|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حسن الظن.. سلوك المسلم في رمضان ![]() ![]() احترس من سوء الظن سوء الظن كالقنبلة التي تنفجر فتدمر كل جميلٍ في الوجود؛ لا تعترف بزرعٍ أو زهرٍ أو بستان، أو طائر وديع أو حيوان أليف أو إنسان رحيم. سوء الظن كاللغم إذا انفجر؛ يخدعك باختفائه، وتُصدم بإهلاكه، حين لا يكون اعتبار لصغير أو كبير، لامرأة أو رجل، لشيخ أو شاب. وهذه دائرة أوسع ولكنها ترجمة لحياتك اليومية؛ فأصدقاؤك هم حياتك، فلماذا تقتل هذه الحياة بسوء الظن بهم؟! وزملاؤك في العمل هم جزء من حياتك اليومية، فلماذا تصيبها بالشلل حينما يكون التعامل معهم بسوء الظن؟! وجيرانك هم سرٌّ من أسرار حياتك، فلماذا تخنقها بيدك حين تتعايش معهم بسوء الظن؟!. تأمل هذه الصورة القرآنية: يقول تعالى: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)﴾ (القلم)، لقد تأملت هذه الصورة القرآنية في مظاهرها، وتعمقت فيما رسمه الله من أشكال هذه الصورة في السلوك مع الناس والمجتمع والأسر، فقد تجمعت فيها عدة مظاهر: - تلفيق الأكاذيب. - تزوير الأخبار. - تضييع الحقوق. - صد عن الحق. - ظلم الآخرين. ألا تتفق معي في أن سوء الظن منطلق من هوى النفس؟!. فإذا سئلت عن الأدلة، كان القول الجاهز: (قالوا لنا، أو سمعنا به، أو وصل إلينا، أو جاءنا من ثقة). لقد قيل لأحد السلف حينما سأل: وما دليلك؟ فقال: جاءني من ثقة، فرد عليه: الثقة لا يبلغ. فما إذن الداعي وما الدافع لهذا القول الجاهز ولا يقدم دليلاً واحدًا لإثبات ما يقول أو يخبر به؟! إنه سوء الظن الذي صنعه الهوى في النفس يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ (الحجرات: من الآية 12). لماذا يأمرنا الله تعالى باجتناب الكثير من الظن؟ حتى نمنع القليل، فهل أدركنا هذا المعنى؟ وهل تأملنا النتيجة حينما نجتنب الكثير فنمنع القليل من أجل أن يختفيَ سوء الظن بيننا وحتى ندرك أن الله يعالجنا وهو أعلم بنا؟ ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (الملك: 14). ولذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم وحذَّر الحبيبُ أحبابَه وأصحابه من سوء الظن فقال: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث". ولكي تختفي هذه الأعراض أوضح الله لنا العلاج في أكمل صورة وأيسر سلوك، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات: 6 وحتى لا تغيب عنا حقيقة سوء الظن تعالَ نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى هذا السلوك أصلاً، وهي ستة أسباب؛ نجملها في التالي: - ضعف الإيمان: يقول تعالى: ﴿قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (الحجرات: من الآية 14)، وقوة القلب في حياته، وحياته بما يتحقق فيه من آثار الأعمال التي تعصمه من سوء الظن، يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا﴾ (الأنفال: من الآية 2)، ورضي الله عن عمر صاحب الإيمان القوي، وهو يأخذ بيد الرجل والرجلين قائلاً: "تعالوا نزداد إيمانًا"، وكان من فقه ابن مسعود أن يقول في دعائه: "اللهم زدني إيمانًا وفقهًا". - قلة الخوف: يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران 175)، والخوف إما تعظيمًا لله، في قوله تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا﴾ (نوح: 13)، وإما محبةً لله، في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ (آل عمران: من الآية 8)، وإما وقاية من وعيده، في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ (التحريم: من الآية 6). فالخوف إذا سكن القلب أحرق الشهوات وطرد منه الهوى، وهو سراج القلب يبصر به ما فيه من الخير والشر. - عدم الثقة في النفس: العزة والغلبة والعاقبة تكون للمؤمنين، فإن لم يكونوا كذلك فهناك خلل من عند أنفسهم، هذا الخلل هو المسئول عن المعاصي، وأخطرها سوء الظن، فيفعل الظلم، ويعمل بالجَور، ويبطش بلا عدل، ويرى محاسن غيره مساوئ. - توهم شر الناس له: فالناس كلهم يتربصون به، ويحيكون له الدسائس، ويتآمرون عليه لإقصائه من الوجود، ويفسِّر كل قول أو موقف أو حركة وَفق ما توهمه هو، وليس كما في الواقع، وبذلك يتعامل على ما اقتنع به، وهو في الحقيقة خيال ووهم لا وجود له. - ارتكاب المعصية: المعصية هي السم القاتل الذي يخنق الإيمان ويدمره، فإذا نبته وزهره يختفي، وإذا ثمره يفسد، وما يزال العبد في الخطيئة والسير في طريقها حتى تغيب شمس إيمانه ويذهب يقينه فيهلك. - مستويات الناس المختلفة: التفاوت بين الناس في مستوياتهم المالية والاجتماعية والعلمية والثقافية أمر طبيعي في الحياة، ووفق قاعدة الإسلام "أحب لأخي ما أحب لنفسي" يختفي الحقد والحسد والغل واللؤم والخسة المحرك الرئيس لسوء الظن متى يكون سوء الظن محرمًا؟ في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث" (متفق عليه).يقول العلماء: إذا توفرت ثلاثة شروط كان سوء الظن محرمًا: الشرط الأول: متى يساء به مسلم. الشرط الثاني: متى انقلب إلى عمل واتهام. الشرط الثالث: متى كان ظاهره الصلاح والعدالة. فالظن بهذه الشروط هو الذي يؤدي إلى التجسس، والتجسس يؤدي إلى الغيبة، وللخروج من دائرة الحرام يحتاج الأمر منا جميعًا إلى الالتزام بالتقوى، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ ماذا إذا سمعت ظنًّا عن أخيك: المفروض أن تطرد هذا الظن عنه، أو أي تصور فيه إساءة عنه، كما مر في قوله تعالى: ﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)﴾ (النور / 12). لقد رأى بعض الصحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتكلم مع زوجته صفية عند باب المسجد ليلاً، فقال لهما: "على رسلكما إنها صفية بنت حيي"، فقالا: وهل نظن فيك إلا خيرًا يا رسول الله، قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًّا". حسن الظن ومعناه: - اعتماد الإنسان المؤمن على ربه في أموره كلها. - ويقينه الكامل وثقته التامة بوعد الله ووعيده. - واطمئنانه بما عند الله فلا يسكن لغيره ولو امتلك غيره الكثير. - وعدم اعتماده على نفسه وتدبيرها وما يقوم به من أعمال ومن أفواه مَن أحسن الظن، نستخرج الدروس والعبر، ونستلهم الحكمة مما حققوه في حياتهم، واستمتعوا بممارسته وتطبيقه: يقول أحد السلف: "حسن الظن بالله ألا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا ذنبك"، ويقول آخر: "والذي لا إله إلا هو ما أعطى قوم قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن الظن له ورجائه له، والكف عن اغتياب المؤمنين". وكما قيل: رأس العبادة حسن الظن بالله. - وهذا موقف عملي: يختصر الطريق لإظهار حسن الظن بطريقة عملية، فقد جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز فقال: إن فلانًا قال كذا وكذا (وشاية به). فقال له عمر: إن كنت صادقًا واعتذر عذرناه وإن كنت كاذبًا عاقبناك، وإن شئت عفونا عنك. فقال: بل العفو. وظل التاريخ يشهد بحسن الظن: خاصةً في المواقف الصعبة، وأصعب ما مرَّ بالمجتمع المسلم حادثة الإفك، فتأمل هذين المشهدين: قول زيد بن حارثة للنبي- صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإفك: "أهلك يا رسول الله، وما علمنا عليهم إلا خيرًا"، وقول زينب بنت جحش: "احفظ سمعي ولساني، والله لا أقول إلا خيرًا". يقول عمر بن الخطاب: "لا تظن بأخيك سوءًا بكلمةٍ قالها ما دمت تجد لها في الخير محملاً". فأرسى قاعدةً في التعامل بحسن الظن حتى ولو أُسيء إليك بالقول أو العمل خلاصة حسن الظن - إذا أردت وقايةً من الوقوع في الإثم المصاحب لسوء الظن. - وإذا أردت علاجًا لسوء الظن إذا وقع بك. - وإذا أردت أن تتحقق من حسن الظن في نفسك - وإذا أردت أن تتعايش مع الآخرين بحسن الظن. * فابدأ من الآن بقطع كل صلة لك بمواطن سوء الظن، وأماكن سوء الظن، ومجتمعات سوء الظن. * وابدأ من الآن العمل والتدريب على حسن الظن والتخلق به. * وابدأ من الآن التأكد أن سلوكك مع ربك ونفسك والناس هو (حسن الظن). ولنا لقاء قريب وحسن الظن
__________________
![]() ![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك اخي الكريم على الطرح المبارك
ونسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه بالتوفيق |
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]()
__________________
![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا أخي وجعل كل ماكتبت في ميزان حسناتك
|
#5
|
||||
|
||||
![]() جزاكم الله خيرا جميعا
دمتم بكل خير
__________________
![]() ![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |