|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() واصل الجيش الفلبيني خلال شهر رمضان هجماته على جبهة تحرير مورو الإسلامية في جنوبي الفلبين، وقال ناطق عسكري إن الجيش لم يتلق تعليمات بوقف هجومه، ولا يستطيع تأجيل تطبيق القانون،لكنه أدخل بمناسبة رمضان تعديلات تكتيكية تشمل مساعدة المسلمين في مغادرة المعسكرات للتوجه إلى أماكن العبادة. وقد أنهت الحكومة الفلبينية مطلع الشهر الجاري مفاوضات السلام مع جبهة تحرير مورو الإسلامية بعدما شهد الشهر الماضي تصاعدًا كبيرًا للمواجهات بين مقاتلي الجبهة والجيش الفلبيني. واندلعت المواجهات، التي أدت إلى مقتل نحو مائتين من الجانبين وكذلك من المدنيين فضلاً عن نزوح نحو 360 ألف شخص عن ديارهم، بعدما ألغت المحكمة العليا اتفاقاً توصلت إليه الحكومة مع جبهة مورو لتوسيع منطقة الحكم الذاتي الذي يتمتع به المسلمون في جزيرة مندناو جنوبي البلاد. وقال المتحدث باسم رئيسة الفلبين جيسوس دوريزا وهو مستشار سابق في جهود السلام إن مانيلا حلت فريقها التفاوضي وسوف تحول سياستها نحو إجراء ما وصفه بـ"حوارات أوسع ومباشرة بدرجة أكبر مع المجتمعات المحلية في جنوب الفلبين التي يغلب الكاثوليك على سكانها". من جانبها أكدت الرئيسة غلوريا أرويو أن حكومتها ستواصل مباحثات السلام في مندناو حيث يسود الفقر بمعدلات تفوق غالبية مناطق البلاد، لكنها قالت إن المباحثات ستتضمن أطرافاً أخرى بجانب جبهة مورو. وكانت أرويو تخلت عن الاتفاق مع مورو بعدما قال ساسة مسيحيون إن بنوده تشكل انتهاكاً للدستور، فيما أكدت مورو أن على حكومة مانيلا احترام الاتفاق الذي جاء ثمرة لمفاوضات استمرت أربعة أعوام. مقاومة حتى الاستقلال: وتقاتل جبهة مورو منذ ثلاثة عقود من أجل دولة مستقلة في جنوبي الفلبين, لكنها وقعت اتفاق وقف إطلاق نار مع الحكومة في 2003, مهد لمحادثات سلام يهدد القتال الحالي بنسفها. وتعتبر جبهة تحرير مورو الإسلامية كبرى التنظيمات الإسلامية التي توصف بالاعتدال، العاملة في جنوب الفلبين وتسيطر الجبهة مع بعض التنظيمات الأخرى على ما مساحته 90% من أراضي جزيرة مينداناو والباقي يسيطر عليه الجيش الحكومي الفلبيني ، وكانت مورو الإسلامية إحدى أذرع جبهة مورو الوطنية وتم الافتراق عام 1977 بعد الاختلاف في رؤية حل القضية، حيث ترى مورو الإسلامية أن الحصول على كيان مستقل ذي حكم ذاتي للمسلمين أنفع لهم وخصوصاً بعد سياسة الحصار الأمني الحكومي والإهمال الاقتصادي وسياسة إضعاف المسلمين وهو ما مهد الطريق لإعلان الحرب على جبهة تحرير مورو الإسلامية وإعلانها منظمة إرهابية!! وتتخذ الجبهة الجهاد طريقاً لتحرير المسلمين وحصولهم على الحكم الذاتي، ومن هنا فهي تشرف على عدد كبير من المعسكرات (46 قاعدة) يتدرب فيها بحسب مصادر الجبهة 120 ألف مجاهد معظمهم مسلح بأسلحة خفيفة، لمواجهة 200 ألف جندي مسلح بشكل كامل إلى جانب 20 ألف من قوات منظمة « بيجي لانتي» وهي ميليشيات شعبية نصرانية حاقدة يتركز نشاطها على هدم البيوت والمنازل وقتل المدنيين وحرق المساجد وغالباً ما تستخدم هذه الميليشيا السيوف والخناجر لقتل المدنيين المسلمين. أما جبهة تحرير مورو الوطنية، فتضم إلى جانب بعض الإسلاميين العلمانيين والوطنيين؛ وترى أن مصلحة المسلمين تكمن في قبول الاندماج تحت السيادة الفلبينية . وهناك جماعة أبو سياف، التي تأسست عام 1991 على يد عبد الرازق جنجلاني « المكنى بأبي سياف» ، وهذا الرجل من شعب مورو عاش في ليبيا ودرس العلوم الإسلامية هناك.. وعقب عودته إلى البلاد أعلن عن تأسيس هذه الجماعة وأنه يسعى لتحقيق مطالب وحقوق المسلمين في الاستقلال.. مضيفاً عن حادثة تشكيل الجماعة: في أحد الأيام كان احد القساوسة يلقي محاضرة في مدينة جامبونجا الجنوبية وشحنها بالهجوم على المسلمين فانتظره أبو سياف وعند خروجه قام بقتله وفر هاربًا ثم أعلن بعدها أنه أبو سياف وانه أسس جماعة باسمه. وقد أعجب بعض الشباب المتحمس بأسلوبه وانضموا إليه، ومنذ ذلك الوقت وهذه الجماعة تعمل وفق رؤيتها ومنها الاختطاف. أبرز مبادئهم تدور حول إتباع كافة الطرق التي تلحق الأذى بالعدو ومنها الخطف وعدم جواز دخول النصارى إلى المناطق التي يعيشون فيها كما قاموا باختطاف أولاد بعض القساوسة. وجماعة أبو سياف جماعة محدودة العدد وقليلة وتتركز فقط في جزيرة باسيلان مسقط رأس مؤسس الجماعة. جزر إسلامية: تقع جزر الفيلبين في منطقة جنوب شرقي آسيا، وتعد جزءًا من أرخبيل الملايو الذي يضم أندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، والفلبين، ويبلغ عدد جزر الفلبين 7100 جزيرة، بل إن عدد هذه الجزر يزيد وينقص يومياً حسب المد والجزر، وهذا ما يجعل عدداً كبيراً منها غير مأهول، وتتفاوت هذه الجزر في مساحتها تفاوتاً كبيراً، إذ تزيد مساحة جزيرة لوزون كبرى الجزر على 150 ألف كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة ميندناو ثاني جزيرة في البلاد 140 ألف كيلو متر مربع، على حين يوجد ما يقرب من خمسمائة جزيرة لا تتجاوز مساحة الواحدة منها 2.6 كيلو متر مربع . وقد وصلالإسلام إلى الفلبين حوالي عام 270هـ ، عن طريق التجار المسلمين، ولم يكن يدفع هؤلاء التجار إلى ذلك الطمع في الأرباح الكثيرة التي كانوا يجنونها، والأموال الطائلة التي كانوا يحصلون عليها، وإنما كانت هذه وسيلة من أجل الوصول إلى الغاية التي ينشدها المسلمون وهي نشر الإسلام عن طريق الدعوة، فكانت الأموال التي تشد إليها الرحال عادة تنفق بلا حساب في سبيل هذه الغاية. وفي عام 310هـ، هاجر من العراق للدعوة هناك ثلاثة رجال هم: محمد بن يحي، وأحمد بن عبدالله، ومحمد بن جعفر، ووصل الإسلام إلى جزر الفلبين علن طريق أندونيسيا وماليزيا في القرن التاسع الهجري فكان قوة ودعمًا للمسلمين الذين وصلوا عن طريق الصين. ويقول المستشار علي جريشة: لم يغتصب الإسلام عذراء ماليزيا - الاسم الذي كان يطلقه المسلمون على الفلبين- إنما دخلها برضاها ، ذلك ما يعترف به المؤرخون حتى الأسبان منهم والهولنديون لكنهم يختلفون فيما وراء ذلك حول العامل الأساسي لانتشار الإسلام ؟ ويذكر التاريخ أن الفلبين قامت فيها حضارة إسلامية عامرة منذ أكثر من ثمانية قرون، والآن يوجد هناك اليوم أكثر من (13) مليون نسمة من المسلمين، ينتشرون في 13 ولاية، ويتركز أغلبهم في المناطق الجنوبية التي نشرت الإسلام وتعاليمه في كافة المناطق الفلبينية، كما قامت هناك العديد من الممالك الإسلامية التي دافعت عن جميع الجزر ضد غزوات وأطماع المستعمرين، وقد ساهمت هذه الممالك في تأصيل الوجود الإسلامي والحفاظ على العقيدة والهوية الإسلامية. الإمارات الإسلامية: وقد أكّدت الدراسات التاريخية أن الإمارات الإسلامية هناك قامت بدور مهم في إبلاغ دعوة الإسلام وتجلية تعاليمه السمحة، وبيان مزاياه التشريعية وسهولة تعاليمه الربانية. ومن أشهر هذه الممالك الإسلامية: إمارة الشريف أبو بكر في جزيرة "صُولُو"، وإمارة الشريف محمد بن علي في جزيرة " ميندناو" . وقد حصلت المناطق الإسلامية في جنوب الفلبين على الحكم الذاتي بموجب الاتفاقية التي أشرفت عليها منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1976م، حيث يعيش في هذه المنطقة شعب مسلم ترجع أصوله التاريخية إلى العرب الذين استقروا هناك منذ ثمانية قرون، وقامت بينهم وبين سكان البلاد علاقات تزاوج ومصاهرة، ولكن السلطات الفلبينية تؤرخ للإسلام هناك منذ أكثر من ستة قرون، حيث أُقيم احتفال بالعاصمة مانيلا بمناسبة مرور (600) عام على دخول الإسلام هناك في عام 1380م، ويُعرف الشعب المسلم بالفلبين بأنه شعب المورو. مقاومة حتى النصر: في عام 1521م، رست سفينة البحار الأسباني " ماجلان" على إحدى الجزر المجهولة في المحيط الهادي، وانطلق إلى جزر أخرى، فوجد إمارات إسلامية في تلك الجزر جنوب الفلبين، وقد حاول الأسبان القضاء على هذه الإمارات لكنهم وجدوا مقاومة إسلامية كبيرة، وقـُتِلَ ماجلان في إحدى المعارك، فأرسلت أسبانيا تعزيزات عسكرية، لكنها لم تتمكن من احتلال المناطق الجنوبية فاتجهت شمالاً حيث الجزر الأخرى. وقد استمرت المقاومة الإسلامية على الرغم من أن الأسبان قد ارتكبوا الجرائم والمذابح الوحشية كالتي ارتكبوها في الأندلس، ولم يستطع التفوق العددي الأسباني، ولا قوة نظامهم الحربي، ولا أسلحتهم الحربية الحديثة أن تحطم مقاومة المسلمين، وبقيت سلطنات المسلمين مستقلة في الجنوب. وكما حافظ الشعب المسلم على هويته الإسلامية، وحافظوا على استقلال جزر الجنوب، وامتدت المقاومة الإسلامية إلى الجزر الشمالية، وقد سجل تاريخ المسلمين في بنجسا مورو اسم الأمير " راجا سليمان" كأحد قادة الجهاد الإسلامي حتى خرجت أسبانيا من بنجسا مورو والجزر الأخرى في عام 1898م. وإنه لمؤسف حقاً أن تاريخ الفيليبين المدون لم ينظر إلى المقاومة الإسلامية في وجه الاستعمار الأسباني نظرة الدفاع عن الحق، ونظرة البطولة التاريخية لأبناء البلاد بل نظر إليها على أنها عمل من أعمال القتل والسلب أو قطع الطرقات والقرصنة، يرجع ذلك إلى الكتب الأسبانية التي أجمعت على وصف المسلمين بالقراصنة، وهي الكتب الوحيدة المدونة حيث لم يدون مسلمو تلك الجهات تاريخ الحركة وكذلك المسلمون الآخرون، وتبع ذلك كثير من مؤرخي الفيليبين الذين انساقوا وراء المستعمرين أو أخذوا عنهم، أو وجدوا الكتب أمامهم فنقلوا عنها دون نقد وتحليل، كما يرجع هذا إلى موقف العالم المتمديِن من المسلمين بل ومن الإسلام ، وإن هذه الكتابات لم تكن مجردة بل تحمل بين طياتها العداء الصريح. الغزو الأمريكي: وبعد الغزو الأسباني جاء الأمريكان إلى الجزر الفلبينية وهزموا الأسبان هزيمة ساحقة في المياه الفلبينية، فاضطرت أسبانيا إلى بيع الفلبين لأمريكا عام 1318هـ /1900م، فخلفت الولايات المتحدة أسبانيا في استعمار تلك الجزر، وأصدرت قانوناً يقضي بأن جميع رخص امتلاك الأرض غير المصدق عليها من أسبانيا تعتبر ملكية عامة، وهذا معناه أن أراضي المسلمين تصبح ملكاً للحكومة الأمريكية لأن أسبانيا لم تحكم المسلمين. فتدفقت الهجرات الصليبية إلى الجنوب بسبب هذا القانون، وخاصة بعد أن صدر قانون آخر يبيح لكل مهاجر امتلاك 44 هكتارًا من الأرض، بينما المواطن الأصلي في الجنوب يحق له أن يمتلك 4 هكتارات من الأرض فقط، وأعطي الحق لكل شركة في امتلاك (160) هكتارًا، فجاء النصارى بأسماء شركات وهمية لامتلاك أراضي المسلمين . ورفض السكان معاهدة باريس، كما رفضوا الحكم الأمريكي، وحاول الأمريكيون تنصير المسلمين واستخدموا الإكراه، فلم يتغير موقف المسلمين، وقاوموا بالقوة، واستمر القتال (38) عامًا، قتل فيها عدة آلاف من المجاهدين، وتمادى الغزاة فشنوا على المسلمين حرب الجراثيم، فاجتاحت أوبئة الكوليرا والجدري والطاعون جزيرة ميندناو وأرخبيل صولو في وقت واحد سنة 1321هـ، وتساقط الناس بالمئات والألوف، وانتقل الوباء إلى جزر مجاورة، وبلغ عدد ضحايا الأوبئة أكثر من 200 ألف حسب التقارير الغربية نفسها، وأهمها تقرير لجنة تافت . وأدركت أمريكا عبث المحاولات فلانت وعقدت معاهدة مع المسلمين، احترمت دينهم وأسلوب حياتهم، وتكونت لهم دولة تحت الإدارة الأمريكية، وازدهرت المدارس، وبذلك استطاعت الولايات المتحدة دخول المناطق الإسلامية، ولكن الحاكم العام الأمريكي ( فرانك مورفي ) جعل المسلمين تابعين لوزارة الداخلية الفلبينية سنة 1354هـ في الفترة الانتقالية التي سبقت الاستقلال . لم يتغير الوضع بالنسبة إلى المسلمين، فالنظرة الصليبية إلى الإسلام واحدة، فاستمروا في مقاومتهم، وأصابهم ما أصابهم أيام الأسبان، وعزلت المناطق الجنوبية عزلاً وأهملت إهمالاً واضحًا الأمر الذي أدى إلى تأخر المسلمين بالنسبة إلى النصارى الذين يدعمهم المحتل الصليبي، وكان التعليم تحت إشراف الإرساليات النصرانية، وهذا ما جعل الثقافة الإسلامية تتقهقر، والجهل يسود بين أبناء المسلمين . استقلال الفلبين: وفي عام 1943م احتل اليابانيون المناطق الإسلامية من الفلبين، وقاوم المسلمون الغزاة الجدد، فتعرض المسلمون إلى حملات إبادة على يد اليابانيين، واستطاع اليابانيون طرد الأمريكيين، إلا أن الجنرال ماك أرثر تمكن من العودة عام 1944م، فحارب إلى جانبه أهل البلاد حتى تمكنوا من طرد اليابانيين في النصف الثاني من شهر رجب عام 1364هـ / 1945م، وهُزمت اليابان أخيرًا في الحرب، وقد قاتل المسلمون قتالاً عنيفاً واشتركوا في كل مراحل التحرير والنضال. وبعد الحرب العالمية الثانية أعلنت الحكومة الأمريكية استقلال الفلبين عام 1946م، وأصبح الحكم فيها رئاسيًا يشبه الحكم في أمريكا، إذ تتألف السلطة التشريعية من مجلسين: مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويضم عادة مجلس النواب عضوين مسلمين، كما يضم مجلس الشيوخ عضوًا واحدًا، أما مجلس الوزراء ففيه وزير مسلم تسند إليه عادة حقيبة وزارة الأقليات على اعتبار أن المسلمين يمثلون أكبر أقلية في البلاد. كانوا .. وأصبحوا: كانت نسبة المسلمين في الفلبين قبل الغزو الأسباني 55%، تناقصت على أيدي الإسبان إلى 40.5%، وعلى أيدي الأمريكيين إلى 32%، وعلى أيدي اليابانيين إلى 17.5% ، وعلى يد الحكومة الصليبية الجديدة في عهد الاستقلال إلى 12%. وكان المسلمون يسيطرون على 92% من مجموع مساحة ميندناو فتضاءلت هذه الملكية إلى 38%، وتعمل الحكومة الآن على تجريد المسلمين من أراضيهم كلية وتوطين المزارعين النصارى وزيادة عدد اللاجئين والمشردين بدعم من أمريكا واليابان لحكومة الفلبين بمختلف الوسائل والأساليب. ولا عجب في ذلك فلأمريكا أكثر من (50 ) قاعدة ومطارًا معظمها في المناطق الإسلامية. وأسس المسلمون الجمعيات التي عملت على تدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية وإصدار المجلات. فانتعشت أحوالهم إثر الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918م . وأمام هذا التطور الملموس استمرت حركة صليبية قامت بها أمريكا للعمل ضد المسلمين بالتنصير والتهجير، وبين عامي 1946 و1988اشتد التحدي الصليبي الكاثوليكي بعد الاستقلال بشن هجمات إبادة جماعية على المسلمين، كما جاء في عريضة منظمة تحرير شعب المورو المرفوعة إلى لجنة حقوق الإنسان، اتهمت فيها حكومة الفلبين بقتل وجرح ما لا يقل عن مائة ألف مسلم، وشردت نصف مليون، واغتصبت مليون هكتار من أرض المسلمين، وحرقت البيوت والمساجد والمدارس، وجاء في الكتاب الأبيض الذي قدمه المسلمون إلى حكومة الفلبين عام 1956م : أن عدد المذابح والحوادث الدامية التي ارتكبت ضد المسلمين في جنوبي الفلبين بلغ 417 حالة في ثلاث سنوات. التفاعل مع العالم الإسلامي: وبعد الاستقلال اشتد وعي المسلمين في الفلبين وشعورهم بالإنتماء إلى الأمة الإسلامية، وظهر هذا التجاوب أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م، فقد ألفوا لجانـًا للتطوع لمساعدة العرب المسلمين. وعندما زارت جولدا مائير الفلبين سنة 1964 احتج المسلمون على هذه الزيارة وقال النائب المسلم في البرلمان: إذا لم تطرد الحكومة هذه السيدة فسنتولى طردها، وقامت المظاهرات العدائية في أنحاء الفلبين، مما جعلها تختصر زيارتها وتخرج بعد أقل من 24 ساعة. وفي عام 1967م أعدوا كتائب خاصة للجهاد ضد اليهود، وعقب مأساة عام 1967م كان "أبا إيبان" يطوف العالم يبرر ما حدث منهم، فلما وصل الفلبين كانت المظاهرات تحاصر المطار ، حتى حالت دون خروجه، فاضطر لاستخدام الطائرة الهليوكبتر لتنقله إلى القصر الجمهوري، ولم يستطع الوصول إلى الجامعة ليلقى المحاضرة التي كانت مقررة له ضمن برنامج زيارته. ولذلك اشتدت الهجمة الصهيونية عنفـًا، وعمل الكاثوليك بمساعدة البابا على تنصيرهم وتهجيرهم، وبموافقة الدول الأجنبية وخاصة أمريكا، وزحف نصارى الشمال نحو أراضي المسلمين في جزر ميندناو وبالاوان وصولو بغية طردهم واحتلال أراضيهم. منظمة ايلاجاس: وقد نشأ بالإضافة إلى الأحزاب السياسية النصرانية الكاثوليكية في الفلبين منظمات كاثوليكية محظورة قانونيًا ولكنها تلقى التعاطف من قبل السلطات الحكومية ورجال الأمن والشرطة مثل منظمة ايلاجاس (الفئران) الإرهابية. وقد وجدت هذه المنظمة تأييدًا من إسرائيل فزودتها بالخبراء والأسلحة ، وتدرب أفرادها على العمليات الإرهابية. وتقتل هذه المنظمة الخطيرة المسلمين، وتحرق بيوتهم، ومساجدهم، ومدارسهم. وقد فضح النواب المسلمون تواطؤ حكومة ماركوس الذي تولى رئاسة الفلبين منذ سنة 1965م مع أولئك الفئران المسلحين، واعترف أحد قادتهم أمام لجنة التحقيق التابعة لمجلس الشيوخ الفلبيني سنة 1971م بأنهم يتلقون تدريبات عسكرية ومعونات ومؤن من الحكومة، كما اعترف قائد الشرطة أن هناك 35 ألف رجل من عصابات إيلاجاس المسلحة في مناطق المسلمين بجزيرة ميندناو. وهناك منظمة جيفا الإرهابية: وهي الجناح العسكري السري للجمعيات الكاثوليكية العلنية، وتتلقى معونات من الكنيسة الكاثوليكية، ولديها إمكانيات كبيرة ومخازن للسلاح وميادين للتدريب على القتال النظامي والشعبي. وكان ماركوس على صلات بهذه المنظمة الإرهابية. خطة "كومنولث المسيح": وهناك رسالة خطية سرية من جلوريا أورويو رئيسة الفلبين إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، والتي تمثل خطة "كومنولث المسيح" في جنوب شرق أسيا، هذه الرسالة السرية الخطية من الزعيمة الفلبينية جلوريا أورويو إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، كشفت المستور عما يدبره الغرب المسيحي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومعه الحلفاء من الدول الأخرى لِلعالم الإسلامي، كما تجسد، بما لا يدع مجالاً لِلشك، مقدار العداء والشر الذي يضمره الغرب المسيحي لِلإسلام والمسلمين. وفي الوقت نفسه تكشف عن المخططات التي يتم تدبيرها لِلقضاء على أي قوة لِلمسلمين والعمل على تشتيت وحدتهم وإهالة التراب على قضايا التحرر التي تناضل من أجلها الشعوب الإسلامية وفي المقابل تكشف عن الترتيبات الرامية لإقامة القواعد وإقامة التحالفات الصليبية ضد المسلمين. والرسالة تؤكد صراحة أن الإسلام هو العدو البديل بعد سقوط الشيوعية وتحذر بكل وضوح من تنامي المد الإسلامي وتضع الاقتراحات لِوقفه، وتؤكد ضرورة تصفية جبهة مورو الإسلامية تمهيدًا لِتصفية قضية المسلمين في الفلبين من بعدها، وتعترف الرسالة بضلوع المخابرات الأمريكية والفلبينية في صناعة جماعة أبو سياف لإيجاد مبررات لاستقدام القوات الأمريكية لِلمنطقة، وتؤكد عزمها نقض كل الاتفاقات المبرمة مع المسلمين. كما تكشفُ عن دور المعونات العسكرية الأمريكية في دعمِ نصارى جُزر الملوك وتيمور الشرقية في إندونيسيا، كما تكشفُ عن مخطط لإقامة كمنولث مسيحي، في منطقة أسيا الباسيفيكي ضد الإسلام. وتصف اليابان والصين ضمن الدول الأعداء لِلسياسة الأمريكية. وما يزال العدوان مستمراً: مما يؤسف له أن أجهزة الإعلام من إذاعات وصحف في بعض البلدان الإسلامية تتجاهل المجازر التي تقوم بها الحكومات الفلبينية المتعاقبة في حق المسلمين بل أنها كانت تشيد بهذه الحكومات، وهذه حصيلة لما تعرض له المسلمون خلال 12 عامًا فقط من تاريخ الصراع "ففيما بين عامي 1972 – 1984م سقط 30 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. واسترقاق ستة آلاف مسلمة على أيدي الجنود الفلبينين. وتشريد أكثر من مليوني مسلم. وفرار حوالي 300 ألف نسمة واضطرارهم إلى الهجرة إلى البلاد المجاورة في ولاية صباح التابعة لماليزيا. وإحراق 300 ألف منزل من بيوت المسلمين. وتدمير مائة قرية ومدينة إسلامية. واغتصاب معظم أراضي المسلمين الخصبة. وتدمير أكثر من 500 مسجد للمسلمين. وقد أدت تلك العمليات الإرهابية والمحاولات المستمرة للقضاء على المسلمين بشن الحملات العسكرية إلى انتشار الفقر والجهل الأمراض بين المسلمين، مما جعلهم فريسة لحملات التنصير". مؤسسات إسلامية: ورغم ذلك بقيت شعلة الإيمان متوهجة فالمجاهدون يسيطرون على جميع المناطق الإسلامية ما عدا بعض المدن، وسارعت بعض الدول العربية بتقديم المساعدات التعليمية للمسلمين في الفلبين فهناك حوالي 30 مدرسًا من الأزهر، وعدد كبير من المدرسين من المملكة العربية السعودية، وتساهم رابطة العالم الإسلامي في ذلك. وبقيت في المناطق الإسلامية مئات المدارس الابتدائية والمتوسطة وعشر مدارس ثانوية وست كليات إسلامية ضمن جامعة إسلامية، وتحاول الحكومة جاهدة أن تضم هذه المؤسسات التعليمية إليها، وهي تدار بجهود ذاتية. ومن المؤسسات التعليمية: معهد ميندناو العربي الإسلامي وتتبعه 316 مدرسة، ومعهد ماداواي الإسلامي وتتبعه 52 مدرسة، وكلية فكاسم في مدينة مداراوي ويتبعها من المعاهد وتقدم تعليما باللغة العربية، ويضاف إليها جامعة الفلبين الإسلامية وكانت تسمى معهد كامل الإسلام، ولها فروع في عدة مدن. وبالفلبين مركز الملك فيصل للدراسات العربية الإسلامية، ويوجد ضمن جامعة مندناو، وهناك المدرسة التجريبية لتعليم اللغة العربية التي تتبع مركز الملك فيصل، ويقدر عدد المساجد في الفلبين بحوالي 2500 مسجد. وأنشأ المسلمون جمعية المسلمين الفلبينية في مدينة مانيلا سنة 1315هـ /1879م، وجمعية إقامة الإسلام في مدينة ماداوي سنة 1355هـ، وجمعية أنصار الإسلام، وتقدم الإسلام، وهداية الإسلام، ومؤتمر الإسلام ، والنهضة الإسلامية، والتربية الإسلامية، والمؤتمر الإسلامي، وجمعية مسلمي صولو. _________________________ أ. سمير حسن الحملة العالمية لمقاومة العدوان
__________________
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى و لهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه (المجموع ١٠ / ١٢٤)
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |