تحليلات وتقارير سياسية .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027985 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304692 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121967 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2007, 11:05 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
Unhappy تحليلات وتقارير سياسية ..

تحليلات وتقارير سياسية

أهم التحليلات والتقارير السياسية العربية والدولية، التي تتناول كافة القضايا وألاحداث والأزمات والعلاقات والسياسات العربية والإقليمية والدولية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أميركا والعراق... تساؤلات ما قبل الانسحاب

08/05/2007


وعد الجنرال ديفيد بيترايوس قائد القوات الأميركية في العراق بالعودة إلى واشنطن في سبتمبر المقبل لتقديم تقرير عن حصيلة استراتيجية زيادة القوات، وما أدت إليه. وآمل بالطبع أن يأتي الجنرال ليقول إن عمليات القتل الطائفي والخسائر البشرية الأميركية قد انخفضت، ولكن حتى لو افترضنا أنه قد قال ذلك، فإنني أشك في أن يتمكن من تحديد موعد واضح ومقنع تصبح فيه قوات الجيش وقوات الأمن العراقية قادرة على الاعتماد على نفسها دونما حاجة للدعم الأميركي الضخم، الذي تحصل عليه في الوقت الراهن. لذلك فإنه وبصرف النظر عما سيقوله الجنرال، فإن الأمر المقدر، هو أننا سندخل موسم الانتخابات الرئاسية، دون أن يكون لدينا تاريخ موثوق به للخروج الأميركي من العراق.

خلال السنوات الأربع ونيف، التي انقضت منذ اندلاع الحرب في العراق، كانت هناك منعطفات لا حصر لها استدرجنا فيها لتوقع حدوث تقدم سياسي حاسم في العراق، منها على سبيل المثال :
القبض على صدام حسين (ديسمبر 2003)، نقل السيادة للعراقيين (يونيو 2004)، انتخابات الجمعية التأسيسية (يونيو 2005)، الاستفتاء على الدستور (أغسطس 2005)، وانتخابات البرلمان العراقي (ديسمبر 2005).

وكانت زيادة القوات في العراق هي الورقة الوحيدة التي اضطررنا إلى استخدامها مؤخراً بيد أن زيف هذه الاستراتيجية سرعان ما سيتم اكتشافه. من وجهة نظري، ليس هناك سوى حالة واحدة يمكننا من خلالها سحب قواتنا من العراق، مع المحافظة في ذات الوقت على الحماية الكاملة لمصالحنا الجوهرية، وعلى ادعاء معقول بأن مهمتنا قد أنجزت، وهي عندما تبرز قوات عسكرية وشُرَطية عراقية قوية لديها القدرة على العمل بشكل مستقل عن القوات الأميركية وعلى الحيلولة دون استيلاء "القاعدة"، أو المتمردين "البعثيين"، أو ميليشيا مقتدى الصدر على البلاد.

يجب ألا نخدع أنفسنا. فموقفنا اليوم من بعض النواحي أسوأ بكثير من الموقف الذي واجهه نيكسون في فيتنام منذ 35 عاماً. في ذلك الوقت كان لدى فيتنام الجنوبية جيش، قوامه على الورق مليون جندي، كان قادراً على الرغم من كافة المشكلات التي تواجهه على الصمود لمدة ثلاثة أعوام بعد انسحاب القوات البرية الأميركية. ووفر الجيش الفيتنامي في ذلك الوقت لـ"هنري كيسنجر" ما عرف في ذلك الوقت بـ"الفاصل الزمني اللائق" بين خروج القوات الأميركية وسقوط فيتنام الجنوبية.

(في الواقع أن "كيسنجر" قد جادل بشكل مقنع إلى حد ما بأنه كان بمقدور الفيتناميين الجنوبيين أن يصمدوا إلى لأبد، لو لم يقم الكونجرس الأميركي بقطع التمويل الذي كان مخصصاً للإسناد الجوي الأميركي لفيتنام).

لا يوجد في الوقت الراهن -ولن يوجد مستقبلاً- شيء ذا معنى سياسي مشابه لذلك في العراق.

ابتداء من نوفمبر الماضي زعمت وزارة الدفاع الأميركية أنها دربت 322 ألف جندي تابعين للقوات المسلحة والشرطة، ولكنها أقرت في الوقت ذاته بأن العدد الفعلي المتاح، يقل عن ذلك كثيراً بسبب الهروب والاستنزاف. كما يُشار في هذا السياق إلى أن القوات العراقية ما فتئت تعاني من عجز هائل في الدروع والأسلحة والإمداد والتموين والاتصالات، وليس من الواضح كيف سيمكن لتلك القوات أن تقوم بمهامها دون وجود قوات أميركية تأخذ بيدها.

لقد بدأ تدريب القوات العراقية متأخراً، ولم يحظَ هذا التدريب بتمويل كافٍ، ولا باهتمام من المستويات العليا على الرغم مما يُقال إن "بيترايوس" نفسه كان هو الرجل الذي تولى إدارة دفة الجهد التدريبي في السنوات الأخيرة.

ما يعنيه كل هذا هو أنه حتى لو أدت زيادة القوات إلى تخفيض مستوى العنف في العراق بدرجة ما، فإنه لن يضمن خروجاً "آمناً" للقوات الأميركية. هنا تكمن المشكلة فيما يمكن تلخيصه من خلال هذا السؤال:

- هل هناك أمامنا خيار آخر غير الانسحاب؟

هناك خيار مواصلة البقاء في العراق. وأظن أننا قادرون على تجنب الخسارة في العراق لمدة خمس أو عشر أو خمسة عشرة سنة قادمة، طالما ظلت لدينا الرغبة في المحافظة على وجود مستويات عالية من القوات، وطالما ظللنا قادرين على تحمل خسارة كبيرة في المال والدم.

على الرغم من ذلك، فإن أكثر المرشحين "الجمهوريين" لمنصب الرئيس "محافظةً" لا يمكنه أن يخوض حملة انتخابية على أجندة تقوم على إبقاء القوات الأميركية في العراق إلى ما لا نهاية، خصوصاً عندما تبدأ المرحلة الأولى من الموسم الانتخابي في الشتاء القادم، الذي ستدخل فيه حرب العراق عامها السادس.

وهذا يعني أننا سنجد أنفسنا مضطرين إلى الدخول في سجال مختلف تماماً عن السجال، الذي كنا منخرطين فيه حتى الآن. وهذا السجال لن يدور حول زيادة عدد القوات، ولا عن الانسحاب بعد أن تكون أهدافنا قد تحققت، وإنما عن الكيفية التي يمكننا بها تخفيض عدد قواتنا بطريقة تؤدي إلى تقليص أكلافنا إلى أدنى حد، وهو ما سيرافق حتماً فقداننا للسيطرة.

وهذا الموقف صعب غير أنه ضروري. والأسئلة التي نحتاج إلى تناولها في هذا السياق هي:

- كيف نعيد تصميم قواتنا بحيث تصبح قادرة على تقديم الاستشارة والتدريب والدعم بدلاً من الاشتراك المباشر في القتال؟

- كيف يمكننا الانسحاب دون وجود جيش عراقي لديه القدرة والجدية على تغطية انسحابنا؟

- كيف سنفكك القواعد الضخمة التي أقمناها في العراق مثل قاعدة "كامب ليبرتي" وقاعدة "كامب فيكتوري"، ونحمي العدد المتناقص دوماً من القوات الأميركية الموجود في البلاد؟

- هل نمتلك الثقة الكافية في القوات المسلحة والشرطة العراقية التي تجعلنا نقوم بتسليمهم معداتنا؟ كيف يمكننا حماية حياة الذين تعاونوا معنا؟

- إن منظر حلفائنا من المواطنين الفيتناميين وهم يتعلقون بالأجزاء البارزة من بدن آخر طائرة هيلكوبتر أميركية تغادر فيتنام من أمام مبنى سفارتنا في العاصمة "سايجون" هو منظر يجب أن نستدعيه إلى ذاكرتنا في هذا الشأن.

وهناك سؤال آخر أيضاً وهو:

- ماذا يمكن أن يحدث لو تهاوت الحكومة العراقية الضعيفة التي سنتركها وراءنا أو حدثت كارثة سياسية أخرى في حين أن عدد القوات الأميركية التي يمكنها أن تتعامل مع ذلك قد أصبح أقل؟

- هل يمكننا في حالة مثل هذه أن نستخدم وكلاء أو نرسل موارد أو إمدادات أسلحة لصياغة شكل المحصلة النهائية، التي ستنتج عن ذلك.

في الوقت نفسه الذي سنقوم فيه بتخفيض عدد القوات، فإن المرجح هو أن تتفاقم الحرب الأهلية ويصبح جل اهتمامنا في ذلك الوقت هو العمل على احتواء تلك الحرب داخل حدود العراق، وهو ما يعني أن الحيلولة دون تدخل قوى أجنبية في هذه الحرب، سيتحول إلى أولوية أكثر عَجَلة مما هي الآن.

من ناحية أخرى، فإن الحالة القائمة في العراق الآن ليست بالضرورة هي تلك الحالة التي يخرج فيها الأمر عن نطاق السيطرة. فعلى رغم أن الوضع في العراق أكثر خطورة من الوضع الذي كان قائماً في فيتنام من بعض النواحي، وأفضل من نواحٍ أخرى. وعلى رغم أنه لا يوجد لدينا جيش عراقي معادل للجيش الفيتنامي الجنوبي، فإن عدونا في نفس الوقت لا يعادل في قوته وخطورته جيش فيتنام الشمالية. علاوة على ذلك، فإنه من الصعب رؤية أي فصيل من الفصائل التي تتصارع مع بعضها بعضاً من أجل السلطة والنفوذ في العراق باعتباره القوة المهيمنة على العراق.

وجود القوات المسلحة الأميركية شكل في حد ذاته حافزاً لتجنيد الإرهابيين، ولكن عندما يصبح واضحاً للعراقيين أننا في طريقنا للخروج فإنه سيكون من السهل على الوطنيين منهم في تلك الحالة الانقلاب على الجهاديين الأجانب (وهو ما بدأ يحدث بالفعل في محافظة الأنبار). الحرب الأهلية المتفاقمة ستكون مأساة بالنسبة للعراق، ولكنها لن تكون المحصلة الأسوأ من وجهة نظر الولايات المتحدة أن تنخرط بعض الفصائل التي تكن عداءً شديداً للأميركيين في صراع شرس فيما بينها.

إن الحروب الأهلية تنتهي عندما ينتصر طرف من الأطراف على الباقين (من غير المرجح أن يحدث هذا في الحالة العراقية) أو عندما تستنزف الجماعات المتحاربة نفسها أو تتخلى عن المغالاة في أهدافها. إننا لم نخسر الحرب على الرغم من التأكيد الذي ساقه في هذا الخصوص "هاري ريد" رئيس الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي ("ديمقراطي" من ولاية نيفادا)، ولكن النصر ليس قريب المنال أيضاً. وهو ما يعني أننا بحاجة إلى تصور الطريقة التي يمكننا بها الخروج من هذه المنطقة الشديدة التعقيد الآن.


فرانسيس فوكوياما

أستاذ بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة

المصدر :
Arabinfocenter

  #2  
قديم 14-11-2007, 11:07 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

في خنادقِ الحرب الباردة..أمريكا وروسيا والصراع المتجدد ـ 1 ـ
بقلم يوسف شلي

01-5-2007

قد تكون وفاة رئيس دولة روسيا الاتحادية السابق بوريس يلتسين، نهاية عهد اتسم بالمتناقضات في السياسات الروسية الداخلية والخارجية المنتهجة، خاصة بعد تسلم خليفته فلاديمير بوتين مقاليد الحكم، والذي سعى ـ قدر الإمكان ـ إلى استعادة الوهج الروسي "المستلب"، وإعطاء دفع جديد لمكانة روسيا في الساحة الدولية المفقودة.
في هذا الوقت، كانت الولايات المتحدة الأمريكية، تمضي "إستراتيجيا" في نشر الأنظمة الدفاعية الصاروخية على طول الحدود الروسية الدولية، غير عابئة بالمصالح الإستراتيجية الروسية الحيوية، ولا باحتجاجاتها المشروعة من "انتهاكات" واشنطن للمواثيق والمعاهدات الموقعة بين الطرفين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991م.
رغم ذلك، تبقى روسيا مختلفة بالمقارنة مع الاتحاد السوفيتي، الذي تجسس عليها روبرت غايتس وزير الدفاع الأمريكي الحالي، عندما كان عميلا سابقا لوكالة الاستخبارات الأمريكية أيام الحرب الباردة، والذي قام بزيارة موسكو الأولى بصفته وزيرا للدفاع، مبعوثا من الرئيس الأمريكي بوش، لإقناع الرئيس بوتين وإزالة مخاوفه، من أن نشر الدرع الصاروخي الأوروبي لن يكون ضد المصالح الروسية.
الزيارة، بإجماع المحللين السياسيين، لم تستجب للمخاوف الروسية المشروعة، وهي ما أرادت موسكو تبليغه إلى وزير الدفاع الأمريكي، ملمحة بأن عهد السباق من أجل التسلح قد يفتح من جديد على مصراعيه، إذا استمرت واشنطن تتصرف بعقلية راعي البقر المتعجرف.
في حين، كانت مهمة روبرت غايتس في روسيا واضحة جدا.. فالروس يجب أن يدركوا جيدا، أن العقدين الماضيين منذ أن "صفى" غورباتشوف حلف وارسو العسكري، و"حل" يلتسين الاتحاد السوفيتي من طرف واحد، ما كانت روسيا، أن تقبل من طرف البيت الغربي كشريك، يمكن الثقة بها، والتعامل معها في الشؤون العسكرية والسياسية والاقتصادية.
لذا، كان يجب على روسيا في عهد يلتسين مسايرة التغيرات الحادثة من خلال الاستجابة إلى الطلبات الأمريكية والأوروبية في احترام حقوق الإنسان، والتقيد بآليات الاقتصاد الحر المتفتح، وخفض التسلح، والامتناع عن نشر التكنولوجيا النووية وتقنية تخصيب اليورانيوم، والتقليل من التدخلات العسكرية والسياسية في بعض الدول، والتوقيع على جملة من المعاهدات الإستراتيجية الطويلة المدى خدمة للسلم والأمن الدوليين.
إن الأزمة حول برنامج الدرع الصاروخي الأوروبي الإستراتيجي تجاوز الخلاف الروسي ـ الأمريكي التقليدي، لينتقل إلى مستويات عالية، قد تنذر بعواقب وخيمة على المدى المتوسط.
فالخلاف القائم حاليا، يفترض ثلاث مستويات من التعامل، تتميز بـ:
أولا: هناك قضايا عميقة بين البلدين ظهرت خلال الفترة الماضية، تتناول موضوع الحدّ من الأسلحة، خاصة بعد ظهور قوى إقليمية امتلكت أو ستمتلك قريبا أو تعمل على امتلاك التكنولوجيا النووية، بشقيها العسكري والمدني. فدور الأسلحة النووية في إقامة الأمن أو تهديده حقيقي لا يمكن تجاهله أو الاستهانة به.
أما ثانيا: وبكل تأكيد، يتعلق بالخلاف القائم بين روسيا والولايات المتحدة، من خلال قيادة واشنطن الحلف الأطلسي بعد فترة الحرب الباردة، وهيمنتها الكاملة على قرار الحلف في حالتي الحرب والسلم.

وثالثا وأخيرا، الانزعاج الروسي، من هيمنة الولايات المتحدة على المسرح العالمي، خصوصا بعد تسللها إلى منطقة أوراسيا ونجاحها في وضع موطئ قدميها هناك، وما ترتب ذلك من خطورة واضحة على النفوذ الجغرافيا الإستراتيجي الروسي التقليدي في المنطقة.

*خلافات حادة حول الدرع الصاروخي الأمريكي:
نشب الخلاف الروسي ـ الأمريكي ومن ورائه الغربي، حول قرار نشر الدرع الصاروخي بالقرب من الحدود الروسية في 18 أبريل/ نيسان 2007م، عندما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن نشرة "Fact Sheet"، التي تفصل حقائق "البارامترات التقنية"، لانتشار الولايات المتحدة في بولندا وجمهورية التشيك. فالولايات المتحدة كانت تعتزم نشر 10 منصات لاعتراض (Interceptors) صاروخ — أرض البعيد المدى في بولندا، ورادار في جمهورية التشيك لمواجهة التهديدات المتزايدة من الهجمات الصاروخية من الشرق الأوسط، خصوصا إيران.
وكشفت النشرة حقائق أخرى عن الحجم التقريبي لكل موقع صاروخ اعتراضي (في بولندا) ورادار تحديد الموقع (في جمهورية التشيك)، بحجم 275 هكتار و300 هكتار على التوالي، وجيش من الموظفين العسكريين والمدنيين، يناهز تعدادهم 200 و150 على التوالي، منتشرين في كل مواقع الاعتراض ومواقع الرادار.
وأفادت النشرة، أن الصواريخ الاعتراضية سيتم تخزينها في المستودعات الأرضية في بولندا، وكل قاعدة سيكون عندها وسائل وأجهزة إلكترونية للاتصال الآمن، مع خدمات الصيانة الشاملة. ولن تحمل القذائف أي رؤوس حربية، ويُعتمد بدلا من ذلك على طاقتها الحركية وحدها، للاصطدام أو تحطيم الرؤوس الحربية القادمة.
وأشارت كذلك النشرة، أن عمليات اعتراض الصواريخ الباليستية وغيرها، ستتم في الارتفاعات العالية جدا (في الجو) من خلال تحول الرأس الحربي إلى قطع صغيرة متفجرة، قد تصيب الهدف بصورة شبه كاملة، غير أنها حذرت من أن بضعة قطع صغيرة قد لا تنفجر، مما قد يشكل تهديدا على السكان وملكياتهم.
إلا أن البيان العسكري الأمريكي أصر على أن النظام الدفاعي الصاروخي، أثبت فعاليته خلال الاختبارات المتكررة، حيث إنه من بين 16 اختبارا صاروخيا، 15 اختبارا منها كان ناجحا.
وفي هذا الإطار، حاولت نشرة "Fact Sheet" تثبيت الحجج الأمريكية بخصوص نشر الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا، التي تتمحور في النقاط السبعة التالية:
(أ) ـ الدرع الصاروخي الأوروبي مهمته صد الهجمات المحتملة الواردة من إيران أو كوريا الشمالية،
(ب) ـ قلق الولايات المتحدة بشأن الموقف الروسي الحاد من قرار نشر الدرع الصاروخي الأوروبي، التي لا ترغب أن تكون سببا في تصعيد ترسانة روسيا،
(ج) ـ روسيا نفسها يجب أن تكون قلقة هي الأخرى من احتمال أن تكون هدفا لصواريخ "الدول المارقة"،
(د) ـ الولايات المتحدة مستعدة لأن تتعاون مع روسيا في مجال الدفاع الصاروخي،
(و) ـ الولايات المتحدة مفتوحة لفكرة دمج الدرع الصاروخي الأوروبي بالنظام الروسي الدفاعي،
(هـ) ـ تود واشنطن من موسكو، الاشتراك في البحث والتطوير في المجالات العسكرية الحساسة، غير أن من غير المحتمل أن توافق موسكو على مثل هذا العرض والتعاون.
(ي) ـ سعت الولايات المتحدة أن تكون "شفافة" إلى أقصى درجة مع غريمتها روسيا، من خلال التشاور والتباحث معها، لتوضيح أسباب اتخاذها قرار نشر الدرع الصاروخي الأوروبي في أوروبا الوسطى.

يبدو الموقف الأمريكي معقولا إلى حد ما، بل وتصالحي، حسب تحاليل العسكريين الغربيين المتابعين لموضوع الدرع الصاروخي الأوروبي، لكن تبقى روسيا غير مقتنعة بالحجج الأمريكية المقدمة، حيث تشير موسكو أنه منذ تاريخ إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من طرف واحد في 13 ديسمبر/كانون الأول 2001م من معاهدة الصواريخ المضادة الباليستية Anti-Ballistic Missile ABM، سارت واشنطن على نمط ثابت من الانتشار على طول الحدود الروسية، من خلال إقامة الرادارات، القادرة على اكتشاف عمليات إطلاق الصواريخ واستهداف البيانات الموجهة إلى المعترضين "Interceptors" (وأول نموذج من هذه الرادارات الذي سمي رمزيا "كن حادقا" أقيم في النرويج).
وتقول روسيا إن حقيقة هذا الانتشار الصاروخي في أوروبا وبالقرب من حدودها وحدود حلفائها، وإلى حد بعيد، سبق إعلان بوش عن دول "محور الشر" وتهديد "الدول المارقة"، مثل إيران وكوريا للأمن الأمريكي.
الخبراء الروس، فندوا إدعاءات الولايات المتحدة والغرب المسوق للخطر الإيراني والكوري الشمالي، وأوضحوا بشكل جلي بأن لا طهران ولا بيونغ يانغ باستطاعتهما امتلاك في الوقت الحاضر ولا حتى في السنوات 20 — 30 المقبلة، القدرات العلمية أو التقنية لتطوير الصواريخ والقاذفات الباليستية العابرة للقارات Intercontinental Ballistic Missiles ICBMs، التي بإمكانها أن تصل إلى الأراضي الأمريكية. وهكذا، استنتجت موسكو بأن الغرض الحقيقي للانتشار الأمريكي، هو تغطية الجزء الأوروبي لروسيا ليس إلا!

* الرد الروسي لم يتأخر؟!
أخبر النائب الأول لرئيس الوزراء سيرجي إيفانوف، صحيفة "الفاينانشيال تايمس" في مقابلة معه الأسبوع الماضي، أن "روسيا لن تقبل بالحجج الأمريكية، بخصوص اعتراض الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية، فإلى من هو موجه هذا النظام الصاروخي؟"، ويؤكد النائب الأول لرئيس الوزراء "موجه فقط ضدنا".
وفي يوم الخميس 26 أبريل/ نيسان 2007م، أعلنت روسيا سحب القوة التقليدية العسكرية السوفيتية في ذلك الوقت من معاهدة أوروبا، وهي المعاهدة التي وافقا عليها في ذلك الحين حلف الشمال الأطلسي وحلف وارسو، من أجل تخفيض قواتهم المسلحة التقليدية بعد نهاية الحرب الباردة.
غير أن منظمة حلف شمال الأطلسي أخفقت في تطبيق المعاهدة، وهو ما دعا الرئيس بوتين إلى القول: "ما لم يتم ذلك ـ أي تطبيق المعاهدة ـ فإن روسيا لن تلتزم بالمعاهدة وسترفضها من طرف واحد".. كما وصف خطة الدفاع الأمريكية بـ"التهديد المباشر".
  #3  
قديم 14-11-2007, 11:08 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

في خنادقِ الحرب الباردة..أمريكا وروسيا والصراع المتجدد (2)
11-5-2007

كانت روسيا دائما تتوجس من الوعود الأمريكية بالتعاون معها في ميدان الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. قال إيفانوف: "لا أرى أي سبب معقول لتلك الوعود"، بالإشارة إلى منطق التعاون الروسي الأمريكي في مجال الدفاع الصاروخي. وقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وبشكل ساخر، في مؤتمر صحفي له منذ فترة قريبة في لوكسمبورغ: "نحن ضد أي اقتراح يجعل من أوروبا ساحة "لعب" بيننا وبين واشنطن.. نحن لا نريد أن نلعب مثل هذه الألعاب".
بشكل واضح، الروس لا يأخذون بجدية الالتماس الأمريكي بالانتشار المقترح في أوروبا الوسطى، فالمعلق الروسي البارز فيكتور ليتوفكين، المحرر في نشرة (the Russian Publication Independent Military) أشار إلى أنه "من السذاجة الاعتقاد بأن واشنطن ستحدد شهيتها فقط بدولتي بولندا وجمهورية التشيك، أو إمكانية الاكتفاء بذلك فقط".
ويستمر ليتوفكين بالقول: "لا أحد يمكن أن يضمن بأن ينتقل عدد الصواريخ من 20 إلى 100 أو أكثر من ذلك (الصواريخ الاعتراضية)، أو استبدالها بالنسخ المعدلة في الولايات المتحدة"، إضافة إلى ذلك، قيم الخبراء الروس بأن الولايات المتحدة قد توسع نظام الدرع الصاروخي الأوروبي مستقبلا، ليشمل أيضا عناصر مراقبة البحر، وأجهزة مراقبة الفضاء".
وفي كلمات رئيس موظفي القوة الجوية الروسية، الجنرال بوريس شيلتسوف، خلال حديثه عن الانتشار الصاروخي الأمريكي المقترح، إشارات واضحة للتخوف الروسي منه، حيث أشار إلى "إمكانية تحطيم القوة النووية الإستراتيجية الروسية، وهي الحلقة الأضعف في هذه المرحلة".
إن الإجراءات المضادة، التي تمت مناقشتها من قبل الخبراء الروس في الأسابيع الأخيرة، تتضمن بعض "التغييرات" الضرورية للتأقلم مع المستجدات الحادثة، من خلال تحويل صواريخ الدفع بالسائل إلى صواريخ
دفع صلبة، مع تحسين المناورات بالصواريخ المحمولة في الطائرات الحربية الأفقية والعمودية، وجملة أخرى من الخيارات الإستراتيجية العسكرية المختلفة التي تخص وجهة الصواريخ وحمولتها.
أما وزير الدفاع الأمريكي روبرت غايتس، الذي اجتمع بالرئيس بوتين منذ أكثر من أسبوعين، دعا موسكو إلى التعاون بخصوص مجموعة كبيرة من القضايا العالقة بينهما، أهمها الدرع الصاروخي الأوروبي. وفي تعليقاته العامة إلى الصحافة، بعد انتهاء لقائه ببوتين، أشار غايتس بأن مناقشاته مع الكرملين كانت إيجابية، وأن بعض التقدم قد حصل من خلال تجاوز سوء التفاهم، الذي حصل حول الخصائص التقنية للنظام الصاروخي الدفاعي، التي أقلقت روسيا منذ الإعلان عنه.
لكن كبار ضباط روسيا، ردوا بسرعة على تصريحات غايتس المستبشرة والمتفائلة، بالقول إن الانتشار الأمريكي الصاروخي المقترح في أوروبا الوسطى، يستهدف أمن روسيا، وأن لا مجال لأي تعاون بين البلدين في هذا الإطار. وقد صرح رئيس الأركان العامة الروسية، الجنرال يوري بالويفسكي، أن "الهدف الحقيقي من (الدرع الصاروخي الأمريكي) حماية (الولايات المتحدة) من الصواريخ النووية الروسية والصينية المحتملة، ولأجل تهيئة شروط خاصة لحصانة الولايات المتحدة وهيمنتها".
وحذر من أن موسكو ستراقب نشر الدرع الصاروخي الأوروبي مباشرة، و"إذا رأينا أن هذه التجهيزات قد تشكل تهديدا صريحا لأمن روسيا القومي، فإنهم سيكونون مستهدفين من قواتنا، فما هي الإجراءات التي سنتخذها في حالة تجاوز الخط الأحمر من قبل الأمريكيين: النووي الإستراتيجي أو شيء آخر؟ "هذه قضية تقنية".
ويبدو الكرملين وكأن له إستراتيجية دبلوماسية واقعية، وكما قال بوتين، فإن رد الفعل الروسي قد يكون "غير متماثل" في الزمان والمكان، لكنه فعال جدا.
ومن الواضح عند المحللين الإستراتيجيين، أن بوتين يمتنع في الوقت الحالي عن مواجهة الولايات المتحدة أو الصدام معها، لأن أولوياته حاليا، تبقى مركزة حول تطوير الاقتصاد الروسي، وحل المشاكل الاجتماعية المتفاقمة، التي تؤثر بشكل كبير على تقدم روسيا ونهضتها، وقمع المقاومة الشيشانية، أو إيجاد مسكنات اجتماعية واقتصادية لها.
وتدور السياسة الروسية الحالية، وعلى نحو متزايد، حول تغيير القيادة في الكرملين في شهر مارس/ آذار القادم. وفي هذه الأثناء، ستنطلق الحملة الرئاسية الأمريكية، التي تراها موسكو "متشددة" تقليديا نحوها، وأن الحزب الجمهوري الحاكم في واشنطن، سيكون المستفيد الأول من هذه العدائية التقليدية تجاه موسكو.
وإذا تكلمنا بموضوعية، فليس هناك سبب في تدهور العلاقات الروسية – الأمريكية، رغم ما كان بينهما أثناء الحرب الباردة. فالبلدان ليس بينهما عداوة معينة تعكر صفو علاقاتهما، بعيدا عن أتون الإيديولوجيات، وبالعكس، يحتاج البلدان للتعاون حول جملة من القضايا المشتركة التي تقلق البلدين، مثل "الإرهاب" والانتشار النووي، ومن ضمنه إيران وكوريا الشمالية والقضايا المتعلقة بالنووي.
مع ذلك، يمكن ملاحظة فجوات هامة في العلاقات الأمريكية – الروسية، وخلافات حادة حول نشر الدرع الصاروخي الأوروبي، جعل علاقاتهما تشهد أسوأ انحطاط لها منذ الحرب الباردة، كما جاء ذلك اقتباسا من الصحيفة البريطانية "الغارديان".
ورغم ما كتب عن الزيارة "التصالحية"، التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي إلى موسكو، روبرت غايتس، فإن مسئولين بارزين مرافقين للوزير، قالوا: "نحن سنواصل بذل كل الجهود مع روسيا لتحسين العلاقات، لكننا أيضا واضحون جدا، سواء تعاونت روسيا معنا أو امتنعت، فلا يحق لها أن تقف سدا مانعا ضد الأمن القومي الأمريكي"، بخصوص نشر الدرع الصاروخي الأوروبي.
إذا، الشعور السائد في موسكو، أن الولايات المتحدة نكثت عهدها بخصوص اتفاقية الحد من التسلح بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وأن سياسية الحرب الباردة قد عادت ظلالها من جديد.

* الولايات المتحدة تحشد دعم أوروبا:
تبدو موسكو غاضبة من الدبلوماسية الأمريكية التي نجحت وبشكل كبير في جر منظمة حلف شمال الأطلسي إلى أطروحاتها وخياراتها الإستراتيجية. وبعد اجتماع خاص في بروكسل في أبريل/ نيسان 2007م، في مقر حلف شمال الأطلسي مع ممثلين سامين من واشنطن، والذي تلاه اجتماع آخر من قبل معاهدة (The NATO-Russia Council)، أُعلن فيها أن حلف شمال الأطلسي يمتلك رؤية ومقاربة بخصوص الدرع الصاروخي الأوروبي، وأن كل أراضي الدول الأعضاء في الحلف، يجب أن تكون محمية من الصواريخ، وأن التهديد بالهجمات الصاروخية حقيقية، وأن الانتشار الأمريكي في أوروبا الوسطى "لا يؤثر على الميزان الإستراتيجي مع روسيا".
بالتأكيد، وتحت شعار الوحدة، تظهر اختلافات كثيرة في الحلف الأطلسي. ولقد أخبر نائب وزير الخارجية الألماني جيرنوت إيرلر، الصحيفة البرلينية Berliner Zeitung، منذ أسبوعين، أنه على الأقل ستة من أعضاء الحلف، منهم ألمانيا، أبدوا شكوكهم من المشروع في اجتماع المنظمة في 19 أبريل/ نيسان 2007م. وأشارت الصحيفة الألمانية Daily Handelsblatt، إلى أن السؤال المطروح حاليا في الدوائر الحكومية يتلخص في: هل بإمكان النظام الصاروخي الدفاعي الأمريكي حماية كل أوروبا أم لا؟ والجواب حسب الصحيفة "الآن، النظام لا يستطيع حماية كل أوروبا!".
لكن، إذا تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من عرض درع صاروخي بسعر "مقبول"، يضمن أيضا حماية جنوب أوروبا، فإن تردد أكثر البلدان الأوروبية سيزول.
في الحقيقة، هناك هواجس كثيرة حول الاقتراح الأمريكي بنشر الصواريخ الدفاعية، مثلا، فيليب كويل الخبير في الأسلحة، الذي عمل في إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، اعترف أنه في حالة "إذا عملت روسيا على نصب صواريخ دفاعية في كندا أو كوبا، نحن في واشنطن سنقوم بمثل ذلك، أي الاقتراب أكثر فأكثر من حدودهم، وسنحيطهم بصواريخنا الدفاعية".
من ناحية أخرى، تعتمد واشنطن على التغيير إلى "اليمين" في السياسة الأوروبية المقبلة، وهو الأمر الذي يضر بالمصالح الروسية في المنطقة، كما حدث بفوز مرشح اليمين نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والحليف القوي لواشنطن، الذي أعطى دفعا قويا للقوى السياسية اليمينية المقربة من الولايات المتحدة في أوروبا.
ويبقى في المشهد الأوروبي، الذي يحرس المصالح الروسية، رومانو برودي، رئيس الحكومة الإيطالية، في حين تبقى ألمانيا برئاسة المستشارة أنجيلا ميركيل، تترقب الأوضاع وتلعب على عامل الوقت، وترفض أن تمسك بشدة على الخلاف القائم حول ضرورة وأهمية الدرع الصاروخي الأوروبي. وفي الجوهر، تؤمن المستشارة الألمانية بمنافع التعاون عبر الحلف الأطلسي.
وقد ذكرت صحيفة Der Spiegelالألمانية في الأيام الماضية، في تقرير خاص، بأن ميركيل، بوش ورئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروزو، وافقوا على بدء شراكة اقتصادية واسعة النطاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، "سيكون هدفه تفكيك الحواجز الجمركية التجارية". وكشفت يومية The German Daily، أن مسودة سرية لمشروع معاهدة تؤسس لـ"شراكة اقتصادية جديدة عبر الأطلسي"، ستوقع في اجتماع القمة الأمريكية – الأوروبية بواشنطن قريبا.
إن السبب الجوهري وراء المبادرة الواردة من واشنطن، الدفع بالحكومات الغربية للتصرف بسرعة لمنع صعود الصين كـ (قوة عظمى معادية) في آسيا.
وتبدو واشنطن متفائلة بأن معارضة بعض الدول الأوروبية لمشروعها في نشر الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا قد يأخذ منحى إيجابيا في صالح قرار واشنطن المضي في هذا الاتجاه، كما أن علاقات روسيا بالاتحاد الأوروبي في حد ذاته دخلت مرحلة صعبة.
وفي خطاب للمفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسن، الذي يعتبر صوتا محترما ومعتدلا في أوروبا، شكا من سوء الظن وقلة الاحترام في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وهي الأسوأ في نظره منذ الحرب الباردة.
إن مخطط الاتحاد الأوروبي وإستراتيجيته الجديدة في آسيا الوسطى، الذي قد يتم تبنيه في القمة الأوروبية التي ستنعقد في شهر يونيو/حزيران القادم، سينظر إليه في موسكو على أنه مخطط صيغ في الولايات المتحدة، لعرقلة أي تقارب محتمل مع أوروبا، وانتهاكا للمصالح الروسية في المنطقة.
فالمخطط، حسب ما نقلته بعض وسائل الإعلام الغربية المرئية والمكتوبة، سيعطي دفعا قويا بخصوص تطوير التعاون في الطاقة في المنطقة، وذلك بتجاوز طرق النقل الروسية.
إن المخطط الأوروبي المقترح، يدفع أوروبا لمواجهة "افتراضية" مع روسيا، مما يعزز من فرص وحظوظ كازاخستان في الاشتراك في مشروع مد أنبوب غاز إلى جنوب القوقاز، بمبلغ مالي يقدر بـ 6 ملايير دولار، يربط أذربيجان وجورجيا وتركيا، ويتوقع أن ينقل أيضا من تركيا إلى النمسا عن طريق بلغاريا ورومانيا وهنغاريا.
وطول خط الأنابيب 3400 كيلومتر، يعبر القوقاز متجاوزا روسيا، والذي سيتم بناؤه في وقت مبكر من السنة القادمة 2008م، لينتهي منه في 2011م، وله قدرة استيعاب 30 بليون متر مكعب، ما يجعله ينافس خط الأنابيب الروسي (Gazprom's Blue Stream-2)، الذي من المفترض أن تنتهي أشغاله في 2012م.
فموسكو، تدرك جيدا أن واشنطن وراء السياسة الطاقوية الجديدة في الاتحاد الأوروبي نحو روسيا وآسيا الوسطى عموما.
ومن دون شك، هناك ميول متناقضة في العلاقات بين أعضاء حلف الأطلسي. بالطبع، هناك درجة من الغليان في أوروبا حول القوة الأمريكية وتأثيرها على القارة الأوروبية بعد الحرب الباردة. معظم أوروبا، لا تعتقد أن الدرع الصاروخي الأمريكي قد يفيدهم في القريب العاجل، في حين يعتبر الخطر الإيراني النووي والصاروخي، التهديد الأكبر على أمنهم وسلامتهم.
كما أن هناك معارضة قوية شعبية وسياسية واسعة حتى في بولندا وجمهورية التشيك، اللتين وافقتا على نشر الصواريخ الأمريكية الاعتراضية في أراضيهما. فالعواصم الأوروبية الرئيسية، مستاءة من المفاوضات الثنائية التي أجرتها واشنطن مع وارسو وبراغ، بعيدا عن الإجماع الأوروبي.


يتبع.
  #4  
قديم 14-11-2007, 11:10 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

خنادقِ الحرب الباردة..أمريكا وروسيا والصراع المتجدد 3/3
19-5-2007


من الواضح أن الشعور الأوروبي بمخاطر "الحرب الباردة"، التي بدأت من جديد تطارد الاتحاد الأوروبي، بعد الخلاف الناشئ بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بسبب اقتراح نشر الدرع الصاروخي الأوروبي الذي يحاصر حدود روسيا، أخذ منعطفا جديدا، قد يقلب بعض المسلمات التي كانت سائدة في فترة معينة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وسقوط جدار برلين.
وقد اتفقت العديد من الدول الأوروبية مع تصريحات غورباتشوف، عندما قال بأن الخلاف حول الدرع الصاروخي القائم، هو من "أجل التأثير والهيمنة لطرف على حساب الطرف الآخر"!!
وعلى الرغم من كل الكلام المعسول والتصريحات المتفائلة بخصوص القيم التي تربط الطرفين الأمريكي والأوروبي، والنظم الاجتماعية المماثلة، فإن الولايات المتحدة لم تعد تساند بشكل واضح وجريء مشروع التكامل الأوروبي في جميع الأصعدة.
صحيح أن الولايات المتحدة، كانت ـ ولمرات عديدة ـ من مروجي مشروع التكامل والاندماج الأوروبي، غير أنه وبعد بعض الإخفاقات التي أصابت الحلم الأوروبي في السنوات الأخيرة، خاصة عقب رفض الدول الأوروبية الأساسية لمشروع الدستور الأوروبي، فإن واشنطن بدأت تتراجع هي الأخرى عن فكرة التكامل والاندماج الأوروبي، وأصبح الأمر عندها ليس من الأولويات "الإستراتيجية" للسياسة الأمريكية الخارجية.. في حين، يبقى الأوروبيون مضطربين بشأن "استقلالية السياسة الخارجية" الأمريكية، في المسائل الشائكة التي تتصل بالأمن والتسليح.
من الناحية الأخرى، تواجه أوروبا أيضا أزمة شخصية حادة، حيث إن إعلان برلين، الذي تم تبنيه الشهر الماضي إثر فعاليات الاحتفال بالذكرى الخمسين للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، نسي أو تناسى عن قصد الأهداف التي تم من أجلها إقامة هذه المجموعة، وهي ترجمة علاقات أوروبية – روسية سليمة، تخدم مصالح الطرفين بعيدا عن التدخلات الأمريكية وضغوطاتها..وكل هذا يعني، أن لا أحد من الطرفين الأمريكي أو الأوروبي، يعرف ما يريد الجانب الآخر.
وكما هي عليه الأمور، فإنه من المستبعد جدا تمديد أو استبدال اتفاقية التعاون والشراكة الموقع عليها عام 1999م بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، التي تنتهي آجالها في نهاية هذه السنة 2007م، باتفاقية جديدة أخرى، نظرا للتدخلات الأمريكية الفاضحة في الشؤون الأوروبية، خاصة إذا كان الأمر يتصل بدولة روسيا.

* سباق التسلح إلى أين؟
بعد مهمة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غايتس إلى موسكو، حذر نائب وزير الدفاع الروسي سيرجي كيسيلياك، بأن الخلاف حول اقتراح نشر الدرع الصاروخي الأوروبي، قد يثير عقبات حقيقية من أجل تطوير العلاقات الثنائية الروسية – الأمريكية على المدى البعيد. وذهب وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أبعد من ذلك، حين صرح قائلا: "الموقع الروسي حول هذه القضية معروف ولم يتغير، حيث إن النظام الدفاعي الصاروخي الاستراتيجي عامل مربك وجدي، ويمكن أن يؤثر على الأمن الإقليمي والعالمي".
فإشارة سيرديوكوف إلى "الأمن العالمي" يعطي بعدا آخرا مختلفا إلى الخلاف القائم حول الدفاع الصاروخي. فالخبراء الروس، يشعرون أن انتشار النظام الدفاعي الصاروخي الأوروبي، وبالقرب من الحدود الروسية، هي الخطوة الأولى في الإستراتيجية الأمريكية، للتغلب على الردع الإستراتيجي المتبادل بين الدولتين العظمتين في فترة الحرب الباردة.
كما أن الروس، يرون أن الانسحاب الأحادي الجانب لواشنطن من معاهدة منع انتشار الصواريخ الباليستية في 1972م، شكل جزءا من سلسلة من الأعمال الأحادية الجانب لتعزيز جانب القوة الهجومية للولايات المتحدة (ليس فقط النووية، ولكن أنظمة الهجوم الدقيقة غير النووية أيضا) وقواعد الدفاع الفعالة، ومن ضمن ذلك الأنظمة الدفاعية الصاروخية. وباختصار، يعتقد الروس أن الولايات المتحدة الأمريكية، تستهدف إلى استبدال "ميزان الرعب" لصالحهم، مع التفوق العسكري الكلي.
إضافة إلى ذلك، يعتقد الخبراء الروس أن إدارة الرئيس جورج بوش، أثارت حالة من التحكم الانتقائي في الأسلحة. ولقد كتب في الشهر الماضي أبريل/ نيسان، في المجلة الروسية المتخصصة (Nezavisimoye Voyennoye Obozreniye)، المدير المؤثر في معهد الشؤون الأمريكية والكندية في الأكاديمية الروسية للعلوم، الأكاديمي سيرجي روغوف، في مقالة طويلة، أشار فيها إلى أن إدارة بوش تقوم بإلغاء كل المعاهدات والاتفاقيات التي تحد من الأسلحة بشكل انتقائي، مما يعتبر تدخلا سافرا "أحاديا" من الولايات المتحدة من أجل وضع أسس لـ"تنظيم عسكري متطور"، يخدم سياسات واشنطن العسكرية والهجومية في المنطقة.. وبمعنى آخر، كما كتب روغوف، فإن إدارة بوش "تعمل على تعزيز التفوق العسكري الأمريكي، مع إمكانية الإبقاء على ما يسمى بحالة (الردع) الروسي النووي، لكن ضعيفة"!!
على أية حال، أشار روغوف إلى أن "انتشار الأسلحة المتمركزة في الفضاء، لا يمكن أن تتحقق إلا في وقت سابق في النصف الثاني من العقد المقبل. وإجمالا، فإن النظام الدفاعي الصاروخي الإستراتيجي، متعدد الطبقات، المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ الهجومية وكل الأنظمة الدفاعية والهجومية المختلفة، المتمركزة في البر والبحر والفضاء، ستتشكل خطوطه العريضة العامة في 2020 م، وعلى الأغلب ستطول عملية تشكيل عملية النظام الدفاعي الصاروخي الاستراتيجي المتعدد المهام إلى منتصف هذا القرن. ونحن – أي روغوف – سنكرر القول مرة أخرى، بأن كل هذا المخاض الإستراتيجي العسكري سيتطلب حل العديد من المشاكل التقنية الصعبة جدا، بالإضافة إلى زيادة معتبرة في التمويل".
لاحظ روغوف، أن موسكو عندها نظامها الدفاعي الصاروخي الخاص، مع 100 صاروخ اعتراضي، وS-300 وS-400، للدفاع الجوي، لها القدرة على اعتراض الصواريخ والقذائف. وبكلمة أخرى، فإن موسكو مطمئنة، بأنه يمكنها أن ترعب واشنطن وحلفائها من "دمار متبادل"، سيسود على الأقل خلال السنوات العشر القادمة، في العلاقات الروسية – الأمريكية.
ويجادل روغوف، أنه بدلا من الاعتماد على ردود الأفعال، أو بدون تفكير للعواقب الكارثية التي قد تنجر إليها القوتين العظميتين، من خلال اللجوء إلى " سباق تسلح مدمر"، فإن على روسيا أن تضمن وبشكل هادئ ومتبادل تعزيز الخطوات العسكرية الدبلوماسية والسياسية والتقنية، في الميزان الاستراتيجي الشامل مع الولايات المتحدة "تستند على الحفاظ على الردع النووي المتبادل".
من هذا المنظور، اقترح روغوف عدة إجراءات في مقدور روسيا التعامل معها بإيجابية، والتي تهدف إلى التعجيل ببرنامجها لتجهيز قوتها الردعية النووية الإستراتيجية، من خلال أنظمة أسلحة متطورة قادرة على اختراق النظام الدفاعي الصاروخي الأمريكي.
واقترح بأن الصواريخ من صنف (The Road-Mobile Topol-M ICBMs)، يجب أن تجهز في العربات من صنف MIRVs maneuverable re-entry vehicles. ويجب أيضا على روسيا أن تركز على صواريخ الكروز الجوية الدقيقة في الإصابة (ALCMs)، القادرة على تدمير وسائل الدفاع الصاروخية.
إن أسطول روسيا المتكون من الصواريخ الدفاعية الإستراتيجية الشديدة التدمير 95MS وTu-16، وسرب من الصواريخ المتوسطة من نوع Tu160ـ 22M3، قادر على مواجهة أي مفاجأة محتملة في سياق صراع المصالح والقوى والنفوذ، وأن على أمريكا وحلفائها التفكير جديا في أي مغامرة غير محتسبة العواقب ضد روسيا قد تدفع فيها ثمنا غاليا.
وجادل روغوف أيضا، بأن هذه الإجراءات ستكون مربحة للغاية لإدارة الكرملين، طالما أن الإنتاج الشامل لـICBMs وALCMs وبعض الوسائل العسكرية المكملة، لن يكلفها، مقارنة بالولايات المتحدة، في تطوير النظام الدفاعي الصاروخي، سوى 1 بليون في السنة.
ودعا روغوف، إلى "مراجعة" لاتفاقيات ومعاهدات الحد من التسلح، الموروثة منذ عهد النظام السوفيتي السابق، حتى يتم تقييم التجربة بكل إيجابياتها وسلبياتها، بكيفية تخدم المصالح الروسية "المتعثرة" من خلال الحفاظ عليها في شكلها الحالي، الذي يتوافق مع التغيرات التي حصلت في العالم منذ إقرارها في فترات الحرب الباردة.
وبعد المحادثات التي أجراها وزير الحرب الأمريكي روبرت غايتس مع نظيره الروسي، قال روغوف إن روسيا والولايات المتحدة "ما زالا رهائن التخويف النووي المتبادل...نحن على حافة حرب باردة جديدة إذا نظرنا مباشرة إلى علاقاتنا المعاصرة". وأضاف: "لا أستبعد أنه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2008م، فإن كلا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قد يقدمان مشروع أو توصية لاحتواء روسيا سياسيا".

* الحرب الباردة الجديدة:
حذرت موسكو مرارا وتكرارا في الفترة الأخيرة، أنها لن تقبل بموضوع نشر الدرع الصاروخي الأوروبي، وأنها لن تقبل بهذه التجاوزات، وأنه حان الوقت على واشنطن للتفكير جديا بضرورة اعتماد مبدأ التشاور في القضايا الجوهرية التي تهم الطرفين، خصوصا القضايا العسكرية والإستخبارية.
فهناك استياء كبير وعميق من توسع حلف شمال الأطلسي على حساب النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، وفي منطقة القوقاز، وتجاوز الوعود التي بذلت لموسكو، بأن هذا الأمر لن يحدث مرة أخرى، غير أن هذا لم يحدث في الواقع.
إن تجاهل مخاوف روسيا الشرعية من الانتشار الأمريكي في الساحة الأوروبية مبرر، إذا أخذنا بعين الاعتبار توقيع الرئيس الأمريكي جورج بوش على القانون الجديد في 10 أبريل/ نيسان، تحت عنوان "حق تعزيز حرية منظمة حلف شمال الأطلسي 2007م" (The NATO Freedom Consolidation Act of 2007)، الذي يحث دولا، مثل ألبانيا وكرواتيا وجورجيا ومقدونيا وأوكرانيا، على الدخول في حلف شمال الأطلسي، ويخول لهم الاستفادة من التمويل الجديد والتدريب الجيد والأسلحة والأجهزة العسكرية.
كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ سياسة تقليص النفوذ الروسي في الجمهوريات السوفيتية السابقة. ففي نفس اليوم الذي تم فيه توقيع الرئيس الأمريكي على القانون الجديد "حق تعزيز حرية منظمة حلف شمال الأطلسي 2007"، صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى وسائل الإعلام، بأن واشنطن "حاولت أن تمرر بوضوح رسالة إلى روسيا، مفادها أن أيام [كومنولث الدول المستقلة] ـ الدول الأوروبية الشرقية الاشتراكية والشيوعية ـ عندما كانت جزءا لا يتجزأ من الاتحاد السوفيتي السابق، قد ولت، ولا رجعة لها في المستقبل".
وبنهاية 2007م، فإن جمهورية جورجيا تستعد لتبدأ فعلا برنامج عضوية منظمة حلف الأطلسي، وقال الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكشفيلي "نتوقع الحصول على رتبة "مرشح فعلي"، للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي رسميا، خلال الشهور القليلة القادمة".
يبقى أن اهتمام واشنطن بالأوضاع القائمة في مقاطعة صربيا، ورغبة كوسفو الاستقلال عن المقاطعة، جزء من التوتر القائم بين موسكو وواشنطن. وقد هدد الموظفون الأمريكيون في بعثة تقصي الحقائق، بأنه رغم المعارضة الروسية، وبغض النظر، عن موافقة أو معارضة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن واشنطن ستمضي في قرارها بالاعتراف باستقلال كوسفو.
وهناك أيضا موضوع آخر للخلاف الأمريكي ـ الروسي، يتمثل في الاضطراب السياسي القائم منذ شهور في جمهورية قرغيزيا، فعدم استقرار قرغيزيا، عزز أهمية لروسيا، طالما أن "بيشكيك" تتوقع استضافة القمة القادمة لمنظمة تعاون شنغهاي.
كما أن تغيير القيادة السياسية في تركمنستان، فتح فرصة سانحة للولايات المتحدة للتقرب إلى عشق آباد، ما أثار حفيظة موسكو. فالزعيم التركماني الجديد Gurbanguly Berdymukhammedov، اختار العربية السعودية في زيارته الأولى إلى الخارج.
وعرض الاتحاد الأوروبي على القيادة التركمانية الجديدة، مساعدة مالية قدرها 1.7 مليون يورو (2.3 مليون دولار) من أجل القيام بدراسة جدوى مشروع أنبوب غاز في منطقة القوقاز، الذي قد يُغني الأوروبيين من الغاز التركماني، الذي سيصل عن طريق روسيا.
لا يخفى عند المحللين الإستراتيجيين، أن الولايات المتحدة تستغل الاتحاد الأوروبي لتحقيق مآربها، السياسية، الاقتصادية، العسكرية والطاقوية، وتعمل الإدارة الأمريكية باستمرار وبدون هوادة من أجل تخفيف، ولم لا إزالة، قبضة روسيا في جنوب القوقاز، جورجيا وآذربيجان وأرمينيا.
والسؤال الذي يطرح بقوة: هل ستقبل موسكو هذا الوضع؟ وهل ستسكت عن التجاوزات الأمريكية؟ وهل سنشهد في القريب العاجل صراعا متجددا بينهما؟
لكن بوسعنا أن نقول في الختام، إن خنادق الحرب الباردة قد تم حفرها، وأن لا موسكو ولا واشنطن بإمكانهما هذه المرة التزام العقل والمنطق..


المصدر :
مجلة العصر
  #5  
قديم 14-11-2007, 11:12 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط الحديث؟
تقرير
ميشيل أورين Michael Oren هو أستاذ تاريخ بمركز "شاليم" Shalem Center بالقدس، ومدير مشروع "تاريخ الشرق الأوسط" بالمركز، وهو مؤلف واحد من الكتب المهمة حول حرب 1967 بعنوان: "حرب الأيام الست: يونيو 1967 وصناعة الشرق الأوسط الحديث" Six Days of War: June 1967 and the Making of the Modern Middle East ، والذي صدر في عام 2002. وقد حاول أورين في كتابه تقديم رؤية وتفسير لكيفية وقوع حرب يونيو 1967. ويدافع اورين في كتابه عن مقولتين رئيسيتين، الأولى أن الحرب الشاملة قد نشبت نتيجة تفاعل عدد من الأحداث الصغيرة في الأسابيع القليلة السابقة على الحرب والتي كان لها تأثيرها على الجماعات والقيادات السياسية في المنطقة وتعبئتها في اتجاه بديل الحرب، ومن ثم فإن النجاح في ضبط هذه الأحداث كان من شأن الحيلولة دون وقوع تلك الحرب.
المقولة الثانية أن إسرائيل لم تكن تخطط لحرب شاملة، ولكن سيناريو الأحداث قبل وأثناء الحرب قد دفع بها إلى شكل الحرب الشاملة واسعة النطاق. وتأتي أهمية هذا الكتاب أنه يحاول تقديم بعض الدروس المهمة لتلك الحرب من خلال محاولة إسقاط الموقف السابق على الحرب على الموقف الإقليمي الراهن. وبصرف النظر عن الموقف السياسي مما جاء في هذا الكتاب، يقدم تقرير واشنطن عرضا موجزا له، بمناسبة الذكرى الأربعين للحرب والتي ارتبطت هذا العام بجدل كبير داخل العالم العربي.

الموقف الراهن وحرب يونيو 1967: سيناريوهات متشابهة
يرى أورين في كتابه أن التفاعلات الإقليمية الراهنة تنطوي على سيناريو يشبه إلى حد ما نفس سيناريو الأحداث التي شهدها الصراع قبل اندلاع حرب يونيو 1967؛ فهناك تنظيمات فلسطينية تقوم بعمليات عنف ضد إسرائيل، هدفها القريب هو إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر والضحايا الإسرائيليين، وتهدف على المدى البعيد إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في العالم العربي، والضغط على النظم السياسية العربية لدفعها إلى بديل المواجهة المسلحة مع إسرائيل.

هذا هو الموقف ذاته الذي ميز الأسابيع الثلاث السابقة على حرب يونيو 1967. فقد كان عرفات يعلم في ذلك الوقت أن أي رد فعل انتقامي من جانب إسرائيل سيتسبب في خلق أزمة كبيرة للنظم السياسية العربية في ذلك الوقت. كان هناك انقسام بين النظم العربية، البعض كان يؤيد عرفات خاصة النظام السوري، البعض الآخر توقف عن الدعوة العلنية إلى الحرب واكتفى بعقد اجتماعات القمة الطارئة.

وعلى الجانب الإسرائيلي، كانت إسرائيل تعيش أزمة اقتصادية بسبب البطالة والركود الاقتصادي قريبة إلى تلك التي تعيشها إسرائيل (أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة). وكان السياسيون الإسرائيليون قد نجحوا قبل الحرب في تشكيل حكومة وحدة وطنية. كما أدت الهجمات الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على قرية السموع في نوفمبر 1966 إلى زيادة العزلة الدولية ضدها، وصدور قرار مجلس الأمن رقم 288 في ديسمبر من العام نفسه بإدانة إسرائيل. وعلى الجانب الأمريكي، كانت الولايات المتحدة مشغولة بالحرب الباردة وبمشكلة فيتنام.

عملية الفجر وسيناريو الأحداث قبل اندلاع الحرب الشاملة
على الرغم من محدودية المدى الزمني لحرب يونيو 1967 إلا أنه يكاد لا يوجد صراع آخر بنفس تلك الكثافة والتداعيات التاريخية الطويلة على المنطقة والعالم؛ فما يتم الكشف عنه من معلومات ووثائق كانت تعد شديدة السرية في مرحلة تاريخية سابقة، يلقي الضوء على ما حدث في تلك الحرب. وستقدم دوما الوثائق التي يتم الكشف عنها من جانب الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسرائيل، وروسيا وغيرها من مذكرات صانعي القرار والمسئولين العرب، أدوات جديدة ومهمة للمؤرخين لطرح تفسيرات جديدة لما حدث في تلك الحرب، وإلقاء الضوء على ملابسات ما حدث في الفترة القليلة السابقة على وقوع الحرب. ففي إطار بيئة صراعية، وانقسامات شديدة بين النظم السياسية العربية، وحرب باردة، تمكنت أحداث شرارات صغيرة من إشعال نيران ضخمة على المستوى الإقليمي.

يقول أورين يمكن النظر إلى ما حدث في 13 نوفمبر 1966 باعتباره الشرارة الأولى لحرب يونيو 1967. في ذلك اليوم قامت إسرائيل بهجمات انتقامية ضد قرية سموع الفلسطينية في منطقة جبال الخليل، التي كانت خاضعة للإدارة الأردنية، حيث تم قصف القرية بالمدفعية وسلاح الجو الإسرائيليين ثم دخلتها القوات الإسرائيلية بعد ذلك، حيث قامت بهدم عدد كبير من الأبنية. وقد بررت إسرائيل هذا الهجوم بمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين نتيجة انفجار لغم قامت بزرعه عناصر من حركة فتح. وقد تبع ذلك الهجوم قيام الفلسطينيين بأعمال شغب واضطرابات واسعة اتهموا فيها ملك حسين بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عنهم، تلاها اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وفيلق أردني. وقد حاول الملك حسين التخفيف من تلك الضغوط عليه وإلقاء جزء من تلك المسئولية على الرئيس جمال عبد الناصر، إذ اتهمه بأنه "يتخفى خلف قوات حفظ السلام في سيناء". وفي الوقت نفسه، كان الرئيس عبد الناصر يسعى إلى مبرر للتحرر من قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة UNEF. وفي 12 مايو 1967 صدر تقرير روسي (خاطئ) زعم أن إسرائيل تقوم بحشد قواتها على حدودها الشمالية في إطار التجهيز لغزو سوريا. قام الرئيس عبد الناصر على إثرها بإرسال قواته العسكرية إلى سيناء وطرد قوات الطوارئ UNEF، وإغلاق مضيق تيران الذي تعتمد عليه التجارة البحرية الإسرائيلية.

وهكذا، وبعد اندلاع وتداخل تلك الأحداث الصغيرة (مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بسبب لغم زرعته عناصر فتح، هجوم إسرائيلي على قرية سموع، اضطرابات وأعمال شغب فلسطينية للضغط على ملك الأردن، اشتباكات محدودة بين الجيشين الأردني والإسرائيلي، تقرير روسي خاطئ) لم تكن المسألة سوى وقت لكي تندلع الحرب.
يقول أورين، كان يجب على إسرائيل أن تقوم بهجمات 13 نوفمبر على قرية السموع، لأسباب عديدة، أهمها أن الملك حسين على الرغم من أنه كان معروفا بكراهيته الواضحة للصهيونية، إلا أنه استطاع التوصل إلى تعايش واقعي مع القيادات الإسرائيلية على المستوى الشخصي. وقد قام الملك حسين بعد حادثة مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاث بإرسال خطاب عزاء إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ليفي إيشكول Levi Eshkol، أكد فيه عزمه بذل قصارى جهده لتحجيم حركة فتح والسيطرة على الفلسطينيين. وكان الخطاب قد أُرسل يوم الجمعة إلا أنه وصل متأخرا إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية. وفي صباح يوم الأحد 13 نوفمبر شنت إسرائيل عملياتها ضد قرية سموع. ربما لو كان الخطاب قد وصل في موعده إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، لكان من الممكن ألا تقوم إسرائيل بتلك العملية، أو على الأقل ليس في صباح ذلك اليوم.

كانت الدعاوى للحرب شعارا قويا في مصر في ذلك الوقت، التي خططت لتفجير أهداف استراتيجية، ثم إرسال الدبابات عبر صحراء النجف بإسرائيل إلى الأردن بهدف شطر إسرائيل إلى نصفين. عرفت هذه الخطة بعملية "الفجر" The Dawn، وكانت من بنات أفكار وزير الحربية المصري عبد الحكيم عامر. الرئيس جمال كان يريد ألا يُلام على حرب ضد إسرائيل، ولكنه لم يكن واثقا من قدرته على منع عامر من تنفيذ هذه العملية. كان من المخطط أن يتم تنفيذ العملية في 27 مايو 1967، ولكن تم إلغائها في اللحظة الأخيرة، بسبب تحذيرات من الرئيس الأمريكي ليندون جونسون للسفير المصري في الولايات المتحدة آنذاك مصطفى كامل بعدم قيام مصر بأي إجراء من شأنه تفجير الموقف، وذلك استنادا إلى تقديرات أمريكية بوجود تخطيط مصري للحرب، بالإضافة إلى رسالة روسية للقاهرة تضمنت تحذيرا روسيا للأخيرة من القيام بأية عمليات خوفا من تحميل مصر مسئولية تفجير الوضع وتعميق حالة العداء. نتيجة لذلك تدخل الرئيس عبد الناصر قبل بدء تنفيذ العملية بدقائق، وأمر بإلغائها.
يقول أورين لو قدر لتلك العملية أن تم تنفيذها لكان تأثيرها فادحا على إسرائيل، ولتكبدت إسرائيل بسببها خسائر كبيرة لا تقل عن تلك التي تكبدتها مصر نتيجة العدوان الذي شنته إسرائيل على مصر بعد ذلك بتسعة أيام.

تغيير هدف ونطاق الحرب
حتى الحرب ذاتها، كان من المخطط أن تستمر لمدة 48 ساعة فقط يتم خلالها تدمير سلاح الجو المصري وتحييد خطوط الدفاع الأولى لمصر في سيناء، ولكن هدف ومسار العملية تغير، لتتحول إلى حرب شاملة، ولتنتهي إلى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان. كيف تغير هدف ونطاق ومدة الحرب؟ هذه هي الفكرة الجوهرية والمركزية للكتاب، حيث يحيل المؤلف القارئ إلى كتابه للإطلاع على تفصيلات ما حدث.

أحد جوانب الحرب التي يناقشها الكتاب بالتفصيل هو احتلال الضفة الغربية والقدس. فقد أعلنت إسرائيل بقوة ووضوح أنها لن تطلق النار ضد الأردن، إذ كانت إسرائيل حريصة على عدم فتح جبهة عبر كل حدودها الخارجية. أيضا الملك حسين لم يكن لديه نية في الدخول في حرب مع إسرائيل، إلا إنه لم يستطع التراجع عن مساعدة مصر خوفا من فقد عرشه وربما حياته، وقد جنب نفسه كل تلك المخاطر بأن وضع جيشه تحت القيادة المصرية. وفي 5 يونيو أرسلت إسرائيل رسالة إلى الملك حسين حذرته من إطلاق النيران عبر الجبهة الأردنية. وخوفا من قيام الأردن بمحاصرة القدس الغربية عبر حدود 1948، قامت إسرائيل بإرسال قواتها إلى بعض مناطق القدس، وتحرك الجيش الإسرائيلي أيضا لإسكات المدفعية الأردنية.

ومع وصول القوات الإسرائيلية إلى مدخل المدينة القديمة، انتظرت إسرائيل لمدة 24 ساعة للإجابة على سؤال هل تدخل المدينة أم لا؟ أغلب القيادات الإسرائيلية، منهم موشى ديان، نصح بالبقاء خارج المدينة. الولايات المتحدة أيضا نصحت بعدم دخول القدس، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى انتهاء الحكم الهاشمي. وبسبب عدم قدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرار، فقد فضل ترك الكرة في ملعب الملك حسين، فقد اقترح على الملك حسين، عبر البريطانيين، احتفاظ الأردن بالمدينة القديمة بشرط إنهاء سيطرة القيادات العسكرية المصرية على الجيش الأردني، وقبول وقف إطلاق النار، والدخول في محادثات سلام. ولكن بعد ساعة واحدة من انتهاء المهلة المحددة وعدم وصول رد من الملك حسين صدرت الأوامر للقوات العسكرية الإسرائيلية بعبور بوابة الأسد بعد ساعة واحدة ودخول القدس الشرقية.

دروس من حرب يونيو
ينتهي أورين إلى أن الموقف الراهن في الشرق الأوسط لا يختلف كثيرا عن الموقف السابق على حرب يونيو 1967، فهناك أحداث صغيرة متناثرة في سياق الصراع العربي الإسرائيلي يمكن أن تكون شررا لحرب شاملة في المنطقة، وهو ما يؤكد الحاجة إلى دور بارز للقيادات السياسية العقلانية، وأن تكون الغلبة للحسابات العقلانية، والتحليلات الموضوعية، كل ذلك بهدف تقليل دور الصدفة والعوامل العشوائية في تحويل تلك الأحداث الصراعية المحدودة وعمليات العنف المتناثرة إلى حرب إقليمية شاملة.


ارجو اقفال الموضوع حتى اتمامه
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 105.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.01 كيلو بايت... تم توفير 3.39 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]