العشر الأواخر وفرصة العتق من النار

[خاطب الحور]

هاهو شهر رمضان الكريم تنقضي أيامه وتمر سريعاً معلنة انتهاء أيام الرحمة ؛ ثم أيام المغفرة ويبقى الأمل الأخير والفرصة العظيمة فرصة العشر الأواخر من رمضان هذه الأيام المباركة التي فيها ليلة خير من ألف شهر ليلة القدر التي نسال الله العلى العظيم أن يرزقنا جميعا قيامها وإحيائها اللهم أمين
الجميع يدعو ويتضرع إلى الله أن يرزقه الجنة وان ينجيه من النار؛ لان نار جهنم لا طاقة لنا بها وبحرها وبسمومها وبعذابها وحميمها مع أننا لم نرى سوى نار الدنيا التي هي جزء من سبعين جزء من نار جهنم ولكن الله سبحانه وتعالى وصف لنار الآخرة فقال:[كَلَّا إِنَّهَا لَظَى] {المعارج:15} ،[لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ] {الزُّمر:16} ، [يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالجُلُودُ(20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ(22) ]. {الحج}. [إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ(7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ(8) ]. {الملك}.
وقال عنها الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) فيما معناه تأتى النار يوم القيامة ولها سبعين ألف زمام مع كل زمام سبعين ألف ملك يسحبونها مابين كتفي الملك الواحد كما بين السماء والأرض وقال أيضا لقد أوقد على النار ألف عام حتى ابيضت ثم ألف عام حتى احمرت ثم ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة فاتقوا النار ولو بشق تمرة وقال لو أن قطرة من حميم جهنم سقطت على الدنيا لذابت بحار وجبال الدنيا ولو أن ثيب من ثياب أهل النار علق ما بين السماء والأرض لاحترق كل من في السماء والأرض صدق الحبيب محمد صلى الله علية وسلم .
فمن يتحمل هذه النار التي وقودها الناس والحجارة ، من منا يتحمل أن يتجرع هذا العذاب ولو للحظة من يطيق أن تصهر بطنه بالحميم وان يصب من فوق رأسه العذاب أو أن يرتدى ثياب من نار أو أن يتقلب على جمر من النار أو أن يكون طعامه الزقوم من يستطيع أن يواجه نار تأتى ولها سبعين ألف زمام مع كل زمام سبعين ألف ملك مابين كتفي الملك منهم كما بين السماء والأرض
أفيقواأيها المسلمين واعلموا قدر خالقكم وولي نعمتكم ؛ فأين ستذهبون فانتم اضعف مما تتصورن وتتخيلون ولا تستطيعون أن تواجهون لفحة من لفحات جهنم وحدوا صفكم واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا وانزعوا الغل والحقد والحسد من قلوبكم وأصلحوا ذات بينكم وليراعى كل منكم مشاعر أخوة المسلم فلا يظلمه ولا يغتابه ولا يتسبب له في اى أذى تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ارحموا اليتيم والمسكين والفقير اقتربوا من ربكم في هذه العشر الأواخر واعملوا على عتق رقابكم ورقاب أهلكم وإخوانكم من النار
أفيقوا أيها الظلمة وعودوا إلى رشدكم فهذه أخر فرصة لكم في هذه الدنيا ردوا الحقوق إلى أهلها وأصحابها أفرجوا عن من ظلمتموهم ورجيتم بهم في غيابات السجون والمعتقلات ظلما وعدوانا دون جريمة اقترفوها أو ذنب فعلوه إلا أنهم قالوا ربنا الله ورفعوا راية الإصلاح في الأرض فكل يوم يقضيه هؤلاء الأبرياء خلف القطبان في الزنازين والمعتقلات ستقضون مثله في قاع جهنم تتجرعون من حميمها وزقومها .
أفيقوا ياحكام الأمة الإسلامية وانظروا إلى شعوبكم ورعاياكم فو الله لتسالؤن عن كل جائع وعاري ومسكين ومظلوم لا يغرنكم الجاه والسلطان وحاشية المطبلين والمزمرين والمنافقين من حولكم فلن ينفعكم فيهم احد وستواجهون مصيركم وحدكم دون جاه أو منصب أو سلطان أو أهل أو حاشية ولن ينفعكم الندم حين ترون السعير وهى تكاد تنفجر من الغيظ تستعد لاستقبال الظلمة والخونة والمتآمرين الفرصة أمامكم توبوا إلى ربكم وارحموا شعوبكم وانشروا العدل والأمن والسلام في أوطانكم وانصروا المظلوم وعاقبوا الظالم والفاسد وأفرجوا عن الأبرياء في سجونكم وليقف كل منكم وقفة جادة مع نفسه الكل سيموت وستنتهي الدنيا بحلوها ومرها وسيبقى العمل العمل الصالح فقط هو الذي سيبقى
أفيقوا أيها المفسدون في الأرض فلن تنفعكم أموالكم ولا أبناءكم ولا من يساندكم ويقف خلف فسادكم وغيكم كفاكم ظلما وعدوانا وفسادا في الأرض كفاكم قتلا للناس وإفساد الحياة من حولهم بتجارة مسمومة أو إذاعة مسموعة أو بنشر الخلاعة والمجون والمخدرات وهتك الأعراض واستباحة المحرمات بدعوى الحرية والتقدم والحضارة المزيفة كفاكم قتلا لشبابنا وتغيب عقلة وتدمير جسده بنشر السموم والممنوعات في كل مكان كفاكم فساد إعلامي يدمر الأخلاق ويكشف العورات ويحلل الرذائل والمحرمات كفاكم فساد اقتصادي ينمى أموالكم ويعمل على انهيار اقتصاد الأوطان والعباد الفرصة أمامكم العشر الأواخر من رمضان فلا تضيعوها.
أيها المسلمون العشر الأواخر فرصة لا تعوض فاقبلوا على ربكم واقتربوا منة لتتجرعوا منة الحب والحنان والرحمة والغفران سامحوا أنفسكم وإخوانكم ومن ظلمكم في هذه الأيام المباركة لا تنسوا إخوانكم المحاصرين في غزة والمحتلين في فلسطين والعراق والصومال والشيشان وأفغانستان وكشمير وغيرهم من إخواننا المحتلين والمعذبين في الأرض ارفعوا أيديكم إلى السماء وتوجهوا إلى ربكم بقلب سليم وادعوه أن يفرج همومنا وكربنا وان ينصر إخواننا في كل مكان وكل عام وانتم إلى الله اقرب .
سعيد الشريف