|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
لمحة في بيان ما ذكر في القرآن في علو منزلة الخليل عليه السلام د. أحمد خضر حسنين الحسن كل البشرية - المسلم والكافر - يَعرِف مَن هو إبراهيم عليه السلام، وقد خصَّه الله بخصائص وحباه بفضائلَ: فمن فضائله وخصائصه عليه السلام أنه خليلُ الرحمن، لم يُشاركه في الخلة إلا سيدنا محمد صلى الله عليهما وسلم؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125]. وقد جعله الله عز وجل إمامًا للناس يقتدون به ويهتدون بهديه؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130]. وقد أجرى الله تعالى على يديه بناء بيته الذي جعله قيامًا لناس ومثابة وأمنًا، وعهِد الله إليه ولابنه تبعًا له تطهير البيت للطائفين، والعاكفين، والرُّكَّع، والسجود، وأمر سبحانه المؤمنين باتخاذ مقامه مصلًّى؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]. وقد حصر الله النبوة والكتاب من بعده في ذريته عليه السلام؛ قال سبحانه: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 27]، فلم يأت نبي بعد إبراهيم إلا من ذريته. وهو عليه السلام أول مَن يُكسى يوم القيامة؛ كما في المتفق عليه من حديث ابن عباس قال: قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: (إنكم محشورون حُفاة عراة غرلًا - ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 104]، وإن أول الخلائق يُكسى يوم القيامة إبراهيم)؛ رواه البخاري. وقد جمع الله له منزلتين عظيمتين؛قال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، فجمع له بين الصديقية والنبوة، وفضائله أكثر من أن تُحصر عليه السلام، وما علمناه غيضٌ من فيض مما جهلناه في إبراهيم عليه السلام. لما كان الخليل عليه السلام هو في الدرجة العليا والمقام الأسنى عند الله العلي الأعلى، كثُرت ذكر مناقبه وفضائله في القرآن الكريم، وتعدَّدت الآيات التي تُثني عليه، وتبيِّن ما منَّ الله تعالى به عليه؛ كما ورد في القرآن الكريم بيان ما تحلَّى به الخليل عليه السلام من أخلاق كريمة وصفات جليلة في دعوته إلى الله تعالى. ولكن مع ذلك أقول: مَن دقَّق النظر في كتاب الله تعالى، وجد أن ما أعطاه الله تعالى الحبيب صلى الله عليه وسلم، فهو أعلى وأفضل بكثير مما أعطاه للخليل عليه السلام.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |