|
ملتقى الرقية الشرعية قسم يختص بالرقية الشرعية والعلاج بكتاب الله والسنة النبوية والأدعية المأثورة فقط |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل الشروع بالكتابة أدعو الله وإياكم بهذا الدعاء عسى أن يلهمنا سبل الرشاد بعد صلاح النيات لابتغاء مرضات الله اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه . وبعد : إن هذا الموضوع الذي أنا بصدده الآن يجب أن يكون مؤصلا من كتاب وسنة وفهم سلف الأمة حتى لا يوقعنا الشيطان بشباكه ويلبّس علينا أمورنا فمن جعل القرآن والسنة جُنة له فلن يضل أبدا . إن مسألة الخوض بالرقية أخذت أبعادا كثيرة مما حدا بالبعض أن تمسك بخبراته وعلومه حول مدة مكوث المريض بمرضه بعد الرقية فمنهم من قال سنين ومنهم من قال أشهرا وما إلى هنالك ظنون كل حسب خبرته بالرقية وفهمه لمشاهداته ولو استقرأنا الآثار والأحاديث بتجرد لعلمنا يقينا كم يلبث المريض بمرضه بعد الرقية إن انتفت الموانع واكتملت دواعي الاستجابة بإذن الله .ولعل البعض لم ينتبه بأن طول المدة التي يلبث فيها المريض بمرضه قد تحدث له معتقدا بان الرقية ليس فيها شفاء وإلا لحصل لبرئ بإذن الله وهو يعرف نفسه بأنه قد امتثل واتبع التعليمات الجالبة للشفاء بإذن الله مما يجعله يذهب إلى الدجالين والمشعوذين . ولم ينتبه الرقاة بأن قولهم بان الرقية الشرعية ربما تنفع مع فلان ولا تنفع مع الآخر هو من التألي على الله والقول بغير علم أو أثر صحيح يستمدوا منه قولهم ولو استقرأنا الآثار والأحاديث لتبين لنا بشكل واضح وصريح بأن المريض لا يلبث بمرضه كثيرا طالما اتبع التعليمات الصحيحة وكيف لا والله قد أخبر بنجاعتها بإذنه فمن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا قل صدق الله . أقول من الممتنع شرعا وعقلا ونقلا أن من التجأ إلى الله جل في علاه أن يضيعه إن انتفت الموانع وتحققت شروط الاستجابة إلا بحالات نادرة جدا لحكمة يعلمها الله العليم الحكيم وبما أننا لا نتكلم عن الاستثناء بل عن جوهر الموضوع ألا وهو هل يخلف الله وعده بعد أن بين لنا ( ادعوني أستجب لكم ) والأمثلة كثيرة من القرآن فلا داعي لتكرارها . وأما من السنة ما ثبت بالصحاح وغيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان له حرز من الشيطان … الحديث ومثله ــ إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله فيقال له : حسبك قد هديت و كفيت و وقيت فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي و كفي و وقي ؟ . ومثله ــ ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء . ولا داع لذكر الكثير من الأدلة لعدم التكرار ففي الدليل الواحد كفاية إن شاء الله . فعلنا نجد أيها الاخوة أن أكثر من يقول أنهم قد أصيبوا بالمس والعين والسحر هم مواظبون على أذكارهم ومنهم من هو على تقى وورع وعفاف وعلم فهل نقول أن الأذكار لغو لسان لا تفيد التحصين وبناء على ذلك ننسف عشر السنة التي حضت وحثت على الأذكار بأوقاتها ومنافعها الجمة ؟! هذا إذا قلنا أن سبب المس أو العين الغفلة فنكون قد اتفقنا عند النقطة الأولى . ولنأتي للمبحث الثاني ألا وهو هل يلبث المريض بمرضه أعواما دون شفاء ؟ أقول وبالله أستعين فمن خلال استقرائي للسنة وآيات الله لم أجد أن المريض من العين أو المس أو السحر ما لم يكن مشروبا أو مأكولا يلبث في مرضه كل هذه الأعوام طالما جاء بشروط الاستجابة وانتفعت موانعها . لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند رقيته لعثمان بن العاص قام الأخير ليس به بأسا وكأنه نشط من عقال ومثله ما علمه إياه الرسول صلى الله عليه وسلم : سم الله ثلاث وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبعا فبرأ بإذن الله على الفور . وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن رقاه جبريل عليه السلام قام كأنه نشط من عقال .( ولا يقولن أحد أن هذا من خصائص النبي إلا فهو مطالب بالتخصيص المبتدع هذا ) وأبو سعيد الخدري عندما رقى زعيم القبيلة لثلاثة أيام برأ بإذن الله . ومثله عندما رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام فبرأ على الفور بإذن الله وخرج من فمه مثل الجرو يعدو إن صحت الرواية . ومثله عندما جاءه رجل مكبل بالحديد فعلمهم ما يقرؤون عليه وحين عودته وجده سالما معافى بإذن الله والأمثلة كثيرة لا تحصى … ولعلمنا أيضا بأن رجلا صرع بزمن الإمام أحمد رضي الله عنه فأعطى قبقابه لخادمه ليذهب ويهدد الجني الصارع فما كان من الجني إلا أن امتثل للإمام أحمد قائلا الإمام أحمد أطاع الله فنطيعه أو بهذا المعنى فخرج ولم يعد وعاد بعد وفاة الإمام رحمه الله بقوله الإمام أحمد أطاع الله فأطعنا. ولعلمنا عدم ثبوت أن الإمام ابن تيمية رحمه الله قد عالج حالة لبس أو مس لسنوات كما يحدث في هذا الزمن والله المستعان فأين الخلل إذن ؟!! الخلل والله أعلم أن الناس قد عقدوا العزم والنية على أن ما أصابهم من مرض أو هم أو غم فهو من مس أو سحر أو عين لا يلتفتون لحالتهم من الناحية العضوية الذي مكانه عند الأطباء وإن خفي على بعضهم ففوق كل ذي علم عليم وما أوتيتم من العلم إلا قليلا والبشر معرضون للخطأ والأمثلة تكاد لا تحصى حول أخطاء الأطباء مما يحذوا بالناس الذهاب إلى الرقية فيجدون إلا من رحم الله قد انبروا وتصدروا تلك المهنة إما عن جهل مركب أو علم مسبق بحوادث مشابه لحالتهم فيوصف لهم العلاج على أنه مس أو سحر مما يزيد من حالة المريض عضويا مرضا نفسيا (إيحائيا )فيتصرف المريض وفق ما أملى عليه الراقي فمثل هذا الذي يلبث في مرضه لسنوات وإن شفي من الحالة المرضية يبقى في نفسه الخوف والذهول من الجن أو السحر كما أخبره الراقي من قبل والله المستعان . وقد ذكر الله جل في علاه الضيق النفسي وعلاجه في القرآن إذ قال لنبيه : ولقد نعلم أنه ليضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين . فبالتسبيح والسجود بقين على الله يذهب ما في الصدور من هم وغم وحزن… لكن أين يقيننا بكلام الله وكلام رسوله وهنا مكمن الخلل ! كما أن المريض ينسى أو يتناسى أن ما أصابه فبإذن الله لقلة تحصنه ويقينه وإيمانه بالله جلت قدرته فمثل هذا الصنف لا يلومنّ إلا نفسه فالله بين لهم ما يتقون فأبوا بالغفلة والصدود . وخلال ذلك يقوى الشيطان على المريض بالإيحاء والوسوسة لقلة بضاعة المريض بالتحصين واليقين لأنه وإن تم لبس الإنسان حين الغفلة سيجد كلام الله جل وعلا طاردا مزلزلا له وقد كرمه الله على سائر المخلوقات فكيف ينزل لمستواهم ويخشاهم والله أحق بالخشية والتصديق . وكيف لا وهو قد التجأ إلى صاحب الداء والدواء العليم الخبير فاطر السموات والأرض الذي يحيي ويميت وبيده مقاليد كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو علام الغيوب فإذا قضى أمرا قال له كن فيكون. خلاصة ما أود بيانه : أولا:إن أكثر الناس يشفون من حالات المس أو السحر ( ما لم يكن مشروبا أو مأكولا ) أو العين بسرعة إلا نادرة ولحكمة يعلمها الله وهم قليل. ثانيا : قسم من الناس قد التبس عليهم المرض العضوي من الروحي فهرعوا إلى الروحي وتناسوا العضوي وقد قال صلى الله عليه وسلم ( عباد الله تداووا ما انزل الله من داء إلا وأنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله ) ثالثا : المرض النفسي وهذا واقع به قسم كبير من الناس إلا من رحم الله وأسبابه الخوف من المجهول وقد كفانا الله ذاك المجهول بالاستعاذة فقط ، ولو كنا متيقنين من الاستعاذة لكفتنا فما بالكم بتلكم الأدعية والتحصينات الكثيرة والتي لا مرد لها من الله إلا إياه وقد سئل الإمام ابن القيم رحمه الله ( يا إمام إننا نستعذ بالله من الشيطان الرجيم فلا نجد الاستعاذة بأنفسنا ؟؟ فكان رده رحمه الله (لأنكم تقولونها بألسنتكم ولم توقنها قلوبكم ) أو بهذا المعنى فيا عباد الله تحصنوا بكلام الله وانتم موقنون فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا . ومن التجأ إلى الله بإخلاص ومحبة وتضرع وخفية فسيجد الله عند حسن ظنه به . توضيحا لكلمة مأكولا أو مشروبا وحتى لا يلتبس الأمر على القرّاء : إن السحر المأكول أو المشروب غالبا ما يكون بفعل فاعل من دس بعض المواد الضارة في الطعام أو الشراب من أعشاب ومواد لا يعلمها إلا الله ، والسحر كما هو معلوم كل ما خفي عن العين مما يحدث حالات تسمم وإعاقة بالدماغ يجعل الإنسان يهلوس أو يصاب بمرض عضوي لا يعرف الطب له علاجا إلا صاحب السحر أو فاعل فعلته ولذلك يقال أفضل طريقة لفك السحر فمن خلال الساحر نفسه لمعرفته بالمضاد لتلك العشبة التي أكلت أو سقيت أما بقية الأسحار فهي التي كنا نتكلم حولها . وبعد هذا البيان أود التنبيه إلى مسألة مهمة ألا وهي أن المريض الذي لا يستجيب للعلاج الرباني فبأغلبية ظن أنه حالته ليست من الجن والسحر بل من الوهم وقلة الإيمان أو من أمراض عضوية استشكل فيها الأمر بينها وبين الجن والسحر فمكان ذلك عند الأطباء ومنها ما هو عصبيا من نقص في مواد الأعصاب مما يحدث للمريض نفس العوارض التي تتشابه مع التلبس والجن والسحر . والفيصل بالأمر أن يعرض المريض على الراقي فإن ثبت وجود مس أو سحر يكمل معه وإلا فلا داعي أن نحمل المريض مرضا فوق مرضه بإيهامه أن الجن والسحر والعين هما السبب مما يجعله يترك التعاطي بالأسباب المادية ويبقى على ما هو عليه من انه مصاب بكذا وكذا وهذا من الخطأ الجسيم . أرجو من الأخوة التعقيب بما يعلمون فأنا أقبل النقد البناء، بالدليل من كتاب وسنة أو من مشاهد محسوس لا يحتمل التأويل والله من وراء القصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |