات الدولية، وقد سعت الدول الصناعية الجديدة، وخاصة البرازيل والهند والصين إلى اقتصار الترشيح على غير الأوروبيين، لكن هذا لم يحدث، وتم الإعلان عن وعود بتبني ترشيحات غير أوروبية في المرة التالية، ولذلك فإننا نرى إعادة النظر في نظام التصويت في صندوق النقد الدولي والسياسات النقدية التي يتبعها، وعمل التغييرات اللازمة، ومراعاة التحولات الدولية، وتركيبة التجارة الدولية المعقدة، خصوصًا وأن سياسات الصندوق السابقة لم تساعد الدول الفقيرة على التشغيل الفعال للاقتصاد الوطني، وظلت أسيرة السياسات وتوجهات الصندوق وبرامجه في الخصخصة، وإخراج الدولة من النشاط الاقتصادي بما لا يتناسب وحاجات التنمية في كل دولة.

أبو جهاد المصري
11-07-2011, 12:09 AM
الانتخابات أولاً


هناك العديد من الأحداث الجارية الآن داخليًّا وخارجيًّا التي تؤثر على مستقبل الأوضاع السياسية في مصر، وعلى القضية الفلسطينية، وكذلك على الأوضاع في سوريا، فعلى المستوى المصري يدور الجدل حول أولويات الفترة الانتقالية يتبلور النظام الحزبي والذي تتجه ملامحه نحو التعددية الحقيقية، وبالنسبة لفلسطين، فقد ظهرت دعوات لبدء المفاوضات ولكن دون إطار واضح، وهو ما يؤثر سلبًا على استقرار المصالحة الفلسطينية، أما على المستوي الدولي، فتشهد الساحة السياسية نوعين من التدخل في الشئون الداخلية للدول بما قد يسبب ضررًا لمستقبلها السياسي، سواء بتوجيه مساعدات مالية لدعم مشاريع معينة، أو توفير المساندة للحكومات المعاندة لإرادة الشعوب، ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث كما يلي:



أولاً: الشأن الداخلي

- رغم اقتراب موعد إجراء الانتخابات التشريعية في مصر، لا يزال بعض الأطراف يطالبون بتأجيلها دون مبرر واضح، وكان من الأولى البدء بالاستعداد للانتخابات، خصوصًا وأن هناك عشرين حزبًا سياسيًّا قد دشنت أولى مراحل الاستعداد للانتخابات القادمة؛ بالسعي لتكوين تحالف سياسي يؤكد إعلاء استقرار الدولة الحديثة وعلى أساس الحرية والديمقراطية وسيادة القانون؛ الأمر الذي يتوافق مع الإعلان الدستوري، ويتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي حرصت الأمة دائمًا أن تكون المصدر الرئيسي للتشريع، وهي خطوة تقطع حجج المعارضين للبدء بالانتخابات، التي يعبر فيها الشعب عن إرادته ويشكل أرضية مشتركة بين كافة القوى السياسية، ويرى الإخوان المسلمون أن أولويات المرحلة هي في العمل على صياغة وبلورة مشاريع إصلاح أحوال البلاد والبدء في تنفيذها.



وهذا ما قرره اللقاء الثاني للتحالف الديمقراطي من أجل مصر، والذي انعقد في مقر حزب "الحرية والعدالة" يوم الثلاثاء 21/6/2011 م، لهذه الأحزاب لمناقشة أشكال العمل المشترك، وقد توافقت الأحزاب المجتمعة على المبادئ التي تمثل قاسمًا مشتركًا، وتشكل القيم الأساسية للمجتمع، ومنها: حرية العقيدة والعبادة والمواطنة، والتداول السلمي للسلطة، والرعاية الاجتماعية، ونرى أن مشاركة هذه الأحزاب المتعددة التوجهات يعبر عن ثراء التنوع السياسي والقبول المتبادل، وهو ما يشكل ركيزة للاستقرار السياسي.



- خلال السنوات الماضية، دأبت بعض الجهات الخارجية على تقديم منح ومساعدات مالية مباشرة للأفراد دون اعتبار لسلطة الدولة، وفي الفترة الأخيرة لوحظ وجود دعاية كبيرة لإرشاد الجماهير لطرق التقدم لطلب الحصول على المعونات الأجنبية، ويعتبر الإخوان المسلمون أن هذه الممارسات تمثل تدخلاً مباشرًا في الشئون الداخلية، وتهدد الأمن الداخلي والسلم الاجتماعي، خصوصًا وأن كثيرًا من برامج هذه المنح والمساعدات تعمل وفق سياسة وتوجهات للتغيير الاجتماعي والاقتصادي لا تتفق مع ما استقر عليه النظام العام في المجتمع المصري ذي النسيج الواحد المتجانس، ويؤكد على ضرورة احترام سيادة الدولة، والعمل في إطار القوانين المحلية والاتفاقات بين الدول.



ثانيًا: الشأن الإقليمي والدولي

- في ظل التطورات المتعلقة بالشأن الفلسطيني، ظهرت بوادر الدعوة لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني؛ وذلك بعد توقف دام لما يقرب من عامين، وكان من اللافت أن التحضير للمفاوضات لم يأت بأمر جديد يختلف عن المرات السابقة؛ حيث يأتي دون أجندة واضحة تحدد ملامح المسار التفاوضي. وقد جاءت الدعوة لبدء المفاوضات بعد مواقف أمريكية وصهيونية تجاهلت التطورات السياسية في الدول العربية، كما تسعى لتفكيك المصالحة الفلسطينية باعتبارها تهديدًا سياسيًّا لها، وفي وقت تتصاعد فيه حُمى الاستيطان الذي يهدر فكرة إقامة الدولة الفلسطينية التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية منذ سنوات طويلة وحق العودة من الأساس، ولذا يرى الإخوان المسلمون أن أولويات العمل الوطني الفلسطيني لا تتمثل في الإصرار على المفاوضات كخيار وحيد لا يراعي تغيرات الواقع السياسي، ولكنها تتمثل في العمل على استكمال متطلبات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، من خلال التوافق على تشكيل الحكومة وتطوير حركة التحرر الوطني، كطريق لاستكمال مقومات الدولة الفلسطينية.



- جاء خطاب الرئيس السوري يدعو فيه لإجراء إصلاحات وعودة المهجرين، مخيبًا لآمال الشعب السوري؛ حيث لم تتضح معالم الإصلاحات التي يرغب فيها النظام السوري، خاصة وأنه نكث بكل الوعود التي أعلنها قبل ذلك ولا تزال عمليات القتل والاعتقال للأبرياء وحصار المدن مستمرة، فلا كانت وعود الإصلاح هذه صادقة كان لا بد من إيقاف هذه الجرائم التي يقترفها النظام في حق الشعب فورًا، وسحب الجيش من المدن والإفراج عن المعتقلين كافة، وتعديل الدستور وقوانين الأحزاب واحترام حقوق الإنسان، والاستجابة الفورية لمطالب الشعب، ومحاكمة كل من أجرم في حقه؛ حتى لا تتفاقم الأمور أكثر وتتعرض البلاد لخراب داخلي وتدخل خارجي محتمل؛ حيث يظهر الآن على المستوى الدولي توجهان: الأول، تقوده بعض الدول التي تتنادى لمساندة طغيان النظام السوري، سواء باعتبارها حليفًا مهمًا، أو بسبب الخشية من تراجع تأثيرها في تقرير السياسة العالمية، ويمكن القول إن هذا الموقف لا يرقى لمستوى المسئولية الإنسانية؛ حيث كان من المفترض على هذه الدول أن تتجنب مساندة الظالمين والفاسدين والمستبدين، ولا تحول دون إرادة الشعوب، وكان يكفيها السكوت والوقوف على الحياد على أقل تقدير، أما التوجه الثاني، فيسعى لتغيير وإسقاط النظام السوري بمختلف الوسائل؛ بحيث يضمن السيطرة على مجريات الأحداث والتحكم في مسار السياسة السورية بعد سقوط الأسد، ويدرك الإخوان المسلمون أن زوال الطغيان في سوريا آتٍ قريبًا، وأن إرادة الشعب السوري ستنتصر ولن تضيع دماء الشهداء وتضحيات السوريين.

أبو جهاد المصري
11-07-2011, 12:10 AM
التصدي لصانعي الفتن


شهد الأسبوع الجاري العديد من القضايا المرتبطة بالأوضاع السياسية، فعلى المستوى الداخلي كان صدور وثيقة الأزهر الشريف، ثم فاجأتنا أحداث الصدام بين بعض المتظاهرين والشرطة ليلة الأربعاء 29/6، وأصدر القضاء الإداري حكمًا بحلِّ المجالس المحلية، كما استمرت المناقشات بين أعضاء الائتلاف الديمقراطي للأحزاب السياسية حول قانون مجلس الشعب، بالإضافة لنشر وثائق تصدير الغاز والتغيرات التي تشهدها وزارة الخارجية، أما على المستوى الإقليمي، فإن تطورات الثورة في سوريا وليبيا واليمن تنبئ بقرب انتصار إرادة الشعوب، وعلى المستوى الدولي، شهدت الساحة العالمية مسارعة مجلس الأمن الدولي لنشر قوات إثيوبية في منطقة أبيي (السودان)، كما سعى البنك الدولي لدعم المستثمرين الأجانب في الدول العربية.



ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث فيما يلي:

أولاً: الشأن الداخلي:

* يرحب الإخوان المسلمون بوثيقة الأزهر التي صدرت عن مكتب فضيلة الإمام الأكبر، ويعتبرونها إعلانًا واضحًا لموقف المؤسسة العلمية الإسلامية الأعرق والأعلى مكانة في العالم الإسلامي يزيل الالتباس عن كثير من القضايا العالقة، ويثمن الإخوان المسلمون دور الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً ومعاهد ووعاظًا، ويرحبون بعودته إلى مكانته الرفيعة، ويدعمون استقلاله التام ليؤدي دوره المنشود.



* يأسف الإخوان المسلمون لما وقع من إصابات وصدامات بين قوات الشرطة والمتظاهرين في ميدان التحرير وأماكن أخرى، وينتظر الشعب المصري نتيجة التحقيقات الجارية، ويطالب المصريون وزارة الداخلية بضرورة أن تتبنى منهجية جديدة في التعامل مع المظاهرات السلمية بعيدة كل البعد عن العنف، ونحذر من مغبة الانجرار وراء دعاوى الفاسدين من بقايا النظام السابق، ونعلن وقوفنا جميعًا ضد كل محاولات إثارة الفتن أو النيل من الأمن والاستقرار الداخلي.



أصدرت محكمة القضاء الإداري حكمًا بحلِّ جميع المجالس المحلية على مستوى الجمهورية، وإلزام المسئولين‏ بإصدار قرار تنفيذي بحلِّ تلك المجالس‏، ويذكر أن حلَّ المجالس المحلية كان من المطالب الأساسية للثورة، ويرى الإخوان المسلمون أن هذا الحكم التاريخي يأتي في سياق يعزز الخيارات الثورية، ولكنه من الأهمية مراعاة ألا يؤدي تنفيذ هذا الحكم إلى تمكين عناصر النظام السابق الفاسدة من الالتفاف على مطالب الثورة، ومصر عامرة بكفاءات وطنية في كلِّ مدنها وقراها.



* سارت المناقشات حول مشروع قانون انتخابات مجلس الشعب في جو هادئ وحضاري، وقامت مجموعة كبيرة من الأحزاب بإعلان تحالف سياسي ديمقراطي يسعى لإفساح المجال لمشاركة كلِّ التيارات السياسية والحزبية في البرلمان القادم، ويرى الإخوان المسلمون أن اكتمال المشهد السياسي على هذا النحو يساعد على تجنب الهزات والتوترات السياسية التي قد تعترض البلاد أثناء الفترة الانتقالية، وهذا ما يتطلب تضافر الجهود لبثِّ الثقة بين الأطراف المختلفة؛ توطئةً لتهيئة المناخ لصياغة الرؤى المشتركة التي تنهض بشئون البلاد والمواطنين واستمرار الثورة؛ حتى تحقق أهدافها، مع عدم استبعاد أي فصيل أو حزب أو اتجاه سياسي من كل المصريين، دون تمييز على أساس الجنس أو اللون أو الاعتقاد.



* تكشف الوثائق التي مهدت لتوريد الغاز للكيان الصهيوني عن مدى انحدار النظام السابق ورموزه في الإمعان في إهدار الثروة الوطنية، وبشكل يعكس التواطؤ والجموح لتحقيق مصالح شخصية، ومصادرة حقوق الأجيال القادمة في التمتع بهذه الثروة، ولذلك يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة المحاسبة الجنائية والسياسية لكلِّ المتورطين في هذا الموضوع؛ لأن ما ترتب على التواطؤ ليس فقط خسائر مالية واقتصادية ولكن أيضًا ترسيخ التبعية وعدم استقلالية القرار.



* شهدت وزارة الخارجية تغيرات مهمة، عبرت في مجملها عن الروح الوطنية الجديدة التي صارت تسري في جسد الدولة المصرية بعد الثورة؛ لتعيد تشكيل وجهتها السياسية، ومع هذه التغييرات، نؤكد أن رؤية الإخوان المسلمين للسياسة الخارجية المصرية يجب أن تقوم على تعزيز الدور الإٌقليمي والدولي لمصر، وذلك على أساس الحوار والتعاون والتوازن والانفتاح الواسع على كلِّ دول العالم.



ثانيًا: الشأن الإقليمي والدولي:

* على المستوى الفلسطيني، فإن الإخوان المسلمين يثمنون الرحلة الثانية لأسطول الحرية، التي تهدف إلى كسر الحصار الظالم حول قطاع غزة الذي امتد لأربعة أعوام، خصوصًا بعد العدوان الإجرامي الذي قام به الجيش الصهيوني على الرحلة الأولى، وقتل عددًا من الإخوة الأتراك، كما أن اشتراك أفراد أحرار من مختلف الجنسيات بدافع الشعور الإنساني واحترام حياة وحقوق الإنسان يثبت للعالم أجمع وحشية الاحتلال الصهيوني، والقوى الكبرى التي تؤيده وتدعمه في محاولة لخنق ما يزيد على مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في القطاع؛ لأنهم يقاومون الاحتلال من أجل الحرية، وتقرير المصير والحياة الكريمة.



* يأتي الإعلان عن جدول زمني لسحب 10.000 من القوات الأمريكية، وبداية سحب القوات الفرنسية من أفغانستان؛ ليدلل على صحة موقفنا من هذا الغزو الإجرامي الذي دمر بلدًا بأكمله انتقامًا لجريمة لم يتم التحقيق فيها، وليس للشعب الأفغاني يد فيها، ويطالب الإخوان المسلمون بسحب جميع القوات المختلفة فورًا، وترك الشعب الأفغاني يحدد مستقبل بلاده وفق ثقافته وعقيدته واختياره الحر.



* يرفض الإخوان المسلمون بقاء القوات الأمريكية في العراق، ويطالبون الإدارة الأمريكية بالالتزام بما تمَّ الاتفاق عليه، وعلى الحكومة العراقية رفض كل الضغوط الأمريكية التي تطالبه بمدِّ أمد الاحتلال.



* يؤكد الإخوان المسلمون رفضهم التام للشروط التي يفرضها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على الاقتراض، ونرحب بكلِّ الاستثمارات العربية والأجنبية غير المشروطة في مصر، وفق القواعد التي تقررها القوانين العادلة، والعلاقات الدولية القائمة على تحقيق المصالح المتبادلة بين الشعوب.

أبو جهاد المصري
11-07-2011, 12:12 AM
سرعة محاكمة الفاسدين


هناك العديد من القضايا والأحداث التي تؤثر على الشئون الداخلية في مصر، وكذلك الأوضاع في سوريا وفي اليمن وليبيا، فعلى المستوى المصري، تأتي عمليات الإفراج عن المفسدين والتأخُّر في محاكمة الرموز المفسدة، وسعي الحكومة المصرية لانتهاج سياسة مالية تدعم استقلال الدولة وتطوير مجالها الحيوي تجاه الساحة العربية والإفريقية، أما على المستوى الإقليمي والدولي، فإنه من الأهمية العمل على وقف مجازر النظام السوري والنظام الليبي والنظام اليمني بتضافر وتعاون فعَّال بين كل الدول العربية، وكذلك ما يجرى على الساحة الفلسطينية، وأيضًا تشهد الساحة مساعي أمريكية وأوروبية لإعادة صياغة علاقاتها مع مصر في ظلِّ التطورات التي تجري الآن.



ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث كما يلي:

أولاً: الشأن الداخلي:

* يرى الإخوان أن الإفراج الفوري عن الضباط المتورطين في قتل المتظاهرين بالسويس، ثم تبرئة الوزراء ورموز النظام البائد، إضافةً إلى التأخُّر في محاكمة الرئيس المخلوع وأركان نظامه كل ذلك يعد إثارةً للشعور الوطني الذي يرى في ذلك تضييعًا لحقوق الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم حتى تنجح الثورة؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الشعور بالإحباط لدى الشعب الثائر، وتعميق الإحساس بالتأخُّر في تحقيق أهداف الثورة.



* تنتهج الحكومة المصرية سياسة جديدة بالبدء في إحداث توازن في التعامل مع مؤسسات التمويل الدولية؛ حيث رفضت تمويل العجز عن طريق القروض المحملة بشروط سياسية واقتصادية، وتكمن أهمية هذه السياسة في أنها تعيد الاعتبار لسلطة واستقلال الدولة، وهي تتوافق مع تطلعات الثورة نحو التخلص من التبعية، وبغض النظر عن طرق التعامل لتغطية العجز في الموازنة العامة، فإن هذه الخطوة من شأنها إعادة صياغة العلاقة مع صندوق النقد والبنك الدولي، وهذا ما يتطلب الكثير من الجهود التي تدفع باتجاه الاستقرار والتنمية والإنتاج والاعتماد على الذات وتطوير الموارد المحلية، كما أنه يوجه مؤسسات التمويل الدولية وإلى الانتقال من حقبة القروض السياسية التي ساندت الكثير من الحكومات المستبدة إلى حقبة جديدة تراعي التوازن في العلاقات الذي يبني على تحقيق مصالح الدول في الاقتصادية والتنموية.



* بعد تشكيل حكومة ما بعد الثورة، اتجهت السياسة الخارجية المصرية إلى تعظيم قيمة إفريقيا والحرص على تقوية العلاقة بكل دولها، وبخاصة دول حوض النيل، سواء عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية أو القنوات الشعبية، وقد جاءت مشاركة مصر في قمة الاتحاد الإفريقي في غينيا بيساو لتنتقل بالعلاقات المصرية الإفريقية إلى آفاق أرحب، خصوصًا أنها تُوفِّر مجالاً خصبًا للتعامل في المجالات السياسية والاقتصادية في ظلِّ ردود فعل إيجابية على مستوى القارة، ويرى الإخوان المسلمون أهميةً تعزيز هذا التعامل في مجال التعاون الثقافي والفني والاقتصادي مع البلدان الإفريقية، باعتبارها تشكل محورًا مهمًا في المجال الحيوي للمصالح الإستراتيجية المصرية.



ثانيًا: الشأن الإقليمي والدولي:

* رغم ادَّعاء النظام السوري وزعمه بإجراء إصلاحات سياسية، لا يبدو في الأفق حدوث استقرار في سوريا؛ وذلك بسبب استمرار النظام السوري في ممارسة القتل والإرهاب ورفض الحلول التفاوضية، وتنعكس هذه الممارسات بوضوحٍ في الطابع الدموي والقمعي لكل للمظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير، ومع استمرار هذه الحالة، فإنه من المحتمل حدوث توتر إقليمي، قد يهدد استقرار دول الجوار، وبخاصة بعد تصاعد احتمالات التوتر في لبنان؛ ولذلك يرى الإخوان المسلمون العمل على تنسيق كل جهود الدول على المستوى الإقليمي لاحتواء انفلات الوضع السوري والضغط على النظام لوقف ممارساته القمعية الداخلية ومنع انتقال التوتر السياسي للدول الأخرى المجاورة لسوريا.



* تسعى الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا لإعادة صياغة علاقاتها السياسية والاقتصادية مع مصر بعد الثورة، ومن هذه الوجهة بدأت الحديث عن إسقاط الديون المستحقة على مصر، كما تعمل في ذات الوقت على توسيع نطاق الحوار السياسي مع كل الاتجاهات السياسية في مصر، وتعزيز الشراكة التجارية بينها وبين مصر، وفي هذا السياق يؤكد الإخوان المسلمون أهمية تعميق العلاقات المتوازنة القائمة على أساس الاحترام المتبادل، وبالشكل الذي لا يتعارض مع المصالح العليا لمصر الحديثة، كما يرون أنه من الأهمية العمل على صياغة إطار تفاهم إستراتيجي- عبر القنوات الرسمية- يُعبِّر عن التطلعات الحرة لكل الشعوب، وبحيث يتناول الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية على المستوى الإقليمي والعالمي.

إسلامنا نور
11-07-2011, 01:34 AM
ممكن سؤال أخى وأرجو الا تعتبره هجوم بل اريد ان افهم ويعلم الله لماذا اصدر الإخوان هذا البيان المخزى بخصوص أسامه بن لادن وهم الذين نعرف عنهم حبهم للجهاد حتى ان الشيخ وجدى غنيم:confused: حفظه الله غضب من هذا البيان وتعجب غاية العجب .......