ما هي الحرب الدائرة في الشيشان
[mark=336633][frame="1 80"]ما هي الحرب الدائرة في الشيشان ؟من شنها ؟ ولماذا ؟هل كان من الممكن إيجاد طرق أخرى لحل القضية مع روسيا ؟هل تؤيدكم الشعوب الأخرى في القوقاز ؟ ما موقف المسلمين من هذه الحرب ؟لماذا يحارب الشيشانيون – فقط – في القوقاز ؟ ألا تريد الشعوب الأخرى حريتها ؟لماذا هجم الشيشانيون على داغستان ؟ هل نسف الشيشانيون الأبنية في موسكو ؟كيف ستنتهي هذه الحرب ؟من الممكن مواصلة طرح الأسئلة في هذا الموضوع بلا نهاية ، وهي أسئلة واردة فعلاً ، يطرحها البعض بألم ، والبعض لإشباع فضولهم ، وآخرون للبحث عن الحقيقة .اختلف الناس واختلفت مواقفهم -أيضاً- من كل ما يدور في العالم ، وحملت الحربان الأخيرتان بين الشيشان وروسيا كثيراً من الناس إلى الشعور بواقعية الأحداث، بالرغم من عدم إمكانية فهم وقبول الكثير مما يحدث ، إلا أن هذا الواقع ظهر للعيان وثبتت صحته ولا يمكن تجاهله . هذا الواقع هو استئناف الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله؛ ولأجل تحرير البشرية من العقائد الكاذبة ، وتخليص الشعوب من استعباد الأنظمة المتسلطة الحاقدة على الإسلام ، والوقوف في وجه السياسات الدولية المزعومة التي تغض الطرف عن إبادة الشعوب الإسلامية الصغيرة، ولا تريد الاعتراف بها . وفي الشيشان يمارس المسلمون شعيرة الجهاد ضد الكافرين أعداء الدين ، يجاهدون لأجل رفع راية الإسلام، وإعادة الحقوق إلى أهلها ، لقد أدركوا أن الجهاد هو الطريق الوحيد لذلك ، وهو الطريق لحرية الأمة وشعوب المنطقة .والروس أنفسهم هم الذين اختاروا هذا الطريق (الحرب) للتعامل معنا ، وهم الذين فرضوا علينا هذه الحرب التي ما تزال تدور رحاها منذ ثلاثمائة وخمسين سنةً ، ونحن لا نستطيع أن نحل قضيتنا مع روسيا إلا عن طريق الجهاد في سبيل الله ، إلى أن يحرر الشعب الشيشاني المسلم نفسه، ويعيش تحت راية الإسلام، وفي كنف شريعة الإسلام ، إن الإسلام قدرنا، وبدونه نحن لا شيء ؛ لأن القضية قضية إسلام وكفر ، فإما أن نتمسك بديننا وإيماننا وشريعتنا الإسلامية وندافع عنها ، وإما أن يلوي أعناقَنا هؤلاء الكفار الذين همهم أن نرجع عن ديننا، ونتخاذل عن نصرته، ونتنازل عن ثوابتنا ، وعندها سيكون مصيرنا كمصيرهم ؛ جهنم وبئس المصير .هكذا يفهم المجاهدون في الشيشان الوضع الراهن والمستقبل أيضاً، وهذه هي الحقيقة التي أثبتت الأيام واقعيتها.إن الجهاد في الشيشان ليس جهاداً جديداً ، بل هو حلقة في سلسلة الجهاد الإسلامي الذي بدأ بالمعركة الأولى في (بدر الكبرى) بقيادة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهو ماضٍ إلى يوم القيامة ، هذا ما يجب أن يعرفه أعداء الله الروس ، ومن والاهم وناصرهم !والعمليات الحربية والمعارك البارزة خلال السنوات 1993 – 1994 تثبت هذه الحقيقة ، وتظهر شجاعة المجاهدين، وتضحياتهم؛ لإعلاء كلمة الله، ورفع راية الإسلام في الشيشان ؛ بلد الإسلام . هذه التضحيات، وتلك الانتصارات رأيناها، وعشناها خلال السنوات الماضية ، في الدفاع عن غروزني، ورد الهجوم عليها ، إلى الغزوة الأسطورية لكتيبة الاستطلاع بقيادة شامل باساييف ، إلى المعارك في عمق أراضي روسيا قرب (بوديونوفسكي) ، والقتال في قرية (بيرفومايسكي) بعد إغارة سلمان رادوييف على (قيزلار) ، وعمليات خطَّاب عند (سيرجين يورت) و(ياريش ماردي) والدفاع عن (باموت) و(ستاري أجخوي) و(ياندي) والدفاع عن قرية (غوييست) … لقد كان الجيش الروسي في هذه المعارك مجبوراً على الاستسلام أو الهروب . إنها انتصارات عظيمة حققها المجاهدون، أعادوا فيها ذكرى معركة بدر الكبرى .. نعم ، في (غروزني) أعاد التاريخ ذكرى معركة بدر ، فقد وقعت معركة عظيمة ضد الروس في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني سنة 1993م عندما دخلت القوات الروسية إلى غروزني عند الفجر ، بعد أن حاصرت المدينة من أربع جهات وأغارت عليها تحت ستار المعارضة المزعومة ، وبثياب العمالة والغدر المتمثلة في (أفتور خانوف) و(حاجييف) و(لابازانوف) و(قانتميروف) ، وغيرهم من المرتدين الخائنين ، لكن جحافل الغدر وجيوش الإرهاب عادت تجر أذيال الهزيمة خلال سبع إلى تسع ساعات ! .. لم تكن القوى العسكرية المادية متكافئة ، لكن إيماننا بالله ويقيننا بأنه سينصرنا- زادنا قوة وبسالة فتحقق لنا النصر .وفي جبهة (تشيشينستان) دارت معارك بين القوات الروسية والمجاهدين الــشيشان ا ستمرت نحو عشر سنوات، الروس الذين يزيدون على نصف مليون جندي مزودين بأنواع العتاد الحربي المتطور؛ من طائرات حربية واستراتيجية ، وطائرات الانقضاض ، وطائرات الهليكوبتر القاذفة للقنابل ومن الصواريخ بجميع أنواعها ، والمدفعية الثقيلة ، وأكثر من 11.000 سيارة مصفحة ودبابة ، وذخائر حربية .. لكنهم – مع ذلك – لم يستطيعوا تحطيم مقاومة عدة آلاف من المجاهدين المسلمين المتسلحين بالإيمان بالله أولاً، وبالبنادق الآلية والرشاشات العادية ، لكن الله نصرهم وجعل هذه المنطقة غنيمة لهم ، ناهيك عن الغنائم الأخرى . لقد كشف هذا الاعتداء القناع عن أحقاد الروس على الإسلام وأهله، وتجاهلهم لأبسط المبادئ الإنسانية ، وسعيهم إلى إبادة شعب بكامله ونهب ثرواته ، لكن العدو الروسي – في النهاية – سقط مضرجاً بدمائه وأسيراً في أيدي المجاهدين البسطاء في تسليحهم ، الأقوياء في إيمانهم بالله ، المشتاقين إلى جنته .واليوم يمكن القول بأن المجاهدين انتصروا في معركتهم الحالية – أيضاً – ؛ فتضحيات المجاهدين الباسلة ، ودماء الشهداء الطاهرة ، لن تذهب عبثاً ، ولن تضيع عند الله . لقد عرف أعداؤنا أنهم يصطدمون بقوة لا يمكن تجاهلها ، ولذلك أعلن الزعماء السياسيون و العسكريون – بمن فيهم رئيسا الدولة الروسية: يلتسين وبوتين – أكثر من مرة أنهم يواجهون العالم الإسلامي أجمع – ونحن نرجو أن يكون معنا إخواننا في العالم الإسلامي بدعائهم وأموالهم وأنفسهم ومشاعرهم – ، ولذلك هم يطالبون الغرب -دائماً- بتقديم المساعدات المالية لإدامة هذه الحرب الصليبية ، فأي دليل – بعد هذا – يجب أن يقدم لكي يتأكد المسلمون أن هذا الجهاد هو لنصرة الإسلام ، والدفاع عن الأمة الإسلامية ، والوطن الإسلامي الكبير ؟! . إن هذه الانتصارات المتواصلة للمسلمين ، بالرغم من قلتهم عدداً وعدة ، وكثرة عدوهم وتسلُّحه بأحدث الأسلحة، إن ذلك ليدل على أن القوة والنصر بيد الله ، ولذلك يجب أن نتسلح بالإيمان بالله، فهو أقوى سلاح في معاركنا ضد أعداء الإسلام من الصليبيين وأعوانهم ، فبإيماننا بالله نعيد مجد أمتنا الإسلامية ، ونحرر أرضنا وشعوبنا من نير الاستعباد لغير الله ، لقد انتصرنا بهذا الإيمان وبه سيعزنا الله !. إن هذه الانتصارات ماهي إلا كرامات من الله لعباده الصادقين، وكم من المواقف الأخرى علىمستوى الفرد والمجموع تتحقق فيها كرامات الله ، ومن هذه الكرامات ما حدث في ربيع 1995م حيث وصل (باكو) ثمانية من المجاهدين الشيشانيين الجرحى المبعوثين للمعالجة ، وهناك التقوا بعدد من العلماء والمجاهدين من البلدان العربية ، والذين تحدثوا بما في القرآن والسنة ومؤلفات المسلمين عن ثواب المجاهدين ، وعن الجنة التي أعدها الله لهم ، واسترسل أحد العلماء في الكلام عن نعيم الشهداء في الجنة ، وأن المجاهد حينما يستشهد تستقبله حوريتان من الجنة!.. عند ذلك صرخ اثنان من المجاهدين الشيشانيين –واحداً تلو الآخر-: أنا رأيتهما !.. وأنا – أيضاً – رأيتهما ! وقفزا من مكانهما والدموع تملأ عيونهما ، لقد تأسفا أنهما لم يدخلا الجنة، وإن كانا على عتبتها – إن شاء الله – . لقد مات هذان المجاهدان بعد نصف سنة متأثرين بجراحهما !.ويمكن الاسترسال في الحديث عن تلك الكرامات الكثيرة للمجاهدين الذين ابتلوا بكثير من المحن ، ولعلي أتحدث عن لحظات الخروج من مدينة (غروزني) التي طوقها العدو من جميع الجهات ، فبعد معارك طاحنة وصعبة وجدت المفرزة الأمامية للمجاهدين منطقة شاسعة مزروعة بالألغام ، ولا يمكن الالتفاف حولها، ولا بد من عبورها دون تأخير ؛ لأن التأخير يعني اكتساح العدو للجميع !.. عندها تقدم قائد العملية (شامل باساييف) إلى ساحة الألغام قبل الآخرين وقال لمن معه : إذا صادفت لغماً فانفجرتُ فلا تتمهلوا ، جروني جانباً أو إلى الوراء ، وتقدموا وافعلوا هذا كل مرة عند انفجار شخصٍ ما !. وتقدم (شامل) وانفجر فيه اللغم، فسحبوه جانباً وحدث الارتباك ولكن رئيس بلدية غروزني (لاتشي دوداييف) وهو ابن أخ جوهر دوداييف الرئيس السابق لجمهورية الشيشان تقدم إلى الأمام مع المجاهدين وشق الطريق فانفجر فيه لغم ووقع شهيداً ، وهكذا سقط المجاهدون واحداً تلو الآخر في ساحة الألغام ، واستشهد منهم سبعة وعشرين مجاهداً بعد أن فتحوا الطريق الوحيد لخروج المجاهدين من المحاصرة !.وفي قرية (سعدى قوتارا) والتي تسمى في الأخبار بـ (كومسوموسك) حدثت معركة بين المجاهدين المدافعين عن القرية والروس الذين أتوهم من فوقهم بطائراتهم، وفي الأرض بدباباتهم وأسلحتهم الثقيلة ، وكان أكثر المجاهدين مجروحين قبيل الهجوم عليهم ، ولكنهم استطاعوا الدفاع عن القرية وصمدوا شهراً كاملاً في مواجهة الجيش الروسي .هذه المشاهد نراها كل يوم في حربنا الحالية مع الروس، ونرى صمود المجاهدين واستبسالهم وشجاعتهم – أيضا – بقيادة الأمير خطاب ، ورمضان أحمدوف -رحمه الله-، وعربي بارايوف -رحمه الله- ، والأمير داود ، وآيدمير ، وغيرهم من القادة . وكم من القادة البارزين والمجاهدين المقاتلين يحاربون، ويظهرون أمثلة ناصعة للشجاعة والأخوة والإيثار! وكل ذلك في الله ، إن هؤلاء وأمثالهم يشكلون أساساً لمستقبل أمتنا وطريقاً لنصرتها .وفيما يتعلق بالموقف في القوقاز، وفي العالم الإسلامي أجمع من الجهاد في الشيشان ، فهنا جواب واحد: وهو أن هذا الجهاد فرض على عموم المسلمين لكل قادر منهم ، وهو جزء من الجهاد الكبير الذي بدأه محمد -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدون من بعده ، وهو شرط وقوة لبعث الوحدة الإسلامية، وتحرير الأمة من الاستعباد والإذلال .أما مشاركة المسلمين الآخرين سواء في القوقاز أو مناطق العالم الأخرى في الجهاد مع إخوانهم الشيشانيين، فإنه لا يخفى على أحد أن هناك مقاتلين من الجماعة الإسلامية في داغستان، وكان عددهم في بداية الحرب خمسة آلاف مجاهدٍ تقريباً ، ودخل في صفوفهم ممثلو كثير من الشعوب المسلمة في اتحاد الجمهوريات السوفياتية ، حيث شرعوا في القتال معنا في صيف 1999م ، وكذلك هناك مفرزة المجاهدين الأنغوش ، وأفراد المجاهدين من بلدان الشرق الأدنى، وآسيا، والمناطق الأخرى ، غير أن عدد المجاهدين غير الشيشانيين بالنسبة إلى الشيشانيين أقل من 10% ، ولكنهم - بلا شك – قوة كبيرة تظهر موقف مسلمي العالم من الجهاد بعامة ، ومن الجهاد في الشيشان بخاصة ، وهم بالضبط ينفذون أمر الله جل جلاله (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) .ومن خلال حديثنا هذا تبدو بعض الأسئلة المطروحة في البداية غير لائقة مثل :هل تريد الشعوب الأخرى للقوقاز الحرية؟هذا السؤال يطرحه من لا يعرف القوقاز !.. إن القوقاز كلمة مرادفة للحرية ، بل هي رمزٌ للحرية ، ولا يمكن أن تكون إلا حرة ، وإذا لم تكن حرة فمعنى هذا أن الوضع غير طبيعي، ومخالف لإرادة شعوب المنطقة التي تنظر بأمل إلى الجهاد في الشيشان ، وتطمح لاستعادة حريتها المسلوبة ، ولا عليكم من الخونة القوميين الذين يتملقون ويتزلفون لسادتهم في الأنظمة المحلية .وأما ما يتعلق بمسألة : مَنْ نسف الأبنية في موسكو وفولغودونسكي ، فقد أجابت الأيام عن هذا السؤال؛ إذ كانت عمليةً قذرةً وعديمة الرحمة، نفذتها الدولة الروسية عن طريق مخابراتها الخاصة، وبمعرفة السلطات العليا في الدولة ، وأهم شخص أشرف على هذه العملية هو "بوتين" وإخوانه في المخابرات. بل ضد كل شعوب القوقاز، نفذها الروس ووجدت التأييد والمشاركة من جميع الأهالي الروس . لقد قتلوا وأبادوا الشعوب المقهورة اعتماداً على الفوارق الدينية والعرقية ، قتلوهم لأنهم أرادوا أن يعيشوا في ظل الإسلام كما كان أجدادهم وأباؤهم ، أبادوهم لأنهم أبوا أن يعيشوا إلا وفق شريعة الله .ونحن المسلمين الشيشانيين لا نرتكب مثل هذه الجرائم؛ لأننا نخاف الله، والله ينهى عن إرهاب النساء والأطفال والشيوخ ، ولذا اخترنا طريقاً آخر، وهو معاقبة كل مشارك في تلك الجرائم بشكل فردي، كما هو في ديننا، وهذا طريق طويل، ولكنه الصحيح ، وسنقطعه حتى النهاية بإذن الله.أما داغستان فهي من الأراضي الإسلامية المحتلة في القوقاز، وهي أهم قسم لإمامة (شامل) ، وواجبنا المباشر المشاركة في الجهاد معهم إذا باشره هناك أحدٌ ما باسم الإسلام وتحت راية الإسلام، ولإعلاء كلمة الله ، ومن أجل إعادة العدالة والحرية للشعوب المسلمة .هذا هو موقفنا ونرجو أن يعرف أهالي داغستان أتم المعرفة أننا لم نهاجمهم، ولكننا كنا نجاهد ضد الروس المحتلين فقط ، وأما ما فعله الجيش الروسي في داغستان بحجة محاربة الإسلاميين ، فلكل شيء وقته ودوره ، وداغستان والشيشان وبلاد القوقاز جميعاً تعتبر الجزء القديم للخلافة الإسلامية ، والمسلمون الشيشان يريدون أن يقوموا بواجبهم الذي أمرهم به الخالق -سبحانه وتعالى- والحمد لله. * المقال كتبه سليم خان يرحمه الله قبل اغتياله ونشره في موقع الإسلام اليوم . [/frame][/mark]
__________________
اللهم انصر من نصر دينك
|