التناصـح بين المسلمين وأهميته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5057 - عددالزوار : 2238939 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4639 - عددالزوار : 1517032 )           »          الرقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تدبرات الجزء الرابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العَفُو! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          "من حُسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          روحنة المادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا تهمل القرآن بحجة طلبِك للعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          {وإنّ جندنا لهم الغالبون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2025, 05:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,880
الدولة : Egypt
افتراضي التناصـح بين المسلمين وأهميته

التناصـح بين المسلمين وأهميته


  • النصيحة كلمة جامعة غايتها إرادة الخير للمنصوح وتحصيله له وإرشاده إليه وتنبيهه إلى اجتناب العيوب والتحذير من الانحراف بالقول والعمل والسلوك
  • للنصيحة جملة من الآداب أعظمها الإخلاص لله تعالى بأن يريد الناصح الأجر والثواب من الله سبحانه ويريد كذلك الخير للمنصوح
  • النصيحة خُلُق عظيم ينبغي أن يكون شائعًا في المجتمع حتى تشيع فيه الفضيلة وتحلّ فيه الرحمة وتُستر فيه العيوب
الأخوة هي روح الإيمان، ولباب المشاعر، وهي التأمين الشامل الذي يبث في أكناف المجتمع الطمأنينة والسلام، وصور الأخوة كثيرة لا حصر لها، ونتكلم عن صورة من صور الأخوة الصادقة، وهي من حق المسلم على المسلم، ذلكم هو النصيحة، النصح أداءً، والنصيحة قبولًا، والتناصح محبة، فتنصح أخاك، وتنصح له، وتقبل النصيحة، وتحب الناصحين.
النصيحة كلمة جامعة، غايتها إرادة الخير للمنصوح وتحصيله له وإرشاده إليه، وتنبيهه إلى اجتناب العيوب، والتحذير من الانحراف بالقول والعمل والمعاملة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة كررها ثلاث مرات، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم»، فتأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة» كأنه حصر الدين كله في النصيحة، لعظيم شأنها في دين الإسلام، والنصيحة تسمى: دينًا وإسلامًا، ولا يمكن لأحد كائنًا من كان أن يستغني عن النصيحة، مهما كان موقعه، ومهما كانت منزلته، من الحاكم، والعالم، والمعلم، ورب الأسرة، والغني، والفقير، والذكر، والأنثى، في كل زمان ومكان.
النصيحة قيام بالمسؤولية
النصيحة قيام بالمسؤولية، وإعذار إلى الله -تعالى-؛ كما قال -سبحانه-: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأعراف:164)، والحذر الحذر من بغض الناصحين وإيذائهم واستباحة أعراضهم والتشكيك في مقاصدهم، يقول عمر - رضي الله عنه -: «لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين»، فينبغي أن تشيع محبة الناصحين في المجتمع، وأن يحتفى بهم، وأن يشجعوا على ذلك، قال بعضهم: «من نصحك فقد أحبك، ومن داهنك فقد غشك»، ومن علامة حب الناصحين: قبول النصيحة، والفرح بها، بقلب سليم وصدر رحب، والتصريح بقبولها، والتعبير عن التقدير والامتنان، والعزم على العمل بها، وقد قيل: «أدّ النصيحة على أكمل وجه، واقبلها على أي وجه»، وإن غياب التناصح وضعفه بين المسلمين سبب لآفات كثيرة، وسبب لشيوع المنكرات، وسبب للغيبة والنميمة، والاحتقار والاستهزاء، وانتشار القطيعة والفرقة، ويكفي أن نعلم أن ضد النصيحة الغش والنفاق والمداهنة.
النصيحة خلق عظيم
إن النصيحة خلق عظيم ينبغي أن يكون شائعًا في المجتمع، وعندما تشيع النصيحة في المجتمع، ويحب المجتمع الناصحين، تشيع فيه الفضيلة، وتحل فيه الرحمة، وتستر فيه الرذيلة، جاء في الصحيحين عن جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه - قال: «بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم»، قال الخطابي -رحمه الله-: «جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النصيحة للمسلمين شرطًا في الذي يبايع عليه؛ كالصلاة، والزكاة؛ ولذلك قرنها بهما»؛ فانظروا إلى عظيم شأن النصيحة في دين الإسلام، وكيف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبايع بعض أصحابه عليها كما يبايعهم على إقام الصلاة وعلى إيتاء الزكاة.
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في النصيحة
ولنأخذ نموذجًا من نصيحة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد أصحابه، كيف لحظ النبي - صلى الله عليه وسلم - عيبًا في أحد أصحابه؟ وكيف قدم له النصيحة؟ وكيف تقبل ذلك الصحابي هذه النصيحة من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، جاء في الصحيحين عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى، قال حكيم: قلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك؟ -أي: لا أخذ من أحد مالًا بعد هذا الكلام الذي سمعت منك- فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء، فيأبى، ثم إن عمر - رضي الله عنه - يدعوه ليعطيه العطاء، فيأبى، فيقول عمر - رضي الله عنه -: يا معشر المسلمين أشهدكم أني أعرض على حكيم - رضي الله عنه - حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه»؛ فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعد نصيحته تلك حتى توفي -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-. فانظروا كيف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاحظ في هذا الصحابي عيبًا خفي على الصحابي نفسه، فنصحه النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلمات يسيرة أثرت في نفس هذا الصحابي تأثيرًا بليغًا، جعلته يلتزم بهذه النصيحة حتى توفي، لاحظ النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا الصحابي حرصه على المال، وسؤاله المتكرر للمال، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينصحه، فقضى حاجته أولًا؛ حيث أعطاه ثم أعطاه ثم أعطاه، ثم بعد ذلك نصحه، ولما نصحه، نصحه سرًّا فيما بينه وبينه، ولما نصحه لم يجعل النصيحة موجهة إلى شخصه، وإنما إلى فعله، وهذا من أدب النصيحة أن تجعل النصيحة مركزة على الفعل الصادر من المنصوح، وليست لشخص المنصوح. ثم لما نصحه لم يجعل النصيحة مباشرة فلم يقل: لاحظت عليك كذا وكذا، وإنما قدم النصيحة بصورة غير مباشرة، فجعلها بصورة حكمة وفائدة، فقال: إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى، ولم يقل: أنت أخذت المال بإشراف نفس، وإنما جعل الأمر خيارين، وجعل النصيحة غير مباشرة، فاستوفت هذه النصيحة من النبي - صلى الله عليه وسلم - جميع آداب النصيحة؛ ولهذا كان أثرها عظيمًا، فحلف حكيم - رضي الله عنه - بالله على ألا يأخذ من أحد مالًا، فضلًا عن أن يسأله، وهو الذي كان يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هذه النصيحة مرات عدة ، أرأيتم كيف يكون أثر النصيحة إذا استوفت آدابها وشروطها؟ وكيف يكون أثرها العظيم البليغ؟
آداب النصيحة
للنصيحة جملة من الآداب، من أعظمها: الإخلاص لله -تعالى-، بأن يريد الناصح الأجر والثواب من الله -سبحانه-، ويريد كذلك الخير للمنصوح؛ فإن بعض الناس يتخذ من النصيحة وسيلة للتعيير، وللتحقير للمنصوح، ولتوبيخه، والتقليل من شأنه، وهذا خلاف أدب النصيحة؛ فينبغي أن يكون القصد صحيحًا وصالحًا بأن يريد بذلك الأجر والثواب من الله -تعالى-، وأن يريد بذلك الخير لهذا الشخص المنصوح.
النصيحة باللين والرفق
وكذلك أيضًا من آداب النصيحة: أن تكون باللين والرفق؛ فإن اللين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، والله -تعالى- بعث موسى وهارون -عليهما السلام- إلى أكبر طاغية على الأرض وهو فرعون الذي ادعى مقام الربوبية، وقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (النازعات:24)، ومع ذلك قال الله -تعالى- لهما: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه:44)، وقد جُبلت النفوس على النفرة من الشدة والغلظة، وعلى محبة الرفق واللين، فينبغي عند بذل النصيحة أن تبذل بالرفق وباللين، وبحسن التلطف.
النصيحة سرا
ومن أدب النصيحة: أن تكون سرًّا، قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «من وعظ أخاه سرًّا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه»؛ فالمؤمن يستر وينصح، والمنافق يهتك ويفضح، فإذا أردت أن تنصح أحدًا فلا تنصحه علانية، وأمام الناس، وإنما خذه سرًّا وابذل له النصيحة بلطف وأدب ورفق فيما بينك وبينه، أما نصيحة الإنسان أمام الناس فإن هذه ليست بنصيحة، وإنما هي فضيحة وتعيير.
إحسان الظن بالمنصوح
وينبغي أن يقترن بالنصيحة إحسان ظن، والتماس عذر، قال أحد السلف: «إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعل له عذر، وأنا لا أعلم به»، وقال بعضهم: «لا تلقين أحدًا بما يكره وإن كنت ناصحًا؛ فإن ذلك ينفر من قبول النصيحة».
البدء بقضاء حاجة المنصوح
ومن أدب النصيحة: أنه إذا كان للمنصوح حاجة فينبغي أن تبدأ أولًا بقضاء حاجته، ثم تبذل له النصيحة، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع حكيم بن حزام في القصة السابقة.
التلطف غاية التلطف
ومن أدب النصيحة أيضًا: أنه ينبغي التلطف غاية التلطف مع المنصوح؛ لأن النصيحة مهما كانت تبقى نقدًا، والنقد ثقيل على النفوس، وليست كل النفوس تتقبل هذا النقد، فينبغي التلطف في بذل النصيحة، ويحسن كذلك النظر إلى بعض الجوانب الإيجابية في ذلك المنصوح وتقديمها قبل بذل النصيحة، بأن يقول: أنا رأيت فيك كذا وكذا، ويذكر أمورًا من أمور الخير، ويشكره على ذلك، ويثني عليه بها، ثم يقول بعد ذلك: لكن لاحظت عليك أمرًا يسيرًا وهو كذا وكذا، فهذا أدعى لقبول النصيحة. فإذا اكتملت آداب النصيحة وشروطها فإنها بإذن الله -تعالى- يكون لها الأثر العظيم على المنصوح، ويكون لها الأثر الكبير في نشر الفضيلة، وفي نشر المعروف، وفي نشر الخير في المجتمع، وفي كذلك أيضًا إبعاد المجتمع عن الرذيلة، وعن المنكرات، فينبغي الحرص على النصيحة، والتواصي بين المسلمين على بذل النصيحة، ومحبة الناصحين، وقبول النصح ممن بذله.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]