|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لم يتأخر أحمد عبد الغفور السامرائي، رئيس ديوان الوقف السني في توضيح الدوافع التي تقف خلف إغلاقه لمقر هيئة علماء المسلمين وإذاعتها في جامع أم القرى ببغداد، إذ تحدث عن رفض الهيئة للوضع الحالي وتبريرها لأفعال تنظيم القاعدة، ووجود مجلس علماء العراق الذي تأسس قبل شهور، وبالطبع بهدف السطو على التمثيل الديني للعرب السنة.
ما ينبغي أن يكون واضحاً هو أن السامرائي، وإن كان من الناحية النظرية معيناً من الحكومة العراقية التابعة للاحتلال، فإنه من الناحية الواقعية جزء من إقطاعيات الكتلة العربية السنية العاملة في المسارات السياسية التي صنعها الاحتلال (جبهة التوافق والحزب الإسلامي). وحين يكون الموقف على هذا النحو، فإن قرار استهداف مقر الهيئة لم يكن قرار السامرائي، بقدر ما هو إيحاء، وربما طلب مباشر من الجهات التي منحته المنصب ويمكنها عزله عنه في حال استنكف عن تلبية رغباتها، ومن ضمنها بالطبع الحكومة الطائفية ومن ورائها الاحتلال. والحال أن جميع الجهات المذكورة لم تكن في يوم من الأيام راضية عن هيئة علماء المسلمين وشيخها الدكتور حارث الضاري، بل إن هذا الأخير كان وما يزال الخصم الأسوأ لها جميعاً، لاسيما فريق المتعاونين مع الاحتلال من العرب السنة، ليس فقط لأنه يعاندهم ويرفض مواقفهم السياسية، بل لأنه يحظى بالشعبية أكثر منهم، ويفضح بالضرورة عبثية مواقفهم، أو معظمها حتى نكون منصفين، لأنهم يخلطون عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وإن بدت الحصيلة بائسة لو أجري جرد منصف لسياساتهم منذ مجيء الاحتلال. ولكن لماذا يكون الاستهداف في هذا التوقيت بالذات، ما دام موقف الجهات المشار إليها من الهيئة ليس جديدا، وكذلك التهم التي ذكرها السامرائي؟ الجواب المتاح هو أن هذا التوقيت يبدو الأنسب كما يراه رموز تلك الجهات من أجل التخلص من صداع الهيئة ومواقفها السياسية المناهضة للاحتلال وللمتعاونين معه، وبالطبع تبعاً لشعورهم بسطوة القوة بعد النجاح في تحجيم تنظيم القاعدة، إلى جانب استدراج العديد من قوى المقاومة والعشائر نحو الحوار مع الأمريكان، ومعه تقديم الصراع مع إيران على المعركة مع قوات الاحتلال. نذكّر ها هنا بأن وضع القاعدة وهيئة علماء المسلمين إلى جانب بعض قوى المقاومة في سلة واحدة، هو محض تبرير للحرب على الهيئة لا أكثر، حتى لو التقى الجميع على رفض سياسة التعاون مع الاحتلال والانضواء في المسارات التي يتبناها. وفيما كانت المواجهة المباشرة مع الهيئة صعبة في السابق، فقد أصبح بعض قادة التوافق وبالتعاون مع بعض زعماء العشائر، وما يسمى مجالس الصحوة أكثر جرأة على إعلان مواقفهم ومطاردة خصومهم، وحين يطالب أحدهم المجلس السياسي للمقاومة الذي سبق أن دعمه في العلن بتغيير بعض بنود برنامجه، فذلك يعني أنه ومن حوله يشعرون بقدرتهم على إعادة ترتيب أوراق العرب السنة على النحو الذي يريدون. من هنا يأتي استهداف هيئة علماء المسلمين، بما ينطوي عليه من تحجيم لصوت المعارضة المتبقي في الساحة العربية السنية، ومن وراء الهيئة قوى المقاومة التي تتبنى خطابها السياسي، والنتيجة هي حشر الساحة العربية السنية في لون واحد عنوانه تحقيق الرغبة الأمريكية في وقف المقاومة والمراهنة على الحصول على مكافأة الاحتلال نظير ذلك. واقع الحال هو أن اللعبة لن تمر، فالهيئة ليست مقراً يمكنهم إغلاقه، ولا إذاعة يمكنهم إسكاتها، وإنما شرعية ورمزية يستحيل شطبها، لاسيما أن مجموعات مقاومة رئيسية ما زالت تساندها، أما الأهم فهو أن مسار التعاون مع الاحتلال لن يحصد سوى الوهم، وليتذكر أولئك أن من عادة الأمريكان التخلي عن تابعيهم ما إن ينتهي دورهم، والأمثلة كثيرة ويعرفها المعنيون.
__________________
أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف "
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |