|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
كيف أن الأرض فيها فاكهة ونخل ذات أكمام؟ د. نبيه فرج الحصري في الآية المباركة ﴿ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ [الرحمن: 11]، يذكر المولى عز وجل أنه إذ وضع الأرض للأنام فإنه زودها بما يتقوى به ساكنوها وبما يرغبهم ويحببهم في سكناها؛ ولذا فإنه عز وجل أوجد فيها من أصناف الفاكهة لذيذة الطعم، مبهرة المنظر، عظيمة الفائدة، طيبة الرائحة، تستفيد منها الخلائق ساكنة الأرض، والآية الكريمة تفيد أن المولى عز وجل أوجد أشجار الفاكهة بأنواعها وأتاحها لخلقه بمجرد وجودهم على الأرض؛ أي: إنهم لم يزرعوها ابتداءً، وإنما وجدوها مثمرة غضة جاهزة للمطعم والإفادة من ظلها، ويتضح ذلك من دلالات الآية المباركة التي أتت بعد الآية الكريمة ﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾ [الرحمن: 10]؛ أي: إن المولى عز وجل وضع الأرض لخلقه كلهم، وزوَّدها بأصناف الفاكهة والنخل ليتغذَّى بهما مختلف الخلائق، وقد خصَّ بالذكر من ضمن صنوف النخل صنفًا مميزًا هو ذات الأكمام، أو أنه عز وجل يصف النخل كله بأنه ذات أكمام، وتتناول هذه المقالة في ثناياها إيضاحًا لعبارة ﴿ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ الواردة في الآية الكريمة. ويتطابق ذلك مع الواقع العلمي؛ إذ إنه من المعلوم أن أول مهنة عرفها الإنسان كانت مهنة الجمع والالتقاط؛ حيث أخذ يجمع الفاكهة بأصنافها والتمر كذلك من على الأشجار بعد أن يصعد عليها أو يلتقطها من على الأرض إذا كانت موجودة وملائمة لأن يتغذى عليها مباشرةً ويستمتع بفوائدها ومذاقها الطيب، وكذا بقية الأنام أو الخلائق على اختلاف أصنافهم التي نعرفها أو ربما لا نعرفها، واختص المولى عز وجل النخل بالذكر في قوله: ﴿ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ [الرحمن: 11]، وهنا يثور تساؤل لافت للذهن؛ وهو: هل النخل من الفواكه أم إنه صنف مختلف في خصائصه عن الفاكهة؟ في الواقع فإن النخل صنف مميز، وقد ذكر الله عز وجل الفاكهة نكرة في حين أن النخل معرفة بالألف واللام، وربما يدل ذلك على اختلاف جنس النخل عن جنس الفاكهة، وإن كان في العرف الاجتماعي العام أن التمر بأنواعه من الفاكهة؛ لكن يوجد من النخل أو النخيل أصناف متعددة، منها ما ينتج التمور ذات الأشكال الكثيرة، ومنها ما ينتج غير التمور؛ كنخيل الزيت مثلًا الذي يتم استخراج زيت النخيل منه، وهناك نخيل جوز الهند الذي ينتج ثمرات جوز الهند، فينتج منها الزيت ومنتجات أخرى تعتمد على تلك الثمرة، كما يوجد نخل طويل وآخر قصير، ومنها السميك والرفيع وغير ذلك من أصناف لسنا هنا بصدد التعمق بشأنها. وبناءً على ذلك نجد أن أشجار الفاكهة تتميز بخصائص مشتركة تختلف عما هو موجود في أشجار النخيل، فكل منهما صنف مختلف عن الآخر؛ ولذا ذكرهما الله عز وجل متمايزين في قوله: ﴿ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ [الرحمن: 11]، وهذان الصنفان مما أوجده الله عز وجل من أصناف الغذاء ليتغذَّى عليهما الخلق عند بداية سكناهم للأرض، بالإضافة إلى ما أورده عز وجل في الآية التالية مباشرة في قوله: ﴿ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴾ [الرحمن: 12]. ولنا وقفة بخصوص قوله عز وجل بقوله: ﴿ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ [الرحمن: 11]، فهل عبارة ذات الأكمام وصف للنخل فقط أم وصف للفاكهة والنخل معًا؟ الكلمتان مؤنثتان، وقد أتت عبارة ﴿ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ وصفًا لكلتيهما، والفيصل في ذلك التساؤل هو معرفة معنى عبارة ﴿ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾، قال ابن كيسان: (الأوعية التي يكون فيها الثمر؛ لأن ثمر النخل يكون في غلاف ما لم ينشق، واحدها (كم)، وكل ما ستر شيئًا فهو كم وكمة، ومنه كم القميص، ويقال للقلنسوة كمة). فالأكمام في اللغة هي أغطية الطرفين العلويين من الثوب، أو هي أطراف الثوب، ويقال عن الكم في بلاد الشام ردن، ومنها سميت دولة الأردن بمعنى الأطراف؛ لأن موقعها على طرف شبه الجزيرة العربية، وطرف الشام وطرف العراق وطرف فلسطين وطرف مصر، وعلى ذلك ينبني السؤال وهو: هل الفاكهة ذات أكمام- أي أطراف- أم أن النخل فقط ذات أطراف؟ أما أشجار الفاكهة كالبرتقال والتفاح والبرقوق وغيرها فليس لها أطراف، وإنما لها فروع ينبت منها الثمر، فهي إذًا ليست ذات أطراف أو أكمام وإنما ذات أفرع أو فروع، وعلى ذلك فصفة (ذات أكمام) لا تنطبق عليها، أما النخلة فهي بالفعل ذات أطراف أو أكمام، وهي عبارة عن السباطات التي ينبت منها الثمر سواء كان ذلك تمرًا بأنواعه، أو ثمار زيت النخيل، أو الجوز، أو مختلف الثمار التي تنبت من سباطات النخل. ولذا فالمقصود بذات الأكمام هو النخل بأنواعه فقط، والله عز وجل أعلى وأعلم، ويريد المولى سبحانه أن يلفت نظر المؤمن إلى معجزة النخل الذي ينبت في المناطق قليلة الماء، ويتحمل درجات الحرارة العالية، وكذا تمتد جذوره في الأرض قدر ما هو ظاهر منه فوق سطح الأرض، وينبت ثمارًا مختلفة فائدتها للجسم وللعظام تحديدًا لا تدانيها فائدة أخرى من أنواع الغذاء. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بيت لا تمر فيه جياع أهله»، بما يعني أن وجود التمر في البيت بركة، ورزق حسن، وأمان من الجوع؛ لغناه بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة للجسم البشري؛ ولذا اختصَّه الله عز وجل بالذكر في الآية الكريمة التي يميِّز الله عز وجل فيها بين الصنفين الأساسيين من الشجر اللذين أوجدهما سبحانه لخلقه ليقتاتوا منهما ويتغذوا عليهما وهما الفاكهة والنخل.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |