|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
حين تغادر قبل أن تكتمل البركات عبدالله بن إبراهيم الحضريتي من المشاهد التي تتكرر في مساجدنا: أن ينصرف بعض المصلِّين مباشرة بعد السلام، حتى قبل أن يلهجوا بأذكارهم، أو يمنحوا قلوبهم فرصةَ السكون بين يدي الله. والخروج المبكر ليس حرامًا، لكنه حرمانٌ للنفس من فيض عظيم وأجر كريم. أتدري ما الذي تفوِّته؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((والملائكة تُصَلِّي على أحدكم ما دام في مُصَلَّاه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)). تصوَّر هذا الفضل؛ ملائكة الله تدعو لك وأنت جالس بهدوء حيث صليت، تستمطر لك الغفران والرحمة. ولهذا قال العلماء: إنَّ الجلوس في المساجد من الغنائم الباردة؛ غنائم لا تعب فيها ولا مشقة، وإنما هي عطايا تُسكب على قلوبٍ جلست بين يدي الله. ولمن أثقلت ذنوبه ظهرَه، فما أروع أن يُكثر من الجلوس في بيوت الله؛ فإن اقترن الجلوس بتوبة صادقة واستغفار خاشع، كان الدعاء أعظمَ وأرفع، إذ يناله شرفٌ آخر؛ استغفار حملة العرش! قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا... ﴾ [غافر: 7]. فأي منزلة هذه؟! حملة العرش، أشرف الملائكة وأعظمهم، يستغفرون لك حين تجلس تائبًا ذاكرًا في المسجد. إنها فرصة أن تجمع بين توبةٍ صادقة، وجلوسٍ في بيت الله، فتُفتح لك أبواب المغفرة باستغفار الملائكة ودعائهم. أما إن كان الجلوس مجرد سكون دون توبة، فلك مع ذلك نصيب كريم؛ إذ تستغفر لك الملائكة ما دمت في مصلَّاك. فيا أيها المصلِّي، لا تعجِّل بالخروج قبل أن تُكمل الأذكار، وقبل أن تمنح روحك فرصة التوبة والرجوع. اجعل جلوسك في المسجد لحظةَ صفاء، ونَفَسًا تُجدِّد به العهد مع الله. واجمع بين ذكرٍ يرفعك، وتوبةٍ تغسلك، ودعاء ملائكةٍ يحيط بك. فهنيئًا لمن جلس قليلًا بعد الصلاة، فربِح مغفرةً قد لا ينالها من هُرع إلى الدنيا مسرعًا.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |