|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1] نورة سليمان عبدالله ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾، ما هو التطفيف؟ ومن هم المطففون؟ وما هي صفاتهم؟ وهل يكون في المال والتجارة فقط؟ أم حتى في أعمال أخرى؟ وما أسبابه؟ وكيف نتقيه؟ ما هو التطفيف؟ المطفف في اللغة: "المُقَلِّلُ حَقَّ صاحبِ الحقِّ عَمَّا لَهُ من الوفاء في كيل أو وزن"، وأصله: من الشيء الطفيف، وهو النزر القليل، وإناء طَفَّان: إذا لم يكن ملآن. قال "ابن كثير": "الْمُرَادُ بِالتَّطْفِيفِ: البَخْس فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، إِمَّا بِالِازْدِيَادِ إِنِ اقْتَضَى مِنَ النَّاسِ، وَإِمَّا بِالنُّقْصَانِ إِنْ قَضَاهم؛ وَلِهَذَا فَسَّرَ تَعَالَى الْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ وَعَدَهُمْ بالخَسَار والهَلاك؛ وَهُوَ الْوَيْلُ، بِقَوْلِهِ: ﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ ﴾ [المطففين: 2]؛ أَيْ: مِنَ النَّاسِ ﴿ يَسْتَوْفُونَ ﴾ [المطففين: 2]؛ أَيْ: يَأْخُذُونَ حَقَّهُمْ بِالْوَافِي وَالزَّائِدِ، ﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾ [المطففين: 3]؛ أَيْ: يَنْقصُونَ، وَقَالَ سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [الأنعام: 152]، وَقَالَ تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 9]. ومن هم المطففون؟ هم الذين ينقصون المكيال والميزان، ويبخسون الناس أشياءهم، وقال بعض العلماء: يدخل التطفيف في كل قول وعمل، وذهب بعض الناس إلى أن التطفيف هو تجاوز الحد في وفاء ونقصان، قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن أوفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين. قال الشيخ السعدي رحمه الله: وإذا كان هذا الوعيد على الذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان، فالذي يأخذ أموالهم قهرًا أو سرقةً، أولى بهذا الوعيد من المطففين. ودلَّت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات. بل يدخل في عموم هذا: الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ما له من الحجج، فيجب عليه أيضًا أن يبين ما لخَصْمه من الحجج التي لا يعلمها، وأن ينظر في أدلة خَصْمه كما ينظر في أدلته هو، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله، فما هي أسباب التطفيف؟ نذكر بعضًا من أسباب التطفيف- عافانا الله وإياكم-: 1- فساد القلوب وندرة الخوف من الله. 2- الأنانية وحب الاستئثار. 3- البخل بالمشاعر والأحاسيس. 4- خيانة الأمانة. ما هي أبعاد التطفيف؟ منها: 1- النقص في العبادة. 2- التطفيف في العمل والمهن. 3- التطفيف في العلاقات العائلية. وما هو علاج التطفيف؟ من ذلك: 1- تذكير الناس بالوقوف بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وأنه سيؤدي إلى حسرة وندامة. 2- القدوة الحسنة، ويجب أن يكون الأفراد، وخاصة القادة والمسؤولين، قدوة في الوفاء بالحقوق، وتجنب التطفيف في جميع المجالات. 3- يجب غرس الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين في نفوس الأفراد من الصغر، لتجنب بخس حقوقهم أو مطالبة الآخرين بما ليس لهم. 4- فرض عقوبات على من يتجاوز حدود العدل في الكيل والميزان سواء في الحقوق المادية أو المعنوية. وبعد.. فينبغي أن يكون الوزن القسط العدل بأدق الموازين الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، ليعيش المجتمع المسلم على أكمل وجه، بعيدًا عن المغالاة، وبعيدًا عن الشُّحِّ والبخل والتقتير، وبعيدًا عن الإسراف والتبذير والامتلاء الفاسد غير المبرر، قال أبو القاسم القشيري رحمه الله: لفظ المطفف يتناول التطفيف في الوزن والكيل، وفي إظهار العيب وإخفائه، وفي طلب الإنصاف والانتصاف، ومن لم يرض لأخيه المسلم ما يرضاه لنفسه، فليس بمنصفٍ، والذي يرى عيب الناس ولا يرى عيب نفسه، فهو من هذه الجملة، ومن طلب حق نفسه من الناس، ولا يعطيهم حقوقهم، كما يطلب لنفسه، فهو من هذه الجملة، والفتى من يقضي حقوق الناس، ولا يطلب من أحد لنفسه حقًّا. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الناجين حين يقوم الناس لرب العالمين. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |