تضيق نفسي من مشاهير السوشيال ميديا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدلالة اللغوية والمدلول الفقهي للخمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بالقرآن حيت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكلمة مسؤولية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          بـارقـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الإقرار بالعبودية والألوهية لله تعالى أفضل شهادة تستودع عنده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          شعر – مثل – خبر – حكمة. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5064 - عددالزوار : 2268020 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4647 - عددالزوار : 1545416 )           »          من كفارات الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ثبوت صوم النبي أيام التسع من ذي لحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2025, 03:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,406
الدولة : Egypt
افتراضي تضيق نفسي من مشاهير السوشيال ميديا

تضيق نفسي من مشاهير السوشيال ميديا





أ. رضا الجنيدي


السؤال:
الملخص:
شابٌّ يجد في نفسه ضيقًا وهمًّا عند رؤيته مشاهير الميديا، إلى حدٍّ يصيبه أحيانًا بالوسواس، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري، أعاني من مشكلة نفسية مُتعِبة؛ تتمثل في أنني عندما أشاهد التلفاز، وأرى أشخاصًا كبارًا وصغارًا يظهرون أمام الكاميرات، أشعر بضيق وهمٍّ وحزن نوعًا ما، فأصبحت أخاف أن أشاهد الناس أمام الكاميرات؛ حتى لا أقع في هذا الشعور المزعج، لا أعرف ما هو السبب الذي جعلني هكذا، وأحس أنني الوحيد في العالم الذي يعاني من هذا الأمر، وأحيانًا تنتابني هلوسة التفكير في هذا الشأن؛ مما يزيد من قلقي وحيرتي، أرجو منكم التوجيه في هذه المسألة، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلًا بك ابننا الفاضل في استشارات الألوكة، أسأل الله العليَّ العظيم أن يُعلي بالخير شأنك، وأن يزيل عنك ما أهمك.

أخبرتنا يا بُني في بعض تفاصيل رسالتك أنك تشعر بالضيق والهمِّ، كلما شاهدتَ مَن يظهرون على شاشات التلفاز، والحقيقة أنك لست وحدك من يعاني من هذا الشعور، فكثير من الشباب في عصرنا الحاضر يعانون الأمرَ نفسه؛ إذ يتملكهم الحزن والقلق بسبب إحساسهم بالنقص أمام مَن يتصدرون المشهد الإعلامي، نتيجةً لتلك الهالة التي فرضها المجتمع حولهم، والحقيقة أن هذا الشعور بالنقص يرجع في أغلب الأحيان إلى جهلنا بالمعايير الصحيحة التي نقيس بها ذواتنا، ونقيِّم بها الآخرين.

ولقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم المعايير الصحيحة التي نقيِّم بها أنفسنا والآخرين؛ فعن سهل بن سعد الساعدي قال: ((مرَّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفَّع، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت، فمرَّ رجل من فقراء المسلمين، فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريٌّ إن خطب ألَّا يُنكح، وإن شفع ألَّا يشفَّع، وإن قال ألَّا يستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا))؛ [صحيح البخاري].

هذا الحديث يضع أمام أعيننا حقيقةً في غاية الأهمية؛ وهي أن قيمة الإنسان لا تُقاس بالمال ولا بالجاه، ولا بالشهرة ولا بالجمال، فقد تسمو عند الله عز وجل مكانةُ رجلٍ فقير من عامة المسلمين، لا يلتفت الناس إليه، ولا يلقون له بالًا، ولكنه بسبب إيمانه وتقواه تصبح مكانته عند الله أعلى وأعظم، وأفضل من مكانة صاحب المال أو الجاه، أو الشهرة أو الجمال، إذا كان الآخر أقل إيمانًا وتقوى.

وهذا مشهد آخر من السيرة النبوية يؤكد لنا هذه المعايير؛ وذلك حين كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا مع أصحابه، فصعِد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ليقطع عودًا من شجرة، فانكشفت ساقاه، فضحك بعض الصحابة من نحافتهما، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم أنها عند الله عز وجل أثقلُ في الميزان من جبل أُحُدٍ.

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((أنه كان يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيقَ الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ممَّ تضحكون؟ قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال: والذي نفسي بيده، لَهما أثقل في الميزان من أُحُدٍ))؛ [رواه أحمد].

هذه هي المعايير والموازين التي نزِن بها أنفسنا يا بني، وليست الشهرة ولا الأضواء التي تسلَّط على من يظهرون في الإعلام؛ لذلك احرص على أن تصحِّح مفاهيمك في نظرتك إلى الناس، ونظرتك إلى نفسك، واجتهد في أن تكون الأفضل بإيمانك وتقواك، ثم باجتهادك في المجال الذي تعلم أنه هو الأنسب والأصلح لك، والذي يتوافق مع قدراتك وإمكاناتك، وقبل ذلك يوافق الشرع، واحرص كذلك على ألَّا تركز كثيرًا على مثل هذه المقارنات التي تستهلك وقتك وتفكيرك، وجهدك وطاقتك النفسية فيما لا فائدة منه، فلن تورثك إلا الحزن والهمَّ والكدَرَ.

اشغل نفسك بأشياء مفيدة ونافعة، واجعل لنفسك نصيبًا من الترفيه الحلال، وإياك والفراغَ؛ فإن الفراغ من أكبر مولدات الأفكار السلبية.

واجتهد في أن تبعد نفسك عن متابعة أي محتويات غير هادفة، وركز بدلًا من ذلك على متابعة ما يرتقي بك، ويصقل شخصيتك، وينمي مهاراتك، وحين تتابع هذه المواد الهادفة اجعل تركيزك على مضمونها وفائدتها، لا على الأشخاص الذين يقدمونها، فإنك إن اعتدت التركيز على المحتوى والجوهر، فستجد مع الوقت تغييرًا ملموسًا وإيجابيًّا في أفكارك ومشاعرك.

وإذا خطرت ببالك فكرة تدفعك إلى مقارنة نفسك بالآخرين، فلا تعطِها من وقتك شيئًا، ولا تسترسل معها، فلا تتصور نفسك – مثلًا - قد أصبحت مشهورًا مثلهم، وتنسج أحداثًا في عقلك، بل أوقف هذه القصة فورًا، ثم عُدْ سريعًا بكامل تركيزك إلى ما كنت تفعله قبل أن تطرأ عليك هذه الفكرة، واشغل نفسك به، وركز عقلك معه حتى تبدأ هذه الخواطر في التلاشي والاختفاء.

واعلم أنك لست وحدك من يعاني من هذه الأفكار؛ فهي أمر شائع بين كثير من الناس؛ لذلك لا تهول الأمر، ولا تضخم المشكلة، ولا تعطِها أكبر من حجمها، بل اقطع هذه الأفكار وأنْهِها في بدايتها قبل أن تتفاقم.

أما إن كانت هذه الأفكار مُلِحَّة ومتكررة بشكل مبالغ فيه، وأخذت تفرض نفسها عليك، وتسيطر على غالب وقتك، وأصبحت عاجزًا عن دفعها، بحيث تحولت إلى وساوس، كما لمَّحت في رسالتك، فحينها أوصيك بالاستمرار على التدريبات السابقة، وعدم التفريط فيها، مع الاستعانة بمختص نفسي يساعدك على السيطرة عليها قبل أن تتفاقم وتشتد.

أسأل الله أن يرضى عنك ويُرضيَك، ويصلح لك شأنك كله، ويصرف عنك كل ما يكدر صفو حياتك.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.47 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]