|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ارتفع القرآن بالدين من عقائد الكهانة والوساطة والنار، والمحاريب إلى عقائد الرشد والهداية.. والإنسان أهل للكمال والنقص؛ فهو أهل للخير، وأهل للشر؛ لأنه أهل للتكاليف.. والإنسان مسؤول عن عمله فرداً وجماعة؛ لا يؤخذ واحد بوزر آخر، ولا أمة بوزر أمة: (كل امرئ بما كسب رهين ) . مناط المسؤولية جامع لكل ركن من أركانها، يتغلغل إليه فكر الباحثين عن حكمة التشريع الديني، أو التشريع في الموضوع؛ فهي بنصوص الكتاب قائمة على أركانها المجملة - تبليغ، وعلم، وعمل - قال تعالى: (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون)، وقال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً). إن القرآن الذي ميز الإنسان بخاصة التكليف هو الكتاب الذي امتلأ بخطاب العقل بكل ملكة من ملكاته؛ فالعقل وازع (يعقل) صاحبه عما يأباه له التكليف.. العقل فهم وفكر يتقلب في وجوه الأشياء، وفي بواطن الأمور.. والعقل رشد يميز بين الهداية والضلال.. والعقل رؤية وتدبير.. والعقل بصيرة تنفذ وراء الأبصار.. والعقل ذكرى تأخذ من الماضي للحاضر، وتجمع العبرة مما كان لما يكون، وتحفظ وتعي وتعيد الذكرى.. إذاً فالعقل بكل هذه المعاني موصول بكل حجة من حجج التكليف، وكل أمر بمعروف، ونهي عن محظور. أفلا يعقلون؟ أفلا يتفكرون؟ أفلا يبصرون؟ أفلا يتدبرون؟ أليس منكم رجل رشيد؟ أفلا تتذكرون؟.. إن هذا العقل بكل عمل من أعماله التي يناط بها التكليف حجة على المكلفين فيما يعنيهم من أمر الأرض والسماء، ومن أمر أنفسهم، ومن أمر خالقهم وخالق الأرض والسماء؛ لأنهم وكما يقول تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار ) .ِ إذاً فنعمة العقل نعمة وهبها الله للإنسان تمييزاً بين سائر المخلوقات.. هذا الإنسان الذي قبل بحمل أمانة التكليف كما في قوله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)، ويراد بها التكليف كما يراد بها الطاعة؛ لأنها لازمة الوجود كما أن الأمانة لازمة الأداء. إذاً فالإسلام لا يعذر إنساناً يعطل عقله ليطيع السادة المستكبرين أمثال سادة الغرب، ولا أحبار المتسلطين بسلطان المال والدين أمثال الصهاينة والنصارى.. قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) إذاً فالأمانة تكون في التكليف، والمساواة في التقوى كما في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . إذا كانت البشرية قد تعددت شعوباً وقبائل كما جاء في الآية الكريمة فإنما هذا التعدد أقوى الأسباب لإحكام صلة التعارف بينها، وتعريف الإنسانية كلها بأسرار خلقها؛ فإن تعدد الشعوب والقبائل يعدد المساعي والحيل لاستخراج كنوز الأرض، واستنباط أدوات الصناعة على حسب المواقع والأزمنة، وعلى حسب الملكات والعادات التي تتفتق عنها ضرورة العيش والذود عن الحياة؛ فينجم عن هذا ما لا بد أن ينجم منه من تعدد الحضارات، وأفانين الثقافة، وتزداد الإنسانية عرفاناً بأسرار خلقها، وعرفاناً بخالقها، واقترابا فيما بينها؛ قال تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين).. وهذا هو حكم القرآن في وحدة بني الإنسان، وفي تدعيم هذه الوحدة بما يحسبه الناظر المتعجل باباً من أبواب الأفراق والتباين؛ وهو تعدد الشعوب والقبائل، واختلاف اللغات والألوان؛ قال تعالى: (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما كانوا فيه يختلفون) يونس 19، وأيضاً قوله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)، وقال تعالى: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات) المائدة 48 إن هذه الوحدة في صلة الإنسان مشدودة بين الناس كافة في الصلة بالله ربهم ورب العالمين؛ الذي يسوي بينهم، ويدينهم بالرحمة والإنصاف، ثم يقضي بينهم فيما اختلفوا بقسطاس العدل أيهم أحسن عملاً، وأقرب إلى التقوى، واستباقاً إلى الخيرات؛ قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُون ).َ ما التقوى؟!.. التقوى كلمة واحدة تجمع كل وازع يزع الضمير.. وأقدر الناس على أمانة التقوى أقدرهم على النهوض بالتبعة، وأعرفهم بمواضع المعروف، والمنكر، والمباح، والمحظور. إن العالم الإنساني كلمة غير مفهومة عند من يدين برب غير رب العالمين.. وإن قيم الأخلاق كيل جزاف حين تنقطع الأسباب بين الحسنات والسيئات، وبين الثواب والعقاب.. وإن الإنسانية الجامعة شيء لا وجود له قبل أن يوجد الإنسان (المسؤول) . إذاً فالتقوى تتمثل فيها كل المعاني السامية - من مساواة، وعدل، وحرية، وأخلاق، وفضيلة - ولو شاء فلاسفة الأخلاق لعلموا ما هي التقوى، وعلموا حقًّا أن موازينهم جميعاً لا تحسن الترجيح بين فضل وفضل، وقدرة وقدرة؛ كما تحسنه هذه التقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).. إنه لهو القسطاس الذي ينشئ للإنسانية حقوق المساواة بين أبنائها دينا، وعلما، وفلسفة، وشريعة، وإلهاما من الوحي الإلهي، وتمحيصا من البديهة الإنسانية . ومكان الوحي الإلهي في هذه المساواة أنها قد شرعت للإنسان شريعتها حقاً من حقوق الخلق والتكوين، ولم تشرعها له وسيلة من وسائل الحكم، وإجراءًا من إجراءات السياسة إبّان الحظر المطبق خيفة من ثورة النفوس، وتنافساً على عدد الأصوات في معارك الانتخابات . فإن أحداً ممن خوّلهم القرآن تلك المساواة لم يطلبها، ولم يكن لينالها قبل أن تنزل عليه من وحي رب العالمين، ولكنها لم تنشأ في حضارة من حضارات العالم القديم أو الحديث إلا وكانت وراءها حيلة، أو وسيلة سياسية، أو مراوغة تمكين وتسكين . ولولا الله ثم الحروب القديمة - كحرب أثينا، وأسبارطة، وحروب روما، وفارس، وحروب الأمم في القرن العشرين - لما سمع الناس بشيء يسمى الديموقراطية، ولا رضخ الديموقراطيون المتأخرون بشيء للكادحين - ذوي المعاول والمناجل - أو لذوي الألوان المجندين للمصانع والمعسكرات، ولما سمع العالم بمساواة بين بني آدم لا فضل فيها لأحد منهم على أحد بغير العمل الصالح وتقوى الله إذاً فلنسأل أنفسنا: هل الديموقراطية - التي يريدها الغرب، وتريد الأمم المتحدة أن توحد بها الشعوب، والأمم، والقبائل لكي يتعرفوا، ويتحاببوا - هل هي من التقوى؟!.. الإجابة طبعاً بالنفي.. إن ديموقراطية العصر الراهن هي ديموقراطية المصالح والمنفعة، ديموقراطية الاحتلال والقتل والتدمير؛ سيان عندهم إذا كانت تحمل معاني إيجابية سامية، أو سلبية قهرية؛ لأن منظور المساواة في الديموقراطية يتناقض عنه في التقوى؛ فالمساواة في التقوى هي العدل الذي ينشئ حقوقاً متساوية للإنسانية بين أبناء البشر إلهاماً من الوحي الإلهي، أما المساواة في مبدإ الديموقراطية ففيها ازدواجية المعايير، والكيل بعدة مكاييل؛ وذلك بغرض الهيمنة والتسلط على الشعوب والأمم؛ وليست فيها حقوق متساوية بين البشر؛ والأمثلة واضحة في الوقت الراهن؛ وذلك من حروب واعتداءات على الدول والأفراد؛ فهي تنصبّ فقط في مصلحة أعداء الإنسانية.
__________________
![]() ![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() نرى أن بعض المبادئ، والمذاهب، والأيدلوجيات التي استخدمت في القرن الفائت انتهت بنهاية القرن - منها الشيوعية، والفاشية، والنازية، والجمهورية - والقرن الحالي سوف يقضي بإذن الله على باقي المبادئ، والمذاهب، والأفكار الهدامة؛ والتي على رأسها الديموقراطية؛ والتي يتبناها المبدأ الرأسمالي الغربي؛ لأنها مبادئ، وأفكار من صنع البشر؛ ويريدونها أن تكون بديلاً للعقائد الإلهية!!.. نرى أن شياطين الإنس الذين يتحدون مع شياطين الجن يعملون لذلك، وأيضاً لنشر الفساد، والرذيلة، وعبادة الأوثان، والمخلوقات من البشر، وغير البشر، وعبادة الشيطان.
وليس جديداً أن نسمع بأشياء لا يقبلها العقل والمنطق موجودة في أفكارهم، ومبادئهم، ونظرياتهم؛ ومنها أن الإنسان عنصر واحد، عنصر سيد، وعنصر مسود، وأن أبناء الإنسانية جميعاً عبيد للعنصر السيد، والعنصر السيد عبد للسيد المختار !!.. وسمعنا وقرأنا أن الإنسان يولد بذنب غيره، ويموت بذنب غيره، ويبرا من الذنب بكفارة غيره. وسمعت البشرية من القرآن الكريم غير ذلك؛ فأهل القرآن متدبرون؛ يستمعون إلى العقل كما يستمعون إلى الإيمان؛ إذا اطمأنوا وثبتوا على اطمئنانهم إليه . الإنسان في عقيدة القرآن هو المخلوق المسؤول بين جميع ما خلق الله؛ يدين بعقله فيما يرى ويسمع، ويدين بوجدانه فيما طواه الغيب فلا تدركه الأبصار والأسماع.. فالإنسانية من أسلافها إلى أعقابها أسره واحدة؛ لها نسب واحد، وإله واحد.. أفضلها من عمل حسناً، واتقى سيئاً، وصدق النية فيما أحسنه واتقاه . فالمنصف بين النصاح لا يستطيع أن ينصح لأهل القرآن بعقيدة في الإنسان والإنسانية أصح وأصلح من عقيدتهم التي يستوحونها من كتابهم، وإن أهل القرآن يتدبرون القول فيتبعون أحسنه؛ فلم يأخذوا بعقيدة من العقائد التي يروّج دعاتها باسم المادية أو الفاشية أو العقلية، ويريدون بها أن تكون على الزمن بديلاً من العقائد الأرضية . إذاً فالديموقراطية مبدأ شيطاني زاهر، يحمل معاني رنانة تأخذ بألباب وعقول البشر.. وداخله معاني تؤدي إلى الكفر والإلحاد والفجور والتهلكة .
__________________
![]() ![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |