الهزّات الأرضية تكشف عن آثار جديدة في بحر صيدا

قطرات الندى · #1 30-11-2008, 07:38 AM

يكشف المؤرخ الدكتور يوسف حوراني عن العثور على آثــار تاريخية لبقايا مــــدن فـــي اعـــمـــاق الــبــحــر لشاطئ صيدا ــ الزهراني في الجنوب، منها تمثال برونزي لوجه امرأة، وبقايا من تمثال "عشتار"، اضافة الى معالم لجدران وابنية تعود الى التاريخ البعيد.

الــهــزات الارضــيــة التي شهدتها منطقة الجنوب بشكل خــاص، خلال الاشهر القليلة الماضية اسهمت في اكتشاف المزيد من الآثار في اعماق البحر الصيداوي وجــواره من الرميلة شمالاً الــى المقربة من صــور جنوباً.

ويربط علماﺀ الآثار ظهور الآثار بشكل مفاجئ بشعار يــرددونــه: "اهتزي يا ارض تنفرجي ياآثار".
يشير د. حوراني الى "ان المعالم الاساسية التي جرى اكتشافها حتى الآن هي عبارة عن بناﺀ ضخم مؤلف من حجارة واعمدة رملية، وذلك بالقرب من بقايا معهد عشتار الواقع الى الجهة الجنوبية من الشاطئ. اما الى الجهة الغربية منه فقدتم العثور على بيوت ومساكن يبدو انها كانت مخصصة بالدرجة الاولى لبناﺀ خزانات ضخمة جدا بهدف جمع مياه الامطار وتخزينها".
يقول الدكتور حــورانــي: "ان احد اهــم الانــجــازات التي استطاع اهالي مدينة صيدا القديمة تحقيقها هو بناﺀ خزانات لتجميع مياه الشرب من الامــطــار، فمدينة صيدون التاريخية كــانــت شبيهة بشقيقتها مدينة صور، اي جزيرة في وسط البحر. لكننا لا نجد اي مرجع تاريخي يدل على ان سكان المدينة كانواينقلون اليهامياه الشرب من البر، كما كانوا يفعلون في جزيرة صــور، التي تشكل خير مثال على المدينة التي تنشأ وتزدهر من دون مياه، بخاصة مياه الشرب. لذلك نلاحظ ان المدن كانت تقام في التاريخ القديم بالقرب من ينابيع المياه، او الانهر، او البحيرات، نظراً للحاجة اليها.

لكن ثمة مدناً اقيمت في جزر وسط البحر نظراً لموقعها الاستراتيجي، او لاستقلاليتها التامة، او من اجل ابعاد الغزاة والطامعين عنها".

وتصوير هــذه الــخــزانــات يتطلب تقنية عالية مــن مــعــدات التصوير، والاضاﺀة، وانتظار الفرص المؤاتية من البحر، بحيث تكون احوال الامواج جيدة على السطح نظراً لقرب هذه الخزانات من صخور الجزيرة.

اما بالنسبة لما جرى اكتشافه اخيراً، يتابع د. حوراني: "لقد اكتشفنا اخيراً آثارا ومعالم لمدينة يرموتا القديمة، بــعــد عــامــيــن مــن عــمــلــيــات الــغــوص والتوثيق في قاع البحر مقابل شاطئ منطقة الزهراني، وقد ادى بي ذلك الى اكتشاف مدينة صيدون الفينيقيقة في قاع البحر مقابل شاطئ صيدا.

وتلفتني الاشارة في هذا الاطار الى ان مجموعة رسائل كان قد وجهها حاكم جبيل الى فرعون مصر بحدود الــعــام 1370 قــبــل الــمــيــلاد، اكــدت وجود "يرموتا" كمدينة ذات مناعة اقــتــصــاديــة وســيــاســيــة، وقــد كانت تشكل مركزاً مهماً للمصريين وهذا ما يثبته العثور على تمثال "باستا" وهو المرأة الفرعونية، ذات رأس يشبه رأس الاسد، والتكوين الواضح في الفم والانف والاذن، ويقع بالقرب من تمثال آخر غير محدد الهوية والتاريخ، ويتميز بعنق طويل، ومصنوع من مجموعة حــجــارة جــرى وضعها فــوق بعضها البعض، كما ان له ما يشبه رأس الطير، والمنقار الطويل.

وثمة تمثال ثالث اكتشفناه بالقرب من "يرموتا" والتمثال المجاور، لكن لم نتمكن من تحديد ما يتعلق بتاريخه واصوله، باستثناﺀ ما ا كتشفناه فيه لجهة رأســه الــذي يشبه رأس افعى "الكوبرا" التي تحظى بالاحترام في المعتقدات المصرية القديمة".

وعن الاكتشافات الجديدة ايضاً، يقول حوراني: "عثرنا اخيراً على تمثال يبرز وجه امرأة يغطي شعرها قماش، وبملابس معينة، وامرأة ببطن منتفخ، الامر الذي يعتبره المؤرخون وعلماﺀ التاريخ والآثـــار، دليلاً لرموز تتعلق بالانوثة والخصوبة".

ولعل ابــرز الاكتشافات على هذا الصعيد هو تمثال "عشتار" بما تبقى منه من معالم توحي بأن السكان كانوا يتواصلون في زيارته، وربما للالتقاﺀ بصاحبته، وربما هذا ما يعنيه ايضاً العثور على بقايا، توحي بالذبائح التي كانت تقدم لها، وتوضع حولها، وبخاصة بين قدميها.
كما يبدو انه في العام 677 قبل الــمــيــلاد جــرى بــنــاﺀ بيت او معبد لـ "عشتار" في صيدون وســط البحر.
وهــي كانت من ابــرز رمــوز الخصوبة والانوثة والجمال لدى الفينيقيين.
ثمة اشــارة مختصرة اخيرة، وهي ان الدكتور حوراني، وكبار المؤرخين والغواصين والباحثين فــي لبنان، يــواصــلــون البحث فــي اعــمــاق البحر اللبناني، لاكتشاف المزيد من معالم المدن والآثار التاريخية القديمة.

تـــورد سجلات مدينة رأس شمرا في سورية القديمة، منذ ان كانت قائمة قبل نحو 3 آلاف سنة، ان الـ "تسونامي" لم تتوقف عن صولاتها وجولاتها بين فترة واخــرى، واحدثت زلزالاً ضخماً على ساحل سورية، ادى الى تدمير رأس شمرا نفسها.
ولم يكن الزلزال الذي ضرب بيروت سنة 1956 الوحيد الــذي حصل منذ حقبات تاريخية سابقة وعــديــدة، بل سبق ان ضرب زلــزالان وادي نهر العاصي في سورية، احدهماحدث سنة، 1822 والثاني، 1872 وزلزال ضرب في فلسطين (مدينة صفد)، وخلّف وقوع اكثر من 20 الف ضحية، اضافة الى زلزال بقوة 6.2 درجات حصل في وادي الاردن العام 1927.

في 9 تموز 551 م ضرب زلزال كبير تبعه مد بحري هائل الساحل الفينيقي مدمراً معظم مدنه الساحلية. وتشير الوثائق الى ان طرابلس غرقت وبيروت دمرت بحيث تسبب بدمار اهم مدرسة حقوق في العالم القديم الى جانب غرق اكثر من 30 الف شخص وتدمير 100 قرية بين صور وطرابلس، لان المنطقة تحتوي على عدد من الفوالق الزلزالية المعروفة والناشطة والبحر المتوسط شهد على مر التاريخ كوارث كثيرة ومشابهة.

نور · #2 02-12-2008, 10:42 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك مراقبتنا الكريمة قطرات الندى على هذا الموضوع
سبحان الله منذ أيام تذكرت الهزات في فترات سابقة
و تذكرت حال الناس كيف يكون لو حصل هزات عنيفة أكثر مما شعرنا به في فترات سابقة و إن كنا في بيروت شعرنا فقط بإرتدادات خفيفة في الهزات السابقة

و أذكر من حكايات جدتي و والدتي أيضا عندما تحدثوا لي عن أن الهزات قد أخفت العديد من المعالم في لبنان و أيضا في هزات بيروت منذ سنوات طويلة طبعا

و عليه ، نتوقع دائما أن نرّ أثار فعلاً من جراء كل هزة بعد الأخرى لأنها تخرج ما دُفن في باطنها في هزات سابقة

مشاركة جميلة و أنا أحب متابعة المواضيع الخاصة بعلوم الأرض
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

في أمان الله و حفظه