حاجتنا إلى النضج الدعوي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التواصل الاجتماعي.. ضوابطه وآدابه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          (وداعاً أيها القرآن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          نصائح على طريق النجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تكفير الأعيان وأثره في استحلال الدماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الرفيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هيئات الفتوى والرقابة الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية- أهميتها.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 2776 )           »          ثلاث مسائل فقهية في العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مواسم الخيرات فيما بعد رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طفلك..وأوقات فراغه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-09-2025, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,922
الدولة : Egypt
افتراضي حاجتنا إلى النضج الدعوي

حاجتنا إلى النضج الدعوي



كتبه/ وائل رمضان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي زمن تتسارع فيه التغيرات، وتتعدد فيه التحديات الفكرية والاجتماعية، وتزداد فيه الفتن، تبرز الحاجة الملحّة إلى وجود دعاة يتمتعون (بالنضج الدعوي)، يتجاوزون من خلاله حدود المعرفة النظرية إلى الوعي العميق والفهم الرشيد للواقع، يتعاملون مع المواقف بحكمة، ويخاطبون العقول بلغة الرحمة، ويعززون دور الإسلام في البناء، ويحسنون تنزيل الأحكام بما يحقق مقاصد الشريعة في الإصلاح والتغيير.
النضج الدعوي ليس لحظةً عارضة، ولا موقفًا عابرًا، بل هو ثمرة تجارب، وخلاصة تربية، وتراكم أيام من الصبر والمجاهدة؛ إنه اكتمال الشخصية الدعوية علمًا وفكرًا ووجدانًا؛ بحيث تتجلى معها الحكمة في القول، والرحمة في الفعل، والرشد في التقدير، فيصبح الداعية واعيًا لا منفعلاً، بصيرًا لا متهورًا.
قال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: 125)، بهذه القاعدة الإلهية تتجلّى معالم الدعوة الناضجة في حكمة تزن المواقف، وموعظة تلامس أعماق القلوب، وجدال بالحسنى، يشرح ولا يجرّح، يُقرّب ولا يُفرّق.
لقد علّمنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن الدعوة ليست صدامًا، بل هي رفقٌ ورحمةٌ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ ‌الرِّفْقَ ‌لَا ‌يَكُونُ ‌فِي ‌شَيْءٍ ‌إِلَّا ‌زَانَهُ، ‌وَلَا ‌يُنْزَعُ ‌مِنْ ‌شَيْءٍ ‌إِلَّا ‌شَانَهُ) (متفق عليه)، فلم تكن دعوته -صلى الله عليه وسلم- يومًا انتصارًا للذات، ولا تعبئةً ضد الآخر، بل كانت نداء حبٍّ وهدايةٍ، يصطفّي القلوب ويوقظ العقول.
خرج -صلى الله عليه وسلم- من الطائف مهمومًا، مُثقل القلب، مجروح الجسد، بعد ما لقي من أهلها ما يشقُّ على النفس، فجاءه مَلك الجبال يعرض نُصرة تُفنيهم، فإذا به -صلى الله عليه وسلم- يردُّ بكلمةٍ تهزّ الوجدان وتدهش العقول: (‌بَلْ ‌أَرْجُو ‌أَنْ ‌يُخْرِجَ ‌اللَّهُ ‌مِنْ ‌أَصْلَابِهِمْ ‌مَنْ ‌يَعْبُدُ ‌اللَّهَ ‌وَحْدَهُ، ‌لَا ‌يُشْرِكُ ‌بِهِ ‌شَيْئًا) (متفق عليه)، أي: عظمة وأي نضج وأي سعة أفق! لم تجرفه العاطفة، ولم يأسره الغضب، كان -صلى الله عليه وسلم- يبصر الغاية الكبرى، وهي: هداية الناس لا الانتقام منهم.
وفي فتح مكة يوم النصر والتمكين، كان بإمكانه -صلى الله عليه وسلم- أن يردَّ الصاع صاعين، لكنه اختار أن يفتح القلوب قبل أن يستردَّ الأرض، فقال لمن آذاه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؛ كأن الرحمة حين تكتمل تعلن النضج، وكأن النضج حين يبلغ منتهاه يحرر القلب من الضغينة، والنفس من شهوة الانتقام.
إنَّ الداعية الناضج لا يستعجل الثمرة قبل أوانها؛ فتغيير المجتمعات لا يتم في لحظة، بل هو زراعة وبناء ومكابدة.
إننا اليوم بأمس الحاجة إلى من يحمل عبء الرسالة بقلب نقي وفكر ناضج؛ فصلاح الأمة يبدأ من صلاح الدعوة، وصلاح الدعوة ونجاحها في التأثير والإصلاح يكمن في ارتقاء الداعية في فكره وسلوكه، فالدعوة رسالة ربانية تحتاج إلى إيمان عميق، وخلق وثيق، وفهم دقيق للمقاصد والمالآت.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.15 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]