|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
حين يتجلَّى لطف الله عبدالله بن إبراهيم الحضريتي تُثقل الكآبةُ قلوبَ الناس حين تكثُر المحن، ويقول قائل: لقد غلب الهمُّ على المسلمين، وحقَّ لهم أن يكتئبوا لما يشاهدون من ضيقٍ وظلم.لكن، ما إن يفتحوا مصحفهم، فيقرؤوا الآيات التي يُخبرهم فيها ربُّهم أنَّه يكفي عباده، وأنَّه لطيف بهم، حتى تهدأ الأرواح، وتطمئن القلوب، وكأنَّ يدًا من رحمة الله تمسح عنها غبار الحزن. قد يُسائل سائل: وأين اللطف في هذا الذي نرى؟ والجواب: إن اللطف ليس غياب الشدائد، بل هو أن يُظهِر الله الأمور في صور أضدادها، فيُخرج من رحِم الضيق فسحةً، ومن قلب الألم بريقَ أمل. انظر إلى يوسف عليه السلام: وُضع في غيابة الجبِّ، في قعر مظلم، في صحراء موحشة، لو صاح حتى ينقطع صوته ما سمِعه أحد. ثم جاء الفَرَج، فإذا هو لا يعود إلى حِضن أبيه، بل إلى سوق العبودية؛ يُباع ويُشترى، وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم. ثم يُلقى في السجن سنين طويلة بغير ذنبٍ ولا جريمة. كل هذا كان في عين الناس بلاءً، لكنه في قدر الله لطفٌ؛ لأن النهاية كانت عزًّا وتمكينًا، وخيرًا كثيرًا لأهل مصر وبني إسرائيل. ذلك هو اللطف: أن يُخفي الله العطايا في ثياب البلايا، وأن يجعل الدموع تمهيدًا للفرح، والسقوط بدايةً للارتقاء. فاطمئنَّ إذًا إلى صُنع ربِّك. ألم ترَ لو أن أمَّك وأباك دبَّرا لك أمرًا، أكنت تشكُّ أن الدافع لهما الرحمة بك؟ فكيف بربٍّ هو أرحم بك من أمِّك وأبيك؟ إنَّ حسن الظنِّ بالله هو البلسم الذي يعيد للنفس طمأنينتها، وللقلب سكينته. وهو سبحانه يقول في الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء)). فظنُّنا بربِّنا أن ما يُكتَب على أمة نبيِّه صلى الله عليه وسلم إنما يُكتَب لها فيه العاقبة الحسنى، مهما بدت الطريق محفوفة بالمشقة. فلعلَّ ما نراه شدة، إنما هو باب اللطف الذي يوشك أن يُفتح، وما عند الله خير وأبقى.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |