|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لو عرفوك لأحبوك وما سبوك يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم السيد مراد سلامة الخطبة الأولى الحمد لله الذي تفرَّد بأوصاف عظمته وكماله، وتقدَّس بعزِّ كبريائه وجلاله، وتوحَّد بالخلق والإبداع، فلا شريك له في أفعاله، وعمَّ كلَّ مخلوقٍ جزيلُ أفضاله ونواله، هو الأول والآخر بالقِدَم والبقاء، الظاهر والباطن بالقهر والكبرياء، القدُّوس الصمد الغني عن جميع الأشياء، الواحد الأحد المنزَّه عن جميع الأشباه والشُّركاء، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وحبيبه. ألا يا رسولَ الله يا خيرَ مُرسلٍ ![]() عليك صلاةُ الله لا تتناهَى ![]() فيا فوزَ مَن صلَّى عليك مِن الوَرَى ![]() صلاةً يَعُمُّ الكونَ منها سناها ![]() عليك صلاةُ الله يا أشرفَ الورى ![]() مَحِلًّا ويا أعلى البريَّة جاهَا ![]() عليك صلاةُ الله ما هبَّت الصَّبا ![]() وفاحَ بعَرف الْمِسك طيبُ شَذاها ![]() وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه وتمسَّك بسُنته، واقتدى بهدْيه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين؛ أما بعد: فنقف اليوم مع التشريف والتعريف بمن هو معرَّف، لا يحتاج إلى تعريف، وإنما هي تذكرة للسُّعداء بصور مشرقة من حياة سيد النبلاء - صلى الله عليه وسلم - وكذلك تذكرةٌ للجهلاء الذين جهِلوا قدر سيد الأصفياء - صلى الله عليه وسلم - نتذكر فيها مشاهدَ شاهدة على نُبل سيد النبلاء وشرفه - صلى الله عليه وسلم - ولله درُّ القائل: مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ ![]() مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ ![]() مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً ![]() مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ ![]() مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً ![]() مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ ![]() مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ ![]() مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ ![]() مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَف ![]() مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ ![]() مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا ![]() مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ ![]() الحليم العفو - صلى الله عليه وسلم -: أيها الإخوة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ القمةَ والدرجة العالية في العفو والصفح، كما هو شأنه في كلِّ خلُقٍ من الأخلاق الكريمة، فكان عفوه يشمل الأعداء فضلًا عن الأصدقاء، وكان - صلى الله عليه وسلم - أجمل الناس صفحًا، يتلقَّى من قومه الأذى المؤلم فيُعرض عن لومهم أو تعنيفهم، أو مقابلتهم بمثل عملهم، ثم يعود إلى دعوتهم ونُصحهم كأنما لم يلقَ منهم شيئًا. وفي تأديب الله لرسوله بهذا الأدب أنزل الله عليه في المرحلة المكية قوله: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾ [الحجر:85-86]، ثم أنزل عليه قوله: ﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف:89]، فكان يقابل أذى أهل الشرك بالصفح الجميل، وهو الصفح الذي لا يكون مقرونًا بغضبٍ أو كبرٍ أو تذمُّرٍ من المواقف المؤلمة، وكان كما أدَّبه الله تعالى، ثم كان يقابل أذاهم بالصفح الجميل، ويعرض قائلًا: سلام. وفي العهد المدني لَقِيَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - من يهود المدينة أنواعًا من الخيانة، فأنزل الله عليه قوله: ﴿ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾[المائدة: 13]، فصبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عليهم وعفا وصفح، حتى جاء الإذن الرباني بإجلائهم، ومعاقبة ناقضي العهد منهم). وها هو حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «كَانَ النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ، وَأَهْلِ الكِتَابِ، كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا﴾ [آل عمران: 186]، وَقَالَ اللَّهُ: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ﴾ [البقرة: 109] إِلَى آخِرِ الآيَة [1].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |