|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
إضاءة: ما أروع النظام! د. عوض بن حمد الحسني كم هو جميل أن يفعَّل النظام، ومنه الأجرة مقابل العمل، وفي ظل الأتمتة، أصبح أكثر دقة وسهولة؛ ففي نهاية دوام اليوم الخميس 1/ 1/ 1447، كان بداية تقاعدي المبكر، ولله الحمد والمنة، بعد أن قضيت ثلاثين عامًا وثمانية أشهر في ردهات التعليم، بين معلم ووكيل، ومشرف تربوي ورئيس قسم، ومدير مكتب تعليم ومدير إدارات أخرى، ولله الحمد، غادرت برغبتي في كل هذه المجالات، وأنا مطلوب غير مرفوض، وراضٍ عن نفسي بما قدمت، سائلًا الله القبول؛ لأني بذلت ما بوسعي، وسخرت كل طاقاتي العقلية والفكرية، والجسدية والنفسية، وما أكرمني به ربي من مهارات متعددة، لِما أُسند لي من مهام وأعمال، مستعينًا بالله مراقبًا له، راجيًا ما عنده، متعبدًا بالسمع والطاعة له، فلله الحمد والمنة، ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11]، ومن حديث هذه النعمة أن لي بصمة وأثرًا في كل ما أُسند لي خلال هذه الرحلة الشاقة الماتعة معًا، فالحمد لله أولًا وأخيرًا، وما كان ذلك إلا بتوفيق منه سبحانه وتعالى، ومع ذلك يبقى الإنسان ضعيفًا، يعتريه القصور في بعض الأوقات، مهما كان جادًّا في حياته العملية والعلمية، ولكن بحسبه أنه حاول الكمال بنفسه أو بفريق عمله حسب المجال، وإن لم يصل للكمال، فسيكون حتمًا له أثر ووجود، بخلاف غيره ممن لم يكن جادًّا، واكتفى أن يكون على قارعة الطريق. ونعود، والعود أحمد، إلى صلب الموضوع وما عنون له في هذه الإضاءة: (ما أروع النظام!) فأقول: وفي الصباح الباكر، لهذا اليوم الوداعي وصلتني رسالة من زميل متقاعد معي في نفس التاريخ، يستفسر عن راتبه خُصم منه، فقلت: له وكذلك خُصم مني راتبي ما يقارب ثلاثة آلاف ريال، ولكن أخي هو النظام أخذ ما له وأعطانا مالنا، وما خُصم مقابل ما تبقى من الشهر وهي أربعة أيام، وإن صدمنا في بداية الأمر بهذا الخصم للارتباطات المالية المترتبة على الراتب كاملًا كالمعتاد أثناء تواجدنا على رأس العمل. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيفعَّل النظام في إعطاء المتقاعدين مكافآتهم لنهاية الخدمة مباشرةً مع آخر يوم في الدوام، أو في أسبوع، أو أسبوعين، أو نحو ذلك؟ فهي تسمى مكافأة نهاية خدمة، والمكافأة إذا أُخِّرت عن وقتها وزمانها فلا قيمة لها، إلا أنها تصبح حقًّا وصل لأصحابه متأخرًا. فعندما تكون مكافأة فعلية وتُسلَّم له في نهاية خدمته بوقت وجيز، فيشعر الموظف في وزارة التعليم أن مستحقاته وصلت له مبكرًا مراعاة للخدمة الطويلة التي قدمها للتعليم، وكذلك تكون مساهمة من الجهة التي كان يعمل بها في محاولة سد الفجوة بين الوضع المالي الذي كان عليه أثناء رأس العمل، والوضع المالي الذي سيكون عليه بعد التقاعد، فذهاب أكثر من ربع الراتب أو نحو ذلك، سيكون له صدمة قوية، وبالذات مع أهل الدخل المحدود، فإن تأخرت المكافأة عن المتقاعدين، فأنى لها أن تسد هذه الفجوة وتردمها في ظل تأخر استلامها لعدة أشهر وليس أسابيع؟! فإن كان المتقاعدون بتعليم منطقة مكة بالقنفذة النظاميون من 1/ 7/ 1446 إلى تاريخ هذا اليوم - أي لمدة ستة أشهر أو يزيد - لم يستلموا مستحقاتهم بعد، فكيف بمن بدؤوا مشوار تقاعدهم بهذا اليوم؟ وسؤال يطرح نفسه أيضًا في ظل أتمتة النظام في وزارة التعليم، هل سيفعَّل النظام أيضًا في تسليم المتقاعدين مع تقاعدهم ما لهم من مستحقات مالية لخارج دوام أو انتداب أو نحو ذلك، في آخر يوم عمل في الوزارة أو قريبًا من ذلك؟ وهل النظام سيفعل في هذا الجانب كما فعل معنا في جانب الأجرة مقابل العمل؟ لأن هذه أعمال نُفِّذت أيضًا، والحديث: ((أعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه))، فهل سيكون ذلك واقعًا، أم أصبح الاكتفاء بالأجرة الفعلية للعمل واقعًا؟ نتمنى أن يكون ذلك.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |