المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة **قصة متميزة**


عاشق احمد شوبير
29-11-2005, 03:52 PM
واشنطن – إحدى الجامعات الأمريكية
دخل مستر باتريك إلى أحد الفصول الدراسية ووضع حقيبته على المكتب الصغير قبل أن يعدل من وضع نظارته الطبية ويقول .. صباح الخير .. رد عليه الطلاب .. صباح الخير مستر باتريك .. تنحنح مستر باتريك قبل أن يقول .. اليوم سينضم لكم طالب جديد جاء من بلاد بعيدة لتحضير رسالة الدكتوراة وقد حصل على هذه البعثة لتفوقه العلمى أرجو أن ترحبوا به بينكم .. انبرت احدى الطالبات قائلة .. من أى بلد هو ؟ .. صمت مستر باتريك قليلا قبل أن يقول .. انه مصرى .. سرت همهمات عالية بين الطلاب .. ماذا .. مصرى .. عربى هو .. كيف سمحوا بذلك .. ضرب مستر باتريك سطح مكتبه بيده عدة مرات قبل أن يسود الهدوء مرة أخرى ثم قال .. لا أريد مثل هذه التعليقات لسنا هنا بصدد مناقشة السياسات الدولية اننا هنا من أجل العلم فقط الذى لا يعرف هوية أو دين هل تفهمون ذلك ؟ .. وقف مارك معترضا وهو يقول .. ولكن مستر باتريك العرب هم أعدائنا كيف سنسمح لهذا العربى بالدراسة هنا والإستفادة بعلومنا ليفيد بها بلده المتخلف .. نظر له مستر باتريك قائلا .. مارك انك طالب مجتهد ومتميز ولم أكن أسمع من قبل مثل هذه التعليقات العنصرية منك .. ثم ألقى نظرة على الطالب الجالس بجوار مارك قبل أن يقول .. يبدو أن صداقتك لديفيد قد غيرتك كثيرا .. رمق ديفيد مستر باتريك بنظرة غاضبة وهو يقول .. ما هذا مستر باتريك .. وما شأنى أنا بذلك ؟ .. تحرك مستر باتريك نحو ديفيد ونظر إلى عينيه مباشرة وهو يقول .. ديفيد .. أنا أعرفك جيدا منذ أتيت إلى هنا وأنت تنشر كراهيتك وحقدك على العرب وأفكارك المسمومة بين الطلاب ولقد حذرتك من قبل إن لم تكف عن ذلك فسأعمل بنفسى على فصلك من هذه الجامعة للأبد .. فلتنفث سمومك فى مكان آخر .. مفهوم .. ثم عقد ذراعيه أمام صدره قائلا .. أو بإمكانك إتهامى بمعاداة السامية كما تفعل مع من لا يستجيبون لأفكارك السوداء ولكنى لن أسمح لك بإثارة الشغب ضد هذا الطالب .. هل تفهم ؟ .. احتقن وجه ديفيد غضبا ولم ينطق بكلمة واحدة .. بينما توجه مستر باتريك نحو مارك قائلا .. مارك .. أعتقد أن بإمكانك التمييز جيدا وأنك لن تصدر حكما مسبقا على شخص لم تقابله أو تتعامل معه .. خفض مارك رأسه فى خجل قائلا .. بالطبع مستر باتريك .. أنا أعتذر .. ابتسم باتريك قبل أن يشير لمارك بالجلوس .. وهنا سمع الجميع صوت طرقات خفيفة على الباب قبل أن يدلف منه شاب قمحى اللون وسيم الملامح ذو شعر أسود ناعم وعينان تشعان بالذكاء وتزين وجهه ابتسامة صافية .. ابتسم له مستر باتريك قبل أن يلتفت للطلاب قائلا .. يا شباب .. رحبوا بمحمد عبد الله .. زميلكم الجديد ..

بعد انتهاء محاضرة مستر باتريك .. إقترب ديفيد من مارك وهو يرمق محمد بنظرة كراهية واضحة وقال .. أرأيت مارك ؟ .. انه يجلس بيننا بمنتهى الثقة .. يالوقاحته .. نظر مارك نحو محمد قبل أن يقول .. ربما يكون مختلف ديفيد .. فنحن لم نتعامل معه بعد .. شهق ديفيد قائلا باستنكار .. ماذا تقول مارك ؟ أتريد أن تتعامل مع هذا الهمجى المتخلف ؟ ثم رسم التأثر على وجهه قائلا .. أنسيت ما فعله قومه بنا .. لقد شردونا وطردونا من وطننا وسرقوا منا سيناء و ... قاطعه مارك قائلا .. حسب ما أعرف أن سيناء جزء من وطنهم ديفيد .. وانكم من حاولتهم احتلالها عنوة .. فتح ديفيد فمه ليقول شيئا قبل أن تقاطعهم زميلتهم إيزابيلا قائلة .. مارك .. ألن تتحدث إلى الطالب الجديد ؟ .. نظر مارك نحو محمد الذى وقف يجمع أغراضه ثم قال .. ولماذا لا يأتى هو ليحدثنا أولا ؟ .. أجابته إيزابيلا قائلة .. حسنا سأذهب لأتحدث له .. أوقفها ديفيد قائلا .. وما أدراك أنه يتحدث الإنجليزية .. انه متخلف كبلاده .. قالها ديفيد بصوت مسموع مما دفع محمد إلى التوقف فجأة بعدما كان يتجه نحو باب الخروج ثم إلتفت وراءه وألقى نظرة على ثلاثتهم الذين بادلوه النظرات قبل أن يتجه نحوهم مباشرة وعلى وجهه إبتسامة صافية قائلا بإنجليزية سليمة .. السلام عليكم .. تبادل مارك وديفيد نظرات مندهشة بينما إبتسمت إيزابيلا فى غموض قبل أن يسأله مارك .. ماذا تعنى ؟ ابتسم محمد مجددا وهو يقول .. إنها تحيتنا .. تحية الإسلام .. السلام على الجميع .. انبرى ديفيد قائلا بغضب .. السلام .. انتم تعرفون السلام .. أنتم إرهابيون .. قتلة .. نظر له محمد طويلا وانتبه للنجمة السداسية المتدلية من السلسلة التى يطوق بها عنقه قبل أن يقول .. بالطبع .. أنت خير من يتحدث عن السلام وأهله .. احتقن وجه ديفيد غضبا وهو يقول .. ماذا تقصد أيها العربى ؟ .. نظر له محمد مبتسما وهو يقول .. ولم كل هذا الغضب ؟ .. أهناك من يكره السلام !! ان السلام من حق كل الناس على إختلاف أجناسهم ودينهم .. أليس كذلك ؟ أجابته إيزابيلا .. بالطع معك حق يا محمد .. التفت لها محمد قائلا .. أشكرك يا آنسة .. أجابته إيزابيلا ... اسمى ايزابيلا من فرنسا .. أومأ محمد برأسه قائلا .. تشرفعت بمعرفتك .. أشارت إيزابيلا إلى مارك قائلة .. هذا مارك .. وهو الأمريكى الوحيد هنا .. ثم ضحكت قائلة فمجموعتنا هذه تمثل نموذج مصغر للكرة الأرضية .. فهناك "جون" من إنجلترا و "روبرتو" من إيطاليا و "آنا" من روسيا و "لى" من الصين و "آشاد" من الهند و "جانيت" من أستراليا و "خافيير" من المكسيك و "جورج" من جنوب أفريقيا و أشارت إلى ديفيد قائلة .. و ديفيد من .. قاطعها ديفيد قائلا بفخر ..
من إسرائيل .. إسرائيل العظمى .. رمقته إيزابيلا بغضب ثم التفتت لمحمد قائلة .. وهأنت قد جئت لتكمل مجموعتنا ثم تنحنحت قبل أن تقول .. فأنت العربى الوحيد بيننا .. ابتسم محمد قائلا .. وأنا يسعدنى وجودى بينكم إيزابيلا .. ثم نظر لمارك وديفيد قائلا .. تشرفت بمعرفتكما .. ثم إستأذن منهم وانصرف .. رمقه ديفيد بغضب قائلا .. أرأيت مارك ؟ .. انه يتصرف بغرور شديد .. ماذا يظن نفسه هذا البائس ؟ .. نظر له مارك قائلا .. انه لم يفعل شيئا لقد تصرف بلطف ولباقة بالرغم من أنك استفززته .. أجابه ديفيد .. ماهذا الذى تقوله مارك هل إستطاع أن يخدعك بهذه السرعة .. انه .. قاطعه مارك .. فلنترك هذا الموضوع للوقت .. نحن لم نعرفه جيدا بعد .. سأذهب الآن .. باى .. وتركه مارك يغلى من الغيظ قائلا لنفسه .. حسنا أيها المصرى سأجعل أيامك هنا جحيما لا يطاق .. واشتعلت عينيه بنيران الغضب ..

مضت عدة أسابيع أظهر فيها محمد نبوغا ملحوظا لفت نظر أساتذته له والذين تنبأوا له بمستقبل باهر وقد اكتسب إحترام وتقدير الجميع لنبوغه وتفوقه وحسن خلقه كما اكتسب أيضا صداقة كل طلاب مجموعته مما زاد من كراهية ديفيد له أكثر وأكثر خاصة بعدما بدأ محمد يستميل مارك لجانبه والذى أدهش هذا الأخير أن يكون لشاب عربى هذه الثقافة وهذا النبوغ وهو القادم من مجتمع بدائى متخلف كما كان يعتقد .. كان محمد بالنسبة له تجربة فريدة لم يعشها من قبل .. ولم يضيع محمد الفرصة من يده ليعيد رسم صورة مغايرة تماما للعرب والمسلمين فقدكان يحمل هذه الرسالة فى قلبه منذ وطئت قدماه أرض أمريكا وكان يعلم أنه يتعامل مع مجتمع ناقم على العرب والمسلمين وأن احتكاكه بهذا المجتمع سيتيح له التعامل مع جنسيات مختلفة وقد حالفه الحظ فقد كان بالفعل فى وسط نموذج مصغر للكرة الأرضية كما قالت إيزابيلا .. هكذا سينشر رسالته للدنيا كلها

حمل محمد صينية طعام الغذاء واتجه بها إلى أحدى الموائد .. وفجأة اصطدم به أحد الأشخاص بقوة مما أسقط الطعام من فوق الصينية على الأرض وكاد يسقط محمد أيضا لولا أنه تماسك جيدا .. وتناهى إلى سمعه صوتا يقول .. انتبه أيها الأعمى .. التفت محمد خلفه ووقع نظره على ديفيد الذى وقف معاقدا ذراعيه حول صدره فى تحدى .. نظر له محمد فى صمت قبل أن ينحنى ليجمع الطعام الذى بعثر على الأرض ووضعه فى الصينية مرة أخرى .. رفع ديفيد صوته قائلا .. أهذا كل ما تستطيع فعله .. لم يعره محمد انتباها واكمل جمع الطعام .. غلت الدماء فى عروق ديفيد وتقدم نحو محمد فى غيظ ثم ضغط بحذائه على قطعة من الخبز الملقى على الأرض وسحقها بقدمه قائلا .. هكذا تستطيع أن تأكله .. ثم دفعها بقدمه نحو محمد فى إستفزاز شديد .. تجمع كل من فى المكان حولهما فى صمت مترقب .. جمع محمد بقايا الخبز واضعا إياه فى الصينية ووضعها على مائدة قريبة قبل أن يتوجه نحو ديفيد قائلا .. أهكذا هى الحضارة ديفيد ؟ أن تدوس نعمة الله بقدمك .. أن تحتقر غيرك .. أن تسىء لغيرك دون سبب .. يالها من حضارة وياله من تقدم ... امتقع وجه ديفيد بشدة فلم يكن يتوقع أن يقلب عليه محمد الموقف هكذا .. ونظر حوله فاصطدم بنظرات الإستنكار من الجميع له .. أدار محمد ظهره له متوجها للخارج .. نظر له ديفيد فى غيظ قبل أن يلحق به وهو يلوح بقبضته قائلا .. أيها الضعيف .. تعالى واجهنى .. إرتفعت يد محمد ممسكة بقبضة ديفيد فى سرعة مدهشة قبل أن تصل إليه ثم ضغطها بقوة وهو يعيدها جانب ديفيد قائلا .. لست ضعيفا .. ولكنى لا أسخر قوتى لإيذاء غيرى .. احمر وجه ديفيد ألما من ضغط قبضة محمد القوية دون أن يجرؤ على التأوه ألما أمام الجميع قبل أن يتركه محمد ويتابع طريقه خارجا .

فى اليوم التالى بعد إنتهاء اليوم الدراسى بينما كان محمد فى طريقه للخارج تناهى إلى سمعه صوت إيزابيلا تنادى عليه .. محمد .. محمد .. التفت محمد خلفه قائلا .. مرحبا إيزابيلا .. أجابته إيزابيلا .. محمد .. أريد أن أتحدث معك قليلا .. أجابها .. حسنا .. تفضلى لنتناول طعام الغذاء معا ..

جلس محمد و إيزابيلا لتناول الطعام .. ثم خفضت إيزابيلا رأسها فى خجل وهى تقول .. محمد .. ان الجميع يتحدثون عن ما حدث بينك وبين ديفيد .. لقد اكتسبت إحترام الجميع بالفعل يا محمد دون أن تضطر أن تتنكر لعروبتك لتساير المجتمع هنا .. نظر لها محمد متسائلا ..وما الذى يدفعنى لذلك ؟ .. زاد إضطراب إيزابيلا وهى تقول .. مثلما فعلت أنا .. نظر لها محمد مندهشا ولم يكن إندهاشه مبعثه عبارتها فقط بل فى اللغة التى نطقتها بها .. سألها بعد لحظات .. إيزابيلا .. هل أنت ..؟ أجابته إيزابيلا .. نعم يا محمد .. أنا من أصول عربية من المغرب ولكنى وأسرتى نزحنا إلى فرنسا منذ سنوات طويلة واندمجنا فى مجتمعها أن أحظى بهذه البعثة هنا ولأنى أعرف بالطبع موقف الجميع هنا من العرب فقد أخفيت عنهم هويتى وأخبرتهم انى فرنسية لم أكن أملك الشجاعة لقول ذلك .. ولكنى الآن أحتقر نفسى لذلك .. لانى لم أتمكن أن أكون مثلك وأعتز بعروبتى مثلما تفعل ثم انسابت الدموع من عينى إيزابيلا .. أجابها محمد قائلا .. ربما تكونى قد أخطأتى إيزابيلا ولكن مازال الوقت أمامك لتصححى ذلك الخطأ .. فليس هناك مايدعوك للخجل من هويتك فلسنا إرهابيون أو قتلة كما يتهمنا الجميع كان واجب عليك أن تثبتى لهم أن هذا غير صحيح وأن العرب أصحاب حضارة أنارت الدنيا
ولنا أن نعتز ونفخر بها ولا نتنكر لها أبدا مهما كانت الظروف .. إزداد خجل إيزابيلا وهى تقول .. معك حق يا محمد .. نظر لها محمد قبل أن يقول .. الغريب اننا نخجل من عروبتنا بينما يفتخر الآخرون أنهم من بلاد سفك الدماء ولا يخجلون من ذلك أبدا .. بدأت إيزابيلا فى البكاء ثانية .. ابتسم محمد قائلا .. إيزابيلا .. لم أقصد أن أعنفك هكذا .. هيا بنا الآن .. سألته .. إلى أين ؟ .. أجابها .. لباقى الزملاء .. يجب أن يعرفوا أن بينهم زميلة عربية من بلاد حرة .. واننى لست العربى الوحيد بينهم .. أجابته .. ولكن .. قاطعها قائلا ... هيا سآتى معك .. يجب أن تعتزى بعروبتك إيزابيلا .. وأن تفخرى بها أمام الجميع .. مسحت إيزابيلا دموعها وابتسمت قائلة .. أشكرك يا محمد .. أشكرك كثيرا .. ثم ذهبا معا ... بينما ظهر ديفيد من أحد أرجاء المطعم وتابعهم بعينيه حتى خرجا من المطعم قبل أن يقترب من المائدة التى كانا يجلسان عليها ويمد يده بحذر ويلتقط السكين الذى كان محمد يتناول به طعامه ورفعه أمام عينيه وهو يبتسم قائلا .. أخيرا أيها العربى .. سأقضى عليك تماما .. ثم أخرج من جيبه أحد الأكياس البلاستيكية ووضع فيها فيها السكين بحرص وعيناه تلمعان بسعادة.

التف الطلاب حول محمد وإيزابيلا بعدما أعلن لهم محمد الخبر وتداخلت تعليقات الجميع .. قبل أن ترفع إيزابيلا صوتها قائلة .. نعم يا شباب .. أنا عربية من المغرب .. انبرى جون قائلا .. ولكنك لم تخبرينا بذلك من قبل إيزابيلا .. وقال آشاد .. نعم إيزابيلا هذه المرة الأولى التى أسمع فيها ذلك .. وقالت آنا .. لماذا لم تقولى من قبل إيزابيلا ؟ .. أجابتهم إيزابيلا وهى تبتسم بفخر .. لقد أيقظ محمد عروبتى بداخلى مرة أخرى .. اننى مدينه له بذلك .. ربت مارك على كتف محمد قائلا .. نحن جميعا مدينين لمحمد بالكثير .. لقد عرفنا على الوجه الصحيح للعرب .. ذلك الذى لم نكن لنعرفه لولا وجوده بيننا .. ابتسم محمد قائلا .ز مارك .. اننا نحيا على أرض واحدة ولا يوجد أبدا ما يجعلنا نعادى بعضنا بعضا .. بل يجب أن نحيا جميعا بسلام ومحبة .. ابتسم مارك قائلا بالطبع يا صديقى .. ثم سأله .. محمد .. هل تقبل دعوتى الليلة على العشاء .. سأعده لك بنفسى .. كما أتمنى أن تحكى لى الكثير عن مصر .. ابتسم محمد قائلا .. بالطبع يا مارك .. يسعدنى ذلك .. أجابه مارك .. إذن سأنتظرك اليلة فى السابعة مساء .. أجابه محمد .. سآتى فى الموعد إن شاء الله .. وضع مارك ذراعه على كتف محمد وانصرفا معا فى حين ظهر ديفيد وهو يتابعهما بعينيه فى حقد شديد.

أشارت عقارب الساعة فى شقة مارك إلى السادسة والنصف مساء قبل أن يرن جرس الباب . فابتسم مارك وهو يفتح الباب قائلا .. لقد جئت مبكرا يا ... قطع مارك عبارته بعد أن طالعه وجه ديفيد الذى قال له .. مفاجأة أجابه مارك .. ما الذى جاء بك إلى هنا ديفيد ؟ .. قال له ديفيد .. ما هذه المقابلة مارك .. ألم نعد أصدقاء ؟ أجابه مارك فى ضيق .. من فضلك ديفيد أننى أنتظر صديق .. أجابه ديفيد فى لهجة تمثيلية .. صديق !!! ذلك العربى العين أصبح صديق.. وديفيد المخلص أصبح العدو الآن .. أجابه مارك .. أنا لم أقل ذلك ديفيد .. اننا أصدقاء بالفعل ولكنك تتصرف بشكل غريب مؤخرا .. وتعادى محمد بدون سبب واضح .. نظر له ديفيد بغضب قائلا .. بل يوجد سبب .. أنا أكرهه .. أكره ذلك العربى .. وأكره جميع العرب .. انهم حقراء همجيون .. يستحقون القتل بلا رحمة .. نظر له مارك باستنكار قائلا .. انت الذى تتحدث بهمجية الآن ديفيد .. ولا يعجبنى حديثك أبدا .. أجابه ديفيد .. طبعا الآن لا يعجبك حديثى .. يكفيك صديقك العربى .. أجابه مارك بحزم .. أخرج الآن ديفيد لا أريد مشاكل عندما يأتى محمد .. أجابه ديفيد .. بالطبع سأخرج مارك ولكن ليس قبل أن أنهى ما جئت لأجله .. ثم مد يده فى جيبه مخرجا السكين .. نظر مارك بدهشة للسكين وهو يقول .. ماهذا ديفيد ؟ .. أجابه ديفيد مبتسما .. انه سكين يحمل بصمات ذلك العربى .. والذى ستموت به بعد قليل وسيتهم ذلك العربى بقتلك .. أليست خطة رائعة .. أجابه مارك وهو يتراجع للوراء .. هل جننت ديفيد .. اننا أصدقاء .. كيف تفعل ذلك ؟ .. ضحك ديفيد عاليا وهو يقول .. أحمق .. اننا لا نصادق أحدا .. فالأفعى لا أصدقاء لها .. ثم طعنه بقوة فى بطنه قبل أن يفيق من ذهوله .. تشبث مارك بعنق ديفيد وهو يقول .. أيها الحقير .. دفعه ديفيد ليسقط أرضا وألقى السكين بجانبه وهو يقول .. فلتذهب أنت والعربى إلى الجحيم .. وخرج من الشقة مسرعا وهو ينزع القفاز الذى كان يرتديه.

مارك .. مارك .. قالها محمد وهو يدفع باب شقة مارك المفتوح بيده ومن ثم وقع نظره على مارك وهو ملقى على الأرض غارقا فى دمائه .. هزه محمد قائلا ..مارك .. مارك .. ثم فحصه وتأكد أنه مازال على قيد الحياة فقام بحمله مسرعا ونزل به متوجها إلى إحدى المستشفيات القريبة.

وقف محمد خارج حجرة العمليات بينما جائته إيزابيلا مسرعة وهى تقول .. ماذا حدث يا محمد ؟ قص عليها محمد ما حدث .. قالت إيزابيلا .. من عساه يفعل هذا بمارك .. لا يوجد له أعداء أبدا .. خرج الطبيب مسرعا من حجرة العمليات وهو يقول .. اننا بحاجة إلى نقل دم بسرعة .. أوقفه محمد قائلا .. ماهى فصيلة دمه ؟ .. أجابه الطبيب .. O موجب... أجابه محمد... أنا أحمل نفس الفصيلة... نظر له الطبيب قائلا... حسنا... هيا معى.

فتح مارك عينيه وتأوه فى ألم قبل أن يقول .. ديفيد .. لقد قتلنى .. تقدم نحوه محمد وإيزابيلا التى سألته .. ماذا تقول مارك .. أجابها بصوت واهن .. انه ديفيد .. لقد طعننى بالسكين .. هو .. نظرت إيزابيلا لمحمد وقالت .. يا إلهى .. معقول .. هل سمعت ذلك يا محمد .. يجب أن أخبر الشرطة فورا .. أجابها محمد .. دعينا نأتى بالطبيب أولا فقد أستعاد وعيه.

بعد عدة أيام كان مارك قد إستعاد عافيته بشكل كبير وتجمع حوله زملائه يطمئنون عليه .. قال لهم مارك .. أشكركم كثيرا .. أجابه جورج .. حمد لله على سلامتك مارك .. من كان يصدق أن يفعل ديفيد ذلك ؟ أجابه لى .. انه مجنون بالتأكيد .. وقال روبرتو .. لقد أراد أن يلصق التهمة بمحمد .. قالت جانيت .. لولا وجود سلسلة ديفيد ملقاة بجانب السكين لقد كشفته .. وقال خافيير .. لقد خدعنا بأكاذيبه عن العرب طوال هذه الفترة بانهم قتلة وسفاحين .. أجابته آنا .. بل هو وقومه القتلة .. انبرى آشاد قائلا .. لقد نال جزاؤه وقام مستر باتريك بفصله من الجامعة أيضا وقال جون .. كما سيقدم للمحاكمة لشروعة فى قتل مارك .. نظرت إيزابيلا لمحمد مبتسمة وهى تقول .. لقد تحققت العدالة وعرف من المجرم الحقيقى .. ابتسم محمد قائلا .. الحمد لله .. المهم أن نحكم عقولنا دائما وألا نسير وراء التعصب الذى يعمى العيون عن الحقيقة .. نظر مارك لمحمد وهو يقول لا أستطيع شكرك كفاية يا محمد أنا مدين لك بحياتى .. يكفى أن دمائك تسير بعروقى الآن .. أرجو أن تسامحنى على تعصبى وحماقتى قبل أن أعرف الحقيقة .. انبرى جورج قائلا .. بل يسامحنا جميعا .. ابتسم لهم محمد قائلا .. اننا أخوة ودمائنا واحدة وقد حثنا ديننا على حفظ الدماء فلا يوجد أبشع على الأرض من إراقة دماء الأبرياء ..

انتهت سنوات الدراسة سريعا وعاد محمد إلى مصر بعد حصوله على الدكتوراة بتفوق وحصل معها على احترام وتقدير زملائه وأساتذته ومجتمع كان يعده من الهمج المتخلفين فاثبت لهم أن العربى لديه القدرة على التفوق والنبوغ والريادة وصار محمد المصرى العربى المسلم نموذجا يحتذى به القادمون من مجتمعات الحضارة والمدنية والعلم وقد نجح محمد فى نشر رسالته واعتزازه بعروبته أجبر الجميع على احترامه وتقديره وأصبح زملائه يتحاكون فى بلادهم عن محمد المصرى .. وعادت إيزابيلا إلى فرنسا لتعلن عروبتها للجميع وارتدت الحجاب وأصبحت تعتز بإسلامها وعروبتها أمام الجميع وقامت بنشر الرسالة كما فعل محمد .. أما مارك فقد ظل يروى للجميع حكاية العربى الذى أنقذ حياته ويفخر بأنه تسير فى عروقه دماء عربية ...

الغريب
03-12-2005, 02:03 PM
شكرا لك أخي

مشاركة رائعة

الله يحفظك يأخي عاشق أحمد

وســـــــــام*
16-03-2006, 02:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اخى على موضوعك الرائع

فتاة الاسلام
16-03-2006, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..

جزاك الله خيراا ووفقك ..

بارك الله فيك .,.

لؤلؤة المنتدى
17-03-2006, 09:09 AM
[siالسلام عليكم بارك الله بك قصة رائعة وفقك الله لما تحبه وترضاه

noha19
17-03-2006, 09:56 AM
جزاك الله خيرا

وهذا واجب كل المسلمين الان تحسين صورة الاسلام في الغرب التي وصلت الى ما وصلت اليه بسببنا نحن فنحن من قصرنا وفرطنا وعلينا تصحيح اخطائنا

أبــو أحمد
17-03-2006, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله الف خير اخي وبارك الله فيك

الله يعطيك العافية

تحياتي

احسان سليمان
17-03-2006, 10:27 PM
قصة رائعة بارك الله فيك