|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() إذن نحن أمام تجربة محكومة بالفشل مسبقاً وليس ما شاهدناه على الفضائيات في اللقاء الأخير بين أولمرت وعباس سوى نموذج فاضح لهذه اللقاءات العبثية مع عدو لا يعرف ولم يفهم في حياته سوى لغة القوة. لقد تعمدت إسرائيل وحكومتها المترنحة إبقاء اللاقطات الصوتية مفتوحة أثناء الحديث الافتتاحي بين الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء العدو وسمعنا كلنا تلك العبارات القاسية والمهينة التي وجهها أولمرت للسيد أبو مازن بغضب محتجاً على لقاء الأخير بالأسير المحرر سمير القنطار واصفاً إياه بالقاتل والإرهابي، وكأن قادة إسرائيل ليسوا كذلك وكأن دولة أخرى هي التي أطلقت سراحه، وبكل أسف لم نسمع رداً مناسباً من رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يمثل سمير القنطار أحد قادة فصيل من فصائلها المناضلة. إن هذه الواقعة بالذات تلخص كل الوضع الصعب الذي نجد أنفسنا فيه كقضية وكشعب قدم من أجلها خيرة أبنائه شهداء وأسرى وجرحى ومعاقين ولا زال يقدم . لقد لخصنا تعقيد المسألة بالقول أن الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية مرفوضة من أكثر الإسرائيليين مرونة، وأن الحد الأقصى للتنازلات الصهيونية لا يمكن قبولها من أكثر الفلسطينيين مرونة إن لم نقل استسلاماً وانبطاحاً، وقد نمى إلى مسامعنا في أوقات مختلفة وجود تنازلات من مستوى معين تجاه قضايا شائكة كاللاجئين والقدس والحدود وغيرها من قضايا الوضع النهائي، لكننا لم نسمع من أي مسئول فلسطيني استعداده للتنازل عن حق العودة والقدس وحدود عام 1967 ولا يستطيع أي قائد مهما بلغت قامته أن يقدم تنازلات جدية في هذه العناوين ومن هنا يأتي وصف الأهداف المتوخاة بالوهمية. وفي الجانب الإسرائيلي الذي قام بضم القد س غداة احتلاله لها فإننا لم نسمع في أي يوم عن استعداد أي حكومة إسرائيلية سواء من اليمين المتطرف أو اليسار الصهيوني "المعتدل" وما بينهما لتقديم تنازل يتعلق بتطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يخص الانسحاب من الأرض المحتلة أو فيما يخص وقف تهويد القدس وبناء المستوطنات والمراهنة كانت دائماً على تنازلات يقدمها الجانب الفلسطيني الذي لم يبق لديه ما يتنازل عنه. المفاوضات عبثية ويعرف الطرفان ذلك، وهي مفاوضات اضطرارية من الجانب الفلسطيني بحكم نتائج اتفاق أوسلو المأساوية وعدم قدرة السلطة في رام الله على اتخاذ موقف حازم بوقفها والخشية من عودة الحصار المالي وغيره ولأن وقفها سيغضب الأمريكيين، ومن الجانب الصهيوني فهي لكسب الوقت وأملاً في ابتزاز الطرف الفلسطيني لتقديم مزيد من التنازلات مع معرفته بوهن الوضع الفلسطيني على ضوء الانقسام الخطير في صفوفه، ويمكن وصف كل هذه الهمروجة الكاذبة بحملة علاقات عامة لتمرير فترة التحضير للانتخابات الأمريكية ولمجاملة سيد البيت الأبيض الذي يحلم بتحقيق إعلان عن إمكانية سلام في نهاية عهده المليء بالقتل والدم والدمار. إن الضغوط التي تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على الجانب الفلسطيني للإعلان عن اتفاق إطار يشمل كل قضايا الوضع النهائي غير مسبوقة ويتخللها تقديم إغراءات في اتجاهات مختلفة، وقد أصر الطرف الفلسطيني للخروج من دائرة الحصار المفروضة على رام الله على شمول الاتفاق كل المسائل مثار الخلاف دفعة واحدة رافضاً أي صيغة انتقالية وهو ما أعلنه السيد صائب عريقات بعد لقاء عباس أولمرت الأخير في الحادي والثلاثين من آب أغسطس المنصرم. الشعب الفلسطيني يراقب بحزن شديد ما يجري ويدرك أن لا إمكانية لفرض أي معادلات جديدة على العدو إلا من خلال المقاومة وتسجيل انتصارات تراكمية تغير قليلاً من حجم الخلل في ميزان القوى مع العدو الصهيوني وهذا لا يتأتى إلا من خلال وحدة الصفوف وتجميع كل ما نملك من القوة داخل إطار واحد، والحال أن هذا المعطى غير متوفر بسبب الانقسام الحاد بين صفوف القوى الوطنية وتحديداً بين حماس وفتح وانعكاس ذلك بين صفوف الشعب الفلسطيني وفشل كل محاولات إعادة الوحدة الوطنية والمراهنات العبثية على تحقيق نقاط أو أهداف كل في مرمى الطرف الآخر بينما يقوم العدو ببناء المزيد من المستوطنات وتهويد ما تبقى من القدس ومواصلة الحصار على قطاع غزة ومدن الضفة ومداهمتها واعتقال أبناءها في أي وقت يريد. الوضع صعب وحساس ونحن لا نقلل من حجم التعقيدات التي تواجه طرفي الخصومة الداخلية في كل من الضفة وغزة وهذا ما يجعلنا نرفع الصوت دائماً بضرورة أن يتنبه قادتنا فيهما لحجم الخسارة التي تلحق بشعبنا وقضيتنا جراء تمترسهما خلف مواقف عدمية ستؤدي في نهاية المطاف إلى كارثة وطنية بكل المقاييس، وإذا كان من العبث الاستمرار في المفاوضات مع العدو لتحقيق أهداف وهمية فان ذات الأمر ينطبق على هدنة تستمر إلى ما شاء الله من غير أي تقدم باتجاه تحقيق أهدافنا البرنامجية... ووقف أعمال المقاومة لا يخدم سوى إسرائيل. إن الظرف الصعب والمعقد يفرض على كل الأطراف الفلسطينية التي تحاور اليوم في القاهرة وخصوصاً حركتي فتح وحماس أن يتقدموا باقتراحات عملية لإنهاء الأزمة الفلسطينية الداخلية حتى يتسنى مواجهة إسرائيل بطريقة فاعلة وبكرامة تعبر عن شعب الشهداء سواء كانت المواجهة عسكرية أو سياسية وسواء كان الحوار معها بالرصاص أو بالتفاوض السلمي، أما استمرار الوضع الراهن فهو الانتحار بعينه. زياد أبو شاويش
__________________
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى و لهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه (المجموع ١٠ / ١٢٤)
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |