لطائف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 236 - عددالزوار : 16821 )           »          6 معطرات جو طبيعية لكل غرفة فى المنزل.. روائح منعشة وآمنة تدوم طويلاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          5 أنشطة لأطفالك لمساعدتهم على التعلم من خلال اللعب.. خليهم ينبسطوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل طاجن البسبوسة بالمكسرات.. دلعى أولادك وضيوفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بلاش نزول من غير فطار.. 6 وجبات صحية خفيفة تمنحك الطاقة والرشاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          روتين العناية بالشفاه فى 3 خطوات لابتسامة ساحرة فى الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          4 وصفات طبيعية تخلصك من القشرة من غير ما تنشف شعرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 خطوات بسيطة تساعدك على المذاكرة أولاً بأول وتمنع تراكم الدروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          5 أسباب لنقع الأرز قبل طهيه.. هيبقى صحى أكثر ومفلفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          5 خطوات سريعة لترتيب المطبخ فى 15 دقيقة.. وفرى وقتك وصحتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-10-2025, 04:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,837
الدولة : Egypt
افتراضي لطائف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

لطائف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (تمهيد)

سائد بن جمال دياربكرلي



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن من أثمن موسوعات العلم الشرعي التي أصَّلت منهجَ سلف هذه الأمة؛ كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحرَّاني الحنبلي الدمشقي، والذي جمعه العلَّامة عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي وابنه محمدٌ، رحمهم الله جميعًا.

وقد تجلَّت عبقرية شيخ الإسلام – قدَّس الله روحه – وجزالة فكره في هذه الموسوعة الثمينة، والدُّرة النفيسة، التي صاغها بأسلوب علميٍّ رصين، مازجَ فيه بين العقل والنقل، بجُوده المعهود عنه بالعلم، وعنايته الفريدة بتناول كل مسألة من كل وجه ممكن، وهو ما شهِد له به تلميذه ابن القيم – رحمه الله – في كتابه "مدارج السالكين"[1].

والكتاب لم يقتصر على كونه موسوعةً عقديةً فقهيةً تفسيريةً شاملةً، بل وثَّق المنهجية الشرعية الأصيلة، القائمة على فهم السلف الصالح، الذي لا يقدَّم فيه العقل على النقل، ولا يتعارض فيه العقل الصحيح مع النقل الصريح، فغدا مرجعًا شرعيًّا لا مندوحة للعلماء وطلبة العلم عنه، وحُجَّة على الفلاسفة والمتكلمين لا قِبل لهم بها.

ولجمع الكتاب قصة عجيبة، بدأت برسالة كتبها الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد بن مري البعلبكي[2] إلى تلاميذ شيخ الإسلام بعد وفاته، موصيًا إياهم بتعاهد إرث الشيخ والعناية بنشره، فكان مما قال فيها: "قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا، يستعملهم فيه بطاعة الله))، وقال: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى تقوم الساعة))، والله سبحانه يقول في كتابه: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 8]، وكما انتفع الشيخ بكلام الأئمة قبله، فكذلك ينتفع بكلامه مَن بعده إن شاء الله تعالى.

فاتبعوا أمر الله، واقصدوا رضا الله بجمع كل ما تقدرون عليه من أنواع المؤلَّفات الكبار، وأشتات المسائل الصغار، ومن نسخ الفتاوى المتفرقة، وسائر كلامه الذي قد مُلئ، ولله الحمد، من الفوائد والفرائد والشوارد، فأيقِظوا الهِمم، وابذلوا الأموال الكثيرة في تحصيل هذا المطلب العظيم الذي لا نظير له، فهذا هو الذي يلزمنا من حيث الأسباب، والتمام على رب الأرباب ومسبِّب الأسباب وفاتح الأبواب، الذي يقيم دينه، وينصر كتابه وسنة نبيه على الدوام، ويُثيب من يؤهِّله لذلك من أنواع الخاص والعام، وكلٌّ مجزيٌّ في القيامة بعمله، وما ربك بظلام للعبيد.

وقد عُلِم أن الإمام أحمد بن حنبل كان ينهى في حال حياته عن كتابة كلامه؛ ليجمع القلوب على المادة الأصلية العظمى، ولما توفي استدرك أصحابه ذلك الأمر الكبير، فنقلوا علمه وبيَّنوا مقاصده، وشهروا فوائده، فانتصرت طريقته، واقتُفيت آثاره لأجل ذلك، والوجود هو على هذه الصفة قديمًا وحديثًا.

فلا تيئسوا من قبول القلوب القريبة والبعيدة لكلام شيخنا، فإنه ولله الحمد مقبولٌ طوعًا وكرهًا، وأين غايات قبول القلوب السليمة لكلماته، وتتبُّع الهِمم النافذة لمباحثه وترجيحاته، ووالله إن شاء الله ليقيمن الله سبحانه لنصر هذا الكلام ونشره، وتدوينه وتفهمه، واستخراج مقاصده، واستحسان عجائبه وغرائبه، رجالًا هم إلى الآن في أصلاب آبائهم، وهذه هي سُنة الله الجارية في عباده وبلاده، والذي وقع من هذه الأمور في الكون لا يُحصِي عدده غيرُ الله تعالى.

ومن المعلوم أن البخاريَّ مع جلالة قدره أُخرج طريدًا، ثم مات بعد ذلك غريبًا، وعوَّضه الله سبحانه عن ذلك بما لا خطر في باله، ولا مرَّ في خياله، من عكوف الهِمم على كتابه، وشدة احتفالها به، وترجيحها له على جميع كتب السنن؛ وذلك لكمال صحته، وعظمة قدره، وحسن ترتيبه وجمعه، وجميل نية مؤلفه، وغير ذلك من الأسباب.

ونحن نرجو أن يكون لمؤلفات شيخنا أبي العباس من هذه الوراثة نصيب كثير إن شاء الله تعالى؛ لأنه كان بنى جملة أموره على الكتاب والسنة، ونصوص أئمة سلف الأمة، وكان يقصد تحرير الصحة بكل جهده، ويدفع الباطل بكل ما يقدر عليه، لا يهاب مخالفة أحدٍ من الناس في نصر هذه الطريقة، وتبيين هذه الحقيقة"[3].

فكان كما قال رحمه الله، وأبرَّ الله يمينه بعد ستة قرون، فأقام لنصر هذا الكلام رجالًا أجلَّاءً، كان في طليعتهم العلَّامة الشيخ عبدالرحمن بن قاسم (المتوفى سنة 1392هـ)، الذي أمضى قرابة أربعة عقود في جمع ما تفرق من فتاوى شيخ الإسلام ورسائله المكتوبة من مظانِّها في بقاع عديدة، إلى جانب ترتيبها وتصحيح أصولها، وقد أشار الشيخ محمد بن العلَّامة عبدالرحمن بن قاسم (المتوفى سنة 1421هـ) إلى هذه الرحلة الجليلة في مقدمة كتاب "المستدرك على مجموع الفتاوى"؛ حيث قال:
"الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.


منَّ الله جل وعلا بجمع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله، وطبعها في كتابٍ عددُ مجلداته سبعة وثلاثون مجلدًا، ثلاثون منها طُبعت في الرياض في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله على نفقته الخاصة عام 1381هـ، ثم طُبعت السبعة الباقية في مطبعة الحكومة بمكة المكرمة عام 1386هـ.


ثم صُورت السبعة والثلاثون في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله بأمره في المغرب.


ثم صُورت بأمر الملك فهد حفظه الله في عام 1397هـ.


وهي الآن تصوَّر في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة لطباعة المصحف الشريف.


وهكذا تلقَّاها ملوك آل سعود لاحقًا عن سابقٍ بالتقدير والعناية، وبذلوا في سبيل إخراجها الغاليَ والنفيس، ولا تزال عند العلماء والمفتين والقضاة والمتعلمين من أكبر المراجع وأوثقها؛ وهي كما قال عنها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: "هذا كتاب عظيم القدر كثير الفائدة".


وقد ذكرت في مقدمتي للطبعة الأولى منها قصةَ جمع هذه الفتاوى، وأصولها المطبوعة سابقًا والمخطوطة، وما قمت به مع والدي رحمه الله في جمعها، وترتيبها، وتصحيح أصولها".

فالكتاب بصورته الأصلية يقع في خمسة وثلاثين مجلدًا، يفهرسها مجلدان، ويتبعها المستدرك بخمسة مجلدات.

وقد تتابعت جهود العلماء في صَون هذا الإرث الإسلامي العظيم والعناية به؛ فمنهم من صنف كتابًا سماه "صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف"، استدرك فيه ما وجده من سقط أو تصحيف أو تنبيه ونحوه، تلاه جهد محقِّقَي طبعة دار الوفاء: أنور الباز وعامر الجزار سنة 1426هـ؛ حيث قاما بوضع الفهارس الموضوعية، واستدراك الأخطاء المطبعية والتصحيفات على الطبعة الأولى، ثم قام الإخوة في المكتبة الشاملة بالعناية به وتنسيقه بإخراج إلكتروني مُحكم، تضمن كل الجهود السابقة[4].

كما توالت جهود العلماء في الاقتباس من هذا المجموع المبارك وتقريبه للقرَّاء، فاقتبس من أضوائه في العقيدة فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان، وجمعها في كتاب بمجلد واحد سماه: "أضواء من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة"[5]، وقام الشيخ أحمد بن ناصر الطيار بتهذيب محتواه، وتيسيره لطلبة العلم ومن سواهم، وجمعه في كتاب من خمسة مجلدات سمَّاه: "تقريب فتاوى ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية"[6].

وقد تشرفت بقراءة هذا المجموع الثمين ومستدركه، والوقوف على لَطائِفِهِ وما حواه من كنوز، أقوم بجمع ما تيسر منها في سلسلة من المقالات، سائلًا المولى سبحانه وتعالى النفعَ والتوفيق والسداد.

يتبع...

[1] حيث قال: "الجود بالعلم وبذله، وهو من أعلى مراتب الجود، والجود به أفضل من الجود بالمال؛ لأن العلم أشرف من المال، والناس في الجود به على مراتب متفاوتة، وقد اقتضت حكمة الله وتقديره النافذ ألَّا ينفع به بخيلًا أبدًا.
ومن الجود به: أن تبذله لمن لم يسألك عنه، بل تطرحه عليه طرحًا.
ومن الجود به: أن السائل إذا سألك عن مسألة استقصيتَ له جوابها شافيًا، لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به الضرورة، كما كان بعضهم يكتب في جواب الفتيا: «نعم» أو «لا»، مقتصرًا عليها.
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك أمرًا عجيبًا؛ كان إذا سُئل عن مسألة حكمية، ذكر في جوابها مذاهب الأئمة الأربعة إذا قدر عليه، ومأخذ الخلاف، وترجيح القول الراجح، وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفعَ للسائل من مسألته، فيكون فرحه بتلك المتعلقات واللوازم أعظمَ من فرحه بمسألته.
وهذه فتاواه بين الناس، فمن أحب الوقوف عليها رأى ذلك.
فمن جود الإنسان بالعلم: أنه لا يقتصر على مسألة السائل، بل يذكر له نظيرها ومتعلقها ومأخذها، بحيث يشفيه ويكفيه".

[2] قال الصفدي في ترجمته: "(‌‌أحمد بن محمد بن مري) الشيخ الإمام الفاضل شهاب الدين البعلبكي، كان في مبدأ حاله منحرفًا عن الشيخ تقي الدين ابن ‌تيمية، وممن يحُط عليه، فلم يزل من أصحابه إلى أن اجتمع به فمال إليه، وأحبه، ولازمه، وترك كل ما هو فيه، وتلمذ له ولازمه مدة".
وقال ابن حجر: "كان منحرفًا عن ابن تيمية، ثم اجتمع به فأحبه، وتلمذ له، وكتب مصنفاته، وبالغ في التعصب له".

[3] رسالته كاملة نشرها وعلَّق عليها الشيخ محمد عزير شمس، والدكتور علي بن محمد العمران في كتاب: "الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون وتكملة الجامع"؛ [ص193-201].

[4] رابط الكتاب: https://shamela.ws/book/7289
ورابط المستدرك: https://shamela.ws/book/10284

[5] فكان مما قال – حفظه الله ونفع بعلمه – في مقدمته: "فإن (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) مرجع عظيم من مراجع الإسلام، وثروة هائلة من فقه الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح في سائر العلوم الشرعية؛ أيقظ الله به الأمة من رقدتها، وأقامها من كبوتها بعدما تراكمت عليها ركامات من الشركيات والبدعيات والخرافات والتقليد الأعمى – إلا من رحم الله منها – وبعدما طغى عليها تيار الفكر الغربي، والمنهج الفلسفي، والسلوك الصوفي، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فقيَّض الله لها المجددون الذين يبعثهم الله على رأس كل مائة سنة ليجددوا لها دينها؛ كما جاء ذلك في الحديث، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية".
والكتاب متوفر بصيغة إلكترونية على موقع جامع الكتب الإسلامية: https://ketabonline.com/ar/books/92316/

[6] ينظر للفائدة: التعريف بالكتاب على شبكة الألوكة: https://www.alukah.net/culture/0/139414
والكتاب متوفر بصيغة إلكترونية على موقع المكتبة الشاملة: https://shamela.ws/book/879






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]